العـدد "مـئتـــان وتسعة وثلاثون " من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمــــة العدد‬ ‫إلى أين يلجأ الكورد والسنة؟!‬ ‫إذا ل ــم يت ــم من ــع الفس ــاد ف ــإن إس ــتمراره حتم ــي‪ ،‬ف ــي الس ــنوات الت ــي واج ــه فيه ــا‬ ‫ـي الم ــوت والكف ــاح واآلالم كان س ــقوط الدكتات ــور فق ــط بلس ــما‬ ‫الش ــعب العراق ـ ُّ‬ ‫لجراحــه لبرهــة قصيــرة‪ .‬ان التخلــص مــن اســوأ واصعــب ســنوات القتــل والتعــدي‬

‫في هــذا العدد‬

‫صاحب االمتياز‬

‫كان بحاج ــة ال ــى ترس ــيخ الحري ــة والعدال ــة للتخل ــص م ــن الكوابي ــس‪ ،‬و الع ــراق م ــن‬

‫‪16‬‬

‫اج ــل بن ــاء نظ ــام ع ــادل وعص ــري كان بحاج ــة ال ــى الدخ ــول ال ــى العملي ــة االنتخابي ــة‪،‬‬ ‫ولك ــن م ــا ال ــذي جنين ــاه م ــن االنتخاب ــات غي ــر الي ــأس؟‬

‫«نوستراداموس»‬ ‫الكورد‪..‬‬

‫ل ــم يتعل ــم ه ــذا الش ــعب ال ــدروس والعب ــر م ــن التاري ــخ وال يفه ــم وقائ ــع العال ــم‬ ‫المعاص ــر‪ ،‬إل ــى الح ــد ال ــذي ُيش ـ ِّـكل في ــه الوض ــع الحال ــي بيئ ــة مناس ــبة للتط ــرف‬

‫عندمــا «تنبأ» شــاعر‬ ‫قبل خمســة قرون‬ ‫«مصيــر» بغداد‬ ‫وإيران‬

‫واستشـــراء الفســـاد‪ .‬وبســـبب أن تشـــرذم البيـــت الشـــيعي والكـــوردي والســـني‬ ‫الـــى أبعـــد الحـــدود‪ ،‬فـــإن التوافـــق الـــذي اســـتندت اليـــه هـــذه المكونـــات الثالثـــة‬ ‫الرئيســـة فـــي العـــراق فـــي تشـــكيل الحكومـــة تضـــاءل بســـرعة ســـابقة ألوانهـــا‪.‬‬ ‫وأظهــر الوضــع بوضــوح ان الكــورد والشــيعة والســنة حبيســو أفكارهــم وينقلــون‬ ‫مشــكالت عــدم انســجامهم الداخلــي إلــى الشــارع ومثلمــا تــم جلــب حــرب «داعــش»‬ ‫ال ــى داخ ــل أراض ــي ه ــذه الب ــاد بثم ــن باه ــظ كلفن ــا الدم ــار والخس ــائر الكب ــرى ف ــي‬ ‫المـــوارد البشـــرية واالقتصاديـــة ليعيـــش العالـــم الخارجـــي بســـام‪ ،‬يتـــم اليـــوم‬ ‫تكثيــف المســاعي لينصــب الكــورد مجلــس عــزاء لمــوت الفدراليــة ويستســلمون‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫حكاية الكورد الفيليين‬ ‫مع البنك المركزي العراقي‬

‫والمطل ــوب أ َّ‬ ‫ال يحف ــظ الق ــادة الس ــنة التقليدي ــون الت ــوازن لكي ــا يحظ ــى جيله ــم‬ ‫ُيج َب ــر الش ــيعة عل ــى اتب ــاع سياس ــة يدفع ــون ف ــي س ــبيلها أكب ــر ق ــدر م ــن الخس ــارة‬

‫‪20‬‬

‫فــي عامـــــها االول‪..‬‬

‫والســنة‪ ،‬والضغــط عليهمــا بــدال مــن النضــال مــن أجــل الديمقراطيــة والمســاواة‬ ‫كـــرد‬ ‫والعدالـــة األمـــر الـــذي قـــد يدفـــع هذيـــن المكونيـــن الـــى التفكيـــر باالنتفاضـــة‬ ‫ِّ‬ ‫فع ــل طبيع ــي‪.‬‬ ‫ب ــكل المعايي ــر ف ــإن ب ــادا مدم ــرة ه ــي م ــكان مناس ــب للصراع ــات والتقات ــل‪ .‬وعل ــى‬ ‫الرغ ــم م ــن أن ــه ُيق ــال أن الخصم ــاء ليس ــوا ف ــي وض ــع يتي ــح له ــم أن يق ــوم أحده ــم‬ ‫بمحـــو اآلخـــر‪ ،‬ولكـــن بإمكانهـــم االســـتمرار فـــي اذكاء نـــار الحقـــد والكراهيـــة فـــي‬ ‫المــكان الــذي حافظــت االمتيــازات الماليــة علــى بقــاء الوضــع فيــه عالقــا ويســوده‬ ‫الصم ــت‪.‬‬ ‫لــذا مــن المفتــرض أن نــرى هــذه الحقائــق كمــا هــي‪ .‬كل هــذا نتيجــة سياســة خلقــت‬ ‫ش ــعور ًا بالع ــدوان واالنقس ــام الوطن ــي ف ــي ارض تس ــودها المعتق ــات الحكومي ــة‬ ‫والمستشــفيات االهليــة‪.‬‬

‫‪68‬‬ ‫هل من أهمية لتدريس‬ ‫األخالقيات‬ ‫في المدارس والجامعات؟‬

‫‪74‬‬

‫عراقيــات ضحايــا االنتهاكات‬ ‫ضد‬ ‫فــي اليــوم العالمــي لمناهضــة العنف ّ‬ ‫المرأة‬

‫‪78‬‬

‫الــدوالر أم الدينار؟‬ ‫أزمــة الودائع والحــواالت والتصريف‬

‫‪104‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪239‬‬

‫السـنـة التاســعة عـشـر‬

‫تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪2023‬‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫في «سوران»‬

‫إن أكب ــر خط ــأ ارتكبت ــه الس ــلطة ف ــي بغ ــداد‪ ،‬ه ــي أنه ــا تق ــوم باالنتق ــام م ــن الك ــورد‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫رقم االعتماد في‬

‫‪))Vision‬‬ ‫(‪Vision Education‬‬ ‫( ‪Education‬‬

‫م ــن اج ــل احي ــاء المركزي ــة البالي ــة‪ ،‬وان يحافظ ــوا عل ــى الس ــلطة بمنط ــق الق ــوة‪.‬‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬ ‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬

‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫مشروع‬

‫الجدي ــد ب ــأي مس ــتقبل إال بالتبعي ــة ف ــي حياته ــم السياس ــية‪.‬‬

‫عل ــى الرغ ــم م ــن أن المصال ــح تع ــد موان ــع أم ــام تقات ــل الق ــوى المهيمن ــة‪ ،‬ولك ــن‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫جفــاف المصــادر ام جفــاف الضمائر‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫نيجيرفان بارزاني في االليزيه‪:‬‬

‫‪5‬‬

‫اللقاء بني الرئيس الفرنسي‬ ‫ايمانويل ماكرون ورئيس‬

‫لقاء الهواجس والقوة الدبلوماسية بزمن الحرب‬

‫اقليم كوردستان نيجريفان‬ ‫بارزاني في باريس ‪ ،‬ليس األول‬ ‫بني الرجلني‪ ،‬لكن توقيته‬ ‫والظروف االقليمية المحيطة‬ ‫فيه‪ ،‬تعطي هذه القمة بني‬ ‫الزعيمني‪ ،‬بعدا استثنائيا‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬

‫فــان يتــم إلغــاء – أو تأجيــل‪« -‬مؤمتــر بغــداد الثالــث»‬ ‫الــذي كان يتطلــب حضــور الرئيس الفرنــي اىل العاصمة‬ ‫العراقيــة‪ ،‬ثــم يتلقــى نيجريفــان بــارزاين دعــوة رســمية‬ ‫لزيــارة باريــس واللقــاء‪ ،‬بهــذا الشــكل املســتعجل‪،‬‬ ‫مباكــرون يف قــر االليزيــه‪ ،‬يعنــي أن لديهــا الكثــر‬ ‫مــا يجــب أن يقــال ويبحــث‪.‬‬ ‫ولطاملــا احتفظــت فرنســا تاريخيــا بعالقــات قويــة مــع‬ ‫الكــورد‪ ،‬ومــع اقليــم كوردســتان‪ ،‬لكــن قلــا كان هنــاك‬ ‫زعيــم كــوردي‪ ،‬يتمتــع مبثــل هــذا التواصــل العميــق‬ ‫وشــبه املســتمر مــع الرئيــس الفرنــي‪ ،‬مثلــا هــو حاليــا‬ ‫بــن نيجريفــان بــارزاين وماكــرون‪ ،‬ذلــك أن مــا ال يقــل‬ ‫عــن ‪ 6‬لقــاءات عقــدت بينهــا منــذ العــام ‪.2017‬‬ ‫وكانــت رئاســة اإلقليــم ذكــرت يف بيــان الخميــس أن‪،‬‬ ‫الرئيــس نيجريفــان بــارزاين الــذي وصــل الخميــس بالفعل‬ ‫اىل باريــس‪ ،‬ســيبحث الجمعــة خــال اجتامعــه مــع‬ ‫الرئيــس ماكــرون يف قــر اإلليزيــه العالقــات الفرنســية‬ ‫مــع العــراق وإقليــم كوردســتان وتطويــر التعــاون‬ ‫املشــرك‪ ،‬واألوضــاع يف الع ـراق واملنطقــة بشــكل عــام‪.‬‬ ‫وجــاء هــذا البيــان مــع إعــان مصــدر حكومــي عراقــي‬ ‫مطلــع‪ ،‬ملجلــة «فيــي»‪ ،‬ان الــدول املشــاركة يف «مؤمتــر‬

‫كــورديــــات‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫بغــداد الثالــث» طالبــت بتأجيــل عقــد‬ ‫املؤمتــر بســبب مــا يشــهده العـراق مــن‬ ‫أوضــاع غــر مســتقرة بســبب تصاعــد‬ ‫الهجــات ضــد القــوات االمريكيــة‬ ‫ومــع وجــود خشــية لتصعيــد هــذه‬ ‫الهجــات والــرد األمريــي عليهــا‪ ،‬ومــع‬ ‫التحذيــرات مــن قبــل بعــض الــدول‬ ‫مــن الســفر إىل العــراق»‪ ،‬مشــرا اىل ان‬ ‫تأجيــل املؤمتــر الثالــث‪ ،‬تــم حتــى إشــعار‬ ‫آخــر‪ ،‬ومل يتــم تحديــد أي موعــد جديــد‬ ‫لــه علــا بــأن تحديــد املوعــد ســيكون‬ ‫مرتبطــا باســتقرار األوضــاع وإيقــاف‬ ‫تصعيــد الفصائــل املســلحة ضــد القــوات‬ ‫االمريكيــة املتواجــدة بعــدد مــن‬ ‫القواعــد العســكرية العراقيــة‪.‬‬ ‫ولهــذا‪ ،‬يبــدو مــن البديهــي القــول‬ ‫ان تلبيــة بــارزاين دعــوة ماكــرون لــه‬ ‫رسيعــا‪ ،‬تعكــس املحاولــة الفرنســية‬ ‫للتأكيــد عــى اســتمرار اهتــام باريــس‬ ‫بعالقاتهــا العراقيــة والكورديــة‪ ،‬حتــى‬ ‫لــو تــم تأجيــل «مؤمتــر بغــداد»‪ ،‬وكــا‬ ‫يــأيت اللقــاء يف وقــت يحــاول فيــه رئيــس‬ ‫اإلقليــم تحقيــق التــوازن بــن الجهــات‬ ‫املتعارضــة مــن خــال الجهــات الفاعلــة‬ ‫فــوق اإلقليميــة والعكــس صحيــح‪.‬‬ ‫ومــن خــال تطويــر هــذه العالقــات‬ ‫مــع فرنســا‪ ،‬يســتطيع إقليــم كوردســتان‬ ‫تحقيــق عــدة أهــداف أو تجنــب عــدة‬ ‫تهديــدات‪.‬‬ ‫ويقــول مراقبــون ان اجتــاع االليزيــه‬ ‫اليــوم بــن الرئيــس الفرنــي والزعيــم‬ ‫الكــوردي‪ ،‬ســيتضمن تشــاورا حــول‬ ‫التطــورات املتســارعة الجاريــة يف‬ ‫العــراق‪ ،‬يف ظــل تداعيــات الحــرب‬ ‫بــن ارسائيــل وحركــة حــاس‪ ،‬والتــي‬ ‫تثــر مخــاوف متزايــدة مــن امتدادهــا‬ ‫إقليميــا‪ ،‬مبــا يطــال العــراق ايضــا‪.‬‬ ‫ومــن املعلــوم ان عــدة فصائــل وقيــادات‬ ‫عراقيــة‪ ،‬اعلنــت خــال االيــام االخــرة‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫تهديــدات او اســتعدادها لالنخــراط‬ ‫يف الحــرب فيــا لــو واصلــت ارسائيــل‬ ‫هجومهــا الــري والجــوي عــى قطــاع‬ ‫غــزة‪ ،‬او يف حــال عــززت الواليــات‬ ‫املتحــدة مــن دورهــا يف الحــرب دعــا‬ ‫الرسائيــل‪ ،‬وباالمــس‪ ،‬مثــا وجــه رئيــس‬ ‫أركان الحشــد الشــعبي عبــد العزيــز‬ ‫املحمــداوي «ابــو فــدك»‪ ،‬برفــع حالــة‬ ‫اإلنــذار القصــوى اســتعدادا للتعامــل‬

‫مــع أي طــارئ خــال األيــام املقبلــة‪،‬‬ ‫«واالســتعداد الكامــل للدفــاع عــن‬ ‫ســيادة البلــد وحــدوده الوطنيــة»‪ ،‬يف‬ ‫اشــارة ضمنيــة عــى مــا يبــدو الحتامالت‬ ‫حــدوث ردود عســكرية امريكيــة بعدمــا‬ ‫تعرضــت موقــع عســكرية امريكيــة يف‬ ‫العــراق وســوريا اىل عــرات الهجــات‬ ‫بالصواريــخ والطائــرات املســرة‪.‬‬ ‫ومبثــل هــذه االجــواء‪ ،‬فــان حــرص‬

‫ماكــرون عــى االلتقــاء املســتعجل‬ ‫ببــارزاين‪ ،‬يعنــي أيضــا ان الرئاســة‬ ‫الفرنســية حريصــة عــى توجيــه رســالة‬ ‫مفادهــا انهــا تريــد اظهــار اهتاممهــا‪،‬‬ ‫باســتقرار الوضــع االمنــي يف العـراق ويف‬ ‫اقليــم كوردســتان تحديــدا‪.‬‬ ‫ويقــول مراقبــون ايضــا ان لقــاء االليزيــه‬ ‫الــذي يبــدو كأنــه يســتعيض عــن‬ ‫«مؤمتــر بغــداد الثالــث» املؤجــل‪ ،‬مــن‬

‫زاويــة التأكيــد عــى الحضــور الفرنــي‬ ‫عراقيــا‪ ،‬ســيتناول بالتأكيــد األدوار التــي‬ ‫ميكــن ان تلعبهــا باريــس عــى الســاحة‬ ‫الدوليــة واالقليميــة‪ ،‬مــن اجــل تجنيــب‬ ‫العــراق واالقليــم النــران الكــرى‬ ‫املهــددة باالشــتعال‪.‬‬ ‫ومعلــوم ان الــدورة االوىل مــن «مؤمتــر‬ ‫بغــداد» أقيمــت يف العاصمــة العراقيــة‬ ‫يف آب‪/‬أغســطس ‪ 2021‬مببــادرة مــن‬ ‫الرئيــس ماكــرون والعــراق‪ ،‬عندمــا كان‬ ‫مصطفــى الكاظمــي رئيســا للحكومــة‪،‬‬ ‫حيــث زار ماكــرون بغــداد وقتهــا وحرص‬ ‫خاللهــا عــى االجتــاع وجهــا لوجــه مــع‬ ‫نيجريفــان بــارزاين‪ ،‬علــا بانــه مل يكــن‬ ‫اللقــاء األول بينهــا‪ .‬كــا ان مؤمتــر‬ ‫«بغــداد ‪ »2‬انعقــد يف ‪ 22‬ديســمرب‪/‬كانون‬ ‫االول ‪ ،2022‬يف مركــز امللــك حســن بــن‬ ‫طــال للمؤمتــرات عــى ســاحل البحــر‬ ‫امليــت‪ ،‬بحضــور رئيــس الــوزراء الحــايل‬ ‫محمــد شــياع الســوداين‪.‬‬ ‫ويذكــر ان وجــود نيجريفــان بــارزاين يف‬ ‫باريــس اآلن ميثــل الزيــارة الرســمية‬ ‫الرابعــة التــي يجريهــا منــذ توليــه رئاســة‬ ‫حكومــة اقليــم كوردســتان بدورتهــا‬ ‫الســابقة‪ ،‬ورئاســة اإلقليــم بدورتهــا‬ ‫الحاليــة‪.‬‬ ‫وكان العــام ‪ ،2017‬حمــل اللقــاء االول‬ ‫بــن ماكــرون وبــارزاين الــذي كان وقتهــا‬ ‫رئيســا لحكومــة االقليــم‪ ،‬حيــث قــام‬ ‫الرئيــس الفرنــي بزيــارة اربيــل‪ ،‬يف‬ ‫محاولــة وقتهــا الحتــواء تداعيــات التوتــر‬ ‫مــع بغــداد بســبب اســتفتاء االســتقالل‪،‬‬ ‫بينــا اعلــن بــارزاين وقتهــا «نحــرم قـرار‬ ‫املحكمــة االتحاديــة ضــد االســتفتاء‬ ‫عــى االســتقالل وهــذا املوضــوع انتهــى‬ ‫ونحــن يف مرحلــة جديــدة‪ ،‬ومســتعدون‬ ‫ملعالجــة مشــاكلنا وفــق الدســتور يف‬ ‫العــراق املوحــد»‪ .‬امــا ماكــرون فقــال‬ ‫وقتهــا ان «وجــود ع ـراق قــوي ومتعــدد‬ ‫يعــرف بــكل مــن مكوناتــه هــو رشط‬

‫‪7‬‬

‫لالســتقرار الفــوري واملتوســط املــدى»‬ ‫يف الــرق االوســط‪ ،‬مضيفــا ان «الجيــل‬ ‫الجديــد مــن القــادة الكورد» الــذي ميثله‬ ‫نيجريفــان بــارزاين‪ ،‬وقوبــاد طالبــاين‪،‬‬ ‫«يتحمــل مســؤولية تاريخيــة»‪.‬‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬فــان ماكــرون زار‬ ‫اربيــل يف آب العــام ‪ ،2021‬لتأكيــد دعمه‬ ‫ملرشوعــه يف النهــوض باالقليــم وترســيخ‬ ‫أمنــه واســتقرار‪ ،‬وذلــك يف اطــار زيارتــه‬ ‫العراقيــة ضمــن «مؤمتــر بغــداد االول»‪.‬‬ ‫كــا عقــد لقــاء يف باريــس بــن الرجلــن‬ ‫يف اذار‪/‬مــارس ‪ 2021‬عندمــا زار بــارزاين‬ ‫العاصمــة الفرنســية‪ ،‬وتباحثــا حــول‬ ‫ابــرز املســتجدات يف االقليــم والعــراق‬ ‫والحــرب ضــد داعــش‪ .‬كــا التقــى‬ ‫بــارزاين وقتهــا مــع وزيــر الخارجيــة‬ ‫الفرنــي جــان إيــف لودريــان‪ ،‬ورئيــس‬ ‫بلديــة باريــس‪.‬‬ ‫وبحســب مصــادر مطلعــة فــإن ماكــرون‬ ‫ســيغتنم فرصــة اللقــاء بنيجريفــان بارزاين‬ ‫اليــوم للتعبــر عــن ثبات الدعــم الفرنيس‬ ‫القليــم كوردســتان‪ ،‬حيــث لعبــت باريس‬ ‫دورا طويــا يف مســاعدة االقليــم عــى‬ ‫مواجهــة خطــر تنظيــم داعــش االرهــايب‪.‬‬ ‫وتشــر املصــادر اىل ان فرنســا تراقــب‬ ‫ايضــا تطــورات الوضــع االمنــي‬ ‫والســيايس يف الع ـراق واملنطقــة‪ ،‬حرصــا‬ ‫منهــا عــى عــدم ضيــاع جهــود االســتثامر‬ ‫الدبلومــايس والســيايس واالمنــي الكبــر‬ ‫الــذي بذلتــه خــال الســنوات املاضيــة‪.‬‬ ‫ويف بــال الفرنســيني ايضــا انهــم ابرمــوا‬ ‫منــذ شــهور قليلــة اتفاقيــة عمالقــة يف‬ ‫مجــال الطاقــة مــع الحكومــة العراقيــة‬ ‫مــن خــال رشكــة «توتــال ايرنجــي» التــي‬ ‫دخلــت ايضــا يف رشاكات مــع رشكات‬ ‫قطريــة وســعودية لتنفيــذ املرشوعــات‬ ‫الضخمــة‪ ،‬وتخــى بالتأكيــد خســارته‪،‬‬ ‫وهــي ســتعرب بهواجســها اىل بــارزاين‪،‬‬ ‫املوثــوق لديهــا‪ ،‬لحمــل هــذه الرســائل‬ ‫الفرنســية معــه اىل املســؤولني يف العراق‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫سياسي كوردي‬ ‫للشهر الثالث على‬ ‫التوالي‪ ،‬تتواصل أزمة‬ ‫رواتب الموظفين في‬ ‫إقليم كوردستان‪ ،‬فيما‬ ‫تعتزم حكومة اإلقليم‬ ‫إرسال وفد إلى بغداد‬ ‫هذا األسبوع إلعادة‬ ‫طرح قضية الرواتب مع‬ ‫االتحادية‪.‬‬ ‫الحكومة ّ‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫وتعــد أزمــة الرواتــب ســبباً لخــاف‬ ‫حــاد بــن أربيــل وبغــداد‪ ،‬وقــد تســببت‬ ‫بإرضابــات متتاليــة مــن أبرزهــا إرضابــات‬ ‫املعلمــن يف الســليامنية التــي مــا تــزال‬ ‫مســتمرة حتــى اآلن‪.‬‬ ‫وكان مجلــس الــوزراء االتحــادي‪ ،‬صــ ّوت‬ ‫يف أيلــول املــايض‪ ،‬عــى إقــراض حكومــة‬ ‫إقليــم كوردســتان مبلغ ـاً قــدره تريليونــن‬ ‫و‪ 100‬مليــار دينــار للســنة املاليــة الحاليــة‬ ‫يتــم دفعهــا عــى ثــاث دفعــات متســاوية‬ ‫مبقــدار ‪ 700‬مليــار دينــار لــكل دفعــة‪،‬‬ ‫ابتــدا ًء مــن شــهر أيلــول ســبتمرب املــايض‪.‬‬ ‫إال إن حكومــة اإلقليــم قــررت مــرة أخــرى‬ ‫إرســال وفــد إىل بغــداد منتصــف األســبوع‬ ‫الجــاري مــن أجــل حســم مبلــغ القــرض‬ ‫النقــدي‪.‬‬ ‫وأعلنــت وزارة املاليــة واالقتصــاد يف‬ ‫حكومــة إقليــم كوردســتان‪ ،‬أول أمــس‬ ‫األحــد‪ ،‬أنهــا قامــت بإرســال تقريــر ميـزان‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫رواتب اإلقليم تحولت الى ورقة ضغط سياسية بين أربيل وبغداد‬

‫الموازنة تكتب بعقلية مركزية‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫املراجعــة لألشــهر الثالثــة املاضيــة (متــوز‬ ‫وآب وأيلــول) إىل وزارة املاليــة االتحاديــة‪.‬‬ ‫وأضــاف بيــان للــوزارة ورد ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬أن التقريــر ضــم جميــع إيـرادات‬ ‫ورصفيــات األشــهر الثالثــة املذكــورة يف‬ ‫اإلقليــم وفقــاً لقاعــدة بيانــات وأرقــام‬ ‫واضحــة‪.‬‬ ‫بغداد تعامل اإلقليم كمديرية‬ ‫ويــرى النائــب الســابق يف برملــان إقليــم‬ ‫كوردســتان‪ ،‬عبــد الســام بــرواري‪ ،‬أن‬ ‫تأخــر الرواتــب يعــود إىل أن املوازنــة‬ ‫ـد بطريقــة املركزيــة وليــس الفيدراليــة‪،‬‬ ‫تُعـ ّ‬ ‫وعــدم اســتيعاب الكثــر مــن الساســة‬ ‫العراقيــن الفــرق بــن الفيدراليــة والحكــم‬ ‫الالمركــزي‪.‬‬ ‫ويوضــح بــرواري ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن وزيرة‬ ‫املاليــة االتحاديــة طالبــت اإلقليــم بإرســال‬ ‫تصفيــة حســابات لألشــهر الثالثــة املاضيــة‬ ‫لــي توافــق عــى رصف املبلــغ‪ ،‬وهــذا‬ ‫تعامــل مــع مديريــة وليــس مــع إقليــم‪،‬‬ ‫سرُيســل هــو قــرض‪.‬‬ ‫رغــم أن الــذي ُ‬ ‫ورقة ضغط سياسية‬ ‫بــدوره‪ ،‬يقــول املحلــل الســيايس الكــوردي‪،‬‬ ‫ياســن عزيــز‪ ،‬إن رواتــب اإلقليــم خرجــت‬ ‫عــن كونهــا ملــف قانــوين وإداري بــن‬ ‫أربيــل وبغــداد‪ ،‬وأصبحــت ورقــة ضغــط‬ ‫سياســية متارســها بعــض القــوى املتنفــذة‬ ‫واملؤثــرة عــى حكومــة اإلطــار التنســيقي‪.‬‬ ‫ويضيــف عزيــز ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن اإلقليــم‬ ‫وحســب ترصيحــات املســؤولني‪ ،‬التــزم‬ ‫بــكل املعايــر التــي طلبتهــا الحكومــة‬ ‫االتحاديــة‪ ،‬مــن خــال تقديــم الجــداول‬ ‫املاليــة والحســابات الخاصــة بالــواردات‬ ‫واإلنفــاق‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن تأخــر الرواتــب أصبــح يشـ ّ‬ ‫ـكل‬ ‫ضغطـاً وحرجـاً لحكومــة اإلقليــم‪ ،‬وأدى إىل‬ ‫اســتمرار املقاطعــة يف مناطــق باإلقليــم‪،‬‬ ‫وتو ّقــف املســرة الرتبويــة يف بعــض‬ ‫األماكــن‪ ،‬باإلضافــة إىل تراجــع الحركــة‬ ‫التجاريــة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ويشــر إىل أن الحــل األمثــل إلنهــاء أزمــة‬ ‫الرواتــب أو أي مســألة أخــرى عالقــة‬ ‫بــن أربيــل وبغــداد‪ ،‬هــو بإيجــاد ضغــط‬ ‫ســيايس ســواء عــر عالقــات األحــزاب‬ ‫الكورديــة مــع األطـراف املؤثــرة يف حكومة‬ ‫اإلطــار‪ ،‬أو عــن طريــق ضغــط خارجــي لــه‬ ‫نفــوذ وتأثــر عــى الحكومــة االتحاديــة‪.‬‬ ‫وســبق أن طلبــت حكومــة إقليــم‬ ‫كوردســتان دعــم املجتمع الــدويل للحصول‬ ‫عــى حقــوق اإلقليــم الدســتورية‪ ،‬ودفــع‬ ‫املســتحقات املاليــة‪ ،‬وتنفيــذ االتفاقيــات‬ ‫وعــدم انتهــاك حقــوق شــعبه‪.‬‬ ‫أمران إلنهاء املسألة‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــول النائــب أمــر املعموري‪،‬‬ ‫إن قضيــة اإلقليــم واملركــز هــي قضيــة‬ ‫تفتقــر إىل الشــفافية وعمليــة الكشــوفات‬ ‫مــا بــن وزارة املاليــة االتحاديــة ووزارة‬ ‫املاليــة الخاصــة باإلقليــم‪.‬‬ ‫ويضيــف املعمــوري ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫مجلــس النــواب أقــ ّر قانــون املوازنــة‬ ‫االتحاديــة لســنة ‪ 2023‬و‪ 2024‬و‪،2025‬‬ ‫وفيهــا فقــرات تتضمــن آليــة العمــل‪،‬‬ ‫والعالقــة مــا بــن اإلقليــم واملركــز‪ ،‬وكيفيــة‬ ‫تأمــن الرواتــب‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن املبالــغ الخاصــة بالرواتــب‬ ‫مؤ ّمنــة‪ ،‬وهنــاك فقرتــان أساســيتان‪ ،‬أمــا‬ ‫تكــون الرواتــب كــا باقــي املحافظــات‬ ‫حتــى تنتهــي املســألة مــن عمليــة تدقيــق‬ ‫الذمــم وتقديــم التســويات‪ ،‬أو يكــون‬ ‫الراتــب كرواتــب باقــي املوظفــن يف‬ ‫الــوزارات األخــرى واملحافظــات غــر‬ ‫املنتظمــة بإقليــم املرتبطــة مركزيـاً باملاليــة‬ ‫وكذلــك رئاســة الــوزراء االتحــادي‪.‬‬ ‫ويوضــح‪ ،‬أنــه بهــذه الطريقــة ميكــن‬ ‫تضمــن وإكــال بيانــات كامــل املوظفــن‪،‬‬ ‫ويصــر ارتباطهــم مبــارشة كــا هــو الحــال‬ ‫يف باقــي املحافظــات‪ ،‬وهــذا يحــلّ الكثــر‬ ‫مــن املشــكلة‪.‬‬ ‫ويشــر إىل أن وزارة املاليــة االتحاديــة‬ ‫تقــول إنهــا اســتلمت نحــو خمســة‬

‫تريليونــات دينــار‪ ،‬وهــذا املبلــغ يحتاج إىل‬ ‫تســوية‪ ،‬ألن الســلفة أو الــرف إجــايل‪،‬‬ ‫لذلــك عــى اإلقليــم تقديــم البيانــات‬ ‫إىل وزارة املاليــة االتحاديــة حتــى تــرع‬ ‫األخــرة بــرف الســلفة التــي تتعلــق‬ ‫باألمــور التشــغيلية واالســتثامرية وكذلــك‬ ‫الرواتــب‪.‬‬ ‫ويتابــع معمــوري‪ ،‬أن اللجنــة املاليــة‬ ‫النيابيــة دعــت إىل جلســات حــوار مــا بــن‬ ‫كل الــوزارات املعنيــة وكذلــك اإلقليــم يف‬ ‫مجلــس النــواب‪ ،‬وتــم تحقيق اجتــاع أويل‬ ‫مــا بــن الكتــل السياســية لغــرض تذليــل‬ ‫هــذه املواقــف‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن املواطنــن ســواء يف إقليــم‬

‫كوردســتان أو يف باقــي املحافظــات‬ ‫جميعهــم كفلهــم الدســتور وفــق املــادة‬ ‫‪ ،14‬وهــم متســاوون يف الحقــوق دون‬ ‫متييــز‪ ،‬لذلــك يجــب إبعــاد املواطنــن عــن‬ ‫الخالفــات السياســية ورصف حقوقهــم‬ ‫ومســتحقاتهم عــر الحــوار واملفاوضــات‬ ‫بــن الجانبــن‪.‬‬ ‫وتســبب توقــف دفــع رواتــب املوظفــن‬ ‫يف كوردســتان باحتجاجــات وإرضابــات‬ ‫متكــررة‪ ،‬فيــا يعتــر قطــاع التعليــم‬ ‫األكــر تأثــراً وتأثــراً بهــذه اإلرضابــات‪،‬‬ ‫وتحــاول حكومــة مــرور بــارزاين إقنــاع‬ ‫املعلمــن باســتئناف التدريــس‪.‬‬ ‫ودعــا بــارزاين التدريســيني واملعلمــن‬

‫‪11‬‬

‫رواتــب اإلقليــم خرجــت عــن كونهــا ملــف‬ ‫قانونــي وإداري بيــن أربيل وبغــداد‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ورقــة ضغــط سياســية تمارســها بعــض القــوى‬ ‫المتنفــذة والمؤثــرة علــى حكومــة اإلطــار‬ ‫التنســيقي ‪..‬‬ ‫املرضبــن عــن الــدوام يف بعــض مناطــق‬ ‫اإلقليــم للعــودة إىل صفوفهــم واملبــارشة‬

‫يف منــح الــدروس والحيلولــة دون ذهــب‬ ‫العــامل الــدرايس هــدراً‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪13‬‬

‫تحالف «عربي ‪ -‬تركماني» للهيمنة على كركوك‬

‫والكورد يحشدون لالطاحة بـ‬ ‫«االدارة المتسلطة»‬ ‫فيلي‬

‫كشــفت قــوى كركــوك السياســية المتنافســة فــي‬

‫كــورديــــات‬

‫المعركــة االنتخابيــة القادمــة النتخــاب مجلــس محافظــة‬ ‫عــن جملــة معــادالت وتحالفــات لرســم شــكل حكومــة‬ ‫كركــوك القادمــة‪.‬‬ ‫فــــــيلي‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ويف انتخابــات مجلــس محافظــة كركــوك‬ ‫التــي أقيمــت آخــر مــرة يف العــام ‪2005‬‬ ‫شــارك الكــورد بقامئــة واحــدة ســميت بـــ‬ ‫«قامئــة التآخــي»‪ ،‬وفــازت بـــ ‪ 26‬مقعــداً‬ ‫مــن أصــل ‪ 41‬مقعــداً مــن مقاعــد مجلــس‬

‫املحافظــة‪.‬‬ ‫تحالف عريب‪ -‬تركامين لالطاحة بالكورد‬ ‫مرشــح التحالــف العــريب الــذي يتزعمــه‬ ‫محافــظ كركــوك برهــان مزهــر العــايص‬ ‫والــذي شــغل منصــب عضــو مجلــس‬

‫محافظــة ســابق كشــف عــن تفاهــات‬ ‫بــن العــرب والرتكــان للتحالــف وابقــاء‬ ‫اإلدارة الحاليــة مقابــل مكاســب للرتكــان ‪.‬‬ ‫واســتدرك حديثــه ملجلــة «فيــي»» شــكل‬ ‫الحكومــة والتحالفــات مل تتضــح إال بعــد‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫«اتفاقية الشراكة‬

‫االنتخابــات لكــن معادلــة التحالــف العريب‬ ‫ الرتكــاين يف كركــوك هــي االقــرب»‪.‬‬‫تكهن سابق ألوانه‬ ‫محافــظ كركــوك الحــايل راكان ســعيد‬ ‫الجبــوري اعتــر التحالــف العــريب‪ -‬الرتكامين‬ ‫تكهنــا ســابق ألوانــه والميكــن التخمــن‬ ‫حاليــا واســتباق االحــداث االنتخابيــة‪.‬‬ ‫واعتــر الجبــوري يف حديثــه ملجلــة‬ ‫«فيــي»؛ أن «الحكومــة املحليــة الحاليــة‬ ‫منحــت جميــع املكونــات اســتحقاقها‬ ‫الســيايس واإلداري»‪ ،‬عــادا الفــرص‬ ‫االنتخابيــة متســاوية لجميــع املكونــات‬ ‫خــال املنافســات االنتخابيــة القادمــة‬ ‫لتشــكيل مجلــس املحافظــة‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫وعينــت الســلطات العراقيــة يف ‪ 16‬ترشيــن‬ ‫األول ‪ 2017‬راكان ســعيد عــي الجبــوري‪،‬‬ ‫محافظــا بالوكالــة لكركــوك اي بعــد نحــو‬ ‫شــهر مــن اقالــة محافــظ كركــوك الســابق‬ ‫نجــم الديــن كريــم‪.‬‬ ‫واكــد الجبــوري ان «كركــوك مهيئــة‬ ‫سياســيا واجتامعيــا الجــراء االنتخابــات‬ ‫املحليــة وأوضاعهــا الحاليــة أفضــل بكثــر‬ ‫مــن الــدورات االنتخابيــة املاضيــة مجــددا‬ ‫تأكيــده «حكومــة كركــوك القادمــة ال‬ ‫ميكــن التكهــن بهــا مســبقا‪ ،‬دون وضــوح‬ ‫نتائــج االنتخابــات رســميا وميدانيــا‪.‬‬ ‫ووافــق مجلــس النــواب العراقــي يف ‪14‬‬ ‫أيلــول ‪ 2017‬عــى إقالــة محافــظ كركــوك‬ ‫نجــم الديــن كريــم لتأييــده إجــراء‬ ‫االســتفتاء الكــوردي يف املحافظــة‪ ،‬وقبــل‬ ‫تاريــخ اقالــة كريــم بأســبوعني‪ ،‬أقــر‬ ‫مجلــس محافظــة كركــوك إج ـراء اســتفتاء‬ ‫اســتقالل إقليــم كوردســتان مبحافظــة‬ ‫كركــوك رغــم املعارضــة التــي أبدتهــا‬ ‫أحــزاب عربيــة وتركامنيــة‪.‬‬ ‫محافظ غري رشعي‬ ‫مــن ناحيتــه؛ بــن مســؤول الحــزب‬ ‫الدميقراطــي يف مدينــة كركــوك محمــد‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪15‬‬

‫والتعاون» تتضمن بنودًا‬ ‫تلزم الطرفين «بإعادة‬ ‫قبول المهاجرين غير‬ ‫الشرعيين»‪ ،‬مبينًا أن‬ ‫«إمكانية قيام االتحاد‬ ‫األوروبي بجعل إصدار‬ ‫التأشيرات أكثر تعقيدًا‬ ‫واستهالكًا للوقت‬ ‫للمواطنين العراقيين‪،‬‬ ‫ما تزال قيد البحث في‬ ‫المجلس األوروبي»‬

‫كــال أن «االنتخابــات مامرســة تغيــر مــن‬ ‫األســوء لألفضــل ونســعى لحكومــة محليــة‬ ‫ترســخ التعايــش الســلمي وتضمــن حقوق‬ ‫جميــع املكونــات»‪.‬‬ ‫وأضــاف كــال ملجلــة «فيــي»؛ ان «كركوك‬ ‫يجــب أن تــدار بضــان مصالــح جميــع‬ ‫أبنائهــا‪ ،‬ونســعى لتغيــر إدارة كركــوك‬ ‫وتعيــن محافــظ يتحــدث بلغــات جميــع‬ ‫املكونــات العــرب والكــورد والرتكــان‬ ‫وليــس بلســان مكــون واحــد»‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن «املحافــظ الحــايل مكلــف‬ ‫وغــر رشعــي دســتوريا ويجــب تغيــر‬ ‫أوضــاع كركــوك االداريــة»‪.‬‬ ‫وعــن حظــوظ الدميقراطــي الكوردســتاين‬ ‫قــال كــال «ال ميكــن التوقــع مبقاعدنــا‬ ‫مســبقا وال نريــد اســتباق األحــداث‬ ‫والوقائــع»‪.‬‬

‫مخاوف من «غدر عريب»‬ ‫عضــو مجلــس كركــوك الســابق عــن‬ ‫املكــون الرتكــاين والســيايس املســتقل‬ ‫حاليــا نجــاة حســن وصــف الحديــث‬ ‫عــن تحالــف عــريب‪ -‬تركــاين بأنــه ك ـراء‬ ‫«ســمك داخــل النهــر»‪ ،‬ســاردا ســابقة‬ ‫غــدر ارتكبهــا املكــون العــريب بحــق‬ ‫الرتكــان بعدمــا أعلنــا ســوية االنســحاب‬ ‫مــن مجلــس كركــوك عــام ‪ 2007‬وكانــوا‬ ‫يشــغلون انــذاك ‪ 15‬مقعــدا مــن إجــايل‬ ‫‪ 41‬مقعــدا‪.‬‬ ‫وواصــل «اتفقنــا مــع العــرب عــى‬ ‫االنســحاب مــن مجلــس املحافظــة‬ ‫وقدمــت لنــا مغريــا ومكاســب ومناصــب‬ ‫مــن الكــورد حينهــا للعــودة اىل مجلــس‬ ‫املحافظــة ورفضنــا احرتامــا لالتفــاق‬ ‫الســيايس مــع العــرب لكنهــم تفاوضــوا‬

‫مــع الكــورد برعايــة االمريــكان وعــادوا اىل‬ ‫مجلــس املحافظــة وتركونــا بعيديــن»‪.‬‬ ‫ودعــا حســن يف حديثــه ملجلــة «فيــي»؛‬ ‫املكــون الرتكــاين اىل «عــدم الســاح‬ ‫بلدغــة الغــدر الجديــدة وتغليــب مصلحــة‬ ‫الرتكــان فــوق كل يشء وعــدم تكــرار‬ ‫اللدغــة وتكــرار غلــط ‪ 2007‬الــكاريث»‪،‬‬ ‫معتــرا الثقــة بــأي مكــون ســيايس مجازفة‬ ‫مــن شــأنها تذبــح حقــوق الرتكــان مجددا‪.‬‬ ‫ورأى حســن ان «اي حكومــة محليــة يف‬ ‫كركــوك او مجلــس محافظــة لــن يشــكال‬ ‫دون مشــاركة املكونــات الثــاث (العــرب‬ ‫والكــورد والرتكــان)»‪ ،‬مــررا مســاعي‬ ‫العــرب والرتكــان للتحالــف توســيع‬ ‫التمثيــل الســيايس واالســتباق ملنــع تك ـرار‬ ‫خريطــة مجلــس كركــوك الســابق والــذي‬ ‫كان العــرب والرتكــان ميثــان ثلثــه فقــط‪.‬‬

‫تغيري اإلدارة املتسلطة‬ ‫مســؤول العالقــات العامــة يف االتحــاد‬ ‫الوطنــي الكوردســتاين يف كركــوك‪ ،‬زنــي‬ ‫عــز الديــن محمــود حــدد ملجلــة «فيــي»؛‬ ‫هدفــا كورديــا موحــدا هــو تغيــر‬ ‫االدارة الحاليــة لكركــوك والتــي نعتهــا‬ ‫بـ»املتســلطة» واملتســيدة عشــائريا وحزبيا‬ ‫وتهميــش جميــع املكونــات مــن بينهــم‬ ‫العــرب‪.‬‬ ‫واكــد زنــي ان «هدفنــا نحــن قامئــة‬ ‫(تحالــف كركــوك قوتنــا وارداتنــا) الــذي‬ ‫يضــم االتحــاد الوطنــي والحــزب الشــيوعي‬ ‫الفــوز بأغلبيــة كورديــة يف مجلــس كركــوك‬ ‫اوال‪ ،‬والهــدف االهــم تصــدر قامئتنــا نتائــج‬ ‫االنتخابــات وهــو املتوقــع يف ســاحة‬ ‫كركــوك»‪.‬‬ ‫انصهار شيعي‬

‫القيــادي يف قامئــة «كركوكنــا» الشــيعية‬ ‫يف كركــوك محمــد مهــدي البيــايت بــن‬ ‫أن شــكل التحالفــات ســتحدده نتائــج‬ ‫االنتخابــات جزمــا رغــم الرتجيحــات‬ ‫امليدانيــة بحصــول الكــورد عــى ‪ 7‬مقاعــد‬ ‫والعــرب عــى ‪ 5‬والرتكــان بــكل اطيافهــم‬ ‫‪ 4-3‬وقامئــة كركونــا عــى مقعديــن‪.‬‬ ‫وعــن موقــف املكــون الشــيعي مــن‬ ‫التحالفــات العربيــة ‪ -‬الرتكامنيــة قــال‬ ‫البيــايت ملجلــة «فيــي»؛ «نتحــدث عــن‬ ‫املكــون الرتكــاين بشــكل خــاص نحــن‬ ‫الرتكــان‪ ،‬وســنكون بيضــة القبــان يف‬ ‫التحالفــات القادمــة ملجلــس كركــوك‬ ‫وتشــكيل الحكومــة القادمــة»‪.‬‬ ‫وبحســب املفوضيــة العليــا املســتقلة‬ ‫لالنتخابــات يف العــراق‪ ،‬فــإن ‪ 16‬تحالفــاً‬ ‫سيتنافســون عــى ‪ 15‬مقعــداً ملجلــس‬ ‫محافظــة كركــوك‪ ،‬حيــث ســيدخل‬ ‫الكــورد هــذه االنتخابــات بعــدة قوائــم‬ ‫وتحالفــات‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫«نوسرتاداموس» الكورد‪..‬‬ ‫ويرجــح ان يكــون مــن اتبــاع الديانــة الكاكائيــة‬ ‫(اليارســانية) ولــد يف شــهرزور مــن أحــد بيوتــات‬ ‫عشــرة الجــاف‪ ،‬وكانــت حياتــه ايــام ســلطة الدولة‬ ‫الصفويــة التــي شــهدت تنامــي هــذه الديانــة‪،‬‬ ‫اذ كانــت اقســام كبــرة مــن املناطــق الجبليــة يف‬ ‫هورامــان والهضــاب والســهول التابعــة لشــهرزور‬ ‫عــى تلــك الديانــة اىل حــن والدة الشــيخ اســاعيل‬ ‫الوليــاين (املتــوىف عــام ‪.)1692‬‬ ‫كان ايــل بــك الجــاف يف بدايــة دراســته يف‬ ‫شــهرزور‪ ،‬ومــن ثــم عــاش فــرة مــن العزلــة‪،‬‬ ‫ومــن ثــم ســافر اىل بغــداد وايــران مــن اجــل‬ ‫قيــادة الديانــة اليارســانية‪ .‬وشــهدت شــهرزور يف‬ ‫تلــك الفــرة رصاعــات وجــدال كثــر بــن الديانــة‬ ‫اليارســانية واالديــان االخــرى فيهــا‪ ،‬فــأراد خصــوم‬ ‫هــذه الديانــة اغتيــال ايــل بــك الجــاف‪ ،‬لــذا هــرب‬ ‫اىل هورامــان‪ ،‬واختلــط باليارســانيني وعــاش هنــاك‬ ‫لحــن وفاتــه عــام ‪ 961‬هجريــة ‪ 1553‬ميالديــة‪.‬‬ ‫نتاجاته‪:‬‬ ‫كل مــا تبقــى مــن اثــاره واكتســب بهــا الشــهرة‪،‬‬ ‫هــو االبيــات التــي عنوانهــا «مــن يســتمع لقــول‬ ‫مــن؟» (بالكورديــة‪ :‬کــێ وە قەوڵــی کــێ دەکا؟)‬ ‫ونظمــت باللهجــة الكورديــة الوســطى (الســورانية)‬ ‫ولكــن مرشبــة باللهجــة الكورانيــة (گــۆران) وهــذه‬ ‫االبيــات تــم تأليفهــا بصيغــة البنــود وكل بنــد‬

‫يضــم خمســة اشــطر عــى وزن مثــاين املقاطــع‬ ‫وفيهــا نجــد وحــدة القافيــة‪ .‬فاالشــطر االربعــة‬ ‫االوىل عــى قافيــة واحــدة امــا الشــطر الخامــس‬ ‫فيكــرر فيــه عبــارة (ھــەروا بــووە و ھــەر وا‬ ‫دەبــێ) اي «هكــذا كان االمــر وســيبقى هكــذا»‪.‬‬ ‫وكانــت هنــاك مخطوطــات كثــرة تنســب اىل‬ ‫الشــاعر ايــل بــك الجــاف كتبــت عــى فــرات‬ ‫مختلفــة‪ ،‬ولكــن اوثقهــا هــي مخطوطــة تــم‬ ‫تدوينهــا عــام ‪ 1854‬اي ان اشــعاره تــم تناقلهــا‬ ‫طــوال ثالثــة قــرون شــفاها‪.‬‬ ‫وعندمــا نقــرأ قصيــدة «ھــەروا بــووە و ھــەر وا‬ ‫دەبــێ» ال نقــف امــام قصيــدة كتبهــا الشــاعر‬ ‫يف القــرن الســادس عــر‪ ،‬بــل نــرى نتاجــا كأنــه‬ ‫كتــب يف النصــف االول مــن القــرن العرشيــن‪،‬‬ ‫ورمبــا يعــود ذلــك اىل ان االشــعار جميلــة وبليغــة‬ ‫ومتثــل انعكاســا المــال وتطلعــات بســطاء النــاس‪،‬‬ ‫فدخلــت قلــوب الشــعب‪ ..‬بيــد انــه عــى طــول‬ ‫التاريــخ يتــم تفضيــل النتــاج الخارجــي االجنبــي‬ ‫عــى مــا هــو محــي اصيــل‪ ،‬واال مــن الصعــب‬ ‫تصديــق ان هــذا الشــاعر يف القــرن الســادس عــر‬ ‫امليــادي يتكلــم عــن اشــخاص واحــداث القــرون‬ ‫املســتقبلية مثــل عهــود حكــم نــادر شــاه والزنــد‬ ‫والقاجــار والبهلــوي وغريهــا كثــر‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫عندما «تنبأ» شاعر قبل خمسة‬ ‫قرون «مصري» بغداد وإيران‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ايــل بـ َ‬ ‫ـك الجــاف (بالكورديــة = ئێــل بەگــی جــاف) مــن مواليــد‬ ‫‪ 1492‬وتوفــي ‪ 1553‬ميالديــة‪ ،‬هــو شــاعر كــوردي مــن عشــيرة‬ ‫الجــاف مــن كبريــات العشــائر الكورديــة‪ ،‬واشــتهرت اشــعاره‬ ‫كونهــا تمثل»اســاطيرا» و «معجــزات» و»استشــرافا‬ ‫للمســتقبل»‪.‬‬ ‫ماجد محمد صالحان‬

‫‪17‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫كان األمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫تنبــؤات الشــاعر الكــوردي عيــل بــي‬ ‫جــاف (‪1553-1492‬م)‬ ‫(‪)1‬‬ ‫انا طوع مايقوله الـ(كوران)‬ ‫واتكلم من تحت السحب‬ ‫كل ذلك من اجل (سوران)‬ ‫واطيع دوران العرص‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)2‬‬ ‫حينها اؤدي طقس الوفاء‬ ‫وأطأطئ رأيس يف التعامل‬ ‫واتوجه اىل (طور سيناء)‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ستمتلئ (ايران) بالنار‬ ‫وسيكون حكم السلطان (قاهر)ا‬ ‫وظلمه للناس (صادر)ا‬ ‫واالمور ستؤول اىل (نادر)‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)4‬‬ ‫الصالحون سيكونون بال وطن‬ ‫والطيور بعيدة عن املروج‬ ‫وامللوك سيكونون بال اكفان‬ ‫واالمور ستصري بيد النساء‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)5‬‬ ‫سيكون الحكم بيد الـ(قاجار)‬ ‫وسيستيقظ (تيمور) من نومه‬ ‫وسيفقد الكثريون رؤوسهم‬ ‫وتعم الفوىض والحروب‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)6‬‬ ‫سيمتلئ العامل بالغوغاء‬ ‫وسيتم اخرتاع «مؤدي»‬ ‫والعديــد مــن النــاس ســيفقدون‬ ‫ر ؤ و ســهم‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وستندلع فتنة وحرب‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)7‬‬ ‫سيحتل الـ(روس) نصف (ايران)‬ ‫وسيكون الـ(ناموس) بال قيمة‬ ‫حينها الذهب سيكون نحاسا‬ ‫وسيفرت الدين واالميان‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)8‬‬ ‫ستكون ثورة يف ايران‬ ‫وسيأيت عهد الفوىض والغالء‬ ‫وسيفنى الكثري من الرجال‬ ‫وسيكون هناك حقد للصديق الروحي‬ ‫كان األمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)9‬‬ ‫فينجدهم فارس مغوار‬ ‫يصيد الغزالن والفهود‬ ‫يف كل ساعة يك ّون مائة لون‬ ‫ويسعد الناس جميعا‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)10‬‬ ‫الرجال يدعون الرجولة كذبا‬ ‫ومييلون عن الحقيقة‬ ‫ويتكلمون عرب السلك عن بعد‬ ‫عىل مصاف الطريق‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)11‬‬ ‫سيحزن قلبي كثريا‬ ‫سيكون هناك اصوات املدافع والسالح‬ ‫وسينترش حرب الجنود‬ ‫وستصبح ايران اسرية االجانب‬ ‫كان كذلك وسيبقى كذلك‬ ‫(‪)12‬‬ ‫سيظهر (رخش= حصان) رستم‬ ‫ويظهر الحصان الحديدي‬ ‫مــع «دلــدل (حصــان االمــام عــي)»‬ ‫و»شــوديز» (حصــان خــرو برويــز ملــك‬

‫يف إيــران)‬ ‫وستنكشف اشياء كثرية‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)13‬‬ ‫سيكون سيف موالي قاطعا بتارا‬ ‫سيباد جيش القاجار‬ ‫وستطري رؤوس كثرية يف امليدان‬ ‫وستصطيل نار الجحيم‬ ‫كان األمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)14‬‬ ‫وسيأيت دور عىل حكم (رضا)‬ ‫وبعد (رضا) سيكون هناك غزو(حرب)‬ ‫وبعــد الغــزو (الحــرب) ســيكون هنــاك‬ ‫متســع للنــاس‬ ‫وسريفع الناس أكفهم للدعاء‬ ‫كان األمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)15‬‬ ‫ستصبح إيران مثل الفرنجة‬ ‫ومتتلئ بالزخرف وااللوان‬ ‫وسيشبه الولد كالبنت يف جاملها‬ ‫وسيميل اىل التجمل والتزيني كالبنات‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)16‬‬ ‫سيكون هناك طائر كالرعد والربق‬ ‫وسيغرق ذيله يف الدخان‬ ‫ويهز الرب والسهل‬ ‫ويبقى معلقا يف الهواء‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)17‬‬ ‫الصالحون سيبصحون بال مأوى‬ ‫وستؤول االمور اىل النساء‬ ‫ويعشن عىل هواهن‬ ‫وبعضهن يكن واعيات‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)18‬‬ ‫الجميــات الوجــه كالقمــر يتجولــن عــى‬ ‫هواهــن‬

‫وشاريب الخمر يعاقرونها يف الخلوات‬ ‫ومالبس النساء تكون بيضاء ومخططة‬ ‫كان االمر كذلك وسيبقى كذلك‬ ‫(‪)19‬‬ ‫«ايل بك» سيصبح حزينا‬ ‫الن الفرنجــة ســيتحدون مــع بعضهــم‬ ‫كالسلســلة‬ ‫وتصبح ايران والروم طرائد (صيد)‬ ‫حينها سيسخر الفضاء‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)20‬‬ ‫كل امللوك يصبحون بال رأي‬ ‫وفجأة تعم الحروب واالضطراب‬ ‫قليل من الناس يسعدون بحكمهم‬ ‫وستنترش العجالت واإلضاءة كثريا‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)21‬‬ ‫سيعم القحط القهار ملدة‬ ‫وسينترش الوعي بني الناس‬ ‫وســتعتدل االمــور التــي كانــت قــد‬ ‫ســاءت‬ ‫وحينها سيظهر رأس بني الناس‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)22‬‬ ‫ستفرض الطاعة عىل الناس باإلكراه‬ ‫وستظهر يف السوق االواين البلورية‬ ‫والفخارية الصينية‬ ‫وســيعلو نــداء الجمهوريــة يف احــد‬ ‫االماكــن‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)23‬‬ ‫سيكون سلوك الرجال هو الغدر‬ ‫والناس ميضون االيام بذلة‬ ‫وال دواء لها سوى الهم والغم‬ ‫وتكون االيام كلها عجيبة‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)24‬‬

‫نداء الـ(ياري) سيتوضح‬ ‫وســيصل صــوت اذان بــال ملســامع‬ ‫النــاس‬ ‫وبعدهــا يظهــر مــن ينجــي النــاس‬ ‫بالعلــم والطريــق الصحيحــة‬ ‫وحينها ستسوء احوال الظاملني‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)25‬‬ ‫الحان الناي ذا الرؤوس السبعة‬ ‫وصــدى نــداء الطالــع الحيــدري يف كل‬ ‫مــكان‬ ‫وذوي الوجوه الزهرية تجتمع حولها‬ ‫ولكــن لالســف ذوي األســنان الدريــة‬ ‫ليــس لهــم ســوق‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)26‬‬ ‫ستندلع حرب وفوىض يف العامل‬ ‫وسيعلو زئري األسود والنمور‬ ‫وسيكون موالي نارصا اليران‬ ‫وسيدمر قالع العدو‬ ‫كان االمر هكذا وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)27‬‬ ‫املرشوب الرباين يكون كالعسل‬ ‫والذي يرشبه سيميس جميال‬ ‫وعدوه سيفقد الوانه‬ ‫وستصبح حياته مظلمة وضيقة‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)28‬‬ ‫وسيتحارب جيشان كبريان‬ ‫وسيعلو دوي املدافع واالسلحة‬ ‫وستظلم الدنيا وتضيق‬ ‫وستزدهر حرب الجنود‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)29‬‬ ‫ســيجتمع الذئــب والنعــاج يف (ديــوان)‬ ‫واحــد‬

‫‪19‬‬

‫وستندلع حرب حول بغداد‬ ‫كل ذلك من اجل الذهب والفضة‬ ‫الكثريون يصبحون بال خري‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)30‬‬ ‫سيكون (ديوان) لالرانب والسلوقي‬ ‫وتكون الرؤوس يف (ميدان) اللعب‬ ‫وسيعض القايض عىل اصابعه‬ ‫وحينها يرىض موالي‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)31‬‬ ‫وسيظهر (عيل) من الغيب‬ ‫وسيتوق الدلدل للقتال‬ ‫واملنكرون سيخذلون ويخزون‬ ‫وسيعمر العامل مرة اخرى‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)32‬‬ ‫حينها ستندلع حرب عاملية‬ ‫وســيقتل العديــد مــن االصدقــاء يف‬ ‫ســبيل اللــه‬ ‫والكافرون سيبقون عىل كفرهم‬ ‫وسينترص موالي لنارصيه‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)33‬‬ ‫وســتتحد اثنتــان وســبعون ديانــة يف‬ ‫ديــن واحــد‬ ‫سيكون عىل دين االمني‬ ‫والظامل سيكون نصيبه البكاء والنحيب‬ ‫وستسعد قلوب خلق كثري من الناس‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬ ‫(‪)34‬‬ ‫سيسعد بعدها قلب «ايل بك»‬ ‫وسيتحرر من االمل والهم‬ ‫وسيتذكر جميع اصدقائه‬ ‫وسيكون العدو يف بكاء وعويل‬ ‫هكذا كان االمر وسيبقى هكذا‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫في عامـــها االول‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫تعرف بالتفصيل على مشروع‬ ‫(‪)Vision Education‬‬ ‫في "سوران"‬ ‫مشروع (‪ )Vision Education‬في إدارة سوران‬ ‫المستقلة هو أكبر مبادرة للشركة‪ ،‬و ٌيقام من أجل تأمين‬ ‫المستلزمات الرئيسة لـ(‪ )512‬مدرسة وروضة أطفال حكومية‬ ‫في حدود إدارة سوران المستقلة بجميع اقضيتها ونواحيها‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫فيلي‬

‫املستلزمات املؤمنة تضمنت‪:‬‬ ‫مدافــئ التوربــو النفطيــة‪ ،‬الســبورات‪،‬‬ ‫الدواليــب املعدنيــة الدارات املــدارس‪،‬‬ ‫اجهــزة الحاســوب (البتــوب)‪ ،‬اجهــزة‬ ‫الداتاشــو (‪ ،)projector‬املــردات‬ ‫الهوائيــة‪ ،‬اطقــم املســتلزمات الرياضيــة‬ ‫واملســتلزمات الخاصــة بريــاض األطفــال‪،‬‬ ‫وبلــغ مجمــوع املســتلزمات (‪.)4.000‬‬ ‫وتوزعــت املــدارس وريــاض األطفــال من‬ ‫الناحيــة الجغرافيــة املشــمولة باملبــادرة‬ ‫عــى املناطــق اآلتيــة‪:‬‬ ‫(مريكــه ســور)‪ ،)176( ،‬ســوران (‪،)110‬‬ ‫جومــان (‪ ،)66‬خليفــان (‪ ،)63‬ســيدكان‬ ‫(‪ ،)53‬روانــدز (‪.)44‬‬ ‫تأمــن هــذه املســتلزمات ألكــر مــن‬ ‫(‪ )500‬مدرســة حكوميــة يف حــدود هــذه‬ ‫املنطقــة‪ ،‬يســتفيد منهــا أكــر مــن ‪70‬‬ ‫ألــف تلميــذ وطالــب وإدارات مــدارس‬ ‫بشــكل مبــارش‪ ،‬هــي خطــوة كبــرة‬ ‫أخــرى للرشكــة لخدمــة اهــايل املنطقــة‪،‬‬ ‫وكذلــك تنميــة قطــاع الرتبيــة بشــكل‬ ‫عــام يف إقليــم كوردســتان‪.‬‬ ‫الهــدف مــن اختيــار هــذه املنطقــة‬ ‫يعــود لعــدد مــن األســباب الرئيســة‬

‫تتضمــن ‪:‬‬ ‫‪ 1‬معظــم ســكانها واملســتفيدون مــن‬‫املــروع هــم مــن الفق ـراء واملتعففــن‬ ‫الذيــن يعانــون مــن االوضــاع املاليــة‬ ‫الضعيفــة واملتوســطة‪.‬‬ ‫‪ 2‬بصــورة عامــة‪ ،‬من الناحيــة الجغرافية‬‫هــي منطقــة جبليــة نائيــة ولهــا مســاحة‬ ‫شاســعة تقــع عــى املنطقــة الحدوديــة‬ ‫لــكل مــن إيـران وتركيــا‪.‬‬ ‫‪ 3‬أوضــاع املــدارس يف املنطقــة بشــكل‬‫عــام تعــاين مــن مســتوى يسء ولهــا‬ ‫احتيــاج كبــر للدعــم إلنعــاش القطــاع‬ ‫الرتبــوي يف املنطقــة‪ ،‬وكان يف املــايض‬ ‫أيضــا واحــدة مــن األســباب التــي‬ ‫أجــرت ســكانها عــى النــزوح عنهــا‬ ‫والتوجــه اىل املــدن األخــرى يف اإلقليــم‬ ‫بهــدف تأمــن بيئــة أفضــل مــن الناحيــة‬ ‫الرتبويــة والدراســية ألبنائهــم‪.‬‬ ‫‪ 4‬مــن ناحيــة الدميغرافيــة والسياســة‪،‬‬‫يتنــوع قاطنــو املنطقــة واملســتفيدون‬ ‫هــم مــن معظــم الطبقــات والرشائــح‬ ‫واألديــان مــن دون متييــز ‪ ،‬وهــذا‬ ‫واحــد مــن األهــداف الرئيســة العــال‬ ‫ومبــادرات املــروع‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ 5‬للدفــاع عــن االرض والوطــن ‪ ،‬كان‬‫ســكان املنطقــة طــول التاريــخ دامئــا يف‬ ‫الصفــوف االماميــة للتضحيــة والفــداء‬ ‫مــن اجــل تحقيــق االســتقالل وحاميــة‬ ‫إقليــم كوردســتان مــن هجــات االعداء‪.‬‬ ‫معلومات عن (‪:)Vision Education‬‬ ‫هــي رشكــة محليــة رائــدة يف مجــال‬ ‫الرتبيــة والتعليــم ولهــا العديــد مــن‬ ‫املؤسســات الرتبويــة تأسســت يف اربيــل‬ ‫العــام ‪ 2018‬وتعمــل مــن أجــل تأمــن‬ ‫التغيــر اإليجــايب وتطويــر البــاد عــن‬ ‫طريــق الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬ففــي مجــال‬ ‫الرتبيــة الرشكــة مشــاركة دامئــا يف بنــاء‬ ‫بيئــة مالمئــة ومناســبة للطلبــة والتالميــذ‬ ‫يف إقليــم كوردســتان عــن طريــق بنــاء‬ ‫وترميــم العديــد مــن املــدارس الحكومية‬ ‫واالهليــة وايصــال املســاعدات الالزمــة‬ ‫للتالميــذ والطلبــة الذيــن هــم عــاد‬ ‫مســتقبل الوطــن‪.‬‬ ‫ويف مجــال التعليــم العــايل قامــت الرشكة‬ ‫لحــد اآلن بتقديــم العــون للعديــد مــن‬ ‫الجامعــات االهليــة والحكوميــة يف اقليم‬ ‫كوردســتان ومنهــا جامعــة كوردســتان ‪،‬‬ ‫وجامعــة الكاثوليــك يف أربيــل‪ ،‬و جامعــة‬ ‫زاخــو وجامعــة صــاح الديــن‪ ،‬ويف العــام‬ ‫الحــايل لهــا خطــط إليصــال املعونــات اىل‬ ‫مســتويات اكــر‪.‬‬ ‫وكذلــك متكنــت الرشكــة لغايــة اآلن مــن‬ ‫منــح الزمــاالت الدراســية ملئــات الطلبــة‬ ‫ليســتمروا يف دراســتهم داخــل وخــارج‬ ‫اقليــم كوردســتان‪ ،‬وهــذا عــن طريــق‬ ‫تحمــل تكاليــف دراســتهم مــن أجــل‬ ‫خدمــة الوطــن بعــد اســتكامل دراســتهم‬ ‫بشــكل ناجــح‪ .‬بقــي ان نشــر اىل ان‬ ‫ادريــس نيجريفــان بــارزاين هــو املؤســس‬ ‫واملــرف عــى الرشكــة و مرشوعهــا‬ ‫الرائــد‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪23‬‬

‫حكاية الكورد الفيليين‬ ‫مع البنك المركزي العراقي‬ ‫لقــد تــرك الكــورد الفيليــون صفحــات ناصعــة البيــاض فــي‬ ‫تاريــخ العــراق الحديــث‪ ،‬وفــي مختلــف اجملــاالت التــي‬ ‫عملــوا بهــا فهــم معروفــون باألمانــة والنزاهــة والوفــاء‬ ‫لمــن يعملــون لــه‪ ،‬وهــم أصحــاب ســمعة طيبــة لــدى مــن‬ ‫اختلــط وتعايــش معهــم‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫فيلي‬ ‫الملف الفيلي‬

‫أقــص‬ ‫أود أن‬ ‫يف هــذه الصفحــات ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫عــى القــارئ حكايــة ّ‬ ‫الحاّملــن الكــورد‬ ‫الفيليــن يف البنــك املركــزي العراقــي‬ ‫مبطلــع الثامنينيــات مــن القــرن املنــرم‬ ‫وقبــل ذلــك ينبغــي أن اتحــدث عــن‬ ‫هــذه املهنــة الرشيفــة‪ ،‬فالبعــض ُيعيــب‬ ‫علينــا (الحاملــة) ويقــول لنــا‪ :‬إن مــن‬ ‫آبائكــم واجدادكــم كانــوا ّ‬ ‫حاّملــن‪،‬‬ ‫نعــم كانــوا كذلــك‪ ،‬ونحــن نفتخــر بهــم‬ ‫ملــا قدمــوه ألرسهــم او ًال‪ :‬فأوالدهــم‬ ‫بعــد أكادمييــن يف‬ ‫اصبحــوا فيــا‬ ‫ُ‬ ‫مختلــف املجــاالت العلميــة‪ ،‬وسياســيني‪،‬‬ ‫وموظفــن مهمــن يف الدولــة‪ ،‬وثانيــاً‬ ‫ملــا قدمــوه ملجتمعهــم إذ رضبــوا مثــاال‬ ‫للنزاهــة بــأروع صورهــا‪ ،‬واألهــم مــن‬ ‫ذلــك ك ِّلــه صفــة عــزة النفــس التــي‬ ‫كانــوا يتحلــون بهــا فهــم عملــوا بعــرق‬ ‫جبينهــم‪ ،‬ومل ميــدوا ايديهــم وال رسقــوا‬ ‫ونهبــوا مثلــا هــم تعرضــوا لــه يف حملــة‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫التســفري والتهجــر الظاملــة‪.‬‬ ‫وعــودا عــى بــدء هنــا ارسد لكــم حكايــة‬ ‫ـدي (أســد فيــض اللــه) حيــث كان يف‬ ‫جـ ّ‬ ‫نهايــة الســبعينيات وبدايــة الثامنينيــات‬ ‫(بــاش حـ ّ‬ ‫ـال) يف البنــك املركــزي العراقي‬ ‫يف شــارع الرشــيد مبدينــة بغــداد‪ ،‬وينقــل‬ ‫والــدي وأعاممــي عــن أبيهــم املرحــوم‬ ‫أنهــم كانــوا يعملــون بــكلِّ جــد ومثابــرة‬ ‫مــع ُقرابــة ‪ّ 30‬‬ ‫حــا ًال جميعهــم مــن‬ ‫الكــورد الفيليــن‪ ،‬وكان املســؤولون يف‬ ‫البنــك آنــذاك يثقــون بهــم أميــا ثقــة‪،‬‬ ‫فهــم ال يقبلــون أن يدخــل شــخص‬ ‫غريــب بينهــم‪ ،‬وأن تقتــر املهنــة عــى‬ ‫هــذه الرشيحــة مــن املجتمــع دون‬ ‫غريهــم‪.‬‬ ‫ويــروي والــدي واعاممــي وأبنــاء‬ ‫عمومتهــم ايضــا بدايــة املأســاة مــع‬ ‫هــؤالء الكادحــن والتــي بــدأت مــع‬ ‫حملــة التســفريات فقــد بــدأ الحاملــون‬

‫الذيــن هــم بالعـرات ينقصــون واحــدا‬ ‫ـق منهــم ســوى‬ ‫تلــو اآلخــر حتــى مل يبـ َ‬ ‫أفــراد قلــة يعــدون باألصابــع‪ ،‬وبــدأ‬ ‫األمل الشــديد والغصــة والحــزن تعــري‬ ‫«البــاش ّ‬ ‫حــال» حتــى بــدأت تنهــار‬ ‫قــواه وميــرض ويصبــح طريــح الف ـراش‬ ‫عــى مــا فقــد مــن ّ‬ ‫حاّملــن ميتــازون‬ ‫باألمانــة والثقــة‪ ،‬فقــد كانــوا ســنداً‬ ‫ومعينــاً لــه يف رفــع صناديــق القطــع‬ ‫النقديــة املعدنيــة الثقيلــة يف ذلــك‬ ‫الوقــت مــن دون أن ينقــص منهــا ولــو‬ ‫فلــس واحــد‪.‬‬ ‫ويف بدايــة مرضــه الــذي اســتمر أكــر‬ ‫مــن ‪ 40‬ســنة ويفــارق الحيــاة‪ ،‬زار نائب‬ ‫محافــظ البنــك املركــزي شــخصيا بيــت‬

‫ـدي وطلــب منــه العــودة اىل العمل إال‬ ‫جـ ّ‬ ‫أنــه قــد اعتــذر بفعــل حالتــه الصحيــة‬ ‫الحاجــة‬ ‫حســبام ترويــه جــديت املرحومــة‬ ‫ّ‬ ‫«ســعدية نامــدار امللكشــاهي»‪ ،‬وبــدأت‬ ‫حالــة (البــاش حـ ّ‬ ‫ـال) تتفاقــم يومـاً بعد‬ ‫آخــر ليصــل بــه املطــاف إىل أنــه يطلــب‬ ‫مــن ُأرستــه الذهــاب معــه إىل املنظمــة‬ ‫الحزبيــة يف حــي جميلــة رشقــي بغــداد‬ ‫ محــل ســكانه ‪ -‬وأن يســقط الجنســية‬‫العراقيــة عــن أفرادهــا ويلتحــق بركــب‬ ‫رفاقــه ممــن ُألقيــوا عــى الحــدود بــن‬ ‫الع ـراق واي ـران آنــذاك إال أنهــم رفضــوا‬ ‫ذلــك بشــدة‪.‬‬ ‫وكشــاهد عــى الثقــة واألمانــة والنزاهــة‬ ‫التــي كان يتمتــع بهــا أولئــك ّ‬ ‫الحاّملــون‪،‬‬

‫وبحكــم عمــي الصحفي انتهــزت الفرصة‬ ‫يف يــوم مــن األيــام وخــال حديــث‬ ‫دار بينــي وبــن الســيد مظهــر محمــد‬ ‫صالــح مستشــار رئيــس مجلــس الــوزراء‬ ‫للشــؤون املاليــة الــذي اقــى ســنوات‬ ‫عديــدة مــن عمــره يف البنــك املركــزي‬ ‫العراقــي ألذ ِّكــره بأولئــك الرجــال‪ ،‬ليبــادر‬ ‫الرجــل فــورا وبــكل صــدق‪ ،‬وبعــد ذكــر‬ ‫اســائهم بالثنــاء عليهــم افضــل الثنــاء‬ ‫وقــال يل‪ :‬اللــه كــم كانــوا رائعــن هــؤالء‬ ‫الرجــال بينهــم املرحــوم أســد (البــاش‬ ‫ّ‬ ‫حــال)‪ ،‬ومــن بعــده شــقيقه املرحــوم‬ ‫(فرمــان) الــذي تســلم املهمــة‪ ،‬هــو‬ ‫قمـ ًة يف النزاهــة‬ ‫وأوالده كانــوا جميعهــم ّ‬ ‫واألمانــة والتفــاين بالعمــل رحــم اللــه‬

‫ـد يف عمــر الباقــن‪.‬‬ ‫الراحلــن منهــم وأمـ ّ‬ ‫وهنــا وقبــل ختــام هــذه األســطر قــد‬ ‫يقــول قائــل فرضــاً‪ :‬مــا هــو اإلنجــاز‬ ‫وامل ّيــزة يف أن ينقــل مجموعــة مــن‬ ‫األشــخاص بضائــع أو أي أشــياء ُأخــرى‪،‬‬ ‫كال األمــر ليــس كذلــك فهــؤالء كانــوا‬ ‫ينقلــون يوميــاً الصناديــق الحديديــة‬ ‫مــن القطــع النقديــة املعدنيــة الــذي‬ ‫يناهــز وزن الواحــد منهــا ‪ 70‬كيلوغرام ـاً‬ ‫بصدقهــم وعفّتهــم وأمانتهــم قبــل‬ ‫أكفهــم وظهورهــم‪ ،‬فثُقــل األمانــة أشــد‬ ‫وطــأة عليهــم مــن ثقــل االوزان‪ ،‬وهــذه‬ ‫الصناديــق كانــت يف يــوم مــن األيــام‬ ‫عصــب الحيــاة‪ ،‬والرشيــان األســايس‬ ‫القتصــاد العــراق‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫نجوم موسيقى وغناء الكورد الفيليين‬ ‫في ذاكرة التاريخ ‪ -‬شرق كوردستان‬ ‫قــدم «منتــدى الشــرق األوســط» األمريكــي قــراءة نقديــة فــي روايــة «الجدران الهامســة»‬ ‫(‪ )Whispering Walls‬للكاتبــة والشــاعرة الكورديــة تشــومان هــردي‪ ،‬معتبــر ًا أن‬ ‫الروايــة ال تشــكل ارتباطـ ًا بالكــورد فقــط‪ ،‬وإنمــا لهــا صداهــا فــي العديــد مــن اجملتمعــات‬ ‫األخــرى وخصوص ـ ًا هــؤالء الذيــن يقيمــون فــي الشــتات‪ ،‬واصف ـ ًا الروايــة بأنهــا مســاهمة‬ ‫مهمــة فــي التــراث األدبــي العالمــي‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫الملف الفيلي‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫فيلي ‪ /‬ا ‪ .‬د ‪ .‬قاسم المندالوي‬

‫‪ -‬القسم االول ‪-‬‬

‫يف هــذه الحلقــة ومــا بعدهــا نقــدم‬ ‫مشــاهري الكــورد الفيليــة واللــور املوســيقيني‬ ‫واملغنــن‪ ،‬ومعظمهــم مــن مدينــة كرماشــان‬ ‫«شــعلة مضيئــة» للفــن الكــوردي االصيــل يف‬ ‫رشق كوردســتان‪ ،‬وهــي ثالــث أكــر مدينــة‬ ‫ناطقــة باللغــة الكورديــة بعــد «ديــار بكــر»‬ ‫يف شــال كوردســتان و»اربيــل» يف اقليــم‬ ‫كوردســتان‪.‬‬ ‫الفنــان الراحــل « عــي اكــر مــرادي «‬ ‫ولــد يف كرماشــان عــام ‪ 1957‬وهــو ملحــن‬ ‫و موســيقار وخبــر يف العــزف عــى الــة‬ ‫الطنبــور ‪ ،‬و ملوســيقى الصوفيــة الكالســيكية‬

‫‪ ،‬ويعتــر « مــرادي « املعلــم االول‬ ‫للموســيقى الدينيــة و املقامــات الكورديــة‪.‬‬ ‫بــدا مشــواره املوســيقي والغنــايئ يف ســن‬ ‫مبكــر ‪ ،‬و تعلــم مجموعــة مقامــات كورديــة‬ ‫و العــزف عــى الــة الطنبــور وبــارشاف‬ ‫نخبــة مــن كبــار املوســيقني الكــورد امثــال‬ ‫« مــرزا ســيد عــي كافشــيان و كايك اللــه‬ ‫مــراد حميــدي و ســيد فــايل حســيني ‪..‬‬ ‫عــام ‪ 1971‬اصــدر اول البــوم موســيقي يف‬ ‫كرماشــان ‪ ،‬ثــم اصــدر البــوم آخــر مــن ‪7‬‬ ‫قطــع موســيقية بالعناويــن التاليــة ‪ :‬ارزوي‬ ‫وصــل ‪ ،‬باييــز ‪ ،‬نــور بــاده ‪ ،‬جــام رشاب ‪،‬‬ ‫اواز اللــه ويــى ‪ ،‬دالرام و ادامــه اواز اللــه‬ ‫ويــى ‪ ،‬وخــال مســرته الفنيــة اصــدر‬ ‫اكــر مــن ‪ 72‬البومــا ملوســيقى املقامــات‬ ‫و موســيقى الفلكلــور وموســيقى العشــق‬ ‫وغريهــا عــى الــة الطنبــور ‪ ..‬عــام ‪1981‬‬ ‫شــارك مــع الفنــان الكــوردي املعــروف «‬ ‫شــهرام ناظــري « يف جولــة فنيــة لبعــض‬ ‫دول اوربيــة « املانيــا و فرنســا و انكلــرا‬ ‫وغريهــا ويف امريــكا الشــالية قدمــوا اغــاين‬ ‫وموســيقى كورديــة متنوعــة يف االحتفــاالت‬ ‫املوســيقية العامليــة يف مدينــة نيويــورك‪.‬‬ ‫عــام ‪ 2006‬شــارك يف االحتفــال املوســيقي‬ ‫العاملــي مبدينــة ســان فرانسيســكو وقــدم‬ ‫برنامــج خــاص يف قســم « صــوت كوردســتان‬ ‫« وانتــر اعاملــه املوســيقية يف امريــكا‬ ‫واخــذ حي ـزا واســعا يف الصحافــة االمريكيــة‬ ‫و مجــات عامليــة ‪ ،‬و اختري»مــرادي «‬ ‫مــن قبــل املجلــة الربيطانيــة للموســيقى‬ ‫كواحــد مــن املوســيقني املشــهورين مــن‬ ‫بــن ‪ 50‬موســيقارعاملني يف العــزف عــى‬ ‫الــة الطنبــور الكــوردي ‪ ..‬واصبــح « م ـرادي‬ ‫« فنانــا كورديــا معروفــا عامليــا ‪ ،‬ويف عــام‬ ‫‪ 2012‬اصــدار يف كرماشــان كتــاب بعنــوان «‬ ‫طريقــة العــزف عــى الــة الطنبــور» ‪ ..‬تــويف‬ ‫الفنــان « عــي اكــر مــرادي « عــن عمــر‬ ‫يناهــز ‪ 64‬ســنة ودفــن جثامنــه يف كرماشــان‬ ‫مســقط راســه ‪. .‬‬ ‫الفنــان « كيخــرو بورناظــري ‪ -‬موســيقي و‬

‫‪25‬‬

‫مغنــي عاملــي ‪ ،‬ولــد ســنة ‪ 1945‬يف مدينــة‬ ‫« كرماشــان « بعــض املصــادر يذكــر عــام‬ ‫‪ « 1951‬تعلــم العــزف منذ طفولتــه عىل الة‬ ‫التــار وتعلــم الشــعر و االدبيــات الفارســية‬ ‫القدميــة مــن امــه وتعمــق يف دراســة تاريــخ‬ ‫وفــن اي ـران ملــدة ‪ 12‬ســنة ‪ ،‬وخــال ‪1973‬‬ ‫اىل ‪ 1979‬بــدأ يتعلــم النغــات املوســيقية‬ ‫الكورديــة و التقليديــة‪.‬‬ ‫عــام ‪ 1980‬اســتطاع تأســيس اول فرقــة‬ ‫موســيقية باســم « شــمس « وكانــت‬ ‫للطنبــور الكورديــة دورا كبــرا فيهــا ‪ ،‬و كان‬ ‫الفنــان « بــور ناظــري « بهــدف اىل احيــاء‬ ‫فــن الــة الطنبــور القديــم ‪ ..‬واصــدرت فرقــة‬ ‫شــمس البــوم باســم « صــداي ســخن عشــق‬ ‫ اي صــوت كالم العشــق « وبصــوت شــهرام‬‫ناظــري ‪ ،‬ثــم اصــدرت هــذه الفرقــة البــوم‬ ‫اخــر» مبشــاركة كل مــن « بــور ناظــري‬ ‫وشــهرام ناظــري « و باســم « حــراين ‪ -‬اي‬ ‫حريانــه « ‪ ،‬ويف اواخــر عــام ‪ 1992‬و مبشــاركة‬ ‫ولديــه « تهمــورس و ســهراب يف « فرقــة‬ ‫شــمس « ســجلوا عــدد كبــر مــن االغــاين‬ ‫‪ ،‬وســتطاع الفنــان « بــور ناظــري « خــال‬ ‫مســرته الفنيــة تســجيل اكــر مــن ‪300‬‬ ‫كنــرت‪ ،‬وقدمــت فرقــة شــمس عــدد مــن‬ ‫حفــات موســيقية و غنائيــة خــال جوالتــه‬ ‫يف عواصــم اورربيــة « باريــس وبرلــن‬ ‫واســتوكهومل و لنــدن وغريهــا مــن الــدول‬ ‫االوربيــة «‪.‬‬ ‫يقــول بورناظــري « اخــرت الطنبــور النــه‬ ‫الــة روحيــة كان عملنــا يف البدايــة خــارج‬ ‫ايــران ولكــن تدريجيــا عدنــا اىل وطننــا‬ ‫وتابعنــا مرشوعنــا فادخلنــا الطنبــور اىل‬ ‫مناطــق كانــت تجهلــه ‪ ،‬واليــوم تعــزف‬ ‫فرقتنــا مقطوعــات مكتوبــة خصيصــا اللــة‬ ‫الطنبــور فضــا عــن موســيقى تقليديــة‬ ‫فارســية وكورديــة ‪ ..‬ثــم يضيــف ‪ ..‬التحــق‬ ‫بفرقتــي ولــداي تهمــورس ‪ 1977‬وســهراب‬ ‫‪ 1982‬ادخــا عليهــا االت مثــل العــود‬ ‫و التــار و الســينار ‪ ...‬انتهــى االقتبــاس «‬ ‫واليــزل الفنــان العمــاق « كيخــرو بــور‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫الملف الفيلي‬

‫ناظــري « يف اوج نشــاطه وعطائــه الفنــي‬ ‫املرمــوق ‪. .‬‬ ‫الفنــان « شــهرام ناظــري « ولــد يف كرماشــان‬ ‫عــام ‪ « 1949‬بعــض املصــادر يذكــر عــام‬ ‫‪ 1950‬و عــام ‪ ، 1951‬وهو مغني وموســيقار‬ ‫عاملــي اشــتهر باالغــاين التقليديــة الكورديــة‬ ‫و الفارســية « قــدم اول اغنيــة يف اذاعــة‬ ‫كرماشــان ثــم غنــى يف االذاعــة و تلفزيــون‬ ‫ايـران ‪ ،‬ويف عــام ‪ 1966‬انتقــل اىل « طهران «‬ ‫و تعلــم املوســيقى عــى ايــدي اشهراســاتذة‬ ‫املوســيقى الفارســية « عبــد اللــه دوامــي‬ ‫و نورعــي بورمنــد و محمــود كرميــي « و‬ ‫اتقــن العــزف عــى كل االالت املوســيقية‬ ‫و اشــتهر باملقامــات و االغــاين التقليديــة‬ ‫واالســتعراضية الكورديــة والفارســية‪.‬‬ ‫ويعتــر الفنــان « شــهرام ناظــري « صاحــب‬ ‫الثــورة الفنيــة للموســيقى « العرفانيــة‬ ‫« حيــث ربــط الــراث الشــعري القديــم‬ ‫باســلوب كالســييك معــارص مســتندا مــن‬ ‫ابيــات شــعراء كبــار امثــال ‪ :‬جــال الديــن‬ ‫الرومــي و حافــظ الشــرازي و الخيــام‬ ‫و العطــار و الســعدي وشــمس تربيــزي‬ ‫وغريهــم « مضيفــا الونــا مــن الشــعر‬ ‫الكــوردي القديــم وباللهجــة الفيليــة و‬ ‫اللوريــة ‪ ..‬بــدا مشــواره الفنــي يف بدايــة‬ ‫الســبعينات مــن القــرن املــايض ‪ ،‬وقــدم‬ ‫حفــات غنائيــة و موســيقية يف كرماشــان و‬ ‫طهـران مبناســبات وطنيــة و تراثيــة ســنويا ‪،‬‬ ‫وقــدم حفــات موســيقية وغنائيــة يف اشــهر‬ ‫قاعــات عامليــة يف امريــكا و اوربــا ‪ ،‬ويعــد‬ ‫الفنــان « شــهرام ناظــري « مــن منشــدي‬ ‫ايــران االكــر شــهرة ‪ ،‬وقــد غنــى الحــان‬ ‫نخبــة مــن كبــار املوســيقني امثــال ‪ :‬حســن‬ ‫عــي زاده و جليــل شــهناز وفرامــرز بايــور‬ ‫وغريهــم ‪ ..‬وقــام بتلحــن وغنــاء العديد من‬ ‫القصائــد الصوفيــة لجــال الديــن الرومــي‬ ‫وحافــظ و العطــار وغريهــم ‪ ،‬ويــرف عــى‬ ‫تلحــن و توزيــع ســيمفونية مســتندة مــن‬ ‫ملحمــة الفــردويس « الشــاهنامه « ويعتــر‬ ‫« شــهرام ناظــري « اول منشــد الــذي قــام‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫بتلحــن شــعر جــال الديــن الرومــي منــذ‬ ‫‪ 35‬عامــا ‪.‬‬ ‫واصــدر حتــى اليــوم اكــر مــن ‪ 40‬البومــا‬ ‫‪ ،‬ومــن اشــهرالبوماته « كل صدبــرك «‬ ‫اي الــوردة ذات التبــات املائــة « الــذي‬ ‫لقــي نجاحــا كبــرا للموســيقى الصوفيــة‬ ‫والتقليديــة الفارســية ‪ ،‬و مــن البوماتــه‬ ‫االخــرى املشــهورة مــا يــي « از صــداي‬ ‫ســخن عشــق نديــدم خــوش تــر « اي مل ارى‬ ‫احــا مــن صــوت كالم الحــب « والبومــه‬ ‫« شــور رومــي ‪ ،‬اي اشــحان الرومــي « و‬ ‫البومــه « ال لــه بهــار « والبومــه « نــوروز‬ ‫« والبومــه « يــاد كار دوســت « و البومــه‬ ‫« يب ق ـرار « و البومــه « بــاد صباحــي آيــد‬ ‫« والبومــه « زمســتان « والبومــه « امــر‬ ‫كبــر « وقــدم اغنيــة مشــهورة مبناســبة‬ ‫اعيــاد نــوروز بعنــوان « مــن جزانــم « اي ال‬ ‫اعــرف ‪ -‬مزيــج مــن املوســيقى الرشقيــة مــع‬ ‫ايقاعــات غربيــة ‪ ،‬ويف عــام ‪ 2007‬حصــل‬ ‫عــى اعــى شــهادة لــادب و الفــن مــن‬ ‫فرنســا ونــال جائــزة احســن فنــان يف اســيا‬ ‫مــن قبــل منظمــة االمــم املتحــدة وحصــل‬ ‫عــى جائــزة الحســن موســيقار يف العــامل يف‬ ‫املوســيقى العرفانيــة الكالســيكية يف املغــرب‬ ‫‪ ،‬وحصــل ايضــا عــى جائــزة « االســطورة‬ ‫الحيــة « مــن جامعــة كاليفورنيــا ‪ -‬امريــكا‬ ‫‪ ،‬واطلقــت عليــه جريــدة نيويــورك تاميــز‬ ‫لقــب « العندليــب الفــاريس « وحصــل عــى‬ ‫لقــب « بافــارويت ايــران « مــن جريــدة «‬ ‫كريســتيان ســاينس مونيــر « و حســب‬ ‫تقييــم نقــاد الفــن يعتــر مــن افضــل‬ ‫املبدعــن يف رقــي االغنيــة الرتاثيــة العرفانيــة‬ ‫‪ ..‬الفنــان العاملــي « شــهرام ناظــؤي « قــدم‬ ‫اكــر عطــاء موســيقي وغنــايئ كــوردي‬ ‫وفــاريس للشــعب الكــوردي وللشــعوب‬ ‫االيرانيــة وللعــامل ‪ ،‬وتــرك ثــروة موســيقية‬ ‫وغنائيــة ال تقــدر باالمثــان ‪ ..‬وال يــزال‬ ‫الفنــان العاملــي « شــهرام ناظــري « يف اوج‬ ‫نشــاطه الفنــي و للوقــت الحــارض‪.‬‬ ‫الفنــان املرحــوم « ســيد خليــل عــي نجــاد «‬

‫وبالفارســية « ســيد خليــل عــايل نـزاد « ولــد‬ ‫يف كرماشــان ســنة ‪ 1968‬مــن عائلــة فيليــة ‪،‬‬ ‫وهــو مغنــي و موســيقي ‪ ،‬تعلــم العزف عىل‬ ‫الــة الطنبــور عــى ايــدي موســيقني كبــار «‬ ‫ســيد امراللــه شــاه ابراهيمــي و درويــش‬ ‫امــر حيــايت و ســيد عابديــن خادمــي « ‪..‬‬ ‫درس املوســيقى يف جامعــة طهــران خــال‬ ‫الســبعينيات القــرن املــايض و كتــب‬ ‫اطروحتــه بعنــوان « الطنبورمــن البدايــة‬ ‫حتــى االن « ونــال شــهادة بكلوريــوس ‪..‬‬ ‫بــدا مســرته الفنيــة عــام ‪ 1980‬واســتمر يف‬ ‫العطــاء لغايــة ‪ 2001‬واشــتهر بالعــزف عــى‬ ‫الــة الطنبــور الكورديــة بطريقــة «روحانيــة‬ ‫« واصبــح خــال القــرن العرشيــن العــازف‬ ‫االول عــى الطنبــور يف اي ـران و كوردســتان‬ ‫و لقــب بالزعيــم الروحــي الهــل الحــق‬ ‫الصوفيــة ‪ ،‬ويف بدايــة مشــواره املوســيقية‬ ‫و الغنائيــة انضــم اىل فرقــة « شــمس‬ ‫الصوفيــة « وامتلــك شــعبية واســعة يف‬ ‫جميــع مناطــق ايـران و كوردســتان الغانيــه‬ ‫الدينيــة و الروحيــة وكان اغلبهــا يف مــدح‬ ‫« االمــام عــي بــن ايب طالــب « ع « وال‬ ‫البيــت الطاهريــن « وكانــت معظــم اغانيــه‬ ‫مــن اشــعار « جــال الديــن الرومــي « منهــا‬ ‫« انــن مســتان « و اشــك بــرده در ‪ -‬اي‬ ‫دمــوع يف االســتار ‪ -‬شــعر حافــظ الشــرازي‬ ‫« و الحــق مــددي ‪ -‬مــوالي نظــري ‪ -‬حيــدر‬ ‫مــددي ‪ -‬مــن اشــعار جــال الديــن الرومــي‬ ‫« و يتضمــن البومــه ايضــا اغــاين مشــهورة‬ ‫اخــرى منهــا « كــول خــار اي ‪ -‬اي الزهــرة‬ ‫الشــائكة « وهــي مــن اشــعار فيليــة قدميــة‬ ‫جميلــة و باللهجــة الفيليــة و اغنيــة «‬ ‫كنــدم ‪ -‬اي الحنطــه او القمــح « للشــاعر‬ ‫جــال الديــن الرومــي « والتــي عــرت عــن‬ ‫الحــب و االنســان واصالتــه ‪ ،‬و البومــه «‬ ‫حــراين « مــن الحــان الفنــان « بــور ناظــري‬ ‫« يتضمــن اغنيــة اللوريــة « يــاوران ‪ -‬اي‬ ‫اصدقــاء او احبــاء « والبومــه « بهــاران‬ ‫ابيــدار ‪ -‬اي الربيــع املمطــر « مــن تلحــن‬ ‫املوســيقار « هوشــنك كامــكار ‪ -‬عضــو‬

‫فــي عــام ‪ 2007‬حصــل علــى اعلــى شــهادة لــادب و الفــن مــن فرنســا‬ ‫ونــال جائــزة احســن فنــان فــي اســيا مــن قبــل منظمــة االمــم المتحدة‬ ‫وحصــل علــى جائــزة الحســن موســيقار فــي العالــم فــي الموســيقى‬ ‫العرفانيــة الكالســيكية فــي المغــرب ‪ ،‬وحصــل ايضــا علــى جائــزة «‬ ‫االســطورة الحيــة « مــن جامعــة كاليفورنيــا ‪ -‬امريــكا‬ ‫فرقــة كامــكاران الكورديــة العامليــة « ‪ ،‬ويف‬ ‫منتصــف الثامنينــات مــن القــرن املــايض‬ ‫اســس فرقــة موســيقية باســم « فرقــة بابــا‬ ‫طاهــر املوســيقية « املشــهورة يف ايــران‬ ‫وكوردســتان و خاصــة يف محافظــة كرماشــان‬ ‫وايــام « ويف نهايــة الثامنينــات انتقــل اىل‬ ‫طه ـران ثــم اىل الســويد و اغتيــال يــوم ‪18‬‬ ‫‪ 2001 / 11 /‬يف مدينــة غوتنــرغ الســويدية‬ ‫وتــم احـراق جثتــه ‪ ،‬وتتجــه اصابــع االتهــام‬ ‫اىل عمــاء الحكومــة االيرانيــة يف الســويد‬ ‫والــيء املوســف جــدا اهــال الحكومــة‬ ‫الســويدية للقبــض عــى مرتكبــي هــذه‬ ‫الجرميــة البشــعة و تقدميهــم للعدالــة‬ ‫لياخــذوا جزائهــم ‪ ،‬و نقلــت جثامنــه‬ ‫الطاهــرة اىل ايــران و دفــن يف كرماشــان ‪-‬‬ ‫مســقط راســه ‪. .‬‬ ‫الفنــان « كيهــان كلهــر عــي « موســيقار و‬ ‫ملحــن ومغنــي كــوردي مشــهور عامليــا ‪...‬‬ ‫هنــاك اختــاف يف ســنة ومــكان والدتــه‬ ‫حيــث يذكــر بعــض املصــادر ســنة الــوالده‬ ‫يــوم ‪ 1964 / 11 / 24‬يف كوردســتان اي ـران‬ ‫« ااملوســوعة الحــرة ‪ -‬ويكبيديــا النســخة‬ ‫االنكليزيــة « و يف مصــدر اخــر نجــد بانــه‬ ‫ولــد عــام ‪ 1947‬يف طهــران ومــن عائلــة‬ ‫كورديــة ويف مصــدر ثالــث نجــد انــه ولــد‬ ‫عــام ‪ 1963‬يف مدينــة كرماشــان و عــى‬ ‫الرغــم مــن هــذا االختــاف يف والدة هــذا‬ ‫املوســيقار الكــوردي العاملــي ‪ ،‬اال انــه مــن‬ ‫املوســيقني الكــورد الفيليــة الــذي اكتســب‬ ‫شــهرة عامليــة ‪ ،‬وكان يجيــد الفارســية فضــا‬ ‫عــن لغــة االم « الكورديــة « بــدا تعليــم‬ ‫املوســيقى وهــو يف عمــر ‪ 7‬ســنوات ‪،‬‬ ‫وكان موهوبــا وممي ـزا يف العــزف عــى الــة‬

‫كمنجــة « وهــي االلــة الرئيســة و املفضلــة‬ ‫لــه « وقــد امتلــك افقــا واســعا للموســيقى‬ ‫و العــزف عــى عــدة االت موســيقية اخــرى‬ ‫مثــل « الــة الطنبــور و ســه تــار وشــاه‬ ‫كــان « ‪ ،‬ويف عمــر ‪ 13‬ســنة انضــم اىل‬ ‫االوكســر الوطنــي يف راديــو و تلفيزيــون‬ ‫اي ـران وشــارك يف اول حفــل لــه يف االذاعــة‬ ‫بطهــران‬ ‫واســتمر يف اتقــان فنــون العــزف املوســيقي‬ ‫بــارشاف اســاتذة و مرشــدين ايرانــن امثــال‬ ‫املغنــي واملوســيقي العاملــي املرحــوم «‬ ‫محمــد رضــا شــجريان « ‪ ..‬تــرك ايــران‬ ‫متوجهــا اىل ايطاليــا لغــرض دراســة‬ ‫املوســيقى يف « رومــا « ثــم ســافر اىل كنــدا‬ ‫و درس املوســيقى يف جامعــة « كارلتــون «‬ ‫يف مدينــة « اوتــاوا « ‪ ،‬وبعــد ‪ 4‬ســنوات مــن‬ ‫ســفره قتــل « ابويــه و شــقيقه « يف « هجوم‬ ‫صاروخــي عراقــي خــال الحــرب العراقيــة‬ ‫ االيرانيــة ‪ ،‬و بعــد تخرجــه مــن جامعــة‬‫اوتــاوا يف كنــدا توجــه اىل الواليــات املتحــدة‬ ‫االمريكيــة و اقيــم يف نيويــورك واســتمر‬ ‫يف مشــواره املوســيقي « العــزف عــى الــة‬ ‫كمنجــه « ‪ ،‬واصبــح لــه شــهرة موســيقية‬ ‫عامليــة ‪ ..‬عــام ‪ 1990‬اصــدر البــوم موســيقي‬ ‫مســتقل ‪ .. ،‬وحصــل عــى ثــاث جوائــز‬ ‫الفضــل ترشــيحات لالبومــات املوســيقى‬ ‫العاملــي التقليــدي ‪ ،‬وحصــل ايضــا عــى‬ ‫ترشــيحني وفــاز بجائــزة « غرامــي « الفضــل‬ ‫البــوم موســيقى عاملــي واصبــح عضــو يف‬ ‫فرقــة « طريــق الحريــر « وقــام بتاســيس‬ ‫فرقــة املوســيقى التجاريــة االيرانيــة «‬ ‫كولبيــل « و يعتــر الفنــان « كيهــان كلهــر‬ ‫عــي « رائــد يف دمــج املوســيقى التقليديــة‬

‫‪27‬‬

‫االيرانيــة مــع املؤثــرات الغربيــة ‪ ،‬وقــام‬ ‫بتاليــف وتلحــن املئــات مــن االغــاين ‪..‬‬ ‫عــام ‪ 2016‬شــارك يف حفلــة موســيقية عــى‬ ‫قاعــة « وحــدات « يف طهــران ‪ ،‬و شــارك‬ ‫ايضــا يف حفلــة موســيقية اقيمــت بلنــدن‬ ‫باالشــراك مــع الفنــان العاملــي « محمــد‬ ‫رضــا شــجريان « و الفنــان « حســن عــي‬ ‫زاده « و الفنــان « هاميــون شــجريان «‪..‬‬ ‫عــام ‪ 2017‬حــاز عــى جائــزة « غرامــي «‬ ‫اللبــوم بعنــوان « غنــي يل يف البيــت « ويف‬ ‫نفــس العــام املذكــور « ‪ « 2017‬رفضــت‬ ‫الســلطات االمريكيــة طلبــه « للمواطنــة يف‬ ‫امريــكا « فرجــع اىل اي ـران ‪ ،‬والي ـزال وهــو‬ ‫مســتمر يف مجــال عملــه املوســيقى ‪.‬‬ ‫املصــادر ‪ « - 1 :‬عــي اكــر مــرادي «‬ ‫ويكيبيديــا ‪ -‬املوســوعة الحــرة « االنكليزيــة‬ ‫« ‪ - 2 2022 / 7 / 12‬عــي اكــر مــرادي ‪-‬‬ ‫وكيبيديــا ‪ -‬املوســوعة الحــرة ‪2006 / 9 / 30‬‬ ‫‪ - 3‬جنــار بــايش « ســفراء االمــة الكورديــة‬ ‫« برامــج اورغــات ‪- 4 2010 / 8 / 29‬‬ ‫حــوار مــع املوســيقار « عــي اكــر م ـرادي‬ ‫« شــاهنامه كــوردي كلهــري فيــي ‪9 / 2‬‬ ‫‪ - 5 2010 /‬رويــد قررمــدايل « املوســيقى‬ ‫الكرديــة ‪ -‬تاريــخ طويــل « ‪2023 / 2 / 11‬‬ ‫يــو تيــوب ‪ - 6‬الفنــان كيهــان كلهــر ‪-‬‬ ‫ويكيبيديــا ‪ -‬املوســوعة الحــرة « االنكليزيــة‬ ‫« ‪ - 7‬كيخــرو بــور نــارضي ‪ -‬ويكيبيديــا‬ ‫ املوســوعة الحــرة ‪- 8 . 2023 / 9 / 29‬‬‫ترانيــم ‪ -‬كيخــرو بــور ناظــري ‪ -‬فيســبوك‬ ‫‪ - 9 « . 2006 2014 / 1 / 27‬شــهرام ناظري‬ ‫ويكيبيديــا ‪ -‬املوســوعة الحــرة ‪/ 10 ، 2‬‬‫‪ - 10 2023‬شــهرام ناظــري ‪ -‬ويكبيديــا ‪-‬‬ ‫املوســوعة الحــرة « االنكليزيــة « ‪9 / 11‬‬ ‫‪ - 11 2023 /‬موقــع « ايســنا « البــوم «‬ ‫نــور بــاده ‪ -‬موســيقي عــي اكــر مـرادي ‪17‬‬ ‫‪ /‬خــرداد ‪ - 12 1391 /‬ســيد خليــل عــي‬ ‫نجــاد ‪ -‬ويكيبيديــا ‪ -‬املوســوعة الحــرة‬ ‫‪ - 13 .. 2022 / 9 / 29‬ســيد خليــل عــايل‬ ‫ن ـزاد ‪ -‬كرديبيديــا ‪ - 14 .2008‬كرمانشــاه ‪-‬‬ ‫ويكيبيديــا ‪ -‬املوســوعة الحــرة ‪2023 / 7 / 3‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪29‬‬

‫وصف موقع «سكرين ديلي»‬ ‫البريطاني المتخصص بعالم‬ ‫االفالم والسينما‪ ،‬فيلم «اخفاء‬ ‫صدام حسين» للمخرج الكوردي‬ ‫هلكوت مصطفى‪ ،‬بأنه «مقنع‬ ‫وواقعي»‪ ،‬وبمثابة رواية تاريخية‬ ‫ترصد مرحلة اختباء الرئيس العراقي‬ ‫المخلوع في العام ‪ ،2003‬والمزارع الذي‬ ‫آواه‪ ،‬ما يمنح الفيلم قيمة سياسية‬ ‫وثقافية كبيرة‪.‬‬

‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫مخرج كوردي يستيعد بحرفية سينمائية‬

‫أيام اختباء صدام في حفرة تكريت‬

‫وذكــر التقريــر الســيناميئ‪ ،‬الــذي نــر‬ ‫باللغــة االنجليزيــة‪ ،‬وترجمتــه‪ ،‬مجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬ان اعتقــال صــدام مــن قبــل‬ ‫القــوات االمريكيــة يف ديســمرب‪/‬كانون األول‬ ‫العــام ‪ 2003‬بعــد مطــاردة ملــدة ‪ 9‬شــهور‪،‬‬ ‫متثــل قصــة جــرت عــى مــرأى ومســمع كل‬ ‫العــامل‪ ،‬وان العثــور عليــه مختبئــا يف الحفــرة‬ ‫الصغــرة يف مزرعــة بالقــرب مــن مســقط‬ ‫رأســه يف تكريــت‪ ،‬بعيــدا عــن قصــوره‬ ‫الرئاســية الفخمــة‪ ،‬عــززت مــن جوانــب‬ ‫االنبهــار العاملــي بذلــك الحــدث‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل انــه بعــد مــرور عقديــن‬ ‫مــن الزمــن‪ ،‬متكــن املخــرج الكــوردي‬ ‫هلكــوت مصطفــى مــن تســليط الضــوء‬ ‫مجــددا عــى هــذه األحــداث مــن خــال‬ ‫وجهــة نظــر املـزارع عــاء نامــق‪ ،‬الــذي آوى‬ ‫صــدام حســن طــوال ‪ 235‬يومــا‪ ،‬مضيفــا أن‬ ‫الفيلــم يجمــع مــا يشــبه االعــراف املبــارش‬ ‫امــام الكامــرا‪ ،‬مــع األعــال الدراميــة‬ ‫ومشــاهد األرشــيف‪ ،‬مــا يجعــل مــن «اخفاء‬ ‫صــدام حســن» فيلــا مقنعــا وواقعيــا‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل االهتــام القــوي بالفيلم‬ ‫خصوصــا ان حــرب العــراق ثــم ظهــور‬ ‫تنظيــم داعــش الحقــا‪ ،‬ال تــزال قضيــة‬ ‫ســاخنة‪ ،‬مضيفــا ان الروايــة التاريخيــة‬ ‫مــن منظــور الشــخص األول لهــا متثــل‬ ‫قيمــة سياســية وثقافيــة كبــرة‪ ،‬مشــرا اىل‬ ‫انــه ايضــا فيلــم وثائقــي يتميــز بأنــه جيــد‬ ‫البنــاء وآرس وحــريف‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن عــاء نامــق ظهــر خــال‬ ‫املقابــات الصحفيــة املختلفــة التــي أجراهــا‬ ‫عــى مــر الســنني‪ ،‬كرجــل صــادق ومــردد‪،‬‬ ‫وفخــور وخجــول يف الوقــت نفســه مــن‬ ‫أفعالــه‪ ،‬وهــو يف الفيلــم ايضــا يظهــر‬ ‫بالصــورة نفســها‪ ،‬ويتحــدث خــال جلوســه‬

‫ا‬

‫ب‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫كــورديــــات‬

‫القرفصــاء مبــارشة اىل الكامــرا‪ ،‬وكثــرا مــا‬ ‫يخفــي وجهــه بــن يديــه‪ ،‬مضيفــا أن نامــق‬ ‫يحــاول التوفيــق بــن مــا يشــعر بــه إزاء‬ ‫تجربتــه هــذه مبســاعدة الرجــل الــذي ال‬ ‫يــزال يطلــق عليــه «ســيد»‪ ،‬وبــن اإلدانــة‬ ‫الواضحــة للعــامل األوســع‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إىل أن نامــق امــى ‪ 7‬شــهور‬ ‫يف ســجن أبــو غريــب‪ ،‬بســبب مــا قــام بــه‪،‬‬ ‫قبــل أن يطلــق رساحــه دون تهمــة‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر أن هلكــوت مصطفــى‬ ‫(الــذي تــم اختيــار فيلمــه «الكالســيكو»‬ ‫لعــام ‪ 2016‬ليكــون مرشــحا مــن العــراق‬ ‫لجائــزة األوســكار) يحــاول هــو اآلخــر‪ ،‬مــن‬ ‫خــال الفيلــم‪ ،‬التوفيــق مــا بــن مشــاعره‬ ‫املتضاربــة‪ ،‬مذكــرا بــأن املخــرج الكــوردي‬ ‫اضطــر اىل الفــرار مــن العــراق بعــد أن‬ ‫تســبب قمــع صــدام حســن برحيــل أو قتــل‬ ‫او اختفــاء ‪ 180‬الفــا مــن الكــورد‪.‬‬ ‫واضــاف التقريــر ان مصطفــى‪ ،‬بعدمــا‬ ‫اســتقر يف هولنــدا‪ ،‬بــدأ عمليــة البحــث‬ ‫عــن نامــق يف العــام ‪ ،2011‬وتطلــب منــه‬ ‫األمــر عامــن قبــل أن يجــده‪ ،‬ثــم ‪ 3‬اعــوام‬ ‫اخــرى ليتمكــن مــن روايــة قصتــه‪ ،‬كــا‬ ‫أن التصويــر تأخــر لعــدة ســنوات بســبب‬ ‫ظهــور داعــش‪ ،‬لكــن مصطفــى بقــي عازمــا‬ ‫عــى محاولــة فهــم مــن هــو صــدام حســن‬ ‫كشــخص‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر إىل أنــه يف حــن ال ميكــن‬ ‫تجاهــل الجانــب الســيايس السياســة‬ ‫مــن الروايــة بالكامــل‪ ،‬اال ان مصطفــى‬ ‫متكــن أيضــا مــن اظهــار جانــب غــر مــريئ‬ ‫لوحشــية هــذه الشــخصية‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ان روايــة نامــق تعكــس‬ ‫انفتاحــه عــى روايــة األحــداث مــن‬ ‫ذكرياتــه‪ ،‬وهــي تــراوح بــن رتابــة طهــي‬ ‫وجبــات الطعــام‪ ،‬وقــص الشــعر ومتضيــة‬ ‫الوقــت‪ ،‬إىل زيــارات املســؤولني البارزيــن‪،‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪31‬‬

‫رواية األحداث من‬ ‫ذكرياته ترتاوح بني‬ ‫رتابة طهي وجبات‬ ‫الطعام‪ ،‬وقص الشعر‬ ‫وتمضية الوقت‪ ،‬إلى‬ ‫زيارات المسؤولني‬ ‫البارزين‪ ،‬الذين كان‬ ‫صدام حسني يخطط‬ ‫معهم لالسرتاتيجيات‬ ‫العسكرية‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك عدي وقصي‬ ‫قبل مقتلهما على يد‬ ‫القوات االمريكية‪.‬‬

‫الذيــن كان صــدام حســن يخطــط معهــم‬ ‫لالســراتيجيات العســكرية‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬ ‫عــدي وقــي قبــل مقتلهــا عــى يــد‬ ‫القــوات االمريكيــة‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان نامــق يــرح يف‬ ‫الفيلــم كيــف انــه عندمــا كان وقتهــا يبلــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ 32‬ســنة‪ ،‬ولديــه أربعــة أطفــال‪،‬‬ ‫فوجــئ خــال احــدى الليــايل بزيــارة صــدام‬ ‫حســن وحاشــيته الصغــرة‪ ،‬حيــث مل مينحوه‬

‫أي خيــار ســوى املســاعدة يف إخفــاء حســن‬ ‫عــن القــوات األمريكيــة‪.‬‬ ‫ويتذكــر نامــق قول صــدام «أنــا قنبلــة‪ ،‬وإذا‬ ‫انفجــرت‪ ،‬فســوف انهيــك أنــت وعائلتــك»‪.‬‬ ‫كــا يقــر يف الفيلــم بأنــه كان يشــعر‬ ‫بالخــوف‪ ،‬وامنــا ايضــا شــعوره بالواجــب مــن‬ ‫أجــل رعايــة صــدام حســن‪ ،‬لكنــه يقــول‬ ‫انــه مل تكــن لديــه معرفــة عــن الترصفــات‬ ‫الديكتاتوريــة لصــدام‪ ،‬مضيفــا انــه ايضــا‬

‫كان يطبــق عــرف التقاليــد العربيــة برعايــة‬ ‫ضيوفــه‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فإنــه خــال هــذه‬ ‫الشــهور‪ ،‬اصبحــت هنــاك عالقــة وثيقــة‬ ‫وقرسيــة‪ ،‬وأمــى نامــق القليــل مــن‬ ‫الوقــت مــع عائلتــه النــه اصبــح ســائق‬ ‫صــدام حســن ومصفــف شــعره‪ ،‬وطاهيــه‪،‬‬ ‫ومبثابــة صديقــه املقــرب‪ .‬كــا يقــر نامــق يف‬ ‫الفيلــم أنــه نظـرا لهــذا التقــارب بينــه وبــن‬

‫الرئيــس املخلــوع‪ ،‬فانــه كان لديــه األمــل‬ ‫بــأن يصبــح «اليــد اليمنــى» لصــدام حســن‬ ‫عندمــا يعــود اىل الســلطة‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر باإلشــارة إىل أن نامــق‬ ‫يقــاوم وهــو يــروي ذكرياتــه هــذه‪ ،‬املبالغــة‬ ‫الدراماتيكيــة لألحــداث‪ ،‬كــا ان املشــاهد‬ ‫األرشــيفية جــرى اختيارهــا بعنايــة لتظهــر‬ ‫جانبــي الــراع وبعضهــا مــن الصعــب‬ ‫مشــاهدتها‪ ،‬وهــو مــا يســاهم يف تفســر‬

‫شــعور نامــق‪ ،‬بأنــه عــى الرغــم مــن‬ ‫املكافــأة البالغــة ‪ 25‬مليــون دوالر العتقــال‬ ‫صــدام حســن‪ ،‬إال أنــه كان يشــعر بــرورة‬ ‫حاميــة رئيســه‪ ،‬رغــم كلفتهــا الشــخصية‬ ‫الكبــرة املحتملــة عليــه‪.‬‬ ‫والفيلــم مــن إنتــاج رشكــة «هــن فيلــم»‪،‬‬ ‫واملنتجــون هــم هلكــوت مصطفــى‪ ،‬وجــن‬ ‫هيجلتنيــس واندريــس هريســن‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫انتقدت مجلة «ريزون»‬ ‫األمريكية استمرار تمسك‬ ‫إدارات البيت األبيض بتواجد‬ ‫قوات الواليات المتحدة في‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وخصوص ًا في سوريا‪ ،‬من‬ ‫دون تحديد طبيعة مهمتها‪،‬‬ ‫ما يعرض حياة الجنود‬ ‫للخطر كونهم في مواقع‬ ‫منعزلة ومكشوفة لهجمات‬ ‫الميليشيات التي تدعمها‬ ‫إيران في العراق وسوريا‬ ‫مع ًا‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫سيـــاســـــة‬

‫واعتــرت املجلــة يف تقريــر ترجمتــه مجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫سياســة الرئيــس األمريــي جــو بايــدن‪ ،‬مثلــا قــال يف ‪7‬‬ ‫ترشيــن الثــاين‪ /‬نوفمــر الجــاري حــول التزامــه املقــدس‬ ‫بالقــوات األمريكيــة يف العـراق وســوريا‪ ،‬تنتهــك بالفعــل‬ ‫واجباتــه األكــر قدســية كقائــد أعــى للقــوات املســلحة‬ ‫والتــي تتمثــل يف إعطــاء قواتــه مهمــة واضحــة وقابلــة‬ ‫للتحقيــق وعــدم تركهــم كأهــداف ســهلة‪.‬‬ ‫جنود بال مهمة‬ ‫وعــى ســبيل املثــال‪ ،‬قــال التقريــر إنــه ال يوجــد وصــف‬ ‫آخــر للــدور املنــوط بـــ‪ 900‬جنــدي أمريــي يف ســوريا‪،‬‬ ‫مذكـراً بأنــه مــع انهيــار تنظيــم داعــش يف العــام ‪،2018‬‬ ‫وإعــان الرئيــس الســابق دونالــد ترامــب «أننــا هزمنــا‬ ‫داعــش يف ســوريا‪ ،‬وهــذا هــو الســبب الوحيــد لوجودنــا‬ ‫هنــاك»‪ ،‬مضيف ـاً أنــه ســيكون هنــاك انســحاب «كامــل‬ ‫ورسيــع» للقــوات األمريكيــة مــن هــذا البلــد‪ ،‬فــإن‬ ‫وزيــر دفاعــه جيــم ماتيــس‪ ،‬ومعلمــه يف الــرق األوســط‬ ‫بريــت ماكغــورك‪ ،‬الــذي أصبــح اآلن مرشــداً لبايــدن يف‬ ‫املنطقــة‪ ،‬اســتقاال احتجاج ـاً‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إىل أنــه بعــد هاتــن االســتقالتني‪،‬‬ ‫ضغــط البنتاغــون‪ ،‬ومستشــار األمــن القومــي وقتهــا‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫جــون بولتــون‪ ،‬ورئيــس الــوزراء اإلرسائيــي بنيامــن نتنياهــو‪ ،‬وامللــك األردين‬ ‫عبــد اللــه‪ ،‬عــى ترامــب مــن أجــل إبقــاء قواتــه يف ســوريا‪ ،‬وهــو مــا فعلــه‪،‬‬ ‫بينــا كــذب عليــه مبعوثــه إىل ســوريا م ـراراً حــول عــدد القــوات املوجــودة‬ ‫يف ســوريا‪ ،‬ووصــل األمــر بالنســبة لرتامــب إىل ترديــد مقولــة «نحــن خــارج‬ ‫ســوريا‪ ،‬بخــاف أننــا احتفظنــا بالنفــط‪ .‬أنــا احتفــظ بالنفــط»‪.‬‬ ‫لكــن التقريــر األمريــي قــال «إال إننــا مل نخــرج مــن ســوريا‪ ،‬ومل نســتحوذ عــى‬ ‫النفــط‪ ،‬بينــا تركــت القــوات األمريكيــة يف ســوريا مــن دون ترخيــص قانــوين‬ ‫محــي أو دويل»‪.‬‬ ‫الوضع العراقي‬

‫جيش بال مهمة‪..‬‬

‫وباملثــل‪ ،‬لفــت التقريــر إىل العــراق قائــ ًا‬ ‫إنــه بعدمــا كافحــت الحكومــة العراقيــة‬ ‫بقــوة مــن أجــل االلتـزام بــروط «اتفاقيــة‬ ‫وضــع القــوات» مــع الواليــات املتحــدة‬ ‫بــد ًال مــن منــح الجنــود األمريكيــن حصانــة‬ ‫مــن املالحقــات القضائيــة‪ ،‬قامــت إدارة‬ ‫بــاراك أوبامــا بتقليــص الوجــود األمرييك إىل‬ ‫مــا نحــو خمســة آالف جنــدي مــع حلــول‬ ‫الوقــت الــذي تــرك فيــه منصبــه‪.‬‬

‫فيـــلي‬

‫رؤية أمريكية‪ :‬بايدن خذل‬ ‫جنودنا في العراق وسوريا‬

‫وتابــع التقريــر أنــه مــا يــزال يف العــراق‬ ‫بضعــة آالف مــن الجنــود حالي ـاً‪ ،‬ويف إطــار‬ ‫مهمــة رســمية مــن أجــل محاربــة داعــش‪،‬‬ ‫مضيفــاً أن «الحقيقــة هــي أنهــم هنــاك‬ ‫لغــرض محاولــة الحــد مــن نفــوذ إي ـران»‪.‬‬ ‫وذكـ ّر التقريــر مبــا نرشتــه وكالــة «أسوشــيتد‬ ‫بــرس» األمريكيــة يف شــهر آذار‪ /‬مــارس‬ ‫املــايض عندمــا قالــت إن تنظيــم داعــش‬ ‫هــو «الســبب املعلــن الســتمرار وجــود‬ ‫القــوات األمريكيــة‪ ،‬إال أن الســبب الرئيــي‬ ‫هــو إيــران»‪.‬‬ ‫وبــن أن القــوات األمريكيــة يف العــراق‬ ‫وســوريا تجــد نفســها حاليــاً تحــت نــران‬ ‫الصواريــخ املســتمرة مــن امليليشــيات‪،‬‬ ‫املدعومــة يف الغالــب مــن إلي ـران‪ ،‬مضيف ـاً‬ ‫أن الجنــود األمريكيــن ينتــرون بأعــداد‬ ‫صغــرة عــر مســاحات شاســعة‪ ،‬ويف بعــض‬ ‫الحــاالت يف مناطــق نائيــة‪ ،‬بهــدف إحبــاط‬ ‫النفــوذ اإليـراين وخطــوط اإلمــداد يف جميــع‬ ‫أنحــاء املنطقــة‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫وأشــار إىل أنــه خــال األســابيع الثالثــة‬ ‫املاضيــة فقــط‪ ،‬كان هنــاك مــا ال يقــل عــن‬ ‫‪ 40‬هجومــاً عــى القــوات األمريكيــة‪ ،‬مــع‬ ‫تقاريــر عــن إصابــات يف الدمــاغ وإصابــات‬ ‫أخــرى لحقــت بـــ‪ 45‬أمريكي ـاً‪.‬‬ ‫حرب غزة واغتيال سليامين‬ ‫ولهــذا‪ ،‬تســاءلت املجلــة األمريكيــة‬ ‫عــن الســبب الــذي يجعــل إدارة بايــدن‬ ‫التــي تتغنــى بقدســية التزاماتهــا تجــاه‬ ‫الجنــود األمريكيــن‪ ،‬تعمــد إىل تقييــد‬ ‫القــوات األمريكيــة لتتحــول إىل «طعــم»‬ ‫للميليشــيات يف املنطقــة حيــث ينتــر‬ ‫الغضــب مــن الدعــم األمريــي للحملــة‬ ‫اإلرسائيليــة يف غــزة‪.‬‬ ‫ويف دعــوة إلعــادة الجنــود األمريكيــن إىل‬ ‫وطنهــم‪ ،‬حــذر التقريــر مــن أن بايــدن‬ ‫وإدارتــه يــدركان جيــداً طاملــا أنهــم يقدمون‬ ‫الدعــم لهــذه الحــرب‪ ،‬فــإن ذلــك يجعــل‬ ‫مــن الجنــود األمريكيــن أهدافـاً‪ ،‬مشــراً إىل‬ ‫أنــه كل يــوم هنــاك املزيــد مــن الهجــات‬ ‫الصاروخيــة عــى القــوات األمريكيــة‪ ،‬التــي‬ ‫تــم نســيانها منــذ فــرة طويلــة‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر أنــه يبــدو املســؤولني‬ ‫األمريكيــن ســعوا إىل التقليــل مــن حجــم‬ ‫اإلصابــات يف صفوفهــم متامــاً مثلــا قلــل‬ ‫ترامــب مــن أهميــة اإلصابــات التــي لحقــت‬ ‫بالجنــود األمريكيــن يف رد إيــران عــى‬ ‫اغتيــال اللــواء اإليــراين قاســم ســليامين‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر بالقــول إنــه يجــب عــى‬ ‫الرئيــس األمريــي أن «يســأل نفســه مــا إذا‬ ‫كانــت املهمــة التــي كلفهــم بهــا تســتحق‬ ‫هــذه املجازفــة بــأرواح العديــد مــن األفـراد‬ ‫الجنــود»‪ ،‬مضيفــاً أن أعظــم واجــب عــى‬ ‫القائــد األعــى للقــوات املســلحة هــو أن‬ ‫يحــدد املهمــة لقواتــه بوضــوح تــام‪ ،‬ومــا‬ ‫هــي طبيعــة احتــاالت التصعيــد‪ ،‬مؤكــداً‬ ‫أن بايــدن خــذل هــذه القــوات بشــكل‬ ‫ذريــع‪ ،‬ولهــذا فإنــه يجــب عليــه إعادتهــم‬ ‫إىل الوطــن‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫مقترح االستعانة‬ ‫بموقف للسيستاني‬ ‫لوقف حرب غزة‬

‫فيلي‬

‫استعاد موقع «سالون»‬ ‫األمريكي حادثة عراقية‬ ‫حصلت في النجف‬ ‫عام ‪ ،2004‬وكان زعيم‬ ‫التيار الصدري مقتدى‬ ‫الصدر طرفاً فيها خالل‬ ‫المواجهات المسلحة‬ ‫مع القوات األمريكية‬ ‫والعراقية‪ ،‬وتدخل فيها‬ ‫المرجع الشيعي األعلى‬ ‫السيد علي السيستاني‬ ‫من أجل احتوائها‪ ،‬ليخلص‬

‫فيلي‬

‫إلى أهمية الموقف الذي‬ ‫يمكن أن تلعبه الزعامات‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫الدينية من مختلف‬ ‫األديان لتحقيق السالم‬ ‫في العالم‪ ،‬وفي حرب غزة‬ ‫الجارية حالياً‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وحــول الحــرب التــي اندلعــت يف ‪ 7‬ترشيــن‬ ‫األول‪ /‬أكتوبــر املــايض بــن إرسائيــل وحركــة‬ ‫حــاس‪ ،‬قــال التقريــر األمريــي الــذي‬ ‫ترجمتــه مجلــة «فيــي»‪ ،‬إن الــرأي العــام‬ ‫العاملــي منقســم بــن مــن ينظــر إىل هجــوم‬ ‫حــاس باعتبــاره «عمـ ًا إرهابيـاً غــر مربر»‪،‬‬ ‫وبــن الذيــن يــرون أن هجــوم حــاس هــم‬ ‫مبثابــة رد طبيعــي عــى عقــود مــن ســوء‬ ‫معاملــة إرسائيــل للفلســطينيني‪ ،‬يف حــن أن‬ ‫الفظائــع ارتكبــت مــن جانــب كل األط ـراف‬

‫وبحقهــم جميعــاً‪.‬‬ ‫العنف اإلقليمي‬ ‫وتابــع التقريــر أن باإلمــكان النظــر إىل هــذا‬ ‫ال ـراع باعتبــار أنــه حلقــة أخــرى يف دورة‬ ‫العنــف اإلقليميــة القامئــة منــذ عقــود‪ ،‬يف‬ ‫حــن أن هــدف إرسائيــل املعلــن يف ال ـراع‬ ‫الحــايل يتلخــص يف محــو حــاس مــن عــى‬ ‫وجــه األرض‪ ،‬وهــي عــى األرجــح ليســت‬ ‫مهمــة قابلــة للتحقيــق‪ ،‬بينــا يدعــو قــادة‬ ‫حــاس إىل محــو إرسائيــل مــن الوجــود‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫وبعدمــا لفــت التقريــر إىل أنــه ال وجــود‬ ‫لقاســم مشــرك واضــح بــن موقفــي الطرفني‪،‬‬ ‫وبالتــايل فــإن أي حديــث عــن حــل الدولتــن‬ ‫عــن طريــق التفــاوض ال يبــدو واقعيــاً‬ ‫بتاتــاً‪ ،‬مضيفــاً أن الكاتــب آدم شــاتز قــال‬ ‫يف مجلــة «لنــدن ريفيــو أوف بوكــس»‬ ‫إن «الحقيقــة التــي ال مفــر منهــا هــي أن‬ ‫إرسائيــل ال تســتطيع القضــاء عــى املقاومــة‬ ‫الفلســطينية بالعنــف‪ ،‬مثلــا ال يســتطيع‬ ‫الفلســطينيون الفــوز يف حــرب تحريــر عــى‬ ‫الطريقــة الجزائريــة»‪.‬‬ ‫ودعــا التقريــر إىل التفكــر بــيء جديــد‬ ‫متامـاً بــن العــرب واليهــود مــن خــال عمــل‬ ‫ســام اســتثنايئ‪ ،‬مذكـراً مبــا جــرى يف العـراق‬ ‫خصوصــاً يف معركــة محــددة‪ ،‬معتــراً أنهــا‬ ‫تظهــر كيفيــة تســوية مخاطــر كبــرة مــن‬ ‫خــال وســائل ســلمية إبداعيــة‪.‬‬ ‫«جيش املهدي»‬ ‫وأوضــح أنه يف ‪ 5‬آب‪ /‬أغســطس عــام ‪،2004‬‬ ‫وبعــد شــهور مــن االشــتباكات مــع القــوات‬ ‫العراقيــة والقــوات التــي تقودهــا الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬شــنت امليليشــيا التــي يقودهــا‬ ‫مقتــدى الصــدر هجوم ـاً يف الســاعة الثانيــة‬ ‫فجـراً عــى مركــز للرشطــة يف مدينــة النجــف‬ ‫املقدســة‪ ،‬مــا أدى إىل انــدالع معركــة مــن‬ ‫أجــل الســيطرة عــى املدينــة‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إىل أن مقتــدى الصــدر‪ ،‬ابــن‬ ‫آيــة اللــه العظمــى محمــد صــادق الصــدر‬ ‫(الــذي اغتيــل يف ظــل حكــم صــدام حســن)‪،‬‬ ‫خــاض معــارك باســتخدام ميليشــياته التــي‬ ‫تســمى «جيــش املهــدي» يف محاولــة لطــرد‬ ‫القــوات األمريكيــة وتقويــض الحكومــة‬ ‫العراقيــة املؤقتــة‪.‬‬ ‫وأضــاف التقريــر أنــه بعــد الهجــوم عــى‬ ‫مركــز الرشطــة‪ ،‬جــرى اســتدعاء تعزيــزات‬ ‫حيــث جــاءت كتيبتــان مــن الجيــش‬ ‫األمريــي وأربــع كتائــب مــن الجيــش‬ ‫العراقــي ملســاندة الوحــدة ‪ 11‬يف مشــاة‬ ‫«املارينــز» التــي كانــت موجــودة بالفعــل يف‬ ‫النجــف‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وتابــع التقريــر أن االشــتباكات تركزت أساسـاً‬ ‫داخــل وحــول مقــرة وادي الســام التــي‬ ‫تعتــر أحــد أكــر املقابــر يف العــامل والواقعــة‬ ‫بشــكل خطــر بالقــرب مــن رضيــح االمــام‬ ‫عــي‪ ،‬املقــدس عنــد املســلمني الشــيعة‬ ‫خصوصــاً‪.‬‬ ‫واســتعاد التقريــر معلومــات مــن قســيس‬ ‫مســيحي كان يخــدم كجنــدي ضمــن القــوات‬ ‫األمريكيــة التــي قاتلــت يف النجــف حيــث‬ ‫أشــار إىل أن ظــروف املعركــة كانــت مبثابــة‬ ‫«كوابيــس»‪ ،‬وكيــف كان عنــارص «جيــش‬ ‫املهــدي» يخرجــون مــن مقابــر بحجــم‬ ‫منــازل صغــرة‪ ،‬بينــا يتبادلــون إطــاق‬ ‫النــار مــع الجنــود األمريكيــن واملارينــز‬ ‫الذيــن يحاولــون تجنــب األفخــاخ املتفجــرة‬ ‫واملزروعــة بــن القبــور‪ ،‬كــا تنــاول تجاربــه‬ ‫بالصــاة مــع الجنــود وكيــف كان ميســك بيــد‬ ‫أحــد الجنــود وهــو يحتــر ويصــي مــن‬ ‫أجلــه قبــل أن يلفــظ أنفاســه األخــرة‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــإن املخاطــر كانــت‬ ‫عاليــة بشــكل اســتثنايئ لــكال الطرفــن‪ ،‬إذ‬ ‫أنــه بالنســبة إىل الصــدر‪ ،‬كان االنتصــار عــى‬ ‫القــوات التــي تقودهــا الواليــات املتحدة من‬ ‫شــأنه أن يعــزز صورتــه القويــة ومــن نفــوذه‬ ‫الســيايس‪ ،‬بينــا يف املقابــل‪ ،‬كان النــر‬ ‫بالنســبة إىل الواليــات املتحــدة والحكومــة‬ ‫العراقيــة وقتهــا‪ ،‬يعنــي التخلــص مــن‬ ‫التهديــد الــذي يشــكله الصــدر وميليشــياته‬ ‫وإظهــار أن الحكومــة املؤقتــة‪ ،‬املدعومــة‬ ‫بالنــران األمريكيــة‪ ،‬بإمكانهــا الحفــاظ عــى‬ ‫الســام واألمــن يف عــراق مــا بعــد صــدام‬ ‫حســن‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن الصــدر وأتباعــه كانــوا أقامــوا‬ ‫مركــزاً لهــم يف يف رضيــح اإلمــام عــي‪،‬‬ ‫وهــو مــا خلــق مشــكلة خطــرة بالنســبة‬ ‫للحكومــة والقــوات األمريكيــة‪ ،‬موضح ـاً أن‬ ‫القضــاء عــى الصــدر كان ســيتطلب‪ ،‬حتــى‬ ‫يف أفضــل االحتــاالت املمكنــة‪ ،‬اقتحــام‬ ‫الرضيــح‪ ،‬وهــي خطــوة يف حــد ذاتهــا تشــكل‬ ‫فعـ ًا مــن أعــال تدنيــس املقدســات‪ ،‬بينــا‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫يف أســوأ األحــوال قــد يقــود ذلــك إىل إلحــاق‬ ‫أرضار جســيمة باملرقــد وتعريــض املدنيــن يف‬ ‫املدينــة للخطــر‪.‬‬ ‫دور السيستاين‬ ‫وتابــع أنــه مــع حلــول ‪ 26‬آب‪ /‬أغســطس‪،‬‬ ‫كانــت القــوات األمريكيــة والعراقيــة قــد‬ ‫تقدمــت إىل مســافة تبعــد ‪ 100‬مــر عــن‬ ‫مرقــد اإلمــام عــي‪ ،‬لكــن الجنــود العراقيــن‬ ‫هــم املخولــن وحدهــم بدخــول املرقــد‪،‬‬ ‫وكانــوا يســتعدون مــن أجــل شــن هجــوم‬ ‫نهــايئ إلخ ـراج الصــدر وقواتــه املكونــة مــن‬ ‫‪ 500‬مقاتــل مــن معقلهــم‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر أيضــاً‪ ،‬فأنــه قبــل بــدء‬ ‫الهجــوم األخــر عــى املرقــد‪ ،‬حصــل تطــور‬ ‫مل يكــن متوقعــاً‪ ،‬حيــث دخــل الســيد‬ ‫عــي السيســتاين الــذي وصفــه التقريــر‬ ‫بأنــه الزعيــم الروحــي واملوحــد للمســلمني‬ ‫الشــيعة يف العــراق والشــيعة يف أنحــاء‬ ‫الــرق األوســط كافــة‪ ،‬إىل املشــهد وقــام‬ ‫بتســوية الــراع برسعــة‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر أن السيســتاين كان عــاد إىل‬ ‫العـراق بعــد تلقــي العــاج يف إنكلــرا ملــرض‬ ‫يف القلــب‪ ،‬ووصــل إىل النجــف عــر موكــب‬ ‫وبــارش العمــل فــوراً‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن كتــاب «نهايــة اللعبــة»‬ ‫الــذي يتنــاول حــرب العــراق‪ ،‬قولــه إن‬ ‫السيســتاين «قــاد مســرة تحــت تغطيــة‬ ‫إعالميــة واســعة النطــاق مــن البــرة نحــو‬ ‫النجــف‪ ،‬حيــث وصــل إىل النجــف يف قافلــة‬ ‫مــن ثالثــن ســيارة‪ ،‬بينــا كان العديــد مــن‬ ‫أنصــاره خلفــه‪.‬‬ ‫وأضــاف أن السيســتاين اســتفاد مــن نفــوذه‬ ‫الدينــي والســيايس‪ ،‬ونجــح يف التفــاوض‬ ‫للتوصــل إىل هدنــة تنــص عــى ســحب‬ ‫القــوات األمريكيــة مــن املســجد‪ ،‬كــا‬ ‫أتاحــت للصــدر وقواتــه املتبقيــة بإلقــاء‬ ‫أســلحتهم واالنســحاب مــن املدينــة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫تأمــن ســامة املرقــد واملدنيــن يف النجــف‪.‬‬ ‫املبادرات الكربى‬ ‫ووصــف التقريــر تحــرك السيســتاين هــذا‬

‫وصف التقرير تحرك‬ ‫السيستاني هذا‬ ‫بأنه "مفاجئ‬ ‫ّ‬ ‫وفعال"‪ ،‬لكنه أشار‬ ‫إلى أن هذا النوع من‬ ‫المبادرات الكبرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ليس شيئا فريدا في‬ ‫التاريخ حيث أن هناك‬ ‫الكثير من األمثلة‬ ‫لألعمال الالعنفية‬ ‫والمقاومة والتي‬ ‫غيرت مسار األحداث‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬

‫وفعــال»‪ ،‬لكنــه أشــار إىل أن‬ ‫بأنــه «مفاجــئ ّ‬ ‫هــذا النــوع مــن املبــادرات الكــرى ليــس‬ ‫شــيئاً فريــداً يف التاريــخ حيــث أن هنــاك‬ ‫الكثــر مــن األمثلــة لألعــال الالعنفيــة‬ ‫واملقاومــة والتــي غــرت مســار األحــداث‬ ‫اإلنســانية‪.‬‬ ‫وعــى ســبيل املثــال‪ ،‬تنــاول التقريــر املســرة‬

‫الســلمية الكــرى يف عــام ‪ ،1965‬بقيــادة‬ ‫جــون لويــس ومارتــن لوثــر كينــغ جونيــور‬ ‫احتجاجــاً عــى عــدم حصــول األمريكيــن‬ ‫مــن أصــل أفريقــي عــى حقــوق التصويــت‬ ‫يف الجنــوب‪.‬‬ ‫كــا تنــاول «تظاهــرة امللــح» التــي قــام بهــا‬ ‫املهامتــا غانــدي يف العــام ‪ 1930‬لالحتجــاج‬

‫عــى الرضائــب الربيطانيــة عــى امللــح‪،‬‬ ‫والتــي أثــرت عــى أفقــر املجتمعــات يف‬ ‫الهنــد‪.‬‬ ‫وتنــاول أيضــاً مشــهد التعبــر القــوي‬ ‫عــن التكفــر عــن الذنــوب الــذي قــام بــه‬ ‫املستشــار األملــاين فيــي برانــدت عندمــا ركع‬ ‫أمــام النصــب التــذكاري للغيتــو يف وارســو يف‬

‫‪37‬‬

‫العــام ‪ ،1970‬وهــو يصــي مــن أجــل املغفــرة‬ ‫عــن الفظائــع التــي ارتكبتهــا أملانيــا النازيــة‬ ‫ضــد اليهــود األوروبيــن‪.‬‬ ‫وبعدمــا تســاءل التقريــر عمــن ميتلــك حاليـاً‬ ‫القيــادة السياســية واألخالقيــة لحمــل رايــة‬ ‫الســام واملصالحــة‪ ،‬أشــار إىل أنهــم الزعــاء‬ ‫الدينيــون‪ ،‬مثــل السيســتاين‪ ،‬الــذي ميثــل‬ ‫املذهــب الشــيعي‪ ،‬والشــيخ أحمــد الطيــب‪،‬‬ ‫الــذي ميثــل جــزءاً مــن اإلســام الســني‪،‬‬ ‫والحاخــام األكــر للســفارديم يتســحاق‬ ‫يوســف‪ ،‬والحاخــام األشــكنازي األكــر ديفيد‬ ‫الو‪ ،‬اللذيــن ميثــان اليهوديــة‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫البابــا فرانســيس‪ ،‬الــذي ميثــل أكــر طائفــة‬ ‫مســيحية يف العــامل‪.‬‬ ‫وبــن أنــه بإمــكان هــؤالء الزعــاء أن‬ ‫يوجهــوا رســالة قويــة إىل أتباعهــم الذيــن‬ ‫يبلــغ عددهــم ‪ 3.17‬مليــار نســمة‪ ،‬أي مــا‬ ‫يقــرب مــن ‪ 40%‬مــن ســكان العــامل‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر بالقــول إن جمــع الزعــاء‬ ‫الدينيــن اآلخريــن الذيــن طاملــا دافعــوا‬ ‫عــن الســام‪ ،‬مثــل الــداالي المــا‪ ،‬مــن شــأنه‬ ‫أن يظهــر الطبيعــة العامليــة إلنســانيتنا‪،‬‬ ‫بغــض النظــر عــن االنتــاءات الدينيــة أو‬ ‫السياســية‪.‬‬ ‫وخلــص إىل القــول «مــن م ّنــا لــن يتأثــر‬ ‫مبشــهد مجموعــة مــن هــؤالء الزعــاء‬ ‫يســرون معــاً عــى امتــداد الحــدود بــن‬ ‫إرسائيــل وغــزة‪ ،‬ويقيمــون قداســاً دينيــاً‬ ‫مشــركاً مــن أجــل الســام أو يقدمــون‬ ‫الطعــام للمدنيــن الذيــن نزحــوا بســبب‬ ‫أعــال العنــف؟»‪.‬‬ ‫وتابــع قائــ ًا إن «مثــل هــذه األفعــال‬ ‫ميكــن أن تتحــدث عــن وســائل بديلــة‬ ‫لحــل الن ـزاع وتشــجعها بطــرق ال يســتطيع‬ ‫القــادة السياســيون والعســكريون القيــام‬ ‫بهــا»‪ ،‬مضيفــا أنــه «عــى غــرار مــا متكــن‬ ‫السيســتاين مــن القيــام بــه يف النجــف‪،‬‬ ‫رمبــا يتمكــن الزعــاء الدينيــون مــن إقنــاع‬ ‫الطرفــن بالتخــي عــن موقفهــا وتهدئــة‬ ‫األزمــة الحاليــة»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪39‬‬

‫ذكر موقع «أويل برايس»‬ ‫البريطاني ان العراق‬ ‫يتحرك بشكل متزايد‬ ‫بعيدا عن نفوذ الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬من خالل‬ ‫صفقات الطاقة مع‬ ‫موسكو وبكين‪ ،‬مشيرا الى‬ ‫قرار العراق مؤخرا زيادة‬ ‫إنتاجه النفطي‪ ،‬وتوريد‬ ‫هذه الزيادة االضافية الى‬ ‫الصين‪ ،‬وإلى أن القمة‬ ‫بين رئيس الوزراء محمد‬ ‫شياع السوداني والرئيس‬ ‫الروسي فالديمير بوتين‪،‬‬ ‫تناولت قضية استئناف‬ ‫تصدير نفط اإلقليم‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وترجمــت مجلــة «فيــي» تقريــر املوقــع‬ ‫الربيطــاين املتخصــص بأخبــار الطاقــة‪،‬‬ ‫الــذي أشــار إىل أنــه يف ظــل الرتكيــز‬ ‫األســايس الحــايل للواليــات املتحــدة‬ ‫يف الــرق االوســط عــى محاولــة‬ ‫الحــؤول دون توســع الحــرب بــن‬ ‫ارسائيــل وحــاس‪ ،‬فــإن الصــن وروســيا‬ ‫منشــغلتان بتعزيــز نفوذهــا يف مواقــع‬ ‫أخــرى مــن املنطقــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك مؤخـرا‬ ‫يف العــراق‪.‬‬ ‫واعتــر التقريــر أن تعزيــز النفــوذ هذا ال‬ ‫يـزال هدفــا رئيســيا لبكــن وموســكو من‬ ‫خــال توســيع وجودهــا العراقــي لثالثة‬ ‫أســباب رئيســية‪ ،‬أولهــا أن العـراق ميكــن‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫«صفقات نفطية»‪..‬‬

‫خطوات عراقية للخروج‬

‫من نفوذ أمريكا باتجاه روسيا والصين‬ ‫أن يصبــح بســهولة أكــر منتــج للنفــط‬ ‫الخــام عــى املســتوى العاملــي خــال‬ ‫فــرة زمنيــة قصــرة نســبيا يف حــال تــم‬ ‫الحــد مــن الفســاد املســترشي يف قطــاع‬ ‫النفــط والغــاز‪.‬‬ ‫أمــا الســبب الثــاين‪ ،‬فهــو بحســب‬

‫التقريــر املوقــع الجغــرايف للعــراق يف‬ ‫قلــب الــرق األوســط‪ ،‬مبــا يجعلــه‬ ‫حلقــة وصــل حيويــة يف إقامــة شــبكة‬ ‫مــن االتصــاالت اللوجســتية مــن رشق‬ ‫أوراســيا إىل غــرب أوروبــا‪.‬‬ ‫وحــول الســبب الثالــث‪ ،‬ذكــر التقريــر‬

‫أن العــراق يشــكل مــع إيــران‪ ،‬التــي‬ ‫يعمــل تحــت نفوذهــا الدائــم‪ ،‬جوهــر‬ ‫الهــال الشــيعي الروحــي والســيايس‬ ‫والعســكري والثقــايف‪ ،‬مضيفــا أنــه كانــت‬ ‫هنــاك موجــة مــن النشــاط خــال‬ ‫الفــرة املاضيــة شــملت العـراق وروســيا‬

‫فيـــلي‬

‫والصــن‪ ،‬تؤكــد مــدى جديــة االســتمرار‬ ‫يف كل هــذه الخطــط‪.‬‬ ‫واوضــح التقريــر ان خطــط زيــادة إنتــاج‬ ‫العــراق مــن النفــط ومــن ثــم إرســال‬ ‫هــذا االنتــاج االضــايف اىل الصــن‪ ،‬شــهدت‬ ‫تســارعا خصوصــا مــن خــال اجتــاع‬

‫مجلــس الــوزراء األســبوع املايض برئاســة‬ ‫محمــد شــياع الســوداين‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن مصــدر رفيــع‬ ‫املســتوى يعمــل بشــكل وثيــق مــع وزارة‬ ‫النفــط العراقيــة قولــه ان مجلــس الوزراء‬ ‫العراقــي وافــق عــى زيــادة صــادرات‬ ‫النفــط الخــام إىل الصــن بنســبة ‪،50%‬‬ ‫لرتتفــع بذلــك مــن ‪ 100‬ألــف برميــل‬ ‫يوميــا اىل ‪ 150‬الــف برميــل يوميــا‪،‬‬ ‫مضيفــا انــه تــم االتفــاق ايضــا عــى‬ ‫تعزيــز الطاقــة االنتاجيــة اليوميــة مــن‬ ‫اكــر حقــول النفــط يف الرميلــة‪ ،‬الــذي‬ ‫يضــم الــركاء ‪ ،)BP (47.6%‬ومؤسســة‬ ‫البــرول الوطنيــة الصينيــة (‪،)46.4%‬‬ ‫ومؤسســة تســويق النفــط الحكوميــة‬ ‫(‪ ،)6%‬مــن ‪ 1.3‬مليــون برميــل يوميــا‬ ‫إىل ‪ 1.4‬مليــون برميــل يوميــا مــع نهايــة‬ ‫العــام الحــايل‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن هــذه الخطــوات‬ ‫متثــل جــزءا مــن خطــة الع ـراق لزيــادة‬ ‫إنتاجــه النفطــي للوصــول اىل ‪ 8‬ماليــن‬ ‫برميــل يوميــا بحلــول العــام ‪،2028‬‬ ‫مضيفــا أنــه مــا مــن ســبب رئيــي لعــدم‬ ‫تحقيــق مثــل هــذه الزيــادة وحتــى‬ ‫وصــوال حتــى ‪ 12‬مليــون برميــل يوميــا‪،‬‬ ‫وهــو انتــاج ممكــن بالنظــر اىل مــوارد‬ ‫العـراق النفطيــة‪ ،‬لكــن العقبــة الوحيــدة‬ ‫هنــا تتلخــص بالفســاد املســترشي يف‬ ‫قطــاع النفــط والغــاز والــذي عرقــل هــذا‬ ‫التقــدم طــوال ســنوات‪.‬‬ ‫كــا اشــار التقريــر اىل انــه يف االجتــاع‬ ‫نفســه للحكومــة العراقيــة يف األســبوع‬ ‫املــايض‪ ،‬جــرى االتفــاق أيضــا عــى‬ ‫رضورة أن يقــدم العـراق دعمــه الكامــل‬ ‫لتطبيــق كافــة جوانــب «االتفاقيــة‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫اإلطاريــة بــن العـراق والصــن» واملوقعة‬ ‫يف كانــون األول‪/‬ديســمرب العــام ‪،2021‬‬ ‫مضيفــا أن هــذه االتفاقيــة تتشــابه بحــد‬ ‫كبــر مــن حيــث نطاقهــا وحجمهــا مــع‬ ‫«اتفاقيــة التعــاون الشــامل بــن ايــران‬ ‫والصــن ملــدة ‪ 25‬عامــا»‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أن الجــزء الرئيــي مــن‬ ‫كال االتفاقيتــن هــو ان الصــن لهــا حــق‬ ‫الرفــض االول لجميــع مشــاريع النفــط‬ ‫والغــاز والبرتوكيامويــات التــي ســتطرح‬ ‫يف العــراق طــوال مــدة الصفقــة‪ ،‬وان‬ ‫يتــم منحهــا بنســبة ‪ 30٪‬عــى األقــل‬ ‫مــن جميــع مشــاريع النفــط والغــاز‬ ‫والبرتوكيامويــات التــي تشــريها‪.‬‬ ‫وأضــاف التقريــر أن الجــزء الرئيــي‬ ‫اآلخــر مــن االتفاقيــة اإلطاريــة بــن‬ ‫العــراق والصــن يســمح لبكــن ببنــاء‬ ‫مصانــع يف كافــة أنحــاء البلــد‪ ،‬مــع مــا‬ ‫يرتتــب عــى ذلــك مــن إنشــاء بنيــة‬ ‫تحتيــة مرتبطــة باملشــاريع مبــا يخــدم‬ ‫أيضــا «مبــادرة الحــزام والطريــق»‪،‬‬ ‫مــن خطــوط ســكك حديديــة تحــت‬ ‫إرشاف موظفيهــا مــن الــركات الصينيــة‬ ‫املتواجــدة عــى األرض يف العــراق‪.‬‬ ‫واوضــح التقريــر انــه ســيتم االنتهــاء‬ ‫مــن البنيــة التحتيــة للســكك الحديديــة‬ ‫يف العــراق بعــد اســتكامل الشــبكة يف‬ ‫إيــران‪ ،‬وهــو مــا بــدأ بشــكل جــدي‬ ‫يف أواخــر العــام ‪ 2020‬بعقــد كهربــاء‬ ‫متعلــق بخــط الســكة الحديــد الرئيــي‬ ‫الــذي يبلــغ طولــه ‪ 900‬كيلومــر والــذي‬ ‫يربــط طه ـران مبدينــة مشــهد الشــالية‬ ‫الرشقيــة‪ .‬واضــاف انــه تــم وضــع خطــط‬ ‫إلنشــاء خــط قطــار فائــق الرسعــة بــن‬ ‫طه ـران وقــم واصفهــان وتوســيع هــذه‬ ‫الشــبكة املطــورة حتــى الشــال الغــريب‬ ‫عــر تربيــز التــي تعتــر مقــرا للعديــد‬ ‫مــن املواقــع الرئيســية املتعلقــة بالنفــط‬ ‫والغــاز والبرتوكيامويــات‪ ،‬ونقطــة‬ ‫االنطــاق لخــط أنابيــب الغــاز تربيــز‪-‬‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫انقــرة – الــذي ســيكون نقطــة محوريــة‬ ‫لطريــق الحريــر الجديــد الــذي يبلــغ‬ ‫طولــه ‪ 2300‬كيلومــر والــذي يربــط‬ ‫اورومتــي (عاصمــة مقاطعة شــينجيانغ‬ ‫الغربيــة الصينيــة) اىل طه ـران‪ ،‬وســربط‬ ‫كازاخســتان وقريغيزســتان واوزبكســتان‬ ‫وتركامنســتان‪ ،‬قبــل ان يصــل اىل اوروبــا‬ ‫عــر تركيــا‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن مصــدر عراقــي‬ ‫قولــه انــه بالنظــر اىل حجــم ونطــاق‬ ‫البنيــة التحتيــة التــي ســيتم تطويرهــا‪،‬‬ ‫فإنــه ســيكون هنــاك تواجــد مكثــف‬ ‫لعنــارص «األمــن» الصينيــن يف املشــاريع‬ ‫الرئيســية يف كافــة انحــاء العــراق‪،‬‬ ‫مضيفــا ان هــذه العنــارص ســيتم دعمهــا‬ ‫ايضــا مــن جانــب أفـراد األمــن املرتبطــن‬

‫بالــركات االيرانيــة املشــاركة هــي‬ ‫االخــرى يف املشــاريع الصينية‪-‬العراقيــة‪،‬‬ ‫وخاصــة تلــك التابعــة لرشكــة «خاتــم‬ ‫االنبيــاء» العمالقــة التــي يســيطر عليهــا‬ ‫الحــرس الثــوري اإليــراين‪.‬‬ ‫واعتــر التقريــر أن الوجــود املكثــف‬ ‫للــركات االيرانيــة التــي تحتفــظ‬ ‫بعــدد كبــر مــن قــوات الحــرس الثــوري‬ ‫داخــل الع ـراق‪ ،‬مثــل «خاتــم االنبيــاء»‪،‬‬ ‫ســيتيح إليــران االســتمرار يف خطتهــا‬ ‫طويلــة األمــد إلقامــة «الجــر الــري»‬ ‫االســراتيجي اىل ســاحل البحــر املتوســط‬ ‫يف ســوريا‪.‬‬ ‫وتابــع ان موظفــن آخريــن مــن رشكــة‬ ‫«روســوبورو نيكســبورت» الروســية‬ ‫اململوكــة للدولــة والتــي تحتكــر جميــع‬

‫املنتجــات والخدمــات والتقنيــات‬ ‫العســكرية مزدوجــة االســتخدام‪،‬‬ ‫يظهــرون يف كافــة مواقــع تطويــر البنيــة‬ ‫التحتيــة الرئيســية يف العــراق‪.‬‬ ‫وختــم التقريــر باالشــارة اىل وجــود‬ ‫خطــط طويلــة االمــد لروســيا (جنبــا إىل‬ ‫جنــب مــع الصــن) مــن اجــل الســيطرة‬ ‫عــى العـراق املوحــد‪ ،‬مبــا يف ذلــك اقليــم‬ ‫كوردســتان‪ .‬وذكــر باللقــاء الــذي عقــد‬ ‫يف ‪ 11‬ترشيــن األول‪/‬أكتوبــر بــن رئيــس‬ ‫الــوزراء العراقــي محمد شــياع الســوداين‬ ‫والرئيــس الــرويس فالدميــر بوتــن يف‬ ‫موســكو‪ ،‬حيــث تحدثــا بشــكل عــام عــن‬ ‫تطويــر قطــاع النفــط العراقــي ووجــود‬ ‫رشكات النفــط الروســية فيــه‪.‬‬ ‫لكــن التقريــر اعتــر أن الواقــع وفــق‬

‫مــا قالــه مصــدر عراقــي يعمــل بشــكل‬ ‫وثيــق مــع وزارة النفــط العراقيــة‪ ،‬يشــر‬ ‫اىل ان املناقشــات شــملت أيضا مســتقبل‬ ‫صــادرات النفــط مــن اقليــم كوردســتان‬ ‫اىل تركيــا‪ ،‬والتــي تلعــب فيهــا رشكــة‬ ‫النفــط الروســية العمالقــة «روســنفت»‪،‬‬ ‫دورا رئيســيا‪ ،‬بالنظر اىل ســيطرتها الفعالة‬ ‫عــى جــزء كبــر مــن نفــط اإلقليــم منــذ‬ ‫العــام ‪ .2017‬واضــاف انــه بعــد ‪ 3‬أيــام‪،‬‬ ‫عقــد لقــاء بــن وزيــر الطاقــة والنفــط‬ ‫حيــان عبــد الغنــي‪ ،‬مــع رئيــس رشكــة‬ ‫«غازبــروم» النفطيــة الروســية الكســندر‬ ‫ديوكــوف‪ ،‬للبحــث يف مشــاريع النفــط‬ ‫والغــاز املســتقبلية يف جنــوب وشــال‬ ‫العــراق‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫بالنظر الى حجم‬ ‫ونطاق البنية التحتية‬ ‫التي سيتم تطويرها‪،‬‬ ‫فإنه سيكون هناك‬ ‫تواجد مكثف لعناصر‬ ‫«األمن» الصينيين في‬ ‫المشاريع الرئيسية‬ ‫في كافة انحاء‬ ‫العراق‪ ،‬مضيفا ان‬ ‫هذه العناصر سيتم‬ ‫دعمها ايضا من‬ ‫جانب أفراد األمن‬ ‫المرتبطين بالشركات‬ ‫االيرانية المشاركة هي‬ ‫االخرى في المشاريع‬ ‫الصينية‪-‬العراقية‪..‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫ ‬

‫سابقة سياسية‪..‬‬

‫هل تتولى امرأة رئاسة مجلس محافظة عراقية?‬ ‫لم تنل المرأة العراقية‬ ‫منصب رئيسة مجلس‬ ‫محافظة في الدورتين‬ ‫السابقتين ‪ 2009‬و‪،2013‬‬ ‫وعلى الرغم من‬ ‫الخطوات الكبيرة التي‬ ‫قطعتها المرأة في‬ ‫الوصول إلى مناصب‬ ‫مؤثرة‪ ،‬إال أن النظرة‬ ‫المجحفة ما تزال قائمة‬ ‫عند الكثير من الناس‪،‬‬ ‫في عدم الثقة بقيادة‬ ‫المرأة لهم‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫ويبلــغ عــدد املرشــحات النتخابــات مجالــس‬ ‫املحافظــات‪ 1664 ،‬مرشــحة‪ ،‬أي نحــو ‪30%‬‬ ‫مــن نســبة املرشــحني‪ ،‬فيــا تقــارب نســبة‬ ‫تحديــث النســاء لبياناتهــن االنتخابيــة عــدد‬ ‫الذكــور‪ ،‬وهــذا مــا مل يحــدث يف الســابق‪ ،‬مــا‬ ‫يعكــس رغبتهــن للمشــاركة يف االنتخابــات‬ ‫املحليــة‪.‬‬ ‫وحــددت الحكومــة العراقيــة‪ ،‬يــوم ‪18‬‬ ‫كانــون األول‪ /‬ديســمرب املقبــل‪ ،‬موعــداً‬ ‫إلج ـراء االنتخابــات املحليــة‪ ،‬مــع تأكيدهــا‬ ‫دعــم مفوضيــة االنتخابــات للقيــام مبهامهــا‬ ‫وتوفــر كل متطلبــات العمليــة االنتخابيــة‪،‬‬ ‫مبــا يضمــن انتخابــات عادلــة ونزيهــة‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪43‬‬

‫وشــفافة‪.‬‬ ‫وبحســب بيانــات مفوضيــة االنتخابــات‬ ‫العراقيــة‪ ،‬فــإن أكــر مــن ‪ 23‬مليــون مواطــن‬ ‫يحــق لهــم اإلدالء بأصواتهــم يف انتخابــات‬ ‫مجالــس املحافظــات‪ ،‬مؤكــدة أن ‪ 296‬حزبـاً‬ ‫سياســياً انتظمــت يف ‪ 50‬تحالفـاً ستشــارك يف‬ ‫االنتخابــات‪.‬‬ ‫وبحســب القانــون الجديــد الخــاص‬ ‫بانتخابــات مجلــس النــواب العراقــي‬ ‫ومجالــس املحافظــات‪ ،‬فــإن مجالــس‬ ‫املحافظــات العراقيــة تتكــون مــن ‪275‬‬ ‫مقعــداً‪ ،‬تــم تخصيــص ‪ 75‬منهــا كوتــا‬ ‫للنســاء‪ ،‬و‪ 10‬مقاعــد للمكونــات‪ ،‬بواقــع ‪4‬‬

‫للمســيحيني‪ ،‬و‪ 2‬للكــورد الفيليــن‪ ،‬ومثلهــا‬ ‫للصابئــة املندائيــن‪ ،‬ومقعــد واحــد لــكل‬ ‫مــن اإليزيديــن والشــبك‪.‬‬ ‫«كوتا» النساء‬ ‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬ذكــرت املتحدثــة باســم‬ ‫مفوضيــة االنتخابــات‪ ،‬جامنــة الغــاي‪ ،‬أن‬ ‫«عــدد النســاء اللــوايت تقدمــن للرتشــح‬ ‫للمشــاركة يف مضــار العمليــة االنتخابيــة‬ ‫هــن ‪ 1664‬مرشــحة‪ ،‬مــن بــن أكــر مــن‬ ‫‪ 6‬آالف مرشــح‪ ،‬وبذلــك تحققــت عــدد‬ ‫مقاعــد كوتــا النســاء املخصصــة لهــن‪ ،‬وهــي‬ ‫‪ 25‬باملئــة مــن إجــايل مقاعــد مجالــس‬ ‫املحافظــات‪ ،‬بحســب القانــون االنتخــايب‬

‫عــدل»‪.‬‬ ‫ا ُمل ّ‬ ‫وبينــت الغــاي‪ ،‬خــال حديثهــا للوكالــة‪،‬‬ ‫أن «مفوضيــة االنتخابــات ال تســتقبل قامئــة‬ ‫مــن األحــزاب غــر مســتوفية للــروط‪،‬‬ ‫ومــن هــذه الــروط متثيــل املــرأة بنســبة‬ ‫‪ 25‬يف املائــة‪ ،‬واذا كانــت النســبة أكــر ال‬ ‫تشـ ّ‬ ‫ـكل مشــكلة‪ ،‬لكــن اذا كانــت أقــل‪ ،‬فــإن‬ ‫املفوضيــة تُب ّلــغ الحــزب بــرورة تحقيــق‬ ‫نســبة ‪ 25‬يف املائــة»‪.‬‬ ‫مت ّيز لنساء كربالء‬ ‫يف مقابــل ذلــك‪ ،‬لفــت املراقــب للشــأن‬ ‫الســيايس‪ ،‬ماجــد الخيــاط‪ ،‬إىل «تحقيــق‬ ‫عــدد مــن النســاء يف كربــاء‪ ،‬الفــوز‬

‫باالنتخابــات الســابقة دون الكوتــا‪ ،‬بعــد‬ ‫كســبهن ثقــة الشــارع وحصدهــن أصــوات‬ ‫تــوازي الرجــال‪ ،‬عــى خــاف املحافظــات‬ ‫األخــرى‪ ،‬وهــذا يعــد مــؤرشاً جيــداً‬ ‫لالنتخابــات املقبلــة»‪.‬‬ ‫وعــن إمكانيــة تــويل النســاء منصــب رئيــس‬ ‫أو نائــب رئيــس مجلــس محافظــة‪ ،‬أوضــح‬ ‫الخيــاط‪ ،‬خــال حديثــه للوكالــة‪ ،‬أن هــذا‬ ‫األمــر ال يــزال متأخــراً‪ ،‬ألن عــدد النســاء‬ ‫اللــوايت يفــزن باالنتخابــات أقــل مــن عــدد‬ ‫الرجــال‪ ،‬والعــدد القليــل يــؤدي إىل غلبــة‬ ‫العنــر الذكــوري»‪.‬‬ ‫وأشــار إىل «عــدم وجــود اعــراض مجتمعــي‬

‫فيلي‬ ‫عــى تــويل املــرأة رئاســة مجلــس محافظــة‪،‬‬ ‫لكــن داخــل املجلــس يتــم التصويــت عــى‬ ‫شــخصيات ذكوريــة قــد تكــون أقــوى‬ ‫سياســياً واجتامعيــاً مــن النســاء‪ ،‬لذلــك‬ ‫دامئـاً مــا يكــون رئيــس املجلــس ونائبــه مــن‬ ‫الرجــال‪ ،‬فضــ ًا عــن املحاصصــة السياســية‬ ‫التــي تفــرض نفســها أحيانــاً وتذهــب‬ ‫باتجــاه الرجــال أكــر مــن النســاء»‪.‬‬ ‫«مجتمع ذكوري»‬ ‫مــن جهتهــا‪ ،‬تخالــف الباحثــة االجتامعيــة‪،‬‬ ‫هبــة الشــمويس‪ ،‬مــا ذهــب إليــه ماجــد‬ ‫الخيــاط‪ ،‬بعــدم وجــود اعــراض مجتمعــي‬ ‫عــى تــويل املــرأة رئاســة مجلــس محافظــة‪.‬‬ ‫وعــزت الشــمويس‪ ،‬خــال حديثهــا للوكالــة‪،‬‬ ‫عــدم أخــذ املــرأة املشــاركة يف العمليــة‬ ‫االنتخابيــة والسياســية اســتحقاقها‪ ،‬إىل‬ ‫«مبــادئ املجتمــع الذكــوري»‪ ،‬رغــم عــدم‬ ‫وجــود نــص قانــوين أو دينــي مينــع املــرأة‬ ‫مــن تــويل املناصــب القياديــة‪.‬‬ ‫ـص عــى مشــاركة‬ ‫وأكــدت‪ ،‬أن «القانــون ينـ ّ‬ ‫املــرأة‪ ،‬واملســاواة بــن الرجــل واملــرأة يف‬ ‫املجتمــع‪ ،‬وبالحــق الســيايس واالنتخــايب‪،‬‬ ‫ورغــم نيــل النســاء أصــوات أعــى مــن‬ ‫وفوزهــن بــا كوتــا‪ ،‬لكــن عنــد‬ ‫الرجــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التصويــت الداخــي لألعضــاء‪ ،‬يختــار‬ ‫األغلبيــة الرجــل‪ ،‬ألن املجتمــع ذكــوري‪ ،‬وال‬ ‫ُيفضّ ــل قيــادة املــرأة لــه»‪.‬‬ ‫يشــار إىل أن مجالــس املحافظــات ا ُملنتخبــة‪،‬‬ ‫تتــوىل مهمــة اختيــار املحافــظ ومســؤويل‬ ‫املحافظــة التنفيذيــن‪ ،‬ولهــم صالحيــات‬ ‫اإلقالــة والتعيــن وإقــرار خطــة املشــاريع‬ ‫بحســب املوازنــة املاليــة املخصصــة‬ ‫للمحافظــة مــن الحكومــة االتحاديــة يف‬ ‫بغــداد‪ ،‬وفقــاً للدســتور‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫كــا يف العشــوائيات الســكنية التــي‬ ‫انتــرت حــول املــدن الكــرى يف العواصــم‬ ‫واملــدن والتــي اســتولت عــى مســاحات‬ ‫واســعة مــن األرايض واملمتلــكات العامــة يف‬ ‫غيــاب ســلطة القانــون واضمحــال العدالــة‬ ‫االجتامعيــة وضعــف الدولــة‪ ،‬والتــي ضمــت‬ ‫أنــاس بســطاء مــن بيئــات مختلفــة غالبيتهــا‬ ‫ممــن يصنفــون تحــت ســقف خــط الفقــر‬ ‫او الحاملــون بتملــك تلــك األماكــن بنظريــة‬ ‫واقــع الحــال‪ ،‬او ممــن تركــوا بيئاتهــم‬ ‫االصليــة ونزحــوا أو هاجــروا اىل تلــك‬ ‫العشــوائيات الســكنية والســلوكية أمــا‬ ‫يف تحقيــق هــدف مرتجــى خــارج ســياق‬ ‫القانــون وبفــرض واقــع الحــال‪.‬‬ ‫اردت بهــذه املقدمــة أن ادخــل اىل واقــع‬ ‫ُ‬ ‫آخــر ال يختلــف كثــرا عــن تلــك البيئــات‬ ‫التــي أنتجــت هــذه العشــوائيات‪ ،‬حيــث‬ ‫األوضــاع السياســية التــي أنتجتهــا عمليــات‬ ‫التغيــر القيرصيــة يف غالبيــة دول الــرق‬ ‫األوســط املوبــوءة أصــ ًا بضعــف ســلطة‬ ‫القانــون وتخلخــل العدالــة االجتامعيــة‪،‬‬ ‫مــن ارتفــاع مســتويات خــط الفقــر املدقــع‬ ‫مــع انخفــاض مريــع يف الوعــي والتعليــم‪،‬‬ ‫يتــم تدمــر الناتــج القومــي واســتهالكه يف‬ ‫بنــاء ترســانات أمنيــة وعســكرية وأســوار‬ ‫مــن هيــاكل الحاميــة للنظــم السياســية‬ ‫ومفاصلهــا‪ ،‬هــذه النظــم التــي تحولــت‬ ‫وبالــذات جمهوريــات االنقالبــات ودول‬ ‫الربيــع العــريب املخــدرة بالدميقراطيــة‬ ‫املســتوردة إىل عشــوائيات سياســية واســعة‪،‬‬

‫انتــرت فيهــا أمنــاط عديــدة مــن النظريات‬ ‫الفكريــة والســلوكية التــي بلــورت منطــاً‬ ‫مــن الدميقراطيــة الفوضويــة والعشــوائية‬ ‫الناتجــة مــن طبيعــة مجتمعاتهــا ذات‬ ‫اإلرث املتكلــس مــن العــادات والتقاليــد‬ ‫االجتامعيــة والدينيــة التــي تجمعــت فيهــا‬

‫هــذه الفعاليــات السياســية ومــن مختلــف‬ ‫الرشائــح والطبقــات والتوجهــات‪ ،‬القبليــة‬ ‫والقوميــة والدينيــة واملذهبيــة ومــن كل‬ ‫الطبقــات االجتامعيــة‪.‬‬ ‫هــذه الدميقراطيــة التــي تــم إنزالهــا مبظلة‬ ‫خارجيــة فــوق مجتمــع تركــزت يف مفاصلــه‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫العشوائيات السياسية‬ ‫ والمعارضة الهجينة!‬ ‫كفاح محمود كريم‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫موروثــات اجتامعيــة قبليــة ودينيــة‬ ‫تتقاطــع متامــا مــع هــذا األســلوب يف الحيــاة‬ ‫االجتامعيــة والسياســية‪ ،‬وخــر دليــل عــى‬ ‫ذلــك التجربــة الدميقراطيــة األخــرة يف‬ ‫الع ـراق منــذ عقديــن مــن الزمــان‪ ،‬ناهيــك‬ ‫عــن تجربتــي تركيــا وإرسائيــل اللتــن فشــلتا‬ ‫يف الخــروج مــن قوقعــة القوميــة املفرطــة‬ ‫والدينيــة املتزمتــة‪ ،‬التــي مل تنجــح يف خلــق‬ ‫مجتمــع مــدين حديــث يقــوم عــى مبــدأ‬ ‫املواطنــة الجامعــة‪ ،‬بــل حصــل العكــس‪،‬‬ ‫حيــث االفــراط يف العنرصيــة والتشــدد‬ ‫الدينــي ســواء يف تركيــا او إرسائيــل‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم يف العــراق حيــث انتجــت التجربــة‬ ‫كائنــا سياســياً مشــوهاً ووضعــاً اجتامعيــاً‬ ‫قلقــا اختلطــت فيــه تلــك املصطلحــات‬

‫املســتوردة مــع املتكلســات الوراثيــة يف‬ ‫بنائــه االجتامعــي والدينــي املحافــظ‪ .‬إن‬ ‫مفهــوم املعارضــة يف التجربــة الجديــدة‬ ‫ســواء يف كوردســتان التــي اســتقلت‬ ‫ذاتيــا ســنة ‪1991‬م والعــراق عمومــا منــذ‬ ‫‪2003‬م هــو االخــر انتــج ضمــن البيئــة‬ ‫االجتامعيــة وموروثاتهــا القبليــة والدينيــة‬ ‫كائنــاً سياســياً هجينــاً ال مثيــل لــه حيــث‬ ‫تشــرك األحــزاب املتنافســة جميعهــا يف‬ ‫الســلطة‪ ،‬وتقــوم يف ذات الوقــت بــدور‬ ‫املعارضــة وهــي رشيكــة أساســية يف الحكــم‬ ‫ومخرجاتــه وامتيازاتــه‪ ،‬خاصــة يف ابتــداع‬ ‫نظــام املحاصصــة الوظيفيــة واملناصبيــة‪،‬‬ ‫وعــى مختلــف مســتويات الســلطة‪ ،‬حيــث‬ ‫ميــارس الجميــع الحكــم واالســتئثار بعطايــا‬

‫‪45‬‬

‫وامتيــازات الدولــة املرشعنــة مــن الســلطة‬ ‫الترشيعيــة بشــكل مريــع جــدا‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫ان كل هــذه األحــزاب واملكونــات عبــارة‬ ‫عــن دويــات لديهــا دكاكينهــا االقتصاديــة‬ ‫وأذرعهــا العســكرية (امليليشــيات)‪.‬‬ ‫وال تختلــف بقيــة األنظمــة التــي انبثقــت‬ ‫مــن االنقالبــات أو مــن التغيــرات الفوقيــة‬ ‫مبســاعدة الــدول العظمــى عــن التجربــة‬ ‫العراقيــة يف مامرســاتها ومضمــون تفكريهــا‬ ‫ٳال بالعناويــن واألســاء‪ ،‬وقــد أضاعــت‬ ‫فرصــة ذهبيــة لبلــورة معارضــة وطنيــة‬ ‫تحــت ظــال املواطنــة الجامعــة‪ ،‬حيــث‬ ‫تتكالــب كل القــوى عــى اقتطــاع جــزء مــن‬ ‫الدولــة لتحويلهــا إىل دويلــة وبقــرة حلــوب‪،‬‬ ‫حتــى وصلــت األمــور إىل درجــة بيــع ورشاء‬ ‫املناصــب الوزاريــة واألمنيــة والعســكرية مبا‬ ‫مينــع قيــام أي شــكل مــن أشــكال الدولــة‬ ‫الحديثــة‪ ،‬بــل عــى العكــس أصبحــت‬ ‫الدولــة يف هــذه البيئــة التــي تهيمــن عليهــا‬ ‫ثقافــة القبيلــة والطائفيــة واملناطقيــة عبارة‬ ‫عــن غطــاء أو إطــار لهــذا الشــكل املشــوه‬ ‫ســواء يف العـراق أو يف بقيــة هــذه املنظومــة‬ ‫مــن الــدول التــي تحتــاج إىل تغيــر جــذري‬ ‫يف بنيــة النظــام الســيايس ويف كثــر مــن‬ ‫املفاهيــم والنظــم االجتامعيــة أكــر مــن‬ ‫حاجتهــا إىل تــداول الســلطة بــأدوات‬ ‫مشــبوهة وصيــغ ال تختلــف يف مخرجاتهــا‬ ‫عــن طبيعــة األنظمــة الدكتاتوريــة‪.‬‬ ‫مــا يتــم مامرســته اليــوم يف هــذه‬ ‫املجموعــة مــن الــدول التــي اجتاحتهــا‬ ‫عواصــف التغيــر املدعــوم خارجيـاً ال عالقــة‬ ‫لــه بالدميقراطيــة التــي عرفناهــا يف الــدول‬ ‫الغربيــة عموم ـاً‪ ،‬رغــم أنهــا ترتــدي عبــاءة‬ ‫الدميقراطيــة وتســتخدم بعــض أدواتهــا يف‬ ‫الظاهــر وتبطــن يف داخلهــا نظام ـاً شــمولياً‬ ‫متشــدداً بــأدوات دينيــة أو مذهبيــة أو‬ ‫عنرصيــة حتــى أصبحــت الدميقراطيــة يف‬ ‫بلداننــا كالعاهــرة املحجبــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫ذكــرت الوكالــة اآلشــورية لألخبــار الدوليــة أن حوالــى ‪200‬‬ ‫مســيحي عراقــي مــن الطائفــة الكلدانيــة االشــورية‪ ،‬هاجــروا‬ ‫بيــن نهايــة القــرن الـــ‪ 19‬والســنوات الـــ‪ 30‬االولــى مــن القــرن‬ ‫الـــ‪ ، 20‬مــن مدينتــي تلكيــف والموصــل الــى المكســيك‪ ،‬هربــا‬ ‫مــن الحــروب والتطــرف والفقــر‪.‬‬

‫فيلي‬

‫وبعدمــا أشــار التقريــر الــذي ترجمتــه مجلــة‬ ‫«فيــي»؛ اىل ان هــؤالء املهاجريــن ادركــوا ان‬ ‫املكســيك كانــت ترحــب باملهاجريــن مــن‬ ‫الــرق االوســط وســمحت لهــم بإنشــاء‬ ‫عائــات اىل جانــب ســكان هــذا البلــد‪ ،‬نقــل‬ ‫روايــة عــن طبيــب االشــعة والكاتــب اوليســيس‬ ‫كاســاب رويــدا حــول تلــك الهجــرة التــي‬ ‫اســتقر اصحابهــا بشــكل اســايس يف منطقــة‬ ‫تيهوانتيبيــك‪ ،‬يف اواكســاكا املكســيكية‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن أوليســيس كســاب رويــدا‪،‬‬ ‫وهــو مؤلــف كتــاب «الهجــرة املســيحية مــن‬ ‫العــراق اىل املكســيك»‪ ،‬قولــه ان «جاجــو‬ ‫حجــي كان أول عراقــي يف ذلــك الوقــت يصــل‬ ‫اىل اكســتيبيك يف واليــة اواكســاكا‪ ،‬ثــم يرســل‬ ‫رســالة ويعــود اىل الع ـراق ويســحر الكثرييــن‪،‬‬ ‫وغالبيتهــم مــن الشــباب‪ ،‬ثــم يأيت إىل املكســيك‬ ‫يف العــام ‪.»1914‬‬ ‫وتابــع اوليســيس قولــه انــه «مــن بــن الشــباب‬ ‫العراقيــن الذيــن جــاءوا اىل املكســيك كان‬ ‫والــدي‪ ،‬توبيــاس كســاب اوديــش‪ ،‬وكان عمــره‬ ‫‪ 14‬عامــا‪ ،‬ثــم بــدأ العمــل وتــزوج مــن والــديت‪،‬‬ ‫جوليــا رويــدا‪ ،‬وهــي امــرأة متحــدرة مــن‬ ‫الحضــارة الزابوتيكيــة وعينيهــا خرضاوتــن‪،‬‬ ‫ومــن اصــل اســباين‪ ،‬وانجبــا أطفالهــا»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل ان توبيــاس كســاب جمــع‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫اآلشوري العراقي األول في المكسيك‪:‬‬

‫هذه قصة هجرتهم قبل ‪ 100‬عام‬

‫فيـــــلي‬

‫‪47‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫خــال رحلتــه االوىل اىل املكســيك‪ ،‬جمــع‬ ‫ثروتــه‪ ،‬ثــم عــاد بعدهــا اىل العـراق ملــدة‬ ‫ثــاث ســنوات و‪ 11‬شــهرا‪ ،‬وهنــاك ولــد‬ ‫العــريب أوليســيس كســاب‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر؛ أنــه بعــد حصــول العـراق‬ ‫عــى اســتقالله يف العــام ‪ ،1930‬وقبــل‬ ‫انــدالع الحــرب العامليــة وتحديــدا يف‬ ‫العــام ‪ ،1936‬وبعــد انتشــار املســلحني‬ ‫يف العــراق‪ ،‬قــرر كســاب اوديــش‬ ‫العــودة إىل املكســيك مــرة ثانيــة مــع‬ ‫زوجتــه وأطفالهــا األولــن‪ ،‬ومــن بينهــم‬ ‫أوليســيس‪ ،‬الــذي كان عمــره ســنة‬ ‫وشــهرين فقــط‪.‬‬ ‫وخــال وجــوده يف العــراق كان لــدى‬ ‫كســاب اوديــش مطحنــة للقمــح وهــي‬ ‫كانــت الوحيــدة يف بلدتــه بالقــرب مــن‬ ‫بغــداد‪ ،‬وعندمــا قــرر العودة اىل املكســيك‬ ‫جمــع زوجتــه وكل أطفالــه وعــاد مجــددا‬ ‫اىل نفــس البلــدة املكســيكية التــي جمــع‬ ‫فيهــا ثروتــه أول مــرة‪ ،‬أي يف اكســتيبيك‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن أوليســيس كســاب‬ ‫قولــه إنــه «مــن بــن اخــويت‪ ،‬األول ولــد‬ ‫يف املكســيك‪ ،‬واخــر ولــد يف الع ـراق‪ ،‬ثــم‬ ‫تــويف‪ ،‬ثــم ولــدت انــا‪ ،‬واالربعــة االخريــن‪،‬‬ ‫عــادوا مجــددا اىل املكســيك»‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل اســاء مثــل كســاب‬ ‫ومنــذر وكــوري وســليم وحكيــم ومــراد‬ ‫وديفيــش واوديــش وحبيــب وعبــود إىل‬ ‫جانــب أســاء أخــرى‪ ،‬أىت مصدرهــا مــن‬

‫املهاجريــن املســيحيني العراقيــن‪ ،‬الذيــن‬ ‫قــرروا أن يصبحــوا مكســيكيني‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن أوليســيس كســاب‬ ‫قولــه إنــه «معجب بــا حــدود باملهاجرين‬ ‫العراقيــن الكلــدان واالشــوريني االوائــل‪،‬‬ ‫الذيــن منحونــا الحيــاة والوطن ومســتقبال‬ ‫افضــل‪ ،‬مــن خــال االندمــاج الكامــل‬ ‫والعميــق يف الحيــاة اليوميــة (يف‬ ‫املكســيك)‪ ،‬وأصبــح هــذا البلــد املبــارك‬ ‫وطننــا»‪.‬‬ ‫واضــاف ان النصــف االخــر الــذي‬ ‫يعيــش بداخلــه هــو املكســييك املتحــدر‬ ‫مــن اصــول عراقيــة‪ ،‬كــا بالنســبة اىل‬ ‫املهاجريــن هــؤالء الذيــن انضمــوا بــكل‬ ‫قــوة روحهــم وقلبهــم‪ ،‬اىل الفسيفســاء‬ ‫العظيمــة املتعــددة األعــراق والثقافيــة‬ ‫والدينيــة التــي تشــكل وطننــا الحبيــب‬ ‫املكســيك»‪.‬‬ ‫وبحســب اوليســيس كســاب فقــد «غــادر‬ ‫والــدي تلكيــف بعــد وقــت قصــر مــن‬ ‫عيــد ميــاده الثــاين عــر وبضعــة أشــهر‪،‬‬ ‫وكان ذلــك يف العــام ‪ 1909‬وذهــب اوال‬ ‫اىل املوصــل‪ ،‬وهــي مدينــة ذات ســكان‬ ‫كــورد اقويــاء ومؤثريــن‪ ،‬ويتعايشــون مــع‬ ‫املجتمعــات واملعتقــدات االخــرى‪ ،‬ثــم من‬ ‫املوصــل ذهبــوا اىل بغــداد‪ ،‬مــع مهاجريــن‬ ‫آخريــن وهــم يســرون يف قافلــة عــى‬ ‫طــول الطريــق النهــري ثــم يعــرون‬ ‫الصح ـراء الســورية الكــرى‪ ،‬حتــى دخلــوا‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫أوليســيس كســاب‪« :‬معجــب بــا حــدود باملهاجريــن‬ ‫العراقيــن الكلــدان واالشــوريني االوائــل‪ ،‬الذيــن منحونــا‬ ‫الحيــاة والوطــن ومســتقبال افضــل‪ ،‬مــن خــال االندمــاج‬ ‫الكامــل والعميــق يف الحيــاة اليوميــة (يف املكســيك)‪ ،‬وأصبــح‬ ‫هــذا البلــد املبــارك وطننــا»‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪49‬‬

‫دمشــق الجميلــة واالرابيســكية‪ ،‬التــي‬ ‫تقــع عــى مفــرق طــرق جميــع طــرق‬ ‫العــامل»‪.‬‬ ‫وبحســب الروايــة نفســها‪ ،‬فــإن هــؤالء‬ ‫املهاجريــن كانــوا يصلــون اىل لبنــان‬ ‫للســفر مــن هنــاك بالقــوارب إىل مرســيليا‬ ‫بفرنســا‪ ،‬ثــم مجــددا بالقــوارب لعبــور‬ ‫مضيــق جبــل طــارق‪ ،‬واإلبحــار عــر‬ ‫املحيــط األطلــي‪ ،‬ليصلــوا اخــرا‪ ،‬بعضهــم‬ ‫اىل نيويــورك والبعــض االخــر اىل مدينــة‬ ‫فرياكــروز املكســيكية‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان أوليســيس كســاب‪،‬‬ ‫يبلــغ مــن العمــر ‪ 88‬عامــا‪ ،‬وهــو كان‬ ‫ســجل قصــص والــده يف العــام ‪1964‬‬ ‫عــى جهــاز تســجيل يابــاين مــن طــراز‬ ‫«ماتسوتشــيتا باناســونيك»‪ ،‬وهــو الــذي‬ ‫روى لــه تفاصيــل رحلتــه إىل املكســيك‬ ‫مــع عائلتــه‪.‬‬ ‫وبحســب روايــات والــده املســجلة‪ ،‬فــإن‬ ‫العديــد مــن املهاجريــن األوائــل عملــوا‬ ‫كحاملــن او نادلــن‪ ،‬لتعويــض تكلفــة‬ ‫ســفرهم الطويــل‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر أنــه يف العــام ‪ 1932‬كان‬ ‫هنــاك يف منطقــة جوشــيتان‪ ،‬اواكســاكا‪،‬‬ ‫حــوايل ‪ 25‬عائلــة كلدانيــة كاثوليكيــة‪،‬‬ ‫معظمهــم مــن تلكيــف‪ ،‬ومجموعــة‬ ‫اخــرى مــن االوائــل الذيــن وصلــوا مــن‬ ‫العـراق‪ ،‬غــادروا اىل ديرتويــت يف الواليات‬ ‫املتحــدة‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ان العراقيــن املكســيكيني‬ ‫الذيــن اهتــم معظمهــم بالتجــارة‪ ،‬مل‬ ‫يتعلمــوا اللغــة االســبانية فحســب‪ ،‬بــل‬ ‫تعلمــوا أيضــا لغــة الزابوتيــك‪ ،‬املســتخدمة‬ ‫عــى نطــاق واســع يف املنطقــة‪ ،‬خصوصــا‬ ‫مــن أجــل تســهيل التعامــل التجــاري مــع‬ ‫الســكان املحليــن‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن أعــداد الســكان‬ ‫مــن أصــل عراقــي مكســييك‪ ،‬تضــاءل يف‬

‫الوقــت الحــايل يف ظــل اختــاط األجنــاس‬ ‫الــذي بــدأ قبــل ‪ 100‬عــام‪ ،‬لكــن بعــض‬ ‫أحفادهــم‪ ،‬مثــل أوليســيس كســاب‬ ‫رويــدا‪ ،‬يــروون القصــص التــي تجعلهــم‪،‬‬ ‫بــكل فخــر‪ ،‬يحفظــون روابطهــم األصليــة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن أوليســيس قولــه «رمبا‬ ‫يكــون هنــاك اكــر مــن الــف شــخص مــن‬ ‫ذوي الــدم العراقــي يف املكســيك»‪ ،‬مضيفا‬ ‫«لقــد شــاركنا كــا نحــن‪ :‬مكســيكيون يف‬

‫مختلــف املحافــل الدوليــة‪ ،‬كممثلــن‬ ‫بلدنــا»‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أنهــم قامــوا مؤخــرا بتشــكيل‬ ‫جمعيــة ثقافيــة مكســيكية عراقيــة‪،‬‬ ‫«بهــدف الحفــاظ عــى الــراث الرائــع‬ ‫والجميــل البائنــا الكلدانيــن‪ ،‬ودمجــه‬ ‫قــدر اإلمــكان مــع تراثنــا املكســييك‬ ‫الغنــي والجميــل»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪51‬‬

‫موقع «‪:»NASA Earth‬‬

‫عودة المياه لبحر النجف‬ ‫والمدينة ووادي السالم‬ ‫يكبران بشكل متسارع‬ ‫رصد موقع «‪»NASA Earth‬‬ ‫التغيير الكبير الذي حدث‬ ‫في محافظة النجف وسط‬ ‫العراق خالل عقدين من‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وتقــع مدينــة النجــف غــرب نهــر الفـرات‬ ‫يف جنــوب العـراق عــى بعــد حــوايل ‪160‬‬ ‫كيلومــرا (‪ 100‬ميــل) جنــوب بغــداد‪.‬‬ ‫يشــر االســم ‪ -‬الــذي يعنــي «التــل»‬ ‫باللغــة العربيــة ‪ -‬إىل موقــع املدينــة‬ ‫القدميــة عــى سلســلة مــن التــال املطلــة‬ ‫عــى وادي بــه مســتنقعات ومســتنقعات‬ ‫إىل الغــرب منــه‪.‬‬ ‫وترجمــت مجلــة «فيــي»؛ تعليقـاً للموقع‬ ‫عــى صورتــن التقطتهــا مراصــد ناســا‬ ‫األوىل يف ‪ 2003‬والثانيــة يف آب ‪.2023‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وذكــر املوقــع أن األرايض الرطبــة تظهــر‬ ‫بشــكل بــارز يف هــذه الصــورة (ميــن)‪،‬‬ ‫التــي تــم الحصــول عليهــا يف ‪ 7‬أغســطس‬ ‫‪ ،2023‬بواســطة ‪OLI (Operational‬‬ ‫‪ )Land Imager‬عــى القمــر الصناعــي‬ ‫‪.Landsat 8‬‬ ‫واشــار إىل أن األمطــار تتســاقط مــن حــن‬ ‫آلخــر‪ ،‬إىل جانــب امليــاه مــن قنــوات الــري‬ ‫والينابيــع الطبيعيــة واملناطــق الحرضيــة‬ ‫واآلبــار االرتوازيــة‪ .‬بــرك يف الحــوض‬ ‫لتشــكل املســطح املــايئ املعــروف ببحــر‬

‫النجــف (بحــر النجــف)‪.‬‬ ‫ولفــت إىل طريقــن يعــران بحــر النجــف‪.‬‬ ‫مجموعــة مــن األرايض الزراعيــة تقــع عىل‬ ‫حافــة البحــرة‪ .‬وتقــع مدينــة النجــف‬ ‫القدميــة‪ ،‬املشــهورة بكونهــا مــكان دفــن‬ ‫صهــر محمــد وابــن عمــه‪ ،‬إىل الــرق‪،‬‬ ‫وهــي مــن بــن أقــدس املــدن يف اإلســام‬ ‫الشــيعي‪ .‬ونظــ ًرا ألهميتهــا التاريخيــة‬ ‫والدينيــة‪ ،‬فقــد تــم دفــن ماليــن‬ ‫األشــخاص يف مقــرة وادي الســام (وادي‬ ‫الســام) باملدينــة‪ ،‬وهــي إحــدى أكــر‬

‫املقابــر يف العــامل‪ ،‬بحســب املوقــع‪.‬‬ ‫أمــا الصــورة األخــرى (يســار)‪ ،‬والتــي تــم‬ ‫الحصــول عليهــا بواســطة جهــاز استشــعار‬ ‫‪ETM+ (Enhanced Thematic‬‬ ‫‪ )Mapper Plus‬عــى القمــر الصناعــي‬ ‫‪ ،Landsat 7‬فتظهــر نفــس املنطقــة يف ‪20‬‬ ‫مايو‪/‬أيــار ‪ .2003‬الحــظ التوســع الكبــر‬ ‫لألحيــاء الواقعــة شــال املدينــة عــى‬ ‫طــول نهــر الفــرات‪ .‬وزاد عــدد ســكان‬ ‫املدينــة بنحــو ‪ 360‬ألــف نســمة خــال‬ ‫فــرة عقديــن مــن الزمــن‪ ،‬وفقــا للبيانــات‬

‫الســكانية الصــادرة عــن األمــم املتحــدة‪.‬‬ ‫كــا أن املقــرة الواقعــة شــال غــرب‬ ‫املدينــة القدميــة تنمــو برسعــة أيضً ــا‪.‬‬ ‫وذكــرت قنــاة الجزيــرة أنــه يتــم دفــن‬ ‫حــوايل ‪ 50‬ألــف شــخص كل عــام‪.‬‬ ‫وتابــع؛ بينــا يقــال إن بحــر النجــف قــد‬ ‫جــف يف املــايض‪ ،‬فــإن الطقــس الرطــب‬ ‫يف الســنوات األخــرة ســاعده عــى النمــو‬ ‫إىل أكــر حجــم لــه منــذ عقــود‪ .‬ويعتقــد‬ ‫باحثــون مــن جامعــة بغداد أن التوســع يف‬ ‫تربيــة األســاك عــى الجانــب الغــريب مــن‬

‫البحــرة قــد يســاعد يف زيــادة منســوب‬ ‫امليــاه‪ .‬قامــت العديــد مــن هــذه املـزارع‬ ‫برتكيــب آبــار ارتوازيــة عنــد إنشــائها‬ ‫يف منتصــف عــام ‪ ،2010‬ومنــت منطقــة‬ ‫بحــر النجــف بشــكل ملحــوظ منــذ ذلــك‬ ‫الحــن‪ ،‬وف ًقــا لتحليــل عــام ‪.2022‬‬ ‫واشــار إىل ان صــور مرصــد ناســا لــأرض‬ ‫التقطتهــا وامنــي ليانــغ‪ ،‬باســتخدام بيانات‬ ‫الندســات مــن هيئــة املســح الجيولوجــي‬ ‫األمريكيــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪53‬‬

‫رصد موقع «ذا‬ ‫ناشيونال» الصادر‬ ‫باإلنكليزية‪ ،‬يوم الجمعة‪،‬‬ ‫مدى تدهور الحياة لدى‬ ‫سكان االهوار بفعل‬ ‫الجفاف بسبب التغيري‬ ‫املناخي والتي تقلصت‬ ‫مساحتها اىل اقل من‬ ‫‪ 500‬كيلومرت مربع‪ ،‬فيما‬ ‫أثر التصحر على ما ال يقل‬ ‫عن ‪ % 39‬من مساحة‬ ‫العراق الذي تدهورت‬ ‫اراضيه الزراعية بنسبة‬ ‫‪.%54‬‬

‫فيــــلي‬

‫حياة «سكان األهوار» في تدهور خطر‬ ‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫واشــار التقريــر الــذي ترجمتــه مجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬اىل ان «ســكان االهــوار يضطــرون‬ ‫اىل االنتقــال مــن العيــش وســط الحقــول‬ ‫الخــراء اىل محاولــة التكيــف وســط‬ ‫املبــاين الخرســانية يف املــدن‪ ،‬بعدمــا‬ ‫تســبب الجفــاف والتغيــر املناخــي يف‬ ‫تغيــر حياتهــم بشــكل دائــم‪ ،‬وولــت‬ ‫ايــام تربيــة املاشــية والعبــور مــن خــال‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫القنــوات املائيــة الضيقــة التــي تصطــف‬ ‫عــى جانبيهــا احــواض القصــب الكثيفــة»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل ان «هاشــم مهــدي هــو‬ ‫أحــد الذيــن اقتلعتهــم قبضــة الجفــاف من‬ ‫الجنــة الزراعيــة التــي كان يعيــش فيهــا‪،‬‬ ‫واصبــح االن يتنقــل بــن شــوارع املتاهــات‬ ‫الخرســانية واالرصفــة يف املدينــة املزدحمــة‬ ‫وايل يحيــط بهــا ايقــاع الحيــاة الحرضيــة‬

‫التــي ال ترحهــم»‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن هاشــم مهــدي (‪34‬‬ ‫ســنة) والــذي متتــد جــذوره عميقــا يف‬ ‫االهــوار‪ ،‬قولــه‪ ،‬إن «حياتنــا انقلبــت راســا‬ ‫عــى عقــب‪ ،‬وتدمــرت االرسة بأكملهــا‬ ‫ولكــن مــاذا ميكننــا ان نفعــل؟ لقــد اجربنــا‬ ‫عــى املغــادرة بســبب الجفــاف الحــاد‬ ‫الــذي جعــل مناطقنــا ال تصلــح للعيــش»‪.‬‬

‫وذكــر التقريــر بــان «برنامــج االمــم‬ ‫املتحــدة للبيئــة يصنــف العــراق الــذي‬ ‫كان يعــرف ببــاد مــا بــن النهريــن‪،‬‬ ‫باعتبــاره خامــس اكــر دول العــامل تعرضــا‬ ‫آلثــار التغيــر املناخــي‪ ،‬وذلــك بعدمــا‬ ‫تخطــت درجــات الحــرارة القياســية‬ ‫خــال االعــوام الثالثــة املاضيــة‪ 50 ،‬درجــة‬ ‫مئويــة يف العديــد مــن املناطــق خــال‬ ‫فصــل الصيــف‪ ،‬وســط الشــح والتناقــص‬ ‫يف هطــول االمطــار‪ ،‬والعواصــف الرمليــة‬ ‫املتكــررة»‪.‬‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬هنــاك الرتاجــع يف‬ ‫تدفــق امليــاه يف نهــري دجلــة والفــرات‬ ‫بعــد املــرور عــر تركيــا وايــران‪ ،‬وتفاقــم‬ ‫قســاوة الطقــس بتزايــد الجفــاف نــدرة‬ ‫امليــاه يف العــراق‪ .‬واكــد التقريــر ان‬ ‫التصحــر يؤثــر عــى مــا ال يقــل عــن ‪% 39‬‬ ‫مــن مســاحة الع ـراق‪ ،‬فيــا تدهــورت ‪54‬‬ ‫‪ %‬مــن اراضيــه الزراعيــة‪ ،‬وهــو مــا يرجــع‬ ‫اساســا اىل ملوحــة الرتبــة الناجمــة عــن‬ ‫الرتاجــع التاريخــي يف منســوب االنهــار‪،‬‬ ‫ونــدرة االمطــار‪ ،‬مــع ارتفــاع منســوب‬ ‫ميــاه البحــر‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ان مســاحة االهــوار التــي‬ ‫كانــت مزدهــرة وتنبــض بالحيــاة وصنفتهــا‬ ‫اليونيســكو ضمــن الــراث العاملــي‪ ،‬خــال‬ ‫الســنوات االخــرة‪ ،‬مــن حــوايل ‪ 4‬االف‬ ‫كيلومــر مربــع يف العــام ‪ 2005‬اىل اقــل‬ ‫مــن ‪ 500‬كيلومــر مربــع‪.‬‬ ‫واضــاف التقريــر ان االف العائــات‬ ‫اضطــرت اىل مغــادرة االهــوار للعيــش يف‬ ‫املــدن‪ ،‬مشــرا اىل انــه خــال العــام الحــايل‬ ‫وحــده‪ ،‬نــزح حــوايل ‪ 68‬الــف شــخص مــن‬ ‫ارايض االهــوار‪ ،‬بحســب تقديــرات وزارة‬ ‫البيئــة‪ .‬واشــار التقريــر اىل انــه مــن بــن‬ ‫مــن نزحــوا عائلــة هاشــم مهــدي املؤلفــة‬ ‫مــن ‪ 9‬اشــخاص‪ ،‬بعدمــا كانــت العائلــة‬ ‫تعيــش ضمــن واحــة خــراء جذابــة‪ ،‬يف‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫منطقــة ابــو خصــاف الواســعة يف اهــوار‬ ‫الحويــزة يف محافظــة ميســان الجنوبيــة‪،‬‬ ‫وكان هاشــم مهــدي يرعــى الجواميــس‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن هاشــم مهــدي‪ ،‬وهــو‬ ‫أب لســبعة اطفــال‪ ،‬قولــه «كنــت أســتيقظ‬ ‫مــع رشوق الشــمس وامــي ســاعات وانــا‬ ‫اعتنــي باملحاصيــل ورعــي الجواميــس‪،‬‬ ‫وكانــت الحيــاة مثاليــة حيــث كان لــدي‬ ‫منــزل جميــل مــن القصــب‪ ،‬وزورق‬ ‫خشــبي‪ ،‬وماشــية‪ ،‬ومحاصيــل‪ ،‬وكنــت‬ ‫اذهــب للصيــد والقنــص»‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫لكــن التقريــر قــال ان الجفــاف املتواصــل‬ ‫جعــل منطقتــه التــي كانــت مزدهــرة‬ ‫فيــا مــى‪ ،‬قاحلــة‪ ،‬ومــع نــدرة امليــاه‪،‬‬ ‫تحــول موطنــه الــذي كان اخ ـرا اىل ارض‬ ‫قاحلــة ونفقــت جميــع ماشــيته‪ .‬ولهــذا‪،‬‬ ‫فــان هاشــم مهــدي‪ ،‬اتخــذ قــرارا مؤملــا‬ ‫باملغــادرة يف العــام ‪.2019‬‬ ‫ونقــل التقريــر عنــه قولــه «منــذ ذلــك‬ ‫الوقــت‪ ،‬انتقلــت حيــايت مــن حيــاة تحيطها‬ ‫الخــرة والهــواء النقــي واملاشــية اىل حيــاة‬ ‫تحيــط بهــا غابــة مــن املبــاين الخرســانية‬ ‫والهــواء امللــوث‪ ،‬وهــي مشــاهد تتناقــض‬ ‫بشــكل صــارخ مــع الحيــاة الريفيــة الهادئة‬ ‫التــي نعتــز بهــا»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر اىل ان هاشــم مهــدي‬ ‫اســتقر يف منــزل صغــر مســتأجر يف بلــدة‬ ‫يف محافظــة ميســان‪ ،‬ويعمــل كعامــل بنــاء‪،‬‬ ‫ويكســب ‪ 25‬الــف دينــار عراقــي (حــوايل‬ ‫‪ 15‬دوالرا) يوميــا عىل االكــر‪ .‬ورأى التقرير‬ ‫ان خســارته ملجتمعــه الزراعــي‪ ،‬خلــق فراغا‬ ‫يف حياتــه يف هــذه املدينــة التــي غالبــا مــا‬ ‫تقتــر التفاعــات فيهــا مــع الجــران عــى‬ ‫إميــاءة قصــرة‪ .‬ولهــف مهــدي اىل ان‬ ‫طعامــه صــار مصــدر مــن الســوبرماركت‬ ‫ويفتقــر اىل النضــارة والنكهــة‪ ،‬وهــو االن‬ ‫يتــوق اىل تنــاول الوجبــات املطبوخــة يف‬ ‫املنــزل مبكونــات مصدرهــا ارضــه‪ ،‬لكــن‬ ‫فرصتــه الوحيــدة لــي يعــود اىل موطنــه‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫االصــي‪ ،‬هــي عندمــا تغمــر امليــاه اج ـزاء‬ ‫منــه‪ ،‬مــا يتيــح لــه فرصــة مرافقة الســياح‬ ‫يف رحــات يف زورقــه الخشــبي‪.‬‬ ‫وبعدمــا قــال التقريــر انــه ليســت املــرة‬ ‫االوىل التــي تصــاب االهــوار بالجفــاف‪،‬‬ ‫ذكــر بانــه خــال الحــرب مــع ايــران‬ ‫بــن عامــي ‪1980‬و‪ ،1988‬عمــد الرئيــس‬ ‫العراقــي االســبق صــدام حســن اىل تجفيف‬ ‫االهــوار لتســهيل حركــة قواتــه العســكرية‪.‬‬ ‫وباالضافــة اىل ذلــك‪ ،‬اطلــق صــدام حســن‬ ‫خــال التســعينيات حملــة اخــرى لتدمــر‬ ‫االهــوار بعدمــا اتهــم اهلهــا بدعــم‬ ‫االنتفاضــة الشــيعية العــام ‪.1991‬‬ ‫وتابــع التقريــر انــه بعــد الغــزو الــذي‬

‫قادتــه الواليــات املتحــدة يف العــام ‪2003‬‬ ‫والــذي اطــاح بنظــام صــدام حســن‪،‬‬ ‫عــادت امليــاه لتغمــر اجــزاء كبــرة منــه‪.‬‬ ‫امــا رســول نــوري فقــد اشــار التقريــر اىل‬ ‫انــه خــر احــدى جواميســه ال‪ 6‬املتبقيــة‬ ‫يــوم الخميــس املــايض نتيجــة الظــروف‬ ‫القاحلــة‪ ،‬بعدمــا كان قبــل ‪ 3‬شــهور‪ ،‬حفــر‬ ‫بحــرة صغــرة لجواميســه‪ ،‬لكــن معظــم‬ ‫مياههــا تبخــرت االن‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن نــوري (‪ 27‬ســنة) قولــه‬ ‫ان «الوضــع يــزداد ســوءا يومــا بعــد يــوم‪،‬‬ ‫واذا مل نشــهد امطــارا خــال هــذا الشــهر‬ ‫ويف الشــهر التــايل‪ ،‬فعلينــا ان نغــادر اىل‬ ‫املدينــة»‪.‬‬

‫خـــال الحـــرب مـــع ايـــران بـــن عامـــي ‪1980‬و‪ ،1988‬عمـــد‬ ‫الرئيـــس العراقـــي االســـبق صـــدام حســـن اىل تجفيـــف االهـــوار‬ ‫لتس ــهيل حرك ــة قوات ــه العس ــكرية‪ .‬وباالضاف ــة اىل ذل ــك‪ ،‬اطل ــق‬ ‫ص ــدام حس ــن خ ــال التس ــعينيات حمل ــة اخ ــرى لتدم ــر االه ــوار‬ ‫بعدمـــا اتهـــم اهلهـــا بدعـــم االنتفاضـــة الشـــيعية العـــام ‪.1991‬‬

‫‪55‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫تفضيالت السكان‬ ‫بين مشاريع فك االختناقات والخطط الشاملة‬

‫‪57‬‬

‫فيـــلي‬

‫اعلن ــت الحكوم ــة االتحادي ــة وب ــارشت بتنفي ــذ حزم ــة‬ ‫مـــن مشـــاريع «المجـــرات» ولقـــد ادت االعمـــال‬ ‫المتعلقـــة بهـــا الـــى اختناقـــات مروريـــة تبـــدأ مـــع‬ ‫رشوق الشـــمس ولـــن تنتهـــي بغروبهـــا‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫وبرغــم تأييــد كثــر مــن النــاس لتلــك‬ ‫االعــال واشــادتهم بهــا‪ ،‬فــان كثرييــن‬ ‫ايضــا‪ ،‬عــدوا ان اطالقهــا يف وقــت واحــد‬ ‫بعــد تلكــؤ تواصــل لعــرات الســنني‬ ‫تســبب يف مشــكالت جمــة بخاصة لســاليك‬ ‫الطــرق التــي مازالــت كثــر منهــا متهالكــة‪،‬‬ ‫ومل تشــهد تطــورا ملحوظــا منــذ عقــود‪،‬‬ ‫ويرتجــم ذلــك الســيام يف حــوادث الطــرق‬ ‫شــبه اليوميــة التــي يذهــب ضحيتهــا كثــر‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫مــن االرواح‪.‬‬ ‫وحتــى بعــد بــدء تنفيــذ تلــك املشــاريع‬ ‫يقــول مراقبــون عــروا عــن آرائهــم‬ ‫لوســائل االعــام‪ ،‬ان مشــاريع االعــار‬ ‫التــي تجــري يف البــاد هــي عبــارة عــن‬ ‫«حمــات ترقيعيــة» كونهــا تقتــر عــى‬ ‫«عمليــات ســطحية وقتيــة» مــن دون أن‬ ‫تســهم يف تطويــر البنــى التحتيــة واالرتقــاء‬ ‫بهــا‪ ،‬بــل إن بعضهــا بــد ًال مــن أن يحــل‬

‫أزمــة تســبب بظهــور مشــكالت أخــرى‬ ‫عــززت مــن تراجــع البنــى التحتيــة‪ ،‬عــى‬ ‫حــد قولهــم‪.‬‬ ‫وهــم يقولــون ان جولــة واحــدة يف‬ ‫الشــوارع والطــرق الرسيعــة يف شــتى‬ ‫مناطــق البــاد‪ ،‬تكشــف عــن حجــم‬ ‫املعانــاة املســتمرة التــي يواجههــا‬ ‫الســائقون يف الطــرق‪ ،‬مــن تهالــك بنيتهــا‬ ‫التحتيــة الناجــم عــن «غيــاب الصيانــة»‬

‫لتلــك الشــوارع‪ ،‬وبرغــم امليزانيــات التــي‬ ‫تنفــق ســنوياً عــى صيانــة الطــرق‪ ،‬إال أن‬ ‫الســائقني مل يلمســوا تغيــراً حقيقيــاً يف‬ ‫أغلــب الشــوارع‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫ويشــر ســائق عجلــة لنقــل األطفــال اىل‬ ‫املــدارس‪ ،‬اىل تهالــك معظــم الشــوارع‬ ‫الداخليــة للعاصمــة التــي بعضهــا مــيء‬ ‫بالحفــر مــن جـ ّراء عــدم إجـراء صيانــة لها‪،‬‬ ‫وتتحــول هــذه الشــوارع بعــد كل هطــول‬

‫لألمطــار إىل بــرك ال ميكــن املــرور منهــا‬ ‫إليصــال األطفــال التالميــذ إىل مدارســهم‪،‬‬ ‫عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫ويطالــب ان تكــون االولويــة لتحديــث‬ ‫الطــرق وتعديلهــا‪ ،‬فيــا يطالــب آخــرون‬ ‫بإنشــاء ممــر «ســايد» ثــان لطــرق كثــرة‬ ‫تتكــون مــن ســايد واحــد منــذ عــرات‬ ‫الســنني وحتــى بــن املحافظــات‪ ،‬الفتــن اىل‬ ‫الحــوادث املميتــة التــي تحــدث يوميــا يف‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫تلــك الطــرق مــن دون ان تــرع الجهــات‬ ‫املعنيــة بتطويرهــا‪.‬‬ ‫ويــرى باحــث اقتصــادي ان الطــرق يف‬ ‫تراجــع وانهيــار‪ ،‬مــا حـ ّول العـراق إىل بيئــة‬ ‫فاقــدة للخدمــات بالشــكل األمثــل‪ ،‬برغــم‬ ‫األمــوال املرصــودة لتطويرهــا لكــن عــى‬ ‫أرض الواقــع ال يتواجــد يشء ملمــوس‪،‬‬ ‫عــى حــد قولــه‪ ،‬مشــرا اىل ان‪ ،‬املشــاريع‬ ‫الرتقيعيــة أصبحــت ســائدة بشــكل كبــر‪،‬‬ ‫بســبب املحاصصــة الحزبيــة واملكاســب‬ ‫االقتصاديــة التــي تتخــذ مــن مؤسســات‬ ‫الدولــة بابــاً لتعظيــم اموالهــا‪ ،‬بحســب‬ ‫قولــه‪.‬‬ ‫وكانــت وزارة التخطيــط‪ ،‬قــد كشــفت يف‬ ‫الثالــث مــن ترشيــن الثــاين ‪ 2023‬أن فريقا‬ ‫حكوميــا قــام بزيــارة ميدانيــة ملــروع‬ ‫تأهيــل وتطويــر البنيــة التحتيــة يف قضــاء‬ ‫الصويــرة مبحافظــة واســط‪ ،‬بهــدف متابعة‬ ‫تقــدم العمــل ونســب اإلنجــاز يف إطــار‬ ‫مــروع الربنامــج الحكومــي‪.‬‬ ‫وأشــار بيــان للــوزارة‪ ،‬إىل تواجــد تعــارض‬ ‫مــع وزارة الكهربــاء‪ ،‬داعيــا وزارة الكهرباء‪،‬‬ ‫إىل «إزالــة هــذا التعــارض مــن أجــل إمتــام‬ ‫املــروع يف أقــرب وقــت ممكــن»‪ ،‬فيــا‬ ‫اثنــى عــى مــروع إنشــاء املمــر الثــاين‬ ‫لطريــق مدخــل الصويــرة البالــغ طولــه‬ ‫‪ 12‬كيلومــرا مــع إنشــاء جــر ثــان عــى‬ ‫نهــر دجلــة‪ ،‬وذلــك بهــدف تحســن حركــة‬ ‫املــرور وتقليــل الحــوادث املرورية وتيســر‬ ‫حركــة التجــارة والنقــل يف املنطقــة‪.‬‬ ‫ويف مايــس ‪ 2023‬كشــف تقريــر عــن‬ ‫فشــل الرشكــة املنفــذة ملــروع يف البنــى‬ ‫التحتيــة يف قضــاء القرنــة شــال محافظــة‬ ‫البــرة وعــدم «امتالكهــا خطــة عمــل‬ ‫ناجحــة»‪.‬‬ ‫وأشــارت دائــرة املهنــدس املقيــم يف‬ ‫خطابهــا‪ ،‬اىل انــه وباملتابعــة اليوميــة‬ ‫واملالحظــات املتكــررة مــن قبــل مــاك‬ ‫املهنــدس املقيــم لوحــظ عــدم توافــر‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫أي خطــة عمــل منظمــة مــن قبــل إدارة‬ ‫املقــاول وتخبــط االعــال وعــدم إكاملهــا‬ ‫وفــق الربنامــج‪ ،‬بحســب تعبريهــا‪.‬‬ ‫وطالبــت الدائــرة الرشكــة «بالتوقــف عــن‬ ‫حفــر مســارات االنابيــب واكــال مــا تــم‬ ‫حفــره وتركيبــه وتأمــن مــادة الســبيس‬ ‫والغ ـراوات اىل موقــع العمــل»‪ .‬وناشــدت‬ ‫أيضـاً بالتحقــق مــن توفــر كامــل متطلبات‬ ‫العمــل وعــدم تــرك مســارات االنابيــب‬ ‫مفتوحــة معرضــة األهــايل للخطــر كذلــك‬ ‫وجــوب ســحب امليــاه الجوفيــة وميــاه‬ ‫املجــاري مــن الطرقــات يف الشــوارع‬ ‫املأهولــة‪.‬‬

‫ويتفــق معظــم النــاس الذيــن اســتطلعت‬ ‫آراؤهــم ان معالجــة مشــكلة الفقــر‪،‬‬ ‫وبنــاء املســاكن الشــعبية ملاليــن الســكان‬ ‫القاطنــن يف العشــوائيات او مســاكن‬ ‫الصفيــح او الســاكنني باإليجــار هــي مــن‬ ‫ضمــن االولويــات التــي يتوجــب تنفيذهــا‬ ‫قبــل أي مشــاريع اخــرى‪ ،‬بعــد ان وصلــت‬ ‫اســعار الشــقق يف املجمعــات الســكنية‬ ‫املقامــة اىل اســعار ليــس باســتطاعتهم‬ ‫توفريهــا‪ ،‬كــا طالبــوا ببنــاء مشــاريع‬ ‫تســتوعب ابنائهــم العاطلــن عــن العمــل‪.‬‬ ‫وتحدثــوا عــا قالــوا انهــا مزاعــم توزيــع‬ ‫ارايض مــروع «داري» وماليــن االشــخاص‬

‫الذيــن تقدمــوا عليــه للحصــول عــى ارض‬ ‫مــن دون جــدوى‪.‬‬ ‫ويشــر املتخصصــون ومصــادر االبحــاث‬ ‫عــى انــه برغــم ان أولويــات األفــراد‬ ‫واملجتمعــات يف العــراق فيــا يتعلــق‬ ‫باملشــاريع تتفــاوت بحســب احتياجاتهــم‬ ‫وظروفهــم الفرديــة‪ ،‬مــع ذلــك‪ ،‬ميكــن‬ ‫تحديــد بعــض األولويــات التــي قــد‬ ‫تكــون مهمــة لكثــر مــن العراقيــن‬ ‫فيــا يتعلــق باملشــاريع؛ مــن بــن هــذه‬ ‫األولويــات؛ توفــر فــرص العمــل‪ ،‬اذ ان‬ ‫توفــر فــرص العمــل يعــد مــن أولويــات‬ ‫عديــد العراقيــن‪ ،‬اذ يســعى كثــرون‬

‫إىل العثــور عــى وظائــف تســاعدهم‬ ‫يف تحســن مســتوى حياتهــم وتحقيــق‬ ‫االســتقرار املــايل‪ ،‬ويرتبــط بذلــك اعــادة‬ ‫تفعيــل املصانــع وانشــاء معامــل جديــدة‬ ‫لتشــغيل ماليــن الشــباب العاطلــن إلنتــاج‬ ‫الســلع بــدال مــن االســترياد‪ ،‬وتــرز مــن‬ ‫االولويــات ايضــا رضورات تحســن البنيــة‬ ‫التحتيــة‪ ،‬مثــل الطرق والجســور وشــبكات‬ ‫الكهربــاء وامليــاه‪ ،‬والــرف الصحــي‪،‬‬ ‫وانشــاء الحدائــق واملتنزهــات واملالعــب‪،‬‬ ‫لتعزيــز التنميــة املســتدامة وتحســن‬ ‫جــودة الحيــاة‪.‬‬ ‫كــا ان مــن االولويــات الرتكيــز عــى‬

‫‪59‬‬

‫التعليــم والتدريــب اللــذان يعــدان‬ ‫أساســيني لتمكــن الشــباب وتطويــر‬ ‫مهاراتهــم‪ ،‬مــا يســهم يف تحســن‬ ‫فرصهــم يف ســوق العمــل وتعزيــز التقــدم‬ ‫االقتصــادي‪.‬‬ ‫كــا تحظــى الصحــة وتحســن خدمــات‬ ‫الرعايــة الصحيــة وتوفــر وصــول أفضل إىل‬ ‫الخدمــات الطبيــة‪ ،‬ومــا يرتبــط بهــا مــن‬ ‫تطويــر املستشــفيات وانشــاء مستشــفيات‬ ‫جديــدة بخاصــة يف املناطــق املحرومــة‬ ‫باألولويــة لعديــد العراقيــن‪.‬‬ ‫كــا يبحــث كثــرون عــن مشــاريع تعــزز‬ ‫األمــان واالســتقرار يف املجتمــع‪ ،‬ســواء عــن‬ ‫طريــق تحســن األمــان العــام أو دعــم‬ ‫الربامــج االجتامعيــة‪ ،‬التــي تنمــي الســلم‬ ‫االهــي وتضمــن التطــور املســتقبيل‪ ،‬كــا‬ ‫ميكــن أن يكــون دعــم ريــادة األعــال‬ ‫وتشــجيع االبتــكار جــزءا هامــا مــن‬ ‫أولويــات العراقيــن‪ ،‬اذ يســعى البعــض إىل‬ ‫إطــاق مشــاريعهم الخاصــة‪.‬‬ ‫وتركــز املجتمعــات الزراعيــة يف االريــاف‬ ‫عــى الحفــاظ عــى البيئــة‪ ،‬يف ظــل‬ ‫التحديــات البيئيــة‪ ،‬وميكــن أن تكــون‬ ‫حاميــة البيئــة واســتدامتها جــزءا مــن‬ ‫أولويــات املشــاريع التــي يفضلهــا البعــض‪،‬‬ ‫توفــرا ملتطلبــات عملهــم ولتحقيــق‬ ‫االســتقرار يف مجتمعاتهــم والحــد مــن‬ ‫الهجــرة اىل املــدن‪.‬‬ ‫ويف جانــب آخــر يركــز البعــض عــى ان‬ ‫مــن ضمــن االســبقيات‪ ،‬أن يكــون الرتكيــز‬ ‫عــى تحســن البنيــة التكنولوجيــة وتعزيــز‬ ‫اســتعامل التكنولوجيــا يف شــتى القطاعــات‬ ‫جــزءا مــن االولويــات لتعزيــز التقــدم‬ ‫والتطــور‪ ،‬ويشــمل ذلــك االنتقــال اىل‬ ‫العمــل بالوســائل االلكرتونيــة يف الدوائــر‬ ‫الحكوميــة‪ ،‬ومنهــا مــا يعــرف بالحوكمــة‬ ‫االلكرتونيــة وانقــاذ النــاس مــن مراجعــة‬ ‫دوائــر الدولــة بالوســائل القدميــة املتعبــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬

‫فيلي‬

‫بينما يحتفل أطفال العالم‬ ‫باليوم العالمي‪ ،‬يواجه اقرانهم‬ ‫في العراق ُجملة من التحديات‬ ‫والمشاكل األساسية التي‬ ‫تفاقمت مع تداعيات األوضاع‬ ‫االقتصادية والبطالة وارتفاع‬ ‫معدالت الفقر‪ ،‬فض ًال عن الحروب‬ ‫مرت على البالد‪،‬‬ ‫واألزمات التي ّ‬ ‫وفيما كان للتغيرات المناخية‬ ‫أثرها السلبي المستجد عليهم‪،‬‬ ‫يشكل األطفال ما نسبته ‪%13‬‬ ‫من نسبة االمية المتفشية في‬ ‫البالد‪ ،‬بحسب مسؤولين سابقين‬ ‫في مفوضية حقوق االنسان‪.‬‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫وبهــذا الصــدد يقــول رئيــس املركــز‬ ‫االســراتيجي لحقــوق اإلنســان يف العــراق‪،‬‬ ‫فاضــل الغـراوي‪ ،‬إن «هنــاك ظواهــر عديدة‬ ‫متفاقمــة‪ ،‬آخرهــا التغــرات املناخيــة‬ ‫الحــادة التــي أثــرت عــى حقــوق األطفــال‬ ‫بنزوحهــم بعــد فقــدان أرسهــم موردهــم‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫في يومهم العالمي‪..‬‬ ‫أطفال العراق في عين العاصفة‬

‫و"التغيرات المناخية" تضيف أزمة جديدة‬

‫االقتصــادي‪ ،‬يف وقــت ال ي ـزال العديــد مــن‬ ‫األطفــال يعانــون يف مخيــات النــزوح»‪.‬‬ ‫ويتابــع الغــراوي حديثــه ملجلــة «فيــي»‪،‬‬ ‫«باإلضافــة إىل عاملــة األطفــال واشــتغالهم‬ ‫باألعــال الشــاقة لســد احتياجــات العائلــة‬ ‫والتــرب‬ ‫األساســية‪ ،‬وامتهانهــم التســ ّول‪،‬‬ ‫ّ‬

‫مــن املــدارس‪ ،‬وعــزوف الكثــر منهــم عــن‬ ‫التعليــم»‪.‬‬ ‫ويضيــف قائـ ًا «فضـ ًا عــن العنــف األرسي‬ ‫املوجــه ضــد األطفــال بصــوره املتن ّوعــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والــذي تفاقــم بشــكل كبــر خــال الفــرة‬ ‫املاضيــة‪ ،‬وكذلــك جنــوح األطفــال‪ ،‬وال يـزال‬

‫األطفــال فريســة لظاهــرة االتجــار بالبــر‪،‬‬ ‫وبيــع األعضــاء البرشيــة‪ ،‬وضحايــا تجــارة‬ ‫املخــدرات»‪.‬‬ ‫ويشــر إىل وجــود «أعــداد هائلــة مــن‬ ‫األطفــال املرشّديــن‪ ،‬أمــا الذيــن يف دور‬ ‫الرعايــة فهــم نســبة قليلــة ال تتناســب‬

‫مــع الكــم الكبــر لألطفــال املرشديــن‪ ،‬إىل‬ ‫جانــب األعــداد الهائلــة مــن األيتــام التــي‬ ‫ترعاهــم الــدور التابعــة للمرجعيــة الدينيــة‬ ‫واملؤسســات التــي تُقــدم الدعــم املبــارش‬ ‫اإلنســاين لأليتــام يف ظــل ضعــف املنظومــة‬ ‫الحكوميــة»‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫ويوضــح‪ ،‬أن «هنــاك جهــة حكوميــة‬ ‫رســمية تُعنــى بالطفولــة‪ ،‬وهــي هيئــة‬ ‫رعايــة الطفولــة التابعــة لــوزارة العمــل‬ ‫والشــؤون االجتامعيــة‪ ،‬وهنــاك سياســة‬ ‫وطنيــة للطفولــة يف العــراق‪ ،‬لكــن ال زال‬ ‫واقــع الطفــل بعيــداً عــن املنحــى األســايس‬ ‫لضامنــات حقــوق اإلنســان والطفــل التــي‬ ‫أوردت يف حقــوق الطفــل عــام ‪،1989‬‬ ‫وصــادق عليهــا العــراق عــام ‪.»1994‬‬ ‫املســؤول املعنــي بحقــوق االنســان يؤكد أن‬ ‫«هــذه املشــاكل والتحديــات العديــدة التــي‬ ‫يواجههــا الطفــل يف العـراق ظاهــرة للعيــان‪،‬‬ ‫ويــوم الطفــل العاملــي هــو فرصــة إيجابيــة‬ ‫لتذكــر املســؤولني الحكوميــن بأهميــة‬ ‫حقــوق الطفــل يف العــراق وإمكانيــة‬ ‫معالجــة هــذه االشــكاليات التــي حدثــت‬ ‫وســتحدث لألطفــال يف املســتقبل»‪.‬‬ ‫يشــار إىل أن يــوم الطفــل العاملــي أعلــن‬ ‫يف عــام ‪ 1954‬باعتبــاره مناســبة عامليــة‬ ‫ُيحتفــل بهــا يف ‪ 20‬ترشيــن األول‪/‬نوفمــر‬ ‫مــن كل عــام‪ ،‬لتعزيــز الرتابــط الــدويل‬ ‫وإذكاء الوعــي بــن أطفــال العــامل وتحســن‬ ‫رفاههــم‪.‬‬ ‫وتأريــخ ‪ 20‬ترشيــن الثاين‪/‬نوفمــر مهــم‬ ‫ألنــه اعتــاد الجمعيــة العامــة لألمــم‬ ‫املتحــدة إعــان حقــوق الطفــل يف عــام‬ ‫‪ ،1959‬كــا أنــه كذلــك تاريــخ اعتــاد‬ ‫الجمعيــة العامــة اتفاقيــة حقــوق الطفــل يف‬ ‫عــام ‪.1989‬‬ ‫ومنــذ عــام ‪ ،1990‬يحتفــى باليــوم العاملــي‬ ‫للطفــل بوصفــه الذكــرى الســنوية لتاريــخ‬ ‫اعتــاد الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة‬ ‫إلعــان حقــوق الطفــل ولالتفاقيــة املتعلقــة‬ ‫بهــا‪.‬‬ ‫نزوح األطفال‬ ‫تعصــف بالعــراق أزمــات عــدة منهــا‬ ‫النــزوح الداخــي املتكــرر مــن املناطــق‬ ‫التــي تشــهد رصاعــات دمويــة إىل مــدن‬ ‫أخــرى بحثــاً عــن األمــان‪ ،‬لكــن ُمؤخــراً‬ ‫شــهدت البــاد عمليــات نــزوح مرتبطــة‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫بالتغــرات املناخيــة التــي ألقــت بتداعيــات‬ ‫واســعة عــى البــاد‪.‬‬ ‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬تشــر الناشــطة بحقــوق‬ ‫الطفــل‪ ،‬رشوق محمــد‪ ،‬إىل أن «النــزوح لــه‬ ‫تأثــر ســلبي ينعكــس عــى حيــاة األطفــال‬ ‫وتكوينهــم‪ ،‬إذ إن الطفــل يف بدايــة نشــأته‬ ‫ـن‪ ،‬ويك ـ ّون‬ ‫يتعلــم عــى نظــام وســلوك معـ ّ‬ ‫أصدقــاء ويرســم أحــام ليحققهــا يف‬ ‫املســتقبل»‪.‬‬ ‫وتضيــف محمــد ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أنــه‬ ‫«بســبب التغــرات املناخيــة واالحتبــاس‬ ‫الحــراري وق ّلــة امليــاه‪ ،‬جفــت األهــوار‬ ‫وتدهــورت الــروة الحيوانيــة‪ ،‬مــا تســببت‬ ‫ّ‬ ‫للســكان»‪.‬‬ ‫بخســائر فادحــة‬ ‫وتابعــت‪« ،‬لذلــك اضطــر األهــايل إىل بيــع‬ ‫مــا تبقــى لديهــم مــن الــروة الحيوانيــة‬ ‫ولجــأوا مــع أطفالهــم إىل املــدن‪ ،‬ونتيجــة‬ ‫لق ّلــة فــرص العمــل‪ ،‬اضطــر األطفــال إىل‬ ‫مســاعدة عوائلهــم والبحــث عــن العمــل‬ ‫أيضــاً‪ ،‬مــا أثــر ســلباً عــى حياتهــم»‪.‬‬ ‫وتوضــح‪ ،‬أن «لجــوء أطفــال القــرى‬ ‫واألريــاف إىل املــدن يتطلــب منهــم إعــادة‬ ‫التأقلــم وفــق املــكان الجديــد يف املدينــة‪،‬‬ ‫إذ تختلــف اللكنــة واملالبــس وغريهــا‪ ،‬مــا‬ ‫يعنــي البــدء بحيــاة جديــدة كأنهــم ولــدوا‬ ‫حديثــاً»‪.‬‬ ‫وتُعــ ِّرف منظمــة العمــل الدوليــة عاملــة‬ ‫األطفــال بأنهــا «عمــل يحــرم األطفــال مــن‬ ‫طفولتهــم وإمكاناتهــم وكرامتهــم‪ ،‬ويــر‬ ‫بنموهــم البــدين والعقــي»‪.‬‬ ‫ومنــذ عــام ‪ ،2002‬حثــت منظمــة العمــل‬ ‫الدوليــة املجتمــع الــدويل عــى اتخــاذ‬ ‫إجــراءات فوريــة وفعالــة إللغــاء وحظــر‬ ‫عمــل األطفــال بــأي شــكل مــن األشــكال‪.‬‬ ‫وكانــت منظمــة العمــل الدوليــة وضعــت‬ ‫مجموعــة مــن املعايــر عــام ‪ 1999‬لترسيــع‬ ‫جهودهــا للقضــاء عــى عاملــة األطفــال‬ ‫واالتجــار بالبــر مــن أي نــوع‪.‬‬ ‫إحصائيات مقلقة‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫‪63‬‬

‫«‬

‫«نســـبة األمية في العـــراق تقدر بـ‪ ،%47‬بحســـب إحصائيات‬ ‫اليونيســـف‪ ،‬فيما يشـــكل األطفـــال من هم دون ســـن (‪10‬‬ ‫ســـنوات) مـــا يقـــارب ‪ %13‬منهـــم»‪ ،‬و «هـــذه اإلحصائيـــات‬ ‫متغيـــرة وفقًا للتقديرات الســـنوية‪ ،‬وفي كثيـــر من األحيان‬ ‫ال تتطابق اإلحصائيـــات الحكومية مع اإلحصائيات األممية»‪.‬‬

‫»‬

‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــول العضــو الســابق‬ ‫مبفوضيــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬أنــس العـزاوي‪،‬‬ ‫إن «نســبة األميــة يف العــراق تقــدر‬ ‫بـــ‪ ،47%‬بحســب إحصائيــات اليونيســف‪،‬‬ ‫فيــا يشــكل األطفــال مــن هــم دون ســن‬ ‫(‪ 10‬ســنوات) مــا يقــارب ‪ 13%‬منهــم»‪،‬‬ ‫الفتــاً إىل أن «هــذه اإلحصائيــات متغــرة‬ ‫وفقــاً للتقديــرات الســنوية‪ ،‬ويف كثــر مــن‬ ‫األحيــان ال تتطابــق اإلحصائيــات الحكوميــة‬ ‫مــع اإلحصائيــات األمميــة»‪.‬‬ ‫وين ّبــه العــزاوي خــال حديــث ســابق‬ ‫ملجلــة «فيــي» إىل أن «إحصائيــات وزارة‬

‫التخطيــط تقــدر األطفــال يف ســوق العمــل‬ ‫بحــدود ‪ 900‬ألــف طفــل»‪.‬‬ ‫ويؤكــد أن «الطفــل العراقــي لــي يتمتــع‬ ‫بالحقــوق الدســتورية األساســية يحتــاج‬ ‫اىل ترشيــع قانــوين حاميــة حقــوق الطفــل‬ ‫ومناهضــة العنــف األرسي‪ ،‬وتنفيــذ‬ ‫اتفاقيــة حقــوق الطفــل‪ ،‬وتعديــل األنظمــة‬ ‫والتعليــات الخاصــة بالطفل يف املؤسســات‬ ‫الحكوميــة‪ ،‬وتعديــل النصــوص العقابيــة‬ ‫الخاصــة باألطفــال واألحــداث بقانــون‬ ‫العقوبــات العراقــي»‪.‬‬ ‫عنف جسدي ولفظي‬

‫«يتعــرض الطفــل يف العــراق إىل العنــف‬ ‫الجســدي واللفظــي ســواء مــن األهــل أو‬ ‫املدرســة أو األقربــاء أو حتــى من الشــارع»‪،‬‬ ‫وفــق رئيــس جمعيــة حاميــة وتطويــر‬ ‫األرسة العراقيــة‪ ،‬حقــي كريــم هــادي‪ ،‬مبينـاً‬ ‫أن «هــذا العنــف هــو نتيجــة عــدم ترشيــع‬ ‫قانــون العنــف األرسي وقانــون حاميــة‬ ‫الطفــل يف العــراق»‪.‬‬ ‫ويدعــو هــادي خــال حديثــه ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪« ،‬الحكومــة إىل تفعيــل قوانــن‬ ‫األمــم املتحــدة والدوليــة‪ ،‬لحاميــة الطفــل‬ ‫مــن العنــف األرسي»‪ ،‬موضح ـاً أن «العنــف‬

‫األرسي يخضــع للمزايــدات السياســية‪،‬‬ ‫لذلــك ال توجــد لــه معالجــات»‪.‬‬ ‫وكانــت دائــرة العالقــات العامــة يف مجلــس‬ ‫القضــاء األعــى‪ ،‬نــرت إحصائيــة عــن‬ ‫معــدالت العنــف األرسي فيــا يخــص‬ ‫األطفــال والنســاء وكبــار الســن خــال‬ ‫عامــي ‪ 2021‬و‪.2022‬‬ ‫وأوضحــت اإلحصائيــة أن «املحاكــم ســجلت‬ ‫‪ 1141‬دعــوى عنــف أرسي ضــد األطفــال‪،‬‬ ‫وكان ملحكمــة اســتئناف بغــداد الكــرخ‬ ‫النصيــب األكــر بواقــع ‪ 267‬دعــوى»‪.‬‬ ‫وبحســب الخبــر القانــوين عــي التميمــي‪،‬‬ ‫فــإن «املــادة ‪ 41‬مــن قانــون العقوبــات‬ ‫تتيــح للــزوج واآلبــاء واملعلمــن حــق‬ ‫التأديــب يف حــدود الــرع والقانــون»‪،‬‬ ‫منبهـاً بــأن «نــص املــادة املذكــورة فضفــاض‬ ‫ُيســاء اســتخدامه ويجعــل املحكمــة ُمق ّيــدة‬ ‫يف املســاءلة‪ ،‬وتــم الطعــن يف هــذه املــادة‬ ‫أمــام املحكمــة االتحاديــة ملخالفتهــا املــواد‬ ‫‪ 14‬و‪ 29‬و‪ 30‬مــن الدســتور لكنهــا ردت»‪.‬‬ ‫ويبــن التميمــي ملجلــة «فييل» أن «اإلنســان‬ ‫ كــا يقــول علــم النفــس الجنــايئ ‪ -‬يتأثــر‬‫يف املراحــل األوىل مــن حياتــه (مــن ‪ 5‬إىل‬ ‫‪ 15‬ســنة)»‪ ،‬مؤكــداً أن «مثــل هــذه الجرائــم‬ ‫ت ّ‬ ‫ُحطــم هــؤالء الصغــار وتجعلهــم حاقديــن‬ ‫عــى املجتمــع وحتــى ُمجرمــن»‪.‬‬

‫ويتابــع‪ ،‬أن «هــذه الجرائــم تُخالــف‬ ‫اتفاقيــات الطفــل وميثــاق العهــد الــدويل‬ ‫وحقــوق اإلنســان‪ ،‬لهــذا أصبحــت الحاجــة‬ ‫لحــة لترشيــع قانــون الحاميــة مــن العنف‬ ‫ُم ّ‬ ‫األرسي‪ ،‬كــا فعــل إقليــم كوردســتان ورشّ ع‬ ‫هــذا القانــون»‪.‬‬ ‫ومنــذ العــام ‪ ،2020‬أقــ ّر مجلــس الــوزراء‬ ‫العراقــي مــروع قانــون «مناهضــة العنــف‬ ‫األرسي»‪ ،‬وأرســله إىل الربملــان‪ ،‬لكــن القانــون‬ ‫مل ُيقــ ّر حتــى اآلن بســبب معارضتــه مــن‬ ‫جهــات سياســية يف الربملــان‪ ،‬وخصوصـاً تلــك‬ ‫املنتميــة إىل األح ـزاب الدينيــة‪.‬‬ ‫وكانــت منظمــة األمــم املتحــدة للطفولــة‬ ‫(يونيســف) قــد حــذرت مــن تبعــات‬ ‫العنــف املتــادي ضــد األطفــال العراقيــن‪،‬‬ ‫والــذي يبلــغ مســتويات خطــرة‪ ،‬حيــث‬ ‫ذكــرت املنظمــة يف تقاريرهــا أن أربعــة‬ ‫مــن بــن كل خمســة أطفــال يف العــراق‬ ‫يتعرضــون للعنــف والــرب‪.‬‬ ‫وأكــدت املنظمــة األمميــة أنــه مــا مــن يشء‬ ‫يــرر العنــف ضــد طفــل صغــر‪ ،‬كــا أن‬ ‫هــذه الظاهــرة ال بــد مــن منعهــا ووقفهــا‪.‬‬ ‫وطالبــت يونيســف الحكومــة العراقيــة‬ ‫بتكريــس آليــات رصــد ومتابعــة مرتكبــي‬ ‫جرائــم العنــف والقتــل بحــق األطفــال‬ ‫وتقدميهــم إىل املحاكمــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫العمالة االجنبية‬ ‫بين الدخول غير‬ ‫القانوني وتفضيل‬ ‫استخدامها‬

‫يمثل موضوع العمالة‬ ‫االجنبية اشكالية كبيرة‬ ‫السيما في بلد مثل العراق‬ ‫في ظل ارتفاع معدالت‬ ‫البطالة المحلية‪ ،‬وانعدام‬ ‫فيلي‬

‫فرص التشغيل‪.‬‬ ‫فــــيلي‬

‫عـــــراقــــيات‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وتنتــر أعــداد كبــرة مــن العاملــة‬ ‫األجنبيــة «عربيــة وآســيوية» يف قطاعــات‬ ‫متعــددة‪ ،‬ابتــدأت يف اعــال الخدمــات‪،‬‬ ‫منهــا األســواق الكبــرة ومحــال بيــع‬ ‫الفواكــه والخــر واملطاعــم ومحــال‬ ‫القصابــة والحلويــات وغريهــا‪ ،‬وامتــدت‬ ‫اىل اعــال اخــرى منهــا اعــال الحــدادة‬ ‫والنجــارة وغريهــا؛ كــا يالحــظ يف كثــر مــن‬ ‫الشــوارع الســيام يف العاصمــة بغــداد وايضــا‬ ‫يف املحافظــات كثــر مــن اإلعالنــات عــن‬ ‫توفــر الخادمــات األجنبيــات اللــوايت يطلــن‬ ‫للعمــل يف املنــازل‪ ،‬وميكــن مالحظــة بعــض‬ ‫الخادمــات االفريقيــات يف بعــض بيــوت‬ ‫مناطــق يف بغــداد ومنهــا الكــرادة مثــا‪.‬‬ ‫ويــرى نائــب يف الربملــان االتحــادي‪ ،‬أن‬

‫نســبة البطالــة يف العــراق زادت بشــكل‬ ‫أســايس بســبب االعتــاد عــى العاملــة‬ ‫األجنبيــة‪ ،‬الســيام أن كثــرا منهــم يعملــون‬ ‫بصــورة غــر قانونيــة ومــن دون موافقــات‬ ‫رســمية‪ ،‬عــى حــد قولــه‪ ،‬مشــددا عــى‬ ‫رضورة تشــديد إج ـراءات املراقبــة وتطبيــق‬ ‫القانــون بشــكل صحيــح واســتبعاد أي‬ ‫عاملــة أجنبيــة تعمــل بصــورة غــر‬ ‫قانونيــة‪ ،‬مــا قــد يدفــع القطــاع الخــاص‬ ‫إىل اللجــوء إىل العاملــة املحليــة وبالنتيجــة‬ ‫تقليــل نســبة البطالــة‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫ووفقــا لبيانــات حديثــة لــوزارة التخطيــط‬ ‫فــان عــدد العاطلــن عــن العمــل يف العـراق‬ ‫يبلــغ أكــر مــن ‪ 4‬ماليــن شــخص‪ ،‬يف حــن‬ ‫يبلــغ عــدد العــال األجانــب أكــر مــن‬

‫مليــون عامــل‪ ،‬منهــم فقــط ‪ 200‬ألــف‬ ‫عامــل مســجل رســميا‪ ،‬ويعنــي ذلــك‬ ‫بحســب املراقبــن أن العاملــة األجنبيــة‬ ‫مســؤولة عــن ‪ 25%‬فقــط مــن البطالــة‪.‬‬ ‫ومــع أن قانــون االســتثامر العراقــي يتيــح‬ ‫للــركات االســتثامرية إدخــال العاملــة‬ ‫األجنبيــة للبــاد بنســبة بــن ‪60 40-‬‬ ‫يف املئــة مــن العــدد الــكيل للعاملــن يف‬ ‫املــروع‪ ،‬فــان املراقبــن ينوهــون اىل ان‬ ‫تلــك النســبة ال تعنــي شــيئا امــام االعــداد‬ ‫التــي تدخــل اىل البلــد مــن دون ضوابــط‪.‬‬ ‫ويقــر وزيــر العمــل والشــؤون االجتامعيــة‬ ‫يف نــدوة بشــأن «البطالــة والعدالــة‬ ‫االجتامعيــة» بتواجــد «مليــون عامــل‬ ‫أجنبــي غــر مرخــص يف العــراق»‪،‬‬

‫‪65‬‬

‫وهنــا يتســاءل املتخصصــون واملراقبــون‬ ‫بالقــول‪ ،‬انــه إذا كان اعــى مســؤول يف‬ ‫شــؤون العمــل يعــرف تلــك االرقــام‪ ،‬فلــم‬ ‫التهــاون عــن اتخــاذ اجــراءت عالجيــة؟‬ ‫وبهــذا الشــأن يقــول مراقبــون‪ ،‬يظهــر أن‬ ‫مشــكلة العاملــة األجنبيــة تتجــاوز اإلطــار‬ ‫االقتصــادي إىل الجوانــب السياســية‪ ،‬ويقــول‬ ‫مطلعــون أن تزايــد حجــم العاملــة األجنبيــة‬ ‫يف العــراق مؤخــرا‪ ،‬يرتبــط برغبــة بعــض‬ ‫القــوى السياســية العراقيــة املتنفــذة لتقديم‬ ‫املســاعدة االقتصاديــة لألنظمــة الحليفــة‬ ‫لهــا يف بعــض دول الجــوار‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫وبهــذا الصــدد يقــول صاحــب فنــدق‬ ‫يف كربــاء أن «بعــض القــوى السياســية‬ ‫املهيمنــة عــى الســلطة وضمــن ســعيها‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫عـــــراقــــيات‬

‫لتقديــم العــون إىل حلفائهــا مــن دول‬ ‫الجــوار (إي ـران وســوريا ولبنــان) وإنقاذهــا‬ ‫مــن أزماتهــا االقتصاديــة الخانقــة‪ ،‬فإنهــا‬ ‫تقــدم التســهيالت إىل كثــر مــن عــال تلــك‬ ‫البلــدان‪ ،‬للقــدوم والعمــل يف العــراق»‪،‬‬ ‫عــى حــد قولــه‪ ،‬مشــرا اىل انــه يجــري‬ ‫اســتغالل التســهيالت املقدمــة لألجانــب‬ ‫يف املناســبات الدينيــة وزيــارة املراقــد‬ ‫املقدســة لجلــب أعــداد كبــرة مــن العــال‬ ‫مــن دول الجــوار وتوفــر املــأوى وأماكــن‬ ‫العمــل لهــم يف الع ـراق‪ ،‬باالســتعانة بقــوى‬ ‫سياســية متنفــذة توفــر الحاميــة لهــم مــن‬ ‫املالحقــات القانونيــة‪ ،‬بحســب تعبــره‪.‬‬ ‫ويف لقــاء مــع عامــل نظافــة عراقــي‪ ،‬يقــول‬ ‫انــه جــرى اســتغناء رشكــة النظافــة يف‬ ‫حــي الســام (حــي صــدام) غــريب بغــداد‬ ‫عــن العــال العراقيــن يف رشكــة خدمــات‬ ‫النظافــة يف الحــي‪ ،‬بعــد االســتعانة بعــال‬ ‫ســوريني ولبنانيــن‪ ،‬مشــرا اىل ان الســيناريو‬ ‫نفســه تكــرر يف كثــر مــن أماكــن العمــل‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫غــر ان اصحــاب عمــل ومحــال بقالــة‬ ‫ومطاعــم يذكــرون ســببا آخــر لعمــل‬ ‫االجانــب‪ ،‬ويقولــون انهــم يفضلونهــم‬ ‫عــى العراقيــن‪ ،‬مشــرين اىل ان العامــل‬ ‫االجنبــي «خــدوم» بحســب تعبريهــم‪،‬‬ ‫وان العامــل العراقــي ال يشــتغل‬ ‫بصــورة صحيحــة عــى حــد قولهــم‪.‬‬ ‫ويف الصيــف املــايض قــال معــاون مديــر‬ ‫عــام العمــل والتدريــب املهنــي يف وزارة‬ ‫العمــل والشــؤون االجتامعيــة إنــه «اســتناداً‬ ‫لقــرار مجلــس الــوزراء‪ ،‬عملــت الــوزارة‬ ‫عــى إطــاق منصــة لتكييــف وضــع العاملــة‬ ‫األجنبيــة العاملــة»‪ ،‬مبينــا‪ ،‬أن «أصحــاب‬ ‫العمــل بــارشوا بالتقديــم عــى هــذه املنصــة‬ ‫مــن أجــل تكييــف الوضــع القانــوين للعــال‬ ‫األجانــب‪ ،‬اذ جــرى تقديــم أكــر مــن ‪10‬‬ ‫آالف و‪ 400‬عامــل حتــى اآلن» وهــو عــدد‬ ‫قليــل مقارنــة بالواقــع‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫وحــذر مــن ان عــدم تصحيــح وضــع عاملــة‬ ‫األجانــب وتنظيــم وضعهــم يف القطاعــات‬

‫التــي يعملــون فيهــا‪ ،‬يعــد مــن أهــم‬ ‫املشــكالت التــي تواجــه قطــاع العمــل يف‬ ‫البــاد‪ ،‬وأســهم باتســاع ظاهــرة البطالــة‬ ‫بــن العــال العراقيــن‪ ،‬مبينـاً يف ترصيــح ان‬ ‫«األمانــة العامــة ملجلــس الــوزراء منحــت‬ ‫أصحــاب العمــل مهلــة ‪ 45‬يومــاً لتكييــف‬ ‫الوضــع القانــوين للعــال األجانــب»‪ ،‬غــر‬ ‫ان املراقبــن يشــرون اىل انــه مل تتخــذ أي‬ ‫اجــراءات بعــد انتهــاء املهلــة املحــددة‬ ‫لغيــاب املتابعــة واالجــراءات القانونيــة‬ ‫التــي ترتتــب عــى االمتنــاع عــن ذلــك‪،‬‬ ‫مشــرا إىل أنّ «ترويــج معاملــة تصحيــح‬ ‫موقــف العــال األجانــب يتطلــب أن‬ ‫يقــوم صاحــب العمــل بشــمول مرشوعــه‬ ‫أو رشكتــه بالضــان االجتامعــي‪ ،‬وأن‬ ‫يكــون مقابــل كل عامــل أجنبــي مطلــوب‬ ‫تصحيــح موقفــه‪ ،‬عامــل عراقــي تــم‬ ‫شــموله مســبقاً بهــذا القانــون‪ ،‬باســتثناء‬ ‫العمــل بصفــة مدبــرة منــزل أو معــن»‪.‬‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬رأى عضــو يف نقابــة العــال‬

‫العراقيــن‪ ،‬أنّ هــذه الخطــوة ستســهم‬ ‫بتقليــص أعــداد العاملــة األجنبيــة يف‬ ‫الع ـراق بنســبة كبــرة‪ ،‬مبين ـاً‪ ،‬أنّ «أصحــاب‬ ‫الــركات اســتغلوا يف الفــرات الســابقة‬ ‫عــدم تطبيــق القانــون وقامــوا بتشــغيل‬ ‫العــال األجانــب خــارج الــروط‪،‬‬ ‫مــع عــدم تواجــد عــال عراقيــن»‪.‬‬ ‫ودعــا الجهــات املســؤولة إىل «تنفيذ جوالت‬ ‫تفتيشــية عــى الــركات األهلية بعــد انتهاء‬ ‫املهلــة‪ ،‬ومحاســبة املخالفني طبقـاً للقانون»‪.‬‬ ‫محلــل اقتصــادي تحــدث عــن مشــكالت‬ ‫تتعلــق بالعاملــة األجنبيــة يف العــراق‪،‬‬ ‫أولهــا انــه «ليســت هنــاك أي بيانــات‬ ‫رســمية عــن حجــم العــال األجانــب‪،‬‬ ‫اذ أن املؤسســات الحكوميــة املعنيــة‪ ،‬ال‬ ‫تقــوم بدورهــا يف تنظيــم ســوق العمــل‬ ‫وال تســتطيع تنظيــم حقــوق وواجبــات‬ ‫العاملــة األجنبيــة»؛ املشــكلة األخــرى هــي‬ ‫«أن أغلــب العــال األجانــب يدخلــون‬ ‫العــراق بفيــزا زيــارة املراقــد املقدســة‬

‫ثــم يبقــون يف البلــد‪ ،‬وبعضهــم يدخلــون‬ ‫مــن دون فيــزا عــن طريــق التهريــب‬ ‫مــن دول الجــوار»‪ ،‬بحســب وصفــه‪.‬‬ ‫وتتهــم الســلطات العراقيــة رشكات‬ ‫ومكاتــب أهليــة باســتقدام العاملــن‪،‬‬ ‫وأغلبهــم مــن جنســيات آســيوية وعربيــة‬ ‫للعمــل يف العــراق‪ ،‬وإدخالهــم ســوق‬ ‫العمــل بأجــور تنافــس العاملــة املحليــة‪.‬‬ ‫وكانــت وزارة التخطيــط العراقيــة قــد‬ ‫أعلنــت عــن ارتفــاع نســبة البطالــة بــن‬ ‫العراقيــن إىل ‪ 16.5‬يف املئــة يف عــام‬ ‫‪ 2021‬فيــا كانــت ‪ 14‬يف املئــة يف عــام‬ ‫‪ 2020‬إال أن الخــراء يؤكــدون أن األرقــام‬ ‫الحقيقيــة للعاطلــن أكــر بكثــر‪ ،‬وان‬ ‫نســب البطالــة تتصاعــد باســتمرار‪.‬‬ ‫ويف ترصيــح نــر عــام ‪ 2023‬يوضــح‬ ‫املتحــدث باســم وزارة التخطيــط ان «نســب‬ ‫البطالــة يف العــراق مبوجــب آخــر مســح‬ ‫نفــذه الجهــاز املركــزي لإلحصــاء بالتعــاون‬

‫‪67‬‬

‫مــع منظمــة العمــل الدوليــة وصلــت اىل‬ ‫‪ 16.5%‬بــن الســكان الذيــن هــم بعمــر‬ ‫‪ 18‬اىل ‪ 63‬ســنة النشــطني اقتصاديــاً»‪.‬‬ ‫فيــا تقــول الرشكــة األملانيــة «ستاتيســتا»‬ ‫املتخصصــة يف اإلحصائيــات الدوليــة‪،‬‬ ‫يف تقريــر لهــا‪ ،‬عــن معــدل البطالــة يف‬ ‫العــراق مــن ‪ 2002‬إىل نهايــة ‪2021‬‬ ‫«أنــه يف عــام ‪ 2021‬ظــل معــدل بطالــة‬ ‫الشــباب يف العــراق مــن دون تغيــر‬ ‫تقريبــاً عنــد نحــو ‪ 27.2‬يف املئــة»‪.‬‬ ‫وعــن التبعــات االقتصاديــة املرتبطــة بعمــل‬ ‫االجانــب بخــاف العراقيــن يقــول مستشــار‬ ‫رئيــس مجلــس الــوزراء للشــؤون املاليــة‬ ‫«أن العــال األجانــب يحولــون ‪ 600‬مليــون‬ ‫دوالر ســنويا خــارج العــراق ويعملــون‬ ‫يف قطاعــات محــدودة اإلنتاجيــة» إال أن‬ ‫باحثــن اقتصاديــن يقــدرون أن «أكــر مــن‬ ‫‪ 2.4‬مليــار دوالر تخــرج ســنويا مــن العـراق‬ ‫لــدول العاملــة األجنبيــة‬

‫«األمانة العامة لمجلس‬ ‫الوزراء منحت أصحاب العمل‬ ‫مهلة ‪ 45‬يوم ًا لتكييف الوضع‬ ‫القانوني للعمال األجانب‪ ،‬غير‬ ‫ان المراقبين يشيرون الى انه‬ ‫لم تتخذ أي اجراءات بعد انتهاء‬ ‫المهلة المحددة لغياب المتابعة‬ ‫واالجراءات القانونية التي تترتب‬ ‫على االمتناع عن ذلك» ‪..‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪69‬‬

‫إنما األمم األخالق ما بقيت‪..‬‬ ‫فإن ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫انتشرت في اآلونة األخيرة‬ ‫أخبار مقلقة على وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي حول‬ ‫انتهاكات للنزاهة األكاديمية‬ ‫واألدبية من قبل الطالب‬ ‫والباحثين‪ ،‬مثل الغش‬ ‫واالنتحال‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫هل من أهمية لتدريس األخالقيات في المدارس والجامعات؟‬

‫فيلي‬

‫تثــر هــذه االنتهــاكات مخــاوف حقيقيــة‬ ‫بشــأن صــدق ونزاهــة الطــاب‪ ،‬ومــدى‬ ‫قدرتهــم عــى التعلــم والتفكــر النقــدي‪.‬‬ ‫كــا أنهــا تضــع ضغوطــا إضافيــة عــى‬ ‫املعلمــن وأســاتذة الجامعــات واملرشفــن‪،‬‬ ‫الذيــن يتعــن عليهــم تطويــر أســاليب‬ ‫جديــدة ملنــع هــذه االنتهــاكات وكشــفها‬ ‫(محمــد خليفــة وعبــد اللطيــف خليفــة)‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬تشــر هــذه االنتهــاكات‬ ‫إىل تراجــع القيــم واملبــادئ األخالقيــة مثــل‬ ‫الصــدق والنزاهــة واالحــرام واملســؤولية‪.‬‬ ‫فعندمــا يشــعر الطــاب أن الغــش‬ ‫واالنتحــال أمـران مقبــوالن‪ ،‬فإنهــم يرســلون‬ ‫رســالة مفادهــا أن هــذه القيــم ليســت‬

‫مجـتـــمـع‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫مهمــة‪.‬‬ ‫باإلضافــة اىل االنعكاســات الخطــرة لظاهــرة‬ ‫الغــش واالنتحــال يف عمليــة التقييــم‬ ‫مــن تضليــل للنتائــج‪ ،‬وفقــدان أهميتهــا‬ ‫تعتــر هــذه الظاهــرة الســبب الرئيــي‬ ‫الســترشاء الفســاد والجهــل املجتمعــي‪ ،‬ومنــو‬ ‫األمــراض املجتمعيــة وتدهــور االقتصــاد‪.‬‬ ‫امــا عــى الصعيــد النفــي للفــرد‪ ،‬فــان‬ ‫نجــاح الطالــب يف الغــش واالنتحــال‬ ‫يزيــد مــن غــروره فيصبــح الغــش عنــده‬ ‫أمــراً طبيعيــاً‪ ،‬وتعاونــاً بــن الطلبــة وحقــاً‬ ‫مكتســباً وشــجاعة يحســدها عليــه اقرانــه‪،‬‬ ‫ولرمبــا يعمــل الغشــاش واملنتحــل واملفــرس‬ ‫عــى تعليــم اآلخريــن الرسقــة الفكريــة‬

‫والخــداع واالســتهانة بالعمــل الجــاد‬ ‫واملثابــرة‪ .‬تصــوروا مجتمعــا قامئــا عــى‬ ‫مســاهامت افــراد حصلــوا عــى شــهادات‬ ‫مــزورة وتعــودوا عــى االحتيــال والغــش يف‬ ‫دراســتهم ‪ ،‬هــل ميكــن ان يســاهموا حقــا يف‬ ‫بنائــه ؟ وهــل ميكــن الثقــة بعــدم خيانتهــم‬ ‫ألهــداف املجتمــع وملصالحــه الحيويــة؟‬ ‫وهــل ميكــن االعتــاد عــى كفاءتهــم‬ ‫ومؤهالتهــم الفكريــة والعلميــة واملهنيــة؟‬ ‫اليــس هنــاك صحــة يف تصــور ان الغــش‬ ‫مســؤول عــن التخلــف الــذي يعــاين منــه‬ ‫املجتمــع‪ ،‬وبــأن الغــش قــد ينتــج متعلمــن‬ ‫جهلــة او عقــول مغلقــة او اف ـراداً عاجزيــن‬ ‫عــن تقديــم أي مــروع نافــع للبلــد مهــا‬

‫بلغــوا مــن درجــات وظيفيــة او مهنيــة‬ ‫عاليــة‪ .‬أال ميكــن ان يكــون ســبب عــدم‬ ‫معرفــة الطبيــب شــيئا عــن األمانــة الطبيــة‪،‬‬ ‫أو القــايض عــن العدالــة‪ ،‬أو املســؤول‬ ‫اإلداري عــن االنصــاف والنزاهــة‪ ،‬أو األســتاذ‬ ‫عــن االخــاق االكادمييــة يعــود اىل جرائــم‬ ‫الغــش التــي تعــودوا عليهــا يف االمتحانــات‬ ‫خــال دراســتهم املدرســية والجامعيــة؟‬ ‫أهمية تدريس األخالق‬ ‫لقــد كتبــت ســابقا عــدة مقــاالت حــول‬ ‫أخالقيــات التعليــم واملهــن األخــرى‪ .‬نشــأت‬ ‫رغبتــي بالكتابــة مــرة اخــرى حــول هــذا‬ ‫املوضــوع نتيجــة لطلــب أحــد األصدقــاء‪،‬‬ ‫وهــو أســتاذ جامعــي متميــز‪ ،‬مصــادر‬

‫حــول األخــاق وتعليمهــا‪ ،‬ورأيــت أهميــة‬ ‫املوضــوع يف الوقــت الحــارض ورضورة‬ ‫توثيــق األفــكار املعــارصة حولــه‪.‬‬ ‫تدريــس األخالقيــات هــو عمليــة مســاعدة‬ ‫الطــاب عــى تطويــر املهــارات واملواقــف‬ ‫الالزمــة التخــاذ القــرارات األخالقيــة‬ ‫والتــرف مبســؤولية يف ظــروف مختلفــة‪.‬‬ ‫واألخــاق ليســت مجــرد جــزء مــن التعاليــم‬ ‫الدينيــة أو فــرع مــن فــروع الفلســفة‪ ،‬بــل‬ ‫هــي مامرســة مهمــة يف الحيــاة اليوميــة‪.‬‬ ‫يذكــر د‪ .‬عبــد اللطيــف خليفــة يف كتابــه‬ ‫اخالقيــات التعليــم بــأن األخالقيــات هــي‬ ‫مجموعــة مــن املبــادئ والقيــم التــي تنظــم‬ ‫ســلوك اإلنســان يف املجتمــع‪ .‬وهــي ليســت‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫مجــرد مجموعــة مــن القواعــد التــي يجــب‬ ‫االلتـزام بهــا‪ ،‬بــل هــي أيضـاً أســلوب حيــاة‬ ‫يعتمــد عــى الصــدق واألمانــة واملســؤولية‬ ‫واالحــرام لآلخريــن‪ .‬ولذلــك‪ ،‬فــإن تدريــس‬ ‫األخالقيــات ال يقتــر عــى نقــل املعلومات‪،‬‬ ‫بــل يشــمل أيضــا إثــارة املناقشــات حــول‬ ‫املعضــات األخالقيــة يف العــامل الحقيقــي‪.‬‬ ‫كــا أن تدريــس األخــاق يســاعد الطــاب‬ ‫عــى االلتـزام بالقيــم األخالقيــة ويعــزز ثقــة‬ ‫املعلــم او املــدرس بهــم‪.‬‬ ‫فوائد تدريس األخالق‬ ‫فوائد تدريس األخالق كثرية‪ ،‬منها‬ ‫• تطويــر مهــارات التفكــر النقــدي‬ ‫والتحليــي يســاعد تدريــس األخالقيــات‬ ‫الطــاب عــى تطويــر مهــارات التفكــر‬ ‫النقــدي والتحليــي لديهــم‪ ،‬مــا يســاعدهم‬ ‫عــى اتخــاذ قــرارات أخالقيــة مســتنرية‪.‬‬ ‫• تعزيــز قــدرة الطــاب عــى حل املشــكالت‬ ‫يســاعد تدريــس األخالقيــات الطــاب عــى‬ ‫تطويــر مهــارات حــل املشــكالت لديهــم‪،‬‬ ‫مــا يســاعدهم عــى التعامــل مــع املواقــف‬ ‫األخالقيــة املعقــدة‪.‬‬ ‫• تشــجيع االحــرام والتنــوع يســاعد‬ ‫تدريــس األخالقيــات الطــاب عــى تطويــر‬ ‫فهمهــم للقيــم األخالقيــة املختلفــة‪ ،‬مــا‬ ‫يســاعدهم عــى احــرام وقبــول اآلخريــن‬ ‫مــن خلفيــات وأفــكار مختلفــة‪.‬‬ ‫• بنــاء مجتمــع أكــر عــد ًال وإنصافـاً يســاعد‬ ‫تدريــس األخالقيــات الطــاب عــى تنميــة‬ ‫الشــعور باملســؤولية تجــاه املجتمــع‪ ،‬مــا‬ ‫يســاعدهم عــى العمــل نحــو بنــاء مجتمــع‬ ‫أكــر عــد ًال وإنصاف ـاً‪.‬‬ ‫فيــا يــي بعــض األمثلــة املحــددة لفوائــد‬ ‫تدريــس األخــاق‬ ‫• ميكــن أن يســاعد الطــاب عــى اتخــاذ‬ ‫قــرارات أخالقيــة حكيمــة يف حياتهــم‬ ‫الشــخصية واملهنيــة‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪،‬‬ ‫ميكــن أن يســاعد تدريــس األخالقيــات‬ ‫الطــاب عــى اتخــاذ قـرارات بشــأن الصــدق‬ ‫أو النزاهــة أو األخــاق يف مــكان العمــل‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫• ميكــن أن يســاعد الطــاب عــى فهــم‬ ‫القضايــا األخالقيــة املعقــدة يف العــامل‪ .‬عــى‬ ‫ســبيل املثــال‪ ،‬ميكــن أن يســاعد تدريــس‬ ‫األخالقيــات الطــاب عــى فهــم القضايــا‬ ‫املتعلقــة بالحــروب والعدالــة االجتامعيــة‬ ‫والبيئــة‪.‬‬ ‫• ميكــن أن يســاعد الطــاب عــى أن يصبحوا‬ ‫مواطنــن أكــر فعاليــة ميكــن أن يســاعد‬ ‫تدريــس األخالقيــات الطــاب عــى فهــم‬ ‫حقوقهــم ومســؤولياتهم كمواطنــن‪ ،‬مــا‬ ‫ميكنهــم مــن املشــاركة بفعاليــة يف املجتمــع‪.‬‬ ‫تحديات تدريس األخالق‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن أخالقيــات التدريــس‬ ‫تفــرض أيضــا بعــض التحديــات والصعوبــات‬ ‫عــى املعلمــن واملدرســن‪ .‬ويتمثــل أحــد‬ ‫التحديــات يف كيفيــة املوازنــة بــن تنــوع‬ ‫وتعقيــد وجهات النظــر واملواقــف األخالقية‬ ‫والحاجــة إىل الوضــوح واالتســاق يف التفكــر‬ ‫األخالقــي واألحــكام‪ .‬يحتــاج املعلمــون‬ ‫إىل احــرام تنــوع خلفيــات الطــاب‬ ‫وثقافاتهــم وآرائهــم‪ ،‬مــع مســاعدتهم‬ ‫أيضــا عــى تطويــر إطــار أخالقــي مشــرك‬ ‫ولغــة مشــركة‪ .‬ميكــن للمعلمــن تفســر‬ ‫أهميــة األخــاق يف مجتمــع متنــوع حيــث‬ ‫ميكنهــم الرتكيــز عــى أهميــة احــرام وقبــول‬ ‫االختالفــات بــن النــاس‪ .‬التحــدي اآلخــر هو‬ ‫كيفيــة تحفيــز وإلهــام الطــاب لالهتــام‬ ‫باألخــاق وتطبيقهــا يف حياتهــم‪ .‬يحتــاج‬ ‫املعلمــون إىل جعــل األخــاق ذات صلــة‬ ‫وذات معنــى للطــاب‪ ،‬مــن خــال ربطهــا‬ ‫باهتامماتهــم وخرباتهــم وأهدافهــم‪ .‬يؤكد د‬ ‫عبــد اللطيــف خليفــة عــى حاجــة املعلمون‬ ‫إىل إيجــاد طــرق لجعــل األخــاق مثــرة‬ ‫لالهتــام وذات صلــة للطــاب‪ .‬فعندمــا‬ ‫يــرى الطــاب كيــف ميكــن لألخــاق أن‬ ‫تؤثــر عــى حياتهــم اليوميــة‪ ،‬فمــن املرجــح‬ ‫أن يكونــوا أكــر اهتاممــا بهــا (مــن كتــاب‬ ‫اخالقيــات التعليــم)‪ .‬التحــدي الثالــث هــو‬ ‫كيفيــة تقييــم األداء التعليمــي واألخالقــي‬ ‫للطــاب‪ .‬يحتــاج املعلمــون واملدرســون‬

‫إىل اســتخدام األســاليب واملعايــر املناســبة‬ ‫لقيــاس املعرفــة واملهــارات واملواقــف‬ ‫والســلوكيات األخالقيــة للطــاب‪ ،‬مــع توفــر‬ ‫التوجيــه البنــاء‪.‬‬ ‫طرق تدريس األخالق‬ ‫ميكــن للمعلمــن واملدرســن اســتخدام‬ ‫مجموعــة متنوعــة مــن األســاليب ملســاعدة‬ ‫الطــاب عــى تطويــر أخــاق قوية‪ .‬وتشــمل‬ ‫هــذه األســاليب‬ ‫• تزويــد الطــاب بنمــوذج التخــاذ القــرار‬ ‫األخالقــي ميكــن للمعلمــن توفــر إطــار‬ ‫عمــل أو منــوذج للطــاب ملســاعدتهم عــى‬ ‫تحديــد وتحليــل وحــل املواقــف التــي‬ ‫تنطــوي عــى رصاعــات أخالقيــة‪ .‬ميكــن أن‬ ‫يرتكــز هــذا النمــوذج عــى مبــادئ أخالقيــة‬ ‫محــددة‪ ،‬أو ميكــن أن يكــون أكــر عموميــة‪.‬‬ ‫وكمثــال ميكــن تزويــد الطــاب بنمــوذج‬ ‫التخــاذ الق ـرار األخالقــي وذلــك مــن خــال‬ ‫توفــر إطــار عمــل أو منــوذج للطــاب‬ ‫ملســاعدتهم عــى تحديــد وتحليــل وحــل‬ ‫املواقــف التــي تنطــوي عــى رصاعــات‬ ‫أخالقيــة‪ .‬ميكــن أن يرتكــز هــذا النمــوذج‬ ‫عــى مبــادئ أخالقيــة محــددة‪ ،‬أو ميكــن أن‬ ‫يكــون أكــر عموميــة‪.‬‬ ‫• اســتخدام دراســات الحالــة واألنشــطة‬ ‫التفاعليــة ميكــن أن تســاعد دراســات الحالة‬ ‫واأللعــاب واملناقشــات الطالب عــى التفكري‬ ‫يف القضايــا األخالقيــة مــن منظــور مختلــف‪.‬‬ ‫وميكــن أن تســاعد الطــاب عــى تطويــر‬ ‫فهــم أعمــق لألخالقيــات وكيفيــة تطبيقهــا‬ ‫يف العــامل الحقيقــي‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪،‬‬ ‫ميكــن للمعلمــن إنشــاء لعبــة أو محــاكاة‬ ‫تتطلــب مــن الطــاب اتخــاذ قــرارات‬ ‫أخالقيــة‪ .‬ميكــن أن يســاعد هــذا الطــاب‬ ‫عــى مامرســة مهاراتهــم يف اتخــاذ القــرار‬ ‫األخالقــي يف بيئــة آمنــة‬ ‫• دمــج األخــاق يف جميــع املــواد الدراســية‬ ‫يســتطيع املعلمــون دمــج األخــاق يف‬ ‫جميــع املــواد الدراســية‪ ،‬بحيــث يصبــح‬ ‫الطــاب عــى وعــي باألخالقيــات كجــزء‬

‫مــن كل جانــب مــن جوانــب الحيــاة‪ .‬وهــذا‬ ‫ميكــن أن يســاعد الطــاب عــى فهــم أهمية‬ ‫األخــاق يف جميــع جوانــب املجتمــع‪.‬‬ ‫• خلــق بيئــة تعليميــة تشــجع عــى الحــوار‬ ‫والتســاؤل مــن املهــم أن تكــون البيئــة‬ ‫التعليميــة داعمــة ومشــجعة للحــوار‬ ‫األخالقــي‪ .‬عندمــا يشــعر الطــاب باالرتيــاح‬ ‫يف التعبــر عــن آرائهــم وأســئلتهم‪ ،‬فمــن‬ ‫املرجــح أن يتعلمــوا املهــارات واملواقــف‬ ‫الالزمــة التخــاذ قــرارات أخالقيــة‪ .‬يشــر‬ ‫د‪ .‬محمــد فتحــي عبــد الرحمــن يف مقالتــه‬ ‫أثــر البيئــة التعليميــة عــى تنميــة األخــاق‬ ‫لــدى الطــاب اىل األبحــاث التــي تؤكــد أن‬ ‫الطــاب الذيــن يتعلمون يف بيئــات تعليمية‬ ‫داعمــة ومشــجعة للحــوار األخالقــي هــم‬ ‫أكــر عرضــة التخــاذ قــرارات أخالقيــة يف‬ ‫حياتهــم اليوميــة‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪،‬‬ ‫ميكــن للمعلمــن تكليــف الطــاب بكتابــة‬ ‫مقــال عــن أخالقيــات الــذكاء االصطناعــي‬ ‫أو إنشــاء حملــة لزيــادة الوعــي بالقضايــا‬ ‫األخالقيــة يف املجتمــع‪ .‬ميكــن أن يســاعد‬ ‫هــذا الطــاب عــى فهــم أهميــة األخــاق يف‬ ‫العــامل الحقيقــي‪.‬‬ ‫بعــض القيــم األخالقيــة املشــركة التــي‬ ‫تواجــه معلمــي املــدارس واســاتذة الجامعــة‬ ‫• الصــدق يجــب أن يكــون االســاتذة‬ ‫صادقــن يف عملهــم األكادميــي‪ ،‬مثــل إجـراء‬ ‫البحــوث‪ ،‬ونــر األوراق‪ ،‬وتدريــس املــواد‪،‬‬ ‫وتقييــم الطــاب‪ .‬ويجــب عليهــم تجنــب‬ ‫أي شــكل مــن أشــكال االحتيــال أو التالعــب‬ ‫بالبيانــات أو املصــادر‪ .‬ويجــب عليهــم أيضــا‬ ‫أن يعرتفــوا ويستشــهدوا باآلخريــن الذيــن‬ ‫ســاهموا يف عملهــم‪.‬‬ ‫• النزاهــة يجــب عــى املعلمــن أن يكونــوا‬ ‫صادقــن يف ســلوكهم املهنــي‪ ،‬مثــل احــرام‬ ‫املعايــر األخالقيــة والقوانــن الخاصــة‬ ‫بتخصصهــم‪ ،‬وحاميــة حقــوق امللكيــة‬ ‫الفكريــة لآلخريــن‪ ،‬وتجنــب أي تضــارب‬ ‫يف املصالــح أو االلتزامــات‪ .‬ويجــب عليهــم‬ ‫أيضــا الحفــاظ عــى كفاءتهــم والعمــل يف‬

‫مجــال خربتهــم‪.‬‬ ‫• االحــرام يجــب عــى املعلمــن احــرام‬ ‫كرامــة وحقــوق وتنــوع طالبهــم وزمالئهــم‪.‬‬ ‫ويجــب أن يعاملوهــم بلطــف وعدالــة‬ ‫وحساســية‪ .‬ويجــب عليهــم أيضــا احــرام‬ ‫حريــة التعبــر ألنفســهم ولآلخريــن‪.‬‬ ‫• الواجــب يقــع عــى عاتــق املعلمــن‬ ‫واجــب تحمــل املســؤولية عــن أفعالهــم‬ ‫وعواقبهــا عــى أنفســهم وعــى اآلخريــن‪.‬‬ ‫ـال مــن‬ ‫يجــب أن يحافظــوا عــى مســتوى عـ ٍ‬ ‫الجــودة واالحــرام يف عملهــم ويف متثيــل‬ ‫مدرســتهم او جامعتهــم ومجالهــم‪ .‬ويجــب‬ ‫عليهــم االلتـزام بالواجبــات والقواعــد التــي‬ ‫تحكــم عالقتهــم مــع طالبهــم وزمالئهــم‬ ‫واملجتمــع‪ .‬ويجــب عليهــم مســاعدة‬ ‫طالبهــم عــى تنميــة قدراتهــم األخالقيــة‬ ‫ورعايــة اهتامماتهــم‪.‬‬ ‫• القــدوة مــن املتوقــع أن يكــون املعلمــون‬ ‫قــدوة جيــدة يف مجالهــم ويف مجتمعهــم‪.‬‬ ‫ويجــب عليهــم تشــجيع وتحفيــز ودعــم‬ ‫طالبهــم وزمالئهــم‪ ،‬واملســاهمة يف تقــدم‬ ‫املعرفــة واملصلحــة العامــة‪ ،‬والتــرف‬ ‫بشــكل أخالقــي يف كل مــا يقولونــه‬ ‫ويفعلونــه‪.‬‬ ‫وأخــرا‪ ،‬تعتــر أخالقيــات التدريــس مهمــة‬ ‫هامــة وجذابــة يســتفيد منهــا الطــاب‬ ‫واملعلمــون بشــكل متبــادل‪ .‬ومــن خــال‬ ‫تدريــس األخالقيــات‪ ،‬يســتطيع املعلمــون‬ ‫تزويــد الطــاب باملعرفــة واملهــارات الالزمــة‬ ‫ليكونــوا مواطنــن فاعلــن وصالحــن‪،‬‬ ‫وأشــخاصا قادريــن عــى اتخــاذ خيــارات‬ ‫أخالقيــة والتعامــل بشــكل أخالقــي‬ ‫مــع املواقــف املتنوعــة (عبــد اللطيــف‬ ‫خليفــة‪ ،‬محمــد خليفــة)‪ .‬ولكــن يتعــن‬ ‫عــى املعلمــن واملدرســن أيضــا التغلــب‬ ‫عــى بعــض التحديــات والصعوبــات التــي‬ ‫تتطلــب البحــث واإلعــداد املســتمر‪ .‬ومــن‬ ‫خــال اتبــاع األســاليب واالســراتيجيات‬ ‫الفعالــة‪ ،‬يســتطيع املعلمــون تحقيــق‬ ‫أغــراض تدريــس األخالقيــات‪.‬‬

‫يمكن للمعلمين‬ ‫إنشاء لعبة أو‬ ‫محاكاة تتطلب‬ ‫من الطالب اتخاذ‬ ‫قرارات أخالقية‪.‬‬ ‫يمكن أن يساعد‬ ‫هذا الطالب على‬ ‫ممارسة مهاراتهم‬ ‫في اتخاذ القرار‬ ‫األخالقي في بيئة‬ ‫آمنة ‪..‬‬

‫‪71‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫يبلغ عدد الطلبة الحاصلين‬ ‫على مجموع درجات ‪100%‬‬

‫فيلي‬

‫في نتيجة السادس االعدادي‬ ‫لعام ‪ ،2023‬أكثر من ‪ 4‬آالف‬

‫مجـتـــمـع‬

‫طالب‪ ،‬والحاصلين على ‪99%‬‬ ‫قرابة ‪ 4500‬طالب‪ ،‬فيما‬ ‫تجاوز عدد الحاصلين على‬ ‫معدالت من ‪ 90%‬إلى ‪100%‬‬ ‫أكثر من ‪ 50‬ألف طالب‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫أفــاد بذلــك عضــو لجنــة التعليــم العــايل والبحــث العلمــي النيابيــة‪ ،‬ف ـراس‬ ‫املســلاموي‪ ،‬مؤكــداً أن «ارتفــاع معــدالت الخريجــن مــن وزارة الرتبية بنســبة‬ ‫كبــرة‪ ،‬ميثــل عبئـاً وتحديـاً عــى وزارة التعليــم العــايل والبحــث العلمــي»‪.‬‬ ‫ويوضــح املســلاموي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «ارتفــاع هــذه املعــدالت‪ ،‬جعــل‬ ‫قبــول التخصصــات باملجموعــة الطبيــة مبعــدالت عاليــة جــداً‪ ،‬إذ توقــف هــذا‬ ‫العــام عنــد آخــر معــدل يف املجموعــة الطبيــة بالقبــول املركــزي ‪،99.43%‬‬ ‫وهــذا مــا عــدا القبــول املــوازي وقنــاة املتميزيــن واملنحــة املجانيــة»‪.‬‬

‫ويضيــف‪ ،‬أن «عــدد املقبولــن يف الجامعــات العراقيــة بلــغ نحــو‬ ‫‪ 250‬ألــف طالــب‪ ،‬عــدا قنــاة املــوازي واملتميزيــن واملنحــة‪ ،‬إذ‬ ‫بإضافتهــا ســوف يــزداد هــذا العــدد»‪.‬‬ ‫ويتابــع‪« ،‬لذلــك هنــاك إشــكالية كبــرة يف وزارة الرتبيــة‪ ،‬مــا‬ ‫يســتوجب إعــادة النظــر مبســألة زيــادة املعــدالت التــي تحــرج بهــا‬ ‫وزارة التعليــم العــايل فيــا يخــص الطاقــة االســتيعابية»‪.‬‬ ‫ويبــن‪ ،‬أن «أعــداد امللتحقــن باملجموعــة الطبيــة يف العــام املــايض‬ ‫كان نحــو ‪ 5‬آالف طالــب‪ ،‬لكــن يف هــذا العــام ســتضطر وزارة‬ ‫التعليــم العــايل بســبب هــذه املعــدالت العاليــة إىل مضاعفــة الرقــم‬ ‫ـد لــوزارة التعليــم»‪.‬‬ ‫إىل ‪ 10‬آالف طالــب‪ ،‬وهــو رقــم كبــر وتحـ ٍ‬ ‫«تخ ّبط وعدم تنسيق»‬ ‫بــدوره‪ ،‬يعــزو الخبــر الرتبــوي‪ ،‬حيــدر البيــايت‪ ،‬مشــكلة املعــدالت‬ ‫والتقديــم والقبــوالت يف وزارة التعليــم إىل «ســوء التخطيــط مــن‬ ‫قبــل وزارة الرتبيــة‪ ،‬وعــدم التنســيق بــن وزاريت الرتبيــة والتعليــم‪،‬‬ ‫إضافــة إىل آليــة مــلء االنســيابية واالســتامرات الخاصــة للتقديــم‬ ‫إىل الجامعــات‪ ،‬لذلــك ُيالحــظ هــذا التفــاوت يف املعــدالت»‪.‬‬ ‫ويضيــف البيــايت ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «هنــاك فرقــاً واضحــاً بــن‬ ‫املعــدالت الحكوميــة للمجموعــات الطبيــة والهندســية واالنســانية‪،‬‬ ‫ومــا بــن الجامعــات األهليــة املنتــرة بشــكل واســع‪ ،‬إذ ليــس مــن‬ ‫املعقــول أن يذهــب الحاصــل عــى معــدل ‪ 95%‬إىل معهــد‪ ،‬مــا‬ ‫يســتدعي وضــع رؤيــة وآليــة حقيقيــة تنظــم عمليــة التقديــم»‪.‬‬ ‫ويقــرح البيــايت «إعــادة صياغــة وتخطيــط وتوجيــه لهــذه املعدالت‪،‬‬ ‫ووضــع حــد أدىن وأعــى للمجموعــات الطبيــة والهندســية‬ ‫واالنســانية‪ ،‬التاحــة االختيــار للطالــب»‪.‬‬ ‫ويشــر إىل أن «وزاريت الرتبيــة والتعليــم ليــس لديهــا رؤيــة‬ ‫واضحــة بهــذا الخصــوص‪ ،‬إذ كان مــن الــروري انتظــار نتائــج‬ ‫الــدور الثــاين‪ ،‬واعطــاء مهلــة ومتديــد للتالميــذ قبــل فتــح قبــول‬ ‫الطــاب يف الجامعــات واملعاهــد»‪.‬‬ ‫ويتابــع‪ ،‬فضـ ًا عــن «التخ ّبــط املســتمر مــن قبــل وزارة الرتبيــة بآلية‬ ‫امتحــان الــدور األول والثــاين والثالــث‪ ،‬الــذي كان مــن املفــرض أن‬ ‫تضــع الرتبيــة جــدو ًال إذا مــا أرادت دوراً ثالث ـاً»‪ ،‬مبين ـاً أن «الــدور‬

‫‪ 50‬ألف طالب فوق ‪..%90‬‬ ‫التربية تثقل التعليم بقبول المعدالت العالية‬

‫فيلي‬

‫‪73‬‬

‫الثالــث يعيــق عمليــة التقديــم واالنســيابية‬ ‫والقبــوالت يف الجامعــات»‪.‬‬ ‫«ظلم وإجحاف»‬ ‫مــن جهتهــا‪ ،‬أعربــت املواطنــة أم عليــاء مــن‬ ‫محافظــة كربــاء‪ ،‬عــن اســتيائها مــن نتائــج‬ ‫القبــوالت‪ ،‬مشــرة إىل أنهــا «تســببت بظلــم‬ ‫وإجحــاف جهــود الكثــر مــن الطلبــة خاصــة‬ ‫املنتمــن للمــدارس املهنيــة»‪.‬‬ ‫وتضيــف أم عليــاء ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «طلبــة‬ ‫املــدارس املهنيــة عانــوا يف الدراســة كــا‬ ‫نظرائهــم يف العلمــي واألديب‪ ،‬لكنهــم تفاجــأوا‬ ‫بعــدم وجــود أي قبــول لهــم يف جميــع‬ ‫املحافظــات‪ ،‬ســوى بعــض األقســام يف بغداد»‪.‬‬ ‫وتدعــو يف ختــام حديثهــا وزارة التعليــم إىل‬ ‫«فتــح كليــات يف محافظــة كربــاء الســتقبال‬ ‫خريجــي املــدارس املهنيــة الراغبــن بإكــال‬ ‫مســرتهم العلميــة»‪.‬‬ ‫يف حــن يقــول أبــو عبــد اللــه‪ ،‬أنــه رغــم‬ ‫املعــدل العــايل الــذي حصــل عليــه ولــده‪،‬‬ ‫والــذي تجــاوز ‪ 98‬باملائــة‪ ،‬إال أن اإلحبــاط‬ ‫قــد أصابــه لعــدم حصولــه عــى رغبتــه‬ ‫بالدخــول يف املجموعــة الطبيــة‪ ،‬مشــرا إىل أن‬ ‫فــرق القبــول عــن زمالئــه بــات بـ»بوينتــات»‬ ‫(أجــزاء الدرجــة الواحــدة)»‪.‬‬ ‫وعــر وســائل التواصــل‪ ،‬أطلــق جمــع مــن‬ ‫أوليــاء أمــور الطلبــة الخريجــن (الصــف‬ ‫الســادس األحيــايئ) للعــام الحــايل‪ ،‬مناشــدة‬ ‫إىل وزيــر التعليــم العــايل والبحــث العلمــي‪،‬‬ ‫طلبــوا فيهــا النظــر إىل أبنائهــم «بعــن‬ ‫العطــف األبــوي ملــا واجهــوه مــن أخطــاء‬ ‫علميــة وإمالئيــة وتغــر مفاجــئ يف منــط‬ ‫االســئلة الوزاريــة عــن ســابقاتها مــن األعــوام‪.‬‬ ‫وناشــد هــؤالء الوزيــر‪ ،‬بتوســعة مقاعــد‬ ‫املجموعــة الطبيــة قــدر املســتطاع كــون‬ ‫الكثــر مــن الطــاب والطالبــات طموحهــم (‬ ‫طــب عــام ‪ -‬طــب أســنان ‪ -‬صيدلــة ) حيــث‬ ‫تــراوح معدالتهــم بــن ( ‪ 95‬إىل ‪ ) 100‬بعــد‬ ‫جهــد وعنــاء كبــر منهــم‪ ،‬إال أنــه حــال دون‬ ‫طموحهــم‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪75‬‬

‫عراقيات ضحايا االنتهاكات‬ ‫ضد المرأة‬ ‫في اليوم العالمي لمناهضة العنف‬ ‫ّ‬

‫فيلي‬

‫ضــت للعنــف األرسي مــن قبــل أهــي‬ ‫«تع ّر ُ‬ ‫لعمــي يف رشكــة أهليــة بالقطــاع الخــاص‪ ،‬إذ‬ ‫كانــوا يأخــذون راتبــي بالكامــل‪ ،‬أو تهديــدي‬ ‫مبنعــي مــن العمــل»‪ ،‬هكــذا تحدثــت رســل‬ ‫ســامل (‪ 33‬عامـاً) مــن محافظــة النجــف ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬عــن العنــف الــذي تع ّرضــت لــه‬ ‫عــى يــد أهلهــا‪.‬‬ ‫يتحســن بعــد‬ ‫وتضيــف رســل؛ أن «الحــال مل‬ ‫ّ‬ ‫الــزواج‪ ،‬حيــث زاد العنــف وتحــ ّول مــن‬ ‫النفــي إىل الجســدي‪ ،‬واســتمر االســتحواذ‬ ‫عــى راتبــي‪ ،‬لكــن هــذه املــرة مــن قبــل‬ ‫زوجــي كونــه بــا عمــل»‪.‬‬ ‫ورغــم أنهــا انفصلــت عنــه منــذ ســنتني‬ ‫وعــادت إىل بيــت أهلهــا‪ ،‬إال إنهــا ال تــزال‬ ‫تعــاين مــن اآلثــار النفســية والجســدية مــن‬ ‫الــزواج‪ ،‬إىل جانــب ســلب راتبهــا املعتــاد مــن‬ ‫قبــل أهلهــا‪.‬‬ ‫ويحتفــل العــامل باليــوم العاملــي ملناهضــة‬ ‫العنــف ضــد املــرأة يف ‪ 25‬نوفمرب‪/‬ترشيــن‬ ‫الثــاين مــن كل عــام‪ ،‬لكــن النســاء يف الع ـراق‬ ‫يعانــن أنواع ـاً مختلفــة مــن العنــف‪ ،‬والتــي‬ ‫تبلــغ يوميــاً نحــو ‪ 100‬حالــة يف العاصمــة‬ ‫بغــداد فقــط‪ ،‬بحســب إحصائيــة لــوزارة‬ ‫الداخليــة العراقيــة‪.‬‬ ‫نسب صادمة‬ ‫وكشــف مديــر مديريــة حاميــة األرسة‬ ‫والطفــل مــن العنــف األرسي‪ ،‬التابعــة لــوزارة‬ ‫الداخليــة‪ ،‬اللــواء عدنــان حمــود ســلامن‪ ،‬أن‬ ‫«معــدل حــاالت اعتــداء الــزوج عــى الزوجــة‬

‫مجـتـــمـع‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫ضمــن ظاهــرة العنــف األرسي يف البــاد بلــغ‬ ‫‪ 57‬يف املئــة مــن إجــايل الحــاالت»‪.‬‬ ‫‏وأكــد يف ترصيــح صحفي‪ ،‬يف أيلــول املايض‪ ،‬أن‬ ‫«املديريــة متتلــك ‪ 16‬قس ـ ً‬ ‫ا لحاميــة اإلنســان‬ ‫موزعــة عــى املحافظــات كافــة بينهــا ‪ 2‬يف‬ ‫جانبــي الكــرخ والرصافــة‪ ،‬يســجالن معــد ًال‬ ‫يومي ـاً بأكــر مــن ‪ 90‬دعــوة‪ ،‬وتفــرز بحســب‬ ‫نــوع العنــف»‪.‬‬ ‫وأوضــح‪« ،‬فــإن كان لفظي ـاً يتــم املصالحــة يف‬ ‫شــعبة الصلــح والــرايض بــن الزوجــن‪ ،‬أمــا إذا‬ ‫كان العنــف جســدياً وأدى إىل كــر أو إعاقــة‪،‬‬ ‫فيتــم إحالــة املعنــف إىل الطبيــب املختــص‬ ‫وإيجــاز تقريــر طبــي ثــم إرســاله إىل قــايض‬ ‫التحقيــق وفــق املــواد القانونيــة مــن قانــون‬ ‫العقوبــات ‪ 111‬ســنة ‪.»1969‬‬ ‫وتشــهد حــاالت العنــف األرسي يف العــراق‬ ‫تزايــداً مقلقـاً خــال اآلونــة األخــرة‪ ،‬وفــق مــا‬ ‫رصدتــه الرشطــة املجتمعيــة‪ ،‬وبينــا يعــزو‬ ‫مختصــون أســباب ارتفــاع هــذه الظاهــرة‬ ‫الخطــرة إىل ضغوطــات الحيــاة املختلفــة‪،‬‬ ‫شــددوا عــى رضورة ترشيــع قوانــن صارمــة‪،‬‬ ‫ونــر ثقافــة احــرام األرسة منــذ الصغــر‪،‬‬ ‫فضــ ًا عــن زيــادة وعــي املجتمــع للوقايــة‬ ‫مــن هــذه الجرائــم التــي تنتهــي أحيانــاً إىل‬ ‫مــوت الضحيــة‪.‬‬ ‫وتتصــدر النســاء قامئــة حــاالت التعنيــف‬ ‫يف العــراق‪ ،‬تليهــا األطفــال‪ ،‬وثــم الرجــال يف‬ ‫الدرجــة الثالثــة‪ ،‬بحســب مــا قالــه مديــر‬ ‫الرشطــة املجتمعيــة التابعــة لــوزارة الداخليــة‬ ‫العراقيــة‪ ،‬العميــد غالــب العطيــة‪ ،‬يف ترصيــح‬ ‫ســابق ملجلــة «فيــي»‪.‬‬ ‫العنف االقتصادي‬ ‫«ميــارس العنــف االقتصــادي ضــد النســاء‬ ‫مــن خــال ســلوكيات متعــددة‪ ،‬أبرزهــا‬ ‫(الســيطرة‪ ،‬والحرمــان‪ ،‬واإلكــراه‪ ،‬واملنــع)»‪،‬‬ ‫وفــق القانونيــة أريــج ريــاض الشــاهر‪ ،‬مبينــة‬ ‫أن «مــن أمثلتهــا‪ ،‬الســيطرة عــى املصاريــف‬ ‫العائليــة املعيشــية واملصاريــف الرفاهيــة‪،‬‬ ‫وإنــكار املمتلــكات واملــوارد الشــخصية‬ ‫للنســاء‪ ،‬مثــل املــراث وغريهــا‪ ،‬أو ُيصــادر‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫راتبهــا إذا كانــت لديهــا وظيفــة ذات دخــل‬ ‫شــهري»‪.‬‬ ‫وتضيــف الشــاهر ملجلــة «فيــي» «أمــا‬ ‫النســاء الريفيــات اللــوايت يقمــن باألعــال‬ ‫الزراعيــة‪ ،‬فــإن املــال الناتــج مــن املحاصيــل‬ ‫يذهــب للرجــل‪ ،‬وبهــذا هــي تتحمــل‬ ‫التحديــات االقتصاديــة حتــى وإن كان الــوارد‬ ‫قليــ ًا‪ ،‬وتتكفــل برتتيــب احتياجــات البيــت‬ ‫وتنظيمهــا‪ ،‬أمــا النســاء األرامــل واملطلقــات‬ ‫فهــن يتحملــن الجــزء األكــر مــن االحتياجــات‬ ‫االقتصاديــة»‪.‬‬ ‫وتوضــح أنــه «ال يوجــد قانــون واضــح بقانــون‬ ‫العقوبــات العراقــي يتحــدث عــن العنــف‬ ‫ضــد املــرأة أو األرسة‪ ،‬وإمنــا مــواداً تتضمــن‬ ‫فقـرات فقــط‪ ،‬وبعبــارات غــر رصيحــة‪ ،‬فيــا‬ ‫مل ُي ّــرع قانــون العنــف األرسي لحــد اآلن‪،‬‬ ‫رغــم ا ُملطالبــات بترشيعــه»‪.‬‬ ‫ثقافية اجتامعية‬ ‫مــن جهتهــا‪ ،‬تشــر املدافعــة عــن حقــوق‬ ‫اإلنســان ســارة جاســم‪ ،‬إىل «وجــود عــادات‬ ‫وأع ـراف تــيء لإلنســان وتُســاهم يف ارتفــاع‬ ‫حــاالت العنــف األرسي يف البــاد‪ ،‬يرافــق ذلــك‬ ‫عــدم قــدرة الــزوج عــى تلبيــة متطلبــات‬ ‫الحيــاة‪ ،‬مــع اإلنجــاب غــر املــدروس‪ ،‬وق ّلــة‬ ‫مفاهيــم الرتبيــة واالحــرام بــن أف ـراد األرسة‪،‬‬ ‫وأيضــاً حــق التأديــب يف املــادة ‪ 41‬مــن‬ ‫القانــون العراقــي التــي تعتــر حافـزاً ملامرســة‬ ‫العنــف ضــد النســاء»‪.‬‬ ‫وتضيــف جاســم يف ترصيــح ســابق ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪« ،‬فضــ ًا عــى االســتخدام الخاطــئ‬ ‫ملواقــع التواصــل االجتامعــي‪ ،‬والجهــل‬ ‫الرقمــي للوقــوع يف مشــاكل أرسيــة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫تعاطــي املخــدرات التــي ازدادت يف الســنوات‬ ‫األخــرة»‪.‬‬ ‫و ُت ّلخــص جاســم‪ ،‬أســباب تفاقــم العنــف إىل‬ ‫«نتاجــات ثقافيــة اجتامعيــة‪ ،‬وأخــرى نفســية‪،‬‬ ‫ففــي الســياق األول‪ ،‬تفــرض الثقافــة العراقيــة‬ ‫ســلطة اجتامعيــة مبنيــة عــى أســاس العمــر‬ ‫والقرابــة‪ ،‬فــإن اآلبــاء عــادة مــا مينحهــم‬ ‫املجتمــع ســلطة ُمطلقــة عــى األبنــاء‪ ،‬كــا‬

‫«مشــروع قانــون (مناهضــة‬ ‫العنــف األســري)‪ ،‬ال يــزال‬ ‫يــراوح يف مجلــس النــواب‪،‬‬ ‫لوجــود معارضــة قويــة عليــه‬ ‫مــن جهــات تــرى أن نصــوص‬ ‫قانــون العقوبــات مجزيــة وال‬ ‫يوجــد داع لتشــريع قانــون‬ ‫ٍ‬ ‫يــؤدي إىل تفكيــك العالقــات‬ ‫داخــل األســرة»‪.‬‬

‫مينــح الكبــار ســلطة عــى الصغــار تقــل‬ ‫وتــزداد تبعــاً للنســب والقرابــة الدمويــة»‪.‬‬ ‫ووفقــاً لهــذا الفهــم‪ُ ،‬يصبــح العنــف ُمــرراً‬ ‫لعــدم ارتــكاب األطفــال والصغــار أخطــا ًء‬ ‫تعــرض الكبــار لكلــف اجتامعيــة‪ ،‬وتجــاوز‬ ‫القيــم واألعــراف التــي توارثــت مــن جيــل‬ ‫آلخــر‪ ،‬ومفهــوم ســلطة الرجــل عــى املــرأة‬ ‫التــي تجعــل األغلبيــة يــرى الحــق بــرب‬ ‫وتعنيــف املــرأة كونهــا تابــع ال إنســان لــه‬ ‫حقــوق وكرامــة»‪ ،‬بحســب جاســم‪.‬‬ ‫عوامل نفسية‬ ‫أمــا الســياق الثــاين (النفــي)‪ ،‬فتعــزو‬ ‫االختصاصيتــان يف الطــب النفــي‪ ،‬الدكتــورة‬ ‫بــراءة العامــي‪ ،‬والدكتــورة بتــول عيــى‪،‬‬ ‫أســباب العنــف األرسي إىل الظــروف التــي‬ ‫متــر بهــا البــاد ومــا ينــر يف وســائل اإلعــام‬ ‫املختلفــة مــن أخبــار ومشــاهد عــن القتــل‬ ‫التــي تزيــد ميــول العنــف والتقليــد داخــل‬ ‫مخيلــة اإلنســان‪ ،‬باإلضافــة إىل ضغوطــات‬ ‫الحيــاة املختلفــة أبرزهــا الجانــب االقتصــادي‬ ‫ومحاولــة إفــراغ جميــع هــذه الضغــوط‬ ‫داخــل األرسة‪.‬‬ ‫وتضيفــان‪ ،‬فضــ ًا عــن عامــل االضطرابــات‬ ‫النفســية‪ ،‬خاصــة إذا كان الشــخص يعــاين‬ ‫مــن فقــدان الثقــة بنفســه وليســت لديــه‬ ‫القــدرة عــى ُمواجهــة مصاعــب الحيــاة‪،‬‬ ‫لذلــك يظهرهــا بصــورة غــر مبــارشة بالعائلــة‪،‬‬ ‫أو وجــود تــوارث لهــذه الحالــة كأن يكــون‬ ‫تنشــئة الــزوج أو الزوجــة يف بيئــة ســيئة فيهــا‬ ‫عنــف أرسي‪ ،‬باإلضافــة إىل أســباب بالشــخصية‬ ‫منهــا حــب األنــا والــذات والتملك والســيطرة‪.‬‬ ‫وتؤكــد االختصاصيتــان عــى أهميــة وضــع‬ ‫قوانــن صارمــة ضــد ا ُملع ّنــف الــذي يعطــى‬ ‫أحيانـاً ُمــرراً لجرميتــه بحجــة تقويم الســلوك‪،‬‬ ‫وترشيــع قانــون حاميــة املــرأة والطفــل‬ ‫ومتكــن الضحيــة للوصــول إىل القانــون‪،‬‬ ‫واإلفصــاح عــن العنــف لتتمكــن الجهــات‬ ‫املختصــة مــن التدخــل واملســاعدة‪ ،‬وزيــادة‬ ‫الوعــي منــذ مرحلــة الطفولــة عــى احــرام‬ ‫األرسة والتثقيــف املبكــر للزوجيــة‪ ،‬وللمجتمع‬

‫واملؤسســات الدينيــة دور يف ذلــك‪.‬‬ ‫عنف متزايد‬ ‫ويتســم العنــف ضــد املــرأة بطابــع دويل‪،‬‬ ‫فــا يقتــر عــى نســاء الع ـراق فقــط‪ ،‬لكــن‬ ‫رمبــا األوضــاع العامــة يف البــاد ســاهمت‬ ‫بارتفــاع وتريتــه‪ ،‬وفــق منســقة شــبكة النســاء‬ ‫العراقيــات‪ ،‬أمــل كبــايش‪ ،‬وتؤكد أن «اســتمرار‬ ‫الرصاعــات والنزاعــات املســلحة يف ظــل‬ ‫األع ـراف والتقاليــد االجتامعيــة التــي ترســخ‬ ‫مفاهيــم العنــف داخــل األرسة واملجتمــع‪،‬‬ ‫ســاهمت بارتفــاع أعــداد الحــاالت»‪.‬‬ ‫وتضيــف كبــايش خــال حديــث ســابق ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬أن «الحكومــة وضعــت عــدداً مــن‬ ‫السياســات والربامــج ملناهضــة العنــف ضــد‬ ‫املــرأة‪ ،‬لكنهــا تحتــاج إىل جانــب ذلــك إىل‬ ‫إطــار قانــوين ُيســاهم يف معاقبــة مرتكبــي‬ ‫العنــف يف نطــاق ا ُألرسة للحــد منــه ومنــع‬ ‫تكـراره‪ ،‬مــا يؤكــد رضورة وضــع رؤيــة وطنيــة‬ ‫شــاملة للحــد مــن العنــف ضــد املــرأة»‪.‬‬ ‫قانون الحامية من العنف األرسي‬ ‫تتيــح املــادة ‪ 41‬مــن قانــون العقوبــات للزوج‬ ‫واآلبــاء واملعلمــن حــق التأديــب يف حــدود‬ ‫الــرع والقانــون‪ ،‬بحســب الخبــر القانــوين‬ ‫عــي التميمــي‪ ،‬منبهــاً بــأن «نــص املــادة‬ ‫املذكــورة فضفــاض ُيســاء اســتخدامه ويجعــل‬ ‫املحكمــة ُمق ّيــدة يف املســاءلة‪ ،‬وتــم الطعــن‬ ‫يف هــذه املــادة أمــام املحكمــة االتحاديــة‬ ‫ملخالفتهــا املــواد ‪ 14‬و‪ 29‬و‪ 30‬مــن الدســتور‬ ‫لكنهــا ردت»‪.‬‬ ‫ويبــن التميمــي ملجلــة «فيــي» أن «اإلنســان‬ ‫ كــا يقــول علــم النفــس الجنــايئ ‪ -‬يتأثــر‬‫يف املراحــل األوىل مــن حياتــه (مــن ‪ 5‬إىل‬ ‫‪ 15‬ســنة)»‪ ،‬مؤكــداً أن «مثــل هــذه الجرائــم‬ ‫ت ّ‬ ‫ُحطــم هــؤالء الصغــار وتجعلهــم حاقديــن‬ ‫عــى املجتمــع وحتــى ُمجرمــن»‪.‬‬ ‫ويتابــع‪ ،‬أن «هــذه الجرائــم تُخالــف اتفاقيات‬ ‫الطفــل وميثــاق العهــد الــدويل وحقــوق‬ ‫لحــة‬ ‫اإلنســان‪ ،‬لهــذا أصبحــت الحاجــة ُم ّ‬ ‫لترشيــع قانــون الحاميــة مــن العنــف األرسي‪،‬‬ ‫كــا فعــل إقليــم كوردســتان ورشّ ع هــذا‬

‫‪77‬‬

‫القانــون»‪.‬‬ ‫ومنــذ العــام ‪ ،2020‬أقــ ّر مجلــس الــوزراء‬ ‫العراقــي مــروع قانــون «مناهضــة العنــف‬ ‫األرسي»‪ ،‬وأرســله إىل الربملــان‪ ،‬لكــن القانــون‬ ‫مل ُيقــ ّر حتــى اآلن بســبب معارضتــه مــن‬ ‫جهــات سياســية يف الربملــان‪ ،‬وخصوص ـاً تلــك‬ ‫املنتميــة إىل األحــزاب الدينيــة‪.‬‬ ‫وتــرى هــذه األحــزاب أنّ القانــون فيــه‬ ‫مخالفــة رشعيــة‪ ،‬وأنّــه ســيؤدي إىل حــدوث‬ ‫ّ‬ ‫تفــكك أرسي‪ ،‬ولجــوء إىل القضــاء مــن‬ ‫رب األرسة‪.‬‬ ‫الزوجــات واألطفــال‬ ‫ّ‬ ‫ضــد ّ‬ ‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬يقــول املستشــار القانــوين‬ ‫لدائــرة الترشيــع يف مجلــس النــواب العراقــي‪،‬‬ ‫الدكتــور غــازي فيصــل مهــدي‪ ،‬إن «مــروع‬ ‫قانــون (مناهضــة العنــف األرسي)‪ ،‬ال يــزال‬ ‫ي ـراوح يف مجلــس النــواب‪ ،‬لوجــود معارضــة‬ ‫قويــة عليــه مــن جهــات تــرى أن نصــوص‬ ‫داع‬ ‫قانــون العقوبــات مجزيــة وال يوجــد ٍ‬ ‫لترشيــع قانــون يــؤدي إىل تفكيــك العالقــات‬ ‫داخــل األرسة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد مهــدي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «مــن‬ ‫الناحيــة القانونيــة ال يوجــد مانــع مــن إصــدار‬ ‫قانــون يحــارب ظاهــرة العنــف األرسي‬ ‫املســترشية يف املجتمــع العراقــي‪ ،‬لذلــك‬ ‫باالمــكان ترشيــع هــذا القانــون مبــا يتناســب‬ ‫مــع مبــادئ الرشيعــة اإلســامية والحقــوق‬ ‫والحريــات العامــة»‪.‬‬ ‫وأعــرب مهــدي يف ختــام حديثــه عــن أملــه‬ ‫«بــأن ُيكتــب ملــروع قانــون (مناهضــة‬ ‫العنــف األرسي) النجــاح ويأخــذ طريقــه إىل‬ ‫الترشيــع يف مجلــس النــواب العراقــي»‪.‬‬ ‫وكانــت الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة‬ ‫قــد حــددت يــوم ‪ 25‬ترشيــن الثاين‪/‬نوفمــر‬ ‫يف العــام ‪ 1999‬اليــوم الــدويل للقضــاء عــى‬ ‫العنــف ضــد املــرأة‪ ،‬ودعــت الحكومــات‬ ‫واملنظــات الدوليــة واملنظــات غــر‬ ‫الحكوميــة لتنظيــم فعاليــات ذلــك اليــوم‬ ‫املخصــص للتعريــف بهــذه املشــكلة‪ .‬مــا‬ ‫ميهــد الطريــق نحــو القضــاء عــى العنــف ضد‬ ‫النســاء والفتيــات يف جميــع أنحــاء العــامل‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪79‬‬

‫الدوالر أم الدينار؟‬ ‫الدوالر ام الدينار‪ ..‬هكذا يتساءل‬ ‫الناس في العراق ويعربون عن‬

‫أزمة‬

‫مقابل الدوالر االمريكي‪ ،‬الذي‬

‫الودائع‬

‫تخوفهم من تواصل انحدار‬ ‫قيمة العملة المحلية في‬

‫واصل ارتفاعه في ما يسمى‬ ‫بالسوق الموازية برغم اجراءات‬ ‫الحكومة ممثلة بالبنك المركزي‬ ‫للحد من ذلك‪ ،‬ويتخوف الناس‬ ‫من ان ينسحب هذا االرتفاع على‬ ‫السعر الرسمي الذي وضعته‬ ‫الحكومة وتأثري ذلك على اسعار‬ ‫السلع واالسواق‪.‬‬

‫والحواالت‬ ‫والتصريف‬

‫فيلي‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫وأعلــن محافــظ البنــك املركــزي العراقــي‬ ‫يف ايلــول ‪ ،2023‬ان العـراق ســيقرص جميــع‬ ‫التعامــات التجاريــة الداخليــة وغريهــا عىل‬ ‫عملتــه الدينــار‪ ،‬بــدال مــن الــدوالر‪ ،‬ابتــداء‬ ‫مــن العــام املقبــل‪ ،‬موضحــا بالقــول‪ ،‬ان‬ ‫الســنة املقبلــة ستشــهد حــر التعامــات‬ ‫التجاريــة الداخليــة وغريهــا بالدينــار‬ ‫العراقــي بــدال مــن الــدوالر‪ ،‬عــدا تلــك‬ ‫التــي تســ ّلم للمســافرين‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وأعلــن ايضــا‪ ،‬ان البنــك ميــي لالســتغناء‬ ‫عــن التحويــات الخارجيــة «الســنة‬ ‫املقبلــة»‪ ،‬واعتــاد املصــارف املجــازة يف‬ ‫العــراق عــى بنــوك مراســلة يف عمليــات‬ ‫التحويــل الخارجــي‪.‬‬ ‫ويقــول مســؤولون يف البنــك املركــزي‬ ‫العراقــي أن البــاد ســتحظر الســحب‬ ‫النقــدي واملعامــات بالــدوالر األمــريك‬ ‫بــدءا مــن األول مــن كانــون الثــاين ‪،2024‬‬

‫وذلــك يف أحــدث مســعى للحــد من إســاءة‬ ‫اســتعامل احتياطــات البــاد مــن العملــة‬ ‫الصعبــة يف الجرائــم املاليــة والتهــرب مــن‬ ‫العقوبــات األمريكيــة عــى إيــران‪.‬‬ ‫وقــال املديــر العــام إلدارة االســتثامر‬ ‫والتحويــات يف البنــك املركــزي العراقــي‬ ‫إن الهــدف مــن الخطــوة هــو وقــف‬ ‫االســتعامل غــر املــروع لنحــو ‪ 50%‬مــن‬ ‫مبلــغ نقــدي يبلــغ ‪ 10‬مليــارات دوالر‬

‫يســتورده العــراق ســنويا مــن مجلــس‬ ‫االحتياطــي الفــدرايل (املركــزي األمــريك) يف‬ ‫نيويــورك‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن تاريــخ األول مــن كانــون‬ ‫الثــاين املقبــل ســيكون بدايــة إيقــاف‬ ‫الســحب النقــدي للحــواالت الــواردة فقــط‬ ‫مــن خــارج العــراق‪ ،‬عــى وفــق ترتيبــات‬ ‫معينــة تضمــن اســتدامة األعــال وال‬ ‫يشــمل بــأي حــال مــن األحــوال أرصــدة‬

‫الســكان بالــدوالر األمــريك‪.‬‬ ‫ويقــول اقتصاديــون ان هــذه الخطــوة‬ ‫تــأيت يف إطــار حملــة أوســع لوقــف اعتــاد‬ ‫االقتصــاد عــى الــدوالر‪ ،‬بعدمــا بــدأ‬ ‫الســكان يفضلــون العملــة األمريكيــة عــى‬ ‫الدينــار‪ ،‬يف ظــل تأكيــد باحثــن اقتصاديــن‬ ‫عــى ان أفضــل طريقــة لالحتفــاظ باألمــوال‬ ‫يف املنــزل يف العــراق هــي تحويلهــا اىل‬ ‫دوالر وان الذهــب وبقيــة الطــرق ارصــدة‬

‫غــر مضمونــة‪.‬‬ ‫ويعــرب ســكان أودعــوا امــواال لهــم يف‬ ‫املصــارف العراقيــة عــن تخوفهــم وعــدم‬ ‫ثقتهــم بالنظــام املــريف القائــم‪ ،‬عــى حــد‬ ‫قولهــم؛ ويتخــوف بعضهــم مــن وصــول‬ ‫العــراق اىل مصــر لبنــان حــن رفضــت‬ ‫املصــارف ارجــاع امــوال النــاس املودعــة يف‬ ‫املصــارف‪.‬‬ ‫ويقــول مــودع يف أحــد املصــارف العراقيــة‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫مجـتـــمـع‬

‫انــه جــرى رفــض طلبــه الحصــول عــى‬ ‫أموالــه املودعــة بالــدوالر مــن أحــد‬ ‫املصــارف األهليــة يف العاصمــة العراقيــة يف‬ ‫شــهر ترشيــن االول ‪.2023‬‬ ‫وبــدال مــن ذلــك جــرى إخبــاره أن بإمكانــه‬ ‫ســحب مــا يشــاء مــن رصيــده‪ ،‬لكــن‬ ‫بالعملــة املحليــة وبحســب ســعر الــرف‬ ‫الرســمي‪ ،‬مبينــا إن أموالــه املتواجــدة‬ ‫يف حســابه املــريف تصــل ألكــر مــن ‪10‬‬ ‫آالف دوالر ويف حــال وافــق عــى ســحبها‬ ‫بالدينــار فــإن هــذا يعنــي أنــه يخــر نحــو‬ ‫مليــوين دينــار‪ ،‬بحســب قولــه‪ .‬ويبلــغ ســعر‬ ‫الــرف الرســمي للــدوالر ‪ 1320‬دينــار‬ ‫للــدوالر الواحــد‪ ،‬ويف الســوق املــوازي‬ ‫يرتفــع الســعر ليتجــاوز‪ 1550‬دينــار يف‬ ‫اكــر االحيــان‪.‬‬ ‫ويالحــظ انــه يف املــدة املاضيــة بــدأ عــدد‬ ‫مــن املصــارف العراقيــة بالتوقــف عــن‬ ‫منــح املودعــن أموالهــم بالــدوالر‪ ،‬برغــم‬ ‫أنهــم ميتلكــون حســابات بالدينــار العراقــي‬ ‫والــدوالر األمــريك معــا‪.‬‬ ‫ويقــول اقتصاديــون أن مزاد بيــع الدوالر يف‬ ‫البنــك املركــزي العراقــي مــا يـزال مســتمرا‪،‬‬ ‫وســط اتهامــات مســؤولني حكوميــن‬ ‫بتهريــب العملــة الصعبــة اىل خــارج البــاد؛‬ ‫برغــم تواجــد قوانــن تعاقــب بالســجن عىل‬ ‫املضاربــة يف التعامــل بــاألوراق املاليــة‪.‬‬ ‫ويوضــح خــراء ان املضاربــة بالــدوالر يف‬ ‫العـراق‪ ،‬تحــدث ألســباب عــدة ومتشــابكة‬ ‫تشــمل عوامــل اقتصاديــة وسياســية منهــا‬ ‫نقــص الســيولة املاليــة والصعوبــة يف توفــر‬ ‫الــدوالر األمريــي بكميــات كافيــة لتلبيــة‬ ‫الطلــب عليــه‪ ،‬وقــد يكــون ذلــك بســبب‬ ‫تراجــع إيــرادات الصــادرات‪ ،‬وتراجــع‬ ‫تدفقــات االســتثامر األجنبــي‪ ،‬أو تداعيــات‬ ‫أزمــات اقتصاديــة‪.‬‬ ‫ويشــرون اىل ان بعــض الــدول ومنهــا‬ ‫العــراق بحاجــة إىل الــدوالر لتلبيــة‬ ‫احتياجاتهــا يف التجــارة الدوليــة‪ ،‬مثــل‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫اســترياد الســلع والخدمــات مــن الــدول‬ ‫كاف‬ ‫األخــرى‪ .‬وإذا مل يكــن هنــاك مصــدر ٍ‬ ‫مــن الــدوالرات‪ ،‬فقــد يتســبب ذلــك يف‬ ‫زيــادة الطلــب عليــه وارتفــاع قيمتــه‬ ‫بالنســبة للعملــة املحليــة‪.‬‬ ‫وكان رئيــس مجلــس الــوزراء االتحــادي قــد‬ ‫قــال يف مؤمتــر ســابق إن «أزمــة الــدوالر‬ ‫ليســت أزمــة‪ ،‬بــل معركــة بــن الدولــة‪،‬‬ ‫تــر عــى إكــال إصــاح النظــام‬ ‫التــي‬ ‫ّ‬ ‫املــايل واملــريف‪ ،‬وفئــة متــرّرة هــي عبــارة‬ ‫عــن مجموعــة مــن املضاربــن واملهربــن»‪،‬‬ ‫مشــددا بالقــول «نحــن مســتمرون بــكل‬ ‫عزميــة ملالحقــة مضــاريب ومهــريب العملــة‬ ‫األجنبيــة»‪ ،‬ومشــراً إىل قــرار الخزانــة‬ ‫األمريكيــة ضــد مصــارف عراقيــة ال تريدهــا‬

‫''‬

‫سياسات البنك المركزي‬ ‫ادت الى عدم رضا واسع‬

‫في االوساط المختصة‬ ‫سواء على صعيد الخبراء‬ ‫االقتصاديين او شركات‬

‫الصرافة التي عدت‬ ‫ان اجراءات المركزي‬

‫"متخبطة" ولم تسيطر‬ ‫على سعر الدوالر‪ ،‬بل على‬ ‫العكس‪ ،‬ادت الى "شحة"‬ ‫الدوالر في السوق‪..‬‬

‫ان تتعامــل بالــدوالر‪ ،‬مســتدركا‪ ،‬ان «هــذه‬ ‫املصــارف متواجــدة وتتعامــل بالدينــار‬ ‫العراقــي والعمــات االخــرى»‪.‬‬ ‫وعندمــا أخــذت أســعار الــدوالر‬ ‫األمــريك ترتفــع مقابــل الدينــار العراقــي‬ ‫ســجل انخفاضــاً واضحــاً يف عــام‬ ‫الــذي‬ ‫ّ‬ ‫(‪ ،)2023‬عــزت واشــنطن هــذا األمــر اىل‬ ‫تلكــؤ العــراق يف اعتــاد نظــام املنصــة‬ ‫اإللكرتونيــة بعــد ســنتني مــن التحذيــر‬ ‫األمــريك بشــأن تحويــات الــدوالر عــر‬ ‫نافــذة بيــع العملــة التــي يعتمدهــا‬ ‫منــذ ســنوات البنــك املركــزي العراقــي‪.‬‬ ‫إال أن جهــات سياســية متنفــذة قالــت‬ ‫ان مــا تفعلــه الخزانــة األمريكيــة ومعهــا‬ ‫االحتياطــي الفيــدرايل األمــريك يــأيت مبنزلــة‬

‫عقوبــة ضــد العراقيــن‪.‬‬ ‫ويالحــظ املراقبــون ان عــددا مــن املصــادر‬ ‫املعنيــة بالشــأن املــايل واملــريف‪ ،‬تتحــدث‬ ‫عــن هيمنــة مصــارف غــر عراقيــة‪ ،‬عــى‬ ‫نافــذة مــزاد العملــة االجنبيــة يف البنــك‬ ‫املركــزي العراقــي‪ ،‬التــي تحولــت اىل‬ ‫الكابــوس الــذي يــؤرق االقتصــاد العراقــي‬ ‫واســعار الــرف‪ ،‬وكذلــك قيــدت حريــة‬ ‫التعامــات املاليــة للمواطنــن‪ ،‬بحســب‬ ‫تعبريهــم‪ ،‬وتقــول املصــادر ان ‪% 30‬‬ ‫مــن املصــارف فقــط تهيمــن عــى نافــذة‬ ‫املركــزي‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫وتــرى اوســاط متخصصــة ان هيمنــة‬ ‫مصــارف معــدودة عــى نافــذة بيــع‬ ‫العملــة‪ ،‬يجعــل ارباحهــا أكــر‪ ،‬كــا تقلــل‬

‫مــن كميــة الــدوالر املعــروض وتزيــد مــن‬ ‫فــرص «ابتــزاز» املصــارف االخــرى‪ ،‬اذ‬ ‫تســتطيع هــذه املصــارف املشــاركة مبــزاد‬ ‫العملــة‪ ،‬بيــع الــدوالر اىل املصــارف التــي‬ ‫تحتــاج الــدوالر بهامــش ربحــي‪.‬‬ ‫ويقــول املراقبــون‪ ،‬ان سياســات البنــك‬ ‫املركــزي العراقــي ادت اىل عــدم رضــا‬ ‫واســع يف االوســاط املختصــة ســواء عــى‬ ‫صعيــد الخــراء االقتصاديــن او رشكات‬ ‫الرصافــة التــي عــدت ان اج ـراءات البنــك‬ ‫املركــزي «متخبطــة» ومل تســيطر عــى ســعر‬ ‫الــدوالر‪ ،‬بــل عــى العكــس‪ ،‬ادت اجراءاتهــا‬ ‫اىل «شــحة» الــدوالر يف الســوق‪ ،‬بحســب‬ ‫قولهــم‪.‬‬ ‫وبــرأي متخصصــن فــان البنــك املركــزي‬

‫‪81‬‬

‫بــدأ يرتكــب مخالفــات تعــارض املنطــق‬ ‫االقتصــادي وتعــارض الحريــة املاليــة‬ ‫والنقديــة والتوجــه العاملــي املــريف‪ ،‬اذ‬ ‫بــدأ مينــع كثــرا ممــن ميتلكــون حســابات‬ ‫وامــوال بالــدوالر يف املصــارف مــن ســحبها‪،‬‬ ‫وعــى الطريقــة اللبنانيــة‪ ،‬بحســب‬ ‫وصفهــم‪.‬‬ ‫ويقــول مودعــون ومرصفيــون أن املصــارف‬ ‫العراقيــة ســواء الحكوميــة او االهليــة متتنع‬ ‫عــن اعطــاء االمــوال املودعــة بالــدوالر او‬ ‫الحــواالت القادمــة مــن الخــارج بالــدوالر‪،‬‬ ‫اىل اصحابهــا‪ ،‬وتفــرض عليهــم ســحبها‬ ‫بالدينــار العراقــي وبالســعر الرســمي الــذي‬ ‫هــو اقــل مــن الســعر الحقيقــي يف الســوق‬ ‫بأكــر مــن ‪ 25‬نقطــة‪ ،‬عــى حــد قولهــم‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪83‬‬

‫سوق الحاسبات المستعملة‬

‫يواصل نشاطه برغم استيراد الجديد‬

‫فيلي‬

‫برغــم رفــع العقوبــات التــي‬ ‫فرضــت علــى العــراق بعــد‬ ‫غــزو الكويــت فــي عــام ‪١٩٩٠‬‬ ‫وتدفــق الســلع الجديــدة علــى‬ ‫المحافظــات منــذ نيســان عــام‬ ‫‪ ،2003‬فضــا عــن تحســن‬ ‫القدرة الشــرائية للســكان‪ ،‬فان‬ ‫ســوق البضائــع المســتعملة‬ ‫يشــهد ولــم يــزل رواجــا‬ ‫متواصــا حتــى اآلن‪ ،‬ويفضــل‬ ‫كثيــر مــن النــاس البحــث عــن‬ ‫واقتنــاء البضائــع المســتعملة‬ ‫المســتوردة؛ يحــدث هــذا علــى‬ ‫وجــه الخصــوص فيمــا يتعلــق‬ ‫بالســلع االلكترونيــة ومنهــا‬ ‫الحاســبات‪.‬‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫فيلي‬

‫وانتــرت يف بغــداد واملحافظــات محــال‬ ‫بيــع الحاســبات املســتعملة يف مناطــق‬ ‫شــتى ومــن أشــهرها يف شــارع الصناعــة‬ ‫بالعاصمــة‪ ،‬كــا تنتــر عــرات بــل‬ ‫مئــات املواقــع اإللكرتونيــة التــي تعــرض‬ ‫بيــع وتــداول الحاســبات املســتعملة‬ ‫وتشــهد عمليــات بيــع ورشاء متواصلــة‪.‬‬ ‫وبحســب املتابعــن‪ ،‬يعــد شــارع الصناعــة‬ ‫يف بغــداد الــذي ميتــد مــن منطقــة ك ـراج‬ ‫األمانــة مــرورا مبنطقــة كمــب ســارة واىل‬ ‫داخــل الك ـرادة‪ ،‬أكــر مــكان متخصــص يف‬ ‫بيــع ورشاء الحاســبات وجميــع ملحقاتهــا‬ ‫يف بغــداد‪ ،‬حيــث أصبــح هــذا املــكان‬ ‫مرتبطــا بصــورة وثيقــة بأجهــزة الحاســوب‬ ‫وجميــع مســتلزماته ومــا يتطلبــه مــن‬ ‫إصــاح أو صيانــة مــع إعــادة تهيئــة‬ ‫الحاســوب يف الحــال‪.‬‬ ‫وبرغــم ان البضائــع الصينيــة تســتورد‬ ‫بكثافــة وتغطــي عــى أغلــب انــواع‬ ‫الحاســوب األخــرى‪ ،‬وبرغــم توافــر‬ ‫أنــواع مــن رشكات ‪Dell، Toshiba، hp،‬‬ ‫‪ Lenovo‬التــي تــراوح اســعارها بــن ‪350‬‬ ‫دوالر إىل ‪ 1200‬دوالر يف املعــدل‪ ،‬وتتجاوز‬ ‫ذلــك ألنــواع ‪ Microsoft surface‬و‬ ‫‪ Microsoft laptop‬ومنتجــات ‏‪Mac‬‬ ‫ ‏‪ ،Apple‬فــان ارقــام رشاء الحاســبات‬‫املســتعملة يف تصاعــد‪.‬‬ ‫وبحســب املراقبــن فــان الحاســبات‬ ‫املســتعملة كانــت تــرد اىل الع ـراق حتــى‬ ‫يف مــدة العقوبــات قبــل عــام ‪ 2003‬اال‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫ان اغلبيــة الســكان مل تســتطع الحصــول‬ ‫عــى جهــاز كمبيوتــر مبواصفــات جيــدة‬ ‫اذ يكلــف ذلــك نحــو ‪ 700‬دوالر‪ ،‬يف‬ ‫حــن ان راتــب املوظــف مل يكــن يتجــاوز‬ ‫خمســة دوالرات يف الشــهر‪ ،‬عــى حــد‬ ‫قولهــم‪ ،‬وظــل االمــر مقصــورا عــى‬ ‫االغنيــاء‪ ،‬ويف ذلــك الوقــت كانــت تقــام‬ ‫دورات الحاســبات بأســعار زهيــدة مــن‬ ‫قبــل املراكــز الحكوميــة‪ ،‬بحســب قولهــم‪،‬‬ ‫وأصبــح اســتعامل الحاســب يف االعــم‬ ‫مقصــورا عــى الــركات التجاريــة وبعــض‬ ‫مكاتــب الطباعــة واالستنســاخ باألخــص‪.‬‬ ‫وشــهدت االوضــاع يف تلــك االوقــات‬ ‫ظهــور تجــار تركــوا مهنــة تجــارة املــواد‬ ‫الغذائيــة وتوجهــوا لتجــارة الكمبيوتــر‬ ‫منــذ ذلــك الحــن‪ ،‬وعــن مصــدر‬ ‫الحاســبات يف تلــك املــدة يشــر اصحــاب‬ ‫محــال قدمــاء اىل انهــا كانــت تــأيت عــادة‬ ‫مــن دولــة االمــارات‪.‬‬ ‫وحاليــا فــان تجــارة الحاســبات‬ ‫املســتعملة يف العــراق تــأيت مــن مصــادر‬ ‫متعــددة فضــا عــن االمــارات‪ ،‬بحســب‬ ‫اصحــاب املحــال الذيــن ميكــن مشــاهدة‬ ‫الحاســبات املكتبيــة و «الالبتوبــات»‬ ‫واجهــزة «التابلــت» والهواتــف املحمولــة‬ ‫املســتعملة تتكــدس يف محالهــم‪.‬‬ ‫وبحســب الخــراء فــإن تعطيــل النظــام‬ ‫الجمــريك يف العــراق بعــد عــام ‪٢٠٠٣‬‬ ‫وغيــاب الصناعــة املحليــة أدى إىل نشــاط‬ ‫االســترياد‪ ،‬ويشــرون بخاصــة إىل قــرار‬ ‫ســلطة االئتــاف بإيقــاف العمــل بقانــون‬ ‫التعريفــة الجمركيــة رقــم ‪ 77‬لســنة ‪1955‬‬ ‫‪ ،‬وكذلــك قانــون الجــارك رقــم ‪ 23‬لســنة‬ ‫‪ ،1984‬وجــاء قانــون التعريفــة الجمركيــة‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫رقــم ‪ 22‬لســنة ‪ 2010‬كمحاولــة ملعالجــة‬ ‫االشــكاليات اال انّ عمليــة تطبيقــه‬ ‫واجهــت كثــر مــن املشــكالت تحــت‬ ‫ذريعــة االنعكاســات الســلبية عــى أســعار‬ ‫تفعــل قــرارات‬ ‫املســتهلك‪ ،‬وكذلــك مل ّ‬ ‫صــدرت بعــد ذلــك؛ وأصبحــت سياســة‬ ‫ـمة الغالبــة عــى‬ ‫البــاب املفتــوح هــي السـ ّ‬ ‫االســترياد يف العـراق بوســاطة تظافــر عــدد‬ ‫مــن العوامــل املحفــزة لــرؤوس األمــوال‬ ‫الســاعية وراء تعظيــم األربــاح الرسيعــة‪،‬‬ ‫لزيــادة اســتثامراتها يف قطــاع التجــارة‬ ‫االســتريادي مــن دون القطاعــات االنتاجية‬ ‫‪ ،‬عــى وفــق مــا تو ّف ـ َر لهــذا القطــاع مــن‬ ‫تســهيالت لألعــال‪ ،‬بحســب الخــراء‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقــد الحــظ املتخصصــون انّ بعــض‬ ‫ِّ‬ ‫تكتــف مبــا‬ ‫املصــدرة للعــراق مل‬ ‫الــدول‬ ‫ّ‬ ‫تو ّفــر ملنتجاتهــا يف األســواق العراقيــة‬ ‫تســهيالت فرضهــا واقــع الظــروف‬ ‫مــن‬ ‫ٍ‬ ‫االقتصاديــة التــي ّميــ ُر بهــا االقتصــاد‬ ‫وامّنــا لجــأ ُ‬ ‫بعضهــا اىل اتبــاع‬ ‫العراقــي‪ّ ،‬‬ ‫سياســة االغــراق بغ ّيــة زيــادة حصصهــا‬ ‫التصديريــة‪.‬‬ ‫وقــد شــمل ذلــك مــن ضمــن مــا شــمل‬ ‫اســترياد أجهــزة الكومبيوتــر بأنواعهــا‪.‬‬ ‫ويف لقــاء مــع صاحــب محــل لبيــع اجهــزة‬ ‫الحاســب املســتعملة يف شــارع الصناعــة‬ ‫قــال لنــا أن أعــدادا كبــرة مــن الزبائــن‬ ‫تــأيت الينا وتســأل عــن األجهزة املســتعملة‬ ‫املتواجــدة عندنــا‪ ،‬مشــرا إىل أن كثــرا‬ ‫مــن النــاس تفضــل اقتنــاء تلــك األجهــزة‬ ‫عــى الجديــدة‪ ،‬ويقــول أحــد الزبائــن أنــه‬ ‫يفضــل تلــك األجهــزة ملتانتهــا وعملهــا‬ ‫بكفــاءة يف شــتى الظــروف وحتــى يف‬ ‫أجــواء الصيــف الحــارة يف العـراق‪ ،‬مضيفــا‬

‫بالقــول «عنــدي جهــاز كومبيوتــر اشــريته‬ ‫مــن البالــة منــذ عرشيــن عامــا ويتميــز‬ ‫باملتانــة اذ أننــي أعمــل عليــه يوميــا‬ ‫تقريبــا ومل يــزل كــا هــو منــذ أخذتــه»‪،‬‬ ‫ويقــول آخــر صحيــح أنــه اخــذت تظهــر‬ ‫بعــض املســتجدات عــى األجهــزة ومنهــا‬ ‫األجهــزة التــي تعمــل باللمــس فــإن اقتنــاء‬ ‫األجهــزة القدميــة يبقــى رضوريــا أيضــا‬ ‫لقوتهــا ورخــص مثنهــا مقارنــة بالجديــد‪،‬‬ ‫بحســب تعبــره‪.‬‬ ‫وبرغــم االشــادة باألجهــزة القدميــة‬ ‫املســتعملة فــإن متخصصــن بالحاســب‬ ‫يحــذرون مــن بعــض الســلبيات الناجمــة‬ ‫عــن رشاء األجهــزة املســتعملة وتداولهــا‪،‬‬ ‫ومــن ذلــك قولهــم‪ :‬رمبــا قــام املالــك‬ ‫الســابق بتحميــل عــدد مــن امللفــات غــر‬ ‫القانونيــة عــى القــرص الصلــب‪ ،‬مثــل‬ ‫أفــام التورنــت أو مســتندات حكوميــة‬ ‫أو يشء مــن هــذا القبيــل‪ ،‬عندمــا تشــري‬ ‫الكمبيوتــر‪ ،‬فإنــه قــام مســبقا بحــذف‬ ‫جميــع امللفــات‪ ،‬معتقــدا أن هــذا يكفــي‬ ‫لتنظيــف القــرص الصلــب‪ ،‬مشــرين إىل‬ ‫أن حــذف امللفــات عــر زر ‪ Delete‬أو‬ ‫بالفورمــات ال يعنــي أنــه جــرى حذفهــا‬ ‫لألبــد‪ ،‬بــل ان هنــاك برامــج اســتعادة‬ ‫امللفــات املحذوفــة؛ وعــى هذا النحــو‪ ،‬إذا‬ ‫قــام املالــك يف الســابق بحــذف امللفــات‬ ‫ثــم بيــع الكمبيوتــر لــك عــى الفــور‪ ،‬فــإن‬ ‫امللفــات غــر القانونيــة ال تـزال متواجــدة‪،‬‬ ‫وإذا قــام شــخص مــا بفحــص امللفــات‬ ‫املحذوفــة مــن هــذا الكمبيوتــر‪ ،‬فقــد يجد‬ ‫بعــض امللفــات التــي قــد تســبب لــك‬ ‫مشــكلة ليــس لــك عالقــة بهــا‪ ،‬عــى حــد‬ ‫وصفهــم‪.‬‬

‫أصبحت سياسة الباب المفتوح‬ ‫ّ‬ ‫السمة الغالبة على‬ ‫هي‬ ‫االسترياد في العراق بوساطة‬ ‫تظافر عدد من العوامل‬ ‫المحفزة لرؤوس األموال‬ ‫الساعية وراء تعظيم األرباح‬ ‫الرسيعة‪ ،‬لزيادة استثماراتها في‬ ‫قطاع التجارة االستريادي من‬ ‫دون القطاعات االنتاجية‬

‫‪85‬‬

‫ويضيفــون أنــه حتــى إذا كان املالــك‬ ‫الســابق بريئــا مــن أي تعمــد يف أذى‬ ‫للمشــري‪ ،‬فرمبــا تســللت فريوســات‬ ‫عــن طريــق الخطــأ إىل جهــاز الكمبيوتــر‬ ‫الخــاص بــه‪ ،‬هــذا الفــروس يظــل كام ًنــا‬ ‫يف الجهــاز عندمــا تشــري الحاســب مــن‬ ‫دون أن تــدرك ذلــك؛ وإذا مل يقــم صاحــب‬ ‫الجهــاز مبحــو الهــارد بشــكل صحيــح‪ ،‬فقــد‬ ‫يظــل هــذا الفــروس ســاكنا يف القــرص‬ ‫الصلــب عندمــا تســتعمله أنــت بــدورك‬ ‫كمســتعمل جديــد لــه‪.‬‬ ‫ويوضحــون انــه‪ ،‬حتــى لــو جــرى محــو‬ ‫الهــارد بصــورة صحيحــة‪ ،‬فــإن بعــض‬ ‫اآلثــار املتبقيــة مــن الفــروس ميكــن‬ ‫أن تختبــئ يف رشيحــة «البيــوس» عــى‬ ‫اللوحــة األم؛ مــا يجعلهــا مرنــة للغايــة‬ ‫قــد تنــر الفريوســات‪ ،‬وينصحــون‬ ‫عنــد اقتنــاء الحاســب املســتعمل بــراء‬ ‫هــارد ديســك جديــد بحســب امليزانيــة‬ ‫ثــم تفكيــك «الكيســة» وإزالــة الهــارد‬ ‫القديــم وتركيــب الجديــد للتخلــص مــن‬ ‫أي مشــكالت متعلقــة بالربامج التجسســية‬ ‫أو امللفــات غــر القانونية‪..‬إلــخ‪ ،‬إذا كنــت‬ ‫تريــد التأكــد مــن عــدم تواجــد فريوســات‬ ‫أو برمجيــات خبيثــة كامنــة يف الكمبيوتــر‬ ‫املســتعمل؛ كــا ينصحــون بتحديــث‬ ‫البيــوس‪ ،‬حتــى إذا جرى رشاء هارد ديســك‬ ‫جديــد‪ ،‬بالبحــث عــن موديــل اللوحــة األم‬ ‫املوجــودة بالكمبيوتــر عــر االنرتنــت ثــم‬ ‫زيــارة املوقــع الرســمي للرشكــة املصنعــة‬ ‫وتحميــل آخــر تحديــث متــاح للبيــوس‪،‬‬ ‫ومبجــرد التثبيــت‪ ،‬لــن يكــون لديــك أي‬ ‫برامــج ضــارة‪ ،‬عــى حــد قولهــم‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪87‬‬

‫النموذج االقتصادي األلماني‬

‫دروس للتنمية االقتصاد َّية في العراق‬ ‫ٌ‬ ‫تمثــل أملانيا مثــاال ســاطعاً لالزدهار‬ ‫االقتصــادي واالســتقرار يف أوروبــا‪،‬‬ ‫باقتصادهــا القــوي الــذي يتميــز‬ ‫باإلبــداع التكنولوجــي‪ ،‬وقطــاع‬ ‫التصنيــع النشــيط‪ ،‬والقــوى العاملة‬ ‫املاهــرة‪ ،‬والــذي أكســبها باســتمرار‬ ‫موقعـاً بــن االقتصــادات الرائدة يف‬ ‫العالــم‪ .‬وبالنســبة للعــراق‪ ،‬هنــاك‬ ‫دروسٌ قيّمــة يمكــن اســتخالصها‬ ‫مــن نجــاح التجربــة األملانيَّــة‪،‬‬ ‫خصوصـاً وهــي تمــرُّ بمرحلــة إعادة‬ ‫بنــاء وتحديــث اقتصادهــا‪ .‬يف هــذه‬ ‫املقالــة‪ ،‬نبــن العناصــر األساســيَّة‬ ‫للنمــوذج االقتصــادي األملانــي ومــا‬ ‫فيلي‬

‫يمكــن للعراقيــن االســتفادة منــه‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫لتحســن آفاقهــم االقتصاديَّــة‪.‬‬

‫لقمان عبد الرحيم الفيلي‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫السياق التاريخي‬ ‫كان النمـــوذج االقتصادي األملـــاين‪ ،‬حجر الزاوية‬ ‫وميزج‬ ‫يف النجاح االقتصادي للبـــاد بعد الحرب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هـــذا النموذج‪ ،‬والذي يشـــار إليه غالباً باســـم‬ ‫«اقتصاد الســـوق االجتامعي»‪ ،‬بني الرأســـال َّية‬ ‫التي يحركها الســـوق وشـــبكة أو منظومة أمان‬ ‫اجتامعـــي فعالـــة‪ ،‬مـــع الرتكيز عـــى الكفاءة‬ ‫االقتصاد َّيـــة والعدالـــة االجتامع َّيـــة‪ ،‬وكان هذا‬ ‫ُ‬ ‫توازن‬ ‫يهـــدف إليجاد‬ ‫النهـــج االقتصادي الجديد‬ ‫ٍ‬ ‫دقيق بني رأســـال َّية الســـوق الحـــرة والتدخل‬ ‫ٍ‬ ‫الحكومي‪ ،‬وكان يســـعى إىل تســـخري كفاءة قوى‬ ‫الســـوق مع ضامن تقاســـم الرثوة والرخاء عىل‬ ‫نطاق واسع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫شـــهدت أملانيـــا منذ الحـــرب العامل َّيـــة الثانية‬ ‫تحـــو ًال اقتصادياً ملحوظاً‪ ،‬إذ تطـــورت من دولة‬ ‫الحرب لتصبح واحدة مـــن االقتصادات‬ ‫مزقتهـــا‬ ‫ُ‬ ‫الرائـــدة يف العامل‪.‬وليك نفهم املشـــهد االقتصادي‬ ‫بطريقة موضوع َّيـــة نحتاج أنْ ننظـــ َر إىل تاريخ‬ ‫أملانيـــا الحديـــث‪ ،‬من خـــال املـــرور الرسيع‬ ‫عىل العديـــد من األحداث والتطورات الرئيســـة‬ ‫التي لعبـــت دوراً محورياً يف تشـــكيل املســـار‬ ‫االقتصـــادي ألملانيا مبـــا يف ذلك‪:‬‬ ‫* تشكيل جمهور َّية أملانيا االتحاد َّية (‪.)1949‬‬ ‫* خطة مارشال (‪.)1952 - 1948‬‬ ‫* إصالح العملة (‪.)1948‬‬ ‫* املعجـــزة االقتصاد َّيـــة (الخمســـينيات‬ ‫وا لســـتينا ت ) ‪.‬‬ ‫* التكامل األورويب (‪.)1957‬‬ ‫* ســـقوط جدار برلـــن وإعادة توحيـــد أملانيا‬ ‫(‪.(1990 – 1989‬‬ ‫* اعتامد اليورو (‪.)1999‬‬ ‫* برامـــج ســـوق العمـــل ونظـــام الرعايـــة‬

‫ا الجتام ع َّيـــة ‪.‬‬ ‫* اإلصالحات (‪.)2003‬‬ ‫* األزمة املال َّية العامل َّية (‪.(2008‬‬ ‫* سياسات البيئة واملرحلة االنتقال َّية‪.‬‬ ‫* االبتـــكار التكنولوجـــي والصناعـــة (مع‬ ‫التأكيد عـــى األمتتة والرقمنـــة والتصنيع‬ ‫الذيك)‪.‬‬ ‫* تداعيات جائحة (كوفيـــد – ‪2020( )19‬‬ ‫– ‪.(2021‬‬ ‫لقد شـــكلت األحداث املذكورة والتطورات‬ ‫الرئيســـة رحلة أملانيـــا االقتصاد َّية املتميزة‬ ‫منذ الحـــرب العامل َّية الثانيـــة وحتى يومنا‬ ‫هـــذا‪ ،‬ومن إعـــادة البنـــاء والنمو الرسيع‬ ‫إىل إعـــادة توحيـــد األملانيتـــن واإلبداع‬ ‫املســـتمر‪ ،‬فإنَّ التـــزام أملانيا باالســـتقرار‬ ‫االقتصـــادي واالزدهـــار جعـــلَ منها قوة‬ ‫اقتصاد َّيـــة عامل َّية‪.‬ال يزال اقتصاد الســـوق‬ ‫االجتامعـــي يف أملانيـــا أمنوذجـــاً للنجاح‬ ‫االقتصادي الـــذي يوازنُ بـــن النمو الذي‬ ‫يحركه الســـوق واملســـؤول َّية االجتامع َّية‪،‬‬ ‫وأســـهم تركيزهم عـــى جـــودة التصنيع‪،‬‬ ‫والقـــوى العاملـــة املاهـــرة‪ ،‬والتعاون يف‬ ‫مجال العمل‪ ،‬وشـــبكات األمان االجتامعي‪،‬‬ ‫يف تعزيز مكانتهم كقـــوة اقتصاد َّية عامل َّية‪،‬‬ ‫ويعـــد النموذج االقتصـــادي األملاين مبثابة‬ ‫ُّ‬ ‫شـــهادة دامئة عىل إمكان َّية مـــزج الكفاءة‬ ‫االقتصاد َّيـــة مـــع العدالـــة االجتامع َّيـــة‪،‬‬ ‫ويقدم دروســـاً لـــدول التي تســـعى إىل‬ ‫ُ‬ ‫الرخـــاء االقتصـــادي املســـتدام ومنهـــا‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫مـــن هنـــا ميكننـــا أنْ نـــرى أنَّ النموذج‬ ‫خاص‬ ‫االقتصـــادي األملـــاين هـــو‬ ‫منـــوذج ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫يجمـــع بني عنـــارص الرأســـال َّية‬ ‫وفريـــد‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫والدميقراط َّيـــة االجتامع َّية‪ ،‬وهو يســـعى‬ ‫إىل تســـخري كفـــاءة قوى الســـوق وريادة‬ ‫األعـــال مع ضامن تقاســـم فوائـــد النمو‬ ‫نطـــاق واســـع‪ ،‬فض ًال‬ ‫االقتصـــادي عـــى‬ ‫ٍ‬ ‫عـــن وجود شـــبكة أمان اجتامعـــي قو َّية‬ ‫لحاميـــة املواطنـــن‪ .‬وكثرياً ما ُيستشـــهد‬ ‫بهذا النهـــج ا ُملتفرد بوصفه أحد أســـباب‬ ‫النجـــاح االقتصـــادي الذي حققتـــه أملانيا‬ ‫وقدرتها عـــى تحقيق التـــوازن بني النمو‬ ‫االقتصادي واالســـتقرار االجتامعي‪ ،‬وهو ال‬ ‫يتامىش بدقة مـــع الفئـــات األيديولوج َّية‬ ‫التقليد َّية للرأســـال َّية أو االشرتاك َّية‪ ،‬ولكنه‬ ‫ميثل بـــد ًال من ذلـــك نهجاً عمليـــاً وفعا ًال‬ ‫لـــإدارة االقتصاد َّية‪.‬‬ ‫ركائز النجاح االقتصادي األملاين‬ ‫ُ‬ ‫تشـــكل‬ ‫يتســـم االقتصاد األملاين بخصائص‬ ‫ُ‬ ‫العنـــارص الرئيســـة للقوة التي أكســـبت‬ ‫جمهور َّيـــة أملانيـــا االتحاد َّيـــة الصـــدارة‬ ‫والقيادة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬االقتصـــاد املوجـــه للتصدير‪:‬يعتمـــد‬ ‫االقتصـــاد األملاين عـــى الصـــادرات‪ ،‬وإنَّ‬ ‫ســـعي الدولة الدؤوب لتحقيـــق الجودة‬ ‫والدقـــة يف التصنيـــع جعـــل مـــن عبارة‬ ‫“صنـــع يف أملانيـــا” مرادفـــاً للموثوق َّية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االبتكار والبحث والتطوير‪)R&D(:‬‬ ‫يتجىل التزام أملانيا باالبتكار يف اســـتثامراتها‬ ‫ُ‬ ‫وتعمل‬ ‫الكبـــرة يف البحـــث والتطويـــر‪،‬‬ ‫شـــبكتها مـــن الجامعـــات واملؤسســـات‬ ‫البحث َّية عـــى تعزيز التقـــدم التكنولوجي‬ ‫وتطويـــر املنتجـــات الجديدة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التدريـــب املهنـــي والقـــوى العاملة‬ ‫املاهـــرة‪ :‬يجمع نظام التعليـــم املزدوج يف‬ ‫أملانيـــا بني التدريس يف الفصول الدراســـ َّية‬

‫والتدريـــب العمـــي‪ ،‬االمر الـــذي يخلقُ‬ ‫ويضمـــن وجو َد قوة عاملـــة ماهرة وقابلة‬ ‫ُ‬ ‫للتكيف ‪.‬‬ ‫الب ْنيـــة التحت َّية‪ :‬تتمتع‬ ‫‪ - 4‬االســـتثامر يف ِ‬ ‫أملانيـــا ِبب ْنيـــة تحت َّيـــة جيـــدة الصيانـــة‬ ‫واإلدامـــة‪ ،‬مبا يف ذلك وســـائل النقل العام‬ ‫الفعالة والطـــرق الرسيعـــة الحديثة‪.‬‬ ‫مكامـــن القـــوة والتحديـــات إنَّ موقـــع‬ ‫أملانيا الجيوسيايس وسياســـاتها االقتصاد َّية‬ ‫وثيـــق‪ ،‬حيـــث تنبع‬ ‫بشـــكل‬ ‫متشـــابكان‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫العديـــد من نقـــاط القـــوة مـــن املزايا‬ ‫الجيوسياســـ َّية التـــي تتمتـــع بهـــا‪ ،‬ويف‬ ‫مقد متها ‪:‬‬ ‫* املوقع االسرتاتيجي يف أوروبا‪.‬‬ ‫* انســـياب َّية الوصول إىل األســـواق الكبرية‬ ‫وجـــودة الدبلوماســـ َّية االقتصاد َّيـــة‪*.‬‬ ‫االســـتقرار الســـيايس‪ *.‬القـــوى العاملـــة‬ ‫املاهـــرة‪ *.‬االقتصـــاد املوجـــه للتصدير‪*.‬‬ ‫التقـــدم التكنولوجـــي‪ *.‬قيـــادة تحـــول‬ ‫الطاقة‪ *.‬القطـــاع املايل الرصـــن‪ *.‬القدرة‬ ‫عـــى مواجهـــة الصدمـــات االقتصاد َّية‪*.‬‬ ‫التأثـــر الـــدويل‪ *.‬العالقـــات التجار َّيـــة‬ ‫الثنائ َّيـــة‪ *.‬عالقـــات وطيـــدة متعـــددة‬ ‫األطراف‪.‬وبالرغـــم مـــن أنَّ النظـــام‬ ‫االقتصـــادي األملاين حققَ نجاحـــاً ملحوظاً‪،‬‬ ‫فإنَّـــه ال يخلـــو مـــن التحديـــات ونقاط‬ ‫الضعـــف‪ ،‬إذ تشـــمل بعـــض األخطـــاء‬ ‫أو التلكـــؤات اإلســـراتيج َّية الرئيســـة يف‬ ‫النظام االقتصـــادي األملـــاين‪ *:‬االختالالت‬ ‫االقتصاد َّيـــة داخـــل االتحـــاد األورويب‪*.‬‬ ‫عـــدم املســـاواة يف الدخـــل‪ *.‬التحديات‬ ‫الدميوغراف َّية واملخـــاوف البيئ َّية‪ *.‬االعتامد‬ ‫عـــى الصـــادرات‪ *.‬تحديـــات الرقمنة‪*.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫يحتاج العراق للشعور‬ ‫ُ‬ ‫بالعجلة في استكشاف‬ ‫الصناعات غير النفط َّية مثل‬ ‫الزراعة والتصنيع والتكنولوجيا‬ ‫والسياحة بشكل عام والسياحة‬ ‫ٍ‬ ‫الدين َّية باألخص ٍلخلق اقتصاد أكثر مرونة‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫التفاوتـــات يف ســـوق العمـــل‪ *.‬تعقيدات‬ ‫البريوقراط َّيـــة واللوائـــح التنظيم َّيـــة‪.‬‬ ‫ومـــن املهم اإلشـــارة إىل أنَّ نقاط الضعف‬ ‫والتحديـــات هـــذه تخضـــع لنقاشـــات‬ ‫داخل َّيـــة مســـتمرة وقد تختلـــف أهميتها‬ ‫وفقـــاً لوجهـــة نظـــر أصحـــاب املصلحة‪،‬‬ ‫ولقـــد أظهر النظـــام االقتصـــادي األملاين‬ ‫مرونـــة يف مواجهـــة تحديات عـــدة‪ ،‬مثل‬ ‫االعتـــاد عـــى روســـيا يف مصـــادر أمن‬ ‫الطاقـــة‪ ،‬أو الصني يف بيع ســـياراتها للصني‪،‬‬ ‫ولكن معالجـــة هذه التحديات ســـتكون‬ ‫َّ‬ ‫رضور َّية الســـتمرار نجاحه واســـتدامته يف‬ ‫مشـــهد عاملي رسيـــع التغري‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫دروس للتنميـــة االقتصاد َّية للعراق ولننظر‬ ‫ٌ‬ ‫تنفع‬ ‫اآلن إىل الـــدروس التـــي‬ ‫ميكـــن أنْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العراقَ مـــن هذا النمـــوذج األملاين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التنويع‪:‬يعتمـــد االقتصـــاد العراقـــي‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫تقليديـــاً‬ ‫كبـــر عـــى صـــادرات‬ ‫بشـــكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫النفط‪ ،‬بينـــا يؤكد النمـــوذج االقتصادي‬ ‫الذي تتبنـــاه أملانيا عىل أهم َّيـــة التنويع‪،‬‬ ‫يحتـــاج العراق للشـــعور بالعجلة يف‬ ‫وهنا‬ ‫ُ‬ ‫استكشـــاف الصناعات غـــر النفط َّية مثل‬ ‫الزراعة والتصنيع والتكنولوجيا والســـياحة‬ ‫عام والســـياحة الدين َّيـــة باألخص‬ ‫ٍ‬ ‫بشـــكل ٍ‬ ‫لخلق اقتصـــا ٍد أكرثمرونة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االســـتثامر يف التعليـــم‪:‬إنَّ وجـــود‬ ‫أســـاس للتنمية‬ ‫أمر‬ ‫تعليمي‬ ‫نظـــام‬ ‫ٌ‬ ‫قـــوي ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫االقتصاد َّية‪ ،‬وميكن للعراقيني أنْ يســـتلهموا‬ ‫مـــن تركيز أملانيا عىل التعليـــم‪ ،‬يف املجالني‬ ‫األكادميي واملهنـــي‪ ،‬وإنَّ القـــوى العاملة‬ ‫ً‬ ‫أصـــا ال تقـــدر بثمن يف أي‬ ‫املاهـــرة هي‬ ‫يســـتفيد من‬ ‫اقتصاد‪ ،‬وميكـــن للعراق أنْ‬ ‫َ‬ ‫تطوير برامـــج التدريب املهنـــي ملعالجة‬ ‫البطالـــة بـــن الشـــباب وتزويـــد القوى‬

‫العاملـــة باملهـــارات املطلوبة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬دعم الرشكات الصغرية واملتوسطة‪:‬‬ ‫يســـتطيع العـــراق تعزيـــز ثقافـــة ريادة‬ ‫األعامل من خـــال توفري الدعـــم واملوارد‬ ‫للـــركات الصغـــرة واملتوســـطة‪ ،‬وتوفري‬ ‫القـــروض امليـــرة‪ ،‬إذ إنَّ تشـــجيع منـــو‬ ‫الـــركات الصغـــرة ميكن أنْ يـــؤدي إىل‬ ‫خلق فرص العمل واالســـتقرار االقتصادي‪،‬‬ ‫وميكـــن أنْ يقـــدروا قيمة هـــذه الرشكات‬ ‫الصغـــرة واملتوســـطة يف تعزيـــز ريـــادة‬ ‫األعـــال‪ ،‬وخلق فـــرص العمـــل‪ ،‬والتنوع‬ ‫ا القتصا د ي ‪.‬‬ ‫‪ 4‬االبتـــكار والبحث‪:‬إنَّ إعطـــاء األولو َّية‬‫للبحـــث واالبتـــكار ميكن أنْ يدفـــع النمو‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وينبغي للعراق أنْ يســـتثم َر يف‬ ‫البحـــث والتطوير‪ ،‬وأنْ يعـــز َز التعاون بني‬ ‫الجامعات والصناعـــات‪ ،‬وأنْ يحف َز االبتكا َر‬

‫بني القوى العاملة فيه‪ ،‬وتشـــجيع االبتكار‬ ‫واالســـتثامر يف التعليـــم والبحـــث لدفع‬ ‫النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ترويج الصادرات‪:‬‬ ‫ستطيع العراق استكشـــاف الفرص املتاحة‬ ‫لرتويـــج ســـلعه وخدماته عىل املســـتوى‬ ‫ســـلع جديـــدة هويتها‬ ‫الـــدويل‪ ،‬وإيجاد‬ ‫ٍ‬ ‫عراق َّية بحتـــة‪ ،‬ومن خالل تحديـــد املزايا‬ ‫التنافســـ َّية واالســـتثامر يف الجودة‪ ،‬ميكن‬ ‫تجـــد مكاناً لها يف‬ ‫للمنتجـــات العراق َّية أنْ‬ ‫َ‬ ‫األســـواق العامل َّية‪ ،‬كام ميكـــن للعراقيني أنْ‬ ‫ســـلع عالية الجودة‬ ‫يتعلمـــوا أهم َّية إنتاج‬ ‫ٍ‬ ‫مطلوبـــة عامليـــاً‪ ،‬وإنَّ تطويـــر الصناعات‬ ‫املوجهـــة نحـــو التصدير يعـــزز االقتصاد‬ ‫بشـــكل كبري‪.‬‬ ‫العراقي‬ ‫ٍ‬ ‫‪ - 6‬االســـتقرار الســـيايس واالقتصادي‪:‬كان‬ ‫لالســـتقرار الســـيايس والبيئـــة املالمئـــة‬

‫دور ٌ‬ ‫فعال يف‬ ‫لألعـــال التجار َّية يف أملانيـــا ٌ‬ ‫نجاحهـــا االقتصادي‪ ،‬وعـــى العراق العمل‬ ‫ســـيايس مســـتق ٍر وإطا ٍر‬ ‫مناخ‬ ‫عـــى خلق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تنظيمـــي لجـــذب املســـتثمرين‪ ،‬وهناك‬ ‫ٍ‬ ‫انســـجام ورغبة كبرية مـــن كال الجانبني يف‬ ‫ٌ‬ ‫تعزيـــز العالقات االقتصاد َّيـــة الثنائ َّية‪ ،‬بيد‬ ‫تكبح‬ ‫أنَّ هنـــاك بعـــض املعوقات التـــي‬ ‫ُ‬ ‫جامح تلـــك الرغبة ومنهـــا رضورة توحيد‬ ‫َ‬ ‫املرجعيات العراق َّيـــة يف العالقة مع الدول‬ ‫ُّ‬ ‫وفـــك التداخل يف ما‬ ‫املهمـــة مثل أملانيـــا‬ ‫بينهـــا‪ ،‬والذي يتســـبب خلـــق ثغرات يف‬ ‫التنسيق‪ ،‬ال ســـيام أنَّ كال البلدين يتمتعان‬ ‫ببريوقراط َّيـــة عالية‪.‬‬ ‫خامتة‬ ‫تحتـــوي الثقافة األملان َّية عـــى العديد من‬ ‫األمثـــال واألقـــوال التي ميكـــن أنْ تقد َم‬ ‫رؤى وحكمـــة تتعلق باألمـــور االقتصاد َّية‬

‫‪89‬‬

‫والتمويل الشـــخيص والعمـــل الجاد‪.‬‬ ‫يف ما ييل بعض األمثال ذات الصلة‪:‬‬ ‫* «املال يحكم العامل»‪.‬‬ ‫* «ادخـــر يف أوقـــات الوفرة‪ ،‬وســـتحصل‬ ‫عليـــه يف أوقـــات الحاجة»‪.‬‬ ‫* «من ال يعمل ال يأكل»‪.‬‬ ‫* وأخـــراً «من العمل كغســـالة أطباق إىل‬ ‫مليونـــر»‪ ،‬تعكس هذه العبـــارة فكرة أنَّ‬ ‫العمل الجـــاد والتصميم ميكـــن أنْ يؤديا‬ ‫كبـــر وحرك ٍة تصاعد َّية‪.‬‬ ‫نجاح اقتصادي‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومـــن املهـــم أنْ نالحـــظ أنَّ السياســـات‬ ‫االقتصاد َّيـــة األملان َّيـــة تطورت اســـتجابة‬ ‫للظـــروف املحل َّية والعامل َّيـــة املتغرية‪.‬وقد‬ ‫كثري مـــن األحيان لتحقيق‬ ‫ســـعت البالد يف ٍ‬ ‫التـــوازن بني املبادئ املوجهة نحو الســـوق‬ ‫وأهـــداف الرعاية االجتامع َّيـــة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أســـهم يف ســـمعتها كقوة اقتصاد َّية تتمتع‬ ‫أمان اجتامعـــي قو َّية‪.‬‬ ‫بشـــبكة ٍ‬ ‫أســـهم تأثـــر املـــدارس واملذاهب‬ ‫ولقد‬ ‫َ‬ ‫االقتصاد َّيـــة املختلفة يف تشـــكيل النموذج‬ ‫االقتصـــادي الفريـــد ألملانيـــا‪ ،‬والـــذي‬ ‫يجمع بـــن عنـــارص االقتصـــاد الليربال َّية‬ ‫ُ‬ ‫والرأســـال َّية والرعايـــة االجتامع َّيـــة‪.‬إنَّ‬ ‫النجـــاح االقتصـــادي الذي حققتـــه أملانيا‬ ‫متناغم مـــن العوامل‪،‬‬ ‫ملزيـــج‬ ‫هـــو نتيجة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مبا يف ذلك اقتصادهـــا القائم عىل التصدير‪،‬‬ ‫يتزعـــزع بالتصنيع عايل‬ ‫وااللتـــزام الذي ال‬ ‫ُ‬ ‫الجـــودة‪ ،‬والرباعـــة اإلبداع َّيـــة‪ ،‬والقـــوى‬ ‫العاملـــة املدربـــة تدريباً جيـــداً والقابلة‬ ‫للتكيـــف‪ ،‬ومل تحافظ هـــذه العنارص عىل‬ ‫قوتهـــا االقتصاد َّية فحســـب‪ ،‬بـــل جعلت‬ ‫أملانيا أيضـــاً أمنوذجاً للـــدول األخرى التي‬ ‫تفوق اقتصـــادي مامثل‪.‬‬ ‫تســـعى لتحقيق‬ ‫ٍ‬ ‫يقدم النمـــوذج االقتصـــادي األملاين ثروة‬ ‫مـــن الدروس املفيـــدة للعراق يف ســـعيه‬ ‫إىل تطويـــر وتنويـــع اقتصـــاده‪ .‬ومـــن‬ ‫خالل إعطـــاء األولو َّية للتعليـــم واالبتكار‬ ‫مال برشي‬ ‫والتدريـــب املهني وخلـــق رأس ٍ‬ ‫الب ْنية التحت َّية‪ ،‬يســـتطيع‬ ‫متقـــدم وتطوير ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ميهد‬ ‫العـــراق أنْ‬ ‫َ‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪91‬‬

‫كفيلة بحل أزمة الكهرباء إلى األبد‪..‬‬

‫«الشمس» ثروة منسية في العراق‬

‫يعيش سكان العراق‬ ‫ّ‬ ‫الغني بالنفط والذي‬ ‫يعاني من تأثيرات التغير‬ ‫المناخي‪ ،‬البالغ عددهم‬ ‫‪ 43‬مليون نسمة بشكل‬ ‫متكررا‬ ‫انقطاعا‬ ‫يومي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للكهرباء قد يصل إلى‬ ‫عشر ساعات‪ ،‬ويزيد األمر‬

‫فيلي‬

‫سوءا ارتفاع درجات‬ ‫ً‬

‫الحرارة حتى الخمسين‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫خالل الصيف‪.‬‬ ‫فيـــلي‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫يف قريــة هـزار مــرد الجبليــة الواقعــة جنــوب‬ ‫مدينــة الســليامنية‪ ،‬يخ ّيــم الهــدوء البعيــد‬ ‫عــن ضوضــاء املــدن الكبــرة مثــل بغــداد التــي‬ ‫تطغــى عليهــا أصــوات املولــدات الكهربائيــة‬ ‫ـد الحاجــة انقطــاع الكهربــاء‪،‬‬ ‫املســتخدمة لسـ ّ‬ ‫لكنهــا شــديدة التلويــث وتعمــل عــى الطاقــة‬ ‫األحفوريــة‪.‬‬ ‫يف هــذه القريــة‪ ،‬لجــأ غالبيــة األهــايل أي ‪17‬‬ ‫منــز ًال مــن أصــل ‪ ،25‬إىل نصــب ألــواح الطاقــة‬ ‫الشمســية عــى أســطح منازلهــم‪.‬‬ ‫دانيــار عبــد اللــه (أحــد ســكان القريــة) البالــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ 33‬عامــاً‪ ،‬قــال لوكالــة األنبــاء‬ ‫الفرنســية‪« :‬اســرحنا كثــراً بعدمــا وضعنــا‬ ‫منظومــة الطاقــة الشمســية‪ ..‬تغطــي كل‬ ‫حاجاتنــا‪ ،‬مــن ثالجــة وتلفزيــون ومــردات‬ ‫هــواء‪ ،‬وأجهــزة املنــزل مــن غســالة ومكنســة‬ ‫كهربائيــة خــال النهــار»‪ ،‬ودفــع هــذا‬ ‫األب لطفلتــن ‪ 2800‬دوالر مقابــل األلــواح‬ ‫الشمســية يف العــام ‪.2018‬‬ ‫وأضــاف دانيــار‪ ،‬املنضــوي يف القــوات األمنيــة‪،‬‬ ‫أنهــم يف الســابق كانــوا يســتخدمون «مولــداً‬ ‫كهربائيــاً‪ ،‬لكنــه كان يتعطــل دامئــاً»‪ ،‬فيــا‬ ‫ـدة انقطــاع الكهربــاء الحكوميــة عــن‬ ‫تصــل مـ ّ‬ ‫القريــة «إىل ‪ 12‬و‪ 13‬ســاعة يف اليــوم»‪.‬‬ ‫وعــى غـرار دانيــار‪ ،‬هــرع كثــر مــن أصدقائــه‬ ‫لوضــع منظومــات طاقــة شمســية يف قــرى‬ ‫أخــرى»‪ ،‬وفقــاً للتقريــر‪.‬‬ ‫«رفاهية»‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬مــا يــزال اإلقبــال عــى الطاقــة‬ ‫الشمســية ضعيفــاً‪ ،‬ففــي الســليامنية‪ ،‬ثــاين‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫أكــر مــدن إقليــم كوردســتان العــراق‪،‬‬ ‫يوجــد ‪ 600‬ألــف منــزل مشــرك يف الكهرباء‬ ‫الوطنيــة‪ ،‬وضــع ‪ 500‬منهــا فقــط منظومــات‬ ‫طاقــة شمســية‪ ،‬وفــق املتحــدث باســم‬ ‫مديريــة كهربــاء محافظــة الســليامنية‬ ‫ســروان محمــد محمــود‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫لكــن منــذ عــام ‪ ،2021‬لوحــظ تصاعــد يف‬ ‫اإلقبــال عــى منظومــات الطاقــة الشمســية‪،‬‬ ‫عقــب قرار لربملــان اإلقليــم يف ‪ 2021‬يخفّض‬ ‫فواتــر الكهربــاء الوطنيــة ملســتخدمي‬ ‫الطاقــة الشمســية‪ ،‬وفــق املســؤول‪.‬‬ ‫ويعــود هــذا القـرار بالفائــدة خصوصـاً عــى‬ ‫أصحــاب الــركات التجاريــة الذيــن عــادة‬ ‫مــا تكــون فواتريهــم أعــى مــن فواتــر‬ ‫املنــازل‪.‬‬ ‫وأشــار محمــود إىل أن إقليــم كوردســتان‬ ‫بشــكل عــام يطمــح إىل بنــاء ثــاث محطات‬ ‫للطاقــة الشمســية بطاقــة ‪ 75‬ميغاواط ـاً‪.‬‬ ‫عــى العمــوم‪ ،‬يحتــاج الع ـراق الــذي يعــاين‬ ‫مــن تهالــك يف بنيتــه التحتيــة إثــر عقــود‬ ‫مــن النزاعــات ومــن فســاد مزمــن يف‬ ‫اإلدارات العامــة‪ ،‬إىل أكــر مــن ‪ 32‬ألــف‬ ‫ميغــاواط لتغطيــة حاجتــه‪ ،‬لكــن محطــات‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة يف البــاد تنتــج حــواىل‬ ‫‪ 24‬ألــف ميغــاواط فقــط‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن هــذه الحاجــة‪ ،‬تظــلّ‬ ‫الطاقــة املتجــددة غــر مســتغلة مبــا يكفــي‪.‬‬ ‫ويتمتــع العــراق بأكــر مــن ثالثــة آالف‬ ‫ســاعة مشمســة مــن أصــل ‪ 8700‬ســاعة يف‬ ‫الســنة‪ ،‬يف الوقــت نفســه‪ ،‬فــإنّ «أكــر مــن‬ ‫يتــم إنتاجهــا‬ ‫‪ 98%‬مــن كهربــاء العــراق» ّ‬ ‫بواســطة «الوقــود األحفــوري»‪ ،‬وفــق تقريــر‬ ‫للبنــك الــدويل‪.‬‬ ‫وعــى املســتوى الحكومــي‪ ،‬يطمــح الع ـراق‬ ‫إىل تأمــن ثلــث إنتاجــه الكهربــايئ مــن‬ ‫مصــادر طاقــة متجــددة بحلــول العــام‬ ‫ـدة‬ ‫‪ .2030‬فقــد و ّقعــت بغــداد اتفاقــات عـ ّ‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫لبنــاء محطــات طاقــة شمســية‪ ،‬ال تــزال‬ ‫تنتظــر التحــول إىل واقــع ملمــوس‪.‬‬ ‫وتســعى رشكــة «توتــال إنرجيــز» خــال‬ ‫عامــن إىل تســليم «الجــزء األول» مــن‬ ‫مرشوعهــا للطاقــة الشمســية يف العــراق‬ ‫الــذي تبلــغ قدرتــه اإلنتاجيــة ألــف‬ ‫ميغــاواط‪ .‬كذلــك و ّقعــت بغــداد يف العــام‬ ‫‪ 2021‬مــع رشكــة «مصــدر» اإلماراتيــة اتفاقاً‬ ‫لبنــاء خمــس محطــات طاقــة شمســية‬ ‫بقــدرة إنتاجيــة هــي ألــف ميغــاواط‪.‬‬ ‫«ثقافة»‬ ‫ولتشــجيع الســكان عــى تركيــب منظومــات‬ ‫للطاقــة الشمســية‪ ،‬أعلــن البنــك املركــزي‬ ‫العراقــي يف ‪ 2022‬عــن تخصيــص تريليــون‬ ‫دينــار (حــواىل ‪ 750‬مليــون دوالر) لتأمــن‬ ‫قــروض مدعومــة للقطــاع الخــاص‪ ،‬تشــمل‬ ‫املنــازل والــركات الخاصــة‪.‬‬ ‫لكــن بحســب محمــد الدليمــي الخبــر يف‬ ‫مجــال الطاقــة املتجــددة ورئيــس «مركــز‬ ‫بغــداد للطاقــة املتجددة»فــإن «هــذا‬ ‫املرشوع‪...‬متلكــئ بســبب عــدم تعــاون‬ ‫املصــارف»‪.‬‬ ‫لكــن عــي العامــري املديــر التنفيــذي‬ ‫لرشكــة «كوكــب للطاقــة الشمســية» يف‬ ‫العاصمــة بغــداد‪ ،‬رأى أن هنــاك «غيــاب‬ ‫ثقافــة» حــول أهميــة الطاقــة الشمســية»‪،‬‬ ‫مردف ـاً بالقــول‪« :‬هــذا الســائد هنــا» ومــع‬ ‫ذلــك نصبــت رشكتــه ‪ 12‬منظومــة ألــواح‬ ‫للطاقــة الشمســية‪ ،‬وتبــدأ األســعار عنــد‬ ‫«‪ 4500‬دوالر» وفــد تصــل إىل «‪ 6‬آالف‬ ‫دوالر»‪.‬‬ ‫ومــن بــن زبائنــه‪« ،‬أســاتذة جامعــات‬ ‫وأطبــاء» وكذلــك منظــات إنســانية‪ ،‬وفــق‬ ‫العامــري‪ ،‬مشــراً إىل أن «عــدداً كبــراً مــن‬ ‫املزارعــن اعتمــدوا الطاقــة الشمســية يف‬ ‫األنبــار والنجــف»‪.‬‬ ‫وخــال الســنوات الثــاث التــي مــرت‬ ‫عــى تأســيس الرشكــة‪ ،‬نفّــذت الرشكــة‬

‫‪ 70‬مرشوعــاً «أغلبهــا منــازل»‪ ،‬يف بغــداد‬ ‫ومحافظــة األنبــار (غــرب) وجنوبــاً يف‬ ‫البــرة والديوانيــة وفــق العامــري‪.‬‬ ‫يف أحــد مواقــع العمــل‪ ،‬قــال العامــري‪،‬‬ ‫وهــو يتابــع تثبيــت ‪ 18‬لوحــاً للطاقــة‬ ‫الشمســية عــى ســطح أحــد املنــازل يف‬ ‫بغــداد‪ ،‬إن هــذه «املنظومــة ســتؤمن ‪35‬‬ ‫أمبــراً للمنــزل»‪ ،‬وســيتم تقديــم ضــان‬ ‫ميتــد ‪ 15‬عام ـاً أللــواح الطاقــة الشــميس»‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن ذلــك‪ ،‬فــإن اإلمكانيــات‬ ‫التــي قــد تنتظــر العــراق يف هــذا املجــال‬

‫منذ عام ‪ ،2021‬لوحظ تصاعد في‬ ‫اإلقبال على منظومات الطاقة‬ ‫الشمسية‪ ،‬عقب قرار لبرلمان اإلقليم‬ ‫يخفض فواتير الكهرباء‬ ‫في ‪2021‬‬ ‫ّ‬

‫الوطنية لمستخدمي الطاقة‬ ‫الشمسية‪..‬‬

‫‪93‬‬

‫ضخمــة‪.‬‬ ‫ويــرح عــي الصفــار الخبــر يف مجــال‬ ‫الطاقــة يف مؤسســة روكفلــر األمريكيــة أن‬ ‫«أســوأ موقــع للطاقــة الشمســية يف العـراق‬ ‫قــادر عــى توفــر مــوارد تفــوق ثلثــي أفضل‬ ‫موقــع يف أملانيــا»‪.‬‬ ‫وبفضــل الطاقــة الشمســية التــي «توفــر‬ ‫إمــداداً رخيصــاً ونظيفــاً»‪ ،‬وفــق الصفــار‪،‬‬ ‫«ســتكون لــدى البــاد الفرصــة لحــل نقــص‬ ‫الكهربــاء الدائــم مــرة واحــدة وإىل األبــد»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪95‬‬

‫التقديم الجديد على بسماية‪..‬‬

‫ارتفاع االسعار وتقييد التسجيل‬

‫بإعــان الهيئــة الوطنيــة لالســتثمار عــن اعــادة‬ ‫التقديــم مــن جديــد علــى شــقق بســماية‪ ،‬تكــون‬ ‫قــد انقضــت عــدة ســنوات مــن دون بنــاء أي‬ ‫وحــدات اخــرى‪ ،‬بســبب خالفــات ماليــة بــن‬ ‫الشــركة الكوريــة املنفــذة للمشــروع والجانــب‬ ‫الحكومــي العراقــي‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬

‫ويف التســجيل الجديــد تقــدم عــدد كبــر مــن النــاس للحجــز‬ ‫عــن طريــق رابــط الكــروين خــاص لهــذا الغــرض‪ ،‬ولكــن‬ ‫رسعــان مــا أعلــن عــن توقــف التقديــم‪ ،‬واغلقــت الهيئــة‬ ‫بعــد مــرور ايــام فقــط‪ ،‬رابــط التقديــم عــى رشاء الوحــدات‬ ‫الســكنية يف مــروع مدينــة بســاية‪.‬‬ ‫واســتنادا اىل املتحــدث الرســمي للهيئــة فــإن ســبب غلــق‬ ‫الرابــط هــو تســجيل منصــة «أور» اإللكرتونيــة العــدد املحــدد‬ ‫مــن طلبــات واســتامرات املواطنــن املتعلقــة بـراء الوحــدات‬ ‫الســكنية يف مجمــع بســاية‪ ،‬مبــا يقابلها مــن الوحدات‪ ،‬مشــرا‬ ‫اىل أن الهيئــة ســتعتمد آليــة جمــع الطلبــات املقدمــة عــر‬ ‫الرابــط اإللكــروين الســتكامل ســياقاتها اإلداريــة والقانونيــة‪،‬‬ ‫وانهــا ســتعلن يف وقــت الحــق عــن إجراءاتهــا الخاصــة بهــذا‬ ‫الصــدد‪.‬‬ ‫وأطلقــت الهيئــة الوطنيــة لالســتثامر يف نهايــة شــهر ترشيــن‬ ‫االول ‪ 2023‬رابــط التقديــم اإللكــروين عىل الوحدات الســكنية‬ ‫الجديــدة يف مــروع مجمــع بســاية الســكني‪ ،‬غــر انهــا‬ ‫زادت اســعارها عــن الســابق كــا ازدادت املقدمــة املطلوبــة‬ ‫فمثــا الشــقة مبســاحة ‪100‬مــر مربــع‪ ،‬اصبــح ســعرها‬ ‫الــكيل ‪ 83.160.000‬دينــار مبقدمــة ‪ %١٠‬تبلــغ ‪8.300.000‬‬ ‫دينــار‪ ،‬بعــد ان كان الســعر يف الســابق ‪ 75,600,000‬دينــار‪،‬‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫مبقدمــة بنحــو ‪ 7‬ماليــن ونصــف املليــون‪،‬‬ ‫وكذلــك الحــال بالنســبة للمســاحات االخــرى‬ ‫فقــد زادت اســعارها‪ ،‬فشــقة مبســاحة‬ ‫‪120‬مــرا مربعــا اصبــح ســعرها الــكيل‬ ‫‪ 99.792.000‬دينــار‪ ،‬وكانــت يف الســابق‬ ‫بســعر ‪ 90‬مليونــا‪ ،‬وشــقة ‪140‬مــرا مربعــا‬ ‫ســعرها الــكيل ‪116.424.000‬بعــد ان كان‬ ‫‪ 105,840,000‬دينــار ومــن االعتيــادي ان‬ ‫تــزداد دفعــة املقدمــة والدفعــات الالحقــة؛‬ ‫كــا اســتجد امــر آخــر يف التقديــم بفــرض‬ ‫رســوم اضافيــة اذ حــددت للطوابــق‪ ،‬األريض‬ ‫واألول والثــاين والثالــث للوحــدة الســكنية‬ ‫(‪ )2.000.000‬دينــار ‪ ،‬امــا الرســم للطوابــق‬ ‫الرابــع والخامــس للوحــدة الســكنية فحــدد‬ ‫بـــ (‪ )500.000‬دينــار‪ ،‬يف حــن ان رســم‬ ‫التخصيــص الطابــق الســادس صعــوداً‬ ‫للوحــدات الســكنية مجــاين‪ ،‬فيــا مل يشــمل‬ ‫التســجيل والتوزيــع الســابق تلــك الرســوم‪.‬‬ ‫وفيــا يتعلــق بالدفــع كانــت الطريقــة يف‬ ‫الســابق تتضمــن ان يدفــع املتقــدم دفعــة‬ ‫مقدمــة ‪ 10%‬أو ‪( 25%‬بحســب رغبتــه)‬ ‫مــن قيمــة كلفــة الشــقة (البنــاء ‪ +‬البنــى‬ ‫التحتيــة) عنــد توقيــع العقــد عــى الوحــدة‬ ‫الســكنية‪ ،‬يف حــن يدفــع ‪ 65%‬أو ‪ 80%‬مــن‬ ‫قيمــة الوحــدة الســكنية عــى شــكل أقســاط‬ ‫تصــل اىل (‪ 20‬ســنة) واعطيــت للشــاري‬ ‫مــدة ســاح قدرهــا (‪ )5‬خمــس ســنوات‬ ‫بعــد توقيــع العقــد‪ ،‬ويدفــع ‪ 10%‬مــن‬ ‫قيمــة الوحــدة الســكنية عنــد تســلمها‪.‬‬ ‫امــا يف التقديــم الجديــد‪ ،‬فحــددت مــدة‬ ‫التســديد بـــ ‪25‬ســنة ابتــداء مــن تاريــخ‬ ‫توقيــع العقــد‪ ،‬ومل مينــح للمتقــدم مــدة‬ ‫ســاح‪.‬‬ ‫كــا ان الهيئــة أوضحــت أن «أســعار‬ ‫الوحــدات الســكنية التــي تداولتهــا بعــض‬ ‫الوســائل اإلعالميــة قدميــة‪ ،‬وســتتغري‬ ‫بحســب مــا يــراه ديــوان الرقابــة املاليــة‬ ‫مبحــر رســمي مصــادق عليــه‪ ،‬وســتعلن‬ ‫عنهــا الح ًقــا»‪ ،‬مشــرة اىل أن «ديــوان الرقابــة‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫اشترط التسجيل أن‬ ‫يكون راتب المتقدم‬ ‫من مصرف الرافدين‬ ‫حصرا ويرى المراقبون‬ ‫ان في ذلك حرمان‬ ‫لحقوق آخرين‬ ‫يتسلمون رواتبهم‬ ‫من مصارف اخرى من‬ ‫بينها مصرف الرشيد‬ ‫مثال ‪..‬‬

‫املاليــة االتحــادي ســيحدد أســعا ًرا جديــدة‬ ‫للوحــدات الســكنية‪ ،‬ويعلنهــا»‪.‬‬ ‫وبــرأي املراقبــن فــان ذلــك شــكل مصــدر‬ ‫قلــق وتخــوف لــدى املســجلني الجــدد خــوف‬ ‫ان يجــري تغيــر االســعار الحقــا‪.‬‬ ‫كــا تحركــت بعــض الجهــات الســتغالل‬ ‫التقديــم الجديــد‪ ،‬ودعــت الهيئــة الوطنيــة‬ ‫لالســتثامر الراغبــن بالتقديــم عــى مــروع‬ ‫مدينــة بســاية‪ ،‬عــدم التفاعــل واالســتجابة‬ ‫ملروجــي اســتامرات التقديــم الورقيــة‬ ‫املزيفــة عــى الوحــدات الســكنية يف‬ ‫بســاية‪ ،‬عــى حــد وصفهــا‪.‬‬ ‫ويف حــن جــرى التعهــد يف الخطــة الخمســية‬ ‫الوطنيــة للمــدة (‪ )2014 2010-‬فيــا‬ ‫يتعلــق مبــروع بســاية بدعــم الطبقــات‬ ‫االجتامعيــة ذات الدخــل املحــدود مــن‬ ‫املواطنــن واملوظفــن واملتقاعديــن‪ ،‬فــان‬

‫التســجيل الجديــد وضــع رشوطــا للتقديــم‬ ‫وتســلم الشــقق منهــا اال يتجــاوز عمــر‬ ‫املتقــدم ‪ 50‬عامــا وهــذا يحــرم فئــة كبــرة‬ ‫مــن الســكان مــن الحصــول عــى شــقة برغم‬ ‫ان نســبة كبــرة منهــم مــا زالــوا يســكنون‬ ‫باإليجــار؛ وتعليقــا عــى ذلــك يقــول‬ ‫املراقبــون انــه اذا كانــت الجهــات املعنيــة‬ ‫تتخــوف مــن وفــاة املتقاعــد وتأثــر ذلــك‬ ‫عــى دفــع االقســاط‪ ،‬فــان الراتــب التقاعــدي‬ ‫يبقــى لورثتــه بحســب االســتحقاق وكان‬ ‫بإمــكان الهيئــة ان تنظــم ذلــك مبــا ال يحــرم‬ ‫املتقاعــد مــن متلــك مــكان ســكن يليــق بــه‬ ‫فيــا تبقــى مــن ســني حياتــه!‬ ‫كــا اشــرط التســجيل أن يكــون راتــب‬ ‫املتقــدم مــن مــرف الرافديــن حــرا‬ ‫ويــرى املراقبــون ان يف ذلــك حرمــان لحقــوق‬ ‫آخريــن يتســلمون رواتبهــم مــن مصــارف‬

‫اخــرى مــن بينهــا مــرف الرشــيد مثــا‪.‬‬ ‫امــا يف التقديــم الســابق فقالــت الهيئــة انهــا‬ ‫صممــت حزمــة ماليــة ومبعاونــة املصــارف‬ ‫الثالثــة (مــرف الرافديــن – مــرف‬ ‫الرشــيد – املــرف العراقــي للتجــارة)‬ ‫لدعــم املواطــن واملســتثمر يف ان واحــد‬ ‫لضــان تنفيــذ املــروع‪ ،‬اذ جــرى االتفــاق‬ ‫معهــم إلدارة العمليــة املاليــة التــي هــي‬ ‫أمــوال املواطنــن الراغبــن ب ـراء الوحــدات‬ ‫الســكنية وتقديــم الضامنــات للرشكــة‬ ‫الكوريــة‪ ،‬ويف حــال وجــود أي خلــل تقــوم‬ ‫املصــارف بدفعهــا مقابــل رهــن الشــقق‬ ‫الســكنية لصالــح الهيئــة الوطنيــة لالســتثامر‬ ‫واملصــارف لحــن االيفــاء بجميــع االقســاط‬ ‫املســتحقة‪.‬‬ ‫ويف عــام ‪ 2012‬اعلــن ان الحكومــة تســهم يف‬ ‫تحمــل نصــف الفائــدة عــى القــرض املمنوح‬

‫للســكان مــن قبــل املصــارف العراقيــة‬ ‫(الرافديــن‪ ،‬الرشــيد‪ ،‬العراقــي للتجــارة)‬ ‫والبالغــة ‪ 6%‬بحيــث تتحمــل الدولــة ‪3%‬‬ ‫مــن الفائــدة ويتحمــل املواطــن ‪ 3%‬االخــرى‬ ‫عــى مــدى خمســة عــر عامــا لتقليــل‬ ‫كلفــة الوحــدة الســكنية عــى املواطنــن‪.‬‬ ‫فيــا جــاءت نســبة الفائــدة املرصفيــة يف‬ ‫التقديــم الجديــد ‪ 4%‬تراكميــة ســنوية‪.‬‬ ‫وبــرأي متخصصــن‪ ،‬فــان تعليــات ورشوط‬ ‫التقديــم الجديــدة تصعــب امــر امتــاك‬ ‫شــقة للفئــات الفقــرة ومحــدودي الدخــل‪،‬‬ ‫ويــرى بعضهــم انهــا ســرفع اســعار العقارات‬ ‫بــدال مــن تخفيضهــا‪ ،‬وعــد آخــرون انهــا رمبــا‬ ‫اصبحــت تجــاري املجمعات الســكنية االخرى‬ ‫التــي يجــري العمــل بهــا التــي قفــزت اســعار‬ ‫شــققها اىل مســتويات قياســية‪ ،‬كــا دعوا اىل‬ ‫ان تكــون مشــاريع بســاية جــزءا مــن خطــة‬

‫‪97‬‬

‫شــاملة لحــل مشــكلة الســكن الســيام يف‬ ‫العاصمــة بغــداد التــي تشــهد زخــا ســكانيا‬ ‫هائــا‪ ،‬مشــرين اىل توفــر مســاحات شاســعة‬ ‫يف اطـراف املــدن باإلمــكان اقامــة املشــاريع‬ ‫الســكنية عليهــا‪ ،‬مبــا مياثــل مــروع بســاية‬ ‫الــذي يلقــى الرتحيــب مــن قبــل الســكان‬ ‫بفعــل الخدمــات املتوفــرة فيــه‪ ،‬كــا ان‬ ‫تنظيــم امــور الســكن والقضــاء عــى الســكن‬ ‫العشــوايئ تســتدعي تدخــل الدولــة بالدعــم‪.‬‬ ‫ويلفــت املتخصصــون اىل تجربــة مــر‪،‬‬ ‫التــي دعــت الســكان اىل التقــدم المتــاك‬ ‫شــقة بأســعار شــقق «اإلســكان االجتامعــي»‬ ‫يف اإلعــان الجديــد لعــام ‪ ،2023‬التــي‬ ‫تــكاد ان تكــون مبتنــاول جميــع الســكان‪،‬‬ ‫و تــراوح بــن ‪ 245.000‬ـ ‪ 360.000‬جنيــه‬ ‫مــري‪ ،‬أي نحــو ‪ ٧‬آالف ‪ ١١ -‬الــف دوالر‪،‬‬ ‫بحســب اســعار يــوم ‪ 8‬ترشيــن الثــاين ‪،2023‬‬ ‫وبالنســبة لطــرق الســداد والتقســيط‪ ،‬فإنــه‬ ‫يجــب دفــع مقــدم يبــدأ مــن ‪ 15.000‬جنيــه‬ ‫للوحــدة بالنســبة للشــقق مبســاحة ‪75‬‬ ‫مــرا مربعــا (مــا يعــادل نحــو ‪ 485‬دوالرا)‪،‬‬ ‫ومقــدم يبــدأ مــن ‪ 22.000‬جنيــه للوحــدة‬ ‫بالنســبة للشــقق مبســاحة ‪ 90‬مــرا مربعــا‬ ‫(يعــادل نحــو ‪ ٧١١‬دوالر)‪ ،‬وبعــد تســلم‬ ‫الشــقة‪ ،‬يجــب ســداد ‪ 10%‬مــن تكلفتهــا‬ ‫وتقســيط النســبة املتبقيــة (‪ )90%‬عــى‬ ‫مــدى ‪ 30‬عامــا كحــد أقــى‪ ،‬وذلــك وفقــا‬ ‫لنظــام التمويــل العقــاري‪.‬‬ ‫وجــرى تحديــد املــدن التــي يجــري فيهــا‬ ‫طــرح شــقق اإلســكان االجتامعــي‪ ،‬مبدينــة‬ ‫القاهــرة الجديــدة‪ ،‬وأكتوبــر الجديــدة‪،‬‬ ‫والعبــور الجديــدة‪ ،‬ومدينــة العــارش مــن‬ ‫رمضــان‪ ،‬وحدائــق أكتوبــر‪ ،‬ومدينــة الرشوق‪،‬‬ ‫ومدينــة املنصــورة الجديــدة‪ ،‬ومدينــة‬ ‫دميــاط الجديــدة‪ ،‬وغــرب قنــا‪ ،‬وغــرب‬ ‫أســيوط‪ ،‬والعلمــن الجديــدة‪ ،‬بحســب وزارة‬ ‫اإلســكان واملرافــق واملجتمعــات العمرانيــة‬ ‫املرصيــة‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫ِّ‬ ‫من محافظة مصدرة للمحاصيل إلى مستوردة‪..‬‬

‫تراجع "مخيف" لزراعة األنبار‬

‫فيلي‬

‫فيلي‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫يعاني المزارع في محافظة األنبار وعموم المحافظات العراقية‪ ،‬من‬ ‫«تراجع مخيف» للقطاع الزراعي‪ ،‬بسبب الشحة المائية‪ ،‬وتقليص الخطة‬ ‫الزراعية‪ ،‬وقلة الدعم الحكومي‪ ،‬ما عرضه لخسائر «لن ّ‬ ‫تعوض مهما‬ ‫ّ‬ ‫قدمت له الجهات المعنية الرسمية من تعويضات»‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وتبلــغ حصــة محافظــة األنبــار ‪ 82‬ألــف‬ ‫دونــم للــري الســيحي مــن النهــر‪ ،‬مــن أصل‬ ‫مليــون ونصــف املليــون‪ ،‬و‪ 434‬ألــف دونــم‬ ‫عــى اآلبــار‪ ،‬مــن حصــة ‪ 5‬ماليــن و‪500‬‬ ‫ألــف دونــم»‪ ،‬وفــق مديــر املــوارد املائيــة‬ ‫يف محافظــة األنبــار‪ ،‬جــال عــودة ســمري‪.‬‬ ‫ويؤكــد ســمري ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن «هــذه‬ ‫الحصــة ال تكفــي لســد االحتياجــات‪ ،‬لكنهــا‬ ‫بنــا ًء عــى امليــاه املتوفــرة‪ ،‬فــا ميكــن‬ ‫إطــاق الخطــة الزراعيــة بالكامــل»‪.‬‬ ‫ويشــر إىل «إمكانيــة زيــادة الخطــة‬ ‫الزراعيــة الشــتوية يف ظــل وجــود دمييــة‬ ‫وآبــار»‪ ،‬مبينــاً أنــه «ال توجــد مشــكلة‬ ‫بالزراعــة يف األرايض الصحراويــة املعتمــدة‬ ‫عــى التســاقط املطــري‪ ،‬ولكــن عــى األنهــر‬ ‫هنــاك أولويــة لالســتخدامات البلديــة‬ ‫واملنزليــة وإســاالت املــاء‪ ،‬ومــن ثــم تــأيت‬ ‫الخطــة الزراعيــة»‪.‬‬ ‫ويلفــت إىل أن «الفــاح يف محافظــة األنبــار‬ ‫بــدأ يعتمــد عــى طــرق الــري الحديثــة منــذ‬ ‫ســنتني‪ ،‬ووزعــت مديريــة زراعــة األنبــار‬ ‫‪ 69‬مرشــة محوريــة مــن أصــل ‪ 400‬مرشــة‬ ‫ســيتم توزيعهــا تباع ـاً»‪.‬‬ ‫ويتابــع‪« ،‬كــا هنــاك مشــاريع اســراتيجية‬ ‫لتطويــر الواقــع اإلروايئ تــم إدخالهــا يف‬ ‫خطــة العــام ‪ ،2024‬مــا ســيعود بالنفــع‬ ‫عــى املزارعــن يف األنبــار والع ـراق بشــكل‬ ‫عــام»‪.‬‬ ‫تراجع «مخيف»‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــول رئيــس االتحــاد العــام‬ ‫للجمعيــات الفالحيــة يف محافظــة األنبــار‪،‬‬ ‫غنــي عبــد خلــف الدليمــي‪ ،‬إن «الفــاح‬ ‫يعــاين ليــس يف محافظــة األنبــار فقــط‪،‬‬ ‫وامنــا يف ســائر محافظــات الع ـراق‪ ،‬يف ظــل‬ ‫الرتاجــع الزراعــي املخيــف»‪ ،‬مبينــاً أن‬ ‫«األرضار التــي لحقتــه لــن تتعــ ّوض مهــا‬

‫‪99‬‬

‫قدمــت لــه الحكومــة مــن تعويضــات»‪.‬‬ ‫ويضيــف الدليمــي ملجلــة «فيــي»‪ ،‬أن‬ ‫«األنبــار كانــت تس ـ ِّوق الطامطــم والبطيــخ‬ ‫األحمــر إىل بغــداد والجنــوب‪ ،‬وتصدرهــا‬ ‫إىل الكويــت‪ ،‬يف تســعينيات القــرن‬ ‫املــايض‪ ،‬ولكــن اآلن تعتمــد املحافظــة عــى‬ ‫االســترياد‪ ،‬بســبب الشــحة املائيــة‪ ،‬وتقليــص‬ ‫الخطــة الزراعيــة‪ ،‬وق ّلــة الدعــم الحكومــي»‪.‬‬ ‫ويوضــح‪ ،‬أن «الخطــة الزراعيــة يف العــام‬ ‫املــايض كانــت أفضــل‪ ،‬رغــم أن املزارعــن‬ ‫كانــوا يأملــون خــراً مــن حكومــة محمــد‬ ‫شــياع الســوداين عــى اعتبــاره مهندســاً‬ ‫زراعيــاً ويعلــم بالواقــع الزراعــي جيــداً‪،‬‬ ‫لكــن الوضــع بــات أســوأ يف ظــل ق ّلــة الدعم‬ ‫لتوفــر الكيــاوي املركــب واليوريــا»‪.‬‬ ‫ويتابــع الدليمــي‪ ،‬أن «الحكومــة االتحاديــة‬ ‫دعمــت هــذه الســنة املرشــات فقــط‪،‬‬ ‫بنســبة ‪ 35‬باملائــة‪ ،‬مــا تســبب بخســارة‬ ‫الفــاح يف عمــوم البــاد‪ ،‬لذلــك حصــل‬ ‫تراجــع مخيــف للقطــاع الزراعــي»‪.‬‬ ‫ويشــر إىل أن «مزراعــي األنبــار مل يتســلموا‬ ‫لغايــة اآلن تعويضــات عــام ‪ ،2017‬نتيجــة‬ ‫الســيول التــي حدثــت وأخرجــت الحنطــة‪،‬‬ ‫لوجــود إشــكاالت بــن وزارة املاليــة‬ ‫واملحافظــة»‪.‬‬ ‫ويبــن رئيــس االتحــاد العــام للجمعيــات‬ ‫ّ‬ ‫الفالحيــة يف محافظــة األنبــار‪ ،‬أن «إنتــاج‬ ‫املخــر يف األنبــار وصــل إىل مــا نســبته‬ ‫‪ 10‬باملائــة فقــط‪ ،‬والباقــي مســتورد‪ ،‬لكــن‬ ‫هنــاك توجــه لــكل مزراعــي األنبــار بزراعــة‬ ‫الحنطــة‪ ،‬رغــم وجــود مشــكلة بتوفــر‬ ‫الســاد واملــاء»‪.‬‬ ‫واختتــم الدليمــي حديثــه بالقــول‪ ،‬إن‬ ‫«الــروة الحيوانيــة يف محافظــة األنبــار‬ ‫تدهــورت أيضــاً‪ ،‬وتراجعــت إىل مــا دون‬ ‫النصــف»‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪101‬‬

‫تشكل قضية المشاريع المتلكئة مصدر قلق للسكان‪ ،‬فقد أعلن‬ ‫عن كثير منها منذ عقدين من الزمن ودفعت ألجلها االموال الهائلة‪،‬‬ ‫ويشعر السكان ازاء ذلك بكثير من المرارة السيما إذا علمنا ان‬ ‫معظم تلك المشاريع مهمة جدا لتطوير حياتهم وستشكل فارقا‬ ‫فيـــلي‬

‫نوعيا كبيرا فيما لو جرى انجازها‪.‬‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫مشاريع باآلالف توقفت‪..‬‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫ذهبت اموالها الى المقاولين‬

‫وكانــت وزارة التخطيــط يف الحكومــة‬ ‫االتحاديــة‪ ،‬قــد حــددت عــدد املشــاريع‬ ‫التــي كان قــد أعلــن انهــا قيــد التنفيــذ التــي‬ ‫تلــكأت ومل تنجــز‪ ،‬بنحــو ‪ 1452‬مرشوعــاً‬ ‫بكلفــة تصــل مبالغهــا إىل ‪ 24‬تريليــون‬ ‫دينــار‪.‬‬ ‫واســتنادا اىل املتحــدث باســم الــوزارة فــان‬ ‫املشــاريع تشــمل جميــع القطاعــات زراعية‪،‬‬ ‫صناعيــة‪ ،‬النقــل واالتصــاالت‪ ،‬الخدمــات‪،‬‬ ‫وتنميــة األقاليــم التــي تنفــذ مــن قبــل‬ ‫املحافظــات‪ ،‬وفضــا عــن ذلــك يشــر اىل أن‬ ‫هنــاك أكــر مــن ‪ 7050‬مرشوعـاً كان يفرتض‬ ‫انهــا قيــد التنفيــذ مجمــوع كلفهــا املاليــة‬ ‫بحاجــة إىل ‪ 276‬تريليــون دينــار إلنجازهــا‪،‬‬ ‫وبحســب الخــراء فــان تلــك املشــاريع تعــد‬ ‫بالنتيجــة مــن املشــاريع املتلكئــة ايضــا‪ ،‬اذ‬ ‫ال تســر عمليــة انجازهــا بصــورة ســليمة‪.‬‬ ‫وتوضــح وزارة التخطيــط ان املشــاريع الـــ‬ ‫‪ 1452‬املتلكئــة ذات الكلفــة التــي تصــل‬ ‫اىل ‪ 24‬تريليــون دينــار جــرى رصف ‪10‬‬ ‫تريليونــات كمــروف تراكمــي ومــا تبقــى‬ ‫بحاجــة اىل إجــراءات‪.‬‬ ‫وفصــل بالقــول ان املشــاريع املتلكئــة‬ ‫مقســمة عــى النقــل واالتصــاالت ‪63‬‬ ‫مرشوعــاً‪ ،‬تنميــة األقاليــم ‪ 857‬مرشوعــاً‪،‬‬ ‫القطــاع الصناعــي ‪ ،94‬القطــاع الزراعــي ‪،51‬‬ ‫واملبــاين والخدمــات ‪.387‬‬ ‫وتابــع‪ ،‬أن «املعالجــات التــي قامــت بهــا‬ ‫وزارة التخطيــط بالتنســيق مــع الجهــات‬ ‫ذات العالقــة مــن الــوزارات واملحافظــات‪،‬‬ ‫وضعــت مجموعــة مــن اإلجــراءات‬ ‫والتوصيــات تتضمــن رفــع املشــاريع‬ ‫املتوقفــة وغــر املحالــة‪ ،‬منهــا املشــاريع‬ ‫التــي مل يبــدأ تنفيذهــا التــي تقــرر رفعهــا‬ ‫مــن الخطــة‪ ،‬إضافــة اىل رفــع املشــاريع التي‬ ‫فيهــا نســب إنجــاز أقــل مــن ‪ 10%‬حيــث مل‬ ‫يعــد مــن املجــدي إنجازهــا ألنهــا بحاجــة‬ ‫اىل أمــوال ووقــت»‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫ويســتدرك بالقــول‪ ،‬أنــه «مــن خــال‬ ‫الرتشــيق للمشــاريع املتلكئــة التــي مل‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫ينجــز منهــا يشء تــم حــذف مجموعــة مــن‬ ‫املشــاريع بهــدف الوصــول إىل تخفيــض‬ ‫الكلــف إىل ‪ 45‬تريليــون دينــار»‪ ،‬مؤكــداً أنه‬ ‫«حتــى االن تــم الوصــول إىل تخفيــض ‪23‬‬ ‫تريليــون دينــار والعمــل مســتمر للوصــول‬ ‫اىل هــدف تخفيــض بقيمــة ‪ 45‬تريليونــا»‪،‬‬ ‫مــن املجمــوع الــكيل للمشــاريع املتلكئــة‪.‬‬ ‫ويف نهايــة شــهر مايــس ‪ ٢٠٢٣‬شــدد نائــب‬ ‫رئيــس مجلــس الــوزراء‪ ،‬وزيــر التخطيــط‬ ‫عــى عــزم الحكومــة عــى معالجة مشــكالت‬ ‫املشــاريع املتلكئــة يف جميــع املحافظــات‬ ‫التــي تشــمل مشــاريع املستشــفيات واملــاء‬ ‫والــرف الصحــي واملــدارس‪ ،‬وان اغلــب‬ ‫هــذه املشــاريع ســيتم انجازهــا بنهايــة‬ ‫العــام املقبــل فضــا عــا يتــم انجــازه خــال‬ ‫العــام الحــايل‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫ويف ‪ 7‬ترشيــن الثــاين ‪ ٢٠٢٣‬اشــارت وزارة‬ ‫التخطيــط‪ ،‬اىل انخفــاض عــدد املشــاريع‬ ‫املتلكئــة يف الع ـراق‪ ،‬فيــا بينــت أن هنــاك‬ ‫أكــر مــن ‪ 7‬االف مــروع قيــد اإلنجــاز‪.‬‬ ‫فيــا يقــول املتحــدث باســم وزارة التخطيط‬ ‫إنــه «يوجــد أكــر ‪ 7‬االف مــروع يف العراق‬ ‫وبنســب انجــاز مختلفــة وهنــاك جهــود‬ ‫كبــرة تبــذل الســتكاملها بغضــون عامــن»‪،‬‬ ‫مشــراً اىل أن «الحكومــة رفعــت شــعار‬ ‫الخدمــات واالهتــام باملشــاريع الخدميــة‬ ‫مثــل مشــاريع املــدارس واملستشــفيات‬ ‫والطــرق وشــبكات الــرف الصحــي»‪،‬‬ ‫بحســب قولــه‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «عــدد املشــاريع املتلكئــة‬ ‫انخفــض اىل ‪ 1000‬مــروع موزعــة عــى‬ ‫مختلــف القطاعــات واملحافظــات»‪ ،‬الفتــاً‬ ‫اىل أن «رئيــس الــوزراء وجــه بحســم هــذه‬ ‫املشــاريع خــال العــام العــايل واملقبــل»‪.‬‬ ‫وتابــع أنــه «لدينــا ‪ 73‬مستشــفى متلكــئ‬ ‫وبنســب إنجــاز مختلفــة متــت معالجتهــا‬ ‫مــن خــال االمــر الديــواين ‪ 45‬وبعــض‬ ‫املستشــفيات املتوقفــة أنجــزت وحــوايل ‪90‬‬ ‫باملئــة ســينجز خــال عامــن»‪ ،‬مبينــاً أن‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫«هنــاك ‪ 16‬مستشــفى جديــد تــم ادراجــه‬ ‫عــى موازنــة ‪.»2024‬‬ ‫وبشــأن قطــاع املــدارس قــال ان «مــا‬ ‫يقــارب ‪ 40‬باملئــة مــن املــدارس املتأخــرة او‬ ‫املتوقفــة أنجــزت»‪.‬‬ ‫ويف ‪ 11‬ترشيــن الثــاين ‪ 2023‬أفصــح‬ ‫املتحــدث باســم وزارة التخطيــط عــن‬ ‫أنــه جــرى تشــكيل عــدد مــن اللجــان‪،‬‬ ‫إحداهــا برئاســة وزيــر التخطيــط‪ ،‬ملعالجــة‬ ‫مشــكلة املستشــفيات املتلكئــة‪ ،‬مشــرا إىل‬ ‫أن هنــاك أكــر مــن ‪ 60‬مستشــفى متلكئ ـاً‬ ‫مبختلــف الســعات الرسيريــة‪ ،‬وأن اللجنــة‬ ‫املذكــورة متكنــت مــن معالجــة مشــكلة‬ ‫هــذه املستشــفيات‪ ،‬بعــد وضــع الحلــول‬ ‫الســتئناف إنجــاز العمــل يف هــذه املشــاريع‪.‬‬ ‫وأردف‪ ،‬أن هنــاك عمــ ًا دؤوبــاً ملعالجــة‬ ‫بقيــة املشــاريع املتلكئــة‪ ،‬منهــا مشــاريع‬ ‫امليــاه والــرف الصحــي‪ ،‬وبنــاء املــدارس‪،‬‬ ‫والكهربــاء‪ ،‬والطــرق‪ ،‬فضــا عــن مشــاريع‬ ‫اإلســكان‪ ،‬وتعمــل اللجنــة حاليـاً عــى ايجــاد‬

‫الحلــول واملعالجــات الســتكامل هــذه‬ ‫املشــاريع‪ ،‬عــى حــد وصفــه‪.‬‬ ‫وعــن اســباب توقــف املشــاريع‪ ،‬كان‬ ‫املتحــدث باســم الــوزارة قــد قــال يف وقــت‬ ‫ســابق‪ ،‬ان «الســبب الرئيــس لتوقــف تلــك‬ ‫املشــاريع يعــود لق ـرار ‪ 347‬الصــادر بســنة‬ ‫‪ ،2015‬أيــام االزمــة املاليــة‪ ،‬التــي أدت‬ ‫اىل توقــف الكثــر مــن املشــاريع‪ ،‬وهــذه‬ ‫املشــاريع موزعــة عــى مختلــف القطاعــات‬ ‫مــن النقــل واالتصــاالت واملبــاين والخدمــات‬ ‫والصناعــة والزراعــة‪ ،‬وهــي بنســب انجــاز‬ ‫مختلفــة»‪.‬‬ ‫وأضــاف ان «األوليــة االن ضمــن منهــاج‬ ‫الحكومــة الحاليــة‪ ،‬انجــاز املشــاريع‬ ‫الخدميــة ويف مقدمتهــا مشــاريع‬ ‫املستشــفيات ومشــاريع املــدارس ومشــاريع‬ ‫الــرف الصحــي ومشــاريع املــاء‪ ،‬ونهايــة‬ ‫العــام املقبــل ‪ ،2024‬ســيكون أكــر مــن‬ ‫‪ 90%‬مــن هــذه املشــاريع منجــزة‪ ،‬بخاصــة‬ ‫بعــد إقــرار قانــون املوازنــة‪ ،‬ومــع تواجــد‬

‫تخصيصــات ماليــة للربنامــج االســتثامري»‪.‬‬ ‫وكمثــال عــى املشــاريع املتوقفــة ميكــن‬ ‫ذكــر مستشــفى الشــعب‪ ،‬وهــو واحــد مــن‬ ‫‪ 13‬مستشــفى متلكئـاً يف بغــداد‪ ،‬مــن أصــل‬ ‫‪ 1452‬مرشوعــا بعضهــا يعــود اىل أكــر مــن‬ ‫عــرة أعــوام‪ ،‬ومل تنجــز حتــى اآلن‪.‬‬ ‫ويــرى خــراء االقتصــاد‪ ،‬أن أبــرز أســباب‬ ‫تلكــؤ املشــاريع‪ ،‬يرجــع اىل غيــاب التخطيط‪،‬‬ ‫وســوء اإلدارة‪ ،‬فضــا عــن الفســاد يف إحالــة‬ ‫املشــاريع‪ ،‬مبينــن أن ســوء التخطيــط‪،‬‬ ‫يتمثــل بإحالــة آالف املشــاريع يف ســنة‬ ‫ماليــة واحــدة‪ ،‬مــن دون االكــراث بإمكانيــة‬ ‫إدامــة واســتمرار التنفيــذ يف الســنوات‬ ‫الالحقــة‪ ،‬وذلــك كان الســبب يف توقــف كثري‬ ‫مــن املشــاريع بســبب تراجــع اإليــرادات‪،‬‬ ‫وانخفــاض قيمــة املوازنــات املاليــة‪.‬‬ ‫ويشــرون إىل أن توقــف هــذه املشــاريع‬ ‫ـد ميزانيــة الدولــة خســائر كبــرة تقــدر‬ ‫كبـ ّ‬ ‫مبليــارات الــدوالرات‪ ،‬إضافــة اىل مــا تســبب‬ ‫بــه مــن تراجــع يف الخدمــات‪.‬‬

‫وبشــأن معالجــة االمــر‪ ،‬يشــدد خــراء‬ ‫االقتصــاد‪ ،‬عــى أهميــة مراعــاة األولويــة‬ ‫يف إحالــة املشــاريع وتنفيذهــا‪ ،‬واســتحداث‬ ‫صنــدوق للتنميــة يجــري االســتعانة‬ ‫بــه بتمويــل املشــاريع يف حــال تراجــع‬ ‫اإليــرادات‪ ،‬وتوزيعهــا عــى مــدة اإلنجــاز‪،‬‬ ‫مبــا يضمــن دميومــة العمــل‪ ،‬وعــدم تلكــؤ‬ ‫التنفيــذ‪.‬‬ ‫ويوضــح ناشــطون ومتخصصــون‪ ،‬أن‬ ‫آليــات اإلحالــة وإرســاء العقــود تكــون يف‬ ‫الغالــب تحــت تأثــر النفــوذ الســيايس‪،‬‬ ‫وتدخــل الهيئــات االقتصاديــة لألحــزاب‪،‬‬ ‫الفتــن اىل ان كثــرا مــن املــواد االنشــائية‬ ‫املســتوردة لصالــح الــركات املســتثمرة‪،‬‬ ‫يجــري ترسيبهــا إىل األســواق املحليــة‪،‬‬ ‫وبيعهــا بأســعار تنافســية‪ ،‬باالســتفادة‬ ‫مــن اإلعفــاءات الجمركيــة‪ ،‬التــي متنحهــا‬ ‫القوانــن للمســتثمرين‪ ،‬التــي تتســبب‬

‫‪103‬‬

‫بالنتيجــة يف إيقــاف تنفيــذ املشــاريع‪.‬‬ ‫ويقرتحــون ملعالجــة تلكــؤ املشــاريع‪،‬‬ ‫ســحب املوازنــة االســتثامرية العامــة مــن‬ ‫الــوزارات واملحافظــات‪ ،‬ووضعهــا تحــت‬ ‫تــرف وصالحيــة هيئــة عليــا لإلعــار‬ ‫ترتبــط برئاســة الــوزراء‪ ،‬تتــوىل وضــع‬ ‫الخطــط واإلحاطــة واالرشاف والتســلم‬ ‫ورصف األمــوال للــركات‪ ،‬عــى وفــق‬ ‫املــدد الزمنيــة املحــددة‪ ،‬وبحســب تخصــص‬ ‫كل رشكــة‪ ،‬مثــل مشــاريع بنــاء املــدارس‬ ‫واملصانــع الحكوميــة‪ ،‬واملشــاريع الهندســية‬ ‫واإلنشــائية وغريهــا‪.‬‬ ‫ويوضــح خــراء قانونيــون أنــه يف حــال‬ ‫تلكــؤ املشــاريع مــن حــق الجهــة املتعاقــدة‬ ‫يف الدولــة‪ ،‬اقامــة دعــوى عــى الــركات‬ ‫واملقاولــن‪ ،‬تطلــب فيهــا فســخ العقــد‬ ‫والتعويــض‪ ،‬اســتنادا ألحــكام املــادة (‪)177‬‬ ‫مــن القانــون املــدين العراقــي‪.‬‬

‫سوء التخطيط‪ ،‬يتمثل بإحالة آالف‬ ‫المشاريع في سنة مالية واحدة‪ ،‬من‬ ‫دون االكتراث بإمكانية إدامة واستمرار‬ ‫التنفيذ في السنوات الالحقة‪ ،‬وذلك كان‬ ‫السبب في توقف كثير من المشاريع‬ ‫بسبب تراجع اإليرادات‪ ،‬وانخفاض قيمة‬ ‫الموازنات المالية‪.‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫‪105‬‬

‫جفاف المصادر ام جفاف الضمائر‬ ‫يف يــوم االثنــن ‪ 20‬ترشيــن الثــاين ‪2023‬‬ ‫اجتاحــت تدفقــات امليــاه الهائلــة مناطــق‬ ‫واســعة مــن قضــاء بــدرة رشقــي محافظــة‬ ‫واســط‪ ،‬بعــد موجــة أمطــار غزيــرة عــى‬ ‫الحــدود الرشقيــة مــع إيــران‪ ،‬واتجهــت‬

‫يف تصريــح ملديــر عــام الدائــرة‬ ‫الفنيــة يف وزارة البيئــة صيــف‬ ‫‪ 2023‬قالــت إن «التنــوع اإلحيائــي‬ ‫يف كارثــة بيئيــة حقيقيــة بســبب‬ ‫قلــة مناســيب األنهــار واألهــوار‬ ‫واألراضــي الرطبــة»‪ ،‬منبهــة إىل أن‬ ‫«ذلــك تســبب بــردي نوعيــة املياه‪،‬‬ ‫وقلــة األوكســجني املــذاب‪ ،‬وزيــادة‬ ‫الرتاكيــز امللحيــة»‪ ،‬داعيــة وزارة‬ ‫املــوارد املائيــة إىل إيجــاد الحلــول‬ ‫الســريعة ألزمــة امليــاه‪.‬‬ ‫فيلي‬

‫فيلي‬

‫اقـتـصـــــاد‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫نحــو الســد الغاطــس ومنــه إىل حــوض گالل‬ ‫بــدرة‪ ،‬ووصلــت إىل هــور الشــويچة‪ ،‬فيــا‬ ‫يتوقــع الخــراء إنّ املوجــات القادمــة أكــر‪.‬‬ ‫ووردت موجــة مــن الســيول إىل گالل بــدرة‬ ‫عنــد الســاعة ‪ 4‬عــر ذلــك اليــوم‪ ،‬بكميــة‬

‫بلغــت ذروتهــا ‪ 30‬مــراً مكعبــاً؛ ووصلــت‬ ‫الســيول إىل األرايض الزراعيــة يف جصــان‪،‬‬ ‫وهــي مفيــدة ألغــراض الــري بحســب‬ ‫الجهــات املعنيــة‪ .‬املــاء تجــاوز الســد‬ ‫الغاطــس بحســب الصــور والفيديوهــات‬

‫الــواردة‪ ،‬وهــذا يعنــي تأمــن امليــاه‬ ‫للجــداول الواقعــة يف مقدمــة الســد‪ ،‬وهــو‬ ‫أمــر مهــم جــداً ألرايض وبســاتني بــدرة‪،‬‬ ‫عــى حــد وصــف متخصصــن‪.‬‬ ‫واوضــح املتخصصــون ان امليــاه التــي تعــر‬

‫الســد تُســتغل يف إرواء أرايض جصــان‪،‬‬ ‫والفائــض منهــا إىل منخفض الشــويچة‪ ،‬عل ً‬ ‫ام‬ ‫أن مثــل هــذه الكميــة ال تصــل الشــويچة‬ ‫وتتبــدد خــال مســارها بــن زرباطيــة‬ ‫وبــدرة وجصــان تبع ـاً لحاجــة األرايض لهــا‪،‬‬


‫‪2023‬‬ ‫تشرين الثاني | نوفمبر‬

‫فيلي‬ ‫اقـتـصـــــاد‬

‫وتبــدد امليــاه بســبب الســدود الصغــرة غــر‬ ‫الفعالــة‪.‬‬ ‫ويف ‪ 23‬ترشيــن الثــاين قــال مســؤول‬ ‫حكومــي يف محافظــة ديــاىل‪ ،‬أن موجــات‬ ‫الســيول الكبــرة املتدفقــة صــوب ديــاىل‬ ‫أنقــذت الخطــط الزراعيــة الشــتوية‬ ‫وعــززت الخزيــن املــايئ برغــم ضيــاع وهــدر‬ ‫كميــات كبــرة منهــا النعــدام وغيــاب‬ ‫الســدود التخزينيــة‪ ،‬وطالــب مديــر ناحيــة‬ ‫قزانيــة رشقــي ديــاىل يف حديــث ملجلــة‬ ‫«فيــي»‪ ،‬بـــالرشوع بإنشــاء ســدي (ترســاق)‬ ‫يف أطــراف قزانيــة و(وادي النفــط) يف‬ ‫أط ـراف منــديل لخــزن ميــاه الســيول التــي‬ ‫تهــدر كميــات كبــرة منهــا يف الصحــاري‬ ‫الفارغــة واملناطــق الحدوديــة بــن رشقــي‬ ‫ديــاىل وايــران وحــدود محافظــة واســط‪،‬‬ ‫عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫وكالعــادة فــان الجهــات املختصــة يف‬ ‫الــوزارات املعنيــة بقضايــا امليــاه مل تفكــر‬ ‫حتــى باســتغالل تدفقــات امليــاه الكبــرة‬ ‫وحفظهــا يف اماكــن خاصــة لغــرض‬ ‫االســتفادة منهــا يف اوقــات الشــحة‪ ،‬وبــرأي‬ ‫املتخصصــن فــان تلــك الجهــات لــن تفعــل‬ ‫شــيئا يف مواســم كــرة امليــاه وتكتفــي‬ ‫بالتفــرج‪ ،‬وتــرك امليــاه تتبــدد وتكتفــي‬ ‫بالشــكوى وطلــب التخصيصــات يف اوقــات‬ ‫الشــحة عاديــن ذلــك ازدواجيــة وفســاد‬ ‫اداري ومــايل مكشــوف‪ ،‬بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫يشــار اىل ان تدفقــات امليــاه الكبــرة تلــك‬ ‫مل تكــن االوىل اذ أعلنــت إدارة قضــاء بــدرة‬ ‫ايضــا‪ ،‬يف آذار ‪ 2017‬عــن تدفــق كميــات‬ ‫هائلــة مــن امليــاه مــن األرايض اإليرانيــة‪،‬‬ ‫وقــال مديــر ناحيــة شــيخ ســعد‪ ،‬يف‬ ‫حينهــا‪ ،‬أن تخزيــن ميــاه الســيول القادمــة‬ ‫مــن األرايض اإليرانيــة يكفــي لتأمــن‬ ‫الحاجــة مــن ميــاه دجلــة ويغنــي عنهــا‬ ‫لثــاث ســنوات‪ ،‬وفيــا شــدد عــى أهميــة‬ ‫التخطيــط الجيــد إلنشــاء ســدود عمالقــة يف‬ ‫املناطــق الحدوديــة‪ ،‬أنتقــد إنشــاء الســدود‬ ‫الصغــرة التــي رسعــان مــا تتحــول اىل نقمــة‬ ‫بــد ًال أن تكــون نعمــة‪ ،‬بحســب تعبــره‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪239‬‬ ‫الســنة التاسعة عشر‬

‫وذكــر املســؤول‪ ،‬أن «الســيول التــي تدفقت‬ ‫باتجــاه ناحيــة شــيخ ســعد وحدهــا عــى‬ ‫ســبيل املثــال يف عــام ‪ 2013‬بلغــت مليــار‬ ‫و‪ 200‬مــر مكعــب وهــذه الكميــة تســد‬ ‫متطلبــات الناحيــة مــن امليــاه لجميــع‬ ‫االســتعامالت وملــدة ثــاث ســنوات فيــا‬ ‫لــو جــرى تخزينهــا»‪.‬‬ ‫واشــار اىل أن «الكميــات الهائلــة مــن‬ ‫تلــك الســيول تذهــب هبــا ًء إىل الخليــج‬ ‫بعــد متريرهــا اىل نهــر دجلــة عــن طريــق‬ ‫ثالثــة مهــارب رئيســة هــي الجبــاب وأم‬ ‫الجــري والنشــامى فضــا عــن عــرات‬ ‫املهــارب االخــرى الصغــرة»‪ ،‬داعيـاً الجهــات‬ ‫املتخصصــة يف وزارة املــوارد املائيــة إىل‬ ‫وضــع دراســات اســراتيجية لتخزيــن ميــاه‬ ‫الســيول بإنشــاء ســدود وخزانــات كبــرة‬ ‫لخــزن تلــك الســيول واالســتفادة منهــا عنــد‬ ‫الحاجــة كــا فعلــت إيــران باالســتفادة‬ ‫مــن تلــك الســيول وأنشــأت عــدة ســدود‬ ‫وخزانــات عمالقــة يف املناطــق املحاذيــة‬ ‫للعــراق وملحافظــة واســط تحديــداً‪.‬‬ ‫ويلفــت اىل أن «إنشــاء الســدود الصغــرة‬ ‫كســد الشــهايب رشق ناحيــة شــيخ ســعد‬ ‫وســد الغاطــس يف بــدرة مل يكــن مدروس ـاً‬ ‫بشــكل علمــي صحيــح فهــذه الســدود‬ ‫صغــرة الحجــم وغــر مفيــدة بــل أحيانــاً‬ ‫تكــون نقمــة عندمــا تكــون كميات الســيول‬ ‫عاليــة وكبــرة ألنهــا تجتازهــا وتغمــر‬ ‫املناطــق القريبــة منهــا»‪ ،‬مطالب ـاً بـــرورة‬ ‫إعــداد دراســات علميــة صحيحــة إلنشــاء‬ ‫ســدود يف املناطــق الحدوديــة ومنهــا ناحيــة‬ ‫شــيخ ســعد لتخزيــن الكميــات الكبــرة‬ ‫مــن ميــاه الســيول التــي تكفينــا للموســم‬ ‫الشــتوي والصيفــي مــن دون الحاجــة اىل‬ ‫ميــاه دجلــة نهائيــاً‪ ،‬عــى حــد قولــه‪.‬‬ ‫وعــد املســؤول املحــي الســدود التــي‬ ‫أنشــأتها وزارة املــوارد املائيــة يف املنطقــة‬ ‫كالســدة الوتريــة وســدة الشــامري‪ ،‬ليســت‬ ‫محكمــة بشــكل جيــد وميكــن أن تنهــار يف‬ ‫أي لحظــة عنــد قــدوم موجــات فيضانيــة‬ ‫عاليــة مــا مل يتــم تدعيمهــا بالخرســانة أو‬

‫الجلمــود‪ ،‬بحســب قولــه‪.‬‬ ‫ومنــذ تلــك االوقــات وبرغــم مــرور‬ ‫الســنني‪ ،‬فانــه مل يجــر االلتفــات اىل هــذا‬ ‫االمــر الحاســم واملبــارشة بإنشــاء الســدود‬ ‫والخزانــات‪ ،‬وظــل الحديــث مكــررا يف كل‬ ‫صيــف عــن شــحة امليــاه؛ برغــم املــآيس‬ ‫املتعلقــة بعــدم الســيطرة عــى امليــاه‬ ‫وشــحتها وهــاك الزراعــة وتزايــد الهجــرة‬ ‫مــن االريــاف اىل املــدن‪ ،‬اذ كان املتحــدث‬ ‫باســم وزارة الهجــرة واملهجريــن قــد قال‪ ،‬يف‬ ‫ترصيــح صحفــي أن «الع ـراق شــهد هجــرة‬ ‫مــن الريــف إىل املدينــة منــذ أن رضب‬ ‫الجفــاف األرايض الزراعيــة‪ ،‬وقــد ســجلت‬ ‫يف الصيــف املــايض والحــايل (‪ )2023‬هجــرة‬ ‫أكــر مــن ســبعة آالف فــاح مــن الريــف إىل‬ ‫املــدن يف محافظاتهــم»‪.‬‬ ‫وبشــأن الحلــول يقــول ان «وزارة الهجــرة‬ ‫واملهجريــن بالتعــاون مــع وزاريت املــوارد‬

‫املائيــة والزراعــة تحــاول عــر تشــكيل لجنــة‬ ‫متخصصــة التقليــل مــن هــذه الظاهــرة عــر‬ ‫تقديــم الدعــم للفالحــن وإيجــاد حلــول‬ ‫ملعالجــة هــذا امللــف مــن خــال حفــر‬ ‫اآلبــار أو تأمــن حوضيــات امليــاه أو غريها»‪،‬‬ ‫وينتقــد املتخصصــون تلــك االجــراءات‬ ‫ويقولــون ان حفــر اآلبــار او اســتعامل‬ ‫حوضيــات امليــاه لــن يعــد عامــا حاســا‬ ‫يف تأمــن بقــاء املزارعــن يف مناطقهــم‪ ،‬وانــه‬ ‫يــرف االنتبــاه عــن العمــل الحقيقــي‬ ‫املطلــوب بإنشــاء الســدود الكبــرة وتخزيــن‬ ‫امليــاه‪.‬‬ ‫وبحســب باحثــن اقتصاديــن فــان الريــف‬ ‫العراقــي يعــاين من إهــال متعمــد وجفاف‬ ‫قــاس وقلــة دعــم‪ ،‬مشــرين اىل ان ذلــك‬ ‫ألقــى بثقلــه عــى أبنــاء املجتمــع الريفــي‬ ‫وأجربهــم عــى مغــادرة أراضيهــم وقراهــم‬ ‫للســكن يف املــدن أو األرايض الزراعيــة‬

‫القريبــة منهــا‪.‬‬ ‫تنــدد الســلطات العراقيــة بســدود‬ ‫وفيــا ّ‬ ‫تبنيهــا تركيــا وإيــران عــى نهــري دجلــة‬ ‫والفــرات‪ ،‬تتســبب بانخفــاض منســوب‬ ‫النهريــن وروافدهــا حينــا يصــان إىل‬ ‫العــراق‪ ،‬األرض التــي غذياهــا أللــوف‬ ‫الســنني‪ ،‬فانهــا ال تعمــل شــيئا للســيطرة‬ ‫عــى امليــاه حتــى يف موســم ســقوط‬ ‫االمطــار‪ ،‬عــى وفــق املتخصصــن‪.‬‬ ‫وبحســب املنظمــة الدوليــة للهجــرة‪ ،‬لغايــة‬ ‫منتصــف أيلــول ‪« 2023‬مــا تــزال هنــاك‬ ‫‪ 21798‬عائلـ ًة‪ ،‬أي ‪ 130788‬شــخصا نازحــن‬ ‫بســبب ظــروف الجفــاف يف ‪ 12‬محافظــة»‬ ‫يف وســط الع ـراق وجنوبــه‪.‬‬ ‫وتوضــح املنظمــة‪ ،‬أنّ ‪ 74%‬مــن النازحــن‬ ‫بســبب املنــاخ‪ ،‬يذهبــون إىل املــدن‪ .‬أمــا‬ ‫أبــرز املحافظــات التــي يطالهــا هــذا‬ ‫النــزوح فهــي ذي قــار وميســان والديوانيــة‬

‫‪107‬‬

‫ويتحــدث معــاون محافــظ ذي‬ ‫واملثنــى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قــار لشــؤون التخطيــط عــن «هجــرة‬ ‫داخليــة» ســببها «الجفــاف وعــدم توفــر‬ ‫كميــات كافيــة مــن امليــاه»؛ والغريــب يف‬ ‫االمــر ان تلــك املحافظــات هــي زراعيــة‬ ‫يف االســاس وتخرتقهــا االنهــار وتفرعاتهــا؛‬ ‫ويتســاءل املراقبــون هنــا‪ :‬هــل ان املســألة‬ ‫تتعلــق بجفــاف مصــادر امليــاه والــروات ام‬ ‫جفــاف الضامئــر؟!‬


‫''‬

‫ً‬ ‫حامال آمال وطموحات الطامحين الى الوصول للغايات التي يتناحر من اجلها‬ ‫موسم االنتخابات يعود مجددا‪،‬‬ ‫ل خلف ستار فكره الموروث المشبع بالعقد التاريخية والنفسية‬ ‫المتناحرون‪ ،‬جاءوا معبئين متمترسين ك ٌ‬ ‫والقومية والعقائدية‪..‬‬ ‫ليسوا هؤالء من يعنينا هنا بل يعنينا المشهد المضحك النكباب الدولة بكل اجهزتها ومفاصلها من اجل‬ ‫«توفير» البطاقة االنتخابية «للناخب» الكريم العزيز ‪ ..‬فهم على استعداد ان يزوروا بيوت العراقيين بيت ًا بيتا‬ ‫لغرض انجاز اصدار البطاقة الموعودة ‪ ..‬فلماذا ياترى اليستطيعون القيام بهذا الجهد المبارك للمتقاعدين‬ ‫مثال ‪ ،‬أو للمواطن المبتلى الذي يفكر بالحصول على البطاقة الموحدة او جواز السفر؟؟ ‪ ..‬سؤال بريء النعلم‬ ‫من يمكنه ان يجيبنا عليه‪ ...‬نعم الجواب يعلمه كل العراقيين ‪ ..‬فمتى نتعض ؟!‪..‬‬

‫مدير التحرير‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.