عدد الخميس 15 يوليو 2021

Page 1

‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫واتـس أب‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫صباح الخميس‬ ‫زياد بهاء الدين‬

‫أصول الدولة‪ ..‬عم نتحدث بالضبط؟‬

‫كتب ‪ -‬سعيد خالد‪:‬‬

‫يتبناها بالمجان‬

‫عنتر أنقذ ‪ 2000‬كلب بلدى‪« :‬نفسى ثقافة احترام الحيوان تنتشر»‬

‫كتبت‪ -‬سارة سيف النصر‪:‬‬

‫«الرحمة تظل فى قلوب البشر حتى تفنى‬ ‫الدنيا»‪ ..‬يُبرهن محمود عنتر‪ُ ،‬مدرب كالب‪،‬‬ ‫على هــذه ا ُ‬ ‫جلملة‪ ،‬بقلبه الــذى يُعد مسكنا‬ ‫للرحمة والــعــطــف‪ ،‬ومــجــهــوده الــذى سخره‬ ‫للخير‪ ،‬وأمواله التى جعلها وسيلة ملُساعدة‬ ‫كائنات ضعيفة‪ ،‬أن حتيا حياة آمنة‪.‬‬ ‫«ألــفــا لــتــدريــب الــكــاب الــبــلــدى»‪ ،‬هو‬ ‫مشروع عنتر الذى أسسه منذ شهور قليلة‪،‬‬ ‫والغاية األساسية منه ُمساعدة الكالب‬ ‫البلدى‪ ،‬أو بشكل أوضــح تــدريــب ورعاية‬ ‫الكالب البلدى املتبناة‪ ،‬حتى تكون مؤهلة‪،‬‬ ‫وذلك بدون أى ُمقابل مادى‪.‬‬ ‫وقــال عنتر لـــ«املــصــرى الــيــوم»‪« :‬اشتغلت‬ ‫فى الشرطة ملــدة سنة على تدريب الكالب‬ ‫البوليسية‪ ،‬ثــم أنــشــأت شركة ألفا لتدريب‬ ‫ورعاية الكالب‪ ،‬كل اللى عنده كلب بلدى متبنى‬ ‫أنا بتولى أمره‪ ،‬وبدربه بدون أى مقابل مادى»‪.‬‬ ‫رغ ــم امــتــاك عــنــتــر مــزرعــة ُيــكــن أن‬ ‫يــدرب فيها الــكــاب‪ ،‬إال أنــه يحرص على‬ ‫الذهاب إلى منازلها‪« :‬بروح لها فى بيوتها‬ ‫وأدرب الــكــلــب وه ــو مــتــصــان فــى البيت‪،‬‬ ‫من غير ما أحركه من مكانه أو أبهدله‪..‬‬ ‫وطب ًعا ده يكلفنى مجهود وبنزين ووقــت‪،‬‬ ‫ولكن كل ده مش بيفرق معى أمام تشجيع‬ ‫الناس على اقتناء كلب بلدى وحمايته من‬ ‫الشارع‪ ،‬وتدريبه عشان مايكونش أقل من‬ ‫غير‪ ،‬واألكيد أن الكلب البلدى غير مفهوم‬ ‫الناس‪ ..‬هو كلب قوى وغير شرس»‪.‬‬ ‫من ‪ 30‬كلبا بلديا إلى ‪ ،2000‬وهو العدد‬ ‫الذى وصل إليه عنتر إلى اآلن‪« :‬ملا فتحت‬ ‫املــشــروع كنت متخيل أقصى رقــم هيكون‬ ‫‪ 30‬كلبا‪ ،‬ولكن أنا اآلن دربت فوق األلفني‬ ‫كلب‪ ،‬من جميع أنحاء القاهرة‪ ،‬بدربه على‬ ‫أكــلــه ونــومــه وحمامه ومشاكله السلوكية‬ ‫واحلـــمـــام»‪ .‬وأض ـ ــاف‪« :‬بــقــســم األســبــوع‪،‬‬ ‫كل يــوم بــروح عــدة مناطق وأدرب الكالب‬

‫منشور «عنتر» على مراقع التواصل اإلجتماعى‬

‫محمود عنتر‬

‫البلدى املتبناة فى بيوتها‪ ،‬فى األول كان‬ ‫معايا فريق ولكن دلوقتى لوحدى‪ ..‬وعمرى‬ ‫مــا بسيب أى عميل‪ ،‬لــو مــاقــدرتــش أروح‬ ‫بتابع معاهم بالتليفون»‪.‬‬

‫ويــرى عنتر أن اختياره فى هــذا العمل‬ ‫اخلــيــرى تــكــرمي لــه‪« :‬ده انــتــصــار إن ربنا‬ ‫اختارنى أكون جندا من جنوده فى األرض‪،‬‬ ‫ألنــى براعى حــيــوان‪ ..‬بشعر بقمة الفخر‬

‫واملقابل دعوات تسترنى فى الدنيا»‪.‬‬ ‫ويحلم عنتر بعالم يحترم احليوانات أكثر‬ ‫من الوضع الذى نعيش فيه‪« :‬نفسى يبطلوا‬ ‫تعنيف للكالب ويقتلوهم بــدون أى ذنب‪،‬‬

‫حيوانات الشارع أليفة‪ ،‬وعمرها ما تهجم‬ ‫عليك‪ ،‬والكلب البلدى لو نبح بشدة نحوك‬ ‫هو فقط عشان بيشعر بــاخلــوف‪ ..‬نفسى‬ ‫ثقافة احترام احليوان تسود»‪.‬‬

‫«مقاربات‬ ‫متشابهة»‬

‫«منافس جتارى‬ ‫مخيف»‬

‫«طفرة غير‬ ‫مسبوقة»‬

‫«دفاع عن القبح»‬

‫الرئيس الروسى‪،‬‬ ‫فالدميير بوتني‪،‬‬ ‫عن مصالح مشتركة‬ ‫جتمع بالده بأمريكا‬ ‫فى ملف تغير املناخ‪.‬‬

‫سمير عطا هلل‪ ،‬فى‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬عن‬ ‫احلزب الشيوعى‬ ‫الصينى‪.‬‬

‫عبد املحسن سالمة‪،‬‬ ‫فى األهرام‪ ،‬عما‬ ‫شهده القطاع املالى‬ ‫غير املصرفى خالل‬ ‫السنوات األربع‬ ‫املاضية‪.‬‬

‫وائل لطفى‪ ،‬فى‬ ‫الدستور‪ ،‬عن هؤالء‬ ‫املناهضني خلطط‬ ‫تطوير العشوائيات‬ ‫بدعوى حقوق‬ ‫السكان‪.‬‬

‫طارق السيد‪،‬‬ ‫املدير الفنى لنادى‬ ‫الترسانة‪ ،‬فى‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عن‬ ‫الوطن‪،‬‬ ‫رد فعله فى حال فوز‬ ‫األهلى بالدورى‪.‬‬

‫صفية العمرى‪،‬‬ ‫فى برنامج «كلمة‬ ‫أخيرة»‪ ،‬عن سبب‬ ‫رفضها لألدوار التى‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫تعرض عليها‬ ‫ً‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫مخرجا مله ًما ألجيال متعددة‪،‬‬ ‫بيرجمان كان‬ ‫ً‬ ‫بــل إن البعض يعتبره هــو السينما كما ينبغى‬ ‫أن تكون السينما‪ ..‬مخرجو (املوجة اجلديدة)‬ ‫الفرنسية مثل جودار وتريفو وكلود شابرول قالوا‬ ‫فى الستينيات إنه املرجعية لدستورهم الفكرى‬ ‫والبصرى‪ ،‬كما أن األمريكى الشهير وودى آالن‬ ‫وصفه بأنه أهم مخرج فى التاريخ‪.‬‬ ‫حطم احلائط الرابع السينمائى وهــو النظر‬ ‫للكاميرا‪ ،‬املمثل ال يتحدث للكاميرا التى تصبح‬ ‫فى هذه احلالة هى عني املتفرج‪ ،‬بيرجمان أراد‬ ‫ملمثليه أن يضعوا الكاميرا فى مكانة القسيس‬ ‫الذى يعترفون أمامه بكل أخطائهم وخطاياهم‪،‬‬ ‫فكان املمثل هو األهــم وهــو ينظر لعني عدسة‬ ‫الكاميرا ليبوح بكل شىء بال خجل‪.‬‬ ‫فيلم (جــزيــرة بــيــرجــمــان)‪ ،‬ال ــذى عــرض فى‬ ‫(كان) داخل املسابقة الرسمية‪ ،‬ليس سردا لقصة‬ ‫حياته‪ ،‬ولكنه يتحرك فى نفس املكان الذى عاش‬

‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫احتفل النجم أحــمــد عــز بــالــعــرض اخلــاص‬ ‫لفيلمه اجلديد «العارف»‪ ،‬وذلك بأحد املجمعات‬ ‫السينمائية الكبيرة بالقاهرة اجلــديــدة‪ ،‬وبدأ‬ ‫عرضه جماهير ًيا بد ًءا من أمس األربعاء‪ ،‬وحرص‬ ‫على حضور العرض من أبطال الفيلم الفنان‬ ‫أحمد فهمى‪ ،‬مصطفى خاطر‪ ،‬اللبنانية كارمن‬ ‫بصيبص‪ ،‬وأحمد خالد صالح‪ ،‬ومؤلف الفيلم‬ ‫محمد سيد بشير‪ ،‬واملخرج أحمد عــاء‪ ،‬واملنتج‬ ‫أحمد بدوى‪ .‬وفى سياق متصل تواجد عدد كبير من‬ ‫النجوم لتهنئة «عز» على الفيلم‪ ،‬منهم الفنان محمد‬ ‫جمعة‪ ،‬كرمي فهمى‪ ،‬أكــرم حسنى‪ ،‬هنادى مهنى‪،‬‬ ‫محمد عبدالرحمن «توتا»‪ ،‬مصطفى بسيط‪ ،‬مروان‬ ‫حامد‪ ،‬أحمد مراد‪ ،‬سوزان جنم الدين‪.‬‬ ‫«العارف» بطولة أحمد عز‪ ،‬أحمد فهمى‪ ،‬مصطفى‬ ‫خاطر‪ ،‬محمود حميدة‪ ،‬كارمن بصيبص‪ ،‬أحمد خالد‬ ‫صالح‪ ،‬حــازم إيهاب وعــدد من النجوم الذين يظهرون‬ ‫كضيوف شرف‪ ،‬أبرزهم محمد ممدوح‪ ،‬وهو تأليف محمد‬ ‫سيد بشير وإخراج أحمد عالء الديب‪ ،‬ومن املقرر أن يبدأ‬ ‫عرضه رسميا الليلة األربعاء‪ ،‬بنسبة استيعاب السينمات‬ ‫التى تصل حاليا لـ ‪ .٪٧٠‬من جانبه أكد النجم أحمد عز‪،‬‬ ‫فى تصريحات خاصة لـ«املصرى اليوم»‪ ،‬أنه سعيد بردود‬ ‫موضحا أنه احتاج وقتا طويال لتنفيذه‬ ‫الفعل جتاه الفيلم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موضحا‬ ‫قرابة عامني‪ ،‬وتنقل بسببه بني ‪ 4‬دول أوروبية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن املخرج أحمد عالء صاحب رؤية مميزة‪ ،‬وقدم األكشن‬ ‫بتقنيات عاملية‪ .‬وأضاف «عز»‪« :‬الفيلم أكشن ساسبنس‪،‬‬ ‫احلــوار فيه قليل‪ ،‬يناقش قضية الغزو الثقافى‪ ،‬ويعتبر‬ ‫حتديا صعبا بالنسبة لى‪.‬‬

‫«هحلق شعرى‬ ‫زيرو»‬

‫طارق الشناوى‬ ‫يكتب من «كان»‪:‬‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬

‫أحمد عز يحتفل بـ«العارف»‪:‬‬ ‫أكشن بتقنيات عالمية‬

‫«ال تليق مبا‬ ‫قدمته»‬

‫أنا والنجوم‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Thursday - July 15 th - 2021 - Issue No. 6240 - Vol.18‬‬

‫اخلميس ‪ ١٥‬يوليو ‪٢٠٢١‬م ‪ ٥ -‬ذو احلجة ‪ 14٤٢‬هـ ‪ ٨ -‬أبيب ‪ - 173٧‬السنة الثامنة عشرة ‪ -‬العدد ‪٦٢٤٠‬‬

‫تابعت فى الفترة املاضية االهتمام املتزايد للدولة مبوضوع األصول‬ ‫العامة وكيفية إدارتها مبا يحقق التنمية االقتصادية املنشودة‪.‬‬ ‫والواقع أن الــرأى العام املصرى قد شهد وسمع ‪ -‬بصبره املعهود‬ ‫ خطا ًبا رسم ًيا داع ًما للتمصير والتأميم خالل عقدين من الزمان‪،‬‬‫ثم للخصخصة وبيع أصــول الدولة ألربعة عقود تالية‪ ،‬ثم خلطاب‬ ‫وسياسات «مختلطة» خالل السنوات العشر املاضية‪ ،‬وإن غلبت عليها‬ ‫استعادة دور الدولة فى االقتصاد‪.‬‬ ‫ومع كل مرة‪ ،‬تغير فيها اجتاه الريح االقتصادى كان ذلك مصحوبا‬ ‫بــذات اليقني واحلــســم والتأكيد على التعلم مــن التجارب الدولية‬ ‫واالستفادة من اخلبرات العاملية‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذه املراوحة اليقينية‪ ،‬بات موضوع أصول الدولة يتلخص‬ ‫فى االختيار بني نقيضني ليس بينهما أى مساحات للتفاهم‪ :‬التأميم‬ ‫واخلصخصة‪ ،‬القطاع العام والقطاع اخلــاص‪ ،‬دخول الدولة فى كل‬ ‫األنشطة االقتصادية وانسحابها التام‪ ،‬احلــق والباطل‪ ،‬بل احلالل‬ ‫واحلرام‪ .‬واحلقيقة أن املوضوع ال يحتمل هذه احلد ّية‪ ،‬بل الطبيعى أن‬ ‫يحكمه منطق عملى يستند إلى معلومات سليمة‪.‬‬ ‫لذلك واســتــنــا ًدا الهتمام الــدولــة املتزايد بهذا املــوضــوع‪ ،‬فأقترح‬ ‫املساهمة عن طريق بيان أن املقصود مبفهوم «القطاع العام» أو «أصول‬ ‫الدولة» ليس بالضرورة بديه ًيا كما يبدو للوهلة األولى‪ ،‬بل يحتاج قدرا‬ ‫من التبويب والتوضيح‪.‬‬ ‫احلديث الدارج عن «أصول الدولة» يتجه إلى نوعني‪ :‬شركات القطاع‬ ‫العام واألراضــى اململوكة للدولة‪ .‬وهــذان نوعان مهمان من األصول‬ ‫العامة وإن كانا ال يعبران عن كل املقصود بامللكية العامة‪.‬‬ ‫الشركات «العامة» ً‬ ‫أول ليست من طائفة واحدة‪ ،‬بل هناك مجموعة‬ ‫محددة منها واقعة حتت مظلة قانون قطاع األعمال العام الصادر عام‬ ‫‪ ١٩٩١‬وإشــراف الــوزارة التى حتمل ذات االسم‪ ،‬وهى الشركات التى‬ ‫كان يفترض أن يجرى اإلعداد لتطويرها ثم خصخصتها‪ .‬وقد بيع عدد‬ ‫منها بالفعل خالل العقدين السابقني على ثورة يناير‪ ..‬ولكن خارج هذه‬ ‫املجموعة املحددة يوجد عالم كبير من شركات «القطاع العام» التى لم‬ ‫تدخل حتت مظلة «قطاع األعمال العام» وبقيت تابعة لوزارات وهيئات‬ ‫مختلفة وللخزانة العامة مباشرة وفيها اجلانب األكبر من العمالة‬ ‫واإلنتاج واملوارد الوطنية‪ .‬ولضرب أمثلة تساعد على إدراك حجم ما‬ ‫نتحدث عنه‪ ،‬فإن فيها شركة مصر للطيران وشركات قطاع البترول‬ ‫واالتصاالت والبنوك اململوكة للدولة‪ ،‬ومئات غيرها‪.‬‬ ‫التفرقة الثانية املفيدة أن هناك عاملا كبيرا من الشركات التى ال‬ ‫متلكها الدولة مباشرة‪ ،‬ولكن تساهم فيها بحصة األغلبية أو بامللكية‬ ‫كلها‪ ،‬وهذه ال تظهر فى احلديث عن أصول الدولة بشكل رسمى ألنها‬ ‫من الناحية القانونية شركات قطاع خاص‪ ،‬وإن كانت ملكيتها ومنفعتها‬ ‫االقتصادية راجعة للدولة‪ .‬من ذلك ً‬ ‫مثل الشركات اململوكة لبنوك‬ ‫القطاع العام أو لهيئات البترول‪.‬‬ ‫التفرقة الثالثة أن الدولة كانت فى جتربة اخلمسينيات والستينيات‬ ‫ساعية إلنشاء قطاع عام مدنى‪ ،‬بينما اآلن يوجد قطاع اقتصادى ال‬ ‫يستهان بحجمه وأهميته تابع للجهات السيادية‪ ،‬وبالتالى فهو بالتأكيد‬ ‫ميثل جزءا من أصول الدولة‪ ،‬وإن كان يقع حتت مظلة قانونية وإدارية‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫وأخي ًرا‪ ،‬فإن هناك محفظة متزايدة احلجم من الشركات واألسهم‬ ‫واألصول التى بدأ يتملكها مؤخرا الصندوق السيادى املصرى‪ ،‬حيث‬ ‫يساهم فى مشروعات وأصول ذات طبيعة اقتصادية خاصة أو أهمية‬ ‫قومية‪ ،‬وكل ما يتملكه يقع بدوره فى إطار ملكية الدولة‪.‬‬ ‫أما عن األراضى والعقارات‪ ،‬فتلك أيضا متعددة الطوائف‪ .‬فيوجد‬ ‫منها املبنى والفضاء‪ ،‬وما يعتبر مملوكا للدولة ملكية خاصة وما يعتبر‬ ‫ملكا عاما‪ ،‬وفيها األراض ــى التى متلكها جهات عامة معينة كهيئة‬ ‫املجتمعات العمرانية اجلديدة وهيئة التنمية السياحية وهيئة التنمية‬ ‫أراض مملوكة للدولة بشكل‬ ‫الصناعية واملحافظات‪ ،‬بينما توجد أيضا‬ ‫ٍ‬ ‫عام ودون تخصيص للجهة املالكة‪.‬‬ ‫ملاذا أفردت هذا املقال للحديث عن أنواع «أصول الدولة»؟‬ ‫العتقادى أن احلديث والنقاش املجتمعى املطلوب حول كيفية إدارة‬ ‫الدولة ألصولها يجب أن يستند إلى فهم مشترك ملا نقصده بتلك‬ ‫األصــول‪ ،‬وملعلومات سليمة حولها‪ ،‬وإلدراك أنها ال تقع جمي ًعا حتت‬ ‫إشراف أو ملكية جهة واحدة فى البلد‪ ،‬وأنها أكثر بكثير مما يعبر عنه‬ ‫تعبير «القطاع العام»‪ ،‬والتعامل معها ال ميكن أن يكون بأسلوب واحد‪.‬‬ ‫املجتمع صار واع ًيا بالشأن االقتصادى أكثر مما كان فى املاضى‪،‬‬ ‫ومــن حقه املعرفة واملتابعة واملشاركة‪ ،‬وعلينا أن نخرج جميعا من‬ ‫القوالب اجلامدة التى حكمت هذا املوضوع سابقا حتى ال نظل دائرين‬ ‫فى إشكالية التأميم واخلصخصة‪ ،‬ونتقدم نحو إدارة رشيدة باتت‬ ‫مطلوبة فى التعامل مع هذا امللف املهم‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫المخرج الذى استبدل القسيس بالكاميرا‬

‫سحر بيرجمان غاب عن فيلم «جزيرة بيرجمان»‬ ‫فيه بيرجمان العقود األخير من سنوات عمره‬ ‫بجزيرة (فــارو) بالقرب من السويد‪ ،‬فأصبحت‬ ‫تعرف باسمه‪ ،‬إخراج مياهانسن وهى أيضا كاتبة‬ ‫السيناريو‪ ..‬يحكى الفيلم قصة زوجني يعمالن فى‬ ‫نفس املهنة يسافران للجزيرة من أجل احلصول‬ ‫على قدر من اإللهام فيختلط الواقع باخليال‪،‬‬ ‫ويعيش كل منهما قصة واقعية بها مالمح من‬ ‫األفكار التى يدونانها على الورق‪ ،‬الزوجان لعب‬ ‫دوريــهــمــا مياواسيكو وتيم روث‪ .‬عندما رأيــت‬ ‫الفيلم أعــادنــى إلــى تلك األي ــام الــتــى قضيتها‬ ‫على نفس اجلزيرة‪ ،‬عشت بالضبط الكثير من‬ ‫اللحظات‪ ،‬وعايشت من قبل األماكن‪ ،‬وذلك فى‬ ‫مثل تلك األيام قبل ثالث سنوات‪ ،‬عندما تلقيت‬ ‫دعوة عزيزة من سفارة السويد بالقاهرة‪ ،‬قالوا‬ ‫إنــه مت اختيارى ضمن عــدد محدود من النقاد‬ ‫ميثلون العالم لالحتفال مبئوية املخرج األسطورى‬ ‫بيرجمان‪ ،‬قضيت نحو خمسة أيام فى حضرة هذا‬

‫املخرج الذى صور أهم أفالمه هناك‪ ،‬وأنشأ دار‬ ‫عرض صغيرة ال تزال محتفظة بنفس طقوسها‪،‬‬ ‫وتعرض أفالمه كما كان يشاهدها‪ ،‬كما عايشنا‬ ‫أماكن التصوير الواقعية التى قدمها فى األفالم‪،‬‬ ‫مثل (بيرسونا) و(العار)‪ ،‬حيث كنا نتابع الفيلم‬ ‫داخل دار العرض التى أقامها بعد معاينة أماكن‬ ‫التصوير الواقعية‪.‬‬ ‫ولتلك الــدار طقوس وضعها بيرجمان‪ ،‬والكل‬ ‫يلتزم بها‪ ،‬عليك ً‬ ‫أول أن تخلع نعليك قبل أن تدلف‬ ‫للسينما‪ ،‬املقاعد ال تتجاوز ‪ ،30‬بينها فى الصف‬ ‫األول مقعد فــى أقــصــى اليمني‪ ،‬أمــامــه مائدة‬ ‫صغيرة‪ ،‬وبه مخدة‪ ،‬إنه مكانه األثير‪ ،‬غاب عنه‬ ‫‪ 14‬عاما‪ ،‬وال يجرؤ أحد احتراما والتزاما أيضا‬ ‫على اجللوس سوى خلفه أو بجواره‪ ،‬كل التفاصيل‬ ‫التى أحبها احتفظوا بها‪ ،‬وهى أيضا ما استعادها‬ ‫الفيلم اجلديد‪ ،‬كما هى فى الواقع‪ ..‬على الباب‬ ‫تنويه بالسويدية يطلب احلذر‪ ..‬ال ميكن أن تدلف‬

‫منه دون انحناء‪ ..‬كل هذه التفاصيل تدخل من‬ ‫باب االحترام لصاحب املقام السينمائى الرفيع‪.‬‬ ‫يــعــشــقــون ه ــذا املــخــرج الـــذى أضـــاء باسمه‬ ‫السينما السويدية فى العالم ومنحها حضو ًرا‪،‬‬ ‫ولهذا احتفلوا مبرور ‪ 100‬عام على ميالده فى‬ ‫‪ 14‬يوليو ‪ ،1918‬املركز السينمائى يحمل اسمه‬ ‫فى السويد‪ ..‬ميزانية مهرجان بيرجمان كانت‬ ‫محدودة‪ ،‬ولكن الدفء الذى يحيطون به الضيوف‬ ‫ال يعرف احلدود‪.‬‬ ‫تستوقفك انحناءة الشاطئ واقعيا‪ ،‬وتتذكر‬ ‫مشهدًا مــن الفيلم النفسى (بــيــرســونــا)‪ ،‬حتى‬ ‫األماكن التى ُوضعت فيها الكاميرا يستعيدونها‬ ‫مجد ًدا‪ ،‬وكأن الزمن توقف فقط عند بيرجمان‪،‬‬ ‫وهــو ما شاهدته ً‬ ‫أيضا على الشاشة وحرصت‬ ‫عليه املخرجة‪ ،‬لتدعم فيلمها بكل التفاصيل عن‬ ‫صاحب املقام الرفيع فى السينما‪.‬‬ ‫عش َق بيرجمان تلك اجلزيرة‪َ ،‬ف ُدفن فى كنيستها‬

‫طبقا لوصيته مــع واح ــدة مــن زوجــاتــه إجنريد‬ ‫بيرجمان‪ ،‬وهــى طبعا غير النجمة األمريكية‬ ‫الشهيرة السويدية األصــل أيضا‪ ،‬وهكذا بدأت‬ ‫االحتفالية فى الكنيسة (البروتستانية)‪ ،‬وقدموا‬ ‫عددا من األغانى التى كان يحبها‪ ،‬وتوجهت أيضا‬ ‫كاميرا املخرجة إلى تلك األماكن‪.‬‬ ‫منح السينما السويدية خصوصية ولم تبهره‬ ‫هوليوود‪ ،‬صنع أفال ًما تُبهر هوليوود‪ ،‬كــان من‬ ‫عشاق شارلى شابلن‪ ،‬فى كل عيد ميالد مينح‬ ‫نفسه هــديــة‪ ،‬وهــى مــشــاهــدة الفيلم الصامت‬ ‫(السيرك)‪ ،‬وحتى نستعيد اللحظة‪ ،‬أعدنا معه‬ ‫ أقصد ‪ -‬فى دار العرض التى حتمل اسمه‬‫مشاهدة الفيلم الذى أنعشنا مجددا‪.‬‬ ‫أخـــرج للسينما ‪ 50‬فــيــلــمــا‪ ،‬وكـــان يعتبرها‬ ‫عشيقته‪ ،‬بينما املسرح الذى شهد انطالقه فهو‬ ‫زوجته التى يعود إليها طالبا الصفح والسماح بعد‬ ‫كل غزوة سينمائية‪ ،‬أفالمه غلب عليها األبيض‬

‫واألسود وبالغة التعبير باإلضاءة‪ ،‬ومنح ممثليه‬ ‫أفضل أدوارهــــم‪ ،‬فكان يعتصر بــزاويــة وحجم‬ ‫اللقطة تعبيرات ممثليه فتفيض على الشاشة‪.‬‬ ‫من أهم معالم الرحلة زيــارة ملنزل بيرجمان‪،‬‬ ‫وهــو فعال ما قــام به أيضا بطال الفيلم‪ ..‬وفى‬ ‫البيت تتجسد أمامك شخصيته‪ ،‬وهو ما حرص‬ ‫عليه الفيلم‪ ،‬فلقد كان مثل األطفال يكتب على‬ ‫األبواب واحلوائط أحيانا بعض ملحات عن أفالمه‬ ‫بتعبيرات تغلب عليها روح التلقائية‪ ،‬وفى احلمام‬ ‫كتب ساخرا‪( :‬إلى اجلحيم)‪.‬‬ ‫(جزيرة بيرجمان) كشريط سينمائى افتقدت‬ ‫فيه السحر الــذى تنضح بــه أفــامــه‪ ،‬املخرجة‬ ‫وكاتبة السيناريو لم تقدم عنه سيرة ذاتية‪ ،‬ولكن‬ ‫حالة سينمائية موازية له‪ ،‬فيلمها مير بك وكأنه‬ ‫مجرد زمن‪ ،‬حتى لو كنت شغوفا به‪ ،‬فهو ينتهى‬ ‫مبجرد نهايته على الشاشة‪ ..‬بينما أفالم بيرجمان‬ ‫تكتشف أنها غادرت الشاشة لتسكن وجدانك!‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.