
14 minute read
ميقات صالة الفجر في مصر والرد على شبهات المشككين فتوىأسهمت في حل مشكلة
from دار الإفتاء المصرية
by اليوم السابع

Advertisement
شرع اهلل تبارك وتعالى لعباده جملة من العبادات ليتقربوا بها إليه، ووقت لهذه العبادات مواقيت زمانية ألدائها. من ذلك الصالة ركن اإلسالم وعموده فقال تعالى: ]النساء:
]103 وجعل الحق تبارك وتعالى بعض الظواهر الكونية عالمات على هذه المواقيت بها يستدل المسلم على بداية زمان العبادة كالصيام قال تعالى:
، وقد أمرنا الرسول ]189]البقرة: صلى اهلل عليه وسلم بتحري الهالل مطلع كل شهر وجعله عالمة على بدء الصوم وانتهائه حيث قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". م علماء الفلك المسلمون ِ ه َ وقد ف والمختصون في المواقيت عبر القرون ا ً هم َ هذه العالمات والمعايير الشرعية ف ا، ووضعوها في االعتبار، وضبطوها ً دقيق بالمعايير الفلكية المعتمدة، ونقلوا عن جيل، بالوسائل العلمية ً لذلك جي الصحيحة، والقواعد الفقهية الواضحة؛ ا من ً بحيث صار التشكيك في فعلهم نوع ا من الهذيان. ً الجهل وضرب كيك في وقت �صالة شت الت�ال محاو الفجر: إال أننا مع ذلك وجدنا من يحاول التشكيك في دقة هذه المواقيت، ومحاولة إثارة الخالف حولها، فمن ذلك ما أثارته بعض الجماعات من أن وقت صالة الفجر بالحساب الفلكي المعمول به في مصر متقدم بنحو العشرين من الدقائق عن دخول الوقت الشرعي بطلوع الفجر الصادق حسب عالماته الشرعية، وأن وقت المغرب ودخول وقت العشاء بذات الحساب غير صحيح أيضا، إذ ال يطابق كل هذا ما جاء في السنة. وأن بعض هذه الجماعات قد ضللت الناس وأثارت الشك في عبادتهم، ال سيما في شهر رمضان، فقد أفتوا بامتداد اإلفطار إلى إسفار النهار وظهوره متجاوزين وقت الفجر المحدد حسابيا.

وتيسير متطلباتها البحثية، تم تشكيل هذه اللجنة العلمية بأكاديمية البحث. وبعد تشكيل لجنة "تحقيق مواقيت الصالة"، وقبل انتهائها من مهمتها، صدرت عن دار اإلفتاء المصرية، في عهد فضيلة المفتي عبد اللطيف حمزة: الفتوى م، مؤكدة اتفاق المواقيت الرسمية 1983 لسنة 227رقم ا مع الموروث الفلكي عند علماء ً ا وفلك ً للصالة شرع المسلمين، وأشارت إلى استمرار عمل اللجنة، وأفادت: "بأن األسلوب المتبع في حساب مواقيت الصالة في جمهورية مصر العربية يتفق من الناحية الشرعية ا ً والفلكية مع رأي قدامى علماء الفلك المسلمين؛ وتأكيد ت لجنة لتحقيق مواقيت الصالة بأكاديمية َ ل ِ ّ ك ُ لذلك ش البحث العلمي، ولم تنته من مهمتها بعد" اهـ. ثم وافى، المندوب الشرعي لدار اإلفتاء المصرية، اللجنة بنتائج أرصاده التي أجراها بالعين المجردة، م، وحتى مارس 1984في الفترة من شهر أغسطس سنة ا مع حسابات الهيئة ً ّ م، والتي تطابقت حسابي1985 المصرية العامة للمساحة في صالتي العشاء والفجر، والتي تتم على أساس تحديد وقت العشاء عند انخفاض °درجة تحت األفق الغربي، 17 : ∕ 30 مركز الشمس °درجة تحت األفق 19 : ∕ 30وانخفاض مركز الشمس الشرقي في الفجر. وفي عهد فضيلة األستاذ الدكتور محمد سيد ا للديار المصرية، كانت ً طنطاوي وقت أن كان مفتي لجنة "تحقيق مواقيت الصالة" قد أتمت مهمتها، بالمواقيت ً فصدرت الفتوى في عهد فضيلته جازمة من غير تعليق على أبحاث؛ لتحقق المطابقة الشرعية والفلكية التامة لمواقيت الصالة التي تصدرها الهيئة وتاريخ: 13المصرية العامة للمساحة، وذلك برقم 37ا الفتوى رقم ً م، وهذا ما أكدته أيض1987/12/13 م، والتي أشارت إلى تقرير 1990 الصادرة في سنة اللجنة العلمية المتخصصة الذي قطع شك المتشككين في صحة مواقيت الصالة بقولها: ]وقد تقدمت هذه اللجنة بتقريرها الذي انتهت فيه بعد البحث إلى أن األسلوب المتبع في حساب مواقيت الصالة في جمهورية مصر العربية يتفق من الناحية الشرعية والفلكية مع رأي قدامى علماء الفلك المسلمين.. وقد أوضح الرسول صلى اهلل عليه وآله وسلم عالمة الفجر الصادق في أحاديث المواقيت المشار إليها، وعليها يجري حساب المواقيت بالدقة البالغة التي أكدها تقرير اللجنة العلمية التي عهد إليها بالفحص[ اهـ. وفي عهد فضيلة الدكتور نصر واصل أثير هذا الموضوع مرة أخرى في الصحف والمجالت، فأعيد نشر البحث في "مجلة األزهر" في عددها الصادر في شوال هـ، بعنوان "تصحيح وقت أذان الفجر"، ثم كتب 1417 م.1997 /3 /21بذلك مقال في جريدة "األهرام"، بتاريخ: جهود دار الإفتاء الم�صرية في الرد على ككة في المواقيت:شالجماعات الم� وقد تصدت دار اإلفتاء المصرية لمثل هذه الدعاوى التي لم تنل حظها من الدقة واالستيعاب لمثل هذه المسائل الدقيقة، فصدر في ذلك الفتاوى القاطعة من دار اإلفتاء المصرية، أولها في عهد مفتي الديار المصرية آنذاك فضيلة الشيخ/ جاد الحق علي جاد م، وصدرت في 1981 /11 /21 وتاريخ: 311الحق، برقم شكل بيان بعنوان "بيان للناس في شأن الشبهات حول حساب مواقيت الصالة"، بين فيه فضيلة المفتي عمل اللجنة العلمية المكونة من األساتذة المتخصصين في علوم الفلك واألرصاد والحسابات الفلكية بأكاديمية البحث العلمي وجامعتي األزهر والقاهرة وهيئة المساحة المصرية والتي شكلت؛ إلبداء الرأي العلمي في أمر الحساب الفلكي لمواقيت الصالة الذي تصدره هيئة المساحة المصرية في تقويمها الرسمي؛ لمقارنة المواقيت الشرعية على المواقيت الحسابية الجارية. وقد تقدمت هذه اللجنة بتقريرها الذي انتهت فيه بعد البحث إلى أن: "األسلوب المتبع في حساب مواقيت الصالة في جمهورية مصر العربية يتفق من الناحية الشرعية والفلكية مع رأي قدامى علماء الفلك المسلمين." وكان مما جاء في البيان: " والمفتي إذ يبين ذلك ا، إنما يؤكد لهم صحة المواقيت ً للمواطنين جميع الحسابية للصالة وشرعية العمل بها وااللتزام والوقوف عندها في الصوم والصالة مع مراعاة الفروق الحسابية للمواقيت التي تختلف من مكان إلى مكان؛ إذ بذلك تكون المواقيت الحسابية موافقة للمواقيت الشرعية التي نزل بها جبريل عليه السالم على رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم بالعالمات الطبيعية الواردة في األحاديث الشريفة التي رواها أصحاب السنن في كتاب مواقيت الصالة، أما هؤالء الذين ينظرون إلى الخيط األبيض والخيط األسود لتحديد وقت الفجر وبدء الصوم فقد سبقهم إلى هذا أعرابي في عهد الرسول صلى اهلل عليه وآله وسلم... وبعد فإن على هؤالء الذين يقولون في الدين بغير علم أن يتقوا اهلل حتى ال يضلوا الناس في دينهم... على هؤالء أال يلبسوا الدين بأغراض أخرى يبتغونها، ال يريدون بها وجه اهلل وال إقامة دينه، فإن الحق أحق أن يتبع:

"أ.هــ]43 ،42]البقرة: وبعد نحو شهر ونصف من صدور الفتوى، واقتراح تشكيل اللجنة، واتفاق فضيلة المفتي الشيخ جاد الحق مع رئيس أكاديمية البحث العلمي آنذاك على كل خطوات إنشائها، وتحديد مهمتها العلمية واإلجرائية،

دار الإفتاء الم�صرية تقدم ثمرة جهودها ية في فتوى بحثية: ضنوات الما�سخالل ال� وكان آخر هذه الفتاوى الصادرة عن دار اإلفتاء بتاريخ: 4021المصرية الفتوى البحثية المطولة رقم م والتي جاء فيها:2017/03/20 " الحق الذي يجب المصير إليه والعمل عليه، وال يجوز العدول عنه: هو أن توقيت الفجر المعمول به ا في مصر )وهو عند زاوية انخفاض الشمس تحت ً ّ حالي )°هو التوقيت الصحيح 5.19األفق الشرقي بمقدار ا، وأنه الذي جرى عليه العمل بالديار المصرية ً قطع منذ القرون اإلسالمية األولى إلى يومنا هذا، وهو الذي استقر عليه عمل دار اإلفتاء المصرية في كل عهودها، وهو ما كانت عليه مصلحة عموم المساحة م، ثم استمرت على 1898المصرية منذ إنشائها سنة ذلك بعد إنشاء الهيئة المصرية العامة للمساحة سنة م، وهي المؤسسة المصرية الرسمية المختصة 1971 بإصدار التقاويم الفلكية المتضمنة لمواقيت الصالة، وهو ما استقر الموقتون وعلماء الفلك المسلمون عبر األعصار واألمصار، ودلت عليه األرصاد الصحيحة المبنية على الفهم الصحيح للفجر الصادق في °5.19 ،°و18النصوص الشرعية، وأن ما بين درجتي: من انخفاض الشمس تحت األفق الشرقي هو التوقيت الصحيح للفجر الصادق المتفق على اعتماده والعمل به في كل بلدان العالم العربي واإلسالمي بال استثناء. وهذا التوقيت للفجر الصادق مبني على أن وقته يبدأ من أول ظهور لعالمته، وعالمته الدقيقة ا ً ا دقيق ً المنضبطة: هي أن يظهر ضوءه ويبزغ خيط ا بظلمة آخر الليل، ً ا في األفق الشرقي مختلط ً معترض وإنما يكون ذلك في نطاق هذا المدى من االنخفاض ٍ ّ ال بعد ذلك، وما يستتبعه ذلك من طول نسبي ّ الزاوي لوقت الفجر إلى شروق الشمس. ت عليه نصوص الوحيين: من القرآن َ ّ وهذا هو ما دل الكريم، والسنة النبوية الشريفة القولية والفعلية، وأخذه الصحابة رضي اهلل عنهم عن النبي صلى اهلل ." ً ل وعم ً لعليه وآله وسلم وطبقوه قو لي الفعلي ْ م ُ إلى النقل الج تناد الفتوى سا� لمين عبر الع�صور:سالمتواتر للم� "وقت صالة الفجر وعالمته الشرعية أمر معلوم ا من العصر النبوي الكريم ً ا وتطبيق ً للمسلمين نظر بالطريق القطعي الصحيح الثابت بيقين عن طريق قه النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم َ ّ الوحي الذي طب صلى اهلل ً ل وفع ً لا بسنته الشريفة قو ً ا معصوم ً تطبيق عليه وآله وسلم،... وقد أخذ الصحابة رضي اهلل عنهم عالمة الفجر ً لالصادق عن النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم قو دوا هذه العالمة بما نقلوه من سنته صلى َ ّ ، وأي ً لوعم ا على ذلك أصدرت دار اإلفتاء المصرية ً ّ ورد م، أكدت فيهما 1997 لسنة 210 ورقم 178فتويين: برقم -بعد مناقشة الموضوع مناقشة علمية مستفيضة- أنه استقر رأي جميع العلماء والخبراء المختصين وأهل الرأي المعنيين بتحديد وقتي العشاء والفجر "على ا". ً ا وهو صحيح شرع ً ّ العمل بالتوقيت المعمول به حالي يد بفتوى دار شيخ عطية �صقر ي�شيلة ال�ضف� ؤكد عليها:الإفتاء الم�صرية وي كما رد على هذا التشكيك رئيس لجنة الفتوى باألزهر الشريف، فضيلة الشيخ عطية صقر، رحمه ا ً ّ م، رد1997اهلل تعالى؛ حيث يقول في فتاويه، في مايو على المشككين في توقيت الفجر المدون بالنتائج: ا من ً ّ د َ ا مستم ً "إن تعيين الفجر الصادق والكاذب تعيين الحديث النبوي واألرصاد الحديثة قام به المختصون، وانتهوا إلى أن الفجر الصادق هو الذي يرفع له األذان، وال بد من اتباع ذلك، ما لم يظهر شيء آخر يقوم على حقائق علمية وأرصاد يقينية صحيحة. والكالم الذي جاء في السؤال حدث منذ سنوات قليلة. وقد من 22صدرت فتوى من دار اإلفتاء المصرية بتاريخ م". ثم ساق ملخص الفتوى.1981نوفمبر تمرار جهود دار الإفتاء الم�صرية في الرد سا� على العابثين بمواقيت ال�صالة: وتتابعت بعد ذلك الفتاوى من دار اإلفتاء المصرية تجزم بصحة وقت الفجر المعمول به على جهة القطع واليقين، في عهد المفتي السابق فضيلة األستاذ الدكتور علي جمعة، ثم في عهد المفتي الحالي فضيلة األستاذ الدكتور شوقي عالم؛ حيث أكدت فتاوى الدار أن كل هذه التشكيكات ال عالقة لها بالواقع الصحيح، وال بالبحث العلمي الفلكي الرصين، مبينة في اإلسالم ِ كة َ ر َ شت ُ الم ِ الجماعية ِ العبادات َ أن "أمر المسلمين ِ ة َ م ِ ل َ ك ِ ع ْ م َ ج ِ ب ِ ّ العام ِ ظام ِ ّ الن ِ على إقرار ٌ ّ ي ِ بن َ م ة، َ ّ العام ِ ائر َ ع َ ّ للش ِ ة َ ّ ائي َ و ْ ش َ الع ِ ة َ ّ ي ِ راد ِ االنف ِ ت َ ل ُ التناو ِ ض ْ ف َ ور ذلك يقول المصطفى صلى اهلل عليه وآله ِ ثل ِ وفي م َ م ْ و َ ى ي َ ح ْ ض َ األ َ و ُ اس َ ّ الن ُ ر ِ ط ْ ف ُ ي َ م ْ و َ ي ُ ر ْ ط ِ ف ْ وسلم: »ال ن حديث ِ ه م َ ح َ ّ ح َ « أخرجه الترمذي وص ُ اس َ ّ ي الن ِ ّ ح َ ض ُ ي أم المؤمنين عائشة رضي اهلل عنها. ِ كما أن دعوى الخطأ في تحديد الفلكيين وعلمـاء الجيوديسيا )فرع من الرياضيات التطبيقية، يعنى بالدراسة الجيولوجية لحجم األرض وشكلها، وقياس أجزاء واسعة من باطنها وسطحها( لوقت الفجر هي صحيح، ٍ ّ ني ْ و َ أو ك ٍ ّ شرعي ٍ على علم َ ن ْ ب ُ دعوى باطلة لم ت ٌ ّ على أهل االختصاص وأولي األمر، وشق ٌ وهي افتئات الجتماع المسلمين على ما ارتضاه اهلل لهم من االلتفاف بوه، فال يجوز القول بها، َ ّ حول العلماء واألخذ بما صو وال نشرها في الناس.
إجماع علماء الفلك إلى ا ضأي�تندت الفتوى سوا� لمين عبر القرون:سوالهيئة من الم� ر علماء اإلسالم الشرعيون والفلكيون أوقات َ ّ "حر الصالة بحساباتهم الدقيقة، وأرصادهم المتتابعة، عبر ا منقطع النظير؛ بحيث لم ً القرون المتطاولة: تحرير ا لمستفيد؛ فإن هذه ً ا لمستزيد، وال طلب ً يتركوا مزيد المواقيت تتعلق بركن اإلسالم األعظم "الصالة"، التي ا ً هي عماد الدين، وقوام الملة، وتفننوا في ذلك تفنن جعل غيرهم عالة على فوائدهم، وأكلة على موائدهم، وطلبة في معاهدهم. ا ال مزيد عليه، ً وقد حرروا وقت الفجر تحرير وجعلوه حينما تكون الشمس تحت األفق الشرقي ما ع أحد منهم -في قديم َ ّ ،°ولم يد20 ،°و18بين درجتي: أقل من ثمانية عشر، وال ً الدهر وال حديثه- درجة أكثر من عشرين، ونصوا على أن ذلك هو المعروف بالتجربة والمعلوم بالرصد، وأن كون الفجر الصادق °هو الذي اعتمده محققو هذا العلم من 19على الدرجة اد وغيرهم، وأن ذلك هو المعول عليه والمعمول ّ ص ُ ّ الر حتى اآلن، وهو الصحيح، ومنهم: ٍ به، من قديم
هـ[ في 376العالمة أبو الحسن الصوفي ]ت صطرالب" الذي ألفه لعضد ُ كتاب "العمل باأل الدولة ابن بويه.
هـ[ في كتابه 440 والعالمة البيروني ]ت "التفهيم لصناعة التنجيم".
هـ[ 672والعالمة نصير الدين الطوسي ]ت في كتابه "زبدة اإلدراك في هيئة األفالك".
والعالمة قاضي زاده موسى بن محمود الرومي في شرحه على "الملخص في الهيئة البسيطة" للعالمة الجغميني.
هـ[ في زيجه 317 والعالمة البتاني ]ت صطرالب. ُ المعروف في صناعة عمل األ ً لاهلل عليه وآله وسلم من طول حصة الفجر قو ا باألذان، ثم الوضوء، ثم ركعتي السنة، ً ؛ بدء ً لوعم ا، ثم الصالة مع طول ً ثم االضطجاع قبل الفجر زمن ا، ثم الذكر أو القراءة بعد الفجر ً القراءة فيها غالب حتى تطلع الشمس، مع اإلشارة إلى شيء من اختالف طول هذه الحصة بين الفصول؛ فنقل الصحابة كل ه، َ ه وتغير َ ه وحصت َ ه وغايت َ ما يتصل بوقت الفجر: بدايت ، وتناقلته األجيال عنهم ً ل وعم ً لوبينوا ذلك للناس قو ا؛ بحيث ال ً ا متواتر ً ّ ا يقيني ً ّ قطعي ً ل بعد جيل، نق ً لجي يبقى ألحد فيه شك أو نظر أو اجتهاد، وترجم علماء الفلك المسلمون بعد ذلك هذا النقل بالوسائل ا جاء في َ م ِ العلمية والعملية ترجمة دقيقة مطابقة ل الموروث المتواتر؛ من عصر النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم حتى ظهور التقاويم العلمية والساعات الفلكية والزمنية التي حددت أوقات الصلوات وحققت مناطها على وجه الدقة على يد أهل الذكر من علماء الفلك المسلمين، وذلك كله عن طريق تحقيق المناط فيما ا ال عن طريق االجتهاد فيه، وعليه قام ً نقل متواتر التقويم الفلكي والمصري القديم والحديث... ودعوى الخطأ في هذا التناقل المتواتر والعمل المستمر من أجل أفهام محتملة أو قراءات مختلة ا اجتمعت عليه َ م ِ ل ٌ لبعض األحاديث النبوية: فيه اتهام األمة بالخطأ ورمي لها بالوقوع في الضاللة بعد نبيها صلى اهلل عليه وآله وسلم، وهذا مخالف لقطعيات الشريعة التي جزمت بأن األمة ال تجتمع على ضاللة، ولم يلتفت المشككون في وقت الفجر إلى هذا المعنى ر َ موا فهمهم المبتس َ ّ القطعي الذي ال مدفع له، فقد ونظرهم القاصر في بعض النصوص الفقهية على ما ً لتواتر عليه العمل ونقله علماء األمة وفلكيوها جي بعد جيل، وتغابوا عن أن حمل الحديث على ما عمل ا أحب ً به المسلمون عبر القرون وارتضوه شريعة ودين عند اهلل تعالى ورسوله صلى اهلل عليه وآله وسلم والمؤمنين من حمله على وجه تصير به األمة متنكبة الضاللة، فكيف وكل َ طريق ً الهدى سالكة َ طريق األوجه التي يتمسكون بها في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة أوجه ضعيفة ال تثبت أمام البحث العلمي والنظر الصحيح! ون ويتمسكون في بعض ُ ّ وإذا كان األئمة يحتج المسائل بما جرى عليه عمل المسلمين في بعض األمصار، كمكة المكرمة، والمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، فإن االحتجاج والتمسك بما أطبقت عليه جماعة المسلمين د وأوجب َ ك ْ و َ ى وأ َ ل ْ و َ عبر مختلف األمصار واألعصار أ . ً لوأهدى سبي


توصية الخبير األجنبي، واستمر على ذلك بعدها، وأن صاحب التوصية األجنبي لم يأت ببدع من البحث ولم ا من عند نفسه، بل لم يزد على أن ً ا جديد ً يخترع رأي ا بالفعل عند المتخصصين وأهل ً د ما كان موجود َ ّ أك الهيئة وأصحاب التقاويم! بل أيدوا بذلك رأي علماء الفلك المسلمين المعتمد للدرجة التاسعة عشرة، على رأي علماء الفلك األوروبيين المعتمد للدرجة الثامنة عشرة."

والعالمة المجاصي في "تذكرة ذوي األلباب في عمل صفة األسطرالب".
والعالمة أبو الحسن بن الشاطر الدمشقي ]ت هـ[ رئيس المؤذنين بالجامع األموي بدمشق 777 في كتابه "النفع العام في العمل بالربع التام".
هـ[ 806والعالمة جمال الدين المارديني ]ت شيخ أهل الهيئة والميقات في مصر في زمنه في كتابه "الدر المنثور في العمل بربع الدستور".
وسبطه العالمة الفلكي بدر الدين سبط المارديني هـ[ مؤقت الجامع األزهر في كتابه "حاوي 912]ت المختصرات في العمل بربع المقنطرات".
والعالمة أبو الحسن بن باص األسلمي صاحب "األوقات بغرناطة".
وهؤالء كانوا هم الموقتين لمواقيت صلوات المسلمين عبر القرون في شتى أصقاع األرض، وعنهم ا من مبادئ علم الفلك. ً أخذ الغرب كثير وما تتضمنه هذه الشائعات المضللة -ويردده - من رفض هذا التقويم بدعوى اعتماد ً لالبعض جه أهل مصر فيه على توصية خبير أجنبي غير مسلم في أوائل القرن الميالدي الماضي: ال يعدو أن يكون ا ال حقيقة له، وهو ً ا بالظن، وحدس ً ، ورجم ً لا باط ً وهم إنما نتج عن البعد عن التراث العلمي الفلكي لعلماء المسلمين، والجهل بما كان عليه أهل مصر وغيرهم من بلدان العالم العربي واإلسالمي قبل هذه التوصية ف مثيرو هذه الشبهات َ ّ بقرون، وبعدها بعقود، ولو كل أنفسهم عناء البحث والنظر ألدركوا أن هذه الدرجة هي التي كانت معتمدة عند علماء الهيئة والفلك باألزهر الشريف وغيره من منارات العلم في األمة ا، عند علماء الهيئة والفلك ً ا وتطبيق ً اإلسالمية، نظر بمصر واألزهر الشريف، وألدركوا أن العمل في مصر وغيرها من بلدان العالم اإلسالمي كان على ذلك قبل