مجلة الجوبة العدد 18 Aljoubah 18

Page 39

‫بدأت‪ ،‬أنا اآلخرُ ‪ ،‬انجرافي نح َو الهاوية‪،‬‬ ‫ُ‬

‫أحالم ِك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫التي لم تكنْ سوى‬

‫وتماما لما لو في قصةٍ ملفقةٍ ‪،‬‬

‫ال‪ ،‬ليس تماما يا أمي‪،‬‬

‫أبيض كغمامةٍ‬ ‫ُ‬ ‫وجهي‬

‫أنّني أشحذُ السنوات من الدنيا‬

‫وضحكتي تسخرُ من الصباح‬

‫وأنَّني أمعنُ في التسكع داخل مدار اللغةِ‬

‫حيث الفرح لم يعدْ مجدياً‪ ،‬كما كانْ ‪.‬‬

‫ُدرك المعنى‬ ‫كيْ أ َ‬

‫بدأت يا أُمّ ي‪،‬‬ ‫ُ‬

‫وكيْ أعثر على نصيبي من غَ نِ يمةِ الكالمْ‪.‬‬

‫األرض‬ ‫ِ‬ ‫تركت أحالما لتنْمو في‬ ‫ُ‬

‫ال‪ ،‬ليس تماما يا أمِّ ي‪،‬‬

‫تركت الشمس تمعن في قسوتها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أمسك الكون من حاجبيه الك َّثيْنْ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وانجرفت‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ال‪ ،‬ليس تماما يا أمي‪،‬‬

‫مخطئ‬ ‫ٌ‬ ‫لكنني‬ ‫أدَّعي أنَّ الحياة صغيرةٌ إلى حدِّ البشاعَ ةِ‬

‫كيف أصدِّ قُ‬

‫ُؤس‬ ‫وأنَّ العا َل َم شديدُ الب ِ‬

‫الحد‬ ‫ّْ‬ ‫قاس إلى هذا‬ ‫أنَّني ٍ‬ ‫وأنَّني سيء الطبع‪ ،‬تماما‪ ،‬كما تظنين‬ ‫العصيان‬ ‫ِ‬ ‫رف في‬ ‫مس ٌ‬ ‫وأنّني ْ‬

‫رك‬ ‫سقف األحالمِ ال يُ دْ ْ‬ ‫َ‬ ‫أنَّ‬

‫ومصاب بدوارْ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫بينما األمرُ ‪ ،‬في النهايةِ ‪،‬‬

‫لظالل غامضةٍ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وفي الطاعة‬

‫الطبع‬ ‫ِ‬ ‫أنَّك‪ ،‬يا أمِّ ي‪ ،‬تظنّين أنَّني سيّ ءُ‬

‫وأنّني‬

‫وأنَّ أحالمي مسيَّجةٌ‬

‫ال أقْ وى‬

‫وأن َِّك تظنّين‪ ،‬أيضاً‪ ،‬أن بيدي حيلةً‬

‫السقف الذي وضعتِ هِ‬ ‫ِ‬ ‫على رؤية‬

‫وأنَّ الكونَ بينَ شفتيَّ ‪:‬‬

‫ألحالمي‪،‬‬

‫كنْ ‪.‬‬

‫‪aaa‬‬ ‫< شاعر من المغرب‬

‫اجلوبة ‪ -‬شتاء ‪1429‬هـ ‪37‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.