للخوف ظل طويل بقلم منى الصراف

Page 1


‫المؤلفة فى سطور‬

‫االسم ‪ :‬منى طالب حسن الصراف‬ ‫مواليد ‪:‬بغداد‬ ‫المهنة ‪ :‬مهندسة مدني‬ ‫من اعمال الكاتبة ‪ :‬نصوص ال تخبروا الورد وديوان شعر ‪ :‬قلب يتعرق ومجموعة‬ ‫قصصية قصيرة ‪ ..‬وبعض الخواطر والومضات االدبي والمقاالت الثقافية نشر العديد منها‬ ‫في الصحف الورقية والمجالت داخل وخارج العراق‬ ‫نواحى التقدير ‪ :‬حصلت الكاتبة على بعض شهادات الشكر والتقدير من المنديات االدبية ‪..‬‬ ‫واالحتفاءات باعمالها في المركز الثقافي العراقي وشعراء المتنبي في بغداد المشاركة في‬ ‫العديد من المهرجانات الثقافية والمدنية نالت العديد من شهادات الشكر والتقدير من ‪ :‬من‬ ‫وزارة الثقافة واالعالم العراقية درع االبداع من منظمة االشقاء العرب الشكر والتقدير‬ ‫واالحتفاء من تجمع المرايا الثقافي احتفاء وشهادة شكر وتقدير من مكتب الطلبة والشباب‬ ‫العراقي شكر وتقدير من الشيخ سعد مشعل رئيس لجنة الحشد الشعبي شكر وتقدير من‬ ‫شعراء المرسى في المتنبي قالدة االبداع من تجمع المرايا الثقافي درع التميز واالبداع من‬ ‫رابطة شعراء وادباء المتنبي شهادة شكر وتقدير من رابطة شعراء وادباء المتنبي عضوة‬ ‫تجمع المرايا الثقافي عضوة رابطة شعراء المرسى في المتنبي عضوة في رابطة شعراء‬ ‫وادباء المتنبي عضوة في منظمة االشقاء العرب الثقافية‬


‫للخوف ظل طويل‬

‫( الخوف ظله طويل علينا فهمه كي نستطيع التغلب عليه ‪ ..‬هناك شيء اهم من الخوف هو‬ ‫الفشل والوقوع فيه وتبرير الشجاعة لتجاوز الجبن ‪ ..‬واكبر مواجهة للخوف هي الخطوة‬ ‫االولى لتعيش طيلة حياتك وانت تشعر بنشوة االنتصار )‬ ‫كانت هذه وصايا جدة تقولها بعد كل حكاية من اساطير الخوف والرعب الطفال مشاكسين‬ ‫اليعرفون السكينة والهدوء في نهارهم ‪.‬‬ ‫طفلة شجاعة ! ترعب القطط السوداء وقت الغروب وال تخشى محاكمة تقام ضدها من‬ ‫القطط وقاضيا وشهودا من البشر ‪ ..‬فهي عرفت اللعبة ! وفهمت الخوف وان حكايات‬ ‫جدتها صندوق دنيا عناوينه الرعب لكنه هو احد دروب الخيال ‪.‬‬ ‫لم تتجاوز العاشرة من عمرها شعرها اسود كليل خال من ضوء القمر متموج كما هي‬ ‫امواج دجلة الهادىء حين يالمس بيوتاتهم المتراصة على ضفافه ‪ ،‬بيضاء وشفاه وردية‬ ‫حبات كرز في طور النضوج ‪.‬‬ ‫تحب اللعب كثيرا مع اطفال محلتها البغدادية العتيقة ‪.‬‬ ‫كانت تكره وقت الغروب وظهور القمر فهذا سبب كافي كي تترك اللعب والعوده الى البيت‬ ‫‪.‬‬ ‫نُسجت حكايات كثيرة حول بيت تسكنه االشباح في محلتهم ‪ ،‬من الكبار قبل الصغار ‪ .‬بيت‬ ‫مهجور لم يتجرأ احدٌ ان يسكنه وان فعلها شخص يولي هاربا بليل ظالم ‪.‬‬ ‫اما اطفال المحلة سكنهم الرعب من هذا البيت ونسجوا حوله الحكايات والقصص وكيف‬ ‫حاول احدهم دخوله في ليلة مع رفاقه وبيده شعلة من نار سمعوا فيه صرخات وقهقهات‬ ‫واواني تقرع وكيف خنق احدهم في محاوله يأس حين رفع راسه الى االعلى لينظر ما‬ ‫حوله زادت وتيرة الخنق وضحكات تلك السعلوة الطويلة وجسدها يمالءه الشعر كما هو‬ ‫القرد حتى ان ظلها كان اطول من قامتها الممشوقة طلبت منهم الخروج من الدار واال‬ ‫سيكون مص دمائم لها شرابا ‪..‬‬ ‫ضحكت تلك الطفلة من قصصهم تلك وقالت لهم‬ ‫ أال تعلمون ان للخوف ظالً طويالً !؟‬‫ت ان السعلوة طويلة وتدخل قبرا وتخرج منه‬ ‫ردوا عليها وكيف ذلك اال تعلمين ان ِ‬ ‫كلبااسودا وتدخل اخر وتخرج على هيئة غراب !؟‬ ‫اخبرتهم انها خرافات الجدات وحكاياتهن ‪ .‬عليكم مواجهة الخوف وان تقفوا بصمود امام‬ ‫تلك السعلوة ذات الظل الطويل !‬ ‫ت حقا تمتلكين تلك الشجاعة‬ ‫ضحكوا منها وسخروا قالوا لها واجهي انت الخوف لو كن ِ‬ ‫لوحدك ‪.‬‬ ‫ادخلي البيت‬ ‫ِ‬ ‫كانت تنظر الى تلك العيون التي احاطتها بالسخرية والضحك على قدرتها وشجاعتها ‪.‬‬ ‫ردت عليهم بحزم‬ ‫ انتم جبناء هل تعلمون اني شجاعة وبشجاعتي أصل الى النجوم والجلوس على سطح‬‫القمر واشرب الشاي واكل الكعك مع جدتي !‬


‫زادت وتيرة ضحكاتهم قالوا لها‬ ‫ ال نريدك ان تجلسي فوق سطح القمر ! فقط ادخلي هذا البيت وقت الغروب‬‫قالت لهم وبكل ثقة‬ ‫ اذن لننتظر وقت الغروب ‪...‬‬‫كان الظالم شديدا تلك الليل والمحلة اصبحت شبه خالية من الحركة والمكان اصبح مخيفا‬ ‫جدا‬ ‫وقف االطفال على مقربة من البيت المهجور ينتظرون دخولها فيه ‪ ..‬حملت شعلة من نار‬ ‫كانوا قد صنعوها لها ‪.‬‬ ‫شعرت ألول مرة في حياتها انها ليست شجاعة حين وضعت القدم االولى عند عتبة الدار ‪.‬‬ ‫كانت تخاف الفشل امام اصحابها النها ستكون بعده فريسة الذل طوال حياتها ! بخطى‬ ‫مثقلة دخلت الى باحة الدار كانت تتمتم لنفسها ‪:‬‬ ‫امامك فجأة ً‬ ‫ليخنقك والذي يظهر‬ ‫احترسي فقط من الذي سيقف خلفك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شعرت بقلق حاد وسرعة في التنفس وقد جف الفم من ماء ورده ‪ ،‬اتسعت حدقات عينيها‬ ‫وارتجاف شديد لالطراف ‪ ،‬غصة في الحلق ونوبات من التجشؤ كانت تعتريها حين تواجه‬ ‫الخوف ازدادت ضربات قلبها شعرت انه سيغمى عليها اخذت تردد حروفا مرتجفةً ‪:‬‬ ‫اياك والفشل البد من الخروج من‬ ‫ت شجاعة‬ ‫اصمدي ان ِ‬ ‫عليك االعتراف بالخوف اوال لكن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت تشعرين بنشوة االنتصار على هوالء االغبياء ‪ ..‬هكذا علمت ِك الجدة ‪.‬‬ ‫هذا الدار وان ِ‬ ‫سمعت اصوات تقرع وظال اسودا طويال كان واضحا امامها تسمرت منها االقدام لم تشعر‬ ‫بهما وهذا التجشؤ زاد من وتيرته حين شاهدت عيونا تلمع تشق ظلمة المكان ‪ ،‬صمدت‬ ‫للحظات والتفت خلفها شاهدت سعفة لنخلة متكئةً على الجدار عرفت بسرعة ذكائها المتقد‬ ‫انها السعلوة ذات الظل الطويل التي ارعبت االطفال ‪ ..‬قفزت من امامها قطة سوداء‬ ‫اصابتها بالهلع خمنت ان تلك القطة كانت هي من تصدر هذا القرع في االواني لتفتش لها‬ ‫عن بقايا طعام ‪ ..‬خرجت من الدار وبيدها تلك السعفة الطويلة وهي تهش قطة‬ ‫سوداءامامها تموء وابتسامة النصر على الشفاه ‪.‬‬ ‫السعلوه ‪ -:‬شخصية شيطانية انثوية شكلها غريب ومخيف وجسدها مليء بالشعر‬


‫بائعات االماني‬ ‫نساء احترفن القفز فوق اسوار المدن ‪ ،‬ينظرن الى عينيك فيتغير بك الزمان والمكان ‪،‬‬ ‫هاربات من اساطير قديمة ‪ ،‬سقطن من مناقير طيور مهاجرة ‪ ،‬يجمعن االمنيات وينثرنها‬ ‫بين المدن والطرقات راحالت دائما هن راحالت يحملن االماني والحكايات وبشارات‬ ‫تفيض بالنشوة تدغدغ االحالم يبعن لك االمال من دخان تعيد لك ذكريات عتيقة من ركام‬ ‫السنين وبصيص امل وسط الظالم ‪ ،‬يرسمن كما يشأن لك االسفار على الغيوم ‪ ،‬يخادن‬ ‫ّ‬ ‫كلماتهن سحر وبعض حظوظ‬ ‫المطر ‪ ،‬سروب لحمائم تحمل البشارة لمن ضاقت به الحياة‬ ‫للشجن ‪ ،‬نبوءات طريقها الفرح ‪.‬‬ ‫كحل نثرنه في العيون وشوم على جدار الجسد ‪ ،‬تتشاجر االضداد في وجوهن ‪ ،‬عيون‬ ‫واسعة سوداء ‪ ،‬غارقات في المستحيل ‪ .‬انها اشرعة الغجر التي كانت تأسر فتنتهن تلك‬ ‫الطفلة الرقيقة الدافئة كم كانت تتمنى ان تحظى منهن بلقاء ‪ ..‬كانت غارقة بقصصهن‬ ‫والفرح لهن ثوب ‪ ..‬وفي ليلة ظهيرة حارة والناس نيام سمعت وشوشاتهن ونغمات من‬ ‫احجار الودع وكلمات بين التبشير والتحذير لنساء مخدرات غافيات ‪ ..‬وضعن كل‬ ‫احالمهن تحت الجفون ينتظرن غيث المطر ‪.‬‬ ‫طلبت تلك الطفلة من والدتها بكل محاوالت التوسل ان تفسح لهن الطريق ودخول عتبة‬ ‫الدار رفضت االم هذا الطلب لكن بعد ان رأت اصرار ابنتها المدلَلة وافقت بتملل وهي‬ ‫العالمة بحب ابنتها للفرح المصاحب للغجر ‪ ..‬كن ثالث نساء سمراوات ووجوهن تملؤها‬ ‫الوشوم وشوم خضراء جميلة هكذا كانت تراه تلك البنت الناعمة اتخذن من باحة الدار لهن‬ ‫مجلس فتحت احداهن خريطتها واحجار ملونه رائعة زاهيه فرشتها فوق قطعة من القماش‬ ‫المزركش واتخذت االخرى مكانا اخر بين صاحبتها االولى التي اجلست الطفلة بقربها‬ ‫وبين صاحبة االحجار ‪ .‬طلبت من االم ان تمسك باحدى االحجار وان توشوشها باالمنيات‬ ‫وان ترمي معها بعض النقود لكي تبوح لها االحجار بالذي ذهب والذي آت ‪..‬طلبت‬ ‫الغجرية من االم ان التغادر نظرتها لمكان اخر غير عينيها ‪ ..‬تململت تنحنحت اخبرتها‬ ‫حكايات من رماد زمن فات واخرى قادمة تحمل احالم ستتحقق في نهاية المطاف ‪.‬‬ ‫ذهلت االم من كم المعلومات الحقيقية التي اخبرتها بها تلك القارئة ومن امنيات اخرى ال‬ ‫يعرفها سوى اهل الدار والزوج الذي يشقى ليل نهار من اجل االفضل السرته الكبيرة ‪..‬‬ ‫شعرت االم بنشوة االنتصار وافراح تتراقص لها نبضات القلب ‪ ..‬لم تمض سوى لحظات‬ ‫من هذه االفراح حتى انتفضت االم والغضب انفجر بوجهها ونهضت واخبرتهن ان ابليس‬ ‫ّ‬ ‫لكن مدرسة بل باالحرى ما اغباه هو تلميذ ينهل منكن الخداع ‪ .‬صرخت بهن وطالبتهن‬ ‫بمغادرة الدار ‪ .‬اصاب ابنتها الحزن واخذت تبكي قسوة والدتها عليهن في حين منذ‬ ‫لحظات زرعن لها فرحا لم تكن تراه منذ سنوات بوجهها ‪..‬‬ ‫ مابالك يا امي لماذا هذا الهجوم على جالبات الفرح لك ‪ ..‬كيف تكونين بهذه القسوة‬‫وطلبت منهن مغادرة الدار بهذه الطريقة ‪ ..‬لماذا يا امي !!؟‬ ‫تنهدت االم خرجت مع زفيرها نار تشتعل قالت البنتها ‪:‬‬


‫ حبيبتي كل الذي اخبرتني به تلك الغجرية كان بسبب استنطاق االخرى الجالسة معك من‬‫معلومات وامنيات ال يعرفها سوانا ‪ ،‬وتترجمها بلغة ال نفهما نحن ‪ ،‬تلك المخادعة التي‬ ‫تدغدغ امنياتنا واحالمنا ‪ ..‬انه خداع الغجر‬

‫الموت االخضر‬ ‫صراع بين الوجود وعدمه وبين المرئي والالمرئي واناس اخرين يلتزمون الصمت‬ ‫بفوضى ازدحمت بها المدينة والكثير ممن فضل ركوب الموج ليتسكع بطرقها الضحلة ‪،‬‬ ‫لقتل كل اخضرار فيه الحرية نواتها ‪.‬‬ ‫بالرغم من االختالف الفكري بينهما كان الغريب هو هذا الوئام الذي يجمعهما واالغرب‬ ‫من هذا ان االثنين كانا مطلوبين من السلطة الحاكمة في بلدهما ‪ ،‬وطريق طويل سارا به‬ ‫معا للوصول الى حدوده الغربية للنجاة بحياتهما ‪ ..‬كان شابا في الخامسة والعشرين من‬ ‫عمره ‪ ،‬وسيما ‪ ،‬انيقا ‪ ،‬مثقفا كانه كتاب يدور في الفضاء اسمه احمد ‪ ..‬واالخر في‬ ‫السابعة والثالثون من عمره طويل القامة اسمر البشرة ولحية بذقن لم تفارق وجهه منذ‬ ‫سبع سنين كان يدعى عليا ‪ ،‬فكره مكتبة متنقلة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب‬ ‫كلما غار في داخله يجد االخرين دائما حاضرين وان غار بهم وجد نفسه ‪ ..‬قليل ماكان‬ ‫يغادر الدار او يطل حتى من نافذة منزله دائم القراءة محب للكتب استطاع ان ينفد الى‬ ‫السماء وعرف في النهاية ان هللا ضوء ساطع ينتشر على الكون لكنه الى االن لم يستطع‬ ‫ان يعرف وليد من هذا السطوع ! ‪.‬‬ ‫كانت رحلة طويلة في الليل والنهار وحديث وارهاصات فكرية تجمعهما كلما ارادا‬ ‫االستراحة قليال وغذاء من التمر وبعض رقائق الخبز اليابس ‪ .‬قال علي لصديقة احمد ‪:‬‬ ‫ هل تعلم اننا نسير وحياتنا مقدرة‬‫ابتسم احمد له واشرق وجه لحوار قد يقتل هذا الوقت والخوف الذي كان مصاحبا لهما‬ ‫طوال هذه الرحلة ورد عليه‬ ‫ ان قدر هللا افعالي عليه اذن عدم محاسبتي !‬‫كان معتادا على فلسفته في الوجود وانغماسه فيها ‪ .‬اجابه‬ ‫ ان الحرية تعبير حقيقي عن الوجود الذي يضحي االنسان من اجلها‬‫ اذن الوجودية هي فلسفة الحرية التامة في التفكير دون قيود رد عليه بحروف خرجت‬‫من بين صرير اسنانه‬ ‫ الى االن انت تعتقد اننا نقتات من االوهام !‬‫ ال ‪ ..‬لكني مازلت ابحث ‪ ،‬ان الوجود الذي اراه ال يراه غيري‬‫مد علي يده على مكان المخ في رأس احمد‬ ‫التنس ان الحلم هو الغطاء الوحيد ‪ ..‬عن الوجود‬ ‫ الحقيقة الثابتة هي وجود هللا صديقي‬‫َ‬ ‫والعدم ‪ ..‬وبين النفي واالثبات ‪.‬‬ ‫اجابه بكل ثقة‬


‫ انا ادافع عن الحياة قبل الدخول في متاهات القيامة ونفيها فهي ال تعنيني وال اريد اثباتها‬‫ لكن الحكماء استطاعوا الغور والوصول الى االثبات‬‫ابتسم له وهو يردد ‪ :‬نعم لكن احكم الحكماء لم يستطيعوا الغور في غربتهم واكتشافها‬ ‫ ال ابدا انك مخطىء ان الحكيم عالم ويرتدي ردا ًء من قماش خشن يخفي ماهو الثمين‬‫داخله‬ ‫وقف على قدميه وطالب صديقة السير من جديد واالخر ال يريد السكوت دون تكملة هذا‬ ‫الجدال‬ ‫ لو نتخلص من الحكمة والحكماء والفطنة سيصبح الناس في احسن حال ! وترك الجدال‬‫مع اؤلئك الذين يجادلون بدون حكمة ‪..‬‬ ‫لم يشعر اال بصفعة على قفى رقبته شقت هدوء المكان‬ ‫ اذن اصمت وسر ايها المتحذلق من ذاك الذي يجادل بدون حكمة !؟‬‫ضحك احمد منه وقال له‬ ‫ هل تعلم انك كمن يحمل االنجيل بيد والفكر اليساري بيد وقلبك ذهب الى االسالم ! وكان‬‫هذا سبب كافي لكي يشي جارك المتأسلم حديثا الى رئيس تنطيمه الحزبي وتهدد بالقتل ‪..‬‬ ‫رد عليه بغضب‬ ‫ ال تبا لهم ان استطاعوا الغور في ذاتي ومعرفة ماهيته ‪ ،‬لكنه انت هو السبب ايها الملحد‬‫وتلك الصداقة التي تربطني بك !!‬ ‫ضحك االثنان من تلك السخرية التي جمعتهما معا ‪..‬‬ ‫دخال حقل لسنابل حنطة كان الوقت ليال وصمت المكان ال يشقة سوى صوت خطى‬ ‫اقدامهما على سيقان السنابل ولم يتبقَ سوى بضعة عشرات االمتار للوصول الى ضفة‬ ‫االمان ‪ .‬وفي لحظة سرقت من زمنهما قفز ارنب امامهما كان يهرب من شيء ما ‪ ،‬قفزا‬ ‫االثنان من شدة الخوف من مكانهما وكاد نبض قلبيهما يتوقف ‪ ..‬اراد احمد التخفيف على‬ ‫صديقة الكبير وادخاله بجدال اخر ينسيه الذي حدث‬ ‫ التخف علي فال شيء يتحرك بدون سبب كما هو هذا االرنب الشيء يتحرك من تلقاء‬‫نفسه دائما هناك اسباب ‪..‬‬ ‫ وهل تعلم انني مت قبل االن قالها علي بأسى كبير وصوت به شجون ‪ ..‬صدقني يا احمد‬‫انا مت ولم يكن حلما واالن انا امضي الى ما ال اعرفه !‬ ‫ هه ‪ ..‬وان مت ؟ ستكون كما هي هذه البذور التي تموت لتخضر من جديد ‪ ..‬ففي موتك‬‫والدة‬ ‫ نعم حقا ان كل شيء يعود الى اصله الذي صدر عنه وهذا هو النمط االبدي ‪ ..‬العودة‬‫الى الهدوء والسكينة ‪ ..‬وأن اختفى الجسد في خضم محيط الوجود سيكون بعيدا عن كل‬ ‫أذى ‪.‬‬ ‫ما ان اكمل جملته االخيرة حتى اخترق جمجمته طلق ناري لقناص في برج كان يراقب‬ ‫حدودا لم يخرج منها احد يسير على قدميه ‪ ،‬رصاصة كانت قريبة جدا من اذن احمد شعر‬ ‫بحرارتها عند المرور حركت خصالت شعره وطنين في االذن اصابها بالخرم ولحظات‬ ‫سكون وهدوء وسكينة ‪ .‬سقط على االرض امتزجت دماءه بسيقان السنابل وحنطتها‬


‫الخضراء ‪ .‬اصابت احمد الصدمة والذهول تسمرت قدماه ‪ ..‬عرف ان القناص لم يشاهده‬ ‫هو بل شاهد صديقه طويل القامة ‪ ..‬حاول ان يهرب من المكان بسرعة ودموع تتساقط‬ ‫اسرع من تلك الرصاصة التي اخترقت رأس صديقه ‪ ..‬عبر الحد الفاصل بين البلدين‬ ‫شعر باالمان ادرك الول مرة في حياته ‪ ..‬ان كل شيء قابل للتغير ‪ ،‬الفكر ‪ ،‬العقائد ‪،‬‬ ‫القناعات ‪ ،‬القدوة ‪ ،‬الرموز ‪ ..‬وكلها التستحق ان يضحي االنسان بحياته من اجلها ‪ ..‬فحياة‬ ‫ذلك الصديق كانت عنده أغلى بكثير من كل هذا الهراء ‪..‬‬

‫إله‬


‫الحب في الشرق وجع قلب ‪ ،‬يتوارى خلف جدران المدينة المتهالكة وألم جسد وعيون‬ ‫تتسع حدقاتها ونشاط خيال لعاشقة تشعر بالغيرة ‪ .‬نور لنافذة وحبيب يحب اللعب في‬ ‫الظلمة ويعتبرهاهي اصل كل وجود والكذب اكثر وجوبا من الصدق فيلسوف ساخر بكل‬ ‫ماهو حوله ‪ ،‬إله يسير بين البشر ‪.‬‬ ‫دائما كانت تلك الخالفات التي تطفو على سطح عالقتهما والسبب الرئيسي كان غيرة تلك‬ ‫العاشقة لحبيب متنقل في الهوى بين البر والبحر ‪ ..‬ومدينة تراقب بشراسة قلوب العشاق‬ ‫لتقتص منهما في اية لحظة ‪.‬‬ ‫كانت لقاءاتهما سرقة من زمن تلك المدينة اوقات من الخوف اكثر من لحظات عشق‬ ‫تجمعهما وقب ٌل تصل حد النخاع واحضان بحجم الكون يشعرون خاللها بنشوة انتصار‬ ‫العشق على البغض ‪.‬‬ ‫وفي احدى تلك الخالفات اخبرها ‪:‬‬ ‫انك تشكين بحبي وهناك فرق بين الشك والغيرة‬ ‫ ِ‬‫ردت عليه بانزعاج‬ ‫ وهللا كان خطأ ً مني حين عبرت لك عن حبي بهذه الغيرة ‪ ،‬لحظات ضعف ال تستحقها‬‫اجابها بتجهم واضح‬ ‫رأسك الجميل‬ ‫ وكيف ستعرفين الحقيقة وقد دخلت الغيرة‬‫ِ‬ ‫وانت ال تشعر !‬ ‫ هو الحب‬‫َ‬ ‫كان يحب ان يشعل نار غيرتها التي يراها في عينيها وصوتها وحتى عراكها معه‬ ‫قال لها ‪:‬‬ ‫ستبقيك دائما مشوشة‬ ‫ هل تعلمين ان الغيرة التسمح بالتفكير العقالني ‪،‬‬‫ِ‬ ‫اجابته والغضب بدأت تزداد وتيرته بينهما‬ ‫ اي عقالنية تلك التي تتحدث عنها حتى انها غير موجوده بعالقتنا هذه ايها المتذاكي !‬‫اجابها باستهزاء وغضب‬ ‫ت بعفن الشرق وال‬ ‫ت التي ظلم ِ‬ ‫ اها اذن التوجد عقالنية بعالقتنا اليس كذلك !؟ وان ِ‬‫تستطيعين الخالص إال بعشق خلف جدرانه النتنة !!‬ ‫ نعم حقا ومع كل هذا تردها لي باللعب من خلف ظهري! فقط النني ال امتلك الشرعية‬‫حتى بغيرتي عليك ! اي منطق هذا اخبرني باهلل عليك !؟‬ ‫الشرعية !؟ تبا ً لها من منا استطاع امتالكها! واي منطق هذا الذي يكون صحيحا بمكان‬ ‫ويعتبر جريمة بغيره !‬ ‫ارادت ان تخفف من وطأة هذا الخالف الذي جعل من لقاءهما نزاعا اخبرته‬ ‫ هل تعلم حبيبي البارحة سمعت صوتك ‪ ،‬كان عاليا لكني لم افهم منه كلمة !‬‫رد عليها بشيء من المزاح‬ ‫ لم اسكر منذ ايام ولم تخطو قدماي شارعكم !؟‬‫ردت عليه واالبتسامة عادت مشرقة بوجهها الجميل‬ ‫ اذن لعله الصوت الذي اسمعه دائما يأتيني من السماء !‬‫‪ -‬اهو هللا !؟ اتظنينه موجود !؟‬


‫ نعم حبيبي هو موجود ‪ ،‬سلة بزهور تتدلى فوق رؤوس النساء‬‫عاد له جنون المزاح مرة اخرى وارد ان يتدفأ بنار غيرتها‬ ‫ ايحب هللا النساء !؟ كان سؤاله غريبا لم تسمعه سابقا‬‫اجابته بحزم ‪:‬‬ ‫ نعم هللا يحب كل النساء‬‫ لكنه لم يتخذ له عاشقة كما انا !؟‬‫ لن يفعلها حبيبي !‬‫دك !؟‬ ‫ لماذا باعتقا ِ‬‫ كي ال يخنق احدى النساء !‬‫اجابها بقوة وحزم اكبر‬ ‫بغيرتك‬ ‫ اها اذن ستسمعين اليوم اهات كل النساء ! فال تخنقيني‬‫ِ‬ ‫ساكون اليوم إله !!‬ ‫بسمات بطعم غربي‬ ‫وحيدا اسير وامي دموعها تالحقني ‪ ،‬عطرك وطني يلدغني في مهجري ‪ ،‬اشمه كلما زاد‬ ‫اغتراب روحي ‪ ..‬ونشيد وطني كان لي سجنا ومنفى مظلما بكياني ‪ .‬وارضا امتلكتها قبل‬ ‫رحيلي بمقبرة ‪ ..‬غريبا منفيا وروحي سجنت مع احبة هناك تركتهم يذوقون الذل الوانا ‪.‬‬ ‫انتفض بامواجك يا بحر اقذفها بوجهي ستزداد نارا من حرارة دموعي ‪ ..‬امتطيت امواج‬ ‫ْ‬ ‫الموت كما هم اجدادي ! لعل المغامرة تجري في عروقي ! هربت من شظف العيش‬ ‫واستعصت سبل الرزق في دروبك وضع سياسي آسن ‪ ،‬بطش ‪ ،‬قتل ‪ ،‬وال رحمة حتى‬ ‫في اشهر حرماتك ‪..‬‬ ‫كان يتمتم ببعض من هذه الكلمات كلما جلس امام البحر يحدث امواجه ‪ .‬شاب مهاجر‬ ‫اسمر اللون نحيف طويل القامة زادت لحيته السوداء طوال ‪ ،‬كانت كفيلة ان تضعة في‬ ‫خانة االرهابين في بالده حتى شعره لم يصل له مقص حالق منذ ان ترك تلك الحارة‬ ‫وحالقها الذي يحب ‪ ..‬برفقتة رجلين من المنظمة التي كلفتهم المنظمة التابعة للهجرة‬ ‫بتنظيم شؤونه في بلد المهجر احدهم من اصول عربية وجنسية امريكية مازال يتحدث‬ ‫اللغة العربية بشكل طليق واالخر امريكي يهمهم ببعض كلمات عربية ‪ ،‬ربطتهم عالقة‬ ‫جيدة فيما بينهم يتسامرون على شاطىء جميل ‪ ،‬امواج البحر تسمع كل همساتهم تثور مرة‬ ‫حزنا وتارة اخرى تصاب بالسكون واحيانا كثيرة كانت تقهقه معهم ‪..‬‬ ‫قال له رجل المنظمة عربي االصول كمحاولة للتخفيف عنه ‪:‬‬ ‫ هل تعلم قد يصاب المهاجر بالفصام ! سيكون من الصعب علية ان يلون نفسه بالوان‬‫اخرى مثل اللغة وعادات وثقافات وتضاريس غير التي ولد فيها وسيبقى حنينه الى ذلك‬ ‫البلد واسير روحه ‪ ،‬وحضن االم وعقدة الذنب التي ستالزمه طوال حياته في المهجر لعدم‬ ‫استطاعته الصمود كما هم ابناء بلده ! ‪..‬‬


‫‪ :‬حقا ما تقول صديقي خرجت من بلدي اجر قلبي جرا ‪ ..‬ساعود فانتظر مرجعي !؟ رد‬ ‫عليه ‪:‬‬ ‫ يبقى الغريب حزينا اينما يكون ‪.‬‬‫اجابه بشيء من الحزم وبعض من قوه منحها قلبه له‬ ‫ نعم أرض غريبة لكني سابحث هنا عن حلم وارتدي له جناحا ‪ ..‬عادت ابتسامته الى‬‫شفتيه وبعض من المرح ‪ .‬قاطعهم الرجل االمريكي اراد ان يجعل من هذه االبتسامات‬ ‫ضحكات تشق امواج البحر الذي امامهم ‪:‬‬ ‫ ما رأيكم لو منحتكم بعض من المزاح كي نخرج من هذه االجواء لقد اوجعتم قلبي !‬‫ردوا عليه رجاءا هيا اخبرنا ‪ ..‬قال لهم ‪:‬‬ ‫ هل تعلمون كيف هي اخبار المهاجرين في هذه البلد واحوال اهله ؟‬‫قاال له اخبرنا انت كيف هم !؟ قال لهم بكل بساطة هي ‪:‬‬ ‫ان رأيتم عجوزا اسيوية تسير في الشارع تقبلوها بشكل عادي ! ولكن احذروها ان‬ ‫رأيتموها تقود سيارة ابتعدوا عنها قدر المستطاع النه في النهاية ستدعسكم ال محال !!‬ ‫ضحكا بقوة وقالوا له اكمل ‪..‬‬ ‫ اما في حال رأيتما رجال اسودا يرتدي بدلة كما هو رئيسنا فال تخافوا منه في حين اذا‬‫رأيتم رجل اسود يرتدي مالبس فضفاضة عليكم الخوف والحذر منه ! اما في حال رأيتم‬ ‫اربع رجال يتحدثون اللغة العربية في مطعم فال خوف منهم ‪ ..‬وان رأيتم اربعة اخرين‬ ‫يتحدثون العربية وفي طائرة ركاب فخافوا منهم وخذوا حذركم واذهبوا بسرعة الى الرجل‬ ‫االسود ذو المالبس الفضفاضة الذي خفتم منه اول مرة واطلبوا منه المساعدة ‪!!!..‬‬ ‫ضحك الجميع بقوة حتى الطيور فزعت من ضحكاتهم وطارت عاليا ‪..‬‬ ‫قال له الشاب وهو يضحك حتى مزاحكم ايها الغربيون له طعم ولون غير الذي في بالدي‬ ‫! نظر اليه الرجل ذو االصول العربية وقال له بشي من السخرية ‪:‬‬ ‫ ذكرتني ببيت شعر مازلت احفظه لكني ال اعرف لمن هو ‪:‬‬‫كم منزل في االرض يألفه الفتى ‪ ..‬وحنينه ابدا ألول منزل‬ ‫اخبره بسرعة البرق انه ألبي تمام الطائي كان من ابرز شعراء العصر العباسي‬ ‫نظره اليه بأعجاب وضحك بشدة ‪ ،‬وها انا اليوم عرفت انك شاعر يا صديقي ‪...‬‬ ‫ذهبوا بعد هذه الجلسة لتكملة سهرتهم في احدى المقاهي لتلك الوالية طلبوا العصائر ‪ ،‬وهو‬ ‫دائما ما كان يطلب الشاي‬ ‫لكن كلمات صديقة االمريكي حول العرب ازعجته بالرغم من اعتبارها مزحة استمر‬ ‫حديثهم عن االرهاب الذي اكلت ناره البلدان العربية وهو كان يحاول ان يخبرهم انهم‬ ‫ضحاياه وليس من صنيعتهم اخبرهم هل تعلمون اننا كما هي البحيرة الرقراق صفحة‬ ‫الماء فيها كانها مرآة مصقولة فضة براقة واالرهاب تلك الفقاعة التي تفجرت على سطحها‬ ‫مشوهة ذلك السطح ‪ ،‬فقاعة ماء تحمل ذكورة جسد منخور بتاريخ كتبه سراق تعلموا‬ ‫القتل والسلب ‪ ..‬فقاعة متاعب وارهاب ‪ ،‬كانوا يصغون اليه بعناية وما هي سوى لحظات‬ ‫حتى سمعوا صوت انفجارات قوية لفت المكان بالفوضى والصراخ انقلبت الطاولة بعد‬ ‫اصطدامهم بها وكراسي اصبحت فوق رؤوسهم ‪ ،‬ارتموا ارضا وهم يضعون ايديهم‬


‫والكراسي فوق رؤوسهم والناس تنظر اليهم باستغراب ودهشة ‪ ،‬فلم تكن سوى العاب‬ ‫نارية مألت السماء الوانا والناس تصرخ فرحا الستقبال العيد الوطني لهم !!‬ ‫قال الشاب لصديقة االمريكي ‪:‬‬ ‫ أريت ليس كل الذي نسمعه او نشاهده هو حقيقة االشياء ‪ ،‬فاربعة رجال عرب في‬‫طائرة مقابل االلعاب النارية في هذه المناسبة !‬

‫ليلة صيف‬ ‫نحن من نصنع االحالم في قلب طفل ونعلمه ان الشيء مستحيل !‬ ‫ومصباح سحري رغبنا جميعا في امتالكه لنصحوا بعدها ونتعلم الصمود بهذه القسوة ‪.‬‬ ‫احالم بسيطة جدا قد تبدو للبعض ‪...‬‬ ‫‪ :‬مثل حقيبة مدرسية بعجالت النه كان يشكو من ثقل هذة الحقيبة وطريق مدرسته كان‬ ‫ليس بالقريب طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره نحيف رقيق وزن حقيبته تعادل وزنه‬ ‫مرتين ‪ .‬واحيانا اخرى كان يرغب في زي مدرسي جديد كره انتظار ذلك الزي حين‬ ‫يغسل وهو ينظر الى الحبل بتوسل كي يسرع في تنشيف مالبسه ‪.‬‬ ‫ونظارة طبية تساعد على القراءة والكتابة ‪ ..‬هو الوحيد من بين اقرانه في شعبته يعاني من‬ ‫ضعف البصر ‪ ..‬ولكن مع هذا كله كان يلقب بالعبقري الصغير لشدة ذكائه وحين يسرح‬ ‫باالحالم بعيدا ويدلل نفسه يتمنى ان يمتلك عصافير ملونة وحوض اسماك صغير كما لدى‬ ‫صديقه المدلل الوحيد الهله ‪.‬‬ ‫كره شرب الشاي المغمس بالخبز ‪ ..‬الشيء الوحيد الذي كان يسد له الجوع وقت العصر‬ ‫النهم لم يكونوا يمتلكون السكر فتضطر والدته ان تعطيه بعض حلوى رخيصة يضعها‬ ‫بفمه ويشرب الشاي ‪.‬‬ ‫سأل والده يوما ‪:‬‬ ‫ يا ابي كيف اكون غنيا ؟‬‫رد عليه والده‬ ‫ عندما نستطيع االستغناء عن الكثير من االشياء التي نرغب فيها !‬‫استغرب الولد من قول ابيه‬ ‫ اذن كيف كنت تقول لي اننا ان فكرنا كثيرا نستطيع ان نصنع المستقبل !؟ وانا العبقري‬‫الصغير !‬ ‫ السعادة ال تجلبها كثرة امتالكنا لالشياء ! وان ارخص االشياء يا بني قد تجعلنا سعداء !‬‫علينا ان ال ندمن تلك االشياء النه سيكون من الصعب علينا فقدانها !‬ ‫كان هذا اخر حوار دار بينه وبين والده الذي اعتاد على اقتياده للسجن بين الفينة واالخرى‬ ‫‪ ..‬النه كان ال يعرف الصمت بزمن كانت حتى كلمة لماذا كفيله ان تدخلك في غيابات‬ ‫السجن سنوات طويلة ‪.‬‬


‫كانت تلك االسرة تعاني انواع المرارات بغياب االب وذل الزوجة لتوفير لقمة عيش‬ ‫الوالدها الصغار ‪ ..‬الفقر نخرهم حتى العظام ولم يمنحهم الرحمة ‪ ..‬الفقر غير رحيم‬ ‫على الفقراء ! ‪.‬‬ ‫بعد سنه كاملة استقبلت العائلة الوالد العائد من السجن بين دموع واحضان وحديث زوجة‬ ‫واوجاعها بغيابه وتوسالتها ان يترجل من صهوة جواده ويسير كما هم باقي خلق هللا ‪..‬‬ ‫هناك فارس وجواد واحد وقائد همام عليك الخضوع له ‪ ..‬الم تتعب من السجون وهذا‬ ‫الغياب اال ترحم بحالي واوالدي ارجوك كفى ‪ ..‬هكذا كانت تتوسله بعد كل عودة من سجن‬ ‫‪.‬‬ ‫في احدى ليالي الصيف الحار ايام تموز كانوا يلوذون الى سطح الدار الستجداء نسمة‬ ‫هواء تجعلهم يضعون احالمهم تحت الوسادة ونور قمر يشق عتمة لياليهم ويذهبون بغفوة‬ ‫مع امنيات كل واحدا منهم ‪ ،‬يسرقها منهم او شعاع لنور شمس وهجوم من الذباب ‪!..‬‬ ‫في تلك الليلة الصيفية نام العبقري ودموع خبئها بين حنايا وسادته كم كانت تمسح له‬ ‫الدموع تلك الوسادة ‪ ..‬هب نسيم بارد بليلة كان الحر شديد ال يرحم الفقراء ‪ ..‬غفا مع‬ ‫االمنيات حلم ان السماء تمطر نقودا‪ ،‬عمالت ورقية كثيرة تتطاير في الهواء وتستقر على‬ ‫سطح الدار وبين اسرة اخوته وكل ماكان عليه ان يفعله هو ان يلملم ما سقط من السماء ‪..‬‬ ‫اشتد الهواء ورفع عنه الشرشف وطار واحتضن الجدار نهض من نومه متأسفا على حلم‬ ‫طار مع الغطاء ‪ ..‬لكنه اصابه الذهول حين رأى ان النقود قد غطت حقا سطح الدار‬ ‫وتتطاير مع الهواء ! فرك عينيه كبرت حدقاتها لم يصدق ما يراه ركض وهو يلهث اخذ‬ ‫يجمع تلك النقود وهو يصرخ ‪ :‬ابي ‪ ،‬ابي ‪ ،‬انهض ان حلمي اصبح حقيقة انظر لكل هذه‬ ‫النقود كان وهللا حلما يا ابي وصار حقيقة ! نهض االب من نومة عميقة لم يح َ‬ ‫ظ بها منذ‬ ‫اشهر بعد خروجة من السجن ‪ ..‬الليلة التي وضع تحت وسادته الرواتب التي استطاع ان‬ ‫يتقاضاها بعد معانات طويله في المراجعات بين دوائر الدولة ‪ ..‬الحظ ان الهواء اخذ‬ ‫رواتبه من تحت وسادته وطارت على سطح الدار وولده يلملمها وقلبه يكاد يخرج من‬ ‫عظام صدره ‪ ..‬نظر الى زوجته التي صحت هي االخرى مع كل االوالد على صراخ‬ ‫ولدها وهو يجمع بهذه الوريقات وهي تبتسم ‪ ،‬قال له والده ‪:‬‬ ‫ ارأيت يابني اليوجد شيء مستحيل حلمك حقا اصبح حقيقة ! تستطيع االن ان تشتري‬‫لك عصافير ملونة وحوض اسماك ‪.‬‬ ‫رد عليه عليه الصغير بكل فرح ‪:‬‬ ‫‪ -‬ابي ونظارة طبية وحقيبة بعجالت ‪.‬‬

‫غفوة‬ ‫حاولت ان ال تخبر احدا بانه ستجرى لها عملية في هذا اليوم لشدة خطورتها ‪ .‬كان يتملكها‬ ‫شعور بانها قد التعود منها ‪ ..‬وهي التي التحب الوداع ‪ ..‬تتوارى خلف جدار وتنظر من‬ ‫بعيد ان اراد احدهم وداعا ‪.‬‬ ‫حتى ان تعرضت لخداع تضحك من المخادع لظنه بانها التعرف خداعه ‪.‬‬


‫عاشقة مجنونة كثيرة هي خالفاتها مع الحبيب ‪ ..‬لكنها كانت دائما اليه تعود مع كل صراخ‬ ‫وصفقة لباب ‪.‬‬ ‫اما هو كان يغار حتى من عقدها الذي يالمس رقبتها يغار من القمر ان طل بنوره على‬ ‫عينيها واخترق تلك النافذتين اللتين تشعان حنانا وعشقا ‪ ..‬اخبرته مرة ‪:‬‬ ‫ انك تشعر بالغيرة‬‫‪ :‬ال ‪ ..‬بل ال اريدك منفضة العقاب سكائرهم !‬ ‫‪ :‬وها انت جعلت مني منفضة !!‬ ‫‪ :‬التفهمي كلماتي بالمقلوب !‬ ‫‪ :‬وانت دائما تتالعب بالكلمات‬ ‫ت من تلعب !‬ ‫‪ :‬لست بها متالعب ‪ ..‬بل ان ِ‬ ‫ردت عليه بحنق شديد‬ ‫‪ :‬لم اجيد اللعب يوما !‬ ‫اجابها باستهزاء ‪:‬‬ ‫اها ! اذن اقتلي وحوشهم‬ ‫‪ :‬ال اتقن القتل ايضا‬ ‫‪ :‬سيقتلونك هم‬ ‫‪ :‬ليكن ! لن أقتل ولن أُقتل‬ ‫تغيرت نبرة صوته اصبحت اكثر رقة وحنان‬ ‫‪ :‬تعرفين انني احبك بعمق‬ ‫وردت عليه وابتسامة على شفتيها‬ ‫‪ :‬واعرف ان غيرتك اعمق !‬ ‫كانت عاشقة ليست كما هن العاشقات ‪ ..‬طلبت من حبيبها يوما في احدى لقاءاتهم باحد‬ ‫المطاعم في مدينتهم التي التنام اال من عيون تتربص بالعاشقين شر ‪..‬‬ ‫‪ :‬حبيبي اطلب منك شيء نفذه لي ارجوك‬ ‫لك قربانا‬ ‫‪ :‬لو طلبت قلبي سامنحه ِ‬ ‫‪ :‬ال اريد سوى هذه اللقمة التي تمضغها في فمك‬ ‫تقطعت الكلمات بين شفتيه ‪ ،‬اصبح معزوال عن كل الذين يحيطونه !‬ ‫‪ :‬ماذا تريدين !!؟‬ ‫‪ :‬نعم اريدها ‪ ..‬ضعها بفمي قبل ان تاخذ مسارها الى جوفك دعني اذوب بها انا ايضا !!‬ ‫ت كيف افعلها والناس من حولي ‪..‬‬ ‫‪ :‬مجنونة ان ِ‬ ‫‪ :‬افعلها ‪ ..‬اسرق الوقت منهم وافعلها !‬ ‫‪ :‬امري الى هللا ايتها المجنونة ‪ ..‬خذيها بسرعة قبل ان يالحظ احد ذلك ‪..‬‬ ‫تالمست شفتيهما تناولت ذلك الطعام الممضوغ من فمه ‪ ..‬تدفق الدم ساخنا في عروقها‬ ‫شعرت ان تلك اللقمة تحرق عروقها وتشعلها نارا همهمت بكلمات كلها حزن وشجن ‪:‬‬ ‫هل تعلم حين اغفو اراك واقعيا ‪ ..‬وحين اصحو تكون حلمي البعيد !‬


‫ترقرقت دموع الحزن في عينيه شعر الول مرة ان الحياة ضيقة موحشة لم تمنحه يوما‬ ‫سوى االساءة ولعبة كانت الخسارة هي كفتها االرجح‬ ‫ساعلنك آذانا لحبي ‪ ..‬واتوضأ بنور القمر ‪ ،‬واقيم لك صالة طاهرة من كل دنس‬ ‫‪ :‬حبيبتي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫‪ ،‬ولية الروح ان ِ‬ ‫ردت علية بحزم وقوة اكبر‬ ‫‪ :‬البد ان اجد لي طريقا النفد من حواجزي فليس دائما االسهل هو االجمل ‪ ..‬من المستحيل‬ ‫سانفد ‪ ،‬نعم ارضي محروقة من احتراقها سامنحك الخبز والعسل هل تعلم ان االرض‬ ‫المحروقة تعطي اشهى الثمار ؟ رد عليها‬ ‫رحيقك‬ ‫‪ :‬نعم حبيبتي اعرف ‪ ..‬وساكون اول من يرتشف‬ ‫ِ‬ ‫الحزن اعتصر حتى الصوت منها وبالكاد سمع حروفها‬ ‫‪ :‬لكنها احالم واالحالم خلقت كي ال تتحق وانت هو حلمي البعيد ‪. ...‬‬ ‫دخلت الى صالة العمليات والبسوها ثوب عرس ابيض ‪ .‬حفرت صورته بين احداق العيون‬ ‫واطبقتها باالجفان ‪ ..‬اخذ المخدر منها مأخذه وبقت تتمتم بكلمات غير مفهومة‬ ‫‪ :‬خذني اليك ربي ‪ ..‬تركتني مع بشر لست منهم هناك ستدعو العشاق للحضور وتعزف‬ ‫لهم موسيقاك الحب معك سيكون باعالن ‪ ..‬خذني اليك ربي ‪.‬‬ ‫ذهبت بغفوة عميقة ‪ ،‬حلقت عاليا سمعت الريح تغني وذراع الحبيب احتضنتها بقوة اخذها‬ ‫الى غابات وكهوف مسحورة ونجوم تمطر الحان سماوية ‪ ..‬اشجار علقت عليها كل قصائد‬ ‫العاشقين ‪ ،‬خرير ماء يمأل في كؤوس من اقحوان يسكب على قلبيهما المشتعل ‪ ..‬وجن‬ ‫غابات ينشدون لهم اجمل كلمات الحب يحتضن احدهما االخر ‪ ..‬حب تغسله العيون‬ ‫بالدموع ‪ ..‬تحول الجن الى شموع تنير درب العاشقين ‪ ..‬حب كحبهما اليمكن ان يكون‬ ‫بطياته فراق ‪ ..‬كانوا كما هو الرماد حين يشتعل جمرا طائر الفينق يعود مع كل موت‬ ‫بوالدة جديد‬ ‫سمعت اصوات بعيدة لها صدى كأنها اصطدام كؤوس فارغة مع بعضها ‪ ..‬اخرجتها من‬ ‫تلك الغابات وكهوفها المسحورة‬ ‫‪ :‬هل تسمعين ؟ ما هو اسمك ؟ افتحي فمك ؟ اخرجي اللسان ؟ افتحي عينيك ؟‬ ‫فتحت عينيها كانت فارغتين إال من دموع تركها الجن في االحداق ‪ ..‬تنظر لشيء واحد‬ ‫تراه لوحدها ‪ ،‬كان هو مالكها خرج من تلك االحالم قبل ان تخرج هي وقف امامها مد لها‬ ‫يده ‪ ..‬نظرت اليه بكل شغف وقالت له ‪ ..‬احبك ‪..‬‬ ‫سمعت ضحكات عالية في صالة العمليات ‪ ..‬جس الطبيب لها النبض التفت الى الكادر‬ ‫الطبي الذين اختارهم بعناية فائقة من اجل اجراء هذه العملية الخطرة وقال لهم ‪:‬‬ ‫لم اسمع يوما في حياتي المهنية مريضا يصحو من غفوة مخدر ويقول ‪ ..‬احبك ‪ ...‬امرأة‬ ‫كبيرة في السن اصابتها الشيخوخة تعاني اختالط االزمنة في حجيرات الذاكرة ضاعت‬ ‫فواصلها ومازال الحب هو الباقي بتلك الحجيرات ‪ ..‬قالها ويده تمسح تلك الدموع التي‬ ‫احبك امي‬ ‫‪..‬لقلبك السالم ‪..‬‬ ‫سقطت على خديه ‪ ..‬كم انت رائعة يا امي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ترانيم وسادة‬ ‫كان اكبر لعنة ممكن ان تصيبها هو الخوف حين تلتزم الصمت في ضجيج الزحام وهي‬ ‫تنزوي تحت ظالل عالم االمس ‪ ،‬حتى الشجاعة اصبحت عبئا ثقيال على كاهلها ‪ .‬حياة‬ ‫طويلة مضنية وطريق امتألت بالعثرات ‪ ،‬بحكمتها جعلتها درب نور لعوالم نسجتها‬ ‫مخيلتها ‪.‬‬ ‫كانت تؤمن ان قلبا واحدا يعشقها يكفيها ان تستمر في العيش ‪ ،‬والدنيا دائمة الدوران فكل‬ ‫شيء في االخر سيعود لها ‪.‬‬ ‫جسدها قريب من التعفن ‪ ،‬ذهب اخضراره ‪ ،‬وذاكرة قوية مريرة تشعرها انها اشقى من‬ ‫في االرض ‪.‬وسعادتها الكبرى هو حديثها مع الوسادة ‪.‬‬ ‫لم يكن من السهل اقناعها ان تترك دارها وتنتقل للعيش مع ابنتها الصغرى ‪ .‬اخذ العمر‬ ‫منها مأخذه ‪ ..‬اصابها الضعف في كل شيء حتى انها اصبحت اقصر في قامتها ‪،‬‬ ‫ونظرها اصابه الوهن كما هو جسدها النحيف لدرجة انها بدأت تتلمس االشياء ان ارادت‬ ‫اكتشاف ماهيتها ‪.‬‬ ‫ مالك ياامي حتى الناس بدأت تثرثر يتصورون اننا غير راغبين ان تعيشي معنا ‪،‬‬‫ارجوك تعالي لداري هناك حيث احفادك الذين يحبونك وتحبينهم ‪.‬‬ ‫كانت تتحدث الى والدتها بتوسل وبصوت يكاد تشعر معه بسقوط الدموع من العين‬ ‫ ااترك ذكرياتي !؟ داري !؟ مازالت صوركم معلقة حفظتها العيون ذكريات تكدست بهذا‬‫الدار ‪ ،‬جدرانه تكتب سطورا جميلة رحلت دون عودة ‪ ،‬واخرى تعيسة تشبثت بالذاكرة ‪..‬‬ ‫اسرتكم مازالت تحوي دفء حكاياتكم ‪ ..‬وهو بيتي وتاريخي وقدري ومقامي هو امجادي‬ ‫‪ ..‬هنا كبرتم ومن هنا رحلتم ‪.‬‬ ‫ اه حين كنت صغيرة كم تمنيت ان اكبر ألعرف اكثر عن هذه الحياة ‪ ،‬وحين كبرت‬‫تمنيت العودة صغيرة بين جدران هذا الدار ‪ ..‬دخلت سوق الحياة فوجدت اشياء عجيبة‬ ‫ورهيبة ‪ ،‬يا امي حتى ذكرياتي اصبحت تأتي على هيئة وجع ‪ ..‬اصبحت ال اعرف اي‬ ‫الطرق ساسلك لذلك تعالي معي ‪ ..‬اليهمني اي طريق سنسلكة ما دمنا معا ‪ .‬تعالي نفتش‬ ‫عن حنايا ضحكات وسعادة سرقناه معا انا وانت من الزمن ‪ ..‬يا امي ساجعل من صدري‬ ‫لك وسادة‬ ‫ في صدرك احالم ليست كما هي احالمي ! وسادتك لن تدعني انام ! اه تذكرت لن‬‫اخرج من هذا الدار ان لم تكن معي وسادتي !‬ ‫ صدقيني جلبت لك وسادة جميلة وافضل من تلك القديمة التي معك‬‫صرخت بصوت عال وسادتي اريدها وال اريد تلك الجديدة ‪ ،‬حين افتقد لالمان خارج‬ ‫داري ساحتضنها ‪..‬‬ ‫ حاضر ‪ ،‬حاضر هذه هي جلبتها معي ‪ ..‬هل تعلمين يا امي بأحضانك اودعت كل‬‫همومي ‪ ،‬انيستي انت جليستي وسادتي وفراشي ‪ ،‬نسمة بين مدي وجزري واول عشق‬ ‫بحياتي حتى حين انظر الى عينيك اشعر باكتمال انوثتي ‪ ،‬كنت صبرا وايثارا وتسامحا‬ ‫اراك تريدين االن التخلي عني !؟‬ ‫وقوتي يوم ضعفي ‪ ..‬مالي‬ ‫ِ‬


‫ردت عليها بصوت جهوري وغضب‬ ‫ من قال ذلك انا كل ما طلبته ان ترافقني وسادتي ! انا ووالدك رحمة هللا كنا نضع عليها‬‫رأسينا هل تعلمين يا ابنتي كم من شعر اسود ورمادي واالن ابيض حملت تلك الوسادة ‪..‬‬ ‫كم من حكايات التعرفها سواها ‪ ،‬عالم اسراري ‪ ،‬حملتني سنوات طويلة منخورة بالوجع‬ ‫‪...‬‬ ‫ حاضر وهللا جلبتها معي تلمسيها جيدا ‪ ..‬هيا فلنذهب حيث عصافيرك ينتظرون بشوق‬‫لتعيشي بينهم‬ ‫ نعم هم عصافيري التي تغني شيخوختي‬‫ضحكت البنت بصوت عال وقالت المها‬ ‫ مازلت شباب ياحبيبتي‬‫ هه شباب انا االن في الثمانين من عمري ‪.‬‬‫فرح االحفاد لتواجد جدتهم معهم وحكاياتها التي ال تنتهي رحالت ساحرة لبالد عجائب‬ ‫رحالت بين نور ونار واكثرها سحرا كانت عن الوسادة ! كانت تخبرهم ان الوسائد تحمل‬ ‫رسائل كثيرة وكل الذي ال تستطيعون البوح به اخبروه الى الوسادة فهي كاتمة االسرار‬ ‫ولن تمل منكم ‪ ..‬انها تحكي اجمل الحكايات ‪ ،‬وتحت الوسادة تتنهد االمنيات ‪ ..‬واحالم ال‬ ‫يرويها سوى القمر ‪.‬‬ ‫كان االحفاد يصغون لجدتهم بشغف كبير لكنهم ايضا كانوا يالحظون ان الجدة التفارق‬ ‫وسادتها اينما ذهبت !‬ ‫اخذوا ينسجون حولها حكايات كحكايات جدتهم اخبرهم الحفيد االكبر ان في الوسادة سر‬ ‫كبير علينا ان نكتشفه لعل جدتي تضع كنزها هناك ! ماذا لو باغتناها وفتحنا تلك الوساده‬ ‫لنعرف ماهو هذا الكنز ؟‬ ‫سألوا جدتهم يوما ماهو سر وسادتك جدتي ؟‬ ‫ لم تفهموا هذا السر اال حين تكبرون ‪ ..‬انها يا اوالدي وطني وأمي مع كل حكاية ألم‬‫وحكاية جديدة الوذ اليها ‪ ..‬كنت بنتا في العشرين من عمري حين احتضنتها الول مرة بنتا‬ ‫تحلم بفارس وفستان ابيض ‪ ..‬كم من اسماء طرزتها على هذه الوساده ‪..‬‬ ‫يا احفادي الصبيان هل تشكرون وساداتكم حين تنهضون في الصباح !؟‬ ‫ ال ياجدتي لم نفعل‬‫ عليكم ان تشكروها فهي تجلب لكم اجمل االحالم وتغني لكم وقت المنام‬‫ حاضر يا جدتي سنشكرها كل صباح‬‫سألها حفيدها االكبر كان رقيقا وسيما ولم يتجاوز الخامسة عشره من عمره ويعشق ابنة‬ ‫الجيران ‪.‬وبين لحظة واخرى يغادرهم الى سطح الدار لعله يحضى بلقاء من يحب ‪..‬‬ ‫ جدتي اسألي وسادتك ماهو االصعب في العشق‬‫ حبيبي ان الصعوبة والشقاء هي الغيرة في العشق‬‫ جدتي وما هو االصعب ؟‬‫‪ -‬االصعب ان ال يغار عليك من تعشق ! النه ببساطة ال يعشقك ‪.‬‬


‫خطط االحفاد لخطة محكمة فجدتهم لديها طقوس غريبة حين تريد االستحمام ! تاخذ‬ ‫اغراض حمامها الغريبة اوراق الشجر اليابس وصابون اخضر وليفة غزلتها بيدها وحجر‬ ‫اسود مخرم ومشط من الخشب ومكحلة من الفضة وايقونة عطر من ماء ورد ‪.‬‬ ‫ما ان دخلت الحمام حتى اقتنصوا فرصتهم وذهبوا مسرعين الى الوسادة جلبوا معهم‬ ‫المقص ليقصوا خيوطها العتيقة ‪ ،‬فتحوها مسرعين ‪ ،‬تطاير الريش منها وهم يغوصون‬ ‫بداخلها فهي كبيرة الحجم ليست كما هي وساداتهم الصغيرة تطاير الريش في ارجاء‬ ‫الغرفة فهم لم يشاهدوا من قبل وسادة بريش قال احدهم كم دجاجة تتصورون في هذة‬ ‫الوسادة ؟ رد عليه اخاه االصغر لعله حقل دواجن ! اخذ الكل يضحك وهم يتلمسون كل‬ ‫ركن من فيها دون جدوى وفي غفلة منهم وجدوا جدتهم فوق رؤوسهم تقف ‪ ..‬تسمر‬ ‫االوالد رعبا حينما شاهدوا الجدة قد اصفر لون بشرتها واصبح كما هو لون التراب‬ ‫وضعت الجدة يدها على منطقة قلبها وهي تتمتم‬ ‫ لم اكن اخش الموت يوما لكن سر حياتي كان بهذة الوسادة فهي تاريخي وعنواني ‪.‬‬‫سقطت الجدة على ارض الغرفة اخذ االوالد يتباكون ويصرخون جدتي ارجوك سنلملمها‬ ‫لك سنعيد كل ريشة طائرة لمكانها ارجوك جدتي عودي الينا ‪...‬‬ ‫فتحت الجدة عينيها ونظرت اليهم بغضب ان فعلتموها مرة اخرى ضعوها في قبري‬ ‫وبين جسدي وكفني اما االن دعونا نلملمها سويا ونجمع الريشات ونصنع لنا وسادة جديدة‬ ‫بحكايات تجمعنا معا ‪.‬‬


‫جانبان ‪ ..‬وركام‬ ‫عمت الفوضى مدينتها ‪ ..‬جعجعة ‪ ،‬صياح ‪ ،‬زعيق ‪ ،‬حوارات سياسية فارغة ‪ ،‬اغان فجة‬ ‫‪ ،‬وهللا الذي يوزع النعم والشقاء بالتساوي ‪ ،‬واقع ضيق وعالم بال حدود ‪ ،‬حسن نوايا‬ ‫بأتخاذ الشك عقيدة ‪ ،‬جبناء فوق منابر من بلور ‪ ،‬واخرون يفلسفون الشجاعة ليتجاوزوا‬ ‫جبنهم ‪ ،‬قتلة يبحثون عن االجور ‪ ،‬وبراعة في تفسير الهراء ‪.‬دائما ما كانت تقول‬ ‫لحكم من نكون نحن !؟ ومن اين جئنا !؟‬ ‫الفوضى ازدحمت فوق الجسر وهي تحته التزمت الصمت ‪..‬‬ ‫تهذي بكلمات لم تجد لها تفسيرا يوما ‪.‬‬ ‫اخبرها زوجها مرة ‪:‬‬ ‫ت تعيشين على اصابعك ورأسك !!‬ ‫ ان ِ‬‫حاولي ان تخرجي من تلك الحفرة وان تحفري حفرة حقيقية بدل ظاللها !؟‬ ‫‪ -:‬اية حفرة حبيبي انقلبت مدينتي ‪ ،‬التعرف سوى صنع الدمار والحروب ‪ ،‬الخوف سكن‬ ‫دروبها حتى طعم الورد تغير فيها ‪ ،‬هل تصدق ان شرفتي تزاحمت فيها الصور ‪ ،‬وقاتل‬ ‫تنس هناك هللا الغفور الرحيم الذي‬ ‫في وطني ال يراها سوى القمر ونجوم بكماء !! وال َ‬ ‫سيغفر للتائبين ‪ .‬حبيبي اننا نلعب في الحياة !‬ ‫‪ -:‬من الذي يلعب بالحياة !؟ اننا ملعوب بنا ‪ ..‬لذلك عليك اطالق النار على الموت ان‬ ‫داهمك الخطر انت واوالدي !‬ ‫‪ -:‬انا انا اتدرب على الموت !!؟‬ ‫‪ -:‬نعم لتحيطك الخصوبة وتنعمي في الحياة !‬ ‫استطاع الزوج بعد محاوالت عدة ونقاشات ان يقنع الزوجة في التدريب على السالح ‪...‬‬ ‫وكان مشوارهم شبه يومي الى تلك المزرعة التي طالما حلموا ان يبنوا فيها لهم بيتا بعيدا‬ ‫عن صخب المدينة ‪..‬‬ ‫امتألت ارضها الخضراء بالرصاص بدل الزهور ‪..‬‬ ‫اصبحت بارعة بالتصويب والمواجهة ‪ ..‬اطمإن الزوج عليها ومنح روحه السالم ‪..‬‬ ‫وغادرها الى رحالت عمله المضنية لتوفير حياة افضل لهم كان يتركهم احيانا السابيع‬ ‫طويلة ‪ ..‬وتغادر انوثتها معه في انتظار عودة جديدة ‪ ..‬لتتحول بعده الى رجل البيت ‪..‬‬ ‫ورجل الصيانة ومشغل مولده الطاقة وطبيب ومعلم وادوارا كثيرة ال عد لها ‪ ..‬كانت‬ ‫بارعة في كل شي ‪ ..‬جميلة ‪،‬انيقة ‪ ،‬رقيقة تحرص كثيرا ان تكون بابهى صورة حتى لو‬ ‫كانت في البيت ومعها االوالد فقط ‪.‬‬ ‫كان صمتها معلقا برائحة الخوف ‪ ،‬وفنجان قهوتها شاخت به االيام ‪ ،‬صمتها كان صراخا‬ ‫وهمسها نحيبا ‪ ..‬كل الكائنات تبوح خلجاتها ‪ ،‬اال هي التزمت الصمت ‪..‬‬ ‫واصبح المسدس ال يفارق حقيبتها وسيارتها حين تخرج ‪ ..‬حتى مفارز التفتيش التي تحيط‬ ‫بمدينتها لم يفكر حراسها ان يصادروا منها السالح ‪ ،‬بل كانت تسمع اروع كلمات االطراء‬ ‫‪ -‬حيا هللا نساءنا الشجاعات ‪ ،‬انتن فخرنا ‪ ،‬وعزنا ‪......‬‬


‫كم كانت تشعر بالزهو والشموخ حين تسمع كل هذا االطراء منهم وتزداد شجاعة وانامل‬ ‫ال تفارق المسدس وعلى استعداد كامل للمواجهة ان شعرت باي خطر قادم حتى لو مجرد‬ ‫شك ‪ .‬كيف ال تفعل ان كان الدافع هو الشرف هذا هو اكثر ما كان يؤرقها في مدينة كثر‬ ‫فيها العبث والموت ‪.‬‬ ‫اخبرت زوجها مره في احدى حواراتها التي التنتهي‬ ‫ حبيبي لماذا االمام الينتهي !؟‬‫ضحك من كالمها وهو العالم بفلسفتها لالمور ودائما ما كانت تبحث عن اجابات حتى لو‬ ‫كانت اسئلتها مبهمة ‪..‬‬ ‫ حبيبتي ان االمام ال ينتهي ! النه ببساطة غير موجود ! وليس النك لم تصلي اليه ‪،‬‬‫هناك جانبان وركام !‬ ‫ حقا حبيبي اننا ملعوب بنا ! ولسنا الالعبين في هذه الحياة ‪.‬‬‫عاد زوجها من احد رحالت عمله وطلب منها احضار المسدس كي يعمل له الصيانه‬ ‫ حبيبتي اجلبي لي المسدس كي اقوم على ادامته وتزيته‬‫ حاضر حبيبي خذه‬‫ ما هذا اين الرصاصات الباقيات لم اجد سوى واحدة !؟ هل اضطررت الستخدامها ايتها‬‫الشجاعة ‪ ،‬اخبريني باهلل عليك ماذا حدث في غيابي !؟‬ ‫ افرغت المسدس من الرصاص وابقيت على واحدة ! اضعها في رأسي في حال تم‬‫االعتداء علي !‬ ‫ال استطيع ان اطلق النار على الموت !‬ ‫ساطلق النار على الخصوبة ‪...‬‬

‫اليوتوبيا‬ ‫كان شابا فقير الحال بكل ثنايا حياته المتعبة ‪ ،‬تخرج من الجامعة بعد سنوات مضنية من‬ ‫الدراسة والعمل معا‪ ،‬تزوج زميلة له احبها كثيرا كما بادلته هي نفس الشعور ‪.‬‬ ‫سكن بيتا صغيرا واصبح لديه ثالثة اوالد صبية ‪ ،‬كم كان يتمنى ان يرزقه هللا ببنت لتعلم‬ ‫الصبية االدب حسب اعتقاده ‪ ..‬لكنه كان مؤمنا ان هللا جعل هذا نصيبه في الدنيا ‪.‬‬ ‫استطاع بعد سنوات من العمل المذل والتنقل من مكان الى آخر ان يجمع له مبلغا من‬ ‫المال يكون له مقدمة لشراء مركبة اجرة تنهي سنوات العذاب والتخلص من اصحاب‬ ‫ير منهم خيرا ‪.‬‬ ‫العمل الذين لم َ‬ ‫كان يجوب شوارع مدينته ليال ونهارا ويسمع قصصهم المتعبة والمملة احيانا كثيرة ‪..‬‬ ‫حتى يعود الى البيت منهوك القوى ليستأنف عمله في اليوم الثاني ‪.‬‬ ‫ينس الباميا التي‬ ‫وفي احدى الليالي اكمل عمله واشترى لبيته الفواكه والخضروات ولم َ‬ ‫يحبها كثيرا استوقفه ثالثة رجال طلبوا منه توصيلهم لمكان بعيدا نسبيا ‪ ..‬كيف ال يوافق ان‬ ‫كانت االجرة ستمنحه اللحم مع الباميا ! وصل معهم الى مكان خال من السكان شعر‬


‫بفوهة مسدس توضع خلف راسه صوت يشبه نعيق الغراب يطلب منه الترجل من‬ ‫السيارة ‪ ،‬لم يشعر بعدها اال بضربة افقدته الوعي ‪ ..‬افاق بعدها ولم يجد اللصوص وال‬ ‫سيارته ‪ ،‬اصابته الحسرة وااللم لفقدان مصدر رزقه الوحيد واخذت افكاره تتزاحم كيف‬ ‫سيتمكن من تسديد اقساط تلك السيارة وكيف سيوفر اجرة البيت وامور المعيشة للعائلة ‪..‬‬ ‫دموعه تتساقط كشالل نار والحرقه مزقت معدته المصابة بالقرحة اصال ‪ ،‬اخذ يشكي الى‬ ‫هللا وعتابا بكت له مالئكة السماء ‪:‬‬ ‫ يا هللا ‪ ..‬مالي اراك بعيدا‪ ..‬لماذا تخنقني في ازمنة الضيق ‪ ،‬حتى خبزك منحتني اياه‬‫معجونا بالدموع لماذا كل هذا الشر لدى االنسان !؟ اليس الكل تحت قبضتك سائرون !؟‬ ‫ي ام‬ ‫اسمعني االن قبل عقابي اليس لديك محكمة تقضي بعد السماع ! اهو عقاب أحللته عل ّ‬ ‫انك غفلت عني وادرت لي ظهرك مالي اراك بعيدا عن الفقراء والمحرومين وجعلت‬ ‫للمجرمين مقاما ووليتهم علينا !‬ ‫اول مرة في حياته يعاتب هللا بهذه القسوة وهو المؤمن بقضائه وقدره ‪ ..‬ظل يسر بخطواته‬ ‫المثقلة لعله يجد من يقله للبيت ‪ ..‬شاهد من بعيد ضوء ألستراحة او مطعم للمسافرين ‪..‬‬ ‫وصل اليه بعد تعب وعناء دخل الحمام ليغسل الدموع التي اختلطت مع التراب واصبح‬ ‫وجهه كبركة وحل رفع راسه الى سقف الحمام واخذ يستغفر ربه ‪:‬‬ ‫ اللهم ياسامع كل نجوى ويا شاهد على كل بلوى ويا كاشف كل بلية يامن يملك حوائج‬‫السائلين ويعلم ضمائر الصامتين ادعوك يا ربي فقد اشتدت فرقتي وقلت حيلتي وضعفت‬ ‫قوتي ‪ ..‬وقبل ان يقول يا ارحم الراحمين شاهد من خالل المرآة اللصوص الثالثة وقد‬ ‫اتخذوا لهم مكانا في المطعم وسيارته تقف في الخارج ‪ ،‬تذكر في لحظة انه دائما ما كان‬ ‫يضع مفتاح احتياطي لسيارته في جيبه ان غفل او فقد مفتاحه االول ‪ ..‬تسلل الى خارج‬ ‫المطعم من الباب الثاني ‪ ..‬فتح باب السيارة ويديه ترتعش شعر انها سرقته االولى في‬ ‫حياته وان كانت سيارته ! ادار محركها وانطلق بها كسرعة الريح دون حتى ان ينظر‬ ‫للمرآة ليعرف من خلفه ‪ ..‬وصل الى البيت وحمد هللا كثيرا على سالمته وسيارته وكيس‬ ‫الباميه التي سياكلها بدون اللحم وهو يقبل وجه هللا شاكرا ‪.‬‬ ‫ما ان فتح صندق السيارة الخراج اكياس الخضروات والفواكه حتى شاهد حقيبة كبيرة‬ ‫ممتلئه بالنقود اصابته الدهشة والهلع ‪..‬‬ ‫تسارعت دقات قلبه واختلطت بنغمات فرح استطاع ان يعيد لنفسه الهدوء في دقائق دخل‬ ‫الى البيت طلب من زوجتة واوالده ان يغادروا الدار مع اوراقهم الرسمية وبمالبس النوم‬ ‫فقط ‪ ..‬نفذت الزوجة االمر بعد ان شاهدت اصرار زوجها بالخروج بسرعة ‪ ..‬صعدت الى‬ ‫جانبه واالوالد معه في الخلف طلبت منه تفسيرا‪:‬‬ ‫ اخبرني ارجوك باهلل عليك مالذي يحدث !؟‬‫قال لها‬ ‫‪ -:‬حبيبتي لنخرج من كهف االفاعي هذا ‪ ..‬دعينا نرى النور ونبحث عن ارض فيها‬ ‫االشجار مزهرة عالية وثمار تتدلى واطيار تنتقل صاعدة وهابطة تصدح تغرد تصفق‬ ‫باجنحتها تتقلب في الهواء ‪ ..‬حتى دموعنا تشفي ادران القلوب ‪ ..‬هناك سنرى البحر‬


‫والميناء وسفنا تحمل ناسا واليعرفوا سوى الفرح ‪ ..‬هناك سيكون لنا جنة على االرض‬ ‫وسنطير مع الطيور المغردة ‪...‬‬ ‫نظرت اليه بكل هدوء وسالم في الروح والعيون ‪ ..‬تلك العينان اللتان لطالما عشق‬ ‫سوادهما ووجه كما هو البدر في يوم اكتماله ‪:‬‬ ‫ حبيبي اذن لن اغادر لوحدي مع اوالدي !‬‫لتكن الجنة لكل الطيور المعذبة في بالدي !!‬

‫كي ال اذل‬ ‫كان شابا متمردا على واقعه المعيشي ‪ ..‬ودائم الشكوى في كل شيء واي شيء !‬ ‫اما عائلته في احيان كثيرة كانت تطلق عليه الكثير من االلقاب من بينها المنشار او النار او‬ ‫تلك المقبرة التي الترد ميتا !‬ ‫تعبوا كثيرا من كثرة طلباته التي ال تنتهي واستنزفت مدخوالت كل افراد اسرته بقسوة !‬ ‫اما اصحابه كانوا من االثرياء وهنا تكمن معاناة هذا الشاب ‪..‬‬ ‫اخبره والده يوما ‪:‬‬ ‫ ارجوك يابني اجلس معي لدقائق كي تسمعني واسمعك وليكن بيننا حوارا حضاريا كما‬‫يقولون !‬ ‫انصت الشاب لوالده بتملل وعيناه تحاول ان تجد لها مكانا اخر غير وجه ابيه !‬ ‫اخذ الوالد يسترسل معه في الحديث ‪:‬‬ ‫ ان المال يابني في احيان كثيرة اليجلب السعادة لالثرياء !‬‫ضحك الشاب من قوله هذا واجابه بشيء من السخرية ‪:‬‬ ‫ وكيف ذلك باهلل عليك !؟‬‫‪ -:‬ان مال االثرياء هو جواز مرور لتجاوز تعاستهم برفاهية ! ودائما تجدهم كلما زادت‬ ‫ثرواتهم زادوا جبنا وحرصا على تلك المكاسب !‬ ‫اما الفقير هو من يتمتع بالشجاعة واول من يحمل السالح للدفاع عن الوطن ويلبي نداءك‬ ‫ان استنجدت به !!‬ ‫استغرب الشاب من هذا الحديث وقال بشي من الحيرة التي بدت ظاهرة على مالمح وجهه‬ ‫‪ -:‬لماذ ا يا ابي هو من يلبي تلك النداءات دون غيره !؟‬ ‫‪ -:‬النه بكل بساطة اليخاف على شيء يفقده ‪ ..‬فهو ال يملك من الدنيا غير الحب وروحه‬ ‫النقية وثقته بكل الذين من حوله ‪..‬‬ ‫في حين تجد االثرياء حتى هذه الثقة زالت فيما بينهم ! والشك هو ديدنهم في الحياة !‬ ‫استمر الوالد بالحديث بعد ان شاهد ان ولده يصغي له بكل اهتمام ‪..‬‬ ‫ياولدي ال تعاشر االغنياء ارجوك ان سايرتهم في االنفاق قد يضرون بك وبنا ‪..‬‬ ‫وان انفقوا عليك ستذل وهللا ستذل ! ‪..‬‬ ‫وقف الشاب بعد ان سمع منبهات سيارات اصحابه عند الباب ‪ ..‬وقال ‪:‬‬


‫‪ -‬ارجوك انت يا والدي زد لي مصروفي كي ال اذل !!‬

‫حوار في دائرة الضوء‬ ‫وبينما ترمق مريم جسدها بنظرة ملؤها األلم بثت شكواها لمسامع خالد الذي يقف على‬ ‫خارطة اخرى من الوجود‬ ‫ كثيرا ما كنت في خاصرتي خنجرا ً ياخالد ؟‬‫اجابها من عالمه البعيد‬ ‫ ان الخنجر يساعد !‬‫ وكيف يساعد وانا للتو بدأت بأزالة غبار انكساراتي‬‫اريدك أن‬ ‫ت فقط تنتشين بالماء ‪،‬‬ ‫لك وردة‬ ‫اغمرك من ندى االطراء وان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ يا مريم لن اكون ِ‬‫تظلي بدائرة الظل والضوء معي‬ ‫ حتما تقصد دائرة الوحل ! قالتها مريم ومعالم االحتجاج باديه على صوتها الذي ساوره‬‫التشاؤم واجابها ‪:‬‬ ‫ صدقيني هو نفسه المجال الذي يغرق به اغلب المتصوفة‬‫ بل هي االضداد ياخالد تشبهها بالقوة وتعاكسها في االتجاه‬‫بدا عليه شيء من االقتناع وهو يقول لها‬ ‫ حسنا ً الذي يسير الى االمام وال يضع خلفه شيء أال يبدو اعمى الجانبين !؟‬‫لم تتمالك نفسها وردت عليه بغضب‬ ‫ كفى كن انت شيء لتعرف قيمة االشياء وعندئذ تحدث عنها‬‫اجابها بثقه تامه ‪:‬‬ ‫ عادي جدا فالذي يملك يساوي الذي يملك والمملوك مسا ٍو للعبد انا بال شيء لذلك‬‫يساويني الالشيء طوال حياتي‬ ‫وعطف خالد بقوله ‪:‬‬ ‫ حسنا ً أترين الكلمة سيدة على الفرد ام هو سيدها ؟‬‫اجابته ‪:‬‬ ‫ احيانا تكتبني الكلمة واحيانا اخرى اكتبها‬‫هل تعلم ان حواراتنا تصلح ان تبدو نصوصا ثريه !؟‬ ‫وضحكا ضحكة الواثقين من انفسهم واعقبها خالد بقوله ‪:‬‬ ‫ لهذا افضل ان اكون خنجرا ‪ ..‬قالها تبريرا لوجوده المصاحب لأللم في اعماقها ‪ .‬لم تلبث‬‫ان ردت عليه ‪:‬‬ ‫ فلسف االمور كما يحلو لك ‪ ..‬انت تحسن ولوج عمق الفالسفة والعوده منها مستنكرا‬‫اياها بفلسفة دائما ما كانت تسقمني !‬ ‫فلم يجد هو بدّا من قوله هذا واخبرها ان ذلك العجوز الذي التقاه يوما اخبره ‪:‬‬ ‫‪ -‬من السطح قد يبدو الكبير صغيرا وقد يبدو الصغير كبيرا‬


‫شيء من االلم اعتصر قلبه وصوته بدا عليه االنكسار‬ ‫ هل تعلمين بدأت انسى ان هناك اجزاء افقدها !‬‫ادهشها هذا االعتراف وردت عليه ‪:‬‬ ‫ تبدو كأنك تفقد الذاكره بالوقت الذي تتباكى على فقدان اجزاء منها ! ‪ .‬وبينما سواد‬‫حدقات خالد كانت تتأمل في كحل مريم اجابها ‪:‬‬ ‫لك ذاكره ‪ .‬اجابته ‪:‬‬ ‫ لن تكوني مضطره للنسيان حينما ال تكون ِ‬‫ اذن هو الفقدان التنكر ستكون ذاكرتك كما هي الذبابة ! قالتها في ذروة ابتسامتها حينها‬‫رد عليها ‪:‬‬ ‫ حتى القطة عندما تمر او الذبابة حين تطير فبرأسيهما شيء ‪ ..‬استغرقت بصمتها طويال‬‫ولم تتفوه بكلمة ‪.‬‬ ‫شعر بنشوه وانتصار ‪ ..‬اخترق هذا الصمت بقوله ‪:‬‬ ‫ت تفكيك الذاكرة ‪ ،‬فحينها ال يكون هناك شيء محفوظ !‬ ‫ ال تطلقي االحكام ان حاول ِ‬‫ردت عليه واالستغراب يعتليها ‪:‬‬ ‫ هل فككتها انت لدرجة ان تمحيها !؟‬‫اجابها بسخريه ‪:‬‬ ‫ نعم لدرجة انني ضحكت على جدي البارحة‬‫ اخبرني ما به جدك مالذي حدث !؟‬‫ البارحة عجائز تبكي ورجال يكظمون غيضهم من الماء ومن هللا !!‬‫قطعت حديثه‬ ‫ وهل جدك كان من ضمنهم !؟ اجابها بحزن شديد نعم اغرق المطر الزرع وحصادهم‬‫تماما ‪ ،‬كنت اقف بمنتصفهم واضحك بحسرة وألم ألنهم قبل شهر كانوا يترجون المطر‬ ‫بالهطول واليوم هم له كارهون !! امتعض جدي من قولي هذا قال لي بصوته االجش ‪:‬‬ ‫ خسارتي بجهة وضحكتك الصفراء هذه بجهة اخرى ! مالذي يجعلك تضحك !؟ اخبرته‬‫ي وال عليك !‬ ‫ اقصد الالشيء أن العتب ليس عل ّ‬‫فقال والدهشه تمأل وجهه واسنانه تصدر صرير ‪..‬‬ ‫ من اذن !؟ اخبرني من !؟‬‫قلت له ‪:‬‬ ‫ على هللا عفوا ً اقصد الماء !! فصرخ بوجهي انت كافر ‪ ..‬كافر‬‫اجابته مريم وهي تغص من الضحك ‪:‬‬ ‫ وهللا تستحق أن ترمى بحجر ضحكا بشدة وقال لها ‪:‬‬‫ ضربني بعقاله‬‫صمتت مريم للحظات وعادت من حيث ذاكرته المتعبه قائلة له ‪:‬‬ ‫ هل تعلم بدأت اخشاك واخشى أن امحى من ذاكرتك المفككه يوما !؟ اجابها ‪:‬‬‫انصحك بتبديل السياق والخروج من عقلية النقرة !! ردت عليه‬ ‫ هنا‬‫ِ‬


‫ اذن هو التنازل للبقاء معا ً اليس كذلك !؟ اجابها اسمعيني جيدا وال تقرأيني بالمقلوب الدنيا‬‫قائمة على التنازل حتى ابسط مخلوقات هذا الكون استطاعت ان تغير مساره واصبح على‬ ‫ما هو عليه االن‬ ‫ اذن ياخالد انها حكمة اقوى من اسس االرض ‪ .‬نظر اليها بشجن عميق وفي عينيه دموع‬‫على وشك ان تتطاير كما هي اجنحة الفراشات اجابها بصوت حنون رقيق ‪:‬‬ ‫‪ -‬مريم انه الحب ‪ ..‬الحب يا حبيبتي‬

‫الواهمون‬ ‫كل صباح يفتح ابواب ذلك المسرح العتيق‪ ،‬يسمع تصفيق الجمهور بعد ان يقفوا له على‬ ‫االقدام اجالال واكراما ‪ ...‬يعتلي منصة المسرح بجسدة النحيل وخطوط وجهه العميقة‬ ‫اخترقت حتى العظام ‪ ..‬ينحني للجمهور بكل خشوع ويردد ‪-:‬‬ ‫ايها الواهمون ! الحب بخيل ! والفرح مجرد عنوان !! واحالم ليست كما هي االحالم ‪..‬‬ ‫تختلط برائحة التبغ والعفونه ‪ !! ...‬وتلك الحياة التي ما انفكت تنظر الينا بشراسة لتخبرنا‬ ‫اننا هالكون ولم امنحكم سوى االساءة ولعبه بين خسارة وربح ‪ ! ...‬آهات ‪ ..‬اذالالت ‪..‬‬ ‫وجميع اسألتكم ستترك بدون اجابات ‪!...‬‬ ‫من وراء زجاج نوافذنا عرفنا ماهية الوجود حين يلطخ بالبياض !! عزة نفس‪ ..‬اتزان‪..‬‬ ‫ت‬ ‫عقائد اشياء اصابتنا بالسأم !! ماذا لو تالشينا في الوحل حتى الراس !؟ ونكون كما ان ِ‬ ‫يا حياة ! ‪ .‬ذهب كلكامش السطورة الخلود ‪..‬غبي لدرجة النمرود ‪...........‬‬ ‫انحنى امام الجمهور مرة اخرى لكنه لم يسمع اي ضجيج وتصفيق غير صوت صاحب‬ ‫العمل االجش ليخبره ‪ :‬اين انت يا حسان اجلب لنا تلك الرزم المرقمه من المالبس‬ ‫المستعمله في الجهة اليسرى من المسرح وانقلها لنا الى الشارع العام ‪.......‬‬ ‫نفذ حسان االمر لينتظر فجر صباح جديد يصعد به المسرح وحواره الذي ما انفكت‬ ‫ذاكرته المتعبه من نسيانه منذ ثالثين عاما لتخبره كم كان عظيما وفنانا بوطن لم يعرف‬ ‫غير صنع الموت والدمار ‪.‬‬

‫دعاء ملغى‬ ‫تلك الحقيبة التي وجدها جاري الممتلئة بالنقود ‪ ،‬كانت قد فتحت شهية واحالم الكثيرين‬ ‫ممن سمع بالقصة ‪ ..‬ومن ضمنهم جارتي ‪ ..‬خمسينية العمر الجميلة الفرحة ‪ ،‬المرحة ‪..‬‬ ‫النزقة ‪ ..‬تدخل بيتي في اي وقت ترغب بدون استئذان ‪ ،‬كما هو حال القطط ‪..‬‬ ‫اعتادت على شرب القهوة الصباحية معي ‪ ..‬وكنا نتجاذب اطراف الحديث حول كل شيء‬ ‫واي شيء راغبة هي الحديث فيه !! ولو حاولت مرة ان احدثها عن أمر يشغلني بكل‬ ‫سهولة تتركني وتذهب !!‬


‫قالت لي مرة ؛ لماذا هللا ال يرسل لي حقيبة كتلك التي وجدها جارنا !؟ الحقق بها ما اتمنى‬ ‫لك هللا‬ ‫‪ ..‬مللت من هذه االمنية شبة المستحيلة ‪ ..‬قلت لها مازحة ؛‬ ‫ماقولك لو دعوت ِ‬ ‫ِ‬ ‫اياك !‬ ‫ليمنحها ِ‬ ‫قالت ‪ -:‬اتمنى ادعي لي عزيزتي يقال ان دعوة الغريب مستجابة !‬ ‫قلت ‪ -:‬حسنآ وكم سيكون نصيبي من تلك الحقيبة التي تجدين !؟‬ ‫سكتت طويال والتفتت ذات اليمين والشمال نظرت الى سقف المطبخ ونطقت اخيرآ !‬ ‫نصيبك العشرة بالمائه من محتواها !‬ ‫سيكون‬ ‫ِ‬ ‫ضحكتُ بشدة وتعمدت الضحك بقوة ‪ ..‬اخبرتها باني لست بدالل عقارات كي تمنحني تلك‬ ‫النسبة ! أنتفضت بوجهي وصرخت وكم تريدين !!؟‬ ‫قلت ‪ -:‬ال ارضى سوى النصف !‬ ‫اعرفك جشعة هكذا يا حبيبتي !‬ ‫استهجنت بشدة طلبي هذا وغضبت وارتفع صوتها ‪ ..‬انا لم‬ ‫ِ‬ ‫بحزم اخبرتها باني ال ارضى بغير النصف !! ان لم توافقي ياعزيزتي لن تجدي تلك‬ ‫لك !فخرج وصفقت الباب خلفها !‬ ‫الحقيبة النني ببساطة لغيت الدعاء! ‪ ..‬لن ادعو هللا ِ‬ ‫وتركتني اليام ارتشف قهوتي الصباحية لوحدي ‪!!...‬‬

‫الفراشات ايضا شجاعات‬ ‫لم تغادر ذاكرتي تلك الفتاة التي كانت شابة جميلة تملك القلوب ‪ ،‬ذكية تسرق العقول ‪،‬‬ ‫شجاعة تخيف القطط السوداء وقت الغروب حين كانت طفلة ‪ ،‬واثقة الخطوة تشعر بالزهو‬ ‫‪ ،‬من ضمن اسرة مثقفة لم تشعرها يوما بالفرق بينها وبين اخوتها الذكور ‪ ..‬بل كانت في‬ ‫احيانا كثيرة تتصور انها اشجع منهم ‪..‬‬ ‫اما االخت الصغرى فكانت رقيقة نحيفة عروق يدها كانها اغصان شجرة رمان بظالل ماء‬ ‫رقراق ‪ ،‬ابتسامتها كالربيع تفتح االزهار وتجعل الدنيا مشرقة جميلة ‪.‬‬ ‫دائما ما كانت االخت الكبرى تشعر بمسؤولية حيال تلك االخت الصغيرة خلقت لتكون لها‬ ‫أما واختا وصديقةً تخاف عليها من النسيم ان بعثر شعرها االشقر الطويل وتنهال عليها‬ ‫بالنصائح كلما سنحت لها الفرصة بذلك وال تبخل عليها باي حوار او استفسار ‪ ..‬في احدى‬ ‫المرات واثناء عودتهن من المدرسة في ذلك الشارع الطويل المشمس المحاط باالشجار‬ ‫وحدائق الورد االحمر على الجانبين يشبه حمرة خديهما وبوح الحمائم يخترق هدوءه في‬ ‫مدينة يجلس الناس في المقاهي بهواءها الطلق ‪ ..‬كان هذا الشارع الطويل يربط بين‬ ‫المدرسة والبيت ودائما كان الحوار هو المرافق لهن واحيانا اخرى اغنيات يستذكرانها‬ ‫سوية ‪ ..‬كانت االخت الكبرى تشحن من همة اختها الصغرى لتجعل منها امرأة شجاعة‬ ‫كما هي ‪ ..‬اخبرتها ‪:‬‬


‫ أن المرأة تريد كل شيء وال تعمل هي على ذلك الشيء الذي تريده فتجدينها حتى حين‬‫تتعرض ألساءه او اعتداء وسيلتها الوحيدة هي الصراخ وال تجيد غير ثالث اشياء ‪..‬‬ ‫البكاء ‪ ،‬االغراء ‪ ،‬والدهاء في حين تستطيع ان تكون كما هي النحلة تصنع العسل لمن‬ ‫تحب وتلسع بشدة ان تجاوز احدهم حدودها‬ ‫ردت االخت الصغرى‬ ‫‪ -:‬يا اختي ان دمعة واحدة من امرأة جميلة كفيلة لدحض جميع براهين الرجال‬ ‫وعليك ان‬ ‫‪ -:‬هه هه ‪ ..‬لكن اذكى امرأة ايضا قد تخدع بسهولة من اغبى رجل اذا احبته ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫تعرفي شيء اخر أن المرأة قوية حتى بذراعها ان اصطدمت برجل معتدي تستطيع الدفاع‬ ‫عن نفسها بقوة كقوة عضالته لكنها تعلمت الخنوع وتلقي االهانة والذل وهي ساكنة‬ ‫كالدجاجة !‬ ‫عليك حبيبتي أن عضالت الرجل اقوى من المرأة بكثير صفعة واحدة على الوجه‬ ‫‪ -:‬باهلل‬ ‫ِ‬ ‫كفيلة باسقاطها ارضا وفقدان الوعي لساعة ومن الرائع لو افاقت من غيبوبتها دون فقدان‬ ‫للذاكرة ! ظلت االخت الصغرى تضحك اخترقت قوة ضحكاتها هديل الحمائم واصابتهن‬ ‫بالخرس !‬ ‫اجابتها ‪:‬‬ ‫ هل تعلمين ان تسع اعشار المرأة قوة وشجاعة وذكاء والعشر االخر فتنة‬‫ت تملكين من الجمال والذكاء بحيث قد ال تكوني بحاجة للتفكير بالعضالت‬ ‫ وهل تعلمين ان ِ‬‫كما هو الرجل‬ ‫زادت وتيرة الخالف بين االختين حول العضالت والجمال والذكاء وبلحظة سرقة من‬ ‫زمنهن الجميل تقدم شابان حاوال التحرش بهن وباسرع من الضوء انهالت قبضة االخت‬ ‫الصغرى الرقيقة على وجه احدهما واوسعته ضربا مزقت قميصة االبيض وازراره‬ ‫تطايرت في الهواء في حين تسمرت قدم االخت الكبرى ارضا وتجمدت دماءها في‬ ‫مطر مع استغاثة الشاب في حين هرب‬ ‫العروق واخذت تصرخ ودموعها تنهمر كقطرات‬ ‫ٍ‬ ‫رفيقه من هول ما شاهده من عنف وردت فعل من تلك الفتاة الرقيقة وصراخ اخت اكبر‬ ‫تستغيث مع المعتدي بكل قوة‬ ‫استحلفك باهلل اختي دعيه يذهب !!!‬ ‫‪ -:‬اتركيه ‪ ..‬اتركيه انفه ينزف ‪ ..‬كفى ‪ ..‬كفى‬ ‫ِ‬

‫(( حوار في دائرة الضوء ))‬ ‫وبينما ترمق مريم جسدها بنظرة ملؤها األلم بثت شكواها لمسامع خالد الذي يقف على‬ ‫خارطة اخرى من الوجود‬ ‫ كثيرا ما كنت في خاصرتي خنجرا ً ياخالد ؟‬‫اجابها من عالمه البعيد‬ ‫ ان الخنجر يساعد !‬‫‪ -‬وكيف يساعد وانا للتو بدأت بأزالة غبار انكساراتي‬


‫اريدك أن‬ ‫ت فقط تنتشين بالماء ‪،‬‬ ‫لك وردة‬ ‫اغمرك من ندى االطراء وان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ يا مريم لن اكون ِ‬‫تظلي بدائرة الظل والضوء معي‬ ‫ حتما تقصد دائرة الوحل ! قالتها مريم ومعالم االحتجاج باديه على صوتها الذي ساوره‬‫التشاؤم واجابها ‪:‬‬ ‫ صدقيني هو نفسه المجال الذي يغرق به اغلب المتصوفة‬‫ بل هي االضداد ياخالد تشبهها بالقوة وتعاكسها في االتجاه‬‫بدا عليه شيء من االقتناع وهو يقول لها‬ ‫ حسنا ً الذي يسير الى االمام وال يضع خلفه شيء أال يبدو اعمى الجانبين !؟‬‫لم تتمالك نفسها وردت عليه بغضب‬ ‫ كفى كن انت شيء لتعرف قيمة االشياء وعندئذ تحدث عنها‬‫اجابها بثقة تامة ‪:‬‬ ‫ عادي جدا فالذي يملك يساوي الذي يملك والمملوك مسا ٍو للعبد انا بال شيء لذلك‬‫يساويني الالشيء طوال حياتي‬ ‫وعطف خالد بقوله ‪:‬‬ ‫ حسنا ً أترين الكلمة سيدة على الفرد ام هو سيدها ؟‬‫اجابته ‪:‬‬ ‫ احيانا تكتبني الكلمة واحيانا اخرى اكتبها‬‫هل تعلم ان حواراتنا تصلح ان تبدو نصوصا ثريه !؟‬ ‫وضحكا ضحكة الواثقين من انفسهم واعقبها خالد بقوله ‪:‬‬ ‫ لهذا افضل ان اكون خنجرا ‪ ..‬قالها تبريرا لوجوده المصاحب لأللم في اعماقها ‪ .‬لم تلبث‬‫ان ردت عليه ‪:‬‬ ‫ فلسف االمور كما يحلو لك ‪ ..‬انت تحسن ولوج عمق الفالسفة والعوده منها مستنكرا‬‫اياها بفلسفة دائما ما كانت تسقمني !‬ ‫فلم يجد هو بدّا من قوله هذا واخبرها ان ذلك العجوز الذي التقاه يوما اخبره ‪:‬‬ ‫ من السطح قد يبدو الكبير صغيرا وقد يبدو الصغير كبيرا‬‫شيء من االلم اعتصر قلبه وصوته بدا عليه االنكسار‬ ‫ هل تعلمين بدأت انسى ان هناك اجزاء افقدها !‬‫ادهشها هذا االعتراف وردت عليه ‪:‬‬ ‫ تبدو كأنك تفقد الذاكرة بالوقت الذي تتباكى على فقدان اجزاء منها ! ‪ .‬وبينما سواد‬‫حدقات خالد كانت تتأمل في كحل مريم اجابها ‪:‬‬ ‫لك ذاكره ‪ .‬اجابته ‪:‬‬ ‫ لن تكوني مضطرة للنسيان حينما ال تكون ِ‬‫ اذن هو الفقدان التنكر ستكون ذاكرتك كما هي الذبابة ! قالتها في ذروة ابتسامتها حينها‬‫رد عليها ‪:‬‬ ‫ حتى القطة عندما تمر او الذبابة حين تطير فبرأسيهما شيء ‪ ..‬استغرقت بصمتها طويال‬‫ولم تتفوه بكلمة ‪.‬‬ ‫شعر بنشوة وانتصار ‪ ..‬اخترق هذا الصمت بقوله ‪:‬‬


‫ت تفكيك الذاكرة ‪ ،‬فحينها ال يكون هناك شيء محفوظ !‬ ‫ ال تطلقي االحكام ان حاول ِ‬‫ردت عليه واالستغراب يعتليها ‪:‬‬ ‫ هل فككتها انت لدرجة ان تمحيها !؟‬‫اجابها بسخريه ‪:‬‬ ‫ نعم لدرجة انني ضحكت على جدي البارحة‬‫ اخبرني ما به جدك مالذي حدث !؟‬‫ البارحة عجائز تبكي ورجال يكظمون غيضهم من الماء ومن هللا !!‬‫قطعت حديثه‬ ‫ وهل جدك كان من ضمنهم !؟ اجابها بحزن شديد نعم اغرق المطر الزرع وحصادهم‬‫تماما ‪ ،‬كنت اقف بمنتصفهم واضحك بحسرة وألم ألنهم قبل شهر كانوا يترجون المطر‬ ‫بالهطول واليوم هم له كارهون !! امتعض جدي من قولي هذا قال لي بصوته االجش ‪:‬‬ ‫ خسارتي بجهة وضحكتك الصفراء هذه بجهة اخرى ! مالذي يجعلك تضحك !؟ اخبرته‬‫ي وال عليك !‬ ‫ اقصد الالشيء أن العتب ليس عل ّ‬‫فقال والدهشة تمأل وجهه واسنانه تصدر صريرا ‪..‬‬ ‫ من اذن !؟ اخبرني من !؟‬‫قلت له ‪:‬‬ ‫ على هللا عفوا ً اقصد الماء !! فصرخ بوجهي انت كافر ‪ ..‬كافر‬‫اجابته مريم وهي تغص من الضحك ‪:‬‬ ‫ وهللا تستحق أن ترمى بحجر ضحكا بشدة وقال لها ‪:‬‬‫ ضربني بعقاله‬‫صمتت مريم للحظات وعادت من حيث ذاكرته المتعبة قائلة له ‪:‬‬ ‫ هل تعلم بدأت اخشاك واخشى أن امحى من ذاكرتك المفككه يوما !؟ اجابها ‪:‬‬‫انصحك بتبديل السياق والخروج من عقلية النقرة !! ردت عليه‬ ‫ هنا‬‫ِ‬ ‫ اذن هو التنازل للبقاء معا ً اليس كذلك !؟ اجابها اسمعيني جيدا وال تقرأيني بالمقلوب الدنيا‬‫قائمة على التنازل حتى ابسط مخلوقات هذا الكون استطاعت ان تغير مساره واصبح على‬ ‫ما هو عليه االن‬ ‫ اذن ياخالد انها حكمة اقوى من اسس االرض ‪ .‬نظر اليها بشجن عميق وفي عينيه دموع‬‫على وشك ان تتطاير كما هي اجنحة الفراشات اجابها بصوت حنون رقيق ‪:‬‬ ‫ مريم انه الحب ‪ ..‬الحب يا حبيبتي‬‫فارس بدون مالمح‬ ‫لم تكن طفولتها وشبابها كما هن قريناتها ولم تحظ يوما بتجربة حب ترجف احساس‬ ‫صباها الندي ‪..‬جميلة تزهو كثيرا بفكرها ونضجها ‪ ،‬مغروره ‪ ،‬هي مريم ابنة الثامنة‬ ‫عشر ربيعا ‪ ..‬كانت تقول لصديقاتها‬


‫‪ - :‬ال تقعن بالعشق بسرعة ‪ ..‬لتكتشفن بنهاية االمر انكن ساذجات مع كل تجربة فاشلة‬ ‫وانتن بهذا العمر الصغير فالعشق هنا بخيل‪ ..‬ومجرد عنوان ‪ ..‬لن يكلل بالزواج دائما ‪..‬‬ ‫وانتن هذا الذي تبحثن عنه فقط ‪!...‬‬ ‫عشقها الكثير ‪ ..‬لكنها كانت على صهوة جواد راية خفاقة ميزان من الذهب ‪ ،‬انحنت لها‬ ‫اشجار باسقات ‪ ..‬اما هي لم تنحن يوما سوى لتلك الكتب التي زخرت بها مكتبة اخاها‬ ‫الكبير ‪. ..‬‬ ‫طلبت صديقتها سعاد التي تكبرها سنا ان تراسل حبيبها بدل عنها‪ ..‬بعث لها برسالة غرام‬ ‫لم تفهم منها الكثير ‪ ! ....‬وافقت مريم بشرط ان التلتقي تلك الساذجة بذلك الشاب اال‬ ‫لبضع دقائق النه سيكشف ضعف ثقافتها وبساطتها ‪ ..‬بعد ان اطلعت مريم على عمق‬ ‫فكره برسالته االولى للحبيبة وافقت بعد تملل واصرار منها ‪ .‬تعلقت كثيرا بحروفه وثقافته‬ ‫‪ ..‬كما بادلها هو نفس هذا الشعور ‪ ..‬ازدادت وتيرة الرسائل بينهما وساعي البريد كانت‬ ‫تلك العاشقة المغفلة ‪ ..‬سعاد ‪..‬‬ ‫خالفات ومشاجرات كانت تحدث بين عشاق الحروف حول الكثير من االمور الفكرية‬ ‫والفلسفية ‪ ..‬لكنهما كانا يعودان لزوايا الحب الذي به من المتسع ما يزيد الشوق بينهما ‪..‬‬ ‫قال لها خالد ‪ -:‬هذا كان اسمه ‪..‬في احد رسائله ان المرأة هي من صنعت التاريخ ! شب‬ ‫خالف كبير بينهما على اثر هذا الموضوع ‪..‬‬ ‫قالت له ‪ -:‬خالد ان التاريخ عمل انذال والمرأة بريئة منه وهذة الحياة تاري ٌخ للنذالة ‪ ،‬اف‬ ‫ايها الرجال وحدكم من جعلتمونا ليس بتلك السفالة ‪ ..‬تخاصما لفترة من الزمن لكنها كانت‬ ‫دائما لحبه تعود بعد كل صفقة لباب وصراخ ‪.‬‬ ‫اخبرها مرة ‪ -:‬ان العشق اصبح له لوعة ويريد ان يكون لها ظال يتبعها او توافق هي ان‬ ‫تكون له ظل ‪..‬‬ ‫ردت عليه ‪ -:‬انها ال تريده ظال يتبع ‪ ،‬او ظال تتبعه ‪ ،‬بل اريد التوحد فيك لنسخر من ظل‬ ‫اسود يتبعنا ‪..‬‬ ‫قال لها ‪ -:‬اذن لنتزوج ويكون زواجنا هو هذا االوحد الذي سيجمعنا ‪..‬‬ ‫اخبرته ‪ -:‬ان الزواج كثيرا ما كان مؤسسة فاشلة ولعبة بين خسارة وربح وسرعان ما‬ ‫يضحمل في تلك الحياة الدائمة االستهزاء بنا !!‬ ‫رد عليها بحنق شديد وغضب ‪..‬‬ ‫اسمك على جدرانها العتيقة‬ ‫لك بين ازقة بغداد ‪ ،‬واكتب‬ ‫ِ‬ ‫‪ -:‬ان لم توافقي ساعلن عن حبي ِ‬ ‫عنك ‪ ،‬وفي ذلك المقهى ‪ ..‬وبين روادها المحبين للثرثرة ‪ ،‬سيكون‬ ‫‪ ،‬ساحدث نوارس دجلة‬ ‫ِ‬ ‫عبدتك ! سيعلنون الحادي‬ ‫اسم مريم قصيدة لجميع العشاق ‪ ،‬سارمى بالف حجر الني‬ ‫ِ‬ ‫بك !!‬ ‫وارجم ِ‬ ‫اخبرته ‪ -:‬ارجوك يا خالد التحرقني بنار مدينتي ! فالحب بالشرق سر خطير مدفون بين‬ ‫حنايا المدينة ‪ ! ..‬التكن كما هو ( نيرون ) حبيبي !!‬ ‫عرفت سعاد ان مريم رفضت الزواج ‪ ..‬توسلتها ان توافق ‪ ..‬اخيرا وافقت بعد ان‬ ‫اشتعل رمادها جمرا ‪ ..‬اشتعلت بذلك الحبيب الذي لم تلتقي به يوما ‪ ! ..‬وفي نهاية االمر‬ ‫ستكون سعاد هي الزوجة المحظوظة !! وهو الزوج المغفل !!‬


‫اعلنت له موافقتها وتزوج هو صديقتها ‪ !!..‬وذهبت هي وابجدياتها الغبية ! الى الجحيم‬ ‫‪ ..‬نار لم تشعر بها يوما ولكي تطفأها عادت ودست هذا االنف بين تفاهات الكتب ‪!!....‬‬ ‫لم تمض سوى بضعة اشهر حتى رأت سعاد تجر خلفها حقيبة كبيرة ودموعها كشالل‬ ‫ينهمر ‪ ..‬احتضنتها بقوة وبالكاد سمعت منها تلك الحروف وهي تجهش بالبكاء ‪...‬‬ ‫ت التي عشقتها‬ ‫ت ان ِ‬ ‫انك مجرد قدر فارغ !! لس ِ‬ ‫‪ -:‬لقد طلقني خالد يامريم طلقني ‪ ..‬قال لي ِ‬ ‫ت !! ‪. .......‬‬ ‫ت ان ِ‬ ‫‪ ..‬لس ِ‬ ‫‪--------------------‬‬‫نيرون ‪ :‬امبراطور روماني احرق روما وبنى له قصرا بوسط المدينة‬

‫وجوه‬ ‫بمحل ٍة صوت الحمائم يشدوا بها ظهرا وتغريد البالبل لم يفارقها صباحا ً كان بيتنا في تلك‬ ‫المدينة التي سأمت من مشاجرات تلك المرأة المجنونة وصراخها النشاز وشجاراتها التي‬ ‫تسقم اآلذان تلك التي كانت تسكن بمعية بناتها الثالث في نفس المحلة التي كان صوتها‬ ‫يشق هدوءها وتفر منه اطيار اشجار البيوت بتلك المحلة كانت منه العصافير تصاب‬ ‫بالذعر والهلع وتفر من اعشاشها‪ ..‬لم ننعم بالهدوء يوم اال واعقبته عاصفة تقتلع مباني‬ ‫آمالنا وتجرف خيام احالمنا في عراء اليأس ‪ ..‬تدور بنا األيام بكف القدر الذي جعل بيننا‬ ‫تلك المرأة االربعينية دائمة المرض والتي التستطيع السير بدون تلك العكازة التي تبدو‬ ‫اكثر منها سمنا ‪ ..‬اما زوجها فكان رجل ودودا ً هادىء الطباع الكل يكن له الحب‬ ‫واالحترام ‪.‬‬ ‫سمعنا بعد يوم عاصف من المشاجرات ‪ ..‬انها رقدت بمستشفى وكانت بين الموت والحياة‬ ‫‪ ..‬قلت في داخلي لتمت تلك المجنونة ولتذهب الى الجحيم آه كم سببت لهذا البيت وللمحلة‬ ‫من ازعاج ونكد ‪ ..‬لكن الغريب باالمر سماعنا بموت زوجها ذلك الذي كان اليشكو من‬ ‫اية علة ‪.‬مات صاحب الوجه المشرق هادىء الطباع وكم حزنت لمغادرت هذا الرجل‬ ‫الدنيا بدل زوجتة المقيتة ‪..‬‬ ‫عاد الهدوء لذلك البيت ولم تغادر بعدها عصافير المحلة اشجار الحدائق ‪ ..‬مرت اشهر‬ ‫على تلك الحادثة ورأيت تلك المرأة وقد اكتست عظامها لحما واشرق وجهها ولم تستند‬ ‫على جدران او عكاز ‪ ..‬وامتأل بيتها بالضيوف في حين كنا نعتقد انهم مقطوعي الشجرة ‪..‬‬ ‫حتى قطط المحلة لم يفكروا يوما بالدخول لحديقتها ‪ ! ...‬زاد فضولي يوما وسألت جارتها‬ ‫االقرب لها ‪..‬‬ ‫قلت لها ‪ :‬كيف استطاعت هذة المرأة ان تنعم بكل هذا االشراق بعد موت زوجها كان‬ ‫المفروض هي التي تغادرنا ‪ ..‬كم كرهت حتى اشراقتها تلك والتي سادت محياها بعد فراق‬ ‫الزوج ‪..‬‬


‫قالت لي الجارة ‪ :‬ياابنتي كان زوجها رحمه هللا كحمامة خارج بيته وكالذئب داخله اذاق‬ ‫هذة المرأة وبناتها المر والسم لم يهنئوا يوما بجلسة عائلية دون افتعال المشاكل وبصوت‬ ‫اليكاد يسمع حتى ان قدموا له الشاي يفتعل لهن الشجار ‪ ..‬ان اصبحت مؤمنة كفر وان‬ ‫كفرت اصبح مؤمن ‪ ..‬ان قالت ال يقول نعم وان وافقته بال نعم يقول ال ‪ ..‬كانت له سند‬ ‫طوال حياتة ولها اصبح خنجر ‪ ..‬اذاقها الذل والقهر والخذالن ‪ ..‬جعل منها شبه امرأة‬ ‫تركت عملها وهي صاحبة شهادة جامعية تحولت الى كومة من اغصان جافة تنتظر منه‬ ‫حتى االحسان لتسير امور بيتها وبناتها ‪ ..‬وحبيسة الدار لم تر نورا يوما ومتهمة بالنور !‬ ‫وملطخة بالبياض !! كانت محبة له ولها كاره كانت ارض ولها باصق كانت خمر ولها‬ ‫ارجوك التحكمي‬ ‫مستفرغ كانت صدق وهو كاذب كانت ‪..‬وكانت ‪ ..‬وكانت ‪ ..‬يا ابنتي‬ ‫ِ‬ ‫على ظواهر االمور احيانا موت الظالم رحمة ‪.‬وكان موته سالم ورحمة لهذة االسرة ‪....‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة للمؤلف‬ ‫ال يجوز طبع هذا الكتاب أو نشر أو تصوير أو تخزين أى‬ ‫جزء منه ‪ ،‬بأية وسيلة ألكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير‬ ‫أو غير ذلك إال بإذن من المؤلفة‬

‫إصدار مجلة الضياء‬

‫رئيس التحرير ‪ /‬محسن الوردانى‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.