عدد الاربعاء 23/12/2020

Page 1

‫واتـس أب‬

‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫عن قرب‬ ‫د‪ .‬مصطفى الفقى‬ ‫‪Tw i tte r :D r M o sta fa El Fe ky‬‬

‫القاضى الفاضل‬

‫«الثقافة» تبدأ تدريب ‪ 43‬فنانًا‬ ‫ضمن مبادرة «صنايعية مصر»‬ ‫كتبت‪ -‬سحر املليجى‪:‬‬

‫‪ 43‬فنا ًنا وحرف ًيا‪ ،‬بــدأوا تدريبهم الفنى ضمن املرحلة‬ ‫الثانية من مبادرة «صنايعية مصر» التى أطلقتها وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬من خالل قطاع صندوق التنمية الثقافية‪ ،‬ضمن‬ ‫املبادرة الرئاسية للحفاظ على التراث املصرى وحرفه‪ .‬وقال‬ ‫الدكتور فتحى عبدالوهاب‪،‬‬ ‫رئيس قطاع الصندوق‪ ،‬إن‬ ‫مــبــادرة «صنايعية مصر»‬ ‫تــهــدف إل ــى ص ــون الهوية‬ ‫التراثية كجزء من محاور‬ ‫التنمية املستدامة‪ ،‬للتدريب‬ ‫املهنى واحلــرفــى حلماية‬ ‫ال ــت ــراث وإعـــــاده إحــيــائــه‪،‬‬ ‫ويــنــفــذهــا قــطــاع صــنــدوق‬ ‫التنمية مبركز الفسطاط‬ ‫للحرف التقليدية لتدريب‬ ‫الشباب من سن ‪ 18‬حتى‬ ‫‪ 40‬ع ــا ًم ــا عــلــى احل ــرف‬ ‫إيناس عبدالدامي‬ ‫التقليدية والتراثية‪ ،‬لدعم‬ ‫الشباب وتأهيلهم وإكسابهم خبرات تُتيح لهم احلصول‬ ‫على فرص عمل وإقامة قاعدة إنتاجية جديدة للمشروعات‬ ‫الصغيرة و ُمتناهية الصغر خلريجى املُبادرة‪.‬‬ ‫ويتضمن التدريب جز ًءا املُحاضرات النظرية على يد كبار‬ ‫األساتذة بكليات الفنون‪ ،‬وتشمل‪« :‬التصميم‪ ،‬اخلط العربى‪،‬‬ ‫الزخارف النباتية» وكيفية تطبيقها فى املنتجات الفنية‪،‬‬ ‫واجلزء العملى من التدريب حتت إشراف مجموعة من أمهر‬ ‫الصناع احلرفيني مبركز احلرف التقليدية بالفسطاط‪.‬‬ ‫ُ‬

‫«أمر حكيم»‬

‫«عثرنا على‬ ‫طرف خيط»‬

‫«أشعر أننى فى‬ ‫حلم»‬

‫رئيس املكتب‬ ‫اإلقليمى األوروبى‬ ‫للصحة العاملية‪،‬‬ ‫هانز كلوج‪ ،‬عن احلد‬ ‫من السفر الحتواء‬ ‫انتشار كورونا‪.‬‬

‫رئيس جلنة األمن‬ ‫القومى فى مجلس‬ ‫الشورى اإليرانى‪،‬‬ ‫مجتبى ذوالنورى‪،‬‬ ‫عن اغتيال محسن‬ ‫فخرى زادة‪.‬‬

‫«بيج رامى»‪ ،‬بطل‬ ‫كمال األجسام‪،‬‬ ‫فى «الشروق»‪ ،‬بعد‬ ‫حتقيقه لقب مستر‬ ‫أوملبيا‪.‬‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫احلــالــة املــصــريــة التــــزال حــاضــرة مــعــى فى‬ ‫(قــرطــاج) وأنــا أشــاهــد الفيلم التونسى الرائع‬ ‫(الهروب)‪ ،‬وتنطق بالعامية التونسية (الهاربة)‪،‬‬ ‫الفيلم كتبه وأخرجه غازى الزغبانى‪ ،‬ألن املهرجان‬ ‫وضع على قائمة أهدافه التى صاغها املخرج رضا‬ ‫الباهى أن يُقدم (استعادة) للماضى‪ ،‬وأيضا يعرف‬ ‫اجلمهور آخر ما قدمته السينما التونسية‪.‬‬ ‫تساءلت وأنا أشاهد الفيلم‪ :‬هل من املمكن أن‬ ‫توافق الرقابة املصرية على اخلط العام‪ ،‬رغم التوافق‬ ‫السياسى الذى يعبر عن الدولة‪ ،‬فهو يكشف ادعاء‬ ‫وزيف بطل الفيلم اإلرهابى املتطرف‪ ،‬عندما نراه‬ ‫أمامنا كإنسان فى عالقة متشابكة بحكم الضرورة‬ ‫املكانية والزمانية ـ ال تتجاوز مساحة احلجرة التى‬ ‫جترى فيها األحداث مترين وفى زمن ال يكمل ‪24‬‬ ‫ساعة‪ -‬نشاهد ونتابع ونتعمق فى فكر هؤالء الذين‬ ‫يرفعون شعار الدين فى مواجهة املجتمع؟‪ ،‬فما بالكم‬ ‫عندما تصبح العالقة مع فتاة ليل هى التى تضمن‬ ‫بقاءه على قيد احلياة‪ ،‬فهى حتميه من كل العيون‬ ‫التى من املمكن أن تصل إليه!‪.‬‬ ‫الــدولــة فــى مصر تــوافــق قط ًعا على الفكرة‬ ‫واخلط العام‪ ..‬ولكن ماذا عن التناول؟!‪ ،‬ال ميكن‬ ‫سوى أن نشاهد الغواية املتجسدة فى سالح تلك‬ ‫السيدة‪ ،‬ونرى أيضا عالقتها بالزبائن‪ ،‬ونتابع حالة‬ ‫الشبق التى تعيشها‪ ،‬قد تخفف الرقابة الكثير من‬ ‫اللقطات‪ ،‬إال أن من سيرفض فى النهاية التصريح‬ ‫بالفيلم هو املجتمع‪.‬‬ ‫الي ــزال داخــل نسيج البيت املــصــرى صــوت ال‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬ ‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫«أسوان ألفالم المرأة» يكرم دنيا‬ ‫سمير غانم فى دورته الخامسة‬ ‫كتبت‪ -‬هالة نور‪:‬‬

‫يكرم مهرجان أســوان الدولى ألفالم املــرأة فى دورته‬ ‫اخلامسة التى تعقد فى الفترة من ‪ 20‬إلى ‪ 26‬فبراير‬ ‫منوذجا ميثل‬ ‫املقبل‪ ،‬النجمة دنيا سمير غامن‪ ،‬باعتبارها‬ ‫ً‬ ‫إبــداع املــرأة فى حاضر ومستقبل السينما املصرية‪،‬‬ ‫فــضـ ًـا عــن كونها مــن أهــم جنــمــات جيلها الالتى‬ ‫ً‬ ‫أعمال مميزة أشاد بها اجلمهور والنقاد‪.‬‬ ‫قدمن‬ ‫وقال السيناريست محمد عبداخلالق‪ ،‬رئيس‬ ‫املهرجان‪« :‬إن دنيا سمير غــامن واحــدة‬ ‫من أهم املواهب املوجودة فى السينما‬ ‫املصرية‪ ،‬وجنحت خــال سنوات‬ ‫قليلة فــى تــقــدمي أعــمــال مهمة‬ ‫حظيت بإعجاب اجلمهور»‪.‬‬ ‫وأضـــاف «عــبــداخلــالــق» أن‬ ‫أعمال دنيا سمير غــامن على‬ ‫الشاشة الفضية كان لها صدى‬ ‫إيجابى على املستوى النقدى‪،‬‬ ‫مثل «كباريه» و«الفرح» مع املخرج‬ ‫سامح عبدالعزيز‪ ،‬و«إكس الرج»‬ ‫مع املخرج شريف عرفة‪ ،‬كما لفتت‬ ‫األنظار بأدائها املتنوع أمام عدد كبير‬ ‫من جنوم السينما املصرية فى أفالم‬ ‫جناحا جتار ًيا كبي ًرا‪ .‬وأكد الكاتب‬ ‫حققت‬ ‫ً‬ ‫الصحفى حسن أبوالعال‪ ،‬مدير املهرجان‪ ،‬أن اختيار‬ ‫دنيا سمير غامن لتكرميها فى الدورة اخلامسة يأتى‬ ‫من منطلق االحتفاء بنجمات السينما الشابات الالتى‬ ‫يحملن على عاتقهن مسؤولية تطور وازدهار السينما‬ ‫املصرية فى السنوات املقبلة‪.‬‬

‫دنيا‬

‫الحضور بالفنادق فقط مع االلتزام بالتباعد واإلجراءات االحترازية‬

‫أزمة تواجه منظمى حفالت «رأس السنة» بسبب «كورونا»‬ ‫كتب‪ -‬سعيد خالد‪:‬‬

‫أزمة كبيرة يعيشها جنوم الغناء ومنظمو‬ ‫احلفالت التى كان مقررا إطالقها خالل‬ ‫ليلة رأس السنة‪ ،‬واستقبال عام ‪،2021‬‬ ‫والــتــى يــتــم التحضير لــهــا مــنــذ فــتــرة‪،‬‬ ‫وذل ــك بعدما اتــخــذت وزارة السياحة‬ ‫واآلثار قرا ًرا‪ ،‬تطالب خالله كل املنشآت‬ ‫السياحية والفندقية‪ ،‬بعدم إقامة فعاليات‬ ‫«ثقافية – سياحية» أو احتفاالت خالل‬ ‫فترة رأس السنة‪ ،‬ينتج عنها جتمعات‬ ‫كبيرة من املواطنني‪ ،‬وفق توصيات اللجنة‬ ‫الطبية ملواجهة انتشار فيروس كورونا‪ ،‬مع‬ ‫تصاعد املوجة الثانية من الفيروس وزيادة‬ ‫أعداد املصابني‪.‬‬ ‫ونــص الــقــرار على تشديد احلمالت‬ ‫الــرقــابــيــة عــلــى املــطــاعــم والــكــافــيــهــات‬ ‫والــفــنــادق لــضــمــان تنفيذ ال ــق ــرار‪ ،‬مع‬ ‫استمرار إغــاق أماكن السهر ومسارح‬ ‫املــنــوعــات وقــاعــات األفــــراح واملــاهــى‬ ‫الليلية‪.‬‬ ‫وبــذلــك سيتم إلــغــاء ع ــدد كبير من‬ ‫احلــفــات‪ ،‬مــا يتسبب فــى أزم ــة كبيرة‬ ‫ملنظمى احلفالت الذين قاموا بدفع نسبة‬ ‫مقدم التعاقد مع املطربني‪.‬‬ ‫ومن بني احلفالت الضخمة التى مت‬ ‫إلغاؤها حفل املطرب رامى صبرى والذى‬ ‫كان مقررا له بأحد الفنادق الكبرى فى‬ ‫القاهرة‪ ،‬وكذلك حفل الفنانة أصالة‪،‬‬

‫نيكول سابا فى إحدى حفالت رأس السنة السابقة‬

‫الذى كان مقررا ‪ 31‬ديسمبر اجلارى‪ ،‬على‬ ‫مسرح الصوت والضوء باألهرامات فى‬ ‫اجليزة‪ ،‬وحفالت املطربني وائل جسار‪،‬‬ ‫ونيكول سابا‪ ،‬ومحمود العسيلى‪ ،‬وأحمد‬ ‫سعد‪ ،‬وأيضا حفل الفنان حكيم داخل‬ ‫أحد الفنادق الكبرى على نيل القاهرة‪،‬‬ ‫وحفل املطرب «ويجز» الذى كان مقررا له‬

‫اخلميس ‪ 31‬ديسمبر‪ ،‬مع استمرار إقامة‬ ‫حفل املطربة سيرين عبدالنور فى شرم‬ ‫الشيخ بأحد الفنادق‪.‬‬ ‫وكــانــت الــفــتــرة املــاضــيــة قــد شهدت‬ ‫اإلعـ ــان عــن إلــغــاء حــفــات ع ــدد من‬ ‫امل ــط ــرب ــن والـــتـــى ك ــان ــت مخصصة‬ ‫ل ــاح ــت ــف ــال بــــــرأس ال ــس ــن ــة وأع ــي ــاد‬

‫«غير مؤثرة على‬ ‫خطط إنتاج‬ ‫اللقاحات»‬

‫«جاحد»‬

‫د‪.‬أحمد ساملان‪،‬‬ ‫الباحث املصرى‬ ‫بفريق أكسفورد‪،‬‬ ‫فى «األخبار»‪،‬‬ ‫عن ساللة كورونا‬ ‫اجلديدة‪.‬‬

‫عصام شيحة‪ ،‬رئيس‬ ‫املنظمة املصرية حلقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فى «اليوم‬ ‫السابع»‪ ،‬عن من ينكر‬ ‫حتسن ملف حقوق‬ ‫اإلنسان فى مصر‪.‬‬

‫ال ــك ــري ــس ــم ــاس‪ ،‬خ ــوف ــا مـــن الــتــجــمــع‬ ‫اجلماهيرى‪ ،‬منهم هبة الطوجى وفريق‬ ‫«مــســار إجـــبـــارى»‪ .‬وقـ ــال عبدالفتاح‬ ‫العاصى‪ ،‬مساعد وزير السياحة واآلثار‬ ‫لــشــؤون املــنــشــآت الــفــنــدقــيــة‪« :‬نعيش‬ ‫ظروفا استثنائية‪ ،‬عشنا الغلق التام حتى‬ ‫يونيو املاضى‪ ،‬وبعدها مت عودة تشغيل‬ ‫املطاعم والفنادق بنسبة تشغيل ‪%25‬‬ ‫ثم ‪ ،%50‬وهناك تأثير سلبى كبير على‬ ‫العاملني فى قطاع السياحة‪ ،‬ومع املوجة‬ ‫الثانية قــررت اللجنة العليا التى تدير‬ ‫أزمــة كورونا إلغاء حفالت رأس السنة‬ ‫اجلماهيرية»‪.‬‬ ‫وأضــاف‪« :‬فى منطقة البحر األحمر‬ ‫وشـــرم الــشــيــخ والــغــردقــة االحــتــفــاالت‬ ‫الترفيهية اليومية قائمة‪ ،‬وهــى متبعة‬ ‫للضيوف األجــانــب وللنزالء فــى البحر‬ ‫األحــمــر وجــنــوب ســيــنــاء‪ ،‬مــع االلــتــزام‬ ‫بــاإلجــراءات االحترازية والتباعد‪ ،‬دون‬ ‫جتمع إجبارى»‪.‬‬ ‫وأوضــــح‪« :‬الــقــرار يتعلق باحلفالت‬ ‫الضخمة التى تتجاوز ‪ 1500‬شخص»‪.‬‬

‫تفاصيل أخرى فى نسخة‬ ‫«المصرى اليوم ديجيتال»‬

‫«أصبحت مقياس ًا‬ ‫لنجاح الفنان»‬

‫ريهام عبد الغفور‪،‬‬ ‫عن السوشيال‬ ‫ميديا‪.‬‬

‫سؤال حائر من (قرطاج)‪:‬‬

‫أنا والنجوم‬

‫طارق الشناوى‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Wednesday - December 23 rd - 2020 - Issue No. 6036 - Vol.17‬‬

‫األربعاء ‪ ٢٣‬ديسمبر ‪٢٠٢٠‬م ‪ ٨ -‬جمادى األولى ‪ 14٤٢‬هـ ‪ ١٤ -‬كيهك ‪ - 173٧‬السنة السابعة عشرة ‪ -‬العدد ‪٦٠٣٦‬‬

‫رحل عن عاملنا مصرى عظيم وقاض رفيع الشأن وكتلة من‬ ‫الكبرياء والكرامة هو املستشار فتحى خليفة‪ ،‬رئيس محكمة‬ ‫النقض األسبق بعد سنوات من العزلة الصحية واالنفصال عن‬ ‫العالم‪ ،‬ولكنى كنت أتذكره دائ ًما وال أنساه أب ـ ًدا‪ ،‬وقد اتصل‬ ‫بى الصديق األستاذ أحمد أبوشادى اإلعالمى الدولى الذى‬ ‫عمل فى سفارة مصر بواشنطن وفى صندوق النقد الدولى‬ ‫ليذكرنى مبا كتبته عن القاضى الفاضل الراحل فتحى خليفة‬ ‫وكان ذلك فى ‪ 10‬إبريل عام ‪ 2013‬عندما كتبت عنه بال مناسبة‬ ‫ألننى التقيته فى إحدى احلفالت ولم يتعرف على رغم العالقة‬ ‫الوثيقة التى جمعتنى به لسنوات‪ ،‬ولقد كانت بدايات املرض قد‬ ‫زحفت على مراكز الذاكرة وأصبح ال يعرف من أحبوه وأحبهم‪،‬‬ ‫وها أنا أستأذن املصرى اليوم والقارئ م ًعا فى إعادة نشر ذلك‬ ‫املقال بعد أكثر من سبع سنوات ونصف من نشره حتية لرمز‬ ‫شامخ فى القضاء املصرى مبناسبة رحيله‪:‬‬ ‫رئيسا‬ ‫لقد تــبــوأ أرف ــع منصب قضائى فــى الــبــاد فــكــان‬ ‫ً‬ ‫«ملحكمة النقض»‪ ،‬ومع ذلك لم يأخذ حقه من التقدير الذى‬ ‫يناسبه والتكرمي الذى يستحقه‪ ،‬فلقد كان رج ً‬ ‫ال شديد املراس‬ ‫صل ًبا فى مواقفه متمس ًكا بحرفية املبادئ التى يعمل عليها‬ ‫حق‬ ‫رجل القضاء‪ ،‬وقد يختلف معه الكثيرون إال أننى شاهد ٍ‬ ‫وعــدل مثل غيرى على أن الرجل لم يكن بو ًقا لنظام احلكم‬ ‫وال أدا ًة له‪ ،‬وإمنا كان يتصرف من وحى ضميره وما يؤمن به‪،‬‬ ‫إن املستشار «فتحى خليفة» لم يكن رجل سياسة وإعــام بل‬ ‫حريصا على الترفع‬ ‫جاء إلى موقعه باألقدمية املطلقة وكان‬ ‫ً‬ ‫عن الصغائر أو الهبوط مبستوى القضاء املصرى من عليائه‪،‬‬ ‫حفل عام دعا إليه السفير السعودى‬ ‫ولقد رأيته ذات مرة فى ٍ‬ ‫األسبق «د‪ .‬هشام ناظر» وكان املستشار «فتحى خليفة» يبدو‬ ‫لى مترف ًعا رفعة القضاء‪ ،‬هاد ًئا هدوء العلماء‪ ،‬صامتًا فى عزة‬ ‫وكبرياء‪ ،‬وحتدثت معه يومها فى كلمات قليلة أدركــت معها‬ ‫مكانة الرجل وقيمته وعزوفه عن املناصب وابتعاده عن بريق‬ ‫السلطة ثم رأيته بعد ذلك بعدة سنوات فى سرادق عزاء فكان‬ ‫شار ًدا مهمو ًما ال يكاد يعرف أح ًدا حوله‪ ،‬ولقد حرمه النظام‬ ‫األسبق من أى منصب تكميلى بعد التقاعد أسوة بزمالئه رمبا‬ ‫ألنه لم يكن على وفاق كامل مع التوجهات السائدة حينذاك‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن أنه لم يكن من رجال النظام فى السلطة القضائية‪،‬‬ ‫لذلك دفــع املستشار «فتحى خليفة» الثمن مــرتــن! مــرة مع‬ ‫النظام القائم ومرة أخرى فى مواجهة منتقديه داخل السلطة‬ ‫القضائية ذاتها‪ ،‬ولكن الرجل كان خلو ًقا بطبعه‪ ،‬عزو ًفا عن‬ ‫دخول املعارك بفطرته‪ ،‬ولقد أراحنى كثي ًرا أن رج ً‬ ‫ال من هذا‬ ‫الطراز كان على رأس السلطة القضائية عندما كانت «محكمة‬ ‫النقض» تفحص الطعون فى انتخابات عام ‪ 2005‬وكنت طر ًفا‬ ‫فى إحداها‪ ،‬فأنصفتنى املحكمة فى عهده وإن كانت التقارير‬ ‫قد صدرت بعد إحالته للتقاعد‪ ،‬إننا أمام منوذج شامخ لرجل‬ ‫قضاءٍ لم يلهث وراء املناصب ولم يغازل السلطة ولم ينجرف‬ ‫وراء اإلعــام ولكنه انــزوى بعد حلظة االنــصــراف فى هدوء‬ ‫الزاهدين وصمت الشرفاء‪ ،‬وقد يتساءل البعض ملــاذا اختار‬ ‫أحيا ًنا شخصيات تبدو بعيدة عن الضوء‪ ،‬واإلجابة على ذلك‬ ‫موجودة فى السؤال ذاته‪ ،‬فأنا أريد أن أق ِّدم لألجيال اجلديدة‬ ‫مناذج مشرقة من كافة املجاالت‪ ،‬وأقــول لهم إنه ال يصح إال‬ ‫ميا قالوا إنك‬ ‫الصحيح دائ ًما وأن الشرف أنقى وأبقى‪ ،‬وقد ً‬ ‫تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت أو تخدع بعض الناس‬ ‫كل الوقت‪ ،‬ولكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت!‬ ‫واملخلوق البشرى لم يعش الدهر كله ولم يعش فى كل مكان‬ ‫لذلك كان طبيع ًيا أن يستلهم خطى سابقيه وأن تكون القدوة‬ ‫هى نبراس األجيال اجلديدة وهى فى طريقها الطويل مهما‬ ‫كانت املصاعب والــتــحــديــات‪ ..‬إن املستشار «فتحى خليفة»‬ ‫منوذ ٌج رفيع للقاضى امللتزم الذى لم تلوثه السياسة ولم تنل‬ ‫منه آثامها ولم يحمل شي ًئا من خطاياها‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫هل توافق الرقابة المصرية على (الهاربة) التونسى؟‬ ‫يؤمن بأن التصنيف العمرى فى العالم كله وضع‬ ‫ً‬ ‫فاصل ونهائ ًيا بني العمل الفنى واملصادرة‪،‬‬ ‫حدًا‬ ‫فال يوجد فى القاموس اآلن تعبير املنع ألسباب‬ ‫أخالقية‪ ،‬مبعناها املباشر وأحكامها القاطعة‪ ،‬ألن‬ ‫املشاهد الناضج صارت العصمة بيده‪ ،‬يعلم الفارق‬ ‫بني العمل الفنى والقضية التى يتناولها‪ ،‬و(البون)‬ ‫شاسع بني َمن يقدم فيل ًما خلي ًعا و َمن يقدم ً‬ ‫عمل‬ ‫فن ًيا تتخلله لقطات حتمية بها جنس أو عرى‪ ،‬املعيار‬ ‫الفنى (اجلمالى) هو الــذى يحدد بوصلة قــراءة‬ ‫الشريط السينمائى‪ ،‬بينما احلكم على العمل الفنى‬ ‫مبقياس زئبقى اسمه (النظافة ) بات مسيط ًرا‪،‬‬ ‫ليس فقط على املجتمع‪ ..‬ولكن عد ًدا من الزمالء‬ ‫عندما نتابع كيف قرأوا العمل الفنى سنلمح أنهم‬ ‫يحددون العالقة سل ًبا وإيجا ًبا مبقدار كم هو (ناصع‬ ‫النظافة)‪ ،‬التى تعنى خلو العمل الفنى من القبالت‬ ‫وأخواتها أو تعاطى املخدرات بتنويعاتها املختلفة‪..‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬نظلم الفن بهذا املعيار املتغير بطبعه فى‬ ‫الــزمــان واملــكــان‪ ،‬كما أنــه ليس له عالقة بالعمل‬ ‫الفنى‪ ،‬إنه يشبه من يقيس الزلزال بدرجة حرارة‬ ‫(فهرنهايت) وليس معدل االهتزاز (ريختر)‪.‬‬ ‫دفاعا‬ ‫كثي ًرا ما تتلقى الرقابة ‪ -‬وهذا قط ًعا ليس ً‬ ‫عنها ‪ -‬ولكن إقرار بالواقع‪ ..‬كثي ًرا ما تكتشف أن‬ ‫صوت املجتمع أعلى من صوت الرقيب‪ ،‬وأنه يتهم‬ ‫الدولة بالسماح مبا ال يجوز تداوله‪ ،‬هم ال يعرفون‬ ‫شي ًئا اسمه التصنيف العمرى‪ ،‬وال يدركون أن الكرة‬ ‫قبل أكثر من نصف قرن صارت فى ملعب الشعوب‬ ‫وليس احلــكــومــات‪ ،‬وعليهم أن يختاروا بحرية‬

‫مشهد من الفيلم‬

‫مطلقة ما يجوز لهم مشاهدته وما ال يجوز‪.‬‬ ‫ما يسيطر على الرقابة ليس الدولة وتعدد‬ ‫األجهزة التى ترى أن من حقها اإلطالل على العمل‬ ‫الفنى قبل السماح بتداوله جماهيريا مبعايير‬ ‫تدخل فى إطار األمن القومى‪ ،‬ولكن هناك أسبا ًبا‬ ‫أخرى صار على الرقابة أن تراعيها وإال وجدت‬ ‫نفسها لوحة تنشني لكل من لديه حتفظ أخالقى‬ ‫على مشهد‪ً ،‬‬ ‫وصناع العمل‪،‬‬ ‫وبدل من اتهام املخرج ُ‬ ‫سيتوجه بضرباته املتالحقة إلى الرقابة التى لم‬ ‫تراع قيم مجتمعنا‪ ،‬وفتحت الباب على مصراعيه‬ ‫ِ‬ ‫ملن يخدش احلياء ويحطم القيم‪.‬‬ ‫الشريط السينمائى جتــرى كــل أحــداثــه فى‬ ‫زمن ال يتجاوز ‪ 24‬ساعة داخل غرفة فتاة ليل‪،‬‬ ‫حيث يقدم املخرج فيلمه اجلرىء الذى يجمع بني‬ ‫املتناقضني الثلج والنار‪ ،‬واحلالل واحلرام‪ ،‬املالك‬ ‫والشيطان‪ ،‬السماء واألرض‪( ،‬املومس) مقتنعة‬ ‫مبوقفها وحقها فى احلياة‪ ،‬وهى متارس مهنتها‬ ‫غير الشريفة بكل أمانة وشرف‪ ،‬فال حتصل على‬ ‫أجر من املتطرف الهارب الذى يحتمى بها أكثر‬ ‫مما تناله من اآلخرين‪ ،‬وهى حترص أيضا على‬ ‫أن متنحه مقابل ما دفعه‪ ،‬تفصل بني حماية حياة‬ ‫إنسان وبني مهنة تبدو ال قلب لها وال ترف سوى‬ ‫احلصول على األموال‪.‬‬ ‫املتطرف على اجلانب اآلخر يرى أنه هو احلق‪،‬‬ ‫فهو الذى يعرف بالضبط احلدود‪ ،‬ويكفّر املجتمع‬ ‫غير املنضبط‪ ،‬آذان الفجر يتخلل املشهد‪ ،‬وفى كل‬ ‫مرة حتدث مراجعة وكأنه يذكر اجلميع بأن عني‬

‫اهلل تراهم‪.‬‬ ‫هى تنام على السرير بينما هو أسفل السرير‪،‬‬ ‫اخلط الفاصل بينهما فى نهاية األمــر يتالشى‪،‬‬ ‫أنقذته من املوت أكثر من مرة‪ ،‬وحتضر له شفرة‬ ‫احلالقة ليتخلص من صورته باللحية الطويلة التى‬ ‫صارت مع األجهزة التى تطارده‪ ،‬ومتنحه الفرصة‬ ‫فى احلياة‪ ،‬فهى ال تريد موته ولكنها تريده أن يعود‬ ‫إنسا ًنا‪.‬‬ ‫الضوء يأتى من اخلــارج حيث يطل عليه من‬ ‫داخــل الغرفة حتى يتأكد من زوال اخلطر‪ ،‬هو‬ ‫معادل موضوعى للعالقة مع احلياة بعيدا عن تلك‬ ‫الغرفة الضيقة‪ .‬الصراع النفسى والفكرى بينهما‬ ‫يلعب ضيق املــكــان والــزمــان دوره فــى اشتعاله‪،‬‬ ‫حــرص السيناريو بني احلــن واآلخــر على خلق‬ ‫مساحات للتنفس أمام اجلمهور لكسر حالة امللل‪،‬‬ ‫وهكذا يأتى زبون فى هذا التوقيت احلرج‪ ،‬وبعد‬ ‫خالف عابر بينهما يغادر احلجرة‪ ،‬كما أن جارتها‬ ‫التى متارس نفس املهنة تأتى لتطرق باب غرفتها‬ ‫لتحكى مشاكلها مع الزبائن‪ ،‬الفيلم ال ميلى عليك‬ ‫إرادتـ ــه‪ ،‬املــخــرج مينحك مساحة حرية بعد أن‬ ‫يخرج اإلرهابى من الباب‪ ،‬وأنت تسأل‪ :‬هل يعود‪..‬‬ ‫ليس من أجل ممارسة اجلنس ولكن ألنه فى تلك‬ ‫الساعات اكتشف معنى احلياة وأنه ال ميكن لبشر‬ ‫أن يدين بش ًرا؟!‪.‬‬ ‫بينما السؤال الذى يراودنى‪ :‬هل لو تقدم أحد‬ ‫مخرجينا مبشروع مماثل ستقبله الرقابة‪ ..‬وإذا‬ ‫وافق الرقيب‪ ،‬فهل سيسمح املجتمع؟‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.