AlMidanps - No. 7

Page 1

‫�صحيفة جامعية ت�صدر عن ق�سم الدرا�سات الإن�سانية والإعالم‬ ‫العدد ال�سابع ‪ -‬مايو‪�/‬آيار ‪2020‬م‬ ‫ن�سعد مبالحظاتكم على ‪pr@ucas.edu.ps‬‬

‫عبــر منظومة تعليمية تكنولوجية‬

‫«الكليــة الجامعيــة» تنجح يف امتحان «كورونا»‬

‫‪2‬‬

‫«السراج»‪..‬‬ ‫أيقونة غزة‬ ‫في هندسة‬ ‫اإلنسان‬ ‫والبنيان‬

‫‪5‬‬

‫العمـــل اإللكرتونـي‪..‬‬ ‫شــمع ٌة يف ظالم البطالة‬ ‫‪16‬‬

‫زيوت القلي‪ ..‬ســموم‬ ‫قاتلــة يف أقراص الفالفل‬

‫الفنـان‬ ‫الطـالع ‪..‬‬ ‫عنــوان‬ ‫«الكاليغراف»‬ ‫في فلسطين‬

‫‪21‬‬

‫‪9‬‬

‫‪11‬‬

‫كورونا تجمع األسرة‬ ‫الفلسطينية من بعد تفرق‬ ‫‪12‬‬

‫سفر الطالبات للتعليم‬

‫تتعـــدد األسبــاب‬ ‫والـرفـــض واحــد!‬

‫املســـرح الفلسطينـي‬ ‫يف غــزة‪ :‬البطل ال يموت‬

‫بــدأت الفكرة من «الكلية الجامعية»‬

‫‪4‬‬

‫ســيدات غزة يقتحمن ‪15‬‬ ‫حلبــــات املـالكمــة‬


‫ميدان اجلامعة‬

‫‪2‬‬ ‫في مواجهة «كورونا»‬

‫الكليــة الجامعيــة تحقــق قفزة‬ ‫نوعيــة علــى صعيــد التعليــم اإللكرتوني‬ ‫م‪ .‬حسونة‪:‬‬ ‫قدمنا للطلبة‬ ‫واألكاديميني‬ ‫كافة التسهيالت‬ ‫وسبــل الدعــم‬

‫د‪ .‬عبد العال‪:‬‬ ‫منظومتنا مكونة من‬ ‫‪ 1000‬غرفة الكرتونية‬ ‫ويرتادهــا ‪5000‬‬ ‫محاضــر وطالــب‬

‫د‪ .‬رستم‪ :‬نجحنا‬ ‫فـي تقديـم‬ ‫نمـوذج متطـور‬ ‫فــي التعليـم‬ ‫اإللكرتونــي‬ ‫أنس النونو‪-‬آية نعيم‪-‬ســناء الشوا – امليدان‪:‬‬

‫بعــد أن تحــول فـ يـروس «كورونــا» إىل جائحــة‬ ‫ف‬ ‫عالميــة‪ ،‬انتقــل التعليــم ي� الجامعــات بشــكل‬ ‫ـاه إىل تعليــم‬ ‫ـ� مــن تعليــم تقليــدي وجـ ي‬ ‫دراماتيـ ي‬ ‫ً‬ ‫ت ن‬ ‫وه خطــوة القــت استحســانا‬ ‫الكــر ي‬ ‫و� عــن بعــد‪ ،‬ي‬ ‫مــن البعــض‪ ،‬فيمــا واجهــت معارضــة مــن البعــض‬ ‫ويشــير رســتم لـ»الميــدان» باألرقــام إلــى وجــود‬ ‫منظومــة الكترونيــة تعليميــة متكاملــة مكونــة مــن‬ ‫نحــو ‪ 1000‬غرفــة الكترونيــة‪ ،‬يتفاعــل خاللهــا نحــو‬ ‫‪ 400‬محاضــر‪/‬ة جامعــي‪ ،‬يعلمــون أكثــر مــن ‪650‬‬ ‫مســاق الكترونــي‪ ،‬يتبــع لـــ ‪ 50‬اختصــاص جامعــي‪،‬‬ ‫ويســتفيد منــه نحــو ‪ 5000‬طالــب‪/‬ة‪.‬‬ ‫ويقــول د‪ .‬أحمــد عبــد العــال النائــب األكاديمــي إن‬ ‫لــدى الكليــة تجربــة قديمــة مــع التعلــم االلكترونــي‬ ‫مــن خالل منصــات التعليــم االلكتروني كأداة مســاندة‬ ‫للتعليــم العــادي‪ ،‬وهــو ما يُعــرف بـ»التعليــم المدمج»‪،‬‬ ‫مشــيرًا إلــى أن خيــار التعليــم االلكترونــي يُعتبــر‬ ‫األســلم؛ بــل يــكاد يكــون الوحيــد مــن أجــل ضمــان‬ ‫اســتمرار المســيرة التعليميــة‪.‬‬ ‫وينــوه عبــد العــال إلــى أن العقبــة الوحيــدة أمــام‬ ‫التعليــم االلكترونــي كانــت االنتقــال الســريع للتعليــم‬ ‫االلكترونــي ونقــل المحاضرين والطلبة لهــذه التقنية‪،‬‬ ‫دون تــدرج بســبب دخــول العالــم بشــكل مفاجــئ فــي‬ ‫جائحــة كورونــا الصحيــة‪.‬‬ ‫االنتقــال املفاجئ‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــول م‪ .‬محمــد حســونة‪ ،‬رئيــس لجنــة‬ ‫التعليــم االلكترونــي أن لجنتــه عملــت علــى تقييــم‬ ‫كافــة البرامــج والتطبيقــات المســتخدمة فــي التعليــم‬ ‫االلكترونــي‪ ،‬ووقــع اختيارهــا علــى منصــة جوجــل‬ ‫(كالس روم)‪ ،‬وتطبيــق (زوم)‪ ،‬وذلــك ألنهــا ادوات‬ ‫ســهلة التعلــم‪ ،‬وتتيــح خيــارات متقدمــة‪.‬‬ ‫وينــوه إلــى أن اللجنــة عقــدت تدريبــات للمحاضريــن‬ ‫مــن أجــل ضمــان اســتخدامهم للتطبيقــات بالشــكل‬ ‫األمثــل‪ ،‬باإلضافــة إلــى صناعــة فيديوهــات تعليميــة‬ ‫وتدريبــات للمحاضريــن حــول كيفيــة التعامــل مــع‬ ‫األدوات‪.‬‬ ‫ويــردف إلــى أن التعليــم االلكترونــي لــه إيجابيــات‬ ‫كثيــرة منهــا إكســاب الطلبــة مهــارات التعلــم الذاتــي‪،‬‬ ‫والتعلــم عــن بعــد‪ ،‬والتعلــم مــدى الحيــاة‪ ،‬وهــي‬ ‫مهــارات مطلوبــة للقــرن الواحــد والعشــرين‪ ،‬كمــا‬ ‫أنهــا تنقــل العمليــة التعليميــة مــن موقع التلقيــن الى‬ ‫التعليــم التشــاركي‪.‬‬ ‫خيار اجباري‬ ‫ويقــول المحاضــر فــي الكليــة الجامعيــة «إســام‬ ‫بــدر» ‪»:‬نحــن لســنا فــي طــرف التقييــم اآلن هــذه‬ ‫األزمــة تفــرض خيــارات صعبــة علــى الجميــع من‬ ‫بينهمــا التعلــم اإللكترونــي‪ ،‬بالتالــي التعليــم‬ ‫اإللكترونــي خيــارا واجبــا وليــس اختياريــا‪،‬‬ ‫ويضيــف أن التعليــم االلكترونــي وســيلة‬ ‫معتمــدة ومعتبــرة لــدى كثيــر مــن دول‬ ‫العالــم كأحــد الوســائل التعليميــة‬ ‫الرســمية‪»: ،‬صحيــح ليســت بقيمــة‬ ‫التعليــم النظامــي أو حتــى التعليــم‬ ‫المفتــوح فــي بعــض البلــدان‬ ‫لكنهــا تبقــى وســيلة معتمــدة‬

‫ال ــآخر‪ ،‬ودارت العديــد مــن النقاشــات حــول مــدى‬ ‫ف‬ ‫ـا� الخســائر األكاديميــة‬ ‫جــدواه‪ ،‬وقدرتــه عــى تـ ي‬ ‫ف‬ ‫ـنزل‪ ،‬وانع ـزال النــاس ي�‬ ‫الناتجــة عــن الحجــر المـ ي‬ ‫بيوتهــم‪ .‬الكليــة الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة‬ ‫بغــزة واحــدة مــن تلــك الجامعــات الـ ت يـى اتخــذت‬

‫ومعتبــرة لهــا أســس وأركان ولهــا وســائل وأدوات‬ ‫ومقاييــس‪.‬‬ ‫وحــول تحديــات التجربــة يشــير بــدر إلــى الضعــف‬ ‫النســبي فــي إمكانيــة مــن ضبــط المحاضــرة ‪،%100‬‬ ‫باإلضافــة لضعــف شــبكة االنترنــت الــذي يــؤدي الــى‬ ‫قطــع باألفــكار وعــدم تمكــن جميــع الطــاب مــن‬ ‫الوصــول الــى المحاضــرات فــي وقتها المحــدد‪ ،‬وضعف‬ ‫التفاعــل أحيانًــا بيــن المحاضــر والطلبــة‪.‬‬ ‫مــن جهتــه يــرد م‪ .‬حســونة‪ ،‬علــى تلــك التحديــات‪،‬‬ ‫بأنهــا واقعيــة‪ ،‬ولكــن يمكــن التقليــل‬ ‫مــن حدتهــا مــن خــال‬ ‫اعتمــاد نمــط التعليــم‬ ‫الغيــر متزامــن‬ ‫بتو فيــر‬

‫محاضــرات مســجلة لكــي تصبــح متاحــة للجميــع فــي‬ ‫جميــع األوقــات‪ ،‬مطالبًــا بضــرورة إيجــاد حلــول وطنيــة‬ ‫مــن أجــل تطويــر شــبكة االنترنــت فــي قطــاع غــزة‪.‬‬ ‫الطلبــة بــن مؤيد ومعارض‬ ‫أمــا عــن رأي الطلبــة فــي المنظومــة الجديــدة‬ ‫يشــير الطالــب رامــي بلبــل‪ ،‬فــي اختصــاص اإلعــام‬ ‫وتكنولوجيــا االتصــال أنــه يتابع محاضراتــه عبر برنامج‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫رسيعــا وجريئــا بالتحــول الكامــل للتعليــم‬ ‫ق ـر ًارا‬ ‫ت ن ف‬ ‫و� ي� مواجهــة جائحــة كورونــا‪ ،‬فيؤكــد‬ ‫االلكــر ي‬ ‫د‪ .‬رفعــت رســتم رئيــس الكليــة الجامعيــة‪ ،‬أن‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫كليتــه نجحــت ي� تقديــم نمــوذج متطــور ي� مجــال‬ ‫ت ن‬ ‫و�‪.‬‬ ‫التعليــم االلكــر ي‬

‫«الــكالس روم» الــذي أعلنــت عنــه الكليــة‪ ،‬وأنــه يعتبــر‬ ‫التعليــم عــن بعــد عمليــة مؤقتــة ســتنتهي بانتهــاء‬ ‫أزمــة «كورونــا»‪.‬‬ ‫ويــرى بلبــل‪ ،‬أن توجــه الجامعــات الــى التعليــم‬ ‫االلكترونــي يحمــل العديــد مــن الســلبيات منهــا‬ ‫ضعــف االنترنــت‪ ،‬وانقطــاع التيــار الكهربائــي‪ ،‬ويعبــر‬ ‫عــن خشــيته أال ينجــح التعليــم االلكترونــي كبديــل‬ ‫عــن التعليــم العــادي المبنــي علــى االتصــال المباشــر‬ ‫بيــن الطالــب والمــدرس‪»: ،‬اليــوم مــن دون‬ ‫تدريــب ســابق يطلــب مــن المدرســين‬ ‫والطلبــة اســتخدام هــذه‬ ‫التكنولوجيــا وبنطــاق‬ ‫واســع كبديــل‬ ‫تــام عــن‬

‫التعليــم العــادي»‪.‬‬ ‫وعــن كيفيــة مواجهتــه لتلــك التحديــات يقــول‬ ‫بلبــل إنــه أحيان ـاً يضطــر الــى الذهــاب عنــد صديقــه‬ ‫لكــي يحضــر معــه المحاضــرة‪ ،‬أو ينتظــر حتــى يتــم‬ ‫تســجيل المحاضــرة ويحضرهــا عبــر اإلنترنــت‪ ،‬وفــي‬ ‫كلتــا الحالتيــن ال يشــعر أنــه اســتفاد مــن المحاضــرة‬ ‫االســتفادة الكاملــة ســواء كانــت مســجلة أو علــى البــث‬ ‫المباشــر ألنــه ال يوجــد تعليــم أفضــل مــن التعليــم‬ ‫وجهــاً لوجــه‪.‬‬ ‫مســاحة من الحرية‬ ‫ومــن جهتهــا تعــارض الطالبــة آالء ملكــة التعليــم‬ ‫االلكترونــي فــي الوقــت الحالــي لســببين‪ :‬األول‬ ‫التوتــر الشــديد الــذي تعيشــه فــي ظــل انتشــار‬ ‫فيــروس كورونــا‪ ،‬والثانــي أنــه جديــد عليهــا‬ ‫كطريقــة تعلــم‪.‬‬ ‫وأشــادت آالء بأســلوب الكليــة الجامعيــة فــي تعزيــز‬ ‫التعليــم االلكترونــي حيــث إن جميــع المحاضــرات‬ ‫مســجلة‪ ،‬لتالفــي مشــكلة الكهربــاء‪ ،‬كمــا وأن‬ ‫التكاليــف جــاءت منســجمة مــع األزمــة حيــث يمكــن‬ ‫إنجازهــا عبــر الحاســوب فــا يضطــر الطالــب الــى‬ ‫الخــروج مــن المنــزل إلنجازهــا‪.‬‬ ‫وتتفــق الطالبــة « أفنــان عــوكل» مــع ســابقيها فــي‬ ‫أشــكال المعيقــات التــي تواجــه التعليــم االلكترونــي؛‬ ‫لكنهــا تــرى أنهــا اســتطاعت التعــود علــى النمــط‬ ‫الجديــد فــي التعلــم بســرعة‪ ،‬وأنهــا اكتشــفت مــدى‬ ‫االســتفادة التــي يمكــن تحقيقهــا عــن طريــق التعلــم‬ ‫عــن بعــد‪ ،‬ومســاحة الحريــة أصبحــت متاحــة لهــا‪،‬‬ ‫وزيــادة الجــرأة للتعبيــر عــن نفســها‪.‬‬ ‫آليــات التقييــم النهائي‬ ‫مــن جانبــه يــرد م‪ .‬حســونة علــى آراء الطلبــة بقولــه‬ ‫اإلنســان بالعمــوم يحتــاج لفتــرة للتعــود علــى كل‬ ‫شــيء جديــد‪ ،‬كمــا انــه فــي غالــب المجتمعــات‬ ‫دائمــا هنــاك مقاومــة للتغييــر‪ ،‬معبــرًا عــن تفهمــه‬ ‫للمشــاكل الفنيــة التــي تواجــه الطلبــة‪ ،‬مؤكــدا‬ ‫أن لجنتــه وضعــت فــي الحســبان كافــة التحديــات‪،‬‬ ‫وتعمــل بشــكل مســتمر علــى معالجتهــا‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫تحقيــق أقصــى فائــدة ممكنــة فــي ظــل األزمــة‬ ‫الراهنــة‪.‬‬ ‫وختــم عبــد العــال بــأن مجلــس الكليــة اعتمــد‬ ‫قــرارًا بخصــوص آليــات التقييــم النهائــي‬ ‫تراعــي كافــة الظــروف‪ ،‬وتأخــذ في الحســبان‬ ‫التحديــات كلهــا‪ ،‬وهــي معتمــدة علــى‬ ‫اتاحــة الحريــة للطلبــة ليختــاروا شــكل‬ ‫وطريقــة التقييــم‪ ،‬إن كان تقييمــا‬ ‫يعتمــد علــى الدرجــات‪ ،‬أو النجــاح‬ ‫بــدون دخــول الدرجــة فــي المعــدل‬ ‫التراكمــي‪ ،‬أو إعــادة االختبــار‬ ‫النهائــي مــرة ثانيــة دون خســارة‬ ‫أي مبالــغ ماليــة مدفوعــة‪.‬‬


‫ميدان اجلامعة‬

‫‪3‬‬ ‫الفجوة بين الجامعات والسوق‬

‫هــل اتســع الخــرق علــى الراقــع؟!‬ ‫أدهم الداية – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫تتعــدد األســباب والبطالــة ي� ازديــاد‪ ،‬انســداد ســوق غــزة‪ ،‬تــردي األوضــاع‬ ‫االقتصاديــة للمؤسســات‪ ،‬االنقســام‪ ،‬الفســاد ‪..‬الــخ‪ ،‬إال أن ســببا آخــر‬ ‫ف‬ ‫ـ� ومركــز‪ ،‬للمســاهمة ي� التخفيــف مــن‬ ‫يمكــن العمــل عليــه بشــكل علـ ي‬ ‫ف‬ ‫الظاهــرة‪ ،‬أال وهــو الفجــوة بـ ي ن‬ ‫ـ� التخصصــات االكاديميــة ي� الجامعــات‬ ‫وســوق العمــل صاحــب الشــهية المفتوحــة لــكل تطــور وتقــدم‪.‬‬ ‫العمــل ليس باملجان‬ ‫«محمــد مفيــد أبــو جــراد» خريــج اختصــاص العالقــات العامــة مــن‬ ‫الكليــة الجامعيــة؛ الــذي وجــد لنفســه مكانــاً فــي ســوق العمــل‬ ‫يقــول ‪»:‬لــم يكــن مــن الســهل توفيــر فرصــة عمــل‪ ،‬حقــاً لقــد‬ ‫كان ومــازال األمــر صعبــا للغايــة‪ ،‬األمــر لــم يكــن متعلــق بالحــظ‬ ‫بتاتــاً»‪ .‬ويتابــع أبــو جــراد حــول تجربتــه العســيرة فــي اثبــات‬ ‫نفســه‪ »:‬تطوعــت شــهورا‪ ،‬وتدربــت شــهورًا‪ ،‬وتنقلــت بيــن‬ ‫أكثــر مــن شــركة ومؤسســة‪ ،‬حتــى أصبحــت لــدي الخبــرة الكافيــة‬ ‫للمنافســة علــى الفــرص المطروحــة فــي ســوق العمــل‪ ،‬فحاولــت‬ ‫حتــى حصلــت علــى فرصــة عمــل لــدى شــركة فــارس للبتــرول‬ ‫كمســؤول للعالقــات عامــة فيهــا»‪.‬‬ ‫ويدعــو أبــو جــراد طلبــة الغتنــام الفــرص العمليــة التــي تمنحهــا‬ ‫لهــم الجامعــة خــال الدراســة‪ ،‬والبــدء فــي مشــوار الخبــرة قبــل‬ ‫التخــرج‪ ،‬مؤكــدًا علــى أن العمــل ال يــأت ألحــد بالمجــان‪.‬‬

‫الفجــوة متفاوتة‬ ‫ومــن جهتــه يؤكــد م‪« .‬إيــاد أبــو صفيــة» مديــر اإلدارة العامــة‬ ‫لتطويــر سياســيات المــوارد البشــرية فــي ديــوان الموظفيــن‬ ‫وجــود فجــوة بيــن قــدرات الخريجــون الجامعيــون وســوق العمــل‬ ‫كأحــد أســباب انتشــار البطالــة بيــن صفــوف الخريجيــن‪ ،‬منوهًــا‬ ‫إلــى أن هــذه الفجــوة متفاوتــة بيــن الخريجيــن مــن مؤسســة‬ ‫أكاديميــة ألخــرى‪.‬‬ ‫ويوضــح لـ»الميــدان» أن بعــض الخريجيــن أبهرونا في مســتواهم‬ ‫وقدراتهــم علــى االنخــراط فــي ســوق العمــل بســرعة‪ ،‬فــي‬ ‫المقابــل نمــاذج مــن الخرجيــن غيــر الجاهزيــن للعمــل ويحتاجــون‬ ‫لتدريــب لتقليــص تلــك الفجــوة عبــر برامــج تدريــب مكثفــة‪.‬‬ ‫ويطالــب أبــو صفيــة المؤسســات التدريبيــة والمهنيــة بالعمــل‬ ‫علــى تعزيــز قيمــة المشــاريع الصغيــرة للخريجيــن‪ ،‬ومنــح‬ ‫الخريجيــن مهــارات التخطيــط وإدارة المشــاريع الرياديــة‪ ،‬منوهًــا‬

‫إلــى أن تلــك االســتراتيجية يمكــن أن تشــكل نافــذة حقيقيــة‬ ‫للخريجيــن للهــروب مــن شــبح البطالــة‪.‬‬ ‫ارشــاد اكاديمي ووظيفي‬ ‫«حنــان الدلــو» ‪ 25‬عامًــا تعمــل منســقة مشــاريع فــي إحــدى‬ ‫المؤسســات‪ ،‬تــرى أن مشــكلة الخريجيــن فــي جيلهــا تكمــن فــي‬ ‫ســوء االختيــار مــن بدايــة الدراســة الجامعيــة‪ ،‬فهنــاك تخصصــات‬ ‫المجتمــع بحاجــة لهــا غيــر أن عــدد المقبليــن عليهــا ضعيــف!‪.‬‬ ‫وتدعــو الدلــو الجامعــات العمــل علــى دراســة دارســة ســوق العمــل‬ ‫وطــرح التخصصــات التــي يحتاجهــا المجتمــع‪ ،‬مطالبــة بتطويــر‬

‫عمليــة االرشــاد األكاديمــي قبــل التخصــص‪ ،‬وعمليــة االرشــاد‬ ‫الوظيفــي بعــد التخــرج مــن الجامعــة‪.‬‬ ‫وهــو مــا أيّــده الســيد «صالــح صهيــون» مديــر مكتــب التشــغيل‬ ‫والتوظيــف فــي وزارة العمــل‪ ،‬فيقــول‪ »:‬العديــد مــن التخصصــات‬ ‫ال تالئــم الحيــاة العمليــة وال تناســب ســوق العمــل‪ ،‬وخريجــو‬ ‫تلــك التخصصــات هــم ضحيــة للبطالــة‪ ،‬داعيًــا لبنــاء اســتراتيجية‬ ‫وطنيــة شــاملة تشــارك فيهــا كافــة األطــراف المعنيــة فــي الجانــب‬ ‫الحكومــي واألهلــي للحــد مــن انتشــار البطالــة بيــن صفــوف‬ ‫الشــباب‪.‬‬

‫حبال الكذب قصيرة»‬

‫التكليفــات الجامعيــة الجاهزة ‪..‬‬ ‫يــــوم يعــــض الطالــــب علــى يديــه!‬ ‫أحمد عاشــور – امليدان‪:‬‬

‫يلجــأ بعــض الطلبــة الجامعـ ي ن‬ ‫ـ� إىل مســالك ملتويــة‬ ‫ف‬ ‫ي� إعــداد التكليفــات الجامعيــة‪ ،‬كأن يطلبــون‬ ‫اتهامــات متبادلة‬ ‫مدرســون يعتبــرون أن الطلبــة الذيــن يلجــؤون‬ ‫لذلــك يــدارون علــى تقصيرهــم وعــدم قدرتهــم‬ ‫علــى االنجــاز نتيجــة غيابهــم‪ ،‬فيمــا يُبــرر الطلبــة‬ ‫ذلــك بعوامــل مثــل‪ :‬ضيــق الوقــت‪ ،‬وانقطــاع التيــار‬ ‫الكهربائــي لســاعات طويلــة‪ ،‬وصعوبــة التكليفات‪!..،‬‬ ‫الطالبــة الجامعيــة « أمــل عمــار» تفيــد أن بعــض‬ ‫الطلبــة يلجــؤون لبعــض المكتبــات المتخصصــة‬ ‫إلنجــاز تكليفاتهــم الجامعيــة بح ًثــا عــن الراحــة أو‬ ‫لعــدم قدرتهــم علــى إنجازهــا نظــرًا لصعوبتهــا‬ ‫أو لتأخرهــم عــن موعــد التســليم‪ ،‬منوهــة إلــى أن‬ ‫الذيــن يمكــن أن يســاعدوا الطلبــة علــى ذلــك قــد‬ ‫يكونــوا مكتبــات أو أصدقــاء أو أقربــاء بمقابــل أو‬ ‫بــدون مقابــل‪ .‬وتنتقــد «عمــار» الظاهــرة مشــيرة‬ ‫إلــى أنهــا حرمــت الطلبــة القــدرة علــى االبتــكار‬ ‫واالنجــاز فــي حياتهــم االكاديميــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫خســارة الفائــدة المهاريــة والمعرفيــة المرجــوة مــن‬ ‫هكــذا تكليفــات جامعيــة‪.‬‬ ‫جريمة الســرقة األدبية‬ ‫الســيد (ك‪.‬أ) ‪-‬صاحــب مكتبــة‪ -‬فقــد نفــى لنــا نفيــا‬ ‫قاطعــا قبولــه بمثــل هــذه «األســاليب الملتويــة»‪،‬‬ ‫ال يمكــن أن نشــارك الطلبــة «جريمــة الســرقة‬ ‫األدبيــة» اعتبــارا للنواحــي األخالقيــة والقانونيــة‪.‬‬ ‫أمــا عــن الطالــب الجامعــي «عــاء مصطفــى» يحمــل‬ ‫المدرســين الجامعييــن مســؤولية لجــوء الطلبــة‬ ‫للخــداع‪ ،‬فيســأل باســتنكار‪ »:‬مــاذا ســيفعل الطلبــة‬ ‫أمــام تراكــم التكليفــات مــن جميــع المدرســين‬ ‫فــي وقــت واحــد؟!»‪ ،‬مضي ًفــا أن الطلبــة يشــعرون‬

‫المســاعدة مــن مكتبــات متخصصــة بذلــك‪ ،‬أو مــن‬ ‫أصدقــاء «أوفيــاء»!‪ ،‬أو أقربــاء ودوديــن‪ ،‬تعــددت‬

‫أنهــم مســتهدفون مــن عــدة جهــات‪ :‬المــدرس‪،‬‬ ‫والكهربــاء‪ ،‬واألهــل‪ ،‬وقلــة ذات اليد‪-»!..‬علــى حــد‬ ‫تعبيــره‪.-‬‬ ‫فانكشف أمري‬ ‫أمــا عــن الخريــج الجامعــي «ســائد أحمــد» فيــروي‬

‫لنــا تجربــة خاصــة ‪ »:‬أحضــرت بحثــا علميــا جاهــزا‬ ‫ألحــد مدرســي وقدمتــه علــى أنــه مــن إعــدادي‬ ‫أنــا‪ ،‬وفــي يــوم المناقشــة‪ ،‬تعــرض لــي المــدرس‬ ‫بمجموعــة مــن األســئلة التــي اربكتنــي وأوقعتنــي‬ ‫فــي حــرج وتوتــر شــديدين‪ ،‬فانكشــف أمــري»‪.‬‬

‫وه خســارة المعــارف‬ ‫الدوافــع والنتيجــة واحــدة‪ ،‬ي‬ ‫والمهــارات االكاديميــة المحــددة لتلــك التكليفــات‪.‬‬

‫وينصــح ســائد طلبــة الجامعــات لعــدم اللجــوء‬ ‫لمثــل هــذه «األالعيــب» وحفــظ مــاء وجوههــم‬ ‫أمــام مدرســيهم وزمالئهــم‪ ،‬مشــددا علــى أن‬ ‫اهتــزاز الثقــة أمــر كارثــي يصعــب تداركــه فيمــا‬ ‫بعــد‪.‬‬

‫مســاعدة جزئية!‬ ‫ولــم يخــف (ع‪.‬ن) صاحــب إحــدى المكتبــات مســاعدته‬ ‫للطلبــة فــي إنجــاز بحوثهــم العلميــة نتيجــة انقطــاع‬ ‫الكهربــاء واإلنترنــت التــي تحــول دون تســليم‬ ‫التكليفــات الجامعيــة فــي موعدهــا المحدد‪-‬علــى حــد‬ ‫تقديــره‪.-‬‬ ‫ويســتدرك بأنــه يتــرك للطالــب‪/‬ة فرصــه لجمــع‬ ‫المعلومــات بنفســه أو ًال‪ ،‬ثــم يســاعده فــي إتمــام‬ ‫المشــروع واخراجــه بشــكله النهائــي حتــى تتحقــق‬ ‫الفائــدة للطلبــة‪.‬‬ ‫الحــل عند املدرس‬ ‫ويعلــق الســيد «يوســف الحــداد « رئيــس قســم‬ ‫الدراســات اإلنســانية فــي الكليــة الجامعيــة علــى‬ ‫الظاهــرة بالقــول ‪ »:‬الذيــن يلجــؤون لمثــل هكــذا‬ ‫حيــل هــم ضعــاف الطلبــة وأقلهــم حرصــا علــى‬ ‫تحصيــل الفائــدة العلميــة»‪ ،‬مؤكــدا أن أمــر‬ ‫اكتشــافهم ســهل بالنســبة للمدرســين الجامعييــن‪.‬‬ ‫ويتوجــه «الحــداد» بالنصيحــة للمدرســين بضــرورة‬ ‫مناقشــة الطلبــة فــي جميــع أجــزاء التكليفــات التــي‬ ‫يحضرونهــا ومراحــل عمليــة اإلعــداد‪ ،‬مــع إعطــاء‬ ‫الطلبــة وقتــا كافيــا إلنجــاز التكليفــات حتــى ال‬ ‫يضطــروا للتحايــل بذريعــة ضيــق الوقــت‪.‬‬ ‫ويدعــو الحــداد األكاديمييــن الجامعييــن إلــى‬ ‫فتــح بــاب الحــوار بينهــم وبيــن الطلبــة واســعًا‬ ‫ومشــاركتهم فــي إعــداد بعــض التكليفــات الصعبــة‬ ‫والســتكمال الفراغــات الناقصــة لديهــم‪ ،‬مؤكــدا على‬ ‫أن محاربــة هــذه الظاهــرة يعتمــد بشــكل أساســي‬ ‫علــى المــدرس الجامعــي وخبرتــه فــي التدقيــق‪.‬‬


‫ميدان اجلامعة‬

‫‪4‬‬ ‫سفر الطالبات للتعليم‬

‫تتعــــدد األسبـــاب والرفــــض واحــد!‬ ‫آالء زينو– امليدان‪:‬‬

‫تتحطــم العد يــد مــن أ حــام الفتيــات الطالبــات‬ ‫بالســفر عــى صخــرة «رفــض األ هــل»‪ ،‬حـ تـى‬ ‫ولــو كان ذ لــك الســفر بغــرض التعليــم أو‬ ‫التدريــب‪ ،‬أو كان بصحبــة زميــات الدرا ســة‬ ‫وفــق إ جــراءات مؤسســاتية واضحــة ‪.‬‬

‫رفض مطلق‬ ‫«هيــا فروانــة» تــدرس اإلعــام وتكنولوجيــا االتصــال‬ ‫فــي الكليــة الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة‪ ،‬وحصلــت‬ ‫علــى منحــة «االيرســمواس» للتبــادل الطالبــي‬ ‫الممــول مــن االتحــاد االوروبــي حيــث تتــاح فرصــة‬ ‫للطالــب الســفر الــى اســبانيا فــي الســنة الدراســية‬ ‫الثانيــة مــن دراســته واســتكمال تعليمــه هنــاك‪،‬‬ ‫تقــول ‪»:‬القــت فكــرة الســفر رفضــا مــن قبــل‬ ‫األهــل بســبب انطباعاتهــم حــول الغــرب مــن‬ ‫ناحيــة العــادات والتقاليــد المختلفــة عنــا كعــرب‬ ‫ومســليمن»‪.‬‬ ‫جميــع محــاوالت فروانــة بــاءت بالفشــل أمــام قــرار‬ ‫أهلهــا المطلــق بالرفــض‪ ،‬وتضيــف فروانــة أنهــا لــم‬ ‫تستســلم وحاولــت مــرة أخــرى فــي الســنة الثالثــة‬ ‫اقنــاع أهلهــا عندمــا حصلــت علــى فرصــة أخــرى‬ ‫للســفر‪ ،‬إال أن أهلهــا تنازلــوا أمــام إصرارهــا علــى‬ ‫الســفر مــن أجــل التعلــم والتدريــب‪.‬‬ ‫تحدي االندماج‬ ‫وتفيــد فروانــة انهــا وبعــد الخــروج مــن قطــاع‬ ‫غــزة ومشــقة الســفر ســافرت إلــى اســبانيا‪ ،‬ولــدى‬ ‫وصولهــا انتابتهــا فرحــة غامــرة كونهــا حققــت‬ ‫طموحهــا وحلمهــا بالســفر‪.‬‬ ‫وتشــير ‪ »:‬كنــت متخوفــة كمغتربــة مــن االندمــاج‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫دومــا تخوفــا مــن مســألة‬ ‫ويبــدي األ هــل‬ ‫اختــاف العــادات والتقاليــد بـ ي ن‬ ‫ـ� المجتمــع‬ ‫ـر� والمجتمعــات الغربيــة‪ ،‬باإلضا فــة‬ ‫العـ ب ي‬ ‫ف‬ ‫لعــدم مقــدرة الفتــاة عــى حما يــة نفســها ي�‬ ‫بــاد الغربــة‪ ،‬وكذ لــك نظــرة المجتمــع أو مــا‬

‫مــع البيئــة الجديــدة‪ ،‬ولكــن مــع مــرور األيــام بــدأ‬ ‫المعلمــون يثنــون علــي أنــا وزميلتــي ويعبــرون عــن‬ ‫فخرهــم بنــا‪ ،‬ولقــد حققنــا تقدمًــا علــى باقــي الطلبــة‬

‫‪ 8‬نصائـح لطلبــة‬ ‫الجامعات يف ظل «كورونا»‬ ‫مروة عبد‪/‬مستشارة تربوية‪:‬‬ ‫تجربــة التعليــم عــن بعــد ثريــة ومثيــرة رغــم بعــض التحديــات التــي قــد نواجههــا‪ ،‬لــذا فــي‬ ‫مــا يلــي ‪ 8‬نصائــح قــد تســاعد علــى تنظيــم الدراســة فــي ظــل الحجــر الصحــي إثــر تفشــي‬ ‫فيــروس «كورونــا»‪:‬‬ ‫‪ .1‬تذكــروا دائمًــا أن هــذه الفتــرة ســتأتي إلــى نهايتهــا‪ ،‬وسيســتمر الفصــل التعليمــي‬ ‫كالمعتــاد مــن النقطــة التــي وصــل إليهــا عنــد نهايــة التعليــم عــن بعــد؛ لذلــك ال فائــدة‬ ‫ترجــى مــن تأجيــل القيــام بالمهــام والدراســة‪ .‬لــذا مــن المهــم المواظبــة علــى القيــام‬ ‫بالمهــام التعليميــة والدراســية‪.‬‬ ‫‪ .2‬االعتقــاد بــأن لدينــا الكثيــر مــن الوقــت قــد يــؤدي للتراخــي بالقيــام بالواجبــات والمهــام‬ ‫الدراســية وغيرهــا حتــى‪ ،‬ممــا يجعلنــا نؤجلهــا‪ ،‬وبالنهايــة سنكتشــف أن الوقــت قــد مــر ولــم‬ ‫نفعــل كل مــا لــزم فعلــه‪ ،‬ال تقعــوا فــي هــذا الفــخ!‬ ‫خططــوا برنامجًــا أســبوعيًا للدراســة يشــمل المحاضــرات‪ ،‬مراجعتهــا وتلخيصهــا وإتمــام‬ ‫المهــام األســبوعية‪ .‬باإلضافــة لذلــك‪ ،‬يمكــن االســتعانة بالئحــة مهــام يوميــة نقــوم‬ ‫بشــطب كل مهمــة نتممهــا‪ ،‬ممــا يعــزز الشــعور باإلنجــاز ويحثنــا علــى االســتمرار‪.‬‬ ‫‪ .3‬خصصــوا زاويــة خاصــة بالدراســة فــي البيــت تضــع فيهــا كل مــا يلزمكــم للدراســة‪،‬‬ ‫علــى أن يســودها الهــدوء حتــى تســتطيعون التركيــز‪ .‬هــذه الزاويــة تخصــص للدراســة‬ ‫فقــط ال غيــر‪.‬‬ ‫‪ .4‬اطلبــوا المســاعدة إذا احتجتــم مــن الزمــاء والمحاضريــن بالطــرق المتاحــة‪ ،‬فباإلضافــة‬ ‫للفائــدة التعليميــة يبــدد ذلــك الشــعور بـ»الوحــدة»‪ ،‬الــذي قــد نواجهــه فــي الدراســة بهذه‬ ‫الظروف‪.‬‬ ‫‪ .5‬خصصوا ألنفسكم استراحات قصيرة خالل اليوم‪.‬‬ ‫‪ .6‬مــن المحبــذ االســتمرار فــي ممارســة الهوايــات الممكنــة فــي البيــت أو ممارســات أخــرى‪،‬‬ ‫مثــل التحــدث مــع األصدقــاء‪ ،‬ممارســة الرياضــة‪ ،‬مشــاهدة برامــج ترفيهيــة وغيرهــا التــي‬ ‫تســاعدكم علــى التخفيــف مــن الضغــط والتوتــر‪.‬‬ ‫‪ .7‬الحفــاظ علــى التفكيــر اإليجابــي والتفــاؤل‪ ،‬تذكــروا أنــه باإلمــكان تخطــي هــذه الفتــرة‬ ‫بنجــاح‪ ،‬واالســتفادة مــن مواجهــة التحديــات المحفوفــة بــه‪« .‬برمجــوا» أذهانكــم علــى هــذا‬ ‫األســاس!‬ ‫‪ .8‬مــن يشــعر أن النصائــح المختلفــة ال تكفــي لمســاعدته‪ ،‬وهــو بحاجــة لمســاعدة أو‬ ‫االستشــارة أو دعــم نفســي مــن اختصاصييــن‪ ،‬عليــه التوجــه وطلــب المســاعدة وعــدم‬ ‫البقــاء وحيــدًا مــع مشــاعر الضيــق‪.‬‬ ‫وبالنهايــة نتمنــى لجميــع طالبنــا أن يــروا بهــذه األزمــة فرصــة لتعلــم مهــارات جديــدة‪،‬‬ ‫وتخطيهــا بنجــاح وصحــة نفســية وبدنيــة‪.‬‬ ‫*نقال عن موقع عرب ‪48‬‬

‫الموجوديــن معنــا بمــا فيهــم االســبان أنفســهم‪.‬‬ ‫من تركيــا إليطاليا‬ ‫أمــا عــن زميلتهــا «فاتــن الحميــدي» مــن نفــس‬

‫يعــرف بــ»كالم النــاس»‪« ,‬الميــدان» التقــت‬ ‫ف‬ ‫مــع عــدد مــن الطالبــات ي� الكليــة الجامعيــة‬ ‫للعلــوم التطبيقيــة حــول تلــك قضيــة ســفر‬ ‫الفتيــات ومــدى معارضــة أو قبــول األ هــل‬ ‫لهــا ‪.‬‬

‫التخصــص حصلــت علــى منحــة ســفر تعليميــة الــى‬ ‫تركيــا‪ ،‬فوافــق أهلهــا‪ ،‬وعدمــا بــدأ التحضيــر للســفر‬ ‫أعلنــت المنحــة عــن تغييــر الوجهــة للتحــول مــن‬

‫تركيــا إلــى الــى إيطاليــا‪.‬‬ ‫وتتابــع الحميــدي أن أهلهــا عدلــوا عــن موافقتهــم‬ ‫نظــرًا ألن إيطاليــا دولــة مختلفــة بشــكل كبيــر عــن‬ ‫الــدول العربيــة واإلســامية مــن ناحيــة العــادات‬ ‫والتقاليــد علــى العكــس مــن تركيــا التــي يغلــب‬ ‫عليهــا الطابــع اإلســامي‪-‬على حــد تقديرهــم‪.-‬‬ ‫الرفض املسبق‬ ‫تحدثنــا الطالبــة «دينــا الشــيخ» انهــا أهلهــا لــن‬ ‫يعارضــوا ســفرها فــي حــال ســنحت لهــا فرصــة‪،‬‬ ‫حيــث إن ‪»:‬كل شــيء يخــص علمــي وحياتــي ال‬ ‫يعارضــوه كونهــم واثقيــن بــي وبشــخصيتي»‪،‬‬ ‫وتؤكــد علــى أن بعــض األهالــي يبــدون قلقــا زائــدا‬ ‫مــن ســفر بناتهــن‪ ،‬واألصــل هــو منــح الفتــاة الثقــة‬ ‫الكافيــة لتخــوض تجــارب الحيــاة‪.‬‬ ‫وعلــى العكــس تمامــا مــن الطالبــة «الشــيخ»‪ ،‬فــإن‬ ‫الطالبــة «هبــة عزيــز» أنهــا لــن تحــاول عــرض هكــذا‬ ‫أمــر علــى أهلهــا‪ ،‬ألنهــا تعــرف رفضهــم القاطــع‬ ‫مســبقا لفكــرة ســفر الفتــاة الــى خــارج البــاد دون‬ ‫أهلهــا مهمــا كان الســبب والحاجــة والمبــرر‪.‬‬ ‫وترجــع «عزيــز» ســبب رفــض أهلهــا القاطــع إلــى‬ ‫مســألة العــادات والتقاليــد‪ ،‬وتخوفهــم علــيّ هنــاك‬ ‫مــن االســتغالل أو التعــرض ألي أذى فــي بــاد ال‬ ‫تعــرف فيهــا أحــدًا‪.‬‬


‫�ضيوف امليدان‬

‫‪5‬‬

‫«السراج»‬

‫شــبكات‬ ‫التواصــل‬ ‫االجتماعــي‬ ‫فرصــة تحتــاج‬ ‫إلــى خطة‬

‫أيقونـة غـزة‬ ‫فـي هندسـة‬ ‫اإلنسان والبنيان‬ ‫رامــي بلبل – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫«يحـ يـى رشــدي ال ـراج» فلســطي�ن ي ولــد ي� مدينــة‬ ‫غــزة‪ ،‬ودرس ف� مدارســها‪ ،‬وتــر� بـ ي ن‬ ‫ـ� أزقتهــا الضيقــة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫واصطبغــت يــداه بطينهــا المــروي بدمــاء الشــهداء‪ ،‬وعــرق‬ ‫األجــداد الطيبـ ي ن‬ ‫ـ�‪.‬‬ ‫علم وعمل‬ ‫ينــوه الســراج إلــى أنــه اضطــر فــي بدايــة‬ ‫طريقــه العمــل بمهــن ليســت لهــا عالقــة‬ ‫بالهندســة‪ ،‬مثــل النجــارة‪ ،‬والحــدادة‪،..‬‬ ‫وهــذه االعمــال اكســبته الخبــرة فــي حياتــه‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن العمــل أثنــاء الدراســة‬ ‫الجامعيــة كان لــه أثــر كبيــر فــي تطويــر‬ ‫شــخصيته وعالقتــه مــع النــاس‪.‬‬ ‫وواصــل الســراج تعليمــه العالــي‪ ،‬وحصــل‬ ‫علــى منحــة لدراســة الماجســتير فــي هندســة‬ ‫وتخطيــط المواصــات فــي بريطانيــا‪،‬‬ ‫وبعدهــا التحــق بجامعــة برادفــورد‪ ،‬ومنهــا‬ ‫حصــل علــى درجــة الدكتــوراه فــي إدارة‬ ‫المــرور‪ .‬ويؤكــد أن الدراســة فــي بريطانيــا‬ ‫تخللهــا تحديــات كبيــرة‪ ،‬مــن أهمهــا‬ ‫التحــدي االقتصــادي‪ ،‬حيــث اضطــر للعمــل‬ ‫ليوفــر احتياجاتــه فــي الغربــة‪ ،‬منوهًــا أن‬ ‫تلــك التحديــات فتحــت لــه آفا ًقــا واســعة للحيــاة‪ ،‬وجعلتــه ال‬ ‫يعيــش بيــن أوراق الكتــب فقــط‪ ،‬وبالتالــي زادت خبرتــه فــي‬ ‫الحيــاة والتعامــل مــع مختلــف المواقــف‪.‬‬ ‫الجامعة اإلسالمية‬ ‫ويســرد الدكتــور الســراج للميــدان رحلتــه فــي الجامعــة‬ ‫اإلســامية بغــزة‪ ،‬حيــث يقــول التحقــت بالعمــل فــي الجامعــة‬ ‫وتقلــدت منصــب رئيــس قســم الهندســة المدنيــة‪ ،‬وبعدهــا‬ ‫أصبحــت مســاعد لنائــب رئيــس الجامعــة للشــؤون اإلداريــة‪ ،‬ثــم‬

‫ف‬ ‫حصــل الـراج عــى المرتبــة األوىل ي� الثانويــة العامــة عــى‬ ‫القطــاع عــام ‪1979‬م‪ ،‬ثــم التحــق بجامعــة النجــاح الوطنيــة‬ ‫لدراســة الهندســة المدنيــة‪ ،‬تخــرج عــام ‪ ،1985‬حــاول‬ ‫العمــل داخــل غــزة‪ ،‬ولكــن كانــت فــرص العمــل محــدودة‪.‬‬

‫عميــدًا لكليــة مجتمــع العلــوم المهنيــة والتطبيقيــة‪.‬‬ ‫ويوضــح أنــه اســتمر فــي كليــة المجتمــع التــي تحولــت فــي‬ ‫عهــده إلــى الكليــة الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة لتســع أعــوام‪،‬‬ ‫وبعدهــا عــاد الــى الجامعــة اإلســامية نائبًــا لرئيــس الجامعــة‬ ‫للعالقــات الخارجيــة‪ ،‬ثــم تــرك العمــل اإلداري‪ ،‬واهتــم بالعمــل‬ ‫األكاديمــي والبحثــي‪.‬‬ ‫بلدية غزة‬ ‫فــي عــام ‪2019‬م اختيــر د‪ .‬الســراج لرئاســة بلديــة غــزة‪،‬‬

‫وبذلــك يقــول الســراج أنــه واجــه تحديًــا كبيــرًا‬ ‫ومــا يــزال مــن أجــل النهــوض بواقــع العمــل‬ ‫البلــدي فــي مدينــة غــزة‪ ،‬وتحســين العالقــة‬ ‫بيــن البلديــة والجمهــور‪ ،‬ومحاولــة تغييــر‬ ‫الصــورة النمطيــة ســلبية حــول دور البلديــة‪.‬‬ ‫وينــوه الســراج أنــه بــدأ فــي إصــاح البلديــة مــن‬ ‫الداخــل‪ ،‬وعمــد إلــى عــدة إجــراءات تطويريــة‬ ‫علــى صعيــد الهيكليــة اإلداريــة‪ ،‬واألنظمــة‬ ‫اإلداريــة والماليــة‪ ،‬والعمــل علــى تفعيــل‬ ‫المراكــز الثقافيــة التابعــة للبلديــة‪ ،‬والتحســين‬ ‫مــن جــودة الخدمــات التــي تقدمهــا البلديــة‪،‬‬ ‫واالســتثمار واالســتفادة مــن ممتلــكات ومــوارد‬ ‫البلديــة المختلفــة‪.‬‬ ‫ذكريات وفخر‬ ‫ثــم عــاد الســراج للحديــث عــن تجربــه فــي‬ ‫الكليــة الجامعيــة‪ ،‬حيــث يقــول إنهــا تجربــة‬ ‫مهمــة جــداً فــي حياتــه‪ ،‬ومميــزة‪ ،‬حيــث عاصــر‬ ‫النشــأة‪ ،‬وســاهم فــي تطويرهــا مــن كليــة مجتمــع متوســطة‬ ‫الــى كليــة جامعيــة وتــم تكليفــه بعمادتهــا‪.‬‬ ‫ويوضــح أن مــن أهــم اإلنجــازات التــي يفتخــر بهــا علــى صعيــد‬ ‫عملــه فــي الكليــة الجامعيــة هــو تعزيــز اســتقالليتها جغرافيــاً‬ ‫واكاديميــاً‪ ،‬ويلفــت إلــى أنهــا اآلن تحمــل اســما مرموقــا فــي‬ ‫اإلقليــم العربــي والدائــرة الدوليــة‪ ،‬وهــي حاليًــا أكبــر كليــة‬ ‫جامعيــة تقــدم التعليــم المهنــي والتقنــي علــى مســتوى‬ ‫فلســطين ‪.‬‬

‫خالد الشرقاوي‬ ‫استشاري إعالم اجتماعي‬ ‫أضحــت شــبكات التواصــل االجتماعــي ومــا‬ ‫اتاحتــه مــن أدوات وســيلة للتعلــم والربــح‪،‬‬ ‫اضافــة إلــى التســلية والتواصــل‪ ،‬وفتحــت‬ ‫آفاقــا واســعة أمــام المجتهديــن الراغبيــن‬ ‫بتحقيــق انجــاز مــا‪ ،‬وســنتعرض فــي هــذه‬ ‫الســطور لبعــض األمــور التــي مــن شــأنها‬ ‫تعزيــز اســتفادة طــاب االعــام والعالقــات‬ ‫العامــة منهــا‪.‬‬ ‫ افهــم قبــل أن تبدأ‪:‬‬‫قــد يبــدو أن شــبكات التواصــل االجتماعــي‬ ‫نســخة مكــررة مــن بعضهــا ولكــن هــذا‬ ‫ليــس صحيحــا‪ ،‬فلــكل منهــا خاصيــة تميزهــا‬ ‫عــن غيرهــا‪ ،‬فقبــل البــدء باســتخدام أي‬ ‫منهــا عليــك البحــث عنهــا‪ ،‬واالســتماع لــرأي‬ ‫مســتخدمين آخريــن أقــدم منــك‪.‬‬ ‫ خطط وحــدد الهدف‪:‬‬‫بعــد أن اختــرت الشــبكة التــي تناســبك‬ ‫وتناســب جمهــورك والمحتــوى الــذي تقدمــه‬ ‫ولتحقيــق الفائــدة المرجــوة مــن تواجــدك‬ ‫عليهــا أنصحــك بــأن تســأل نفســك قبــل‬ ‫البــدء‪ :‬مــا طبيعــة المحتــوى الــذي ســأقدمه‬ ‫عبرهــا؟ مــا الصــورة الذهنيــة التــي أرغــب‬ ‫بــأن يشــكلها جمهــوري عنــي؟ مــا هــي‬ ‫خطتــي الزمنيــة لنشــر المحتــوى؟ مــا الوقــت‬ ‫الــذي ســأخصصه لهــا؟ كيــف ســيتكامل‬ ‫المحتــوى الــذي أنشــره عبرهــا مــع مــا انشــره‬ ‫علــى الشــبكات األخــرى؟‬ ‫ شــارك الناس خرباتــك ومعارفك‪:‬‬‫المحتــوى الترفيهــي يجــذب جمهــورا كبيــرا‬ ‫عبــر شــبكات التواصــل االجتماعــي‪ ،‬والمحتــوى‬ ‫التعليمــي يجــذب جمهــورا منافســا‪ ،‬ويتســع‬ ‫األمــر ليشــمل تقديــم خبــرات أو تجــارب‬ ‫شــخصية فــي أمــور متعــددة حياتيــة أو‬ ‫مهنيــة‪ ،‬فمــا تعرفــه وتــراه شــيئا بديهيــا‬ ‫قــد يمثــل معلومــة جديــدة لآلخريــن‪ ،‬ولكــن‬ ‫حــذار مــن ادعــاء كمــال المعرفــة فنحــن‬ ‫نبقــى متعلميــن مــدى الحيــاة‪.‬‬ ‫ أدوات جديــدة ‪ ...‬أفــكار مختلفــة‪:‬‬‫حــاول باســتمرار االســتفادة مــن األدوات‬ ‫الحديثــة التــي تضيفهــا هــذه الشــبكات‪،‬‬ ‫وطــور محتــواك ليناســبها‪ ،‬والحــظ أن شــكل‬ ‫تقديــم المعلومــة مهــم جــدا‪ ،‬فهــو عامــل‬ ‫جــذب للجمهــور ووســيلة لتطويــر األفــكار‪.‬‬ ‫ وســع شــبكة عالقاتك‪:‬‬‫عليــك بنــاء شــبكة عالقــات واســعة فــي‬ ‫مجــال اهتمامــك‪ ،‬وهنــا يجــب االنتبــاه إلــى‬ ‫أن نجــاح الشــبكة ال يعتمــد فقــط علــى عــدد‬ ‫األصدقــاء‪ ،‬بــل علــى نوعيتهــم ومــدى ارتبــاط‬ ‫أعمالهــم واهتماماتهــم بمــا تقدمــه وبمــا‬ ‫تريــد ايصالــه لهــم‪ ،‬وال يكفــي بنــاء الشــبكة‬ ‫دون االعتنــاء بهــا‪ ،‬وهنــا أقصــد الحفــاظ‬ ‫علــى تواصــل فعــال مــع األصدقــاء والتفكيــر‬ ‫مليــا فــي المحتــوى المناســب لنشــره لهــم‪.‬‬


‫�ضيوف امليدان‬

‫‪6‬‬

‫الصحفيــــة‬ ‫«شرييـن أبـــو عاقلـة»‬ ‫إمـــرأة نسجـــت األمـل‬ ‫بإبـــرة الحــرب‬

‫منية الشــرفا – امليدان‪:‬‬

‫لــم يكــن النجــاح ليحالــف طريــق البعــض‪ ،‬لــوال‬ ‫الصعوبــات الـ تـى تحـ َّ‬ ‫ـف بدايــات المسـ يـر‪ ،‬لتبــدأ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ز‬ ‫رحلــة ال ـراع ألجــل التمـ يـر‪ ،‬رحلــة ال تعــرف‬ ‫من الهندسة للجزيرة‬ ‫تتحــدث شــيرين لـ»الميــدان»‪ ،‬عــن البدايــات بعيــون يمألهــا‬ ‫الحنيــن ‪ »:‬التحقــت بدايـ ً‬ ‫ـة بكليــة الهندســة لفتــرةٍ بســيطة‪ ،‬ثــم‬ ‫قادنــي الشــغف لتغييــر المســار نحــو كليــة الصحافــة واإلعــام‬ ‫فــي جامعــة اليرمــوك بــاألردن‪ ،‬وبــدأت العمــل فــي إذاعــة‬ ‫صــوت فلســطين لمــدة أربــع ســنوات‪ ،‬ثــم ابتســم لــيَ القــدر‬ ‫فــي ‪ 1997‬أللتحــق بفريــق العمــل فــي قنــاة الجزيــرة‪ ،‬كمراســل‬ ‫صحفــي‪ ،‬وف ًقــا لدعــوة زميلــي وليــد العمــري‪ ،‬ولــم يكــن دوامًــا‬ ‫ً‬ ‫كامــا فقــد كنــت أعمــل يوميــن أســبوعيًا»‪.‬‬ ‫ســألناها عــن الصعوبــات التــي تواجههــا فــي مهنتهــا فأشــارت‬ ‫إلــى أن العمــل التلفزيونــي ال يحمــل تغطيــاتٍ ســهلة‪ ،‬فالســبق‬ ‫الصحفــي يســتلزم أن يكــون الصحفــي علــى أهبَّــة االســتعداد‪،‬‬

‫ً‬ ‫عنوانــا‪ ،‬لتصنــع مــن المســتحيل ً‬ ‫واقعــا‪،‬‬ ‫للخســارة‬ ‫ُْ‬ ‫وتزهــر بــورد الحيــاة‪ .‬هــذا الطريــق الــذي ســارت‬ ‫عليــه الصحفيــة شـ يـرين أبــو عاقلــة‪ ،‬مراســلة قنــاة‬

‫ليتواجــد فــي موقــع الحــدث‪ .‬وأمــا عــن طبيعــة المهنــة إن كانــت‬ ‫تفــرِّق بيــن الصحفــي والصحفيــة‪ ،‬تلفــت أبــو عاقلــة إلــى أن‬ ‫األمــر يتعلــق بطبيعــة الحــدث‪ ،‬فبعــض الصراعــات التــي تتطلــب‬ ‫العمــل لســاعاتٍ متأخــرة‪ ،‬والمبيــت خــارج البيــت‪ِّ ،..‬‬ ‫تمثــل‬ ‫صعوبــات وتحديــات شـ َّ‬ ‫ـاقة أمــام المــرأة الصحفيــة‪ ،‬ورغــم ذلــك‪،‬‬ ‫فإنهــا تؤكــد علــى أنهــا تملــك عزيمــة وإرادة للمتابعــة وتحمُّــل‬ ‫المزيــد مــن الصعوبــات‪.‬‬ ‫القدس‪-‬رام اهلل‬ ‫وتشــير شــيرين إلــى أن العمــل الصحفــي‪ ،‬يخلــق فــي داخلنــا‬ ‫نفسًــا قويــة‪ ،‬مســتدركة ‪ »:‬بعــض المواقــف خاصـ ً‬ ‫ـة فــي اآلونــة‬ ‫األخيــرة أكبــر مــن جَ َلدِنــا‪ ،‬وقوتنــا وتحملنــا‪ ،‬فاإلنســانية فينــا‬ ‫ً‬ ‫أول وأخيــرًا»‪ .‬وعندمــا ســألناها عــن القــدس ومكانتهــا فــي‬

‫ف‬ ‫الجزيــرة ي� الضفــة الغربيــة‪ ،‬لتثبــت أن رســالة‬ ‫ٌ‬ ‫الحــق والقــوة‪ ،‬رســالة أبديــة تســتحق المغامــرة‬ ‫والمجازفــة ‪.‬‬

‫قلــب شــيرين‪ ،‬أخــذت نفسًــا عمي ًقــا مــا بيــن الحــبِّ والوجــع‪،‬‬ ‫وقالــت‪« :‬القــدس غصــة كبيــرة‪ ،‬فكلمــا اســتحضَرتُ القــدس‬ ‫فــي ذاكرتــي‪ ،‬تأتــي صــورة الجرافــات والحواجــز واالعتقــاالت‬ ‫واالنتهــاكات‪ ،‬فالقــدس لــم تعــد كمــا كانــت فــي طفولتنــا»‪.‬‬ ‫شــيرين المقدســية أحبــت القــدس التــي بالنســبة لهــا الميــاد‬ ‫والــروح والهــوى‪ ،‬إال أن رام اهلل لهــا جــز ٌء كبيــر فــي قلبهــا بعــد‬ ‫القــدس‪ ،‬خاصـ ً‬ ‫ـة أنهــا تتــردد كثيــرًا إليهــا بحكــم عملهــا فيهــا‪.‬‬ ‫شريين اإلنسانة‬ ‫ســألناها عــن طبيعــة حياتهــا كـ»شــيرين» اإلنســانة ال الصحفيــة‪،‬‬ ‫فتجيــب بصــوتٍ مبتهــج‪ »:‬أحــاول قــدر اإلمــكان عنــد انتهــاء‬ ‫عملــي وعودتــي للبيــت‪ ،‬أن أغلــق ذاكرتــي عــن كل مــا يتعلــق‬ ‫بالعمــل‪ ،‬وأعيــش ببســاطة الحيــاة‪ ،‬ألشــاهد المسلســاتٍ‬

‫الطريفــة‪ ،‬واألفــام المســلية‪ ،‬بعيــدًا عــن األخبــار والصراعــات‬ ‫ٍ‬ ‫المســتمرة»‬ ‫ُ‬ ‫وعــن حياتهــا األســرية‪ ،‬تقــول‪ « :‬أملــك أخًــا وحيــدًا‪ ،‬وقــدَّر اهلل‬ ‫أن أُكمــل طريقــي دون والــديَّ رحمهمــا اهلل‪ ،‬وقــررتُ أن أعيــش‬ ‫لنفســي وقضيتــي‪ ،‬ولــدي أصدقــاء كثــر يرســمون لــي البهجــة‬ ‫والســعادة فــي كل مــرةٍ يقابلنــي فيهــا الضيــق أو اليــأس‪ ،‬ألدرك‬ ‫حينهــا أن شــيرين تملــك أشــخاصًا مؤمنيــن برســالتها وقدرتهــا‬ ‫علــى تخطــي الصعوبــات والســير فــي طريــق الصحافــة»‪.‬‬ ‫شــيرين امــرأة قويــة وقفــت أمــام الكاميــرا‪ ،‬ووهبــت حياتهــا‬ ‫بالكامــل لمهنــة البحــث عــن المتاعــب‪ ،‬لتنســج الحــروف‬ ‫ولتَحِيــكَ الحقيقــة بإبــرةٍ صنعتهــا الحــروب والصراعــات‪،‬‬ ‫واالعتقــاالت‪.‬‬

‫«سالم قطناني» استطاعت‬ ‫تحويـــل املعـــادالت إلـــى مسليـات‬ ‫روان حميد ‪ -‬عمان‪:‬‬

‫بـ ي ن‬ ‫ـ� أرفــف كل مكتبــة ومصــدر‪ ،‬وثنايــا المواقــع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫االلك�ونيــة تــدور وتبحــث لتتحــري عــن معلومـ ٍـة‬ ‫ً‬ ‫تســللت ألذنهــا‪ ،‬أو ربمــا قرأتهــا صدفــة عابــرة‪ ،‬لــم‬ ‫ً‬ ‫تقف هنا؛ بل صنعت من المواقع ت‬ ‫االف�اضية عالما‬

‫ال تنتظر‬ ‫«الميــدان» التقــت المبدعــة «قطنانــي» التــي عــا‬ ‫صيتهــا مــن خــال الفيديوهــات التــي تقدمهــا‬ ‫عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي حــول موضوعــات‬ ‫علميــة معقــدة بأســلوب ســهل وجميــل‪ ،‬تقــول‬ ‫قطنانــي ‪»:‬علــى أي إنســان يمتلــك موهبــة مــا‪،‬‬ ‫يجــب أن يعمــل علــى تنميتهــا دون انتظــار أحــد»‪.‬‬ ‫وتبيــن أن الدعــم المعنــوي كفيــل بجعــل االنســان‬ ‫يظهــر كل مــا لديــه مــن مهــارات ومواهــب‪،‬‬ ‫مؤكــدة أن الداعــم االساســي لهــا فــي االســتمرار‬ ‫يعــود لعائلتهــا ومــن ثــم الحافــز الداخلــي لديهــا‪.‬‬ ‫وحــول البدايــات توضــح قطنانــي « أعــددت فيديــو‬ ‫ألصدقائــي علــى» ســناب شــات»‪ ،‬فأعجبهــم‪،‬‬ ‫فطلبــوا منــي نشــره علــى مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي‪ ،‬فقابلــه الجمهــور بمتابعــة واعجــاب‬ ‫واســعين‪ ،‬وهــو مــا دفعنــي لمواصلــة العــروض فــي‬ ‫الموضوعــات العلميــة»‪.‬‬ ‫سهل ومسلي‬ ‫وحــول أفــكار الفيديوهــات توضــح أنهــا تحددهــا‬ ‫بنــاء علــى رغبــة الجمهــور‪ ،‬ثــم تبحــث بعمــق‪،‬‬

‫لهــا لتشــارك متابعيهــا مــا تصــل إليــه مــن معلومــات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بحــب وإيمــان كل معلومــة وكل شــغف‪.‬‬ ‫فشــاركتهم‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ـا�» أردنيــة األصــل والمنشــأ ولــدت ي�‬ ‫«ســام قطنـ ي‬ ‫ه الوحيدة لعائلتها‪ ،‬أنهت‬ ‫‪ 5‬مارس‪/‬أذار ‪1988‬م‪ ،‬ي‬

‫ومســل‪»: ،‬وال أبــادر‬ ‫ســهل‬ ‫وتقدمهــا بأســلوب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بنشــر الفيديــو إال بعــد التأكــد مــن صحتــه العلميــة‬ ‫‪.»%100‬‬ ‫طريــق الشــهرة محفــوف بالعقبــات والعثــرات التــي‬ ‫ربمــا تســقطنا لكننــا نقــوم أقــوى فــي كل مــرة‪،‬‬ ‫فــي اطــار ذلــك تخبرنــا قطنانــي عــن العقبــات‬ ‫التــي واجهتهــا‪ ،‬مبينــة أن ضيــق الوقــت يعتبــر‬ ‫العائــق الكبيــر أمامهــا بحيــث ال تجــد وقتــا لتســجيل‬ ‫فيديوهــات بســهولة ‪»:‬خاصــة أنــي أم وعاملة بذات‬ ‫الوقــت وال أجــد الوقــت لمشــاركة الفيديوهــات‬ ‫بشــكل مســتمر‪ ،‬إال أننــي أحــاول الموازنــة مــن‬ ‫خــال تنظيــم وقتــي قــدر المســتطاع»‪.‬‬ ‫«الحب واملنبه»‬ ‫وتشــير قطنانــي إلــى أنهــا رشــحت مــن قبــل‬ ‫‪ livindwell awords‬كأفضــل مؤثــر علــى مواقــع‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪ ،‬وهــي مؤسســة متواجــدة‬ ‫فــي األردن تختــار المؤثريــن بنــاء علــى تصويــت‬ ‫الجمهــور‪ ،‬وتابعــت أن عــدد متابعيهــا علــى‬ ‫«الفيــس بــوك» وصــل الــى ‪ 160‬ألــف متابــع‪،‬‬ ‫و ‪20‬ألــف علــى انســتجرام‪ ،‬و ‪ 150‬ألــف علــى‬

‫اليوتيــوب‪.‬‬ ‫وتتابــع الباحثــة قطنانــي ‪»:‬هنــاك اقبــال مــن‬ ‫المتابعيــن أيــا كان الموضــوع العلمــي المطــروح»‪،‬‬ ‫وتبيــن أن أعلــى المشــاهدات كانــت لموضــوع‬ ‫«الحــب والمنبــه» حيــث وصلــت الــى نصــف مليــون‬

‫الثانوية العامة ولم تكمل دراستها الجامعية‪ ،‬لكنها‬ ‫ف‬ ‫حصلــت عــى تدريــب ي� ادارة المشــاريــــع أنجزتــه‬ ‫خالل سنة واحدة فقط‪ ،‬فساعدها للعمل مضيفة‬ ‫طـ يـران ف ي� الخطــوط الجويــة األردنيــة‪.‬‬

‫مشــاهدة‪.‬‬ ‫وتعتبــر قطنانــي أن أفضــل إنجازاتهــا هــو اهتمــام‬ ‫الجمهــور بموادهــا المعروضــة‪ ،‬منوهــة أن‬ ‫الجمهــور دائمــا يحثنــي علــى االســتمرار‪ ،‬كمــا‬ ‫وعقــدت عــدة نــدوات فــي األردن بتنســيق الشــباب‬ ‫المهتمــة حــول ذلــك‪.‬‬ ‫وتســتخدم قطنانــي لجــذب جمهورهــا أســاليب‬ ‫غيــر تقليديــة مختلفــة باالعتمــاد علــى التشــويق‬ ‫ليصبــح المشــاهد مجبــرا علــى اكمــال الفيديــو‬ ‫حتــى النهايــة‪ ،‬فيكتشــف أنــه تعلــم معلومــة‬ ‫جديــدة بطريقــة جديــدة‪»: ،‬إضافــة إلــى‬ ‫اســتخدامي لقصــص علميــة وربطهــا بالحيــاة‬ ‫اليوميــة واســتخدم لغــة مســتخدمة بيــن األهــل‬ ‫واألصدقــاء»‪.‬‬ ‫التعليم الجامعي‬ ‫«المعلــم المميــز هــو الــذي ال يعلمــك مــاذا تفكــر‬ ‫لكنــه يعلمــك طــرق التفكيــر الــي تتبعهــا» بهــذا‬ ‫أجابــت قطنانــي علــى ســؤالنا لهــا حــول رغبتهــا‬ ‫فــي اكمــال دراســتها‪ ،‬مضيفــة ‪ »:‬عــدم اكمــال‬ ‫دراســتي أعتبــره شــيء مزعــج لــي‪ ،‬وال أســتطيع أن‬

‫أجــزم أن الجامعــة ليســت حجــر أســاس مــن بنــاء‬ ‫اإلنســان وثقافتــه‪ ،‬واألمــر يعــود إلــى ذات الشــخص‬ ‫واســتغالله للمرحلــة الجامعيــة»‪.‬‬ ‫وتــردف بالقــول‪ »:‬أؤمــن أن اإلنســان إذا مــا وضــع‬ ‫أمامــه هدفــا وخطــط لــه جيــداً فإنــه ســيحققه‪،‬‬ ‫والجامعــة تمهــد لــه الطريــق ولكــن لــن تعطيــه‬ ‫كل مــا يريــد‪ ،‬وهنــا تصبــح الجامعــة عامــل مســاعد‬ ‫فقــط»‬ ‫أنت املسؤول عنك‬ ‫وتنتقــد قطنانــي نظــام التعليــم فــي الجامعــات‬ ‫بالقــول‪ »:‬الجامعــات تعامــل الطالــب علــى أنــه‬ ‫وعــاء عليهــا أن تمــأه بأكبــر قــدر ممكــن حتــى‬ ‫يصــل للنهايــة»‪.‬‬ ‫وتعقــد قطنانــي العــزم علــى االســتمرار فــي نشــر‬ ‫فيديوهــات تعليميــة لمتابعينهــا‪ ،‬كمــا وتحلــم‬ ‫بتأســيس منظمــة لحقــوق الطفــل وحمايتــه مــن‬ ‫العنــف والتحــرش‪.‬‬ ‫وتنهــي حديثهــا فــي رســالة وجهتهــا للشــباب‪»:‬‬ ‫الشــخص الوحيــد المســؤول عنــك وعــن ســعادتك‬ ‫هــو أنــت»‪.‬‬


‫ميدان الإعالم‬

‫‪7‬‬

‫«صحافة املوبايل» ‪..‬‬ ‫عربة بث يف جيب‬ ‫كل مواطن‬ ‫حمزة رضوان – امليدان‪:‬‬ ‫فــي ســياق التطور المتســارع الذي تشــهده مهنة الصحافــة‪ ،‬فقفزت إلى الســطح صحافة‬ ‫الهاتــف المحمــول الــذي أضــاف أســلوبا تقنيــا حديثــا فــي التغطيــات الصحفيــة‪ ،‬وهــو ما‬ ‫جعــل إمكانيــات النشــر والبث أســهل وأســرع‪.‬‬ ‫يقــول المــدون رضــوان األخــرس إن اســتخدام الشــباب اإلعالمييــن الفلســطينيين لهــذا‬ ‫النــوع مــن الصحافــة الحديثــة تصاعد بعــد حــرب عــام ‪ 2014‬حيــث أدرك الجميع أهمية‬ ‫الهاتــف المحمــول فــي توثيــق جرائــم االحتالل‪.‬‬ ‫وحــول أهميــة اســتغالل صحافــة الموبايــل فــي مقاومــة االحتــال االســرائيلي‪ ،‬تحــدث‬ ‫الناشــط األخــرس عــن ضــرورة اســتثمار الصحفي الفلســطيني لهذه التقنيــات في فضح‬ ‫جرائــم االحتــال بحــق المدنيين الفلســطينيين ومقدســاتهم‪.‬‬ ‫ويضيــف جانبـاً مهمـاً لهــذا النوع مــن الصحافة وهــو رفع الروح المعنوية للفلســطينيين‬ ‫فــي مجابهــا االحتــال ومجابهة اإلشــاعات والدعاية بنشــرها االحتــال من حين آلخــر‪»: ،‬‬ ‫والعمــل علــى تصدير الرواية الفلســطينية الكاملة‪ ،‬وتحشــيد الــرأي العــام الدولي لصالح‬ ‫القضيــة الفلســطينية»‪ .‬ويدعــو األخــرس الصحفييــن الشــباب للتجديــد فــي تغطياتهم‬ ‫من خالل اســتخدام أســاليب وطريقة صياغة حديثه لصالح قضايا الشــعب الفلســطيني‬ ‫دون التســاوق مــع حمــات االحبــاط و الياس‪.‬‬ ‫بــدوره يتحــدث الصحفــي والمــدون أســعد البيروتــي عــن تجربتــه فــي صحافــة الموبايل‬ ‫بقولــه أنــه فــي البدايــة كان يتعامــل مــع الهاتــف المحمــول فــي تصويــر ومونتــاج إلقــاء‬ ‫القصائــد الشــعرية‪ ،‬وكان يحــرص أن يكــون الفيديــو بجودة جيدة حتى يرغب المشــاهد‬ ‫فــي متابعتــه‪ .‬ويقــول البيروتــي أنه من خــال الهاتف اســتطاع توثيــق كل لحظة فاصلة‬ ‫فــي حياتــه‪ ،‬وبعــد فترة‪»: ،‬وزاد شــغفي عنــد دخولي الكلية الجامعيــة اختصاص الصحافة‬ ‫واإلعــام وكنت أســتثمر المســاقات الجامعية المتخصصــة بـ»اإلعالم الجديد»»‪ .‬ويشــير‬ ‫البيروتــي إلــى إنــه اســتطاع مــن خــال الهاتــف المحمــول الــذي قــد يســيئ النــاس‬ ‫اســتخدامه‪ ،‬أن ينقــل معانــاة النــاس للعالــم‪ ،‬مؤكــدا أن ذلك شـ ّ‬ ‫ـكل له فرصــة للعمل في‬ ‫قنــاة القــدس الفضائية‪.‬‬

‫«الفكهاني اإلعالمي»‬ ‫ميســاء حبوش – امليدان‪:‬‬

‫ف� ركــن مــن أراكان ميــدان فلسـ ي ن‬ ‫ـط� «الســاحة» الــذي يضــج بالنــاس والباعــة‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ـام»‬ ‫ـ‬ ‫اإل‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫«بالنا‬ ‫ـه�‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ئ‬ ‫با‬ ‫ـعبان»‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫«ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ج�انــه نظـ ًـرا لعــدد اللقــاءات الـ يـى أجراهــا مــع وســائل‬ ‫كمــا يحــب أن يســميه ي‬ ‫اإلعــام المختلفــة‪.‬‬ ‫نبض الشارع‬ ‫أبــو شــعبان ‪ 70‬عامًــا أصبــح وجهــه مألوفــا‬ ‫علــى شاشــات التلفــزة نظــرا لظهــوره‬ ‫المتكــرر للتعبيــر عــن نبــض الشــارع فــي‬ ‫مختلــف القضايــا واألحــداث‪ ،‬حيــث يقصــده‬ ‫اإلعالميــون نظــرًا لطالقتــه وقــوة تعبيــره‪.‬‬ ‫ويعمــل الفكهانــي «أبــو شــعبان» فــي‬ ‫بيــع الفواكــه منــذ نحــو ‪ 53‬ســنة‪ ،‬وهــو‬ ‫متــزوج ولديــه ‪ 7‬مــن األبنــاء الذيــن حــرص‬ ‫علــى تعليمهــم جميعًــا رغــم أنــه لــم ينــه‬ ‫تعليمــه اإلعداديــة‪.‬‬ ‫ويرجــع أبــو شــعبان األســباب وراء عالقتــه‬ ‫المميــزة مــع وســائل اإلعــام إلــى أنــه‬ ‫يتحــدث بجــرأة وواقعيــة ويعبــر عــن‬ ‫الطبقــة الفقيــرة فــي المجتمــع»‪.‬‬ ‫ال يســتمع لألخبار‬ ‫ويضيــف «عمــدة الســوق» كمــا يحــب‬ ‫أن يســميه أيضًــا أصدقائــه أن معظــم‬ ‫الباعــة فــي الســوق يخافــون مــن الكاميــرا‬ ‫ويرفضــون اجــراء المقابــات مــع وســائل‬ ‫اإلعــام وعــادة مــا يحيلــون اللقــاء لــه‬ ‫إلنقــاذ الموقــف‪.‬‬ ‫ويقــول أبــو شــعبان معتــدًا بنفســه‬ ‫‪ »:‬أســتطيع التعبيــر عــن واقــع النــاس‬ ‫بطريقــه ال يملكهــا حملــة الشــهادات‬ ‫العليــا‪ ،‬كمــا وأســتطيع التعامــل مــع كافــة‬

‫د‪ .‬عارف حجاوي‬ ‫مسئول جودة التحرير‬ ‫يف قناة الجزيرة‬

‫شــرائح المجتمــع ٌ‬ ‫كل بمــا يقنعــه»‪.‬‬ ‫كمــا ويقــول إن مخالطتــه للنــاس‪،‬‬ ‫واحتكاكــه مــع كافــة شــرائح المجتمــع فــي‬ ‫الســوق‪ ،‬وحبــه لســماع شــكوى النــاس‪ ،‬كل‬ ‫ذلــك أهلــه للحديــث باســمهم؛ إال أن «أبــو‬ ‫شــعبان» وعلــى غيــر المتوقــع يخبرنــا بأنــه‬ ‫ال يحــب ســماع األخبــار‪ ،‬ويفضــل عليهــا‬ ‫مشــاهدة األفــام العربيــة القديمــة!‪.‬‬ ‫ال يتلــق أوامر!‬ ‫ويرفــض المتحــدث الفكهانــي الناطــق‬ ‫أن يلتــق أي توجيهــات مــن قبــل وســائل‬ ‫اإلعــام حــول مــاذا يقــول‪ ،‬وكيــف يقــول‪،‬‬ ‫مؤكــدا أنــه ال يعبــر إال عمــا يجــول بخاطــره‬

‫ويعبــر عــن لســان حــال النــاس‪.‬‬ ‫ومــن أكثــر المواقــف التــي يتذكرهــا‬ ‫«العمــدة» أن أحــد الصحفييــن طلــب منــه‬ ‫اجــراء مقابلــة حــول موضــوع مــا‪ ،‬إال أنــه‬ ‫تركــه أمــام الكاميــرا وذهــب لغــرض مــا‪،‬‬ ‫األمــر الــذي قابلــه باالعتــذار عــن المقابلــة‬ ‫لتلقيــن ذلــك الصحفــي درســا فــي احتــرام‬ ‫الجمهور‪-‬علــى حــد وصفــه‪.-‬‬ ‫وتوجــه أبــو شــعبان بنصيحــه لوســائل‬ ‫اإلعــام والناطقيــن اإلعالمييــن بمراعــاة‬ ‫ضميرهــم‪ ،‬والحــرص علــى أمانــة الرســالة‪،‬‬ ‫وعــدم التعبيــر إال عمــا يجــول فــي خاطــر‬ ‫الشــعب الفلســطيني‪.‬‬

‫طوق نجاة للصحافة التقليدية‬

‫«صحافة البيانات» ‪ ..‬اختصر ال وقت لدي‬ ‫إســراء ابو شمالة – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫ـام‪،‬‬ ‫ـو� عــى الصعيــد االعـ ي‬ ‫ي� ضــوء تســارع عجلــة التطــور التكنولـ ج ي‬ ‫تط ـرأ أدوات مســتحدثة عــى المهنــة بأســاليب وطــرق جديــدة‪،‬‬ ‫كظهــور صحافــة البيانــات‪ ،‬الـ ت يـى تربعــت عــى عــرش الصــدارة‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫حاليــا‪ ،‬ونتجــت عنهــا التغـ يـرات الكـ بـرى ي� الصناعــة‬ ‫اإلعالميــة‬ ‫ض‬ ‫اإلعالميــة‪ .‬وتســى صحافــة البيانــات بصحافــة تنظيــم الفــو�‪،‬‬ ‫الســهل املمتنع‬ ‫يقــول الصحفــي وســام عفيفــة لـ»الميــدان «‪ :‬يواجــه‬ ‫القــارئ صعوبــة فــي تحليــل البيانــات الصــادرة عــن‬ ‫المؤسســات‪ ،‬ولكــن مــع وجــود صحافــة البيانــات‪،‬‬ ‫نســتطيع اآلن تحويــل هــذه االحصائيــات المعقــدة‬ ‫إلــى شــكل واحــد فنــي يُســمى االنفــو جرافيــك»‪.‬‬ ‫ويتابــع «عفيفــة ‪ »:‬إن هــذا النــوع مــن الصحافــات‬ ‫ليــس ســهال‪ ،‬فالصعوبــة تكمــن فــي تحليــل هــذه‬ ‫األرقــام والتوغــل فــي دقتهــا‪ ،‬ليتــم عرضهــا بشــكل‬ ‫مبســط وواضــح‪ ،‬وال تبقــى حبيســة ألشــكال العــرض‬ ‫التقليديــة»‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن صحافــة البيانــات‪ ،‬ال يحتــاج إلــى‬ ‫صحفييــن أو إعالمييــن فقــط ‪ ،‬بــل البــد مــن وجــود‬ ‫طرفيــن أساســيين‪ ،‬همــا الصحفــي المحــرر للخبــر‪،‬‬ ‫والمصمــم المعــد لإلنفــو جرافيــك‪.‬‬ ‫وحــول آليــة إعــداد «االنفــو جرافيــك»‪ ،‬يوضــح مصمــم‬ ‫الجرافيــك» محمــد جبريــل أن الخطــوة األساســية فــي‬ ‫تجهيــز اإلنفــو جرافيــك هــي االطــاع علــى ماهيــة‬ ‫البيانــات الموجــودة‪ ،‬ليتــم فلترتهــا واســتخراج مــا‬ ‫هــو أساســي ومهــم‪ ،‬ومــن ثــم تحديــد االدوات‬ ‫المســتخدمة فــي االخــراج الفنــي واســتخدام برامــج‬ ‫التصميــم‪ ،‬ومــن ثــم التنفيــذ وصــوال للمراجعــة‪.‬‬ ‫ويضيــف «جبريــل» أن المصمــم ليــس مجــرد فنــي‪،‬‬ ‫بــل ال بــد أن يكــون علــى تمــاس باإلعــداد الصحفــي‪،‬‬ ‫وأن تكــون لــه نظــرة وقــدرة علــى تعديــل البيانــات‪،‬‬ ‫بمــا يوصــل المعلومــة بشــكل ســهل‪ ،‬مــع مراعــاة‬ ‫الجانــب الفنــي فــي اإلخــراج‪.‬‬

‫خلــق تخصصات جديدة‬ ‫ومــن جانــب آخــر يؤكــد د‪ .‬وائــل عبــد العــال الباحــث‬

‫الكاتب‬ ‫مسكين‬

‫ف‬ ‫الصح� عىل تحويلكم هائل من البيانات‬ ‫حيث يعمل من خاللها‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫لقصــة صحفيــة برصيــة يمكــن أن تخــرل الكثـ يـر مــن المعلومــات‪،‬‬ ‫عـ بـر رســوم بيانيــة وأشــكال‪ ،‬وعرضهــا عــى القــارئ بصــورة جذابــة‪،‬‬ ‫وتعتمد هذه الصحافة عىل الحواسيب والهواتف الذكية واأللواح‬ ‫ت‬ ‫اإللك�ونيــة بطريقــة جديــدة إلعــداد الروايــات واألخبــار الصحفيــة‪.‬‬

‫فــي المجــال أن صحافــة البيانــات بــكل ادواتهــا ابتــدا ًء‬ ‫مــن التصميــم واالعــداد‪ ،‬إلــى تحليــل البيانــات‪،‬‬

‫تســتطيع خلــق تخصصــات جديــدة للصحفييــن‪،‬‬ ‫واضافــت جديــدا لخبراتهــم وقدراتهــم‪ ،‬للخــروج عــن‬ ‫المســارات التقليديــة المتبعــة فــي اإلعــام‪ ،‬منوهــا‬ ‫إلــى أن ذلــك عنصــرا هامــا يميزهــم لســوق العمــل‪.‬‬ ‫ويتابــع «عبــد العــال‪ »:‬الصحفــي فــي هــذه الحالــة‬ ‫ال يكــون مجــرد ناقــل للخبــر‪ ،‬بــل محلــل ومؤثــر‪،‬‬ ‫ويســتنبط الخبــر مــن بيــن ثنايــا الكــم المهــول‬ ‫باألرقــام واالحصائيــات‪ ،‬وهــذا ال شــك يضيــف عنصــر‬ ‫قــوة للصحفــي‪ ،‬ويخلــق لديــه حالــة تكامــل فــي عملــه‬ ‫الصحفــي مــع وجــود التحديــات»‪.‬‬ ‫صحافة املســتقبل‬ ‫أمــا عــن أبــزر اســتخدامات هــذا النــوع مــن الصحافــة‬ ‫يقــول « عفيفــة» ‪ :‬نجــد أن معظــم الفنــون الصحافيــة‬ ‫والتخصصــات االخــرى‪ ،‬كالمجــاالت الرياضيــة‬ ‫واالقتصاديــة والشــؤون العســكرية‪ ،‬وال ســيما‬ ‫التحقيقــات الصحافيــة‪ ،‬تعتمــد بشــكل أساســي علــى‬ ‫هــذه النــوع مــن الصحافــة‪.‬‬ ‫ويلخــص «عفيفــة» مفهومــه لصحافــة البيانــات فــي‬ ‫أنهــا لغــة ســهلة بمحتــوى صعــب‪ ،‬وتمثــل نقلــة‬ ‫نوعيــة مميــزة فــي المجــال اإلعالمــي‪ ،‬خاصــة وأننــا‬ ‫نواكــب عصــر الســرعة‪ ،‬ونبحــث عــن كل مــا هــو جديــد‬ ‫فــي الصحافــة واإلعــام»‬ ‫وفــي ظــل هــذا التطــور التقنــي الهائــل فــي عالــم‬ ‫الصحافــة يرجــح كل مــن « عفيفــة» و « عبدالعــال»‬ ‫أن المســتقبل لصحافــة البيانــات‪ ،‬ومــن المتوقــع أن‬ ‫تكــون األكثــر تفضيــا للصحافييــن‪ ،‬أي أنهــا أصبحــت‬ ‫تفــرض نفســها بقــوة‪.‬‬

‫المتحــدث يســتخدم بصوتــه‬ ‫ويلــون فــي طريقــة الــكالم‪،‬‬ ‫وهــو يســتعمل أدوات‬ ‫كثيــرة‪ ،‬يســرع أحيانــاً فــي‬ ‫كالمــه‪ ،‬وأحيانــاً يبطــيء‪،‬‬ ‫يعلــو صوتــه‪ ،‬وأحيانًــا‬ ‫ينخفــض صوتــه يكــون‬ ‫صوتــه حــادًا عندمــا يعبــر‬ ‫عــن نقطــة معينــة‪ ،‬وأحيانــاً‬ ‫يصبــح صوتــه غليظــاً ويمــد‬ ‫أحــرف العلــة مــد اً طويــ ً‬ ‫ا‬ ‫كمــا يفعلــون فــي خطــب‬ ‫الجمعــة‪ ،‬ذلــك ألنــه يريــد‬ ‫أن يعبــر عــن نفســه بأمــور‬ ‫شــتى بــأدوات يســتعملها‪،‬‬ ‫يضــع بيــن كلماتــه وقفــات‪،‬‬ ‫هدفهــا أن تشــد انتبــاه‬ ‫المســتمع‪ ،‬هــذه أدوات‬ ‫المتحــدث‬ ‫يســتعملها‬ ‫المســتعمل لصوتــه‪.‬‬ ‫أمــا أنــت أيهــا الكاتــب‬ ‫فأنــت مســكين‪ :‬عنــدك‬ ‫الكلمــة الســوداء تلقيهــا‬ ‫علــى الشاشــة البيضــاء‪،‬‬ ‫ليــس عنــدك مــن األدوات‬ ‫الــذي ذكرتهــا وأنــت‬ ‫تتكلــم بصوتــك‪ ،‬فعليــك‬ ‫أن تســتخدم أدوات أخــرى‬ ‫مــن هــذه األدوات الحركــة‬ ‫مثــال «كانــت مشــيتها علــى‬ ‫الرصيــف غيــر طبيعيــة‪،‬‬ ‫وارتطمــت بعمــود كهربــاء‪،‬‬ ‫فأصيبــت بجــرح دام فــي‬ ‫جبهتهــا»‪ ،‬نريــد أن نصــف‬ ‫هــذه المــرأة المعنَّفــة التــي‬ ‫خرجــت مــن بيتهــا بوضــع‬ ‫حركــة فنقــول‪« :‬كانــت تســير‬ ‫علــى الرصيــف متمايلــة‬ ‫وقدماهــا مهوجتــان‪ ،‬ورأســها‬ ‫يميــل يمينــاً ويســار اً ‪ ،‬ثــم‬ ‫فجــأة ارتطمــت بعمــود‬ ‫الكهربــاء‪ ،‬وســقطت أرضــاً ‪،‬‬ ‫والــدم يقطــر مــن جبهتهــا‪.‬‬ ‫وهــذه جملــة كنــت كتبتهــا‬ ‫فــي كتــاب عــن المتنبــي ‪»:‬إن‬ ‫قصــة حيــاة المتنبــي أســهل‬ ‫مــن تجفيــف الغســيل فــي‬ ‫جهنــم»‪ ،‬كنــت أعيــش فــي‬ ‫دولــة ذات منــاخ حــار‪ ،‬وكنــت‬ ‫عندمــا أنتشــل الغســيل مــن‬ ‫الغســالة أراه يجــف بســرعة‪،‬‬ ‫فجاءنــي التشــبيه «أســهل‬ ‫مــن تجفيــف الغســيل فــي‬ ‫جهنــم»‪.‬‬ ‫وهنــاك أخطــاء تعتــري‬ ‫التشــبيهات‪ ،‬وهنــاك العديــد‬ ‫مــن التشــبيهات التــي‬ ‫تســاعد فــي جعــل القــاريء‬ ‫يحــس فــي المعنــى‪ ،‬ودائمــاً‬ ‫تذكــر أن تصــف الموقــف‬ ‫كمــا تــراه حتــى يكــون‬ ‫التشــبيه جيــد اً ‪ ،‬وال تصــف‬ ‫مــا ال تعــرف‪.‬‬


‫ريادة و�إبداع‬

‫‪8‬‬

‫بحـر غـزة فـي احشائـه الـدرُّ‬ ‫كامـن فاسألـوا «مقـداد» عـن جمالـه‬

‫شاب من غزة يعثر‬ ‫عمل يف املطبخ‬ ‫على ٍ‬

‫عمــر النونو – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫مــن منــا لــم يحلــم يومــا أن يغــوص ي� أعمــاق البحــر‬ ‫ف‬ ‫لـ يـرى العجائــب‪ ،‬وينــى الهمــوم‪ ،‬ويــذوب ي� بديع‬ ‫رياضة ومتعة‬ ‫يتحــدث لنــا رامــي ذو ‪ 32‬عامــا ســكان‬ ‫مدينــة غــزة عــن هوايتــه التــي بدأهــا قبــل‬ ‫‪ 15‬عامًــا بالصيــد مــن خــال الصنــارة‪،‬‬ ‫فاســتهواه عمــق البحــر ليدفعــه الــى‬ ‫الغــوص داخلــه‪ ،‬والصيــد بالمســدس‬ ‫البحــري المخصــص للصيــد تحــت المــاء‬ ‫ليجــوب أعمــاق بحــر غــزة‪ ،‬ويســتمتع‬ ‫بمشــاهدة المناظــر الجذابــة والحصــول‬ ‫علــى األســماك بأشــكالها واحجامهــا‬ ‫المتنوعــة‪.‬‬ ‫يقــول مقــداد‪« :‬بمجــرد نزولــك لألعمــاق‬ ‫ومشــاهدة االســماك علــى الصخــور فهــذا‬ ‫شــعور ال يوصــف»‪ ،‬الفتًــا بدلــة الغــوص‬ ‫والزعانــف ومســدس الصيــد كل مــا‬ ‫يحتاجــه الشــخص ليبــدأ هــذه الهوايــة‬ ‫بعيــدا عــن النــاس‪.‬‬ ‫منع املعدات‬ ‫ويضيــف رامــي‪ »:‬عقــدت دورتيــن تدريــب‬ ‫فــي الغــوص الحــر علــى عاتقــي الشــخصي‬ ‫وبحكــم ممارســتي للهوايــة مــن حوالــي‬ ‫‪ 11‬ســنة‪ ،‬كمــا واســتعنت بعــدد مــن‬ ‫اصدقائــي المدربيــن فــي الــدول العربيــة‪.‬‬ ‫ويتابــع ‪»:‬عملــت علــى تأســيس اتحــاد‬ ‫للرياضــة البحريــة يضــم أربعــة أنــواع‬

‫محمــود أبو ناصر – امليدان‪:‬‬

‫هــذا العالــم ومخلوقاتــه الجميلــة‪ ،‬نعــم يمكنــك‬ ‫ام مقــداد»‪.‬‬ ‫فعــل ذلــك كمــا فعــل الغطــاس «ر ي‬

‫المعــدات الالزمــة اطال ًقــا‪ ،‬منوهــا إلــى‬ ‫رياضــة الغــوص مســتحدثة فــي غــزة وال‬ ‫يوجــد لهــا مراكــز تدريــب‪ ،‬فأغلــب الهــواة‬ ‫يعرضــون مواهبهــم عبــر «االنترنــت»‪.‬‬ ‫ويتابــع أن االحتــال يحــول دون الوصــول‬ ‫لمــا بعــد الـــ ‪ 6‬ميــل بحــري وهــي المســافة‬ ‫المســموحة للصيــد بغــزة‪.‬‬

‫مــن الرياضــات البحريــة وهــي الغــوص‬ ‫الحــر‪ ،‬ورياضــة ركــوب األمــواج‪ ،‬والســباحة‬ ‫والتصويــر تحــت المــاء‪ ،‬فجمعــت عــدد‬ ‫كبيــر مــن الشــباب الممارســين لهــذه‬ ‫الهوايــات»‪.‬‬ ‫ويســتدرك أن الرياضــات البحريــة تواجــه‬ ‫معضلــة كبيــرة وهــي منــع االحتــال دخــول‬

‫آمال وطموحات‬ ‫وبعــد تنهديــه طويلــة تمنــى مقــداد اعتماد‬ ‫هــذه الرياضــة ليفتــح مركــزا يُع ّلــم مــن‬ ‫خاللــه رياضــة الغــوص والوصــول إلــى‬ ‫األعمــاق‪ ،‬والصيــد بالمســدس ‪ »:‬إلــى جانب‬ ‫توفيــر أدوات الغــوص ومنــع اســتغالل التجار‬ ‫ألصحــاب المواهــب والهوايــة»‪.‬‬

‫لــم يكــن الشــاب «شــادي األنقــر» (‪ 21‬عامــاً) ليعــرف أن هوايتــه فــي صناعــة‬ ‫ً‬ ‫مهنــة ومنقــذا لــه مــن أتــون البطالــة‪.‬‬ ‫الطعــام ســتصبح‬ ‫يقــول «األنقــر» والــذي يســكن فــي حــي الشــجاعية‪ ،‬إن مهنــة الطبــخ كانــت‬ ‫هوايتــه منــذ الصغــر‪ ،‬وأثنــاء دراســته الجامعيــة واصــل هوايتــه لكــن بتركيــز أكبــر‬ ‫وبمســاندة وتحفيــز مــن ولديــه‪.‬‬ ‫وتقــدم «األنقــر» لعــدة دورات فــي صناعــة الكيــك والمأكــوالت‪ ،‬فوجــد نفســه‬ ‫ـال فــي صناعــة جميــع أنــواع الطعــام‪ ،‬فواصــل طريقــه فــي هــذه‬ ‫مبدعــا وذا زوق عـ ٍ‬ ‫المهنــة حتــى أصبــح شــيف يصنــع معظــم أنــواع الطعــام‪.‬‬ ‫وفــي مطبخــه الصغيــر الموجــود فــي منزلــه يبــدع «األنقــر» فــي صناعــة الحلويــات‬ ‫الشــرقية كالنابلســية والعربيــة والحلويــات البــاردة جميعهــا‪ ،‬ويصنــع مــن العجائــن‬ ‫أشــكا ًال والونـاً‪.‬‬ ‫مصدر رزق‬ ‫ومــن خــال عملــه فــي الطبــخ يوفــر «األنقــر» مصروفــه الــذي يســاعده علــى تلبيــة‬ ‫بعــض الحاجــات ومســتلزماته الحياتيــة فــي ظــل األوضــاع الصعبــة الــذي يعيشــها‬ ‫قطــاع غــزة‪ .‬ويعــرض «األنقــر» أطباقــه عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي التــي‬ ‫اســتطاع مــن خاللهمــا إن يحقــق انتشــارا واســعا بيــن أوســاط عــدة فــي غــزة‪،‬‬ ‫وينــوه أنــه يتلقــى معظــم الطلبــات مــن زبائنــه مــن خــال مواقــع التواصــل أو عبــر‬ ‫الهاتــف‪ .‬ويضيــف أن انقطــاع التيــار الكهربائــي فــي اليــوم لنحــو ‪ 12‬ســاعة‪ ،‬يزيــد‬ ‫مــن التكلفــة ويقلــل مــن الربــح‪ ،‬مؤكــدا أن تكلفــة الطعــام الــذي يصنعــه منخفضــة‬ ‫بالرغــم مــن جــودة الطعــام العاليــة‪ ،‬ودقــة المعاييــر‪.‬‬ ‫عال‬ ‫ذوق ٍ‬ ‫وبشــهادة مــن احــد الزبائــن الذيــن يشــترون الطعــام بشــكل دائــم مــن األنقــر‪،‬‬ ‫ـال»‪ ،‬مشــيرا إلــى أنــه يعتمــد بشــكل دائــم‬ ‫يقــول ‪ »:‬طعامــه دائمـاً لذيــذ وذوقــه عـ ِ‬ ‫عليــه وخاصــة فــي العزائــم والمناســبات‪.‬‬ ‫ويأمــل «األنقــر» مــن المؤسســات المعنيــة رعايــة الشــباب والخرجيــن الذيــن‬ ‫لديهــم هوايــات ومواهــب ولكنهــم ال يعرفــون كيفيــة العمــل علــى تنميتهــا‪.‬‬

‫الفنانة «سحر وشاح» ‪ ...‬لوحات بريشة من مسمار‬ ‫محمــود مقداد – امليدان‪:‬‬

‫ويعتـ بـر الفــن نتاجــا إبداعيــا لإلنســان حيــث‬ ‫ُ‬ ‫تشــكل فيــه المــواد لتعـ بـر عــن فكرتــه‪ ،‬أو تت�جــم‬ ‫أحاسيســه‪ ،‬أو مــا ي ـراه مــن صــور وأ شــكال‬ ‫يجســدها ف ي� أعمالــه‪.‬‬ ‫«ســحر وشــاح» تبلــغ مــن العمــر « ‪25‬عامــا»‬ ‫أبو عمار‬ ‫وتقــول «وشــاح» للميــدان «عشــقت الرســم‬ ‫منــذ الطفولــة‪ ،‬وخاصــة بعدمــا المســت‬ ‫معلمــة الفنــون الجميلــة تميــز أعمالــي‬ ‫وأثنــت عليــه أمــام زميالتهــا فأصبحــت‬ ‫اليــوم فنانــة محترفــة‪ ،‬أجيــد مختلــف أنــواع‬ ‫الفنــون»‪ .‬وترســم لوحــات باســتخدام‬ ‫ألــوان «األكريليــك»‪ ،‬إلــى جانــب الرســم‬ ‫علــى الزجــاج باأللــوان المائيــة‪ ،‬وصناعــة‬ ‫المجســمات الفنيــة واألعمــال الفنيــة‬ ‫التشــكيلية‪ ،‬عــاوة علــى مجموعــة مــن‬ ‫الفنــون المعاصــرة‪.‬‬ ‫وجازفــت «ســحر «فــي تعلــم فــن الرســم‬ ‫بالمســامير والخيطــان بمفردهــا مــن خــال‬ ‫تصفحهــا مواقــع اإلنترنــت‪ ،‬حتــى أبدعــت‬ ‫فــي رســم العديــد مــن اللوحــات الفنيــة‬ ‫إلــى أن قــررت بخطــوة جريئــة تجربــة‬ ‫رســم الشــخصيات‪ ،‬والتــي اســتهلتها مــن‬ ‫الشــهيد القائــد «ياســر عرفــات» كأول‬ ‫إنجــاز لهــا‪.‬‬ ‫فكرة اللوحة‬ ‫وتوضــح «وشــاح» أن الرســم بالخيطــان‬ ‫يحتــاج لقاعــدة خشــبية بسُــمك معيــن‪،‬‬ ‫ومســامير‪ ،‬ويتــم رســم موضــوع اللوحــة‪،‬‬ ‫وتنقيــط أماكــن زرع المســامير‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫مســح الخطــوط‪ ،‬والبــدء بشــد الخيطــان‬ ‫علــى رؤوس المســامير‪ ،‬وتثبيتهــا بطريقــة‬ ‫محكمــة‪ ،‬باســتخدام ألــوان مختلفــة‪ ،‬حســب‬ ‫الموضــوع المطــروح‪ ،‬وبعــد االنتهــاء مــن‬ ‫اللوحــة‪ ،‬يتــم تثبيــت الخيطــان بالصمــغ‬

‫األبيــض‪ ،‬ومــن ثــم تزيينهــا برســوم‬ ‫المانــداال الهنديــة‪.‬‬

‫وه‬ ‫مــن مخيــم النصـ يـرات وســط قطــاع غــزة‪ ،‬ي‬ ‫ـاس مــن جامعــة األزهــر‬ ‫خريجــة تعليــم أ سـ ي‬ ‫بغــزة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ز‬ ‫حــب « ســحر» للتمـ يـر‪ ،‬دفعهــا إىل التفكـ يـر‬ ‫بأ ســاليب مبتكــرة‪ ،‬وغـ يـر تقليديــة‪ ،‬فاتجهــت‬

‫انجازات والصعوبات‬ ‫وتشــير «ســحر» ‪»:‬شــاركت فــي معــارض‬

‫وه أداة أ كـ ثـر صعوبــة‬ ‫إىل الر‬ ‫ســم بالخيطــان‪ ،‬ي‬ ‫ً‬ ‫وتعقيــدا مــن الرســوم التشــكيلية‪ ،‬حيــث‬ ‫ً‬ ‫ـدا ووقتـ ًـا‪ ،‬إىل جانــب تزيـ ي ن‬ ‫ـ� لوحاتهــا‬ ‫تتطلــب جهـ‬ ‫وه زخــارف هنديــة‪،‬‬ ‫برســوم «المانــداال»‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للخــروج بلوحــات تحمــل رونقــا مختلفــا‪.‬‬

‫خاصــة باألعمــال والفنــون اليدويــة‪،‬‬ ‫بهــدف تطويــر مهاراتــي وأســاليبي فــي‬

‫العمــل‪ ،‬إضافــة إلــى مشــاركتي فــي عــدة‬ ‫معــارض محليــة للمشــغوالت اليدويــة‬

‫مثــل معــرض ماجــدات» ‪.‬‬ ‫وتشــير «وشــاح» أن العائــق األكبــر أمــام‬ ‫مســيرتها الفنيــة هــو الحصــار المفــروض‬ ‫الــذي منعهــا مــن تطويــر موهبتهــا‬ ‫فــي الخــارج وباالضافــة إلــى الوضــع‬ ‫االقتصــادي الســيء فــي قطــاع غــزة‪.‬‬ ‫وتعبــر «ســحر» أن موهبتهــا مــا كانــت‬ ‫لتنمــو لــوال وجــود المنــاج المالئــم‬ ‫الــذي وفرتــه لهــا عائلتهــا مــن خــال‬ ‫الدعــم المــادي والمعنــوي‪ ،‬وتكمــل‬ ‫أن متابعيهــا علــى مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي كان لهــم دور فــي دعمهــا‬ ‫وتســويق منتجهــا‪.‬‬ ‫طموحاتها‬ ‫وتأمــل «وشــاح» أنــت تــدرس الفــن‬ ‫فــي جامعــات خــارج قطــاع غــزة لتصقــل‬ ‫موهبتهــا‪ ،‬حيــث تتوفــر جميــع اإلمكانيــات‬ ‫خالفــاً للشــح الملمــوس فــي جميــع‬ ‫الجوانــب فــي قطــاع غــزة‪ ،‬وأن تتمكــن‬ ‫مــن إقامــة معــرض خــاص بهــا فــي قطــاع‬ ‫غــزة‪ ،‬ومــن ثــم الوصــول إلــى العالميــة‬ ‫والمشــاركة بمعــارض خارجيــة وتمثيــل‬ ‫فلســطين ‪.‬‬ ‫وتنــوه الفنانــة الفلســطينية إلــى أنهــا‬ ‫تتخــذ مــن وســائل التواصــل االجتماعــي‬ ‫وســيلة لتســويق منتجاتهــا وبيعهــا مــن‬ ‫أجــل توفيــر مصــدر رزق لهــا‪ ،‬خاصــة فــي‬ ‫ظــل انعــدام فرصــة العمــل نتيجــة لمــا‬ ‫يعيشــه قطــاع غــزة مــن أزمــات اقتصاديــة‬ ‫وسياســية خانقــة‪.‬‬


‫ريادة و�إبداع‬

‫‪9‬‬

‫الفنان الطالع ‪ ..‬عنوان «الكاليغراف» يف فلسطني‬ ‫أحمد عجور‪-‬محمد ســاق اهلل – امليدان‪:‬‬

‫أحرف متشــابكة بزخارف هندســية إبداعية تزين‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كل جانــب؛ خطــوط وأحــرف عربيــة متداخلــة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫تتشــابك فيمــا بينهــا لتنســج ي� مجموعهــا لوحــة‬ ‫الفنــان يزيــد الطــاع ‪ 28‬عامـاً‪ ،‬الــذي يســكن مخيــم‬ ‫المغــازي وســط قطــاع غــزة‪ ،‬درس الديكــور فــي‬ ‫جامعــة األقصــى بغــزة‪ ،‬لشــغفه وحبــه منــذ الصغــر‬ ‫بالرســم والكتابــة والخطــوط‪ ،‬ولقــد اختبــار فنًــا‬ ‫نــادرًا وهــو فــن «الكاليغرافــي»‪.‬‬ ‫والكاليغرافــي هــو فــن الرســوم بالحــروف؛ حيــث‬ ‫يصنــع مــن خاللــه الفنــان شــكل وأجــزاء والحــرف‬ ‫بشــكل فنــي جميــل دون وجــود قواعــد معينــة فــي‬ ‫العمــل‪.‬‬ ‫تحدٍ وإبداع‬ ‫الطــاع يضيــف بعيــون تبــرق تحــدٍ أنــه واجــه‬ ‫صعــاب عديــدة خــال دراســته الجامعيــة ومــا‬ ‫بعدهــا‪ ،‬أبرزهــا عــدم توفــر أدوات العمــل والمــواد‬

‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫فنيــة ســاحرة‪ ،‬مشــهد مــن مشــاهد الطبيعــة‬ ‫ف‬ ‫الســاحرة يمكنــه أن تشــاهده ي� غرفــة حقـ يـرة ال‬ ‫تتجــاوز مســاحتها الجغرافيــة ‪4‬م ‪2‬؛ عــى ســطح‬

‫الخــام بســبب الحصــار اإلســرائيلي المفــروض‬ ‫علــى غــزة منــذ العــام ‪ ،2007‬لكنــه تجــاوز ذلــك‬ ‫بصناعتهــا مــن األدوات المتاحــة لديــه‪ ،‬حيــث يفتخر‬ ‫بأنــه يســتطيع تســخير أي أداة أمامــه لتســاعده فــي‬ ‫هــذا الفــن‪.‬‬ ‫ومــن األمثلــة علــى ذلــك‪ -‬حســب الطــاع – أنــه‬ ‫لعــدم توفــر البــوص الخــاص بالخــط العربــي‪،‬‬ ‫صنعــه مــن أشــياء بديلــة‪ ،‬مثــل األعــواد الخاصــة‬ ‫بالمثلجــات‪ ،‬وأعــواد الشــواء‪ ،‬وأدوات الطهــي‬ ‫الخشــبية‪ ،‬حيــث اكتشــف أنهــا مصنوعــة مــن خشــب‬ ‫البامبــو‪ ،‬وأنهــا تعطــي نتائــج جيــدة‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أنــه اســتبدل األحبــار غاليــة الثمــن‬ ‫بأخــرى ســعرها قليــل‪ ،‬وكانــت تعطــي جــودة‬

‫مميــزة‪.‬‬ ‫كمــا عانــى الطــاع فــي بدايــة مشــاوره تحــدٍ كبيــر‬ ‫فــي إيجــاد محتــوى تعليمــي عبــر االنترنــت حــول فن‬ ‫الكاليغرافــي‪ ،‬ليصبــح خــال ســنوات بجهــد ذاتــي‬ ‫عنوانًــا لهــذا الفــن فــي األراضــي الفلســطينية‪.‬‬ ‫اصنع نفسك‬ ‫فــي المقابــل‪ ،‬واجــه الطــاع بيئــة ســلبية شــككت‬ ‫فــي فنــه واعتبرتــه بــا قيمــة أو هــدف‪ ،‬وســمع‬ ‫الكثيــر مــن الــكالم عــن ضــرورة اســتثمار دراســته‬ ‫فــي فــن الديكــور وعــدم تضييــع وقتــه‪ ،‬لكــن‬ ‫الطــاع أثبــت خــال وقــت قصيــر أنــه صاحــب‬ ‫موهبــة ال تقــل عــن باقــي المواهب‪-‬علــى حــد‬ ‫تعبيــره‪.-‬‬

‫ف‬ ‫أحــد المنــازل‪ ،‬ي� واحــدة مــن أ كـ ثـر المخيمــات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ـ� تتجــاوز حــدود‬ ‫ازدحامــا وصخبــا‪ ،‬ورغــم ذلــك فـ ي‬ ‫البــر ف ي� أبعــاد الجمــال‪.‬‬

‫الفنــان الطــاع أكــد أنــه أصبــح يجنــي المــال مــن‬ ‫وراء هــذا الفــن‪ ،‬رغــم أن بداياتــه كانــت عبــارة رغبــة‬ ‫وميــول شــخصي‪ « : ،‬أكثــر شــيء ســاعدني فــي‬ ‫النجــاح وتطويــر نفســي‪ ،‬هــو التركيــز فــي تحقيــق‬ ‫هدفــي»‪.‬‬ ‫واســتطاع الفنــان الطــاع الــذي تميــز بقــدرة‬ ‫علــى إدارة قوتــه؛ الجمــع بيــن موهبتــه ودراســته‬ ‫للديكــور‪ ،‬حيــث تمكــن مــن صنــع قطــع أثــاث دمــج‬ ‫فيهــا مــا بيــن الخــط والديكــور‪.‬‬ ‫وعــن دعــم العائلــة يلفــت الطالــع إلــى أنهــا وفــرت‬ ‫لــه مــا اســتطاعت لدعــم موهبتــه‪ ،‬ورغــم ذلــك لــم‬ ‫يكونــوا متوقعيــن أنــه ســيصل إلــى هــذا المســتوى‬ ‫مــن اإلبــداع‪ ،‬والتميــز‪ ،‬فيمــا أن زوجتــه مــن‬

‫أخذت مكانه في الكفاح‬

‫«هالة» حملت كامريا رفيقها بعد استشهاده‬ ‫ميســاء حبوش – امليدان‪:‬‬ ‫حُرمــت مــن زوجهــا الصحفــي خالــد حمــد بعــد ثــاث‬ ‫شــهور مــن اقترانهــا بــه خــال عــدوان عــام ‪2014‬م علــى‬ ‫غــزة‪ ،‬فأصبحــت تحمــل لقبــا لــم تتوقعــه يومًــا « زوجــة‬ ‫الشــهيد»‪.‬‬ ‫هالــة شــحادة (‪ 24‬عامــا) التــي تهــوى التصويــر منــذ‬ ‫صغرهــا‪ ،‬ال تنســى أن أول هديــة قدمهــا لهــا زوجهــا‬ ‫فــي الخطوبــة كانــت «كاميــرا»‪ ،‬واتفقــت هــي وخالــد‬ ‫علــي تصويــر كل اللحظــات التــي يمــرون بهــا‪ ،‬مــن فــرح‬ ‫وجنــون‪.‬‬ ‫منعزلــة حائرة‬ ‫كانــت الفاجعــة بفقــدان شــريك حياتهــا الــذي كان‬ ‫يشــاركها أحالمهــا‪ ،‬ومــن كان الســند واألمــان لهــا‪،‬‬ ‫بلحظــة فقدتــه وفقــدت جميــع أحالمًــا كثيــرة‪.‬‬ ‫تقــول هالــة لـ»لمــدان»‪ »:‬بعــد استشــهاد خالــد تجاهلــت‬ ‫الكاميــرا التــي وثقــت بهــا كافــة تفاصيــل خطوبتــي‪ ،‬فقــط‬

‫جلســت منعزلــة حائــرة‪ ،‬ال أعرف ســوى البــكاء والذكريات»‪،‬‬ ‫إال أنهــا ورغــم ذلــك تذهــب بيــن الفينــة واألخــرى للتفقــد‬

‫تلــك الكاميــرا واللحظــات التــي باتــت جــزءاَ مــن الماضــي‪.‬‬ ‫بعــد مضــي ثــاث ســنوات علــي الفقــد اســتفاقت هالــة‬ ‫علــى واقعهــا‪ ،‬وقــررت حمــل الكاميــرا مــن بعــد خالــد‪،‬‬ ‫وافتتحــت اســتديو «التولينــة» تيمنــا باســم ابنتهــا‬ ‫الوحيــدة مــن خالــد‪ ،‬تقــول ‪»:‬كانــت البدايــة عندمــا‬ ‫نشــرت صــورة لخطوبــة إحــدى صديقاتــي‪ ،‬فالقــت اعجابــا‬ ‫كبيــرا‪ ،‬وتلقــت دعــوات للتصويــر‪ ،‬فبــدأت مشــروعي ممــا‬ ‫انعكــس بشــكل إيجابــي علــي نفســيتها‪.‬‬ ‫رفضت الشــفقة‬ ‫أرادت هالــة أن ترســل رســالة للمجتمــع بــأن الحيــاة ال‬ ‫تتوقــف بوفــاة عزيــز‪ »:‬أنــا فخــورة جــداً بنفســي‪ ،‬ومــا‬ ‫انتظــرت يومـاً شــفقه مــن أحــد‪ ،‬إنمــا كنــت كل مــا اريــده‬ ‫بعيــداً عــن مســمى أرملــة‪ ،‬ولجوئــي للمعونــات»‪.‬‬ ‫وتتوجــه لزوجــات الشــهداء أمثالهــا‪ »:‬أنتــن قــادات علــى‬ ‫تجــاوز هــذه المحنــة وتحويلهــا لمنحــه‪ ،‬اكملــن حياتكــن‬ ‫كمــا تشــأن‪ ،‬وانفضــوا عنكــم عــن أنفســكم غبــار الحــزن‬ ‫واأللــم واكملــوا مســيرتكم «‪.‬‬

‫الشاب صبيح‪ ..‬من عاطل عن العمل إىل صانع أمل‬ ‫صالــح مصلح – امليدان‪:‬‬ ‫كغيــره كان الشــاب الطمــوح محمــود منيــر صبيــح ‪34‬‬ ‫عامـاً‪ ،‬مــن ســكان غــزة‪ ،‬يحلــم بالعمــل‪ ،‬ليســاعد أســرته‬ ‫علــى مواجهــة شــظف العيــش‪.‬‬ ‫كان صبيــح البحــث وشــغوفاً بشــكل كبيــر جــداً بأجهــزة‬ ‫«الهواتــف الذكيــة»‪ ،‬لذلــك عمــل فــي بدايــة طريقــه‬ ‫علــى بيعهــا‪ ،‬وصيانتهــا‪ ،‬وهنــا كان االنطــاق نحــو‬ ‫العمــل الحــر عبــر اإلنترنــت‪ .‬يقــول صبيــح « تعلمــت فــي‬ ‫عــام ‪2004‬م‪ ،‬عبــر االنترنــت‪ ،‬وبعــض األصدقــاء‪ ،‬تقنيــة‬ ‫‪ VOIP‬أي نقــل الصــوت عبــر اإلنترنــت بــد ًال مــن نقلهــا‬ ‫عــن طريــق شــبكة الهواتــف األرضيــة التقليديــة‪ ،‬ثــم‬ ‫أصبحــت بعدهــا موزعــاً لخدمــات الرســائل القصيــرة‪،‬‬ ‫ثــم عملــت فــي إنشــاء المتاجــر االلكترونيــة حتــى هــذا‬ ‫اليــوم‪.‬‬

‫وحــول شــعوره عندمــا حصــل علــى أول دخــل لــه عبــر‬ ‫اإلنترنــت يقــول ‪»:‬كان شــعوري ال يوصــف‪ ،‬شــعور‬ ‫ممــزوج بالفــرح والخــوف‪ ،‬الفــرح ألننــي بــدأت فــي‬ ‫تحقيــق النجــاح‪ ،‬والخــوف مــن الوقــوع فــي شــرك‬ ‫االحتيــال االلكترونــي مــن قبــل قراصنــة االنترنــت‪.‬‬ ‫فــي عــام ‪ 2018‬قــرر صبيــح أن ينقــل خبرتــه إلــى‬ ‫الشــباب فــي قطــاع غــزة‪ ،‬بــدأ فــي تدريــب طلبــة‬ ‫فــي الجامعــة االســامية بغــزة‪ ،‬فــي مجــال التجــارة‬ ‫ً‬ ‫إقبــال مــن الشــباب‪ ،‬وفــي‬ ‫اإللكترونيــة‪ ،‬فوجــدت‬ ‫‪2019‬م أنشــأ مركــزًا متخصصــا فــي المجــال‪.‬‬ ‫ويعمــل المركــز إضافــة للتدريــب علــى نشــر ثقافــة‬ ‫العمــل الحــر‪ ،‬وينــوه صبيــح أن مركــزه حقــق نجاحًــا‬ ‫كبيــرًا‪ ،‬وأصبحــت لديــه شــراكه مــع الجامعــة‬ ‫اإلســامية والكليــة الجامعيــة بغــزة‪ ،‬وعالقــة مــع أكثــر‬ ‫مــن ‪ 650‬طالــب وطالبــة فــي قطــاع غــزة‪ ،‬باإلضافــة‬

‫العديــد مــن الطلبــة الشــباب دول عربيــة منهــا‪:‬‬ ‫أهمهــا الجزائــر‪.‬‬ ‫تحديات وطموح‬ ‫وعــن أهــم التحديــات التــي واجهــت رحلتــه يشــير‬ ‫صبيــح نــدرة المصــادر المعرفيــة والمهنيــة الموثوقــة‪،‬‬ ‫ولقــد تعرضــت لعديــد مــن تجــارب الخســارة التجاريــة‬ ‫عبــر االنترنــت‪.‬‬ ‫ويتميــز صبيــح بتوفيــر الدعــم الفنــي لمتدربيــه‪،‬‬ ‫ومتابعــة المتدربيــن‪ ،‬وتقديــم الدعــم المســتمر لهــم‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى مواكبــة التطــور فــي مجــال التجــارة‬ ‫اإللكترونيــة‪.‬‬ ‫ويطمــح صبيــح أن يكــون لديــه فــي المســتقبل «متجــر‬ ‫عالمــي» ومخــازن تحتــوي علــى منتجــات عالميــة‪،‬‬ ‫ومــن خاللهــا يديــر شــبكة واســعة مــن المســاهمين‬ ‫والتجــار عبــر االنترنــت‪.‬‬

‫المؤمنيــن بــه‪ ،‬حتــى أنهــا اســتطاعت أن تكمــل‬ ‫إحــدى لوحاتــه التــي تركهــا خلفــه‪ ،‬رغــم أنهــا غيــر‬ ‫متخصصــة‪ ،‬ولــم يدربهــا مــن قبــل‪.‬‬ ‫ويوجــه الطــاع رســالته للشــباب بعــدم انتظــار مــن‬ ‫يكتشــفك ويصنعــك‪ ،‬بــل اصنــع نفســك بنفســك‪،‬‬ ‫داعيًــا الطلبــة إلــى عــدم انتظــار التخــرج للتدريــب‪،‬‬ ‫والبــدء فــورًا فــي االندمــاج فــي ســوق العمــل‪،‬‬ ‫وتنميــة مواهبهــم‪ ،‬مهمــا كانــت غريبــة‪.‬‬ ‫وعــن حلمــه‪ ،‬يختــم الطــاع حديثــه وقــد طــاف‬ ‫بعينيــه فــي جوانــب غرفتــه أنــه يحلــم بالوصــول‬ ‫للعالميــة‪ ،‬لينشــر جمــال اللغــة العربيــة‪ ،‬ويســوق‬ ‫للحقــوق الفلســطينية كونــه فلســطيني‪ ،‬وأحــد‬ ‫الجــيء نكبــة عــام ‪1948‬م‪.‬‬

‫«العوضي» يحلم باملوازنة‬ ‫أن يصبح محور ارتكاز‬ ‫إيهــاب املغربي – امليدان‪:‬‬ ‫«احمــد العوضــي» «‪ 19‬عامــا مــن مدينــة غــزة‪ ،‬يمــارس فنًــا مختلفــا ال تجديــه ســوى‬ ‫قلــة فــي العالــم‪ ،‬يحاكــى مــن خاللــه موازنــة االجســام المختلفــة فــي تحــدٍ واضــح‬ ‫لجاذبيــة األجســام وكتلتهــا ليصــل الــى لوحــة فنيــة مبهــرة وصامــدة أمــام عيــن‬ ‫المشــاهدين‪.‬‬ ‫كرسي فوق زجاجة‬ ‫يقــول «العوضــي» ســاعدتني مواقــع التواصــل فــي البحــث األفــكار وفــي الترويــج لهــا‬ ‫‪»:‬فلقــد القــت صــور األجســام التــي نشــرتها عبــر الفيــس بــوك اعجابــا واســعا؛ بــل‬ ‫فتحــت أمامــي اآلفــاق للبحــث عــن اجســام أخــرى يمكننــي ممارســة فنــي مــن خاللهــا‬ ‫علــى ســبيل المثــال ‪ :‬وضــع كرســي صغيــر فــوق عنــق زجاجــة المــاء‪ ،‬او جهــاز كهربائي‪،‬‬ ‫أو طاولــة فــوق جســم صغيــر جــدا‪.‬‬ ‫وبحســب موســوعة «الويكيبيديــا» فقــد تأســس فــن الموازنــة علــى يــد الفنــان «روك»‬ ‫اثيوبــي الجنســية عــام ‪2002‬م‪ ،‬وفكــرة هــذا الفــن هــي تثبيــت األجســام بطريقــة غيــر‬ ‫مألوفــة‪ ،‬كتثبيــت التلفــاز بشــكل مائــل فــوق زجاجــة دواء ال يتعــدى طولهــا عشــرة ســم‪،‬‬ ‫وبــرع فيــه عــدة فنانيــن علــى مســتوى العالــم ابرزهــم عربيــا «مايــكل غــراب»‪.‬‬ ‫نقطة ارتكاز‬ ‫ويتابــع العوضــي ان كل تجربــة موازنــة تأخــذ حيــزًا مــن وقتــه قــد يصــل الــى أربــع‬ ‫ســاعات متواصلــة ســيما فــي عمليــة موازنــة الجســم‪ ،‬والبحــث عــن نقطــة ثقــل‬ ‫وارتــكاز‪ ،‬منوهــا ان شــغفه كان أكبــر دافــع لإلنجــاز‪.‬‬ ‫ويؤكــد العوضــي أنــه الــى جانــب الشــغف يحتــاج «المــوازن إلــى الصبــر والتركيــز‬ ‫والهــدوء باإلضافــة لعــدم العصبيــة أو الغضــب عنــد تنفيــذ إحــدى لوحاتــه‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إلــى تكــرار المحاولــة والمجازفــة أحيانـاً خصوصـاً حينمــا يتــم العــرض أمــام الجمهــور‪.‬‬ ‫نقطة الثقل‬ ‫ويحــاول أحمــد شــرح طرقــه وقواعــده لألصدقــاء والمعــارف ولــكل مــن يطلــب تعلمــه‬ ‫فــي محاولــة منــه لتشــكيل فريــق يمكــن ان يكــون النــواة األولــى لهــذا الفــن‬ ‫فلســطينيا‪ .‬ويرتبــط فــن الموازنــة بعلــم الفيزيــاء لــه قواعــد فيزيائيــة متبعــة تقــول‬ ‫إن لــكل جســم نقطــة ثقــل تكــون هــي نقطــة االرتــكاز‪ ،‬وقــد يســتغرق الوقــت طويـ ً‬ ‫ا‬ ‫فــي البحــث عــن نقطــة الثقــل لكــن فــي النهايــة هــي موجــودة‪.‬‬ ‫الشباب والرياضة‬ ‫مــن جانبــه يقــول غســان محيســن مديــر دائــرة العالقــات العامــة واالعــام فــي وزارة‬ ‫الشــباب والرياضــة لـ»الميــدان» أن وزارتــه ترحــب بــكل المواهــب الشــابة وتحــاول‬ ‫البحــث عــن تصنيــف وزاري يليــق بــكل موهبــة وتطويرهــا‪ ،‬منوهًــا إلــى أن الــوزارة‬ ‫ان تدعــم هــذا المواهــب مــن خــال االمكانــات المتاحــة رغــم مــا تعانيــه مــن قلــة‬ ‫فــي اإلمكانيــات والمــوارد‪ .‬ويوضــح أن فــن الموازنــة مــن الممكــن ان ينــدرج تحــت‬ ‫العــاب الخفــة‪ ،‬مؤكــدًا أن الــوزارة ليــس لديهــا مانــع دراســة تصنيفهــا ضمــن انشــطة‬ ‫الــوزارة‪ ،‬أو توجيهيهــا الــى مســار آخــر يمكــن مــن خاللــه تطويــر هــذا الموهبــة‪.‬‬


‫ريادة و�إبداع‬

‫‪10‬‬

‫«صينية الكعك» و «أبو حســيب» و «املخيم»‬ ‫حسني زقوت– امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ـوا�‬ ‫منــذ ‪ 25‬عامــا يقــف ي� حفــرة عميقــة‪ ،‬يحــرك يديــه إلدخــال صـ ي‬ ‫الحلويــات والمأ كــوالت الفلســطينية بأنواعهــا داخــل فــرن تخــرج منــه‬ ‫ح ـرارة الهبــة ورائحــة زيــت ال يــكاد يحتملهــا جســده النحيــل‪ ،‬اليــوم‬ ‫ً‬ ‫الواحــد لديــه يبــدأ عنــد الســاعة الســابعة صباحــا دون نهايــة معلومــة‪ ،‬ال‬ ‫يعــرف أصدقـ ً‬ ‫ـاء أقــرب إليــه مــن الزيــت األســود‪ ،‬والحطــب‪.‬‬

‫الخبــاز ســامي أبــو عــودة «أبــو حســيب»‬ ‫‪ 58‬عامًــا‪ ،‬يجيبنــا عــن ســر نشــاطه الدائــم‬ ‫بابتســامة تمــأ وجهــه ‪»:‬طــول مــا فــي رزقــة‬ ‫أنــا بشــتغل»‪ ،‬ويقــول‪ :‬أروّح عــن نفســي بالغنــاء‬ ‫أثنــاء العمــل والحديــث مــع مــن يأتــي للفــرن‬ ‫بالتعــرف عليــه‪ ،‬أو االطمئنــان علــى حالــه‬ ‫وأوالده‪.‬‬ ‫ويضيــف أبــو حســيب‪ « :‬ال أكــف عــن العملـــ وال‬ ‫موعــد محــدد لعملــي‪ ،‬فقــد حــدث ذات يــوم وأن‬ ‫اتصــل أحدهــم ألخبــز لــه عجينــه عنــد منتصــف‬ ‫الليــل بســبب انقطــاع الكهربــاء عــن منزلــه‪،‬‬

‫ويؤكــد «أبــو حســيب» بثقــة كبيــرة لــن يندثــر‬ ‫هــذا الفــرن فرائحــة والــدي تنبعــث مــن المــكان‬ ‫كمــا تنبعــث روائــح الخبــز والكيــك والكعــك هنــا‪.‬‬ ‫ولــم يكــن طعــم المأكــوالت بطريقــة الطهــي‬ ‫علــى نــار الفــرن‪ ،‬والتكلفــة البســيطة التــي ال‬ ‫تتجــاوز الثالثــة شــواكل األســباب الوحيــدة التــي‬ ‫تدفــع نســوة للتــردد علــى فــرن المخيــم‪ ،‬أو فــرن‬ ‫أبــو حســيب‪.‬‬ ‫«أم محمــد» ‪ 56‬عامًــا‪ ،‬التــي تظــل تنتظــر‬ ‫خــروج أرغفــة الخبــز التــي ترتبهــا فــوق بعضهــا‬ ‫فــي قطعــة قمــاش أثنــاء‪ ،‬تقــول ‪ »:‬صحيــت‬

‫ولبيــتُ لــه طلبــه‪ ،‬فعملــي هــذا جــزء ال يتجــزء‬ ‫مــن حياتــي»‪.‬‬ ‫عبق املاضي‬ ‫يمكنــك أن تعــرف قيمــة الفــرن الــذي يمتلكــه‬ ‫أبــو حســيب مــن جدرانــه المتهالكــة‪ ،‬وألــواح‬ ‫الصفيــح التــي تغطيــه‪ ،‬فحكايــة الفــرن قديمــة‬ ‫تعــود إلــى والــده الــذي أورثــه إيــاه‪ ،‬كمــا‬ ‫ويُصّــر أبــو حســيب أن يعلــم ابنــه نضــال‬ ‫مهنتــه‪ ،‬والــذي بالفعــل يعتبــر يــده اليمنــى‬ ‫فــي العمــل‪ ،‬وقــد أســند إليــه إعــداد طلبــات‬ ‫«المنــدي» للمخيــم‪.‬‬

‫«يوتيـوبـــرز» فلسطينيـون‬ ‫روّجـــوا للنجـاح فأصبحـــوا قصصــاً‬ ‫آية البســوس – امليدان‪:‬‬ ‫تجــارب فلســطينية ناجحــة‪ ،‬بــدأت بســيطة‪ ،‬ثــم‬ ‫تحولــت إلــى قصــص نجــاح كبيــرة عبــر قنــاة‬ ‫اليوتيــوب‪ ،‬حملــت أفــكارا ورســائل وطنيــة‬ ‫وترفيهيــة بصبغــة فلســطينية‪ ،‬التقريــر التالــي‬ ‫يلقــي الضــوء علــى عــدد مــن التجــارب التــي التقــت‬ ‫بهــا «الميــدان»‪.‬‬ ‫عبد الســام‬ ‫الشــاب عبــد الســام الهنــدي‪ 17 ،‬عامــا‪ ،‬فقــد‬ ‫كانــت قناتــه ‪ sabm.ps91‬تحتــوي علــى العديــد‬ ‫مــن المواضيــع التــي تســاهم فــي إعــام النــاس‬ ‫عــن غــزة وطبائــع أهلهــا وعاداتهــا وتقاليدهــا‪.‬‬ ‫ويقــول الهنــدي ‪»:‬وجــدت فــي نفســي قــدرة فــي‬ ‫التأثيــر علــى غيــري مــن الشــباب‪ ،‬لذلــك قــررت‬ ‫انشــاء القنــاة»‪.‬‬ ‫«ريم»‬ ‫أمــا عــن الشــابة العشــرينية ريــم الحرازيــن خريجــة‬ ‫تصميــم أزيــاء وخياطــة قــررت أن تفتــح قناتهــا‬ ‫«مــع ريــم» لتعليــم النســاء بفنــون الخياطــة‪ ،‬كمــا‬ ‫أنهــا لــم تهمــل األطفــال وبــرز اهتمامهــا بهــم‬ ‫مــن خــال عرضهــا للقصــص التوعويــة المنوعــة‬

‫الخاصــة بالتكنولوجيــا والكتــب‪.‬‬ ‫وتضيــف ريــم حــول تجربتهــا ‪»:‬هدفــي أن أســاعد‬ ‫النســاء وتعليمهــم فــي بيوتهــن لصعوبــة خروجهــن‬ ‫مــن المنــزل‪ ،‬وقــد القــت فكرتــي قبــوال محليــا‬ ‫وعربيــا خاصــة فــي المغــرب ومصــر والســعودية‬ ‫والجزائــر‪.‬‬ ‫«شادن»‬ ‫تغربــت عــن الوطــن وفــور وصولهــا لبرليــن شــعرت‬ ‫بالحنيــن لألصدقــاء واألهــل مصــدر ســعادتها‬ ‫الحقيقــة فــي رام اهلل ‪ ،‬ممــا جعــل «شــادن أبــو‬ ‫زينــم» البالغــة مــن العمــر ‪25‬عامــاً تفكــر فــي‬ ‫وســيلة تكــون منصــة إلبداعهــا وتكــون أيضــاً‬ ‫وســيلة لعمــل فــي تخصصهــا الصحافــة‪.‬‬ ‫شــادن لجــأت لصناعــة فيديوهــات كوميديــة‬ ‫علــى قناتهــا التــي ســمتها باســمها‪ ،‬وأصبــح‬ ‫عــدد متابعيهــا ‪ 52‬ألــف مشــترك‪ ،‬وتقــول شــادن‬ ‫للميــدان ‪ »:‬أحببــت أن يكــون محتــوى قناتــي‬ ‫ترفيهــي معلوماتــي‪ ،‬ونحــن فــي مجتمعنــا نعيــش‬ ‫الكثيــر مــن األحــداث والضغــوط التــي يمكــن‬ ‫تحويلهــا لمصــدر ضحــك»‬ ‫«الخالدي»‬ ‫ورغــم اختــاف األعمــار بينهمــا إال أن الهــدف واحــد‬

‫وهــو إدخــال الســرور علــى النــاس‪ ،‬الطفلــة شــهد‬ ‫عمــار البالغــة مــن العمــر ‪ 13‬ربيع ـاً ‪ ،‬أنشــأت قناتهــا‬ ‫بعــد إلحــاح شــديد حيــث كان والدهــا رافضــا للفكــرة‬ ‫تركــز شــهد فــي صناعتهــا للفيديــو عبــر اليوتيــوب‬ ‫علــى شــريحة األطفــال‪ ،‬وتقول‪»:‬األطفــال أغلبهــم‬ ‫يشــاهدون اليوتيــوب لكــن يمنــع عنهــم فتــح‬ ‫حســابات علــى الفيــس بــوك أو انســتغرام»‪.‬‬ ‫فيمــا تجربــة الشــقيقتين التوأميــن أســماء وســجى‬ ‫الخالــدي واللتــان تدرســان الهندســة المعماريــة‬ ‫فلقــد تميــزت تجربتهمــا عبــر اليوتيــوب بإتقــان‬ ‫اللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬حيــث تجيــدان كتابــة التقاريــر‬ ‫والمقــاالت باللغــة اإلنجليزيــة لوســائل إعــام‬ ‫أجنبيــة عــن غــزة‪.‬‬ ‫تقــول أســماء أن تلــك التجربــة والمهــارة فتحــت‬ ‫لهــم البــاب إلنشــاء قنــاة « « ‪ Kaldi Twins‬وذلــك‬ ‫إلخــراج محتــوى يقــدم غــزة بــا حــرب وبأســلوب‬ ‫بســيط‪.‬‬ ‫وقــد اتفــق الجميــع علــى أن منوهــا إلــى فريــق‬ ‫العمــل ومعــدات التصويــر تعتبــر مــن أهــم‬ ‫الصعوبــات التــي تواجــه اليوتيوبــرز هنــا‪ ،‬إال أنهــم‬ ‫اتفقــوا علــى أن اإلرادة هــي التــي ســاهمت فــي‬ ‫نجا حهــم ‪.‬‬

‫مــن الفجــر أعجــن وأرق قبــل قطــع الكهربــا ‪،..‬‬ ‫الظــروف صعبــة فــي غــزة يــا خالتــي‪ ،‬وفــرن‬ ‫المخيــم خفــف عنــا مشــاكل الكهربــا كتيــر»‪.‬‬ ‫فــي حيــن تشــير « أم شــكري» ‪ 49‬عامًــا‪ ،‬والتــي‬ ‫كانــت تجلــس علــى صنــدوق بالســيكي فــي‬ ‫انتظــار دورهــا فــي الخَبْــز ‪ »:‬أنــا مــن عشــر‬ ‫ســنوات وبجيــب أكلــي وخبــزي ألبــو حســيب»‪.‬‬ ‫ثــم يعــود أبــو حســيب ليــرص مــا تبقــى مــن‬ ‫األرغفــة علــى عصــا خشــبية بســرعة وهــو يــردد‬ ‫عباراتــه المعتــادة « ابعــت يــا رب ابعــت‪ ..‬إرزق ‪..‬‬ ‫إرزق يــا رب إرزق ‪ ..‬يسّــر يــا كريــم «‪.‬‬

‫«أبو ناموس» ‪ ..‬أصم‬ ‫ينطـق عبـر أعمالـه‬ ‫نغــم أبو راس – امليدان‪:‬‬ ‫عقلــه المفكــر والمدبــر وعينــاه الناقدتــان‪ ،‬لــم يتركانــه وحيــدا‪ ،‬منــذ صغــره وهــو يســتثمر كل مــا‬ ‫لديــه فــي العمــل واالجتهــاد‪ ،‬فعمــل فــي عــدة مهــن كالدهــان‪ ،‬والتصميــم‪ ،‬إلــى أن أصبــح مؤخــرا‬ ‫مدرســا للغــة اإلشــارة ومدرســا خصوصيــا لمــادة الرياضيــات‪ ،‬ومــا زال لديــه األمــل بتحقيــق األفضل‪.‬‬ ‫نوبات غضب‬ ‫«محمــود أبونامــوس» (‪29‬عامــا) ولــد فــي مدينــة غــزة‪ ،‬فقــد النطــق فــي عمــر ‪ 9‬أشــهر‪ ،‬بســبب‬ ‫اصابتــه بالحمــى‪ ،‬ولمــا أصبــح فــي عمــر الســنة والنــص بــدأ يدخــل فــي نوبــات غضــب حــادة‪ ،‬لعــدم‬ ‫مقدرتــه علــى التفاهــم مــع مــن حولــه‪ ،‬بحثــت عائلتــه عــن عالج لــه فــي العديد مــن الــدول‪ ،‬ولكنهم‬ ‫فقــدوا األمــل فــي الشــفاء‪ .‬بــدأ رحلتــه التعليمية في أحــد المــدارس الخاصــة باألطفال الصــم‪ ،‬وتوقف‬ ‫عــن الدراســة بعــد المرحلــة اإلعداديــة لعــدم وجــود مدرســة ثانويــة للصــم بغــزة حينهــا‪ ،‬ورغــب‬ ‫فــي العمــل‪ ،‬فوافــق والــده بعــد عنــاء شــديد‪ ،‬فعمــل فــي مذبــح دواجــن‪ ،‬ثــم فــي الدهــان‪ ،‬ثــم فــي‬ ‫التصميم‪.‬‬ ‫اكتشاف املزيد‬ ‫بــدأ تعليمــه الثانــوي فــي مصطفــى الرافعــي للصــم عنــد ســن ‪ 21‬عامًــا‪ ،‬ثــم درس الثانويــة العامــة‬ ‫وحصــل علــى معــدل (‪ )%71.4‬األول علــى مدرســته أثنــاء عــدوان عــام ‪2014‬م علــى غــزة‪ ،‬وكالعديــد‬ ‫مــن األســر فقــد «محمــود» أيضــا بيتــه‪ ،‬وأقــام فــي مــدارس «األنــروا» التــي تلقــى فيهــا نتيجتــه فــي‬ ‫الثانويــة العامــة‪ .‬وعلــى الرغــم مــن عــدم اعجابــه بمعدلــه إال أنــه أكمــل دراســته الجامعيــة‪ ،‬وتخــرج‬ ‫مــن الجامعــة اإلســامية بغــزة بمعــدل (‪ ،)%94‬وكان األول علــى دفعة تخصــص « ابداع الحاســوب»‪،‬‬ ‫وذكاءه ورغبتــه فــي التعلــم واالكتشــاف دفعــت الشــركات الخاصــة تطلبــه للعمل معهــا كمترجم لغة‬ ‫إشــارة‪ .‬فلقــد «أبــو نامــوس» مدرســا للغــة اإلشــارة لألشــخاص غيــر الصــم‪ ،‬وكذلــك يعطــي دروس‬ ‫تقويــة لألطفــال الصــم‪ ،‬وهــو مــا فتــح لــه مســاحة واســعة مــن العالقــات االجتماعيــة‪ ،‬ودخــا يعيــل‬ ‫بــه نفســه وعائلته‪.‬‬

‫الفنان «أبو حشــيش» ‪ ..‬اكرام امليت «نحته»‬ ‫حسني زقوت– امليدان‪:‬‬

‫أط ـراف شــقيقه الشــهيد المبتــورة فجــرت إبــداع‬ ‫ـكيل «محمــد أبــو حشــيش» الــذي‬ ‫الفنــان التشـ ي‬ ‫ف‬ ‫يســكن مخيــم المغــازي‪ ،‬ويعمــل ي� مهنــة التعليــم‪،‬‬ ‫يعت�هــا آنيــة‪ .‬يمــارس «أبــو حشــيش» هوايتــه‬ ‫والـ ت يـى ب‬ ‫تكريــم رمزي‬ ‫يعمــد أبــو حشــيش إلــى نحــت مجســمات‬ ‫للشــهداء‪ ،‬علهــا تكــون تســلية ألهالــي‬ ‫الشــهداء وتخفيفــا مــن لوعــة الفقــد‪،‬‬ ‫مشــيرًا إلــى أن المــواد الخــام التــي‬ ‫يســتخدمها فــي انتــاج أعمالــه تتمثــل فــي‬ ‫الجبــس واالســمنت والنحــاس والخشــب‬ ‫واأللمنيــوم وشــمع النحــل‪ ،‬وفيمــا يبحــث‬ ‫دومــا عــن خامــات جديــدة؛ ليخــرج شــيئا‬ ‫جديــدا لجمهــوره‪.‬‬

‫كمــا ويؤكــد أن مضمــون العمــل يرتبــط‬ ‫بالشــكل الفنــي ارتباطــا شــديدا ويعــزز‬ ‫قيمــة العمــل الفنــي‪ ،‬معتبــرًا أن أعمالــه‬ ‫تكريمــا رمزيــا منــه ألشــخاص ودّعــوا‬ ‫الحيــاة بــا أطــراف‪ ،‬وصونــا لكرامــات‬ ‫أهدرهــا االحتــال فــي الحيــاة وبعــد‬ ‫الرحيــل‪.‬‬ ‫معــرض كرامات‬ ‫وشــارك فــي العديــد مــن المعــارض فــي‬ ‫غــزة والضفــة ودبــي واألردن‪ ،‬وأنتــج‬

‫ف‬ ‫ت‬ ‫وال�كيــب باإلضافــة‬ ‫ي� فــن النحــت والتصميــم‪،‬‬ ‫للديكــور الداخـ يـ�‪ ،‬والـ ت يـى ال يعتمــد عليهــا كمصــدر‬ ‫ف‬ ‫رزق لــه فصعوبــة األوضــاع االقتصاديــة ي� غــزة لــم‬ ‫تجلــب ألعمالــه االهتمــام والــرزق‪.‬‬ ‫معرضــا خاصــا بــه أســماه «كرامــات»‪،‬‬ ‫واعتبــره مشــروعًا فنيًــا يحمــل رســالة‬ ‫إنســانية أكثــر مــن كونــه معرضــا فقــط‪.‬‬ ‫ويتنــاول المعــرض كرامــة اإلنســان‬ ‫بعــد المــوت‪ ،‬وعنــد الدفــن‪ ،‬عبــر عنهــا‬ ‫بمجســمات صنعهــا مــن شــمع النحــل‬ ‫ألطــراف أخيــه الشــهيد «هانــي أبــو‬ ‫حشــيش»‪ ،‬والــذي استشــهد فــي عــدوان‬ ‫االحتــال علــى غــزة ‪2014‬م‪ ،‬المــس‬ ‫المعــرض قلــوب الكثيــر خاصــة أهالــي‬

‫الشــهداء الذيــن بتــرت أطرافهــم‪.‬‬ ‫قداســة الشهيد‬ ‫ويؤكــد أبــو حشــيش أن معرضــه كان األول‬ ‫وليــس األخيــر‪ ،‬وفيــه جعبــة الكثيــر مــن‬ ‫األفــكار واألعمــال فنيــة‪ ،‬إال أن عــدم وجــود‬ ‫مصــادر تمويــل تعيــق إنتــاج أعمالــه‪.‬‬ ‫ويدعــو الفنانيــن للقــراءة والبحــث؛ فبــدون‬ ‫ثقافــة ال يكــون فــن‪ ،‬وتكــون األعمــال‬ ‫ســطحية وركيــك‪ ،‬معبــرا عــن طموحــه فــي‬ ‫الوصــول للعالميــة مــن خــال فنــه الخاص‪،‬‬

‫وأن يتصــدّر المســابقات والمعــارض‪.‬‬ ‫حينمــا يجتمــع الفــن ولحــن الشــهادة معــا‪،‬‬ ‫فيعتــري هــذا الفــن أســلوب اإلنســانية‪،‬‬

‫وقداســة الشــهيد‪ ،‬هــذا مــا يحــاول أبــو‬ ‫حشــيش توصيلــه ألعــداء الحيــاة وكل مــن‬ ‫أراد تغييــب الشــهداء‪.‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫‪11‬‬

‫املسرح الفلسطيني يف غزة‪ :‬البطل ال يموت‬ ‫ً‬ ‫«لقــد أصبــح لــدى الشــعب الفلســطي�ن ي مرسحــا» عبــارة‬ ‫قالهــا المفكــر الفلســطي�ن ي الراحــل «ادوارد ســعيد»‬ ‫ف‬ ‫ف� محـ ض‬ ‫وه‬ ‫ـا�ة لــه ي� الجامعــة األمريكيــة بالقاهــرة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫مــن أواخــر المحـ ض‬ ‫ـا�ات‪ ،‬ي� ســعيه إلثبــات أن الشــعب‬ ‫الفلســطي�ن ي يســتحق دولــة مســتقلة‪.‬‬

‫أدهم الداية – امليدان‪:‬‬

‫بدايات املسرح‬ ‫بدايــة المســرح الفلســطيني ارتبطــت فــي فلســطين‬ ‫بالمــدارس التبشــيرية التــي انتشــرت فــي القــدس‬ ‫ويافــا وحيفــا وبيــت لحــم‪ ،‬إضافــة إلــى وجــود‬ ‫مــدارس وطنيــة أسســت كــرد علــى المــدارس‬ ‫التبشــيرية وقــد عــرف المســرح الفلســطيني أيــام‬ ‫االنتــداب بالمســرحيات السياســية‪.‬‬ ‫وعندمــا بــدأ المســرح الفلســطيني بخطواتــه‬ ‫التطويريــة فوجــيء بصدمــة اســتالب فلســطين‬ ‫وعلــى هــذا تشــتت شــمل فنانــي المســرح‬ ‫الفلســطيني وهاجــر معظمهــم إلــى خــارج فلســطين‬ ‫حيــث بــدأ نشــاطا مســرحيا فلســطينيا هنــاك‪.‬‬ ‫عرقلــت النكبــة صعــود نجــم المســرح الفلســطيني‬ ‫ولكنهــا مــن جانــب آخــر راحــت تغــذي الــذات‬ ‫الفلســطينية وتثيــر اإلبــداع وقــد احتــل موضــوع‬ ‫النكبــة معظــم الكتابــات المســرحية‪ ،‬وكان هنــاك‬ ‫مســرحيات كثيــرة فــي العواصــم العربيــة مثــل‬ ‫مســرحية «شــعب لــن يمــوت» ومســرحية «ســندس‬ ‫والطريــق»‪..‬‬ ‫الزمن الجميل‬ ‫أســامة الخالــدي كاتــب وممثــل ومخــرج مســرحي‪،‬‬ ‫يــرى أن مســتقبل المســرح فــي غــزة واعــد إذا‬ ‫توافــرت لــه الحريــة الشــخصية والفكريــة والسياســية‬ ‫واالجتماعيــة‪ ،‬فالمســرح حركــة متجــددة مــع كل‬ ‫اآلليــات والمبتكــرات التــي يقدمهــا اإلنســان فــي‬ ‫أي زمــان ومــكان‪ ،‬والمســرح يخاطــب العقــل والقلــب‬ ‫ويتابــع كل شــؤون الحيــاة مــن البســمة إلــى الدمعة‪.‬‬

‫وبــدأت الخالــدي العمــل فــي مجــال الفــن منــذ‬ ‫عــام ‪1979‬م بــاألردن مــن ثــم إلــى فلســطين‬ ‫حيــث تعرفــت علــى المخــرج األســتاذ ســعود مهنــا‬ ‫وعملــت معــه فــي مركــز «ســواليف»‪ ،‬وبعدهــا عملــت‬ ‫مــع د‪ .‬ســويلم العبســي فــي جمعيــة المســرحيين‬ ‫المتحديــن ومجمــع الكرامــة للثقافــة والفنــون‬ ‫وجمعيــة مركــز تواصــل للثقافــة ومؤسســة الثقافــة‬ ‫والفكــر الحــر واآلن يعمــل مــع مركــز غــزة للثقافــة‬ ‫والفنــون فــي مؤسســة المســحال الفنيــة‪.‬‬ ‫الحفاظ على الهوية‬ ‫ويضيــف الخالــدي ‪»:‬مــا زلــت افتــح نوافــذ األمــل‬

‫فــي المســرح الغــزي ألننــي متفائــل وذلــك مــن‬ ‫خــال تجربتــي مــع الــكادر المميــز والفعــال والــذي‬ ‫هــو جــزء ال يتجــزأ مــن الحالــة الوطنيــة والتــي‬ ‫نعمــل بهــا ســويا فــي مســرح يصــون الحاضــر‬ ‫مــن تشــوهات المرحلــة ويدفــع نحــو الحفــاظ‬ ‫علــى الهويــة الفلســطينية و تعزيزهــا والتصــدي‬ ‫لمحــاوالت الطمــس واإلقصــاء واإللغــاء والظالميــة‬ ‫والتجهيــل ‪.‬‬ ‫مــن األعمــال المســرحية التــي أخرجهــا حاليــا‪:‬‬ ‫«األرض بتتكلــم عربــي»‪ ،‬و»وحــدة يــا شــعب»‪،‬‬ ‫«موظــف الحكومــة والراتــب»‪ ،‬و»الضحايــا»‪،‬‬

‫المــرح الفلســطي�ن ي اتســم منــذ وقــت مبكــر باالهتمــام‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي� بهمــوم النــاس السياســية واالجتماعيــة واالنخ ـراط ي�‬ ‫ـ�‪ ،‬وهــذا مــا جعــل المــرح الفلســطي�ن ي يعلــن‬ ‫الفعــل الجمـ ي‬ ‫منــذ بداياتــه رســالته الوطنيــة‪ ،‬وبذلــك اكتســب المــرح‬ ‫ـال‪.‬‬ ‫لونــه الحـ ي‬

‫«اليتيــم»‪ ،‬و»مونودرامــا المعتقــل»‪ ،‬و»مونودرامــا‬ ‫الرحلــة»‪.‬‬ ‫املسرح يف غزة‬ ‫المخــرج «ادريــس طالــب» صاحــب فرقــة مســرح‬ ‫فلســطين يوضــح أن للمســرح أهميــة كبيــرة فــي‬ ‫عــرض القضايــا االجتماعيــة‪ ،‬ومعالجــة هــذه القضايــا‬ ‫مــن خــال خشــبة المســرح‪ ،‬منوهًــا أن إلــى القضيــة‬ ‫الفلســطينية هــي القضيــة الرئيســية لفريقــه‪.‬‬ ‫حصــل الفريــق علــى جمهــور ومقــر داخــل مؤسســة‬ ‫المســحال الفنيــة‪ ،‬وفــي الخمــس ســنوات األخيــرة‬ ‫الحــظ‪ ،‬وينــوه ادريــس إلــى أن جمهــوره فــي ازديــاد‬

‫مــن ســنة إلــي أخــرى حيــث أصبــح اليــوم ‪800‬‬ ‫شــخص‪ ،‬باإلضافــة للجمهــور الواســع عبــر مواقــع‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪ .‬ويوضــح ادريــس ‪»:‬وجدونــا‬ ‫فــي المســرح مهــم رغــم أن األحــام تقــل يــوم بعــد‬ ‫يــوم»‪ ،‬مشــيرًا إلــى أنهــم فــي الفريــق لــم يفقــدوا‬ ‫األمــل فــي أنفســهم والجمهــور‪.‬‬ ‫والجديــر ذكــره أن المؤسســة الوحيــدة فــي قطــاع‬ ‫غــزة المصممــة كبنــاء بمواصفــات المســرح‪ ،‬هــي‬ ‫مؤسســة «ســعيد المســحال للثقافــة» التــي تأسســت‬ ‫عــام ‪2004‬م‪ ،‬لصاحبهــا م‪ .‬ســعيد خليــل المســحال‪،‬‬ ‫والــذي اختــار لهــا شــعارًا ‪»:‬لــم ننشــيء مبن ـاً قائمــا‬ ‫بــل أنشــأنا جي ـ ً‬ ‫ا واعــداً»‪.‬‬ ‫تحديات املسرح‬ ‫عاطــف عســقولة مديــر الفنــون والحــرف فــي وزارة‬ ‫الثقافــة يؤكــد أن العنصــر النســائي أصبــح يشــارك‬ ‫فــي أداور رئيســية وأدوار بطولــة بالمســرحيات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مســتدركا أن هنــاك بعــض التحديــات التــي تواجــه‬ ‫المســرح فــي قطــاع غــزة وهــي نــدرة المســارح‪.‬‬ ‫باإلضافــة للتكلفــة الماليــة علــى الفريــق المســرحي‬ ‫مقارنــة مــع حجــم اإلقبــال الجماهيــري الــذي ال‬ ‫يغطــي التكلفــة‪ ،‬يقــول عســقول‪.‬‬ ‫ويلفــت إلــى الحركــة المســرحية فــي قطــاع غــزة‬ ‫حركــة مميــزة وملفتــه‪ ،‬مقــدرا دور كل الممثليــن‬ ‫والمخرجيــن والمســرحيين قائــا لهــم ‪»:‬اإلبــداع‬ ‫يحتــاج إلــي تحــدي وصبــر وإصــرار ووزارة الثقافــة‬ ‫أبوابهــا مفتوحــة لتقديــم العــون بإمكاناتهــم‬ ‫متواضعــة»‪.‬‬

‫ظاهرة «الكتاب الشباب» تثري جدلية ثقافية يف غزة‬ ‫إيهــاب املغربي – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫انـ بـرى العديــد مــن الشــباب ي� غــزة لتأليــف الكتــب الثقافيــة واألدبيــة والمجتمعيــة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫وه مــا تعــرف بظاهــرة الكتــاب الشــباب ي� غــزة‪ ،‬فمــا مــدى مســاهمة هــذه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫تأث�هــا عــى التنميــة الثقافيــة‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ـزة؟‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الثقاف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫الحا‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫بإ‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫ـدا‬ ‫ـ‬ ‫اإل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المجتمعيــة؟‪ ،‬وهــل هنــاك ناظــم لهــذه اإلصــدارات؟‪.‬‬

‫بني الحقيقة والوهم‬ ‫أمــا د‪ .‬عبــد الخالــق العــف رئيــس رابطــة اتحــاد الكتــاب واالدبــاء‬ ‫الفلســطينيين يقــول ‪ »:‬إن التطــور التكنولوجــي ومواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي اعطــت الفرصــة للمؤلفيــن الشــباب لــأدالء بدلوهــم‬ ‫ســواء كان غثــا أو ثمينــا لكنهــا ظاهــرة جيــدة تتبناهــا بعــض‬ ‫االتحــادات والهيئــات‪.‬‬ ‫ويواصــل العــف ‪»:‬بيــد ان جــزء مــن هــذه االعمــال متدنيــة بســب‬ ‫اســتعجال الشــباب وغيــاب خبراتهــم فالبعــض يصــف نفســه‬ ‫بالشــاعر لكنــه ال يراعــي تــوازن البحــور الشــعرية‪ ،‬فالجمهــور‬ ‫العــام ال يفــرق الشــعر المــوزون عــن غيــر المــوزون فبالتالــي‬ ‫يدعمونهــم»‪.‬‬ ‫غياب دور النشر‬ ‫ويضيــف العــف ‪»:‬تشــكل اإلصــدارات الشــبابية دعامــة للثقافــة‬ ‫الفلســطينية وتثــري المشــهد الثقافــي والحالــة الوطنيــة وتتوافــق‬ ‫معهــا»‪ ،‬مسـ ً‬ ‫ـتدركا ‪ »:‬ليــس بالحــد المطلــوب حيــث ان اإلمكانــات‬ ‫محصــورة وهنــا يبــرز دور النقــاد فــي نقــد االعمــال الضعيفــة‬ ‫بإعطــاء رأي و نقــد عميــق بعيــد عــن المجاملــة الكاذبــة»‪.‬‬ ‫ويلفــت العــف إلــى أن أكثــر مــا أثــر بــه الحصــار علــى الثقافــة غيــاب‬ ‫النشــر علــى وجــه الخصــوص حيــث ال توجــد دور نشــر حقيقيــة‪،‬‬ ‫وهــي فــي الغالــب مطابــع تتعامــل مــع الكاتــب علــى أنــه زبــون‬

‫فتطبــع لــه نســخًا علــى شــرط ان يتنــازل عــن عملــه منتهكــة‬ ‫بذلــك حقــوق الملكيــة الفكريــة فــي ظــل غيــاب القانــون‪.‬‬ ‫عدم وجود حاضنة‬ ‫«هدايــة شــمعون» باحثــة وكاتبــة وصاحبــة واحــدة الروايــات‬ ‫المنشــورة مؤخــرا بغــزة تقــول‪ »:‬اختفــت ســابقا األصــوات الشــابة‬ ‫وكانــت الجهــود فرديــة وفــي بعــض األحيــان انبثقــت بعــض‬ ‫النــوادي والتجمعــات الثقافيــة فــي محاولــة إلحــداث اختــراق ثقافــي‬ ‫للفــت االنتبــاه لهــذا األصــوات واألقــام لكــن لألســف كان تأثيــر‬ ‫االحتــال واالنقســام مؤســف»‪.‬‬ ‫وتضيــف اآلن هنــاك مشــهد معــدل متمثــل فــي اطــاق معــارض‬ ‫الكتــاب ودعــم المؤسســات الثقافيــة والتجمعــات الشــبابية الــذي‬ ‫ســاهم فــي اثــراء المشــهد الثقافــي‪ ،‬مؤكــدا أن هنــاك مبدعيــن‬ ‫صنعــوا أســماؤهم بأنفســهم وحــاوزوا علــى جوائــز عالميــة‬ ‫وتمكنــوا مــن المشــاركة بإبداعاتهــم خــارج أســوار غــزة‪.‬‬ ‫وتــرى شــمعون ان هنــاك أقــام تجســد بقــوة رؤيــة الحيــاة‬ ‫وواقعهــا‪ ،‬وهــي أصــوات تســتحق االحتضــان والدعــم‪»: ،‬وهنالــك‬ ‫أصــوات ماتــزال خجولــة قــد ال تصنــف بأنهــا أقــام وازنــة‪ ،‬وهــذا‬ ‫طبيعــي فالشــباب بحاجــة لبيئــات حاضنــة لتطويــر مهارتهــم‬ ‫بالحــث علــى القــراءة واالطــاع والنقــاش‪ ،‬وليــس بالضــرورة كل‬ ‫مــن كتــب موهــوب»‪.‬‬

‫حماية الكتاب‬ ‫حــول دور وزارة الثقافــة فــي حمايــة المشــهد الثقافــي يقــول د‪.‬‬ ‫محمــد الشــريف مديــر عــام المعــارض والمكتبــات فــي الــوزارة‪»:‬‬ ‫إن دور ادارتــه حفــظ التــراث الوطنــي الفلســطيني الفكــري وحصــر‬ ‫االنتــاج الفكــري الوطنــي الــذي يُؤلــف داخــل القطــاع حيــث تمنــح‬ ‫الــوزارة صاحــب كل عمــل مــراد نشــره رقــم ايــداع وطنــي مــن‬ ‫دار الكتــب الوطنيــة حتــي يتــم حفظــه مــن التحريــف والتزييــف‬ ‫والتزويــر والتبديــل والســرقة‪ ،‬وكذلــك لحصــر االنتــاج الوطنــي‪.‬‬ ‫ويتابــع هنــاك بعــض االجــراءات اإلداريــة المطلوبــة مــن قبــل‬

‫المؤلــف التــي يثبــت مــن خاللهــا أن المعلومــات والبيانــات التــي‬ ‫قدمهــا صحيحــة وغيــر منقوصــة ومــن ثــم تمنــح رقــم ايــداع‬ ‫مــن اإلدارة بشــرط تقديــم ثــاث أورق رســمية مــن ضمنهــا‬ ‫نمــوذج تقييــم مــن قبــل شــخصيتين مختصيــن لضمــان ســامة‬ ‫المعلومــات‪.‬‬ ‫ويوكــد الشــريف ان رقــم االيــداع بمثابــة «طابــو» يحمــي العمــل‬ ‫مــن الســرقة والتزويــر‪ ،‬منوهــا ان وزارتــه تســعي الــى نشــر المزيــد‬ ‫مــن الكتــاب والروايــات لكــن حالــة الحصــار واالنقســام تقــف‬ ‫بالمرصــاد‪.‬‬


‫جمتمع و�أ�رسة‬

‫‪12‬‬

‫كورونا‬

‫تجمع األســرة الفلســطينية من بعد تفرق‬

‫نســرين شكر – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫إىل جانــب المســاويء الـ ت يـى جــاء بهــا فـ يـروس «كورونــا» المســتجد ي� العالــم‪،‬‬ ‫فــإن هنــاك ثمــة محاســن لــه‪ ،‬مــن أهمهــا عــودة الحميميــة لــأرسة الفلســطينية‪،‬‬ ‫واجتمــاع أفرادهــا مــن بعــد تفــرق بســبب مشــاغل الحيــاة‪ ،‬واســتطاع الفـ يـروس‬ ‫ف‬ ‫فــرض واقــع جديــد عــى نمــط الحيــاة العائليــة ي� العالــم‪ ،‬ومنــه العائلــة‬ ‫الفلســطينية ‪.‬‬

‫مــن جهتــه يقــول استشــاري الصحــة النفســية‬ ‫د‪ .‬محمــود خليــل البراغيتــي إن هنــاك كثيــر مــن‬ ‫التحديــات التــي كانــت مســبقا تعانــي منهــا األســرة‬ ‫بســبب غيــاب الوالديــن الناتــج عــن االنشــغال فــي‬ ‫العمــل ومتطلبــات الحيــاة اليوميــة‪ ،‬ولعــل مــا حــدث‬ ‫مــن حالــة طــوارئ وتعطيــل الحيــاة الطبيعيــة للنــاس‬ ‫أجبــر األســرة علــى الجلــوس فــي البيــت‪ ،‬فعــاد‬ ‫لألســرة االنســجام‪ ،‬وأصبــح متاحــا أمــام الوالديــن‬ ‫تحقيــق االشــباع العاطفــي ألبنائهــم‪.‬‬ ‫ويضيــف أن التقــارب األســري لــه نتائــج ايجابيــة‬ ‫علــى مســتوى غــرس القيــم التربويــة والتعليميــة‪،‬‬ ‫والمشــاركة األبويــن ألبنائهــم فــي أنشــطة تربويــة‬ ‫متنوعــة مشــتركة‪ ،‬ويســاهم فــي تقريــب وجهــات‬ ‫النظــر وتعزيــز االنتمــاء االســري‪.‬‬ ‫ويــرى البراغيتــي مــن جهــة ثانيــة أن األزمــة الراهنــة‬ ‫أثــرت بشــكل ســلبي علــى األســرة حيــث إنهــا‬ ‫زادت مــن الضغــوط النفســية‪ ،‬والتوتــر‪ ،‬والقلــق‬ ‫الناتجــة عــن الحجــر الصحــي‪ ،‬والخــوف مــن اإلصابــة‬ ‫بالمــرض‪ ،‬إضافــة إلــى التعــرض لألخبــار الســلبية‬ ‫حــول ضعــف اإلمكانــات الصحيــة فــي المجتمــع‪.‬‬ ‫وحــذر مــن الشــائعات التــي تتعــرض لهــا األســرة‬ ‫والتــي تســاهم فــي زيــادة الضغــوط النفســية‪،‬‬ ‫مشــيرًا إلــى ســلبيات الضغــوط االقتصاديــة التــي‬ ‫تتعــرض األســرى حيــث انقطــاع أوليــاء األمــور عــن‬ ‫أعمالهــم ومصــادر رزقهــم‪ ،‬وهــو مــا يســاعد علــى‬ ‫توتيــر األجــواء العائليــة فــي الحجــر الصحــي‪ -‬علــى‬

‫حــد تقديــره‪.-‬‬ ‫وحــول ســبل تعزيــز االســتقرار النفســي للعائلــة أثنــاء‬ ‫الحجــر الصحــي‪ ،‬ينصــح البراغيتــي األســرة بمتابعــة‬

‫الــدروس الخاصــة باألطفــال‪ ،‬وتدريــب األبنــاء علــى‬ ‫البرامــج االلكترونيــة‪ ،‬وتعليــم األبنــاء مفاهيــم وقيــم‬ ‫تربويــة ودينيــة‪ ،‬وتطويــر مهــارات اللغــة اإلنجليزية‪،‬‬

‫وتعليــم طــرق الوقايــة الصحيــة الجيــدة‪ ،‬ومهــارات‬ ‫التعامــل مــع اآلخريــن‪ ،‬ومهــارات الدفــاع عــن‬ ‫النفــس‪.‬‬

‫ويدعــو األســرى إلــى تطويــر المهــارات الشــخصية‬ ‫ألبنائهــم‪ ،‬مــن خــال قدراتهــم العمليــة‪ :‬الرســم‪،‬‬ ‫وســرد القصــة‪ ،‬األناشــيد‪ ،‬وتعليــم القــراءة الســريعة‪،‬‬ ‫وتنظيــم وتنظيــف المنــزل‪ ،‬ومهــارة تلخيــص‬ ‫الكتــب‪ ،‬والموضوعــات العلميــة وتلخيصهــا كتابي ـاً‪.‬‬ ‫قابلــت «الميــدان» عائلــة المواطــن «أبــو‬ ‫مصطفــى»‪ 52 ،‬عامًــا‪ ،‬الــذي عبــر عــن عــدم رضــاه‬ ‫عــن الحجــر الصحــي نســبياً؛ ولكنــه يقــول إنــه‬ ‫اســتثمر فتــرة الحجــر فــي صناعــة األطعمــة المنزليــة‬ ‫الصحيــة‪ ،‬وفــي الحصــول علــى قســط جيــد مــن‬ ‫النــوم‪ ،‬وتدريــب األبنــاء علــى المهــارات الالزمــة‪،‬‬ ‫وتعليهــم القيــم التربويــة اإليجابيــة‪ ،‬وممارســة‬ ‫التماريــن الرياضيــة‪ ،‬والتواصــل مــع أقربائهــم‬ ‫واصدقائهــم عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي ‪.‬‬ ‫أمــا عــن عائلــة الســيد «أبــو الســعيد» ‪ 45‬عامًــا‪،‬‬ ‫فقــد بــدى أكثــر رضــى عــن تأثيــر الحجــر الصحــي‪،‬‬ ‫معبــرًا عــن اطمئنانــه مــن الحالــة الصحيــة فــي‬ ‫قطــاع غــزة فــي ظــل اغــاق المعابــر‪ ،‬وكــون القطــاع‬ ‫تحــت الحصــار‪ ،‬وهــو مــا يســاهم فــي الحــد مــن‬ ‫انتشــار الفيــرس‪ -‬علــى حــد تقديــره‪.-‬‬ ‫وحــول وقــت الفــراغ الــذي حصــل عليــه مــع األســرة‬ ‫يشــير أبــو الســعيد إلــى أنــه عمــل علــى إدارة‬ ‫الحيــاة األســرية قــدر المســتطاع‪ ،‬وتوزيــع الوقــت‬ ‫علــى العديــد مــن المهــام منهــا‪ :‬متابعــة الــدروس‬ ‫المدرســية ألبنائــه‪ ،‬ومشــاهدة المسلســات‬ ‫واألفــام‪ ،‬والحــوار العائلــي‪.‬‬

‫متجاهالت نظرة المجتمع‬

‫نســاء عصنب رؤوســهن وانطلقن وراء لقمة العيش‬ ‫سحر الجملة– امليدان‪:‬‬

‫اقتحمــت المـرأة الفلســطينية مختلــف األعمــال الـ ت يـى‬ ‫كانــت محســوبة عــى الذكــور‪ ،‬كمــا واضطــرت للعمــل‬ ‫ف‬ ‫ي� مهــن يصفهــا المجتمــع بـ»الوضيعــة»‪ ،‬وذلــك‬ ‫بغيــة اعالــة أطفــال الشــهيد‪ ،‬أو األسـ يـر‪ ،‬أو الجريـ ـ ــح‪،‬‬ ‫خادمــة يف البيوت‬ ‫الســيدة «أم جميــل» تعيــل أســرة مكونــة مــن ‪ 6‬أفــراد‪ ،‬اضطــرت‬ ‫للعمــل كخادمــة فــي البيــوت التــي تثــق بهــا لتوفــر الحــد األدنــى‬ ‫مــن حاجــات عائلتهــا‪.‬‬ ‫وتؤكــد أن عملهــا هــذا يحــول بينهــا وبيــن التســول فــي الشــوارع‬ ‫إلطعــام أطفالهــا‪ ،‬مشــيرة إلــى أنهــا تلقــى مــن جهــة العائــات‬ ‫التــي تعمــل عندهــم احترامًــا وتقديــرًا‪ ،‬ويعتبرونهــا واحــدة مــن‬ ‫أفــراد عائلتهــم؛ بــل ويدعونهــا لتنــاول الطعــام معهــم علــى ذات‬ ‫الطاولــة وأنهــم يتفهمــون غيابهــا أحيانًــا بســبب أعمــال بيتهــا‬ ‫األصلــي‪.‬‬ ‫وتلفــت أن المــال الــذي تتقاضــاه لقــاء عملهــا فــي ذلــك البيــت ال‬ ‫يســد حاجــة األفــراد الذيــن تعيلهــم‪ ،‬ســيما وأنهــا تعانــى مــن عــده‬ ‫أمــراض تؤثــر علــى عملهــا وتتطلــب منهــا مصروفــا زائــدا لشــراء‬ ‫األدويــة الالزمــة‪.‬‬ ‫الصابــون والخبز البلدي‬ ‫أمــا عــن الســيدة «أم جابــر» التــي تعيــل أســرتها المكونــة مــن‬ ‫‪ 7‬أفــراد‪ ،‬بعــد أن أقعــد المــرض زوجهــا فــي البيــت‪ ،‬فإنهــا تعمــل‬ ‫فــي مجــال صناعــة الصابــون والخبــز البلــدي وتبيــع ذلــك لألقربــاء‬ ‫والجيــران‪ ،‬كمــا أنهــا تحيــك المالبــس‪ ،‬وتــزرع بعــض المحاصيــل‬ ‫الزراعيــة البســيطة مثــل الريحــان والنعنــاع ‪ ..‬وتســوقه فــي الحــي‬

‫ً‬ ‫أو المريــض‪ ،‬أو العامــل الــذي ال يجــد عمــا‪.. ،‬الــخ‬ ‫فهنــاك نســاء يعملــن مــن منطلــق الحــق؛ ولكــن‬ ‫الكثـ يـر منهــن يعملــن مــن مبــدأ الحاجــة وتحسـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫وضــع االقتصــادي عائالتهــن االقتصــادي‪.‬‬

‫الــذي تقطــن فيــه‪.‬‬ ‫وتشــير إلــى أن إقبــال النــاس علــى منتجاتهــا جيــد‪ ،‬إال أن العائــد‬

‫ف‬ ‫ـال ســنعرض بعــض النمــاذج النســائية‬ ‫ي� التقريــر التـ ي‬ ‫المكافحــة الـ ت يـى لــم تلتفــت لــ»كالم النــاس» وحققــت‬ ‫أهدافهــن ف ي� االعالــة والتعليــم‪.‬‬

‫المــادي بالــكاد يكفــي عيالهــا الســبعة نظــرا لتعــدد حاجاتهــم مــن‬ ‫مــأكل ومشــرب وتعليــم فــي المــدارس والجامعــات‪.‬‬

‫وتنــوه ام جابــر أنهــا تالحــظ تعاطــف المعظــم معهــا‪ ،‬بــل والبعــض‬ ‫يتعمــد الشــراء منهــا لمســاعدتها‬ ‫العمل الحالل شــرف‬ ‫حالــة «أم تحســين» لــم تختلــف كثيــرا عــن ســابقاتها‪ ،‬فقــد أخــذت‬ ‫علــى عاتقهــا تربيــة وإعالــة وتعليــم ‪ 5‬مــن األفــراد الذيــن تركهــم‬ ‫لهــا زوجهــا بعــد استشــهاده‪.‬‬ ‫وتعمــل أم تحســين «آذنــة» فــي واحــدة مــن المؤسســات المحليــة‪،‬‬ ‫مؤكــدة أن «العمــل الحــال» شــرف علــى جبيــن المــرأة التــي أرادت‬ ‫أن تقــذ عائلتهــا مــن ذل التســول‪.‬‬ ‫وتؤكــد أن العامليــن فــي المؤسســة التــي تعمــل بهــا يعاملونهــا‬ ‫باحتــرام وتقديــر كأم لهــم‪.‬‬ ‫غيــض من فيض‬ ‫مــن جهتهــا علقــت الناشــطة النســوية فــي غــزة الســيدة أمــل‬ ‫صيــام علــى الحــاالت الثــاث الســابقة فــي التقريــر بقولهــا‪ »:‬شــعبنا‬ ‫الفلســطيني لديــه طاقــة هائلــة مــن التحــدي والعزيمــة خاصــة مــن‬ ‫جانــب المــرأة التــي عملــت ومــا تــزال فــي كل المياديــن لتحقــق‬ ‫كيانهــا ولتســاعد فــي تأميــن حيــاة كريمــة لعائلتهــا»‪.‬‬ ‫وتضيــف أن النمــاذج الثالثــة غيــض مــن فيــض العطــاء الــذي‬ ‫تقدمــه المــرأة الفلســطينية‪ ،‬معتبــرة إياهــن رمــز الصمــود المثابرة‬ ‫والتحــدي فــي مســيرة النضــال الفلســطيني فــي وجــه االحتــال‪.‬‬


‫جمتمع و�أ�رسة‬

‫‪13‬‬ ‫الشاعر‪ :‬سببها الفراغ العاطفي والكبت‬

‫صفحات «أريد ح ً‬ ‫ال» ملشــاكل األزواج‬ ‫عــر «الفيــس بوك» ‪ ..‬هل تحل أم تعقد؟!‬ ‫فتحية ســاق اهلل – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫«مرحبــا‪ ،‬أنــا ت ز‬ ‫م�وجــة مــن ســنة وســاكنة ي� دار‬ ‫زو� حالــف عـ ّ‬ ‫ـ� طــاق مــا أفــوت البيــت‬ ‫ي‬ ‫العيلــة‪ ،‬ج ي‬ ‫ـ�‪ ،‬ألنــه ذهـ ب يـى عنــد أهـ يـ�‪ ،‬ونــاوي‬ ‫إال وذهـ ب يـى مـ ي‬ ‫إل شــهر‬ ‫يبيعــه بنــاء عــى طلــب أبــوه‪ ،‬وهــأ حردانــة ي‬ ‫املحافظــة علــى الخصوصية‬ ‫المســؤول عــن الصفحــة يقــول لـ»الميــدان» أنــه‬ ‫قديم ـاً كان لديــه منتــدى ترفيهــي يحتــوي العديــد‬ ‫مــن األقســام ومــن ضمنهــا قســم «أريــد حـ ً‬ ‫ا» الــذي‬ ‫القــى اهتمامــاً وتفاعــ ً‬ ‫ا كبيــراً مــن قبــل األعضــاء‪،‬‬ ‫ومــع ظهــور موقــع التواصــل االجتماعــي فيســبوك‬ ‫ً‬ ‫صفحــة بهــذا االســم‪ ،‬بهــدف مســاعدة‬ ‫أنشــأ‬ ‫اآلخريــن وإيجــاد حلــول لمشــاكلهم‪.‬‬ ‫ويؤكــد المســؤول الــذي ال يعلــن عــن اســمه‬ ‫الحقيقــي أن الصفحــة تراعــي الخصوصيــة بشــكل‬ ‫كبيــر جــداً‪ ،‬فالشــخص يمكنــه أن يطــرح مشــكلته‬ ‫بــدون ظهــور حســابه الشــخصي‪ ،‬أو أي معلومــات‬ ‫تــدُل علــى شــخصيته‪.‬‬ ‫ومــن إيجابيــات هــذه الصفحــة علــى حــد قــول‬ ‫مديرهــا أنهــا تســاعد اآلخريــن علــى حــل‬ ‫مشــكالتهم‪ ،‬كمــا ونظمــت رحــات ترفيهيــة مجانيــة‬ ‫لألطفــال‪ ،‬كمــا وقدمــت العديــد مــن المســاعدات‬ ‫الماديــة لألشــخاص المحتاجيــن‪.‬‬ ‫العالقة الزوجية مقدســة‬ ‫وحــول موضــوع طــرح الخالفــات الزوجيــة عبــر هــذه‬ ‫الصفحــات‪ ،‬د‪ .‬درداح الشــاعر أســتاذ علــم النفــس‬

‫ن‬ ‫ـاعدو� شــو‬ ‫ـ� وال كلمـن ي ‪ ،‬سـ‬ ‫ي‬ ‫عنــد أهـ يـ� ومــا حــى مـ ي‬ ‫أعمــل؟»‬ ‫ش‬ ‫تلــك الشــكوى واحــدة مــن عــرات الشــكاوى‬ ‫ً‬ ‫الـ ت يـى تصــل لصفحــة «أريــد حــا»؛ عـ بـر موقــع‬

‫فــي جامعــة األقصــى يقــول إنــه مــن األساســيات‬ ‫فــي التعامــل مــع حــل المشــكالت أال تخــرج خــارج‬ ‫نطــاق المنــزل‪ ،‬فالعالقــة الزوجيــة لهــا قدســية‬ ‫خاصــة وســرية‪ .‬وعــن دوافــع لجــوء بعــض الزوجــات‬

‫إلــى طــرح مشــاكلهن الخاصــة عبــر هــذه الصفحــات‬ ‫يقــول الشــاعر إن الدافــع األساســي هــو وجــود‬ ‫مشــكلة حقيقيــة لــم تجــد لهــا حــا فتحــاول البحــث‬ ‫عــن حــل مــن خــال هــذه الوســيلة‪ ،‬وربمــا أيضـاً مــن‬

‫التواصــل االجتمــاع «الفيــس بــوك» ت‬ ‫لل�ويــــ ــح عــن‬ ‫ي‬ ‫النفــس وطــرح المشــاكل العاطفيــة واالجتماعيــة‬ ‫واالقتصاديــة والصحيــة وحـ تـى مــا يتعلــق بالحيــاة‬ ‫الزوجيــة واألمــور الخاصــة‪!.‬‬

‫بــاب التفريــغ النفســي‪.‬‬ ‫والدافــع الثانــي علــى حــد قــول الشــاعر هــو الرغبــة‬ ‫فــي المشــاركة الوجدانيــة والفــراغ العاطفــي‪»: ،‬فقــد‬ ‫ال تســتطيع الزوجــة محادثــة األب أو األم أو األخــت أو‬

‫حتــى الــزوج عمّــا يجــول بداخلهــا‪ ،‬وقــد يكــون الــزوج‬ ‫قــاس معهــا‪ ،‬أو أعبــاء الحيــاة‬ ‫فــي بعــض األحيــان‬ ‫ٍ‬ ‫تأخــذه منهــا فتضطــر أن تبــث شــكواها وهمومهــا‬ ‫إلــى اآلخريــن»‪.‬‬ ‫أخطــار اجتماعية وأمنية‬ ‫ويعتبــر الشــاعر أن لجــوء الزوجــات إلــى هــذه‬ ‫الصفحــات أســلوبًا خاط ًئــا ألســباب كثيــرة منهــا‪:‬‬ ‫أنــه هنــاك عالقــة ســرية تجمــع بيــن الرجــل والمــرأة‪،‬‬ ‫والرســول صلــى اهلل عليــه وســلم تحــدث عــن أن مــن‬ ‫يقــوم بفضــح أســرار الــزوج كمثــل شــيطان التقــى‬ ‫بشــيطانة علــى قارعــة الطريــق‪ ،‬فكيــف تجــرؤ الزوجة‬ ‫علــى فضــح نفســها وزوجهــا عبــر هــذه الصفحــات؟!‪.‬‬ ‫ومــن ســلبيات هــذه الصفحــات حســب رأي الشــاعر أن‬ ‫«المنظومــات األمنيــة والدوليــة» يمكــن أن تســتفيد‬ ‫مــن تلــك المعلومــات وربمــا تســتغلها فــي االســقاط‬ ‫فــي وحــل العمالــة‪.‬‬ ‫ووجــه د‪ .‬درداح نصيحــة الــى األزواج بــأن يعالجــوا‬ ‫مشــكالتهم فــي أضيــق الحــدود وداخــل أســوار‬ ‫البيــت دون اللجــوء إلــى تلــك المواقــع‪ ،‬ونــوه إلــى‬ ‫أنــه يجــب عمــل مراجعــة اعالميــة لمواقــع التواصــل‬ ‫ومســاعدتها علــى العمــل بشــكل منظــم‪.‬‬

‫أنا والسرطان وزوجي‬

‫نساء يسألن‪« :‬هل يعرف العلم مسكنات لسرطان الغدر» ؟!‬ ‫إيمــان أبو دية – امليدان‪:‬‬

‫باغتهــا غــول الرسطــان‪ ،‬فخطــف الســعادة‬ ‫مــن حياتهــا‪ ،‬وكان عليهــا أن تصاحــب العــاج‬ ‫ئ‬ ‫ه إال أيــام قالئــل حـ تـى ســيقت‬ ‫الكيميـ ي‬ ‫ـا�‪ ،‬ومــا ي‬ ‫لعمليــة جراحيــة الســتئصال ثدييهــا‪ ،‬لــم يــك‬ ‫ف‬ ‫ذاك األســوأ‪ ،‬إنمــا مــا لــم تتوقعــه ي� حياتهــا جــاء‬ ‫«وصمة عار»‬ ‫أما راوية فلم تكن قصتها بعيدة عن سلوى بل كانت أسوأ!!‬ ‫راويــة الشــابة الثالثينيــة التــي تنبــض شــباباً و حيويــة و متفائلــة‬ ‫دومــاً بوجــود زوجهــا و أبنائهــا حولهــا ‪ ،‬أمــا بعــد اكتشــافها‬ ‫للمــرض فانقلبــت حياتهــا رأســاً علــى عقــب و بــد ًال مــن أن‬ ‫يســاندها زوجهــا لكــي تشــفى مــن هــذا المــرض الخبيــث بــل قــام‬ ‫أن المــرض معــدِ ‪..‬‬ ‫بهجرهــا و منــع أوالدهــا مــن لمســها‪ ،‬مدّعيـاً ّ‬ ‫تضيــف‪« :‬لألســف‪ ،‬بعــض األشــخاص يتعاملــون مــع المــرض‬ ‫وكأنّــه وصمــة عــار» و تركهــا وحيــدة تصــارع المــرض ‪..‬‬ ‫«الرجل الويف»‬ ‫و علــى النقيــض تمامـاً تــروي نــور قصتهــا و البســمة لــم تفارقهــا‬ ‫قائلــة ‪« :‬أنــا طِبــت بفضــل اهلل ثــم بفضــل زوجــي» فمنــذ لحظــة‬ ‫اكتشــافها للمــرض لــم يتركهــا لحظــة ‪ ،‬ورافقهــا فــي كل جلســات‬ ‫العــاج و حتــى فــي العمليــات ‪،‬وحتــى بعدمــا اســتئصل ثديهــا‬ ‫ســاءت نفســيتها و لــم تَعُــد تتحمــل و لكــن زوجهــا كان الســند و‬ ‫الدعــم النفســي لهــا إلــى أن تعافــت‪ ،‬وتضيــف ‪« :‬لــو أفنــي عمــري‬ ‫كلــه بســعادة أحمــد مــا حقصــر « وهــم بذلــك مثــال للــزوج الوفــي‬ ‫والزوجــة المخلصــة‪ .‬أمــا فاطمــة التــي توفيــت فــي ريعــان شــبابها‬ ‫تُوفيــت و تركــت أطفــاال و زوج ـاً هــم مثــا ًال للتضحيــة والعطــاء‪،‬‬ ‫فأمضــى أكثــر مــن خمــس ســنوات ينتظــر الســاعات فــي أروقــة‬ ‫المستشــفيات‪ ،‬تائهــاً بيــن مواعيــد األطبــاء‪ ،‬متحمــ ً‬ ‫ا ضيــق‬

‫ً‬ ‫تباعــا‪ .‬تلــك حكايــة «ســلوى» ابنــة ال ـ ‪ً 27‬‬ ‫ربيعــا‬ ‫ترويــها لنا والدموع تســيل عىل وجنتيها وبقلب‬ ‫يعتــر ألمــا‪ ،‬وكيــف ال؟! وقــد خــاب أملهــا‬ ‫فيمــن كانــت تتوقــع منــه الدعــم والتخفيــف‪،‬‬ ‫ف‬ ‫وهــو الــذي كان يــردد عــى مســامعها ي� األيــام‬

‫صبرهــا ‪ ،‬مانح ـاً إيّاهــا األمــل‪ ،‬ليصبــح مثــا ًال يقتــدي بــه‪ ،‬و حتــى‬ ‫بعــد وفاتهــا بقــي وفي ـاً لهــا و لــم يتــزوج أحــداً بعدهــا‪..‬‬ ‫ثلثهــن مطلقات‬ ‫وتشــير دراســة علميــة أعدّهــا عميــد كليــة الحقــوق فــي جامعــة‬

‫الخاليــة وقتمــا كانــت وردة متفتحــة‪ً :‬‬ ‫معــا ولدنــا‬ ‫ً‬ ‫ومعــا ســنموت!‬ ‫خلــص زوجهــا لقناعــة شــيطانية بأنهــا لــن تعــود‬ ‫ســيدة كبقيــة النســاء‪ ،‬و صدمهــا بقولــه « إنـ ت يـى‬ ‫مريضــة مــا بتلزمب ـن ي «‪.‬‬

‫اإلســراء بغــزة‪ ،‬د‪ .‬عــاء مطــر‪ ،‬إلــى أن ‪ %٣٧‬مــن مريضــات‬ ‫الســرطان فــي القطــاع طلقهــن أزواجهــن بعــد اكتشــاف‬ ‫إصابتهــن بالمــرض‪ ،‬منوهًــا إلــى أن النســاء المصابــات بمــرض‬ ‫ســرطان الثــدي يحتجــن لرعايــة صحيــة خاصــة جــدًا تفرضهــا‬

‫طبيعــة مرضهــن الخطيــر‪.‬‬ ‫و تشــير نفيــن البربــري أخصائيــة اجتماعيــة فــي مؤسســة بســمة‬ ‫أمــل التــي تعنــى بمرضــى الســرطان فــي قطــاع غــزة‪ :‬أن عــدد‬ ‫كبيــر مــن الســيدات كان الســبب بطالقهــن ســرطان الثــدي‬ ‫ألنــه بالنســبة لهــن أســاس كل أنثــى ويحــدث تشــويه للجســم و‬ ‫تضيــف ‪ :‬أن أكبــر معانــاه تعانيهــا مريضــة ســرطان الثــدي تكــون‬ ‫وقــت االســتحمام ورؤيــة جســدها وقــد نــزع منــه عضــو انثــوي‬ ‫هــام ومهــم إلبــراز جمالهــا وانوثتهــا‪.‬‬ ‫غياب ثقافــة التعامل‬ ‫وتلفــت إلــى غيــاب ثقافــة التعامــل مــع المريــض فــي قطــاع‬ ‫غــزة ضمــن العائلــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى عــدم قــدرة كثيريــن علــى‬ ‫التفرقــة بيــن األمــراض المعديــة وغيــر المعديــة‪ .‬و تضيــف ‪:‬‬ ‫«إنّنــا نعانــي مــن نقــص فــي القطــاع فــي مــا يتعلــق بكيفيّــة‬ ‫التعامــل مــع المرضــى»‪ ،‬الفتــة إلــى الحاجــة إلــى إعطــاء أولويّــة‬ ‫للعنايــة النفســية‪ ،‬خصوصــاً أن الراحــة تســاعد المريــض علــى‬ ‫الشــفاء‪.‬‬ ‫إن نســبة حــاالت الطــاق بســبب مــرض الســرطان مدعــاة للقلــق‬ ‫‪ ،‬لذلــك وجــب زيــادة ثقافــة و وعــي المجتمــع بضــرورة التعايــش‬ ‫مــع هــذا المــرض الــذي قــد يُداهــم كل بيــت دونمــا اســتئذان ‪ ،‬و‬ ‫ليــس الرجــل ببعيــد عــن هــذا المــرض ‪ ،‬وكمــا تتعايــش الزوجــات‬ ‫عنــد مــرض أزواجهــن وجــب علــى الــزوج أن يفعــل ذلــك أيضـاً‪.‬‬


‫ميدان الريا�ضة‬

‫‪14‬‬

‫فـــي غـزة‪..‬اقبـــال واســـع علـى‬ ‫رياضـــة كمـــال األجســـام رغـم‬ ‫محـدوديـــة االمكـانيـــات‬ ‫عبــداهلل البهلول – امليدان‪:‬‬

‫تعــد رياضــة كمــال األجســام مــن أهــم الرياضــات الـ ت يـى‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫يمارســها عــددا كبـ ي ًـرا مــن الشــباب الفلســطي�ن ي خاصــة ي�‬ ‫ف‬ ‫قطــاع غــزة»‪ ،‬والـ ت يـى بــدأ يســطع نجمهــا ي� الســنوات القليلــة‬ ‫الماضيــة‪ ،‬وهــو مــا تصاحــب مــع ازديــاد أعــداد المراكــز‬ ‫وتشــرف وزارة الشــباب والرياضــة علــى المراكــز‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬التــي تهتــم برعايتهــا وتســويتها أوضاعها‬ ‫مــن الجانــب القانونــي‪ ،‬ومتابعتهــا مــن الجانــب الفني‬ ‫أيضًــا‪.‬‬ ‫وتعتمــد رياضيــة كمــال األجســام علــى مبــدأ تضخيــم‬ ‫عضــات جســم الالعــب وإبرازهــا؛ ليتمكــن مــن‬ ‫اســتعراضها ومقارنتهــا مــع منافســيه لــه؛ وتكــون‬ ‫تبع ـاً لمجموعــة مــن القواعــد المحــددة التــي تعتبــر‬ ‫بمثابــة حكــم نســبي؛ وتشــمل‪ :‬الكثافــة؛ التحديــد‪،‬‬ ‫والوضــوح‪ ،‬ولــون الجلــد‪ ،‬ويُمنــح المتنافســون نقاطـاً‬ ‫مــن قِبــل ســبعة حــكام ليتــم ترتيبهــم إلــى مراكــز‬ ‫مرتبــة تنازليـاً؛ وينــال اللقــب الحاصــل علــى أقــل عــدد‬ ‫مــن النقــاط؛ علــى النقيــض مــن الرياضــات األخــرى‪.‬‬ ‫وعنهــا‪ ،‬يقــول مديــر مركــز رياضــة (ســوبر جيــم)‬ ‫لرياضــة كمــال األجســام المــدرب ســمير خزيــق‪،‬‬ ‫إنــه ليــس مــن الســهولة ممارســة هــذا النــوع‬ ‫مــن الرياضــة‪ ،‬كونهــا تتطلــب جهــد بدنــي كبيــر‪،‬‬ ‫وخبــرة فــي التعامــل مــع اآلالت الرياضيــة ليســت‬ ‫بالقليلــة‪ ،‬مشــيرًا إلــى أنهــا وفــي ذات الوقــت تُعــد‬ ‫مــن الرياضــات التــي تحقــق كــم كبيــر مــن المتعــة‬ ‫لممارســيها‪.‬‬ ‫ويؤكــد خزيــق أنــه مــن الضــروري االلتــزام بضوابــط‬ ‫ولوائــح ممارســة هــذه الرياضــة والتــي ينظمهــا‬ ‫اتحــاد كمــال االجســام واللياقــة البدنيــة الفلســطيني‪،‬‬ ‫مشــددًا علــى أن فلســطين لديهــا مــن أبطــال كمــال‬ ‫ً‬ ‫كاملة‪.‬‬ ‫األجســام ما تســتطيع بــه منافســة دول العالــم‬

‫ف‬ ‫الرياضيــة ي� القطــاع والمعروفــة باســم «الجيــم»‪ ،‬لــدى‬ ‫عامــة النــاس رغــم محدوديــة اإلمكانيــات وعــدم توفــر‬ ‫األدوات واآلالت الرياضيــة الحديثــة‪ ،‬نتيجــة الحصــار‬ ‫اإلرسائيـ يـ�‪ ،‬والظــروف االقتصاديــة الصعبــة»‪.‬‬

‫ويوضــح خزيــق فــي حديــث لـــ « ( جريــدة الميــدان)‪،‬‬ ‫أن هنــاك مــن يعتقــد بوجــود انعكاســات ســلبية علــى‬ ‫ممارســي هــذه الرياضــة‪ ،‬وبأنهــا مضــرة للجســم وهــو‬ ‫مخالــف للواقــع بشــكل كامــل‪ ،‬مبينًــا أنهــا علــى عكس‬ ‫ذلــك‪ ،‬فهــي تعمــل علــى بنــاء جســم ســليم‪ ،‬وتعمــل‬ ‫بشــكل أساســي علــى تنشــيط الــدورة الدموية لجســم‬ ‫اإلنســان وهــو األمــر الــذي لــه فوائــد صحيــة عديــدة‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أنهــا تعمــل فــي ذات الســياق‪ ،‬علــى‬ ‫الحفــاظ علــى شــباب البشــرة ومقاومــة ومحاربــة‬ ‫الشــيخوخة وعالمــات التقــدم فــي الســن‪ ،‬وغيرهــا‬ ‫مــن الفوائــد ســواء ذات العالقــة المباشــرة فــي مظهــر‬ ‫الجســم أو علــى أجهزتــه الداخليــة‪ ،‬خاصــة القلــب‪،‬‬ ‫مشــددًا علــى أن تحقيــق تلــك الفوائــد يتطلــب‬ ‫الممارســة المنتظمــة واليوميــة لرياضــة كمــال‬ ‫األجســام‪.‬‬ ‫وهــو األمــر الــذي يتوافــق معــه‪ ،‬الالعــب علــي‬ ‫الســموني والمــدرب ســمير خزيــق فــي حديثــه لـــ «(‬ ‫الميــدان )‪ ،‬إذ يقولــوا‪ « :‬لكمــال األجســام دورهــا فــي‬ ‫الحفــاظ علــى جســمي وإظهــاره بمظهــره الجمالــي‬ ‫الحالــي‪ ،‬وانعــكاس ذلــك أيضًــا علــى الصحــة العامــة‬ ‫لــي ولغيــري مــن الزمــاء الرياضييــن ممارســي هــذه‬ ‫الرياضــة»‪ ،‬مبينًــا أن «كمــال األجســام» تتطلــب نظام‬ ‫غذائــي صحــي يعتمد بشــكل أساســي علــى البروتينات‬ ‫لدورهــا فــي بنــاء وتقويــة عضــات الجســم‪.‬‬ ‫وينصــح الســموني الشــباب للممارســة هــذا النــوع من‬ ‫الرياضــة‪ ،‬لمــا لــه مــن فوائــد تعــود بالنفــع عليهــم‬

‫« الباركــور‬

‫ن‬ ‫ـمو� إىل أن‬ ‫وينــوه السـ ي‬ ‫رياضــة كمــال االجســام‬ ‫ليســت فقــط مجــرد‬ ‫أداء حــركات معينــة‪ ،‬أو اســتعراض‬ ‫ضخامــة عضــات ومــا شــابه‪ ،‬بــل‬ ‫تتطلــب الـ ت زـرام بالتماريــن واالنتظــام‬ ‫بالوجبــات الغذائيــة المخصصــة‬ ‫لالعــب حـ تـى يتمكــن مــن خاللهــا‬ ‫بنــاء جســمه وعضالتــه‪.‬‬ ‫بشــكل أساســي‪ ،‬مسـ ً‬ ‫ـتدركا‪ »:‬علــى أن يكون‬ ‫ذلــك دون االســتعانة بالمنشــطات غيــر الطبيعــة‬ ‫«الهرمونيــة» والتــي مــن شــأنها التســبب بالوفــاة‬ ‫واألمــراض وغيرهــا من األضــرار»‪ ،‬مؤكدًا أن ممارســة‬ ‫الرياضــة بشــكل طبيعــي ينعكــس إيجابًا علــى مظهر‬ ‫الجســم وبمــا بداخلــه مــن أجهــزة علــى حــد ســواء‪.‬‬ ‫وعــن أهــم األغذيــة التــي يجــب توافرهــا فــي أطعمــة‬ ‫ممارســي هــذه المهنــة‪ ،‬يبيــن أن كل مــا ينــدرج تحــت‬ ‫البروتيــن بشــكل أساســي يجــب أن تتضمنــه الوجبات‬ ‫الغذائيــة المقدمــة لهــم‪ ،‬كالبيــض واللحــوم بأنواعها‬

‫ً‬ ‫إضافــة إلــى األســماك‪ ،‬مضي ًفــا‪ « :‬وشــرب كميــات‬ ‫كبيــرة مــن المــاء والحليــب أيضًــا»‪.‬‬ ‫وينــوه الســموني إلــى أن رياضــة كمــال االجســام‬ ‫ليســت فقــط مجــرد أداء حــركات معينــة‪ ،‬أو اســتعراض‬ ‫ضخامــة عضــات ومــا شــابه‪ ،‬بــل تتطلــب التــزام‬ ‫بالتماريــن واالنتظــام بالوجبــات الغذائيــة المخصصــة‬ ‫لالعــب حتــى يتمكــن مــن خاللهــا بنــاء جســمه‬ ‫وعضالتــه‪ ،‬مبينًــا أن الوجبــات الغذائيــة المنتظمــة‬ ‫تســاهم ببنــاء ‪ %70‬مــن الجســم و‪ %30‬تســهم بهــا‬ ‫التماريــن‪ .‬وعــن المــدة التــي تســتغرقها العضــات‬ ‫حتــى تظهــر علــى جســم االنســان بشــكل كامــل‪،‬‬ ‫يبيــن أنهــا قــد تســتغرق ‪ 10‬ســنوات علــى األقــل‬ ‫مــن بدايــة ممارســة الرياضــة‪ ،‬منوهًــا إلــى أن ذلــك‬ ‫يتفــاوت مــن شــخص آلخــر‪ ،‬بقــدر التزامــه الوجبــات‬ ‫الغذائيــة وفتــرات التدريــب‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن لرياضــة كمــال األجســام مســتقبل فــي‬ ‫قطــاع غــزة كمــا فــي باقــي الــدول العربيــة والعالــم‪،‬‬ ‫مؤكــدًا أنهــا رياضــة العصــر‪.‬‬ ‫وكمــا أكــد الدكتــور طــارق أبــو الجديــان «رئيــس‬ ‫االتحــاد الفلســطيني لكمــال األجســام واللياقــة‬ ‫البدنيــة « ل»الميــدان» ان هــذه الرياضــة عليهــا‬ ‫اقبــال كبيــر جــدا فــي فلســطين بصفــة خاصــة‬ ‫وبالوطــن العربــي بصفــة عامــة وينتشــر فــي غــزة‬ ‫أكثــر مــن «‪»120‬صالــة فــي قطــاع غــزة ‪ ،‬يوضــح على‬ ‫وجــود فئــات تمــارس هــذه الرياضــة لعــدة أهــداف‬ ‫منهــا االبطــال التــى تمــارس هــذه الرياضــة بهــدف‬

‫المشــاركة فــي البطــوالت الخاصــة فــي كمال األجســام‬ ‫ويوجــد أبطــال تمــارس هــذه الرياضــة للمشــاركة فــي‬ ‫بطــوالت الجســيك‪.‬‬ ‫وينــوه الــى ان أكثــر مــن ‪50‬ألــف شــخص يمارســها‬ ‫فــي غــزة بصــورة متقطعــة ومــا يعــادل الــى «‪15‬‬ ‫ألــف « شــخص يمارســها بصــورة مســتمرة ولكــن‬ ‫ليــس جميعهــم يدخلــون بطــوالت ‪ .‬ويشــير أبــو‬ ‫الجديــان الــى انهــا رياضــة جماهريــة ليســت تنافســية‬ ‫‪ ،‬ويمــارس هــذه الرياضــة جميعــا الفئــات مــن نســاء‬ ‫و رجــال وأطفــال وكبــار فــي الســن لكــن تحــت مــدرب‬ ‫خــاص‪ .‬وأوضــح عــن دور االتحــاد فــي هــذه الرياضــة‬ ‫وان يوجــد هدفيــن رئيســين ينبســق منهــم أهــداف‬ ‫شــرعية الهــدف األول هــو نشــر اللعبــة فــي الوطــن‬ ‫وتطويــر الــكادر فيهــا والهــدف الثانــي هــو االرتقــاء‬ ‫فــي مســتوى الالعبيــن يعني المشــاركة فــي البطوالت‬ ‫الدوليــة والخارجيــة ‪.‬‬ ‫و كمــا أكــد ان هنــاك تحديــات وصعوبــات أهمهــا هــي‬ ‫عــدم االحتــكاك بالعالــم الخارجــي بســبب المعابــر‬ ‫المغلقــة والســبب الثانــي عدم وجــود ميزانيــة لالتحاد‬ ‫وينــوه ابــو الجديــان فــي نهايــة اللقــاء عــن أهــم‬ ‫التوصيــات بالقائميــن وأصحــاب القــرار فــي الرياضــة‬ ‫ان يكونــو الالعبيــن أكثــر اهتمــام وأكثــر وعــي وتفهم‬ ‫الظــروف الصعبــة التــى أجبــرو علــى أن يوضعــو فيهــا‬ ‫امــا بالنســبة للمدربيــن ان يســعون لتطويــر ذاتهــم‬ ‫وتجديــد معلوماتهــم الن كل يــوم يوجــد تجديــد فــي‬ ‫النظريــات وفــي االهــداف مــن هــذه الرياضــة‪.‬‬

‫»‪ ..‬رياضــة من ال يخاف املوت‬

‫محمــود مقداد – امليدان‪:‬‬

‫الالعبون‪ :‬نطمح‬ ‫للعاملية وتنقصنا‬ ‫املــوارد‬ ‫لياقة وشــجاعة‬ ‫يوضــح زعــرب أنــه تعلــم رياضــة الباركــور عــن طريــق االنترنــت‪،‬‬ ‫وبــدأ بتقليــد الحــركات التــي يشــاهدها‪ ،‬مضي ًفــا أنــه رغــم انعــدام‬ ‫االمكانيــات وخطــورة هــذه الرياضــة‪ ،‬فقــد اســتطعنا أن نتثبــت‬ ‫عــال فــي هــذه الرياضــة‪.‬‬ ‫للعالــم أن غــزة تملــك مســتوى ٍ‬ ‫و»رياضــة الباركــور» هــي مجموعــة حــركات يكــون الغــرض منهــا‬ ‫االنتقــال مــن النقطــة (أ) إلــى النقطــة (أ) بأكبــر قــدر ممكــن مــن‬ ‫الســرعة والسالســة‪ ،‬وذلــك باســتخدام القــدرات البدنيــة‪ ،‬وقــد وُجــد‬ ‫«الباركــور» أساســا كطريقــة جديــدة لتخطــي العقبــات أو الموانــع‬ ‫والتــي يمكــن أن تكــون أي شــيء ممــا يحيــط بنــا مــن فــروع أشــجار‪،‬‬ ‫أو صخــور‪ ،‬أو قضبــان حديديــة‪ ،‬أو حتــى جــدران‪..‬‬ ‫وأوضــح زعــرب أنهــم يمارســون «رياضــة الباركــور» فــي المقابــر‬ ‫والمــدارس واألماكــن المهجــورة‪ ،‬نظــرا مــكان خــاص أو نــادي يهتم‬ ‫بهــذه الرياضــة‪.‬‬ ‫تحدي وطموح‬ ‫وعــن خطــورة رياضــة الباركــور‪ ،‬أوضــح «زعــرب»‪ ،‬أنهــا ال تخلــو مــن‬ ‫المخاطــر ســيما بســبب عــدم وجود مــكان خــاص لممارســتها‪»: ،‬في‬

‫الشباب والرياضة‪ :‬ال يوجد‬ ‫لها اتحاد رسمي وليست‬ ‫ضمن األلعاب األوملبية‬

‫أي وقــت مــن الممكــن أن يتعــرض الالعــب إلصابــات خطيــرة»‪.‬‬ ‫ويأمــل «زعــرب» ورفاقــه أن يكــون هنــاك جهــة رســمية تتبنــى العبي‬

‫ف‬ ‫مــن بـ ي ن‬ ‫ـ� أزقــة المخيــم ي� خــان يونــس انطلــق الالعــب «فــادي‬ ‫زعرب» ‪19‬عاما وجعل من أحالمه حقيقة‪ ،‬برشاقة يستعرضون‬ ‫قدراته البدنية‪ ،‬ورغم خطورة ذلك إال أنه ال يأبه بالموت‪ ،‬ليشعر‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫هــو ورفاقــه بالحريــة ي� ظــل واقــع صعــب ومريــر يحيــاه الشــباب ي�‬ ‫قطــاع غــزة‪.‬‬

‫الباكــور‪ ،‬وأن توفــر لهــم مكانــا خاصــا للفريــق‪ ،‬ليســتطيعوا الوصــول‬ ‫إلــى مســتوى العالميــة وتحــدي كبــار الالعبيــن فــي العالــم‪»: ،‬ونتطلع‬

‫للخــروج مــن الحصــار وأن ننطلــق بعيــداً لممارســة الباركــور»‪.‬‬ ‫الشــباب والرياضة‬ ‫حملــت «الميــدان» تســاؤالت العبــي «الباركــور» فــي غــزة للســيد‬ ‫«مصعــب محيســن» وكيــل وزارة الشــباب والرياضــة بغــزة‪ ،‬الــذي‬ ‫بــدوره أوضــح أن «رياضــة الباركــور» بــا اتحــاد رياضــي معتــرف بــه‪،‬‬ ‫وال تنــدرج ضمــن األلعــاب األولمبيــة وال يوجد لها منافســات رســمية‪،‬‬ ‫وهــي هوايــة عنــد بعــض األشــخاص ويتــم تطويرهــا هــذه الرياضــة‬ ‫عــن طريــق االنترنــت‪.‬‬ ‫واســتدرك «محيســن» لـ»الميــدان‪ ،‬أن وزارتــه تشــجع أي رياضــة‬ ‫إيجابيــة‪»: ،‬وســبق أن رعــت الــوزارة العديــد مــن المخيمــات الخاصــة‬ ‫برياضــة الباركــور فــي مدينــة غــزة»‪.‬‬ ‫والجديــر ذكــره أن «رياضــة الباركــور» حديثــة النشــأة فــي العالــم‪،‬‬ ‫وكان أول ظهــور لهــا فــي فرنســا عــام ‪2002‬م‪ ،‬ويعتبــر ‪:‬ديفيــد‬ ‫بيــل» مبتكــر هــذه الرياضــة‪ ،‬فيمــا بــدأت ممارســتها ألول مــرة فــي‬ ‫فلســطين عــام ‪2005‬م علــى يــد المدربّــن «محمــد الجخبيــر»‪،‬‬ ‫و»عبــد اهلل االنشــاصي» عقــب انســحاب االحتــال االســرائيلي مــن‬ ‫قطــاع غــزة‪.‬‬


‫ميدان الريا�ضة‬

‫‪15‬‬

‫الفريق األول لـ»السوفتبول»‬ ‫بغزة‪ ..‬حلم نســائي يتحقق‬

‫بدأت الفكرة من «الكلية الجامعية»‬

‫سيدات غزة يقتحمن‬ ‫حلبات املالكمة‬

‫آالء زينو – امليدان‪:‬‬

‫«كنــت مــن مشــاهديها فقــط‪ ،‬واليــوم واحــدة مــن العبيهــا‪ ..‬حلــم تحقــق» بهــذه الكلمــات‬ ‫ف‬ ‫بــدأت «مريــم صيــام» ‪ 21‬عامــا الـ تـى تــدرس ت‬ ‫ال�بيــة الرياضيــة ي� الكليــة الجامعيــة للعلــوم‬ ‫ي‬ ‫التطبيقيــة حديثهــا حــول لعبــة « الســوفتبول»‪.‬‬

‫الفريق األول‬ ‫لعبــة «الســوفتبول» أو»البيســبول» ظهــرت فــي الواليــات المتحــدة األمريكيــة‪ ،‬وهــي‬ ‫لعبــة ال تعتمــد علــى وقــت محــدد بينمــا علــى أشــواط‪ ،‬تتكــون من تســع أشــواط وكل‬ ‫شــوط جولتيــن‪ ،‬وهــي عبــارة عــن تحــدٍ بيــن الضــارب والرامــي كمــا هــو موضــح فــي‬ ‫الصورة‪ ،‬وتســمى «الســوفتبول» إن لعبها الرجال‪ ،‬فيما تســمى «البيســبول» إن لعبتها‬ ‫السيدات‪.‬‬ ‫وتضيــف صيــام أن أعضــاء الفريــق الــذي تنتســب لــه متحفزيــن لالســتمرار خاصة بعد‬ ‫حصولهــم علــى المركــز األول فــي الــدوري األول علــى مســتوى قطــاع غــزة‪ ،‬مطالبــة‬ ‫بضــرورة توفيــر مالعب مخصصة للفتيات بشــكل كامل وليــس ضمن أوقــات محددة‪.‬‬ ‫الفكرة‬ ‫الكابتــن «محمــود طافــش» رئيس االتحاد الفلســطيني لـ ا»لســوفتبول والبيســبول»‪،‬‬ ‫يقــول أن فكــرة ادخــال اللعبــة لغــزة القــت موافقــة واســعًا مــن الرياضييــن‪ ،‬ورؤســاء‬ ‫االتحــادات الرياضيــة‪ ،‬فيمــا قابلهــا البعــض القليــل بالمعارضــة‪ ،‬منوهًــا إلــى أن وزارة‬ ‫الشــباب والرياضــة بغــزة دعمت الفكرة وســاهمت في تشــكيل اتحاد لـ ا»لســوفتبول»‪.‬‬

‫وحــول التحديــات التــي تواجــه اللعبــة ينــوه «طافــش» إلــى أن عــدم وجــود مالعــب‬ ‫مجهــزة كانــت العقبــة الكــؤود‪ ،‬باإلضافــة لتحفــظ المجتمع على مشــاركة الفتيــات في‬ ‫اللعبــة‪ ،‬ونقــض المعــدات كـ»المضــارب» و»الكفاتــات» و»الكــرات»‪.‬‬ ‫وألحيــاء اللعبــة ونشــرها نظــم االتحــاد دوري فلســطيني نســوي منظــم علــى مســتوى‬ ‫محافظــات قطــاع غــزة‪ ،‬تنافســت فيــه الفــرق بــروح عاليــة وانتهــى بتتويــج فريــق‬ ‫الوســطى فــي أول بطولــة لســوفتبول للفتيــات فــي فلســطين‪.‬‬ ‫روح التحدي‬ ‫«مريــم ســعدي» ‪ 20‬عامــا تــدرس فــي الكليــة الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة تســرد لنا‬ ‫قصــة تعرفهــا علــى اللعبــة حيــث كانت تجــري تغطيــة مصــورة إلحــدى المباريــات‪ ،‬ثم‬ ‫دفعهــا الفضــول لتجربــة اللعبــة‪ ،‬فوجــدت أن لديهــا اللياقــة التــي تؤهلهــا لالنضمــام‬ ‫للفريــق الالعبة‪.‬‬ ‫امــا عــن موقــف اهلهــا تقــول‪ »:‬فــي البدايــة وقــف األهــل موقــف المعــارض ألســباب‬ ‫مجتمعيــة‪ ،‬لكننــي أقنعتهــم من خالل تطمينهــم وتعزيز الثقة بيننــا»‪ ،‬ودعــت األهالي‬ ‫لمنــح بناتهم فرصــة لتحديــد اختياراتهــم الرياضية‪.‬‬

‫الشغب‪..‬‬

‫روان حميد – امليدان‪:‬‬ ‫صباحـاً يرتــدن زيهــن الرياضي ويحملــن زجاجة الماء التــي ال تفارقهن البتة‪ ،‬وينطلقن نحــو النادي بهمة‬ ‫ورشــاقة وطمــوح؛ لكنهــن لــن يمارســن اليوغــا أو تنــس الطاولــة كمــا هــو معتــاد‪ ،‬إنمــا ســيلعبن رياضــة‬ ‫المالكمــة التــي كانــت حكــرا علــى الرجال حتــى وقــت قريب‪.‬‬ ‫«عمــاد مســعود» كابتــن ومــدرب في نــادي البريج يوضــح لـ»الميــدان» أن الفكــرة تطورت بعد عقــد دورة‬ ‫مالكمــة للفتيــات فــي الكليــة الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة‪ ،‬وهناك لوحــظ اهتمــام الفتيــات الكبير بتلك‬ ‫الرياضــة‪ ،‬األمــر الــذي دفعنــا لبــدء خطــة تدريبيــة لمــدة ‪ 21‬يومــا‪ ،‬حيــث تقــدم لهــا نحــو ‪ 40‬فتاة‪.‬‬ ‫تنميــة رياضة املرأة‬ ‫ويفيــد «مســعود» أن الهــدف وراء الخطــة التدريبيــة تنميــة رياضــة المــرأة ليكــون لهــا دور وحضــور فــي‬ ‫المباريــات الداخليــة والخارجيــة‪ ،‬ويبيــن لنــا أن لديهــم طمــوح لفتــح نــادي مماثل في محافظــة خانيونس‬ ‫جنوبــي قطــاع غــزة‪.‬‬ ‫«هبــة عبيــد» «‪ 20‬عامــا» درســت تربيــة رياضيــة في الكليــة الجامعية للعلــوم التطبيقية‪ ،‬وتلعــب رياضة‬ ‫المالكمــة منــذ ‪ 3‬شــهور بعــد أن شــاركت فــي النشــاط الــذي نظمــه قســم شــؤون الطلبة‪ ،‬وتشــير عبيد‬ ‫إلــى أنهــا لــم تتوقــف وواصــل التدريــب مــن خــال نــادي البريج لتحقيــق مســتوى متقدم‪.‬‬ ‫وتقــول «عبيــد» أحببــت تلــك المغامرة وقــررت خوضها رغــم الحواجز المجتمعية‪ ،‬مؤكــدًا أن تحظى بثقة‬ ‫أهلها وتشجيعهم‪.‬‬ ‫دفــاع عن النفس‬ ‫وفــي ذات الســياق ينــوه «مســعود» إلــى أن العديــد مــن العائــات تقبلــوا الفكــرة‪ ،‬وبعضهــم شــجع بناته‬ ‫لخــوض المغامــرة‪ ،‬خاصــة أن لــدى النــادي مدربــات لتدريــب الفتيــات وهــو مــا يزيــد مــن ثقــة األهالــي‬ ‫ويراعــي المجتمــع المحلــي المحافظ‪ .‬ويضيــف مســعود أن المالكمة تحتاج الــى شــجاعة‪ ،‬والــذكاء‪ ،‬وإرادة‪،‬‬ ‫ولياقــة‪ ،‬الفتــا إلــى أنهــا تعتبــر ذات أهميــة للســيدات ضمــن رياضــات الدفــاع عــن النفــس‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن النــادي عاكــف علــى تجهيــز يتــم مباريــات داخليــة فــي المالكمــة بيــن محافظــة غــزة‬ ‫والمحافظــة الوســطى للســيدات فقــط‪.‬‬ ‫تحديات كبرية‬ ‫المدربــة «إيمــان أبــو كويــك» في قســم التربيــة الرياضية في الكلية الجامعيــة تقول‪ »:‬مشــاركة الطالبات‬ ‫وتفاعلهــن اإليجابــي مــع رياضــة المالكمــة كان أكثــر ممــا توقعنــا‪ ،‬وهــو مــا دفعنــا لتبنــي فريــق مــن‬ ‫الطالبــات متخصــص بهــذه الرياضة‪.‬‬ ‫وتمنــت أبــو كويــك أن يكــون هنــاك فــرق نســوية تمــارس هــذه الرياضــة وقــادرة علــى تمثيل فلســطين‬ ‫محليـاً وعربيـاً ودوليـاً‪ ،‬مطالبــة بتخصيــص موازنــة لنــوادي الفتيــات حتــى يســتطعن ممارســة الرياضــة‬ ‫وتحقيــق طموحهــن الرياضي‪.‬‬ ‫ويعقــب «علــي عبــد الشــافي» عضــو في نــادي االتحــاد األولمبــي بغــزة لـ»الميــدان» ‪»:‬عدم توفــر القلفز»‬ ‫القفــازات التــي يجــب علــى المقاتليــن ارتداءهــا فــي أيديهــم خــال مباريــات المالكمــة»»‪ ،‬وعــدم توافــر‬ ‫أماكــن تدريــب متخصصــة للفتيــات خاصــة بعــد توقــف نــادي النصــر العربــي‪ ،‬وعــدم صــرف ميزانيــة‬ ‫مخصصــة لرياضــة الســيدات»‪ ،‬كل ذلــك يقــف عائقــا أمــام تطــور هــذا النــوع مــن الرياضــة‪.‬‬

‫مالعب غزة بخير‬

‫شوط إضايف يبدأ بعد صفارة النهاية‬

‫تامــر أبو خالد – امليدان‪:‬‬

‫تتعــدد األســباب الـ ت يـى تقــف خلــف «شــغب‬ ‫ن‬ ‫تعا� منه المالعب الفلسطينية؛‬ ‫المالعب» والذي ي‬ ‫ليســت منتشرة‬ ‫فــي حديثنــا معــه حــول ظاهــرة الشــغب الجماهيــري‪،‬‬ ‫يشــير اإلعالمــي الرياضــي أحمــد أبــو ديــاب إلــى‬ ‫أن الرياضــة أصبحــت الوجهــة األولــى للشــعب‬ ‫الفلســطيني فــي غــزة‪ ،‬فــي ظــل انقطــاع التيــار‬ ‫الكهربائــي‪ ،‬واغــاق البحــر‪ ،‬منوهــاً إلــى أن مبــاراة‬ ‫واحــدة لكــرة تنــس الطاولــة فــي مدينــة غــزة‬ ‫حضرهــا مؤخــرًا أكثــر مــن ‪ 500‬مشــجع‪.‬‬ ‫ويضيــف أبــو ديــاب أن ظاهــرة الشــغب فــي المالعــب‬ ‫ليســت منتشــرة بكثــرة مقارنــة بباقــي الــدول‬ ‫المجــاورة‪ ،‬ومــا يصــدر مــن بعــض الجماهيــر مــا هــو‬ ‫إال اســتثناء‪ ،‬مؤكــدًا أن أســباب الشــغب تعــود فــي‬ ‫معظمهــا إلــى العصبيــة الجغرافيــة‪ ،‬فــكل جمهــور‬ ‫يتعصــب لمناطقتــه أمــام المناطــق األخــرى‪.‬‬ ‫ويحــذر مــن تصاعــد حــدة الشــغب فــي المالعــب‬ ‫الفلســطينية بغــزة‪ ،‬مطالبًــا إدارات مجالــس األنديــة‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬بضــرورة اتخــاذ موقــف حــازم تجــاه هــذه‬ ‫الظاهــرة‪ ،‬ودعــا الجهــات األمنيــة لتأميــن المالعــب‬ ‫الرياضيــة أمــام الجماهيــر‪ ،‬كونهــا ال تمتلــك غيرهــا‪.‬‬ ‫أمن املالعب‬ ‫بدورهــا نقلــت «الميــدان» مطالبــات أبــو ديــاب إلــى‬ ‫نائــب رئيــس االتحــاد الفلســطيني لكــرة القــدم الذي‬ ‫أكــد بــدوره علــى اجــراءات االتحــاد الفلســطيني فــي‬

‫لكــن بمســتويات مخففــة‪ ،‬القضيــة ذات أوجــه عــدة‪:‬‬ ‫ثقافيــة‪ ،‬وأمنيــة‪ ،‬ورياضيــة‪ ،‬وحــول ذلــك عــادت‬

‫وقــف ومناهضــة هــذه «الظاهــرة الســيئة» والقضــاء‬ ‫عليهــا قبــل أن تتجــذر فــي أوصــال المجتمــع‪.‬‬ ‫واتفــق الســيد إبراهيــم أبــو ســليم مــع أبــو ديــاب‬ ‫فيمــا راح إليــه بخصــوص انعكاســات حــاالت الشــغب‬ ‫علــى الرياضــة المحليــة فــي قطــاع غــزة‪ ،‬مشــيرًا‬ ‫إلــى أن ذلــك ســينقل صــورة ســلبية عــن الرياضــة‬

‫الفلســطينية لآلخريــن‪ .‬وحــول اجراءاتهــم العمليــة‬ ‫فــي مواجهــة الظاهــرة ينــوه أبــو ســليم إلــى أن‬ ‫االتحــاد يفــرض العديــد مــن العقوبــات ضــد مــن‬ ‫يرتكــب أعمــال شــغب فــي المالعــب‪ ،‬الفتًــا إلــى أنهــا‬ ‫عقوبــات رادعــة وتؤتــي ثمارهــا‪.‬‬ ‫ومــن العقوبــات التــي ذكرهــا أبــو ســليم لنــا نقــل‬

‫«الميــدان» لمرجعــات رياضيــة وأمنيــة‪ ،‬لتفسـ يـر‬ ‫الظاهــرة والتعــرف عــى ســبل عالجهــا‪.‬‬

‫مباريــات الفريــق الــذي أحــدث جمهــوره شــغبا‬ ‫لملعــب بعيــد‪ ،‬ولعــب مباريــات بــدون جمهــور‪،‬‬ ‫وتغريــم النــادي غرامــة ماليــة‪ ،‬مــع تعهــد بالســعي‬ ‫لعــدم تكــرار أي حالــة شــغب فــي المســتقبل‪ -‬علــى‬ ‫حــد تعبيــره‪ .-‬وحــول أمــن المالعــب يؤكــد المقــدم‬ ‫«محمــد أبــو رصــاص»‪ ،‬أن التعــاون بيــن االتحــاد‬

‫الفلســطيني واألجهــزة األمنيــة مســتمر‪ ،‬وهنــاك‬ ‫تنســيق لتغطيــة وتأميــن المباريات حســب ســخونتها‬ ‫وأهميتهــا‪ ،‬فالمباريــات الحاســمة والنهائيــة أو تلــك‬ ‫التــي بيــن المتنافســين األشــداء تتعهــد الشــرطة‬ ‫بزيــادة عــدد الوحــدات األمينــة لتأمينهــا مــع توفيــر‬ ‫ســيارة إســعاف أليــة حالــة طارئــة‪.‬‬ ‫االعتبارات الدينــة والحضارية‬ ‫وفــي مقالــه المنشــور عبــر وكالــة «معًــا اإلخباريــة»‬ ‫كتــب «خالــد شــومان»‪ ،‬رئيــس رابطــة مشــجعي‬ ‫الرياضــة فــي فلســطين‪« :‬الــذي أراه هــو أن الشــغب‬ ‫مظهــر مــن مظاهــر العنــف الجماهيــري الــذي‬ ‫بــدأت تســتعر نيرانــه وتتأجــج فــي هــذه األيــام‬ ‫ليــس باألمــر الجديــد‪ ،..‬فهــو قديــم متجــدد وليــس‬ ‫ملتصقــا بحقبــة مــا أو زمــن معيــن‪ ،‬هــواة كان أو‬ ‫احتــراف‪ ،..‬ولكــن الــذي أراه أن الــذي يجــري عندنــا ال‬ ‫ينــزل إلــى حضيــض الشــغب الجماهيــري الــذي نــراه‬ ‫فــي العالــم والمجتمعــات الغربيــة وذلــك العتبــارات‬ ‫حضاريــة ودينيــة»‪.‬‬ ‫ويطالــب شــومان بضــرورة تجهيــز قــوات أمــن‬ ‫مختصــة لحفــظ النظــام فــي كل المباريــات‪ ،‬وتنميــة‬ ‫الــروح الرياضيــة ودعهمــا‪ ،‬وتغليــظ العقوبــات‪،‬‬ ‫واإلعــان عــن جائــزة ألفضــل جمهــور خــال‬ ‫الموســم ونصــف الموســم‪.‬‬


‫ميدان التكنولوجيا‬

‫‪16‬‬ ‫أشعلتها ‪UCAS‬‬

‫العمل اإللكرتوني‪..‬شــمع ٌة يف ظالم البطالة‬ ‫روزان العربشــلي‪/‬أنس بنات – امليدان‪:‬‬ ‫باتــت مهمــة إيجــاد عمــل فــي قطــاع غــزة أشــبه بمعجــزة حقيقيــة‬ ‫فــي ظــل طوابيــر البطالــة المتزايــدة ونــدرة وفــرص العمــل وإغــاق‬ ‫منافــذ التوظيــف الحكومــي؛ ولكــن المبدعيــن ال يعدمــون الوســيلة‪،‬‬ ‫وعــادة مــا يــرون فــي كل أزمــة فرصــة‪.‬‬ ‫العمــل عــن بعــض‪ ،‬طاقــة أمــل فتحتهــا الشــبكة العنكبوتيــة‬ ‫للعاطليــن عــن العمــل فــي العالــم وللشــعوب التــي تعيــش الكوارث‬ ‫واألزمــات مثــل شــعبنا الفلســطيني‪.‬‬ ‫تعزيز الفرص‬ ‫مــا يُعــرف بـــ ‪ E-Work‬ســاهم فــي تعزيــزه الكليــة الجامعيــة‬ ‫للعلــوم التطبيقيــة فــي غــزة بالتعــاون مــع برنامــج األمــم المتحــدة‬ ‫اإلنمائــي‪ ،‬ضمــن أنشــطة برنامــج الحــق فــي التعليــم التابــع‬ ‫لمؤسســة التعليــم فــوق الجميــع القطريــة بتمويــل مــن صنــدوق‬ ‫قطــر للتنميــة‪.‬‬ ‫أســامة الحصــري منســق مشــروع العمــل الحــر فــي الكليــة يقــول‬ ‫إن مشــروع العمــل الحــر يهــدف إلــى خلــق فــرص عمــل للخريجيــن‬ ‫مــن خــال تطويــر قدراتهــم فــي البحــث عــن عمــل عبــر شــبكة‬ ‫«االنترنــت»‪ ،‬وفــي مجــال التعليــم الذاتــي مــن خــال دمجهــم فــي‬ ‫بيئــة عمــل»‪.‬‬ ‫ويوضــح الحصــري أن المشــروع موجــه لكافــة الخريجيــن فــي قطــاع‬ ‫غــزة منوهــا إلــى أن اختيــار المســتفيدين مــن البرنامــج يكــون مــن‬

‫خــال اختبــارات تحريريــة ومقابــات شــخصية تخضــع لمعاييــر‬ ‫معلنــة مســب ًقا‪.‬‬ ‫تدريب وحوافز‬ ‫وينــوه إلــى أن الفئــة التــي يقــع عليهــا االختيــار تحظــى بتدريــب‬

‫فــي مجــال العمــل الحــر عبــر مرشــدين ومدربيــن متخصصيــن‪،‬‬ ‫عــاوة علــى توفيــر مســاحة عمــل داخــل مؤسســات متخصصــة‪،‬‬ ‫وتقديــم حوافــز ماليــة واستشــارات فرديــة ضمــن نطــاق فتــرة‬ ‫المشــروع‪.‬‬ ‫«الميــدان» تجولهــا فــي حاضنــة «يــوكاس» والتقــت مــع عــدد‬ ‫مــن الريادييــن هنــاك‪ ،‬ومنهــم «رنيــم حســان» التــي أكــدت أنهــا‬ ‫تمكنــت مــن الحصــول علــى فرصــة عمــل فــي مجــال العمــل الحــر‬ ‫بفضــل اســتفادتها مــن مشــروع‪ ،‬مبينــة أن العمــل الحــر يمنــح‬ ‫لإلبــداع والشــعور بالتميــز علــى‬ ‫المتخرجيــن مســاحة أوســع ِ‬ ‫عكــس الوظيفــة التقليديــة‪.‬‬ ‫القدرات ً‬ ‫أول‬ ‫ويقــول «أحمــد البيــاع» ‪ 24‬عامًــا المتخــرج مــن الكليــة الجامعيــة‬ ‫أنــه اســتطاع كســب ثقــة المشــغلين عبــر مواقــع العمــل الحــر‬ ‫مــن خــال تقديــم نمــاذج إبداعيــة لــه فــي مجــال التصميــم‬ ‫والتطبيقــات‪ ،‬الفتًــا أنــه أصبــح فيمــا بعــد يعمــل مــع المشــغلين‬ ‫مباشــرة دون الحاجــة لمواقــع التشــغيل الوســيطة‪.‬‬ ‫مــن جهتــه يوضــح م‪ .‬محمــد العفيفــي المحاضــر فــي الكليــة‬ ‫الجامعيــة أن عــددا ال بــأس بــه مــن المشــاركين فــي مشــروع‬ ‫العمــل االلكترونــي اســتطاعوا الحصــول علــى فــرص جزئيــة‬ ‫وكاملــة‪ ،‬إال أن البعــض اآلخــر ال يســتطيع نظــرًا ألن الســوق‬ ‫الخارجــي يتطلــب مؤهــات ومهــارات عاليــة باإلضافــة إلــى اإللمــام‬ ‫باللغــة اإلنجليزيــة‪.‬‬

‫التعليـــم اإللكتـرونــــي‬ ‫املفهوم‪:‬‬ ‫إن التعلــم االلكترونــي مفهــوم بســيط‪ .‬حيــث يعنــى بــه التعلــم‬ ‫باســتخدام تقنيــات إلكترونيــة للوصــول إلــى مناهــج تعليميــة خــارج‬ ‫الفصــل الدراســي التقليــدي‪ ،‬فــي معظــم الحــاالت‪ ،‬يحيــل هــذا‬ ‫المصطلــح إلــى الــدورات أو البرامــج أو االختبــارات التــي يتــم تلقيهــا‬ ‫واجتيازهــا عبــر اإلنترنــت‪ ،‬دون أي حضــور مــادي‪.‬‬ ‫هنــاك العديــد مــن المصطلحــات األخــرى المســتخدمة لوصــف‬ ‫التعلــم الــذي يتــم تقديمــه عبــر اإلنترنــت‪ ،‬بــد ًءا مــن التعليــم عــن‬ ‫بُعــد‪ ،‬والتعلــم عبــر اإلنترنــت وغيرهــا‪...‬‬ ‫بشــكل عــام يعــرف التعليــم االلكترونــي علــى أنــه دورات تقــدم‬ ‫علــى وجــه التحديــد عبــر اإلنترنــت لتلميــذ أو دارس أو مســتفيد‪،‬‬ ‫دون حضــوره بدنيــا فــي الفصــل الدراســي الــذي يــدرس فيــه‬ ‫األســتاذ كمــا اعتدنــا فــي المنهــج الكالســيكي فــي المــدارس‪،‬‬ ‫ويمكــن لهــذه الــدورة أن تقــدم عبــر وســائط تقنيــة أخــرى كقــرص‬ ‫‪ DVD‬أو قــرص مضغــوط أو شــريط فيديــو أو عبــر قنــاة تلفزيونيــة‪.‬‬

‫يمكــن كذلــك لهــذا التعليــم أن يكــون تفاعليًــا كمــا فــي الواقــع‬ ‫تمامًــا حيــث يمكنــك أحيانًــا التواصــل مــع أســاتذتك أو غيرهــم‬ ‫مــن الطــاب فــي الفصــل مباشــرة‪ ،‬ويُمكنــك «إلكترونيًــا» رفــع‬ ‫يــدك والتفاعــل فــي الوقــت الفعلــي مــع المــدرس وزمالئــك مــن‬ ‫الطلبــة‪.‬‬ ‫أصبحــت العديــد مــن الجامعــات والمؤسســات العالميــة متجهــة‬ ‫نحــو مســار التعليــم االلكترونــي‪ ،‬وأصبــح ألغلبهــا‪ ،‬علــى األقــل‬ ‫موقــع إلكترونــي تســجل فيــه بعــض دروســها ودوراتهــا فــي إطــار‬ ‫مــا يعــرف ب»الــدورات المفتوحــة» أو ال»‪ ،»open courses‬كمــا‬ ‫توفــر عبــره فضــاء للتواصــل والنقــاش‪ ،‬إلــخ‪...‬‬ ‫إيجابيــات التعلــم اإللكرتوني‪:‬‬ ‫فعالية التعليم االلكتروني‪ ،‬قلة التكاليف‪ ،‬األداء األفضل‬ ‫ســلبيات التعلــم اإللكرتوني‪:‬‬ ‫ضعــف االنضبــاط‪ ،‬ضعــف التفاعــل البشــري‪ ،‬نصائــح لتعلــم‬ ‫إلكترونــي أفضــل‬

‫نصيحــة تكنولوجيــة هامة‪:‬‬ ‫الخلــل التكنولوجــي قــد يحــدث فــي أي وقــت‪ ،‬تخيــل أنــك تــدرس‬ ‫فــي منتصــف الليــل وتعطــل جهــاز الكمبيوتــر الخــاص بــك وضــاع‬ ‫كل شــيء لــم تقــم بحفظــه‪ .‬لتجنــب مثــل هــذه الحــوادث‪ ،‬تأكــد‬ ‫مــن حفــظ عملــك ومالحظاتــك بشــكل متكــرر‪.‬‬ ‫كمــا أن النســخ االحتياطــي بانتظــام مــن خــال اســتخدام‬ ‫التخزيــن الســحابي‪ ،‬باعتمــاد أدوات مجانيــة كأداة ‪Dropbox‬‬ ‫أو مســتندات غوغــل‪ ،‬يتيــح لــك الوصــول إلــى عملــك أو دروســك‬ ‫ومالحظاتــك مــن هاتفــك الذكــي أو جهــازك اللوحــي وقتمــا تريــد‪.‬‬ ‫عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬تأكــد مــن أنــه ليــس لديــك فقــط نســخة‬ ‫احتياطيــة مــن المــواد عبــر اإلنترنــت والواجبــات الخاصــة‬ ‫بــك‪ ،‬ولكــن أيضًــا تأكــد مــن احتفاظــك بمعلومــات االتصــال‬ ‫الخاصــة بالمــدرب أو المعلــم فــي هاتفــك الخلــوي أو فــي بريــدك‬ ‫اإللكترونــي‪.‬‬ ‫منقول بتصرف عــن موقع مفاهيم على االنترنت‬

‫أهمية ثقافة‬ ‫االتصـاالت للعاملين‬ ‫في حقل اإلعالم‬

‫د‪ .‬عدنان أبو عامر‬ ‫أكاديمي إعالم‬ ‫أصبحــت ثــورة االتصــال التــي أحدثهــا اإلنترنــت مــن أهــم‬ ‫الوســائل التــي تســتعملها القــوى السياســية المســتنيرة‬ ‫لتحريــر الشــعوب مــن االســتبداد والظلــم السياســي‬ ‫واالقتصــادي واالجتماعــي‪ ،‬ممــا وفــر جملــة مــن اإلمكانــات‬ ‫الجديــدة للحــركات السياســية فــي ســعيها لبنــاء مجتمــع‬ ‫العــدل والفضيلــة‪ ،‬خصوصــا فــي مجالــي النضال السياســي‬ ‫والعمــل اإلعالمــي‪.‬‬ ‫والبــد مــن التنبيــه ابتــدا ًء إلــى أن اســتخدام وســائل‬ ‫التكنولوجيــا الجديــدة وتقنيــات االتصــال الحديثــة‪ ،‬مــع‬ ‫ســيطرة األفــكار اإلســتراتيجية والتكتيكيــة العتيقــة ال‬ ‫يجــدي كثيــرا‪ ،‬بــل ال بــد مــن وضــوح الرؤيــة النظريــة‪،‬‬ ‫ليكــون االســتغالل العملــي لهــذه الوســائل الجديــدة‬ ‫مثمــرا‪.‬‬ ‫لــم تعــد األحــزاب السياســية الموجودة علــى الســاحة حاليا‬ ‫تقــوم بدورهــا فــي التنشــئة السياســية للشــباب‪ ،‬بســبب‬ ‫مــا حــدث لهــا مــن تهميــش مــن جانــب الحكومــات‪ ،‬فضـ ً‬ ‫ا‬ ‫عــن افتقادهــا الذاتــي لعوامــل وآليــات العمــل السياســي‬ ‫الناجــح‪ ،‬وطــرح نفســها بقــوة علــى مجريــات العمليــة‬ ‫السياســية‪ ،‬ممــا دفــع بالعديــد مــن الشــباب وغيرهــم مــن‬ ‫الفئــات العمريــة المختلفــة إلــى االنترنــت كوســيلة للتعبيــر‬ ‫عــن اآلراء المختلفــة بــدون قيــود وبــدون رقابــة‪.‬‬ ‫وكانــت مواقــع «الفيســبوك والتويتــر والمدونــون» أكثــر‬ ‫المواقــع التــي يــدور بشــأنها جــدل كبيــر‪ ،‬خاصــة بعــد‬ ‫نجاحــه فــي تفجيــر العديــد مــن الحــراكات السياســية‬ ‫العربيــة‪ ،‬ممــا جعلهــا مصــدر التغييــر والتعبيــر علــى حــد‬ ‫ســواء‪ ،‬وبالبحــث عــن األســباب الحقيقيــة لهــذا التطــور‬ ‫البــد مــن االعتــراف بــأن جيــل الشــباب لديــه شــعور كبيــر‬ ‫باالغتــراب‪ ،‬وقــدر ال يســتهان بــه مــن الكبــت السياســي‬ ‫واالجتماعــي‪ ،‬إلــى جانــب قــدر ال بــأس بــه مــن الوعــي‬ ‫المعرفــي المتطــور‪.‬‬ ‫وممــا يتــردد علــى أذهــان الكثيريــن مــن الصحفييــن‬ ‫والسياســيين‪ ،‬أن تقنيــات وســائل االتصــال المتعــددة‬ ‫كفضــاءات االنترنيــت والمجموعــات البريديــة والمدونــات‬ ‫والصحافــة االلكترونيــة والمواقــع االجتماعيــة أصبحــت‬ ‫حــراكا تحــول مؤخــرا إلــى منابــر تصــدر األفــكار‪ ،‬وتؤثــر‬ ‫فــي الشــارع العربــي‪.‬‬ ‫وبعــد التغييــر الــذي عرفتــه تقنيــات االنترنيــت مــن‬ ‫«الهوتميــل والياهــو»‪ ،‬الــذي كان اســتعماله محــدودا‪،‬‬ ‫يكتفــي المســتخدم مــن إدراج المعلومــات دون إحــداث‬ ‫تفاعــل‪ ،‬وتــم بعــد ذلــك أحــدث مــا يســمى صفحــات الويــب‬ ‫أتاحــت للمســتخدم مــن إضافــة تقنيــة جديــدة فتحــت‬ ‫المجــال لوضــع اآلراء والمشــاركات كالمنتديــات‪ ،‬وبعــد‬ ‫ذلــك يليهــا التغيــر األعمــق والخطيــر الــذي كان ســببا فــي‬ ‫إشــعال نــار ثــورة أكثــر حداثــة وحركيــة‪ ،‬وبشــكل ســريع‪،‬‬ ‫وقــام بتجميــع كل العالــم فــي موســوعة واحــدة كشــبكات‬ ‫اليوتيــوب والفيســبوك‪ ،‬بســبب امتالكــه قــدرة علــى جــذب‬ ‫جمهــور أكبــر مــع ســهولة االســتخدام‪.‬‬ ‫وهكــذا تفــرض ثــورة االتصــاالت المتالحقــة علــى مــدار‬ ‫الســاعة تغييــر طرائــق التفكيــر السياســي‪ ،‬ألن إمكانــات‬ ‫هــذه الثــورة أكبــر بكثيــر مــن مجــرد االســتغالل الفنــي‬ ‫لهــا‪ ،‬بعــد أن أدت لترجيــح ميــزان القــوى لصالــح الشــعوب‪،‬‬ ‫علــى حســاب الحكومــات المســتبدة‪ ،‬التــي فقــدت الكثيــر‬ ‫مــن مظاهــر ســيطرتها علــى تفكيــر النــاس‪ ،‬وبالتالــي‬ ‫علــى حياتهــم‪ .‬وباتــت تقنيــات االتصــال الحديثــة تمثــل‬ ‫ثــورة جديــدة غيــرت صــورة العالــم‪ ،‬وكســرت حواجــز‬ ‫الزمــان والمــكان‪ ،‬ورغــم أن أنظمــة االســتبداد فــي العالــم‬ ‫اإلســامي ال تــزال تحاصــر اإلمكانــات الجديــدة التــي‬ ‫يوفرهــا اإلنترنــت للشــعوب‪ ،‬وتضيــق علــى انســياب هــذه‬ ‫الثــورة الجديــدة إلــى حيــاة النــاس‪ ،‬بأعــذار ودواع شــتى‪،‬‬ ‫فــإن انتشــار هــذه التكنولوجيــا قليلــة التكلفــة فــي كل‬ ‫أرجــاء العالــم أصبــح أمــرا حتميــا‪.‬‬


‫ميدان التكنولوجيا‬

‫‪17‬‬

‫«الببجــي» لعبــة بريئة أم ادمان من نوع جديد؟!‬ ‫آالء ملكة – امليدان‪:‬‬

‫تغــزو العالــم العربيــة ومنــه المجتمــع الفلســطي�ن ي ‪،‬‬ ‫ف‬ ‫لعبــة حطمــت األرقــام القيا ســية ي� رسعــة‬ ‫وه لعبــة ‪Player Unknowns‬‬ ‫التــداول‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫‪ Battlegrounds‬او باختصــار ‪ ،BUBG‬فمــا ي‬ ‫لعبــة ببــج ي ؟! ‪ ،‬ولمــاذا ينجــذب الشــباب إليهــا؟! ‪،‬‬ ‫ومــا وجهــة نظــر المختصـ ي ن‬ ‫ـ� باللعبــة؟!‬ ‫الربح املادي‬ ‫م‪ .‬محمــد المدهــون المختــص فــي برمجــة االلعــاب‬ ‫االلكترونيــة بالكليــة الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة‪،‬‬ ‫ينــوه إلــى أن الســبب الرئيــس وراء تطويــر االلعــاب‬ ‫االلكترونيــة مــن قبــل الشــركات هــو الربــح المــادي‪،‬‬ ‫ولكــن هنــاك أهــداف تعليميــة‪ ،‬وترفيهيــة أخــرى‬ ‫تســتند عليهــا اللعبــة‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن هنــاك العــاب الكترونيــة أخــرى‬ ‫حصــدت جمهــورًا أكبــر مــن لعبــة ببجــي؛ ولكــن‬ ‫ببجــي حصــدت اســرع دخــل ربحــي بســبب االنتشــار‬ ‫الســريع‪.‬‬ ‫وعــن الســلبيات التربويــة للعبــة يقــول المدهــون إن‬ ‫الببجــي تعتمــد علــى غريــزة البقــاء لــدى اإلنســان‪،‬‬

‫ً‬ ‫صــدرت لعبــة ‪ BUBG‬المعروفــة أيضــا بلعبــة‬ ‫ن ف‬ ‫ســاحات معــارك الالعبـ ي ن‬ ‫ـ� ي� شــهر‬ ‫ـ� المجهولـ ي‬ ‫مــارس ‪/‬آذار مــن العــام ‪ ،2017‬وكانــت نســختها‬ ‫االوىل مخصصــة ألجهــزة الكمبيوتــر‪ ،‬وليتــم‬ ‫بعــد ذلــك طــرح النســخ المختلفــة للهواتــف‬ ‫ا لمحمو لــة ‪.‬‬

‫فــي حيــن إنهــا تعــزز أســلوب القتــل والخــراب‬ ‫والتدميــر لتنشــيط التحــدي‪.‬‬ ‫ويتابــع أن لعبــة ببجــي يمكــن ان تنتهــي شــعبيتها‬ ‫إذا ظهــرت لعبــة جديــدة‪ ،‬وهــذه طبيعــة األشــياء‪،‬‬ ‫متوجهًــا بالنصيحــة للمدمنيــن علــى اللعبــة بــأن‬ ‫يحاولــوا تنظيــم الوقــت‪ ،‬والنظــر ألولويــات الحيــاة‪،‬‬ ‫ووضــع رؤيــة مســتقبلية‪.‬‬ ‫وإذا أردنــا أن نقتــرب أكثــر مــن قــدرة لعبــة ببجــي‬ ‫علــى اســتقطاب الالعبيــن ال بــد أن نســأل الالعبيــن‬ ‫أنفســهم عــن ســبب تعلقهــم‪.‬‬ ‫ادمان‬ ‫عبــداهلل ‪ 22‬عامــا أحــد مدمنــي اللعبــة كان يلعبهــا‬ ‫باليــوم مــا بيــن ســبعة الــى ثمانــي ســاعات متقطعــة‬

‫علــى مــدار اليــوم حيــث يقــول « فــي البدايــة كنــت‬ ‫مدمنــا جــدًا علــى اللعبــة وعطيتهــا مــن وقتــي الكثير‬ ‫علــى حســاب دراســتي‪ ،‬وممارســة لعبــي الكــورة‪ ،‬ومــا‬ ‫قــدرت انظــم وقتــي بســبب تأثــر اللعبــة علــي؛ لكــن‬ ‫أصبحــت أســيطر علــى ميولــي أكثــر‪.‬‬ ‫عندمــا ســألته عــن مــدى شــعوره أثنــاء اللعــب يشــير‬ ‫‪ »:‬اكــون جــدا ســعيد وعندمــا افــوز اشــعر بالفــرح‬ ‫بســبب ارتفــاع مســتواي وتقيمــي «‪ ،‬فــي حيــن‬ ‫أنــه ال انصــح الشــباب بالدخــول لهــذا العالــم النــه‬ ‫ســبب لــه مشــاكل كثيــرة‪ ،‬واثــر ســلبًا علــى حياتــه‬ ‫مــن الناحيــة الصحيــة والعلميــة‪ ،‬وعلــى نظافتــه‬ ‫الشــخصية‪ ،‬وأهمــل مواهبــه‪ ،‬وتزعزعــت عالقتــه‬ ‫باألســرة واألصدقــاء‪.‬‬

‫ـ� اىل ألعــاب البقــاء فالمطلــوب بــكل‬ ‫واللعبــة تنتـ ي‬ ‫بســاطة أن يحافــظ الالعــب عــى حياتــه بمواجهــة‬ ‫‪ 99‬العــب آخــر‪ ،‬ويجــب أن يقتلهــم جميعــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ويجــب ان يحصــل عــى مــا يبقيــه حيــا مــن‬ ‫مســاعدات ومــا يزيــد قوتــه مــن ا ســلحة وذخائــر‬ ‫وممـ ي زـرات حـ تـى يصــل اىل النهايــة ‪.‬‬

‫ومــن أكثــر االمــور التــي جعلــت مــن لعبــة ببجــي‬ ‫أكثــر رواجــا هــو اســتخدامها كوســيلة للتواصــل‬ ‫االجتماعــي حيــث يقــوم الكثيــر مــن مســتخدمي‬ ‫اللعبــة بالدردشــة الصوتيــة أو الدردشــة الســريعة‬ ‫أثنــاء اللعــب‪ ،‬فضــا عــن وجــود بطــوالت اشــبه‬ ‫بالــدورات الرياضيــة‪.‬‬ ‫طرق ذكية‬ ‫توجهنــا الــى د‪ .‬جميــل الطهــراوي االستشــاري‬ ‫النفســي‪ ،‬لنعــرف عــن قــرب مــدى تأثيــر هــذه‬ ‫األلعــاب‪ ،‬حيــث افــاد « زيــادة النــاس فــي التركيــز‬ ‫علــى شــيء معيــن يســبب اإلدمــان‪ ،‬ومــن معاييــر‬ ‫االدمــان انــه إذا ابتعــد الشــخص عــن هــذا الشــيء‬ ‫يحــدث لــه القلــق‪.‬‬

‫ويتابــع ‪»:‬تصميــم االلعــاب جــاء بطــرق ذكيــة مــع‬ ‫عــدة محفــزات مثــل عمــل االلعــاب بصعوبــة محدودة‬ ‫للتحفيــز‪ ،‬وبعــض هــذه االلعــاب تشــبع رغبــة ناقصــة‬ ‫لــدى األشــخاص فــي المجتمــع الواقعــي‪ ،‬مضي ًفــا إن‬ ‫االســتغراق فــي هــذه االلعــاب يســبب هــدرا للوقــت‬ ‫ونقصــا للمهــارات االجتماعيــة‪ ،‬ومشــاكل جســدية‬ ‫مثــل ضعــف النظــر‪ ،‬وتســهل فكــرة القتــل لــدى‬ ‫النــاس‪.‬‬ ‫وحــول ســبل مواجهــة اإلدمــان علــى األلعــاب يوضــح‬ ‫الطهــراوي ضــرورة التحكــم بالنفــس‪ ،‬وتركيــز‬ ‫االهتمــام علــى التنشــئة االجتماعيــة الصحيحــة‪،‬‬ ‫‪»:‬مــع العلــم ان النصيحــة بكلمــة قــد ال تكــون كافيــة‬ ‫اذا لــم يكــن هنــاك عزيمــة ومســاعدة أســرية‪.‬‬

‫« تكنولوجيــا الفضــاء األزرق»‪..‬‬

‫ساحـــة جديـــدة فـــي الصـــراع مـــع االحتـالل‬ ‫حمزة رضوان – امليدان‪:‬‬

‫ف‬ ‫ـاع “فيســبوك” سياســته ي� محاربــة المحتــوى‬ ‫يواصــل موقــع التواصــل االجتمـ ي‬ ‫الفلســطي�ن ي ومالحقــة الحســابات والصفحــات الفلســطينية‪ ،‬بزعــم مخالفتهــا لسياســة‬ ‫النـ شـر المتبعــة لديهــا والـ ت يـى تصنــف تلــك الحســابات والصفحــات بأنهــا “تحريضيــة‪.‬‬ ‫ويوضــح مصعــب قفشــية مــن مرك ــز ”ص ــدى سوش ــال» بنابلــس لـ»الميــدان» أن‬ ‫فيس ــبوك كان ل ــه الحص ــة األكب ــر مــن االنته ــاكات ض ــد المحتــوى الفلس ــطي�ن ي ‪ ،‬كمــا‬ ‫ت‬ ‫واع�فـ ــت‬ ‫وأخضع ــت إدارة «فيس ــبوك» المحت ــوى الفلس ــطي�ن ي لرقابــة مشــددة‬ ‫برصيـ ــح العبـ ــارة أنه ــا اس ــتجابت لطلب ــات م ــن حكوم ــة االحتــال للتضيي ــق عــى‬ ‫ي ن‬ ‫ـطيني�‪.‬‬ ‫النشــطاء الفلسـ‬ ‫العصا والجزرة‬ ‫وحــول ذلــك يوضــح «خالــد صافــي» استشــاري االعــام‬ ‫االجتماعــي أن «فيســبوك» يحــاول بالدرجــة األولــى أن يكســب‬ ‫رضــا االحتــال اإلســرائيلي بحــذف المحتــوى الفلســطيني الــذي‬ ‫يعتبــره اإلســرائيليون محتــوى تحريضــي‪ ،‬منوهًــا إلــى أن اإلعــان‬ ‫الممــول مــن جهــة االحتــال يغــري موقــع فيــس بــوك الــذي‬ ‫بــدوره يبحــث عــن المكاســب الماليــة‪.‬‬

‫ويضيــف صافــي أن حكومــة االحتــال عقــدت سلســلة اجتماعــات‬ ‫مــع ممثلــي «فيســبوك» وهددتهــم بالمالحقــة القانونيــة وحجــب‬ ‫موقعهــم فــي إســرائيل‪ ،‬إذا لــم تســتجب للطلــب اإلســرائيلي‬ ‫وتحــذف حســابات لنشــطاء فلســطينيين يحتجــون علــى االحتــال‪،‬‬ ‫وهــو مــا تــم بالفعــل‪.‬‬ ‫اســتهداف الرواية الفلســطينية‬ ‫وينــوه إلــى أن المســتفيد األول مــن حــذف الصفحــات المحتــوى‬

‫الفلســطيني هــو االحتــال اإلســرائيلي فــي منــع الروايــة‬ ‫الفلســطينية مــن الوصــول إلــى العالــم‪.‬‬ ‫ويشــير صافــي إلــى أن عــدد مــن النشــطاء الفلســطينيين تواصلوا‬ ‫مــع إدارة فيســبوك بشــأن حــذف الصفحــات الفلســطينية وخاصــة‬ ‫الصفحــات الكبــرى وكان الــرد روتينــي بــأن هــذا المحتــوى مخالــف‬ ‫لسياســة فيسبوك»‪.‬‬ ‫ويبيــن أن فيســبوك يســعى أن يظهــر نفســه حياديــا يرضــى‬

‫االحتــال وال يغضــب الفلســطينيين ويجعــل مــن نفســه بيئــة‬ ‫ديمقراطيــة ولكــن الحقيقــة غيــر ذلــك فهــو منحــاز لالحتــال‬ ‫اإلســرائيلي‪.‬‬ ‫ويطالــب صافــي وقفيشــة الجهــات الفلســطينية الحكوميــة‬ ‫الرســمية‪ ،‬ومؤسســات المجتمــع المدنــي بضــرورة التحــرك‬ ‫باتجــاه إدارة فيســبوك فــي محاولــة للضغــط عليهــا كــي تتوقــف‬ ‫عــن اســتهداف المحتــوى الفلســطيني‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫عد�سة امليدان‬


‫عد�سة امليدان‬

‫‪19‬‬


‫�أ�سواق و�أذواق‬

‫‪20‬‬ ‫عدسة "الميدان" تجولت فيها‬

‫أسواق غزة الشعبية تحافظ على أصالتها وتقاوم االنهيار‬ ‫ف‬ ‫األســواق الشــعبية ي� قطــاع غــزة مـزار دائــم‬ ‫يقصــده المواطنــون لقضــاء حاجياتهــم‬ ‫مــن أ كـ بـر األشــياء وحـ تـى اإلبــرة والخيــط‪،‬‬ ‫إىل جانــب ت‬ ‫ال�ويــــ ــح عــن النفــس‪ ،‬وتتــوزع‬ ‫األســواق الشــعبية عــى طــول القطــاع مــن‬

‫عمــر النونو – امليدان‪:‬‬

‫سوق الجمعة‬ ‫يُعــد ســوق الجمعــة أقــدم أســواق غــزة‪ ،‬حيــث‬ ‫كان يلتقــي ســكان غــزة والقــرى المجــاورة لعــرض‬ ‫بضائعهــم‪ ،‬فيتوجهــون صباحــا كل يــوم جمعــة الــى‬ ‫حــي الشــجاعية ليشــتروا كافــة مســتلزمات حياتهــم‬ ‫اليوميــة مــن خضــروات وفواكــه ومالبــس ودواجــن‬ ‫وأدوات منزليــة والعديــد مــن األدوات األخــرى‪.‬‬ ‫«أرخــص مــن المحــات وكل حاجــة بــدك إياهــا‬ ‫موجــودة» هــذا مــا قالــه لنــا الحــاج الخمســيني أبــو‬ ‫عمــر‪ ،‬والــذي يــداوم علــى زيــارة الســوق كل جمعــة‪.‬‬ ‫أمــا عــن الشــاب العشــريني «محمــد المصــري» يقول‬ ‫إن الحاجــة دفعتــه للعمــل فــي األســواق وخاصــة‬ ‫الشــعبية منهــا‪ ،‬ألن ايجــار المحــات عــال والبســطات‬ ‫أرخــص‪ ،‬فــا يوجــد أجــرة او كهربــاء‪ ،‬ويوجــد اقبــال‬ ‫واســع علــى األســواق الشــعبية لســعرها المناســب‬ ‫للجميــع‪.‬‬ ‫سوق خانيونس‬ ‫أمــا عــن ســوق األربعــاء والــذي يُعــد األكبــر فــي‬ ‫القطــاع يقــع شــرقي مدينــة خانيونــس‪ ،‬حيــث‬ ‫يتوافــد إليــه التجــار والباعــة صبــاح كل أربعــاء مــن‬ ‫مختلــف مناطــق القطــاع‪ ،‬خاصــة أهالــي المدينــة‬ ‫لعــرض منتجاتهــم المختلفــة‪.‬‬ ‫هنــاك تجذبــك رائحــة البهــارات والوانهــا الخالبــة‪،‬‬ ‫ومختلــف أنــواع الفواكــه والخضــار‪ ،‬باإلضافــة الــى‬

‫المالبــس والطيــور‪ ،‬باإلضافــة للحرفييــن الذيــن‬ ‫يعرضــون مشــغوالتهم‪.‬‬ ‫يقــول الحــداد أبــو مالــك الــذي يعــرض بعــض‬ ‫اعمالــه فــي الســوق ‪ »:‬االعــداد الكبيــرة الوافــدة الــى‬ ‫الســوق جعلتنــي اذهــب الــى الســوق لعــرض اعمالــي‬ ‫لعلهــا تعجــب بعــض المــارة» منوهًــا إلــى أن ســوق‬

‫«التميس» األفغاني‬ ‫يغزو مخابز غزة‬ ‫محمــد دبابش – امليدان‪:‬‬ ‫«خبــز التميــس» نــوع مــن المخبــوزات التــي ظهــرت فــي اآلونــة األخيــرة والقــت رواجًــا كبيــرًا بيــن‬ ‫النــاس‪ ،‬وعــن ســر ذلك بحثــت «الميــدان»‪.‬‬ ‫يعتبــر التميــس مــن المخبــوزات المشــهورة بشــكل كبيــر فــي الســعودية فهــو خبــز ســعودي‬ ‫األصــل‪ ،‬أمــا عــن ميزتــه فتكمــن فــي العجينــة الخاصــة التــي يعــد منهــا هــذا النــوع مــن الخبــز‪،‬‬ ‫وتحتــوي تلــك العجينــة علــى حبــة البركــة ذات الفوائــد الكثيــرة والتــي ينصــح بتناولهــا األطبــاء‪.‬‬

‫أصل الفكرة‬

‫هيثــم دواس (‪ )22‬عامــا‪ ،‬واحــد مــن أوائــل الذيــن بــدأوا بعمــل خبــز التميــس فــي قطــاع غــزة‬ ‫حيــث تعلــم هــو وشــقيقه طريقــة صناعــة التميــس مــن صديقهــم الســعودي‪.‬‬ ‫وحــول ســبب اقبــال النــاس يخبرنــا يقــول هيثــم أن ذلــك يعــود لكونهــا أكلــة خفيفــة تشــبه‬ ‫المعجنــات وتغنــي اإلنســان عــن العشــاء المفــرط‪ ،‬وهــذا أيضـاً يفيــد الصحــة‪ ،‬وهــو أيضـاً منخفــض‬ ‫الســعر حيــث يبلــغ ثمنــه مــن ‪ 3‬إلــى ‪ 4‬شــواقل فقــط‪.‬‬ ‫ويضيــف‪« :‬ومــن أســباب إقبــال النــاس أنــه يتــم إعــداده أمامهــم وأن جميــع المكونــات موجــودة‬ ‫أمامهــم الجبنــة البيضــة ‪ ،‬الجبنــة الصفــراء ‪ ،‬الفلفــل‪ ،‬الســبانخ ‪ ،‬الزعتــر‪ ،‬وهــذا مــا يولــد ثقــة لــدى‬ ‫الزبــون‪ ،‬فــا يخشــى غش ـاً وال فســاداً‪ ،‬كمــا ويحصــل الزبــون علــى خبــزه ســاخناً‪.‬‬ ‫سباق املخابز‬ ‫وأصبحــت معظــم مخابــز قطــاع غــزة تعتبــر وجــود خبــز التميــس لديهــا ميــزة جميلــة وجاذبــة‬ ‫للزبائــن‪ ،‬فتتســابق علــى هــذه الميــزة وتحــاول اســتقطاب العمــال الذيــن يتقنــون إعــداد هــذا‬ ‫الخبــز‪.‬‬ ‫ويقــول لنــا هيثــم‪« :‬بــدأ أخــي الــذي تعلــم معــي طريقــة عمــل التميــس بالعمــل فــي مخبــز مــن‬ ‫المخابــز الكبيــرة فــي القطــاع‪ ،‬بعــد مشــاهدة أصحــاب المخابــز مــدى إقبــال الزبائــن علــى التميــس‪،‬‬ ‫ومــا زالــت بعــض المخابــز»‪.‬‬ ‫التميس وليس ابن النفيس‬ ‫ويتابــع هيثــم أنــه عنــد ظهــور خبــز التميــس كان الكثيــر مــن النــاس يعتقــدون أنــه هــو نفســه‬ ‫«خبــز ابــن النفيــس» الموصــوف لتخســيس الــوزن للذيــن يعانــون مــن الســمنة‪»: ،‬كنــت أقنعهــم‬ ‫بتجربــة خبــز التميــس وبفوائــده بديــا عــن خبــز ابــن النفيــس واســتطعت إقناعهــم بــه وأصبحــوا‬ ‫زبائــن دائميــن»‪.‬‬ ‫يقــول المواطــن عمــر محمــد ‪ 23‬عامًــا ‪« :‬أدمنــت تنــاول التميــس وأصبــح أصدقائــي ينادوننــي‬ ‫يــا مدمــن التميــس‪ ،‬وهــذا بســبب إقبالــي وإعجابــي الكبيــر بهــذا النــوع مــن الخبــز فأنــا أتناولــه‬ ‫مرتيــن كل يــوم»‪.‬‬ ‫ويضيــف‪« :‬التميــس وجبــة شــهية وخفيفــة ويمكــن أكلهــا بــأي وقــت‪ ،‬كمــا وأن ثمنــه يتناســب مــع‬ ‫مختلــف المســتويات االقتصاديــة فــي المجتمــع»‪.‬‬

‫الشــمال حـ تـى الجنــوب‪ ،‬ف ــيوم الجمعــة‬ ‫ف‬ ‫يكــون الســوق بغــزة‪ ،‬ويــوم الســبت ي� رفــح‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ال�يـ ـ ــج‬ ‫ويــوم األحــد ي� بيــت الهيــا‪ ،‬وســوق ب‬ ‫يــوم اإلثنـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬والثالثــاء ســوق ديــر البلــح‪،‬‬ ‫ف‬ ‫وخانيونــس يــوم األربعــاء‪ ،‬والخميــس ي�‬

‫األربعــاء يعــد بالنســبة لــه أكبــر معــرض لعــرض‬ ‫ابداعاتــه‪ .‬أمــا عــن بــال الناجــي يقــول إنــه يذهــب‬ ‫للســوق للتجــارة بالطيــور إلعالــة أســرته حيــث‬ ‫يشــتري فــروخ الطيــور كالدجــاج والحمــام ‪..‬الــخ‪،‬‬ ‫ويربيهــم فــي البيــت‪ ،‬ومــن ثــم بيعهــم بســعر أعلــى‬ ‫عنــد زيــادة وزنهــم»‪.‬‬

‫ـوم‬ ‫النصـ يـرات‪ ،‬وســوق ي‬ ‫ال�مــوك بغــزة يـ ي‬ ‫الجمعــة والســبت‪.‬‬ ‫ف‬ ‫«الميدان» تجولت ي� بعض تلك األسواق‬ ‫وتحدثــت مــع الباعــة والمواطنـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬وكان‬ ‫ـال‪:‬‬ ‫التقريــر التـ ي‬

‫سوق الريموك‬ ‫يقــع ســوق اليرمــوك الشــعبي فــي شــارع الوحــدة‬ ‫بجانــب ملعــب اليرمــوك وســط مدينــة غــزة ولــه‬ ‫مكانــة اقتصاديــة متميــزة‪ ،‬ويشــهد حــراكا تجاريــا‬ ‫فاعــا‪ ،‬ويســتقبل زواره يومــي الجمعــة والســبت منــذ‬ ‫ســاعات الصبــاح‪ ،‬كمــا يســتقبل الباعــة والمشــترين‬

‫مــن مختلــف مناطــق القطــاع‪.‬‬ ‫وتبــرز البضاعــة المســتخدمة فــي الســوق «البالــة‬ ‫والمخــراز» والتــي يقبــل عليهــا المواطنــون بســبب‬ ‫تــردي األحــوال االقتصاديــة‪ ،‬باإلضافــة للعديــد مــن‬ ‫األقســام األخــرى‪.‬‬ ‫كمــا وينتشــر فــي الســوق المطاعــم الشــعبية التــي‬ ‫يقصدهــا النــاس ليتذوقــوا األطعمــة الشــعبية مثــل‬ ‫الفالفــل والحمــص والكفتــة والكبــدة والكبــاب‪..‬‬ ‫الــخ‪ ،‬باإلضافــة الــى العصائــر الطازجــة والمشــروبات‬ ‫الســاخنة‪ ،‬كمــا‪ ،‬وهنــاك حلــوى القــرع العســلي‬ ‫الــذي يصنعــه الحــاج الســتيني «محمــد الهربــاوي»‬ ‫خصيصــا لســوق اليرمــوك‪.‬‬ ‫بينمــا يــروي لنــا الشــاب صالــح المشــهراوي (‪) 21‬‬ ‫عــام قصــة كفاحــه فــي ســوق اليرمــوك والــذي‬ ‫يســكن بجــواره‪ ،‬فشــير إلــى أنــه جــار الســوق‬ ‫وقــد قصــده لتوفيــر مصاريــف الدارســة الجامعيــة‬ ‫الباهظــة‪ ،‬فاضطــر للعمــل فــي بيــع المشــروبات‬ ‫الغازيــة والمرطبــات للمتســوقين‪.‬‬ ‫وتشــهد أســواق قطــاع غــزة حالــة ركــود مضطــرد‬ ‫نتيجــة الحصــار المفــروض منــذ ‪ 12‬ســنة‪ ،‬عايــش‬ ‫فيهــا الســكان ثــاث حــروب دمــرت البنيــة التحيــة‬ ‫التجاريــة والصناعيــة‪ ،‬باإلضافــة الــى مشــكلة‬ ‫الكهربــاء التــي أثــرت علــى المهــن المعتمــدة علــى‬ ‫الكهربــاء‪.‬‬

‫الجدل الذي ال ينته‬

‫العملــة املهرتئة يف أيدي‬ ‫النــــاس منهــــم وإليهــم‬ ‫شــيماء أبو شمالة – امليدان‪:‬‬ ‫تنتشــر فــي الســوق المحلــي بغــزة العملــة المهترئــة ســواء تلــك الورقيــة‬ ‫أو المعدنيــة‪ ،‬وأضحــت تثيــر جــدال واســعا بيــن النــاس فــي مختلــف أماكــن‬ ‫تــداول تلــك العملــة‪ :‬ســيارات األجــرة‪ ،‬ومحطــات الوقــود‪ ،‬المحــات‬ ‫التجاريــة ‪ ..‬الــخ‪ ،‬حيــث تــدور القطــع النقديــة المهترئــة فــي الســوق‪ ،‬فــإذا‬ ‫ـتر بحجــة أن غيــره مــن‬ ‫مــا وصلــت لبائــع فإنــه يرفــض اســتالمها مــن مشـ ٍ‬ ‫مشــتر يرفــض هــو بــدوره‬ ‫المشــترين ال يقبلونهــا‪ ،‬وإذا مــا وصلــت إلــى‬ ‫ٍ‬ ‫اســتالمها لــذات الســبب‪ ،‬وهكــذا دواليــك‪« ،‬الميــدان» نزلــت إلــى الشــارع‬ ‫لترصــد حالــة الجــدل بيــن النــاس‪.‬‬ ‫تســويق العملة املهرتئة!‬ ‫محمــد المشــوخي ‪32‬عامًــا ســائق ســيارة أجــرة يقــول إنــه كثيــر منــا‬ ‫يتعــرض لهــذه العملــة المهترئــة التــي يعطيهــا لــه الــركاب‪ ،‬ولقــد‬ ‫أصبحــت عب ًئــا كبيــرا علينــا كســائقين‪ ،‬مضي ًفــا ‪»:‬العملــة المهترئــة تثيــر‬ ‫جــد ًال بينــي وبيــن الــركاب بشــكل دائــم وفــي بعــض المواقــف يصــل األمــر‬ ‫لنــزول الراكــب مــن الســيارة»‪ .‬ويلفــت المشــوخي إلــى أنــه عندمــا يقبــل‬ ‫تلــك العملــة تحــت الضغــط فإنــه يقــع فــي أزمــة التخلــص منهــا‪ ،‬ويضطــر‬ ‫هــو للعــب دور المســوق لتلــك العملــة!‪.‬‬ ‫ويعانــي أهالــي قطــاع غــزة منــذ نحــو ‪ 12‬عامًــا مــن‬ ‫حصــار إســرائيلي شــمل كافــة القطاعــات والمجــاالت‪،‬‬ ‫ومنهــا العملــة‪ ،‬بحيــث إنــه يقتــر فــي دخــول‬ ‫العملــة الجديــدة إلــى القطــاع‪ ،‬ممــا يضطــر‬ ‫المواطنيــن لتداولهــا وتكبــد خســائر أحيانًــا‪.‬‬ ‫«دفــر الدين» ‪ ..‬حل!‬ ‫ويخبرنــا «خليــل األســمر» صاحــب «ســوبر‬ ‫ماركــت»‪ ،‬أنــه اضطــر لالمتنــاع عــن قبــول أيــة‬ ‫عملــة نقديــة مهترئــة ال تصلــح لالســتعمال‬ ‫لصعوبــة التخلــص منهــا‪ ،‬كمــا وال تصلــح ايضــا‬ ‫للتخزيــن خوفــاً مــن خســارتها‪ ،‬منوهًــا إلــى‬ ‫أنــه َّ‬ ‫مــل مــن النقــاش مــع الزبائــن حــول هــذا‬ ‫الموضــوع‪ .‬ويقــول االســمر أن كثيــرا مــن الزبائــن يلغــي طلباتــه ويرجــع‬

‫لــه الحاجيــات بســبب وصــول النقــاش لطريــق مســدود‪ ،‬وبعضهــم يحــول‬ ‫تلــك الحاجيــات لـ»دفتــر الديــن»‪.‬‬ ‫مــن جانبــه يبيــن صاحــب «بســطة الخضــار» مجــدي الشــاعر أن كثيــرا مــن‬ ‫المواطنيــن بــدأوا يتعاملــون مــع تلــك العملــة علــى أنهــا أمــر واقــع‪ ،‬بســبب‬ ‫عــدم وجــود بديــل لهــا‪.‬‬ ‫العمالت املوصولة‬ ‫ويشــرح المواطــن «عــوض دهليــز» ‪ 54‬عامًــا معاناتــه فــي الســوق عندمــا‬ ‫يقــع فــي فــخ تلــك العملــة ‪ »:‬أضطــر بعدهــا للتدليــل عليهــا عنــد الباعــة‪،‬‬ ‫رغــم أننــي اســتلمتها أصــا مــن أحــد الباعــة‪ ،‬فعــا هــذا أمــر محــرج‬ ‫للغايــة»‪.‬‬ ‫ويوضــح الحــاج «أحمــد تمــراز» صاحــب محطــه وقــود‪ ،‬أن الســائقين عــادة‬ ‫مــا يلجــؤون إليــه للتخلــص مــن العملــة المهترئــة التــي وصلتهــم مــن‬ ‫النــاس‪ ،‬وأن هــذه الظاهــرة تتزايــد بكثــرة نظــرا لقــدم تلــك العملــة فــي‬ ‫الســوق نظــرا لمنــع االحتــال اإلســرائيلي دخــول العملــة الجديــدة بشــكل‬ ‫ســهل‪ ،‬منوهًــا إلــى أن أصعــب تلــك العمــات هــي العمــات الموصولــة مــع‬ ‫بعضهــا البعــض‪.‬‬


‫وقاية‬

‫‪21‬‬

‫زيوت القلي‪..‬‬ ‫املواطنون‪ :‬غياب‬ ‫الرقابة أغرى‬ ‫أصحاب املطاعم‬

‫سموم قاتلة يف أقراص الفالفل‬

‫األطباء‪ :‬الزيت الفاسد‬ ‫يسبب السرطان‬ ‫وأمراض القلب‬

‫الصحة واالقتصاد‪:‬‬ ‫نتابع املطاعم‬ ‫واملقاصف دوري ًا‬

‫البلدية‪ :‬تصل‬ ‫عقوبة املخالف إىل‬ ‫إغالق محله‬

‫ســامي يوسف – امليدان‪:‬‬

‫سـ ً‬ ‫ـعيا للربـ ــح المــادي‪ ،‬دون النظــر للنتائــج الكارثيــة‬ ‫عــى صحــة النــاس‪ ،‬وخاصــة األطفــال منهــم‪ ،‬يــر‬ ‫بعــض أصحــاب المطاعــم والمقاصــف المدرســية‪،‬‬ ‫وزارة الصحة‬ ‫يؤكــد الدكتــور رائــد زعــرب رئيــس قســم الطــب‬ ‫الوقائــي بالــوزارة‪ :‬ال يجــوز اســتخدام الزيــت ألكثــر مــن‬ ‫ســت ســاعات متواصلــة‪ ،‬منوهــا أن مــن الممارســات‬ ‫الخاطئــة إضافــة زيــت جديــد فــوق الزيــت القديــم‪،‬‬ ‫وهــذا مــا يســرّع فســاد الزيــت‪ ،‬لوجــود مــواد حمضيــة‬ ‫فــي الزيــت القديــم تنتــج حامضــا يشــكل خطــرا علــى‬ ‫جســم اإلنســان‪.‬‬ ‫ويسترســل زعــرب‪ »:‬نجــري زيــارات ميدانيــة ونفحــص‬ ‫الزيــت فــي المطاعــم ونفحــص زيــوت القلــي بالنظــر‬ ‫ويتــم تحديــد مــا إذا كان الزيــت ســليماً او فاســدا»‪.‬‬ ‫أمراض خطرية‬ ‫د‪ .‬صبحــي اليازجــي‪ ،‬أخصائــي التغذيــة العالجيــة ‪:‬‬ ‫لألســف كثيــر مــن المطاعــم تســتخدم زيــت القلــي‬ ‫رخيــص الثمــن‪ ،‬رديئــة الجــودة‪ ،‬وهــذا يشــكل خطــرا‬ ‫علــى الصحــة‪ .‬ويحــذر مــن أن تســخين الزيــت لدرجــة‬ ‫حــرارة أعلــى مــن قــدرة تحملــه‪ ،‬يــؤدي الــى تأكســده‬ ‫وفســاده‪ ،‬كمــا ويجــب التخلــص مــن رواســب المــادة‬ ‫المقليــة وتصفيــة الزيــت أوال بــأول‪.‬‬ ‫وينــوه أن ومــن عالمــات فســاد زيــت القلــي انبعــاث‬ ‫دخــان ورائحــة مــع تغيــر فــي اللــون‪ ،‬وفــي هــذه الحالــة‬ ‫يتحــول لمــادة ســامة قاتلــة تســبب تصلــب الشــرايين‬ ‫وأزمــات القلــب والســكتات الدماغيــة والجلطــات‬

‫عــى زرع األمـراض ف� أجســاد المواطنـ ي ن‬ ‫ـ�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫زيــت القـ يـ� والمعــاد اســتخدامه أ كـ ثـر مــن مــرة‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫ـال أو‬ ‫ي� تجهـ يـر الفالفــل ومــا يلحــق بهــا مــن المقـ ي‬

‫بأنواعهــا‪ ،‬وهــزال أو ضعــف فــي جســم اإلنســان يؤثــر‬ ‫علــى جميــع أعضائــه‪ ،‬وخاصــة الكبــد‪.‬‬ ‫طريقة االســتخدام‬ ‫يقــول المهنــدس زيــاد أبــو شــقره‪ ،‬مدير دائــرة حماية‬

‫المســتهلك بــوزارة االقتصــاد ال مشــكلة فــي نوعيــة‬ ‫الزيــت المتوفــرة بغــزة‪ ،‬وإنمــا فــي طريقــة االســتخدام‪،‬‬ ‫وتابــع أن بعــض المطاعــم ال تســتجيب لإلرشــادات في‬ ‫اســتخدام الزيــوت‪ ،‬فتتــم مخالفتهــا مــرة ومرتيــن‪ ،‬وقد‬

‫مختصــون يدعون إىل‬ ‫تعزيــز ثقافــة الدفاع املدني‬ ‫عبــداهلل البهلول – امليدان‪:‬‬

‫«ال يختلــف اثنــان عــى أهميــة تنميــة ثقافــة‬ ‫ن‬ ‫�ن‬ ‫«الدفــاع المـ ي‬ ‫ـد�» لــدى المجتمــع الفلســطي ي‬ ‫ف‬ ‫ي� غــزة‪ ،‬وتعزيــز أهميــة حيــازة معــدات‬ ‫ف‬ ‫إطفــاء الحرائــق ســواء كان ذلــك ي� المنــازل أو‬ ‫تدريــب ‪ 8000‬مواطن‬ ‫اللــواء حســين زعــرب مديــر إدارة التدريــب فــي‬ ‫جهــاز الدفــاع المدنــي فــي غــزة‪ ،‬يوضــح أن جهــازه‬ ‫يعمــل علــى محاولــة نشــر هــذه الثقافــة‪ ،‬عبــر‬ ‫سلســلة مــن الــدورات التدريبيــة واالرشــادية التــي‬ ‫تســتهدف كافــة قطاعــات المكــون الفلســطيني فــي‬ ‫قطــاع غــزة عبــر المــدارس والجامعــات والمؤسســات‬ ‫الحكوميــة والخاصــة كالمصانــع والــورش الصغيــرة‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن الجهــاز يعمــل علــى تقديــم خدمــات‬ ‫تدريبيــة لمئــات المتدربيــن ســنويًا حــول أســاليب‬ ‫اإلطفــاء وأساســيات اإلســعاف األولــي للمصابيــن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافــة إلــى معــدات اإلطفــاء وأنواعهــا‪ ،‬مبينًــا أن‬ ‫هــذه الــدورات تتضمــن شــقين نظــري وآخــر عملــي‪.‬‬ ‫اإلهمال‬ ‫وعــن أهميــة تدريــب المواطنيــن علــى اســتخدام‬ ‫معــدات ووســائل اإلطفــاء‪ ،‬أكــد مديــر وحــدة‬ ‫التخطيــط والتطويــر فــي الدفــاع المدنــي محمــد‬ ‫المغيــر‪ ،‬أن ذلــك يضمــن تقليــل حجــم الخســائر‬ ‫ســواء فــي األرواح أو الممتلــكات‪.‬‬ ‫ويــردف المغيــر أن هنــاك تقــدم ملحــوظ فــي‬

‫ً‬ ‫صناعــة بعــض أنــواع المعجنــات‪ ،‬يســبب أمراضــا‬ ‫قاتلــة‪ ،‬ليــس أقلهــا الرسطانــات وتصلــب ش‬ ‫ال�ايـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫والضغــط ‪.‬‬

‫يصــل األمــر إلــى حــد إغــاق المطعــم نهائيــا»‪.‬‬ ‫االلتــزام بالقوانني‬ ‫وعنــد إجــراء مقابلــة مــع الدكتــور عبــد الكريــم شــبير‪،‬‬ ‫المستشــار القانونــي الظــروف االقتصادية والمعيشــية‬

‫الصعبــة لســكان قطــاع غزة‪ ،‬وفــرت ألصحــاب المطاعم‬ ‫فرصــة للتهــرب مــن اتبــاع القوانيــن‪ ،‬إلــى جانــب‬ ‫إهمــال تطبيــق تلــك القوانيــن وفــرض الشــروط‬ ‫المنصــوص عليهــا لحمايــة المواطــن‪ .‬ومــن حــق أي‬ ‫متضــرر مــن هــذه المــواد الفاســدة فــي أن يرفــع دعوى‬ ‫ويقاضــي مــن تســبب لــه بالضــرر « ويحظــى المتضــرر‬ ‫بتعويــض عــن الضــرر الــذي لحــق بــه‪ ،‬ألن كل شــيء‬ ‫ضــرره أكثــر مــن نفعــه فهــو حــرام»‬ ‫البلدية‪ :‬نتابع الشــكاوى‬ ‫أفــادة األســتاذ رشــاد عيــد‪ ،‬رئيــس قســم مراقبــة‬ ‫األغذيــة بالبلديــة‪ :‬لدينــا طاقمــا متخصصا فــي متابعة‬ ‫شــكاوى المواطنيــن‪ ،‬يقــوم بمعاينة الشــكوى ومن ثم‬ ‫اتبــاع اإلجــراءات الالزمــة ووضــع حلــول تلبــي الشــروط‬ ‫الصحيــة لألغذيــة فــي المطاعــم‪.‬‬ ‫ويضيــف ‪»:‬إذا التــزم صاحــب المطعــم بالقوانيــن‬ ‫والشــروط‪ ،‬كان بهــا‪ ،‬وإذا لــم يلتــزم يعاقــب وفــق‬ ‫القانــون‪ ،‬ونحــن نعمــل علــى التفتيــش حســب‬ ‫اإلمكانيــات المتوفــرة وربمــا زيــادة»‪.‬‬ ‫ويعــزو كثيــرٌ مــن المواطنيــن فــي قطــاع غــزة تمــادي‬ ‫أصحــاب المطاعــم والمقاصــف المدرســية واالســتمرار‬ ‫فــي العبــث بــأرواح النــاس‪ ،‬إلــى غيــاب اإلجــراءات‬ ‫الرقابيــة‪ ،‬وضعــف القوانيــن واإلجــراءات العقابيــة التــي‬ ‫تجــرّم المخالفيــن‪.‬‬

‫منشطات كمال األجسام‪..‬‬ ‫عضالت للتصوير فقط‬ ‫معتصــم مصبح – امليدان‪:‬‬

‫وغ�هــا مــن المؤسســات‬ ‫المحــات التجاريــة ي‬ ‫ُ‬ ‫عــى اختــاف أنواعهــا‪ ،‬كــون أن ذلــك يعــد أهــم‬ ‫ً‬ ‫ش�ط مــن ش�وط تحقيــق الســامة»‪ ،‬وفقــا‬ ‫ـدد مــن المختصـ ي ن‬ ‫ـ� حاورتهــم «الميــدان»‪.‬‬ ‫لعـ ٍ‬

‫مســتوى إقبــال المواطنيــن علــى اقتنــاء معــدات‬ ‫اإلطفــاء بشــكل أفضــل بكثيــر مــن الســابق‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا يعــود بشــكل رئيــس إلــى الخطــط التدريبيــة‬ ‫التــي اســتهدف بهــا جهــاز الدفــاع المدنــي قطاعــات‬ ‫واســعة مــن المجتمــع الغــزي‪ ،‬بالتعــاون مــع‬ ‫المؤسســات‪.‬‬ ‫ويؤكــد علــى أن معظــم الحرائــق والحــوادث ذات‬ ‫العالقــة ناتجــة عــن إهمــال أو عــدم معرفــة فــي‬ ‫اســتخدام بعــض األدوات أو المعــدات‪ ،‬مثــل األدوات‬ ‫الكهربائيــة‪.‬‬ ‫ارتفاع أســعار املعدات‬ ‫مــن ناحيتــه‪ ،‬يبيــن عمــر الحســاينة مديــر عــام‬ ‫شــركة الحســاينة لمعــدات اإلطفــاء فــي غــزة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إقبــال محــدودًا مــن المواطنيــن علــى‬ ‫أن هنــاك‬ ‫اقتنــاء معــدات اإلطفــاء إال أن الحــال بــات أفضــل‬ ‫فــي الســنوات القليلــة الماضيــة‪ ،‬مرجعًــا ذلــك إلــى‬ ‫تزايــد اهتمــام العامــة بتلــك المعــدات وأســاليب‬ ‫اإلطفــاء واإلنقــاذ‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن اإلقبــال المحــدود ال يمكــن اعتبــاره‬ ‫ً‬ ‫دليــا علــى عــدم اكتــراث المواطنيــن بقواعــد‬

‫الســامة وإطفــاء الحرائــق خاصــة فــي ظــل الوضــع‬ ‫االقتصــادي الــذي يمــر بــه القطــاع‪ ،‬وفــي ظــل‬ ‫ارتفــاع أثمــان معــدات اإلطفــاء‪ ،‬مشــيرًا إلــى أن‬ ‫الجهــات المســؤولة ورغــم مــا تقدمــه مــن خدمــات‬ ‫فــي هــذا االتجــاه ال تــزال مقصــرة فــي بــذل‬ ‫جهــود إضافيــة بغيــة ازديــاد وعــي المواطنيــن‬ ‫بالخصــوص‪.‬‬ ‫املصانع والورش‬ ‫ويفيــد الحســاينة أن اقتنــاء المواطــن لمعــدات‬ ‫ووســائل الدفــاع المدنــي يمثــل داعمًــا لــه للتدخــل‬ ‫الســريع للســيطرة علــى أي حــادث عــارض قــد‬ ‫يتســبب فــي خســائر ماديــة وبشــرية فادحــة‪ ،‬الفتــا‬ ‫إلــى أن األهميــة تزيــد بالنســبة للمصانــع والــورش‬ ‫والمؤسســات علــى اختالفهــا‪.‬‬ ‫ويرتكــز عمــل الدفــاع المدنــي علــى التدخل الســريع‬ ‫إلنقــاذ المواطنيــن ســواء كان ذلــك فــي حــاالت‬ ‫الحــرب أو الســلم‪ ،‬إضافــة إلــى عملــه األساســي فــي‬ ‫إخمــاد الحرائــق والتدخــل فــي الكــوارث الطبيعــة‬ ‫والحــروب‪ ،‬علمًــا بأنــه أصبــح معتمــدًا فــي كل دول‬ ‫العالــم منــذ عــام ‪1941‬م‪.‬‬

‫ً‬ ‫رغبــة فــي‬ ‫عقاقيــر ومنشــطات بأشــكال متعــددة تســتهلك مــن قبــل العبــي كمــال االجســام‬ ‫الحصــول علــى عضــات مفتولــة وقويــة بوقــت قصيــر‪ ،‬دون معرفــة مكوناتهــا وآثارهــا الجانبيــة‬ ‫والمدمــرة علــى الجســم والتــي تــؤدي الــي امــراض مزمنــة وفــي بعــض األحيــان الــى الوفــاة‪.‬‬ ‫يقــول المــدرب «قاســم حســان» هنــاك ضعــف فــي الرقابــة علــى تلــك النــوادي مــن الجهــات‬ ‫مختصــة‪ ،‬وهنــاك حالــة مــن االســتخدام الموســع للمنشــطات»‪.‬‬ ‫ممنوعــة من التداول‬ ‫ويضيــف ‪»:‬بعــض الالعبيــن فــي النــوادي الرياضيــة ال يفرقــون بيــن المكمــات الغذائيــة‬ ‫والمنشــطات المضــرة‪ ،‬الفتــا إلــى أن المكمــات الغذائيــة مرخصــة مــن وزارة الصحــة وهــي‬ ‫مفيــدة ومخصصــة لالعبــي كمــال االجســام وعلــى العكــس منهــا المنشــطات والهرمونــات فهــي‬ ‫مضــرة بشــكل كبيــر وممنوعــة مــن التــداول‪.‬‬ ‫ويشــير حســان الــى أن المنشــطات تدخــل الــى غــزة بطــرق غيــر مشــروعة‪ ،‬ويبيعهــا التجــار‬ ‫ألصحــاب النــوادي والمدربيــن وبالتالــي تقــع فــي ايــدي العــب كمــال االجســام‪.‬‬ ‫محرمة دولي ًا‬ ‫ويدعــو د‪ .‬بســام غــزال طبيــب أمــراض عامــة إلــى تأســيس لجنــة مشــتركة بيــن وزارة الصحــة‬ ‫ووزارة الشــباب والرياضــة ووزارة االقتصــاد للرقابــة علــى النــوادي الرياضيــة لمنــع تــداول هكــذا‬ ‫عقاقيــر نظــرًا آلثارهــا المدمــرة علــى صحــة الشــباب‪.‬‬ ‫ويؤكــد الباحــث وصاحــب شــركة «ســبورت اليــن» فــي قطــاع غــزة «محمــد البلتاجــي» أن حبــوب‬ ‫‪ Danabol ds‬وحقنــة ‪ Deca-Durabolin‬ممنوعــة مــن التــداول ومحرمــة دوليًــا‪ ،‬أمــا عــن‬ ‫المكمــل الغذائــي ‪ Amino‬فهــو مفيــد ولكــن اســتخدامه مــع ال ‪danabol ds‬يحــول فوائــده‬ ‫الــى اضــرار‪.‬‬ ‫تؤثر علــى الخصوبة‬ ‫أمــا عــن األضــرار لهــذه الهرمونــات فيوضــح البلتاجــي أنهــا كثيــرة ومنهــا‪ :‬الضعــف جنســي‪،‬‬ ‫وضعــف الخصوبــة‪ ،‬وضمــور الخصيتيــن‪ ،‬وخفــض انتــاج الحيوانــات المنويــة‪ ،‬كمــا وتؤثــر علــى‬ ‫أجهــزة الجســم عمومًــا‪.‬‬ ‫والجديــر بالذكــر أن هنــاك حمــات توعويــة وارشــادية مــن وزارة الصحــة بالخصــوص‪ ،‬كمــا‬ ‫ومطلــوب مــن كل نــادي وضــع ملصقــات تحــذر مــن الهرمونــات واضرارهــا‪.‬‬


‫عادات وثقافات‬

‫‪22‬‬

‫املشي يف منتصف الشارع ‪ ..‬اضطرار أم «عربدة»؟!‬ ‫عبد اهلل الســرحي‪ /‬قمر الهليس – امليدان‪:‬‬

‫ً‬ ‫ش‬ ‫محليــا ب ـ «القــزدرة»‬ ‫ـى أو مــا يطلــق عليهــا‬ ‫ظاهــرة المـ ي‬ ‫ظاهرة ايجابية من الناحية الرياضية والعالجية لبعض‬ ‫األمراض ومنها السمنة؛ ولكن ما رس إرصار البعض عىل‬ ‫منهم جامعيون!‬ ‫يحدثنــا الرائــد « مصطفــى الشــاعر» مديــر دائــرة‬ ‫االرشــاد والتدريــب بشــرطة المــرور عــن هــذه‬ ‫الظاهــرة للميــدان‪ « :‬بدأنــا نالحــظ فــي الســنوات‬ ‫األخيــرة ازيــاد فــي ظاهــرة تجــاوز المواطنيــن‬ ‫إلشــارات المــرور وتجاهــل خــط المشــاة»‪ ،‬مؤكــدًا‬ ‫أنهــم يعملــون بقــوة مــن أجــل الحــد مــن الظاهــرة‪،‬‬ ‫وذلــك مــن خــال المعهــد المــروري‪.‬‬ ‫والجديــر ذكــره أن ‪ %30‬مــن الحــوادث يعــود‬ ‫ســببها إلــى مخالفــة المواطنيــن لقواعــد الســير‪،‬‬ ‫وأنــه فــي عــام ‪2017‬م بلغــت عــدد الوفيــات ‪76‬‬ ‫حالــة‪ ،‬وفــي الربــع األول مــن عــام ‪2018‬م بلغــت‬ ‫‪ 12‬حالــة‪ ،‬وســبب فــي ارتفــاع هــذه النســب يعــود‬ ‫نقــص المعرفــة لــدى المواطنيــن والســائقين‪ ،‬وذلــك‬ ‫حســب المقــدم « فهــد حــرب « مفتــش تحقيقــات‬ ‫الحــوادث فــي شــرطة المــرور لـ»الميــدان»‪.‬‬ ‫م‪ .‬خليــل الشــقرة مــن بلديــة غــزة يتحــدث عــن‬ ‫ظاهــرة المشــي وســط الشــارع قائــا»‪ :‬هــذه‬ ‫الظاهــرة منتشــرة عنــد مفترقــات الطــرق الحيــة‬ ‫ولألســف أنــك تالحــظ ان طلبــة جامعــات يقطعــون‬ ‫الشــارع بشــكل مائــل وليــس مــن رصيــف الــى‬ ‫رصيــف وهــذا يعرضهــم للخطــر‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن دائــرة الطــرق والمنشــآت لهندســة‬

‫ً‬ ‫ش‬ ‫الم� ف ي� منتصف الشارعبطريقة استعراضية أحيانا؟!‬ ‫ي‬ ‫والمتتبــع لهــذه الظاهــرة يالحــظ أن المشــاة غالبــا مــا‬ ‫ف‬ ‫جماع ي� منتصف الطرق المخصص‬ ‫يس�ون بشكل‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫المــرور فــي بلديــة غــزة ومــن أجــل حمايــة المشــاة‬ ‫عملــت علــى تركيــب «دربزينــات» حديديــة علــى‬ ‫االلتفافــات وأوجــد فتحــة خــروج لخطــوط المشــاة ‪.‬‬ ‫اجراء عملية‬ ‫ويؤكــد الشــقرة أن الدائــرة لــم تكتــف بذلــك‬ ‫بــل عملــت علــى إزالــة التعديــات الموجــودة علــى‬

‫ومآرب أخرى‬

‫«الورد» جوكر‬ ‫الهدايا يف غزة‬ ‫أســماء أبو حشيش – امليدان‪:‬‬ ‫ازداد االهتمــام بالــورد فــي اآلونــة األخيــرة بشــكل ملحــوظ‪ ،‬وأصبــح الهديــة المفضلــة‬ ‫لــدى الكثيــر مــن األشــخاص وفــي مختلــف المناســبات‪.‬‬ ‫«الميــدان» تجولــت فــي الشــارع وســألت النــاس عــن ســبب زيــادة االهتمــام بالــورد‪ ،‬فأوضح‬ ‫عــدد منهــم يرجــع اهتمامــه بالــورد مــن خــال المسلســات ومواقــع التواصــل االجتماعــي‪،‬‬ ‫فيمــا يرجــع آخــرون الســبب إلــى ذات الــورد الــذي يعطــي طاقــة ايجابيــة ومشــاعر جياشــة‪.‬‬ ‫ويوضــح البعــض أنهــم يحبــون مشــاهدة الــورد وليــس اســتخدامه‪ ،‬فيمــا يعبــر آخــرون عــن‬ ‫حرصهــم علــى اصطحــاب الــورد كهديــة فــي المناســبات المختلفــة‪.‬‬ ‫الســعيدة والحزينة‬ ‫أمــا مــن جهــة بائعــي الــورد فيقــول «ياســر التــرك» ‪ 24‬عامًــا‪ ،‬صاحــب مشــروع ريــادي لبيــع‬ ‫الــورد عبــر الدراجــات الهوائيــة‪ »: ،‬أصبــح النــاس يرغبــون بإدخــال الــورد فــي محتــوى كل‬ ‫هديــة يقدمونهــا لألصدقــاء واألهــل‪ ،‬منوهًــا إلــى أن مــا يميــز الــورد أنــه يتناســب كهديــة‬ ‫فــي المناســبات الســعيدة والحزينــة‪ .‬ويتابــع التــرك ‪»:‬وأكثــر مــا يقبــل عليــه الزبائــن الــورد‬ ‫الجــوري المحلــي‪ ،‬وزهــرة التوليــب المســتوردة‪ ،‬يزيــد االقبــال علــى الــورد فــي شــهر مــارس‪،‬‬ ‫وايضــا فــي مواســم التخــرج واألفــراح ونتائــج الثانويــة العامــة‪.‬‬ ‫طبيعــي أم صناعي؟!‬ ‫ومــن جهتــه يرجــع رامــي المخلالتــي ‪ 45‬عامًــا صاحــب محــل «أزهــار اللوتــس» لبيــع‬ ‫الــورود والــذي تأســس عــام ‪1975‬م ســبب إقبــال النــاس علــى شــراء الــورد فــي اآلونــة‬ ‫األخيــرة إلــى ســوء األوضــاع االقتصاديــة‪ ،‬حيــث يجــدون ســعر الــورد ‪-‬رغــم ارتفــاع ســعره‬ ‫نســبيًا‪ -‬األقــل مقارنــة مــع الهدايــا األخــرى‪.‬‬ ‫ويبيــن التــرك أن النــاس ترغــب الــورد الطبيعــي أكثــر مــن الصناعــي‪ ،‬ألن جوهــر هديــة‬ ‫الــورد تكمــن فــي ملمســها اللطيــف ورائحتهــا الجميلــة‪.‬‬ ‫غالء الورد‬ ‫أمــا عــن ســبب غــاء أســعار الــورد عمومًــا فــي غــزة يقــول المــزارع غــازي حجــازي صاحــب‬ ‫مشــاتل زهــور فــي رفــح إن ســعر الــورد يتغيــر حســب العــرض والطلــب‪ ،‬مضي ًفــا أن هنــاك‬ ‫أنواعــا مــن الــورود مثــل ورد الجــوري الــذي يصــل ســعر الــوردة الواحــدة منهــا إلــى ‪7‬‬ ‫شــيكل فــي المناســبات‪ ،‬وذلــك لقلــة إنتاجهــا وارتفــاع تكلفــة زراعتهــا‪ ،‬بينمــا تصــل زهــرة‬ ‫التوليــب الــى خمســة عشــر شــيكل لعــدم توفرهــا فــي قطــاع غــزة‪.‬‬

‫االرصفــة بالتنســيق الكامــل مــع دائــرة النظــام‬ ‫واالنضبــاط وشــرطة البلديــات‪ ،‬مســتدركاً أن مــا‬ ‫يعيــق عملهــم فــي كثيــر مــن األحيــان وجــود‬ ‫البســطات فــي منتصــف الرصيــف مــن كال الجانبيــن‬ ‫والــذي يــؤدي إلــى عرقلــة الســير ودفــع المشــاة‬ ‫للزحــف للشــارع الرئيــس‪.‬‬

‫للمركبــات أو يقطعــون الطريــق بشــكل مائــل وليــس‬ ‫ف‬ ‫مــن المــكان المخصــص للمشــاة‪ ،‬ممــا يتســبب ي� بعــض‬ ‫األحيــان بوقــوع حــوادث مروريــة خطــرة‪.‬‬

‫ولفــت إلــى أن ســوء األوضــاع االقتصاديــة تحــول‬ ‫دون تنفيــذ العديــد مــن القوانيــن والقــرارات‪،‬‬ ‫باإلضافــة لضعــف التمويــل الــذي تحتاجــه عمليــة‬ ‫إصــاح األرصفــة‪.‬‬ ‫املشاة ال يلتزمون!‬ ‫المــازم «طــارق ابــو نامــوس» أحــد الضبــاط‬

‫الموجوديــن علــى مفتــرق «الســرايا» بغــزة يوضــح‬ ‫أنــه يعمــل علــى تنظيــم الســير وافســاح المجــال‬ ‫للمشــاة لقطــع الطريــق بالطريقــة الصحيحــة‪،‬‬ ‫مؤكــدًا أن المشــاة ال يلتزمــون بذلــك ويقطعــون‬ ‫الشــارع بطريقــة خاطئــة تعرضهــم للخطــر‪.‬‬ ‫ويــردف قائــا‪ »:‬هنــاك قانــون ســنته الحكومــة‬ ‫ســابقا ينــص علــى مخالفــة للمشــاة الذيــن ال‬ ‫يلتزمــون بالســير علــى الخطــوط البيضــاء‪ ،‬مسـ ً‬ ‫ـتدركا‬ ‫أن الظــروف االقتصاديــة والسياســية الحاليــة ال‬ ‫تؤهــل لتنفيــذ القانــون‪.‬‬ ‫حق األولوية‬ ‫وفــي مقابلــة مــع الســيد «أحمــد أبــو قمــر» مديــر‬ ‫جمعيــة المجلــس األهلــي لمنــع حــوادث الطــرق‬ ‫يقــول‪ « :‬نســاهم فــي نشــر الوعــي لــدى المجتمــع‬ ‫للمحافظــة علــى أرواح المواطنيــن‪ ،‬فأطلقنــا عــدة‬ ‫حمــات كان آخرهــا حملــة (شــتاء بــا حــوادث) للحــد‬ ‫مــن الحــوادث وتوعيــة المواطنيــن»‪.‬‬ ‫وتوجــه كال مــن «أبــو قمــر» «الشــاعر» بعــدة نصائــح‬ ‫للمواطنيــن ومنهــا‪ :‬أن يتفهــم الســائق أن خــط‬ ‫المشــاة هــو مــن حــق المواطــن وعلــى المواطــن أن‬ ‫يلتــزم بــه‪ ،‬وأن يحتــرم كل مــن الســائق والمواطــن‬ ‫حــق األولويــة لآلخــر‪ ،‬وأن يعــرف المواطــن أســلوب‬ ‫قطــع الشــارع بالشــكل الصحيــح‪.‬‬

‫تربية القطط يف املنازل ‪..‬‬ ‫عــادة حسنــة أم سيئــة ؟!‬ ‫قمــر الهليس – امليدان‪:‬‬ ‫القطــط حيوانــات لطيفــة وأليفــة‪ ،‬وهــي مــن أكثــر‬ ‫حيوانــات المنــزل انتشــاراً‪ ،‬نظــراً لســهولة التّعامــل‬ ‫معهــا‪ ،‬وانقيادهــا‪ ،‬وطاعتهــا لإلنســان‪.‬‬ ‫ويقبــل الكثيــر مــن الفلســطينيين فــي قطــاع‬ ‫غــزة علــى شــراء وتربيــة القطــط داخــل منازلهــم‬ ‫واالعتنــاء بهــا كواحــدة مــن أفــراد العائلــة أحيانًــا‪.‬‬ ‫ارضا ًء لضمريها!‬ ‫وتتحــدث «ســيمونا بكــر» مــن الســيدات اللواتــي‬ ‫يهويــن تربيــة القطــط منــذ طفولتهــا عــن تجربتهــا‬ ‫فــي تربيــة القطــط قائلــة ‪« :‬الدافــع األســاس لهــذه‬ ‫الرغبــة هــو شــعوري بالحــزن إزاء وفــاة قطــة كانــت‬ ‫تعيــش معــي‪ ،‬ممــا ادخلنــي فــي حالــة مــن الحــزن‬ ‫واالحســاس بتأنيــب الضميــر وشــعور التقصيــر‬ ‫اتجاههــا»‪ ،‬الفتـ ً‬ ‫ـة إلــى أن القطــط التــي لديهــا فــي‬ ‫البيــت إمــا أنهــا اشــترتها‪ ،‬أو حصلــت عليهــا مــن‬ ‫األصدقــاء‪ ،‬أو وجدتهــم فــي الشــوارع‪.‬‬ ‫وتلــف بكــر إلــى أن لديهــا نوعيــن مــن القطــط‪ :‬نــوع‬ ‫يعيــش معهــا داخــل المنــزل‪ ،‬وآخــر فــي الحديقــة‬ ‫خــارج المنــزل‪ ،‬كمــا أنهــا تقــوم علــى رعايتهــم‬ ‫واطعامهــم وتخصيــص مــكان لنومهــم وقضــاء‬ ‫حاجتهــم وتقليــم أظافرهــم واألهــم مــن ذلــك‬ ‫االســتحمام‪.‬‬ ‫من أفــراد العائلة‬ ‫وتشــير إلــى أنهــا ربــت العديــد مــن انــواع القطــط‬ ‫منهــا‪ :‬الســيامي وهالمااليــا والبلــدي‪ ،‬منوهــة أن‬ ‫مــن يربــي القطــط يتمتــع بطاقــة ايجابيــة‪ ،‬وأن‬ ‫القطــط لهــا أنمــاط مختلفــة منهــا مــن يحــب جميــع‬ ‫افــراد العائلــة‪ ،‬ومنهــا مــن يحــب شــخصا معينــا‬ ‫فــي األســرة‪ ،‬كمــا وأن لديهــم قــدرة علــى حفــظ‬ ‫المواعيــد ونظــام البيــت مثــل أفــراده‪.‬‬ ‫هل تســبب العقم؟!‬ ‫وفــي هــذا الصــدد يقــول «حســن الدريملــي» صاحــب‬ ‫محــل مختــص فــي بيــع الحيوانــات األليفــة‪ »:‬أن‬ ‫الســيدات األكثــر شــرا ًء للقطــط‪ ،‬ويشــير إلــى أن‬ ‫أســعارها يتــراوح مــا بيــن ‪ ٥٠٠-١٠٠‬شــيكل‪.‬‬ ‫وعــن كيفيــة االعتنــاء بالقطــط يفيــد الدريملــي‬

‫أن العنايــة تتلخــص فــي ضــرورة تحميــم وتجفيــف‬ ‫القطــط والحفــاظ عليهــا مــن األمــراض مثــل مــرض‬ ‫«التوكســوبالزما» الــذي عالجــه ســهل عــن طريــق‬ ‫تطعيــم واحــد‪.‬‬ ‫ويتابــع أن القطــط قــد تصــاب أيضــا باألمــراض‬ ‫الموســمية كالرشــح‪ ،‬واالتهابــات المعويــة والتــي‬ ‫مــن أعراضهــا تســاقط الشــعر وظهــور بقــع حمــراء‬ ‫علــى جلــد القطــة‪ ،‬منوهًــا إلــى أن القضــاء علــى هــذه‬ ‫الفطريــات يكــون عــن طريــق ســوائل طبيــة أثنــاء‬ ‫االســتحمام‪.‬‬ ‫وحــول مــا يــردده النــاس أن تربيــة القطــط تســبب‬ ‫العقــم لــدى الســيدات‪ ،‬يفيــد الدريملــي أن ذلــك‬ ‫ربمــا كان يحــدث قديمًــا ‪ »:‬أمــا حاليــا فهنــاك‬ ‫عالجــات ســهلة ومتوفــرة ألمــراض القطــط بمــا‬ ‫يمنــع انتقــال أي عــدوى للبشــر‪ ،‬فأصبحــت تربيتهــا‬ ‫آمنــة»‪.‬‬

‫كيــف أربي قطة‬ ‫وعــن أنــواع الطعــام الصالــح للقطــط فيذكــر الدكتــور‬ ‫البيطــري عمــاد مــراد منهــا «الصلــب» وهــو عبــارة عن‬ ‫معلبــات وتشــمل الســمك والدواجن والحبــش‪ ،‬وكذلك‬ ‫«الخضــروات المجففــة» وهــي عبــارة عــن حبيبــات‬ ‫جافــة‪ .‬ويضيــف مــراد أن ‪ »:‬أي مــرض يصيــب القطــط‬ ‫يمكنــك أن تميــزه مــن خــال األعــراض مجموعــة مــن‬ ‫األعــراض منهــا اصفــرار العيــون‪ ،‬واصابتهــا باالســهال‬ ‫واالســتفراغ‪ ،‬منوهًــا أن هنــاك مدعمــات غذائيــة وهــي‬ ‫عبــارة عــن «فيتامينــات» تُعطــى لــدى القطــط لتقوى‬ ‫علــى األمــراض التــي تصيبهــا‪ .‬ويوصــي الدكتــور مراد‬ ‫بتوفيــر أوانــي واســعة ومرتفعــة بهــا رمــال لتكــون‬ ‫مخصصــة لطعــام القطــط وشــرابها وقضــاء حاجتهــا‪،‬‬ ‫مؤكــدًا أن لوجــود القطــط فــي المنزل محاســن كثيرة‬ ‫منهــا القضــاء علــى الفئــران والزواحــف‪ ،‬فــي المقابــل‬ ‫يــكاد ال يكــون لهــا أضــرار فــي حــال العنايــة‪.‬‬


‫م�ساحة حرة‬

‫‪23‬‬

‫خليـــك فـــي البيـت‬

‫بقلم‪ :‬طارق مصلح‬ ‫«خليــك فــي بيتك!»عبــارة معناهــا اذا جلســت فــي بيتــك‬ ‫ستســاهم فــي حمايــة نفســك وعائلتــك ومســاعدة بلــدك للقضــاء‬ ‫علــى هــذا جائحــة كورونــا‪.‬‬ ‫وفــي ظــل األوضــاع الراهنــة نحــن فــي أمــسّ الحاجــة للجلــوس‬ ‫فــي البيــت للمســاهمة فــي حصــر هــذا الوبــاء وعــدم تفشــيه‪،‬‬ ‫هــذا الوبــاء الــذي يتســلل إلــى األجســاد بســرعة فائقــة‪ ،‬عبــر‬ ‫العديــد مــن الطــرق‪ :‬اللمــس‪ ،‬الــرذاذ‪ ،‬النفــس‪ ،‬العطــس وهــذه‬ ‫مــن ضمــن الطــرق التــي ينتشــر عبرهــا دون تداركهــا‪ ،‬وال حــل‬ ‫لــك ســوا االلتــزام فــي بيتــك‪ ،‬لتتقــي الوبــاء وتداعياتــه‪ ،‬التــي قــد‬ ‫ال تبقــي وال تــذر! كافــة الــدول فــي العالــم تفعــل ذلــك راضيــة‪،‬‬ ‫أو كارهــة‪ ،‬فــا بديــل‪ ،‬وال مســاومة عــن الصحــة والعافيــة‬ ‫والراحــة‪ ،‬مــن العلــل واألمــراض التــي بــدأت تنتشــر‪ ،‬وتعبــر‬ ‫إلــى كافــة الــدول والقــارات‪ ،‬عبــر األفــراد‪ ،‬والبواخــر‪ ،‬والطائــرات‪،‬‬

‫ليتـــي ‪ ..‬راحتـــي‬ ‫ُك َّ‬

‫بقلم‪ :‬محمد نصار‬ ‫َ‬ ‫الــركام‪ ,‬باحثــاً‬ ‫حيــنَ يتبعثــرُ الحُلــم‪ ,‬ويضيــعُ تائهــاً‬ ‫وســط‬ ‫ِ‬ ‫ـتمر وغطــاء‪ ,‬ال يُجــدي التفكيــرُ شــيئاً‪,‬‬ ‫عــنْ أمٍحاضنــةٍ‪ ,‬دف ٍء مسـ ٍ‬ ‫ـول والطريــقُ مدلـ ٌ‬ ‫ـل محلـ ٌ‬ ‫ـول‪ ,‬يجــدُ أمُّــهُ الحاضنـ ُ‬ ‫فالحـ ُ‬ ‫ـة « الكليــة‬ ‫الجامعيــة للعلــوم التطبيقيــة»‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوصــال‪,‬‬ ‫حيــث يلتحــمُ‬ ‫الرحــال هنــاكْ‪ ..‬هنــاكَ‬ ‫هــ ْا أنــ ْا أشــدُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الجمــال‬ ‫ويــزدان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هناكَ ُ‬ ‫محال‪..‬‬ ‫اإلهمال‪ ,‬ال ال‬ ‫حيث ال‬ ‫َ‬ ‫محــال‪ ..‬مــنْ ْ‬ ‫العلــم بحــدِّ ذاتــهِ أســطور ًة‪,‬‬ ‫أن يغــدوَ طالــبُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬

‫بقلم‪ :‬آية البسوس‬

‫وســادتي‪..‬‬

‫وقــد ال نلتقــي بذلــك الصديــق الــذي يأخــذ بأيدينــا ويشــد عليهــا‬ ‫ويرينــا بصيــص األمــل‪ ،‬وقــد تتضــارب طرقاتنــا مــع شــريك العمــر‬ ‫يفهــم أو يقــدر ذواتنــا‪ .‬لذلــك ال تنتظــر أحــداً ‪.‬‬ ‫انتظــار شــخص مــا يدفعنــا لألمــام وينيــر لنــا الطريــق‪ ،‬هــو‬ ‫االنغمــاس فــي الظــام‪ ،‬فالحيــاة تســير بركبهــا بــك أو دونــك‪،‬‬ ‫األيــام تســير فــي عــدادك حســابك‪ ،‬والوقــت يمضــي مــن عمــرك‪،‬‬ ‫واإلنجــاز سيحســب لــك والفشــل ســينعى بــك أن وقعــت بــه‪،‬‬ ‫فعليــك أن تقــرر مــاذا ســتكون وفــي أي ركــب ســتلحق‪.‬‬ ‫أي شــخص قــد نجــح فــي حياتــه أخــذ قــرار فــي البدايــة‪ ..‬بــأن‬

‫قــرر أن ال يصبــح الشــخص العــادي كمــا األخريــن‪ ،‬مــع حبــه لمــا‬ ‫يصنعــون‪ ،‬فهــو مثلهــم يحــب أن يضغــط علــى زر النبــه ليأخــذ‬ ‫دقيقــة أخــرى مــن النــوم‪ ،‬ويحــب أن يســتريح ويلهــو ويجلــس‬ ‫مــع األصدقــاء ويقضــي وقتــه علــى هاتفــه‪ ،‬لكنــه لــم يستســلم‬ ‫لرغباتــه الذاتيــة ‪..‬‬ ‫قــد يقــول البعــض قررنــا ولكنــا حيــن مــا ســرنا صدمنــا‪ ،‬تعرقلنــا‪،‬‬ ‫أنقطــع حبــل خُطانــا‪ ،‬مــع ذلــك ال بــأس‪ ،‬يكفــى أال تستســلم‪،‬‬ ‫حتــى وأن وقعــت وانكســرت إحــدى قدمــاك‪ ،‬تذكــر أن هنــاك أخــرى‬ ‫تســتطيع أن تنهــض بهــا‪ ،‬فقــط قــرر أن ال تستســلم ‪.‬‬

‫يطلِّقنـــي بـــل أطلقنـي‬ ‫لـــم ُ َ‬

‫لمــاذا يحــق للرجــل المطلــق مــا ال يحــق للمــرأة المطلقــة؟‬ ‫أليســت بشــر مثلــه؟ ألــم تخلــق مــن طيــن كمــا خلــق تمامــا؟‬ ‫لمــاذا يُعطــى الحــق للرجــل فــي ممارســة حياتــه وكأن شــيئا‬ ‫لــم يكــن أمــا هــي فقــد حكــم عليهــا باإلعــدام واعتبــر الطــاق‬ ‫نهايــة لكثيــر مــن األحــام والطمــوح ‪.‬‬ ‫لمــاذا تســلب مــن المــرأة أبســط حقوقهــا فــي الخــروج‬ ‫والتعليــم واالســتمتاع بحياتهــا حتــى حضانــة أطفالهــا تحــرم‬ ‫منهــا حتــى أنهــا تحاســب علــى النفــس ؟؟ مــا هــذا اإلجحــاف‬ ‫البــاذخ فــي حقهــا؟؟‬ ‫مــن أعطاكــم الحــق بوصفهــا نكــرة أو حتــى فاشــلة فــي إنجــاح‬

‫بقلم‪ :‬محمد خليف‬

‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫مثمــر‪..‬‬ ‫جانــب‬ ‫كل‬ ‫األعمــال‬ ‫فأفاضــل‬ ‫أعمــال لهــا‪ ..‬وآثارُهــا فــي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫المــدح‬ ‫حيــث كلمــاتِ الوصــفِ الضائعــةِ‪ ,‬وعبــاراتِ‬ ‫هنــاكَ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ـن‬ ‫ـن‪ ..‬كافي ـ ٌة ألن تج ـ ِردكِ عـ ِ‬ ‫التائهــةِ‪ ,‬تيهــي بيــن قلبــي والوتيـ ِ‬ ‫التعبيــ ِر‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫هنــاكَ‪ ..‬حيــث أشــجا ِرها الخضــرا ِء وســاحاتها المتراميــةِ األطــرافِ‪,‬‬ ‫المدرســين األكفــا ِء‪ ,‬والعامليــن األكارمَ‪ ,‬ويكأنّهــا لوح ٌة ســمفوني ٌة‬ ‫رســمتْ بأيــدٍ رســتميةٍ‪ ,‬كيــفَ ال وقــدْ تنـ َ‬ ‫ـازل الجمـ ُ‬ ‫ـال‬ ‫ـال عــن الجمـ ِ‬ ‫ـال جمــا ًال‪..‬‬ ‫لجمالِهــا‪ ,‬فــزادَ جما ُلهــا علــى الجمـ ِ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الســام‬ ‫حيــث‬ ‫األمــن واألمــانِ‪,‬‬ ‫حيــث‬ ‫هنــاكَ‪ ..‬هنــاكَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫جيــل‪,‬‬ ‫تلــوَ‬ ‫ا‬ ‫جيــ‬ ‫األجيــال‬ ‫يتــراودُ‬ ‫ســوف‬ ‫هنــاكَ‬ ‫واإلطمئنــانِ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حكايــة ك ّليــةٍ باتــتْ تكشــفُ انطبــاعَ‬ ‫األول الثانــي‬ ‫وســيحدِّث‬ ‫ُ‬ ‫يــزال الكثيــرُ مــن «هنــاكَ‪ ,‬وهنــاكْ»‪.‬‬ ‫الخيــ ِر كلــهِ‪ ,‬وال‬ ‫يــدقُ منبــهُ الســابعةِ صباحــاً‪ ..‬يبــدأُ النــزاعُ والشــجارُ‪ ,‬ال‬ ‫أريــدُ التخلــيَ عــنْ وســادَتي عــن راحتــي وأذهــبُ ُ‬ ‫لِك ّليتــي‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ال وألــفُ ك ّ‬ ‫أقــول محدِّثــاً نفســي‪ :‬ك ّ‬ ‫ال‪ُ ..‬ك ّليتــي راحتــي‪ُ ..‬ك ّليتــي‬

‫ال تستســلم ‪ ..‬كل هذا ســيمر‬

‫تعرفــت فــي أحــد أيامــي علــى صديقــة كانــت تســمى نعمــة‪،‬‬ ‫حدثتنــي عــن نفســها‪ ،‬كانــت وأخوتهــا فــي منــزل يحكــم‬ ‫بدكتاتوريــة األم التــي تتخــذ عنهــم جميــع القــرارات‪ ،‬وتعاقــب‬ ‫كل مــن خالفهــا بالضــرب بالســياط ‪ ،‬وكان األب ســريع الغضــب‬ ‫ال يســتطيع أحــد أن يناقشــه ويشــاوره حيــال أمورهــم الحياتيــة أو‬ ‫العمليــة ‪.‬‬ ‫قــد ال نجــد والديــن مثقفيــن بذلــك القــدر ليعكســوا ثقافاتهــم‬ ‫علــى أبناءهــم‪ ،‬وبعــدوا منــم قــادة لزمانهــم‪ ،‬وقــد ال نجــد ذلــك‬ ‫المعلــم الــذى يلتفــت لمواهبنــا ويحفزنــا ويشــجعنا ويدعمنــا‪،‬‬

‫بقلم‪ :‬حياة برغوت‬

‫والتجمعــات؛ وكل مصــاب يفــرز مصابيــن جــدد‪ ،‬وكل مصابيــن‬ ‫يفــرزون مصابيــن جــد‪ ،‬وهكــذا يتمــدد غــزو الوبــاء‪.‬‬ ‫هــذا الفايــروس الوحيــد الــذي اســتطاع بســرعة فائقــة‪ ،‬التســبب‬ ‫فــي إغــاق دور العبــادة‪ ،‬وتحويــل الفنــادق ودور العلــم‪ ،‬إلــى دور‬ ‫لحجــز ومعالجــة المصابيــن‪ ،‬بــد ًال مــن أن تبقــى علــى دورهــا‬ ‫التقليــدي‪ .‬هــو الوحيــد الــذي دفــع العســكر‪ ،‬فــي عديــد مــن‬ ‫الــدول‪ ،‬القتحــام المنــازل‪ ،‬مــن أجــل إخــراج مــن يعتقــدون أنهــم‬ ‫مصابــون‪ ،‬بالقــوة القهريــة‪ ،‬وهــو الوحيــد الــذي ألجــأ الــدول‬ ‫إلــى إقفــال الطــرق‪ ،‬واألجــواء‪ ،‬والمصالــح العامــة‪ ،‬والخاصــة‪ ،‬هــو‬ ‫الوحيــد الــذي جعــل اآلبــاء واألمهــات‪ ،‬يعطــون أبناءهــم رخصــة‬ ‫عــن لقياهــم‪ ،‬والجلــوس واألكل والحديــث معهــم‪ ،‬هــو الوحيــد‬ ‫الــذي أغلــق المصانــع‪ ،‬والمــدارس‪ ،‬والجامعــات‪ ،‬وجعــل المراكــز‬ ‫العلميــة‪ ،‬والمستشــفيات‪ ،‬والمنظفــات‪ ،‬والمضــادات مجنــدة مــن‬

‫أجلــه فقــط! هــذا فيــروس خطيــر وماكــر‪ ،‬لــن تتقيــه أنــت ومــن‬ ‫حولــك‪ ،‬إال إذا لزمــت بيتــك شــئت أم أبيــت فهــذا الحــل الوحيــد‬ ‫إلنقــاذ البشــرية مــن بطــش هــذا الفايــروس !‬ ‫ففــي بيوتنــا التــي هجرهــا الكثيــرون منــا العديــد مــن األشــياء‬ ‫الجميلــة متمتلــة فــي دفء العائلــة‪ ،‬وآلفتهــا‪ ،‬وعفويتهــا‪،‬‬ ‫وحنانهــا‪.‬‬ ‫وفــي الختــام هنــاك بعــض النــاس ال يســتوعب خطــورة الوضــع‬ ‫الحالــي وال تأبــه وال تخــاف علــى نفســها وتتعامــل مــع الوضــع‬ ‫بقمــة االســتهتار ‪ .‬ال تكــون مثلهــم ولــو كنــت مثلهــم فكــر‬ ‫بــأوالدك وأســرتك وأمــك وأبــوك وأختــك وأخــوك وقريبتــك‬ ‫وقريبــك وجارتــك وجــارك والنــاس الــي بتقــاوم‏وبتحــارب هالوبــاء‬ ‫الفتــاك الــذي ال يفــرق بيــن كبيــر وصغيــر غنــي وفقيــر رجــل‬ ‫وامــرآة فعشــان كل هاالشــخاص تحميهــم خليــك فــي بيتــك‪.‬‬

‫زواجهــا الــذي لــم يكــن زواجــا أصــا أليــس الرجــل طــرف بهــذا‬ ‫الــزواج مثلهــا تمامــا لمــاذا تتحمــل المســؤولية وحدهــا إذا ؟؟‬ ‫يتــزوج الرجــل بعــد الطــاق ويمــارس كل حقوقــه بأريحيــة‬ ‫تامــة أمــا المــرأة تخشــى مــن تجربــة جديــدة خوفــا مــن كالم‬ ‫المجتمــع لدرجــة أن الكثيــر يمتنعــون مــن االقتــراب منهــا فهــي‬ ‫لديهــا فــراغ ونقــص ويرفضــون االرتبــاط بهــا ألنهــا كانــت‬ ‫لغيرهــم ألــم يكــن الرجــل لغيرهــا أيضــا؟؟‬ ‫المطلقــة إنســانة كغيرهــا لــم ترتكــب جريمــة ســوى أنهــا‬ ‫تمــردت علــى حيــاة تشــبه كل شــيء إال الحيــاه‬ ‫إنــه أبغــض الحــال يعنــي ليــس حرامــا وال عيبــا وال عــار وال‬

‫خطــأ فأيــن المشــكلة إن تطلقــت ؟؟‬ ‫المشــكلة فــي مجتمــع معــاق ويعيــق المشــكلة فــي نفــوس‬ ‫مريضــة تنظــر لهــا وكأنهــا ليســت منهــم ويتــرددون فــي‬ ‫االقتــراب منهــا والتــودد لهــا‬ ‫عزيزتــي المطلقــة الرائعــة ‪ ..‬ثــوري وتمــردي وانطلقــي بحياتــك‬ ‫وال تهتمــي لمــن حولــك مــن نفســيات فليصنــع منــك الفــراغ‬ ‫الــذي يتحدثــون عنــه امــرأة حديديــة تواجههــم بــكل قــوة‬ ‫واجهــي الظلــم وال تقبلــي بــه مهمــا كان ألنــك تســتحقين‬ ‫األفضــل‪.‬‬ ‫كوني قوية ألجلك‪.‬‬

‫هل النســاء العامالت محســودات؟‬

‫الكثيــرون ممــن يؤيــدون عمــل المــرأة ال يكــون ذاك‬ ‫لتنميــة المجتمــع أو تنميــة شــخصية المــرأة بقــدر مــا‬ ‫هــو تحســين دخــل البيــت والمســاهمة والمســاعدة فــي‬ ‫مصاريــف وأعبــاء البيــت ‪ ،‬ال بــل الكثيــرون مــن النــاس‬ ‫يتمنــون لــو أن نســاءهم عامــات وموظفــات فــي أي قطــاع‬ ‫كان حتــي لــو علــي حســاب تربيــة أبناءهــم ‪ ،‬ولعلــي أقــول‬ ‫إلــي أولئــك الذيــن ينظــرون لهــذا المفهــوم‪ ،‬والــذي ربمــا‬ ‫يكــون إلــي حــد مــا مُقنــع وجيــد فــي ظــل الظــروف الــذي‬ ‫تحياهــا البــاد‪ ،‬لكــن أقــول ألولئــك ســتظلوا محســودين‬ ‫علــي وظائــف نســائكم ورواتبهــن ومناصبهــن ومكانتهــن‬

‫االجتماعيــة‪ ،‬ويتطلــع لهــن المجتمــع بنظــرة ســطحية‪,‬‬ ‫وهــم فــي نظرهــم ال يــرون وال يشــاهدون إال المظاهــر‬ ‫وال يعرفــون حجــم المعانــاة ليجمعــوا بيــن عملهــن وبيــن‬ ‫بيوتهــن وأطفالهــن‪.‬‬ ‫وال يعرفــون عندمــا يبــدأ دوام المــرأة بعــد إجــازة األمومــة‬ ‫كــم هــي صعبــة تلــك اللحظــات وأن الطفــل لــم يكتمــل‬ ‫ثالثــة شــهور مــن عمــره وماهــي نســبة الشــوق ألطفالهــن‬ ‫وال يشــاهدون أبناءهــن إال وقتــا قليــا مــن وقــت نهايــة‬ ‫الــدوام الــي مــا قبــل النــوم ‪ ،‬ومــا فرحــن بخطــوات أطفالهــن‬ ‫بهــن فــي خطواتهــم‬ ‫األولــي وال حتــي بــأول كلمــات نط ًقــن ٍ‬

‫األولــي ‪ ،‬وال يشــاهدن تصرفــات أبناءهــم العفويــة ‪،‬‬ ‫وال يشــعر بهــذه الغًصــة إال الموظفــات العامــات فقــط‬ ‫وأضيــف كــم تشــتاق المــرأة الــي الجلســات الصباحيــة‬ ‫وشــرب القهــوة والتحــدث بأمــور الحيــاة والعائلــة والجيــران‬ ‫‪ ،‬ورؤيــة الشــمس فــي البيــت ‪ ،‬كمــا أنهــم قليلــو النــوم‬ ‫ويشــتاقون ولــو لســاعة نــوم زيــادة ‪ ،‬كل شــيء لــه ثمــن‬ ‫‪ ،‬وثمــن شــغل المــرأة ومنصبهــا كثيــر غالــي ورواتبهــم‬ ‫الشــي مقابــل مايخســرونه بالحيــاة العائليــة واإلجتماعيــة ‪،‬‬ ‫كمــا أنكــم تحســدون وتتمنــون ذلــك ‪ ،‬أيضــا هــنً يتمنــون‬ ‫أن يعيشــوا راحتكــم واســتقراركم‪.‬‬

‫«الشائعات»‬ ‫سهام ليل‬ ‫طائشة !‬ ‫بقلم‪ :‬حسني زقوت‬ ‫فــي كل المجتمعــات يذهــب كثيــر مــن‬ ‫األشــخاص بشــكل منظــم وغيــر منظــم‬ ‫لترويــج الشــائعات قــوال فــي التجمعــات‬ ‫وكتابــة فــي منصــات التواصــل‬ ‫االجتماعــي‪.‬‬ ‫تختلــف أهــداف مــن يذهبــون لممارســة‬ ‫هــذا الســلوك القبيــح الــذي لــه أخطــار‬ ‫متعــددة وأحيانــا تكــون الشــائعات‬ ‫ممنهجــة وتقــف خلفهــا جهــات معاديــة‬ ‫أو خصــوم سياســيون أو أشــخاص‬ ‫يتنمــرون علــى المجتمــع إلرهابــه‪.‬‬ ‫وفــي أحيــان أخــرى يذهــب البعــض‬ ‫لنشــر الشــائعات مــن بــاب المــزاح‬ ‫والتنــدر وتجــد كلماتــه ومنشــوراته‬ ‫انتشــارا كبيــرا كالنــار فــي الهشــيم‬ ‫ليحصــد اإلعجابــات علــى مــا يكتبــه‬ ‫فــي مقابــل تجــرده مــن المســؤولية‬ ‫األخالقيــة واالجتماعيــة‪.‬‬ ‫هــذا الســلوك الخطيــر مــن اآلفــات‬ ‫التــي تهــدد الســلم واالســتقرار فــي‬ ‫المجتمعــات وتثيــر الهلــع وتدفــع‬ ‫النــاس للخــوف والرعــب والهــوس فــي‬ ‫الكــوارث والجوائــح واللجــوء لممارســات‬ ‫غريزيــة خاطئــة كتخزيــن الطعــام‬ ‫والشــراب والمحروقــات وغيرهــا‪.‬‬ ‫الحــرب علــى الوبــاء وبــاء الشــائعات‬ ‫ضــرورة ملحــة لحفــظ أمــن واســتقرار‬ ‫المجتمــع وضمــان الســامة النفســية‬ ‫لمــن يقضــون الســاعات الطــوال فــي‬ ‫تصفــح مواقــع التواصــل االجتماعــي‬ ‫ا لمختلفــة ‪.‬‬ ‫وهنــا يجــب أن نتذكــر معركــة الوعــي‬ ‫التــي ينتصــر فيهــا الواعــي علــى كل‬ ‫الشــائعات واألكاذيــب واألراجيــف عبــر‬ ‫تتبــع مصــادر األخبــار مــن الجهــات‬ ‫الرســمية ســواء كانــت حكوميــة أو‬ ‫مؤ سســا تية ‪.‬‬ ‫ينتصــر اإلنســان علــى الشــائعة‬ ‫ومروجهــا حيــن ال يرددهــا أوال وحيــن‬ ‫يتثبــت مــن مصــدر المعلومــة ثانيــة‬ ‫وحيــن يبلــغ عــن مروجهــا ثالثــا‬ ‫للجهــات المختصــة وهــذه مســؤولية‬ ‫وطنيــة وأخالقيــة فــي أي كارثــة أو‬ ‫جائحــة فــي بــاده‪.‬‬ ‫إن المجتمعــات ال تتعافــى إال إذا‬ ‫نجحــت فــي معركــة الوعــي والوعــي‬ ‫ليــس كلمــة نرددهــا بــل يجــب أن‬ ‫تكــون فعــا إيجابيــا نلتــزم بــه ونعمــل‬ ‫بمقتضــاه حتــى ال نكــون فريســه‬ ‫للمفســدين الذيــن يطلقــون الشــائعات‬ ‫لتدميرنــا وتفكيــك مجتمعاتنــا‪.‬‬ ‫أنصحــك عزيــزي القــارئ أن تقطــع دابــر‬ ‫الشــائعة عنــدك بتوقفــك عــن نقلهــا‬ ‫وترديدهــا لفظــا أو نســخها ومشــاركتها‬ ‫فــي العالــم االفتراضــي الــذي هــو بيئــة‬ ‫خصبــة إطــاق الشــائعات مــن حســابات‬ ‫وهميــة أو معروفــة‪.‬‬ ‫كمــا نحــن بحاجــة للمنــاداة الدائمــة‬ ‫بالحســاب والعقــاب وهنــا نؤكــد علــى‬ ‫دقــة الحســاب وشــدة العقــاب لــكل‬ ‫مــن يثيــر القالقــل فــي المجتمعــات‬ ‫ويرعبهــا بالشــائعات واألكاذيــب‪.‬‬ ‫بالحســاب والعقــاب والوعــي تكــون‬ ‫الشــائعات ســهام ليــل خائبــة طائشــة‬ ‫ال تصيــب المجتمــع ومــن يعيشــون‬ ‫فيــه وينجــو الجميــع بفضــل الجهــد‬ ‫المتكامــل ورص الصفــوف واألخــذ‬ ‫بأســباب النجــاة التــي ذكرناهــا جميعــا‪.‬‬ ‫إن مجتمعنــا بحاجــة لتعزيــز ثقافــة‬ ‫الــرأي والــرأي اآلخــر وحريــة الكلمــة‬ ‫لكــن ليــس علــى حســاب المصداقيــة‬ ‫والحقيقــة والواقعيــة فــي الطــرح الــذي‬ ‫يبنــى عليــه عمــل صالــح للمجتمــع‬ ‫واإلنســانية جمعــاء‪.‬‬


‫م�ساحة حرة‬

‫‪24‬‬ ‫بقلم‪ :‬أحمد البنا‬

‫‪ 7‬سنـــوات عقوبـــة الخريـج‬

‫مرحبــا بــك فــي غــزة‪ ،‬حيــث علــى الخريــج فيهــا ان يقضــي مــا ال‬ ‫يقــل عــن ‪ 4‬ســنوات مــن عمــره فــي التطــوع لــدى المؤسســات‬ ‫الخاصــة او الحكوميــة بعــد ان يتــم الخريــج عاميــن كامليــن فــي‬ ‫مجــال التدريــب ليكتســب الخبــرة‪.‬‬ ‫اذن ‪ 6‬ســنوات هــي حصيلــة االعــوام التــي يقضيهــا الطالــب بعــد‬ ‫اتمامــه ‪ 16‬عامــا مــن التعليــم ‪ ..‬ثــم مــاذا؟‬ ‫تبــدأ تداعيــات هــذه القضيــة بعــد ان ينتهــي الطالــب مــن ســنوات‬ ‫التدريــب المفروضــة عليــه‪ ،‬فيتوجــه بعدهــا الــى المؤسســات‬ ‫الخاصــة او الحكوميــة ليبحــث عــن فرصــة عمــل او حتــى فرصــة‬ ‫فــي التطــوع‪..‬‬

‫وعندمــا يتــم قبــول الطالــب يتــم االتفــاق معــه مــن قبــل‬ ‫المؤسســة انــه فــي حــال اجتــاز ســنوات التدريــب بتميــز ودون‬ ‫تقاعــس او مشــاكل فــأن المؤسســة ســتوقع معــه علــى عقــد اخــر‬ ‫يتيــح لــه ان يتقاضــى راتبــا كامـ ً‬ ‫ا حالــه كحــال أي موظــف مثبــت ‪..‬‬ ‫وممــا يثيــر الغضــب فعــا ان مــا تفعلــه المؤسســة هــو غيــر‬ ‫قانونــي مطلقــا ومــا يثيــر الغضــب اكثــر هــو ان الخريــج ال يتذمــر‬ ‫وال حتــى يســتطيع الشــكوى خوفــا مــن حرمانــه مــن الوظيفــة‬ ‫التــي ســتوفرها لــه المؤسســة بعــد كل هــذا العنــاء ‪..‬‬ ‫تنقضــي ســنوات التطــوع بحلوهــا ومرهــا ‪ ..‬والخريــج قــدم كل مــا‬ ‫تحتويــه جعبتــه مــن خبــرة ومنفعــة للشــركة وهــوا ينتظــر يشــغف‬

‫فرصــة العمــل التــي وعدتــه بهــا المؤسســة ‪..‬‬ ‫ثــم ينتظــر ســنوات اخــرى للحصــول علــى عقــد بطالــه يمكنــه مــن‬ ‫توفيــر مصــروف يومــه ‪..‬‬ ‫فــإذا مــا حســبنا تلــك الســنوات التــي ضاعــت مــن عمــر ذلــك‬ ‫الشــاب نجــد بأنــه قضــى ‪ 16‬عامــا فــي التعليــم وعاميــن فــي‬ ‫التدريــب و ‪ 4‬اعــوام اخريــن فــي التطــوع باإلضافــة الــى ‪ 4‬اعــوام‬ ‫اخــرى يعمــل فيهــا فــي عقــود البطالــة ‪ ،‬فيصبــح مجمــوع الســنوات‬ ‫‪ 26‬عامــا فيصــدم الشــاب حينهــا بأنــه تجــاوز ال ‪ 30‬عامــا مــن‬ ‫عمــره دون انجــاز يذكــر ‪..‬‬ ‫ويستغرب البعض من ازدياد حاالت االنتحار في قطاع غزة ‪..‬‬

‫السجـــون االفتراضيـة‬

‫بقلم‪ :‬عمر النونو‬ ‫عجبــا ألمرنــا اليــوم!! نضــع أنفســنا فــي أقفــاص‪ ،‬مــا بالــك عزيــزي‬ ‫القــارئ‪ ،‬ألــم تضــع نفســك فــي قفــص يومــا؟؟ نعــم ال تســأل‬ ‫نفســك كثيــرا‪ ،‬ســأجيب عليــك‪.‬‬ ‫قــل لــي مــا هــو الشــيء الــذي ال تســتغني عنــه كل يــوم؟ نعــم‬ ‫هــا انــت عرفــت االن مــا هــو قفصــك‪ ،‬تقضــي فيــه ســاعات طــوال‬ ‫يوميــا وانــت ال تــدري‪ ،‬لدرجــة ان الواحــد منــا ال يســتطيع مفارقــة‬ ‫قفصــه‪ ،‬يأخــذه الــى كل مــكان فــي العمــل او الجامعــة او حتــى‬ ‫دورة الميــاه‪.‬‬ ‫أصبحنــا كالمدمنيــن علــى هــذه المخــدرات‪ ،‬هــا انــت تتســاءل‬

‫مجــددا وتقــول لــي عرفــت ان األولــى هــي هاتفــي المحمــول ولكــن‬ ‫الثانيــة ال لــم اعرفهــا‪ .‬حســنا ســأجيبك هــذه المــرة بــدون ألغــاز‪،‬‬ ‫حتــى تظــل معــي دقيقــة أخــرى قبــل ان يســري مفعــول التواصــل‬ ‫االجتماعــي فيــك‪ ،‬نعــم هــذا هــي مخدراتــك‪ ،‬بــل هــي اشــد وطئــه‬ ‫مــن المخــدرات نفســها‬ ‫أدمننــا علــى تلــك المواقــع التــي تســمى بالتواصــل االجتماعــي‬ ‫لكنــي اراهــا انحــاال اجتماعيــا‪ ،‬ألنهــا تفــكك أكثــر ممــا تربــط‪،‬‬ ‫تجلــس بالســاعات دون ملــل تدمــن هــذه االجتماعيــات التــي‬ ‫تمتــص الوقــت امتصاصــا‪ ،‬فــي حيــن لــو قــرأت كتابــا مفيــدا تمــل‬

‫مــن اول صفحتيــن وتعــود الــى ادمانــك‪.‬‬ ‫تخاطــب شــخصا يتصفــح تلــك المواقــع فتحســبه فقــد الحيــاة ال‬ ‫يــرد عليــك وبعــد ‪ 5‬دقائــق يقولــه لــك ايــه هــل قلــت شــيئا‪.‬‬ ‫متــى ســتنهي اقامتــك فــي هــذا القفــص؟ متــى ســتحل مشــكلة‬ ‫ادمانــك؟ الوقــت ينفــذ‪ ،‬والعمــر قصيــر‪ ،‬ففــي زمننــا يشــيع‬ ‫االب ابنــه‪ ،‬والجــد حفيــده‪ ،‬اســتغل وقتــك جيــدا‪ ،‬كــن متواصــا‬ ‫اجتماعيــا علــى ارض الواقــع ال االفتراضــي‪ ،‬ازرع شــيئا جيــدا‪ ،‬حتــى‬ ‫تــأكل ثمــار النجــاح‪ ،‬هيــا اكســر معــي ســجنك وانطلــق الــى العالــم‪،‬‬ ‫واجعلهــم يــرون روعتــك فــي كل مــكان‪.‬‬

‫اإلعــام الفلســطيني والحذر من الســقوط‬

‫بقلم‪ :‬منية الشرفا‬

‫حالــة مــن الفوضــى وعــدم الدقــة يعيشــها اإلعــام الفلســطيني‬ ‫المســتخدم لوســائل التواصــل االجتماعــي وتحديــدًا «فيســبوك»‬ ‫الــذي يعتبــر المصــدر األول للجمهــور فــي الحصــول علــى األخبــار‬ ‫بســبب انتشــارها بيــن أوســاط المجتمــع المختلفــة وبســهولة‬ ‫كبيــرة وذلــك عبــر الهواتــف الذكيــة‪.‬‬ ‫انتشــرت عبــر منصــة «فيســبوك» فــي الســاحة اإلعالميــة المحليــة‬ ‫الفلســطينية صفحــات إعالميــة يمنحهــا هــذا الموقــع لمــن‬ ‫يريــد بالمجــان دون إعطــاء اعتبــار للمهنيــة أو موضوعيــة مــن‬ ‫قبــل أصحــاب تلــك الصفحــات الــذي هــم غالبــاً غيــر مــا يكونــوا‬ ‫مختصيــن باألســاس‪.‬‬

‫ال تغضـــب فتنـــدم‬

‫بقلم‪ :‬أدهم الداية‬ ‫كثيــرًا مــا نشــتكي فــي حياتنــا مــن شــريحة معينــة مــن النــاس‬ ‫يتملكهــا الغضــب ويتحكــم فــي أفعالهــا وتصّفاتهــا‪ ،‬ويعتبــر‬ ‫الغضــب حالــة تعبيــر عــن مشــاعر إنســانية كامنــة اتجــاه مواقــف‬ ‫ـل معيــن يتســم‬ ‫معينــة تســتثير اإلنســان وتحفــزه للقيــام بــرّ فعـ ٍ‬ ‫بالشــدة ‪.‬‬ ‫وغالبًــا مــا ينتــج عــن الغضــب نتائــج ســلبية تــؤدي إلــي النــدم‬ ‫الشــديد علــى فعــل شــيئاً مــا‪ ،‬إن أســباب الغضــب بــا شــك كثيــرة‪،‬‬ ‫فاإلنســان قــد يغضــب بســبب اعتــداء أحــد مــن النّــاس عليــه‬ ‫بالســب أو الضــرب أو اإليــذاء‪ ،‬وقــد يغضــب اإلنســان بســبب رؤيتــه‬

‫بقلم‪ :‬روان حميد‬

‫تأكيــداً علــى ذلــك فإننــا نجــد ان اغلــب الصفحــات اإلعالميــة‬ ‫المنتشــرة عبــر اإلعــام الفلســطيني ال تلتــزم بالموضوعيــة مــن‬ ‫خــال النشــر ممــا أفقدهــا مصداقيتهــا لــدى كثيــر مــن الجماهيــر‪.‬‬ ‫وأصبــح المعيــار األول لتلــك الصفحــات هــو الســرعة دون التأكيــد‬ ‫مــن مصداقيــة األخبــار‪ ،‬وهــو مــا تــرك حالــة مــن الفوضــى لــدى‬ ‫الجمهــور الفلســطيني وســاهم فــي نشــر االشــاعات التــي أصبحــت‬ ‫اليــوم عام ـ ً‬ ‫ا مهــدد لبنــاء المجتمــع وتماســكه‪.‬‬ ‫بالنظــر الــي ابجديــات العمــل المهنــي اإلعالمــي فإننــا نــرى‬ ‫أن هــذه الصفحــات قــد خرجــت عــن اخالقيــات ممارســة مهنــه‬ ‫االعــام وخالفــت القوانيــن الفلســطينية المنصــوص عليهــا فــي‬

‫قانــون المطبوعــات ووســائل االعــام ممــا يجعــل خطــوة المكتــب‬ ‫اإلعالمــي فــي متابعــة النشــر اإلخبــاري عبــر مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي هــي خطــوة مقبولــة ومرحــبٌ بهــا بــل ومتأخــرة‬ ‫مــن اجــل ضبــط الحالــة اإلعالميــة عبــر منصــات مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي وخاصــه تلــك التــي تعمــل دون أي معاييــر مهنيــة او‬ ‫اداريــه او قانونيــه‪.‬‬ ‫اإلعالميــون الفلســطينيون فــي مختلــف مواقــع عملهــم مطالبيــن‬ ‫ايض ـاً التوافــق علــى ميثــاق شــرف يعيــد لمهنــه االعــام مكانتهــا‬ ‫واعتبارهــا باعتبارهــا الســلطة الرابعــة فــي واقــع ملــيء بالتحديــات‬ ‫داخليــا وخارجيــا‪.‬‬

‫موقــف معيــن ال يرضــاه كمــن يشــاهد أحــد مــن النّــاس يعتــدي‬ ‫علــى بيتــه برمــي الحجــارة أو رمــي القمامــة أو إغــاق ّ‬ ‫الطريــق وغيــر‬ ‫ذلــك الكثيــر مــن الســلوكيات التــي تثيــر فــي اإلنســان مشــاعر‬ ‫الغضــب ‪.‬‬ ‫ومــن الطــرق التــي تعييــن اإلنســان علــى التّخلــص مــن مشــاعر‬ ‫الغضــب نذكــر منهــا‪ :‬التخلق بأخــاق اإلســام والتوجيهــات النبوية‬ ‫فــي ذلــك‪( ،‬فقــد جــاء مــرة رجــل إلــى النبــي عليــه الصــاة والســام‬ ‫وقــال لــه أوصنــي يــا رســول اهلل فقــال لــه‪ « :‬ال تغضــب» وكرّرهــا‬ ‫ثال ًثــا)‪ .‬كمــا أرشــد النبــي الكريــم أمّتــه إلــى اللجــوء للوضــوء كعــاج‬

‫لحالــة الغضــب‪ ،‬إذ أن الغضــب مــن الشــيطان‪ ،‬والشــيطان خلــق من‬ ‫نــار‪ ،‬والنّــار ال يطفئهــا إال المــاء‪ ،‬وكذلــك توجيهــات نبويّــة فــي أن‬ ‫يجلــس الغاضــب إذا كان واق ًفــا‪ ،‬ويضطجــع إذا كان جالسًــا حيــث‬ ‫تؤثــر تلــك الحــركات علــى حالتــه وتمنحــه الســكون والراحــة التــي‬ ‫تخلصــه مــن مشــاعر الغضــب الســلبية ‪.‬‬ ‫وأخيــرًا أن يتذكــر أجــر كاظــم الغيــظ عنــد اهلل ســبحانه وتعالــى‪،‬‬ ‫فقــد وصــف جــل وعــا المتقيــن بأنهــم يغفــرون إذا غضبــوا بقولــه‬ ‫تعالــى‪( :‬وإذا ماغضبــوا هــم يغفــرون) أن يتخيــل اإلنســان الحالــة‬ ‫التــي يكــون عليهــا بعــد ســكون غضبــه مــن نــدم علــى ذلــك‪.‬‬

‫العــزوف والعنوســة والمجتمع‬

‫أنــت مــا تزوجــت لهــا؟ الــي زيــك زمــان تــزوج! ربنــا يســعدك‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫جمــل متكــررة‪ ،‬دائمــاً مــا تُلقــى علــى مــن تعثــر حظــهُ بحجــر‬ ‫الــزواج‪ ،‬فتتــرك ورائهــا جرحــاً ال يشــعر بــه إال صاحبــهُ‪.‬‬ ‫والســبب واحــد‪ ..‬غــا ُء المهــور‪ ،‬إن شــبابنا العازفيــن والممتنعيــن‬ ‫عــن الــزواج ليــس لعــدم اقتناعهــم بالفكــرة بعــد وال ألن الوقــت‬ ‫المناســب لــم يــأت بعــد!‬ ‫جــاء الوقــت المناســب ودعــس قطــار الــزواج بــل وفاتهــم أميــا ًال‬ ‫ُ‬ ‫وتأخــذ‬ ‫ربمــا يلحقــون بــه يومــاً أو ال‪ ،‬تمــرُ أعمارهــم أمامهــم‬ ‫معهــا أقصــى أحالمهــم بــل وحقوقهــم‪.‬‬ ‫ربمــا جميعنــا يعــرف الجــدار العــازل األكبــر لشــبابنا وانخفــاض‬ ‫نســبة الــزواج! لــم تختلــف صدمــة أي شــاب عــن غيــره مــن‬

‫ُ‬ ‫والنتيجــة‬ ‫الشــباب فــي مهــور الفتيــات التــي يتقدمــون لهــن‪،‬‬ ‫ألجــل غيــر مســمى!!‬ ‫عزوفهــم عــن الــزواج‬ ‫كانــت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نحــنُ الذيــن تناســينا قــول الرســول ‪-‬صــل اهلل عليــه وســلم‪: -‬‬ ‫«أقلهــن مهــوراً أكثرهــم بركــة» وبتنــا نتغنــى بجملــة واحــدة‬ ‫نرددهــا فــي كل مــرة «كل مــا غلــي المهــر كل مــا زاد قــدر البنــت»‬ ‫تكلفنــا بعاداتنــا كثيــراً وتناســينا بسـ َ‬ ‫ـاطة أجدادنــا التــي كثيــراً مــا‬ ‫ســمعنا عنهــا حتــى كانــت النتيجـ ُ‬ ‫ـة علينــا ال لنــا!!‬ ‫بتنــا معقديــن محصوريــن داخــل دائــرة تخنقنــا وتشــدُ علــى‬ ‫رقابنــا بتكلــف األهالــي فــي طلباتهــم ظن ـاً أنهــا ســتزيد ســعادة‬ ‫بناتهــم لكنّــا إذا مــا تفكرنــا قلي ـ ً‬ ‫ا نعلــم أن ســعادة بناتنــا ليــس‬ ‫بالتكلــف والضغــط علــى شــبابنا والضحيـ ُ‬ ‫ـة دائم ـاً مــا تكــون هــم‬

‫شــبابنا وبناتنــا!! دعونــا نفكــر قليـ ً‬ ‫ا‪ ،‬نهــون عليهــم ونضــع حجــرة‬ ‫الظــروف القاتلــة فــي عقولنــا! لــن تنقــص أعمارنــا‪ ،‬لــن تســودَ‬ ‫وجوهنــا‪ ،‬ولــن نخســرَ شــيئاً إن كنــا ضــد الظــروف ووضعنــا فــي‬ ‫أولوياتنــا ســعادة بناتنــا والتخفيــف عــن شــبابنا ‪.‬‬ ‫غــاء المهــور كانــت الســهم األول الرتفــاع نســبة العنوســة فــي‬ ‫بالدنــا واطــاق الجملــة الســاخرة «خللهــا يــا خــال»‪.‬‬ ‫ونبقــى نــدور فــي ذات الدائــرة متســائلين حــول األســباب الكامنــة‬ ‫لغــاء المهــور لكننــا نجــدُ أنهــا كثيــراً مــا تُصــب فــي تشــدد‬ ‫األهالــي للعــادات الرثــة الباليــة التــي أوجدوهــا وهــذا مــا سـ ُ‬ ‫ـيجعل‬ ‫كارثتنــا تــزداد فــي ظــل اشــتداد حبــل المشــنقة حــول أعنــاق‬ ‫شــبابنا‪.‬‬

‫نتكا فل‬ ‫لنتراحم‬ ‫بقلم‪ :‬عبد اهلل السرحي‬ ‫فــي ظــل المعانــاة المتواصلــة التــي‬ ‫تضــرب اطنابهــا فــي ارجــاء الوطــن‪،‬‬ ‫مــع اســتمرار الحصــار الظالــم‬ ‫والعقوبــات الجائــرة مــن البعيــد‬ ‫والقريــب‪ ،‬يبــرز التكافــل االجتماعــي‬ ‫والعمــل علــى تعزيــزه وتطويــر‬ ‫اســاليبه كطــوق نجــاة‪ ،‬ومعــول هــدم‬ ‫لجــدران هــذا الحصــار‪ ،‬بــل يبــدو هــذا‬ ‫التكافــل مشــعال ينيــر دروب الفقــراء‬ ‫والمحروميــن فــي حلكــة هــذا الظلــم‬ ‫ا لمتو ا صــل ‪.‬‬ ‫والتكافــل الــذي نتحــدث عنــه ونقصــده‬ ‫هــو أن يكــون أفــراد المجتمع مشــاركين‬ ‫فــي المحافظــة علــى المصالــح العامــة‬ ‫والخاصــة ودفــع المفاســد واألضــرار‬ ‫الماديــة والمعنويــة بحيــث يشــعر كل‬ ‫فــرد بــأن عليــه واجبــات لألخريــن كمــا‬ ‫لــه حقــوق‪.‬‬ ‫واهتــم اإلســام ببنــاء المجتمــع‬ ‫المتكامــل ليكــون مجتمعــاً قويــاً قــادر اً‬ ‫علــى مواجهــة التحديــات كافــة‪ ،‬كمــا‬ ‫أن التكافــل فــي بعــده الروحــي أرقــى‬ ‫مــن التعــاون والتكاتــف والمــؤازرة‬ ‫والمســاعدة التــي ينتظــر المــرء مــن‬ ‫األخــر وقوفــه الــى جانبــه بالمقابــل‪،‬‬ ‫بــل هــو عــون ينطلــق مــن بعــدً روحــي‬ ‫ال ينشــد ســوى الرحمــة اإللهيــة ومــن‬ ‫صفــاء نفــس ال يتوســم ســوى القــرب‬ ‫مــن اهلل تعالــى‪ ،‬حيــث قــال تعالــى‪:‬‬ ‫«يــا أيهــا النــاس إنــا خلقناكــم مــن‬ ‫ذكــر وأنثــى وجعلناكــم شــعوباً وقبائــل‬ ‫لتعارفــوا إن أكرمكــم عنــد اهلل أتقاكــم‬ ‫إن اهلل عليــم خبيــر»‪.‬‬ ‫والتكافــل يــدرج ليشــمل اإلنســانية‬ ‫جمعــاء حيــث يبــدأ اإلنســان المســلم‬ ‫بدائرتــه الذاتيــة ثــم دائرتــه األســرية‬ ‫ثــم محيطــة االجتماعــي ثــم الــى‬ ‫تكافــل المجتمعــات األخــرى‪.‬‬ ‫فعلــى الرغــم مــن أن االحصائيــات‬ ‫تشــير إلــى معطيــات تعبــر عــن فداحــة‬ ‫األوضــاع فــي القطــاع كنســبة العائــات‬ ‫التــي تعيــش علــى المســاعدات‬ ‫اإلغاثيــة والتــي وصلــت إلــى أكثــر‬ ‫مــن ‪ %80‬ونســبة البطالــة التــي‬ ‫تقــدر بـــ ‪ %47‬وبنســبة فقــر تصــل‬ ‫الــى ‪( %65‬بحســب اخــر االحصائيــات‬ ‫الصــادرة عــن المركــز الفلســطيني‬ ‫لحقــوق االنســان للعــام الماضــي)‪ ،‬إال‬ ‫أن األرقــام بمجملهــا تبقــى صمــاء‬ ‫ال تعبــر عــن عمــق المأســاة ذات‬ ‫األوجــه واالنعكاســات المختلفــة علــى‬ ‫المجتمــع الغــزي‪ ،‬والتــي ال يمكــن‬ ‫مواجهتهــا بالمســاعدات فقــط وانمــا‬ ‫هــي الحاجــة إلــى التكافــل االجتماعــي‬ ‫بأســاليبه وأوجهــه المختلفــة ومــن‬ ‫ا لجميــع ‪.‬‬ ‫حيــث أن التكافــل االجتماعــي هــو‬ ‫الوجــه االخــر للعدالــة االجتماعيــة‬ ‫فاالثنــان يكمــان دور اً واحــد اً يتعلــق‬ ‫بالمحافظــة علــى اتــزان المجتمــع‬ ‫واســتقراره فاألخــذ مــن األغنيــاء‬ ‫إلعطــاء الفقــراء يزيــل الحقــد والغــل‬ ‫مــن النفــوس ويدفــع الفقــراء‬ ‫لإلحســاس بأهميــة وجــود عنصــر‬ ‫األثريــاء فــي المجتمــع‪ ،‬كمــا أنــه‬ ‫يشــعر األغنيــاء بــأن لهــم دور اً مهمــاً‬ ‫فــي جعــل حيــاه االخريــن أكثــر ســعادة‬ ‫ويســر وســرور‪.‬‬ ‫وختامــاً قــد دعــت جميــع الشــرائع‬ ‫الســماوية اإلنســان إلــى التضامــن‬ ‫مــع أخيــه وترســيخ مبــدأ التكافــل‬ ‫فــي المجتمــع اإلنســاني‪ ،‬وقــد فرضــت‬ ‫كذلــك العقوبــات علــى الخارجيــن عــن‬ ‫القانــون مــن أجــل تحقيــق الســلم‬ ‫المجتمعــي واعتبــرت أنــه علــى الفــرد‬ ‫واجبــات نحــو المجتمــع كمــا لــه حقــوق‬ ‫عليــه‪.‬‬


‫الأخرية‬

‫‪25‬‬

‫«مــا وراء المعرفة»‬ ‫‪ ..‬التفكيــر فــي‬ ‫التفكيــر!‬ ‫كورونا‬ ‫بقلم‪ /‬سامي عكيلة‪:‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫واملحرر املسئول‬

‫كيف استفادوا من‬ ‫كورونا؟‪«..‬أمازون» نموذجاً‬

‫«نكات» حول‬ ‫العالم عن «كورونا»‬

‫وكاالت‪:‬‬ ‫أعلنــت شــركة أمــازون‪ ،‬أنهــا ّ‬ ‫وظفــت ‪ 100‬ألــف شــخص إضافــي فــي الواليــات المتحــدة‬ ‫خــال شــهر ابريــل مــن هــذا العــام‪ ،‬وأنهــا تعتــزم توظيــف ‪ 75‬ألف ـاً آخريــن «خــال هــذا‬ ‫الظــرف غيــر المســبوق» الناجــم عــن وبــاء كوفيــد‪.19-‬‬ ‫ويشــير هــذا اإلعــان مــن عمــاق التكنولوجيــا والبيــع بالتجزئــة إلــى مــدى ارتفــاع الطلــب‬ ‫عبــر اإلنترنــت مــع اضطــرار النــاس لمالزمــة منازلهــم نتيجــة فيــروس كورونــا‪.‬‬ ‫وهــذه الزيــادة فــي التوظيــف التــي امتــدّت إلــى شــركات أخــرى فــي قطــاع الطعــام والبيــع‬ ‫بالتجزئــة‪ ،‬تأتــي فــي خضــمّ تقاريــر عــن تحــول ‪ 17‬مليــون موظــف إلــى حالــة البطالــة‬ ‫خــال شــهر مــارس الماضــي فــي الواليــات المتحــدة‪.‬‬ ‫وقالــت أمــازون فــي بيــان علــى موقعهــا «نحــن فخــورون اليــوم بإعــان أننــا وفينــا بتعهّدنــا‬ ‫اســتحداث ‪ 100‬ألــف وظيفــة‪ ،‬ويعمــل الموظفــون الجــدد فــي مواقــع بأنحــاء الواليــات‬ ‫المتحــدة ويســاعدون فــي خدمــة الزبائــن»‪.‬‬ ‫بدورهــا‪ ،‬أعلنــت شــركة وولمــارت نيتهــا توظيــف ‪ 150‬ألــف عامــل جديــد‪ ،‬فيمــا قالــت‬ ‫شــركة إنســتاكارت لخدمــات التوصيــل إنهــا تنــوي توظيــف ‪ 300‬ألــف عامــل متعاقــد‪.‬‬

‫الجزيرة‪:‬‬ ‫ال خــاف فــي أن المــزاج العــام ليــس مســاعدا علــى الضحــك‪ ،‬فــي ظــل جائحــة كورونــا‬ ‫«الصحيــة»‪ ،‬ولكــن هنــاك مســاحة للنكــت لــدى البعــض‪ ،‬ولقــد انتشــرت عــدة نكــت عبــر‬ ‫العالــم مــن أشــهرها‪:‬‬ ‫‪ -1‬اليابــان التــي أعلنــت أنهــا ســتبذل قصــارى جهدهــا للحفــاظ علــى األلعــاب األولمبيــة‬ ‫هــذا الصيــف‪ ،‬ربمــا تفكــر فــي إضافــة مســابقة جديــدة‪ ،‬إذ يقــف جميــع المنافســين وراء‬ ‫خــط‪ ،‬وعلــى الجانــب اآلخــر مــن الملعــب‪ ،‬يتحــرك رجــال يرتــدون زي رواد الفضــاء وهــم‬ ‫يحملــون أنابيــب اختبــار لمعرفــة المــدى الــذي يمكــن أن يصــل إليــه تطايــر البلغــم‪.‬‬ ‫‪ -2‬فــي وقــت نقضــي فيــه كل وقتنــا فــي غســل أيدينــا‪ ،‬يفــرك مصنعــو الصابــون الســائل‬ ‫أيديهــم‪ ،‬فــي كنايــة عــن ازدهــار صناعتهــم والربــح الوفيــر الــذي يحصلــون عليــه‪.‬‬ ‫‪ -3‬نكتــة قادمــة مــن إيطاليــا تقــول‪ :‬لمــاذا يعتبــر المتــرو فــي رومــا هــو المــكان األكثــر‬ ‫أمانــا لتجنــب الفيــروس؟ ألن وقــت االنتظــار أطــول مــن وقــت الحضانــة‪.‬‬ ‫‪ -4‬نكتــة أيضــا مــن إيطاليــا‪ ،‬إذ تقــول امــرأة إيطاليــة محجــورة صحيــا مــع أقاربهــا «إذا نجــا‬ ‫أطفالــي مــن المــرض‪ ،‬فأنــا مــن ســيقتلهم»‪.‬‬

‫ملاذا يجب شــراء البيض األبيض وليس البني؟‬ ‫سكاي نيوز‪:‬‬ ‫يحــث المزارعــون المســتهلكين علــى شــراء البيــض‬ ‫ذي القشــرة البيضــاء‪ ،‬الــذي يأتــي مــن الدجــاج األقــل‬ ‫عدوانيــة‪ ،‬وذلــك للحــد مــن الممارســة القاســية المتمثلــة‬ ‫فــي تشــذيب منقــار الدجــاج المنتــج للبيــض ذي القشــرة‬ ‫البنيــة‪ .‬ويشــجع أصحــاب مــزارع الدواجــن والبائعــون‬ ‫المتســوقين علــى «نبــذ» البيــض البنــي وعــدم شــرائه‬ ‫مطالبيــن إياهــم بالتوجــه نحــو شــراء البيــض األبيــض‪،‬‬

‫فــي دعــوة يبــدو أنهــا محاولــة مــن المزارعيــن لمــا يمكــن‬ ‫أن يوصــف بـ»إعــادة تغليــف» ممارســاتهم القاســية تجــاه‬ ‫نــوع مــن الدجــاج باعتبــار ذلــك مســؤولية المســتهلكين‪.‬‬ ‫ووفقــا للمعلومــات‪ ،‬فإنــه يبــدو أن الســاالت التــي تنتــج‬ ‫بيضــا بنيــا عــادة مــا تكــون أكثــر عدوانيــة تجــاه بعضهــا‬ ‫البعــض‪ ،‬لذلــك تجــري لهــا عمليــة تشــذيب للمنقــار‬ ‫بواســطة األشــعة تحــت الحمــراء‪ ،‬وهــي العمليــة التــي‬ ‫يُعتقــد أنهــا مؤلمــة للغايــة لتلــك الســالة مــن الدجــاج‪.‬‬

‫الآراء الواردة يف ال�صحيفة ال تعرب بال�ضرورة عن ر�أي الكلية اجلامعية‬ ‫ن�سعد مبالحظاتكم على ‪pr@ucas.edu.ps‬‬

‫وفــي المقابــل فــإن الدجــاج األبيــض يعــد مســالما تمامــا‪،‬‬ ‫وبالتالــي هنــاك «قســوة أقــل» فــي الحصــول علــى البيــض‬ ‫األبيــض‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن أســباب عدائيــة الدجــاج المنتــج‬ ‫للبيــض البنــي غيــر واضحــة‪ ،‬والعدوانيــة لديهــا قــد ال‬ ‫تكــون فطريــة‪ ،‬بــل قــد يكــون األمــر متعلــق بظــروف‬ ‫وجودهــا وعيشــها فــي تلــك المــزارع وعلــى خــط اإلنتــاج‬ ‫المزدحــم‪ ،‬إذ يعتقــد بعــض الخبــراء أن هــذه الظــروف قــد‬ ‫تجعلهــا عدوانيــة إلــى حــد القتــل‪.‬‬

‫لــم يَعُــد مقبـ ً‬ ‫ـول أن يقتصــر دور المحاضــر الجامعــي علــى تقديــم حلــول‬ ‫للمشــكالت‪ ،‬والمســائل‪ ،‬والقضايــا؛ بــل ولــم يعــد كافيًــا أن يقتصــر دوره‬ ‫علــى دفــع الطلبــة للتفكيــر فــي الحــل؛ ألن دورًا أرقــى ينتظــر المعلــم‬ ‫والمتعلــم‪ ،‬ويُعــدُّ نتاجًــا لعمليــة التع ّلــم الفعــال‪ ،‬وهــو تصميــم طريقــة‬ ‫التفكيــر الموصلــة للحلــول‪ ،‬وتمكيــن الطلبــة مــن المشــاركة فــي تصميــم‬ ‫تلــك الطــرق‪ ،‬وتحفيزيهــم للتفكيــر فــي التفكيــر ‪Thinking about‬‬ ‫‪.thinking‬‬ ‫ّ‬ ‫إن مــن أعلــى مســتويات التفكيــر‪ ،‬أن يُفكــر اإلنســان فــي تفكيــره‪ ،‬بمعنــى‬ ‫ِّ‬ ‫ـكل مســتمر‪،‬‬ ‫أن يُخطــط ويُراقــب ويقــوّم تفكيــره فــي حــل المشــكالت بشـ ٍ‬ ‫وهــو مــا يُعــرف بنظريــة «مــا وراء المعرفــة» ‪. Metacognition‬‬ ‫الصناعة‬ ‫والتع ّلــم المعتمــد علــى «مــا وراء المعرفــة»‪ ،‬ال يقبــل بمســتوى «أن تطعمني‬ ‫ســمكة»‪ ،‬وال حتــى بمســتوى «أن تعطنــي صنــارة»!‪ ،‬بــل بمســتوى «علمنــي‬ ‫كيــف أصنــع الصنــارة»‪ ،‬وهــي مرحلــة متقدمــة فــي اإلدراك‪ ،‬ال تتيــح للمتعلم‬ ‫فقــط امتــاك أدوات التع ّلــم؛ بــل أيضًــا تعلــم كيفيــة امتــاك تلــك األدوات‬ ‫لتصبــح ملكــه‪ ،‬وتســاعده علــى الوصــول لحلــول لمشــاكل علميــة مشــابهه‪.‬‬ ‫النشأة‬ ‫وقــد يكــون مفاج ًئــا للقــارئ العربــي والمحلــي الفلســطيني أن مفهــوم‬ ‫«مــا وراء المعرفــة» ظهــر عــام ‪1976‬م‪ ،‬علــى يــد ( (‪ ،Flavell‬كواحــدة‬ ‫مــن التكوينــات النظريــة المعرفيــة المهمّــة فــي علــم النفــس المعاصــر‪،‬‬ ‫ولقِيَــت اهتمامًــا ملموسًــا علــى المســتويين‪ :‬النظــري ‪Theoretically‬‬ ‫والتجريبــي ‪ ، Empirically‬وتوصَّــل مــن خــال هــذه التطبيقــات إلــى‬ ‫األهميــة البالغــة لــدور ٍّ‬ ‫كل مــن المعرفــة‪ ،‬ومــا وراء المعرفــة فــي التع ّلــم‬ ‫الفعــال‪.‬‬ ‫املهارات‬ ‫وتتمثــل مهــارات «مــا وراء المعرفــة» فــي‪ :‬التخطيــط‪ ،‬والمراقبــة والرصــد‪،‬‬ ‫والتقييــم‪ ،‬ويشــير ‪ ))Flavell‬أن تعلــم مهــارات مــا وراء المعرفــة تمــر‬ ‫بالمراحــل األربعــة التاليــة‪:‬‬ ‫االسرتاتيجيات‬ ‫ليــس هنــاك اســتراتيجيات خاصــة بنظريــة «مــا وراء المعرفــة»‪ ،‬حيــث إنهــا‬ ‫تعتمــد علــى اســتراتيجيات التع ّلــم الفعــال أساسًــا‪ ،‬والتــي منهــا علــى ســبيل‬ ‫المثــال وليــس الحصــر‪ :‬العصــف الذهنــي‪ ،‬خرائــط المفاهيــم‪ ،‬التســاؤل‬ ‫عــال‪ ،‬التعليــم التعاونــي ‪..‬الــخ؛ لكــن مــا وراء‬ ‫الذاتــي‪ ،‬التفكيــر بصــوت ٍ‬ ‫التع ّلــم ال يســتخدم تلــك االســتراتيجيات فــي الوصــول للمعلومــات؛ إنمــا‬ ‫فــي جعــل الطالــب‪/‬ة يُفكــر فــي تفكيــره‪ ،‬بمعنــى آخــر فــي التفكيــر بطــرق‬ ‫الوصــول للحــل‪.‬‬ ‫إن نظريــة «مــا وراء المعرفــة» تتعــدى عمليــات التفكيــر األساســية‪ :‬المعرفة‬ ‫واالســتدعاء‪ ،‬والمالحظــة‪ ،‬والمقارنــة‪ ،‬والتصنيــف‪ ،‬والتلخيــص‪ ،‬والتقييــم‪،‬‬ ‫وكذلــك تتعــدى عمليــات التفكيــر المركبــة‪ :‬حــل المشــكالت‪ ،‬واتخــاذ‬ ‫القــرار‪ ،‬والتفكيــر االبداعــي‪ ،‬والتفكيــر الناقــد‪ ،‬حيــث إنهــا تســتخدمهم‬ ‫جميعًــا فــي الوصــول إلــى مرحلــة «مــا بعــد المعرفــة»‪ ،‬وهــي عمليــة إعــداد‬ ‫نمــوذج التفكيــر للوصــول لحــل المشــكلة والمشــكالت المشــابهة لهــا فــي‬ ‫المســتقبل‪ ،‬أي هــي عمليــة التفكيــر فــي التفكيــر‪.‬‬ ‫من الباب للباب‬ ‫وهنــاك ضــرورة إلشــراك البيئــة المحيطــة بالطالــب‪/‬ة فــي عمليــة التحفيــز‬ ‫علــى «مــا وراء المعرفــة»‪ ،‬وذلــك مــن خــال اســتراتيجية «مــن البــاب‬ ‫للبــاب»‪ ،‬أي اإلحاطــة بالطالــب‪/‬ة مــن كل الجوانــب بدعــوات التفكيــر‪،‬‬ ‫وباألســئلة المســتفزة للتفكيــر بشــأن طــرق التفكيــر‪ ،‬مثــل‪« :‬مــا هدفــك؟»‪،‬‬ ‫«هــل مــا تقــوم بــه يعمل بشــكل صحيــح؟»‪ ،‬وعناصــر البيئــة في المؤسّســة‬ ‫األكاديميــة التــي يمكــن أن تشــارك فــي ذلــك‪:‬‬ ‫ اللوحــات الجداريــة الورقيــة وااللكترونيــة فــي القاعــات‪ ،‬وصــاالت االنتظار‪،‬‬‫والموقــع االلكترونــي‪ ،‬واإلعــام االجتماعــي للمؤسّســة‪ ،‬والخطــاب الشــفهي‬ ‫الموجــه مــن قبــل المؤسّســة‬ ‫إن نجــاح نظريــة «مــا وراء المعرفــة» بوجهــة نظــري يعتمــد علــى قــدرة‬ ‫المؤسســة التعليميــة ســواء كانــت جامعيــة أو غيــر ذلــك‪ ،‬علــى جعلهــا‬ ‫أســلوب حيــاة لــدى المعلــم والطلبــة‪ ،‬بحيــث تصبــح حــوارًا يوميًــا مســتمرًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وشــاملة‬ ‫متكاملــة‬ ‫بيئــة‬ ‫لتعزيــز التفكيــر فــي التفكيــر‪ ،‬وهــو مــا ســيخلق‬ ‫ومســتمر ًة لفلســفة «مــا وراء المعرفــة»‪.‬‬

‫رئيس التحرير والمحرر المسئول‬

‫سكرتير التحرير‬

‫هيئة التحرير واإلخراج‬

‫سامي عبد الرؤوف عكيلة‬

‫فادي روحي أحمد‬

‫طلبة اإلعالم وتكنولوجيا االتصال‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.