واتـس أب صور واكتب ّ
www.almasryalyoum.com
أهم األحداث اليومية وابعتها على
اقرأ أكثر..
0111 600 600 7
ً يوميا بأقل من جنيه
a mro s e lim@ h o tma il.c o m
عن قرب د .مصطفى الفقى Tw i tte r :D r M o sta fa El Fe ky
«إ ِ َذا ُز ْلزِ َل ِت ْالَ ْر ُض زِ ْلزَا َل َها»
كتب -علوى أبوالعال:
«أسوان ألفالم المرأة» يكرم اإلسبانية كوكا إسكريبانو
«زيته» ..نيرة تروج للسياحة العالجية بسيناء كتب -أحمد مصطفى:
كتبت -هالة نور:
يكرم مهرجان أســوان الدولى ألفــام املــرأة النجمة اإلسبانية كوكا إسكريبانو ،فى حفل افتتاح ال ــدورة السابعة التى تعقد فى الــفــتــرة مــن 5إل ــى 10مــارس املقبل ،وقــال الكاتب الصحفى حسن أبوالعال ،مدير املهرجان، إن كوكا إسكريبانو متتلك سجال ســيــنــمــائــيــا ح ــاف ــا بــاألعــمــال املتميزة مع جنوم ومخرجني كبار، من أبرزهم أنطونيو بانديراس فى فيلم «أمطار الصيف» عام ،2006م ــش ــددا عــلــى حــرص املهرجان منذ نشأته على تكرمي جنمات وصانعات السينما من مختلف أنحاء العالم. ول ــدت كــوكــا إسكريبانو عام 1973فــى مــدريــد ،واشــتــهــرت بــأفــام مثل « »ponienteعام ،2002و«أط ــل ــس اجلــغــرافــيــا البشرية» عــام ،2007و«بــدون صـــــدور ال ت ــوج ــد ج ــن ــة» عــام ،2008وفــــــازت إســكــريــبــانــو بــالــعــديــد م ــن اجلـــوائـــز خــال مــســيــرتــهــا الــســيــنــمــائــيــة ،منها
كوكا إسكريبانو
جائزتا ASECANألفضل أداء نــســائــى عــن دورهــــا فــى أفــام «السخفاء واألغبياء» عام ،2014 و« »Ponienteعــام ،2002كما مت ترشيحها للجائزة عن دورها فى فيلم «الــعــودة إلــى حنساال» ع ــام ،2008وف ــى ع ــام 2015 حصلت عــلــى جــائــزة Bronze Remiألفضل ممثلة درامية فى .WorldFest Houston
«الطبيعة» ..بيئة فريدة تزخر بها مدن جنوب سيناء ،تلك التى أشعلت فتيل أفكار نيرة احلسني لتصميم مــشــروع مــركــز زيــتــه االستشفائى بهدف التواصل مع الطبيعة وجلب العالم اخلارجى إلى هذه البيئة ،ومن خاللها تتم جتربة حــواس اإلنسان من الداخل إلــى اخلــارج عن طريق استخدام تكنولوجيا زراعة األنسجة لتحقيق أهــداف التنمية املستدامة لعام .2030 «نيرة» متكنت من خالل مشروعها مــن الــفــوز بجائزة مجتمع العمارة العاملى لعام 2022بفئة التصميم الـ ــداخـ ــلـ ــى ،ونـ ــالـ ــت ال ــع ــدي ــد مــن اإلش ــادات ،ما قــاد «املصرى اليوم» إلــى التواصل معها واحلديث حول مشروعها املهم. «زغير» ٍ واد صغير اختارته الشابة، البالغة من العمر 25ربي ًعا ،والتى تخرجت فى كلية الفنون والتصميم بــجــامــعــة أكــتــوبــر لــلــعــلــوم احلــديــثــة واآلداب ،لــيــكــون ن ــواة مشروعها، حيث يقع فى مدينة نويبع بجنوب سيناء ،والتى يحاول أهلها لفت انتباه املسؤولني إلى خيرات املنطقة ،التى
«سلطة غير محدودة» الرئيس الروسى، فالدميير بوتني ،عما تسعى إليه الدول الغربية بقيادة الواليات املتحدة فى الشؤون الدولية.
رئيسة تايوان، تساى إنغ وين ،عن سبب تعزيز بالدها الروابط العسكرية مع الواليات املتحدة بشكل أوثق.
امللياردير بيل ً متحدثا جيتس، عن حجم املخلفات النووية مقارنة بالطاقة التى ميكن توليدها.
دونالد ترامب ،عن عواقب السياسة التى ينتهجها الرئيس احلالى جو بايدن فى امللف الروسى -األوكرانى.
(التاريخ يكتبه املنتصرون) ..مقولة كثي ًرا ما نرددها ،ولكننا نعتقد أن االنتصار فقط هو الذى نراه ً ماثل أمامنا على األرض بينما بزاوية ،ما يعنى فى عمقه امتالك القوة والقدرة ..هكذا إسرائيل فى حرب ( 6أكتوبر) التى يطلقون عليها هناك (يوم الغفران) ،القت هزميتها فأفقدتها صوابها ،كما قال الرئيس الراحل أنور السادات فى خطابه الشهير فى أعقاب حتقيق االنتصار التاريخى الذى استطاعت القوات املسلحة املصرية والسورية حتقيقه ،وهو ما أسهب فيلم (جولدا) فى تقدميه بكل التنويعات التى مألتنا بنشوة وعزة وافتخار. إسرائيل فى وثائقها تعترف بانتصار األيام األولى، ولكنها تعتبر أن الثغرة التى اعترفت بها مصر تعد بالنسبة لهم انتصا ًرا مواز ًيا ،وكأنها اجلولة الثانية فى املعركة. الفيلم البريطانى إخراج نيكوالس مارتن ،الذى حمل اسم رئيسة الوزراء األسبق (املرأة احلديدية)، ُعرض فى قسم (البانوراما) ،بطولة هيلني ميرين احلائزة على األوسكار ..رؤية حتمل توقيع إسرائيل على حرب السادس من أكتوبر التى يريدون تزييفها. الفيلم الروائى به مسحة تسجيلية توضح تفوق الــقــوات املصرية والــســوريــة ،وتستمع إلــى صوت اجلنود املصريني وهم يهنئون أنفسهم وضحكاتهم تعلو ،السيناريو قدم انهيار القيادة اإلسرائيلية فى حلظات ،وموشى ديــان وزيــر الدفاع اإلسرائيلى كان اقرب إلى مسخ إلنسان مهزوم رعديد منهار، كل القيادات العسكرية اإلسرائيلية عاشت مرارة الهزمية وجترعت ويالتها ،ولهذا جلأ املخرج إلى التوثيق اليومى لألحداث ،بني كل مشهد وآخر نرى
هيباتيا الفضية فيلم «أعوان اخلير» من مصر ،إخراج فرح محمد. وذهــبــت جــائــزة هيباتيا الذهبية ألفضل فيلم وقيمتها 500دوالر إلى «أرواح تكمل بعضها» من دولة هوجن كوجن ،إخراج دونالد كووك ،وجاى واجن، وحصل جائزة هيباتيا الفضية فيلم «املدينة املربعة» هــوجن كــوجن ،إخــراج روث الم ،وأون وا تشاو وكا لوك ليو، وحصل على جائزة هيباتيا الذهبية فيلم «شرعة» من دولة املغرب ،وحصل على جــائــزة هيباتيا الفضية فيلم «الصافرة» من دولــة العراق ،وحصل على جائزة هيباتيا الذهبية ألفضل فيلم «توافق ممتاز» من مصر.
تستخدم «زراعة األنسجة النباتية» لتحقيق «االستشفاء النفسى»
«ملواجهة التوسع االستبدادى»
tarekelshinnawi@yahoo.com
متوفر على جميع التطبيقات
سويسرا وفرنسا تقتنصان جائزة فى «اإلسكندرية للفيلم القصير»
اختتم ،أمس ،مهرجان اإلسكندرية للفيلم الــقــصــيــر فــعــالــيــات الـ ــدورة الــتــاســعــة ،والــتــى كــرمــت فــى حفل ختامها الــنــاقــد السينمائى سامى حلمى ،والسينمائى السكندرى محمد مصطفى .حصل على جائزة هيباتيا الذهبية ألفضل فيلم ،وقيمتها 500 دوالر ،فيلم «ثالث حبات امللح» من دولة فرنسا ،وحصل على جائزة هيباتيا الفضية فيلم «جبار» من دولة بلجيكا، وحصل على جائزة هيباتيا الذهبية ألفضل فيلم وقيمتها 500دوالر فيلم «رحلة جوية على عربة بأجنحة» من دولة سويسرا ،كما حصل على جائزة
ً ضئيل» «يبقى
برلني ()73 طارق الشناوى
يوما لمدة ً ٣٠
الفيلم الفائز باإلسكندرية للفيلم القصير
«حرب عاملية ثالثة»
أنا والنجوم
لكل القراء
Al Masry Al Youm - Wednesday - February 22 nd - 2023 - Issue No. 6827 - Vol.19
األربعاء ٢٢فبراير ٢٠٢٣م ٢ -شعبان 14٤٤هـ ١٥ -أمشير - 17٣٩السنة التاسعة عشرة -العدد ٦٨٢٧
متتد ذكرياتى مع الزالزل إلى سنوات طويلة ..فى عام 1957ضرب زلزال خفيف منطقة الدلتا وكنت أعيش فى مدينة دمنهور مع أسرتى ،وشعرنا به فى الساعات الباكرة من الصباح ،وكانت تلك أول جتربة مع الهزات األرضية ،وقال أبى يومها -رحمه اهلل ( :-إنها على ما يبدو انعكاسات للقنابل النووية فى بعض األماكن التى جترى فيها جتارب على ذلك السالح اخلطير) ،ولم يستوعب خيال طفل جتاوز ً قليل الثانية عشر من عمره ذلك التحليل ،ولكننى شعرت بأن األرض إذا حتركت فليس لإلنسان أمان يشعر به وال اطمئنان يحيطه ،وظل األمر فى ذاكرتى يستيقظ كلما حدثت هزة أرضية شعرت بها أو سمعت عنها أو قرأت أخبارها ،وكلما كنت فى مناسبة على أن أقضى ساعات فى أحد األدوار العليا ،فإننى أستعيذ باهلل وحتتم َّ دائ ًما من مفاجأة زلزالية تطيح مبشاعر السكينة التى تسيطر علينا فى خصوصا أننى أضع نفسى دائ ًما فى وضع الطرف اآلخر األحوال العادية، ً الذى يتعرض لغضب الطبيعة أ ًيا كان نوعها ،وبينما كنت أعمل دبلوماس ًيا فى الهند وأعيش أنا وأسرتى فى مدينة نيودلهى ،كنا نذهب فى بعض أيام الشتاء الدافئ إلى إقليم كشمير املتنازع عليه بني الهند وباكستان ،وهى منطقة تستحق النزاع عليها والقتال من أجلها مبا فيها من بحيرات محاطة خصوصا من جاءوا للسياحة من أمثالنا باحلدائق حيث يعيش الناس، ً ليقضوا أيا ًما فى العوامات املهيأة لإلقامة املريحة ..وفى إحدى الليالى وبقرب الفجر كانت زوجتى وابنتى نائمتني وأنا مستيقظ أستمتع بالقراءة فى الهدوء الذى أعيشه فى سويسرا الشرق ،وأستمع إلى صوت املؤذن لصالة الفجر فى أواسط آسيا وكأمنا تردد جبال الهيمااليا صدى صوت الشيخ املؤذن بلكنة غير عربية ،ولكنها تفيض سماحة ونورانية فى تلك اللحظات الرائعة عند الفجر ..وبينما أنا أشعر بالهدوء بني النوم واليقظة فإذا العوامة تهتز اهتزازًا عني ًفا حتى إننى تخيلت أن أسو ًدا ومنو ًرا جترى فوقها وتؤدى إلى اهتزازها بهذا الشكل املفاجئ .وفى الصباح ،علمت أن ً زلزال كان هو السبب فيما جرى ،وأن الشعور به فوق املياه قد يزداد عن الشعور به فوق األرض ،ولكن اخلسائر تكون أقل. وفى عام ،1992كان من املقرر أن أرافق الرئيس الراحل حسنى مبارك ضمن الوفد املسافر فى زيارة رسمية جلمهورية الصني ،وبالفعل ،سلمت حقيبتى قبل الرحلة بيومني كاملعتاد للمسؤولني عن شــؤون السفر فى مؤسسة الرئاسة حتى تسافر على طائرة األمتعة املسماة ،C130ثم حدثت قصة السيدة األرمنية التى أطاحت باملشير أبوغزالة -رحمه اهلل -وبعدد من ضباط الشرطة الكبار ،وأصابنى منها رذاذ كان يجب أن أتنبه له ولكننى قللت من شأنه حتى جاءنى اتصال من مؤسسة الرئاسة بأن الرئيس قد قرر إنهاء انتدابى وعودتى إلى وزارة اخلارجية كوزير مفوض فى ترتيبى الطبيعى بني درجات السلك الدبلوماسى والقنصلى ،وبذلك طلبوا منى أن أرسل من يستعيد حقيبة سفرى ألننى لن أذهب فى رحلة الصني كما كان مقر ًرا من قبل ،واندهشت كثي ًرا ملا جرى بعد ذلك ،حيث قطع الرئيس مبارك زيارته لبكني عندما وصلت أخبار الزلزال فى اليوم التالى ،وكانت هى املرة الوحيدة فى تاريخ أسفاره التى يقطع فيها الزيارة ويعود إلى الوطن بسبب كارثة الزلزال الذى ضرب القاهرة وترك آثا ًرا من عمارات متهدمة وأبنية متصدعة ومآذن أثرية تشققت بفعل ذلك الزلزال الذى شعرنا به جمي ًعا ،حتى اتصل بى فى ذلك اليوم زميلى السفير شكرى فؤاد ميخائيل ،وقد كان صدي ًقا عزيزًا ،ليقول لى فى محادثة تليفونيةِ ( :إ َذا ض زِ لْزَالَ َها) فى نبرة أسف ملا حدث ومواساة لى فى استبعادى ُزلْزِ لَ ِت ْالَ ْر ُ من مؤسسة الرئاسة ،وكيف أن رد الفعل اإللهى قد جاء بعد ساعات قليلة من السفر. وال أكاد أذكر اآلن رحلة قطعها الرئيس مبارك وعاد إلى الوطن إال عودته بعد ذلك بسنوات قليلة بعد محاولة االغتيال التى تعرض لها الرئيس الراحل فى الطريق من املطار إلى مقر انعقاد القمة اإلفريقية بالعاصمة اإلثيوبية ،حيث عاد الرئيس للمرة الثانية وقطع رحلته مثلما فعل فى زيارة الزلزال الذى ضرب مصر وما زالت مبانى اإليواء ملن شردتهم تلك الهزة األرضية مسماة مساكن الزلزال ..هذه بعض ذكرياتى ،ألوكها مع الزلزال األخير الذى ضرب مناطق فى تركيا وسوريا ،فقد تسمرت أمام التلفاز عدة أيام أتابع أحداث املشهد احلزين لضحايا ذلك الزلزال ومعجزاته، ً وصول إلى سيدة مسنة ،وكأمنا يذكر اهلل سبحانه بد ًءا من طفل رضيع ال َبا َل ُط ً وتعالى مخلوقاته ً ول).. قائلِ ( :إ ّنَ َك لَ ْن تَخْ رِ َق ْالَ ْر َ ض َولَ ْن تَبْل ُ َغ ْ ِ ً محتل زاوية ال يغيب عنها أبدًا. ويبقى الزلزال فى ذاكرتى
ً مجانا
نيرة احلسني
ال تنضب أب ـدًا الستغالل مقوماتها فى أن تصبح وجهة سياحية عالجية. تقول «نيرة»« :من املقومات التى أثرت على قرارى فى اختيار املكان توافر مواد البناء املحلية املستدامة والنباتات العطرية الطبية وطبيعة الــــوادى ،الــتــى تتميز بالعديد من الصفات التأملية االستشفائية»، ومتــنــت أن يــكــون وســيــلــة مثالية لتعزيز السياحة البيئية العالجية
مشروع «زيته»
ألنه يدمج «العالج البديل» مع تقنية «زراعة األنسجة النباتية» من خالل استخدام التصميم الداخلى لتحقيق الــغــرض األســاســى للمشروع ،وهو «االستشفاء النفسى». وتضيف «نيرة»« :يتم حتقيق ذلك عــن طريق األنشطة ،التى يوفرها امل ــرك ــز واحلـ ــدائـ ــق االســتــشــفــائــيــة ال ــداخ ــل ــي ــة الــعــاجــيــة ووحـــــدات اإلضــاءة وعالجات احلــوائــط» ،كما
«ال يجب تقليده» امللياردير جاك ما ،عن ضرورة التعلم من املنافس، وتقدمي خدمات تنافسية ً بدل من التركيز على األسعار التنافسية.
تستخدم فى مشروعها تكنولوجيا زراعـــة األنــســجــة ،وهــى عــبــارة عن عملية استنساخ خاليا أو أنسجة أو أعضاء من النبات األم وتكثيرها فى أوســاط غذائية ،تتم حتت بيئة معقمة و ُمتح َّكم فيها ،وهدفها إنتاج كمية كبيرة مــن الــنــبــاتــات املماثلة جين ًّيا لنبات املصدر فى فترة قصيرة مقارنة مــع إنــتــاج الــطــرق الزراعية االعتيادية.
«تعطيل وتهميش» عبلة الروينى ،فى «األخبار» ،متحدثة عن املعاناة التى يعيشها النشاط املسرحى فى السنوات األخيرة.
جولدا مائير ..رؤية إسرائيلية تحاول تزييف انتصار « ٦أكتوبر» تاريخ اليوم ،حتى يقنعنا بأن تلك هى فقط احلقيقة. األحداث محدودة ما بني بيت (جولدا) ،وغرفة العمليات العسكرية ،وقليل من املشاهد اخلارجية مثل ذهابها للمستشفى ،وأيضا التحقيق معها فى أعقاب احلرب ملعرفة كل املالبسات. لــم تتمكن إسرائيل مــن تغيير التاريخ ليحيل هزميتها ،خاصة فــى األي ــام الستة األولـــى ،إلى انتصار ..ولكنها تعيد حتليل الثغرة ومالبساتها، وهو كما هو واضــح من كل التفاصيل املعلنة فى مصر أنها كانت محل خالف بني القائد األعلى أنور السادات ووزير الدفاع أحمد إسماعيل من ناحية، وقائد األركان سعد الدين الشاذلى من ناحية أخرى، وهو خالف يحسمه قطعا املتخصصون عسكريا ،إال أننا فعال اعترفنا بتلك الثغرة التى منحت إسرائيل تفوقا مرحليا وجعلت سالحها قــاد ًرا على تهديد العمق املصرى ..ومع أغنيات النصر املتعددة التى بدأت بـ (على الربابة بغنى) لوردة وبليغ وعبدالرحيم منصور ،قدم عبداحلليم حافظ أغنية حزينة كتبها أحمد شفيق كامل وحلنها كمال الطويل (خلى السالح صــاحــى) ،ولكنها ع ّبرت قط ًع حتى فى إيقاعها احلزين عما حدث واقعيا ،وهو ما اعتبرته إسرائيل انتصارا أعاد مجددا الثقة إليها ،الدعاية اإلسرائيلية ال تتوقف عن التفسير اخلاطئ ملا جرى واقعيا ومحدد فى وثائق القوات املسلحة املصرية التى قدمت أنبل وأروع انتصار تاريخى لها. هل متكنّا من التعبير السينمائى عن انتصارنا؟.. ما نتبادله فيما بيننا من أفــام االنتصار ،مثل (الرصاصة ال تزال فى جيبى) وغيره ،رغم سذاجتها السينمائية ،إال أنها محلية وال يراها سوى املواطن
فيلم «جولدا»
املصرى ،ولو اتسعت الدائرة ستقول إن بعض العرب أيضا يشاهدونها ،ولكن ال يوجد ما هو أبعد من تلك الدائرة ،فهى سينما محلية مقيدة داخل احلدود. الشخصية املحورية جولدا مائير فى الفيلم منلك عنها فى ذاكرتنا صورة ذهنية سلبية المرأة قبيحة املالمح ،وهو ما لم يتجاوز عنه الفيلم اجلديد أو يُج ّمله ،ولكن بحكم الزمن مألت وجهها التجاعيد، إال أنها على اجلانب اآلخر شديدة الذكاء ،لها قدرة
استثنائية على ضبط االنفعال ،خفيفة الظل ،كما أنها (ست بيت) ،جتيد القيادة بكل تفاصيلها فهى ليست سيدة عسكرية إال أنها استوعبت املفردات ،كما أنها فرضت شخصيتها على املجلس األعلى العسكرى اإلسرائيلى ،الذى تترأسه ،وشاهدناهم فى أقصى حلظات الهزمية ،وامتأل الفيلم بالتفاصيل ..مثال عندما جاءت جولدا لالجتماع لم يقفوا لها احتراما كما يقضى البروتوكول ،وبعد أن جلست وقفت مجددا
لكى يقفوا جميعا ،وكأنها متنحهم درســا عمليا، استوعبوه فى كل اجتماعاتهم التالية. السيناريو لم يغفل تدخل أمريكا احلاسم واتصال جولدا مع هنرى كيسنجر وزير اخلارجية األسبق الذى أيقظته من نومه وجاء إليها فى املطار لتستقبله فى بيتها وتقدم له احلساء الذى صنعته بيديها كما أنها تصنع ( الكيك) فى بيتها ،مدخنة بشراهة حتى وهى تخضع للعالج فى املستشفى. شعرت فى البداية بالسعادة وأنا أشاهد تبعات االنهيار على القيادات العسكرية ،ولكنهم فى النهاية انتصروا لروايتهم التى تؤكد انقالب موازين القوى. هل نحن قدمنا رواية أخــرى؟ ..مع األسف ،هم قدموا الكثير بالسينما وأيضا بالكتب ،منها فيلم (املــاك) عن البطل أشرف مروان الذى نعاه بعد رحيله الرئيس األسبق حسنى مبارك وأقيمت له صدروها للعالم جنازة عسكرية ،ولكن احلكاية التى ّ فى الفيلم هى أنه عميل للموساد ..ما الذى فعلناه نحن لتصحيح الصورة؟!. أتذكر مع تداعيات عرض مسلسل (دمــوع فى عيون وقحة) ،الذى اختار للبطل اسما حركيا (جمعة الــشــوان) واسمه احلقيقى (أحمد الــهــوان) الذى التقيته أثناء عرض املسلسل وكان يتمنى توثيق حياته واقعيا ،ولكننا لم نقدم عنه سوى ادعائه الزواج من سعاد حسنى ..إسرائيل نفت عنه البطولة وهو ما تكرر مع (رأفت الهجان) (رفعت اجلمال) ،وأيضا حتدثنا أكثر عن عالقته النسائية وزيجاته السابقة، وسوف تالحظ أن كاتب املسلسلني صالح مرسى يختار أسماء أبطاله وهى حتمل إيقاع موسيقى يشبه أسماءهم احلقيقية (الهوان) هو (الشوان)،
و(اجلمال) هو (الهجان)ّ .. كذبت إسرائيل أحداث املسلسلني أيضا. أيــن نحن فى مخاطبة الــعــالــم؟ ..قــدم املخرج شريف عرفة فيلما ممتعا قبل عامني (املمر) عن هزمية ،67وننتظر «املمر اجلزء الثانى» عن انتصار أكتوبر ،فى هذا الفيلم قدمت الدولة كل الوثائق، وسمحت لشريف بقراءة كل التفاصيل ،وهــو ما أمتنى أن يتاح له عند تقدمي اجلزء الثانى. هل هذا هو منتهى الطموح؟ ..أينبغى التفكير فى تقدمي فيلم قادر على العبور للشاطئ اآلخر ..أقصد للعالم واملهرجانات وال بأس من االستعانة بنجم عاملى؟! ..أراها قضية أمن قومى. قال لى عمر الشريف ،الذى لعب دورا محوريا فى التمهيد لزيارة السادات للقدس عندما تواصل مع مناحم بيجني بنا ًء على تكليف من الرئيس السادات، أبلغه بيجني بأن السادات سيُستقبل فى إسرائيل وكأنه سيدنا عيسى عليه السالم .قال لى عمر إن السادات طلب منه أن يتولى اإلشــراف على فيلم عاملى يتناول انتصار أكتوبر ،إال أنه تراجع ،أقصد عمر خو ًفا من أال يقدم فيلما يليق باالنتصار ويتلقى هو مبفرده تبعات الهزمية الفنية. أظن أنه حان اآلن وقت تقدمي هذا الفيلم العاملى، اليوم قبل الغد ،أنهى املخرج البريطانى الفيلم بلقطات للرئيس السادات فى أمريكا مع جولدا مائير التى كانت قد غادرت احلكم ولكنها حرصت على لقائه ،وتبادال احلوار الضاحك ،ثم ينتهى الفيلم مذبوحا على األرض ،وطب ًعا لم يقل بحمام السالم ً املخرج إن إسرائيل ال تترك فرصة إال وتغتال الدماء الفلسطينية ..فهم ح ًقا قاتلو احلمام والسالم!!.