عدد الاثنين 2/3/2020

Page 1

‫واتـس أب‬

‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫لكل القراء‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬ ‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫‪Al Masry Al Youm - Monday - March 2 nd - 2020 - Issue No. 5740 - Vol.16‬‬

‫االثنني ‪ ٢‬مارس ‪٢٠٢٠‬م ‪ ٧ -‬من رجب ‪ 14٤١‬هـ ‪ ٢٣ -‬أمشير ‪ - 173٦‬السنة السادسة عشرة ‪ -‬العدد ‪٥٧٤٠‬‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫«دندرة»‪ ..‬بداية لتحقيق‬ ‫العدالة الثقافية بالصعيد‬

‫انطالق المهرجان األول‬ ‫للفروسية بـ«جنوب الوادى»‬

‫جانب من مهرجان الفروسية باجلامعة‬

‫قنا‪ -‬محمد حمدى‪:‬‬

‫افتتح الدكتور محمد أبوالفضل‬ ‫بـ ــدران‪ ،‬نــائــب رئــيــس جامعة جنوب‬ ‫الــــوادى لــشــؤون التعليم والــطــاب‪،‬‬ ‫أمــس‪ ،‬فعاليات مهرجان الفروسية‬ ‫األول باجلامعة‪ ،‬الذى يقام حتت رعاية‬ ‫الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم‬ ‫العالى‪ ،‬والدكتور أشرف صبحى‪ ،‬وزير‬ ‫الشباب والرياضة‪ ،‬والدكتور يوسف‬ ‫غرباوى‪ ،‬رئيس اجلامعة‪ ،‬ومبشاركة‬ ‫طــاب اجلامعات واألنــديــة ومراكز‬ ‫الشباب‪ ،‬وتستمر الفعاليات ملــدة ‪3‬‬

‫عمرو دياب يهدى ألبومه الجديد لـ«أبوعوف»‬

‫«الهضبة» يشعل «المنارة‬ ‫للمؤتمرات» فى حفل كامل العدد‬

‫املشاركون فى مهرجان «دندرة» للغناء‬

‫كتب‪ -‬سعيد خالد‪:‬‬

‫احلجار‬

‫«سلسلة من املهرجانات والفعاليات الفنية بدأتها‬ ‫وزارة الثقافة‪ ،‬بعد إعــان (‪ )2020‬عا ًما للثقافة‬ ‫املصرية‪ ،‬بهدف بناء اإلنسان واالرتقاء بالذوق العام‪،‬‬ ‫ملا متثله الفنون من تأثير إيجابى على الشباب‪،‬‬ ‫فهى قوة ناعمة يجب استغاللها»‪ ،‬بهذا وصفت‬ ‫الدكتورة إيناس عبد الدامي‪ ،‬وزيرة الثقافة‪،‬‬ ‫حتركات الوزارة خالل الفترة األخيرة‪ ،‬الفتة‬ ‫إلى أن إقامة أولى دورات مهرجان «دندرة‬ ‫للموسيقى والغناء»‪ ،‬داخل معبد دندرة‪،‬‬ ‫أحد أهم املعالم السياحية فى الدولة‪،‬‬ ‫تأتى لتسليط الضوء على آثار قنا‪.‬‬ ‫أضــافــت الــوزيــرة لـــ«املــصــرى الــيــوم»‪:‬‬ ‫«سنستكمل دورات املهرجان فى نفس التوقيت‬ ‫من كل عــام‪ ،‬مثل مهرجان املوسيقى العربية‬ ‫ومهرجان القلعة‪ ،‬فقد حرصنا على أن تشمل‬ ‫الدورة األولى تواجدًا فن ًيا على أعلى مستوى‪،‬‬ ‫غير أنها تضم ‪ 10‬حفالت ألهــم املطربني‬ ‫فى مصر‪ ،‬وكانت البداية مع مدحت صالح‬ ‫وعلى احلجار‪ ،‬ثم هشام عباس ودينا الوديدى‬ ‫ومى فاروق ونسمة عبد العزيز‪ ،‬فمن حق أهلنا‬ ‫فى الصعيد ومحافظة قنا التمتع بالفنون والثقافة‬ ‫بأشكالها كافة»‪ ،‬منوهة بأن التجاوب واإلقبال غير‬ ‫عــادى من جانب أهالى وشباب املحافظة‪ ،‬لــذا مت‬ ‫توسيع مساحة احلضور اليومى لتتجاوز ‪ 10‬آالف‬ ‫شخص‪ ،‬كما مت طرح التذاكر مجا ًنا‪ ،‬بالتنسيق مع‬ ‫وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وأشارت «إيناس» إلى أن مؤسسات املجتمع املدنى‬ ‫قدمت كل املساعدة الالزمة لتنظيم املهرجان‬ ‫فى قنا ّ‬ ‫واملشاركة بشكل تفتخر به الدولة‪ ،‬إلى جانب املجهود‬ ‫الكبير الذى بذله املحافظ‪ ،‬ودعم وزير السياحة‬ ‫واآلثار‪ ،‬الذى يعتبر شري ًكا فى تنفيذ وحتقيق‬ ‫هذا احللم‪.‬‬

‫الشاعر تامر حسني يشارك عمرو دياب الغناء‬

‫كتبت‪ -‬ريهام جودة‪:‬‬

‫فى أول حفل يقدمه منذ إطالق ألبومه اجلديد‬ ‫ً‬ ‫حفل كبي ًرا‬ ‫«سهران»‪ ،‬أحيا الفنان عمرو ديــاب‬ ‫مبــركــز املــنــارة للمؤمترات الــدولــيــة فــى التجمع‬ ‫اخلــامــس‪ ،‬أمــس األول‪ ،‬وال ــذى امتأل عــن آخــره‬ ‫بجمهور «الهضبة»‪ ،‬وسط صيحات وتفاعل كبير‬ ‫من جمهوره‪ ،‬حيث تبادل معهم احلديث حول أكثر‬ ‫األغانى التى أعجبتهم فى األلــبــوم‪ ،‬كما حرص‬ ‫على حتية عــدد من صناع األلــبــوم من الشعراء‬

‫«مركز جهد‬ ‫استثنائى»‬

‫«لم تعد‬ ‫موجودة»‬

‫نبيل عمرو‪ ،‬فى‬ ‫«الشرق األوسط»‪،‬‬ ‫واصفا القاهرة‬ ‫وشرم الشيخ‬ ‫بالنسبة للقضية‬ ‫الفلسطينية فى‬ ‫عهد مبارك‪.‬‬

‫رئيس الوزراء‬ ‫املاليزى املستقيل‪،‬‬ ‫مهاتير محمد‪ ،‬عن‬ ‫دولة القانون عقب‬ ‫تنصيب «ياسني»‬ ‫خلالفته‪.‬‬

‫ياسر رزق‪ ،‬فى‬ ‫«األخبار»‪ ،‬متحدثا‬ ‫عن مبارك أثناء‬ ‫استرداد طابا‪.‬‬

‫برلني‪:‬‬ ‫طارق الشناوى‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫لم تكن مفاجأة‪ ،‬بل كان هناك توقع لتكرار‬ ‫نفس املوقف‪ ،‬وأقصد به حصول فيلم (ال يوجد‬ ‫شر) للمخرج املعارض اإليرانى محمد رسولوف‬ ‫على جائزة (الــدب الذهبى)‪ ،‬كأفضل فيلم فى‬ ‫املسابقة الرئيسية للدورة رقم (‪ )70‬التى شارك‬ ‫فيها ‪ 18‬فيل ًما‪ ،‬العديد منها كان لديه ما يستحق‬ ‫أن يؤهله للمنافسة‪ ،‬ولكن ما ميلكه فيلم رسولوف‬ ‫من سينما‪ ،‬بعي ًدا عن أى معايير سياسية بشهادة‬ ‫جلنة التحكيم‪ ،‬منحه تلك املكانة‪.‬‬ ‫ما أشبه الليلة بالبارحة‪ ،‬والتى عايشتها قبل‬ ‫نحو أربع سنوات‪ ،‬عندما حصد املخرج اإليرانى‬ ‫الــكــبــيــر جــعــفــر بــنــاهــى أيــضــا جــائــزة (ال ــدب‬ ‫الذهبى) عن فيلمه (تاكسى)‪ ،‬وهــى اجلائزة‬ ‫الــتــى تــقــف عــلــى قــمــة اســتــحــقــاقــات (بــرلــن)‪،‬‬ ‫وكان الفيلم قد تعرض لنفس السيناريو الذى‬ ‫شاهدناه مع تلميذه رسولوف‪ ،‬وشــارك الفيلم‬ ‫أيضا باملهرجان دون حضور املخرج‪ ،‬ألنهم فى‬ ‫طهران يسحبون جواز السفر‪ ،‬أثناء املحاكمة‪،‬‬ ‫وكــالــعــادة يسبق عــروض هــذه األفــام اهتمام‬ ‫إعــامــى‪ ،‬ويــتــحــول اخلــبــر الــفــنــى إل ــى قضية‬ ‫ســيــاســيــة‪ ،‬حتــتــل املــقــدمــة فــى كــل الــوســائــط‬ ‫اإلعالمية وتسرق الكاميرا‪ ،‬حتى من فعاليات‬ ‫املهرجان األخرى مهما بلغت أهميتها‪.‬‬ ‫وســط متابعة عاملية حلكاية مخرج تناصبه‬ ‫دولــتــه الــعــداء‪ ،‬بينما يتمتع جماهير ًيا بدرجة‬ ‫حب وتقدير‪ ،‬وهذا ما المسته عن قرب عندما‬

‫إقبال كبير على حفالت الهضبة‬

‫وامللحنني ممن أسهموا فى هذا النجاح‪ ،‬ومنهم‬ ‫الشاعر تــامــر حــســن‪ ،‬ال ــذى مــازحــه «الهضبة»‬ ‫بإعطائه امليكروفون ومشاركته الغناء والتأكيد‬ ‫على موهبته الغنائية وليس كتابة األغانى فقط‪،‬‬ ‫والشاعرين خالد تاج الدين وصابر كمال‪ ،‬الذى‬ ‫تعاون «الهضبة» معه فى أغنية «عــم الطبيب»‪،‬‬ ‫والشاعر وامللحن عزيز الشافعى‪ ،‬الذى غنى له‬ ‫جناحا‬ ‫«الهضبة» أغنية «زى ما انتى»‪ ،‬التى حققت‬ ‫ً‬ ‫كبي ًرا‪ ،‬خاصة مع ما تردد عن إهدائه األغنية إلى‬

‫«احلسنات‬ ‫يذهنب السيئات»‬

‫أنا والنجوم‬

‫أيام تنتهى غدًا‪ .‬وأكد الدكتور يوسف‬ ‫غــربــاوى أنــه نــظ ـ ًرا التــســاع مساحة‬ ‫اجلامعة التى تبلغ ‪ 1000‬فدان وانتشار‬ ‫مسابقات الفروسية فى محافظات‬ ‫الصعيد وكــثــرة عــدد الــفــرســان فى‬ ‫اجلامعات واألندية ومراكز الشباب‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الدور التاريخى للخيول‬ ‫العربية‪ ،‬فقد رأت اجلامعة فى إطار‬ ‫دورهـ ــا فــى خــدمــة البيئة املحيطة‬ ‫بها تنظيم املهرجان األول للفروسية‬ ‫لتشجيع الشباب على ممارسة هذه‬ ‫الرياضة املهمة والتاريخية‪.‬‬

‫الفنانة دينا الشربينى‪ ،‬والشاعر وامللحن أحمد‬ ‫زغلول‪ ،‬الــذى قدم له أغنية «روح»‪ ،‬التى تفاعل‬ ‫معها اجلمهور بشكل كبير‪.‬‬ ‫وأعــلــن «الهضبة» إه ــداء ألبومه اجلــديــد إلى‬ ‫الفنان الراحل عــزت أبــوعــوف‪ ،‬كما حــرص على‬ ‫غــنــاء ع ــدد مــن أغــانــيــه الــقــدميــة ليستمتع بها‬ ‫اجلمهور‪ ،‬والتقط عد ًدا من الصور السيلفى معهم‪،‬‬ ‫وهو ما حرصت عليه ً‬ ‫أيضا الفنانة دينا الشربينى‪،‬‬ ‫التى تواجدت بني اجلمهور‪.‬‬

‫«التواصل»‬

‫أمينة شفيق‪ ،‬فى‬ ‫«األهرام»‪ ،‬متحدثة‬ ‫عن تاريخ صناعة‬ ‫النسيج وخطة‬ ‫الدولة اآلن‪.‬‬

‫‪ ..‬وعمرو يهدى ألبومه للراحل عزت أبوعوف‬

‫«عملية مركبة»‬

‫د‪ .‬على الدين هالل‪،‬‬ ‫فى «األهرام»‪،‬‬ ‫متحدثا عن املقصود‬ ‫بتجديد الفكر‪.‬‬

‫«حتى يعودوا‬ ‫بسالم»‬ ‫فرجانى ساسى‪،‬‬ ‫فى «اجلمهورية»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عن‬ ‫مطالبته مرتضى‬ ‫منصور بحل أزمة‬ ‫جماهير الترجى‪.‬‬

‫الفن يهزم السياسة‬

‫رسولوف على طريق بناهى يحصد «الدب الذهبى»!‬ ‫ذهبت إلــى طــهــران قبل سبع ســنــوات‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن تقدير العالم كله إلبــداع هــؤالء املخرجني‬ ‫واحتفاظهم مبكانة خاصة عند رجــل الشارع‪،‬‬ ‫بناهى املمنوع ليس فقط من السفر‪ ،‬ولكن من‬ ‫ممارسة املهنة‪ ،‬حيث يالحقه‪ ،‬قبل سنوات‪ ،‬اتهام‬ ‫جنائى بتشويه سمعة الوطن من خالل الكاميرا‬ ‫التى يحملها وترصد كل ما يجرى من صراعات‬ ‫كامنة‪ ،‬كان فيلم بناهى قائ ًما على فكرة رصد‬ ‫عشوائى ألطياف من الشعب اإليرانى من خالل‬ ‫سيارته التى أحالها إلى تاكسى (أجرة)‪ ،‬لتوصيل‬ ‫الزبائن‪ ،‬ويبدأ فى إجــراء حــوار لكشف مالمح‬ ‫وأحالم وأيضا كوابيس مواطنيه‪ ،‬كان يجمع فى‬ ‫الفيلم بني صــدق السينما التسجيلية وحبكة‬ ‫الــدرامــا‪ ،‬وتكرر األمــر مساء أمــس األول‪ ،‬عند‬ ‫إعالن اسم فيلم (ال يوجد شر) للمخرج محمد‬ ‫رســولــوف ليحظى باجلائزة األهــم للمهرجان‪،‬‬ ‫الفيلم وفقا للحبكة املنشورة فــى (الكتالوج)‬ ‫يتناول أربــع حكايات لألسرة التى تكتشف أن‬ ‫عائلها يعمل فــى تنفيذ أحــكــام اإلعـــدام‪ ،‬وهو‬ ‫مجرد أداة لتحقيق ذلك ال يهم قطعا األسباب‬ ‫فهى مختلفة‪ ،‬ولكنه يترك مساحة خليال املتلقى‬ ‫لكى يضيف هو إذا أراد أبعا ًدا سياسية‪ ،‬لتحليل‬ ‫تــلــك الــنــظــرة الــتــى توجهها الــدولــة للمختلف‬ ‫صاحب رؤيــة ترنو نحو احلرية‪ ،‬الصرامة فى‬ ‫املتابعة‪ ،‬لكل من يخرج ولو قيد أمنلة عن ترديد‬ ‫نفس النشيد‪ ،‬حتى لــو لــم يحمل فــى يــده أى‬

‫باران ابنة املخرج محمد روسولوف بعد تسلمها اجلائزة‬

‫سالح‪ ،‬ألنهم يعتبرون أن مجرد االختالف سالح‪،‬‬ ‫ويصبح الطريق ممه ًدا لــإدانــة‪ ،‬الفيلم إنتاج‬ ‫مشترك أملانى‪ -‬إيرانى‪ ،‬جرى ال ُعرف أن ننسب‬ ‫للفيلم فى هذه احلالة لبلد املخرج‪ ،‬عندما تتعدد‬ ‫اجلنسيات املشاركة فى اإلنتاج‪ ،‬وجترى األحداث‬ ‫داخ ــل بلد صــانــع العمل‪ ،‬وبــعــدد مــن الفنانني‬ ‫والفنيني الذين يحملون نفس اجلنسية يصبح من‬

‫العدالة أن يحمل الفيلم جنسية صانعيه‪ ،‬برغم‬ ‫أن الفيلم من الناحية القانونية من املفروض أن‬ ‫يحمل جنسيات كل البالد املساهمة فى إنتاجه‪،‬‬ ‫املخرج اإليرانى حتى لو مت تصنيفه فى جانب‬ ‫املعارضة‪ ،‬إال أنــه يشبه العديد من املخرجني‬ ‫الكبار فــى إي ــران والــذيــن ال يتمتعون برضاء‬ ‫من الدولة‪ ،‬إال أنهم يلتزمون باملعايير الرقابية‬

‫الــصــارمــة املــفــروضــة على السينمائى هناك‪،‬‬ ‫مثل منع العالقات املباشرة‪ ،‬بني املرأة والرجل‪،‬‬ ‫وضرورة ارتداء احلجاب فى كل املشاهد‪ ،‬وعدم‬ ‫اإلسراف فى تناول مشاهد العنف أو الدماء‪ ،‬من‬ ‫الواضح أن املخرج يدافع فى فيلمه عن احلرية‬ ‫كقيمة واختيار البطل منوط به تنفيذ أحكام‬ ‫اإلعدام تُقدم بداية كخيط لقراءة الفيلم‪ ،‬ويبقى‬ ‫السؤال عن كيفية تقدمي هذه األفالم‪ ،‬ومتكنها‬ ‫من الهروب خارج البالد‪ ،‬رغم التدقيق واحلصار‬ ‫األمنى‪ ،‬الذى يواجه املخرج املبدع الذى يسعى‬ ‫للتعبير عن نفسه داخــل حــدود بــاده‪ ،‬وهــو ما‬ ‫يفعله على سبيل املثال جعفر بناهى‪ ،‬وتلميذه‬ ‫الــذى ســار على الــدرب وحصد نفس اجلائزة‬ ‫محمد رسولوف‪.‬‬ ‫من اجلوائز التى أسعدتنى ح ًقا هى أحسن‬ ‫إخــراج‪ ،‬التى نالها املخرج الــكــورى (اجلنوبى)‬ ‫هوجن ساجن يو بفيلمه (الهاربة)‪ ،‬اخلط الدرامى‬ ‫مباشر‪ ،‬ولكنه يدعوك للتأمل‪.‬‬ ‫إنها البساطة املمزوجة بالوهج اإلبداعى‪،‬‬ ‫وه ــى قــطـ ًعــا س ــاح املــبــدع‪ ،‬ه ــادئ جـ ـ ًدا على‬ ‫السطح‪ ،‬بينما يغلى فى األعماق‪ ،‬كان هذا هو‬ ‫مفتاح املخرج فى تقدمي فيلمه املمتع‪ ،‬الذى‬ ‫يتناول سيدة تخرج من منزلها بعد غياب زوجها‬ ‫لتلتقى بثالث نساء‪ ،‬ومن خالل مواقف كل منهن‬ ‫الشخصية والعاطفية تبدأ فى التحليل العميق‬ ‫ملشاعرها وزاويـــة رؤيــتــهــا للحياة‪ ،‬فهى ترى‬

‫بالدرجة األولــى نفسها من خالل ردود أفعال‬ ‫اآلخرين‪ ،‬وكأنهم قد صاروا مرآة لها‪ ،‬كما أنها‬ ‫مرآة لهن‪ ،‬لنرى النفس البشرية فى تناقضها‬ ‫بني احلب والرغبة‪ ،‬التسامح واالنتقام‪ ،‬حتى‬ ‫فى العالقة مع احليوانات األليفة‪ ،‬يحلل املخرج‬ ‫تلك النظرة بني التعاطف واحلــيــاد‪ ،‬والغريب‬ ‫فى دار العرض أن حماس اجلمهور بلغ ذروته‬ ‫عندما حظى القط‪ -‬ألول مرة على الشاشة‪-‬‬ ‫بتصفيق اجلــمــهــور‪ ،‬بــعــد أن أقنعهم بقدرته‬ ‫التعبيرية على األداء‪.‬‬ ‫هن على نحو ما هــاربــات حتى من مواجهة‬ ‫النفس‪ ،‬الرجال نتابعهم فى مرور عابر‪ ،‬وكاشف‬ ‫حلالة تلك الشخصيات‪ ،‬واستحق فعال املخرج‬ ‫عن جــدارة اجلائزة‪ ،‬فهو منح فيلمه‪ ،‬إحساس‬ ‫الدفقة الواحدة‪.‬‬ ‫وجــائــزة أفضل ممثل وبنسبة كبيرة كانت‬ ‫متوقعة‪ ،‬وهو ما أشرت إليه فى رسالة سابقة‪،‬‬ ‫لهذا املمثل إيليو جيرمانو عن الفيلم اإليطالى‬ ‫(املخفى جدا)‪ ،‬حيث جنح متاما فى جتسيد دور‬ ‫الفنان التشكيلى غريب األطوار‪ ،‬وكأنه ال ميثل‪،‬‬ ‫وتستطيع أن تُدرك قوة املبدع فى ضبط جرعة‬ ‫األداء‪ ،‬مع تلك الشخصيات التى تبدو صارخة‬ ‫فى ألوانها وانفعاالتها اخلارجية التى هى أشبه‬ ‫مبصيدة للممثل‪ ،‬لو لم يتجاوز ذلك إلى العمق‪،‬‬ ‫وهــذا هو بالضبط ما جنح فى حتقيقه املمثل‬ ‫اإليطالى فاستحق (الدب الفضى) وعن جدارة!!‬

‫طبعت مبطابع «أخبار اليوم»‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.