عدد الأربعاء 18 أغسطس 2021

Page 1

‫واتـس أب‬

‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫عن قرب‬ ‫د‪ .‬مصطفى الفقى‬ ‫‪Tw i tte r :D r M o sta fa El Fe ky‬‬

‫عشوائية التفكير‬

‫كتب‪ -‬سعيد خالد‪:‬‬

‫انطلقت‪ ،‬أمس‪ ،‬فعاليات سومبوزيوم‬ ‫أرتا مرسانا مبنطقة العلمني‪ ،‬مبشاركة‬ ‫‪ ٤٠‬فنانا من ‪ ٢٤‬دولة‪.‬‬ ‫قبل االفتتاح الرسمى‪ ،‬بدأ الفنانون‬ ‫فى رسم لوحاتهم داخل مرسم خاص‬ ‫مت تشييده على شاطئ البحر بإحدى‬ ‫القرى السياحية الكبرى‪.‬‬ ‫أبدى الفنانون األجانب إعجابهم‬ ‫ب ــامل ــن ــاخ الـــعـــام ملــنــطــقــة الــعــلــمــن‬ ‫الــســاحــرة التى تعد ملهما ألفكار‬

‫«الكرمة» تستعد إلصدار الطبعة‬ ‫الثانية من «العصف والريحان»‬ ‫كتب‪ -‬ماهر حسن‪:‬‬

‫تستعد دار «الكرمة» إلصــدار الطبعة الثانية من اجلزء الثانى‬ ‫ملذكرات الكاتب الكبير محمد سلماوى‪ ،‬والصادرة باسم «العصف‬ ‫والريحان»‪.‬‬ ‫وفى هذا اجلزء‪ ،‬يواصل «سلماوى» ربط أحداث حياته الشخصية‬ ‫واألحداث الوطنية الكبرى التى شكلت تاريخ مصر فى الفترة من‬ ‫مقتل الرئيس السادات عام ‪ 1981‬وتولى الرئيس مبارك إلى قيام‬ ‫ثــورة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬وصعود وسقوط اإلخــوان ثم إقــرار دستور‬ ‫‪ ،2014‬الــذى شــارك سلماوى فى كتابته وكــان املتحدث الرسمى‬ ‫باسم جلنة اخلمسني التى وضعته‪.‬‬ ‫ويــروى سلماوى‪ ،‬فى الكتاب‪ ،‬كواليس معاركه مع الرقابة حول‬ ‫عروضه املسرحية إلى املواجهات العاصفة التى شهدتها اجللسات‬ ‫السرية للجنة الدستور‪ ،‬إذ أتاحت له مختلف‬ ‫املواقع الرسمية والشعبية التى تبوأها‬ ‫أن يعايش ذلك التاريخ ويتفاعل معه‬ ‫على املستويات السياسية والثقافية‬ ‫والصحفية عــلــى حــد ســـواء‪ ،‬كما‬ ‫اتسعت دائــرة معارفه لتضم كبار‬ ‫الشخصيات املــصــريــة واألجنبية‪،‬‬ ‫مثل ملك السويد ورئيس البرتغال‬ ‫وآرثــــر ميللر واألم ــي ــرة مــارجــريــت‬ ‫وعــبــدالــرحــمــن الــشــرقــاوى وأســامــة‬ ‫الباز وألفريد فرج وغيرهم‪.‬‬ ‫ويدلل سلماوى على وقائع روايته‬ ‫والــتــى يكشف عــن بــعــض تفاصيلها‬ ‫ألول مــــرة بــالــوثــيــقــة اخل ــط ــي ــة أو‬ ‫القصاصة الصحفية أو بإحدى الصور‬ ‫الفوتوغرافية النادرة التى أخرجها من‬ ‫أرشيفه اخلاص والتى يزيد عددها فى‬ ‫الكتاب على املائة صورة‪.‬‬

‫لوحات عديدة ســوف تظهر خالل‬ ‫األيام القليلة القادمة‪.‬‬ ‫وف ــى املــســاء‪ ،‬أعــلــن يــاســر رجــب‪،‬‬ ‫رئيس السومبوزيوم‪ ،‬االفتتاح الرسمى‬ ‫للنسخة األولــى‪ ،‬وقال إن الوقت حان‬ ‫ألن حتتل منطقة العلمني مكانتها الفنية‬ ‫والسياحية على اخلريطة العاملية‪.‬‬ ‫وأشــار إلى أن الفعاليات الفنية لن‬ ‫تتوقف فى العلمني وأنها ستشمل ألوانا‬ ‫أخــرى للفنون لتصبح ملتقى لفنون‬ ‫العالم ونتبادل فيها الثقافات والرؤى‪.‬‬

‫حدادا فى جميع مسارح الدولة‬ ‫انتهى من كتابة سيرته الذاتية‪ ..‬ودقيقة‬ ‫ً‬

‫رحيل فيصل ندا‪ ..‬وغياب أهل الفن عن جنازته‬

‫كتبت‪ -‬ريهام جودة وهالة نور‪:‬‬

‫بعد مشوار حافل باإلبداعات فى‬ ‫السينما والدراما التليفزيونية واملسرح‪،‬‬ ‫رحــل الكاتب الكبير فيصل نــدا عن‬ ‫عمر يناهز ‪ 81‬عــا ًمــا‪ ،‬أم ــس‪ ،‬تاركا‬ ‫بصمة ممــيــزة فــى الكتابة واإلبـــداع‬ ‫الــفــنــى‪ ،‬وشــيــع جــثــمــان ال ــراح ــل من‬ ‫مسجد مصطفى محمود‪ ،‬وسط غياب‬ ‫تام ألهل الفن‪ ،‬حيث اقتصرت اجلنازة‬ ‫على أسرته والدكتور خالد عبداجلليل‬ ‫رئيس هيئة الرقابة على املصنفات‬ ‫الفنية‪ ،‬ومستشار وزير الثقافة لشؤون‬ ‫السينما‪ .‬ونعت الدكتورة إيناس‬ ‫عبدالدامي وزيرة الثقافة‪ ،‬الكاتب‬ ‫والسيناريست الراحل‪ ،‬وقالت إن‬ ‫الراحل ترك إرثا فنيا عبر به عن‬ ‫املجتمع‪ ،‬وتناول قضاياه بأسلوب‬ ‫مميز‪ ،‬مشيرة إلــى أن إبداعاته‬ ‫شــكــلــت جــــزءا مــهــمــا م ــن تــاريــخ‬ ‫السينما واملسرح والتليفزيون فى‬ ‫مصر والــوطــن العربى‪ ،‬وتوجهت‬ ‫بالعزاء ألسرته وأصدقائه ومحبيه‪،‬‬ ‫كما مت الوقوف دقيقة حــدادا فى‬ ‫جميع مــســارح الــدولــة أمــس قبل‬ ‫بداية العروض املسرحية‪.‬‬ ‫وقـ ــال الــدكــتــور أشـ ــرف زكــى‪،‬‬ ‫نقيب املهن التمثيلية‪ ،‬إن الراحل‬ ‫مبدع كبير لن يتكرر‪ ،‬وتابع فى‬ ‫تــصــريــحــات خــاصــة لـــ«املــصــرى‬ ‫الــيــوم»‪« :‬فقدنا قيمة كبيرة جدًا‬ ‫برحيل فيصل نــدا‪ ،‬فهو صاحب‬

‫فيصل ندا‬

‫الروائع وأستاذ األجيال‪ ،‬وقدم مشوارا‬ ‫ومسيرة أكثر من ‪ 50‬عاما‪ ،‬لقد فقدنا‬ ‫قيمة كبيرة جدا‪ ،‬ورحل فى صمت»‪.‬‬ ‫ونــعــاه األمــيــر أبــاظــة عــن اجلمعية‬

‫املصرية لكتاب ونقاد السينما‪« :‬إن الفن‬ ‫فى الوطن العربى فقد الكاتب الكبير‬ ‫فيصل نــدا رائــد الكتابة السينمائية‬ ‫واملسرحية والتليفزيونية‪ ،‬فقد كان‬

‫واحـ ــدا مــن اجلــيــل الــذهــبــى للكتابة‬ ‫الفنية فى مصر‪ ،‬وهو أحد أهم رواد‬ ‫اجلمعية املصرية لكتاب ونقاد السينما‪،‬‬ ‫وكــان لسنوات طويلة عضوا مبجلس‬ ‫اإلدارة وأمينا للصندوق وواحــدا من‬ ‫أه ــم مــؤســســى مــهــرجــانــى الــقــاهــرة‬ ‫واإلسكندريةالسينمائيني»‪.‬‬ ‫واخــتــتــم «نـــــدا» مـــشـــواره بكتاب‬ ‫يستعرض مسيرته‪ ..‬انتهى من جتهيزه‪،‬‬ ‫وحمل عنوان «األيــام احللوة‪ ..‬لفارس‬ ‫الدراما فيصل ندا»‪.‬‬ ‫ول ــد ال ــراح ــل بــحــى عــابــديــن عــام‬ ‫‪ ،1940‬تخرج فى املدرسة اإلبراهيمية‬ ‫بــجــاردن سيتى‪ ،‬بعدها التحق بكلية‬ ‫التجارة جامعة القاهرة‪ ،‬وتخرج فيها‬ ‫عــام ‪ ،1963‬والتحق بفريق التمثيل‬ ‫باجلامعة‪ ،‬وعقب تخرجه عمل بوزارة‬ ‫املالية‪ ،‬فلم تــرض طموحه وأحالمه‬ ‫التى بدأها منذ كان بالكلية عبر كتابته‬ ‫املسرحية‪ ،‬فكتب أول مسلسل تلفزيونى‬ ‫ومتكن عبره من إنشاء أسس وقواعد‬ ‫كتابة املسلسل التليفزيونى‪ ،‬ومن خالله‬ ‫اشتهر العديد من جنوم الفن‪ ،‬وساهم‬ ‫فــى دفــع عجلة اإلنــتــاج السينمائى‬ ‫منذ عام ‪ ،1968‬وفى عام ‪ 1974‬عاد‬ ‫للكتابة املسرحية‪ ،‬كما خاض جتربة‬ ‫التأليف اإلذاعى وحقق جناحا كبيرا‪،‬‬ ‫وتعاون مع النجم الكبير سمير غامن‬ ‫فى عدة أعمال مختلفة كان أبرزها ‪5‬‬ ‫مسرحيات حققت جناحا كبيرا‪ ،‬منها‬ ‫«املتزوجون» و«أهال يا دكتور»‪.‬‬

‫«لم نفهمه»‬

‫«سنفعل كل‬ ‫شىء»‬

‫«مرير ومثير‬ ‫ومروع»‬

‫«باألفعال ال‬ ‫باألقوال»‬

‫وزير الدفاع األمريكى‬ ‫األسبق‪ ،‬تشاك هاجل‪،‬‬ ‫لـ‪ CNN‬عن تاريخ‬ ‫أفغانستان وفشل‬ ‫أمريكا فى إدارة احلرب‪.‬‬

‫الرئيس الفرنسى‬ ‫إميانويل ماكرون‪،‬‬ ‫فى لقاء متلفز‪ ،‬عن‬ ‫املحاوالت الفرنسية‬ ‫إلنقاذ أفغانستان‪.‬‬

‫املستشارة األملانية‬ ‫أجنيال ميركل عن‬ ‫سيطرة حركة‬ ‫طالبان على‬ ‫أفغانستان‪.‬‬

‫مرسى عطا اهلل‪،‬‬ ‫فى األهرام‪ ،‬عن‬ ‫دور اجليش املصرى‬ ‫وحماية الوطن‪.‬‬

‫أحمد جالل‪ ،‬فى‬ ‫األخبار‪ ،‬عن تأليف‬ ‫اجلمهور اإلجنليزى‬ ‫أغانى فى حب‬ ‫محمد صالح‪.‬‬

‫صابرين‪ ،‬فى‬ ‫العربية‪ ،‬عن سبب‬ ‫عودتها إلى السينما‪.‬‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫فــى لــقــاء جــمــع بــن ك ــرمي مــحــمــود عبدالعزيز‬ ‫واإلعالمية منى الشاذلى‪ ،‬حكى لها كيف أنه شاهد‬ ‫والده رؤيا العيان أثناء تصوير فيلم (موسى) وهو يطلب‬ ‫منه أن يسارع باالستيقاظ ويهيئ نفسه للذهاب إلى‬ ‫األستوديو‪ ،‬آمن محمود بأن كرمي ميتلك موهبة‪ ،‬وأنه‬ ‫(اجلان) القادم‪ ،‬فى نفس الوقت كانت لدى كرمي قناعة‬ ‫بأن (موسى) هو الذى يتجسد فيه احللم املشترك بينه‬ ‫وبني والده فى العالم اآلخر‪.‬‬ ‫الفيلم اليــزال فى بداية السباق‪ ،‬يقف وراءه بيتر‬ ‫ميمى مخرج يجيد مخاطبة اجلمهور‪ ،‬مبا يعتقد أنه‬ ‫يبحث عنه وينتظره‪ ،‬ينتمى بيتر إلى قائمة املجتهدين‬ ‫وأيضا احلرفيني القادرين على قراءة احلياة الفنية‬ ‫بكل تفاصيلها‪ ،‬صار فى غضون سنوات قليلة اسما‬ ‫يعتد به على اخلريطة الدرامية بشقيها السينمائى‬ ‫والتليفزيونى‪.‬‬ ‫لم يدرس السينما ولكن الطب‪ ،‬إال أنها النداهة‪،‬‬ ‫فوجد مصيره على الشاشة الفضية‪ ،‬آمن مبوهبته‬ ‫املنتج تامر مرسى فصارت وراءه شركة كبيرة تستطيع‬ ‫حتقيق أحالمه‪.‬‬ ‫قارئ جيد للجيل الذى يحرك مؤشر الفن‪ ،‬أقصد‬ ‫شباب العشرينيات‪ ،‬هؤالء هم قاطعوا التذكرة‪ ،‬اجليل‬ ‫الــذى يتعامل مع الوسائط الرقمية باعتبارها هى‬ ‫احلياة‪ ،‬بينما جيلنا يتعامل معها باعتبارها إضافة‬ ‫للحياة‪ ،‬تفصل بيتر سنوات قالئل عن هذا اجليل‪،‬‬

‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫جانب من فعاليات الدورة األولى لسومبوزيوم الفن التشكيلى بالعلمني‬

‫«نشعر بالفخر»‬

‫طارق الشناوى‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬

‫انطالق الدورة األولى لسومبوزيوم‬ ‫الفن التشكيلى بالعلمين‬

‫«سنى مطلوب»‬

‫أنا والنجوم‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Wednesday - August 18 th - 2021 - Issue No. 6274 - Vol.18‬‬

‫األربعاء ‪ ١٨‬أغسطس ‪٢٠٢١‬م ‪ ١٠ -‬املحرم ‪ 14٤٣‬هـ ‪ ١٢ -‬مسرى ‪ - 173٧‬السنة الثامنة عشرة ‪ -‬العدد ‪٦٢٧٤‬‬

‫عانت مصر‪ -‬كغيرها من دول كثيرة‪ -‬وجــود العشوائيات على‬ ‫أطــراف املدن حتى اشتهر تعبير «مدن الصفيح» فى بعض الدول‬ ‫اآلسيوية واإلفريقية بل الالتينية ً‬ ‫أيضا مؤش ًرا إلى َمن يسكنون فى‬ ‫علب مشوهة دون ارتباط بخطوط التنظيم أو تخطيط املدن‪ ،‬وقد‬ ‫ٍ‬ ‫ظلت تلك العشوائيات مصد ًرا للقلق االجتماعى والتوتر السكانى‬ ‫والشعور الدائم بغياب القانون واختفاء القواعد املنظمة حلياة‬ ‫البشر‪ ،‬ولقد أدى االنفجار السكانى فى مصر خالل نصف القرن‬ ‫ـأزق‬ ‫األخير إلــى تضاعف عــدد السكان مرتني‪ ،‬وأصبحنا أمــام مـ ٍ‬ ‫بشرى تضيع من خالله عوائد التنمية وتختفى فيه أسباب اإلصالح‬ ‫ويسيطر عليه فكر مجهول ال يعرف أين الطريق‪ ،‬وشاعت اجلرائم‪،‬‬ ‫وظهرت التناقضات االجتماعية‪ ،‬حتى إن بعض السيارات من أحدث‬ ‫طراز كانت تقف أمام املساكن العشوائية تعبي ًرا عن القدرة الشرائية‬ ‫للبعض‪ ،‬ولكن عشوائية التفكير والرغبة فى اخلــروج عن القانون‬ ‫والنظام جتعل بعض الناس يستسهلون ما يفعلون ويجدون متعة‬ ‫فى جتــاوز املــألــوف‪ ،‬لقد حتولت العشوائيات إلــى قنابل موقوتة‪،‬‬ ‫فالفقر الــذى يسيطر على بعضها يدفع أهلها إلــى السعى نحو‬ ‫ً‬ ‫فضل عن‬ ‫اجلرمية وحيازة املخدرات وتعاطيها‪ ،‬بل االجتار فيها‪،‬‬ ‫تسرب عناصر اجلرمية من بني أحشاء تلك العشوائيات‪ ،‬إلى جانب‬ ‫غياب املرافق األساسية للحياة الطبيعية للبشر‪ ،‬فال مستشفيات‬ ‫وال مدارس‪ ،‬بل رمبا غابت حتى مصادر املياه والكهرباء والصرف‬ ‫انعكاسا ملا هو قائم فى‬ ‫الصحى‪ ،‬وهذه احلالة املزرية كانت دائ ًما‬ ‫ً‬ ‫عقول َمن تقع حتت أبصارهم تلك العشوائيات‪ ،‬وظل احلديث عن‬ ‫محاربة العشوائيات والقضاء عليها شعا ًرا يتردد وكال ًما يطول دون‬ ‫إجراءات حقيقية‪ ،‬حيث ظلت تلك املبانى العشوائية مصد ًرا للجرمية‬ ‫ومبع ًثا للمخاوف األمنية واالجتماعية‪ ،‬ولم ن َر فى تاريخنا احلديث‬ ‫ثــورة عمرانية ونهضة إنشائية مثل التى عرفناها فى السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬فقد نسفت الدولة عد ًدا ال بأس به من تلك العشوائيات‬ ‫ً‬ ‫بديل لها مساكن على أحــدث الطرز السكنية‪ ،‬وأوجــدت‬ ‫وأقامت‬ ‫فيها كل املرافق‪ ،‬بد ًءا من املستشفيات واملدارس والصيدليات وحتى‬ ‫املساجد والكنائس التى حرصت الدولة على بنائها لتجعل من تلك‬ ‫العشوائيات السابقة أحياء عمرانية ال تخلو من جمال التنظيم‬ ‫وروعة البناء‪ ،‬وها نحن اآلن نتطلع إلى ضرورة اختفاء العشوائيات‬ ‫ً‬ ‫أيضا من عقولنا وطرائق تفكيرنا حتى ميكن لنا أن نواجه روح‬ ‫العصر وأن منضى فى طريق احلــداثــة‪ ،‬فالتفكير املنظم والذهن‬ ‫املــجــدول والعقل املستنير والــذاكــرة املفهرسة هى أدوات العصر‬ ‫حلياة أفضل ومستقبل أكثر إشرا ًقا للطبقات األكثر عد ًدا واألشد‬ ‫ً‬ ‫كامل فيما‬ ‫وضوحا‬ ‫فق ًرا‪ ،‬ذلــك أن التفكير املنظم مينح صاحبه‬ ‫ً‬ ‫يتصل بفقه األولويات وفهم الفارق بني املهم واألهم واألكثر أهمية‪،‬‬ ‫عقل وآخــر يكمن فى ترتيب هــذه األولــويــات‪ ،‬والــذى‬ ‫فالفارق بني ٍ‬ ‫يستطيع به رفــض التفكير العشوائى واإلج ــراءات غير املحسوبة‬ ‫والتصرفات التى تفتقر إلى احترام القانون أو املضى وراء املصالح‬ ‫العليا للبالد‪ ،‬ولعلى أســتــدرك هنا ألقــول إن سكان العشوائيات‬ ‫مظلومون بالضرورة‪ ،‬فلم يجبرهم على ما فعلوا إال انتفاء البدائل‬ ‫واختفاء احللول الصحيحة أمامهم وت ْركهم للقضاء والقدر‪ ،‬ولكن‬ ‫حلسن حظ البالد والعباد أن جاءها رئيس حازم وصــارم ال يقبل‬ ‫اخلــروج عن القانون‪ ،‬ولكنه يحمل فى ذات الوقت عاطفة ج ّياشة‬ ‫نحو أبناء شعبه بغير استثناء‪ ،‬وهو ال يلقى بالالئمة على الذين‬ ‫عاشوا فى العشوائيات‪ ،‬ولكنه يحاول انتشالهم من معاناة طويلة إلى‬ ‫حياة عصرية كرمية مقبولة تليق بآدمية َمن ينتمون إلى وطن عريق‬ ‫مثل مصر العظيمة‪ ،‬التى رغم معاناتها والتفاف اآلخرين حولها‬ ‫والتآمر على شعبها‪ ،‬فإن لديها رصي ًدا بشر ًيا من العقول الهائلة‬ ‫وذوى األفكار املنظمة الذين يستطيعون إعادة البناء وحتويل هذه‬ ‫العشوائيات إلى نسق عصرى من املبانى املقبولة واألحياء السكانية‪،‬‬ ‫التى تندمج فى خريطة املجتمع ويعرف أطفالها املــدارس ويعرف‬ ‫مرضاها الطريق إلى املستشفيات ويرتفع فيها األذان وتدق أجراس‬ ‫الكنائس وال ًء لوطن هو أبواألوطان‪.‬‬ ‫إننى أطالب فى هــذه السطور بضرورة نبذ التفكير العشوائى‬ ‫واللجوء دو ًمــا إلــى األسلوب العلمى واالحتكام إلــى القانون سيد‬ ‫املوقف‪ ،‬مع مراعاة ذوى الدخول املحدودة وحتقيق مبدأ «تكافل‬ ‫وكــرامــة»‪ ،‬الــذى يصون األعــراض ويحمى األطفال والنساء ويرفع‬ ‫رايات الوطن عن يقني وإميان‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫الحركرك)‬ ‫فيلم ونجم (على ُ‬

‫(موسى)‪ ..‬فكرة تحلق فى السماء‪ ..‬ومعالجة كسيحة!‬ ‫ولهذا فإنه من السهل جدا أن يدرك أين هم بالضبط؟‬ ‫وهكذا رأيت مثال فيلمه (الهرم الرابع) أحد أفالم‬ ‫البدايات وهو يتناول القرصنة اإللكترونية‪ ،‬ألن هذا‬ ‫هو مزاج الشباب‪.‬‬ ‫يجيد بيتر احلرفة وتقدمي ما يجذب اجلمهور مثل‬ ‫مسلسل (كلبش) وفيلم (كازابالنكا)‪ ،‬وعندما أتيح له‬ ‫التصدى ملسلسل (االختيار) بجزئيه كان قادرا على‬ ‫تقدمي عمل وطنى بقدر ما هو ممتع‪.‬‬ ‫فى فيلم ( موسى) يواصل عالقته بهذا اجليل‪،‬‬ ‫ولهذا قدم الروبوت العمالق وأطلق عليه موسى‪-‬‬ ‫موسى هو(كليم اهلل) وحامل رسائله للبشر أجمعني‪.‬‬ ‫تلك الومضة مقصودة فى اختيار االسم‪ ،‬ولكن بيتر‬ ‫ال ميتلك اجلــرأة لكى يخوض أكثر‪ ،‬كما أنه ليست‬ ‫لديه رؤية عميقة مثل املخرج داود عبدالسيد عندما‬ ‫قدم مثال فى فيلمه (أرض اخلوف) شخصية حتمل‬ ‫اسم موسى‪ ،‬فكان يحمل رسالة من السماء‪ ،‬كما أن‬ ‫الرقابة فى املاضى كانت أكثر مرونة فى التعامل مع‬ ‫هذا الهامش بدون أن تصادر أو تتوجس‪.‬‬ ‫(موسى) ينتمى لسينما اخليال العلمى‪ ،‬يظل هذا‬ ‫األمر صحيح فقط نظريا أكثر منه عمليا‪ ،‬نرى روبوتا‬ ‫عمالقا ألول مرة فى السينما املصرية‪ ،‬ولكن أين بعد‬ ‫ذلك اخليال والعلم‪ ،‬هذا اخلارق فى كل شىء‪ ،‬يحيى‬ ‫(كرمي عبدالعزيز) العبقرى الذى يدرس علم الفيزياء‬ ‫ويتقدم خطوات بعيدة تتجاوز حتى أستاذه إياد نصار‪،‬‬

‫كرمي محمود عبدالعزيز فى لقطة من الفيلم‬

‫شخصية خجولة حتمل الكثير من االنكسار الشخصى‬ ‫رغم عبقريته‪ ،‬إنه امتداد لألب (صالح عبداهلل) أيضا‬ ‫ورث عنه هذا الشغف‪.‬‬ ‫ميتلئ باإلحباط الشخصى الذى يعيشه عندما يرى‬ ‫األشرار يحرقون والده (صالح عبداهلل) أمام عينيه‪،‬‬ ‫فيقرر أن يخلق هذا الــروبــوت‪ ،‬وكأنه يعيد شقيقه‬ ‫مجددا إلى احلياة ومن خالله يستعيد نفسه وينتقم‬ ‫من ظامليه‪.‬‬ ‫الدولة تنزعج من هذا العمالق وإحدى العصابات‬ ‫تقرر قتله‪ ،‬ونتلقى‪ ،‬كمشاهدين‪ ،‬السؤال‪ :‬هل هو فى‬ ‫النهاية ضحية أم مذنب‪ ،‬الروبوت يقتل األشرار‪ ،‬إال‬ ‫أنه فى نفس الوقت يقتل القانون‪.‬‬ ‫مثل هذه الشخصيات املهيمنة تصاحبها ملحات‬ ‫موازية يتم التعبير عنها بالصوت والصورة واجلرافيك‬ ‫لتشغل اجلزء األكبر من عيون الناس ومتتلك قلوبهم‪،‬‬ ‫اجلمهور فى السينما ال يتعامل مع الشريط السينمائى‬ ‫باعتباره مصرى الصنع‪ ،‬وعليه أن يحمد ربنا على‬ ‫تلك اخلطوة املباركة‪ ،‬ولكنه مع تعدد املنافذ للرؤية‬ ‫السينمائية من منصات وفضائيات‪ ،‬صار لديه رصيد‬ ‫ضخم ويريد للفيلم املصرى كحد أدنى أن يقف بجواره‬ ‫هذا إذا لم يتجاوزه‪ ،‬وهذا هو ما ينبغى أن يعمل له‬ ‫املخرج ألف حساب‪ ،‬وهو حتديدا ما لم يفعله بيتر‬ ‫للمتفرج‪.‬‬ ‫على مستوى الصورة لم يستطع املخرج تقدمي تلك‬

‫احلالة من اإلبهار بصريا‪ ،‬على مستوى شريط الصوت‬ ‫قدم خالد الكمار واضع املوسيقى التصويرية رؤية حقا‬ ‫ممتعة‪.‬‬ ‫كان من املمكن أن يستثمر املخرج العالقات بأسلوب‬ ‫درامى أكثر عمقا مثل عالقة البطل بأستاذ الفيزياء‬ ‫إياد نصار‪ ،‬الذى يرى تلميذه يتفوق عليه‪ ،‬كذلك توجس‬ ‫الدولة من هذا الكائن األسطورى‪ ،‬شاهدنا أمير كرارة‬ ‫فى اللقطة األخيرة ممسكا برأسه داللة على أنه لم‬ ‫ميت بعد‪.‬‬ ‫أجمل وأصعب أدوار كرمي محمود عبدالعزيز على‬ ‫الشاشة‪ ،‬ولم تكن املرة األولى التى تُسند له البطولة‪،‬‬ ‫إال أن تلك الومضة اجلماهيرية لم تتحقق‪ ،‬ومع‬ ‫تعدد الفرص يخفت األمل‪ ،‬ورغم ذلك ال أستطيع أن‬ ‫أعتبرها نهاية احللم‪ ،‬ولكن على كرمي‪ ،‬وهو بالفعل‬ ‫ممثل موهوب‪ ،‬أال يتمسك فى املحطة القادمة بدور‬ ‫البطولة املطلقة‪ ،‬عليه أن يأخذ احلكمة من اخلالدين‪:‬‬ ‫الراحل (صالح)‪ ،‬ومتعه له بالصحة والعافية (الصاوى)‬ ‫وهى أن يقبل فيما هو قادم الدور الثانى على الشاشتني‬ ‫طاملا وجــده يضيف إليه‪ ،‬تراكم النجاح حتى لو لم‬ ‫يتصدر اسمه (األفيشات) و(التترات) أحد األسلحة‬ ‫التى حتافظ على بقاء األمل فى البطولة املطلقة‪.‬‬ ‫فيلم (م ــوس ــى) خــطــوة ال ب ــأس بــهــا سينمائيا‬ ‫وجماهيريا‪ ،‬إال أنها تقف فى مرحلة (احلركرك) ال‬ ‫شاشة جاذبة وال جنم لديه جماهيرية!!‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
عدد الأربعاء 18 أغسطس 2021 by Al Masry Media Corp - Issuu