
11 minute read
دار اإلفتاء تقدم مجموعة من النصائح الشرعية للتعايش مع فيروس كورونا في حال فتح المساجد
from دار الإفتاء المصرية
by اليوم السابع

Advertisement

لمين حال الخوف س والجماعة عن الم� َ قط الجمعةسأ�ريف شرع ال�شال� والمر�ض وما كان في معناهما
أماكن العزل تمرار تعليق الجمع والجماعات في سيتوجه الأخذ با� أت الجهات المخت�صة ذلكإذا ارتوالحجر ال�صحي
لطات سلتزام التام بما قررته ال�ال اجد فيجب اسإذا فتحت الم� إجراءات الوقاية المخت�صة من
افات �صحيحةسيع الم�سال�صالة مع التباعد بين الم�صلين وتو�
تدخل في النهي عن تغطية الفم ال ا و ً رعشال�صالة بالكمامة جائزة � والأنف في ال�صالة

َ ر َ ر َ ض َ لوقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم: » ار«، فإذا تعارضت سالمة اإلنسان في نفسه مع َ ر ِ ض َ لو واجب من الواجبات أو فريضة من الفرائض، قدمت ه. ُ سالمته، وروعيت صحت ر المقيد بوسائل ِ ذ َ وعودة الحراك المجتمعي الح 1 الوقاية ومنع التالصق واالزدحام يمكن أن يرافقه عودة فتح المساجد وإقامة الجمع والجماعات، إال أنه يستثنى من ذلك األماكن المعزولة من قبل السلطات ا من ً المختصة بسبب وجود مرضى الوباء فيها وتحرز زيادة انتشاره فيها أو خارجها، والمستشفيات والمدن الجامعية المخصصة للتعامل مع مرضى كورونا؛ والجماعة عن المسلمين َ الجمعة ُ حيث أسقط الشرع حال الخوف والمرض وما كان في معناهما، ونهى عن مخالطة المريض للصحيح واجتماعه به في قوله صلى « ٍ ّ ح ِ ص ُ على م ٌ ض ِ مر ُ م َ ّ ن َ د ِ ور ُ اهلل عليه وآله وسلم: »ال ي متفق عليه، وهذا كله متسق مع أحكام الشريعة في إرساء مبادئ الحجر الصحي؛ كما قال النبي صلى ِ ه ِ ب ْ م ُ ت ْ ع ِ م َ ا س َ ذ ِ اهلل عليه وآله وسلم عن الطاعون: »إ َ ل َ ا ف َ ه ِ ب ْ م ُ ت ْ ن َ أ َ و ٍ ض ْ ر َ أ ِ ب َ ع َ ق َ ا و َ ذ ِ إ َ ، و ِ ه ْ ي َ ل َ وا ع ُ م َ د ْ ق َ ت َ ل َ ف ٍ ض ْ ر َ أ ِ ب عليه. ٌ « متفق ُ ه ْ ن ِ ا م ً ار َ ر ِ وا ف ُ ج ُ ر ْ خ َ ت والضابط في ذلك: أنه كلما زادت احتمالية اإلصابة بالعدوى أو حمل الفيروس تأكد وجوب األخذ بوسائل الوقاية وقوي جانب العزل والحجر الصحي؛ إذ إن تحريم اإليذاء شامل لكل أنواعه ودرجاته، ولو ا؛ فما قارب الشيء أخذ ً ال متحقق ً ل محتم ً كان إيذاء حكمه، وحريم الحرام حرام؛ ولذلك نهى صلى اهلل

،)19-COVIDفي ظل انتشار فيروس كورونا ) واتجاه دول العالم إلى ضرورة التعايش مع ظروف هذا الوباء، تؤكد دار اإلفتاء المصرية على ضرورة العمل على تحقيق التوازن الذي يسمح للمواطنين بالقيام بمهام حياتهم األساسية، بالتوازي مع االلتزام ا من انتقال ً بوسائل الوقاية وإجراءات السالمة تحرز العدوى وانتشار الوباء. ورغم وسائل الوقاية وإجراءات الحماية فقد طالت مدة الوباء وتزايدت معدالت اإلصابة، ولم يتضح لدى المختصين مدة زمنية يتوقع فيها القضاء على المرض أو السيطرة على انتشاره، وقد استدعى هذا تغيير نمط التعامل مع الوباء؛ من الحظر والمكوث في البيوت، ر مع األخذ بطرق الوقاية والسالمة، ِ إلى التعايش الحذ وتعاون أفراد المجتمع في الحفاظ على سالمة أنفسهم ئە ئو ئو ﴿ بقوله تعالى: ً لومجتمعهم؛ عم . ]2 ]المائدة: ﴾ئۇئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئې والشريعة الغراء تمتاز بالشمول في أحكامها، وتدعو للتوازن بين مقاصدها الشرعية ومصالح الخلق المرعية، وفيها من المرونة ومراعاة األحوال والتكيف لكل زمان ومكان، ً مع الواقع ما يجعل أحكامها صالحة من التعايش َ ن المسلم ِ ّ وفي كل الظروف. وهذا يمك مع الوباء مع األخذ بأسباب الوقاية؛ دون أن يكون ا على التقصير في حفظ ً الم ُ ا بترك فريضة، أو م ً آثم نفسه وسالمتها. واإلسالم إذ فرض الفرائض والشعائر والعبادات، ـنا أنها لم تأت للمشقة، بل لتزكية النفوس َ ـم َ ّ فقد عل ڍ ڍ ڌ ڌ ﴿ وتطهيرها؛ فقال تعالى: ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ،]6 ]المائدة: ﴾ڑ ک ک ک وأناطها باالستطاعة الحقيقية والحكمية، فقال تعالى: ،وجاءت ]286]البقرة: ﴾ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ﴿ النصوص بأن حفظ النفس هو أهم المقاصد العليا التي جاءت بها الشريعة اإلسالمية، وأن سالمة اإلنسان من البيت الحرام؛ ً في نفسه وماله أعظم عند اهلل حرمة ،]195]البقرة: ﴾ہۀ ۀ ہ ہ ہ﴿فقال تعالى:
الضرر في مثل هذه الحالة كوقوعه. فإذا أقيمت الجمع والجماعات فيجب على من 4 حضرها االلتزام التام بما قررته السلطات المختصة والجهات الصحية من أساليب الوقاية وإجراءات الحماية: كالتباعد بين المصلين من كل اتجاه: بحيث يترك المصلي مسافة بينه وبين من يجاوره، وبينه وبين ا من التالصق المسبب ً ز ُ ّ من يصلي أمامه وخلفه؛ تحر النتقال العدوى، فيراعى االقتصار في االجتماع على ما وجب، ال العمل بالمستحب، وإذا كان المستحب في الجماعات في أوقات االعتياد: تكثير السواد، والتالحم والتقارب وسد الفرج بين المصلين، فإن المستحب في هذا الزمان: تقليل التجمعات، والتباعد بين المصلين قدر المستطاع وتوسيع المسافات. ا، بل وال ً والصالة على هذا النحو صحيحة شرع يخرج ذلك عن األمر الشرعي بتسوية الصفوف؛ إذ المقصود بذلك أصالة: اعتدال المصلين على سمت واحد، ال يتقدم بعضهم على بعض في الصف، وقد نص ح في الفرجة اليسيرة بين المصلين ُ ّ الفقهاء على التسم ا، ً رف ُ في األحوال المعتادة، وأنها ال تمنع اتحاد الصف ع فكيف بالظروف االستثنائية التي يصبح فيها التباعد ا. ً ا ومتحتم ً مطلوب وكارتداء الكمامة: وإذا لبسها المصلي في صالته فإن ذلك ال يدخل في النهي الشرعي عن تغطية الفم واألنف في الصالة؛ ألن محل النهي األحوال المعتادة، مبيح، وحالة مستثناة من ٌ أما ظرف الوباء فهو عذر ه ِ ّ الكراهة؛ كالتثاؤب المأمور بتغطية الفم حال طرو للمصلي، وكالحر والبرد ونحوهما من األعذار العارضة، والتي أجاز فيها الفقهاء تغطية الوجه أو بعضه في الصالة. ادة الخاصة: ألن توالي السجود َ ّ وكاصطحاب السج في موضع واحد من أكثر من شخص يكون عرضة النتقال العدوى. وكترك المصافحة عقب الصالة: وكذلك ترك ة َ ّ صلي حينئذ بالتحي ُ التالمس بين المصلين، ويكتفي الم ا لتحقق معنى ً بالقول؛ وهو القدر المأمور به شرع السالم وإفشائه بين العالمين. التعقيم بالمنظفات والمطهرات كالكحول ونحوه: ا. ً ا وال نجس ً ا، وليس هو خمر ً وذلك جائز شرع كما أن جهات االختصاص المخولة بتنظيم 5 ا باستيفاء إجراءات السالمة، ً ا وقانون ً ذلك مخولة شرع والتأكد من استكمال وسائل الوقاية، ومراقبة اتباع التعليمات التي تصدرها الدولة بهذا الصدد؛ كالدخول بنظام، والتأكد من تطبيق كل مصل لالحتياطات وأخذه بوسائل الوقاية المطلوبة، ويمكنها أن تقوم بتحديد أماكن المصلين لتحقيق التباعد الكافي، ويحق لها استبعاد من لم يلتزم بذلك دون حرج عليه وآله وسلم عن اإلشارة إلى اآلخرين بما يحتمل منه وقوع اإليذاء بهم ولو على سبيل المزاح أو اللعب؛ َ ار َ ش َ أ ْ ن َ كما قال النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم: »م ْ ن ِ إ َ و ُ ه َ ع َ د َ ى ي َ ّ ت َ ، ح ُ ه ُ ن َ ع ْ ل َ ت َ ة َ ك ِ ئ َ ل َ م ْ ال َ ّ ن ِ إ َ ، ف ٍ ة َ يد ِ د َ ح ِ ب ِ يه ِ خ َ ى أ َ ل ِ إ « رواه مسلم. ِ ه ِ ّ م ُ أ َ و ِ يه ِ ب َ ِ ل ُ اه َ خ َ أ َ ان َ ك ولذا فإنه يتوجه األخذ باستمرار تعليق الجمع والجماعات في أماكن العزل والحجر الصحي، إذا ارتأت الجهات الصحية المختصة ذلك؛ لما في ذلك من التماس سالمة أفرادها، وسالمة من هم خارجها. ُ كما أنه يجب أن يؤخذ في االعتبار ضعف 2 مناعة كبار السن أمام اإلصابة بالعدوى وتأثر ذوي األمراض المزمنة بالوباء؛ حسبما قرره األطباء المختصون؛ فقد أفادت منظمة الصحة العالمية أن كبار السن وأصحاب األمراض المزمنة )الربو، ا وأكثر عرضة ً ري، أمراض القلب( هم أشد ضعف َ ّ ك ُ الس ا لما قد يعانونه ً لعدوى هذا الفيروس من غيرهم؛ نظر من ضعف المناعة؛ فردود األفعال المناعية تنخفض ا مع التقدم في العمر. ً ّ تدريجي ولذلك فإذا خاف كبار السن وذوو األمراض المزمنة من االختالط بغيرهم، ورأى األطباء المختصون مظنة األذى في ذلك، أو غلب على ظنهم هم ذلك، فإنه تسقط في حقهم صالة الجمعة؛ ا، وال يحرمون مع ذلك ً فيصلونها في البيوت ظهر أجرها وثوابها؛ كما قال النبي صلى اهلل عليه وآله ُ ه ْ ن َ ع ُ ه َ ل َ غ َ ش َ ا، ف ً ح ِ ال َ ص ً ل َ م َ ع ُ ل َ م ْ ع َ ي ُ د ْ ب َ ع ْ ال َ ان َ ا ك َ ذ ِ وسلم: »إ َ و ُ ه َ و ُ ل َ م ْ ع َ ي َ ان َ ا ك َ م ِ ح ِ ال َ ص َ ك ُ ه َ ل َ ب ِ ت ُ ، ك ٌ ر َ ف َ س ْ و َ أ ٌ ض َ ر َ م « أخرجه أبو داود في "السنن"، وصححه ٌ يم ِ ق ُ م ٌ يح ِ ح َ ص ابن حبان والحاكم. والشرع وإن وصى بتعويد األطفال على حضور 3 الصالة، إال أن الحاالت االستثنائية لها حكمها؛ فيراعى عدم اإلفراط في إحضار الصغار وغير المكلفين وأصحاب األعذار وذوي االحتياجات الخاصة بدنيا وعقليا؛ لما يتطلبه االجتماع في ظروف الوباء من حذر وإجراءات قد يتهاونون في االلتزام بها، ومن القواعد التي أرساها النبي المصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم من خالل سيرته العطرة: أنه كلما ازدادت ضعف اإلنسان تأكد وجوب رعايته والحفاظ عليه؛ ولذلك أكد على مزيد رعاية األطفال والضعفة؛ فكان يوصي بتجنيبهم مواطن التزاحم، فعن عبد اهلل بن عباس صلى اهلل ُ ّ النبي َ م َ ّ د َ رضي اهلل عنهما أنه قال: »أنا ممن ق عليه آله وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله« متفق عليه، والزمان اآلن زمان االضطرار ال زمان اختيار، والوقت وقت حذر ال وقت توسعة، كما أن األطفال غير مكلفين، وغيرهم من المكلفين مقدمون عليهم في الحضور؛ ألن األعداد محصورة، ومجيئهم يحرم من شغلوا مكانه من المكلفين بصالة الجمعة، فضال عن لنقل ً ة َ ّ ن ِ ظ َ صعوبة ضبط حركة األطفال؛ فيكونون م ة؛ فيكون توقع ّ ن ِ ئ َ الم َ ل منزلة َ ّ ز َ ن ُ ت ُ ة ّ ن ِ ظ َ العدوى، والم


ا؛ ألنه يتوصل به إلى ً ّ ا شرعي ً بذلك عبادة دينية وواجب حفظ النفس، وهو مقصد شرعي مرعي، والوسائل لها أحكام الغايات، فإذا نوى اإلنسان بها ذلك نال ثواب ٹ ٹ ﴿ا؛ كما قال تعالى: ً إحياء الناس جميع .]32]المائدة: ﴾ٹ ٹ ڤ ڤ ا من ً ا على أرواح الناس، وحذر ً شرعي عليها؛ حفاظ انتشار الوباء. كما أنه يرتفع الحرج عن كل من يخاف 6 على نفسه من االختالط باآلخرين إذا غلب على ظنه عدم تنفيذ اإلجراءات الوقائية الكاملة بالصورة التي تضمن سالمته، إذ إن سالمة اإلنسان في هذه الحالة ليست فقط مرهونة على أخذه وحده بأساليب الوقاية، ا بمن سيخالطهم ويتعامل معهم، ومع ً بل مرتبطة أيض تفاوت طباع البشر واالختالف في ثقافة التعامل مع الوباء، وفي حرصهم على االلتزام بوسائل الوقاية واستكمال اإلجراءات، ومع توقع تهاون البعض فيها، أو حصول التدافع غير المقصود، مع ما قد يستدعيه حضور الصالة من المرور باألسواق أو ركوب المواصالت العامة؛ مما قد يصعب معه الحرص على التباعد، فإنه يجوز لمن خاف على نفسه بالعدوى، أو غلب على ظنه عدم استطاعته أو غيره التزام إجراءات السالمة بحذافيرها، أن يتخلف عن الجمع والجماعات، والخوف من ذلك عذر مقبول في سقوط فرض ال قاصر؛ ٍ ّ الجمعة؛ ألن الضرر المحتمل هنا متعد المئنة، وعليه حينئذ أن َ ل منزلة َ ّ ز َ ن ُ ة فيه ت ّ ن ِ ظ َ فالم ا. ً يصليها في البيت ظهر وفي كل األحوال فيجب التزام التعليمات الرسمية 7 واإلجراءات الوقائية وقرارات السلطات، والحرص على ارتداء الكمامة في أماكن التجمعات، واالحتراز من ا على نفوس ً العدوى بكافة الوسائل واإلجراءات، حفاظ ڳ ﴿ا من انتشار الوباء؛ فاهلل تعالى يقول: ً ّ الناس وحد ،ووجوب ذلك ]71]النساء: ﴾ڳ ڳ ڳ ڱ آت من أن الجهات المسؤولة وأهل االختصاص هم أهل الذكر الذين تجب استشارتهم في هذا الشأن؛ كما قال ،]43]النحل: ﴾ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ﴿تعالى: بسؤال أهل الذكر ليطاعوا؛ فللمطيع ُ الناس َ ر ِ م ُ وإنما أ ثواب طاعته، وعلى المخالف إثم تهاونه وتبعة مخالفته؛ عليه وعلى غيره؛ لتعديه بذلك على المصلحة العامة ا على المصلحة الخاصة، ولتسببه ً التي هي مقدمة شرع بقصد أو بدون قصد في إيذاء النفوس البشرية التي أمر الشرع بإحيائها، فإن األمر متعلق بمقصد كلي ﴿أساسي هو الحفاظ على النفوس، واهلل سبحانه يقول: ﴿ ،ويقول سبحانه: ]195]البقرة: ﴾ہۀ ۀ ہ ہ ہ .]29]النساء: ﴾ڃ چ چچ چ ڇ ڇ ڇ ڇ وال يخفى ما في التعايش مع الوباء من 8 ضرورة أن تصبح اإلجراءات الوقائية ثقافة سائدة في مزاولة حياتنا في التجمعات، واألسواق والمواصالت، وفي التعامل مع الناس في كافة الجهات؛ فال يرتبط تنفيذها بتوقع العقوبة القانونية على تركها، بل ينبغي ا للحياة في هذه الظروف، بعد أن ثبت ً جعلها أسلوب أنها تتحقق سالمة اإلنسان في نفسه وسالمة الناس ا، فصار االلتزام ً من حوله، وكل ذلك مأمور به شرع