عدد الأربعاء 6 ديسمبر 2023

Page 1

‫واتـس أب‬ ‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫عن قرب‬ ‫د‪ .‬مصطفى الفقى‬ ‫‪Tw i tte r :D r M o sta fa El Fe ky‬‬

‫اعترافات ومراجعات (‪)32‬‬ ‫قناع السلطة‬

‫لــم يــتــجــاهــل «نــخــلــتــه» الــتــى قــام‬ ‫بغرسها قبل عامني فــى الــواحــات‪،‬‬ ‫فــكــانــت أول األمــاكــن الــتــى حــرص‬ ‫على الــذهــاب إليها خــال زيــارتــه‬ ‫للوادى اجلديد‪ .‬لطفى رؤوف‪ ،‬سفير‬ ‫إنــدونــيــســيــا فــى مــصــر‪ ،‬مــن أوائ ــل‬ ‫الشخصيات العامة واملسؤولني الذين‬ ‫قــامــوا بغرس فسائل النخيل التى‬ ‫حتمل أسماءهم بواحة اخلارجة فى‬ ‫الوادى اجلديد‪ ،‬وذلك ضمن املبادرة‬ ‫الرئاسية لزراعة ‪ ٢.٥‬مليون نخلة‬ ‫إضافية بالواحات‪ ،‬بهدف اإلكثار من‬

‫«فوة»‪ ..‬قلعة صناعة «الكليم والجوبالن» فى مصر‬ ‫كفر الشيخ‪ -‬مجدى أبوالعينني‪:‬‬

‫تــشــتــهــر مــديــنــة فــــوة مبــحــافــظــة‬ ‫كفرالشيخ بأنها قلعة صناعة الكليم‬ ‫واجلــوبــان فــى مصر‪ ،‬وتعد املدينة‬ ‫موطن العمال املهرة‪ ،‬ويجرى مختلف‬ ‫مــراحــل تصنيع الكليم فيها‪ ،‬بداية‬ ‫مــن جتميع الــصــوف وتنظيفه وفتله‬ ‫وصباغته‪ ،‬وصناعة اجلــوبــان‪ ،‬وبيع‬ ‫املنتج فى املحافظات‪ ،‬وتصديره إلى‬ ‫بعض دول العالم‪ ،‬ويوجد بها أمهر‬ ‫الصناع املبدعني‪.‬‬ ‫يقول محمود سعد‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫إدارة جمعية كليم فــوة‪« :‬املدينة فيها‬ ‫العديد من مصانع الكليم واجلوبالن‪،‬‬ ‫ويوجد فيها أمهر الصناع وشيوخ املهنة‪،‬‬ ‫وتقوم املصانع بتدريب صنايعية جدد‪،‬‬ ‫بهدف استمرار تصدير منتجاتها»‪.‬‬ ‫ويضيف «ســعــد»‪« :‬املدينة تشتهر‬ ‫عامل ًيا بصناعة الكليم‪ ،‬وهــى مهنة‬ ‫تــوارثــتــهــا األج ــي ــال عــبــر الــعــصــور‪،‬‬ ‫ويفد إلــى املدينة سياح من مختلف‬ ‫اجلنسيات لشراء تلك املنتجات تذكا ًرا‪،‬‬ ‫مشي ًرا إلــى تصدير بعض املنتجات‬ ‫للعديد من دول العالم؛ خاصة إيران‬ ‫ودول اخلليج العربى مثل السعودية‬ ‫والكويت واإلمارات‪ ،‬إضافة إلى أملانيا‬ ‫وسويسرا وغيرهما‪.‬‬

‫عمال «فوة» أثناء عملهم فى الكليم واجلوبالن‬

‫ويشير إلى أن صنايعية الكليم يعانون‬ ‫من ارتفاع تكلفة نقل منتجاتهم إلى‬ ‫معارض القاهرة‪ ،‬ما يتطلب أكثر من ‪3‬‬ ‫آالف جنيه للمرة الواحدة‪ ،‬ذها ًبا وإيا ًبا‪،‬‬ ‫إضافة إلى أن إيجار املعارض يتكلف‬ ‫‪ 12‬ألف جنيه (إيجار أرض املعرض)‪،‬‬ ‫بخالف أجرة ومصاريف عمال عرض‬ ‫املنتج‪ .‬ويشير رئــيــس مجلس إدارة‬

‫جمعية كليم فوة إلى أن اجلمعية يعمل‬ ‫فيها ‪ 840‬من العمال واملــدربــن‪ ،‬من‬ ‫بني العاملني فى املهنة ويصل عددهم‬ ‫إلى ‪ 4‬آالف صنايعى‪ .‬ويقول مصطفى‬ ‫البهواش‪ ،‬جنل الراحل سعد البهواش‪،‬‬ ‫مؤسس مهنة صناعة الكليم فى فوة‪،‬‬ ‫إن والــده تخرج على يديه آالف من‬ ‫أمهر الصنايعية وشيوخ املهنة‪ ،‬وأنه‬

‫«كبير ً‬ ‫جدا»‬ ‫سوزانا محمد‪ ،‬وزيرة‬ ‫البيئة املستدامة‬ ‫بكولومبيا‪ ،‬عن‬ ‫حجم تأثر بالدها‬ ‫بإزالة غابات‬ ‫األمازون‪.‬‬

‫الفنانة ناهد‬ ‫السباعى تنعى‬ ‫والدتها املنتجة ناهد‬ ‫فريد شوقى‪ ،‬التى‬ ‫رحلت عن عاملنا‬ ‫أمس‪.‬‬

‫الفنان يحيى‬ ‫الفخرانى‪ ،‬عضو‬ ‫مجلس الشيوخ‪ ،‬عن‬ ‫اخلطة اإلسرائيلية‬ ‫إلزاحة مواطنى غزة‬ ‫إلى سيناء‪.‬‬

‫الفنانة عايدة‬ ‫فهمى‪ ،‬عن «التيك‬ ‫توكرز» خالل مقابلة‬ ‫تلفزيونية والسماح‬ ‫لهم بدخول عالم‬ ‫الفن‪.‬‬

‫«شيرين أبوعاقلة»‪ ..‬يفتتح ثانى‬ ‫أيام أسبوع السينما الفلسطينية‬

‫«الصحافة هى‬ ‫األصل»‬ ‫د‪ .‬هالة سرحان‪،‬‬ ‫خالل ندوة مبهرجان‬ ‫أيام قرطاج‬ ‫املسرحية‪ ،‬عن أنها ال‬ ‫حتبذ لقب إعالمية‬ ‫وتفضل لقب‬ ‫«صحفية»‪.‬‬

‫د‪ .‬ياسمني فؤاد‪،‬‬ ‫وزيرة البيئة‪ ،‬عن‬ ‫تعقيدات املناخ‬ ‫والالجئني‪ ،‬والتى‬ ‫تسير فى مسار‬ ‫متزايد‪.‬‬

‫كتبت‪ -‬تيسير حسن‪:‬‬

‫كتبت‪ -‬هالة نور‪:‬‬

‫الفيلم بعدد من الفعاليات الثقافية‬ ‫وكذلك بالقنوات الفضائية‪.‬‬ ‫ومــن املــقــرر أن يعرض الــيــوم‪ ،‬فى‬ ‫متام الساعة السادسة مسا ًء‪ ،‬الفيلم‬ ‫الوثائقى الطويل «العنصرية»‪ ،‬إخراج‬ ‫فايق جرادة‪.‬‬ ‫يذكر أن الفعاليات تقوم بتقدميها‬ ‫وإعدادها فن ًيا الناقدة السينمائية‬ ‫شــاهــنــدة مــحــمــد عــلــى‪ ،‬املــشــرف‬ ‫على النشاط السينمائى بصندوق‬ ‫التنمية الثقافية‪ ،‬وتستمر فعالياته‬ ‫يــوم ـ ًيــا‪ ،‬حــيــث تختتم يــوم اجلمعة‬ ‫املوافق ‪ ٨‬ديسمبر‪.‬‬

‫«املخاطر تزداد»‬

‫«الكسارة»‪ ..‬عنوان الصيادين فى عزبة البرج‬ ‫«برقع الحيا» يتناول معاناة‬ ‫الفنانين فى أول عروضه‬

‫شيرين أبوعاقلة‬

‫يفتخر بانتسابه للمهنة‪ ،‬التى ورثها‬ ‫عن والده‪ ،‬مشي ًرا إلى أن املهنة تعانى‬ ‫من ارتفاع سعر الصوف‪ ،‬وجتاوز سعر‬ ‫كيلو الغزل ‪ 60‬جني ًها‪ ،‬كما تعانى من‬ ‫ضعف التسويق‪ ،‬الفتا إلى رفع جتار‬ ‫الغزل السعر بشكل مستمر‪ .‬ويقول‬ ‫محمد راشــد‪ ،‬صنايعى كليم‪ ،‬إن أجر‬ ‫الصنايعى اليومى‪ ،‬متواضع للغاية‪ ،‬وال‬

‫موضحا أن الصنايعية‬ ‫يفى مبتطلباته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يعانون من صعوبة الظروف املعيشية‬ ‫بسبب ضعف األجر‪ .‬ويضيف محمد‬ ‫الدمنهورى‪ ،‬صنايعى كليم‪« :‬أعمل فى‬ ‫املهنة منذ طفولتى‪ ،‬وبدأت بالعمل على‬ ‫املواسير فى قاعة اجلمعية‪ ،‬وتدريج ًيا‬ ‫اكتسبت خــبــرة‪ ،‬وأصــبــحــت واحـــدًا‬ ‫من أمهر صناع الكليم»‪ ،‬مــؤكـدًا أنه‬

‫وزمــاءه يصممون لوحات فنية رائعة‬ ‫بالكليم واجلــوبــان‪ ،‬يصعب أن جتد‬ ‫مثي ً‬ ‫ال لها فى مكان آخر‪ ،‬وأن صنايعية‬ ‫فــوة يعتبرون فنانني مبعنى الكلمة‪،‬‬ ‫مطال ًبا بدعمهم‪ .‬وطالب «الدمنهورى»‬ ‫بتخصيص «قــســم لتعليم صناعة‬ ‫الكليم واجلوبالن فى مدرسة صناعة‬ ‫فــوة‪ ،‬للحفاظ على املهنة وحمايتها‬ ‫موضحا أن القاعة التى‬ ‫من االندثار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يعمل فيها‪ ،‬يوجد بها ‪ 4‬أنوال‪ ،‬يبدعون‬ ‫لوحات فنية بالكليم واجلوبالن»‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫تعلمت املهنة على يد شيوخ فوة (سعيد‬ ‫الــبــهــواشــى‪ ،‬مــؤســس املــهــنــة‪ ،‬وسعود‬ ‫اللقانى‪ ،‬ومحمد عابد‪ ،‬ومحمد حسن‬ ‫مليحة)‪ .‬ويؤكد سعد فودة‪ ،‬صنايعى‪،‬‬ ‫‪ 80‬سنة‪ ،‬أنه مستمر بالعمل فى املهنة‬ ‫رغم وصوله إلى الثمانني‪ ،‬مشي ًرا إلى‬ ‫أنه يعمل فى املهنة منذ طفولته وأمضى‬ ‫حياته بها ويريد أن يلقى ربه وهو يعمل‬ ‫بها‪ .‬ويشرح حامد كريرة‪ ،‬صنايعى‪،‬‬ ‫‪ 83‬سنة‪ ،‬أنــه يعمل باملهنة وعمره ‪5‬‬ ‫سنوات‪ ،‬وكان يتقاضى قرشى صاغ فى‬ ‫موضحا أن فوة مدينة عمالية‬ ‫األسبوع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مثل املحلة الكبرى‪ ،‬وتشتهر بصناعات‬ ‫أخــرى إلى جانب الكليم واجلوبالن‪،‬‬ ‫مثل الطرابيش‪ ،‬ويــوجــد بها مصنع‬ ‫للطرابيش‪.‬‬

‫«محتاجة صبر على الصبر»‬

‫جانب من العرض‬

‫كتب‪ -‬سعيد خالد‪:‬‬

‫النخيل وتعظيم القيمة االقتصادية‬ ‫ملحصول البلح‪ ،‬الذى تتميز بإنتاجه‬ ‫مــحــافــظــة الـــــوادى اجل ــدي ــد‪ .‬وفــى‬ ‫الثامن من أكتوبر عــام ‪ ،٢٠٢١‬كان‬ ‫السفير اإلنــدونــيــســى عــلــى موعد‬ ‫لغرس نخلته‪ ،‬فحمل الفأس وزرعها‬ ‫بــحــديــقــة ‪ ٣٠‬يــونــيــو شــمــال مدينة‬ ‫اخلارجة التى حملت اسمه كالعديد‬ ‫من الشخصيات‪ ،‬وعندما بدأ زيارته‪،‬‬ ‫ينس‬ ‫أمس األول‪ ،‬للوادى اجلديد‪ ،‬لم َ‬ ‫ما قام به من عامني‪ ،‬فكانت «النخلة»‬ ‫مبثابة صديقته بالواحات‪ ،‬انتظرته‬ ‫حتى عاد إليها مرة أخرى‪.‬‬

‫المدينة تصدر إبداعها إلى «الخليج» وألمانيا وسويسرا‬

‫«كل حياتى»‬

‫حتت رعاية الدكتورة نيفني الكيالنى‪،‬‬ ‫وزيرة الثقافة‪ ،‬وضمن الفعاليات التى‬ ‫تُقيمها الــوزارة للتضامن مع القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬انطلقت‪ ،‬السبت املاضى‪،‬‬ ‫فعاليات الــيــوم الــثــانــى مــن «أســبــوع‬ ‫السينما الفلسطينية»‪ ،‬الـــذى قام‬ ‫بتنظيمه كل من املركز القومى للسينما‪،‬‬ ‫برئاسة الدكتور حسني بكر‪ ،‬وقطاع‬ ‫صــنــدوق التنمية الثقافية‪ ،‬برئاسة‬ ‫الدكتور وليد قانوش‪ ،‬بسينما الهناجر‬ ‫بدار األوبرا املصرية‪.‬‬ ‫وضمن فعاليات اليوم الثانى‪ ،‬مت‬

‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫«عاد إليها بعد عامين»‪ ..‬سفير‬ ‫إندونيسيا يزور نخلته فى الوادى الجديد‬

‫الوادى اجلديد‪ -‬أحمد عبد السالم‪:‬‬

‫«ساذجة‬ ‫ومكشوفة»‬

‫عرض الفيلم الوثائقى الطويل «شيرين‬ ‫أبوعاقلة»‪ ،‬إخراج معن سمارة‪ ،‬ومدته‬ ‫‪ ٦٠‬دقــيــقــة‪ ،‬وعــقــب ع ــرض الفيلم‪،‬‬ ‫أقيمت ندوة أدارها الكاتب الصحفى‬ ‫أمين احلكيم‪ ،‬واستضاف خاللها مدير‬ ‫التصوير د‪ .‬محسن أحمد‪.‬‬ ‫وكان قد مت عرض الفيلم الوثائقى‬ ‫الطويل «من حتت الركام» إخــراج ان‬ ‫تسوليس‪ ،‬فــى الــيــوم األول‪ ،‬وأشــاد‬ ‫جميع احلضور بجودته وطريقة عرضه‬ ‫لألحداث الذى نعيش جز ًءا كبي ًرا منها‬ ‫حال ًيا على أرض الــواقــع‪ ،‬كما ناشد‬ ‫احلضور اجلهات املعنية ضرورة عرض‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬

‫السفير اإلندونيسى يزور نخلته‬

‫«مستحيل»‬

‫دقيقة حداد قبل عرض الفيلم الوثائقى‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Wednesday - December 6 th - 2023 - Issue No. 7114 - Vol.20‬‬

‫األربعاء ‪ ٦‬ديسمبر ‪٢٠٢٣‬م ‪ ٢٢ -‬جمادى األولى ‪ 14٤٥‬هـ ‪ ٢٦ -‬هاتور ‪ - 17٤٠‬السنة العشرون ‪ -‬العدد ‪٧١١٤‬‬

‫متر بخاطرى من حني إلى آخر انطباعات حول بعض الشخصيات‬ ‫وهى فى السلطة‪ ،‬ثم أوضاعها بعد زوال تلك السلطة‪ ،‬وقد اخترت‬ ‫بهذا املقال املوجز مناذج ثالث لشخصيات كبرى فى واحدة من أهم‬ ‫فترات العصر اجلمهورى‪ ،‬وأعنى بها سنوات حكم الرئيس الراحل‬ ‫ٍ‬ ‫مبالحظات أدركتها من خالل شخصيات‬ ‫عبدالناصر فأعترف اليوم‬ ‫ثالث عاصرتها وحتدثت معها وأرتبط بتقدير خاص لكل منها رغم‬ ‫اختالف املشارب واملآرب إال أنها تبقى فى ذاكرتى رصي ًدا متجد ًدا‬ ‫للمقارنة السياسية بني األشــخــاص فى مواقع مؤثرة وبينهم بعد‬ ‫رحيل السلطة وتراجع األضواء واإلحساس بخواطر من يعيشون على‬ ‫هامش احلياة‪ ،‬وأعطى لذلك مناذج ثالثة من ذلك العصر احلالم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫محل‬ ‫ففى أحــد األيــام من نهاية تسعينيات القرن املاضى دخلت‬ ‫جتار ًيا فى منطقة صالح الدين مبصر اجلديدة‪ ،‬فإذا بى وج ًها لوجه‬ ‫أمام السيد (عبداحلميد السراج) ابن اإلقليم الشمالى للجمهورية‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬كما كانت تسمى أيام الوحدة وكان من املناصرين‬ ‫واملؤيدين للراحل عبدالناصر‪ ،‬كما كان رجله القوى فى سوريا بحكم‬ ‫رئاسته ملكتب االستخبارات والــذى كــان يطلق عليه أحيا ًنا تعبير‬ ‫املكتب الثانى‪ ،‬وقد أرهقت اإلجــراءات التى اتخذها (السراج) فى‬ ‫سوريا خالل سنوات الوحدة بعض العناصر من بقايا احلكم السابق‬ ‫الذين لم ترق لهم األساليب املعمول بها فى اإلقليم املصرى‪ ،‬فبادرنى‬ ‫السيد (عبداحلميد السراج) بالتحية وبدأنا حدي ًثا جانب ًيا استغرق‬ ‫عدة دقائق‪ ،‬سألته خاللها ملاذا لم يكتب مذكراته؟ فأجابنى بأنه إذا‬ ‫فعل ذلك فقد يسىء إلى بعض من أحبهم‪ ،‬وكان شديد الوالء لهم‪،‬‬ ‫ثم تطرق إلى ما جرى يوم االنفصال وتهريبه هو وحارسه (منصور‬ ‫الــرواشــدة) إلى مصر بواسطة السلطات املصرية‪ ،‬أما الشخصية‬ ‫الثانية فهى (شمس بدران) الذى كان وزيرا للحربية بترشيح مشترك‬ ‫من عبدالناصر وعامر‪ ،‬وكانت سطوته كبيرة ملا كان يحظى به من ثقة‬ ‫مازحا ذات مرة‪،‬‬ ‫عبدالناصر وعامر فى ذات الوقت‪ ،‬حتى إنه هددهما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائل إنه يستطيع أن يقوم بانقالب على الرئيس عبدالناصر واملشير‬ ‫متزوجا من سيدة فاضلة تعمل فى اجلامعة األمريكية‬ ‫وكان‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫عامر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬وقد ذكر لى أن املوسيقار الكبير محمد عبدالوهاب كان‬ ‫يــزوره فى بيته ويداعب آلة العود معه ويدندن مبوسيقاه الساحرة‬ ‫ليخفف عنه وطأة العمل وهموم احلياة‪ ،‬وقد التقيته فى لندن فى‬ ‫سبعينيات الــقــرن املــاضــى عندما أطلق ســراحــه الرئيس الراحل‬ ‫السادات ورأيته على حقيقته شخصية متواضعة ومثقفة يتحدث عن‬ ‫ٍ‬ ‫بحياد كامل‪ ،‬وأذكر أنه اتصل بى يوم مصرع زميله‬ ‫ماضيه فى السلطة‬ ‫فى مكتب املشير عامر وأعنى به العقيد على شفيق‪ ،‬وقد سألنى‬ ‫شمس بــدران يومها‪ :‬هل حادث القتل جنائى أم سياسى؟‪ ،‬وعندما‬ ‫قلت له إنه فى الغالب جنائى استراح كثي ًرا‪ ،‬فقد كان يخشى تصرفات‬ ‫انتقامية من بعض من قام باعتقالهم فى السجن احلربى‪ ،‬وانقطعت‬ ‫صلتى به عبر السنني‪ ،‬لكننى كنت أقارن دائ ًما بني موقعه فى السلطة‬ ‫وبني حياته العادية بعد زوالها‪ ،‬ولم أكن أعلم أنه رحل عن عاملنا حتى‬ ‫صحح لى معلومة رحيله‪ ،‬منذ عامني‪ ،‬واحد من كبار ضباط القوات‬ ‫رئيسا لهيئة العمليات‪ ،‬أما الشخصية الثالثة‬ ‫املسلحة عندما كان‬ ‫ً‬ ‫فهى السيد (سامى شرف)‪ ،‬سكرتير الرئيس عبدالناصر الشخصى‬ ‫للمعلومات لسنوات طويلة‪ ،‬والذى ظل على وفاء للزعيم حتى آخر‬ ‫سنوات حياته وكــان يتصل بى بشكل منتظم يناقش رأ ًيــا أو يلفت‬ ‫النظر ألمر معني أو يصحح معلومة عايشها هو مباشرة‪ ،‬وكان ودو ًدا‪،‬‬ ‫حسن املعشر كرمي اخللق‪ ،‬إلى أن رحل عن عاملنا منذ فترة وجيزة‬ ‫وكان الرئيس السادات قد اعتقله ضمن املجموعة التى سميت مراكز‬ ‫القوى‪ ،‬وتخلص منها بحركة مفاجئة فيما سمى ثورة التصحيح عام‬ ‫‪.١٩٧١‬‬ ‫إننى أذكر هذه النماذج الثالثة كمثال للذين يقبضون أحيا ًنا على‬ ‫أعنة السلطة‪ ،‬وتكون لهم الكلمة العليا فإذا برحوها غاب ذكرهم‬ ‫واختفت األضواء حولهم وأصبحوا بش ًرا عاديني بعد أن زالت األقنعة‬ ‫واختفت املظاهر‪ ،‬وأدرك اجلميع أن تلك األيام نداولها بني الناس!‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫حــول معاناة الفنانني العاملني‬ ‫مبجال الرقص من أجــل البقاء‪،‬‬ ‫يــأتــى الــعــرض املــســرحــى «بــرقــع‬ ‫احلــيــا»‪ ،‬الــذى افتتح على مسرح‬ ‫نهاد صليحة بأكادميية الفنون‪،‬‬ ‫ضــمــن فــعــالــيــات «لــيــلــة رقــص‬ ‫مــعــاصــر»‪ ،‬فــى دورتــهــا السابعة‪.‬‬ ‫العرض من تصميم وإخراج شيرين‬ ‫حجازى‪ ،‬لفرقة عوالم خفية‪ ،‬حيث‬ ‫مزجا ما بني‬ ‫قــدم «برقع احليا»‬ ‫ً‬ ‫الرقص املصرى والرقص املعاصر‪،‬‬ ‫وتــنــاول معاناة الفنانني العاملني‬ ‫مبجال الــرقــص مــن أجــل البقاء‬ ‫فى ظل الصعوبات املحيطة‪ ،‬سواء‬ ‫اجتماع ًيا أو اقتصاد ًيا‪ .‬وتستمر‬ ‫«ليلة رقــص معاصر» فــى ليلتها‬

‫الثانية‪ ،‬حيث تقدم الثالثاء املقبل‬ ‫‪ 3‬عــروض رقــص معاصر‪ ،‬ضمن‬ ‫عــروض برنامج اإلقــامــة الفنية‪،‬‬ ‫وهى‪« :‬ملاذا ال تقوم أى شىء» من‬ ‫تصميم وإخـــراج أليا جيلني من‬ ‫هولندا‪ ،‬و«هــل أنــت» من تصميم‬ ‫وإخراج ريبيكا نوروود من أمريكا‪،‬‬ ‫و«فــــى يـــوم ولــيــلــة» م ــن تصميم‬ ‫وإخــراج نرمني حبيب من مصر‪.‬‬ ‫وتقدم العروض على مسرح نهاد‬ ‫صليحة فى الثامنة مساء‪ ،‬ويعاد‬ ‫يوم اخلميس ‪ 7‬ديسمبر‪.‬‬ ‫يذكر أن برنامج اإلقامة الفنية‬ ‫الذى تنظمه «ليلة رقص معاصر»‬ ‫يستضيف فــنــانــن دول ــي ــن من‬ ‫مختلف دول الــعــالــم مل ــدة شهر‬ ‫ونصف الشهر‪.‬‬

‫فى الساعات األولــى من الصباح‪،‬‬ ‫ومع أذان الفجر‪ ،‬يبدأون رحلة البحث‬ ‫عن رزقهم‪ ،‬ال مكان محد ًدا هنا لهذا‬ ‫الــزرق‪ ،‬فالسماء إضاءتهم والطبيعة‬ ‫جدرانهم‪ ،‬هم أحد فرق صناعة السفن‬ ‫وقطاع الصيد فى دمياط‪ ،‬بل هم حلقة‬ ‫الــوصــل األه ــم واألبـ ــرز بــن الصياد‬ ‫ومركبه‪ ،‬مهنة شاقة ال تعترف سوى‬ ‫باجلهد والعمل‪ ،‬هم عمال «الكسارة»‬ ‫عنوان الصيد فى عزبة البرج‪.‬‬ ‫والــكــســارة هــى مهنة «فــتــل حبال‬ ‫الصيد»‪ ،‬مهنة قدمية متوارثة فى عزبة‬ ‫الــبــرج فقط‪ ،‬يتم مــن خاللها إعــادة‬ ‫تأهيل احلبال‪ ،‬وإزالة األجزاء املمزقة‬ ‫منها‪ ،‬ثم استخدام السلك وطبقة ورق‪،‬‬ ‫يتم كسوها باحلبل احلــريــر‪ ،‬إلعــادة‬ ‫تأهيلها لعملية الصيد مرة أخرى‪.‬‬ ‫«مــحــتــاجــة صــبــر عــلــى الــصــبــر»‪..‬‬ ‫هكذا بدأ «العربى أبويوسف»‪ ،‬عميد‬ ‫الكسارين مبدينة عزبة البرج‪ ،‬حديثه‬ ‫لنا ليستكمل احلديث قائ ً‬ ‫ال‪« :‬أعمل‬ ‫مبهنتى منذ ستني عــا ًمــا‪ ،‬مهنتنا ال‬ ‫تعترف بحالة الطقس‪ ،‬نعمل فى أجواء‬ ‫غير عــاديــة مــن أجــل لقمة العيش»‪،‬‬ ‫بدأ عميد الكسارين فى شرح مهنته‬ ‫فقال‪« :‬الكسارة مهنة عرفناها من‬ ‫خالل عمال إيطاليا‪ ،‬الدمايطة قدروا‬ ‫يتعلموها سري ًعا‪ ،‬وأصبح لنا شهرتنا‬ ‫فى املجال»‪.‬‬ ‫واستمر فى احلديث‪« :‬املهنة مرت‬

‫الصيادون أثناء عملهم فى «الكسارة»‬

‫مبرحلتني‪ ،‬فــى الــبــدايــة كــان العمل‬ ‫كله يــدو ًيــا وشــا ًقــا ج ـ ـدًا‪ ،‬ويستغرق‬ ‫ً‬ ‫طويل‪ ،‬اآلن من خالل املاكينات‬ ‫وقتًا‬ ‫أصبحنا نتحكم فى كل شــىء بشكل‬ ‫أسرع‪ ،‬ولكن ورغم التطور يظل وجود‬ ‫عمال الكسارة أساس ًيا من أجل إمتام‬ ‫العمل كما ينبغى»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬نتعامل مع مهنة حتتاج إلى‬ ‫قوة بدنية كبيرة‪ ،‬يصل وزن العدة إلى‬ ‫‪ 600‬كجم‪ ،‬على حسب طلب الصياد‪،‬‬ ‫هى ً‬ ‫أيضا تتحكم فى العمق الذى يحتاج‬ ‫إليه الصيادون أثناء رحلتهم» واستمر‬ ‫قــائـ ًـا‪« :‬نتمكن مــن صناعة أدوات‬

‫الصيد من مخلفات السفن‪ ،‬هنا أهمية‬ ‫أخرى ملهنة الكسارة‪ ،‬فبدوننا ال توجد‬ ‫رحالت صيد»‪.‬‬ ‫واخــتــتــم ع ــم «ال ــع ــرب ــى»‪ ،‬عميد‬ ‫الكسارين فــى عزبة الــبــرج‪ ،‬حديثه‬ ‫ً‬ ‫قــائــا‪« :‬ه ــى مهنة شــاقــة ج ـ ـدًا‪ ،‬ال‬ ‫يــرغــبــهــا الــكــثــيــرون‪ ،‬شــبــاب اجليل‬ ‫احلــالــى يفضلون الــعــمــل مبــجــاالت‬ ‫مختلفة لكن بعيدًا عنها‪ ،‬على املستوى‬ ‫الشخصى أن ــا أعــشــق ه ــذه املهنة‪،‬‬ ‫أحزن كثي ًرا عندما أتذكر أنها تواجه‬ ‫االنقراض‪ ،‬وأننا لم نتمكن حتى اآلن‬ ‫من توريثها لألجيال القادمة»‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.