العـدد "مـئتـــان وستة وخمسون" من مجلة فيلي

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪www.shafaq.com‬‬

‫‪256‬‬

‫السنـة الحادية والعشــرون‬ ‫نيسان ‪ /‬أبريل ‪2025‬‬

‫الذكرى الخامسة واالربعون‪..‬‬

‫حني تصبح الهوية إبادة جماعية‬

‫الكورد الفيليون ‪ ..‬والحاجة‬ ‫لمكتبة ‪14‬‬ ‫الكترونية خاصة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪16‬‬

‫اقرأ في العدد ايض ًا‬

‫كلمــــة العدد‬

‫إلغاء “ذكرى اإلبادة الجماعية‬ ‫للفيليين”!‬

‫الفيلية ‪ ..‬بين الذاكرة والحيف‬ ‫في ذكرى الهجرة واإلبادة‬

‫في ذكرى الفاجـعــة‬ ‫زوايا النظر في ابادة الكورد الفيليين‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪22‬‬

‫‪ 22‬عاماً على سقوط صدام حسين‪..‬‬ ‫ألغام البصرة وكيمياوي حلبجة شاخصة لليوم‬

‫‪54‬‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪256‬‬

‫السـنـة الحادية والعشــــرون‬ ‫نيسان ‪ /‬أبريل ‪2025‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪78‬‬

‫بينها زواج األقارب‪..‬‬

‫ارتفاع معدل الجريمة لهذه األسباب‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬

‫خطر أزمة مالية يحدق بالعراق‪..‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫‪93‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬ ‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫رقم االعتماد في نقابة الصحفيين العراقيين ‪2016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪104‬‬

‫ليل بغداد بال عطره‪..‬‬

‫غبار اإلسمنت يخطف النبتة المقدسة‬

‫ف ــي ظ ــل األزم ــات املالي ــة واإلداري ــة املتفاقم ــة‪ ،‬وانتش ــار الفس ــاد‬ ‫داخ ــل املؤسس ــات املعني ــة‪ ،‬يب ــرز تس ــاؤل‪ :‬ه ــل ال ي ـزال هن ــاك أم ــل‬ ‫ف ــي تحس ــين أوض ــاع الك ــورد الفيليي ــن رغ ــم محدودي ــة مطالبه ــم؟‬ ‫إن دعــم هــذه القضيــة يتطلــب حضــو ًرا فاعـ ًـا مــن األطـراف السياســية‬ ‫والحكومي ــة‪ ،‬الت ــي وإن ل ــم ت ــو ِل املوض ــوع االهتم ــام الكاف ــي ف ــي املا�ض ــي‪،‬‬ ‫ال ت ـزال تمل ــك الق ــدرة عل ــى املش ــاركة الفاعل ــة ف ــي وض ــع حل ــول عملي ــة‪.‬‬ ‫ُتع ــد أنش ــطة ش ــهر نيس ــان م ــن املناقش ــات واالحتف ــاالت الرس ــمية‬ ‫الوحي ــدة رغ ــم محدوديته ــا حي ــث واجه ــت العدي ــد م ــن التقلب ــات‬ ‫ـارة‬ ‫خ ــال الس ــنوات األخي ــرة؛ فق ــد أس ــفرت ه ــذه العملي ــة ت ـ ً‬ ‫ع ــن ق ـرارات وأح ــداث إيجابي ــة‪ ،‬وأحيان ـ ًـا أخ ــرى ع ــن ظواه ــر‬ ‫متفاوت ــة‪ ،‬م ــا يؤك ــد تعقي ــد ه ــذا املس ــار ال ــذي يتطل ــب التعام ــل م ــع‬ ‫الس ــلطات والح ــركات السياس ــية واملؤسس ــات القانوني ــة والهيئ ــات‬ ‫التنفيذي ــة‪ ،‬ف ــي محاول ــة للتخفي ــف م ــن آالم ه ــذه الكارث ــة ومخلفاته ــا‪.‬‬ ‫ـدا ملحوظ ـ ًـا ف ــي إحي ــاء ذك ــرى‬ ‫وق ــد ش ــهدت الس ــنوات األخي ــرة تصاع ـ ً‬ ‫املأس ــاة بفض ــل دور األط ـراف القومي ــة واملذهبي ــة‪ ،‬إل ــى جان ــب‬ ‫ـوذا داخ ــل دوائ ــر‬ ‫جه ــود املخلصي ــن‪ ،‬س ــواء مم ــن يمتلك ــون نف ـ ً‬ ‫الس ــلطة أو م ــن املتطوعي ــن الذي ــن س ــعوا بحس ــب إمكاناته ــم‪.‬‬ ‫وال ينبغ ــي إغف ــال أس ــماء ه ــؤالء عن ــد اس ــتذكار ه ــذه املناس ــبة‪.‬‬ ‫م ــرت عملي ــة إحي ــاء الذك ــرى بمحط ــات متع ــددة من ــذ ع ــام ‪ ،2004‬م ــع‬ ‫مشــاركة جماهيريــة ورســمية تفاوتــت بيــن الحضــور الواســع والخجــول‪.‬‬ ‫ـددا ال ب ــأس‬ ‫الي ــوم‪ ،‬يض ــم املش ــهد السيا�س ــي والبرملان ــي والحكوم ــي ع ـ ً‬ ‫ـتنادا إل ــى درج ــة‬ ‫ب ــه م ــن الش ــخصيات الفيلي ــة‪ ،‬الذي ــن بإمكانه ــم‪ ،‬اس ـ ً‬ ‫اهتمامه ــم وإحساس ــهم باملس ــؤولية‪ ،‬اإلس ــهام ف ــي تعزي ــز ه ــذه الذك ــرى‬ ‫وترس ــيخها كإح ــدى املناس ــبات الوطني ــة الكب ــرى‪ ،‬وأكثره ــا تأثي ـ ًرا ف ــي‬ ‫التعري ــف بجرائ ــم اإلب ــادة الجماعي ــة املرتكب ــة ف ــي الع ـراق‪ .‬وال ش ــك أن‬ ‫بذلنــا للجهــود الفرديــة والجماعيــة‪ ،‬إلــى جانــب الدعــم الحكومــي الجــاد‪،‬‬ ‫كامال‬ ‫من شــأنه أن يســاهم في فضح هذه الجرائم التي اســتهدفت شـ ً‬ ‫ـعبا ً‬ ‫ومح ــو آثاره ــا‪ ،‬وتعوي ــض األض ـرار الت ــي خلفه ــا النظ ــام البعث ــي البائ ــد‪.‬‬ ‫ورغ ــم تأس ــيس عش ـرات املنظم ــات االجتماعي ــة والسياس ــية الفيلي ــة‪،‬‬ ‫إال أنه ــا‪ ،‬ألس ــباب ش ــتى‪ ،‬ل ــم تتمك ــن حت ــى اآلن م ــن توحي ــد جهوده ــا‬ ‫ف ــي أنش ــطة جماعي ــة فاعل ــة‪ .‬وم ــع ذل ــك‪ ،‬يمك ــن الق ــول بتقيي ــم‬ ‫ع ــادل إن االلت ـزام القوم ــي م ــا ي ـزال يمث ــل نقط ــة ض ــوء تب ــرر ش ــرعية‬ ‫اعتراض ــات الفيليي ــن‪ ،‬ف ــي وق ــت تعت ــرف في ــه الق ــوى السياس ــية‬ ‫الش ــيعية وب ــل ّ‬ ‫تحرمه ــا وف ــق أدبياته ــا ب ــأن تهجي ــر الفيليي ــن وإبادته ــم‬ ‫يمث ــان جريم ــة ال تس ــقط بالتق ــادم‪ .‬وم ــن هن ــا‪ ،‬ف ــإن الحدي ــث ع ــن‬ ‫إلغ ــاء ه ــذه املذبح ــة أو س ــمها م ــا ش ــئت أم ــر غي ــر وارد إطالق ـ ًـا‪.‬‬ ‫ـتنادا إل ــى ه ــذا الوع ــي‪ ،‬تب ــرز ض ــرورة مضاعف ــة الجه ــود لحماي ــة‬ ‫اس ـ ً‬ ‫الحق ــوق املادي ــة واملعنوي ــة للناجي ــن م ــن اإلب ــادة‪ ،‬الذي ــن تج ــاوز ع ــدد‬ ‫ألفا‪.‬‬ ‫ضحاياه ــم املس ــجلين ف ــي مؤسس ــة الش ــهداء ‪ً 16‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫‪4‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪5‬‬

‫استشهد بحنكة نيجيرفان بارزاني‪..‬‬

‫تقرير يتناول اهتمام‬ ‫الكورد بالسالم اإلقليمي‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫اقتبست صحيفة "ناشيونال" مقولة لرئيس إقليم‬ ‫مؤخرا إن‬ ‫كوردستان‪ ،‬نيجيرفان بارزاني‪ ،‬قال فيها‬ ‫ً‬ ‫"قوة السالم أعظم من قوة كل الحروب"‪ ،‬لتشيرإلى أن‬ ‫الديناميكيات املتغيرة والتحوالت السريعة واالضطرابات‬ ‫في الشرق األوسط‪ ،‬تركت بصماتها على دورالكورد‬ ‫وطموحاتهم في املنطقة‪ ،‬والتي تبدلت حيث صارسعيهم هو‬ ‫الحفاظ على السالم الذي يملكونه‪.‬‬

‫وأوض ــح تقري ــر الصحيف ــة الص ــادرة‬ ‫باإلنجليزي ــة ف ــي أبوظب ــي‪ ،‬ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن ــه ف ــي ظ ــل انتش ــارالك ــورد ف ــي دول‬ ‫رئيس ــة ف ــي الع ــراق وس ــوريا وتركي ــا و إي ــران‪،‬‬ ‫ف ــإن التغيي ــرات األخي ــرة ف ــي املنطق ــة‪ ،‬حول ــت‬ ‫حلــم االســتقالل الكــوردي إلــى حلــم الســام‪،‬‬ ‫حي ــث تضمن ــت الرس ــائل الت ــي أطلقه ــا‬ ‫مس ــؤولون ك ــورد م ــن الع ــراق وس ــوريا‬ ‫خ ــال الش ــهور األخي ــرة‪ ،‬الدع ــوات إل ــى من ــع‬ ‫الصراعــات وصــون الســام للحفــاظ علــى مــا‬ ‫ه ــو لديه ــم‪.‬‬ ‫وذكــرالتقريــر‪ ،‬بــأن نيجيرفــان بارزانــي‪ ،‬أعلــن‬ ‫خ ــال منت ــدى الس ــليمانية قب ــل أي ــام‪ ،‬أن‬

‫"قــوة الســام أعظــم مــن قــوة كل الحــروب"‪،‬‬ ‫ـعورا يب ــدو أن ــه مش ــترك بي ــن كل‬ ‫ـرددا ش ـ ً‬ ‫مـ ً‬ ‫األطي ــاف السياس ــية الكوردي ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن م ــا حف ــز عل ــى ه ــذا‬ ‫التغيي ــر ه ــو انهي ــار نظ ــام األس ــد ف ــي س ــوريا ف ــي‬ ‫نهايــة العــام املا�ضــي‪ ،‬وجهــود الحكــم الجديــد‬ ‫ف ــي دمش ــق‪ ،‬م ــع وض ــع الحك ــم الذات ــي ال ــذي‬ ‫أسس ــته املناط ــق الكوردي ــة ف ــي ش ــمال ش ــرق‬ ‫س ــوريا خ ــال أكث ــر م ــن عق ــد م ــن الح ــرب‪.‬‬ ‫واعتب ــر التقري ــر‪ ،‬أن ــه ف ــي ظ ــل الح ــروب‬ ‫الدائــرة‪ ،‬وفــي ظــل الــدول التــي قمعــت حــركات‬ ‫االس ــتقالل طوي ـ ًـا‪ ،‬فأن ــه يب ــدو أن الك ــورد‬ ‫ف ــي الع ــراق ق ــد تبن ــوا نهج ـ ًـا أكث ــر براغماتي ــة‬

‫ف ــي مس ــاعيهم لترس ــيخ مكانته ــم كوس ــطاء‬ ‫للس ــام‪ ،‬لكنه ــم برغ ــم ذل ــك يواجه ــون‬ ‫تحدي ــات داخلي ــة‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر‪ ،‬إل ــى أن الك ــورد ف ــي الع ــراق‬ ‫قدم ــوا املس ــاعدة ألبن ــاء عمومته ــم ف ــي س ــوريا‬ ‫مــن أجــل حمايــة اســتقالليتهم فــي ظــل الحكــم‬ ‫الجديــد‪ ،‬كمــا رحبــوا بتحــركات حــزب العمــال‬ ‫الكوردس ــتاني للب ــدء بعملي ــة الس ــام م ــع‬ ‫تركي ــا‪.‬‬

‫إقليم كوردستان‬ ‫وبعدم ــا ق ــال التقري ــر إن الك ــورد ف ــي‬ ‫الع ــراق تمتع ــوا ط ــوال ‪ 3‬عق ــود بحك ــم‬ ‫ذات ــي واس ــتفادوا من ــه م ــن أج ــل صياغ ــة‬ ‫مس ــارهم السيا�س ــي واالقتص ــادي الخ ــاص‬ ‫حي ــث أقام ــوا عالقاته ــم وش ــكلوا حكومته ــم‬ ‫الخاص ــة‪ ،‬عل ــى عك ــس الك ــورد ف ــي األماك ــن‬ ‫األخ ــرى‪ ،‬أش ــار إل ــى أن ــه بينم ــا كان ــت بقي ــة‬ ‫مناط ــق الع ــراق غارق ــة ف ــي الص ــراع‪ ،‬ف ــإن‬

‫إقلي ــم كوردس ــتان بق ــي ف ــي املقاب ــل بمثاب ــة‬ ‫من ــارة للس ــام‪ ،‬لدرج ــة أن االس ــتقالل ظه ــر‬ ‫وكأنــه قابــل للتحقــق إلــى أن تســبب اســتفتاء‬ ‫االس ــتقالل ف ــي ع ــام ‪ 2017‬م ــن خ ــال رد‬ ‫الفعــل إقليميـ ًـا عليــه‪ ،‬فــي تهشــيم هــذا الحلــم‪.‬‬ ‫وبينم ــا أش ــار التقري ــر‪ ،‬إل ــى أن الح ــزب‬ ‫الديمقراط ــي الكوردس ــتاني واالتح ــاد‬ ‫الوطن ــي الكوردس ــتاني كان ــا عل ــى خ ــاف ف ــي‬ ‫الس ــنوات األخي ــرة‪ ،‬ق ــال إن ــه برغ ــم انتخاب ــات‬

‫اإلقلي ــم ف ــي ‪ 20‬أكتوبر‪/‬تش ــرين األول‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬إال أن األح ــزاب ف ــي اإلقلي ــم ل ــم‬ ‫تتوص ــل حت ــى اآلن إل ــى تو اف ــق ح ــول تش ــكيل‬ ‫حكوم ــة‪ ،‬وه ــو مــا يثيــراملخــاوف مــن احتم ــال‬ ‫فش ــلها ف ــي ذل ــك قب ــل االنتخاب ــات البرملاني ــة‬ ‫العر اقي ــة ف ــي ‪ 11‬نوفمبر‪/‬تش ــرين الثان ــي‪،‬‬ ‫مذك ـ ًـرا ب ــأن الرئي ــس بارزان ــي ح ــث الح ــزب‬ ‫الديمقراطــي الكوردســتاني واالتحــاد الوطنــي‬ ‫الكوردس ــتاني عل ــى "تس ــريع" خط ــوات‬

‫‪6‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪7‬‬

‫استشهد بحنكة نيجيرفان بارزاني‪ ..‬تقرير يتناول اهتمام الكورد بالسالم اإلقليمي‬

‫الرئيس بارزانى‪:‬‬ ‫" التطورات في تركيا‬ ‫الهادفة إلى تعزيز السالم‬ ‫تمثل فرصة تاريخية‬ ‫مهمة‪ ،‬ونحن نؤيد‬ ‫وندعم هذه الجهود‬ ‫بكل إخالص"‪ ،‬وإنه من‬ ‫خالل السالم‪ ،‬سيتعزز دور‬ ‫كوردستان في المنطقة‬ ‫بشكل كبير "‪..‬‬

‫تش ــكيل الحكوم ــة‪.‬‬ ‫وفــي حيــن قــال التقريــرإن الحزبيــن الرئيســيين‬ ‫عق ــدا محادث ــات عل ــى هام ــش منت ــدى‬ ‫الســليمانية لــم يكشــف عــن تفاصيلهــا‪ ،‬تابــع‬ ‫قائ ـ ًـا إن ــه برغ ــم صراعات ــه الداخلي ــة‪ ،‬ف ــإن‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان مصم ــم عل ــى املس ــاعدة‬ ‫ف ــي تمهي ــد الطري ــق نح ــو الس ــام‪ ،‬مذك ـ ًـرا بم ــا‬ ‫قال ــه رئي ــس وزراء اإلقلي ــم مس ــرور بارزان ــي‬ ‫بأن ــه "إذا تمكن ــا م ــن لع ــب دور فع ــال ف ــي‬ ‫التوســط بيــن األطــراف املتورطــة فــي األعمــال‬ ‫العدائي ــة اإلقليمي ــة وتعزي ــز أم ــن املنطق ــة‪،‬‬ ‫فس ــيكون ذل ــك مس ــاهمة إيجابي ــة"‪ ،‬بينم ــا‬ ‫ق ــال نيجيرف ــان بارزان ــي إن "الك ــورد وش ــعب‬ ‫كوردس ــتان مس ــاملون بطبيعته ــم‪ ،‬وكلم ــا‬ ‫ظه ــربصي ــص م ــن الس ــام‪ ،‬اس ــتقبله ش ــعب‬ ‫كوردس ــتان بتف ــاؤل"‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر‪ ،‬أن نيجيرف ــان بارزان ــي‪ ،‬كان‬

‫يشــيرإلــى التطــورات فــي ســوريا وتركيــا‪ ،‬عندمــا‬ ‫ق ــال إن مح ــاوالت مح ــو الك ــورد ف ــي املا�ض ــي‬ ‫ب ــاءت بالفش ــل‪ ،‬ول ــم تلح ــق س ــوى الض ــرر‬ ‫باملنطق ــة ككل‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن "الق ــرن املا�ض ــي‬ ‫بره ــن بش ــكل مؤك ــد عل ــى أن تجاه ــل حق ــوق‬ ‫الك ــورد وش ــعب كوردس ــتان ورفضه ــا أدى‬ ‫إل ــى اس ــتمرار الص ــراع والفو�ض ــى والدم ــار‬ ‫واملعان ــاة والرك ــود ف ــي املنطق ــة"‪.‬‬ ‫وبينم ــا لف ــت التقري ــر إل ــى أن نم ــوذج الحك ــم‬ ‫الذات ــي ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬يعتب ــر ناجح ـ ًـا‬ ‫م ــن خ ــال تحقي ــق قادت ــه الت ــوازن ف ــي‬ ‫عالقاتهــم مــع بغــداد و إيــران وتركيا والواليات‬ ‫املتح ــدة‪ ،‬نق ــل ع ــن وزي ــر داخلي ــة اإلقلي ــم‪،‬‬ ‫ريب ــر أحم ــد‪ ،‬قول ــه "نح ــن م ــن أب ــرز الش ــركاء‬ ‫ف ــي الش ــرق األوس ــط"‪ ،‬مضيف ـ ًـا "علين ــا أن‬ ‫نتح ــدث ع ــن ت ــوازن القومي ــات الت ــي تعي ــش‬ ‫هن ــا‪ ،‬وم ــن وجه ــة نظ ــركوردي ــة‪ ،‬فأن ــه يتحت ــم‬

‫علين ــا أن نهت ــم بمس ــتقبل كل املكون ــات ف ــي‬ ‫ـيرا بذل ــك إل ــى فك ــرة‬ ‫الش ــرق األوس ــط"‪ ،‬مش ـ ً‬ ‫إمكاني ــة تمثي ــل الك ــورد ف ــي أماك ــن أخ ــرى م ــع‬ ‫ظه ــور ف ــرص الس ــام‪.‬‬ ‫دعوة أوجالن‬ ‫وبع ــد اإلش ــارة إل ــى قضي ــة الك ــورد ف ــي تركي ــا‬ ‫ودع ــوة زعي ــم ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‪،‬‬ ‫عب ــدهللا أوج ــان‪ ،‬نق ــل التقري ــر ع ــن الرئي ــس‬ ‫نيجيررف ــان بارزان ــي قول ــه إن "التط ــورات‬ ‫ف ــي تركي ــا الهادف ــة إل ــى تعزي ــز الس ــام تمث ــل‬ ‫فرص ــة تاريخي ــة مهم ــة‪ ،‬ونح ــن نؤي ــد وندع ــم‬ ‫هــذه الجهــود بــكل إخــاص"‪ ،‬و إنــه مــن خــال‬ ‫الســام‪ ،‬ســيتعززدوركوردســتان فــي املنطقــة‬ ‫بش ــكل كبي ــر"‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن الرئيس ــة املش ــاركة‬ ‫للش ــؤون الخارجي ــة ف ــي الجن ــاح السيا�س ــي‬ ‫لق ــوات س ــوريا الديمقراطي ــة‪ ،‬إله ــام‬

‫أحم ــد‪ ،‬قوله ــا إن "مب ــادرة أوج ــان الق ــت‬ ‫ترحيب ـ ًـا قوي ـ ًـا م ــن جانبن ــا‪ ،‬ألن ــه ط ــوال ه ــذه‬ ‫الس ــنوات‪ ،‬كان س ــبب هج ــوم تركي ــا علين ــا‬ ‫ف ــي الش ــمال الش ــرقي مرتبط ـ ًـا بح ــزب العم ــال‬ ‫الكوردس ــتاني"‪ ،‬مضيف ــة أن عملي ــة الس ــام‬ ‫الخاص ــة بق ــوات س ــوريا الديمقراطي ــة م ــع‬ ‫تركي ــا‪ ،‬قضي ــة منفصل ــة‪.‬‬ ‫كورد سوريا‬ ‫وتاب ــع التقري ــر‪ ،‬أن أولوي ــة الك ــورد ف ــي س ــوريا‬ ‫حاليا في ضمان حقوقهم في الدســتور‬ ‫تتمثل‬ ‫ً‬ ‫واإلط ــار السيا�س ــي الجديدي ــن‪ ،‬مذك ـ ًـرا‬ ‫بتصري ــح مس ــرور بارزان ــي‪ ،‬بأن ــه "بإم ــكان‬ ‫إخواننــا وأخواتنــا فــي ســوريا االســتفادة مــن‬ ‫ـيرا إل ــى أن‬ ‫تجرب ــة إقلي ــم كوردس ــتان"‪ ،‬مش ـ ً‬ ‫تســوية القضيــة الكورديــة فــي ســوريا "ليســت‬ ‫س ــهلة‪ ،‬إال أن إقلي ــم كوردس ــتان مس ــتعد‬ ‫لتقدي ــم الدع ــم ف ــي ه ــذا املج ــال"‪.‬‬

‫وف ــي حي ــن أش ــار التقري ــر إل ــى أن الرئي ــس‬ ‫الســوري‪ ،‬أحمــد الشــرع‪ ،‬وقائــد قــوات ســوريا‬ ‫الديمقراطيــة‪ ،‬مظلــوم عبــدي‪ ،‬وقعــا اتفاقيــة‬ ‫مؤخـ ًـرا لدمــج القــوات فــي مؤسســات الدولــة‪،‬‬ ‫نق ــل ع ــن إله ــام أحم ــد قوله ــا‪ ،‬إن االتفاقي ــة‬ ‫"تاريخي ــة"‪ ،‬لكنه ــا أعرب ــت ع ــن أس ــفها لع ــدم‬ ‫تمثيــل الكــورد فــي الدســتوراملؤقــت‪ ،‬قائلــة إن‬ ‫هنــاك "خطوطـ ًـا حمــراء" عندمــا يتعلــق األمــر‬ ‫بالدس ــتور وأنه ــم اقترح ــوا تغيي ــر اس ــم الب ــاد‬ ‫إل ــى الجمهوري ــة الس ــورية إلزال ــة ال ــدالالت‬ ‫"العنصريــة" املرتبطــة باســمها الحالــي الــذي‬ ‫يتجاه ــل وج ــود جماع ــات عرقي ــة أخ ــرى‪.‬‬ ‫وأض ــاف التقري ــر‪ ،‬أن املطل ــب األسا�س ــي‬ ‫املتعلــق بالدســتور‪ ،‬والــذي اتفــق عليــه حــزب‬ ‫االتح ــاد الديمقراط ــي الحاك ــم واملجل ــس‬ ‫الوطن ــي الك ــوردي املع ــارض‪ ،‬ه ــو مس ــألة‬ ‫الفيدرالي ــة والالمركزي ــة‪ ،‬ونق ــل ع ــن إله ــام‬

‫أحم ــد قوله ــا‪" :‬م ــا نقترح ــه اآلن… لدين ــا‬ ‫س ــنوات م ــن العم ــل عل ــى اإلدارة الذاتي ــة…‬ ‫نقت ــرح تطبي ــق ه ــذا النم ــوذج ف ــي مناط ــق‬ ‫أخ ــرى"‪ ،‬ف ــي إش ــارة إل ــى مناط ــق أخ ــرى مث ــل‬ ‫درع ــا وإدل ــب والس ــويداء حي ــث ت ــم تطبي ــق‬ ‫ق ــدر م ــن اإلدارة الذاتي ــة‪ ،‬مضيف ــة "س ــنؤكد‬ ‫عل ــى ذل ــك… حي ــث ال ينبغ ــي أن يقتص ــر ه ــذا‬ ‫النم ــوذج عل ــى الش ــمال الش ــرقي‪ ،‬ب ــل ينبغ ــي‬ ‫أن يك ــون نموذج ـ ًـا لس ــوريا بأكمله ــا"‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر‪ ،‬ع ــن إله ــام أحم ــد قوله ــا‪ ،‬إن‬ ‫الكــورد فــي ســوريا ال يســعون إلــى االســتقالل‪،‬‬ ‫مش ــيرة إل ــى أن الالمركزي ــة س ــتؤدي إل ــى مزي ــد‬ ‫م ــن ع ــدم االس ــتقرار والص ــراع‪ ،‬مذك ـ ًـرا ب ــأن‬ ‫الرئي ــس نيجيرف ــان بارزان ــي‪ ،‬ق ــال إن ــه "م ــن‬ ‫خ ــال الس ــام‪ ،‬س ــيتعزز دور كوردس ــتان ف ــي‬ ‫املنطق ــة بش ــكل كبي ــر"‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬

‫‪8‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪9‬‬

‫ارتقاء حلبجة ‪..‬‬

‫يفتح شهية أقضية عراقية‬ ‫لتحويلها إلى محافظات جديدة‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫فتح تصويت البرملان العراقي على استحداث محافظة حلبجة‪ ،‬شهية‬ ‫أيضا‪ ،‬معززة تلك‬ ‫عدد من األقضية لتحوليها إلى محافظات جديدة ً‬ ‫الطموح بمطالبات جهات سياسية وكتل نيابية‪ ،‬وسط تحذيرات من‬ ‫هذه التجزئة واالنشطارات التي قد تؤدي إلى تعقيد باملشهد السيا�سي‬ ‫و انعكاسات سلبية على االقتصاد والهيكلية اإلدارية للدولة العر اقية‪.‬‬

‫وص ــوت مجل ــس الن ــواب العراق ــي‪ ،‬عل ــى‬ ‫اســتحداث محافظــة حلبجــة لتكــون املحافظــة‬ ‫رق ــم ‪ 19‬ف ــي الع ـراق‪ ،‬وذل ــك بع ــد س ــنوات م ــن‬ ‫ـميا للبرمل ــان العراق ــي‬ ‫التأجي ــل بط ــرح املل ــف رس ـ ً‬ ‫بس ــبب خالف ــات سياس ــية‪.‬‬ ‫ويع ــود طل ــب اس ــتحداث محافظ ــة حلبج ــة‬ ‫إل ــى ع ــام ‪ ،2013‬عندم ــا اقترح ــت حكوم ــة‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان بض ــرورة أن تك ــون حلبج ــة‬ ‫محافظــة‪ ،‬وتضــم تحــت لوائهــا قضــاء شــهرزور‬ ‫وبنجوي ــن وس ــيد ص ــادق وبع ــض املناط ــق‬ ‫األخ ــرى‪ ،‬لك ــن ت ــم تأجي ــل ه ــذا املل ــف‪ ،‬بحس ــب‬ ‫‏الكات ــب والباح ــث السيا�س ــي‪ ،‬عم ــر الناص ــر‪.‬‬ ‫ويع ــزو الناص ــر خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ه ــذا التأجي ــل ال ــذي اس ــتمر لس ــنوات‪ ،‬إل ــى‬ ‫"وجــود خالفــات سياســية مــع املركــز فــي حينهــا‪،‬‬ ‫ورف ــض أكث ــر م ــن ‪ 25‬نائب ـ ًـا له ــذا املس ــعى‪ ،‬راف ــق‬ ‫ذل ــك معارض ــة عربي ــة وتركماني ــة ل ــه‪ ،‬وبع ــد‬ ‫التصوي ــت عل ــى اس ــتحداثها فس ــرها البع ــض‬ ‫عل ــى أنه ــا عملي ــة انتخابي ــة"‪.‬‬ ‫ويوضــح‪ ،‬أن "فــي الوقــت الحالــي‪ ،‬الجميــع ينظــر‬ ‫إل ــى املكتس ــبات االنتخابي ــة‪ ،‬خصوص ـ ًـا وأن‬ ‫الفتــرة مــا قبــل االنتخابــات تشــهد تحــرك عجلــة‬ ‫كس ــب األص ــوات االنتخابي ــة بأق�ص ــى طاقته ــا‬ ‫اإلنتاجي ــة‪ ،‬لذل ــك البع ــض يفس ــر اس ــتحداث‬ ‫حلبج ــة عم ــل انتخاب ــي‪ ،‬لك ــن ه ــذا م ــا ال يدل ــل‬

‫علي ــه الواق ــع"‪.‬‬ ‫وفــي خضــم هــذه األجــواء‪ ،‬يضيــف الناصــر‪ ،‬أن‬ ‫"البع ــض ب ــدأ يطال ــب بتحوي ــل أقضي ــة أخ ــرى‬ ‫مث ــل (تلعف ــر‪ ،‬وطوزخورمات ــو‪ ،‬وس ــهل نين ــوى‪،‬‬ ‫والف ــاو) وغيره ــا إل ــى محافظ ــات‪ ،‬لك ــن ه ــذا ق ــد‬ ‫ي ــؤدي إل ــى تعقي ــد باملش ــهد السيا�س ــي‪ ،‬وربم ــا‬ ‫يس ــتغل بطريق ــة غي ــر مباش ــرة م ــن أج ــل أن‬ ‫ُ‬ ‫تك ــون التجزئ ــة واق ــع ح ــال ف ــي الع ـراق‪ ،‬س ــيما‬ ‫وأن تجزئــة املج ـزأ هــو جــزء مــن فلســفة بعــض‬ ‫األجن ــدات"‪.‬‬ ‫ويترت ــب عل ــى انفت ــاح ش ــهية األقضي ــة األخ ــرى‬ ‫لتحويله ــا إل ــى محافظ ــات جدي ــدة‪" ،‬تغيي ــر‬ ‫الهيكلي ــة اإلداري ــة للدول ــة العراقي ــة وش ــكل‬ ‫املوازن ــات املقبل ــة‪ ،‬وكذل ــك املؤسس ــات‬ ‫والدرج ــات الوظيفي ــة‪ ،‬م ــا س ــوف يش ــكل عبئ ـ ًـا‬ ‫مالي ـ ًـا عل ــى أق ــل تقدي ــر ف ــي الوق ــت الحاض ــر"‪،‬‬ ‫وف ــق املحل ــل السيا�س ــي‪ ،‬عائ ــد الهالل ــي‪.‬‬ ‫ويؤكــد الهاللــي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "االنفتــاح علــى‬ ‫باق ــي األقضي ــة لتحويله ــا إل ــى محافظ ــات غي ــر‬ ‫صحي ــح‪ ،‬خصوص ـ ًـا وأن هن ــاك أقضي ــة قديم ــة‬ ‫كثي ــرة مث ــل (تلعف ــر‪ ،‬وس ــنجار‪ ،‬والفلوج ــة‪،‬‬ ‫والزبي ــر‪ ،‬والش ــطرة‪ ،‬وس ــوق الش ــيوخ)‪ ،‬الت ــي‬ ‫تمت ــد عل ــى مس ــاحات واس ــعة وله ــا تأثي ــر ف ــي‬ ‫الش ــارع العراق ــي سياس ـ ًـيا واقتصادي ـ ًـا وإداري ـ ًـا‪،‬‬ ‫وتطم ــح لالرتق ــاء إداري ـ ًـا ش ــأنها ش ــأن حلبج ــة"‪.‬‬

‫ويح ــذر‪ ،‬أن "تحوي ــل األقضي ــة إل ــى محافظ ــات‬ ‫لــه انعكاســات ســلبية علــى االقتصــاد والهيكليــة‬ ‫اإلداري ــة للدول ــة العراقي ــة‪ ،‬لذل ــك يحت ــاج ه ــذا‬ ‫األم ــر إل ــى دراس ــات معمق ــة وموازن ــات ضخم ــة‬ ‫وهيــاكل إداريــة‪ ،‬وإن حصلــت هــذه االنشــطارات‬ ‫فهــذا يتطلــب وضــع رؤيــة جديــدة إلدارة الدولــة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬م ــا يتطل ــب التفكي ــر بعم ــق وع ــدم‬ ‫تغلي ــب العاطف ــة ف ــي ه ــذا املوض ــوع"‪.‬‬ ‫ويتطلــب تحويــل أي وحــدة إداريــة إلــى محافظــة‬ ‫"إج ـراءات طويل ــة ومعق ــدة م ــن قب ــل الجه ــات‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬حي ــث هن ــاك أكث ــر م ــن ‪ 300‬م ــادة‬ ‫أو فقــرة فــي وزارة التخطيــط والــوزارات األخــرى‪،‬‬ ‫وحس ــب قان ــون ‪ 21‬ف ــإن ه ــذا م ــن صالحي ــة‬ ‫مجل ــس املحافظ ــة حص ـ ًرا‪ ،‬حي ــث يت ــم تقدي ــم‬ ‫طلــب والتصويــت عليــه داخــل املجلــس"‪ ،‬وفــق‬ ‫عض ــو لجن ــة األقالي ــم واملحافظ ــات النيابي ــة‪،‬‬ ‫ش ــيروان الدوبران ــي‪.‬‬

‫ويضيــف الدوبرانــي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "تحويــل‬ ‫ناحي ــة إل ــى قض ــاء‪ ،‬أو قض ــاء إل ــى محافظ ــة‪،‬‬ ‫لي ــس بالهي ــن‪ ،‬ب ــل يتطل ــب بع ــد التصوي ــت‬ ‫داخ ــل مجل ــس املحافظ ــة‪ ،‬إج ـراءات تق ــوم به ــا‬ ‫املحافظ ــة م ــن ترس ــيم الح ــدود وأم ــور كثي ــرة‬ ‫أخ ــرى‪ ،‬وكذل ــك إج ـراءات م ــن ال ــوزارات مث ــل‬ ‫وزارة التخطي ــط منه ــا م ــا يتعل ــق بالخارط ــة‬ ‫واألقضي ــة والنواح ــي التابع ــة للمحافظ ــة‬ ‫وغيره ــا"‪.‬‬ ‫وه ــذا م ــا حص ــل ف ــي اس ــتحداث محافظ ــة‬ ‫حلبج ــة‪ ،‬إذ يوض ــح الدوبران ــي‪ ،‬أن "حكوم ــة‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان ومحافظ ــة الس ــليمانية‬ ‫وقضــاء حلبجــة عملــوا منــذ أكثــر مــن ‪ 12‬عامـ ًـا‬ ‫علــى هــذا امللــف‪ ،‬وكانــت هنــاك زيــارات مســتمرة‬ ‫إل ــى بغ ــداد وإل ــى ال ــوزارات املعني ــة‪ ،‬وإرس ــال‬ ‫لج ــان م ــن قب ــل الحكوم ــة االتحادي ــة ووزارة‬ ‫التخطي ــط‪ ،‬وبع ــد إكم ــال كل ه ــذه اإلج ـراءات‬

‫والتصوي ــت عليه ــا ف ــي مجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬ت ــم‬ ‫اس ــتحداثها بتصوي ــت البرمل ــان"‪.‬‬ ‫وع ــن مطالب ــات ن ــواب الس ــتحداث محافظ ــات‬ ‫جديــدة أســوة بحلبجــة‪ ،‬يبيــن‪ ،‬أن "اســتحداث‬ ‫املحافظ ــات ليس ــت م ــن صالحي ــة مجل ــس‬ ‫الن ــواب أص ـ ًـا‪ ،‬ب ــل ه ــي صالحي ــة مجال ــس‬ ‫املحافظــات حص ـ ًرا والحكومــة االتحاديــة‪ ،‬ألن‬ ‫هنــاك جنبــات ماليــة كثيــرة تتحملهــا الحكومــة‪،‬‬ ‫لذل ــك يك ــون الق ـرار األول واألخي ــر ملجل ــس‬ ‫ال ــوزراء"‪.‬‬ ‫وه ــذا م ــا يؤك ــد علي ــه أيض ـ ًـا الخبي ــر القانون ــي‪،‬‬ ‫محم ــد جمع ــة‪ ،‬ب ــأن "اس ــتحداث املحافظ ــات‬ ‫ال يخض ــع الجته ــادات أو أه ــواء ش ــخصية‪ ،‬ب ــل‬ ‫أوال‪ ،‬ثــم يتبعــه‬ ‫يتطلــب موافقــة مجلــس الــوزراء ً‬ ‫إص ــدار قان ــون م ــن مجل ــس الن ــواب‪ ،‬باعتب ــار‬ ‫أن اســتحداث أي محافظــة‪ ،‬فيــه جنبــة ماليــة‪،‬‬ ‫وبموج ــب ق ـرارات املحكم ــة االتحادي ــة‪ ،‬ف ــإن‬

‫الدوبراني‪" :‬حكومة إقليم‬ ‫كوردستان ومحافظة‬ ‫السليمانية وقضاء حلبجة‬ ‫عملوا منذ أكثر من ‪12‬‬ ‫عاماً على هذا الملف‪ ،‬وكانت‬ ‫هناك زيارات مستمرة إلى‬ ‫بغداد"‪..‬‬

‫أي قان ــون في ــه جنب ــة مالي ــة يج ــب أن يك ــون‬ ‫بموافق ــة مجل ــس ال ــوزراء"‪.‬‬ ‫وين ـ ّـوه جمع ــة خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫"كم ــا أن فك ــرة تحوي ــل قض ــاء إل ــى محافظ ــة‬ ‫ال يت ــم بن ـ ًـاء عل ــى مس ــاحته أو أع ــداد س ــكانه‪،‬‬ ‫ب ــل يك ــون بموج ــب تخطي ــط ملوازن ــة وم ــوارد‬ ‫ه ــذه املحافظ ــة‪ ،‬ث ــم تحص ــل موافق ــة مجل ــس‬ ‫ال ــوزراء عل ــى ذل ــك‪ ،‬ويص ــدر ه ــذا بقان ــون م ــن‬ ‫مجل ــس الن ــواب"‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪11 2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫الصحافة الكوردية في ‪ 127‬عاماً‪..‬‬

‫ذكرى كلمة عبرت‬ ‫الحدود وتحدت القيود‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في سماء الفن الكوردي‪ ،‬يتردد صدى ناصررزازي‬ ‫كأحد أبرزاألصوات التي حملت أنغام األصالة‬ ‫والتراث‪ ،‬رحلة فنية امتدت لعقود‪ ،‬رسم خاللها‬ ‫لوحات غنائية متنوعة تعكس ثراء الثقافة الكوردية‬ ‫وتعقيداتها‪ ،‬كما هي مسيرته التي لم تخل من محطات‬ ‫ُ‬ ‫جدلية‪ ،‬حيث تداخل الفن بالسياسة ليصنع‬ ‫شخصية فنية فريدة ومثيرة للجدل‪.‬‬

‫يحتف ــل الصحفي ــون واإلعالمي ــون الك ــورد‬ ‫ف ــي مختل ــف مناط ــق وجوده ــم‪ ،‬بذك ــرى م ــرور‬ ‫‪ 127‬عامـ ًـا علــى تأســيس أول صحيفــة كورديــة‪،‬‬ ‫وس ــط تحدي ــات متزاي ــدة ومتع ــددة‪.‬‬ ‫وأطلق ــت صحيف ــة "كردس ــتان" أول ــى أعداده ــا‬ ‫فــي القاهــرة بتاريــخ ‪ 22‬نيســان‪/‬أبريل ‪ 1898‬علــى‬ ‫ي ــد األمي ــر الك ــوردي مق ــداد مدح ــت بدرخ ــان‪،‬‬ ‫لتصب ــح أول مطبوع ــة باللغ ــة الكوردي ــة‪،‬‬ ‫ولتش ــكل نقط ــة انط ــاق مهم ــة للصحاف ــة‬ ‫الكوردي ــة الت ــي حافظ ــت عل ــى اس ــتمرارها رغ ــم‬

‫القي ــود السياس ــية‪.‬‬ ‫وأصب ــح تاري ــخ ص ــدور الصحيف ــة يوم ـ ًـا وطني ـ ًـا‬ ‫ـنويا‪،‬‬ ‫للصحافــة الكورديــة يحتفــل بــه الكــورد سـ ً‬ ‫وف ــي ع ــام ‪ ،2021‬اعت ــرف برمل ــان كوردس ــتان‬ ‫ـدا دعم ــه لحري ــة‬ ‫ـميا به ــذا الي ــوم‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫رس ـ ً‬ ‫الصحا ف ــة‪.‬‬ ‫الخلفية التاريخية‬ ‫ج ــاء ص ــدور الصحيف ــة ف ــي حقب ــة كان ــت‬ ‫اإلمبراطوري ــة العثماني ــة تهيم ــن عل ــى مناط ــق‬ ‫تواج ــد الك ــورد‪ ،‬ل ــذا اضط ــر مؤسس ــوها إل ــى‬

‫طباعته ــا خ ــارج ح ــدود الس ــلطنة املباش ــرة‪،‬‬ ‫ـددا‬ ‫وخ ــال أرب ــع س ــنوات فق ــط‪ُ ،‬نش ــر ‪ 31‬ع ـ ً‬ ‫م ــن صحيف ــة "كردس ــتان" ف ــي م ــدن متفرق ــة‬ ‫ش ــملت القاه ــرة وجني ــف ولن ــدن وحت ــى بل ــدة‬ ‫فولكس ــتون ف ــي بريطاني ــا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان ــت الصحيف ــة ُتطب ــع س ــرا ف ــي املنف ــى وبدع ــم‬ ‫حظ ــرت الس ــلطات‬ ‫بع ــض الجمعي ــات‪ ،‬إذ ّ‬ ‫العثمانيــة تداولهــا داخــل أراضيهــا ممــا اســتدعى‬ ‫تهري ــب النس ــخ إل ــى ق ـ ّـراء س ــريين ف ــي م ــدن‬ ‫كأضن ــة ودمش ــق وماردي ــن ودياربك ــر‪ ،‬ورغ ــم‬

‫تل ــك القي ــود‪ ،‬وج ــدت الجري ــدة طريقه ــا إل ــى ي ــد‬ ‫الجمه ــور الك ــوردي املتعط ــش للق ـراءة بلغت ــه‬ ‫األم‪.‬‬ ‫ول ــم تك ــن جري ــدة كوردس ــتان مج ــرد مطبوع ــة‬ ‫إخباري ــة عاب ــرة‪ ،‬ب ــل حمل ــت عل ــى صفحاته ــا‬ ‫ب ــذور الوع ــي القوم ــي الك ــوردي‪ ،‬فق ــد حرص ــت‬ ‫الصحيف ــة من ــذ أعداده ــا املبك ــرة عل ــى تن ــاول‬ ‫قضاي ــا التاري ــخ واألدب الك ــردي‪ ،‬إل ــى جان ــب‬ ‫ج ـرأة نقده ــا للسياس ــات العثماني ــة وال س ــيما‬ ‫معارض ــة اس ــتبداد الس ــلطان عب ــد الحمي ــد‬

‫الثان ــي‪.‬‬ ‫وألول م ــرة‪ ،‬ق ـرأ الك ــورد بلغته ــم األم مق ــاالت‬ ‫تداف ــع ع ــن حقوقه ــم وتع ـ ّـرف بتاريخه ــم‬ ‫وثقافته ــم ف ــي منب ــر صحف ــي علن ــي‪ .‬ه ــذا ال ــدور‬ ‫الري ــادي للصحيف ــة أس ــهم ف ــي ترس ــيخ الهوي ــة‬ ‫الثقافي ــة الكوردي ــة‪ ،‬إذ أدرك الق ـ ّـراء أن لغته ــم‬ ‫يمك ــن أن تك ــون أداة صحاف ــة وفك ــر مث ــل‬ ‫غيره ــا م ــن اللغ ــات‪.‬‬ ‫تحديات راهنة‬ ‫رغ ــم التق ــدم امللح ــوظ وتوف ــر هام ــش حري ــة‬

‫أوس ــع ف ــي بع ــض املناط ــق‪ ،‬ال ت ـزال الصحاف ــة‬ ‫جدي ــة ف ــي مختل ــف‬ ‫الكوردي ــة تواج ــه عقب ــات ّ‬ ‫مناط ــق ذات الغالبي ــة الكوردي ــة ف ــي الع ـراق‬ ‫وس ــوريا وتركي ــا وإي ـران‪ .‬يختل ــف الواق ــع م ــن‬ ‫بقعــة ألخــرى‪ ،‬لكنــه يتقاطــع فــي وجــود خطــوط‬ ‫حم ـراء وصراع ــات سياس ــية وأمني ــة تح ـ ّـد م ــن‬ ‫حري ــة اإلع ــام الك ــوردي‪.‬‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان‪ :‬يتمت ــع إقلي ــم كوردس ــتان‬ ‫بمســاحة حريــة إعالميــة أكبــر مقارنــة باملناطــق‬ ‫الكورديــة األخــرى‪ ،‬بفضــل الحكــم الذاتــي الــذي‬ ‫ُأقي ــم من ــذ أوائ ــل التس ــعينيات‪.‬‬ ‫كمــا يوجــد اليــوم عشـرات الصحــف واملجــات‬ ‫والقن ــوات الفضائي ــة الكوردي ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى‬ ‫نقاب ــة للصحفيي ــن الكوردس ــتانيين‪.‬‬ ‫لك ــن ه ــذا ال يعن ــي أن البيئ ــة خالي ــة م ــن‬ ‫التحديــات؛ فهنــاك انتقــادات مــن التأثيــر علــى‬ ‫اس ــتقاللية الصحاف ــة‪.‬‬ ‫ورغ ــم أن س ــلطات اإلقلي ــم تؤك ــد دعمه ــا‬ ‫لحري ــة الصحاف ــة‪ ،‬يوض ــح مراقب ــون محلي ــون‬ ‫أن الصحف ــي الك ــوردي هن ــاك ال ي ـزال عرض ــة‬ ‫للضغــوط عبــر دعــاوى التشــهير أو االعتــداءات‬ ‫أثن ــاء تغطي ــة التظاه ـرات‪.‬‬ ‫(ش ــمال وش ــرق س ــوريا)‪ :‬ف ــي املناط ــق ذات‬ ‫الغالبي ــة الكوردي ــة واملعروف ــة باس ــم "روجآف ــا"‬ ‫ظه ــرت ف ــي الس ــنوات األخي ــرة تجرب ــة إعالمي ــة‬ ‫ناطق ــة بالكوردي ــة والعربي ــة‪ ،‬وب ــرز اتح ــاد‬ ‫اإلعــام الحــر كجهــة تجمــع الصحفييــن الكــورد‬ ‫وتداف ــع عنه ــم‪.‬‬ ‫وق ــد ازده ــرت صحاف ــة املواط ــن والتقاري ــر‬ ‫امليداني ــة خ ــال الح ــرب ض ــد تنظي ــم داع ــش‬ ‫وبعده ــا‪ ،‬حي ــث نق ــل الصحفي ــون الك ــورد‬ ‫معان ــاة أهله ــم وانتص ــارات قواته ــم إل ــى العال ــم‪.‬‬ ‫وتش ــهد مناط ــق اإلدارة الذاتي ــة نفس ــها بع ــض‬ ‫التجاذب ــات السياس ــية الت ــي ق ــد تنعك ــس عل ــى‬ ‫حريــة النقــد الصحفــي‪ ،‬إذ ُتتهــم بعــض الجهــات‬ ‫أحيان ــا بالتضيي ــق عل ــى إعالميي ــن‬ ‫الحزبي ــة‬ ‫ً‬

‫‪12‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪13 2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫الصحافة الكوردية في ‪ 127‬عاماً‪ ..‬ذكرى كلمة عبرت الحدود وتحدت القيود‬

‫مس ــتقلين‪ ،‬مم ــا يجع ــل الس ــامة الش ــخصية‬ ‫هاجس ــا ً‬ ‫يومي ــا للصحف ــي الك ــوردي ف ــي س ــوريا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(جن ــوب ش ــرق تركي ــا)‪ :‬ربم ــا تك ــون الجغرافي ــا‬ ‫ذات الغالبيــة الكورديــة فــي تركيــا هــي األصعــب‬ ‫بالنس ــبة للعم ــل الصحف ــي الك ــوردي‪ .‬فعل ــى‬ ‫موقفــا‬ ‫مــدى عقــود‪ّ ،‬‬ ‫تبنــت الحكومــات التركيــة ً‬ ‫متش ـ ّـد ًدا م ــن أي نش ــاط إعالم ــي بلغ ــات غي ــر‬ ‫التركي ــة‪ ،‬وخاص ــة الكوردي ــة‪ ،‬بحج ــة تهدي ــد‬ ‫وح ــدة الدول ــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعرض ــت عش ـرات الصح ــف واملج ــات‬ ‫واإلذاع ــات الكوردي ــة لإلغ ــاق بق ـرارات إداري ــة‬ ‫أو قضائيــة‪ ،‬مــن صحيفــة "أوزكــور غونـ َـدم" فــي‬ ‫التســعينيات وصـوًاًل إلــى املنصــات اإللكترونيــة‬ ‫حديث ــا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف ــي يونيو‪/‬حزي ـران ‪ 2022‬مث ـ ًـا‪ ،‬داهم ــت‬ ‫الش ــرطة التركي ــة ف ــي دي ــار بك ــر مق ــار ع ــدد م ــن‬ ‫املؤسس ــات اإلعالمي ــة الكوردي ــة واعتقل ــت ‪21‬‬ ‫ً‬ ‫صحفي ــا بتهم ــة نش ــر دعاي ــة إرهابي ــة‪ ،‬وق ــررت‬ ‫ً‬ ‫صحفي ــا منه ــم عل ــى‬ ‫الحق ــا س ــجن ‪16‬‬ ‫محكم ــة ً‬ ‫ذمــة املحاكمــة بتهمــة االنتمــاء "للجنــة إعالميــة"‬ ‫تابع ــة لح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‪.‬‬ ‫(ش ــمال غ ــرب إي ـران)‪ :‬يواج ــه الصحفي ــون‬ ‫الك ــورد ف ــي إي ـران تحدي ــات ال تق ــل صعوب ــة‪،‬‬ ‫يصنــف بــدوره مــن أســوأ البلــدان فــي‬ ‫ضمــن بلــد َّ‬ ‫انته ــاك حري ــة الصحاف ــة‪.‬‬ ‫فالنظ ــام اإليران ــي ش ــديد الرقاب ــة عل ــى اإلع ــام‬ ‫عموم ــا‪ ،‬وت ــزداد الحساس ــية عندم ــا يتعل ــق‬ ‫ً‬ ‫األم ــر باملناط ــق والقومي ــات غي ــر الفارس ــية‪.‬‬ ‫بال ــكاد توج ــد الي ــوم أي صحيف ــة أو قن ــاة‬ ‫مس ــتقلة تص ـ ُـدر بالكوردي ــة داخ ــل إي ـران‪،‬‬ ‫باســتثناء بعــض النش ـرات الثقافيــة املحــدودة‬ ‫الت ــي تخض ــع ملراقب ــة صارم ــة‪.‬‬ ‫ويقــول صحفيــون كــورد إن أي محاولــة إلطــاق‬ ‫منص ــة إعالمي ــة كوردي ــة مس ــتقلة تصط ــدم‬ ‫بس ــرعة بالعقوب ــات األمني ــة‪.‬‬ ‫وخ ــال االحتجاج ــات الش ــعبية الت ــي ش ــهدتها‬ ‫إي ـران ف ــي األع ــوام األخي ــرة الس ــيما ف ــي املناط ــق‬ ‫ذات الغالبي ــة الكوردي ــة الكوردي ــة ب ــرز دور‬

‫الصحفيي ــن واملواطني ــن الصحفيي ــن الك ــورد‬ ‫ف ــي تغطي ــة م ــا يج ــري‪ ،‬فقابل ــت الس ــلطات ذل ــك‬ ‫بحمل ــة اعتق ــاالت مكثف ــة‪.‬‬ ‫ّوثق ــت لجن ــة حماي ــة الصحفيي ــن (‪ )CPJ‬أن ــه‬ ‫من ــذ منتص ــف ع ــام ‪ 2020‬اعتقل ــت الس ــلطات‬ ‫اإليرانية ما ال يقل عن ‪ 8‬صحفيين كورد ضمن‬ ‫حمل ــة قم ــع اس ــتهدفت النش ــطاء واإلعالميي ــن‪.‬‬ ‫وبحل ــول أيار‪/‬ماي ــو ‪ 2021‬كان بع ــض أولئ ــك‬ ‫الصحفيي ــن ال ي ـزال ره ــن االحتج ــاز دون‬ ‫ّ‬ ‫صرح ــت لجن ــة حماي ــة‬ ‫محاكم ــة‪ ،‬حي ــث‬ ‫الصحفيي ــن ب ــأن اس ــتهداف الصحفيي ــن‬ ‫الكــورد يضيــف بعـ ًـدا مــن "التمييــز العرقــي" إلــى‬ ‫ُ‬ ‫حمل ــة إي ـران القمعي ــة املتواصل ــة ض ــد حري ــة‬ ‫ا لصحا ف ــة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فالس ــلطات اإليراني ــة كثي ــرا م ــا تته ــم اإلعالميي ــن‬ ‫الك ــورد بإث ــارة النزع ــات االنفصالي ــة أو التع ــاون‬ ‫م ــع أح ـزاب كردي ــة معارض ــة‪ُ ،‬وتص ــدر بحقه ــم‬ ‫أحكام ــا قاس ــية بته ــم مث ــل "الدعاي ــة ض ــد‬ ‫ً‬ ‫النظ ــام" و"تهدي ــد األم ــن القوم ــي"‪ .‬وف ــي ح ــاالت‬ ‫معروف ــة‪ُ ،‬و ّجه ــت عقوب ــة اإلع ــدام لصحفيي ــن‬ ‫كــورد مثلمــا حــدث مــع الصحفــي عدنــان حســن‬ ‫الحق ــا‪.‬‬ ‫ب ــور ف ــي ع ــام ‪ 2007‬قب ــل تخفيفه ــا ً‬ ‫وباملجمــل‪ ،‬فــإن يــوم الصحافــة الكورديــة أصبــح‬ ‫أكث ــر م ــن مج ــرد تاري ــخ عل ــى الرزنام ــة؛ فه ــو‬ ‫فرص ــة س ــنوية لتس ــليط الض ــوء عل ــى قص ــص‬ ‫نج ــاح وإب ــداع الصحفيي ــن الك ــورد‪ ،‬وللتذكي ــر‬ ‫بالتضحي ــات الت ــي قدموه ــا ف ــي س ــبيل إيص ــال‬ ‫ص ــوت ش ــعبهم‪.‬‬

‫« ربما تكون الجغرافيا ذات الغالبية‬ ‫الكوردية في تركيا هي األصعب بالنسبة‬ ‫للعمل الصحفي الكوردي‪ .‬فعلى مدى‬ ‫عقود‪ ،‬تبنّت الحكومات التركية موقفًا‬ ‫متشدّدًا من أي نشاط إعالمي بلغات غير‬ ‫التركية‪ ،‬وخاصة الكوردية‪ ،‬بحجة تهديد‬ ‫وحدة الدولة »‪..‬‬

‫‪14‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪15 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫الكورد الفيليون ‪..‬‬

‫والحاجة لمكتبة‬ ‫الكترونية خاصة‬ ‫ياسر عماد‪:‬‬ ‫الك ــورد الفيلي ــون ش ــريحة‬ ‫م ــن ش ــرائح املجتم ــع العراق ــي‬ ‫عام ــة‪ ،‬والكوردس ــتاني خاص ــة‪،‬‬ ‫فهــم جــزء ال يتجـزأ مــن املجتمعيــن‬ ‫اضاف ــة ال ــى القومي ــة‪ ،‬فهن ــاك‬ ‫املذه ــب فه ــم مس ــلمون ش ــيعة‬ ‫وهــذا مــا يميزهــم عــن غيرهــم‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا جلــب لهــم املعانــاة واملآ�ســي علــى‬ ‫امتــداد الســلطات املتعاقبــة علــى‬ ‫حكــم العــراق فــي العقــود الغابــرة‬ ‫م ــن مص ــادرة املستمس ــكات‬ ‫الثبوتي ــة واألم ــوال املنقول ــة‬ ‫وغي ــر املنقول ــة والترحي ــل‬ ‫والتهجيــروالقتــل والتغييــب‬ ‫ف ــي قائم ــة طويل ــة م ــن‬ ‫الظل ــم والج ــور ال ــذي‬ ‫لحــق بهــم‪ ،‬والتــي عدتهــا‬ ‫املحكم ــة الجنائي ــة‬ ‫العر اقي ــة العلي ــا‬ ‫جريم ــة اب ــادة‬ ‫جما عي ــة ‪.‬‬

‫ف ــي ه ــذا املق ــال لس ــت بص ــدد تك ـرار م ــا ج ــرى‬ ‫عل ــى ه ــذه الش ــريحة رغ ــم أن ــه لي ــس بالقلي ــل‪،‬‬ ‫فاملص ــاب جل ــل والخط ـ ُـب كبي ــر‪ ،‬واألم ــر لي ــس‬ ‫بالس ــهل اليس ــير‪ ،‬ب ــل إنم ــا تب ــادر ال ــى ذهن ــي‬ ‫�ش ــيء يب ــدو أن ــه ملف ــت للنظ ــر‪ ،‬أال وه ــو ح ــظ‬ ‫الكــورد الفيلييــن مــن الكتــب الخاصــة والبحــوث‬ ‫والدراس ــات واالص ــدارات املق ــروءة م ــن‬ ‫جرائ ــد ومج ــات الت ــي ُتعن ــى بموروثه ــم الثقاف ــي‬ ‫واالجتماع ــي وعاداته ــم وتقاليده ــم‪ ،‬وحياته ــم‬ ‫السياس ــية واالجتماعي ــة‪ ،‬ف ــإن م ــا تعرض ــوا‬ ‫ل ــه م ــن إهم ــال طيل ــة العق ــود املنصرم ــة أدى‬ ‫إل ــى اغف ــال‪ ،‬وع ــدم وج ــود عناوي ــن خاص ــة به ــم‬ ‫داخ ــل رف ــوف املكتب ــات العام ــة والخاص ــة‬ ‫داخــل الع ـراق ســوى ذكرهــم فــي فصــول أبــواب‬ ‫مــن كتــب تهتــم بالعشــائر والقوميــات واألديــان‬

‫واملذا ه ــب‪.‬‬ ‫وبع ــد الع ــام ‪ 2003‬وس ــقوط النظ ــام الس ــابق‬ ‫الك ّت ــاب واملهتم ــون به ــذا الش ــأن يدل ــون‬ ‫ب ــدأ ُ‬ ‫بدلوهــم فــي تأليــف الكتــب أو نشــر اخــرى جــرى‬ ‫تأليفهــا فــي املهجــر بمحاولــة فتيــة بالعـراق‪ ،‬وهــي‬ ‫جهــود ســواء كانــت كبيــرة ام صغيــرة فهــي جبــارة‬ ‫بحــد ذاتهــا غيــر أنــه منــذ ذلــك الوقــت والــى االن‬ ‫عل ــى ح ــد علم ــي ل ــم يت ــم تنظي ــم مكتب ــة خاص ــة‬ ‫ وهن ــا أعن ــي مكتب ــة الكتروني ــة خاص ــة ‪ -‬ال‬‫تقتصــر علــى الكتــب والبحــوث والدراســات بــل‬ ‫تش ــمل ص ــور ش ــخصياتهم املعروف ــة بمختل ــف‬ ‫املج ــاالت ومدنه ــم ومناطقه ــم تك ــون عب ــر‬ ‫مس ــاهمات فردي ــة أو م ــن قب ــل ومؤسس ــات‬ ‫حكومي ــة وغي ــر حكومي ــة وحزبي ــة‪.‬‬ ‫الحاجــة والفائــدة مــن تحقيــق هــذا املقتــرح علــى‬

‫أرض الواق ــع ه ــو إغن ــاء الطلب ــة الجامعيي ــن‬ ‫والدراس ــات العلي ــا م ــن األكاديميي ــن الذي ــن‬ ‫يقدم ــون عل ــى كتاب ــة البح ــوث ع ــن الك ــورد‬ ‫الفيليي ــن‪ ،‬فق ــد ورد عل ــى مس ــامعي أنه ــم‬ ‫يواجهــون بعــض الصعوبــات فــي الحصــول علــى‬ ‫املصــادر ‪ ،‬وكذلــك تكــون هــذه املكتبــة الرقميــة‬ ‫أرش ــيفا كبي ـرا يحف ــظ للش ــريحة اإلص ــدارات‬ ‫والكت ــب القديم ــة والحديث ــة ف ــي املس ــتقبل‪،‬‬ ‫وايضــا تحفــظ لألجيــال القادمــة مــن الفيلييــن‬ ‫ج ــزءا م ــن هويته ــم ف ــي ظ ــل ه ــذا التط ــور‬ ‫التكنولوج ــي الهائ ــل والس ــريع‪ ،‬واخت ــاط‬ ‫الثقاف ــات‪ ،‬وانفت ــاح املجتمع ــات عل ــى بعضه ــا‪.‬‬ ‫وق ــد يق ــول قائ ــل‪ :‬مل ــاذا ه ــذا املقت ــرح وأن تك ــون‬ ‫املكتب ــة الكتروني ــة‪ ،‬هن ــا ت ــرد ع ــدة أس ــباب م ــن‬ ‫بينه ــا أن تك ــون بمتن ــاول الي ــد س ــواء داخ ــل أو‬

‫"الحاجة والفائدة من‬ ‫تحقيق هذا المقترح‬ ‫على أرض الواقع هو‬ ‫إغناء الطلبة الجامعيين‬ ‫والدراسات العليا من‬ ‫األكاديميين الذين‬ ‫يقدمون على كتابة‬ ‫البحوث عن الكورد‬ ‫الفيليين‪" ..‬‬

‫خ ــارج الب ــاد‪ ،‬وت ــرك الن ــاس اقتن ــاء الكت ــب‬ ‫واإلصــدارات الورقيــة لصعوبــة ذلــك فــي الوقــت‬ ‫الحال ــي م ــع انحس ــار مس ــاحات البي ــوت وضي ــق‬ ‫الوق ــت لتخصي ــص س ــاعات م ــن الي ــوم عب ــر‬ ‫الجل ــوس عل ــى ط ــاوالت م ــن أج ــل الق ـراءة كم ــا‬ ‫فــي الســابق‪ ،‬فاألجهــزة الحديثــة تســمح بالقـراءة‬ ‫والتصف ــح أثن ــاء التوج ــه للعم ــل أو باملقاه ــي‬ ‫واألماك ــن العام ــة فه ــي تتي ــح مج ــاال أكث ــر وغي ــر‬ ‫مكلف ــة مالي ــا عل ــى العك ــس م ــن الطباع ــة‬ ‫الورقي ــة‪.‬‬ ‫وهنــا ال يفوتنــي أيضــا ذكــر مــا قدمتــه مؤسســة‬ ‫ش ــفق للثقاف ــة واالع ــام للك ــورد الفيليي ــن‪،‬‬ ‫فق ــد كان له ــا قص ــب الس ــبق بإص ــدار مجل ــة‬ ‫"فيل ــي"‪ ،‬وجري ــدة "آف ــاق الك ــورد"‪ ،‬وجري ــدة‬ ‫"البي ــت الك ــوردي"‪ ،‬و"الفيل ــي الصغي ــر" باللغ ــة‬ ‫العربي ــة‪ ،‬و"ك ــول س ــوو" باللغ ــة الكوردي ــة‪/‬‬ ‫اللهج ــة الفيلي ــة‪ ،‬فمن ــذ أكث ــر م ــن عقدي ــن‬ ‫م ــن الزم ــن قام ــت املؤسس ــة بطباع ــة تل ــك‬ ‫اإلص ــدارات ورقي ــا‪ ،‬وم ــع ح ــدوث التغي ـرات‬ ‫والتط ــور الحاص ــل واصل ــت املؤسس ــة نش ــر‬ ‫مجل ــة "فيل ــي" ولك ــن ه ــذه امل ــرة الكتروني ـ ًـا‪،‬‬ ‫و الت ــي ضم ــت ف ــي طياته ــا وصفحاته ــا من ــذ‬ ‫تأسيس ــها وال ــى اآلن آالف املق ــاالت والتقاري ــر‬ ‫والتحقيق ــات واألبح ــاث الخاص ــة بالفيليي ــن‪،‬‬ ‫ويمك ــن أن نتخ ــذ م ــن ه ــذا الص ــرح الش ــامخ‬ ‫نموذج ــا إلنض ــاج مقت ــرح املكتب ــة االلكتروني ــة‬ ‫وأن ت ــرى الن ــور فع ــا‪ ،‬ويق ــوم م ــن يج ــد نفس ــه‬ ‫أه ـ ًـا بإنج ــاز ه ــذه املهم ــة‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪17 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫الفيليـة ‪..‬‬ ‫ّ‬

‫بين الذاكرة والحيف في ذكرى الهجرة واإلبادة‬ ‫لقمان الفيلي ‪:‬‬ ‫فــي األســبوع االول مــن نيســان مــن كل عــام‪ ،‬تعــود ذكــرى الهجــرة القســرية واإلبــادة التــي تعـ ّـرض‬ ‫الفيليــون فــي العــراق إبــان حكــم نظــام البعــث‪ ،‬لتوقــظ فينــا وجعــا ً‬ ‫ّ‬ ‫مركبــا‪ ،‬مزيجــا‬ ‫لهــا الكــرد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مــن األلــم‪ ،‬والشــعوربالخــذالن‪ ،‬واإلصــرارعلــى أال ُتن�ســى املأســاة‪ ،‬وال ُتهمــش هويــة الفيلييــن‪.‬‬ ‫َّ‬

‫إنهــا ذكــرى ليســت كباقــي املناســبات‪ ،‬بــل تذكيــر‬ ‫ل ــكل العراقيي ــن بصفح ــة مظلم ــة م ــن تاري ــخ‬ ‫الع ـراق الحدي ــث‪ ،‬حي ــث تواط ــأ االس ــتبداد‬ ‫املتمث ــل بالحكوم ــة الصدامي ــة‪ ،‬والصم ــت‪،‬‬ ‫والتهمي ــش‪ ،‬عل ــى ش ــريحة أصيل ــة ومتج ـ ّـذرة‬ ‫ف ــي نس ــيج الوط ــن‪ ،‬ب ــل وف ــي جغرافي ــا أرض‬ ‫الرافدي ــن من ــذ الق ــدم‪.‬‬ ‫لــم يكــن الكــرد الفيليــن غربــاء عــن هــذه األرض‪.‬‬ ‫عاش ــوا ف ــي مدنه ــا وقراه ــا‪ ،‬وس ــاهموا ف ــي نهضته ــا‬ ‫التجاري ــة واالقتصادي ــة والثقافي ــة‪ ،‬وكان ــوا‬ ‫ً‬ ‫حضاري ــا بي ــن الجب ــل وال ــوادي‪ ،‬وبي ــن‬ ‫جس ـ ًـرا‬ ‫القري ــة ومراك ــز امل ــدن‪ ،‬وبي ــن الك ــرد والع ــرب‪،‬‬ ‫وبي ــن الش ــيعة والس ــنة‪ ،‬وبي ــن التج ــارة والعل ــم‪،‬‬ ‫وبي ــن الثقاف ــة العام ــة ومؤس�س ــي األح ـزاب‬ ‫الرئيس ــية‪ .‬لكنه ــم‪ ،‬رغ ــم كل ذل ــك‪ُ ،‬و ِصم ــوا‬ ‫وس ــلبت منه ــم املواطن ــة وكل م ــا‬ ‫بالتش ــكيك‪ُ ،‬‬ ‫وس ـ ِّـفر عش ـرات اآلالف منه ــم إل ــى‬ ‫يملك ــون‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫م ــا وراء الح ــدود بم ــا يرتدون ــه فق ــط‪ ،‬وزج به ــم‬ ‫ُ‬ ‫واختط ــف‬ ‫ف ــي غياه ــب الس ــجون واملعتق ــات‪ُ ،‬‬ ‫آالف مــن شــبابهم ورجالهــم‪ ،‬وال ي ـزال مصيرهــم‬ ‫ٌ‬ ‫ومصي ــر مقابره ــم مجه ـوًاًل إل ــى يومن ــا ه ــذا‪.‬‬ ‫ـدث‬ ‫فــي هــذه الذكــرى األليمــة‪ ،‬ال نحيــي مجــرد حـ ٍ‬ ‫تاريخ ــي‪ ،‬ب ــل نج ـ ّـدد العه ــد ب ــأن تبق ــى قضيته ــم‬

‫ّ‬ ‫حيــة فــي الضميــر العراقــي‪ ،‬وأن يعــاد االعتبــار إلــى‬ ‫ُ‬ ‫الفيليي ــن‪ ،‬لي ــس فق ــط بالكلم ــات والخطاب ــات‬ ‫والبيانــات‪ ،‬بــل مــن خــال السياســات الفاعلــة‪،‬‬ ‫واالعت ـراف‪ ،‬والعدال ــة االنتقالي ــة‪ ،‬والتوثي ــق‪،‬‬ ‫ورد الحق ــوق‪ ،‬وإدام ــة إحي ــاء ذكراه ــم وحف ــظ‬ ‫ّ‬ ‫ذاكرته ــم‪.‬‬ ‫"الفيل ــي" لي ــس اس ـ ًـما عاب ـ ًـرا‪ ،‬ب ــل ه ــو ذاك ــرة‬ ‫وهوي ــة ونض ــال ومحن ــة وصب ــر ووف ــاء لوط ـ ٍـن‬

‫رغ ــم الج ـراح‪ .‬وتبق ــى مس ــؤوليتنا الجماعي ــة‬ ‫– كدول ــة ومجتم ــع‪ ،‬كأف ـراد وجماع ــات – أن‬ ‫ُنعيــد لهــذه الشــريحة مــا ُســلب منهــا مــن كرامــة‬ ‫وحق ــوق وذاك ــرة وممتل ــكات‪ ،‬وأن ُن ّعلــم أبناءن ــا‬ ‫– كل العراقيي ــن‪ ،‬ولي ــس فئ ــة دون أخ ــرى –‬ ‫التاري ــخ الحقيق ــي لتضحي ــات الفيليي ــن‪ ،‬كــي ال‬ ‫ُيمح ــى‪ ،‬وال تتك ــرر املأس ــاة معه ــم أو م ــع غيره ــم‬ ‫م ــن األقلي ــات‪.‬‬

‫لتك ــن ه ــذه الذك ــرى محط ــة للتأم ــل والعم ــل‪،‬‬ ‫ال للح ــزن فق ــط‪ .‬فحف ــظ الذاك ــرة واج ــب‬ ‫ورغب ــة وحاج ــة ل ــكل م ــن يري ــد عر ًاق ــا أفض ــل‪.‬‬ ‫ورد الحي ــف له ــم‪ ،‬وبن ــاء املس ــتقبل املبن ــي عل ــى‬ ‫ّ‬ ‫العدال ــة واالعت ـراف ه ــو الس ــبيل الوحي ــد نح ــو‬ ‫ع ـر ٍاق يس ــع الجمي ــع‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذه الذك ــرى املؤمل ــة‪ ،‬ال يس ــعنا إال أن‬ ‫نق ــول املج ــد والخل ــود لش ــهداء الفيليي ــن‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪19 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫في خانقين‪ ..‬ماجد شاليار يقود‬ ‫معركة األلوان لحماية هوية‬ ‫المدينة الكوردية‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫على ضفاف نهرالوند‪ ،‬حيث‬ ‫يلتقي الفنانون والهواة في‬ ‫األمسيات الخاصة‪ ،‬أو تحت‬ ‫زخات املطرأو في نزهات‬ ‫البحث عن الفطر‪ ،‬يصر‬ ‫الرسام والنحات ماجد‬ ‫شاليارعلى أن يبقى الفن‬ ‫"خط الدفاع األول" عن‬ ‫كوردية خانقين‪.‬‬

‫من ــذ تخرج ــه ف ــي أكاديمي ــة الفن ــون الجميل ــة‬ ‫ببغ ــداد ع ــام ‪ ،1990‬يك ــرس ش ــاليار ريش ــته‬ ‫وإزميل ــه إلب ـراز مالم ــح املدين ــة وتراثه ــا‪ ،‬واضع ـ ًـا‬ ‫نص ــب عيني ــه أن "الف ــن رس ــالة إخ ــاص إل ــى‬ ‫العال ــم"‪.‬‬ ‫رسالة لون‬ ‫ش ــاليار‪ ،‬ال ــذي يدي ــر املرك ــز الثقاف ــي ويش ــرف‬ ‫عل ــى متح ــف خانقي ــن‪ ،‬يق ــول ف ــي مقابل ــة م ــع‬ ‫مجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن أي فنــان قــادر علــى إحــداث‬ ‫تغيي ــر حقيق ــي‪" :‬مهمتن ــا أن نوص ــل رس ــالة‬ ‫أو لون ـ ًـا يؤك ــد كوردي ــة ه ــذه املدين ــة‪ ،‬والن ــاس‬ ‫تنتظ ــر ّمن ــا ذل ــك"‪.‬‬ ‫داخ ــل املتح ــف‪ ،‬تصط ــف س ــتة عش ــر‬

‫ـاال لش ــخصيات خانقيني ــة ب ــارزة ُنحت ــت‬ ‫تمث ـ ً‬ ‫عل ــى مراح ــل متعاقب ــة بأي ــدي مجموع ــة م ــن‬ ‫الفناني ــن‪ ،‬بينه ــم ش ــاليار نفس ــه‪" .‬الخام ــات‬ ‫قليل ــة واإلمكان ــات ش ــحيحة‪ ،‬لك ــن خانقي ــن‬ ‫ال تبخ ــل باملواه ــب"‪ ،‬يضي ــف وه ــو يش ــير إل ــى‬ ‫قاع ــة الع ــرض‪.‬‬ ‫ومواهب وّاّلدة و"مجانين خانقين"‬ ‫ُي ـ ّ‬ ‫ـدرس ش ــاليار م ــادة الرس ــم ف ــي معه ــد الفن ــون‬ ‫الجميلــة املحلــي‪ ،‬حيــث ال يــرى فــي نــدرة املوهبــة‬ ‫عائق ـ ًـا دائم ـ ًـا‪" :‬م ــن بي ــن ‪ 17‬طالب ـ ًـا ل ــدي‪ ،‬ع ــدد‬ ‫مح ــدود يمتل ــك موهب ــة فطري ــة‪ ،‬وه ــذه طبيع ــة‬ ‫األش ــياء‪ ،‬لك ــن خانقي ــن تبق ــى وّاّلدة"‪.‬‬ ‫يســتعيد ماجــد شــاليار لحظــة إنجــازه للوحتــه‬

‫ـدال "مجاني ــن خانقي ــن" قائ ـ ًـا‪" :‬حي ــن‬ ‫األكث ــر ج ـ ً‬ ‫وضع ــت اللمس ــة األخي ــرة ل ــم أفه ــم كي ــف‬ ‫اكتملــت؛ فســنوات معرفتــي بهــؤالء األشــخاص‬ ‫ـهدا‬ ‫وجلو�ســي الطويــل معهــم أفــرزا فــي ذهنــي مشـ ً‬ ‫ـدا ب ــدا ل ــي مث ــل فري ــق ريا�ض ــي تجم ــع‬ ‫وحي ـ ً‬ ‫ف ــي لقط ــة جماعي ــة‪ ،‬جس ــدت ه ــذا املش ــهد‬ ‫باألل ــوان‪ ،‬وجعل ــت الجس ــر القدي ــم خلفي ــة‬ ‫ترم ــز إل ــى خانقي ــن الت ــي جمعتن ــا جميع ـ ًـا"‪.‬‬ ‫ولتف ــادي أي إيح ــاء بالتهك ــم‪ ،‬أدرج الفن ــان‬

‫"أردت أن‬ ‫ـدا‪:‬‬ ‫صورتــه فــي قلــب املجموعــة‪ ،‬مؤكـ ً‬ ‫ُ‬ ‫أقــول لهــم إننــي واحــد منهــم‪ ،‬ال أقلــل مــن شــأن‬ ‫أح ــد‪ .‬حت ــى عندم ــا تحول ــت اللوح ــة إل ــى مل ــف‬ ‫قضائ ــي‪ ،‬كان ــت صورت ــي دلي ـ ًـا عل ــى امل ــودة‪ ،‬ال‬ ‫الس ــخرية"‪.‬‬ ‫لك ــن ه ــذا العم ــل ج ـ ّـر عل ــى صاحب ــه متاع ــب‬ ‫كثي ــرة‪ :‬ش ــكاوى قضائي ــة‪ ،‬وعت ــاب ح ــاد أجب ــره‬ ‫عل ــى االختف ــاء فت ــرة‪ ،‬ث ــم مواجه ــة عاب ــرة ف ــي‬ ‫الس ــوق حي ــن صدم ــه أحده ــم بكتف ــه وق ــال‪:‬‬

‫"ه ــا ق ــد انتقم ــت من ــك!"‪ ،‬مش ــهد آخ ــر ينض ــم‬ ‫إل ــى ذاك ــرة اللوح ــة وم ــا أثارت ــه م ــن ضجي ــج‪.‬‬ ‫املا�ضي واملستقبل على لوح واحد‬ ‫أتطل ــع إل ــى م ــا ه ــو‬ ‫"أن ــا أعي ــش حقيقت ــي‪ ،‬لكنن ــي ّ‬ ‫أكب ــر"‪ ،‬يق ــول ش ــاليار عندم ــا ُس ــئل إن كان‬ ‫ـغوال بم ــا‬ ‫غارق ـ ًـا ف ــي ذكري ــات خانقي ــن أو مش ـ ً‬ ‫س ــيأتي‪.‬‬ ‫وبينم ــا يترق ــب اس ــتكمال مش ــاريع ثقافي ــة‬ ‫جدي ــدة ويواص ــل البح ــث ع ــن املن ــح والدع ــم‪،‬‬

‫يظ ــل هدف ــه ثابت ـ ًـا‪ :‬الحف ــاظ عل ــى الهوي ــة‬ ‫الكوردي ــة للمدين ــة عب ــر الف ــن والتعلي ــم‬ ‫وامل ــوروث الش ــعبي‪.‬‬ ‫ف ــي نهاي ــة اللق ــاء‪ ،‬يوج ــه مدي ــر املرك ــز الثقاف ــي‬ ‫ـددا‪" :‬خدمــة خانقيــن ليســت ترفـ ًـا‪.‬‬ ‫رســالته مجـ ً‬ ‫ّ‬ ‫علــى الفنانيــن أن يتحركــوا‪ ،‬أن يمنحــوا النــاس‬ ‫ـببا إضافيـ ًـا للفخــر بهــذه املدينــة‪ .‬الفــن قــادر‬ ‫سـ ً‬ ‫ن‬ ‫علــى فعــل ذلــك بالخــط واللــو والنحــت‪ ،‬الــخ‪...‬‬

‫‪20‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪21 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫فرهاد زنگنە‪..‬‬

‫ألم الغربة وذكريات‬ ‫خانقين مصدر‬ ‫إلهامي الشعري‬

‫« إن نقص الرواية والقصة في‬ ‫لهجتنا يعود‪ ،‬ربما‪ ،‬إلى غياب‬ ‫المدارس األدبية الخاصة التي‬ ‫تحفز الكتّاب على اإلبداع بلغتنا‬ ‫األصيلة‪ ،‬مما يحرمنا من استثمار‬ ‫ثري للتراث الشفهي والقصصي‬ ‫المتوارث »‪..‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫م ــن خانقي ــن إل ــى بغ ــداد‪ :‬نش ــأة عل ــى هام ــش‬ ‫ا لنس ــيا ن‬ ‫ع ــاش زنگن ــە تجربت ــه الش ــخصية من ــذ نعوم ــة‬ ‫أظف ــاره حينم ــا اضط ـ ّـر للرحي ــل ع ــن مس ــقط‬ ‫رأس ــه خانقي ــن ع ــام ‪ ،1975‬ومن ــذ ذل ــك‬ ‫الحي ــن‪ ،‬حمل ــت ج ـراح االغت ـراب ذكري ــات ل ــم‬ ‫ت ــزل تتج ــدد ف ــي فك ــره وقلم ــه‪ .‬فق ــد اس ــتكمل‬ ‫دراس ــته ف ــي بغ ــداد‪ ،‬حي ــث ب ــرزت لدي ــه معال ــم‬ ‫الشــغف بالشــعر الــذي كان لــه تأثيــر بالــغ منــذ‬ ‫الطفول ــة‪.‬‬ ‫ـات أدبيــة صريحــة‪ ،‬يقــول زنگنــە خــال‬ ‫وفــي كلمـ ٍ‬ ‫مقابل ــة م ــع مجل ــة «فيل ــي»‪" :‬ب ــدأت ف ــي كتاب ــة‬ ‫الش ــعر عندم ــا بلغ ــت العش ــرين؛ كان ــت أول‬ ‫قصيدت ــي أهديته ــا لوالدت ــي‪ ،‬وتوال ــت بعده ــا‬ ‫الذكري ــات م ــع خانقي ــن‪".‬‬ ‫يعتبــر زنگنــە الشــعر وســيلة للبقــاء علــى اتصــال‬ ‫مــع أصولــه وهويتــه الثقافيــة فــي ظــل محــاوالت‬ ‫النس ــيان واالندث ــار الت ــي تعص ــف بال ــذات‬ ‫الكورديــة التقليديــة‪ .‬ورغــم مــرور الزمــن وتغيــر‬ ‫أس ــاليبه‪ ،‬يص ــر الش ــاعر عل ــى ع ــدم مح ــو‬ ‫أعمالــه القديمــة؛ إذ يــرى أن مراجعتهــا تمنحــه‬ ‫فرص ــة للتأم ــل ف ــي مس ــيرة فن ــه وتط ــوره‪.‬‬

‫يتحدث الشاعرفرهاد‬ ‫زنگنە‪ ،‬الذي ُو ِلد عام‬ ‫‪ 1970‬في قرية مال رحمان‬ ‫– ميخاس‪ ،‬عن ظالل‬ ‫االغتراب التي تالحقه‬ ‫وذكريات مدينة خانقين‬ ‫قسرا في‬ ‫التي تركها‬ ‫ً‬ ‫شكلت‬ ‫طفولته‪ ،‬وكيف ّ‬ ‫هذه التجارب العمق‬ ‫العاطفي الذي ينعكس في‬ ‫شعره املكتوب باللهجة‬ ‫الكوردية الجنوبية‬ ‫الفيلية‪.‬‬

‫يق ــول مبتس ـ ًـما‪" :‬بع ــد م�ض ــي الوق ــت أق ـرأ‬ ‫أش ــعاري القديم ــة وينتابن ــي الضح ــك عل ــى م ــا‬ ‫كتب ــت ف ــي بدايات ــي‪ ،‬لكنن ــي ال أتخل ــص منه ــا‪،‬‬ ‫ب ــل أحتف ــظ به ــا كذك ــرى للما�ض ــي وإله ــام‬ ‫للمس ــتقبل ‪" .‬‬ ‫ـوت ف ــي فض ــاء األدب الك ــورد‪ :‬تحدي ــات‬ ‫صـ ٌ‬ ‫وإبدا ع ــات‬ ‫يب ــرز ف ــي حديث ــه التقدي ــر العمي ــق للهج ــة‬ ‫الكوردي ــة الجنوبي ــة الفيلي ــة‪ ،‬الت ــي ي ــرى أنه ــا‬ ‫قــادرة علــى ملــس القلــوب وتحقيــق الصــدى بيــن‬

‫أف ـراد الجمه ــور املحل ــي‪ .‬غي ــر أن التحدي ــات م ــا‬ ‫زال ــت قائم ــة؛ إذ يش ــكو م ــن ضع ــف الق ـراءة‬ ‫ل ــدى فئ ــات معين ــة م ــن املتحدثي ــن باللهج ــات‬ ‫واقعــا أعمــق‬ ‫الكورديــة األخــرى‪ ،‬وهــو مــا يعكــس ً‬ ‫مــن التخلــف فــي مجــاالت األدب غيــر الشــعري‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪" :‬إن نق ــص الرواي ــة والقص ــة ف ــي‬ ‫لهجتنــا يعــود‪ ،‬ربمــا‪ ،‬إلــى غيــاب املــدارس األدبيــة‬ ‫الكت ــاب عل ــى اإلب ــداع‬ ‫الخاص ــة الت ــي تحف ــز ّ‬ ‫بلغتنــا األصيلــة‪ ،‬ممــا يحرمنــا مــن اســتثمار ثــري‬ ‫للت ـراث الش ــفهي والقص�ص ــي املت ــوارث‪".‬‬

‫عل ــى الرغ ــم م ــن أن ص ــدى أعمال ــه ينم ــو عب ــر‬ ‫منص ــات التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬حي ــث ش ــارك‬ ‫ف ــي ع ــدة برام ــج أدبي ــة فني ــة عل ــى االنس ــتغرام‬ ‫مث ــل "املجل ــس الثقاف ــي الك ــوردي" ف ــي أملاني ــا‪،‬‬ ‫قائم ــا‬ ‫يظ ــل حلم ــه ف ــي طب ــع أول كت ــاب ش ــعري ً‬ ‫عل ــى رأس عج ــز امل ــوارد وسالس ــة النش ــر‬ ‫الرقم ــي‪.‬‬ ‫ويوض ــح زنگن ــە أن وس ــائل النش ــر الحديث ــة‬ ‫أصبح ــت ف ــي متن ــاول الي ــد‪ ،‬لك ــن الطباع ــة م ــا‬ ‫زالــت تشــكل ً‬ ‫تحديــا فــي زمــن االقتصــاد املتــأزم‪.‬‬

‫يمث ــل فره ــاد زنگن ــە صوت ـ ًـا حقيقي ـ ًـا ف ــي س ــاحة‬ ‫األدب الك ــورد‪ ،‬حي ــث يتالق ــى األل ــم والحني ــن‬ ‫م ــع ق ــوة اإلب ــداع والرغب ــة ف ــي الحف ــاظ عل ــى‬ ‫الهوي ــة‪ .‬وبينم ــا ينظ ــر إل ــى املا�ض ــي بابتس ــامة‬ ‫ملؤه ــا الش ــجن والتقدي ــر‪ ،‬يص ــر عل ــى تجدي ــد‬ ‫محاوالت ــه إلحي ــاء الت ـراث الك ــورد الجنوب ــي‪.‬‬ ‫ويبق ــى الس ــؤال األه ــم‪ :‬ه ــل س ــيتمكن الجي ــل‬ ‫الجدي ــد م ــن اس ــتعادة لهجت ــه ومكانته ــا بي ــن‬ ‫ضف ــاف الثقافة؟وبرغ ــم الصعوب ــات‪ ،‬يق ــول‬ ‫ـزءا م ــن الحرك ــة‬ ‫إن ــه ع ــازم عل ــى أن يك ــون ج ـ ً‬

‫الت ــي تس ــعى إلع ــادة اللغ ــة الكوردي ــة إل ــى س ــابق‬ ‫عهده ــا‪ ،‬جاع ـ ًـا م ــن ش ــعره جس ـ ًـرا يرب ــط‬ ‫بي ــن املا�ض ــي والحاض ــر ف ــي رحل ــة ال تنته ــي م ــن‬ ‫البح ــث ع ــن ال ــذات والهوي ــة‪.‬‬ ‫فف ــي عال ــم تتداخ ــل في ــه الذكري ــات م ــع‬ ‫التحــوالت الجذريــة‪ ،‬يقــدم فرهــاد زنگنــە رؤيتــه‬ ‫الثاقب ــة لحال ــة املهجري ــن واملهجري ــن‪ ،‬ليج ــد ف ــي‬ ‫ـاذا يخاط ــب ضمائ ــر أولئ ــك الذي ــن‬ ‫األدب م ـ ً‬ ‫فق ــدوا جذوره ــم ول ــم يس ــتطيعوا نس ــيان‬ ‫تاريخه ــم‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪23 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫صادق االزرقي‪:‬‬ ‫تمرفي شهرنيسان‬ ‫‪ 2025‬الذكرى‬ ‫السنوية الخامسة‬ ‫واألربعين لجريمة‬ ‫اإلبادة الجماعية‬ ‫بحق الكورد الفيليين‬ ‫بقرارات النظام املباد‬ ‫السابق املتعلقة‬ ‫بترحيلهم و إبادتهم‪.‬‬ ‫وبعي ــدا ع ــن أي اعتب ــارات سياس ــية‪ ،‬ف ــإن‬ ‫قضي ــة ترحي ــل الك ــورد الفيليي ــن القس ــري‬ ‫"وقتــل اعــداد كبيــرة منهــم" فــي زمــن نظــام صــدام‬ ‫حســين تمثــل انتهــاكا جســيما لحقــوق اإلنســان‬ ‫وتســتحق البحــث والتحليــل مــن زوايــا متعــددة‪،‬‬ ‫تمكــن املعنييــن بالشــؤون االنســانية والباحثيــن‬ ‫فــي مصائــر الشــعوب مــن تتبــع هــذا امللــف الهــام‬ ‫والق ــاء الض ــوء عل ــى مخرجات ــه والتضام ــن م ــع‬ ‫ضحاي ــاه وانصافه ــم‪.‬‬ ‫فم ــن زاوي ــة القان ــون الدول ــي وحق ــوق اإلنس ــان‬ ‫كان الترحيــل القســري للكــورد الفيلييــن جريمــة‬ ‫ض ــد اإلنس ــانية بموج ــب القان ــون الدول ــي‪،‬‬ ‫ال ــذي يعرف ــه بان ــه‪ ،‬اإلبع ــاد الدائ ــم أو املؤق ــت‬ ‫لألش ــخاص و‪ /‬أو أس ــرهم و‪ /‬أو املجتمع ــات‬ ‫املحلي ــة‪ ،‬م ــن املن ــازل و‪ /‬أو األرا�ض ــي الت ــي‬

‫في ذكرى الفاجـعــة‬ ‫زوايا النظر في ابادة‬ ‫الكـــورد الفـيلــيين‬ ‫يش ــغلونها‪ ،‬ض ــد إرادته ــم وم ــن دون توفي ــر‬ ‫أش ــكال مناس ــبة م ــن الحماي ــة القانوني ــة أو‬ ‫غيره ــا م ــن أش ــكال الحماي ــة األخ ــرى‪ ،‬وم ــن‬ ‫دون إمكاني ــة الوص ــول إل ــى الحماي ــة‪ ،‬بحس ــب‬ ‫لجن ــة حق ــوق اإلنس ــان لألم ــم املتح ــدة‪ ،‬الق ـرار‬ ‫‪ ،1993/77‬واملعاهــدات ذات الصلــة وإمكانيــة‬ ‫تصنيف ــه كجريم ــة ض ــد اإلنس ــانية‪.‬‬ ‫لق ــد وقع ــت انته ــاكات حق ــوق اإلنس ــان‬ ‫األساس ــية للك ــورد الفيليي ــن ف ــي أثن ــاء الترحي ــل‬ ‫وبع ــده وم ــن ذل ــك انته ــاك الح ــق ف ــي الجنس ــية‪،‬‬ ‫الحــق فــي حريــة التنقــل‪ ،‬الحــق فــي امللكيــة‪ ،‬الحق‬ ‫ف ــي ل ــم ش ــمل األس ــرة‪ ،‬والحق ــوق االقتصادي ــة‬ ‫واالجتماعي ــة والثقافي ــة الت ــي ج ــرى انتهاكه ــا‪.‬‬ ‫االم ــر اآلخ ــر ه ــو تحدي ــد مس ــؤولية الدول ــة‬ ‫العراقيــة عــن االنتهــاكات املرتكبــة بحــق الكــورد‬

‫الفيليي ــن ف ــي ظ ــل القان ــون الدول ــي؛ وتتب ــع‬ ‫مبــادئ مســؤولية الحكومــات عــن أفعالهــا غيــر‬ ‫القانوني ــة والتزاماته ــا تج ــاه الضحاي ــا‪.‬‬ ‫كما يجب تناول آليات جبر الضرر والتعويض‬ ‫لضحايــا الترحيــل القســري مــن الكــورد الفيلييــن‬ ‫ف ــي القان ــون الدول ــي‪ ،‬باس ــتعراض اآللي ــات‬ ‫القانوني ــة املتاح ــة لتقدي ــم الجب ــر والتعوي ــض‬ ‫للضحاي ــا عل ــى املس ــتويين الوطن ــي والدول ــي‪.‬‬ ‫كمــا يتوجــب دراســة الســياق التاريخــي لترحيــل‬ ‫الك ــورد الفيليي ــن وأس ــبابه املعلن ــة والخفي ــة‪،‬‬ ‫بدراســة الظــروف السياســية واالجتماعيــة التــي‬ ‫أدت إل ــى ق ـرار الترحي ــل والدواف ــع الحقيقي ــة‬ ‫وراءه‪.‬‬ ‫ويج ــب الرك ــون ال ــى رواي ــات وش ــهادات الناجي ــن‬ ‫مــن الترحيــل القســري للكــورد الفيلييــن وتأثيــره‬

‫عل ــى حياته ــم ومجتمعاته ــم‪ ،‬و جم ــع وتوثي ــق‬ ‫قص ــص الضحاي ــا وتأثي ــر ه ــذه التجرب ــة عل ــى‬ ‫هويته ــم ونس ــيجهم االجتماع ــي‪.‬‬ ‫ويجب ابراز دور الذاكرة الجماعية في الحفاظ‬ ‫عل ــى هوي ــة الك ــورد الفيليي ــن ومطالباته ــم‬ ‫بالعدال ــة‪ ،‬والبح ــث ف ــي كيفي ــة ت ــداول الذاك ــرة‬ ‫التاريخي ــة له ــذه املأس ــاة وأهميته ــا ف ــي تحقي ــق‬ ‫املصالح ــة واالعت ـراف بحقوقه ــم‪.‬‬ ‫ويتوجــب تنــاول تأثيــر ترحيــل الكــورد الفيلييــن‬ ‫ف ــي األدب والف ــن واإلع ــام ودوره ف ــي إبق ــاء‬ ‫القضيــة حيــة‪ ،‬بدراســة كيــف جــرى تنــاول هــذه‬ ‫القضيــة فــي شــتى أشــكال التعبيــر الثقافــي وتأثيــر‬ ‫ذل ــك عل ــى الوع ــي الع ــام‪.‬‬ ‫وم ــن زاوي ــة عل ــم االجتم ــاع واألنثروبولوجي ــا‪،‬‬ ‫يج ــب البح ــث ف ــي التكوي ــن االجتماع ــي والثقاف ــي‬

‫للك ــورد الفيليي ــن ف ــي الع ـراق قب ــل الترحي ــل‬ ‫وتأثي ــر التهجي ــر عل ــى ه ــذا التكوي ــن‪ ،‬ودراس ــة‬ ‫خصائصهــم االجتماعيــة والثقافيــة وكيــف أثــر‬ ‫الترحي ــل عل ــى بنيته ــم وعاداته ــم وتقاليده ــم‪.‬‬ ‫وكذلــك البحــث فــي عمليــات اإلدمــاج والتكيــف‬ ‫للك ــورد الفيليي ــن ف ــي املجتمع ــات الجدي ــدة بع ــد‬ ‫الترحيــل‪ ،‬و التحديــات التــي واجهتهــم فــي بلــدان‬ ‫املهج ــر وكي ــف اس ــتطاعوا بن ــاء حي ــاة جدي ــدة‬ ‫والحف ــاظ عل ــى هويته ــم‪.‬‬ ‫وهن ــاك جان ــب التداعي ــات النفس ــية‬ ‫واالجتماعي ــة للترحي ــل القس ــري عل ــى أف ـراد‬ ‫وعائ ــات الك ــورد الفيليي ــن‪ ،‬بدراس ــة اآلث ــار‬ ‫النفس ــية طويل ــة األم ــد للصدم ــة والن ــزوح‬ ‫والتباع ــد األس ــري‪.‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق ب ــدور املنظم ــات املدني ــة‬

‫واملجتمعي ــة ف ــي دع ــم حق ــوق الك ــورد الفيليي ــن‬ ‫ومناص ــرة قضيته ــم يتوج ــب تس ــليط الض ــوء‬ ‫علــى جهــود املنظمــات غيــر الحكوميــة فــي تقديــم‬ ‫املس ــاعدة للضحاي ــا واملطالب ــة بالعدال ــة‪.‬‬ ‫وم ــن الض ــروري البح ــث ف ــي آلي ــات العدال ــة‬ ‫االنتقالي ــة املمكن ــة لتن ــاول قضي ــة ترحي ــل‬ ‫الك ــورد الفيليي ــن وكش ــف الحقيق ــة‪ ،‬والتركي ــز‬ ‫عل ــى املحاس ــبة‪ ،‬والتعوي ــض‪ ،‬واإلص ــاح‬ ‫املؤس�س ــي‪ ،‬بالبح ــث ف ــي األدوات والعملي ــات‬ ‫الت ــي يمك ــن اس ــتعمالها لتحقي ــق العدال ــة‬ ‫لضحاي ــا االنته ــاكات‪.‬‬ ‫كم ــا يج ــب التركي ــز عل ــى أهمي ــة االعت ـراف‬ ‫الرس ــمي بترحي ــل الك ــورد الفيليي ــن كجريم ــة‬ ‫وانته ــاك لحق ــوق اإلنس ــان‪ ،‬كخط ــوة نح ــو‬ ‫املصالح ــة الوطني ــة‪ ،‬ومناقش ــة دور االعت ـراف‬ ‫ف ــي جب ــر الض ــرر املعن ــوي وبن ــاء الثق ــة‪.‬‬ ‫وف ــي مج ــال تحدي ــات تحقي ــق املصالح ــة ف ــي‬ ‫س ــياق االنقس ــامات املجتمعي ــة الحالي ــة ف ــي‬ ‫املجتمــع العراقــي وتأثيــر قضيــة الكــورد الفيلييــن‬ ‫عليه ــا‪ ،‬بدراس ــة العقب ــات الت ــي تعت ــرض طري ــق‬ ‫املصالح ــة وكي ــف يمك ــن تجاوزه ــا‪.‬‬ ‫امــا فــي مجــال التعليــم واملناهــج الدراســية فــان‬ ‫للقضي ــة دور كبي ــر ف ــي تعزي ــز الوع ــي بقضي ــة‬ ‫الك ــورد الفيليي ــن وأهمي ــة تضمينه ــا ف ــي التاري ــخ‬ ‫الوطن ــي‪ ،‬بالتركي ــز عل ــى أهمي ــة نق ــل الحقيق ــة‬ ‫لألجي ــال املقبل ــة ومن ــع تك ـرار مث ــل ه ــذه‬ ‫االنته ــاكات‪.‬‬ ‫ان مظلومي ــة الك ــورد الفيليي ــن وم ــا الق ــوه م ــن‬ ‫تهجي ــر واب ــادة وس ــجن وقت ــل ش ــبابهم قضي ــة‬ ‫كبيرة وخطيرة ال ينبغي التهاون في ابراز قســوتها‬ ‫وتشــعباتها الكثيــرة؛ ألنهــا تتعلــق بمصيــر انــاس‬ ‫ابريــاء لــم يكــن لهــم كمجموعــة بشــرية دخــل فــي‬ ‫صراع ــات الق ــوى السياس ــية الت ــي م ــرت بتاري ــخ‬ ‫الع ـراق‪ ،‬وم ــا كان ينبغ ــي ان يعاقب ــوا جماعي ــا‪،‬‬ ‫كم ــا يج ــب اض ــاءة تاريخه ــم ودوره ــم اله ــام ف ــي‬ ‫الحيــاة االجتماعيــة واالقتصاديــة والثقافيــة فــي‬ ‫الع ـراق بجمي ــع تش ــعباتها‪.‬‬ ‫ومقاب ــل لذل ــك‪ ،‬ال ينبغ ــي الته ــاون ف ــي فض ــح‬ ‫الجه ــات الت ــي تس ــببت ف ــي معان ــاة مئ ــات‬ ‫ال ــوف الك ــورد الفيليي ــن قت ــا وتهجي ـرا وتغييب ــا‬ ‫لحقوقه ــم االنس ــانية املتع ــارف عليه ــا‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫ســياســـــــــــــــــة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪25 2025‬‬

‫‪POLITICS‬‬

‫مخاوف من قنبلة تهدد‬ ‫الزعامات قبيل االنتخابات‬ ‫فيلي‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫مع تحديد مجلس الوزراء العراقي‬ ‫يوم ‪ 11‬من شهر تشرين الثاني‪/‬‬ ‫موعدا‬ ‫نوفمبر من العام ‪2025‬‬ ‫ً‬ ‫إلجراء االنتخابات التشريعية‪ ،‬برزت‬ ‫مجموعة من التحديات لنجاح إجراء‬ ‫االنتخابات‪.‬‬

‫وتنوع ــت ه ــذه التحدي ــات بحس ــب م ــا‬ ‫تح ــدث ب ــه أربع ــة أعض ــاء حاليي ــن ف ــي مجل ــس‬ ‫الن ــواب العراق ــي‪ ،‬وعض ــو خام ــس ع ــن ال ــدورة‬ ‫الس ــابقة ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬بي ــن الع ــزوف الكبي ــر‬ ‫ع ــن املش ــاركة ف ــي االنتخاب ــات خاص ــة‬ ‫م ــع اس ــتمرار مقاطع ــة "التي ــار الوطن ــي‬ ‫الشيعي" ‪ -‬التيار الصدري‬ ‫سابقا ‪ -‬وغياب‬ ‫ً‬ ‫الثق ــة الش ــعبية ف ــي العملي ــة السياس ــية‪.‬‬ ‫وم ــن التحدي ــات أيض ـ ًـا بحس ــب الن ــواب‪ ،‬ه ــي‬ ‫م ــا ق ــد تواجه ــه مفوضي ــة االنتخاب ــات نفس ــها‬ ‫بس ــبب انخف ــاض أس ــعار النف ــط وانعكاس ــها‬ ‫عل ــى املوازن ــة لتأمي ــن متطلب ــات االنتخاب ــات‬ ‫الفنيــة واللوجســتية‪ ،‬فضـ ًـا عــن ضمــان بيئــة‬ ‫انتخابي ــة عادل ــة لجمي ــع املرش ــحين بم ــا فيه ــم‬ ‫املس ــتقلين‪ ،‬ف ــي ظ ــل وج ــود مس ــاع لتعدي ــل‬ ‫ٍ‬ ‫القواني ــن االنتخابي ــة بم ــا يخ ــدم مصال ــح‬ ‫"األح ـزاب الكالس ــيكية"‪.‬‬ ‫عزوف كبير‬ ‫ويعد التحدي األكبر لنجاح إجراء االنتخابات‬ ‫هــو "توقــع حصــول عــزوف كبيــر خصوصـ ًـا إذا‬ ‫مــا اســتمر التيــار الصــدري باملقاطعــة وإعــان‬ ‫بعــض التربوييــن املقاطعــة أيضـ ًـا فــي حــال عــدم‬ ‫تعدي ــل س ــلم الروات ــب‪ ،‬وربم ــا تتوس ــع ه ــذه‬ ‫املقاطع ــة لتش ــمل فئ ــات املوظفي ــن اآلخري ــن‬ ‫أصح ــاب الروات ــب الضعيف ــة"‪ ،‬وف ــق النائ ــب‬ ‫ف ــي البرمل ــان العراق ــي‪ ،‬واألمي ــن الع ــام لح ــزب‬ ‫"البواس ــل"‪ ،‬محم ــد قتيب ــة‪.‬‬ ‫وشــهدت الســاحة العراقيــة فــي األيــام املاضيــة‪،‬‬ ‫تظاه ـرات للك ــوادر التعليمي ــة وموظف ــي‬ ‫التربي ــة‪ ،‬ف ــي بغ ــداد وع ــدد‬ ‫م ــن محافظ ــات‬

‫ا لو س ــط‬ ‫وا لجن ــوب ‪،‬‬ ‫و حص ــل‬ ‫فيه ــا تصاع ــد‬ ‫كبي ــر‪ ،‬خاص ــة‬

‫ف ــي محافظ ــة ذي ق ــار الت ــي ش ــهدت صدام ــات‬ ‫بي ــن املتظاهري ــن وق ــوات مكافح ــة الش ــغب‪،‬‬ ‫الت ــي قام ــت بدوره ــا باس ــتخدام العن ــف ض ــد‬ ‫املتظاهري ــن‪ ،‬حس ــب م ــا نق ــل مراقبي ــن للوض ــع‬ ‫ف ــي املحافظ ــة‪.‬‬ ‫م ــن جان ــب آخ ــر‪ ،‬أعل ــن زعي ــم التي ــار الوطن ــي‬ ‫الش ــيعي (التي ــار الص ــدري)‪ ،‬مقت ــدى الص ــدر‪،‬‬ ‫أواخ ــر ش ــهر آذار‪ /‬م ــارس املا�ض ــي‪ ،‬ع ــدم‬ ‫مشــاركته فــي االنتخابــات املقبلــة‪ ،‬قائـ ًـا‪" :‬ليكــن‬ ‫ـودا فلــن‬ ‫فــي علــم الجميــع‪ ،‬مــا دام الفســاد موجـ ً‬ ‫أشــارك فــي أي عمليــة انتخابيــة عرجــاء‪ ،‬ال هــم‬ ‫له ــا إال املصال ــح الطائفي ــة والحزبي ــة"‪.‬‬ ‫وغ ــادر الص ــدر العملي ــة السياس ــية‪ ،‬ف ــي‬ ‫حزيران‪/‬يوني ــو ‪ ،2022‬بعدم ــا س ــحب نواب ــه‬ ‫م ــن البرمل ــان‪ ،‬وق ــرر حينه ــا ع ــدم املش ــاركة ف ــي‬ ‫أي انتخاب ــات مقبل ــة حت ــى ال يش ــترك م ــع م ــن‬ ‫س ــماهم بـ"الساس ــة الفاس ــدين"‪.‬‬ ‫وباإلضاف ــة إل ــى م ــا س ــبق‪ ،‬أش ــار قتيب ــة‪ ،‬خ ــال‬ ‫حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن "الوض ــع املال ــي‬ ‫ـلبا‬ ‫ال ــذي يش ــهده الع ـراق حالي ـ ًـا س ــيؤثر س ـ ً‬ ‫عل ــى بع ــض النش ــاطات االقتصادي ــة املهم ــة‬ ‫لبع ــض فئ ــات املجتم ــع م ــا ي ــؤدي إل ــى عزوفه ــم‬ ‫أيضـ ًـا‪ ،‬لذلــك العــزوف هــو أكبــر تحــدي لنجــاح‬ ‫االنتخاب ــات املقبل ــة"‪.‬‬ ‫ضرورة حتمية‬ ‫لكــن رغــم ذلــك‪ ،‬تبقــى العمليــة االنتخابيــة هــي‬ ‫"الطري ــق الوحي ــد للت ــداول الس ــلمي للس ــلطة‬ ‫بم ــا يحف ــظ حق ــوق‬ ‫ا لجمي ــع " ‪،‬‬ ‫بحس ــب‬ ‫ع ــارف‬

‫الحمام ــي‪ ،‬النائ ــب‬ ‫عــن ائتــاف "دولــة القانــون" بزعامــة‬ ‫نــوري املالكــي‪ ،‬داعيـ ًـا "جميــع املواطنيــن والكتــل‬ ‫السياس ــية لالش ــتراك ف ــي االنتخاب ــات املقبل ــة"‪.‬‬ ‫واعتب ــر الحمام ــي‪ ،‬خ ــال حديث ــه للوكال ــة‪،‬‬ ‫أن "التح ــدي األكب ــر لالنتخاب ــات ه ــم الذي ــن‬ ‫يتاج ــرون بدم ــاء العراقيي ــن وباملطال ــب الحق ــة‬ ‫لبعــض الشـرائح و(يركبــون املوجــة)‪ ،‬لذلــك فــي‬ ‫الوقــت الــذي نعلــن فيــه التضامــن مــع املطالــب‬

‫الحقــة للتربوييــن‪ ،‬نخ�شــى مــن املتســلقين الذيــن‬ ‫يعتاش ــون عل ــى التالع ــب بمش ــاعر اآلخري ــن‬ ‫والتس ــلق غي ــر املش ــروع"‪.‬‬ ‫كمــا وكشــف الحمامــي‪ ،‬أن "هنــاك مســموعات‬ ‫عل ــى وج ــود نف ــس م ــن البع ــض داخ ــل أو‬ ‫خ ــارج الع ـراق يدع ــون إل ــى حكوم ــة ط ــوارئ‬ ‫وإلغ ــاء االنتخاب ــات‪ ،‬وه ــذا عب ــارة ع ــن عملي ــة‬ ‫ج ــس نب ــض‪ ،‬ونعل ــن رفضن ــا له ــذه الدع ــوات‪،‬‬ ‫فالع ـراق ق ــادر عل ــى تج ــاوز كل التحدي ــات"‪.‬‬ ‫وكان زعي ــم ائت ــاف دول ــة القان ــون‪ ،‬ن ــوري‬ ‫املالك ــي‪ ،‬ح ــذر ف ــي (‪ 7‬نيس ــان‪/‬أبريل الج ــاري)‪،‬‬ ‫ـدا‬ ‫م ــن أي تأجي ــل أو إلغ ــاء لالنتخاب ــات‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫هــذا األمــر يعنــي ســقوط البرملــان ووضــع العـراق‬ ‫عل ــى منص ــة "التقس ــيم والفتن ــة"‪.‬‬ ‫وقــال املالكــي‪ ،‬خــال كلمــة لــه فــي مهرجــان وفــاء‬ ‫ال ــدم أصاب ــع بنفس ــجية‪ ،‬وحض ــره مراس ــل‬ ‫مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "ه ــذه األي ــام نس ــمع كلم ــات‬ ‫تطل ــق م ــن البع ــض‪ ،‬بش ــأن تأجي ــل أو إلغ ــاء‬ ‫االنتخاب ــات‪ ،‬لكنه ــا واج ــب ش ــرعي وإنس ــاني‬ ‫وأخالقــي‪ ،‬وأن األمــة هــي مــن تســيطر مــن خــال‬ ‫االنتخاب ــات"‪.‬‬ ‫يذك ــر أن اإلط ــار التنس ــيقي‪ ،‬الجام ــع للق ــوى‬ ‫الش ــيعية‪ ،‬أك ــد ف ــي (‪ 7‬نيس ــان‪/‬أبريل الج ــاري)‪،‬‬ ‫إص ـراره عل ــى إج ـراء االنتخاب ــات التش ــريعية‬ ‫املقبل ــة ف ــي موعده ــا املح ــدد‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى ع ــدم‬ ‫وجــود حــق ألي جهــة فــي تأجيــل االنتخابــات أو‬ ‫إلغ ــاء التوقيت ــات الزمني ــة له ــا‪.‬‬ ‫إل ــى ذل ــك‪ ،‬كش ــف مص ــدر م ــن داخ ــل اإلط ــار‬ ‫التنس ــيقي ملجل ــة «فيل ــي» وقته ــا‪ ،‬أن ائت ــاف‬ ‫دول ــة القان ــون تمس ــك ف ــي االجتم ــاع بمطالبت ــه‬ ‫ف ــي تغيي ــر قان ــون االنتخاب ــات‪ ،‬وانقس ــمت‬ ‫ق ــوى اإلط ــار بي ــن مؤي ــد وراف ــض‪ ،‬وعم ــدت إل ــى‬ ‫االحت ــكام للتصوي ــت عل ــى التغيي ــر م ــن عدم ــه‪،‬‬ ‫وبالتال ــي رجح ــت كف ــة الرافضي ــن لتغيي ــر‬ ‫القا ن ــون ‪.‬‬ ‫جملة تحديات‬ ‫وال يقتص ــر تأيي ــد إج ـراء االنتخاب ــات‬ ‫التش ــريعية املقبل ــة ف ــي موعده ــا املح ــدد عل ــى‬ ‫اإلط ــار التنس ــيقي فق ــط‪ ،‬فق ــد أعل ــن النائ ــب‬ ‫عــن حركــة "امتــداد"‪ ،‬ضيــاء الهنــدي‪" ،‬الدعــم‬ ‫الكام ــل إلج ـراء االنتخاب ــات ف ــي وقته ــا املح ــدد‪،‬‬ ‫ـتوريا ومس ــا ًرا‬ ‫باعتباره ــا اس ـ‬ ‫ـتحقاقا دس ـ ً‬ ‫ً‬ ‫ديمقراطي ـ ًـا ال يمك ــن التفري ــط ب ــه"‪.‬‬ ‫ونب ــه الهن ــدي‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إلــى أن "التحــدي األكبــر إلجـراء االنتخابــات هــو‬

‫‪26‬‬

‫ســياســـــــــــــــــة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪27 2025‬‬

‫‪POLITICS‬‬

‫مخاوف من قنبلة تهدد الزعامات قبيل االنتخابات‬

‫عارف الحمامي‬ ‫النائب عن ائتالف دولة القانون‬

‫محاول ــة بع ــض األط ـراف االلتف ــاف عل ــى إرادة‬ ‫الشــعب مــن خــال الطعــن بشــرعية موعدهــا‪،‬‬ ‫أو الس ــعي لتعدي ــل القواني ــن االنتخابي ــة بم ــا‬ ‫يخ ــدم مصالحه ــا الضيق ــة‪ ،‬ولي ــس املصلح ــة‬ ‫الوطني ــة"‪.‬‬ ‫ورأى أن "ضم ــان نزاه ــة االنتخاب ــات‪ ،‬ومن ــع‬ ‫اس ــتخدام امل ــال السيا�س ــي‪ ،‬وتأمي ــن بيئ ــة‬ ‫انتخابي ــة عادل ــة لجمي ــع املرش ــحين‪ ،‬تمث ــل‬ ‫تحدي ــات حقيقي ــة يج ــب أن نك ــون عل ــى أهب ــة‬ ‫االس ــتعداد ملواجهته ــا"‪ ،‬عل ــى ح ــد تعبي ــره‪.‬‬ ‫واتف ــق النائ ــب املس ــتقل‪ ،‬ج ــواد اليس ــاري‪،‬‬ ‫م ــع م ــا طرح ــه الهن ــدي بض ــرورة ضم ــان بيئ ــة‬ ‫انتخابي ــة عادل ــة لجمي ــع املرش ــحين‪ ،‬حي ــث‬ ‫ق ــال إن "م ــا يعي ــق ف ــرص املس ــتقلين والكت ــل‬ ‫واألح ـزاب والقوائ ــم الناش ــئة ه ــو جع ــل‬ ‫املحافظ ــة دائ ــرة واح ــدة وخاضع ــة لقان ــون‬ ‫س ــانت ليغ ــو‪ ،‬م ــا يمث ــل ه ــذا التح ــدي األكب ــر‬ ‫لهــم‪ ،‬لعــدم وجــود فرصــة إال فــي حــال املشــاركة‬ ‫م ــع كيان ــات أو أح ـزاب أخ ــرى"‪.‬‬ ‫وع ــن تحدي ــات الحكوم ــة ف ــي إنج ــاح العملي ــة‬ ‫االنتخابي ــة‪ ،‬أوض ــح اليس ــاري‪ ،‬خ ــال حديث ــه‬ ‫للوكال ــة‪ ،‬أن "التح ــدي األب ــرز للحكوم ــة حالي ـ ًـا‬ ‫ه ــو انخف ــاض أس ــعار النف ــط إل ــى مس ــتوى‬ ‫أدنــى مــا تــم تحديــده فــي املوازنــة وهــو ‪ 70‬دوال ًرا‬ ‫للبرمي ــل‪ ،‬م ــا يتطل ــب إع ــادة كتاب ــة املوازن ــة بم ــا‬ ‫يتما�ش ــى م ــع االنخف ــاض الحال ــي‪ ،‬وه ــذا م ــا ق ــد‬ ‫يع ــرض املوازن ــة إل ــى مزي ــد م ــن التأخي ــر"‪.‬‬ ‫"مفاجآت" الزعامات‬ ‫وف ــي ظ ــل ه ــذه التحدي ــات‪ ،‬تب ــرز الصراع ــات‬ ‫بي ــن الكت ــل السياس ــية وس ــباقها لحص ــد أكث ــر‬

‫كامل نواف الغريري‬ ‫النائب السابق والقيادي في كتلة "مبادرة"‬

‫األص ــوات ف ــي االنتخاب ــات‪" ،‬متناس ــين أن‬ ‫النتائــج تحســمها قناعــة الشــارع بهــم‪ ،‬بحســب‬ ‫القي ــادي ف ــي كتل ــة "مب ــادرة"‪ ،‬النائ ــب الس ــابق‪،‬‬

‫كام ــل ن ــواف الغري ــري‪.‬‬ ‫ولفــت الغريــري‪ ،‬خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إل ــى وج ــود "رف ــض م ــن ِقب ــل الش ــارع لبع ــض‬ ‫الكت ــل السياس ــية الت ــي فش ــلت ف ــي الفت ـرات‬ ‫املاضيــة‪ ،‬لذلــك مــن املتوقــع حصــول مفاجــآت‬ ‫لبع ــض الزعام ــات الس ــنية والش ــيعية‪،‬‬ ‫وســيكون صاحــب الحــظ األوفــر فــي االنتخابــات‬ ‫مل ــن كان ف ــي خدم ــة املواطني ــن"‪.‬‬ ‫ورغ ــم معرف ــة الق ــوى السياس ــية به ــذا‪ ،‬لك ــن‬ ‫"ال ت ـزال بع ــض الق ــوى السياس ــية‪ ،‬تس ــتغل‬ ‫االنقس ــامات الطائفي ــة والعرقي ــة لتعبئ ــة‬ ‫قواعده ــا االنتخابي ــة ب ــدل تقدي ــم برام ــج‬ ‫إصالحي ــة ش ــاملة"‪ ،‬وف ــق املحل ــل السيا�س ــي‪،‬‬ ‫عل ــي الحبي ــب‪ ،‬مبين ـ ًـا أن "ه ــذه االنقس ــامات‬ ‫تعــزز االســتقطاب لهــذه األح ـزاب الكالســيكية‬ ‫املهيمنــة منــذ عــام ‪ 2003‬وإلــى اليــوم‪ ،‬مــا يجعــل‬ ‫م ــن الصعوب ــة تش ــكيل حكوم ــة توافقي ــة بع ــد‬

‫االنتخا ب ــات"‪.‬‬ ‫ورأى الحبي ــب‪ ،‬خ ــال حديث ــه للوكال ــة‪ ،‬أن‬ ‫"هــذا يجعــل غيــاب الثقــة الشــعبية فــي العمليــة‬ ‫السياس ــية التح ــدي األب ــرز لالنتخاب ــات‪،‬‬ ‫وه ــذا م ــا تجل ــى بانخف ــاض نس ــب املش ــاركة‬ ‫ف ــي االنتخاب ــات الس ــابقة‪ ،‬ألن الكثي ــر م ــن‬ ‫الناخبي ــن يش ــعرون أن االنتخاب ــات ال تعك ــس‬ ‫اإلرادة الحقيقي ــة له ــم‪ ،‬ب ــل ه ــي عب ــارة ع ــن‬ ‫تس ــويات بي ــن الطبق ــات السياس ــية"‪.‬‬ ‫أم ــا التح ــدي اآلخ ــر إلج ـراء االنتخاب ــات‪،‬‬ ‫فه ــو ‪ -‬بحس ــب الحبي ــب ‪ -‬يتمث ــل بـ"املفوضي ــة‬ ‫نفس ــها‪ ،‬منه ــا ضغ ــوط لوجس ــتية وفني ــة‬ ‫بقضيــة تحديــث ســجالت الناخبيــن‪ ،‬وضمــان‬ ‫نزاه ــة االقت ـراع اإللكترون ــي ف ــي ظ ــل وج ــود‬ ‫تج ــارب س ــابقة والج ــدل ح ــول مصداقي ــة‬ ‫النتائــج‪ ،‬والخروقــات التــي تحصــل فــي العمليــة‬ ‫االنتخابي ــة"‪.‬‬

‫وزاد بالق ــول‪" :‬كم ــا يراف ــق ه ــذه التحدي ــات‬ ‫ع ــدم تحدي ــد قان ــون لالنتخاب ــات لغاي ــة‬ ‫اآلن‪ ،‬وس ــط مطالب ــات م ــن األح ـزاب الكبي ــرة‬ ‫والكالس ــيكية بتعدي ــل القان ــون الحال ــي‪ ،‬فيم ــا‬ ‫تطال ــب األح ـزاب الصغي ــرة والناش ــئة باإلبق ــاء‬ ‫عل ــى القان ــون‪ ،‬وكل جه ــة تطال ــب بم ــا ينس ــجم‬ ‫م ــع مصلحته ــا"‪.‬‬ ‫وش ــهد الع ـراق تش ــريع س ــتة قواني ــن انتخابي ــة‬ ‫منــذ عــام ‪ ،2003‬آخرهــا عــام ‪ 2023‬بتصويــت‬ ‫البرمل ــان عل ــى قان ــون "التعدي ــل الثال ــث‬ ‫لقان ــون انتخاب ــات مجل ــس الن ــواب ومجال ــس‬ ‫املحافظات واألقضية رقم (‪ )12‬لعام ‪."2018‬‬ ‫وش ــملت التعدي ــات األخي ــرة إلغ ــاء النظ ــام‬ ‫املعم ــول ب ــه ف ــي انتخاب ــات تش ــرين األول‪/‬‬ ‫أكتوب ــر ‪ ،2021‬واعتم ــد بموج ــب النظ ــام‬ ‫االنتخاب ــي الجدي ــد نظ ــام الدوائ ــر املتع ــددة‬ ‫وقس ــم الب ــاد جغرافي ـ ًـا إل ــى ‪ 83‬دائ ــرة ب ــدل‬

‫النظ ــام القدي ــم ال ــذي ح ــدد أن كل محافظ ــة‬ ‫تمث ــل دائ ــرة انتخابي ــة واح ــدة‪.‬‬ ‫وأعلن ــت املفوضي ــة العلي ــا لالنتخاب ــات‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬الش ــهر املا�ض ــي‪ ،‬انط ــاق عملي ــة‬ ‫تحديــث ســجل الناخبيــن‪ ،‬فيمــا أشــارت إلــى أن‬ ‫عملي ــة التحدي ــث ستس ــتمر مل ــدة ش ــهر واح ــد‪.‬‬ ‫وقال ــت املفوضي ــة عل ــى لس ــان املتحدث ــة‬ ‫باس ــمها‪ ،‬جمان ــة الغ ــاي‪ ،‬ي ــوم (‪ 26‬م ــن ش ــهر‬ ‫آذار‪/‬م ــارس املا�ض ــي)‪ ،‬إن قراب ــة ‪ 30‬ملي ــون‬ ‫ش ــخص يح ــق له ــم اإلدالء بأصواته ــم ف ــي‬ ‫االنتخاب ــات البرملاني ــة املقبل ــة‪.‬‬ ‫وكان مجل ــس الن ــواب العراق ــي‪ ،‬ص ــوت خ ــال‬ ‫جلســته االعتياديــة فــي ‪ 13‬كانــون الثانــي‪ /‬ينايــر‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬عل ــى تمدي ــد عم ــل مجل ــس املفوضي ــن‬ ‫ف ــي مفوضي ــة االنتخاب ــات‪ ،‬وذل ــك بع ــد أن ق ــرر‬ ‫القض ــاء العراق ــي‪ ،‬تمدي ــد م ــدة والي ــة أعض ــاء‬ ‫مجلــس املفوضيــة الــدورة الحاليــة ملــدة ســنتين‪.‬‬

‫الحمامي‪« :‬يوجد نفس‬ ‫من البعض داخل أو خارج‬ ‫العراق يدعو إلى حكومة‬ ‫طوارئ وإلغاء االنتخابات‪،‬‬ ‫وهذا عبارة عن عملية‬ ‫جس نبض‪ ،‬ونعلن‬ ‫رفضنا لهذه الدعوات»‪.‬‬

‫الغريري‪« :‬من المتوقع‬ ‫حصول مفاجآت‬ ‫لبعض الزعامات‬ ‫السنية والشيعية‪،‬‬ ‫وسيكون صاحب الحظ‬ ‫األوفر في االنتخابات‬ ‫لمن كان في خدمة‬ ‫المواطنين»‪..‬‬

‫‪28‬‬

‫ســياســـــــــــــــــة‬

‫‪POLITICS‬‬

‫بغداد أول المتضررين أمنياً واقتصادياً‪..‬‬

‫سيناريو لما بعد استهداف ترامب لطهران‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫م ــع تصاع ــد وتي ــرة التهدي ــدات األمريكي ــة ف ــي اس ــتهداف إي ــران بعم ــل عس ــكري أو‬ ‫عقوبــات اقتصاديــة للتخلــي عــن برنامجهــا النــووي‪ ،‬يتوقــع مر اقبــون أن يكــون‬ ‫العــراق أول املتضرريــن مــن هــذه األزمــة‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪29 2025‬‬

‫وتكمــن الخطــورة علــى العـراق حــال اســتدراجه‬ ‫ـزءا م ــن ه ــذه العملي ــات‪ ،‬وبالتال ــي‬ ‫ليك ــون ج ـ ً‬ ‫س ــيتضرر أمني ـ ًـا بوج ــود فصائ ــل مس ــلحة‬ ‫حليفــة إلي ـران لهــا القــدرة علــى تهديــد املصالــح‬ ‫األمريكيــة فــي وقــت هنــاك عجــر حكومــي وعــدم‬ ‫ق ــدرة عل ــى ردعه ــا‪ ،‬بحس ــب املراقبي ــن‪.‬‬ ‫وإل ــى جان ــب التض ــرر األمن ــي‪ ،‬يب ــرز الجان ــب‬ ‫املاس ــة الس ــتيراد‬ ‫االقتص ــادي والحاج ــة‬ ‫ّ‬ ‫الغ ــاز والكهرب ــاء م ــن إي ـران‪ ،‬واألخط ــر يتمث ــل‬ ‫باالقتص ــاد العراق ــي الريع ــي امله ــدد ح ــال‬ ‫حص ــول اضط ــرب ف ــي الخلي ــج وف ــي مضي ــق‬ ‫هرم ــز بح ــدوث خل ــل ف ــي انس ــيابية تدف ــق‬ ‫البت ــرول م ــن الع ـراق إل ــى األس ــواق العاملي ــة‬ ‫والس ــيما الصيني ــة‪ ،‬م ــا س ــيؤدي إل ــى خل ــل ف ــي‬ ‫الدخ ــل القوم ــي العراق ــي‪ ،‬وف ــق املراقبي ــن‪.‬‬ ‫ويؤك ــد املراقب ــون‪ ،‬أن املنطق ــة عل ــى "حاف ــة‬ ‫انهي ــار أمن ــي وعس ــكري" س ــيلقي بظالل ــه عل ــى‬ ‫الع ـراق‪ ،‬خاص ــة وأن الس ــاحة العراقي ــة ه ــي‬ ‫س ــاحة تج ــاذب وص ـراع بي ــن النف ــوذ األمريك ــي‬ ‫واإليران ــي‪ ،‬م ــا يض ــع حكوم ــة الس ــوداني‬ ‫بـ"مرحل ــة الخي ــارات الصعب ــة"‪.‬‬ ‫بوادر الحرب‬ ‫وبه ــذا الص ــدد‪ ،‬يق ــول الخبي ــر اإلس ــتراتيجي‪،‬‬ ‫أحم ــد الش ــريفي‪ ،‬إن "التموض ــع األمريك ــي ف ــي‬ ‫املحي ــط الهن ــدي بقاع ــدة (دييغ ــو غارس ــيا)‬ ‫اإلس ــتراتيجية تدل ــل عل ــى أن ب ــوادر الح ــرب‬ ‫بات ــت أكث ــر ترجيح ـ ًـا كاحتم ــال‪ ،‬فيم ــا ب ــدأ‬ ‫التصعيــد ضــد إيـران ينتقــل مــن مرحلــة ضــرب‬ ‫األذرع إل ــى مرحل ــة ض ــرب العم ــق‪ ،‬والتح ــول‬ ‫عل ــى الع ـراق س ــيكون بع ــد عملي ــة اليم ــن"‪.‬‬ ‫ويوضــح الشــريفي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "املرحلــة‬ ‫الت ــي تل ــي العملي ــات ف ــي إس ــكات ق ــدرة اليم ــن‬ ‫عل ــى املش ــاغلة والتع ــرض ف ــي البح ــر األحم ــر‪،‬‬ ‫ق ــد تك ــون باس ــتهداف الفصائ ــل العراقي ــة‬ ‫بوصفهــا قــدرات حليفــة إلي ـران فــي الجغرافيــة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬له ــا الق ــدرة عل ــى تهدي ــد املصال ــح‬ ‫األمريكي ــة‪ ،‬ف ــي وق ــت هن ــاك عج ــر حكوم ــي‬ ‫وع ــدم ق ــدرة عل ــى ردعه ــا"‪.‬‬ ‫ويــرى أن "اســتدراج العـراق بالحــرب األمريكيــة‬ ‫ـزءا م ــن ه ــذه العملي ــات‬ ‫‪ -‬اإليراني ــة ليك ــون ج ـ ً‬

‫‪30‬‬

‫ســياســـــــــــــــــة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪31 2025‬‬

‫‪POLITICS‬‬

‫بغداد أول المتضررين‪ ..‬سيناريو لما بعد استهداف ترامب لطهران‬

‫وارد‪ ،‬ومــا يعــزز هــذه الفرضيــة انســياق اإلطــار‬ ‫التنس ــيقي ال ــذي يؤث ــر عل ــى الحكوم ــة بش ــكل‬ ‫مباش ــر م ــع إي ـران‪ ،‬وبالتال ــي س ــيتضرر الع ـراق‬ ‫اقتصادي ـ ًـا وكذل ــك عل ــى مس ــتوى أم ــن الطاق ــة‬ ‫فيم ــا يتعل ــق بدائ ــرة اإلنت ــاج ونش ــاط الحي ــاة‬ ‫االقتصادي ــة ف ــي الب ــاد"‪.‬‬ ‫وين ـ ّـوه إل ــى أن "األخط ــر ف ــي ه ــذا الجان ــب‪ ،‬ه ــو‬ ‫أن االقتص ــاد العراق ــي ريع ــي‪ ،‬وف ــي ح ــال حص ــل‬ ‫اضط ــرب ف ــي الخلي ــج وف ــي مضي ــق هرم ــز‪،‬‬ ‫فســيؤدي إلــى خلــل فــي انســيابية تدفــق البتــرول‬ ‫م ــن الع ـراق إل ــى األس ــواق العاملي ــة والس ــيما‬ ‫األســواق الصينيــة‪ ،‬وهــذا ســيؤدي إلــى خلــل فــي‬ ‫الدخ ــل القوم ــي العراق ــي‪ ،‬وق ــد يعج ــز الع ـراق‬ ‫بموجب ــه عل ــى اإليف ــاء بالتزامات ــه ف ــي تأمي ــن‬ ‫الروات ــب"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن "ه ــذا يجع ــل حكوم ــة الس ــوداني‬ ‫ف ــي أخط ــر مرحل ــة يمك ــن تس ــميتها بـ(مرحل ــة‬ ‫الخي ــارات الصعب ــة)‪ ،‬حي ــث إن املنطق ــة عل ــى‬ ‫حاف ــة انهي ــار أمن ــي وعس ــكري س ــيلقي بظالل ــه‬ ‫عل ــى الع ـراق ال ــذي يج ــب علي ــه أن يحس ــم‬ ‫خيارات ــه بي ــن أمري ــكا أو إي ـران أو الن ــأي بنفس ــه‬ ‫وأخ ــذ جان ــب الحي ــاد‪ ،‬خاص ــة وأن الس ــاحة‬ ‫العراقي ــة ه ــي س ــاحة تج ــاذب وص ـراع بي ــن‬ ‫النف ــوذ األمريك ــي واإليران ــي"‪.‬‬ ‫مصير العالقة العراقية اإليرانية‬ ‫وع ــن مصي ــر العالق ــة م ــا بي ــن بغ ــداد وطه ـران‬ ‫إذا مــا تطــور التصعيــد القائــم مــا بيــن الواليــات‬ ‫املتح ــدة األمريكي ــة والجمهوري ــة اإلس ــامية‬ ‫اإليراني ــة إل ــى تصعي ــد عس ــكري أو مضاعف ــة‬ ‫العقوب ــات عل ــى األخي ــرة‪ ،‬يق ــول املحل ــل‬ ‫السيا�س ــي‪ ،‬عائ ــد الهالل ــي‪ ،‬إن "ه ــذا س ــيؤثر‬ ‫بش ــكل كبي ــر عل ــى مس ــتوى العالق ــة م ــا بي ــن‬ ‫البلد ي ــن"‪.‬‬ ‫ويوض ــح الهالل ــي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "الع ـراق‬ ‫يق ــف حالي ـ ًـا ف ــي املنطق ــة الوس ــطى م ــا بي ــن‬ ‫إيـران وأمريــكا‪ ،‬ويحــاول صناعــة حــوار لتقريــب‬ ‫وجه ــات النظ ــر بينهم ــا‪ ،‬لك ــن سياس ــة ترام ــب‬ ‫مختلف ــة ه ــذه امل ــرة‪ ،‬فه ــو يح ــاول أن يضغ ــط‬

‫"في حال حصل اضطراب‬ ‫في الخليج‪ ،‬فسيؤدي إلى‬ ‫خلل في انسيابية تدفق‬ ‫البترول من العراق إلى‬ ‫األسواق العالمية‪ ،‬وهذا‬ ‫سيؤدي إلى خلل في‬ ‫الدخل القومي العراقي"‪..‬‬

‫بشــكل كبيــر علــى طهـران للتخلــي عــن برنامجهــا‬ ‫الن ــووي‪ ،‬وه ــذا الوض ــع يثي ــر قل ــق الحكوم ــة‬ ‫العراقي ــة ألن تداعي ــات ه ــذه األزم ــة س ــوف‬ ‫تتح ــول إل ــى الع ـراق"‪.‬‬ ‫وعــن مكامــن هــذه املخــاوف‪ ،‬يشــرح الهاللــي‪ ،‬أن‬ ‫"هن ــاك فصائ ــل ف ــي الع ـراق موالي ــة إلي ـران ق ــد‬ ‫تســتهدف املصالــح األمريكيــة ســواء فــي الع ـراق‬ ‫أو ف ــي البل ــدان املج ــاورة الت ــي فيه ــا قواع ــد‬ ‫أمريكي ــة‪ ،‬وه ــذا س ــيؤثر عل ــى الع ـراق‪ ،‬ألن‬ ‫أمري ــكا ل ــن تق ــف مكتوف ــة األي ــدي ب ــل س ــوف‬ ‫ت ــرد عل ــى املس ــتهدفين"‪.‬‬ ‫ويتابــع "كمــا أن إيـران لــن تقــف مكتوفــة األيــدي‬ ‫أيض ـ ًـا‪ ،‬ب ــل أنه ــا توع ــدت بال ــرد عل ــى القواع ــد‬ ‫األمريكي ــة ف ــي املحي ــط الهن ــدي الت ــي يتواج ــد‬ ‫فيه ــا قراب ــة ‪ 50‬أل ــف جن ــدي أمريك ــي‪ ،‬لذل ــك‬

‫مدمــرة للمنطقــة عمومـ ًـا ولــن‬ ‫هنــاك تداعيــات ّ‬ ‫تقتص ــر عل ــى إي ـران"‪.‬‬ ‫وعل ــى الجان ــب االقتص ــادي‪ ،‬يضي ــف الهالل ــي‪،‬‬ ‫أن "الع ـراق لدي ــه تب ــادل اقتص ــادي كبي ــر م ــع‬ ‫إي ـران ربم ــا يص ــل إل ــى قراب ــة ‪ 20‬ملي ــار دوالر‪،‬‬ ‫ماس ــة الس ــتيراد الغ ــاز‬ ‫كم ــا هن ــاك حاج ــة ّ‬ ‫والكهرب ــاء منه ــا‪ ،‬وف ــي ح ــال تعرضه ــا للتدمي ــر‬ ‫فهــذا ســيؤثر علــى إمــدادات الطاقــة وســاعات‬ ‫التجهي ــز ف ــي الع ـراق"‪.‬‬ ‫العراق أول املتضررين في األزمة‬ ‫وبن ــاء عل ــى م ــا س ــبق‪ ،‬يعتب ــر "الع ـراق أول‬ ‫ً‬ ‫املتضرريــن مــن هــذه األزمــة إذا مــا وصلــت لحــد‬ ‫االنفج ــار‪ ،‬لس ــبب بس ــيط‪ ،‬وه ــو أن الع ـراق‬ ‫فش ــل فش ـ ًـا ذريع ـ ًـا ف ــي تحقي ــق االس ــتقاللية‬ ‫بقـرار الدولــة ســواء علــى الصعيــد السيا�ســي أو‬

‫االقتصــادي‪ ،‬ومــن ذلــك ملفــات الــدوالر والغــاز‬ ‫والطاق ــة الكهربائي ــة وغي ــر ذل ــك"‪ ،‬بحس ــب‬ ‫السيا�س ــي العراق ــي املقي ــم ف ــي واش ــنطن‪ ،‬ن ـزار‬ ‫حي ــدر‪.‬‬ ‫أم ــا عل ــى املس ــتوى األمن ــي‪ ،‬ي ــرى حي ــدر خ ــال‬ ‫حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "الع ـراق س ــيحترق‪،‬‬ ‫إذا ق ــرر أي فصي ــل م ــن الفصائ ــل املس ــلحة‬ ‫أن يرتك ــب حماق ــة ويطل ــق رصاص ــة ف ــي اله ــواء‬ ‫وس ــط ه ــذا التصعي ــد‪ ،‬لذل ــك عل ــى الع ـراق‬ ‫الح ــذر الش ــديد ملن ــع كل م ــن تس ـ ّـول نفس ــه‬ ‫لتوري ــط الب ــاد باألزم ــة‪ ،‬بذريع ــة قدرت ــه عل ــى‬ ‫الدف ــاع ع ــن نفس ــه أو بش ــعارات (النص ــرة)‬ ‫و(وح ــدة الس ــاحات)"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن "الع ـراق م ــازال تح ــت س ــلطة‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة األمريكي ــة‪ ،‬وه ــو أعج ــز‬

‫م ــن أن يحم ــي نفس ــه ذاتي ـ ًـا إذا م ــا ت ــم توريط ــه‬ ‫لالنخ ـراط فــي حــرب مــا‪ ،‬والدليــل علــى ذلــك مــا‬ ‫رأين ــاه خ ــال األش ــهر املاضي ــة عندم ــا وق ــف‬ ‫عل ــى ش ــفير ع ــدوان (إس ـرائيلي)‪ ،‬فل ــوال ق ـرار‬ ‫واشــنطن بالدفــاع عنــه وحمايتــه مــن مثــل هــذه‬ ‫الهجم ــات‪ ،‬ل ــكان الع ـراق ق ــد تع ــرض للض ــرر‬ ‫العظي ــم"‪.‬‬ ‫ويتف ــق الخبي ــر العس ــكري‪ ،‬ع ــاء النش ــوع‪ ،‬م ــع‬ ‫م ــا طرح ــه حي ــدر‪ ،‬بالق ــول ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"الع ـراق لي ــس لدي ــه الق ــدرة العس ــكرية عل ــى‬ ‫مواجه ــة الوالي ــات املتح ــدة األمريكي ــة فه ــي‬ ‫أقــوى قــوة ردع بالعالــم‪ ،‬لذلــك املعركــة ضدهــا‬ ‫خاس ــرة‪ ،‬وف ــي ح ــال ق ــرر الع ـراق الوق ــوف‬ ‫م ــع إي ـران ض ــد أمري ــكا س ــتكون ه ــذه ه ــي‬ ‫نهايتهالش ــاملة"‪.‬‬

‫""العراق سيحترق‪،‬‬ ‫إذا قرر أي فصيل من‬ ‫الفصائل المسلحة أن‬ ‫يرتكب حماقة ويطلق‬ ‫رصاصة في الهواء‬ ‫وسط هذا التصعيد"‪..‬‬

‫‪32‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪33 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫طرق الموت ‪..‬‬

‫تحوّل السيارات إلى توابيت متنقلة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تحصــد حــوادث املــرورفــي العــراق عشــرات الضحايــا يوميـ ًـا‪ ،‬حتــى باتــت الســيارة التــي تعتبــروســيلة نقــل آمنــة‬ ‫ومريحــة‪ ،‬أشــبه بـ"تابــوت متنقــل"‪ ،‬فضـ ًـا عــن الخســائراملاديــة الكبيــرة‪ ،‬حيــث تتضــررالعديــد مــن املركبــات‬ ‫والبنيــة التحتيــة نتيجــة لهــذه الحــوادث‪.‬‬

‫يش ــير خب ـراء ف ــي مج ــال النق ــل‪ ،‬إل ــى أن أس ــباب‬ ‫ُح ــوادث امل ــرور تع ــود إل ــى ع ــدة عوام ــل‪ ،‬منه ــا‬ ‫عــدم التـزام الســائقين بقواعــد وأنظمــة املــرور‪،‬‬ ‫وأبرزه ــا الس ــرعة املفرط ــة وغي ــاب متطلب ــات‬ ‫الس ــامة‪ ،‬وكذل ــك ع ــدم وج ــود عالم ــات‬ ‫ودالالت مروري ــة واضح ــة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن ِق ــدم‬ ‫الط ــرق وع ــدم تأهيله ــا وصيانته ــا بش ــكل جي ــد‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬يق ــول عض ــو لجن ــة النق ــل‬ ‫النيابيــة‪ ،‬زهيــر الفتــاوي‪ ،‬إن "ســبب الحــوادث‬ ‫املروري ــة بحس ــب م ــا ت ــم تش ــخيصه مؤخ ـ ًرا ه ــو‬ ‫غي ــاب تطبي ــق القان ــون واملحاب ــاة ف ــي تنفي ــذه‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن ع ــدم تفعي ــل كامي ـرات املراقب ــة‬ ‫والغرام ــات املروري ــة عل ــى الس ــرعة والتج ــاوز‪،‬‬ ‫واملحاس ــبة عل ــى إج ــازات الس ــوق‪ ،‬حي ــث‬ ‫يالح ــظ وج ــود أطف ــال يق ــودون الس ــيارات ف ــي‬ ‫الش ــوارع"‪.‬‬ ‫ويؤكــد الفتــاوي خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫أن "عل ــى ش ــرطة امل ــرور محاس ــبة املخالف ــات‬ ‫دون غــض النظــر عــن بعــض الحــاالت‪ ،‬وعــدم‬ ‫تكلي ــف ش ــرطة العق ــود ف ــوق طاقاته ــم رغ ــم‬ ‫رواتبهم القليلة‪ ،‬فقد تم تشــخيص أن البعض‬ ‫م ــن ه ــؤالء لصغ ــر أعماره ــم ال يس ــتطيعون‬ ‫التعام ــل م ــع املخالف ــات املروري ــة‪ ،‬م ــا يتطل ــب‬ ‫حض ــور ك ــوادر قديم ــة متمرس ــة معه ــم"‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪" ،‬كم ــا أن رداءة تنفي ــذ الش ــوارع‬ ‫واملطب ــات والخس ــوفات تس ــاهم ف ــي الح ــوادث‬ ‫املروري ــة‪ ،‬ف ــي ظ ــل غي ــاب قس ــم هندس ــة امل ــرور‬ ‫الــذي كان لــه دور فــي البلديــة‪ ،‬لكــن تــم تحويلــه‬

‫إلــى مديريــة املــرور العامــة التــي تشــكو مــن ّقلــة‬ ‫التخصيص ــات"‪.‬‬ ‫ويتابــع الفتــاوي‪" ،‬فضـ ًـا عــن وجــود مخالفــات‬ ‫ف ــي تصمي ــم الش ــوارع الداخلي ــة ف ــي األحي ــاء‬ ‫وغي ــاب رؤي ــة اس ــتراتيجية له ــا‪ ،‬خصوص ـ ًـا وأن‬ ‫بعضهــا يقــع أمــام املــدارس مــا يتســبب بحــوادث‬ ‫تخل ــف ضحاي ــا م ــن األطف ــال"‪.‬‬ ‫مروري ــة ّ‬ ‫ويتف ــق الخبي ــر ف ــي مج ــال النق ــل‪ ،‬باس ــل‬ ‫الخفاجــي‪ ،‬مــع مــا طرحــه الفتــاوي عــن أســباب‬ ‫ح ــوادث امل ــرور وإج ــازة الس ــوق‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫"رخص ــة القي ــادة ف ــي جمي ــع دول العال ــم تت ــم‬ ‫عب ــر اختب ــارات ش ــديدة ف ــي س ــبيل ضم ــان‬ ‫مهــارة الســائق وقدرتــه علــى ســياقة ســيارته فــي‬ ‫الش ــوارع"‪.‬‬ ‫ومــن أســباب الحــوادث أيضـ ًـا‪ ،‬يشــير الخفاجــي‬ ‫خ ــال حديث ــه للوكال ــة‪ ،‬إل ــى أن "قي ــادة بع ــض‬ ‫الش ــباب للس ــيارات الحديث ــة بس ــرعة مفرط ــة‬ ‫م ــع رف ــع ص ــوت املوس ــيقى وامللهي ــات األخ ــرى‬ ‫يتس ــبب بح ــوادث االصط ــدام خاص ــة ف ــي ظ ــل‬ ‫الش ــوارع املزدحم ــة"‪ ،‬داعي ـ ًـا إل ــى "ض ــرورة‬ ‫إيق ــاف اس ــتيراد الس ــيارات والب ــدء بتس ــقيط‬ ‫القدي ــم منه ــا والع ــودة إل ــى النق ــل الجماع ــي‬ ‫لتقلي ــل االزدح ــام والح ــوادث"‪.‬‬ ‫ويوج ــد ف ــي الع ـراق نح ــو ‪ 8‬ماليي ــن س ــيارة‬ ‫بحس ــب إحصائي ــة كش ــف عنه ــا رئي ــس املرك ــز‬ ‫االس ــتراتيجي لحق ــوق االنس ــان‪ ،‬فاض ــل‬ ‫الغ ـراوي‪ ،‬ع ــام ‪ ،2024‬مطالب ـ ًـا باتخ ــاذ‬ ‫إج ـراءات عاجل ــة إليق ــاف اس ــتيراد الس ــيارات‬

‫مل ــدة خمس ــة س ــنوات‪ ،‬ومعالج ــة االختناق ــات‬ ‫املروري ــة وإنش ــاء ط ــرق حلقي ــة وط ــرق دولي ــة‬ ‫الس ــتيعاب ه ــذا الك ــم الهائ ــل م ــن الس ــيارات‪.‬‬ ‫وكشــف الغ ـراوي وقتهــا‪ ،‬عــن تســجيل ‪ٔ 15‬الــف‬ ‫ح ــادث م ــروري خ ــال عام ــي ‪ 2023‬و‪،2024‬‬ ‫ـببا ف ــي تس ــجيل ٔاعل ــى‬ ‫مبين ـ ًـا ٔان الس ــائق كان س ـ ً‬ ‫نســبة مــن الحــوادث املروريــة‪ ،‬وبنســبة مقدارهــا‬ ‫‪.79.2%‬‬ ‫لك ــن ه ــذه الحصيل ــة تش ــهد انخفاض ـ ًـا خ ــال‬ ‫ع ــام ‪ ،2025‬وف ــق مدي ــر ش ــعبة اإلع ــام ف ــي‬ ‫مديري ــة امل ــرور العام ــة‪ ،‬العقي ــد حي ــدر ش ــاكر‪،‬‬ ‫ال ــذي أك ــد أن "هن ــاك انخفاض ـ ًـا ملحوظ ـ ًـا‬ ‫ف ــي ع ــدد الح ــوادث املروري ــة بع ــد اس ــتخدام‬ ‫التكنولوجي ــا الحديث ــة ونش ــر رادارات تحدي ــد‬ ‫الس ــرعة وخاص ــة عل ــى الط ــرق الس ــريعة‪ ،‬م ــا‬ ‫أدى إل ــى انخف ــاض أع ــداد الوفي ــات والجرح ــى‬

‫ج ـ ّـراء ه ــذه الح ــوادث"‪.‬‬ ‫ويدع ــو ش ــاكر خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫س ــائقي املركب ــات إل ــى أهمي ــة "االلت ـزام‬ ‫بالتعليمــات املروريــة والســرعة املحــددة وتجنــب‬ ‫اس ــتخدام الهات ــف النق ــال أثن ــاء القي ــادة ال ــذي‬ ‫ي ــؤدي إل ــى أغل ــب الح ــوادث املروري ــة"‪.‬‬ ‫ُويذك ــر أن أهمي ــة كامي ـرات املراقب ــة ف ــي خف ــض‬ ‫الح ــوادث املروري ــة أك ــدت علي ــه أيض ـ ًـا وزارة‬ ‫الداخلي ــة ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬ف ــي ‪ 13‬آذار‪/‬‬ ‫م ــارس املا�ض ــي‪ ،‬حي ــث أوضح ــت أن نظ ــام‬ ‫كامي ـرات مراقب ــة الس ــرعة س ــاهم ف ــي تقلي ــل‬ ‫ح ــوادث امل ــرور الخطي ــرة بنس ــبة ال تق ــل ع ــن‬ ‫‪ 50٪‬خــال عــام ‪ ،2024‬ممــا أدى إلــى انخفــاض‬ ‫كبي ــر ف ــي الوفي ــات واإلصاب ــات الخط ــرة‪.‬‬

‫"قيادة بعض الشباب‬ ‫للسيارات الحديثة‬ ‫بسرعة مفرطة مع‬ ‫رفع صوت الموسيقى‬ ‫والملهيات األخرى‬ ‫يتسبب بحوادث‬ ‫االصطدام خاصة‬ ‫في ظل الشوارع‬ ‫المزدحمة"‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪35 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫التلوث في الفلوجة‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫كشف معهد "واطسون"‬ ‫التابع لجامعة براون‬ ‫األمريكية‪ ،‬عن كارثة صحية‬ ‫خطيرة في العراق‪ ،‬حيث‬ ‫أظهرت نتائج دراسات‬ ‫أجراها في مدينة الفلوجة‬ ‫وجود اليورانيوم في عظام‬ ‫‪ 29%‬من سكان املدينة‪،‬‬ ‫بينما تم العثورعلى‬ ‫الرصاص في عينات ‪100%‬‬ ‫من املشاركين في الدراسة‪.‬‬

‫يتجاوز هيروشيما ‪ %29‬من السكان يحملون اليورانيوم والرصاص‬

‫بحســب التقريــر‪ ،‬الــذي ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫ف ــإن العائدي ــن إل ــى املناط ــق الت ــي تعرض ــت‬ ‫للقصــف قــد يواجهــون مخاطــر صحيــة متزايــدة‬ ‫بســبب تعرضهــم للمعــادن الثقيلــة‪ ،‬مــا يؤثــر علــى‬ ‫صحته ــم وصح ــة األجي ــال القادم ــة‪.‬‬ ‫وتدعــم هــذه النتائــج دراســات ســابقة أظهــرت أن‬ ‫الســكان الذيــن يعيشــون فــي مناطــق مدمــرة أكثــر‬ ‫عرض ــة ملش ــاكل الصح ــة اإلنجابي ــة والعي ــوب‬ ‫الخلقيــة‪ ،‬حيــث ســجلت الفلوجــة زيــادة بمقــدار‬ ‫‪ 17‬ضعف ـ ًـا ف ــي التش ــوهات الخلقي ــة بع ــد الغ ــزو‬ ‫األمريك ــي ع ــام ‪ ،2003‬وفق ـ ًـا للتقري ــر‪.‬‬ ‫وأظه ــرت تحلي ــات عين ــات العظ ــام‪ ،‬أن نس ــبة‬ ‫الرص ــاص ل ــدى س ــكان الفلوج ــة أعل ــى بنس ــبة‬ ‫‪ 600%‬مقارن ــة باملع ــدل الطبيع ــي ل ــدى فئ ــات‬ ‫عمري ــة مماثل ــة ف ــي الوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬كم ــا‬ ‫كش ــف تحلي ــل عين ــات الترب ــة ع ــن مس ــتويات‬ ‫مرتفعــة مــن املعــادن الثقيلــة فــي املناطــق األكثــر‬ ‫تعرضـ ًـا للقصــف‪ ،‬مــا يعكــس اآلثــار طويلــة األمــد‬ ‫لألنش ــطة العس ــكرية عل ــى البيئ ــة والصح ــة‬ ‫العا م ــة‪.‬‬ ‫وح ــذر التقري ــر‪ ،‬م ــن أن "امل ــدن الت ــي تعرض ــت‬ ‫للقص ــف املكث ــف مث ــل غ ــزة‪ ،‬لبن ــان‪ ،‬س ــوريا‪،‬‬ ‫وأوكراني ــا ق ــد تواج ــه تداعي ــات صحي ــة مماثل ــة‪،‬‬ ‫حيــث أن العائديــن إليهــا قــد يتعرضــون ملشــاكل‬ ‫صحي ــة طويل ــة األم ــد نتيج ــة تل ــوث البيئ ــة‬ ‫باملع ــادن الثقيل ــة"‪.‬‬ ‫كم ــا وص ــف التقري ــر الفلوج ــة‪ ،‬ب ـ "أنه ــا دراس ــة‬ ‫حالــة واضحــة للتأثي ـرات الصحيــة طويلــة األمــد‬

‫الت ــي تس ــببها األس ــلحة الحديث ــة"‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن‬ ‫"املدين ــة ش ــهدت موج ــات ن ــزوح جماع ــي أعقبته ــا‬ ‫ع ــودة للس ــكان الذي ــن واجه ــوا تلوث ـ ًـا واس ــع‬ ‫النط ــاق باملع ــادن الثقيل ــة"‪.‬‬ ‫ومن ــذ ح ــرب الفلوج ــة خ ــال الع ــام ‪ 2004‬ث ــم‬ ‫احت ــال داع ــش للمدين ــة ف ــي الع ــام ‪،2014‬‬ ‫تس ــببت الح ــروب ف ــي دم ــار واس ــع‪ ،‬حي ــث ت ــم‬ ‫تدمي ــر ‪ 70%-60‬م ــن املدين ــة‪ُ ،‬وقت ــل اآلالف‪،‬‬ ‫كم ــا تعرض ــت البني ــة التحتي ــة للدم ــار الش ــامل‪،‬‬ ‫بم ــا ف ــي ذل ــك املستش ــفيات ومحط ــات الكهرب ــاء‬ ‫وش ــبكات املي ــاه‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن "املدين ــة س ــجلت‬ ‫مع ــدالت مرتفع ــة م ــن الس ــرطان‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك‬

‫زي ــادة بمق ــدار ‪ 12‬ضعف ـ ًـا ف ــي مع ــدالت س ــرطان‬ ‫األطف ــال‪ ،‬متج ــاوزة بذل ــك مس ــتويات التل ــوث‬ ‫اإلش ــعاعي املس ــجلة بع ــد قص ــف هيروش ــيما"‪.‬‬ ‫ونفــذ البحــث‪ ،‬وفقـ ًـا للتقريــر‪ ،‬بيــن عامــي ‪-2021‬‬ ‫‪ 2025‬بواس ــطة فري ــق م ــن األنثروبولوجيي ــن‪،‬‬ ‫األطب ــاء‪ ،‬علم ــاء الوراث ــة‪ ،‬علم ــاء األوبئ ــة‪،‬‬ ‫الفيزيائيي ــن الطبيي ــن‪ ،‬والجغرافيي ــن‪.‬‬ ‫ف ــي حي ــن‪ ،‬كش ــفت التحلي ــات ع ــن وج ــود‬ ‫مســتويات مرتفعــة مــن املعــادن الثقيلــة فــي تربــة‬ ‫الفلوج ــة‪ ،‬خصوص ـ ًـا ف ــي املناط ــق الت ــي تعرض ــت‬ ‫للقص ــف املكث ــف‪ ،‬حي ــث ت ــم رص ــد اليوراني ــوم‪،‬‬ ‫الثوري ــوم‪ ،‬الرص ــاص‪ ،‬الزرني ــخ ومع ــادن ثقيل ــة‬ ‫أخ ــرى ُتس ــتخدم ف ــي العملي ــات العس ــكرية‪.‬‬

‫وخ ــال الغ ــزو األمريك ــي للع ـراق ع ــام ‪،2003‬‬ ‫ُألقي ــت ‪ 19040‬قنبل ــة موجه ــة‪ ،‬و ‪ 8885‬قنبل ــة‬ ‫غيــر موجهــة‪ ،‬و‪ 1276‬قنبلــة عنقوديــة‪ ،‬ممــا أدى‬ ‫إلــى انتشــار ملوثــات خطيــرة فــي البيئــة العراقيــة‪،‬‬ ‫ال ت ـزال آثاره ــا قائم ــة حت ــى الي ــوم‪.‬‬ ‫وحــول اإلشــارة الــى اليورانيــوم‪ ،‬أوضــح التقريــر‪،‬‬ ‫"تج ــري حالي ـ ًـا عملي ــات تحلي ــل ملع ــادن ثقيل ــة‬ ‫أخ ــرى ف ــي املدين ــة وه ــذه العين ــات مث ــل تل ــك‬ ‫املعروف ــة باس ــتخدامها عل ــى نط ــاق واس ــع ف ــي‬ ‫القص ــف العس ــكري‪ ،‬مث ــل الزرني ــخ والكادمي ــوم‬ ‫والثوري ــوم والتنتال ــوم وغيره ــا"‪.‬‬ ‫فيم ــا أش ــار التقري ــر‪ ،‬إل ــى أن "وج ــود اليوراني ــوم‬ ‫ف ــي عين ــات عظ ــام س ــكان الفلوج ــة‪ ،‬ق ــد يك ــون‬

‫متوافق ـ ًـا م ــع االس ــتخدام الواس ــع النط ــاق‬ ‫واملوثق بشــكل جيد ألســلحة اليورانيوم املنضب‬ ‫خــال التســعينيات فــي حــرب الخليــج التــي قادتهــا‬ ‫الواليــات املتحــدة علــى العـراق‪ ،‬وفــي العقــد األول‬ ‫م ــن الق ــرن الــ‪ ،21‬حي ــث وج ــدت التحقيق ــات‬ ‫أن الق ــوات األمريكي ــة وحلفائه ــا اس ــتخدمت‬ ‫‪ 116000‬كل ــغ م ــن اليوراني ــوم املنض ــب خ ــال‬ ‫الغ ــزو للع ـراق ف ــي الع ــام ‪."2003‬‬ ‫وأو�ص ــى التقري ــر باتخ ــاذ إج ـراءات وقائي ــة للح ــد‬ ‫م ــن التأثي ـرات الصحي ــة طويل ــة األم ــد‪ ،‬خاص ــة‬ ‫للعائدي ــن إل ــى املناط ــق الت ــي تعرض ــت للقص ــف‪،‬‬ ‫ومنهــا ارتــداء أقنعــة الحمايــة أثنــاء عمليــات إزالــة‬ ‫األنقــاض والتنظيــف ملنــع استنشــاق الجســيمات‬ ‫ـدال مــن‬ ‫الســامة‪ ،‬ودفــن النفايــات ومــواد البنــاء بـ ً‬ ‫حرقهــا للحــد مــن انتشــار الســموم املســرطنة‪.‬‬ ‫كم ــا أو�ص ــى تجن ــب النس ــاء الحوام ــل املش ــاركة‬ ‫ف ــي عملي ــات التنظي ــف وإع ــادة البن ــاء‪ ،‬وتن ــاول‬ ‫أطعمــة غنيــة بالكالســيوم وفيتاميــن ‪ C‬وفيتاميــن‬ ‫‪ D‬للحــد مــن امتصــاص املعــادن الثقيلــة‪ ،‬فضـ ًـا‬ ‫ع ــن إعط ــاء األولوي ــة لألطعم ــة الغني ــة بحم ــض‬ ‫الفولي ــك مث ــل الس ــبانخ والبروكل ــي والقم ــح‬ ‫املدعــم‪ ،‬خاصــة للنســاء فــي األشــهر الثالثــة األولــى‬ ‫م ــن الحم ــل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأك ــد التقري ــر‪ ،‬عل ــى "ض ــرورة مراع ــاة ص ّن ــاع‬ ‫السياس ــات له ــذه التأثي ـرات الصحي ــة طويل ــة‬ ‫األم ــد"‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن "الناجي ــن م ــن الح ــروب‬ ‫ً‬ ‫مزدوج ــا‪ ،‬فه ــم ال يعان ــون فق ــط‬ ‫عبئ ــا‬ ‫يتحمل ــون ً‬ ‫م ــن الن ــزوح وفق ــدان املمتل ــكات‪ ،‬ب ــل يواجه ــون‬ ‫مخاط ــر صحي ــة خطي ــرة ق ــد تنتق ــل لألجي ــال‬ ‫القاد م ــة"‪.‬‬ ‫وتعتب ــر الفلوج ــة الي ــوم ليس ــت مج ــرد مدين ــة‬ ‫ش ــهدت مع ــارك‪ ،‬ب ــل تمث ــل نموذج ـ ًـا صارخ ـ ًـا‬ ‫للدم ــار البيئ ــي والصح ــي ال ــذي تخلف ــه الح ــروب‬ ‫الحديث ــة‪ ،‬وه ــو م ــا يتطل ــب اس ــتجابة عاجل ــة‬ ‫م ــن املجتم ــع الدول ــي للح ــد م ــن ه ــذه الك ــوارث‬ ‫الصحي ــة‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪37 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫رئة العراق بخطر‪..‬‬

‫مستويات التلوث‬ ‫ترتفع وسط تنامي‬ ‫المدن الجزرية‬

‫«نسب التلوث في المدن تجاوزت‬ ‫‪ 60‬بالمئة‪ ،‬وهذه نسبة خطيرة‪،‬‬ ‫حيث باتت بغداد أشبه بمدن‬ ‫القاهرة ونيودلهي ونظيراتها‬ ‫التي تعاني من اكتظاظ سكاني‬ ‫وتلوث بيئي عالي» ‪..‬‬ ‫" االتجاه الحكومي في بعض‬ ‫المجمعات السكنية مثل بسماية‬ ‫كان خاطئاً‪ ،‬فهم يعانون من‬ ‫انبعاثات الحرق الليلي الذي يتم‬ ‫في النهروان"‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫أدى تزاي ــد النش ــاط العمران ــي عل ــى حس ــاب املس ــاحات‬ ‫أراض زراعي ــة وتحويله ــا‬ ‫الخض ــراء ف ــي الع ــراق‪ ،‬إل ــى اختف ــاء ٍ‬ ‫ـلبا عل ــى البيئ ــة وزاد‬ ‫إل ــى س ــكنية وتجاري ــة‪ ،‬م ــا انعك ــس س ـ ً‬ ‫م ــن تل ــوث اله ــواء والتغي ــر املناخ ــي‪ ،‬وس ــط توقع ــات بتنام ــي‬ ‫ظاه ــرة "امل ــدن الجزري ــة" خ ــال الفت ــرة املقبل ــة‪.‬‬

‫ويق ــول عض ــو مرص ــد "الع ـراق األخض ــر"‬ ‫املتخص ــص بش ــؤون البيئ ــة‪ ،‬عم ــر‬ ‫عبداللطي ــف‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "اس ــتثمار‬ ‫املس ــاحات الخض ـراء وتحويله ــا إل ــى مجمع ــات‬ ‫س ــكنية وم ــوالت تس ــبب بظه ــور ظاه ــرة‬ ‫(املناط ــق الجزري ــة) أو (امل ــدن الجزري ــة) ف ــي‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬والت ــي تعن ــي تس ــاوي درج ــات الح ـرارة‬ ‫بي ــن اللي ــل والنه ــار‪ ،‬ف ــي ظ ــل وج ــود مش ــاريع‬ ‫كونكريتي ــة ضخم ــة ف ــي مناط ــق متقارب ــة"‪.‬‬ ‫ويضي ــف عبداللطي ــف‪ ،‬أن "املش ــاريع‬ ‫االس ــتثمارية قتل ــت الكثي ــر م ــن املس ــاحات‬ ‫الخض ـراء‪ ،‬مم ــا تس ــبب أن يك ــون هن ــاك تل ــوث‬ ‫ف ــي أغل ــب أي ــام الس ــنة‪ ،‬وم ــا قضي ــة الكبري ــت‬ ‫ال ــذي يستنش ــقه س ــكان بغ ــداد بش ــكل ش ــبه‬ ‫يوم ــي وغي ــره م ــن امللوث ــات‪ ،‬إال نتاج ـ ًـا له ــذه‬ ‫املش ــاريع االس ــتثمارية الت ــي تس ــببت بحص ــول‬ ‫التل ــوث"‪.‬‬ ‫ويكشــف‪ ،‬أن "نســب التلــوث فــي املــدن تجــاوزت‬

‫‪ 60‬باملئــة‪ ،‬وهــذه نســبة خطيــرة ومشــكلة كبيــرة‪،‬‬ ‫حي ــث بات ــت بغ ــداد أش ــبه بم ــدن القاه ــرة‬ ‫ونيودله ــي ونظيراته ــا الت ــي تعان ــي م ــن اكتظ ــاظ‬ ‫س ــكاني وتل ــوث بيئ ــي عال ــي‪ ،‬م ــا يس ــتدعي وض ــع‬ ‫معالج ــات له ــا بأس ــرع وق ــت ممك ــن"‪.‬‬ ‫وتأت ــي تحذي ـرات عبداللطي ــف بع ــد حوال ــي‬ ‫شــهر مــن جــدل كبيــر أثــاره إحالــة وزارة التربيــة‬ ‫العراقيــة غابــات املوصــل بمحافظــة نينــوى إلــى‬ ‫الج ــرف واالس ــتثمار‪ ،‬ورغ ــم نف ــي ال ــوزارة إقام ــة‬ ‫مش ــروع س ــكني عل ــى تل ــك األرض‪ ،‬لك ــن يبق ــى‬ ‫ـدا نتيجــة اإلهمــال والقطــع الجائــر‬ ‫القلــق متزايـ ً‬ ‫ال ــذي تعرض ــت ل ــه ه ــذه الغاب ــات ف ــي الس ــنوات‬ ‫األخي ــرة‪.‬‬ ‫ويطمئــن نائــب رئيــس لجنــة االســتثمار والتنميــة‬ ‫النيابي ــة‪ ،‬حس ــين الس ــعبري‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ب ــأن "املس ــاحات الخض ـراء‪ ،‬ال يمك ــن تغيي ــر‬ ‫اس ــتخدامها إال موافق ــة البلدي ــات‪ ،‬لذل ــك م ــن‬ ‫الصعوب ــة التوج ــه نح ــو اس ــتثمارها‪ ،‬خاص ــة‬

‫وأن هن ــاك تش ــديد من ــذ عامي ــن م ــن قب ــل‬ ‫لجن ــة االس ــتثمار وهيئ ــات االس ــتثمار به ــذا‬ ‫الخص ــوص‪ ،‬ول ــم يت ــم من ــح أي إج ــازة اس ــتثمار‬ ‫عل ــى مس ــاحة خض ـراء مؤخ ـ ًرا"‪.‬‬ ‫وتأت ــي أهمي ــة املس ــاحات الخض ـراء م ــن كونه ــا‬ ‫تعم ــل عل ــى تحس ــين ج ــودة اله ــواء والصح ــة‬ ‫العام ــة والترفي ــه والتروي ــح ع ــن النف ــس‪ ،‬كم ــا‬ ‫أنه ــا تس ــاعد عل ــى تخفي ــض درج ــات الح ـرارة‬ ‫وامتص ــاص ّ‬ ‫امللوث ــات‪ ،‬وكذل ــك الحماي ــة م ــن‬ ‫األش ــعة ف ــوق البنفس ــجية وتقلي ــل ح ــدة‬ ‫الضوض ــاء والش ــعور باالكتئ ــاب‪.‬‬ ‫ويض ــرب التغي ــر املناخ ــي الع ـراق بق ــوة خ ــال‬ ‫األع ــوام القليل ــة املاضي ــة وبص ــورة غي ــر‬ ‫معه ــودة‪ ،‬حي ــث يع ــد خام ــس ال ــدول األكث ــر‬ ‫تض ــر ًرا م ــن التغي ـرات املناخي ــة العاملي ــة وف ــق‬ ‫وزارة البيئ ــة العراقي ــة واألم ــم املتح ــدة‪.‬‬ ‫ـنويا ‪ 100‬ألــف دونــم (الدونــم‬ ‫ويفقــد العـراق سـ ً‬ ‫‪1000‬م مرب ــع)‪ ،‬ج ـراء التصح ــر‪ ،‬كم ــا أن أزم ــة‬

‫امليــاه تســببت بانخفــاض األرا�ضــي الزراعيــة إلــى‬ ‫‪ 50‬فــي املئــة وفــق تصريحــات رســمية‪.‬‬ ‫ووفق ـ ًـا لتقدي ـرات منظم ــة األغذي ــة والزراع ــة‬ ‫"الف ــاو" التابع ــة لألم ــم املتح ــدة‪ ،‬فق ــد بات ــت‬ ‫مس ــاحات الغاب ــات ف ــي الع ـراق ال تش ــكل س ــوى‬ ‫‪ 8250‬كيلومت ـ ًرا مربع ـ ًـا‪ ،‬أي م ــا نس ــبته ‪ 2‬باملئ ــة‬ ‫م ــن إجمال ــي مس ــاحة الب ــاد‪.‬‬ ‫وتؤك ــد وزارة الزراع ــة العراقي ــة‪ ،‬أن الب ــاد‬ ‫بحاج ــة إل ــى زراع ــة أكث ــر م ــن ‪ 15‬ملي ــار ش ــجرة‬ ‫لتأمي ــن غط ــاء نبات ــي يق�ض ــي عل ــى التصح ــر‪.‬‬ ‫وف ــي س ــبيل زي ــادة املس ــاحات الخض ـراء‪،‬‬ ‫تتصاعــد حمــات التشــجير بشــكل ملحــوظ فــي‬ ‫اآلون ــة األخي ــرة ف ــي عم ــوم املحافظ ــات العراقي ــة‬ ‫عب ــر تنفي ــذ مب ــادرات حكومي ــة‪.‬‬ ‫وبه ــذا الس ــياق‪ ،‬تق ــول خبي ــرة التل ــوث البيئ ــي‪،‬‬ ‫إقب ــال لطي ــف‪ ،‬إن "املس ــاحات الخض ـراء‬ ‫تســاهم فــي تحســين جــودة الهــواء حيــث تمتــص‬ ‫ثان ــي أوكس ــيد الكرب ــون وتط ــرح األوكس ــجين‪،‬‬

‫كم ــا أن الترب ــة تمت ــص كمي ــات م ــن األمط ــار‬ ‫وبالتال ــي املحافظ ــة عل ــى تصري ــف املي ــاه‬ ‫الجوفيــة مــن جهــة وكذلــك علــى ترطيــب الهــواء‬ ‫م ــن جه ــة أخ ــرى"‪.‬‬ ‫وتضيــف لطيــف ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "املســاحات‬ ‫الخض ـراء تس ــاهم ف ــي خف ــض درج ــات الح ـرارة‬ ‫وتوف ــر مس ــاحة الس ــتراحة املس ــنين واملر�ض ــى‪،‬‬ ‫وم ــأوى للش ــباب عب ــر إنش ــاء مالع ــب رياضي ــة‬ ‫فيه ــا‪ ،‬وغيره ــا م ــن الفوائ ــد"‪.‬‬ ‫وتش ــير إل ــى أن "حص ــة كل ف ــرد م ــن املس ــاحة‬ ‫الخض ـراء ه ــي ‪ 16‬مت ـ ًرا مربع ـ ًـا كح ــد أدن ــى‪ ،‬لك ــن‬ ‫م ــا يالح ــظ ع ــدم مراع ــاة ذل ــك ف ــي التخطي ــط‬ ‫العمرانــي الــذي يفتــرض أن يكــون ‪ 60‬باملئــة بنــاء‬ ‫و‪ 40‬باملئ ــة مس ــاحات خض ـراء‪ ،‬لذل ــك االتج ــاه‬ ‫الحكوم ــي ف ــي بع ــض املجمع ــات الس ــكنية مث ــل‬ ‫بس ــماية كان خاطئ ـ ًـا‪ ،‬خاص ــة وأن س ــكان ه ــذا‬ ‫املجم ــع يعان ــون م ــن انبعاث ــات الح ــرق الليل ــي‬ ‫ال ــذي يت ــم ف ــي النه ــروان"‪.‬‬

‫وتؤك ــد‪ ،‬أن "التل ــوث يزي ــد م ــن خط ــر اإلصاب ــة‬ ‫بالس ــكتات الدماغي ــة والقلبي ــة‪ ،‬وبالتال ــي زي ــادة‬ ‫مع ــدل الوفي ــات بس ــبب س ــوء ج ــودة اله ــواء‪،‬‬ ‫لذل ــك ينبغ ــي العم ــل عل ــى زي ــادة املس ــاحات‬ ‫الخض ـراء‪ ،‬خاص ــة وأن الع ـراق يعان ــي م ــن‬ ‫تصح ــر وجف ــاف وتغي ــر مناخ ــي كبي ــر"‪.‬‬ ‫وأطل ــق رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬محم ــد ش ــياع‬ ‫الســوداني‪ ،‬فــي ‪ 7‬كانــون األول‪/‬ديســمبر ‪،2024‬‬ ‫األعم ــال التنفيذي ــة ملش ــروع غاب ــات بغ ــداد‬ ‫املس ــتدامة عل ــى أرض معس ــكر الرش ــيد‪ ،‬كم ــا‬ ‫أطل ــق ف ــي ‪ 12‬آذار‪/‬م ــارس ‪ ،2023‬مب ــادرة‬ ‫"كب ــرى" لزراع ــة ‪ 5‬ماليي ــن ش ــجرة ونخل ــة ف ــي‬ ‫عم ــوم محافظ ــات الع ـراق‪.‬‬ ‫م ــن جهته ــا‪ ،‬أعلن ــت أمان ــة بغ ــداد‪ ،‬ف ــي أيل ــول‪/‬‬ ‫ســبتمبر ‪ ،2023‬عــن خطتهــا الزراعيــة املتضمنــة‬ ‫اس ــتحداث (‪ )108‬حدائ ــق وزراع ــة أكث ــر م ــن ‪5‬‬ ‫ماليي ــن ش ــتلة و(‪ )375‬أل ــف ش ــجرة وش ــجيرة‬ ‫لزي ــادة املس ــطحات الخض ـراء ف ــي العاصم ــة‪.‬‬ ‫يذك ــر أن الع ـراق اعتم ــد ي ــوم ‪ 12‬آذار‪/‬م ــارس‬ ‫م ــن كل ع ــام يوم ـ ًـا للتش ــجير الوطن ــي لتش ــجيع‬ ‫النــاس علــى زراعــة األشــجار والنخيــل واالعتنــاء‬ ‫بهــا وحمايــة الغطــاء النباتــي‪ ،‬ويهــدف هــذا اليــوم‬ ‫أيض ـ ًـا إل ــى زي ــادة رقع ــة املس ــاحات الخض ـراء‬ ‫وترمي ــم الغاب ــات الطبيعي ــة وحمايته ــا م ــع‬ ‫إعط ــاء املزي ــد م ــن االهتم ــام لترمي ــم املس ــاحات‬ ‫املزروع ــة وزرع مس ــاحات خض ـراء جدي ــدة‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫من ــذ الح ــرب العر اقي ــة – اإليراني ــة ف ــي ثمانيني ــات الق ــرن املا�ض ــي‪ ،‬وحت ــى الي ــوم‪،‬‬ ‫يعانــي العــراق مــن تلــوث أرضــه باأللغــام‪ ،‬ورغــم الجهــود املحليــة والدوليــة‪ ،‬مــا تــزال‬ ‫املس ــاحة امللوث ــة تع ــادل ‪ 300‬أل ــف ملع ــب ك ــرة ق ــدم‪ ،‬بو اق ــع ‪ 2100‬كليومت ــرمرب ــع‪.‬‬

‫باليوم العالمي لأللغام‪..‬‬

‫أرض العراق الملغومة تعادل‬ ‫‪ 300‬ألف ملعب كرة قدم‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪39 2025‬‬ ‫ويصــادف الرابــع مــن نيســان مــن كل عــام‪ ،‬يومــا‬ ‫عامليــا للتوعيــة بخطــر األلغــام‪ ،‬حســب أجنــدة‬ ‫اليونس ــكو‪ ،‬وبمناس ــبة ه ــذا الي ــوم‪ ،‬نش ــرت‬ ‫اللجن ــة الدولي ــة للصلي ــب األحم ــر‪ ،‬تقري ـرا‬ ‫مفص ــا ع ــن األلغ ــام ف ــي الع ـراق وضحاياه ــا‪.‬‬ ‫وج ــاء ف ــي تقري ــر اللجن ــة الدولي ــة‪ :‬تمت ــد األلغ ــام‬ ‫األرضي ــة واملخلف ــات الحربي ــة املتفج ــرة عل ــى‬ ‫ـاحة تق ــدر ب ـ ‪ 2,100‬كيل ــو مت ــر مرب ــع ف ــي‬ ‫مس ـ ٍ‬ ‫الع ـراق‪ ،‬أي م ــا يع ــادل نح ــو ‪ 300,000‬ملع ــب‬ ‫ك ــرة ق ــدم‪ ،‬وتش ــكل ه ــذه املخاط ــر املميت ــة‬ ‫تهدي ــدا مس ـ ً‬ ‫ـتمرا عل ــى حي ــاة املدنيي ــن وتح ــول‬ ‫ً‬ ‫دون ع ــودة العوائ ــل النازح ــة وتقي ــد إمكاني ــة‬ ‫الوص ــول إل ــى األرا�ض ــي الزراعي ــة وتبط ــئ م ــن‬ ‫جه ــود إع ــادة اإلعم ــار"‪.‬‬ ‫وفي ــه أيض ــا "بمناس ــبة الي ــوم الدول ــي للتوعي ــة‬ ‫باأللغ ــام واملس ــاعدة ف ــي اإلج ـراءات املتعلق ــة‬ ‫باأللغ ــام‪ُ ،‬تك ــرر اللجن ــة الدولي ــة للصلي ــب‬ ‫األحم ــر دعوته ــا لب ــذل قص ــارى الجه ــود للح ــد‬ ‫مــن التلــوث واســع النطــاق باأللغــام واملخلفــات‬ ‫الحربي ــة املتفج ــرة ف ــي الع ـراق"‪.‬‬ ‫وأك ــدت اللجن ــة ف ــي تقريره ــا "تواص ــل ه ــذه‬ ‫املخلف ــات الحربي ــة املميت ــة حص ــد أرواح‬ ‫الن ــاس وتتس ــبب باالصاب ــات الكارثي ــة‪ ،‬وبي ــن‬ ‫عام ــي ‪ 2023‬و‪ ،2024‬ت ــم اإلب ــاغ ع ــن مقت ــل‬ ‫وإصاب ــة م ــا مجموع ــه ‪ 78‬ضحي ــة‪ ،‬وف ــي بداي ــة‬ ‫ع ــام ‪ ،2025‬فق ــد ثالث ــة ط ــاب حياته ــم بش ــكل‬ ‫مأس ــاوي نتيج ــة إلنفج ــار مخل ــف حرب ــي ف ــي‬ ‫قض ــاء أب ــي الخصي ــب ف ــي محافظ ــة البص ــرة"‪.‬‬ ‫وتؤكــد أن "األطفــال هــم مــن بيــن الفئــات األكثــر‬ ‫عرضــة لهــذه املخاطــر‪ ،‬ومــن بينهــم حســين ذلــك‬ ‫عامــا مــن محافظــة‬ ‫الصبــي البالــغ مــن العمــر ‪ً 11‬‬ ‫الديوانيــة والــذي أصيــب فــي عــام ‪."2021‬‬ ‫"عندمــا كنــت ألعــب خــارج املنــزل مــع أصدقائــي‬ ‫ـخاص آن ــذاك – وجدن ــا‬ ‫– كن ــا خمًس ــة أش ـ ٍ‬ ‫مخلفــا حربيــا‪ ،‬أحرقنــا هــذا الجســم ولعبنــا بــه‬ ‫ً‬ ‫غي ــر آبهي ــن بالخط ــر‪ ،‬وفج ـ ًـأة انفج ــر املخل ــف‬ ‫جميع ــا بج ــروح‪،‬‬ ‫الحرب ــي مم ــا أدى إل ــى إصابتن ــا‬ ‫ً‬ ‫إصابت ــي كان ــت األس ــوء بينه ــم‪ ،‬إذ فق ــدت طرف ــي‬ ‫الس ــفلي أعل ــى الركب ــة"‪ ،‬حس ــب م ــا ي ــروي‬ ‫حس ــين‪ ،‬ف ــي تقري ــر اللجن ــة‪.‬‬ ‫وهنالــك ضحيــة أخــرى فــي محافظــة نينــوى التــي‬ ‫مزقته ــا الح ــرب‪ ،‬حي ــث يس ــرد التقري ــر قص ــة‬ ‫ســندس‪ ،‬التــي انقلبــت حياتهــا ر ًأســا علــى عقــب‬ ‫خــال ســنوات النـزاع بيــن عامــي ‪ 2014‬و ‪2017‬‬ ‫الت ــي اتس ــمت باالضطراب ــات‪ ،‬وعن ــد محاولته ــا‬

‫ـكان آم ـ ٍـن م ــع عائلته ــا‪ ،‬وضع ــت‬ ‫اله ــرب نح ــو م ـ ٍ‬ ‫س ــندس قدمه ــا بالخط ــأ عل ــى لغ ــم أر�ض ــي‪ ،‬مم ــا‬ ‫أدى إل ــى فقدانه ــا لطرفيه ــا الس ــفليين ج ـراء‬ ‫االنفج ــار‪.‬‬ ‫ه ــذه مج ــرد بض ــع قص ــص م ــن بي ــن آالف‬ ‫القص ــص الت ــي تس ــلط الض ــوء عل ــى األث ــر‬ ‫املدم ــر ال ــذي يخلف ــه التل ــوث باألس ــلحة ف ــي‬ ‫جمي ــع أنح ــاء الع ـراق‪ .‬كل إصاب ــة أو خس ــارة‬ ‫ف ــي األرواح البش ــرية ه ــي بمثاب ــة تذكي ــر ص ــارخ‬ ‫بــأن الحــرب ال تنتهــي بمجــرد توقــف العمليــات‬ ‫مميت ــا ي ــدوم‬ ‫إرث ــا ً‬ ‫القتالي ــة ألنه ــا تت ــرك خلفه ــا ً‬ ‫ألجي ــال‪.‬‬ ‫ويمت ــد خط ــر األلغ ــام إل ــى م ــا ه ــو أبع ــد م ــن‬ ‫املدنيي ــن ليش ــمل ف ــرق إزال ــة األلغ ــام‪ ،‬الذي ــن‬ ‫يواجهــون مخاطــر تهــدد حياتهــم أثنــاء تنفيذهــم‬ ‫مله ــام عمله ــا املتمثل ــة بإزال ــة ه ــذه املخاط ــر‬ ‫املميت ــة‪ .‬وفق ــا للتقري ــر‪.‬‬ ‫وتق ــول ن ــورا م ـراد‪ ،‬وه ــي مختص ــة ف ــي إزال ــة‬ ‫األلغ ــام ف ــي قض ــاء س ــنجار التاب ــع ملحافظ ــة‬ ‫نين ــوى‪ " :‬الوض ــع لي ــس س ـ ًـهاًل‪ ،‬فف ــي كل م ــرة‬ ‫أغ ــادر إل ــى العم ــل‪ ،‬تبك ــي ابنت ــي"‪ ،‬متابع ــة‪:‬‬ ‫موقع ــا‬ ‫"نش ــعر بالس ــعادة عندم ــا ننظ ــف‬ ‫ً‬ ‫ليصب ــح فيم ــا بع ــد مدرس ــة‪ ،‬أو عندم ــا ن ــرى‬ ‫أرضــا قمنــا بتنظيفهــا قبــل ســنتين أو ثــاث قــد‬ ‫ً‬ ‫زرع ــت م ــن جدي ــد"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأك ــدت اللجن ــة الدولي ــة‪ ،‬ف ــي تقريره ــا أن ــه ف ــي‬ ‫الع ــام ‪ 2024‬وح ــده‪ ،‬اس ــتفاد قراب ــة ‪6,000‬‬ ‫شــخص‪ ،‬يعيشــون فــي مناطــق معرضــة للخطــر‬ ‫أو مناطــق متضــررة‪ ،‬مــن جلســات التوعيــة التــي‬ ‫ً‬ ‫حضوري ــا‪.‬‬ ‫تق ــدم‬ ‫وف ــي نف ــس الوق ــت‪ ،‬تواص ــل اللجن ــة الدولي ــة‬ ‫العم ــل م ــع ش ــركاء مختصي ــن ف ــي عملي ــات إزال ــة‬ ‫األلغ ــام‪ ،‬فف ــي ع ــام ‪ ،2024‬ت ــم التب ــرع ب ـ ‪2440‬‬ ‫قطع ــة م ــن مع ــدات وم ــواد العم ــل اإلنس ــاني‬ ‫ف ــي مج ــال مكافح ــة األلغ ــام إل ــى املؤسس ــات‬ ‫الوطني ــة املعني ــة بش ــؤون األلغ ــام ومديري ــات‬ ‫الدف ــاع املدن ــي م ــن أج ــل دع ــم جهوده ــم‪.‬‬ ‫ودع ــت اللجن ــة ف ــي خت ــام تقريره ــا‪ ،‬جمي ــع‬ ‫أصح ــاب املصلح ــة لتكثي ــف جهوده ــم نح ــو‬ ‫خلــق بيئــة آمنــة للمجتمعــات املتضــررة وتقديــم‬ ‫الدع ــم املس ــتدام إل ــى الضحاي ــا والعم ــل م ــن‬ ‫أج ــل القض ــاء عل ــى ه ــذا اإلرث املمي ــت ال ــذي‬ ‫يس ــتمر ف ــي إبط ــاء عجل ــة التعاف ــي والتنمي ــة ف ــي‬ ‫الع ــراق‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪41 2025‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير‬ ‫الحاديةالحادية‬ ‫‪ 256‬السنة‬ ‫العددالسنة‬ ‫العدد ‪253‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫بعدما ترعرعوا ووُلدوا خارجها ‪..‬‬

‫آشوريون يعودون‬ ‫إلى أرض األجداد‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫رصد موقع وكالة األنباء‬ ‫"اآلشورية الدولية" حالة‬ ‫فريدة تتمثل في عودة‬ ‫مجموعات من اآلشوريين‬ ‫و أبناء مكونات أخرى من‬ ‫األقليات الذين اضطروا‬ ‫إلى مغادرة العراق خالل‬ ‫سنوات القمع واإلرهاب‬ ‫الداع�شي‪ ،‬إلى قراهم‬ ‫ومناطقهم في إقليم‬ ‫كوردستان والعراق بشكل‬ ‫عام‪ ،‬وهي ظاهرة لها‬ ‫خصوصياتها وتحدياتها‪.‬‬

‫وأشــار تقريــر املوقــع الــذي يتخــذ مــن الواليــات‬ ‫املتح ــدة مق ـ ًرا ل ــه‪ ،‬إل ــى أن منظم ــة "الع ــودة"‬ ‫غيــر الحكوميــة‪ ،‬كانــت قــد أطلقــت حملــة تحــت‬ ‫ش ــعار "ح ــان وق ــت الع ــودة" باللوني ــن األزرق‬ ‫واألبيــض اللذيــن يمثــان مســارات نهــري دجلــة‬ ‫والفـرات‪ ،‬لتوجيــه "رســالة وحــدة بــا تمييــز بيــن‬ ‫مختلــف الطوائــف‪ ،‬بمــا فــي ذلــك املســيحيين"‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر اآلشــوري‪ ،‬الــذي ترجمتــه مجلــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬ع ــن مؤس ــس ه ــذه الحمل ــة‪ ،‬دي ــان‬ ‫وه ــو كلدان ــي فرن�س ــي م ــن أص ــل عراق ــي‪ ،‬قول ــه‬ ‫"لق ــد ول ــدت هن ــا‪ ،‬ف ــي عن ــكاوا‪ ،‬وغادرن ــا الع ـراق‬ ‫م ــع أس ــرتي عندم ــا كان عم ــري س ــنة واح ــدة‪،‬‬ ‫وكن ــا دائم ـ ًـا نحتف ــظ بعالق ــات‪ ،‬ونس ــافر‬ ‫بانتظ ــام بع ــد الع ــام ‪ 2003‬وس ــقوط ص ــدام‬ ‫حس ــين‪ ،‬وق ــد منحن ــي ذل ــك الرغب ــة ف ــي الع ــودة‬ ‫واالس ــتقرار هن ــا ف ــي س ــن مبك ــرة"‪.‬‬ ‫وبعدم ــا أف ــاد التقري ــر‪ ،‬ب ــأن ه ــوس دي ــان ه ــذا‬ ‫أث ــار ض ــده الكثي ــر م ــن العت ــاب م ــن زمالئ ــه‪ ،‬إال‬ ‫أنــه تمســك بإيمانــه‪ ،‬ناقـ ًـا عنــه قولــه إن "األمــر‬ ‫ليــس ورديـ ًـا تمامـ ًـا‪ ،‬إال أنــه وطننــا"‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن دي ــان م ــع حصول ــه عل ــى ش ــهادة‬ ‫ف ــي القان ــون وبع ــد عامي ــن م ــن دروس اللغ ــة‬

‫العربي ــة‪ ،‬اس ــتكمل عودت ــه‪ ،‬وه ــو ف ــي بداي ــة‬ ‫الثالثيني ــات م ــن عم ــرة‪ ،‬ظه ــر كأن ــه مدف ــوع‬ ‫بطم ــوح يتج ــاوز قصت ــه الخاص ــة‪ ،‬ويس ــعى إل ــى‬ ‫"تس ــهيل ع ــودة املس ــيحيين واألقلي ــات األخ ــرى‬ ‫إل ــى الع ـراق"‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر كذل ــك‪ ،‬ع ــن دي ــان‪ ،‬إش ــارته‬ ‫إل ــى أن بع ــض الن ــاس ف ــي املجتم ــع ينظ ــرون إل ــى‬ ‫الع ــودة للوط ــن‪ ،‬عل ــى أنه ــا بمثاب ــة "فش ــل ف ــي‬ ‫االندم ــاج ف ــي البل ــد اآلخ ــر"‪ ،‬مردف ـ ًـا "إنن ــا نري ــد‬ ‫أن نظه ــر أن ــه ال يوج ــد عي ــب ف ــي الع ــودة‪ ،‬ب ــل‬ ‫ه ــو خي ــار"‪.‬‬ ‫وتن ــاول التقري ــر‪ ،‬تجرب ــة نيك ــوالس‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى‬ ‫أن ــه كان يجل ــس ف ــي مقه ــى تقلي ــدي ف ــي عن ــكاوا‬ ‫القديم ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى أن رفيق ــه ه ــو أيض ـ ًـا‬ ‫م ــن "العائدي ــن"‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن نيك ــوالس‪ ،‬وه ــو طبي ــب ف ــي‬ ‫األربعيــن مــن العمــر‪ ،‬قولــه "ولــدت فــي أســتراليا‪،‬‬ ‫وال أحم ــل الجنس ــية العراقي ــة‪ ،‬ول ــم اكتش ــف‬

‫املنطق ــة إال عندم ــا كان عم ــري ‪ 18‬عام ـ ًـا"‪،‬‬ ‫مش ــي ًرا إل ــى أن ــه درس اللغ ــة الس ــريانية ولدي ــه‬ ‫معرف ــة كامل ــة باللغ ــة اآلرامي ــة‪.‬‬ ‫وبحســب نيكــوالس‪ ،‬كمــا نقــل عنــه التقريــر "لــم‬ ‫ـدا‪ .‬لق ــد نش ــأت‬ ‫أش ــعر ب ــأن أس ــتراليا بل ــدي أب ـ ً‬ ‫ضم ــن ثقاف ــة آش ــورية ف ــي منزل ــي‪ .‬وعائالتن ــا‬ ‫غ ــادرت بس ــبب الح ــروب واالضطه ــاد‪ .‬وورثن ــا‬ ‫صدمــات عبــر األجيــال‪ ،‬ومــا لــم نعالــج مشــاكلنا‬ ‫ـدا"‪.‬‬ ‫هن ــا‪ ،‬فل ــن نتمك ــن م ــن التغل ــب عليه ــا أب ـ ً‬ ‫ونب ــه التقري ــر‪ ،‬إل ــى أن منظم ــة "الع ــودة" غي ــر‬ ‫ـدا‪،‬‬ ‫الحكومي ــة أدرج ــت أكث ــر م ــن ‪ 50‬عائ ـ ً‬ ‫غالبتيهم اســتقروا في إقليم كوردســتان‪ ،‬مشــي ًرا‬ ‫إل ــى أنه ــم لديه ــم إرادة مش ــتركة للعي ــش عل ــى‬ ‫أرض أجداده ــم ولك ــن م ــع ثالث ــة تصنيف ــات‬ ‫مختلف ــة له ــم‪ ،‬العائ ــدون بش ــكل دائ ــم‪،‬‬ ‫والعائ ــدون بش ــكل ش ــبه دائ ــم‪ ،‬والعائ ــدون ف ــي‬ ‫املس ــتقبل‪ ،‬الفت ـ ًـا إل ــى وج ــود فئ ــة رابع ــة أكث ــر‬ ‫تكتمـ ًـا وتتمثــل فــي العائــات الذيــن مــن املرجــح‬

‫أن تك ــون عودته ــم مس ــتدامة أكث ــر‪.‬‬ ‫وبي ــن التقري ــر اآلش ــوري‪ ،‬أن املس ــيحيين‬ ‫الكلــدان والســريان واآلشــوريين "بعدمــا أجبــروا‬ ‫علــى العيــش فــي املنفــى خــال الســنوات األخيــرة‪،‬‬ ‫ـاما"‪،‬‬ ‫يحاول ــون الع ــودة إل ــى ع ـراق أكث ــر س ـ ً‬ ‫مضيف ـ ًـا أن م ــدن وق ــرى س ــهل نين ــوى‪ ،‬الت ــي‬ ‫كان ــت مأهول ــة بش ــكل رئي�س ــي م ــن أبن ــاء ه ــؤالء‬ ‫أفرغ ــت م ــن س ــكانها بس ــبب احت ــال تنظي ــم‬ ‫دا ع ــش‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬فق ــد ع ــاد ‪ 45%‬فق ــط م ــن‬ ‫املجتمــع املســيحي األصلــي إلــى ســهل نينــوى‪ ،‬فــي‬ ‫حي ــن كان ‪ 102‬أل ــف مس ــيحي يعيش ــون هن ــاك‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ ،2014‬إال أن عدده ــم تراج ــع إل ــى‬ ‫‪ 36‬ألف ـ ًـا‪ ،‬بينم ــا م ــن املتوق ــع أن ينخف ــض أكث ــر‬ ‫بس ــبب ع ــدم االس ــتقرار السيا�س ــي وانع ــدام‬ ‫األمــن‪ ،‬فضـ ًـا عــن أســباب عائليــة واقتصاديــة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر‪ ،‬ع ــن فان ــا‪ ،‬وه ــي أم لطفلي ــن‬ ‫حالي ـ ًـا‪ ،‬قوله ــا "إنن ــا غادرن ــا البل ــد ف ــي الع ــام‬

‫‪ 2014‬ألنن ــا تعرضن ــا لالضطه ــاد م ــن قب ــل‬ ‫داع ــش‪ ،‬وكن ــت حام ـ ًـا"‪ ،‬مضيف ــة "أمضين ــا‬ ‫س ــت س ــنوات رائع ــة ف ــي كن ــدا‪ ،‬لكنن ــا قررن ــا‬ ‫الع ــودة للعث ــور عل ــى أحبائن ــا ودع ــم املجتم ــع"‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن عــودة هــذه العائلــة كانــت‬ ‫"إيجابي ــة"‪ ،‬حي ــث ج ــرى تس ــجيل األطف ــال ف ــي‬ ‫مدرســة كاثوليكيــة‪ ،‬مبينـ ًـا أن فانــا تشــرف علــى‬ ‫منظمــة غيــر حكوميــة للمســاعدات اإلنســانية‬ ‫تدعمهــا الكنيســة الكلدانيــة‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر باإلش ــارة إل ــى أن كل ع ــودة إل ــى‬ ‫الوط ــن‪ ،‬له ــا خصوصيته ــا وتحدياته ــا‪ ،‬وبينم ــا‬ ‫يواج ــه نيك ــوالس صعوب ــات اإلدارة العراقي ــة‬ ‫م ــن أج ــل الحص ــول عل ــى الجنس ــية‪ ،‬نق ــل ع ــن‬ ‫ديــان قولــه إنــه "بالنســبة لآلخريــن‪ ،‬فــإن األمــر‬ ‫يتعلــق بإيجــاد مصــدر للدخــل‪ ،‬أو الســكن‪ ،‬أو‬ ‫ـدءا بالعربي ــة‪،‬‬ ‫حت ــى تعل ــم اللغ ــات املحلي ــة‪ ،‬ب ـ ً‬ ‫حي ــث أن اآلرامي ــة ليس ــت كافيةلالندم ــاج"‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬

‫‪42‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪43 2025‬‬

‫قبور وهمية و حفارون مجهولون‪..‬‬

‫االحتيال يالحق أموات‬ ‫وادي السالم بالنجف‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫س ــلطت صحيف ــة "ذا ني ــو ريجي ــن" األمريكي ــة‪ ،‬االض ــواء عل ــى‬ ‫ظاه ــرة وصفته ــا بأنه ــا "مثي ــرة للقل ــق" ف ــي مقب ــرة وادي الس ــام ف ــي‬ ‫النج ــف‪ ،‬حي ــث يت ــم بن ــاء قب ــور وهمي ــة عل ــى الط ــرق الرئيس ــية‪،‬‬ ‫كج ــزء م ــن عملي ــة احتي ــال يت ــم فيه ــا بي ــع قط ــع دف ــن وهمي ــة‬ ‫للمش ــيعين ‪.‬‬

‫وذك ــرت الصحيف ــة ف ــي تقري ــر له ــا ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ان "بلدي ــة النج ــف أطلق ــت حمل ـ ًـة إلزال ــة العش ـرات م ــن‬ ‫طرقــا فرعيـ ًـة بالكامــل‪،‬‬ ‫هــذه ُالقبــور الوهميــة‪ ،‬التــي أغلقــت ً‬ ‫حف ــاري قب ــور مجهولي ــن‬ ‫فيم ــا يح ـ ّـذر املس ــؤولون م ــن أن ّ‬ ‫وصفح ــات تواص ــل اجتماع ــي مش ــبوهة يبيع ــون ه ــذه‬ ‫األرا�ض ــي غي ــر القانوني ــة للعائ ــات املفجوع ــة‪ ،‬مس ــتغلين‬ ‫ضع ــف الرقاب ــة وثق ــة الجمه ــور"‪.‬‬ ‫واض ــاف التقري ــر‪ ،‬ان "املقب ــرة وه ــي م ــن أكب ــر املقاب ــر ف ــي‬ ‫العالــم‪ ،‬تنقســم إلــى قســمين‪ ،‬القســم القديــم يقــع بالقــرب‬ ‫م ــن مرق ــد اإلم ــام عل ــي والنبيي ــن ه ــود وصال ــح‪ ،‬وتكث ــر ه ــذه‬ ‫املش ــكلة ف ــي القس ــم األح ــدث م ــن املقب ــرة‪ ،‬املع ــروف ً‬ ‫محلي ــا‬ ‫باس ــم "املداخ ــل الس ــبعة"‪ ،‬مم ــا يعي ــق الوص ــول ويثي ــر‬ ‫مخ ــاوف أمني ــة"‪.‬‬ ‫وق ــال ع ــدد م ــن الس ــكان‪ ،‬إن "أغل ــب ضحاي ــا عملي ــة‬ ‫االحتي ــال ه ــم م ــن محافظ ــات خ ــارج النج ــف‪ ،‬منه ــا بغ ــداد‬ ‫والبص ــرة والناصري ــة والديواني ــة والس ــماوة والك ــوت"‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن "ياس ــر الش ــمري"‪ ،‬أح ــد ضحاي ــا‬ ‫االحتيــال‪ ،‬القــول‪" :‬رأيــت إعالنــا ممـواًل علــى فيســبوك ُيـ ّ‬ ‫ـروج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫لبي ــع أرض دف ــن مقاب ــل مليون ــي دين ــار‪ ،‬تواصل ـ ُـت معه ــم‬ ‫ـخص ف ــي املقب ــرة‪ ،‬دفع ـ ُـت رب ــع املبل ــغ‪ ،‬لكنن ــي‬ ‫والتقي ـ ُـت بش ـ ٍ‬ ‫طريقــا‪ ،‬اختفــى‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫الوا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫األرض‬ ‫أن‬ ‫الحقــا‬ ‫ً‬ ‫ـفت ً‬ ‫اكتشـ ُ‬ ‫الش ــخص بع ــد حمل ــة اإلزال ــة"‪.‬‬ ‫بــدوره‪ ،‬قــال مديــر إعــام بلديــة النجــف بشــار الســوداني‪،‬‬ ‫إن "حف ــاري القب ــور يعمل ــون ع ــادة ف ــي اللي ــل لبن ــاء القب ــور‬ ‫الوهميــة‪ ،‬والتــي يتــم بيعهــا بعــد ذلــك علــى أنهــا قطــع أراض‬ ‫خاص ــة"‪.‬‬ ‫واش ــار ال ــى ان "عش ـرات القب ــور الوهمي ــة ازيل ــت‪ ،‬ويت ــم‬ ‫العم ــل عل ــى إع ــادة فت ــح الط ــرق داخ ــل املقب ــرة"‪ ،‬مس ــتدركا‬ ‫الق ــول "حت ــى اآلن‪ ،‬ل ــم ُنل ـ ِـق القب ــض عل ــى أي ش ــخص‬ ‫متلبس ــا‪ ،‬ولك ــن س ــيتم اتخ ــاذ إج ـراءات قانوني ــة ض ــد أي‬ ‫ً‬ ‫ش ــخص يثب ــت تورط ــه"‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه ق ــال قاس ــم الفت ــاوي‪ ،‬أح ــد حف ــاري القب ــور ف ــي‬ ‫املقب ــرة‪ ،‬إن "القب ــور املزيف ــة ش ــائعة بش ــكل خ ــاص عن ــد‬ ‫املدخلي ــن الثال ــث والراب ــع"‪ ،‬مبين ــا أن "العدي ــد م ــن الط ــرق‬ ‫أصبح ــت مغلق ــة اآلن بقب ــور مزيف ــة‪ ،‬يت ــم بيعه ــا الحق ــا‬ ‫ألش ــخاص ال يعرف ــون أن ــه ال يج ــوز دفنه ــم فيه ــا"‪.‬‬ ‫وح ـ ّـذر الفت ــاوي العائ ــات‪ ،‬م ــن "الوث ــوق بالصفح ــات‬ ‫حف ــاري القب ــور املجهولي ــن"‪ ،‬الفت ــا ال ــى ان‬ ‫اإللكتروني ــة أو ّ‬ ‫"ه ــؤالء يس ــتغلون العائ ــات املحتاج ــة وغي ــاب القواني ــن‬ ‫الس ــليمة لكس ــب امل ــال غي ــر املش ــروع"‪.‬‬ ‫وتع ــد مقب ــرة وادي الس ــام الواقع ــة ف ــي مدين ــة النج ــف‬ ‫بالع ـراق‪ ،‬أكب ــر مقب ــرة ف ــي العال ــم‪ ،‬حي ــث تحت ــوي حس ــب‬ ‫التقدي ـرات عل ــى م ــا يق ــارب ‪ 6‬ماليي ــن قب ــر وأدرج ــت ضم ــن‬ ‫قائم ــة الت ـراث العالم ــي‪ ،‬وه ــي تغط ــي حوال ــي ‪ 6.01‬كل ــم‪،‬‬ ‫وتج ــذب ماليي ــن الزائري ــن س ـ ً‬ ‫ـنويا‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪45 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫إعادة األمل‪..‬‬ ‫حكاية سيدة تنذر‬ ‫حياتها إلزالة األلغام‬

‫فيــلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫س ــلطت اللجن ــة الدولي ــة للصلي ــب األحم ــر‪ ،‬الض ــوء عل ــى العم ــل‬ ‫املحفــوف باملخاطــرالــذي تقــوم بــه العر اقيــة نــورا مــراد‪ ،‬حيــث كرســت‬ ‫حياته ــا م ــن أج ــل ن ــزع األلغ ــام‪ ،‬لعله ــا تعي ــد األم ــل والحي ــاة للب ــاد‪.‬‬

‫وف ــي تقري ــر عل ــى موقعه ــا اإللكترون ــي‪،‬‬ ‫وترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ذك ــرت اللجن ــة‬ ‫الدولي ــة للصلي ــب األحم ــر‪ ،‬أن م ـراد‪ ،‬وه ــي‬ ‫خبيــرة فــي إزالــة األلغــام مــن منطقــة ســنجار‪،‬‬ ‫ترك ــز ف ــي حياته ــا عل ــى ه ــذا العم ــل الخطي ــر‬ ‫والصع ــب والض ــروري م ــن أج ــل حماي ــة‬ ‫املدنيي ــن م ــن املخاط ــر الطويل ــة االم ــد الت ــي‬ ‫تمثله ــا االلغ ــام املض ــادة لالف ـراد‪.‬‬ ‫واش ــار التقري ــر‪ ،‬إل ــى أن ن ــورا م ـراد عاش ــت‬ ‫ف ــي منطق ــة ملوث ــة بش ــدة بمخلف ــات‬ ‫متفج ــرة‪ ،‬وق ــد عايش ــت بنفس ــها م ــا تعني ــه‬ ‫ه ــذه االحص ــاءات م ــن معان ــاة‪ ،‬وش ــاهدت‬ ‫االخطــار التــي تهــدد املجتمعــات حيــث هنــاك‬ ‫اطف ــال يصاب ــون او يقتل ــون اثن ــاء اللع ــب‪،‬‬ ‫ورع ــاة يصاب ــون بالغ ــام خفي ــة ف ــي حقوله ــم‬ ‫ويخســرون مصــدر رزقهــم‪ ،‬ومنــازل متضــررة‬

‫أو مدم ــرة‪ ،‬بينم ــا اع ــادة االعم ــار متعطل ــة‪،‬‬ ‫ال ــى جان ــب وج ــود عائ ــات غي ــر ق ــادرة عل ــى‬ ‫التنق ــل بحري ــة او الع ــودة ال ــى بيوته ــا بس ــام‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر‪ ،‬أن مـراد‪ ،‬كانــت مصممــة علــى‬ ‫أن تخل ــق فرق ــا‪ ،‬واخت ــارت مس ــارا مهني ــا كان‬ ‫يخض ــع لهيمن ــة الرج ــال س ــابقا‪ ،‬فدخل ــت‬ ‫مج ــال إزال ــة االلغ ــام الخطي ــر املنق ــذ لحي ــاة‬ ‫الن ــاس‪.‬‬ ‫واوض ــح التقري ــر‪ ،‬أن نش ــاط م ـراد يش ــمل‬ ‫تحدي ــد مواق ــع االلغ ــام وبقاي ــا امل ــواد‬ ‫املتفج ــرة الت ــي خلفته ــا الح ــروب‪ ،‬وازالته ــا‬ ‫بشــكل آمــن‪ ،‬مشــيرا الــى انهــا تســتخدم ادوات‬ ‫مث ــل كاش ــفات املع ــادن ومع ــدات الحماي ــة‪،‬‬ ‫وال ــكالب املدرب ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن م ـراد ورفاقه ــا ف ــي‬ ‫منظمــة "مــاغ" إلزالــة األلغــام‪ ،‬يعملــون علــى‬

‫إزالته ــا بح ــرص وفت ــح مم ـرات آمن ــة داخ ــل‬ ‫الحق ــول الحافل ــة بااللغ ــام‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر‪ ،‬أن هنــاك جوانــب اخــرى مــن‬ ‫عم ــل ن ــورا م ـراد يتمث ــل ف ــي تحس ــين ظ ــروف‬ ‫املجتمع ــات م ــن خ ــال وض ــع عالم ــات عل ــى‬ ‫املناطــق الخطــرة‪ ،‬وتوعيــة النــاس باملخاطــر‪،‬‬ ‫وخصوص ــا االطف ــال‪ ،‬واملس ــاعدة ف ــي ع ــودة‬ ‫الن ــاس ال ــى اراضيه ــم وال ــى مص ــادر املي ــاه‪.‬‬ ‫وبي ــن التقري ــر‪ ،‬أن عم ــل م ـراد باالضاف ــة ال ــى‬ ‫ان ــه دقي ــق وحاف ــل باملخاط ــر‪ ،‬فان ــه يبقيه ــا‬ ‫بعي ــدة ع ــن عائلته ــا‪ ،‬اال ان ــه ف ــي الوق ــت‬ ‫نفس ــه‪ ،‬يس ــاهم ف ــي انق ــاذ ارواح الن ــاس‬ ‫ويســمح للمجتمعــات املتضــررة مــن الحــرب‪،‬‬ ‫بالب ــدء ف ــي اع ــادة البن ــاء‪.‬‬ ‫وبالنس ــبة مل ـراد‪ ،‬ينق ــل التقري ــر قوله ــا‪ ،‬إن‬ ‫"إزال ــة االلغ ــام ليس ــت مج ــرد مهن ــة‪ ،‬ب ــل ه ــي‬

‫رس ــالة والت ـزام باع ــادة الحي ــاة واالم ــل ال ــى‬ ‫وطنه ــا"‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر بالتذكي ــر ال ــى ان الصلي ــب‬ ‫االحم ــر الدول ــي يعم ــل بش ــكل فع ــال م ــع‬ ‫الس ــلطات العراقي ــة‪ ،‬والق ــوات االمني ــة‪،‬‬ ‫والجه ــات املعني ــة م ــن اج ــل تعزي ــز االمتث ــال‬ ‫للقانون الدولي االنساني‪ ،‬وضمان ان تجري‬ ‫عملي ــات ازال ــة االلغ ــام واج ـراءات الح ــد‬ ‫م ــن املخاط ــر‪ ،‬وف ــق االلتزام ــات القانوني ــة‬ ‫واملب ــادئ االنس ــانية‪ ،‬ودع ــا الس ــلطات‬ ‫العراقيــة الــى اتخــاذ خطــوات عمليــة للتقــدم‬ ‫نح ــو الوف ــاء بالتزاماته ــا بحماي ــة املدنيي ــن‬ ‫عل ــى امل ــدى الطوي ــل م ــن االذى العش ــوائي‬ ‫ال ــذي تس ــببه االلغ ــام والذخائ ــر العنقودي ــة‬ ‫ومخلف ــات الح ــرب املتفج ــرة‪.‬‬ ‫ويص ــادف الراب ــع م ــن نيس ــان م ــن كل ع ــام‪،‬‬

‫يوم ــا عاملي ــا للتوعي ــة بخط ــر األلغ ــام‪،‬‬ ‫حس ــب أجن ــدة اليونس ــكو‪ ،‬وق ــد نش ــرت‬ ‫اللجن ــة الدولي ــة للصلي ــب األحم ــر‪ ،‬تقري ـرا‬ ‫مفص ــا ي ــوم أم ــس‪ ،‬ع ــن األلغ ــام ف ــي الع ـراق‬ ‫وضحايا ه ــا‪.‬‬ ‫وجــاء فــي تقريــر اللجنــة الدولية‪ :‬تمتد األلغام‬ ‫األرضي ــة واملخلف ــات الحربي ــة املتفج ــرة عل ــى‬ ‫ـاحة تق ــدر ب ـ ‪ 2,100‬كيل ــو مت ــر مرب ــع ف ــي‬ ‫مس ـ ٍ‬ ‫العـراق‪ ،‬أي مــا يعــادل نحــو ‪ 300,000‬ملعــب‬ ‫ك ــرة ق ــدم‪ ،‬وتش ــكل ه ــذه املخاط ــر املميت ــة‬ ‫تهديــدا مسـ ً‬ ‫ـتمرا علــى حيــاة املدنييــن وتحــول‬ ‫ً‬ ‫دون عــودة العوائــل النازحــة وتقيــد إمكانيــة‬ ‫الوص ــول إل ــى األرا�ض ــي الزراعي ــة وتبط ــئ م ــن‬ ‫جه ــود إع ــادة اإلعم ــار"‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬

‫"عمل مراد باالضافة‬ ‫الى انه دقيق وحافل‬ ‫بالمخاطر‪ ،‬فانه يبقيها‬ ‫بعيدة عن عائلتها‪ ،‬اال‬ ‫انه يساهم في انقاذ‬ ‫ارواح الناس ويسمح‬ ‫للمجتمعات المتضررة‬ ‫من الحرب‪ ،‬بالبدء في‬ ‫اعادة البناء"‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫اإلنسان العراقي‪..‬‬ ‫حروب وأزمات مستمرة‬ ‫تدخله مرحلة‬

‫االنفجار النفسي‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫يعان ــي اإلنس ــان العراق ــي م ــن ح ــروب وأزم ــات‬ ‫ُدائم ــة‪ ،‬ف ــا يم ـ ّ‬ ‫ـيئا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ـمع‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫وي‬ ‫إال‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ـواء علــى الصعيــد الداخلــي أو علــى الصعيــد‬ ‫سـ ً‬ ‫الدول ــي لك ــن تداعيات ــه ق ــد تط ــال الع ـراق‬ ‫أيضـ ًـا بطريقــة أو بأخــرى‪ ،‬مــا يؤثــر علــى حياتــه‬ ‫اليومي ــة‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪47 2025‬‬

‫‪48‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪49 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫اإلنسان العراقي‪ ..‬حروب وأزمات تدخله مرحلة االنفجار النفسي‬

‫حروب وأزمات متتالية‬ ‫وخــاض العـراق علــى مـ ّ‬ ‫القــدم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫املو‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫تاري‬ ‫ـر‬ ‫ِ‬ ‫العدي ــد م ــن الح ــروب واملع ــارك‪ ،‬فيم ــا ش ــارك‬ ‫جيشــه علــى مــدار تاريخــه البالــغ نحــو مئــة عــام‬ ‫من ــذ تأسيس ــه س ــنة ‪ ،1921‬ف ــي خم ــس ح ــروب‬ ‫نظامي ــة كب ــرى‪ ،‬فيم ــا تس ــببت الح ــرب األخي ــرة‬ ‫ع ــام ‪ 2003‬بانهي ــار أمن ــي وانتش ــار اإلره ــاب‪.‬‬ ‫كم ــا أن األزم ــات الداخلي ــة له ــا تأثي ـرات نفس ــية‬ ‫عل ــى اإلنس ــان العراق ــي‪ ،‬وتعتب ــر البطال ــة والفق ــر‬ ‫والفس ــاد م ــن أكث ــر التحدي ــات االقتصادي ــة‬ ‫إلحاح ـ ًـا‪ ،‬م ــا تجعل ــه يعان ــي م ــن الش ــعور بالي ــأس‬ ‫واالكتئ ــاب‪ ،‬ويخ ــاف م ــن املس ــتقبل‪ ،‬كم ــا يعان ــي‬ ‫م ــن مش ــاكل ف ــي العالق ــات االجتماعي ــة ناتج ــة‬ ‫ع ــن التوت ـرات والخالف ــات السياس ــية والديني ــة‪.‬‬ ‫وبنظ ــرة س ــريعة عل ــى األزم ــات الحالي ــة‪ ،‬يالح ــظ‬ ‫ب ــروز تحدي ــات كثي ــرة داخلي ــة وخارجي ــة‪ ،‬بينه ــا‬ ‫املخــاوف مــن الصيــف املقبــل واحتماليــة تفجــر‬ ‫ّقل ــة تجهي ــز الكهرب ــاء أزم ــة ف ــي الب ــاد‪ ،‬وتراج ــع‬ ‫أســعار النفــط مــا يهــدد تأميــن رواتــب املوظفيــن‪،‬‬ ‫فضـ ًـا عــن الجانــب األمنــي املمثلــة باملخــاوف مــن‬ ‫عــودة داعــش وتعــرض البــاد لقصــف إس ـرائيلي‬ ‫وغي ــر ذل ــك‪.‬‬ ‫"مــا تجعــل اإلنســان العراقــي يمــر بحالــة نفســية‬ ‫صعب ــة ف ــي ظ ــل ه ــذه الظ ــروف‪ ،‬وإل ــى جان ــب ّقل ــة‬ ‫الخدم ــات والتعلي ــم والصح ــة وغيره ــا أم ــور‬

‫كثي ــرة‪ ،‬يظه ــر واضح ـ ًـا تخوف ــه مم ــا تخبئ ــه ل ــه‬ ‫األي ــام املقبل ــة واملس ــتقبل‪ ،‬بحس ــب املحل ــل‬ ‫السيا�س ــي"‪ ،‬عب ــدهللا الكنان ــي‪.‬‬ ‫"خاص ــة م ــع التهدي ــدات األمريكي ــة املتصاع ــدة‬ ‫إليـران‪ ،‬أو داعــش فــي ســوريا‪ ،‬وحتــى مــا يحــدث فــي‬ ‫اليمــن‪ ،‬فهــو يؤثــر علــى الع ـراق وســط محــاوالت‬ ‫لجـ ّـره فــي الصراعــات اإلقليميــة"‪ ،‬وفــق مــا يقولــه‬ ‫الكنانــي ملجلــة «فيلــي»‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "الع ـراق مح ــاط ب ــدو غي ــر‬ ‫مس ــتقرة بش ــكل كام ــل‪ ،‬م ــا يثي ــر قلق ــه‪ ،‬فف ــي‬ ‫س ــوريا هن ــاك توت ـرات كثي ــرة‪ ،‬وإي ـران تواج ــه‬ ‫ـدا م ــع أمري ــكا‪ ،‬فيم ــا تس ــببت هتاف ــات‬ ‫تصعي ـ ً‬ ‫ـور‬ ‫الجمه ـ األردن ــي مؤخ ـ ًرا بش ــبه مش ــكلة م ــع‬ ‫الع ـراق‪ ،‬وكل ذل ــك له ــا تأثي ـرات نفس ــية عل ــى‬ ‫اإلنســان العراقــي‪ ،‬فضـ ًـا عــن التأثيـرات القديمــة‬ ‫الت ــي يحمله ــا وخاص ــة م ــن الح ــروب الس ــابقة"‪.‬‬ ‫ويش ــرح الكنان ــي‪ ،‬أن الع ـراق خ ــاض ح ــروب‬ ‫كثي ــرة م ــن ح ــرب فلس ــطين ع ــام ‪ ،1948‬وح ــرب‬ ‫تشــرين األول‪/‬أكتوبــر عــام ‪ 1973‬عندمــا أوقــف‬ ‫العراقيــون الهجــوم اإلسـرائيلي علــى دمشــق‪ ،‬إلــى‬ ‫املشــاركة بالحــرب األهليــة فــي لبنــان عــام ‪،1976‬‬ ‫والحــرب العراقيــة ‪ -‬اإليرانيــة عــام ‪ ،1980‬وغــزو‬ ‫ص ــدام للكوي ــت ع ــام ‪ 1990‬وعملي ــة عاصف ــة‬ ‫الصح ـراء الت ــي تلت ــه‪ ،‬والح ــرب األمريكي ــة ع ــام‬ ‫‪ ،2003‬ومحارب ــة تنظي ــم داع ــش ع ــام ‪.2014‬‬

‫وإلــى جانــب تلــك الحــروب‪ ،‬يضيــف الكنانــي‪ ،‬أن‬ ‫النظ ــام الس ــابق ش ــن حم ــات ض ــد الك ــورد ف ــي‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان واس ــتهدف حلبج ــة ومناط ــق‬ ‫عديــدة بهجماتــه وارتكــب عمليــات قتــل جماعيــة‬ ‫تســببت مــع تلــك الحــروب الســابقة بخلــق أجيــال‬ ‫يعان ــون م ــن فق ــد عائالته ــم‪.‬‬ ‫ورغ ــم أن تل ــك األجي ــال كان ــت متعب ــة ومرهق ــة‪،‬‬ ‫يؤك ــد الكنان ــي‪ ،‬أنه ــا ل ــم تفق ــد األم ــل بمحاول ــة‬ ‫النه ــوض م ــن جدي ــد‪ ،‬لك ــن الظ ــروف القاس ــية‬ ‫الالحق ــة كان له ــا رأي آخ ــر‪ ،‬م ــا جع ــل اإلنس ــان‬ ‫العراق ــي يص ــل أحيان ـ ًـا إل ــى مرحل ــة "االنفج ــار‬ ‫النف�س ــي" لع ــدم قدرت ــه عل ــى التحم ــل أكث ــر‪.‬‬ ‫الصدمات النفسية‬ ‫وهــذا مــا توضحــه أخصائيــة الصحــة النفســية‪،‬‬ ‫الدكت ــورة س ــوزان حس ــين‪ ،‬ب ــأن آث ــار الح ــروب‬ ‫والصراع ــات املس ــلحة ال تقتص ــر عل ــى القتل ــى‬ ‫والجرحــى فحســب‪ ،‬بــل تمتــد حتــى علــى الناجيــن‬ ‫األس ــوياء م ــن تل ــك الح ــروب‪ ،‬وم ــن مختل ــف‬ ‫األعم ــار والش ـرائح االجتماعي ــة‪.‬‬ ‫وتشــرح حســين ملجلة «فيلي»‪ ،‬أن الحروب تعتبر‬ ‫نوع ـ ًـا م ــن الضغ ــوط النفس ــية الت ــي يتكبده ــا‬ ‫الف ــرد‪ ،‬وتتش ــكل بهيئ ــة صدم ــات نفس ــية تخ ــزن‬ ‫فــي الالشــعور بعــد تجــاوز تلــك الضغــوط ومــرور‬ ‫الوقــت عليهــا‪ ،‬وهــي مــا يعــرف باضطـراب مــا بعــد‬ ‫الصدم ــة (‪.)PTSD‬‬

‫وتعتب ــر الصدم ــات النفس ــية ‪ -‬وف ــق حس ــين‬ ‫ ه ــي املول ــد الرئي ــس لكثي ــر م ــن االضطراب ــات‬‫واملشــكالت النفســية واألم ـراض الجســدية التــي‬ ‫تتشــكل ج ـراء ذلــك الضغــط والصدمــة املتمثلــة‬ ‫بالح ــزن واأل�س ــى النف�س ــي‪.‬‬ ‫وتؤك ــد‪ ،‬أن الفق ــد والقل ــق والخ ــوف ال ــذي‬ ‫تتع ــرض له ــا الش ــعوب تت ــرك آث ــا ًرا س ــلبية‬ ‫عل ــى الف ــرد واملجتم ــع‪ ،‬فتول ــد ثقاف ــات س ــيئة‬ ‫كاالنس ــحاب االجتماع ــي والح ــزن والش ــعور‬ ‫بالوح ــدة واالكتئ ــاب النف�س ــي النات ــج ع ــن‬ ‫الفق ــد والتهجي ــر والتجوي ــع واالنقس ــامات‬ ‫الديموغرافي ــة الت ــي يش ــهدها املجتم ــع ال ــذي‬ ‫تع ــرض للعن ــف والتعس ــف‪.‬‬ ‫وتبي ــن حس ــين‪ ،‬أن الش ــعوب الت ــي تتع ــرض‬ ‫للتجوي ــع مث ـ ًـا‪ ،‬تك ــون أرض ـ ًـا خصب ــة لنش ــوء‬ ‫ظواهــر اجتماعيــة كالســرقة والرشــوة والفســاد‬ ‫اإلداري ج ـراء العــوز املــادي‪ ،‬كمــا أن األســر التــي‬ ‫تعرض ــت للفق ــد الس ــيما األبوي ــن ُتم�س ــي ربم ــا‬ ‫أس ـ ًرا غي ــر ناجح ــة ج ـ ّـراء غي ــاب دور املس ــؤول‬ ‫والقائ ــد فيه ــا‪.‬‬ ‫وتؤكــد الدراســات النفســية‪ ،‬مــا طرحتــه حســين‪،‬‬ ‫ب ــأن التع ــرض املس ــتمر للصراع ــات املس ــلحة‬ ‫يس ــهم ف ــي ارتف ــاع مع ــدالت االكتئ ــاب‪ ،‬والقل ــق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واضط ـراب م ــا بع ــد الصدم ــة (‪ ،)PTSD‬وه ــي‬ ‫اضطرابــات ال تقتصــر آثارهــا علــى األفـراد فقــط‪،‬‬

‫«تلك األجيال كانت متعبة ومرهقة‪ ،‬لم‬ ‫تفقد األمل بمحاولة النهوض من جديد‪،‬‬ ‫لكن الظروف القاسية الالحقة كان لها رأي‬ ‫آخر‪ ،‬ما جعل اإلنسان العراقي يصل أحياناً‬ ‫إلى مرحلة "االنفجار النفسي" » ‪..‬‬

‫بــل تمتــد إلــى النســيج االجتماعــي ككل‪،‬‬ ‫بحس ــب أس ــتاذ التاري ــخ ف ــي الجامع ــة‬ ‫املســتنصرية‪ ،‬محمــد جاســم العبيــدي‪.‬‬ ‫معالجة التداعيات‬ ‫وملعالج ــة ه ــذه التداعي ــات‪ ،‬يؤك ــد‬ ‫العبي ــدي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬عل ــى أهمي ــة‬ ‫اعتم ــاد اس ــتراتيجيات متع ــددة‬ ‫«التنمية المستدامة واالستقرار السياسي‬ ‫يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بتحسن الصحة‬ ‫املســتويات تشــمل التدخــات النفســية‬ ‫النفسية للمجتمعات المتأثرة بالنزاعات » ‪..‬‬ ‫الفردي ــة‪ ،‬إضاف ــة إل ــى التدخ ــات‬ ‫الجماعي ــة تق ــوم به ــا املؤسس ــات‬ ‫التعليمي ــة‪ ،‬كم ــا أن تعزي ــز االس ــتقرار‬ ‫االقتص ــادي والسيا�س ــي يع ـ ّـد عام ـ ًـا‬ ‫ُ‬ ‫جوهري ـ ًـا ف ــي تخفي ــف اآلث ــار الس ــلبية‬ ‫وهــذا مــا يســعى إليــه العـراق فــي الوقــت الحاضــر‪،‬‬ ‫للح ــروب‪.‬‬ ‫"خاصــة فــي املوقــف الحكومــي إزاء االضطرابــات‬ ‫"حيــث ُتشــير األدبيــات البحثيــة‪ ،‬إلــى أن التنميــة‬ ‫اإلقليميــة الحاليــة التــي عبــر فيهــا عــن رؤيــة متزنــة‬ ‫ّ‬ ‫املس ــتدامة واالس ــتقرار السيا�س ــي يرتبط ــان‬ ‫إل ــى ح ــد م ــا‪ ،‬بع ــدم االنخ ـراط واالنج ـرار م ــع أي‬ ‫ارتباط ـ ًـا وثيق ـ ًـا بتحس ــن الصح ــة النفس ــية‬ ‫أوال"‪،‬‬ ‫طــرف‪ ،‬والحفــاظ علــى املصلحــة الوطنيــة ً‬ ‫ل‬ ‫للمجتمع ــات املتأث ــرة بالنزاع ــات"‪ ،‬يق ــو‬ ‫وفــق الباحــث واألكاديمــي‪ ،‬عبــد الســتار جبــار‪.‬‬ ‫العبي ــدي‪.‬‬ ‫ويؤكــد جبــار ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "املوقــف العراقــي‬ ‫وبن ـ ًـاء عل ــى ذل ــك‪ ،‬ف ــإن معالج ــة آث ــار الح ــرب‬ ‫ه ــذا ناب ــع م ــن التجرب ــة املري ــرة الت ــي ش ــهدها‬ ‫تتطل ــب مقارب ــة ش ــمولية تجم ــع بي ــن األبع ــاد‬ ‫الع ـراق بع ــد التغيي ــر ف ــي مواجهت ــه للتحدي ــات‬ ‫ـل‬ ‫النفس ــية واالجتماعي ــة والسياس ــية‪ ،‬م ــن أج ـ‬ ‫اإلرهابيــة والطائفيــة‪ ،‬وبالتالــي فــأن هــذا الرهــان‬ ‫الح ــد م ــن التأثي ـرات الس ــلبية للح ــروب وإع ــادة‬ ‫عل ــى حكم ــة التجرب ــة الواقعي ــة ه ــو ال ــذي‬ ‫بنــاء مجتمــع أكثــر اســتقرا ًرا ومرونــة فــي مواجهــة‬ ‫ينبغ ــي االلت ـزام ب ــه م ــن قب ــل الحكوم ــة والطبق ــة‬ ‫األزم ــات املس ــتقبلية‪.‬‬ ‫السياس ــية وال ـرأي الع ــام الوطن ــي"‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪51 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫"كثيرون من حملة‬ ‫الدكتوراه علقوا‬ ‫شهاداتهم على‬ ‫جدران منازلهم بعد‬ ‫أن فقدت قيمتها‬ ‫بسبب عدم االعتراف‬ ‫بها من وزارة التعليم‬ ‫العالي"‬

‫تواجه الشهادات العليا‬ ‫في العراق العديد من‬ ‫التحديات املرتبطة‬ ‫بآليات الحصول عليها‬ ‫واالعتراف بها‪ ،‬مما يضع‬ ‫حواجزأمام طموحات‬ ‫الطالب والخريجين‪.‬‬

‫فوضى الدراسات العليا خارج العراق‪..‬‬

‫آالف الشهادات والجامعات المستبعدة وسط عجز وزاري‬ ‫وتبــرز فــي هــذا الســياق مشــكلة الشــهادات الصــادرة‬ ‫عــن جامعــات أهليــة خارجيــة فــي دول مثــل‪ :‬لبنــان‪،‬‬ ‫تركيــا‪ ،‬وإيـران‪ ،‬والتــي ال تحظــى باعتـراف رســمي مــن‬ ‫قبــل الحكومــة العراقيــة‪.‬‬ ‫إقبال وضعف في الرصانة العلمية‬ ‫يع ــود تزاي ــد اإلقب ــال عل ــى الدراس ــات العلي ــا ف ــي‬ ‫الخ ــارج ألس ــباب متع ــددة‪ ،‬أبرزه ــا غي ــاب الرصان ــة‬ ‫العلمي ــة والضواب ــط األكاديمي ــة ف ــي بع ــض‬ ‫الجامع ــات األجنبي ــة‪ ،‬الت ــي ترك ــز عل ــى تحقي ــق‬ ‫األرب ــاح عب ــر اس ــتقطاب الط ــاب مقاب ــل رس ــوم‬ ‫دراس ــية دون مراع ــاة معايي ــر الج ــودة‪.‬‬ ‫وبحس ــب املتح ــدث باس ــم وزارة التعلي ــم العال ــي‬ ‫والبحــث العلمــي‪ ،‬حيــدر العبــودي‪ ،‬فــإن الشــهادات‬ ‫العلي ــا الص ــادرة م ــن الخ ــارج تخض ــع لس ــياقات‬ ‫مح ــددة‪ ،‬حي ــث يج ــب عل ــى الطال ــب الدراس ــة ف ــي‬ ‫الجامع ــات املعت ــرف به ــا ضم ــن الدلي ــل الس ــنوي‬ ‫لدائ ــرة البعث ــات الص ــادر ع ــن ال ــوزارة‪.‬‬ ‫ويوض ــح العب ــودي‪ ،‬ف ــي تصري ــح خ ــاص ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن "الطلب ــة الراغبي ــن بالدراس ــة عل ــى‬ ‫نفقته ــم الخاص ــة ملزم ــون باختي ــار جامع ــات‬

‫مدرجــة فــي دليــل الــوزارة لضمــان معادلــة وتصديــق‬ ‫ش ــهاداتهم عن ــد عودته ــم"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "املوظ ــف ال ــذي يحص ــل عل ــى ش ــهادة‬ ‫م ــن إح ــدى جامع ــات االبتع ــاث املعتم ــدة يت ــم‬ ‫االعت ـراف بش ــهادته ومعادلته ــا أصولي ـ ًـا وف ــق ق ـرار‬ ‫مجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬أم ــا الطال ــب غي ــر املوظ ــف ال ــذي‬ ‫ي ــدرس ف ــي جامع ــة غي ــر مدرج ــة ف ــي دلي ــل ال ــوزارة‪،‬‬ ‫فل ــن يت ــم االعت ـراف بش ــهادته"‪.‬‬ ‫أرقام صادمة حول الشهادات املستبعدة‬ ‫لــم يكشــف املتحــدث باســم الــوزارة عــن إحصائيــة‬ ‫دقيقــة بعــدد الشــهادات العليــا التــي تمــت معادلتهــا‬ ‫وتل ــك الت ــي ل ــم يت ــم االعت ـراف به ــا‪ ،‬إال أن دائ ــرة‬ ‫البح ــوث والدراس ــات اإلداري ــة ف ــي مجل ــس الخدم ــة‬ ‫أش ــارت ف ــي الع ــام ‪ 2022‬إل ــى أن ع ــدد الخريجي ــن‬ ‫الذي ــن تم ــت مقاطعته ــم وظيفي ـ ًـا بل ــغ ‪،101,519‬‬ ‫منه ــم ‪ 33,861‬فق ــط ت ــم الس ــماح له ــم بالتقدي ــم‬ ‫للحص ــول عل ــى درج ــة دبل ــوم ع ـ ٍـال‪ ،‬ماجس ــتير‪،‬‬ ‫ودكتــوراه‪ ،‬بينمــا تــم اســتبعاد ‪ 45,690‬شــهادة مــن‬ ‫االعت ـراف الرس ــمي‪.‬‬ ‫وبحس ــب القان ــون الخ ــاص ف ــي ُأس ــس معادل ــة‬

‫الش ــهادات‪ ،‬ال ــذي ص ــدر ف ــي الع ــام ‪ ،2020‬ت ــم‬ ‫احتس ــاب جمي ــع الش ــهادات الس ــابقة لتاري ــخ‬ ‫إق ـراره‪ ،‬كم ــا أل ــزم وزارة التعلي ــم العال ــي بإتم ــام‬ ‫معادل ــة الش ــهادات خ ــال ‪ 45‬يوم ـ ًـا م ــن تاري ــخ‬ ‫تقديــم الوثائــق املطلوبــة‪ ،‬لضمــان حقــوق الطلبــة‬ ‫وس ــرعة اإلج ـراءات‪.‬‬ ‫تعديالت جديدة على قانون الشهادات العليا‬ ‫ف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬يعم ــل مجل ــس الن ــواب العراق ــي‬ ‫عل ــى إدخ ــال تعدي ــات جدي ــدة عل ــى قان ــون‬ ‫الش ــهادات العلي ــا و الدراس ــة خ ــارج الع ـراق‪.‬‬ ‫وتقــول عضــو لجنــة التعليــم النيابيــة‪ ،‬نهلــة قــادر‪،‬‬ ‫فــي حديــث ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن "التعديــات خضعــت‬ ‫للق ـراءة األول ــى والثاني ــة‪ ،‬وه ــي جاه ــزة للتصوي ــت‬ ‫ف ــور اكتم ــال النص ــاب القانون ــي"‪.‬‬ ‫كم ــا تش ــير‪ ،‬إل ــى أن "أب ــرز التعدي ــات تتضم ــن‬ ‫تعدي ــل م ــدة اإلقام ــة للط ــاب‪ ،‬بحي ــث تك ــون ‪6‬‬ ‫أش ــهر غي ــر متصل ــة ملرحل ــة الدكت ــوراه البحثي ــة‪،‬‬ ‫و‪ 9‬أشــهر ملرحلــة املاجســتير مــع إمكانيــة اســتثمار‬ ‫ش ــهرين لالس ــتراحة"‪.‬‬ ‫ووفقـ ًـا لقــادر‪ ،‬فــإن التعديــات تضمــن فــرض مــدة‬

‫فاصل ــة قدره ــا س ــنتان بي ــن الحص ــول عل ــى ش ــهادة‬ ‫املاجســتير والبــدء بدراســة الدكتــوراه‪ ،‬فضـ ًـا عــن‬ ‫اش ــتراط الرصان ــة العلمي ــة ف ــي الجامع ــات الت ــي‬ ‫يرغ ــب الطال ــب بالدراس ــة فيه ــا‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن التعدي ــات املقترح ــة‪ ،‬ال ت ـزال‬ ‫مشــكلة الشــهادات غيــر املعتــرف بهــا تلقــي بظاللهــا‬ ‫عل ــى آالف الخريجي ــن‪ ،‬حي ــث يعان ــي العدي ــد م ــن‬ ‫حمل ــة املاجس ــتير والدكت ــوراه م ــن ع ــدم قدرته ــم‬ ‫عل ــى االس ــتفادة م ــن ش ــهاداتهم‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬يق ــول حس ــن عب ــاس عل ــي‪،‬‬ ‫صاح ــب ال ـ ‪ 50‬عام ـ ًـا‪ ،‬وه ــو حاص ــل عل ــى ش ــهادة‬ ‫دكت ــوراه م ــن جامع ــة لبناني ــة ل ــم يت ــم تصديقه ــا‪،‬‬ ‫"كثي ــرون م ــن حمل ــة الدكت ــوراه علق ــوا ش ــهاداتهم‬ ‫علــى جــدران منازلهــم بعــد أن فقــدت قيمتهــا بســبب‬ ‫ع ــدم االعت ـراف به ــا م ــن وزارة التعلي ــم العال ــي"‪.‬‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يؤك ــد عب ــد الباق ــي س ــتار‪ ،‬صاح ــب ال ـ‬ ‫‪ 42‬عام ـ ًـا‪ ،‬وه ــو حاص ــل عل ــى دكت ــوراه م ــن جامع ــة‬ ‫إيراني ــة‪ ،‬أن "هن ــاك ‪ 100‬أل ــف ش ــهادة جامعي ــة‬ ‫صــادرة عــن إي ـران‪ ،‬إال أن الجهــات الرســمية تشــير‬ ‫إل ــى أن ‪ 85‬أل ــف ش ــهادة منه ــا ت ــم بيعه ــا م ــن قب ــل‬

‫الجامع ــة"‪.‬‬ ‫ويضيــف ســتار‪ ،‬فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أنــه "ال‬ ‫توج ــد أدل ــة قاطع ــة عل ــى عملي ــات البي ــع والش ـراء‪،‬‬ ‫لكــن مــن الضــروري أن تتواصــل الجهــات العلميــة‬ ‫العراقي ــة م ــع الجامع ــات األجنبي ــة للتحق ــق م ــن‬ ‫اإلج ـراءات األكاديمي ــة للطلب ــة"‪.‬‬ ‫جدل حول سحب االعتراف من الجامعات‬ ‫وتشــير بعــض شــهادات طلبــة الدراســات العليــا إلــى‬ ‫أن قائم ــة الجامع ــات املعت ــرف به ــا‪ ،‬الت ــي تصدره ــا‬ ‫وزارة التعلي ــم العال ــي‪ ،‬تتع ــرض للتغيي ــر املس ــتمر‪،‬‬ ‫حيــث يتــم إلغــاء االعت ـراف ببعــض الجامعــات بعــد‬ ‫عــام أو عاميــن‪ ،‬وهــو مــا يتــرك الطلبــة فــي حالــة قلــق‬ ‫دائــم حــول مصيــر شــهاداتهم‪.‬‬ ‫ويق ــول عل ــي س ــلمان‪ ،‬صاح ــب ال ـ ‪ 34‬عام ـ ًـا‪ ،‬وه ــو‬ ‫طالــب دراســات عليــا فــي جامعــة أجنبيــة إنــه "وفــق‬ ‫ـاريا‬ ‫قان ــون ال ــوزارة‪ ،‬يبق ــى االعت ـراف بالش ــهادة س ـ ً‬ ‫حت ــى ل ــو ت ــم إلغ ــاء اعتم ــاد الجامع ــة الحق ـ ًـا‪ ،‬لك ــن‬ ‫ـدا‪ ،‬وال تش ــمل‬ ‫إج ـراءات التصدي ــق معق ــدة ج ـ ً‬ ‫جمي ــع الش ــهادات"‪.‬‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬أرب ــك الفس ــاد اإلداري لبع ــض‬

‫الجامع ــات األجنبي ــة املش ــهد األكاديم ــي‪ ،‬حي ــث‬ ‫تحول ــت بع ــض الجامع ــات إل ــى مراك ــز ملن ــح‬ ‫الش ــهادات دون أس ــس علمي ــة واضح ــة‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬يؤكــد األســتاذ الجامعــي امنعــم‬ ‫حس ــن األعس ــم‪ ،‬أن "الدراس ــة ف ــي الجامع ــات‬ ‫األجنبي ــة كان ــت تمث ــل طموح ـ ًـا للطلب ــة الباحثي ــن‬ ‫ع ــن التخص ــص العلم ــي والرصان ــة‪ ،‬لكنه ــا ل ــم تع ــد‬ ‫كذل ــك بس ــبب انتش ــار الجامع ــات األهلي ــة الت ــي‬ ‫تمن ــح ش ــهادات دون تدقي ــق علم ــي"‪.‬‬ ‫ويضي ــف األعس ــم‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"أحــد معارفــي حصــل علــى شــهادة دكتــوراه دون أن‬ ‫يس ــبقها حصول ــه عل ــى املاجس ــتير‪ ،‬وه ــذه مش ــكلة‬ ‫تتفاق ــم ف ــي الجامع ــات األهلي ــة األجنبي ــة"‪.‬‬ ‫كمــا تابــع االكاديمــي العراقــي‪ ،‬حديثــه قائـ ًـا "بعــض‬ ‫الجامع ــات ال تطال ــب بوثائ ــق التحصي ــل العلم ــي‬ ‫الس ــابق‪ ،‬مم ــا يجع ــل العملي ــة مج ــرد تج ــارة‪ ،‬ف ــي‬ ‫املقاب ــل‪ ،‬هن ــاك جامع ــات أجنبي ــة تحاف ــظ عل ــى‬ ‫معاييــر علميــة صارمــة‪ ،‬حيــث تمنــح الشــهادة بعــد‬ ‫بح ــوث دقيق ــة ومناقش ــات علمي ــة معمق ــة‪".‬‬ ‫أم ــام ه ــذا الواق ــع املعق ــد‪ ،‬ي ــرى خب ـراء التعلي ــم أن‬ ‫تنظيــم ملــف الدراســات العليــا فــي الخــارج يتطلــب‬ ‫إج ـراءات صارمــة لضمــان جــودة التعليــم وحمايــة‬ ‫حق ــوق الطلب ــة‪.‬‬ ‫ويؤكــد األعســم أن الحــل يكمــن فــي تعزيــز التعــاون‬ ‫األكاديم ــي بي ــن الع ـراق والجامع ــات األجنبي ــة‬ ‫الرصين ــة‪ ،‬وإيج ــاد آلي ــات علمي ــة للتحق ــق م ــن‬ ‫صحــة الشــهادات والبحــوث‪ ،‬باالضافــة إلــى محاربــة‬ ‫الفس ــاد ف ــي عملي ــات من ــح الش ــهادات لضم ــان‬ ‫االرتق ــاء بمس ــتوىالتعليمالعالي‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪53 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ش ــهد مس ــتوى املنتخ ــب‬ ‫الوطن ــي العراق ــي لك ــرة الق ــدم‬ ‫للرج ــال تذبذب ــا ملحوظ ــا ف ــي‬ ‫الس ــنوات األخي ــرة‪ ،‬اذ تراج ــع‬ ‫ف ــي تصني ــف الفيف ــا‪ ،‬وفش ــل‬ ‫ف ــي تحقي ــق نتائ ــج مرضي ــة‬ ‫ف ــي بع ــض البط ــوالت؛ وآخ ــر‬ ‫ذل ــك ف ــي التصفي ــات املؤهل ــة‬ ‫لبطول ــة كأس العال ــم املق ــرر‬ ‫اقامته ــا ف ــي صي ــف ع ــام ‪،2026‬‬ ‫وتس ــتضيفها بش ــكل مش ــترك‬ ‫‪ 16‬مدين ــة ف ــي ث ــاث دول ه ــي‬ ‫كن ــدا‪ ،‬املكس ــيك والوالي ــات‬ ‫املتح ــدة‪.‬‬

‫واملفارق ــة ان الفري ــق العراق ــي ال ــذي كان‬ ‫يصن ــف بصفت ــه م ــن اق ــوى ف ــرق املنطق ــة‪،‬‬ ‫ب ــات يخ�ش ــى الف ــرق الت ــي تع ــرف بضعفه ــا ف ــي‬ ‫التصنيف ــات الدولي ــة‪ ،‬ولع ــل خس ــارته ام ــام‬ ‫فري ــق فلس ــطين ش ــكلت الضرب ــة املقلق ــة‬ ‫لطموحات ــه ف ــي التأه ــل وق ــد ينتظ ــر تصفي ــات‬ ‫أخ ــرى فيم ــا يس ــمى بامللح ــق‪.‬‬ ‫لقــد حصلــت القــارة اآلســيوية علــى ‪ 8‬مقاعــد‬ ‫يتأهــل أفضــل فريقيــن‬ ‫فــي كأس العالــم ‪ّ ،2026‬‬ ‫مــن كل مجموعــة مــن املجموعــات الثــاث إلــى‬ ‫املوندي ــال لتغطي ــة ‪ 6‬مقاع ــد ل ــكأس العال ــم؛‬ ‫يذهــب الفريقــان فــي املركزيــن الثالــث والرابــع‬ ‫م ــن كل مجموع ــة م ــن املجموع ــات الث ــاث‬ ‫إل ــى ال ــدور الراب ــع؛ ُيقس ــم ال ــدور الراب ــع إل ــى‬ ‫مجموعتي ــن ويتص ـ ّـدر صاح ــب املرك ــز األول‬ ‫ل ــكل مجموع ــة إل ــى تصفي ــات كأس العال ــم‬ ‫‪ 2026‬لتغطي ــة املقعدي ــن املتبقيي ــن ف ــي كأس‬ ‫العال ــم؛ وذل ــك م ــا ينتظ ــر الفري ــق العراق ــي ف ــي‬ ‫حالــة اخفاقــه فــي املباريــات املتبقيــة وافتـراض‬ ‫حلول ــه ثالث ــا او رابع ــا ف ــي مجموعت ــه!‪ ،‬م ــع‬ ‫احتم ــال ان تك ــون هنال ــك فرص ــة ملقع ــد‬ ‫إضاف ــي ب ــدور خام ــس ف ــي ملح ــق عالم ــي‪.‬‬ ‫يع ــود تراج ــع املنتخ ــب العراق ــي إل ــى ع ــدة‬ ‫عوام ــل‪ ،‬م ــن بينه ــا املش ــكالت اإلداري ــة‪ ،‬اذ‬

‫آمال المنتخب في‬ ‫الوصول لكأس العالم‬

‫في مهب التكهنات‬ ‫يعانــي االتحــاد العراقــي لكــرة القــدم مــن عــدم‬ ‫االس ــتقرار اإلداري‪ ،‬فش ــهد تغيي ـرات متك ــررة‬ ‫فــي اإلدارات الفنيــة واإلداريــة‪ ،‬ممــا يؤثــر ســلبا‬ ‫عل ــى اس ــتقرار الفري ــق وتط ــوره‪.‬‬ ‫ومث ــل الوض ــع ف ــي عم ــوم الع ـراق‪ ،‬ش ــكل‬ ‫الفس ــاد املال ــي واإلداري تحدي ــا كبي ـرا واج ــه‬ ‫ويواج ــه الك ــرة العراقي ــة‪ ،‬اذ يؤث ــر عل ــى‬ ‫تخصي ــص امل ــوارد وتطوي ــر البني ــة التحتي ــة‬ ‫الرياضيــة؛ كمــا يفتقــر االتحــاد العراقــي لكــرة‬ ‫الق ــدم إل ــى خط ــط اس ــتراتيجية طويل ــة األم ــد‬ ‫لتطوي ــر الك ــرة العراقي ــة‪ ،‬مم ــا يؤث ــر عل ــى‬ ‫ج ــودة التدري ــب والتطوي ــر‪.‬‬ ‫واملفارق ــة أيض ــا ان قل ــة الدع ــم املال ــي‪ ،‬لطامل ــا‬ ‫كان ــت س ــببا ف ــي ضع ــف مس ــتويات املنتخ ــب‬ ‫بحس ــب االتح ــاد العراق ــي لك ــرة الق ــدم‪ ،‬اال‬ ‫ان الرعايــة الخاصــة مــن قبــل رئيــس مجلــس‬ ‫ال ــوزراء الحال ــي‪ ،‬الت ــي رافق ــت التصفي ــات‬ ‫األخيــرة كان يفتــرض ان ترتقــي بشــأنه وتدفعــه‬ ‫ال ــى التف ــوق ورف ــع قدرت ــه عل ــى توفي ــر أفض ــل‬ ‫الظ ــروف التدريبي ــة واملعس ــكرات اإلعدادي ــة‪.‬‬ ‫وهن ــاك عوام ــل أخ ــرى كان ــت س ــائدة ف ــي‬ ‫الســنوات الســابقة‪ ،‬اذ عانــت الكــرة العراقيــة‬ ‫م ــن ضع ــف البني ــة التحتي ــة الرياضي ــة‪،‬‬ ‫وافتق ــرت املالع ــب واملنش ــآت الرياضي ــة إل ــى‬

‫املعايي ــر الدولي ــة ط ــوال عق ــود‪ ،‬وان كان ق ــد‬ ‫ج ــرى مؤخ ـرا التغل ــب عل ــى بعضه ــا بإنش ــاء‬ ‫بع ــض املالع ــب الجدي ــدة بخاص ــة ملع ــب‬ ‫ج ــذع النخل ــة ف ــي البص ــرة "ملع ــب البص ــرة‬ ‫الدولــي"‪ ،‬وملعــب الحبيبيــة فــي بغــداد "ملعــب‬ ‫الش ــهداء"‪.‬‬ ‫وكان ــت ق ــد ش ــخصت من ــذ وق ــت مبك ــر قل ــة‬ ‫االحت ـراف ف ــي الك ــرة العراقي ــة‪ ،‬اذ م ــا ي ـزال‬ ‫االحت ـراف ف ــي الك ــرة العراقي ــة ف ــي مراحل ــه‬ ‫األول ــى‪ ،‬ويفتق ــر الالعب ــون إل ــى االحترافي ــة ف ــي‬ ‫التعام ــل م ــع املباري ــات والتدريب ــات‪ ،‬ولق ــد‬ ‫ح ــاول امل ــدرب االس ــباني خيس ــوس كاس ــاس‬ ‫جل ــب العبي ــن عراقيي ــن م ــن دوري ــات أوروبي ــة‬ ‫للتغل ــب عل ــى تل ــك الظاه ــرة‪.‬‬ ‫ي ــرى مراقب ــون ومختص ــون بالش ــأن الك ــروي‬ ‫العراق ــي ان األوض ــاع السياس ــية ف ــي الع ـراق‬ ‫والصراع ــات عل ــى املناص ــب وم ــن بينه ــا‬ ‫ف ــي اتح ــاد الك ــرة اث ــر عل ــى اس ــتقرار الك ــرة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬وكثي ـرا م ــا أدى ذل ــك إل ــى تأجي ــل‬ ‫املباري ــات وتغيي ــر املالع ــب‪.‬‬ ‫كم ــا تراج ــع مس ــتوى بع ــض الالعبي ــن‬ ‫العراقييــن املحترفيــن فــي الدوريــات األوروبيــة‪،‬‬ ‫مم ــا أث ــر عل ــى أداء املنتخ ــب الوطن ــي‪.‬‬ ‫وبرغــم ذلــك‪ ،‬بذلــت جهــود لتحســين مســتوى‬

‫املنتخ ــب الوطن ــي العراق ــي‪ ،‬م ــن بينه ــا‪ ،‬س ــعي‬ ‫االتح ــاد العراق ــي لك ــرة الق ــدم إل ــى البح ــث‬ ‫ع ــن مدربي ــن‪ ،‬ذوي خب ــرة دولي ــة لتطوي ــر أداء‬ ‫املنتخ ــب وآخره ــا اختي ــار امل ــدرب االس ــباني‬ ‫ال ــذي واج ــه عاصف ــة م ــن االنتق ــادات طيل ــة‬ ‫م ــدة عمل ــه‪.‬‬ ‫و هن ــاك جه ــود لتطوي ــر البني ــة التحتي ــة‬ ‫الرياضيــة فــي العـراق‪ ،‬ببنــاء مالعــب ومنشــآت‬ ‫رياضي ــة جدي ــدة حديث ــة‪ ،‬كم ــا تب ــذل مس ــاع‬ ‫لزي ــادة االحترافي ــة ف ــي الك ــرة العراقي ــة‪،‬‬ ‫بتحس ــين التدري ــب والتطوي ــر‪.‬‬ ‫ويأت ــي الدع ــم الكبي ــر م ــن قب ــل الجماهي ــر‬ ‫العراقي ــة كعام ــل مه ــم ف ــي دع ــم وتحفي ــز‬ ‫املنتخ ــب الوطن ــي‪ ،‬ويلف ــت الخب ـراء ال ــى ان‬ ‫االرتق ــاء بالك ــرة العراقي ــة ورف ــع مس ــتوى‬ ‫املنتخ ــب وتحس ــين أداء الالعبي ــن يتطل ــب‬ ‫ـودا متواصل ــة م ــن جمي ــع األط ـراف‬ ‫جه ـ ً‬ ‫املعني ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك االتح ــاد العراق ــي لك ــرة‬ ‫الق ــدم والالعبي ــن والجماهي ــر‪.‬‬ ‫ويمك ــن هن ــا مالحظ ــة ال ــدور الس ــلبي ال ــذي‬ ‫أداه كثي ــر م ــن اإلع ــام الريا�ض ــي املحل ــي ف ــي‬ ‫تش ــكيل ال ـرأي الع ــام الريا�ض ــي والتأثي ــر عل ــى‬ ‫معنوي ــات الالعبي ــن والجه ــاز التدريب ــي‪ ،‬وان‬ ‫اإلع ــام الريا�ض ــي غي ــر الك ــفء كان ل ــه تأثي ــر‬

‫ســلبي كبيــر علــى املنتخــب الوطنــي‪ ،‬وذلــك عــن‬ ‫طري ــق االنتق ــادات غي ــر البن ــاءة واملبال ــغ فيه ــا‬ ‫الت ــي يمك ــن أن ت ــؤدي إل ــى إحب ــاط الالعبي ــن‬ ‫والجه ــاز التدريب ــي‪ ،‬وتقلي ــل ثقته ــم بأنفس ــهم‪.‬‬ ‫لقــد خلقــت هــذه االنتقــادات جـ ًـوا مــن التوتــر‬ ‫والقلــق فــي داخــل الفريــق‪ ،‬ممــا اثــر ســلبا علــى‬ ‫أدائــه‪.‬‬ ‫لق ــد لوح ــظ ان اغل ــب اإلع ــام الريا�ض ــي‬ ‫العراق ــي غي ــر الك ــفء رك ــز عل ــى الس ــلبيات‬ ‫واألخطــاء‪ ،‬وتجاهــل اإليجابيــات واإلنجــازات‪،‬‬ ‫م ــا أدى ف ــي كثي ــر م ــن األحي ــان إل ــى تضخي ــم‬ ‫املش ــكالت‪ ،‬وإعط ــاء ص ــورة س ــلبية ع ــن‬ ‫املنتخ ــب الوطن ــي‪.‬‬ ‫كم ــا ادى نش ــر الش ــائعات واألخب ــار الكاذب ــة‬ ‫إلــى زعزعــة اســتقرار الفريــق‪ ،‬وإثــارة الخالفات‬ ‫بي ــن الالعبي ــن والجه ــاز التدريب ــي‪ ،‬وبي ــن‬ ‫الالعبي ــن انفس ــهم بالتركي ــز عل ــى مصطلح ــي‬ ‫الالعبيــن املحلييــن واملحترفيــن‪ ،‬لقــد اثــر هــذا‬ ‫األمــر علــى تركيــز الالعبيــن‪ ،‬وشــتت انتباههــم‬ ‫عــن املباريــات‪ ،‬وجعــل الفريــق غيــر متجانــس‪.‬‬ ‫لق ــد س ــببت بع ــض وس ــائل االع ــام ضغط ــا‬ ‫زائ ــدا عل ــى الالعبي ــن‪ ،‬بوس ــاطة توقع ــات غي ــر‬ ‫واقعي ــة‪ ،‬وتصريح ــات ناري ــة‪ ،‬م ــا زاد التوت ــر‬ ‫والقل ــق لديه ــم‪ ،‬واث ــر س ــلبا عل ــى أدائه ــم‪ ،‬كم ــا‬

‫اث ــر ذل ــك عل ــى م ـزاج الجماهي ــر‪ ،‬و عم ــل عل ــى‬ ‫تشــكيل صــورة ســلبية عــن املنتخــب الوطنــي‪،‬‬ ‫و يمك ــن أن ي ــؤدي ه ــذا األم ــر إل ــى تراج ــع‬ ‫الدعــم الجماهيــري للمنتخــب‪ ،‬ممــا يؤثــر أكثــر‬ ‫عل ــى معنوي ــات الالعبي ــن‪.‬‬ ‫وهن ــا يط ــرح املختص ــون جمل ــة مقترح ــات‬ ‫منه ــا‪ ،‬أن يلت ــزم اإلع ــام الريا�ض ــي باملهني ــة‬ ‫واملوضوعيــة فــي تغطيتــه لألحــداث الرياضيــة‪،‬‬ ‫ووجــوب ان يقــدم انتقــادات بنــاءة تهــدف إلــى‬ ‫تحس ــين أداء املنتخ ــب الوطن ــي‪ ،‬وان يرك ــز‬ ‫عل ــى اإليجابي ــات واإلنج ــازات‪ ،‬وتش ــجيع‬ ‫املنتخــب الوطنــي‪ ،‬مــع تجنــب نشــر الشــائعات‬ ‫واألخب ــار الكاذب ــة والتأك ــد م ــن صح ــة‬ ‫املعلومــات قبــل نشــرها؛ ومــن األمــور األخــرى‬ ‫ضــرورة أن يدعــم اإلعــام الريا�ضــي الالعبيــن‬ ‫والجه ــاز التدريب ــي‪ ،‬وتش ــجيعهم عل ــى تقدي ــم‬ ‫أفض ــل أداء‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫‪ 22‬عاماً على سقوط صدام حسين‪..‬‬

‫ألغام البصرة وكيمياوي حلبجة شاخصة لليوم‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫م ــرت ي ــوم ‪ 9‬نيس ــان‪/‬أبريل‬ ‫‪ 2025‬الذكرى الـ‪ 22‬لسقوط‬ ‫النظ ــام الس ــابق برئاس ــة‬ ‫ص ــدام حس ــين بعــد أق ــل م ــن‬ ‫ثالث ــة أس ــابيع عل ــى الغ ــزو‬ ‫األمريكــي البريطان ــي للع ــراق‬ ‫للخ ــاص م ــن الديكتاتوري ــة‪،‬‬ ‫ف ــي ع ــام ‪.2003‬‬

‫ويس ــتذكر العر اقي ــون ف ــي مث ــل ه ــذا الي ــوم‬ ‫مش ــاهد دخ ــول الق ــوات األمريكي ــة إل ــى قل ــب‬ ‫العاصمــة بغــداد‪ ،‬وســط انهيــارســريع لقــوات‬ ‫النظ ــام الس ــابق‪ ،‬بع ــد أن أعل ــن الرئي ــس‬ ‫األمريكــي حينه ــا ج ــورج ب ــوش االب ــن‪ ،‬ف ــي ‪20‬‬ ‫آذار‪/‬م ــارس ‪ ،2003‬انط ــاق عملي ــة س ــماها‬ ‫"عملي ــة حري ــة الع ــراق"‪.‬‬ ‫وبعــد ثالثــة أســابيع ظهــرصــدام فــي ‪ 9‬نيســان‪/‬‬ ‫ـوال فــي منطقــة األعظميــة فــي بغــداد‬ ‫أبريــل متجـ ً‬ ‫وحولــه عشــرات العر اقييــن يهتفــون لــه‪ ،‬قبــل‬ ‫ســاعات مــن إعــان ســقوط بغــداد ونظامــه‪،‬‬ ‫وكان املش ــهد األب ــرز إس ــقاط تمث ــال ص ــدام‬ ‫ف ــي س ــاحة الف ــردوس‪ ،‬وت ــوارى عق ــب ذل ــك‬ ‫ثماني ــة أش ــهر قب ــل أن يعث ــر علي ــه الجي ــش‬ ‫األمري ـكـي‪ ،‬ويحاكــم ثــم يعــدم فــي كانــون األول‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫ديس ــمبر ‪.2006‬‬ ‫انتشاراأللغام في البصرة‬ ‫ورغ ــم م ــرور ‪ 22‬عام ـ ًـا عل ــى س ــقوط النظ ــام‬ ‫الس ــابق‪ ،‬ال ت ــزال التأثي ــرات والش ــواهد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪55 2025‬‬

‫‪56‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪57 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫ألغام البصرة وكيمياوي حلبجة شاخصة لليوم‬

‫ش ــاخصة عل ــى جرائم ــه الت ــي تزه ــق أرواح‬ ‫املواطني ــن‪ ،‬كم ــا ه ــو الح ــال ف ــي محافظ ــة‬ ‫البص ــرة أق�ص ــى جن ــوب الع ــراق‪ ،‬الت ــي‬ ‫تم ــأ املقذوف ــات الحربي ــة واأللغ ــام وامل ــواد‬ ‫املنفلق ــة ‪ 54‬ملي ــون مت ــر مرب ــع قض ــاء الزبي ــر‬ ‫غرب ــي املحافظ ــة‪ ،‬مس ــببة بقت ــل وج ــرح وبت ــر‬ ‫أط ــراف املواطني ــن بي ــن فت ــرة وأخ ــرى‪.‬‬ ‫ويق ــول قائممق ــام القض ــاء‪ ،‬عب ــاس ماه ــر‬ ‫طاه ــر‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "آث ــار النظ ــام‬ ‫الس ــابق له ــا تأثي ــر كبي ــر عل ــى الع ــراق عموم ـ ًـا‬ ‫وللبص ــرة ولقض ــاء الزبي ــر خاص ــة‪ ،‬حي ــث‬ ‫يعانــي القضــاء مــن تأثيــرات كبيــرة (اجتماعيــة‬ ‫وسياســية و اقتصاديــة) نتيجــة للحــروب مــع‬ ‫إي ــران وق ــوات التحال ــف الدول ــي ملرتي ــن"‪.‬‬ ‫ويوضــح طاهــر‪ ،‬أن "هنــاك مســاحات واســعة‬ ‫مليئ ــة باملخلف ــات الحربي ــة ف ــي الزبي ــر ُتق ــدر‬ ‫بحوال ــي ‪ 54‬ملي ــون مت ــر مرب ــع‪ ،‬تمت ــد جن ــوب‬ ‫وغــرب القضــاء‪ ،‬منهــا القنابــل العنقويــة التــي‬ ‫تنفج ــر مج ــرد ملس ــها أو تحريكه ــا‪ ،‬مس ــببة‬ ‫بقت ــل املواطني ــن أو جرحه ــم أو بت ــر أطر افه ــم‬

‫بي ــن فت ــرة وأخ ــرى"‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪" ،‬كم ــا يس ــبب انتش ــار ه ــذه‬ ‫املخلف ــات الحربي ــة بحرم ــان اقتص ــادي‬ ‫م ــن خ ــال ع ــدم اس ــتغالل ه ــذه املس ــاحات‬ ‫إلنش ــاء مش ــاريع جدي ــدة فوقه ــا‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫تح ــرم املزارعي ــن م ــن رع ــي األغن ــام واألب ــل‬ ‫فيه ــا"‪.‬‬ ‫وإل ــى جان ــب املخلف ــات الحربي ــة‪ ،‬يؤك ــد‬ ‫قائممقــام قضــاء الزبيــر‪ ،‬أن "هنــاك ارتفاعـ ًـا‬ ‫بمعــدل اإلصابــة والوفــاة بالســرطان وخاصــة‬ ‫س ــرطان البنكري ــاس بس ــبب اليوراني ــوم‬ ‫املنظ ــم ال ــذي اس ــتخدمته ق ــوات التحال ــف‬ ‫ض ــد الق ــوات العر اقي ــة ومعس ــكراتها م ــا‬ ‫تس ــبب بتل ــوث بيئ ــي ف ــي املحافظ ــة"‪.‬‬ ‫وتواجه محافظة البصرة تحديات متواصلة‬ ‫بس ــبب وج ــود مخلف ــات حربي ــة وألغ ــام‬ ‫ٍ‬ ‫أرضي ــة متبقي ــة من ــذ الح ــروب الس ــابقة‪ ،‬م ــا‬ ‫يشــكل خطـ ًـرا علــى حيــاة املدنييــن‪ ،‬ال ســيما فــي‬ ‫املناط ــق الزراعي ــة واألرا�ض ــي املفتوح ــة الت ــي‬ ‫ل ــم تخض ــع إلج ــراءات املس ــح وإزال ــة األلغ ــام‬

‫ـكل كام ــل‪.‬‬ ‫بش ـ ٍ‬ ‫وهــذا مــا يؤكــد عليــه أيضـ ًـا‬ ‫رئي ــس اللجن ــة األمني ــة ف ــي‬ ‫مجلــس محافظــة البصــرة‪،‬‬ ‫عقي ــل الفريج ــي‪ ،‬خ ــال‬ ‫حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ب ــأن "النظ ــام الس ــابق‬ ‫ـارا س ــلبية كثي ــرة‬ ‫ت ــرك آث ـ ً‬ ‫تم ــس حي ــاة املواطني ــن‪،‬‬ ‫منه ــا املخلف ــات الحربي ــة‬ ‫املنتش ــرة ف ــي مناط ــق كثي ــرة‬ ‫باملحافظ ــة الت ــي ال ت ــزال‬ ‫تحصــد األرواح‪ ،‬رغــم مرور‬ ‫فت ــرة طويل ــة عل ــى س ــقوط‬ ‫النظــام‪ ،‬ونأمــل طــوي هــذا‬ ‫املل ــف ف ــي املس ــتقبل"‪.‬‬ ‫وال يقتصــرانتشــاراأللغــام‬ ‫عل ــى قض ــاء الزبي ــر‪ ،‬حي ــث‬ ‫"هنــاك الكثيــرمــن األلغــام‬ ‫ف ــي املنطق ــة الجنوبي ــة‬ ‫وعن ــد الح ــدود العر اقي ــة‬ ‫وعندم ــا‬ ‫اإليراني ــة‪،‬‬ ‫حصلــت الســيول انجرفــت‬ ‫ه ــذه األلغ ــام وج ــاءت باتج ــاه محافظت ــي‬ ‫ميس ــان وواس ــط"‪ ،‬بحس ــب املحل ــل‬ ‫السيا�س ــي‪ ،‬عب ــاس الجب ــوري‪.‬‬ ‫ويؤك ــد الجب ــوري ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "البيئ ــة‬ ‫العر اقي ــة أصبح ــت ملوث ــة نتيج ــة ت ــرك‬ ‫األس ــلحة والقناب ــل املش ــعة الت ــي ال ت ــزال‬ ‫تبعــث ســمومها رغــم مــرورأكثــرمــن ‪ 20‬عامـ ًـا‬ ‫عل ــى س ــقوط النظ ــام‪ ،‬م ــا س ــببب الكثي ــرم ــن‬ ‫األم ــراض وخاص ــة الس ــرطان"‪.‬‬ ‫يذك ــر أن رئي ــس املرك ــز االس ــتراتيجي لحق ــوق‬ ‫اإلنس ــان‪ ،‬فاض ــل الغ ــراوي‪ ،‬أك ــد ف ــي ‪15‬‬ ‫ش ــباط‪/‬فبراير ‪ ،2025‬أن الع ــراق يع ــد‬ ‫م ــن أكث ــر ال ــدول تلوث ـ ًـا باأللغ ــام واملخلف ــات‬ ‫الحربي ــة نتيج ــة تراك ــم الح ــروب والنزاع ــات‬ ‫ـيرا إل ــى أن‬ ‫عل ــى م ــر العق ــود املاضي ــة‪ ،‬مش ـ ً‬ ‫ـدا مباش ـ ًـرا لحي ــاة‬ ‫ه ــذه املخلف ــات تمث ــل تهدي ـ ً‬ ‫املدنيي ــن‪.‬‬ ‫وق ــال الغ ــراوي‪ ،‬ف ــي بي ــان ورد إل ــى مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن أكث ــر م ــن ‪ 6600‬كيلومت ــر مرب ــع‬

‫م ــن األرا�ض ــي العر اقي ــة ت ــم تحديده ــا‬ ‫كمناطــق ملوثــة باأللغــام واملخلفــات الحربيــة‬ ‫من ــذ ع ــام ‪ ،2003‬وق ــد ت ــم تطهي ــر أكث ــر م ــن‬ ‫‪ 4540‬كيلومت ـ ًـرا مربع ـ ًـا بحل ــول ع ــام ‪،2024‬‬ ‫ورغــم هــذه الجهــود‪ ،‬مــا تــزال أكثــرمــن ‪2000‬‬ ‫كيلومت ــر مرب ــع بحاج ــة إل ــى عملي ــات إزال ــة‬ ‫وتطهي ــر‪.‬‬ ‫وأش ــار الغ ــراوي‪ ،‬إل ــى أن محافظ ــة البص ــرة‬ ‫ـررا مــن هــذه املخلفــات‪ ،‬حيــث‬ ‫هــي األكثــرتضـ ً‬ ‫تبل ــغ مس ــاحتها امللوث ــة نح ــو ‪ 1200‬كيلومت ــر‬ ‫مرب ــع‪ ،‬تليه ــا محافظت ــي املثن ــى وديال ــى‪.‬‬ ‫وأوضــح الغــراوي‪ ،‬أن اإلحصائيــات الرســمية‬ ‫تكش ــف ع ــن تج ــاوز ع ــدد ضحاي ــا األلغ ــام‬ ‫واملخلف ــات الحربي ــة ف ــي الع ــراق الــ‪ 30‬أل ــف‬ ‫شــخص منــذ عــام ‪ ،2003‬بينهــم قتلــى وجرحى‪،‬‬ ‫منه ــم نس ــاء وأطف ــال‪.‬‬ ‫الهجوم الكيمياوي على حلبجة‬ ‫ومــع تكثيــف النظــام الســابق زراعــة األلغــام‬ ‫عل ــى الح ــدود العر اقي ــة اإليراني ــة‪ ،‬نف ــذ‬ ‫ف ــي األي ــام األخي ــرة للح ــرب الت ــي اس ــتمرت‬ ‫لثمان ــي س ــنوات‪ ،‬الهج ــوم الكيمي ــاوي عل ــى‬ ‫حلبج ــة‪ ،‬ف ــي ‪ 16‬م ــارس‪/‬آذار ‪ ،1988‬بإلق ــاء‬ ‫مقات ــات عر اقي ــة خليط ـ ًـا م ــن‬ ‫غ ــاز الخ ــردل والس ــارين وغ ــازات‬ ‫األعص ــاب‪ ،‬وخل ــف القص ــف خمس ــة‬ ‫آالف ضحي ــة معظمه ــم م ــن النس ــاء‬ ‫واألطف ــال‪ ،‬وآالف الجرح ــى‪.‬‬ ‫ويؤك ــد الباح ــث واملحل ــل السيا�س ــي‪،‬‬ ‫قاســم الســلطاني‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن‬ ‫"م ــا حص ــل ف ــي حلبج ــة م ــن الش ــواهد‬ ‫البــارزة علــى جرائــم النظــام الســابق‪،‬‬ ‫حي ــث ارتك ــب إب ــادة جماعي ــة بح ــق‬ ‫س ــكانها عب ــر اس ــتهدافهم بالكيمي ــاوي‬ ‫دون أي وخ ــز بالضمي ــر اإلنس ــاني‪،‬‬ ‫وكأن ه ــؤالء الضحاي ــا ليس ــوا‬ ‫عر اقيي ــن"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وكان الهج ــوم الكيمي ــاو ‪ ،‬وال ــذي‬ ‫يع ــرف باإلب ــادة الجماعي ــة‪ ،‬أكب ــر‬ ‫هج ــوم كيمي ــاوي ُوج ــه ض ــد س ــكان‬ ‫ّ‬ ‫مدنيي ــن م ــن ع ــرق واح ــد وه ــم‬ ‫(الك ــورد) وه ــو أم ــر يتف ــق م ــع وص ــف‬

‫«البيئة العراقية‬ ‫أصبحت ملوثة نتيجة‬ ‫ترك األسلحة والقنابل‬ ‫المشعة التي ال تزال‬ ‫تبعث سمومها رغم‬ ‫مرور أكثر من ‪ 20‬عاماً‬ ‫على سقوط النظام‪،‬‬ ‫ما سببب الكثير من‬ ‫األمراض وخاصة‬ ‫السرطان"»‪.‬‬

‫(اإلب ــادة الجماعي ــة) ف ــي القان ــون الدول ــي‬ ‫والت ــي يج ــب أن تك ــون موجه ــة ض ــد جماع ــة‬ ‫أو ع ــرق بعين ــه بقص ــد االنتق ــام أو العقوب ــة‪.‬‬ ‫وبع ــد أكث ــر م ــن ثالث ــة عق ــود عل ــى مج ــزرة‬ ‫حلبجــة‪ ،‬مــا يــزال مصيــرنحــو ‪ 400‬طفــل عراقي‬ ‫ـوال‪ ،‬كان ــوا ق ــد ُنقل ــوا إل ــى املستش ــفيات‬ ‫مجه ـ ً‬ ‫اإليراني ــة لتلق ــي الع ــاج عق ــب الهج ــوم‪.‬‬ ‫وتش ــير التقاري ــر الدولي ــة‪ ،‬إل ــى أن قص ــف‬ ‫حلبج ــة كان ضم ــن سلس ــلة جرائ ــم اإلب ــادة‬ ‫الجماعي ــة الت ــي ارتكبه ــا نظ ــام ص ــدام‬ ‫البعث ــي ف ــي جن ــوب كوردس ــتان‪ ،‬حي ــث ش ــن‬ ‫النظــام البعثــي هجمــات عنيفــة ضــد الكــورد‬ ‫الفيليي ــن‪ ،‬وقت ــل العش ــرات وش ــردوا اآلالف‬ ‫منه ــم‪ ،‬وال يع ــرف مصيره ــم حت ــى اآلن‪.‬‬ ‫وفــي أو ائــل الثمانينيــات مــن القــرن املا�ضــي‪،‬‬ ‫دف ــن النظ ــام البعث ــي ‪ 8‬آالف بارزان ــي حي ـ ًـا‬ ‫أثن ــاء عملي ــة األنف ــال‪ ،‬كم ــا ت ــم نق ــل أكث ــرم ــن‬ ‫‪ 182‬ألــف مدنــي إلــى صحــاري جنــوب العــراق‬ ‫وت ــم قتله ــم بوحش ــية ف ــي عملي ــة اس ــتمرت‬ ‫قراب ــة ‪ 4‬س ــنوات ُعرف ــت باس ــم عملي ــة‬ ‫األنف ــال وت ــم تدمي ــرأكث ــرم ــن ‪ 4‬آالف قري ــة ف ــي‬ ‫كورد س ــتان‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪59 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫إضرابات المعلمين‪..‬‬

‫عندما يرى الناس أموالهم تتسرب من بين أيديهم‬

‫صادق االزرقي‪:‬‬ ‫جــاءت إضرابــات املعلميــن العر اقييــن‪ ،‬ومثلهــا االحتجاجــات القائمــة لشــتى الفئــات‬ ‫الوظيفي ــة واالجتماعي ــة‪ ،‬أم ــرا حتمي ــا إزاء التبدي ــد املتواص ــل لث ــروات البل ــد‪ ،‬وم ــن‬ ‫بينه ــا م ــا يع ــرف بس ــرقة الق ــرن الت ــي ج ــرى االس ــتيالء بوس ــاطتها عل ــى أم ــوال هائل ــة‬ ‫بصفقــات فســاد مفضوحــة‪ ،‬مــن دون أن يصــارالــى معاقبــة الســراق بــل جــرى افســاح‬ ‫املجــال لهــم للهــرب الــى بلــدان أخــرى للتمتــع باألمــوال املســروقة‪.‬‬

‫ي ــرى املعلم ــون ان جمي ــع املس ــوغات بش ــأن‬ ‫أزم ــات مالي ــة تمن ــع إق ـرار القواني ــن املتعلق ــة‬ ‫بحياته ــم او تعدي ــل س ــلم روات ــب املوظفي ــن‬ ‫لعــدم كفايــة أمــوال املوازنــة بحســب مــا يصــرح‬ ‫ب ــه املعني ــون بش ــؤونها‪ ،‬م ــا ه ــي اال مس ــوغات‬ ‫غي ــر واقعي ــة وه ــم ي ــرون الروات ــب الكبي ــرة الت ــي‬ ‫يتمتــع بهــا املســؤولون فــي ســلطات البلــد الثــاث‬ ‫التش ــريعية والقضائي ــة والتنفيذي ــة ف ــي مقاب ــل‬ ‫ضآل ــة روات ــب فئ ــات واس ــعة م ــن املوظفي ــن‬ ‫الذي ــن يكاب ــدون صعوب ــات الحي ــاة بس ــبب قل ــة‬ ‫رواتبه ــم ومخصصاته ــم‪.‬‬ ‫ي ــرى أبن ــاء الش ــعب أنه ــم يعان ــون الضائق ــة‬ ‫املعيش ــية ف ــي بل ــد يصن ــف م ــن أغن ــى البل ــدان‪،‬‬ ‫وفــي كل يــوم تكتشــف فيــه آبــار جديــدة للثــروة‪،‬‬ ‫فيتس ــاءل كثي ــر منه ــم وه ــم محق ــون‪ :‬كان‬ ‫يفت ــرض ف ــي األق ــل ان نعي ــش مث ــل أبن ــاء دول‬ ‫الخلي ــج العرب ــي الت ــي يفوقه ــا الع ـراق بالث ــروة‬ ‫والطاق ــات البش ــرية‪ ،‬وم ــع ذل ــك تعي ــش أع ــداد‬ ‫هائلــة مــن شــبابه بصفــة حماليــن فــي االســواق‬

‫او يبيع ــون الش ــاي واملنادي ــل الورقي ــة وغيره ــا‬ ‫م ــن امله ــن البائس ــة‪.‬‬ ‫كان لزام ــا أن يك ــون الح ــل م ــع انط ــاق‬ ‫االحتجاج ــات الكب ــرى ف ــي تش ــرين االول ‪2019‬‬ ‫الت ــي كان ــت مطالبه ــا واضح ــة واجب ــة املعالج ــة‬ ‫الفوريــة‪ ،‬فجوبهــت بمديــات قصــوى مــن القــوة‬ ‫م ــا تس ــبب ف ــي مقت ــل مئ ــات وج ــرح اآلالف‪.‬‬ ‫وأيض ــا ف ــي انتفاض ــة املعلمي ــن‪ ،‬ف ــان الق ــوة‬ ‫املفرط ــة اس ــتعملت ض ــد املنتفضي ــن‪ ،‬ووق ــع‬ ‫جرح ــى ف ــي املواجه ــات ال ــى الح ــد ال ــذي دف ــع‬ ‫بع ــض املراقبي ــن إل ــى الق ــول ان جه ــاز الش ــرطة‬ ‫العراقي ــة يصن ــف بصفت ــه م ــن أكث ــر أجه ــزة‬ ‫الش ــرطة قس ــاوة ف ــي العال ــم‪ ،‬من ــذ العه ــد‬ ‫امللك ــي حت ــى اآلن وان ــه ال يتص ــرف بمهني ــة‬ ‫ب ــل لدواف ــع سياس ــية بتأثي ــر بع ــض األح ـزاب‬ ‫الحاكم ــة واملجامي ــع املس ــلحة‪ ،‬وقارن ــوا بي ــن‬ ‫وض ــع الش ــرطة العراقي ــة وبي ــن الديمقراطي ــات‬ ‫الحقيقيــة مثــل فرنســا التــي نــادرا مــا وقــع قتلــى‬ ‫او جرح ــى ف ــي احتجاجاته ــا الت ــي امت ــدت مل ــدة‬

‫‪60‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪61 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫إضرابات المعلمين‪ ..‬عندما يرى الناس أموالهم تتسرب من بين أيديهم‬ ‫طويلــة‪ ،‬برغــم ان محتجيــن فيهــا حطمــوا نوافــذ‬ ‫املتاجــر‪ ،‬فيمــا لــم يفعــل املحتجــون العراقيــون‬ ‫ذ ل ــك‪.‬‬ ‫ورب ــط آخ ــرون بي ــن م ــا فعلت ــه الش ــرطة ف ــي‬ ‫تظاه ـرات املعلميــن وبيــن الحادثــة التــي رافقتهــا‬ ‫بمقت ــل املهن ــدس‪ ،‬بش ــير خال ــد لطي ــف‪ ،‬ال ــذي‬ ‫توف ــي بع ــد غيبوب ــة ف ــي املستش ــفى اث ــر تعرض ــه‬ ‫العت ــداء ف ــي مرك ــز للش ــرطة ف ــي بغ ــداد؛ وكان ــت‬ ‫قضيت ــه ق ــد ش ــغلت ال ـرأي الع ــام واملنص ــات‬ ‫اإلعالمي ــة بع ــد اتهام ــات للش ــرطة وضاب ــط‬ ‫بالوقــوف وراء تعذيبــه والتســبب فــي وفاتــه التــي‬ ‫نفتهــا وزارة الداخليــة؛ غيــر ان لغــز مقتلــه بقــي‬ ‫غامض ــا بانتظ ــار التحقيق ــات الت ــي أعل ــن عنه ــا‪.‬‬ ‫لق ــد ج ــاءت ق ـرارات مجل ــس ال ــوزراء املتعلق ــة‬ ‫بمطالــب املعلميــن متواضعــة وال تلبــي حاجاتهــم‬ ‫وم ــن ذل ــك قي ــام وزارة التربي ــة بص ــرف مبل ــغ‬ ‫(‪ )100‬أل ــف دين ــار فيم ــا كان ــت نقاب ــة املعلمي ــن‬ ‫ق ــد ح ــددت نس ــبة الص ــرف املطل ــوب بمق ــدار‬ ‫‪ ،150%‬لتســيير عمــل إدارات املــدارس‪ ،‬ولــكل‬ ‫فص ــل درا�س ــي‪ ،‬و تش ــمل مطال ــب املعلمي ــن‬ ‫زي ــادة املخصص ــات املهني ــة والنق ــل بنس ــبة‬ ‫‪ ،50%‬وزي ــادة ف ــي ص ــرف مخصص ــات املوق ــع‬ ‫الجغراف ــي ومطال ــب أخ ــرى منه ــا تثبي ــت العق ــود‬ ‫واحتس ــاب الش ــهادات العلي ــا وغيره ــا م ــن‬ ‫املطال ــب‪.‬‬ ‫واملالح ــظ أن بع ــض وس ــائل اإلع ــام غي ــر‬ ‫املهني ــة تح ــاول التش ــكيك بمطال ــب املعلمي ــن‬ ‫بمس ــوغات م ــن قبي ــل ان املعلمي ــن ال ي ــؤدون‬ ‫عمله ــم ف ــي امل ــدارس بص ــورة جي ــدة‪ ،‬وان ذل ــك‬ ‫األمــر دفــع أوليــاء األمــور لتســجيلهم فــي املــدارس‬ ‫األهلي ــة؛ أو م ــن قبي ــل الق ــول‪ ،‬ان املعلمي ــن‬ ‫يتعطل ــون ف ــي كثي ــر م ــن أي ــام الس ــنة الدراس ــية‬ ‫وان لهــم عطلــة تمتــد ألشــهر بعــد انتهــاء الســنة‬ ‫الدراســية وتلك مســوغات غير مقنعة بحســب‬ ‫متخصصي ــن اذ ان رات ــب املعل ــم ل ــو كان جي ــدا‬ ‫فــان ذلــك ينعكــس بالتأكيــد علــى أدائــه‪ ،‬وذلــك‬ ‫يحــدث فــي جميــع الــدول املتقدمــة التــي تنصــف‬ ‫املعلمي ــن بروات ــب مجزي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا ال تتواج ــد عالق ــة بي ــن أي ــام العط ــل‬ ‫والروات ــب‪ ،‬اذ ان كثي ـرا م ــن ال ــدول ب ــدأت‬ ‫تمن ــح موظفيه ــا إج ــازة لثالث ــة أي ــام ف ــي األس ــبوع‬ ‫وبعضه ــا يخط ــط ملنحه ــم أربع ــة أي ــام وبع ــض‬

‫"تشمل مطالب المعلمين‬ ‫زيادة المخصصات المهنية‬ ‫والنقل بنسبة ‪ ،%50‬وزيادة‬ ‫في صرف مخصصات‬ ‫الموقع الجغرافي ومطالب‬ ‫أخرى منها تثبيت العقود‬ ‫واحتساب الشهادات العليا‬ ‫وغيرها من المطالب‪".‬‬

‫املتخصصيــن يطالبــون بالعمــل مــن املنــزل بعــد‬ ‫ان حقــق الــذكاء االصطناعــي طفـرات متقدمــة‬ ‫ف ــي جمي ــع مناح ــي الحي ــاة وم ــن بينه ــا التعلي ــم؛‬ ‫كم ــا ان ال ــدول املتقدم ــة تمن ــح حت ــى العاطلي ــن‬ ‫عــن العمــل رواتــب مجزيــة تؤمــن لهــم حياتهــم‪.‬‬ ‫لق ــد ج ــاءت احتجاج ــات وإضراب ــات املعلمي ــن‬ ‫ف ــي الع ـراق ف ــي س ــياق صعوب ــات معيش ــية‬ ‫وحياتي ــة متزاي ــدة يواجهونه ــا‪ ،‬فض ــا ع ــن‬ ‫تراك ــم اإلهم ــال ملطالبه ــم م ــن قب ــل الجه ــات‬ ‫املعني ــة‪ ،‬وم ــن ذل ــك تدن ــي الروات ــب وع ــدم‬ ‫كفايته ــا لتغطي ــة تكالي ــف املعيش ــة األساس ــية‬ ‫اذ يع ــد ه ــذا الس ــبب ف ــي ص ــدارة دواف ــع‬ ‫االحتجاجــات‪ ،‬اذ يعانــي املعلمــون مــن ضعــف‬

‫الق ــدرة الش ـرائية لرواتبه ــم ف ــي ظ ــل الظ ــروف‬ ‫االقتصادي ــة الصعب ــة وارتف ــاع األس ــعار‪.‬‬ ‫كمــا يطالــب املعلمــون بتوفيــر بيئــة عمــل آمنــة‬ ‫ومحترم ــة‪ ،‬وتفعي ــل قواني ــن تضم ــن حقوقه ــم‬ ‫وتحميهــم مــن االعتــداءات التــي قــد يتعرضــون‬ ‫له ــا ف ــي أثن ــاء تأدي ــة واجبه ــم‪ ،‬وق ــد تزاي ــدت‬ ‫الش ــكاوى م ــن تع ــرض امل ــاكات التربوي ــة‬ ‫العت ــداءات ومضايق ــات‪.‬‬ ‫كمــا يتواجــد آالف املعلميــن علــى عقــود مؤقتــة‪،‬‬ ‫و يعان ــي ه ــؤالء م ــن ع ــدم االس ــتقرار الوظيف ــي‬ ‫وضع ــف الروات ــب واملزاي ــا مقارن ــة بنظرائه ــم‬ ‫املثبتي ــن‪ ،‬كم ــا ان تهال ــك البني ــة التحتي ــة‬ ‫للم ــدارس ونق ــص الوس ــائل التعليمي ــة‪ ،‬يؤث ــر‬

‫س ــلبا عل ــى ج ــودة التعلي ــم ويخل ــق بيئ ــة عم ــل‬ ‫غي ــر مناس ــبة للمعلمي ــن‪.‬‬ ‫و يطال ــب املعلم ــون بش ــمولهم باملخصص ــات‬ ‫التــي جــرى إقرارهــا لبعــض القطاعــات األخــرى‬ ‫لتحس ــين أوضاعه ــم االقتصادي ــة‪ ،‬وأيض ــا‬ ‫تعدي ــل س ــلم الروات ــب وزيادته ــا بم ــا يتناس ــب‬ ‫مــع غــاء املعيشــة‪ ،‬هــذا هــو املطلــب األسا�ســي‬ ‫ال ــذي تص ــدر االحتجاج ــات‪ ،‬كم ــا قلن ــا‪.‬‬ ‫كم ــا طالب ــوا بتوزي ــع قط ــع أراض س ــكنية عل ــى‬ ‫املعلمي ــن‪ ،‬لتحس ــين أوضاعه ــم املعيش ــية‬ ‫وتوفي ــر س ــكن الئ ــق له ــم‪ ،‬و احتس ــاب س ــنوات‬ ‫الخدم ــة املجاني ــة ألغ ـراض الع ــاوة والترفي ــع‪،‬‬ ‫لتقدي ــر جهوده ــم الس ــابقة‪ ،‬و من ــح ق ــروض‬

‫ماليــة للمــاكات التربويــة‪ ،‬ملســاعدتهم فــي تلبيــة‬ ‫احتياجاته ــم‪.‬‬ ‫باختص ــار‪ ،‬تعك ــس احتجاج ــات املعلمي ــن‬ ‫ف ــي الع ـراق حال ــة م ــن اإلحب ــاط والغض ــب‬ ‫نتيج ــة لظروفه ــم املعيش ــية الصعب ــة وتجاه ــل‬ ‫مطالبه ــم املتك ــررة‪ ،‬وه ــم يس ــعون ع ــن طري ــق‬ ‫ه ــذه االحتجاج ــات إل ــى تحقي ــق مطال ــب‬ ‫مش ــروعة تضم ــن له ــم حي ــاة كريم ــة وبيئ ــة‬ ‫عم ــل محف ــزة‪ .‬وق ــد ب ــدأت الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫بالفع ــل بمناقش ــة ه ــذه املطال ــب واتخ ــاذ‬ ‫بع ــض اإلج ـراءات اس ــتجابة له ــا‪ ،‬لك ــن يبق ــى‬ ‫أن نــرى مــدى جديــة هــذه االســتجابة وشــمولها‬ ‫وتأثيره ــا عل ــى أرض الواق ــع‪.‬‬

‫"يعاني المعلمون من‬ ‫ضعف القدرة الشرائية‬ ‫لرواتبهم في ظل‬ ‫الظروف االقتصادية‬ ‫الصعبة وارتفاع‬ ‫األسعار‪".‬‬

‫‪62‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪63 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في الرابع والعشرين‬ ‫من نيسان ‪ 2025‬نظم‬ ‫عدد من سكان حي‬ ‫الصحفيين في البلديات‬ ‫شرقي العاصمة بغداد‪،‬‬ ‫احتجاجا في مساحة‬ ‫من األرض فارغة تقدر‬ ‫بـ ‪ 17500‬مترمربع‪،‬‬ ‫رفضا الستثمارها لغير‬ ‫استعماالتها العامة‪.‬‬

‫سكان المنطقة‪:‬‬ ‫"ان هذه االرض هي‬ ‫المتنفس الوحيد‬ ‫للمنطقة‪ ،‬والمستثمر‬ ‫يريد خنق المنطقة"‪،‬‬ ‫"كيف يحدث‪ ،‬ان‬ ‫المواطن حريص على‬ ‫أموال الدولة‪ ،‬بالمقابل‬ ‫الدولة هي من تساعد‬ ‫السارق على أموالها‬ ‫وامالكها"‪.‬‬

‫محاوالت متكررة لالستيالء على أراضي‬

‫"الصحفيين" وحرمان السكان من المتنزهات‬ ‫وق ــام املحتج ــون بقط ــع الش ــارع الرئي ــس وإض ـرام‬ ‫الني ـران ف ــي اإلط ــارات‪ ،‬ويق ــول س ــكان املنطق ــة إن‬ ‫مســتثمرا جــاء ويريــد االســتيالء علــى األرض بالقــوة‪،‬‬ ‫ف ــي حي ــن ان األرض ف ــي األس ــاس مخصص ــة إلنش ــاء‬ ‫متن ــزه ومدرس ــة ومرك ــز صح ــي‪ ،‬عل ــى ح ــد وصفه ــم؛‬ ‫يق ــول اح ــد الس ــكان‪ :‬هن ــا ال توج ــد حديق ــة وال‬ ‫مدرســة وال أي �شــيء‪ ،‬توجــد مدرســة واحــدة تعمــل‬ ‫بث ــاث دوام ــات‪ ،‬ه ــذا م ــن جان ــب‪ ،‬وم ــن جان ــب‬ ‫آخ ــر جئن ــا إل ــى هن ــا عل ــى أس ــاس أن ه ــذه املنطق ــة‬ ‫مخصص ــة لحديق ــة‪.‬‬ ‫ويوض ــح س ــكان املنطق ــة ان متنفذي ــن يحاول ــون‬ ‫االس ــتيالء عل ــى تل ــك املس ــاحة الكبي ــرة م ــن األرض‬ ‫وه ــي أساس ــا تابع ــة ألمان ــة بغ ــداد‪ ،‬و مملوك ــة‬ ‫للدولــة بصفتهــا مســاحة تشــجير وخدمــات عامــة‪،‬‬ ‫بحس ــب قوله ــم‪ ،‬فيم ــا اتهم ــوا جه ــات ف ــي أمان ــة‬ ‫بغ ــداد بالتع ــاون م ــع املتنفذي ــن‪ ،‬ع ــل ح ــد قوله ــم‪،‬‬ ‫وان ش ــخصا متنف ــذا اس ــتولى عليه ــا بالتج ــاوز‪.‬‬ ‫ويتف ــق الس ــكان عل ــى ان تل ــك االرض ه ــي املتنف ــس‬ ‫الوحي ــد للمنطق ــة‪ ،‬وق ــال اح ــد الس ــكان انه ــم‬ ‫حافظ ــوا عل ــى االرض ومن ــع االس ــتثمار فيه ــا من ــذ‬

‫ع ــام ‪ 2010‬وانه ــم تعرض ــوا لتهدي ــدات متنوع ــة‪،‬‬ ‫مشــيرين الــى ان مــن يدعــي بــاألرض ينتمــي الــى "جهــة‬ ‫معين ــة" ويمتل ــك كتب ــا م ــزورة وان م ــاك البلدي ــة‬ ‫متع ــاون مع ــه‪ ،‬بحس ــب قوله ــم‪.‬‬ ‫وه ــذه ليس ــت امل ــرة األول ــى الت ــي تث ــار فيه ــا قضي ــة‬ ‫تل ــك االرض‪،‬‬ ‫فف ــي آذار ‪ ٢٠١٨‬وقع ــت مواجه ــات مس ــلحة ف ــي‬ ‫املنطقــة نفســها بيــن مجموعــة مســلحة وبيــن عــدد‬ ‫م ــن األهال ــي قال ــوا ان تل ــك املجموع ــة املس ــلحة‬ ‫تســتعمل مســتندات مــزورة وتســتغل اســماء رمــوز‬ ‫ديني ــة لالس ــتيالء عل ــى االرا�ض ــي عل ــى ح ــد وص ــف‬ ‫بع ــض االهال ــي ف ــي حينه ــا‪ ،‬وق ــال اح ــد الس ــكان‪:‬‬ ‫عندم ــا تب ــاع أرا�ض ــي الدول ــة وت ــوزع وتبن ــى بيوت ــا‬ ‫وعم ــارات ومح ــال وگراج ــات فأعل ــم أن الدول ــة أو‬ ‫املســؤولين واالحـزاب هــم مــن يقومــون بذلــك وهــذه‬ ‫الس ــرقة تح ــدث كل ي ــوم‪ ،‬بحس ــب تعبي ــره‪.‬‬ ‫كم ــا رف ــع بع ــض س ــكان املنطق ــة مطالب ــة نص ــت‬ ‫علــى انهــم يناشــدون "الســادة كافــة و املراجــع العليــا‬ ‫االش ــرف‪ ،‬الس ــيد ٔريي ــس الجمهوري ــة‬ ‫ف ــي النج ــف ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫املحت ــرم‪ ،‬الس ــيد ريي ــس مجل ــس الن ــواب املحت ــرم‪،‬‬

‫الس ــيد وزي ــر الداخلي ــة املحت ــرم‪ ،‬الس ــيد ٔ‬ ‫قاي ــد‬ ‫عملي ــات بغ ــداد املحت ــرم‪ ،‬الس ــيد ٔريي ــس مجل ــس‬ ‫االعل ــى املحت ــرم‬ ‫القض ــاء ٔ‬ ‫م‪ /‬مافيات وعصابات سرقة ٔارا�ضي الدولة‬ ‫بع ــد تضحي ــات ش ــهداء ث ــورة تش ــرين الذي ــن‬ ‫خرج ــوا ض ــد الفس ــاد والطغي ــان‪ ،‬نح ــن لفي ــف‬ ‫س ــكنة محل ــة(‪ )٧٤٢‬ح ــي الصحفيي ــن (البلدي ــات)‪،‬‬ ‫نس ــتغيث م ــن مافي ــات س ــرقة ٔارا�ض ــي الدول ــة‬ ‫ف ــي منطقتن ــا‪ ،‬توج ــد ف ــي محلتن ــا ارض كمتنف ــس‬ ‫للمنطق ــة وخدم ــات عام ــة؛ ح ــاول الس ـراق‬ ‫االس ــتيالء ووض ــع الي ــد عليه ــا م ــن دون مس ــوغ‬ ‫قانونــي وبدعــم مــن ٔايــاد خفيــة فاســدة تابعــة لهــم‬ ‫وجهــات اخــرى تابعــة للدولــة تقــوم بحمايــة املدعــي‬ ‫ب ــاالرض‪ ،‬حي ــث ان ــه يق ــوم بتهدي ــد كل ش ــخص‬ ‫يعت ــرض عل ــى س ــرقته ل ـ ٔـارض بالقت ــل والترهي ــب‬ ‫والخط ــف‪ ،‬نض ــع ه ــذه املناش ــدة ام ــام ٔانظارك ــم‬ ‫ٔوانظ ــار ال ـ ٔراي الع ــام لحماي ــة ام ــاك الدول ــة‬ ‫والشــعب واملحافظــة وحمايــة ســكان املنطقــة مــن‬ ‫اراق ــة الدم ــاء م ــن ه ــذه املافي ــات‪ ،‬والعصاب ــات‪.‬‬ ‫ويدعــي بعــض االف ـراد ان االرض هــي ملــك صــرف‬

‫له ــم وان لديه ــم س ــندات بيعه ــا من ــذ ع ــام ‪1983‬‬ ‫ويق ــول اح ــد االش ــخاص ان عم ــه ه ــو م ــن يمتل ــك‬ ‫هــذه املســاحة ويوضــح‪ :‬ان عمــي اصــا لــم يطالــب‬ ‫به ــا ولدي ــه غيره ــا والن ــاس س ــاكنة فيه ــا بالتج ــاوز‬ ‫وان ــه ليس ــت لدي ــه مش ــكلة ف ــي ه ــذا الجان ــب‪.‬‬ ‫واته ــم س ــكان جه ــات حكومي ــة بالتواط ــؤ ويق ــول‬ ‫احــد الســكان‪ :‬الدولــة ال تســمح حتــى "بالبســطية"‬ ‫فــي الشــارع فكيــف يأتــي لتلــك االرض انــاس باســناد‬ ‫بع ــض اف ـراد الش ــرطة‪.‬‬ ‫وق ــال اح ــد س ــكان املنطق ــة‪ ،‬ان ه ــذه االرض ه ــي‬ ‫"املتنف ــس الوحي ــد للمنطق ــة‪ ،‬واملس ــتثمر يري ــد‬ ‫خن ــق املنطق ــة"‪ ،‬متس ــائال باس ــتغراب "كي ــف‬ ‫يح ــدث‪ ،‬ان املواط ــن حري ــص عل ــى أم ــوال الدول ــة‪،‬‬ ‫باملقاب ــل الدول ــة ه ــي م ــن تس ــاعد الس ــارق عل ــى‬ ‫أمواله ــا وامالكه ــا"‪.‬‬ ‫جدي ــر بالذك ــر‪ ،‬ان هن ــاك مش ــكالت حقيقي ــة‬ ‫تتفاق ــم ف ــي بغ ــداد واملحافظ ــات األخ ــرى تتعل ــق‬ ‫باالس ــتيالء عل ــى األرا�ض ــي املخصص ــة للمنفع ــة‬ ‫العام ــة؛ و م ــن الواض ــح أن ه ــذا األم ــر يؤث ــر س ــلبا‬ ‫عل ــى ج ــودة حي ــاة الس ــكان‪ ،‬بخاص ــة م ــع النق ــص‬

‫الحالــي فــي املســاحات الخضــر والترفيهيــة للعائــات‪.‬‬ ‫و يكم ــن الخل ــل ف ــي معالج ــة املوض ــوع ف ــي ع ــدة‬ ‫جوان ــب متداخل ــة منه ــا ضع ــف تنفي ــذ القان ــون‪،‬‬ ‫اذ ان هن ــاك تراخي ــا أو ع ــدم جدي ــة كافي ــة ف ــي‬ ‫تطبي ــق القواني ــن واألنظم ــة الت ــي تحم ــي األم ــاك‬ ‫العامــة وتمنــع التجــاوز عليهــا‪ ،‬كمــا يتواجــد قصــور‬ ‫ف ــي آلي ــات الرقاب ــة واملتابع ــة م ــن قب ــل الجه ــات‬ ‫املس ــؤولة‪ ،‬مم ــا يش ــجع األف ـراد واملجموع ــات عل ــى‬ ‫التمــادي فــي هــذه التجــاوزات‪ ،‬بــل وتهديــد أصحــاب‬ ‫الح ــق م ــن الن ــاس االعتياديي ــن‪.‬‬ ‫كم ــا ال يمك ــن اس ــتبعاد ح ــاالت الفس ــاد أو‬ ‫املحس ــوبية الت ــي تس ــهل عملي ــة االس ــتيالء عل ــى‬ ‫هــذه األرا�ضــي؛ وقــد يكــون هنــاك فعــا تواطــؤ بيــن‬ ‫بع ــض األف ـراد املتنفذي ــن وبع ــض املس ــؤولين‪ ،‬مم ــا‬ ‫يســمح بتحويــل هــذه األرا�ضــي إلــى ملكيــات خاصــة‬ ‫بط ــرق غي ــر قانوني ــة‪.‬‬ ‫كم ــا يعان ــي الع ـراق من ــذ عق ــود م ــن ضع ــف ف ــي‬ ‫التخطي ــط الحض ــري الش ــامل ال ــذي يح ــدد‬ ‫بوض ــوح اس ــتعماالت األرا�ض ــي ويحم ــي املناط ــق‬ ‫املخصص ــة للحدائ ــق واملتنزه ــات واملراف ــق العام ــة‬

‫األخــرى‪ ،‬هــذا الغيــاب خلــق فراغــا يســتغله البعــض‬ ‫لالس ــتيالء عل ــى ه ــذه األرا�ض ــي‪.‬‬ ‫وم ــع تزاي ــد ع ــدد الس ــكان والحاج ــة املتزاي ــدة‬ ‫للس ــكن‪ ،‬ق ــد يج ــد بع ــض األف ـراد واملجموع ــات ف ــي‬ ‫االس ــتيالء عل ــى ه ــذه األرا�ض ــي ح ــا س ــريعا لتلبي ــة‬ ‫ه ــذه الحاج ــة‪ ،‬حت ــى ل ــو كان ذل ــك عل ــى حس ــاب‬ ‫املصلح ــة العام ــة‪.‬‬ ‫كم ــا ان هن ــاك نقص ــا ف ــي الوع ــي الع ــام بأهمي ــة‬ ‫الحف ــاظ عل ــى األم ــاك العام ــة وض ــرورة تواج ــد‬ ‫املس ــاحات الخض ــر ف ــي امل ــدن؛ وه ــذا يقل ــل م ــن‬ ‫الضغــط املجتمعــي علــى الجهــات املســؤولة التخــاذ‬ ‫إج ـراءات حاس ــمة ض ــد املتجاوزي ــن‪.‬‬ ‫أمــا فيمــا يتعلــق بأســباب تواصــل هــذه التجــاوزات‪،‬‬ ‫فه ــي عل ــى األرج ــح مرتبط ــة باس ــتمرار العوام ــل‬ ‫املذك ــورة‪ ،‬فطامل ــا ظ ــل إنف ــاذ القان ــون ضعيف ــا‪،‬‬ ‫واس ــتمر الفس ــاد‪ ،‬ول ــم يك ــن هن ــاك تخطي ــط‬ ‫حضــري فعــال يحمــي هــذه األرا�ضــي‪ ،‬فمــن املرجــح‬ ‫أن تس ــتمر ه ــذه التج ــاوزات وتتوس ــع‪.‬‬ ‫م ــن الض ــروري أن تتخ ــذ الجه ــات الحكومي ــة‬ ‫املعنيــة إج ـراءات حاســمة لوقــف هــذه التجــاوزات‬ ‫واس ــتعادة األرا�ض ــي املس ــتولى عليه ــا‪ ،‬يتطل ــب ذل ــك‬ ‫تعزي ــز الرقاب ــة‪ ،‬وتطبي ــق القان ــون بصرام ــة عل ــى‬ ‫املتجاوزي ــن‪ ،‬ومكافح ــة الفس ــاد‪ ،‬ووض ــع خط ــط‬ ‫حضري ــة واضح ــة تحم ــي املس ــاحات املخصص ــة‬ ‫للمنفع ــة العام ــة وتضم ــن توفي ــر الحدائ ــق‬ ‫واملتنزهــات املطلوبــة لســكان املــدن‪ ،‬كمــا أن زيــادة‬ ‫الوع ــي الع ــام بأهمي ــة ه ــذه القضي ــة يمك ــن أن‬ ‫ي ــؤدي دورا مهم ــا ف ــي الضغ ــط م ــن أج ــل التغيي ــر‬

‫‪64‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪65 2025‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫مقام العبد الصالح خضر الياس‪..‬‬

‫فسحة للعوائل البغدادية‬ ‫بجوار نهر دجلة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ـعا كبي ـ ًـرا ف ــي‬ ‫تش ــهد العاصم ــة العر اقي ــة بغ ــداد من ــذ س ــنوات توس ـ ً‬ ‫تعــدد املر افــق الترفيهيــة مــن املــوالت واملتنزهــات واألماكــن العامــة‬ ‫الت ــي تتخ ــذ منه ــا العائ ــات وس ــيلة للترفي ــه واالحتف ــاء باألعي ــاد‬ ‫واملناس ــبات‪ ،‬وكذل ــك تكث ــر ف ــي املدين ــة العتب ــات واملر اق ــد الديني ــة‬ ‫الت ــي ُتع ــد ه ــي األخ ــرى وجه ــة للبغداديي ــن‪.‬‬

‫ويعتب ــر مق ــام "خض ــر الي ــاس" الش ــاخص‬ ‫علــى ضفــاف نهــر دجلــة فــي جانــب الكــرخ مــن‬ ‫بغ ــداد وال ــذي كان يختف ــي تح ــت مي ــاه النه ــر‬ ‫حت ــى ثمانيني ــات الق ــرن املا�ض ــي حي ــن ارتف ــاع‬ ‫مناس ــيب املي ــاه ليظه ــر ألش ــهر مع ــدودة ث ــم‬ ‫يختف ــي‪ ،‬إال أن ــه ومن ــذ تس ــعينيات الق ــرن‬ ‫املا�ض ــي وس ــوء إدارة مل ــف املي ــاه ب ــات ه ــذا‬ ‫ـاخصا وتح ــول بع ــد الع ــام‬ ‫املق ــام معلم ـ ًـا ش ـ‬ ‫ً‬ ‫‪ 2003‬إلــى مرفــق ترفيهــي حيــث تــم اســتغالله‬ ‫ونص ــب ألع ــاب لألطف ــال ومر�س ــى لل ــزوارق‬ ‫تلج ــأ إلي ــه العائ ــات ف ــي املناس ــبات‪.‬‬ ‫ويش ــهد املق ــام ال ــذي يرت ــاده الن ــاس م ــن‬ ‫ـديدا ف ــي‬ ‫طوائ ــف ديني ــة مختلف ــة زحام ـ ًـا ش ـ ً‬ ‫األعي ــاد واملناس ــبات عل ــى الرغ ــم م ــن صغ ــر‬ ‫مس ــاحة امل ــكان‪.‬‬

‫دجل ــة ف ــي جان ــب الك ــرخ‪ ،‬ويتك ــون م ــن مبن ــى‬ ‫قدي ــم وبس ــيط ي ــزوره العراقي ــون م ــن جمي ــع‬ ‫املحافظ ــات والقومي ــات تيمن ـ ًـا ب ــه وتم ــارس‬ ‫خالل ــه طق ــوس خاص ــة كإحض ــار الحن ــاء‬ ‫وإيق ــاد الش ــموع خ ــال األعي ــاد وف ــي ليال ــي‬ ‫الجم ــع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتثب ــت بع ــض العائ ــات الش ــموع عل ــى أل ــواح‬ ‫خش ــبية وتطل ــى األل ــواح بالحن ــاء وتوض ــع‬ ‫ف ــي النه ــر لتنس ــاب به ــدوء ف ــي املي ــاه وترافقه ــا‬ ‫العي ــون بالدع ــاء واألمان ــي‪.‬‬ ‫ويق ــول املواط ــن حم ــزة جب ــار "‪ 45‬عام ـ ًـا"‬ ‫م ــن منطق ــة الكاظمي ــة‪ ،‬إن "الخض ــر علي ــه‬ ‫الس ــام ه ــو أح ــد أنبي ــاء هللا‪ ،‬وورد ذك ــره ف ــي‬ ‫الق ـرآن الكري ــم‪ ،‬وه ــو رج ــل أنع ــم هللا علي ــه‬ ‫بالعل ــم‪ ،‬وه ــو ال ــذي طل ــب نب ــي هللا مو�س ــى‬

‫عليــه الســام مصاحبتــه وأراه العجــب بتلــك‬ ‫الرفق ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــير ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي» "كان ه ــذا‬ ‫ـابقا يمت ــاز بالجم ــال واله ــدوء‬ ‫امل ــكان س ـ ً‬ ‫وترت ــاده العائ ــات بمختل ــف املناس ــبات‪،‬‬ ‫لكن ــه ط ــرح مؤخ ـ ًرا لالس ــتثمار‪ ،‬ل ــذ ل ــم يع ــد‬ ‫املوق ــع يمت ــاز باله ــدوء والجم ــال كم ــا كان"‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن "صــوت امليكروفــون الــذي ينطلــق‬ ‫م ــن داخ ــل العب ــارة الكبي ــرة يص ــم اآلذان‪ ،‬إذ‬ ‫يدعــو صاحبهــا النــاس للصعــود مقابــل ألفـ ّـي‬ ‫دينــار لــكل شــخص"‪.‬‬

‫وتؤك ــد تماض ــر محس ــن محم ــد "‪ 40‬عام ـ ًـا"‬ ‫مــن منطقــة العطيفيــة‪ ،‬القريبــة مــن املقــام‪،‬‬ ‫أن "مق ــام الخض ــر يق ــع عل ــى مس ــافة غي ــر‬ ‫بعي ــدة م ــن منزلن ــا‪ ،‬ل ــذا فنح ــن نذه ــب إلي ــه‬ ‫مش ـ ًـيا عل ــى األق ــدام"‪.‬‬ ‫وتضي ــف ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"الخضــر عليــه الســام هــو أحــد أنبيــاء هللا‪،‬‬ ‫ونح ــن ن ــزوره ف ــي األعي ــاد واملناس ــبات ونوق ــد‬ ‫الشــموع ونطلــق معهــا األمنيــات والدعــاء بــأن‬ ‫تع ــود علين ــا األعي ــاد ونح ــن بصح ــة وس ــام‪،‬‬ ‫وه ــذا أم ــر معت ــاد بالنس ــبة لن ــا من ــذ س ــنوات‬

‫طويل ــة"‪.‬‬ ‫ـابقا‬ ‫وتش ــير إل ــى أن والدته ــا كان ــت تصحبه ــا س ـ ً‬ ‫إل ــى مق ــام الخض ــر‪ ،‬أم ــا اآلن فق ــد بات ــت ه ــي‬ ‫تصحــب عائلتهــا وأوالدهــا إلــى املقــام مــن أجــل‬ ‫التب ــرك والتن ــزه وتن ــاول العش ــاء‪.‬‬ ‫وتنــوه إلــى أن "وجــود املقــام الشــريف بالقــرب‬ ‫ـياحيا‬ ‫م ــن نه ــر دجل ــة يجع ــل املوق ــع س ـ ً‬ ‫ويدف ــع الكثي ــر م ــن العائ ــات لزيارت ــه والتن ــزه‬ ‫عل ــى ضف ــاف النه ــر‪ ،‬فيم ــا ينش ــغل األطف ــال‬ ‫باأللع ــاب املنتش ــرة ف ــي امل ــكان"‪.‬‬ ‫ويق ــع مق ــام خض ــر الي ــاس عل ــى ضف ــاف نه ــر‬

‫ويلف ــت إل ــى أن "تطوي ــر املوق ــع واالهتم ــام ب ــه‬ ‫أم ــر مه ــم للغاي ــة ش ــرط أن ال يفت ــح ش ــهية‬ ‫الجش ــع عن ــد البع ــض ويتح ــول إل ــى مص ــدر‬ ‫إزع ــاج ويفق ــد املواق ــع الس ــياحية أهميته ــا‬ ‫وهدوئه ــا"‪.‬‬ ‫ُوتع ــرف املحل ــة الت ــي يق ــع به ــا مق ــام الخض ــر‬ ‫بمحل ــة خض ــر الي ــاس‪ ،‬وتع ــد م ــن املح ــات‬ ‫العريقــة ولهــا خصوصي ــة عن ــد أهال ــي بغــداد‪،‬‬ ‫فهــي مــن أقــدم مناطــق العاصمــة التــي تحظــى‬ ‫بأهمي ــة تراثي ــة وديني ــة‪ ،‬وكان ــت وم ــا ت ـزال‬ ‫تتمت ــع بطابعه ــا التراث ــي والروح ــي‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪67 2025‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫مقام العبد الصالح خضر الياس‪..‬فسحة للعوائل البغدادية بجوار نهر دجلة‬

‫واحتش ــدت العائ ــات ف ــي ه ــذا العي ــد عن ــد‬ ‫مقــام الخضــر املحــاط باألشــجار وامليــاه التــي‬ ‫تجع ــل اله ــواء منعش ـ ًـا‪.‬‬ ‫وتق ــول الحاج ــة أم لطي ــف "‪ 60‬عام ـ ًـا" م ــن‬ ‫منطق ــة الزعفراني ــة "يش ــكل مق ــام الخض ــر‬ ‫بالنس ــبة لعائلتن ــا موقع ـ ًـا مهم ـ ًـا ن ــزوره ف ــي‬ ‫األعيــاد واملناســبات‪ ،‬ويقــع فــي مــكان جميــل‪،‬‬ ‫ـابقا يقتص ــر عل ــى الزي ــارة والتب ــرك‬ ‫وكان س ـ ً‬ ‫والن ــذور‪ ،‬أم ــا اآلن فق ــد تط ــو ًرا كثي ـ ًرا وأصب ــح‬ ‫محاطـ ًـا بألعــاب األطفــال واملطاعــم وغيرهــا"‪.‬‬ ‫وتضي ــف ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"مق ــام خض ــر الي ــاس تح ــول إل ــى موق ــع‬ ‫س ــياحي وتج ــاري"‪.‬‬ ‫وم ــع أن كثيري ــن اش ــتكوا م ــن ص ــوت‬

‫ميكروف ــون العب ــارة ال ــذي يخ ــرق اآلذن‪،‬‬ ‫إال أن بع ــض العائ ــات تج ــد فس ــحة ف ــي‬ ‫رك ــوب العب ــارة الكبي ــرة الت ــي تس ــع املئ ــات‬ ‫وه ــي تمخ ــر عب ــاب النه ــر‪ ،‬حي ــث تعب ــر النه ــر‬ ‫ـوال وعرض ـ ًـا‪ ،‬فيم ــا تنبع ــث منه ــا‬ ‫أو تقطع ــه ط ـ ً‬ ‫األغانــي الراقصــة التــي تدفــع بعــض الفتيــات‬ ‫الصغي ـرات للرق ــص وامل ــرح‪.‬‬ ‫وتق ــول الطفل ــة رس ــل حمي ــد "‪ 11‬عام ـ ًـا"‪،‬‬ ‫م ــن منطق ــة الع ــاوي "ال يبع ــد املق ــام ع ــن‬ ‫بيتن ــا مس ــافة طويل ــة‪ ،‬ونح ــن نقص ــده ف ــي‬ ‫العيــد لالســتمتاع باألجــواء الســاحرة والهــواء‬ ‫الع ــذب‪ ،‬ونحتف ــل م ــع مئ ــات العائ ــات‬ ‫املوج ــودة ف ــي ه ــذا امل ــكان ال ــذي يتوف ــر في ــه‬ ‫كل �ش ــيء تقريب ـ ًـا"‪.‬‬

‫وتؤك ــد رس ــل ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫أن "رك ــوب العب ــارة يش ــكل متع ــة كبي ــرة‪،‬‬ ‫إذ األض ــواء الخافت ــة واألغان ــي الراقص ــة‬ ‫وموج ــات املي ــاه الت ــي تتركه ــا العب ــارة خلفه ــا‪،‬‬ ‫كل ذل ــك يش ــكل متع ــة كبي ــرة"‪.‬‬ ‫بدوره ــا تق ــول املواطن ــة س ــوزان أحم ــد "‪19‬‬ ‫عام ـ ًـا"‪ ،‬م ــن منطق ــة الجادري ــة‪ ،‬إن "كث ــرة‬ ‫الحدائــق ومواقــع التنــزه ومنهــا مقــام الخضــر‬ ‫تدف ــع لالس ــتمتاع باألج ــواء رغ ــم الزح ــام‬ ‫الش ــديد أحيان ـ ًـا"‪.‬‬ ‫وتنــوه فــي حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أنهــا زارت‬ ‫ه ــذا املوق ــع قب ــل ع ــدة س ــنوات ول ــم يك ــن‬ ‫بالش ــكل ال ــذي علي ــه اآلن‪.‬‬ ‫وتؤكــد‪ ،‬أن موقــع مقــام خضــر اليــاس تطــور‬

‫كثي ـ ًرا‪ ،‬حي ــث توج ــد حالي ـ ًـا مئ ــات الكرا�س ــي‬ ‫ـددا م ــن املطاع ــم الت ــي توف ــر‬ ‫للجل ــوس‪ ،‬وع ـ ً‬ ‫مختلــف األطعمــة‪ ،‬إضافــة إلــى لعــب األطفــال‬ ‫وغيره ــا‪.‬‬ ‫وتش ــير أحم ــد إل ــى أن "األج ــواء الصاخب ــة‬ ‫وامت ــاء امل ــكان بالعائ ــات يش ــيع أج ــواء م ــن‬ ‫الجم ــال واملتع ــة ف ــي ه ــذا امل ــكان"‪.‬‬ ‫وتدف ــع األج ــواء الروحي ــة ف ــي مق ــام الخض ــر‬ ‫العديــد مــن العائــات للزيــارة والتضــرع بهــذا‬ ‫املوق ــع‪.‬‬ ‫ويق ــول املواط ــن صاح ــب عل ــي ه ــادي "‪55‬‬ ‫عام ـ ًـا"‪ ،‬م ــن منطق ــة الراش ــدية‪ ،‬إن ــه عل ــى‬ ‫الرغ ــم م ــن املس ــافة البعي ــدة بي ــن مس ــكنه‬ ‫ومقــام الخضــر إال أنــه دأب علــى زيــارة املقــام‬

‫ف ــي العي ــد والتن ــزه بي ــن األش ــجار ونه ــر دجل ــة‬ ‫كل يــوم أربعــاء‪- ،‬فــي املــوروث الشــعبي العراقــي‬ ‫يع ــد ي ــوم األربع ــاء مخصص ـ ًـا لزي ــارة مق ــام‬ ‫ُ‬ ‫خض ــر الي ــاس‪ -‬وه ــو أم ــر اعت ــاد علي ــه من ــذ‬ ‫زم ــن طوي ــل‪.‬‬ ‫ويوض ــح ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه‬ ‫يصحب عائلته في األعياد واملناســبات ضمن‬ ‫طقــس روحــي معتــاد لديهــم‪ ،‬ويشــتري الحنــاء‬ ‫ـبيا بالحن ــاء‬ ‫والش ــموع ويطل ــي لوح ـ ًـا خش ـ ً‬ ‫ـموعا عل ــى ع ــدد أف ـراد األس ــرة‪،‬‬ ‫ويش ــعل ش ـ ً‬ ‫ويدفعــون اللــوح فــي املــاء وهــم يبتهلــون إلــى هللا‬ ‫بتحقي ــق أمنياته ــم‪ ،‬بينم ــا تالح ــق نظراته ــم‬ ‫الل ــوح الخش ــبي وه ــو يته ــادى ف ــي امل ــاء‪.‬‬

‫«لهذه المحلة العريقة‬ ‫ازقة و"درابين" معروفة‬ ‫كدربونة عبد اهلل‬ ‫السالم التي تقع مقابل‬ ‫مقهى حجازي‪ ،‬ودربونة‬ ‫عيس االعمى ودربونة‬ ‫ابراهيم دلة ودربونة‬ ‫حسون السكران‬ ‫ودربونة حجازي ودربونة‬ ‫ريمة المسلمانية‬ ‫ودربونة زماوي ودربونة‬ ‫الخبازة»‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪69 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫ريشة وصرخة ‪..‬‬

‫لوقف العنف ضد المرأة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫لتوظيف الفن في مقاومة العنف ضد املرأة العر اقية‪ ،‬ولتسليط الضوء على‬ ‫قضاياها‪ ،‬افتتح معرض تشكيلي في العاصمة بغداد‪ ،‬ضم لوحات لفنانين‬ ‫من مختلف األجيال‪ ،‬أكدوا جميعهم على نبذ العنف والنهوض بو اقع املرأة‬ ‫العر اقية‪ ،‬فيما أشروا أن الفن واألدب أفضل السبل إليصال الرسائل‪.‬‬

‫وأقي ــم املع ــرض‪ ،‬ال ــذي يحم ــل عن ــوان "ريش ــة‬ ‫وصرخ ــة"‪ ،‬بتنظي ــم رابط ــة امل ـرأة العراقي ــة‬ ‫بدعــم مــن منظمــة امل ـرأة الســويدية وبالتعــاون‬ ‫م ــع دار األزي ــاء العراقي ــة‪ ،‬إح ــدى تش ــكيالت‬ ‫وزارة الثقاف ــة والس ــياحة واآلث ــار االتحادي ــة‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬يقــول الوكيــل الثقافــي لــوزارة‬ ‫الثقاف ــة‪ ،‬فاض ــل البدران ــي‪ ،‬إن "الكثي ــر م ــن‬ ‫اللوح ــات املش ــاركة ف ــي ه ــذا املع ــرض عب ــرت‬ ‫بش ــكل مباش ــر ع ــن صرخ ــة قوي ــة لرف ــض‬ ‫القي ــود املفروض ــة عل ــى النس ــاء م ــن قب ــل‬ ‫املجتم ــع"‪.‬‬ ‫ويض ــف البدران ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "ثم ــة‬

‫لوحــات اكــدت علــى اهميــة مي ـزان العدالــة بيــن‬ ‫امل ـرأة والرج ــل"‪ ،‬مش ــيرا إل ــى "وج ــود رس ــامين‬ ‫وقف ــوا بجان ــب امل ـرأة م ــن خ ــال لوحاته ــم‬ ‫الفني ــة املش ــاركة به ــذا املع ــرض‪ ،‬ال ــذي ه ــو‬ ‫بمثاب ــة رس ــالة واضح ــة وناجح ــة م ــن الفناني ــن‬ ‫للمطالب ــة بحق ــوق النس ــاء وتحقي ــق العدال ــة‬ ‫االجتماعي ــة"‪.‬‬ ‫بدوره ــا‪ ،‬تؤك ــد فادي ــة النعيم ــي‪ ،‬رئيس ــة تجم ــع‬ ‫فادي ــة للثقاف ــة والفن ــون‪ ،‬أن "املع ــرض ال ــذي‬ ‫ت ــم بمش ــاركة ‪ 22‬فنان ـ ًـا وفنان ــة يه ــدف ال ــى نق ــل‬ ‫ص ــورة ع ــن واق ــع امل ـرأة العراقي ــة الت ــي تتع ــرض‬ ‫للعن ــف"‪.‬‬

‫وتش ــير ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى "مش ــاركة ‪ 5‬فناني ــن‬ ‫م ــن تجمعه ــا الثقاف ــي به ــذا املع ــرض"‪ ،‬مبين ــة‬ ‫أن "امل ـرأة تعم ــل عل ــى صن ــع الحي ــاة وقدم ــت‬ ‫تضحيــات جليلــة عبــر حقــب مختلفــة‪ ،‬ومــا تـزال‬ ‫ترف ــل بالعط ــاء"‪.‬‬ ‫وتوض ــح أن ــه "ال يمك ــن للمجتمع ــات أن تنه ــض‬ ‫دون أن تاخ ــذ امل ـرأة حقوقه ــا وتحص ــل عل ــى‬ ‫الدعــم الــازم لتتفجــر طاقاتهــا وتصــب بخدمــة‬ ‫البل ــد"‪.‬‬ ‫وس ــجل الع ـراق ع ــام ‪ ،2021‬خمس ــة آالف‬ ‫حال ــة عن ــف ض ــد النس ــاء ف ــي بغ ــداد وبقي ــة‬ ‫املحافظ ــات‪ ،‬وف ــق عض ــو مفوضي ــة حق ــوق‬

‫‪70‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪71 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫ريشة وصرخة ‪ ..‬لوقف العنف ضد المرأة‬

‫البدراني‪:‬‬ ‫"الكثير من اللوحات المشاركة‬ ‫في هذا المعرض عبرت بشكل‬ ‫مباشر عن صرخة قوية لرفض‬ ‫القيود المفروضة على النساء‬ ‫من قبل المجتمع"‪.‬‬

‫اوديشو‪:‬‬ ‫"على الرغم من تباين المدارس‬ ‫الفنية للوحات الفنية المشاركة‬ ‫بهذا المعرض‪ ،‬إال انها جميعاً‬ ‫تنطلق من هدف واحد‪ ،‬هو إدانة‬ ‫العنف ضد المراة عبر صرخة فنية"‪.‬‬

‫د‪ .‬فاضل البدراني‬

‫الوكيل الثقافي لوزارة الثقافة‬

‫اإلنســان علــي البياتــي‪ ،‬فيمــا افــاد رئيــس املركــز‬ ‫االس ــتراتيجي لحق ــوق االنس ــان ف ــي الع ـراق‬ ‫فاض ــل الغ ـراوي‪ ،‬ان الع ــام املا�ض ــي ش ــهد‬ ‫ً‬ ‫مقلق ــا ف ــي ظاه ــرة العن ــف وتس ــجيل‬ ‫اس ــتمرارا ً‬ ‫أرق ــام قياس ــية ف ــي ع ــدد الضحاي ــا واالنته ــاكات‪.‬‬ ‫ووف ــق احصائي ــات وزارة الداخلي ــة للع ــام‬ ‫املا�ض ــي ت ــم س ــجل ‪ 14‬ال ــف دع ــوى عن ــف‬ ‫أس ــري‪ ،‬بلغ ــت نس ــبة اإلن ــاث منه ــا ‪ ،73%‬بينم ــا‬ ‫بلغ ــت نس ــبة الذك ــور ‪ ،27%‬حس ــب الغ ـراوي‪.‬‬ ‫وش ــارك به ــذا املع ــرض العدي ــد م ــن الفناني ــن‬ ‫الــرواد‪ ،‬الذيــن أمضــوا حقبـ ًـا طويلــة فــي الدفــاع‬ ‫ع ــن حق ــوق امل ـرأة ومناهض ــة العن ــف ضده ــا‪،‬‬ ‫م ــن خ ــال لوحاته ــم الفني ــة‪ ،‬ومنه ــم الفن ــان‬ ‫التش ــكلي س ــامي الربيع ــي ال ــذي يق ــول‪ ،‬ان ــه‬ ‫"منــذ ‪ 5‬عقــود يشــارك فــي املعــارض التشــكيلية‬ ‫الت ــي تخت ــص بالدف ــاع ع ــن حق ــوق امل ـرأة ونب ــذ‬ ‫العنــف الــذي تتعــرض لــه ســواء مــن الســلطات‬ ‫او املجتم ــع"‪.‬‬ ‫ويضيــف ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "لوحتــي املشــاركة‬ ‫به ــذا املع ــرض تعك ــس تح ــوالت امل ـرأة العراقي ــة‬ ‫ووصوله ــا ال ــى مراك ــز علمي ــة وثقافي ــة وقيادي ــة‬ ‫مختلف ــة‪ ،‬تدف ــع ال ــى ف ــرض احترامه ــا عل ــى‬ ‫املجتم ــع"‪.‬‬

‫جســد عبــر العديــد مــن‬ ‫وينــوه الربيعــي‪ ،‬الــى أنــه ّ‬ ‫لوحات ــه الفني ــة مناهض ــة العن ــف ودع ــم امل ـرأة‬ ‫والدفــاع عــن حقوقهــا فــي العديــد مــن املعــارض‬ ‫التــي شــارك بهــا داخــل الع ـراق وخارجــه‪.‬‬ ‫م ــن جانبه ــا‪ ،‬تن ــوه ش ــميران اوديش ــو‪ ،‬عض ــو‬ ‫رابط ــة امل ـرأة العراقي ــة‪ ،‬أن "وزارة الثقاف ــة‬ ‫االتحادي ــة‪ ،‬دأب ــت عل ــى اقام ــة الن ــدوات‬ ‫الثقافي ــة واملع ــارض التش ــكيلية الت ــي ترف ــد‬ ‫امل ـرأة وتعل ــو صوته ــا وتتبن ــى الدف ــاع ع ــن‬ ‫حقوقه ــا املش ــروعة"‪.‬‬ ‫وتش ــير ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه "عل ــى الرغ ــم‬ ‫م ــن تباي ــن امل ــدارس الفني ــة للوح ــات الفني ــة‬ ‫املشــاركة بهــذا املعــرض‪ ،‬إال انهــا جميعـ ًـا تنطلــق‬ ‫مــن هــدف واحــد‪ ،‬هــو إدانــة العنــف ضــد املـراة‬ ‫عبــر صرخــة فنيــة يختلــف فيهــا تنــاول املوضــوع‬ ‫والتعام ــل مع ــه م ــن زواي ــا متع ــددة م ــن فن ــان‬ ‫آلخ ــر"‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬تؤكد املنســقة في دار األزياء العراقية‬ ‫رف ــاه املعم ــوري‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "اله ــدف‬ ‫مــن اقامــة املعــرض توظيــف الفــن ملوضوعــات‬ ‫اجتماعيــة مهمــة‪ ،‬وهــو أمــر اعتــادت علــى تبنيــه‬ ‫دار االزي ــاء العراقي ــة بالتع ــاون م ــع منظم ــات‬ ‫املجتم ــع املدن ــي املتخصص ــة"‪.‬‬

‫وتوض ــح‪ ،‬أن "املع ــرض يحم ــل رس ــالة إنس ــانية‬ ‫عب ــر تناول ــه موضوع ــة العن ــف ض ــد امل ـرأة‪،‬‬ ‫والت ــي عب ــر الفنان ــون املش ــاركون ع ــن رؤيته ــم‬ ‫الخاص ــة إزاء العن ــف م ــن خ ــال تداخ ــل‬ ‫االل ــوان واالش ــكال والص ــور"‪.‬‬ ‫وتتاب ــع‪ ،‬أن "اللوح ــات الفني ــة تنتم ــي مل ــدارس‬ ‫فني ــة مختلف ــة‪ ،‬لكنه ــا جميع ــا تعال ــج قضاي ــا‬ ‫العن ــف املوج ــه ض ــد النس ــاء"‪.‬‬ ‫وتلف ــت التش ــكيلية مي ــادة ناظ ــم‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫"لوحت ــي الرمزي ــة تمث ــل ام ـرأة ترف ــع رأس ــها ال ــى‬ ‫االعل ــى بق ــوة‪ ،‬وان الل ــون البيج ــي املس ــتخدم‬ ‫يرم ــز ال ــى النق ــاء‪ ،‬فيم ــا تعن ــي السالس ــل ذات‬ ‫الل ــون الرم ــادي‪ ،‬االضطه ــاد ال ــذي عان ــت من ــه‬ ‫املـرأة فــي املا�ضــي والحاضــر‪ ،‬فيمــا يمثــل اإلطــار‬ ‫االس ــود ف ــي اللوح ــة الص ــورة املعتم ــة للعن ــف"‪.‬‬ ‫وف ــي ذات الس ــياث‪ ،‬فق ــد اقتس ــبت التش ــكيلة‬ ‫ه ــدى الخفاج ــي‪ ،‬لوحته ــا م ــن لوح ــة فني ــة‬ ‫عاملي ــة‪ ،‬حي ــث توض ــح ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"اللوح ــة ترم ــز ال ــى تح ــرر امل ـرأة م ــن القي ــود‬ ‫وم ــن بع ــض التقالي ــد الت ــي التتناس ــب والحي ــاة‬ ‫العصري ــة"‪.‬‬ ‫وش ــرعت الدول ــة العراقي ــة ع ــدة قواني ــن للح ــد‬ ‫مــن ظاهــرة العنــف ضــد النســاء‪ ،‬إال أن ﻗﺮارات‬

‫اﻤﻟﺤﺎﻛﻢ تخض ــع ال ــى ﺗﻜﻴﻴﻒ أﻓﻌﺎل اﻟﻀﺮب‬ ‫واﻻﻋﺘﺪاء اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ امل ـرأة وﻓﻖ امل ــادة ‪412‬‬ ‫م ــن قان ــون اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت وﺗﺼﻞ عقوبته ــا ال ــى‬ ‫اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪة ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ عام ـ ًـا‪.‬‬ ‫وي ــرى عض ــو االتح ــاد الع ــام لألدب ــاء والكت ــاب‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬الش ــاعر والناق ــد محم ــد ص ــادق‪،‬‬ ‫أن "التشــريعات القانونيــة ليســت كافيــة لــردع‬ ‫الجرائ ــم مهم ــا كان ــت ش ــدتها‪ ،‬م ــا ل ــم يرافقه ــا‬ ‫وع ــي جمع ــي عمي ــق قائ ــم عل ــى أس ــس معرفي ــة‬ ‫واخالقيــة نابعــة مــن تاريــخ وحضــارة املجتمــع"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "ل ــكل م ــن الرج ــل‬ ‫وامل ـرأة باعتبارهم ــا كائن ــان بش ــريان دورهم ــا ف ــي‬

‫الحي ــاة‪ ،‬ويج ــب ان يت ــم ذل ــك بش ــكل متكاف ــئ‬ ‫بي ــن الطرفي ــن بمختل ــف االصع ــدة الحياتي ــة‬ ‫والعملي ــة‪ ،‬ألن الحي ــاة ال تتكام ــل إال بتعاونهم ــا‬ ‫مع ــا"‪.‬‬ ‫ويوض ــح‪ ،‬أن "افض ــل س ــبل التع ــاون بي ــن‬ ‫الطرفيــن هــو فســح املجــال أمــام املـرأة ملمارســة‬ ‫انش ــطتها العملي ــة واالجتماعي ــة بحري ــة بعي ــدا‬ ‫ع ــن العن ــف والضغ ــط واالك ـراه"‪ ،‬منوه ــا‬ ‫إل ــى أن "املس ــرح واألدب واملوس ــيقى والف ــن‬ ‫التش ــكيلي وجمي ــع مفاص ــل الثقاف ــة االخ ــرى‪،‬‬ ‫تس ــهم ف ــي خل ــق بيئ ــة صحي ــة تنع ــش العق ــول‬ ‫وتنيره ــا وتفت ــح أم ــام االنس ــان اف ــاق االم ــل‬

‫شميران اوديشو‬

‫عضو رابطة املرأة العراقية‬

‫والتطل ــع والرق ــي‪ ،‬ولي ــس ثم ــة أنس ــب م ــن‬ ‫الفن ــون ف ــي تس ــليط الض ــوء عل ــى املش ــاكل‬ ‫والقضاي ــا الس ــلبية الت ــي يعان ــي منه ــا املجتم ــع‬ ‫العراقــي‪ ،‬ومنهــا العنــف ضــد املـراة الــذي يصــدر‬ ‫ع ــن نف ــوس مريض ــة ومصاب ــة بالوه ــم وف ــرض‬ ‫االرداة الذكوري ــة بالق ــوة"‪.‬‬ ‫فيم ــا توض ــح األكاديمي ــة التش ــكيلية ف ــي معه ــد‬ ‫الفن ــون الجميل ــة تم ــارا الش ــبخون ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬ان لوحته ــا تعب ــر ع ــن املي ـزان وم ــا‬ ‫يعني ــه م ــن حك ــم بن ــاء عل ــى املعايي ــر املنطقي ــة‬ ‫دون تحي ــز‪ ،‬فالكف ــة الراجح ــة املليئ ــة بالزه ــور‬ ‫ترم ــز للجم ــال والحي ــاة والح ــب‪ ،‬وان ال ــدالالت‬ ‫التقليديــة التــي ُتنســب إلــى املـرأة ليســت جماليــة‬ ‫فق ــط‪ ،‬ب ــل إنس ــانية ووجودي ــة"‪.‬‬ ‫وتضي ــف ان اللوح ــة تعب ــر ع ــن تف ــوق الجم ــال‬ ‫عل ــى القس ــوة والحي ــاة عل ــى الجم ــود‪.‬‬ ‫وتؤكــد‪ ،‬ان املـرأة تمثــل الرقــة والتفائــل وتعطــي‬ ‫معنــى للحيــاة وهــي األثقــل فــي ميـزان الوجــود‬

‫‪72‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪73 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫حضارة وادي الرافدين في خطر‪....‬‬

‫اآلثار العراقية قد تمحيها التغيرات المناخية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يتعرض العراق منذ سنوات عديدة لتغيرات مناخية حادة‪،‬‬ ‫وتترك هذه املتغيرات تأثيرات سلبية كبيرة على اآلثارومو اقعها‬ ‫وعلى املخطوطات والوثائق التاريخية‪.‬‬

‫ويؤك ــد مختص ــون‪ ،‬أن الح ـرارة الش ــديدة‬ ‫والرطوبــة والريــاح تؤثــر علــى اآلثــار ومواقعهــا‪،‬‬ ‫م ــا يتطل ــب إيج ــاد حل ــول بغي ــة الحف ــاظ عل ــى‬ ‫ـانيا‬ ‫ه ــذه الكن ــوز باعتباره ــا تمث ــل منج ـ ًزا إنس ـ ً‬

‫ـيفا لتاري ــخ وحض ــارة‬ ‫إل ــى جان ــب كونه ــا أرش ـ ً‬ ‫الع ـراق عب ــر مراح ــل زمني ــة مختلف ــة‪.‬‬ ‫ويوج ــد ف ــي الع ـراق ‪ 15‬أل ــف موق ــع أث ــري‪،‬‬ ‫بحس ــب وزارة الثقاف ــة والس ــياحة واآلث ــار‪،‬‬

‫مبين ــة أن نس ــبة املواق ــع األثري ــة املكتش ــفة ل ــم‬ ‫تصــل إلــى ‪ 10%‬حتــى اآلن‪ ،‬مــا يعنــي أن الع ـراق‬ ‫يع ــد م ــن أكث ــر البل ــدان الت ــي تمتل ــك مواق ــع‬ ‫أثري ــة‪ ،‬وه ــو م ــا يعك ــس عم ــق حض ــارة وادي‬

‫الرافد ي ــن‪.‬‬ ‫لكــن مــع تأثــر الع ـراق بالتغي ـرات املناخيــة حتــى‬ ‫صن ــف تقري ــر أمم ــي س ــابق الع ـراق بي ــن ال ــدول‬ ‫الخمــس األكثــر تأثـ ًرا بهــا‪ ،‬فهــذه لهــا "تأثيــر كبيــر‬ ‫ومباش ــر عل ــى اآلث ــار"‪ ،‬وف ــق املتح ــدث باس ــم‬ ‫ال ــوزارة‪ ،‬أحم ــد العلي ــاوي‪.‬‬ ‫ونتيج ــة لذل ــك‪ ،‬يضي ــف العلي ــاوي ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬ت ــم عق ــد مؤتم ـرات دولي ــة ومحلي ــة‬ ‫بخص ــوص املن ــاخ‪ ،‬ومناقش ــة اإلج ـراءات الت ــي‬ ‫يج ــب اتخاذه ــا للحف ــاظ عل ــى اآلث ــار‪.‬‬ ‫ـددا م ــن‬ ‫ويتاب ــع‪ ،‬كم ــا نظم ــت وزارة الثقاف ــة ع ـ ً‬ ‫ال ــورش والن ــدوات بالتع ــاون م ــع وزارت ــي البيئ ــة‬ ‫وامل ــوارد املائي ــة‪ ،‬وش ــكلت لجان ـ ًـا وش ــاركت‬ ‫بلجــان أخــرى‪ ،‬بهــدف اتخــاذ خطــوات ملعالجــة‬ ‫التهدي ــد ال ــذي تتع ــرض ل ــه اآلث ــار واملقتني ــات‬ ‫واملخطوط ــات وغيره ــا ج ـراء املن ــاخ املتط ــرف‪.‬‬ ‫ويشــير العليــاوي‪ ،‬إلــى اتخــاذ الــوزارة وبالتعــاون‬ ‫م ــع الجه ــات املعني ــة األخ ــرى خط ــوات مهم ــة‪،‬‬ ‫ورفع ــت العدي ــد م ــن التوصي ــات املتعلق ــة‬ ‫باملن ــاخ بالتع ــاون م ــع دول الج ــوار م ــن أج ــل‬

‫مواجهــة التحديــات الخطيــرة التــي تهــدد اآلثــار‬ ‫العراقي ــة‪.‬‬ ‫ويكشــف‪ ،‬أن هنــاك مجموعــة مــن اآلثــار علــى‬ ‫تم ــاس مباش ــر م ــع التغي ـرات املناخي ــة م ــن‬ ‫ناحي ــة الح ـرارة والرطوب ــة والري ــاح‪ ،‬وهن ــاك‬ ‫ف ــرق تتح ــرك عل ــى اآلث ــار وتق ــدم تقاريره ــا ال ــى‬ ‫الجه ــات املعني ــة‪.‬‬ ‫وينـ ّـوه العليــاوي‪ ،‬إلــى أن اآلثــار القديمــة واآلثــار‬ ‫املكشــوفة هــي األكثــر تأثـ ًرا بالتغيـرات املناخيــة‪،‬‬ ‫إضافــة إلــى بعــض املواقــع االثريــة املوجــودة فــي‬ ‫مناط ــق األه ــوار والت ــي تتأث ــر باملي ــاه والح ـرارة‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن تأثي ــر الح ـرارة عل ــى ط ــرق حف ــظ‬ ‫األرش ــيف والوثائ ــق واملخطوط ــات‪.‬‬ ‫ويش ــهد الع ـراق أزم ــة مناخي ــة ح ــادة من ــذ‬ ‫أع ــوام‪ ،‬ووف ــق مرص ــد "الع ـراق األخض ــر"‬ ‫املتخصــص بشــؤون البيئــة‪ ،‬فــإن هــذا الصيــف‬ ‫س ــيكون األعل ــى ح ـرارة مقارن ــة بالس ــنوات‬ ‫املاضي ــة‪ ،‬وس ــتبدأ درج ــات الح ـرارة باالرتف ــاع‬ ‫مبك ـ ًرا متأث ــرة بالتغي ـرات املناخي ــة املتس ــارعة‪.‬‬ ‫وفــي ظــل هــذا الطقــس املتطــرف‪ ،‬يؤكــد رئيــس‬ ‫لجن ــة التغي ـرات املناخي ــة ف ــي وزارة الثقاف ــة‪،‬‬ ‫منتص ــر صب ــاح الحس ــناوي‪ ،‬أن التغي ـرات‬ ‫املناخي ــة له ــا تأثي ــر مباش ــر عل ــى اآلث ــار الت ــي‬ ‫ه ــي عل ــى نوعي ــن‪ ،‬اآلث ــار الب ــارزة وغي ــر الب ــارزة‪،‬‬ ‫ويقص ــد باألخي ــرة ه ــي اآلث ــار غي ــر املنقب ــة وم ــا‬ ‫ت ـزال تح ــت األرض‪ ،‬أم ــا الن ــوع األول (اآلث ــار‬ ‫الب ــارزة) كآث ــار أور وباب ــل والكنائ ــس القديم ــة‬ ‫واألبني ــة التراثي ــة وس ــواها‪ ،‬فه ــي تتأث ــر بالري ــاح‬ ‫والش ــمس والح ـرارة والرطوب ــة واألمط ــار‬ ‫وموج ــات الجف ــاف‪.‬‬ ‫ويوضــح الحســناوي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "اآلثــار‬ ‫غي ــر املنقب ــة ق ــد تتع ــرض إل ــى االندث ــار بس ــبب‬ ‫زي ــادة ملوح ــة الترب ــة‪ ،‬وخاص ــة ف ــي الس ــهل‬ ‫الرس ــوبي ومناط ــق جن ــوب الع ـراق الت ــي تض ــم‬ ‫أكث ــر م ــن ‪ 15‬أل ــف موق ــع أث ــري غي ــر منق ــب‪،‬‬ ‫وهنــاك عــدد كبيــر مــن بعثــات التنقيــب املحليــة‬ ‫والدولي ــة للبح ــث ع ــن تل ــك املواق ــع"‪.‬‬ ‫وع ــن اإلج ـراءات لحماي ــة اآلث ــار‪ ،‬يبي ــن‬ ‫الحس ــناوي‪ ،‬أنه ــا "تتطل ــب تموي ـ ًـا مالي ـ ًـا كبي ـ ًرا‬ ‫وخطط ـ ًـا علمي ــة‪ ،‬وهن ــاك اس ــتراتيجيات يمك ــن‬ ‫تطبيقه ــا لحماي ــة اآلث ــار‪ ،‬منه ــا إحاط ــة املواق ــع‬

‫األثري ــة بكت ــل خض ـراء وأش ــجار‪ ،‬وتعم ــل وزارة‬ ‫الثقاف ــة م ــع الجه ــات املعني ــة األخ ــرى لحماي ــة‬ ‫اآلث ــار م ــن ه ــذا املن ــاخ املتط ــرف"‪.‬‬ ‫ويتف ــق املخت ــص ف ــي مج ــال اآلث ــار‪ ،‬عام ــر عب ــد‬ ‫ال ــرزاق‪ ،‬م ــع مخ ــاوف املتحدثي ــن الس ــابقين‬ ‫ح ــول تأثي ــر التغي ـرات املناخي ــة عل ــى املواق ــع‬ ‫وامل ــدن األثري ــة‪ ،‬مبين ـ ًـا أن "التصح ــر وجف ــاف‬ ‫األنه ــر والبيئ ــة القاس ــية أث ــرت بش ــكل كبي ــر‬ ‫علــى اآلثــار‪ ،‬وأن الريــاح الشــديدة التــي تســبب‬ ‫كثبانـ ًـا رمليــة أدت إلــى طمــر العديــد مــن املواقــع‬ ‫املنقب ــة‪ ،‬خاص ــة وأن أغل ــب اآلث ــار العراقي ــة‬ ‫تق ــع ف ــي مناط ــق صحراوي ــة"‪.‬‬ ‫ويضي ــف عب ــد ال ــرزاق ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬

‫"اآلثار غير المنقبة قد تتعرض‬ ‫إلى االندثار بسبب زيادة ملوحة‬ ‫التربة‪ ،‬وخاصة في السهل‬ ‫الرسوبي ومناطق جنوب العراق‬ ‫التي تضم أكثر من ‪ 15‬ألف موقع‬ ‫أثري غير منقب"‪.‬‬

‫"الري ــاح العاتي ــة تؤث ــر عل ــى األبني ــة والص ــروح‬ ‫األثري ــة م ــن أمث ــال الزق ــورات واملعاب ــد‬ ‫والقصــور‪ ،‬كمــا تؤثــر الرطوبــة وملوحــة األرض‬ ‫عل ــى أس ــس أبني ــة اآلث ــار‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن تع ــرض‬ ‫املواقــع األثريــة التــي ُأدرجــت علــى الئحــة التـراث‬ ‫العالم ــي‪ ،‬مث ــل األه ــوار‪ ،‬إل ــى خط ــر ش ــديد‬ ‫ج ـراء الجف ــاف وقل ــة املي ــاه‪ ،‬وه ــو م ــا انعك ــس‬ ‫ـلبا عل ــى حرك ــة الس ــياحة وخاص ــة ف ــي أه ــوار‬ ‫سـ ً‬ ‫والحم ــار"‪.‬‬ ‫ـزة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫والحو‬ ‫ـش‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الجبا‬ ‫ّ‬ ‫وي ــرى املخت ــص‪ ،‬أن "مس ــتوى جه ــود هيئ ــة‬ ‫الس ــياحة واآلث ــار لحماي ــة اآلث ــار واملواق ــع‬ ‫األثري ــة وصيانته ــا م ــن املتغي ـرات املناخي ــة‪،‬‬ ‫ال ت ـزال دون املس ــتوى املطل ــوب حت ــى‬ ‫اآلن"‪ ،‬مطالب ـ ًـا "الحكوم ــة االتحادي ــة بزي ــادة‬ ‫التخصيص ــات املالي ــة ل ــوزارة الثقاف ــة وهيئ ــة‬ ‫الس ــياحة واآلث ــار لتمكينه ــا م ــن زي ــادة نش ــاطها‬ ‫ف ــي حماي ــة اآلث ــار"‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪75 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫تحليل أم تهويل؟‪..‬‬

‫البرامج الرياضية في مرمى االنتقادات‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ف ــي ظ ــل تنام ــي ش ــعبية الرياض ــة العر اقي ــة وتزاي ــد االهتم ــام‬ ‫بالبرامــج الرياضيــة علــى شاشــات التلفزيــون‪ ،‬أصبــح مــن الواضــح‬ ‫أن ه ــذه البرام ــج تمث ــل س ــاحة جدي ــدة لص ــراع األف ــكاروالتوجه ــات‬ ‫اإلعالمي ــة‪.‬‬

‫ـركا‬ ‫بينم ــا يفت ــرض أن تك ــون ه ــذه البرام ــج مح ـ ً‬ ‫لتطويــر الوعــي الريا�ضــي وتعزيــز ثقافــة التحليــل‬ ‫والنق ــد البن ــاء‪ ،‬إال أنه ــا أصبح ــت ف ــي العدي ــد‬ ‫م ــن األحي ــان مرك ـ ًزا لخط ــاب انفعال ــي وحم ــات‬ ‫تس ــقيط بي ــن‬

‫الالعبي ــن واإلداريي ــن واملدربي ــن‪.‬‬ ‫ووفق ـ ًـا للمراقبي ــن فق ــد تحول ــت بع ــض ه ــذه‬ ‫البرام ــج م ــن منص ــات لتس ــليط الض ــوء عل ــى‬ ‫الجوان ــب اإليجابي ــة للرياض ــة‪،‬‬

‫إل ــى أدوات إث ــارة وص ـراع م ــن أج ــل ج ــذب‬ ‫املش ــاهدات‪ ،‬وس ــط تزاي ــد مناقش ــات ل ــدى‬ ‫الش ــارع الريا�ض ــي ح ــول مهني ــة اإلع ــام‬ ‫الريا�ض ــي‪ ،‬وتداعي ــات االنفع ــاالت واملش ــاحنات‬ ‫الت ــي ُتع ــرض عل ــى اله ــواء مباش ــرة وتأثي ــره عل ــى‬ ‫الرياض ــة ف ــي الع ـراق بص ــورة عام ــة‪.‬‬ ‫فــي حيــن‪ ،‬يــرى مســؤولون أن البرامــج الرياضيــة‬ ‫أصبح ــت ترك ــز أكث ــر عل ــى افتع ــال التوت ـرات‬ ‫ـدال مــن التركيــز علــى الطروحــات‬ ‫والصراعــات‪ ،‬بـ ً‬ ‫املوضوعي ــة الت ــي تعن ــى بتطوي ــر الرياض ــة‪ ،‬وف ــي‬ ‫بع ــض األحي ــان تمي ــل إل ــى الهج ــوم ال ــاذع عل ــى‬ ‫ـتهدفة‬ ‫الالعبي ــن واإلداريي ــن واملدربي ــن‪ ،‬مس ـ ً‬ ‫ـدال م ــن معالج ــة‬ ‫الش ــخصيات الرياضي ــة ب ـ ً‬ ‫القضاي ــا الرياضي ــة بموضوعي ــة‪.‬‬ ‫البرامج ال تصلح للمشاهدة‬ ‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬يقــول عضــو لجنــة الشــباب‬ ‫والرياض ــة النيابي ــة‪ ،‬عقي ــل الفت ــاوي‪ ،‬ف ــي‬ ‫حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "معظ ــم البرام ــج‬ ‫الرياضي ــة العراقي ــة ال ترتق ــي إل ــى املس ــتوى‬ ‫اإلعالم ــي الرصي ــن‪ ،‬ب ــل أن العدي ــد‬

‫م ــن البرام ــج الرياضي ــة ال تصل ــح للب ــث‪،‬‬ ‫باس ــتثناء بع ــض البرام ــج واملقدمي ــن الذي ــن‬ ‫يتمتع ــون باملهني ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــير الفت ــاوي‪ ،‬إل ــى أن "غي ــاب املهني ــة يظه ــر‬ ‫بشــكل واضــح فــي طريقــة طــرح األســئلة والهجــوم‬ ‫أو النقــد الــاذع علــى رمــوز الرياضــة العراقيــة‪،‬‬ ‫وه ــو أم ــر ال ُي ــرى ف ــي البرام ــج الرياضي ــة الت ــي‬ ‫ُتع ــرض ف ــي القن ــوات العربي ــة‪ ،‬الت ــي تحق ــق‬ ‫فائــدة أكبــر للمشــاهدين واملختصيــن فــي املجــال‬ ‫الريا�ض ــي"‪.‬‬ ‫كمــا يوضــح‪ ،‬أن "العصبيــة والص ـراخ فــي بعــض‬ ‫البرام ــج الرياضي ــة ال يتناس ــب م ــع الجمه ــور‬ ‫العراق ــي‪ ،‬وال يس ــهم ف ــي تطوي ــر الرياض ــة"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مبين ـ ًـا أن "هيئ ــة اإلع ــام واالتص ــاالت تتحم ــل‬ ‫مس ــؤولية تقني ــن البرام ــج الرياضي ــة"‪.‬‬ ‫ويدع ــو الفت ــاوي‪ ،‬إل ــى ض ــرورة تقديمه ــا‬ ‫يذك ــر الجمه ــور ببرنام ــج‬ ‫بش ــكل بن ــاء وه ــادف‪ّ ،‬‬ ‫"الرياضــة فــي أســبوع" الــذي كان يقدمــه الراحــل‬ ‫مؤي ــد الب ــدري‪ ،‬وال ــذي ت ــرك أث ـ ًرا عميق ـ ًـا ف ــي‬ ‫الرياض ــة العراقي ــة وس ــاهم ف ــي‬ ‫االرتقــاء بمســتوى كــرة القــدم‪.‬‬ ‫من التحليل إلى اإلثارة‬ ‫مــن جانــب آخــر‪ ،‬أكــد الالعــب‬ ‫الدولــي الســابق حبيــب جعفــر‬ ‫"أهمي ــة تقب ــل النق ــد ف ــي‬ ‫الرياضــة مــن أجــل التطويــر‪،‬‬ ‫بش ــرط أن يك ــون النق ــد‬ ‫موضوعي ـ ًـا ويبتع ــد ع ــن‬ ‫اإلس ــاءة والتس ــقيط"‪.‬‬ ‫وف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫يضيــف جعفــر‪ ،‬أن "بعــض‬ ‫املواق ــع املدفوع ــة تس ــعى‬ ‫الصراع ــات‬ ‫إلش ــعال‬ ‫بي ــن الالعبي ــن املحليي ــن‬ ‫واملغتربي ــن‪ ،‬وه ــو م ــا‬ ‫يض ــر بمصلح ــة الرياض ــة‬ ‫العراقي ــة"‪.‬‬ ‫ووفق ـ ًـا لجعف ــر‪ ،‬ف ــإن‬ ‫التحليــل املوضوعــي يجــب‬ ‫أن يرك ــز عل ــى مه ــارات‬ ‫الالعبي ــن ومس ــتوياتهم‬ ‫الفني ــة‪ ،‬دون املس ــاس‬ ‫بش ــخصياتهم‪ ،‬مش ــي ًرا‬ ‫إل ــى أن العدي ــد م ــن‬ ‫البرام ــج ال تتن ــاول‬

‫الجوان ــب اإليجابي ــة ف ــي األداء الريا�ض ــي‪ ،‬ب ــل‬ ‫ترك ــز عل ــى تضخي ــم املش ــاكل البس ــيطة‪ ،‬وتثي ــر‬ ‫القضاي ــا الس ــلبية ف ــي ال ــدوري املحل ــي‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "االخت ــاف ف ــي وجه ــات النظ ــر‬ ‫يج ــب أن ال يتح ــول إل ــى صراع ــات وتش ــنجات‬ ‫داخــل االس ــتوديوهات"‪ ،‬داعي ـ ًـا إل ــى "وق ــف ه ــذه‬ ‫الظواه ــر عب ــر الط ــرق القانوني ــة"‪.‬‬ ‫وف ــي الوق ــت ال ــذي ي ــزداد في ــه الضغ ــط عل ــى‬ ‫اإلع ــام الريا�ض ــي العراق ــي‪ ،‬كان القض ــاء العراق ــي‬ ‫ق ــد أص ــدر حكم ـ ًـا بالس ــجن مل ــدة أربع ــة أش ــهر‬ ‫بح ــق أح ــد مقدم ــي البرام ــج الرياضي ــة‪ ،‬إث ــر‬ ‫دع ــوى قضائي ــة رفعه ــا ض ــده رئي ــس االتح ــاد‬ ‫العراق ــي لك ــرة الق ــدم عدن ــان درج ــال‪.‬‬ ‫كمــا قدمــت إحــدى القنــوات الفضائيــة اعتــذا ًرا‬ ‫لالع ــب الدول ــي الس ــابق يون ــس محم ــود بع ــد‬ ‫إس ــاءة م ــن أح ــد مقدم ــي البرام ــج الرياضي ــة ل ــه‪.‬‬ ‫متابعة حكومية دقيقة للبرامج‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يق ــول مدي ــر دائ ــرة التنظي ــم‬ ‫اإلعالم ــي ف ــي هيئ ــة اإلع ــام واالتص ــاالت‪ ،‬ج ــادر‬ ‫عبــد الوهــاب‪ ،‬إن "الهيئــة تتابــع عــن كثــب جميــع‬ ‫البرام ــج الرياضي ــة"‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن "الهيئ ــة ق ــد‬ ‫اتخــذت إج ـراءات بحــق القنــوات املخالفــة‪ ،‬بمــا‬ ‫ف ــي ذل ــك زي ــارة ميداني ــة إل ــى القن ــوات ومقدم ــي‬ ‫البرامــج‪ ،‬وتحفيزهــم علــى االلتـزام بمعاييــر تقديــم‬ ‫برام ــج رياضي ــة ترتق ــي بمس ــتوى الالعبي ــن‪،‬‬ ‫وتس ــاعد ف ــي تحس ــين األداء الريا�ض ــي"‪.‬‬ ‫ويش ــير عب ــد الوه ــاب‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة‬ ‫ـددا م ــن‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن "الهيئ ــة وجه ــت ع ـ ً‬ ‫الكت ــب الرس ــمية واإلن ــذارات إل ــى القن ــوات‬ ‫الرياضي ــة بش ــأن ض ــرورة االبتع ــاد ع ــن البرام ــج‬ ‫والتصريح ــات الت ــي تم ــارس ضغوط ـ ًـا عل ــى العب ــي‬ ‫املنتخ ــب الوطن ــي"‪.‬‬ ‫وف ــي خت ــام حديث ــه‪ ،‬يتاب ــع عب ــد الوه ــاب‪ ،‬قائ ـ ًـا‬ ‫إن "البرامــج الرياضيــة شــهدت فــي الفتــرة األخيــرة‬ ‫خروق ــات واضح ــة‪ ،‬مش ــابهة مل ــا يح ــدث ف ــي‬ ‫البرام ــج السياس ــية"‪.‬‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬يش ــير الخبي ــر اإلعالم ــي أحم ــد‬ ‫العنــزي‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أن "التحــول الكبيــر‬ ‫فــي محتــوى البرامــج الرياضيــة أصبــح واضحـ ًـا فــي‬ ‫الســنوات األخيــرة‪ ،‬حيــث غلــب علــى هــذه البرامــج‬ ‫ـدال م ــن التحلي ــل‬ ‫االنفع ــال والتأثي ــر النف�س ــي ب ـ ً‬ ‫املنه ــي"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "ه ــذا التح ــول أس ــهم ف ــي تصعي ــد‬ ‫االنقس ــامات الجماهيري ــة‪ ،‬مم ــا يعك ــس انتق ــال‬ ‫اإلع ــام الريا�ض ــي م ــن املعلوم ــة إل ــى صناع ــة‬

‫االنفع ــال‪ ،‬وي ــؤدي إل ــى زي ــادة التوت ــر ف ــي بيئ ــة‬ ‫حساس ــة مث ــل البيئ ــة الرياضي ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــدد العن ــزي عل ــى ض ــرورة إع ــادة صياغ ــة‬ ‫منه ــج البرام ــج الرياضي ــة وفق ـ ًـا ألخالقي ــات‬ ‫اإلع ــام ووع ــي تأثيره ــا النف�س ــي‪ ،‬مح ــذ ًرا م ــن‬ ‫تح ــول البرام ــج الرياضي ــة م ــن أدوات للتربي ــة إل ــى‬ ‫أدوات للتعبئ ــة العاطفي ــة غي ــر املنضبط ــة‪.‬‬ ‫وفــي تصريــح خــاص ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬يؤكــد عضــو‬ ‫االتحــاد العراقــي لكــرة القــدم‪ ،‬غالــب الزاملــي‪ ،‬أن‬ ‫"بعــض البرامــج الرياضيــة خرجــت عــن أهدافهــا‬ ‫األساس ــية وأصبح ــت تس ــعى وراء التس ــويق‬ ‫واملشــاكل الشــخصية"‪ ،‬معتبـ ًرا أن "هــذا التوجــه‬ ‫ال يخ ــدم الرياض ــة العراقي ــة"‪.‬‬ ‫فو�ضى في اإلعالم العراقي‬ ‫وتحظ ــى البرام ــج الرياضي ــة ف ــي القن ــوات‬ ‫الفضائي ــة ووس ــائل اإلع ــام األخ ــرى بمنهجي ــات‬ ‫واضح ــة وخط ــوط تحريري ــة مح ــددة ُتعتم ــد ف ــي‬ ‫ـدءا مــن آليــة تقديــم املحتــوى‪،‬‬ ‫إعــداد الحلقــات بـ ً‬ ‫م ــرو ًرا باختي ــار الضي ــوف واملحللي ــن‪ ،‬وانته ـ ًـاء‬ ‫بطريق ــة املعالج ــة الفني ــة واملوضوعي ــة‪.‬‬ ‫وفي هذا الشأن‪ ،‬شدد مقدم البرامج الرياضية‪،‬‬ ‫داود إس ــحاق‪ ،‬عل ــى "أهمي ــة أن يك ــون محت ــوى‬ ‫ـدا أن "البرام ــج‬ ‫البرام ــج الرياضي ــة هادف ـ ًـا"‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫الرياضيــة تضــع املقدميــن أمــام مســؤولية كبيــرة‬ ‫فــي تقديــم مــادة إعالميــة رصينــة‪.‬‬ ‫ويش ــير إس ــحاق‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى‬ ‫أن "التناف ــس بي ــن البرام ــج م ــن أج ــل تحقي ــق‬ ‫الس ــبق اإلعالم ــي يض ــر بمحت ــوى البرام ــج‬ ‫ويدفعهــا إلــى تبنــي أســاليب إعالميــة غيــر مهنيــة"‪.‬‬ ‫بينم ــا‪ ،‬اعت ــرف مق ــدم البرام ــج الرياضي ــة‪ ،‬عل ــي‬ ‫ن ــوري‪ ،‬بوج ــود "فو�ض ــى وعش ــوائية" ف ــي البرام ــج‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬موضحـ ًـا أن التشــنجات واالنفعــاالت‬ ‫الت ــي تح ــدث ف ــي بع ــض البرام ــج ناتج ــة ع ــن ع ــدم‬ ‫تقب ــل النق ــد م ــن بع ــض الضي ــوف‪.‬‬ ‫كمــا يؤكــد نــوري‪ ،‬فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن‬ ‫بع ــض الضي ــوف يفق ــدون أعصابه ــم بمج ــرد‬ ‫ط ــرح س ــؤال نق ــدي‪ ،‬م ــا ي ــؤدي إل ــى ح ــدوث‬ ‫صراع ــات داخ ــل االس ــتوديو‪.‬‬ ‫وخــال الفتــرة القليلــة املاضيــة‪ ،‬يواجــه اإلعــام‬ ‫الريا�ضــي فــي الع ـراق تحديــات كبيــرة‪ ،‬تت ـراوح بيــن‬ ‫غي ــاب املهني ــة إل ــى وج ــود ظواه ــر س ــلبية ته ــدد‬ ‫مصداقي ــة اإلع ــام الريا�ض ــي خصوص ـ ًـا كم ــا‬ ‫حصــل ملــا رافــق مباريــات املنتخــب العراقــي لكــرة‬ ‫ـواء خ ــال تصفي ــات كأس الع ــام أم‬ ‫الق ــدم س ـ ً‬ ‫بطول ــة الخلي ــج وآس ــيا األخي ــرة‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪77 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫مختصون يحذرون‪..‬‬

‫ال لزواج األقارب‪ ..‬نعم للغرباء‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬

‫حذرمختصون في مجال الصحة‪ ،‬من تف�شي أمراض الدم الوراثية‪ ،‬وعلى رأسها مرض‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫"الثالسيميا"‪ ،‬نتيجة استمرارظاهرة زواج األقارب في العراق ودو الشر األوسط‪.‬‬

‫ج ــاء ذل ــك خ ــال احتفال ي ــة ُن ّظ م ــت ف ــي كني س ــة‬ ‫الق ل ــب األق ــدس وس ــط مدي ن ــة كرك ــوك‪ ،‬بمناس ــبة‬ ‫ال ي ــوم العالم ــي ملر�ض ــى "الثالس ــيميا"‪.‬‬ ‫وق ــال مدي ــر ع ــام ص ح ــة كرك ــوك‪ ،‬أرج ــان مح م ــد‬ ‫رش ــيد‪ ،‬ملج ل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "دائ ــرة الص ح ــة توف ــر‬ ‫األدوي ــة الخاص ــة بمر�ض ــى الثالس ــيميا ع ب ــر مرك ــز‬ ‫متخ ص ــص‪ُ ،‬وت ق ــدم خدم ــات متكام ل ــة لجم ي ــع‬

‫املراجع ي ــن"‪.‬‬ ‫م ــن جان ب ــه‪ ،‬أوض ــح الطب ي ــب أح م ــد إب راه ي ــم‪،‬‬ ‫م ــن دائ ــرة ص ح ــة كرك ــوك‪ ،‬ملج ل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"الثالس ــيميا م ــرض وراث ــي خط ي ــر ين ت ــج ع ــن خ ل ــل‬ ‫جين ــي ينت ق ــل م ــن األبوي ــن إل ــى األب ن ــاء‪ُ ،‬وي ع ــد زواج‬ ‫األق ــارب م ــن أب ــرز أس ــبابه"‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن "الدوائ ــر الصح ي ــة ُت ل ــزم املقبل ي ــن‬

‫عل ــى ال ــزواج بإج ـراء فحوص ــات دم لتقل ي ــل ف ــرص‬ ‫انت ق ــال ه ــذه األم ـراض"‪.‬‬ ‫أول مركز ف ي كركوك‬ ‫وكان ــت كرك ــوك ق ــد ش ــهدت ف ــي ال ع ــام ‪2024‬‬ ‫افت ت ــاح أول مرك ــز طب ــي متخ ص ــص ملعال ج ــة‬ ‫اضط راب ــات ال ــدم الوراث ي ــة‪ ،‬بدع ــم م ــن منظ م ــة‬ ‫فرن س ــية‪.‬‬ ‫وي ق ــع املرك ــز داخ ــل مست ش ــفى األط ف ــال وس ــط‬ ‫املدي ن ــة‪ ،‬وي س ــتقبل يوم ي ـ ًـا ب ي ــن ‪ 30‬إل ــى ‪ 40‬ط ف ـ ًـا‬ ‫مصاب ـ ًـا بامل ــرض‪ ،‬في م ــا يب ل ــغ ع ــدد املصاب ي ــن ف ــي‬ ‫املحاف ظ ــة ن ح ــو ‪ 1250‬حال ــة‪.‬‬ ‫وق ــال رئ ي ــس الكني س ــة الكلدان ي ــة ف ــي كرك ــوك‪،‬‬ ‫يوس ــف توم ــا‪ ،‬ملج ل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "املرك ــز ت ــم‬ ‫افتتاح ــه ب ع ــد ج ه ــود اس ــتمرت م ن ــذ ‪ ،2021‬وت ــم‬ ‫إن ج ــازه بف ض ــل تبرع ــات م ــن مح س ــنين ودع ــم‬ ‫املنظ م ــة الفرن س ــية"‪.‬‬ ‫نقص الدم واألدوية‬ ‫وأ ك ــد الناش ــط ف ــي جمع ي ــة "الثالس ــيميا"‬ ‫بكرك ــوك‪ ،‬ع ب ــاس فاض ــل‪ ،‬ملج ل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"االحتفال ي ــة ج ــاءت بالت ع ــاون م ــع الكني س ــة‬ ‫الكلدان ي ــة والجمع ي ــة الخير ي ــة بمناس ــبة ال ي ــوم‬ ‫العالم ــي للثالس ــيميا"‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى "وج ــود ‪ 385‬مصاب ـ ًـا بامل ــرض ف ــي‬ ‫كرك ــوك‪ ،‬يعان ــي ع ــدد كب ي ــر من ه ــم م ــن ارت ف ــاع‬ ‫أس ــعار األدوي ــة أو اختفائ ه ــا م ــن األس ــواق"‪.‬‬ ‫وك ش ــف فاض ــل ع ــن وج ــود ن ح ــو ‪ 22‬أل ــف م ص ــاب‬ ‫ب ـ"الثالس ــيميا" ف ــي ال ع ـراق‪ ،‬مبي ن ـ ًـا أن "العدي ــد م ــن‬ ‫العائ ــات ال تم ل ــك ال ق ــدرة املال ي ــة لتوف ي ــر ال ــدم‬ ‫واألدوي ــة"‪.‬‬ ‫الحروب وزواج األقارب‬ ‫وق ــال رئ ي ــس نقاب ــة املمرض ي ــن املختبري ي ــن ف ــي‬ ‫كرك ــوك‪ ،‬ح ي ــدر الكنان ــي‪ ،‬ملج ل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"االنت ش ــار الواس ــع ألم ـراض ال ــدم ف ــي ال ع ـراق‬ ‫ي ع ــود إل ــى ال ح ــروب والت ل ــوث البيئ ــي‪ ،‬ف ض ـ ًـا ع ــن‬ ‫زواج األق ــارب ال ــذي ي ــؤدي إل ــى انت ق ــال الجي ن ــات‬ ‫الوراث ي ــة م ــن اآلب ــاء إل ــى األب ن ــاء وي ــؤدي إل ــى أم ـراض‬ ‫مزم ن ــة"‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬ ‫‪SOCIETY‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪79 2025‬‬ ‫السنة الحادية‬ ‫‪256‬‬ ‫العدد‬ ‫والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2024‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر‬ ‫الحادية‬ ‫السنة‬ ‫العدد ‪252‬‬

‫بينها زواج األقارب‪..‬‬

‫ارتفاع معدل الجريمة لهذه األسباب‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تشــهد معــدالت الجرائــم الجنائيــة فــي العــراق "ارتفاعـ ًـا" منــذ حوالــي الشــهر‪ ،‬لكنهــا تبقــى عمومـ ًـا منخفضــة‬ ‫قياس ـ ًـا بالس ــنوات الس ــابقة‪ ،‬بحس ــب مختصي ــن ف ــي الش ــأن األمن ــي‪ ،‬الذي ــن أش ــاروا إل ــى أن الجرائ ــم ه ــي‬ ‫انع ــكاس للحال ــة االجتماعي ــة‪ ،‬فيم ــا ع ــزت أخصائي ــة نفس ــية اللج ــوء إل ــى خي ــارالعن ــف لع ــدة أس ــباب‪ ،‬تب ــدأ‬ ‫م ــن الش ــخص وعالقت ــه بأس ــرته ف ــي داخ ــل البي ــت وتنته ــي بوض ــع الب ــاد بش ــكل ع ــام‪.‬‬

‫ويش ـ ّـخص عض ــو لجن ــة األم ــن والدف ــاع‬ ‫النيابيــة‪ ،‬علــي نعمــة البنــداوي‪" ،‬وجــود ارتفــاع‬ ‫ف ــي الح ــوادث الجنائي ــة وخاص ــة خ ــال ش ــهر‬ ‫رمض ــان وعي ــد الفط ــر املاضيي ــن‪ ،‬م ــا ي ــدل عل ــى‬ ‫قل ــة الوع ــي واإلنس ــانية ل ــدى ه ــؤالء املجرمي ــن‪،‬‬ ‫لك ــن رغ ــم ذل ــك‪ ،‬عن ــد مقارن ــة أع ــداد ح ــوادث‬ ‫الفت ــرة األخي ــرة م ــع الفت ـرات املاضي ــة‪ ،‬يالح ــظ‬ ‫هن ــاك انخف ــاض بفض ــل الجه ــود األمني ــة‬ ‫واالس ــتخبارية ونص ــب كامي ـرات املراقب ــة‬ ‫واملتابع ــة للقضاي ــا"‪.‬‬ ‫ويوض ــح البن ــداوي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "هن ــاك‬ ‫عالق ــة طردي ــة بي ــن ق ــوة تنفي ــذ القان ــون‬ ‫والجرائ ــم‪ ،‬فكلم ــا يضع ــف تطبي ــق القان ــون‬ ‫ترتف ــع وتي ــرة الح ــوادث الجنائي ــة‪ ،‬لذل ــك عل ــى‬ ‫األجهــزة األمنيــة زيــادة جهودهــا فــي حفــظ األمــن‪،‬‬ ‫والقي ــام بعملي ــات اس ــتباقية للذي ــن عليه ــم‬ ‫س ــوابق وأوام ــر إلق ــاء القب ــض للح ــد م ــن ه ــذه‬ ‫الح ــوادث‪ ،‬وكذل ــك توس ــيع ن ــداء االس ــتجابة‬ ‫الس ــريعة ف ــي عم ــوم املحافظ ــات وزي ــادة تع ــاون‬ ‫املواطني ــن معه ــم ف ــي اإلب ــاغ ع ــن الح ــوادث‬ ‫األمني ــة والجنائي ــة والس ــرقات واالعت ــداءات‬ ‫وغيره ــا"‪.‬‬ ‫ويتفــق الخبيــر فــي الشــؤون األمنيــة‪ ،‬مخلــد حــازم‬ ‫ال ــدرب‪ ،‬م ــع م ــا طرح ــه البن ــداوي ب ــأن "هن ــاك‬ ‫انخفاضـ ًـا فــي نســب الجريمــة الجنائيــة بحســب‬ ‫إحصائي ــات عام ــي ‪ 2024‬وبداي ــة ‪ 2025‬قياس ـ ًـا‬ ‫بالس ــنوات الس ــابقة‪ ،‬وه ــذا يع ــود إل ــى تفعي ــل‬ ‫جه ــات إنف ــاذ القان ــون متابعاته ــا ومصادره ــا‬ ‫واألجه ــزة اإللكتروني ــة الت ــي يت ــم م ــن خالله ــا‬ ‫متابع ــة الجان ــي وتعق ــب خي ــوط الجريم ــة‪ ،‬إل ــى‬ ‫جان ــب انتش ــار حم ــات التوعي ــة املجتمعي ــة‬ ‫للح ــد م ــن انتش ــار الجرائ ــم"‪.‬‬ ‫أسباب انتشار الجرائم‬ ‫ويوض ــح ال ــدرب ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "الجريم ــة‬ ‫هــي انعــكاس للحالــة االجتماعيــة‪ ،‬وهــي موجــودة‬ ‫ف ــي كل دول العال ــم‪ ،‬وتنش ــط ع ــادة عن ــد‬

‫‪80‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪81 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫بينها زواج األقارب‪ ..‬ارتفاع معدل الجريمة لهذه األسباب‬ ‫حص ــول ضع ــف ف ــي جه ــات إنف ــاذ القان ــون‪،‬‬ ‫ومــن أســباب انتشــارها الفقــر والعــوز والطابــع‬ ‫القبل ــي وقل ــة الوع ــي واإلرش ــاد‬ ‫العش ــائري ِ‬ ‫ّ‬ ‫والثقاف ــة املجتمعي ــة والديني ــة‪ ،‬وأن م ــا م ــر ب ــه‬ ‫املجتمــع العراقــي مــن حــروب وإرهــاب علــى مــدى‬ ‫العقدي ــن املاضيي ــن وأكث ــر‪ ،‬أث ــرت عل ــى البني ــة‬ ‫املجتمعي ــة العراقي ــة"‪.‬‬ ‫ويضيــف‪" ،‬كمــا أن أصحــاب الجريمــة املنظمــة‬ ‫اســتغلوا تلــك الظــروف ونشــروا املخــدرات التــي‬ ‫م ــن خالله ــا ت ــم اس ــتغالل الكثي ــر م ــن الح ــاالت‬ ‫ليكون ــوا مجرمي ــن بس ــبب تعاطيه ــم للمخ ــدرات‬ ‫الت ــي أصبح ــت ف ــي وق ــت م ــن األوق ــات منتش ــرة‬ ‫بش ــكل كبي ــر واخترق ــت البني ــة املجتمعي ــة‬ ‫العراقي ــة"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن "إحصائي ــات الجرائ ــم آخ ــذة ف ــي‬ ‫التراج ــع‪ ،‬لك ــن تبق ــى الجرائ ــم حاض ــرة بس ــبب‬ ‫الظ ــروف الت ــي م ـ ّـرت عل ــى املجتم ــع‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫النش ــاط العاب ــر للح ــدود م ــن جرائ ــم االتج ــار‬ ‫بالبش ــر واملخ ــدرات‪ ،‬فض ـ ًـا الجرائ ــم الجنائي ــة‬ ‫الت ــي تح ــدث أحيان ـ ًـا بس ــبب الث ــأر العش ــائري‬ ‫وغس ــل الع ــار وغيره ــا م ــن الح ــاالت‪ ،‬م ــا يؤك ــد‬ ‫أهميــة التوعيــة املجتمعيــة ودعــم جهــات إنفــاذ‬ ‫قان ــون أكث ــر‪ ،‬للح ــد م ــن مث ــل هك ــذا ح ــاالت"‪.‬‬ ‫وكان وزي ــر الداخلي ــة‪ ،‬عب ــد األمي ــر الش ــمري‪،‬‬ ‫أعل ــن ف ــي ‪ 30‬كان ــون الثاني‪/‬يناي ــر ‪،2025‬‬ ‫انخف ــاض مع ــدالت الجريم ــة املنظم ــة بنس ــبة‬ ‫‪ 43‬باملئ ـة‪ ‎‬فــي الع ـراق نتيجــة اإلج ـراءات األمنيــة‬ ‫املش ــددة‪.‬‬ ‫وأكــد الشــمري فــي مؤتمــر صحفــي‪ ،‬أن "الــوزارة‬ ‫ال تخض ــع ألي ضغ ــوط ف ــي مالحق ــة الخارجي ــن‬ ‫ع ــن القان ــون‪ ،‬وهن ــاك تبلي ــغ بتنفي ــذ ف ــوري‬ ‫ألي مذكــرة‪ ،‬وأن جميــع اإلج ـراءات ُتنفــذ وفــق‬ ‫األطــر القانونيــة لضمــان فــرض ســلطة الدولــة‬ ‫وحماي ــة أم ــن املواطني ــن"‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أن "الح ــرب الت ــي تش ــنها الق ــوات‬ ‫األمني ــة ض ــد تج ــارة وتعاط ــي املخ ــدرات أثم ــرت‬ ‫ع ــن انخف ــاض مع ــدالت الع ــرض وارتف ــاع‬ ‫أس ــعارها وكذل ــك انخف ــاض الطل ــب"‪.‬‬ ‫ُيذكــر أن املركــز االســتراتيجي لحقــوق اإلنســان‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬أعل ــن ف ــي ‪ 29‬كان ــون الثاني‪/‬يناي ــر‬ ‫‪ ،2025‬أن العـراق شــهد انخفاضـ ًـا فــي معــدالت‬

‫"إحصائيات الجرائم آخذة في‬ ‫التراجع‪ ،‬لكن تبقى الجرائم‬ ‫حاضرة بسبب الظروف التي مرّت‬ ‫على المجتمع‪ ،‬وكذلك النشاط‬ ‫العابر للحدود من جرائم االتجار‬ ‫بالبشر والمخدرات"‪..‬‬

‫الجريم ــة بنس ــبة ‪ 15%‬ف ــي ع ــام ‪ 2024‬مقارن ــة‬ ‫بع ــام ‪.2023‬‬ ‫واس ــتند املرك ــز ف ــي تقري ــر ل ــه عل ــى مؤش ـرات‬ ‫انخف ــاض الجرائ ــم الت ــي أصدرته ــا وزارة‬ ‫الداخلي ــة‪ ،‬وكان ــت تش ــير إل ــى انخف ــاض بنس ــبة‬ ‫‪ 20%‬ف ــي جرائ ــم العن ــف بم ــا ف ــي ذل ــك القت ــل‬ ‫واالعت ــداءات الخطي ــرة‪ ،‬وكذل ــك انخف ــاض‬ ‫بنس ــبة ‪ 12%‬ف ــي جرائ ــم الس ــرقة س ــواء كان ــت‬ ‫س ــرقة من ــازل أم س ــرقة س ــيارات‪ ،‬وانخف ــاض‬ ‫بنس ــبة ‪ 18%‬ف ــي جرائ ــم االتج ــار باملخ ــدرات‪.‬‬ ‫ويحتــل العـراق املرتبــة الثامنــة عربيـ ًـا والثمانيــن‬

‫عاملي ـ ًـا م ــن أص ــل ‪ 146‬دول ــة بمؤش ــر الجريم ــة‬ ‫لع ــام ‪ ،2024‬وفق ـ ًـا ملوق ــع "نامبي ــو" ال ــذي‬ ‫يعن ــى بتقدي ــم بيان ــات ح ــول أس ــعار املس ــتهلك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ومعــدالت الجريمــة‪ ،‬وجــودة الرعايــة الصحيــة‪.‬‬ ‫العامل النف�سي‬ ‫وع ــن العام ــل النف�س ــي ف ــي اللج ــوء إل ــى العن ــف‬ ‫والجرائ ــم‪ ،‬تق ــول أخصائي ــة الط ــب النف�س ــي‪،‬‬ ‫الدكت ــورة بت ــول عي�س ــى‪ ،‬إن "اإلنس ــان لدي ــه‬ ‫ُ‬ ‫فع ــل ه ــذه الغرائ ــز‬ ‫غرائ ــز الخي ــر والش ــر‪ ،‬وم ــا ي ّ‬ ‫الظ ــروف املحيط ــة والعوام ــل الوراثي ــة‬ ‫والجين ــات الت ــي يكتس ــبها اإلنس ــان م ــن العائل ــة‬

‫والبيئ ــة‪ ،‬فالعن ــف ه ــو غري ــزة مكبوت ــة داخ ــل‬ ‫كل إنس ــان وم ــا يخرجه ــا إل ــى الواق ــع ه ــو امل ــرور‬ ‫بمراح ــل تمه ــد ل ــه"‪.‬‬ ‫وتوض ــح عي�س ــى ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "العام ــل‬ ‫النف�س ــي ل ــه ممه ــدات لحدوث ــه‪ ،‬تب ــدأ عل ــى‬ ‫مس ــتوى العائل ــة والعام ــل الوراث ــي‪ ،‬حي ــث إن‬ ‫زواج األقــارب يســبب نقــل الصفــات واألمـراض‬ ‫الوراثي ــة املكبوت ــة ف ــي الجين ــات إل ــى األبن ــاء‪،‬‬ ‫لذلــك يســبب زواج األقــارب األمـراض النفســية‬ ‫والت ــي يمك ــن أن تنت ــج عنه ــا تصرف ــات خاطئ ــة‬ ‫وغي ــر مقبول ــة اجتماعي ـ ًـا وقانوني ـ ًـا"‪.‬‬

‫وم ــن األس ــباب أيض ـ ًـا‪ ،‬تضي ــف عي�س ــى‪ ،‬أن‬ ‫"التف ــكك األس ــري ال ــذي تم ــر ب ــه الكثي ــر م ــن‬ ‫العوائ ــل والط ــاق العاطف ــي بي ــن األزواج‬ ‫والعالق ــة الب ــاردة بينهم ــا‪ ،‬والتعني ــف داخ ــل‬ ‫الكبــر‪ ،‬فحينمــا يــرى‬ ‫األســرة يولــد العنــف عنــد ِ‬ ‫الطف ــل وال ــده يعن ــف والدت ــه فه ــذا الطف ــل‬ ‫عندم ــا يكب ــر س ــوف يعن ــف أخوات ــه وزوجت ــه‬ ‫وأبنائ ــه‪ ،‬وم ــا يس ــجل ف ــي الدوائ ــر املختص ــة‬ ‫ُ‬ ‫م ــن ح ــاالت تعني ــف ُأس ــري ه ــي أق ــل بكثي ــر م ــن‬ ‫الواق ــع‪ ،‬حي ــث إن أغلبه ــا ال يخ ــرج إل ــى العل ــن‪،‬‬ ‫فكم ــا يق ــال لـ(البي ــوت أس ـرار)‪ ،‬وكل ه ــذه‬

‫"زواج األقارب يسبب نقل الصفات‬ ‫واألمراض الوراثية المكبوتة في‬ ‫الجينات إلى األبناء‪ ،‬واألمراض‬ ‫النفسية التي يمكن أن تنتج عنها‬ ‫تصرفات خاطئة وغير مقبولة‬ ‫اجتماعياً وقانونياً" ‪..‬‬

‫ـانا يعان ــي م ــن الكب ــت"‪.‬‬ ‫تراكم ــات تول ــد إنس ـ ً‬ ‫وت ــرى أن "الوض ــع املتذب ــذب االقتص ــادي‬ ‫والسيا�س ــي واالجتماع ــي ف ــي الب ــاد جميعه ــا‬ ‫تنعكــس علــى األســرة‪ ،‬وكذلــك األخبــار واألفــام‬ ‫والتواص ــل االجتماع ــي الت ــي ُتع ــرض مش ــاهد‬ ‫الجرائــم ُتعــزز فــي الذهــن العنــف‪ ،‬لذلــك نســمع‬ ‫أحيانـ ًـا بــزوج يقتــل زوجتــه أو بالعكــس‪ ،‬أو زوج‬ ‫أو زوجــة يقتلــون أطفالهــم أو العكــس‪ ،‬وكذلــك‬ ‫االنتح ــار‪ ،‬ف ــكل ه ــذه ج ــاءت نتيج ــة تراكم ــات‬ ‫وكب ــت وليس ــت ولي ــدة اللحظ ــة"‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪83 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الجيم يجتاح بغداد‪..‬‬

‫ثورة نسائية على طريق الرشاقة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫شائعا‪ ،‬خاصة بالنسبة للنساء‪ ،‬لكن مشهد‬ ‫لم يكن ارتياد الصاالت الرياضية في العاصمة العر اقية بغداد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫جديدا للعناية بالصحة والرشاقة‬ ‫عنوانا‬ ‫ليصبح‬ ‫البغداديين‪،‬‬ ‫سريعا في يوميات‬ ‫"الجيم‪ "GYM -‬أخذ يفرض نفسه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في مجتمع اعتاد لعقود أن ُتترك فيه ممارسة الرياضة للرجال في الغالب‪.‬‬

‫وبات ــت الن ــوادي املنتش ــرة ف ــي أحي ــاء العاصم ــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـاال ونس ـ ًـاء عل ــى‬ ‫ـاذا ملحب ــي اللياق ــة البدني ــة‪ ،‬رج ـ ً‬ ‫مـ ً‬ ‫ح ــد س ــواء‪ ،‬رغ ــم أن كثي ـ ًرا م ــن الص ــاالت النس ــوية‬ ‫م ــا ت ـزال تفتق ــد ملعايي ــر التهوي ــة واألجه ــزة الحديث ــة‬ ‫ومعاييــر الســامة‪ ،‬خصوصـ ًـا فــي املناطــق الشــعبية‪،‬‬ ‫كم ــا عان ــى ع ــدد لي ــس بالقلي ــل م ــن املتدرب ــات م ــن‬ ‫إصاب ــات متفاوت ــة بس ــبب أعط ــاب ف ــي األجه ــزة أو‬

‫نق ــص الخب ــرة ل ــدى بع ــض املدرب ــات‪.‬‬ ‫تق ــول آالء فال ــح (‪ 26‬عام ـ ًـا) ّإنه ــا التحق ــت بقاع ــة‬ ‫رياضيــة "ملعالجــة االنفصــال العضلــي" الــذي عانــت‬ ‫من ــه بع ــد ال ــوالدة‪ ،‬لك ـ ّـن األجه ــزة "القديم ــة وغي ــر‬ ‫املرن ــة" تس ــببت ف ــي إصابته ــا بكتفه ــا‪.‬‬ ‫وتضي ــف "م ــا زل ــت أعان ــي م ــن ه ــذه اإلصاب ــة بع ــد‬ ‫م ــرور عامي ــن عليه ــا"‪.‬‬ ‫وتوافقهــا فــي ال ـرأي ريــام ســعيد (‪ 20‬عامـ ًـا) إذ تؤكــد‬ ‫أن "كث ــرة الص ــاالت الت ــي تض ــم جه ــازي ج ــري فق ــط‬ ‫ّ‬ ‫ـزء واح ــد م ــن الجس ــم‪ ،‬ال‬ ‫أو أجه ــزة مخصص ــة لج ـ‬ ‫ٍ‬ ‫تتيــح تحقيــق األهــداف املرجـ ّـوة فــي إنقــاص الــوزن"‪.‬‬ ‫وبحس ــب االتح ــاد الع ــام لبن ــاء األجس ــام العراق ــي‪،‬‬ ‫فــإن لجانـ ًـا نســوية تتابــع أوضــاع القاعــات الخاصــة‬ ‫ّ‬ ‫بالنس ــاء‪ ،‬وتمن ــح ش ــهادات تدريبي ــة للمدرب ــات عب ــر‬ ‫ال ــدورات الرس ــمية‪.‬‬ ‫ويش ــير رئي ــس االتح ــاد‪ ،‬فائ ــز عب ــد الحس ــين‪،‬‬ ‫ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى ّأنــه فــي حــال رصــد ّأي مخالفــة‪،‬‬ ‫يخاط ــب االتح ــاد الجه ــات املختص ــة ويمكن ــه‬ ‫اللج ــوء إل ــى القض ــاء إلغ ــاق الص ــاالت الت ــي تنته ــك‬ ‫الش ــروط األساس ــية لس ــامة املتدرب ــات‪.‬‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬ي ــرى امل ــدرب الدول ــي ف ــؤاد الش ــاوي‬ ‫أن "القاع ــات النس ــوية ف ــي أغلبه ــا أهلي ــة وت َّ‬ ‫جه ــز‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫بمعــدات بســيطة غالبـ ًـا مــا تكــون صينيــة أو عراقيــة‬ ‫الصن ــع‪ ،‬م ــا يرف ــع م ــن احتمالي ــة ح ــدوث مش ــاكل‬ ‫فني ــة"‪.‬‬ ‫كمــا يلفــت إلــى أن "قلــة الخبــرة لــدى بعــض املدربــات‬ ‫ّ‬ ‫تزي ــد م ــن املخاط ــر"‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن "لعب ــة كم ــال‬ ‫ّ‬ ‫األجس ــام النس ــائية ف ــي الع ـراق م ــا ت ـزال مح ــدودة‬ ‫الترش ــيق والع ــاج"‪.‬‬ ‫ـدا‪ ،‬وتقتص ــر غالب ـ ًـا عل ــى ّ‬ ‫جـ ً‬ ‫وتؤكــد بعــض املتدربــات‪ ،‬مثــل ُرســل علــي (‪ 20‬عامـ ًـا)‬

‫أن "بع ــض املدرب ــات يفتق ــرن للكف ــاءة ويعتم ــدن‬ ‫ّ‬ ‫أحيان ـ ًـا عل ــى وصف ــات دوائي ــة وحب ــوب وش ـراب ق ــد‬ ‫ّ‬ ‫املتدرب ــات"‪.‬‬ ‫تض ــر بصح ــة‬ ‫لكــن الصــورة ال تخلــو مــن نمــاذج مضيئــة‪ ،‬فهنــاك‬ ‫ص ــاالت حديث ــة تتي ــح برام ــج احترافي ــة تح ــت‬ ‫إش ـراف مدرب ــات يمتلك ــن خب ــرة متراكم ــة‪.‬‬ ‫وتق ــول املدرب ــة تم ــارا عم ــاد (‪ 28‬عام ـ ًـا) الت ــي نال ــت‬ ‫شــهاداتها التدريبيــة مــن لبنــان وســوريا وكنــدا‪ّ ،‬إنهــا‬ ‫ّ‬ ‫املتدربــات داخــل القاعــة وخارجهــا‪ ،‬لتطبيــق‬ ‫"تتابــع‬ ‫نظ ــام غذائ ــي ص ــارم يضم ــن نتائ ــج واضح ــة ف ــي‬ ‫الرش ــاقة وإنق ــاص ال ــوزن"‪.‬‬ ‫غيــر أن التكاليــف املرتفعــة لشـراء معـ ّـدات حديثــة‬ ‫ّ‬ ‫وتجهيــز املــكان بمســاحات واســعة ال تقــل عــن ‪400‬‬ ‫ّ‬ ‫متــر‪ُ ،‬ترهــق بعــض املســتثمرين‪ ،‬خاصــة فــي املناطــق‬ ‫الشــعبية‪.‬‬ ‫ووف ــق معنيي ــن تت ـراوح كلف ــة افتت ــاح قاع ــة رياضي ــة‬ ‫متواضع ــة بي ــن ‪ 50‬إل ــى ‪ 80‬أل ــف دوالر‪.‬‬ ‫وتــروي الكابتــن يمنــى علــي (‪ 40‬عامـ ًـا) ّأنهــا "أغلقــت‬ ‫قاعــة نســوية فــي حــي الجهــاد بعــد أقــل مــن عــام علــى‬ ‫ّ‬ ‫افتتاحه ــا"‪ ،‬مب ـ ّـررة ذل ــك بارتف ــاع التكلف ــة املالي ــة‬ ‫وصعوب ــة تعويضه ــا باش ــتراكات زهي ــدة ال تتع ـ ّـدى‬ ‫‪ 35‬أل ــف دين ــار عراق ــي ف ــي الش ــهر‪.‬‬ ‫وتظ ــل مس ــألة "الجي ــم" النس ــوي ف ــي بغ ــداد‪ ،‬رغ ــم‬ ‫ّ‬ ‫التحدي ــات‪ ،‬ظاه ــرة آخ ــذة بالنم ــو واالنتش ــار‪ ،‬م ــع‬ ‫ّ‬ ‫الكف ــة ف ــي مضم ــار الصح ــة‬ ‫س ــعي النس ــاء ملعادل ــة ّ‬ ‫واللياق ــة‪ ،‬ليصب ــح مش ــهد الحقائ ــب الرياضي ــة‬ ‫وقواري ــر املي ــاه وإرش ــادات املدرب ــات مألوف ـ ًـا ف ــي‬ ‫ش ــوارع العاصم ــة‪ ،‬بوع ـ ٍـد جدي ــد يعك ــس تح ـ ّـو ًال‬ ‫ف ــي نظ ــرة املجتم ــع للم ـرأة وحرصه ــا عل ــى بن ــاء‬ ‫جس ـ ٍـد أكثرصحةوقوة‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬ ‫‪SOCIETY‬‬

‫بين مؤيد ورافض‪..‬‬ ‫مقصلة المحتوى الهابط تطارد‬ ‫مشاهير التواصل االجتماعي‬ ‫واعتقل ــت ق ــوة م ــن جه ــاز األم ــن الوطن ــي ‪ 9‬م ــن‬ ‫صانع ــي املحت ــوى الهاب ــط ف ــي مدين ــة املوص ــل‪،‬‬ ‫بينه ــم أصح ــاب مطاع ــم معروف ــة‪ ،‬ضم ــن‬ ‫إج ـراءات ته ــدف للح ــد م ــن الظواه ــر املس ــيئة‬ ‫لل ــذوق الع ــام ف ــي املدين ــة‪.‬‬ ‫وق ــال مص ــدر أمن ــي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "ق ــوة‬ ‫م ــن جه ــاز األم ــن الوطن ــي اعتقل ــت‪ ،‬مجموع ــة‬ ‫مــن األشــخاص املتهميــن بإنتــاج محتــوى هابــط‬ ‫عل ــى مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬ف ــي مناط ــق‬ ‫متفرق ــة م ــن مدين ــة املوص ــل"‪.‬‬ ‫وأض ــاف املص ــدر‪ ،‬أن "م ــن بي ــن املعتقلي ــن‬ ‫أش ــخاص معروف ــون عل ــى (السوش ــال ميدي ــا)‪،‬‬ ‫أبرزه ــم (أب ــو جن ــة)‪ ،‬وه ــو صاح ــب مطع ــم‬ ‫لألســماك‪ ،‬وكذلــك شــخص يعــرف باســم (مينــه‬ ‫ُ‬ ‫مين ــه)‪ ،‬وصاح ــب مطع ــم آخ ــر لألس ــماك‪ ،‬إل ــى‬ ‫جان ــب صانع ــي محت ــوى مث ــل (عل ــي الخال ــدي)‬ ‫و(حم ــزة حبات ــي) وآخري ــن"‪.‬‬ ‫وبي ــن أن "الحمل ــة تأت ــي ف ــي إط ــار توجيه ــات‬ ‫أمنيــة للحــد مــن انتشــار املحتــوى الــذي ي�ســيء‬ ‫ُ‬ ‫لل ــذوق الع ــام‪ُ ،‬ويش ـ ّـوه ص ــورة مدين ــة املوص ــل‬ ‫ومجتمعه ــا‪ ،‬مؤك ـ ًـدا أن التحقيق ــات م ــا ت ـزال‬ ‫جاريــة مــع املوقوفيــن تمهيـ ًـدا التخــاذ اإلجـراءات‬ ‫القانوني ــة بحقه ــم‪.‬‬ ‫مشاهير التواصل‬ ‫فــي الســياق‪ ،‬كشــف مصــدر أمنــي آخــر للوكالــة‪،‬‬ ‫ع ــن وج ــود حمل ــة جدي ــدة تس ــتهدف مش ــاهير‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي ف ــي املدين ــة بع ــد ورود‬ ‫ش ــكاوى ع ــدة م ــن مواطني ــن تفي ــد بمخالفته ــم‬ ‫ال ــذوق الع ــام ونش ــر املحت ــوى الهاب ــط‪.‬‬ ‫وأفــاد املصــدر‪ ،‬بــأن الحملــة تســتهدف مخالفــي‬ ‫قواع ــد النش ــر ف ــي مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪85 2025‬‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫انقسمت آراء الشارع املوصلي بشأن حملة االعتقاالت التي طالت عددا من‬ ‫مشاهيروسائل التواصل االجتماعي (فيسبوك‪ ،‬تك توك) في املدينة بدعوى‬ ‫املحتوى الهابط‪ ،‬العملية التي أطلقتها وزارة الداخلية العر اقية‪ ،‬لم تقتصر‬ ‫على محافظة معينة‪ ،‬و إنما طالت يدها جميع هذه الشخصيات بمخلتف مدن‬ ‫البالد‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪87 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫مقصلة المحتوى الهابط تطارد مشاهير التواصل االجتماعي‬

‫وتش ــمل ع ــددا م ــن األس ــماء س ــيتم إلق ــاء‬ ‫القب ــض عليه ــم الحق ــا"‪ ،‬مبين ـ ًـا أن الحمل ــة‬ ‫األمني ــة ش ــملت أيض ــا عملي ــات متابع ــة‬ ‫وتفتي ــش للكافتري ــات واملقاه ــي ملكافح ــة بع ــض‬ ‫الظواه ــر الس ــلبية الت ــي انتش ــرت فيه ــا مؤخ ـرا‬ ‫والت ــي تتناق ــض م ــع ع ــادات وتقالي ــد املجتم ــع‬ ‫املوصل ــي‪ ،‬فض ــا ع ــن متابع ــة من ــع دخ ــول‬ ‫األح ــداث وصغ ــار الس ــن لتل ــك املقاه ــي‪.‬‬ ‫واختلف ــت املواق ــف وردود الفع ــل عل ــى خلفي ــة‬ ‫اعتق ــال بع ــض األش ــخاص املعروفي ــن ف ــي‬ ‫مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬فالبع ــض‬ ‫ي ــرى فيه ــا خط ــوة إيجابي ــة ملكافح ــة املحت ــوى‬ ‫الهاب ــط بينم ــا طال ــب البع ــض بأكث ــر م ــن ذل ــك‬ ‫عب ــر مالحق ــة جمي ــع املس ــيئين لس ــمعة املدين ــة‬ ‫والش ــخصية املوصلي ــة‪ ،‬بينم ــا يراه ــا آخ ــرون‬ ‫تج ــاوزا عل ــى الحري ــات خاص ــة وأن األش ــخاص‬ ‫املعتقلي ــن بحس ــب رأيه ــم ل ــم يص ــدر عنه ــم أي‬ ‫إســاءة أو تجــاوز علــى العراقييــن أو مؤسســات‬ ‫الدول ــة والرم ــوز الديني ــة فيه ــا‪.‬‬ ‫وي ــرى أم ــام وخطي ــب جام ــع النب ــي يون ــس ف ــي‬ ‫املوص ــل الش ــيخ محم ــد الش ــماع أن الحمل ــة‬ ‫ضــد صنــاع املحتــوى الهابــط فــي املوصــل تمثــل‬ ‫خط ــوة موفق ــة ملواجه ــة أصح ــاب املحت ــوى‬ ‫الهاب ــط ف ــي املدين ــة‪.‬‬ ‫وق ــال الش ــماع ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"بع ــض األش ــخاص الذي ــن أصبح ــوا مش ــاهير‬ ‫ف ــي التواص ــل االجتماع ــي بات ــوا يس ــيؤون‬ ‫للموص ــل وأهله ــا وأخ ــذوا يعط ــون انطباع ــا‬ ‫خاطئــا وســلبيا عــن املدينــة ملتابعيهــم مــن املــدن‬ ‫العراقي ــة األخ ــرى"‪.‬‬ ‫وأض ــاف‪ ،‬أن "املوص ــل تش ــهد انتش ــار لألف ــكار‬ ‫التافهــة واملريضــة عبــر مواقــع التواصــل"‪ ،‬مبينا‬ ‫أن األجه ــزة األمني ــة مش ــكورة عل ــى جهوده ــا ف ــي‬ ‫تنظي ــف املدين ــة م ــن ه ــؤالء الذي ــن ينش ــرون‬ ‫األف ــكار الخاطئ ــة واملنحرف ــة‪ ،‬وأش ــار إل ــى‬ ‫ضــرورة أن تواصــل أجهــزة األمــن تلــك الحمــات‬ ‫وأن تتس ــع لتش ــمل الكافتري ــات الليلي ــة الت ــي‬ ‫تشــهد انتشــارا للســلوك واملمارســات املنحرفــة‬ ‫املخالف ــة لتقالي ــد س ــكان املوص ــل‪.‬‬ ‫"تحذير مسبق"‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬رأى الصحف ــي املوصل ــي عب ــد‬ ‫الرحم ــن الطائ ــي‪ ،‬أن اعتق ــال مش ــاهير الت ــك‬ ‫ت ــوك والفيس ــبوك ينبغ ــي أن يك ــون رس ــالة‬

‫لجميــع الــرواد والناشــطين واملشــاهير فــي مواقــع‬ ‫التواص ــل م ــن أج ــل االبتع ــاد ع ــن املحت ــوى‬ ‫الهاب ــط وتقدي ــم رس ــائل إيجابي ــة م ــن ش ــأنها‬ ‫تحقي ــق النف ــع االجتماع ــي‪.‬‬ ‫وذك ــر الطائ ــي‪ ،‬ف ــي حدي ــث للوكال ــة‪ ،‬أن‬ ‫"مكافح ــة املحت ــوى الهاب ــط ف ــي ظ ــل تراج ــع‬ ‫الس ــلوك األخالق ــي واله ـزات الت ــي يتع ــرض له ــا‬ ‫س ــلوك املجتم ــع ب ــات أم ـرا ضروري ــا وملح ــا"‪،‬‬ ‫ـدا أن العدي ــد م ــن الصفح ــات واملنص ــات‬ ‫مؤك ـ ً‬ ‫ف ــي مواق ــع التواص ــل تنش ــر األكاذي ــب وتوج ــه‬ ‫التهــم لصحفييــن وناشــطين ووجهــاء فــي املدينــة‬ ‫بغ ــرض التس ــقيط أو االس ــتهداف االجتماع ــي‬ ‫والسيا�س ــي‪.‬‬ ‫ودع ــا الجه ــات األمني ــة إل ــى التعام ــل م ــع تل ــك‬ ‫املنص ــات والصفح ــات بح ــزم وف ــرض القان ــون‬

‫مصــدر أمــني ‪:‬‬ ‫« الحملة األمنية شملت‬ ‫أيضا عمليات متابعة‬ ‫وتفتيش للكافتريات‬ ‫والمقاهي لمكافحة‬ ‫بعض الظواهر السلبية‬ ‫التي انتشرت فيها مؤخرا‬ ‫والتي تتناقض مع عادات‬ ‫وتقاليد المجتمع »‪.‬‬

‫ناشط موصلي‪:‬‬ ‫"ما حصل من اعتقاالت‬ ‫وتحريض ضد مشاهير‬ ‫التواصل االجتماعي جزء‬ ‫من أسلوب القمع وكبت‬ ‫الحريات وتكميم األفواه"‬

‫عليهــا ومالحقــة مــن يديرهــا ويمولهــا ويدعمهــا‪،‬‬ ‫مش ــي ًرا إل ــى أن حمل ــة االعتق ــاالت األخي ــرة كان‬ ‫يفت ــرض أن يس ــبقها تحذي ـرات م ــن الجه ــات‬ ‫األمني ــة وإيض ــاح التج ــاوزات عل ــى القان ــون ف ــي‬ ‫محتواهــم لتجنــب تكرارهــا فــي مواقــع التواصــل‪.‬‬ ‫املحتوى الهابط‬ ‫ومن ــذ عامي ــن‪ ،‬ب ــدأت وزارة الداخلي ــة حملته ــا‬ ‫ملالحق ــة صانع ــي املحت ــوى الهاب ــط والت ــي‬ ‫أس ــفرت ع ــن اعتق ــال العش ـرات وإص ــدار‬ ‫أحــكام قضائيــة بحــق الكثيريــن منهــم فــي عمــوم‬ ‫الع ــراق‪.‬‬ ‫وبينم ــا س ــجل مس ــؤولون ومراقب ــون تراجع ـ ًـا‬ ‫واضح ـ ًـا ف ــي نش ــر ه ــذا الن ــوع م ــن املحت ــوى عل ــى‬ ‫منصــات التواصــل االجتماعــي إال أنهــم طالبــوا‬ ‫بتنظيمه ــا ف ــي قان ــون واض ــح‪.‬‬ ‫ف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬لف ــت املحام ــي أحم ــد‬ ‫الس ــنجري‪ ،‬إل ــى أن مالحق ــة املتهمي ــن باملحت ــوى‬

‫الهاب ــط وغي ــر الالئ ــق ال ــذي ال ينس ــجم م ــع‬ ‫اآلداب العام ــة ال يمك ــن أن يس ــتغل ف ــي قضي ــة‬ ‫تصفي ــة الخص ــوم كون ــه يعتم ــد عل ــى أدل ــة‬ ‫واضح ــة عب ــر املنش ــورات ف ــي مواق ــع التواص ــل‬ ‫االجتما ع ــي‪.‬‬ ‫وق ــال الس ــنجري ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إن "صانع ــي املحت ــوى الهاب ــط يواجه ــون‬ ‫باملنش ــورات الت ــي يت ــم التأك ــد م ــن ع ــدم‬ ‫مخالفته ــا للقان ــون واآلداب العام ــة م ــن خ ــال‬ ‫ا ملحكم ــة " ‪.‬‬ ‫وأضــاف‪ :‬أن "إدانــة أي شــخص بنشــر املحتــوى‬ ‫الهاب ــط تتطل ــب توف ــر ش ــرطين األول وه ــو‬ ‫الرك ــن امل ــادي املرتب ــط ب ــأداء الفع ــل‪ ،‬والثان ــي‬ ‫الرك ــن املعن ــوي وه ــو القص ــد ف ــي ارت ــكاب‬ ‫الجريم ــة‪ ،‬وف ــي ح ــال ع ــدم توف ــر رك ــن منه ــا ي ــرد‬ ‫القض ــاء الدع ــوى لع ــدم اكتم ــال أركانه ــا"‪.‬‬ ‫وأوض ــح الس ــنجري أن امل ــادة القانوني ــة ‪403‬‬

‫م ــن قان ــون العقوب ــات تتضم ــن حال ــة املحت ــوى‬ ‫الهابــط مــن منشــورات مســيئة لــأدب وتخالــف‬ ‫ال ــذوق واآلداب العام ــة‪ ،‬والت ــي تقص ــد تل ــك‬ ‫إفس ــاد ال ــذوق الع ــام‪.‬‬ ‫ودع ــا الس ــنجري إل ــى ض ــرورة ان تك ــون هن ــاك‬ ‫قواني ــن أكث ــر وضوح ــا ف ــي التعام ــل م ــع ظاه ــرة‬ ‫املحت ــوى الهاب ــط لوض ــع الح ــدود الواضح ــة‬ ‫له ــذه الظاه ــرة وفصله ــا ع ــن حري ــة ال ـرأي أو‬ ‫النق ــد وغيره ــا م ــن األم ــور‪.‬‬ ‫تكميم أفواه‬ ‫أم ــا الناش ــط املوصل ــي‪ ،‬أحم ــد زي ــدان‪ ،‬فأك ــد‬ ‫أن "م ــا حص ــل م ــن اعتق ــاالت وتحري ــض‬ ‫ض ــد مش ــاهير التواص ــل االجتماع ــي ج ــزء‬ ‫م ــن أس ــلوب القم ــع وكب ــت الحري ــات وتكمي ــم‬ ‫األفــواه"‪ ،‬مبينــا أن اغلــب مــن تــم مالحقتهــم لــم‬ ‫يص ــدر عنه ــم م ــا يه ــدد أم ــن وس ــامة واس ــتقرار‬ ‫الب ــاد أو املجتم ــع‪.‬‬

‫وقــال زيــدان فــي حديــث لوكالــة "مجلــة «فيلــي»"‪:‬‬ ‫إن "بع ــض املنص ــات والناش ــطين واملدوني ــن‬ ‫املدعوميــن مــن األح ـزاب املتنفــذة تنشــر الفتــن‬ ‫وتح ــرض عل ــى الطائفي ــة واالقتت ــال الطائف ــي‬ ‫والعن ــف واإلره ــاب وبعضه ــا يح ــرض عالني ــة‬ ‫ض ــد الدول ــة أو الرم ــوز السياس ــية والديني ــة‬ ‫للمكون ــات دون أن تتح ــرك الجه ــات األمني ــة‬ ‫ملالحقته ــم بتهم ــة املحت ــوى الهاب ــط"‪.‬‬ ‫وخل ــص إل ــى أن "الناش ــطين واملدوني ــن‬ ‫واملش ــاهير التابعي ــن لألح ـزاب وحت ــى بع ــض‬ ‫الن ــواب وكب ــار السياس ــيين يس ــعون لنش ــر‬ ‫الفتن ــة الطائفي ــة خاص ــة م ــع اقت ـراب موع ــد‬ ‫االنتخــاب لتحقيــق الكســب السيا�ســي وهــؤالء‬ ‫أول ــى باالعتق ــال م ــن بع ــض الش ــباب التافهي ــن‬ ‫الذي ــن يحاول ــون تحقي ــق الش ــهرة واالنتش ــار‬ ‫الواســع فــي التواصــل االجتماعــي دون املســاس‬ ‫بأم ــن واس ــتقرار الدول ــة واملجتم ــع"‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪89 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫"التيك توك"‬ ‫بين الحظر والبحث عن‬ ‫المحتوى اإليجابي‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫شهد العراق تزايدا كبيرا في أعداد‬ ‫مستعملي ومنشئي املحتوى على منصة‬ ‫تيك توك في البلد‪ ،‬وتظهرأرقام تقرير‬ ‫دولي‪ ،‬ان العراق حتى شهرمايس عام‬ ‫‪ 2024‬يحتل املركز‪ 14‬على صعيد العالم‬ ‫ألكثرالدول استعماال للتيك توك‪.‬‬

‫لق ــد أس ــهمت ع ــدة عوام ــل ف ــي ه ــذا االنتش ــار‬ ‫الواس ــع وظه ــور كثي ــر م ــن املش ــاهير العراقيي ــن‬ ‫عل ــى ه ــذه املنص ــة‪.‬‬ ‫م ــن اب ــرز تل ــك األس ــباب‪ ،‬الش ــعبية الكبي ــرة‬ ‫للتطبيق‪ ،‬اذ يعد تيك توك من أكثر تطبيقات‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي جماهيري ــة ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫وبحس ــب بع ــض األرق ــام ف ــإن مس ــتعملي‬ ‫التطبي ــق تج ــاوز ‪ 30‬ملي ــون مس ــتخدم عراق ــي‪.‬؛‬ ‫وان ه ــذه القاع ــدة الجماهيري ــة الكبي ــرة‬ ‫توف ــر بيئ ــة خصب ــة لظه ــور صن ــاع املحت ــوى‬ ‫واملش ــاهير‪.‬‬ ‫وم ــن أس ــباب انتش ــار التطبي ــق ايض ــا س ــهولة‬ ‫االســتعمال وإمكانيــة الوصــول‪ ،‬اذ يتميــز تيــك‬ ‫ت ــوك بواجه ــة مس ــتخدم س ــهلة وبس ــيطة‪،‬‬ ‫مم ــا يجعل ــه ف ــي متن ــاول ش ــتى الفئ ــات العمري ــة‬ ‫والتقني ــة‪ ،‬كم ــا أن إمكاني ــة إنش ــاء ومش ــاركة‬ ‫مقاط ــع الفيدي ــو القصي ــرة ال تتطل ــب مه ــارات‬ ‫تقني ــة متقدم ــة‪.‬‬ ‫و يوف ــر تي ــك ت ــوك آلي ــة انتش ــار واس ــعة‬ ‫للمقاط ــع‪ ،‬اذ يمك ــن أن يحق ــق الفيدي ــو‬ ‫القصي ــر انتش ــارا س ــريعا ومركب ــا ويص ــل إل ــى‬ ‫مالييــن املســتعملين فــي مــدة قصيــرة‪ ،‬ممــا يمنــح‬

‫صن ــاع املحت ــوى فرص ــة س ــريعة للش ــهرة‪.‬‬ ‫و أصب ــح تي ــك ت ــوك منص ــة لتحقي ــق الدخ ــل‬ ‫بوس ــاطة اإلعالن ــات والهداي ــا الت ــي يقدمه ــا‬ ‫املتابعــون فــي أثنــاء البــث املباشــر والتحديــات‪،‬‬ ‫مم ــا يش ــجع الكثيري ــن عل ــى إنش ــاء محت ــوى‬ ‫ج ــذاب به ــدف كس ــب امل ــال‪.‬‬ ‫ويالح ــظ املراقب ــون أن ــه ف ــي الع ـراق ق ــد يك ــون‬ ‫هنــاك نقــص فــي املحتــوى الترفيهــي أو التعليمــي‬ ‫البديــل الــذي يلبــي اهتمامــات شــريحة واســعة‬ ‫م ــن الش ــباب العراق ــي‪ ،‬مم ــا يجعله ــم يتجه ــون‬ ‫إل ــى تي ــك ت ــوك بحث ــا ع ــن الترفي ــه والتواص ــل‪.‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق بتأثي ــر مش ــاهير التي ــك ت ــوك ف ــي‬ ‫املجتم ــع العراق ــي‪ ،‬فإن ــه يأت ــي بش ــكلين؛ فم ــن‬ ‫التأثيـرات اإليجابيــة أن املنصــة يمكــن أن تكــون‬ ‫وس ــيلة للتعبي ــر ع ــن املواه ــب واإلبداع ــات‬ ‫املتنوعــة فــي مجــاالت الفــن والكوميديــا وغيرهــا‪.‬‬ ‫و يتيــح تيــك تــوك التواصــل بيــن األفـراد وتبــادل‬ ‫األف ــكار واالهتمام ــات املش ــتركة‪ ،‬و يمك ــن‬ ‫اس ــتخدام املنص ــة لنش ــر رس ــائل إيجابي ــة‬ ‫وحم ــات توعي ــة بش ــأن قضاي ــا اجتماعي ــة‬ ‫وثقافي ــة‪.‬‬ ‫وق ــد يس ــهم بع ــض املش ــاهير ف ــي التروي ــج‬

‫للمنتج ــات املحلي ــة واملش ــاريع الصغي ــرة‪ ،‬أو‬ ‫إنق ــاذ بع ــض الن ــاس املر�ض ــى واملحتاجي ــن ع ــن‬ ‫طري ــق التب ــرع‪.‬‬ ‫أم ــا التأثي ـرات الس ــلبية املحتمل ــة فتش ــمل م ــا‬ ‫يس ــمى "املحت ــوى الهاب ــط" ال ــذي أث ــار قل ــق‬ ‫الحكوم ــة وقطاع ــات واس ــعة م ــن املجتم ــع‬ ‫العراقي‪ ،‬اذ ُينظر إليه على أنه يروج لسلوكيات‬ ‫وقيــم تتعــارض مــع التقاليــد والقيــم العراقيــة‪،‬‬ ‫و قــد يــؤدي التقليــد األعمــى لبعــض االتجاهــات‬ ‫الغربيــة أو األجنبيــة عمومــا إلــى تشــويه الهويــة‬ ‫الثقافي ــة املحلي ــة‪ ،‬بحس ــب الش ــكاوى‪.‬‬ ‫و يخ�ش ــى البع ــض م ــن أن ي ــؤدي التركي ــز عل ــى‬ ‫الترفي ــه الس ــطحي واملحت ــوى غي ــر املس ــؤول إل ــى‬ ‫تأثي ــر س ــلبي عل ــى قي ــم الش ــباب وأخالقه ــم‪ ،‬و‬ ‫ق ــد يس ــهم التركي ــز عل ــى املش ــاهير الترفيهيي ــن‬ ‫ف ــي تراج ــع االهتم ــام بالش ــخصيات العلمي ــة‬ ‫والثقافي ــة املؤث ــرة ف ــي البل ــد‪ ،‬بش ــكل إيجاب ــي‪.‬‬ ‫ويمكن أن تنتشــر املعلومات املضللة واألخبار‬ ‫الكاذبــة بســرعة عبــر هــذه املنصــات‪ ،‬ممــا يؤثــر‬ ‫علــى الـرأي العــام‪.‬‬ ‫إن مح ــاوالت الحكوم ــة العراقي ــة ملن ــع بع ــض‬ ‫منصــات التيــك تــوك أو تقييدهــا تأتــي فــي ســياق‬

‫القل ــق املتزاي ــد بش ــأن تأثي ــر "املحت ــوى الهاب ــط"‬ ‫عل ــى املجتم ــع‪ ،‬بخاص ــة الش ــباب‪ ،‬وم ــع ذل ــك‪،‬‬ ‫ي ــرى البع ــض أن الح ــل ال يكم ــن ف ــي الحظ ــر‪،‬‬ ‫بــل فــي إيجــاد آليــات لتنظيــم املحتــوى وتشــجيع‬ ‫صناعــة محتــوى إيجابــي وبنــاء يخــدم املجتمــع‪.‬‬ ‫وعلــى صعيــد العالــم تتواجــد عــدة دول قامــت‬ ‫بحظــر منصــة تيــك تــوك بشــكل كلــي أو جزئــي‬ ‫ألس ــباب متنوع ــة‪ ،‬فالهن ــد‪ ،‬فرض ــت حظ ـ ًـرا‬ ‫كام ـ ًـا عل ــى تي ــك ت ــوك وعش ـرات التطبيق ــات‬ ‫الصيني ــة األخ ــرى من ــذ ع ــام ‪ 2020‬بس ــبب‬ ‫مخــاوف تتعلــق باألمــن القومــي والخصوصيــة‪،‬‬ ‫دائم ــا ف ــي كان ــون الثان ــي‬ ‫وق ــد أصب ــح الحظ ــر ً‬ ‫‪.2021‬‬ ‫وفــي أفغانســتان‪ ،‬حظــرت حركــة طالبــان تيــك‬ ‫ت ــوك ولعب ــة "بابج ــي" ف ــي ع ــام ‪ 2022‬بدع ــوى‬ ‫حماي ــة الش ــباب م ــن "التضلي ــل" واملحت ــوى‬ ‫ال ــذي يتع ــارض م ــع القواني ــن اإلس ــامية‪.‬‬ ‫و قام ــت الس ــلطات الباكس ــتانية بحظ ــر تي ــك‬ ‫مؤقتــا عــدة مـرات منــذ عــام ‪ 2020‬بســبب‬ ‫تــوك ً‬ ‫مخ ــاوف تتعل ــق باملحت ــوى "غي ــر األخالق ــي"؛ و‬ ‫حظــرت اســتعمال تيــك تــوك علــى األجهــزة التــي‬ ‫تصدره ــا الحكوم ــة الفيدرالي ــة ف ــي ع ــام ‪2023‬‬

‫بن ـ ًـاء عل ــى توصي ــة م ــن وكاالت االس ــتخبارات‬ ‫واألم ــن‪.‬‬ ‫و ق ــررت الباني ــا حظ ــر تي ــك ت ــوك مل ــدة ع ــام‬ ‫ابتــداء مــن أوائــل عــام ‪ 2025‬بعــد حادثــة قتــل‬ ‫قاص ــر‪ ،‬واته ــم رئي ــس ال ــوزراء األلبان ــي املنص ــة‬ ‫بالتحري ــض عل ــى العن ــف والتنم ــر‪.‬‬ ‫وفــي الصيــن‪ ،‬وبرغــم أن تيــك تــوك غيــر محظــور‬ ‫رســميا‪ ،‬إال أنــه غيــر متــاح هنــاك؛ الشــركة األم‬ ‫(‪ )ByteDance‬لديه ــا تطبي ــق منفص ــل للس ــوق‬ ‫الصين ــي يس ــمى ‪ ،Douyin‬يخض ــع لرقاب ــة‬ ‫صارم ــة‪.‬‬ ‫و قام ــت عدي ــد ال ــدول مث ــل الوالي ــات‬ ‫املتح ــدة‪ ،‬واململك ــة املتح ــدة‪ ،‬وكن ــدا‪ ،‬وبلجي ــكا‪،‬‬ ‫والدنم ــارك‪ ،‬وفرنس ــا‪ ،‬وتاي ــوان‪ ،‬واالتح ــاد‬ ‫األوروب ــي بحظ ــر اس ــتعمال تي ــك ت ــوك عل ــى‬ ‫األجه ــزة الحكومي ــة الرس ــمية بس ــبب مخ ــاوف‬ ‫تتعل ــق باألم ــن الس ــيبراني وحماي ــة البيان ــات‪.‬‬ ‫و ُينظ ــر إل ــى تي ــك ت ــوك عل ــى أن ــه ق ــد يش ــكل‬ ‫خط ـرا عل ــى األم ــن القوم ــي بس ــبب ملكيت ــه‬ ‫لش ــركة صيني ــة (‪ )ByteDance‬واملخ ــاوف م ــن‬ ‫إمكانيــة وصــول الحكومــة الصينيــة إلــى بيانــات‬ ‫املس ــتخدمين‪.‬‬

‫و فــي بعــض الحــاالت‪ ،‬جــرى حظــر تيــك تــوك أو‬ ‫تقييــده بســبب مخــاوف تتعلــق بنشــر محتــوى‬ ‫يع ــد غي ــر أخالق ــي‪ ،‬أو ً‬ ‫محرض ــا عل ــى‬ ‫إباحي ــا‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫العنــف والتنمــر‪ ،‬أو مضلـ ًـا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و ف ــي حال ــة أفغانس ــتان وألباني ــا‪ ،‬ينظ ــر إل ــى‬ ‫بع ــض املحت ــوى عل ــى تي ــك ت ــوك عل ــى أن ــه ق ــد‬ ‫يك ــون ل ــه تأثي ــر س ــلبي عل ــى الش ــباب وقيمه ــم‪.‬‬ ‫م ــن امله ــم مالحظ ــة أن بع ــض عملي ــات الحظ ــر‬ ‫كان ــت مؤقت ــة‪ ،‬وأن النق ــاش بش ــأن مس ــتقبل‬ ‫تي ــك ت ــوك وحظ ــره م ــا ي ـزال ً‬ ‫جاري ــا ف ــي بع ــض‬ ‫ال ــدول‪.‬‬ ‫وفق ــا لإلحصائي ــات‪ ،‬ف ــإن ع ــدد مس ــتعملي‬ ‫ً‬ ‫تي ــك ت ــوك يتزاي ــد باس ــتمرار‪ ،‬اذ ج ــرى تحمي ــل‬ ‫التطبي ــق أكث ــر م ــن ‪ 4.1‬ملي ــار م ــرة حت ــى كان ــون‬ ‫الثان ــي ‪ .2024‬ويتوق ــع أن يس ــتمر النم ــو ف ــي‬ ‫األع ــوام املقبل ــة‪.‬‬ ‫وم ــن املثي ــر لالهتم ــام أن تي ــك ت ــوك جلب ــت‬ ‫‪ 11.6‬ملي ــار دوالر م ــن اإلي ـرادات اإلعالني ــة‬ ‫ف ــي ع ــام ‪ ،2022‬وه ــو ارتف ــاع كبي ــر م ــن ‪3.9‬‬ ‫ملي ــار دوالر ف ــي ع ــام ‪ .2020‬كم ــا بلغ ــت قيم ــة‬ ‫بيتدين ــس (املال ــك لتي ــك ت ــوك) ‪ 223.5‬ملي ــار‬ ‫دوالر ف ــي ع ــام ‪.2023‬‬

‫‪90‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫الكالش‪..‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪91 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫إرث يمشي على‬ ‫قدمين منذ ألف عام‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫“إنه بطاقة هويّة كاملة؛ مواده طبيعية‪ ،‬يمنح‬ ‫القدم حرية التهوية‪ ،‬ويمكنك ارتداء الفردة‬ ‫اليمنى في اليسرى والعكس بال أي فرق”‪.‬‬

‫بي ــن إب ـ ٍـر صامت ــة وأص ــوات س ــوق صاخب ــة‪ ،‬ينس ــج‬ ‫صانع ــو “ال ــكالش” الك ــوردي ف ــي محافظ ــة حلبج ــة‬ ‫بإقلي ــم كوردس ــتان حكاي ــة عب ــر خي ــوط ُتبق ــي عل ــى‬ ‫ذاك ــرة عمره ــا أل ــف ع ــام‪.‬‬

‫داخ ــل املم ـرات الضيق ــة لس ــوق حلبج ــة‬ ‫القدي ــم‪ ،‬حي ــث تتج ــاور مح ــال الهوات ــف‬ ‫الذكيــة مــع بســطات البهــارات‪ ،‬يبــرز ركــن يلــوذ‬ ‫بالصم ــت؛ وتف ــوح من ــه رائح ــة القم ــاش الخ ــام‬ ‫والجل ــود الطبيعي ــة‪ ،‬حي ــث يجل ــس أس ــطى‬ ‫نــوار علــى أرض منبســطة وتحيــط بــه األدوات‪،‬‬ ‫وبيــده رأس أبــرة وهــي تختــرق طبقــات النســيج‪.‬‬ ‫يقــول األســطى نــوار ‪ 60‬عامـ ًـا‪ ،‬وقــد خـ ّـط الزمــن‬ ‫تجاعيــد دقيقــة حــول عينيــه الالمعتيــن‪“ .‬حتــى‬ ‫ل ــو ملك ـ ُـت م ــال الدني ــا‪ ،‬ال أج ــد س ــكينة إال‬ ‫هنــا”‪ ،‬يقــول وهــو يسـ ّـوي خيطــا ّ‬ ‫قطنيـ ًـا أبيــض‬ ‫ً‬ ‫قب ــل أن يغ ــرزه ف ــي نع ــل ل ــم يكتم ــل بع ــد‪.‬‬ ‫يتشكل باليد‬ ‫إرث ّ‬ ‫ورث ن ــوار ه ــذه الحرف ــة ع ــن آبائ ــه وأج ــداده؛‬ ‫سلس ــلة تمت ــد‪ ،‬كم ــا يؤك ــد ف ــي حديث ــه ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إل ــى نح ــو أل ــف ع ــام عندم ــا كان‬ ‫“ال ــكالش” ح ــذاء يومي ـ ًـا ألهال ــي كوردس ــتان‪.‬‬ ‫“ال ــكالش لي ــس مج ــرد ح ــذاء”‪ ،‬يش ــرح وه ــو‬

‫يقلــب القالــب الخشــبي بيــن يديــه‪“ ،‬إنــه بطاقــة‬ ‫ّ‬ ‫هوي ــة كامل ــة؛ م ــواده طبيعي ــة‪ ،‬يمن ــح الق ــدم‬ ‫حريــة التهويــة‪ ،‬ويمكنــك ارتــداء الفــردة اليمنــى‬ ‫ف ــي اليس ــرى والعك ــس ب ــا أي ف ــرق”‪.‬‬ ‫الحيــاك علــى خطــوات شــبه احتفائيــة‪:‬‬ ‫يعتمــد ِ‬ ‫قـ ّ‬ ‫ـص القمــاش يدويـ ًـا‪ ،‬خياطــة األجـزاء القطنيــة‬ ‫املتينــة‪ ،‬ثــم تدعيــم األطـراف بخيــوط مشــدودة‬ ‫بدقــة لتعطــي الخـ ّـف خفتــه الشــهيرة‪ .‬النتيجــة‪،‬‬ ‫علــى حــد وصفــه‪ ،‬حــذاء قــد يعيــش عاميــن مــن‬ ‫االس ــتخدام اليوم ــي “دون أن يتل ــف أو يس ـ ّـبب‬ ‫رائحــة كريهــة”‪.‬‬ ‫ِشقاق الحداثة‬ ‫لك ــن الخي ــوط ليس ــت وحده ــا الت ــي تتع ــرض‬ ‫للش ــد‪ ،‬فالتط ــور الصناع ــي ج ـ ّـر مع ــه طوف ــان‬ ‫األحذي ــة الرخيص ــة والس ــريعة‪ ،‬م ــا ق ــزم‬ ‫ّ‬ ‫مس ــاحة ال ــكالش ف ــي واجه ــات املح ــال‪.‬‬ ‫“األحذي ــة الجدي ــدة ب ــا روح”‪ ،‬يق ــول أس ــطى‬ ‫ن ــوار بينم ــا يوم ــئ برأس ــه ناحي ــة ح ــذاء ريا�ض ــي‬ ‫ـدا‪:‬‬ ‫مل ـ ّـون عل ــى رف مج ــاور‪ .‬يضي ـ‬ ‫ـف متنه ـ ً‬ ‫“اإلقب ــال يتراج ــع‪ ،‬لكنن ــا ال نق ـ ِّـوم عملن ــا‬ ‫باألرب ــاح‪ .‬ه ــذه الحرف ــة رس ــالة”‪.‬‬ ‫تش ــير أرق ــام غي ــر رس ــمية م ــن غرف ــة صناع ــة‬ ‫تقل ــص‬ ‫حلبج ــة إل ــى أن ع ــدد صانع ــي ال ــكالش ّ‬ ‫مــن أكثــر مــن مئــة ورشــة فــي الثمانينيــات إلــى‬ ‫أق ــل م ــن عش ــر ورش الي ــوم‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن ذل ــك‪ ،‬ال ي ـزال‬ ‫ال ــزوار ­خصوص ـ ًـا خ ــال مواس ــم‬ ‫واملهرجان ــات‬ ‫الس ــياحة‬ ‫يقص ــدون الس ــوق القتن ــاء‬ ‫يذكره ــم بم ــا‬ ‫زوج أصي ــل ّ‬ ‫كان علي ــه األج ــداد‪.‬‬ ‫محاولة إلنقاذ الذاكرة‬ ‫ٌ‬ ‫ف ــي محاول ــة ملقاوم ــة‬

‫ينظ ــم ع ــدد م ــن الحرفيي ــن ورش‬ ‫التهمي ــش‪ّ ،‬‬ ‫تدري ــب صيفي ــة للش ــباب‪ ،‬لك ــن الحم ــاس ق ــد‬ ‫يصط ــدم بحس ــابات الرب ــح الس ــريع‪.‬‬ ‫“الش ــاب يري ــد دخ ـ ًـا ثابت ـ ًـا”‪ ،‬يق ــول ن ــوار رافع ـ ًـا‬ ‫حاجبي ــه‪“ ،‬صناع ــة زوج واح ــد‬ ‫تس ــتغرق نه ــا ًرا كام ـ ًـا‪،‬‬ ‫بينم ــا ق ــد يجن ــي‬ ‫الش ــاب أج ــر يوم ــه‬ ‫ف ــي مصن ــع ب ــا‬ ‫مهــارة”‪ .‬ورغــم ذلــك‪،‬‬ ‫يص ــر عل ــى اس ــتمرار‬ ‫ال ــدرس‪“ :‬إذا خس ــرنا‬ ‫نخس ــر‬ ‫ال ــكالش‪،‬‬ ‫ـزءا م ــن أنفس ــنا”‪.‬‬ ‫جـ ً‬ ‫ما بعد اإلبرة‬ ‫ف ــي نهاي ــة‬

‫جولتن ــا‪ ،‬يض ــع األس ــطى آخ ــر غ ــرزة ف ــي ح ــذاء‬ ‫كأن ــه‬ ‫بل ـ ّـون الع ــاج‪ ،‬يم ــرر ي ــده عل ــى الخي ــط ّ‬ ‫يرب ــت عل ــى كت ــف رفي ــق قدي ــم‪“ .‬ه ــذه القطع ــة‬ ‫ستس ــافر قريب ـ ًـا”‪ ،‬يبتس ــم بفخ ــر‪“ ،‬يق ــال إن‬ ‫لتذكــره برائحــة بيتــه‬ ‫ـخصا مــن املهجــر طلبهــا ّ‬ ‫شـ ً‬ ‫القد ي ــم”‪.‬‬ ‫ف ــي حلبج ــة‪ ،‬حي ــث نق ــش الغ ــاز الس ــام جرح ــه‬ ‫ف ــي ذاك ــرة العال ــم قب ــل عق ــود‪ ،‬يص ـ ّـر‬ ‫صانع ــو ال ــكالش عل ــى كتاب ــة رواي ــة‬ ‫أخ ــرى‪ :‬رواي ــة إب ــرة تعان ــق القم ــاش‬ ‫قطع ــه الزم ــن‪.‬‬ ‫لتعي ــد وص ــل م ــا ّ‬ ‫تتقل ــص املس ــاحات‬ ‫وبينم ــا ّ‬ ‫التراثي ــة أم ــام جراف ــة‬ ‫يذك ــر أس ــطى‬ ‫الحداث ــة‪ّ ،‬‬ ‫ـدا ق ــد‬ ‫ن ــوار ب ــأن خيط ـ ًـا واح ـ ً‬ ‫يكفــي أحيانـ ًـا لحفــظ هويــة‬ ‫ش ــعب ‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫خطر أزمة مالية يحدق بالعراق‪..‬‬ ‫وخبراء يوجهون عدة نصائح لتخفيف آثارها‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ين ــذرانخف ــاض اس ــعارالنف ــط‪ ،‬بأزم ــة اقتصادي ــة ف ــي الع ــراق ال ــذي يعتم ــد‬ ‫موازنــة ريعيــة قائمــة علــى اســتقرارأســعارالبتــرول‪ ،‬وملواجهــة ذلــك يطــرح‬ ‫خبــراء اقتصاديــون جملــة اجــراءات ملواجهــة خطــرنقــص الســيولة املاليــة‪،‬‬ ‫ومنه ــا القض ــاء عل ــى الفس ــاد‪ ،‬والس ــيطرة عل ــى واردات املناف ــذ الحدودي ــة‪،‬‬ ‫والقيــام بإعــادة تقييــم اليجــارات عقــارات الدولــة‪.‬‬ ‫أزمة تلوح باألفق‬ ‫وبهــذا الصــدد يقــول مستشــار الحكومــة مظهــر‬ ‫محم ــد صال ــح ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"املوازن ــة العام ــة االتحادي ــة املعدل ــة والت ــي ت ــم‬ ‫تشــريعها ملــدة ثــاث ســنوات بموجــب القانــون‬ ‫رق ــم ‪ 13‬لس ــنة ‪ ،2023‬ق ــد أخ ــذت باالعتب ــار‬ ‫(بش ــكل ضمن ــي) حدي ــن لالنف ــاق الس ــنوي‬ ‫الع ــام‪ ،‬وهم ــا الح ــد األعل ــى البال ــغ ‪ 200‬ترلي ــون‬ ‫دينــار‪ ،‬والحــد االدنــى بنحــو ‪ 156‬ترليــون دينــار‪،‬‬ ‫دون ضيــاع األهــداف التنمويــة واالجتماعيــة"‪.‬‬ ‫وأض ــاف‪" :‬وق ــد توس ــط الح ــدان س ــعر برمي ــل‬ ‫نف ــط افترا�ض ــي للتح ــوط وه ــو ‪ 70‬دوال ًرا‬ ‫للبرمي ــل الواح ــد م ــن النف ــط الخ ــام وطاق ــة‬ ‫تصدي ــر ‪ 3.4‬ماليي ــن برمي ــل‪ ،‬وان الص ــرف ف ــي‬

‫الح ــد االعل ــى ف ــي املوازن ــة الس ــنوية يعن ــي أن‬ ‫مع ــدالت اس ــعار النف ــط الس ــنوية تتع ــدى ‪80‬‬ ‫دوالرا للبرميــل الواحــد‪ ،‬وان العجــز االفترا�ضــي‬ ‫او التحوط ــي البال ــغ ‪ 64‬ترليون ـ ًـا ي ــكاد يك ــون ال‬ ‫يذك ــر إال قلي ــا الحتياج ــات وقتي ــة (م ــن دون‬ ‫موازن ــة تكميلي ــة)"‪.‬‬ ‫واش ــار صال ــح ال ــى ان "مع ــدالت اإلنف ــاق ف ــي‬ ‫الح ــد االدن ــى كم ــا ف ــي موازن ــة الع ــام ‪، 2024‬‬ ‫حي ــث كان ــت مع ــدالت س ــعر برمي ــل النف ــط‬ ‫املص ــدر بنح ــو ‪ 75‬دوالرا م ــا يعن ــي حص ــول‬ ‫اقتراضــات جزئيــة ال تتعــدى ‪ 20%‬مــن العجــز‬ ‫املخط ــط"‪.‬‬ ‫واعتب ــر أن "السياس ــة املالي ــة بالح ــد كان ــت‬ ‫مثالي ــة إل ــى ح ــد م ــا‪ ،‬وغط ــت الروات ــب واألج ــور‬

‫واملعاش ــات التقاعدي ــة والرعاي ــة االجتماعي ــة‬ ‫واالس ــتثمارات العام ــة الخدمي ــة وااللتزام ــات‬ ‫التش ــغيلية املهم ــة كاف ــة‪ ،‬اذ مث ــل الح ــد‬ ‫االدن ــى (سياس ــة انضب ــاط مال ــي تلقائ ــي) م ــن‬ ‫خ ــال الفح ــص والتدقي ــق عل ــى النفق ــات‬ ‫وتنفيــذ املشــاريع بدقــة عاليــة و بأولويــة كبيــرة‬ ‫ناجحــة فــي قطــاع بنــاء املــدارس واملستشــفيات‬ ‫وخدم ــات الص ــرف الصح ــي واملي ــاه باالضاف ــة‬ ‫ال ــى الكهرب ــاء الهاج ــس االول"‪.‬‬ ‫ون ــوه صال ــح ال ــى ان "الع ـراق س ــبق ان واج ــه‬ ‫أزمتي ــن أحداهم ــا مالي ــة ‪ -‬امني ــة بالح ــرب عل ــى‬ ‫اإلرهــاب وانتصــر فيهمــا وســارت الحيــاة املاليــة‬ ‫بتدبيــر عـ ٍـال بالرغــم مــن فقــدان أســعار النفــط‬ ‫قرابــة ‪ 60٪‬مــن معدالتهــا التحوطيــة فــي املوازنــة‬

‫ذلــك بيــن العاميــن ‪ ،2017 _2014‬وايضــا واجــه‬ ‫ازم ــة مماثل ــة بي ــن االع ــوام ‪ 2021_2020‬اب ــان‬ ‫االزم ــة املالي ــة‪ /‬الصحي ــة واس ــتطاع الخ ــروج‬ ‫م ــن عن ــق الزجاج ــة ف ــي حينه ــا"‪.‬‬ ‫وأك ــد املستش ــار‪ ،‬أن "الفري ــق االقتص ــادي‬ ‫للحكوم ــة ه ــو ف ــي ح ـراك يوم ــي مس ــتمر‬ ‫ف ــي مراقب ــة تأثي ــر الصدم ــات االقتصادي ــة‬ ‫الخارجيــة ســواء فــي الحــرب التجاريــة االمريكيــة‬ ‫عل ــى مجموع ــة م ــن بل ــدان العال ــم ام ف ــي اتج ــاه‬ ‫دورة األص ــول النفطي ــة نح ــو االنكم ــاش‬ ‫والهب ــوط دون ‪ 70‬دوالرا للبرمي ــل"‪.‬‬ ‫وش ــهدت أس ــعار النف ــط العاملي ــة انخفاض ــا‬ ‫قياس ــيا يع ــد األكب ــر من ــذ ذروة جائح ــة كورون ــا‬ ‫الع ــام ‪ ،2020‬إذ تأث ــرت أس ــعار النف ــط س ــلبا‬

‫بع ــد ق ـرار تحال ــف أوب ــك بل ــس زي ــادة إنت ــاج‬ ‫النف ــط بأكث ــر م ــن ‪ 400‬أل ــف برمي ــل يومي ــا‪،‬‬ ‫ليأتــي بعــد قـرار الرئيــس األمير ـكـي دونالــد ترامــب‬ ‫بزي ــادة الرس ــوم الجمركي ــة عل ــى البضائ ــع‬ ‫املس ــتوردة‪ ،‬مم ــا أس ــهم ف ــي رد فع ــل صين ــي أدى‬ ‫النخفــاض أســعار النفــط نتيجــة املخــاوف مــن‬ ‫تباط ــؤ النم ــو االقتص ــادي العالم ــي‪.‬‬ ‫إجراءات احترازية‬ ‫ب ــدوره يق ــول الخبي ــر االقتص ــادي ومدي ــر‬ ‫ـابقا محم ــود داغ ــر‬ ‫ع ــام البن ــك املرك ــزي س ـ ً‬ ‫ف ــي حدي ــث للوكال ــة‪ ،‬ان "االزم ــة املالي ــة اآلن‬ ‫موج ــودة لس ــببين انخف ــاض أس ــعار النف ــط‬ ‫وزي ــادة النفق ــات باملوازن ــة‪ ،‬لك ــن الروات ــب‬ ‫ـزءا م ــن‬ ‫ليس ــت به ــا مش ــكلة"‪ ،‬مبين ــا ان "ج ـ ً‬

‫‪93‬‬

‫املوازن ــة التش ــغيلية به ــا مش ــكلة بم ــا يتعل ــق‬ ‫بالصيانــة ومســتلزمات االنتــاج وايضــا املوازنــة‬ ‫االس ــتثمارية"‪.‬‬ ‫واوض ــح‪ ،‬ان "ه ــذا دف ــع مجل ــس ال ــوزراء ال ــى‬ ‫اق ـرار ط ــرح س ــندات بمق ــدار ‪ 5‬ترليون ــات‬ ‫لتوجي ــه املوازن ــة االس ــتثمارية و الس ــتكمال‬ ‫املش ــروعات"‪.‬‬ ‫لكــن الخبيــر االقتصــادي هــال الطعــان يذكــر‬ ‫فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "اعتمــاد الع ـراق‬ ‫عل ــى م ــورد واح ــد ه ــو النف ــط الخ ــام ف ــي تموي ــل‬ ‫املوازن ــة‪ ،‬وع ــدم تنوي ــع مص ــادر الدخ ــل م ــن‬ ‫اإلي ـرادات غي ــر النفطي ــة كالضرائ ــب والرس ــوم‬ ‫الكمركي ــة واي ـرادات أم ــوال الدول ــة األخ ــرى‪،‬‬ ‫يظه ــر تخوف ـ ًـا ل ــدى العدي ــد م ــن الجه ــات‬ ‫الحكومي ــة والش ــعبية‪ ،‬م ــن ان هن ــاك ازم ــة‬ ‫مالي ــة ق ــد تحص ــل ف ــي الع ـراق اذا م ــا اس ــتمر‬ ‫س ــعر النف ــط باالنخف ــاض ال ــى ‪ 60‬دوال ًرا‬ ‫للبرمي ــل أو أق ــل م ــن ذل ــك"‪.‬‬ ‫وأض ــاف الطع ــان‪ ،‬أن ــه "ينبغ ــي االش ــارة ال ــى‬ ‫احتياط ــي العمل ــة ف ــي الع ـراق ل ــدى البن ــك‬ ‫املرك ــزي العراق ــي‪ ،‬إذ يبل ــغ ‪ 104‬ملي ــارات دوالر‪،‬‬ ‫وم ــا يق ــارب ‪ 160‬طن ـ ًـا م ــن الذه ــب وه ــذا م ــا‬ ‫يعط ــي نوع ـ ًـا م ــن االطمئن ــان اذا حصل ــت‬ ‫االزم ــة‪ ،‬ولك ــن م ــن الض ــروري قي ــام الحكوم ــة‬ ‫العراقي ــة بضغ ــط النفق ــات غي ــر الضروري ــة‬ ‫ف ــي املوازن ــة والقض ــاء عل ــى الفس ــاد االداري‬ ‫واملالــي بشــكل حقيقــي‪ ،‬والســيطرة علــى واردات‬ ‫املناف ــذ الحدودي ــة م ــن اي ــدي الفاس ــدين‪،‬‬ ‫والقي ــام باع ــادة تقيي ــم ايج ــارات عق ــارات‬ ‫الدول ــة‪ ،‬وض ــرب مفاص ــل الفس ــاد ف ــي جمي ــع‬ ‫الدوائ ــر لغ ــرض تخفي ــف آث ــار االزم ــة"‪.‬‬ ‫ويمث ــل قط ــاع النف ــط والغ ــاز ف ــي الع ـراق نح ــو‬ ‫‪ 90%‬مــن إيـرادات الدولــة‪ ،‬التــي تعـ ّـد ثانــي أكبــر‬ ‫منتج ــي النف ــط الخ ــام داخ ــل منظم ــة البل ــدان‬ ‫املنتج ــة للنف ــط "أوب ــك"‪ ،‬م ــا يجع ــل بغ ــداد‬ ‫عرض ــة بش ــكل كبي ــر للتأث ــر بتقلب ــات أس ــعار‬ ‫النف ــط العاملي ــة‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫بين حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء‪..‬‬

‫المواطنون يراهنون على الطاقة الشمسية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫أحيانا نصف درجة الغليان‪،‬‬ ‫تدفع حرارة الصيف الالهبة‪ ،‬التي تالمس‬ ‫ً‬ ‫املواطنين في العراق إلى البحث عن بدائل للطاقة الكهربائية الوطنية‬ ‫التي ال تزوربيوتهم في الصيف إال لفترات محدودة وشحيحة‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪95‬‬

‫‪96‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫‪97‬‬

‫المواطنون يراهنون على الطاقة الشمسية‬

‫ـاس ه ــذا الع ــام‪،‬‬ ‫وم ــع التوقع ــات بصي ــف ق ـ ٍ‬ ‫ب ــدأ كثي ــر م ــن املواطني ــن مبك ـ ًرا بالبح ــث‬ ‫عــن وســائل ملواجهــة الحــر‪ ،‬بعــد أن فقــدوا‬ ‫األم ــل بالكهرب ــاء الوطني ــة وس ــئموا البق ــاء‬ ‫تح ــت رحم ــة أصح ــاب املول ــدات األهلي ــة‪.‬‬ ‫تتجــه األنظــار إلــى الطاقــة الشمســية كحــل‬ ‫بدي ــل‪ ،‬خاص ــة بع ــد التروي ــج له ــا م ــن قب ــل‬ ‫ع ــدد م ــن املس ــؤولين والش ــركات واملعنيي ــن‬ ‫بمل ــف الطاق ــة النظيف ــة‪ ،‬م ــا أث ــار اهتم ــام‬ ‫املواطني ــن كخي ــار ممك ــن لتوفي ــر الكهرب ــاء‬ ‫املس ــتقرة‪.‬‬ ‫أنواع املنظومات وتقنياتها‬ ‫ويؤك ــد محم ــد حس ــين عل ــي الض ــرب‪ ،‬خبي ــر‬ ‫الطاق ــة الشمس ــية ورئي ــس قس ــم عل ــوم‬ ‫الطاقــة املتجــددة فــي جامعــة أملانيــا‪ ،‬ملجلــة‬ ‫«فيلــي»‪ ،‬أن "الطاقــة الشمســية فــي الع ـراق‬ ‫تعتم ــد عل ــى منظوم ــات تح ــول اإلش ــعاع‬ ‫الشم�س ــي إل ــى طاق ــة كهربائي ــة باس ــتخدام‬ ‫األل ــواح الشمس ــية"‪ ،‬موضح ـ ًـا أن "هن ــاك‬ ‫أنواعـ ًـا متعــددة مــن هــذه املنظومــات‪ ،‬منهــا‬ ‫املنزلي ــة‪ ،‬الصناعي ــة‪ ،‬والزراعي ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــرح أن "كل وح ــدة م ــن ه ــذه الوح ــدات‬ ‫تعم ــل بتقني ــات مختلف ــة تعتم ــد عل ــى‬ ‫س ــاعات العم ــل والق ــدرة املجه ــزة"‪ ،‬مش ــي ًرا‬ ‫إل ــى أن "كلف ــة املنظوم ــة تنخف ــض بزي ــادة‬ ‫س ــاعات التجهي ــز م ــن الش ــبكة الوطني ــة‪،‬‬ ‫ألن البطاري ــات وه ــي العنص ــر املكل ــف‬ ‫ُتس ــتخدم بش ــكل أق ــل"‪.‬‬ ‫ويضي ــف الض ــرب‪ ،‬أن "هن ــاك بطاري ــات‬ ‫تعم ــل مس ــاء لس ــاعات مح ــدودة‪ ،‬وس ــعرها‬ ‫يعتم ــد عل ــى م ــدة التش ــغيل"‪ ،‬موضح ـ ًـا أن‬ ‫"ف ــي النه ــار‪ ،‬يت ــم تزوي ــد املن ــزل مباش ــرة م ــن‬ ‫األلــواح الشمســية‪ ،‬أمــا فــي املســاء فيحــدث‬ ‫التن ــاوب بي ــن بطاري ــة املنظوم ــة والطاق ــة‬ ‫الوطني ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "الحس ــابات املالي ــة تتأث ــر‬ ‫كثي ـ ًرا بمــدى توفــر الكهربــاء الوطنيــة‪ ،‬فــإذا‬ ‫تــم التجهيــز مــن الشــبكة الوطنيــة ســاعتين‬ ‫مقاب ــل س ــاعتين م ــن البطاري ــة‪ ،‬فس ــتزداد‬

‫تكلف ــة املنظوم ــة‪ ،‬نظ ـ ًرا العتماده ــا األكب ــر‬ ‫عل ــى البطاري ــات"‪.‬‬ ‫توسع حكومي ودعم مصرفي‬ ‫كم ــا يوض ــح الض ــرب‪ ،‬أن مل ــف الطاق ــة‬ ‫الشمســية فــي الع ـراق شــهد تطــو ًرا ملحوظـ ًـا‬ ‫خــال العاميــن األخيريــن‪ ،‬بســبب انخفــاض‬ ‫تكلف ــة املنظوم ــات مقارن ــة بالس ــابق‪ ،‬إل ــى‬ ‫جانــب مبــادرة البنــك املركــزي العراقــي لدعــم‬ ‫بي ــع ه ــذه املنظوم ــات بالتقس ــيط‪.‬‬ ‫ويلف ــت إل ــى أن "العدي ــد م ــن دوائ ــر‬ ‫الدول ــة وش ــركات القط ــاع الخ ــاص ب ــدأت‬ ‫باس ــتخدام الطاق ــة الشمس ــية"‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫"األمان ــة العام ــة ملجل ــس ال ــوزراء خصص ــت‬ ‫‪ 530‬بناي ــة حكومي ــة س ــيتم تجهيزه ــا‬ ‫بمنظوم ــات الطاق ــة الشمس ــية خ ــال ه ــذا‬ ‫الع ــام‪ ،‬وأن ع ــدد املؤسس ــات الحكومي ــة‬ ‫الت ــي تعتم ــد عل ــى الطاق ــة الشمس ــية تج ــاوز‬ ‫‪ 100‬مؤسس ــة حت ــى اآلن"‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬أعل ــن مص ــرف الرش ــيد‬ ‫مؤخ ـ ًرا ع ــن إط ــاق ق ــروض لش ـراء وح ــدات‬ ‫الطاق ــة املتج ــددة بفوائ ــد ال تتج ــاوز ‪،5%‬‬ ‫عل ــى أن تك ــون متاح ــة للموظفي ــن وغي ــر‬ ‫املوظفي ــن‪ ،‬وتت ـراوح مبال ــغ الق ــرض بي ــن ‪5‬‬ ‫و‪ 20‬ملي ــون دين ــار ُتس ــدد خ ــال خم ــس‬ ‫س ــنوات‪.‬‬ ‫عقبات تعيق االنتشار‬ ‫ورغــم هــذه املبــادرات‪ ،‬إال أن ملــف الطاقــة‬ ‫الشمس ــية م ــا زال يصط ــدم بع ــدة عقب ــات‪،‬‬ ‫يق ــول األكاديم ــي رع ــد حات ــم ش ــخير‪،‬‬ ‫املتخص ــص بتصمي ــم الخالي ــا الشمس ــية‪،‬‬ ‫ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "منظوم ــات‬ ‫الطاق ــة الشمس ــية للبي ــوت املنف ــردة تعان ــي‬ ‫م ــن ع ــدة مش ــاكل أبرزه ــا الكلف ــة العالي ــة‪،‬‬ ‫ووج ــود عي ــوب تصنيعي ــة ف ــي األل ــواح‪،‬‬ ‫والبطاري ــات‪ ،‬و االنفرت ـرات"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "العدي ــد م ــن املواطني ــن‬ ‫يفتق ــرون إل ــى معرف ــة إج ـراءات الصيان ــة‬ ‫البس ــيطة‪ ،‬كم ــا أن من ــاخ الع ـراق املغب ــر‬ ‫ـلبا عل ــى كف ــاءة األل ــواح ويتس ــبب‬ ‫يؤث ــر س ـ ً‬

‫«أعلن مصرف الرشيد‬ ‫مؤخراً عن إطالق‬ ‫قروض لشراء وحدات‬ ‫الطاقة المتجددة‬ ‫بفوائد ال تتجاوز ‪،%5‬‬ ‫على أن تكون متاحة‬ ‫للموظفين وغير‬ ‫الموظفين‪ ،‬وتتراوح‬ ‫مبالغ القرض بين‬ ‫‪ 5‬و‪ 20‬مليون دينار‬ ‫تُسدد خالل خمس‬ ‫سنوات»‪.‬‬

‫بعط ــب م ــا يع ــرف بالنق ــاط الس ــاخنة‬ ‫فيه ــا"‪ ،‬مش ــي ًرا ُ إل ــى أن "عم ــر املنظوم ــة ال‬ ‫يتعــدى أربــع ســنوات‪ ،‬فضـ ًـا عــن أن كلفتهــا‬ ‫تك ــون مضاعف ــة مقارن ــة بس ــعر األمبي ــر ف ــي‬ ‫املول ــدات األهلي ــة"‪.‬‬ ‫كمــا يــرى شــخير‪ ،‬أن "الربــط بيــن املنظومــة‬ ‫الشمس ــية واملول ــدة والكهرب ــاء الوطني ــة‬ ‫داخ ــل البي ــت يتطل ــب وج ــود كونتكت ـرات‬ ‫ـددا عل ــى أن‬ ‫ترف ــع الكلف ــة أكث ــر"‪ ،‬مش ـ ً‬ ‫"املنفع ــة الحقيقي ــة للطاق ــة الشمس ــية‬ ‫تكــون عبــر مشــاريع حكوميــة ُتــدار مــن قبــل‬ ‫متخصصي ــن‪ ،‬مث ــل حق ــل البص ــرة ال ــذي‬

‫تتبن ــاه ش ــركة توت ــال الفرنس ــية"‪.‬‬ ‫وجهات نظر املواطنين‬ ‫ن‬ ‫عــدد مــن املواطنيــن يشــاركو هــذه النظــرة‬ ‫املتش ــككة‪ ،‬حي ــث يق ــول املواط ــن موف ــق‬ ‫الع ـزاوي (‪ 39‬عام ـ ًـا)‪ ،‬إن "الدول ــة يج ــب أن‬ ‫تخف ــض الضريب ــة املفروض ــة عل ــى الطاق ــة‬ ‫الشمس ــية‪ ،‬الت ــي تص ــل إل ــى ‪ ،200%‬وإذا‬ ‫ُخفض ــت فس ــيكون بمق ــدور الكثيري ــن‬ ‫االعتم ــاد عليه ــا ف ــي بيوته ــم"‪.‬‬ ‫فيم ــا يوض ــح أك ــرم الحيان ــي (‪ 44‬عام ـ ًـا)‪ ،‬أن‬ ‫"املنظوم ــات الشمس ــية تتع ــرض للتخري ــب‬ ‫م ــن قب ــل بع ــض الصبي ــة الذي ــن يرم ــون‬

‫الحج ــارة خل ــف طيوره ــم"‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن‬ ‫"ع ــدم وج ــود مراك ــز صيان ــة ثابت ــة ف ــي كل‬ ‫منطقــة يعيــق اســتخدام األلــواح الشمســية‬ ‫ل ــدى كثي ــر م ــن املواطني ــن"‪.‬‬ ‫أمــا وســام بــدر (‪ 45‬عامـ ًـا) فيعلــق بســخرية‪،‬‬ ‫"إذا انقط ــع س ــلك املول ــدة‪ ،‬ال يأت ــي‬ ‫الكهربائ ــي إال بع ــد الت ــي واللتي ــا‪ ،‬فكي ــف‬ ‫بالطاقــة الشمســية التــي تحتــاج إلــى صيانــة‬ ‫دائم ــة م ــن قب ــل فن ــي متخص ــص؟"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "مس ــاحة البي ــوت الصغي ــرة‬ ‫خصوص ـ ًـا ف ــي بغ ــداد ال تس ــمح بتركي ــب‬ ‫األل ــواح‪ ،‬وإذا ل ــم ُتثب ــت بش ــكل جي ــد‬ ‫فإنه ــا تطي ــر م ــع العواص ــف‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن‬ ‫األض ـرار الت ــي يس ــببها الرم ــي العش ــوائي ف ــي‬ ‫املنا س ــبات"‪.‬‬ ‫ُيذك ــر أن بع ــض األل ــواح الشمس ــية الت ــي‬ ‫ُنصب ــت إلض ــاءة الش ــوارع م ــن قب ــل وزارة‬ ‫الكهربــاء تعرضــت للتلــف بفعــل العواصــف‬ ‫والري ــاح الش ــديدة ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‪.‬‬ ‫بين التجربة والنجاح املشروط‬ ‫ورغ ــم التحدي ــات‪ ،‬هن ــاك م ــن ي ــرى ف ــي‬ ‫الطاق ــة الشمس ــية خي ــا ًرا ناجح ـ ًـا إذا م ــا ت ــم‬ ‫التعام ــل معه ــا باحترافي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬يق ــول املواط ــن محم ــد‬ ‫العام ــري (‪ 53‬عام ـ ًـا)‪" :‬أنص ــح جيران ــي‬ ‫وأصدقائ ــي بتركي ــب املنظوم ــة الشمس ــية‪،‬‬ ‫فق ــد جربته ــا بنف�س ــي لس ــنوات ونجح ــت"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "الس ــر ف ــي النج ــاح ه ــو أن م ــن‬ ‫ركبهــا لــي مهندســون متخصصــون‪ ،‬فــي حيــن‬ ‫ـدا‬ ‫أن جــاري نصبهــا بنفســه وفشــلت"‪ ،‬مؤكـ ً‬ ‫أن "التنصي ــب م ــن قب ــل أه ــل الخب ــرة أم ــر‬ ‫بال ــغ األهمي ــة ف ــي ضم ــان تش ــغيل منظوم ــة‬ ‫الطاق ــة الشمس ــية بكف ــاءة وتجن ــب‬ ‫األعط ــال"‪.‬‬ ‫ويحم ــل مش ــروع "الطاق ــة الشمس ــية" ف ــي‬ ‫الع ـراق ف ــي طيات ــه إمكاني ــات كبي ــرة‪ ،‬لكن ــه‬ ‫مــا زال يصطــدم بعقبــات فنيــة ومجتمعيــة‬ ‫واقتصادي ــة تعرق ــل انتش ــاره‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫‪99‬‬

‫حنين إلى الماضي‪..‬‬

‫ذكريات الموصليين‬ ‫عالقة بسد الموصل‬ ‫وحديث عن مشروع ضخم‬

‫لك ــن املدين ــة الس ــياحية ف ــي س ــد املوص ــل‬ ‫أغلق ــت أبوابه ــا عق ــب الغ ــزو األمريك ــي ع ــام‬ ‫‪ 2003‬وم ــا راف ــق ذل ــك م ــن تده ــور أمن ــي‪،‬‬ ‫وش ــمول املنطق ــة باملناط ــق املتن ــازع عليه ــا‬ ‫بي ــن بغ ــداد وأربي ــل‪ ،‬م ــرورا بأح ــداث داع ــش‬ ‫وس ــيطرته عل ــى املوص ــل وعملي ــات التحري ــر‬ ‫والت ــي تس ــببت جميعه ــا بخ ـراب املدين ــة‬ ‫الس ــياحية‪.‬‬ ‫وقب ــل أش ــهر قليل ــة‪ ،‬ع ــادت اآلم ــال إل ــى‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ما تزال ذكريات املوصليين وعموم العر اقيين تحن‬ ‫إلى املدينة السياحية في سد املوصل‪ ،‬حيث كانت أبرز‬ ‫املنتجعات واملر افق السياحية العر اقية التي يقصدها‬ ‫العر اقيون والسيما في مواسم الربيع والخريف والصيف‬ ‫خالل ثمانينيات وتسعينيات القرن املا�ضي‪.‬‬

‫س ــكان املوص ــل بع ــد إحال ــة مش ــروع املدين ــة‬ ‫الس ــياحية ف ــي محي ــط الس ــد إل ــى االس ــتثمار‪،‬‬ ‫خط ــوة عمل ــت م ــن أجله ــا الحكوم ــة املحلي ــة‬ ‫فــي نينــوى ووزارة الثقافــة بغيــة إعــادة الحركــة‬ ‫الس ــياحية إليه ــا وإع ــادة املنطق ــة منتجع ــا‬ ‫س ــياحيا مهم ــا عل ــى صعي ــد الع ـراق‪.‬‬ ‫ذكريات ال تن�سى‬ ‫ف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬دع ــا محم ــد كري ــم (أح ــد‬ ‫أبن ــاء املوص ــل)‪ ،‬إل ــى إع ــادة افتت ــاح املدين ــة‬

‫الس ــياحية ف ــي الس ــد بأس ــرع وق ــت‪ ،‬مبين ــا‬ ‫أن نين ــوى تفتق ــر لهك ــذا منتج ــع س ــياحي‬ ‫بع ــد تعرضه ــا إل ــى التدمي ــر واإلهم ــال طيل ــة‬ ‫العقدي ــن املاضيي ــن‪.‬‬ ‫وق ــال كري ــم‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن ــه "يس ــتذكر‬ ‫م ــع األه ــل واألقرب ــاء واألصدق ــاء املواق ــف‬ ‫والذكري ــات الجميل ــة خ ــال رحالته ــم‬ ‫الس ــياحية إل ــى الس ــد في ــي العقدي ــن اآلخري ــن‬ ‫مــن القــرن املا�ضــي"‪ ،‬مبينــا أن العائــات كانــت‬

‫تتوج ــه إل ــى الس ــد لقض ــاء عطل ــة األس ــبوع‬ ‫أو أي ــام م ــن العطل ــة الصيفي ــة ف ــي املدين ــة‬ ‫الس ــياحية ف ــي ظ ــل األج ــواء والفعالي ــات‬ ‫الجميل ــة الت ــي كان ــت موج ــودة آن ــذاك‪ ،‬إل ــى‬ ‫جان ــب الرح ــات املدرس ــية والجامعي ــة‬ ‫الت ــي كان ــت تتواص ــل خ ــال موس ــمي الربي ــع‬ ‫والخري ــف م ــن كل ع ــام‪.‬‬ ‫وأشــار إلــى أهميــة عــودة هــذا املرفــق الســياحي‬ ‫امله ــم للحي ــاة‪ ،‬الفت ــا إل ــى أن ــه سيس ــاهم ف ــي‬ ‫تعزي ــز الحرك ــة االقتصادي ــة والس ــياحية ف ــي‬ ‫املوص ــل حي ــث س ــتكون ه ــذه املدين ــة مرك ـزا‬ ‫الســتقبال الســياح مــن نينــوى وعمــوم العـراق‬ ‫بــل وحتــى الســياح األجانــب مــن خــارج العـراق‪.‬‬ ‫وتق ــع املدين ــة الس ــياحية لس ــد املوص ــل عل ــى‬ ‫بحيــرة الســد التــي انشــئت فــي ثمانينيــات القــرن‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬وتق ــع تحدي ــدا عل ــى بع ــد ‪ 40‬ك ــم إل ــى‬ ‫الش ــمال م ــن مدين ــة املوص ــل‪ ،‬وتض ــم مئ ــات‬ ‫املنــازل الفندقيــة والحدائــق العامــة واألســواق‬ ‫واملراف ــق الترفيهي ــة واملالع ــب واملس ــابح فض ــا‬ ‫عــن إطاللتهــا علــى بحيــرة الســد مباشــرة‪.‬‬ ‫ونهاي ــة ش ــباط ع ــام ‪ ،2024‬وقع ــت وزارة‬ ‫الثقاف ــة والس ــياحة واآلث ــار العراقي ــة عق ــد‬ ‫تأهي ــل املدين ــة الس ــياحية ف ــي س ــد املوص ــل‪،‬‬ ‫وت ــم توقي ــع العق ــد م ــع ش ــركة األس ــتاذ‬ ‫للمق ــاوالت والتج ــارة العام ــة واالس ــتثمارات‬ ‫الس ــياحية‪.‬‬ ‫وتبلــغ مســاحة املدينــة بنحــو ‪ 300‬دونــم‪ ،‬ومــن‬ ‫املفت ــرض أن تش ــمل بحلته ــا الجدي ــدة قاع ــات‬ ‫رياضي ــة ودور س ــياحية ومس ــارح ومطاع ــم‬ ‫وكازينوه ــات ومدين ــة مائي ــة والع ــاب حديث ــة‪.‬‬ ‫أضخم مشروع سياحي‬ ‫ى‬ ‫وأعل ــن محاف ــظ نين ــو عب ــد الق ــادر الدخي ــل‬ ‫تحقي ــق خط ــوات متقدم ــة م ــن العم ــل ف ــي‬ ‫املشــروع والــذي مــن املؤمــل أن يكــون مــن أكبــر‬ ‫املش ــاريع الس ــياحية والترفيهي ــة عل ــى مس ــتوى‬ ‫الب ــاد‪.‬‬

‫«المشروع يمتد على مساحة ‪ 300‬دونم ويضم ‪300‬‬ ‫دار سكنية فندقية والعديد من الفعاليات السياحية‬ ‫والترفيهية‪ ،‬وسيشارك في تحقيق الدعم والتنمية‬ ‫لمحافظة نينوى خالل المرحلة المقبلة»‪.‬‬

‫وق ــال الدخي ــل‪ ،‬خ ــال حديث ــه للوكال ــة‪ ،‬إن‬ ‫"نس ــبة العم ــل ف ــي مش ــروع املدين ــة الس ــياحية‬ ‫بس ــد املوص ــل وص ــل إل ــى ‪ 40‬باملئ ــة"‪ ،‬مبين ــا‬ ‫أن الجهــة التــي اســتثمرت فــي املشــروع هــي مــن‬ ‫محافظ ــة نين ــوى وكذل ــك الجه ــات الرقابي ــة‬ ‫واالستش ــارية كله ــا م ــن مدين ــة املوص ــل وه ــذا‬ ‫كلــه يعطــي ثقتــة أكبــر بنجــاح املشــروع وإنجــازه‬ ‫بوق ــت أس ــرع وبمواصف ــات فني ــة أفض ــل‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن "املش ــروع ب ــدأ يخط ــو خط ــوات‬ ‫ســريعة وجيــدة وأن نســبة االنجــاز وصلــت إلــى‬ ‫‪ 40‬باملئــة وهــو مــن أكبــر املشــاريع علــى صعيــد‬ ‫املحافظ ــات العراقي ــة باملج ــال الترفيه ــي‬ ‫والس ــياحي"‪.‬‬ ‫ولف ــت املحاف ــظ‪ ،‬إل ــى أن املش ــروع يمت ــد عل ــى‬ ‫مس ــاحة ‪ 300‬دون ــم ويض ــم ‪ 300‬دار س ــكنية‬ ‫فندقي ــة والعدي ــد م ــن الفعالي ــات املختلف ــة‬ ‫الســياحية والترفيهيــة‪ ،‬منوهــا إلــى أن املشــروع‬ ‫سيش ــارك ف ــي تحقي ــق الدع ــم والتنمي ــة‬ ‫ملحافظــة نينــوى خــال املرحلــة املقبلــة‪ ،‬فيمــا‬ ‫رج ــح أنج ــاز املش ــروع خ ــال امل ــدد الزمني ــة‬ ‫املح ــددة خ ــال الع ــام املقب ــل‪.‬‬ ‫مدة إنجاز املشروع‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬كش ــف ممث ــل الش ــركة املس ــتثمرة‬ ‫ملش ــروع املدين ــة الس ــياحية ف ــي س ــد املوص ــل‬ ‫علــي جمعــة‪ ،‬عــن أبــرز األعمــال التــي تتضمنهــا‬ ‫أعم ــال إعم ــار وتأهي ــل املدين ــة‪ ،‬مبين ــا أن‬ ‫العم ــل م ــن املق ــرر أن يكتم ــل نهاي ــة الع ــام‬ ‫الحال ــي ‪.2025‬‬ ‫وق ــال جمع ــة‪ ،‬ف ــي تصري ــح ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إن "م ــدة التنفي ــذ الت ــي وق ــع عليه ــا ف ــي العق ــد‬ ‫ه ــي ‪ 18‬ش ــهرا‪ ،‬وم ــن املتوق ــع إكم ــال املش ــروع‬ ‫خ ــال ه ــذه امل ــدة نهاي ــة الع ــام الحال ــي"‪.‬‬

‫وأض ــاف أن "املش ــروع يتضم ــن العدي ــد م ــن‬ ‫ـكنيا‬ ‫ـزال س ـ ً‬ ‫الفعالي ــات أبرزه ــا إنش ــاء ‪ 350‬من ـ ً‬ ‫فندقيـ ًـا‪ ،‬وكذلــك أســواق وكافتيريــات ومطاعــم‬ ‫ومالع ــب ومس ــحطات خض ـراء وم ــدن ألع ــاب‬ ‫ترفيهي ــة كبي ــرة ومدين ــة مائي ــة ترفيهي ــة وقاع ــة‬ ‫لالحتف ــاالت ومس ــرح للفعالي ــات الثقافي ــة‬ ‫ومالع ــب وقاع ــات رياضي ــة ومتنزه ــات وغيره ــا‬ ‫م ــن األم ــور"‪.‬‬ ‫تحريك عجلة االقتصاد‬ ‫فــي املقابــل‪ ،‬توقــع أســتاذ االقتصــاد فــي جامعــة‬ ‫املوص ــل محم ــد مثن ــى‪ ،‬أن يس ــاهم افتت ــاح‬ ‫هــذا املشــروع فــي تحريــك عجلــة االقتصــاد فــي‬ ‫محافظ ــة نين ــوى‪ ،‬فض ــا ع ــن توفي ــر العدي ــد‬ ‫م ــن ف ــرص العم ــل‪.‬‬ ‫وق ــال مثن ــى‪ ،‬للوكال ــة‪ ،‬إن "إعم ــار املدين ــة‬ ‫الس ــياحية س ــيعيد املوص ــل مرك ـزا س ــياحيا‬ ‫مهمــا علــى مســتوى العـراق ال يقــل أهميــة عــن‬ ‫إقلي ــم كردس ــتان"‪ ،‬مبين ــا أن ه ــذه الخط ــوة‬ ‫ج ــاءت متأخ ــرة ولكنه ــا رغ ــم جي ــدة‪.‬‬ ‫ونبــه إلــى أن تطويــر القطــاع الســياحي يتطلــب‬ ‫املزي ــد م ــن اإلج ـراءات الحكومي ــة وأبرزه ــا‬ ‫تنظي ــم ودع ــم منطق ــة الغاب ــات ف ــي مدين ــة‬ ‫املوص ــل وكذل ــك تنظي ــم وافتت ــاح املواق ــع‬ ‫األثري ــة الت ــي يج ــري العم ــل فيه ــا حالي ــا ولك ــن‬ ‫بص ــورة بطئي ــة‪.‬‬ ‫وخل ــص مثن ــى‪ ،‬إل ــى الق ــول إن ع ــودة املراف ــق‬ ‫الس ــياحية م ــع انته ــاء العم ــل ف ــي إعم ــار‬ ‫املواق ــع التاريخي ــة ومنه ــا الجام ــع الن ــوري‬ ‫ومنــارة الحدبــاء وجامــع النبــي يونــس وكنيســة‬ ‫الطاهــرة والســاعة وغيرهــا مــن املواقــع ســيعزز‬ ‫مــن القــدرة علــى تحويــل املوصــل مرك ـزا مهمــا‬ ‫عل ــى صعي ــد الس ــياحة العراقي ــة‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫من النفط للموازنة‬ ‫إلى قرار البنك المركزي‪..‬‬

‫سوق العقارات‬ ‫في بغداد يدخل‬ ‫مرحلة سبات‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تواص ــل اس ــعار العق ــارات ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‬ ‫انخفاضهــا بشــكل نســبي‪ ،‬فضــا عــن توقفهــا فــي بعــض‬ ‫املناطــق‪ ،‬وهــذا األمــر أرجعــه متخصصــون باالقتصــاد‬ ‫إل ــى عالقت ــه املباش ــرة بتذب ــذب أس ــعار النف ــط وع ــدم‬ ‫إق ـرار املوازن ــة االتحادي ــة للعال ــم الحال ــي‪ ،‬فض ــا ع ــن‬ ‫التحدي ــات السياس ــية‪ ،‬وجميعه ــا أدت لرك ــود ه ــذا‬ ‫الس ــوق لع ــدم وج ــود ضمان ــات بم ــا س ــيجري قريب ــا‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪101 2025‬‬

‫املتخصص ــون ي ــرون أيض ــا‪ ،‬أن ق ـرار البن ــك‬ ‫املرك ــزي العراق ــي‪ ،‬القا�ض ــي بحص ــر معام ــات‬ ‫البيــع والشـراء بالبنــوك‪ ،‬أثــر ســلبا علــى ســوق‬ ‫العق ــارات‪ ،‬ج ـراء الصعوب ــات الت ــي س ــتواجه‬ ‫البائ ــع واملش ــتري‪ ،‬خاص ــة م ــع غي ــاب الثق ــة‬ ‫بالنظ ــام املصرف ــي العراق ــي‪.‬‬ ‫املشهد معقد‬ ‫وحــول هــذا األمــر‪ ،‬يقــول الخبيــر االقتصــادي‬ ‫أحم ــد عب ــد رب ــه‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"االنخفــاض األخيــر فــي أســعار النفــط العامليــة‬ ‫والذي يعد مصدر الدخل األسا�ســي للعراق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تس ــبب بخل ــق حال ــة م ــن الح ــذر والقل ــق ف ــي‬ ‫الســوق‪ ،‬خاصــة وأن العوائــد النفطيــة تؤثــر‬ ‫بش ــكل مباش ــر عل ــى النش ــاط االقتص ــادي‬ ‫العــام‪ ،‬وحجــم اإلنفــاق الحكومــي فــي مشــاريع‬ ‫اإلس ــكان والبني ــة التحتي ــة"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "املش ــهد ي ــزداد تعقي ـ ًـدا م ــع‬ ‫اس ــتمرار غي ــاب قان ــون موازن ــة ‪،2025‬‬ ‫م ــا يت ــرك الس ــوق العقاري ــة ب ــا رؤي ــة مالي ــة‬ ‫واضح ــة‪ ،‬ويؤج ــل تنفي ــذ املش ــاريع الكب ــرى‬ ‫الت ــي ً‬ ‫غالب ــا م ــا ترتب ــط بالحرك ــة العقاري ــة‪،‬‬ ‫ســواء مــن قبــل الدولــة أو القطــاع الخــاص"‪.‬‬ ‫وين ــوه‪ ،‬إل ــى أن "ع ــدم إق ـرار املوازن ــة يت ــرك‬ ‫أث ـ ًـرا س ـ ً‬ ‫ـلبيا عل ــى تخصيص ــات املحافظ ــات‬ ‫ُ‬ ‫واالســتثمارات املحليــة‪ ،‬ويعمــق حالــة الركــود‬ ‫ف ــي مختل ــف القطاع ــات املرتبط ــة بالبن ــاء‬ ‫والتش ــييد"‪.‬‬ ‫ولتجــاوز مشــكلة االنكمــاش العقــاري‪ ،‬يقتــرح‬ ‫عب ــد رب ــة جمل ــة م ــن اإلج ـراءات العاجل ــة‬ ‫واملرحلي ــة‪ ،‬وأبرزه ــا "إق ـرار موازن ــة ‪ 2025‬ف ــي‬ ‫أقــرب وقــت ممكــن‪ ،‬لضمــان عــودة النشــاط‬ ‫الحكوم ــي وتفعي ــل املش ــاريع العمراني ــة‬ ‫والخدمي ــة‪ ،‬بم ــا يح ــرك الس ــوق العق ــاري‬ ‫بش ــكل غي ــر مباش ــر‪ ،‬وخف ــض س ــعر الفائ ــدة‬ ‫عل ــى الق ــروض العقاري ــة عب ــر التنس ــيق‬ ‫بي ــن البن ــك املرك ــزي واملص ــارف الحكومي ــة‬ ‫والخاص ــة‪ ،‬لتس ــهيل تمل ــك املواطني ــن‬ ‫للوح ــدات الس ــكنية وتحفي ــز االس ــتثمار‬ ‫العق ــاري "‪.‬‬ ‫كم ــا يش ــير عب ــد رب ــه‪ ،‬إل ــى "اهمي ــة إط ــاق‬ ‫مبادرات إسكانية مدعومة تستهدف الفئات‬ ‫املتوس ــطة وذات الدخ ــل املح ــدود‪ ،‬م ــع‬ ‫تقديــم تســهيالت ضريبيــة وإعفــاءات مؤقتــة‬

‫‪102‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪103 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫سوق العقارات في بغداد يدخل مرحلة سبات‬

‫كوجر‪ « :‬التحديات السياسية الراهنة‬ ‫والتهديدات الخارجية والتلويح‬ ‫بإنخفاض اسعار النفقط وراء تراجع‬ ‫بيع وشراء العقارات وإصابة هذا‬ ‫القطاع بالركود»‪.‬‬

‫للمش ــاريع الس ــكنية الجدي ــدة‪ ،‬وتحس ــين‬ ‫الش ــفافية ف ــي س ــوق العق ــارات عب ــر إنش ــاء‬ ‫قاع ــدة بيان ــات وطني ــة للعق ــارات واألس ــعار‬ ‫والطل ــب‪ ،‬به ــدف تس ــهيل التخطي ــط وج ــذب‬ ‫املس ــتثمرين املحليي ــن واألجان ــب‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن رب ــط السياس ــة النقدي ــة بالسياس ــة‬ ‫اإلس ــكانية م ــن خ ــال تش ــكيل لجن ــة علي ــا‬ ‫مش ــتركة م ــن وزارة املالي ــة والبن ــك املرك ــزي‬ ‫وهيئ ــة االس ــتثمار‪ ،‬لتنس ــيق الق ـرارات ذات‬ ‫التأثي ــر املباش ــر عل ــى الس ــوق العق ــاري"‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬ان مــن شــان هــذه االجـراءات تشــجيع‬ ‫املش ــترين والبائعي ــن لألرا�ض ــي والوح ــدات‬ ‫الس ــكنية الصغي ــرة عل ــى عملي ــات البي ــع‬ ‫والش ـراء علــى تخفيــض االســعار الــى اقــل مــن‬ ‫‪ 100‬مليــون دينــار ـكـي ال تشــمل بقـرار البنــك‬ ‫املرك ــزي‪.‬‬ ‫وش ــهدت أس ــعار النف ــط انخفاض ــا ح ــادا‪،‬‬ ‫حي ــث المس ــت الــ‪ 60‬دوالرا‪ ،‬نتيج ــة لق ـرارات‬ ‫عدي ــدة اتخذه ــا الرئي ــس األمريك ــي دونال ــد‬

‫ترام ــب تخ ــص الرس ــوم الجمركي ــة‪ ،‬فض ــا‬ ‫ع ــن ق ـرار أوب ــك‪.+‬‬ ‫وإل ــى جان ــب ه ــذا‪ ،‬ف ــإن املوازن ــة االتحادي ــة‬ ‫لعــام ‪ ،2025‬لــم ترســل مــن الحكومــة للبرملــان‬ ‫العراق ــي حت ــى اآلن لغ ــرض إقراره ــا‪ ،‬وغي ــر‬ ‫معل ــوم تفاصيله ــا ونس ــبة العج ــز فيه ــا‪.‬‬ ‫كم ــا كان البن ــك املرك ــزي العراق ــي‪ ،‬ق ــد أص ــدر‬ ‫فــي وقــت ســابق توجيهــات إلــى دائــرة التســجيل‬ ‫العق ــاري تق�ض ــي بحظ ــر بي ــع العق ــارات الت ــي‬ ‫تتج ــاوز قيمته ــا ‪ 100‬ملي ــون دين ــار‪.‬‬ ‫ووفق ــا لذل ــك ال يمك ــن بي ــع العق ــارات إال‬ ‫عب ــر املص ــارف به ــدف الح ــد م ــن عملي ــات‬ ‫غســيل األمــوال‪ ،‬حســب معــاون مديــر مكتــب‬ ‫مكافح ــة غس ــيل األم ــوال وتموي ــل اإلره ــاب‬ ‫التاب ــع للبن ــك املرك ــزي‪ ،‬ال ــذي اك ــد أن الق ـرار‬ ‫ـأت بش ــكل مفاج ــئ أو عش ــوائي‪ ،‬ب ــل‬ ‫ل ــم ي ـ ِ‬ ‫ه ــو نت ــاج دراس ــات وتج ــارب امت ــدت عامي ــن‬ ‫كاملي ــن ‪ ،‬وت ــم وض ــع إس ــتراتيجية من ــذ ع ــام‬ ‫‪ ،2022‬تضمن ــت تحدي ــد س ــقف للبي ــوع‬

‫العقاري ــة م ــن خ ــال املص ــارف بقيم ــة ‪500‬‬ ‫ملي ــون دين ــار‪ ،‬وت ــم اتخ ــاذ ق ـرار بتخفي ــض‬ ‫ه ــذا الس ــقف تدريجي ــا ليش ــمل فئ ــات أكب ــر‬ ‫م ــن البي ــوع العقاري ــة‪.‬‬ ‫تحديات سياسية‬ ‫ى‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬ي ــر عض ــو مجل ــس الن ــواب‬ ‫العراق ــي جم ــال كوج ــر‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"التحدي ــات السياس ــية الراهن ــة والتهدي ــدات‬ ‫الخارجي ــة والتلوي ــح بإنخف ــاض اس ــعار‬ ‫النفق ــط وراء تراج ــع بي ــع وش ـراء العق ــارات‬ ‫وإصاب ــة ه ــذا القط ــاع بالرك ــود"‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪ ،‬أن "أي اخت ــاف أو خل ــل ف ــي‬ ‫العالق ــات الخارجي ــة يؤث ــر بش ــكل مباش ــر‬ ‫عل ــى س ــوق العق ــارات بش ــكل خ ــاص"‪ ،‬مبين ــا‬ ‫أن "عــدم دفــع ســيولة ماليــة بيــد املســتثمرين‬ ‫كان أيض ـ ًـا اح ــد اس ــباب إنخف ــاض اس ــعار‬ ‫العق ــار"‪.‬‬ ‫وبلغ ــت أس ــعار العق ــارات س ــابقا ف ــي بغ ــداد‪،‬‬ ‫مس ــتويات قياس ــية‪ ،‬قارب ــت عواص ــم دول‬

‫كب ــرى‪ ،‬حت ــى بل ــغ س ــعر املت ــر مرب ــع فيه ــا أكث ــر‬ ‫مــن ‪ 5‬آالف دوالر‪ ،‬فــي بعــض املناطــق‪ ،‬وكانــت‬ ‫عمليــات البيــع والشـراء تجــري بشــكل طبيعــي‪.‬‬ ‫القرار و"العرض والطلب"‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يبي ــن املدي ــر التنفي ــذي لرابط ــة‬ ‫املص ــارف العراقي ــة عل ــي ط ــارق‪ ،‬ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن ــه "يج ــب ان يت ــم بي ــع وش ـراء‬ ‫العق ــارات م ــن خ ــال املص ــارف"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن "م ــن ش ــأن ذل ــك القض ــاء عل ــى أي‬ ‫عملي ــة غس ــل ام ــوال‪،‬ألن أي ش ــخص يش ــتري‬ ‫العق ــار س ــيطلب من ــه الكش ــف ع ــن مص ــادر‬ ‫أموال ــه‪ ،‬ف ــان كان هن ــاك ش ــخص يبل ــغ دخل ــه‬ ‫الش ــهري ملي ــون دين ــار وال يمتل ــك إرث ـ ًـا فه ــو‬ ‫غي ــر ق ــادر عل ــى ش ـراء عق ــار يتج ــاوز س ــعره‬ ‫مئ ــة ملي ــون دين ــار"‪.‬‬ ‫إل ــى ذل ــك‪ ،‬يبي ــن الخبي ــر االقتص ــادي ناص ــر‬ ‫الكنان ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه "كلم ــا كان‬ ‫الع ــرض أكث ــر م ــن الطل ــب‪ ،‬ف ــإن األس ــعار‬ ‫س ــتنخفض‪ ،‬وه ــذا ينطب ــق عل ــى أي بضاع ــة‬

‫أو عق ــار"‪.‬‬ ‫ويلفــت إلــى انــه "كان الطلــب فــي ســوق العقــار‬ ‫ـابقا اكث ــر م ــن الع ــرض م ــا أدى ال ــى رف ــع‬ ‫سـ ً‬ ‫األس ــعار‪ ،‬وتس ــجيل العق ــارات ارقام ــا كبي ــرة‪،‬‬ ‫اال ان كث ــرة مع ــروض العق ــار ف ــي املرحل ــة‬ ‫الراهن ــة ادى ال ــى تراج ــع االس ــعار"‪.‬‬ ‫ـ"العمالة"‬ ‫الشلل يصل ل ّ‬ ‫وأس ــفر انخف ــاض االس ــعار ف ــي العق ــارات‬ ‫ال ــى تراج ــع عملي ــات البي ــع والش ـراء وه ــو م ــا‬ ‫أنعك ــس ب ــدوره عل ــى قط ــاع البن ــاء‪ ،‬وب ــات‬ ‫عم ــال البن ــاء يعمل ــون بفت ـرات متقطع ــة‪.‬‬ ‫البن ــاء ن ـزار حم ــادي (‪ 35‬عام ـ ًـا) م ــن‬ ‫ويق ــول ّ‬ ‫حــي الفـرات‪" ،‬لــم ازاول عملــي منــذ شــهرين إال‬ ‫ع ــدة اي ــام متفرق ــة بس ــبب ش ــح العم ــل"‪.‬‬ ‫ويضيــف ملجلــة «فيلــي»‪" ،‬نحــن مجموعــة مــن‬ ‫االقــارب واالصدقــاء نعمــل فــي البنــاء‪ ،‬وأنشــأنا‬ ‫مجموعــة علــى الواتســاب مــن اجــل التواصــل‬ ‫بخصــوص العمــل‪ ،‬ولكــن لــم يتصــل بــي احــد‬ ‫ليطلبنــي للعمــل منــذ مــا يقــارب شــهر"‪.‬‬ ‫وين ــوه حم ــادي‪ ،‬إل ــى أن "الرك ــود ف ــي س ــوق‬ ‫عم ــل البن ــاء يع ــود لتوق ــف عملي ــات بي ــع‬ ‫وشـراء البيــوت الــذي يرتبــط عملنــا بــه بشــكل‬ ‫مبا ش ــر"‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ام ــا العام ــل عل ــي س ــعدو (‪ 22‬عام ـ ًـا) م ــن‬ ‫منطق ــة ح ــي الجه ــاد‪ ،‬فيق ــول ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ـدا‬ ‫أن "البن ــاء متوق ــف واالعم ــال قليل ــة ج ـ ً‬ ‫ف ــي الوق ــت الحاض ــر‪ ،‬وب ــات م ــن الصع ــب‬ ‫الحصــول علــى العمــل بســهولة كمــا كان ذلــك‬ ‫يح ــدث خ ــال س ــنوات املاضي ــة"‪.‬‬ ‫وأث ــر توق ــف العم ــل ف ــي قط ــاع البن ــاء عل ــى‬ ‫العديــد مــن االعمــال األخــرى املتعلقــة بالبنــاء‪،‬‬ ‫وادى بالبع ــض ال ــى ت ــرك اعماله ــم املعت ــادة‪.‬‬

‫مواطنة‪« :‬اخشى من إيداع المبلغ‬ ‫في البنك وفي ليلة وضحاها يتم حجز‬ ‫األموال المودعة وتعاد بنا تجربة‬ ‫لبنان في ظل األوضاع الدولية غير‬ ‫المستقرة»‪.‬‬

‫حي ــث يبي ــن الش ــاب س ــيف الس ــاعدي (‪18‬‬ ‫عامـ ًـا) مــن حــي الت ـراث‪" ،‬أنــا اعمــل فــي تأســيس‬ ‫كهرب ــاء البي ــوت الت ــي يت ــم بناؤه ــا حديث ـ ًـا"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "عمل ــي تأث ــر‬ ‫بتوق ــف العم ــل ف ــي بن ــاء البي ــوت‪ ،‬ودفعن ــي ال ــى‬ ‫ت ــرك مهنت ــي والبح ــث ع ــن عم ــل جدي ــد"‪.‬‬ ‫ول ــم يتوق ــف التاثي ــر هن ــا‪ ،‬ب ــل مكات ــب العق ــار‬ ‫تأث ــرت أيض ــا بالرك ــود واصب ــح اصحابه ــا‬ ‫يقض ــون معظ ــم اوقاته ــم ف ــي احتس ــاء الش ــاي‬ ‫وتب ــادل االح ــادث والقلي ــل م ــن العم ــل‪.‬‬ ‫وبه ــذا الص ــدد‪ ،‬يبي ــن صاح ــب مكت ــب بي ــع‬ ‫وتأجي ــر البي ــوت كري ــم الالم ــي (‪ 55‬عام ـ ًـا)‪،‬‬ ‫"اصبحن ــا ش ــبه عاطلي ــن بع ــد تراج ــع بي ــع‬ ‫وش ـراء البي ــوت"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ملجل ــة «فيل ــي»‪" :‬نح ــن ال نتعام ــل‬ ‫االن إال م ــع اصح ــاب البي ــوت الذي ــن يرغب ــون‬ ‫بالبي ــع والش ـراء بمبل ــغ يق ــل ع ــن مئ ــة ملي ــون‬ ‫دين ــار‪ ،‬م ــن اج ــل الحص ــول عل ــى أرباحن ــا‬ ‫ـدا عــن تعقيــدات البنــوك"‪.‬‬ ‫بشــكل مباشــر بعيـ ً‬ ‫ويوض ــح الالم ــي أن "إج ـراءات البن ــوك‬ ‫واملصــارف عســيرة وبطيئــة للغايــة‪ ،‬وقــد تمتــد‬ ‫لســنوات أحيانــا‪ ،‬لهــذا ال يغامــر النــاس فــي بيــع‬ ‫عقاراته ــم"‪.‬‬ ‫ويع ــزو كثي ـ ًرا م ــن املواطني ــن رفضه ــم لرب ــط‬ ‫البيــع باملصــارف الــى فقــدان الثقــة باملصــارف‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬كم ــا تق ــول املواطن ــة آي ــة يحي ــى‪.‬‬ ‫وكانــت يحيــى‪ ،‬تــروم بيــع منزلهــا لكنهــا تراجعــت‬ ‫ع ــن ه ــذه الخط ــوة بع ــد الق ـرار‪ ،‬قائل ــة ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي» "اخ�ش ــى م ــن إي ــداع املبل ــغ ف ــي البن ــك‬ ‫وفــي ليلــة وضحاهــا يتــم حجــز األمــوال املودعــة‬ ‫وتع ــاد بن ــا تجرب ــة لبن ــان ف ــي ظ ــل األوض ــاع‬ ‫الدولي ــة غي ــر املس ــتقرة"‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪105 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫ليل بغداد بال عطره‪..‬‬

‫غبار اإلسمنت يخطف‬ ‫النبتة المقدسة‬

‫«حضور الياس في‬ ‫الثقافة الشعبية أعمق‬ ‫من أي تشريع مكتوب‬ ‫فهو رمز يجمع الحنّاء‬ ‫بالشهادة وطيفاً‬ ‫من رائحة الجنة في‬ ‫الذاكرة العراقية »‪..‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫حي ــن ُتالم ــس نس ــمات املس ــاء أز ّق ــة بغ ــداد القديم ــة‪ ،‬كان ــت‬ ‫رائح ــة اآلس (أو "الي ــاس" بلهج ــة العر اقيي ــن) تعب ــق ف ــي‬ ‫وضوح ــا‬ ‫الحدائ ــق املنزلي ــة‪ُ ،‬فتضف ــي عل ــى ليال ــي الصي ــف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الغن ــاء‪.‬‬ ‫يوم ــا بحدائقه ــا ّ‬ ‫عطري ــا يلي ــق بمدين ــة ُعرف ــت ً‬ ‫الخض ــرة‪،‬‬ ‫لك ــن تل ــك الش ــجيرات الدائم ــة ُ‬ ‫الت ــي نبت ــت ف ــي ترب ــة الع ـراق من ــذ آالف الس ــنين‬ ‫وتبارك ــت به ــا األس ــاطير والديان ــات تكاف ــح‬ ‫الي ــوم للبق ــاء ف ــي مدين ــة تم ــدد اإلس ــمنت فيه ــا‬ ‫عل ــى حس ــاب الخض ــرة وض ــاق فيه ــا امل ــاء عل ــى‬ ‫النبات ــات العط�ش ــى‪.‬‬ ‫شراكة مسيحية ‪ -‬إسالمية‬ ‫ورغــم غيــاب نصــوص قرآنيــة أو إنجيليــة تلــزم‬ ‫املؤمني ــن برعايته ــا ف ــإن أوراقه ــا م ــا زال ــت ت ـ ّ‬ ‫ـذر‬ ‫ف ــوق الجنائ ــز واملجال ــس الحس ــينية ُوتنس ــج‬ ‫منه ــا أكالي ــل أع ـراس الكنائ ــس وتلت ــف ح ــول‬ ‫ش ــعارات املندائيي ــن ف ــي طق ــوس التعمي ــد‬ ‫وال ــوداع األخي ــر‪.‬‬ ‫األزيرج ــاوي‬ ‫يق ــول الش ــيخ مرت�ض ــى حس ــين ُ‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي» إن "حض ــور الي ــاس ف ــي الثقاف ــة‬ ‫الش ــعبية أعم ــق م ــن أي تش ــريع مكت ــوب فه ــو‬ ‫الحنــاء بالشــهادة وطيفـ ًـا مــن رائحــة‬ ‫رمــز يجمــع ّ‬ ‫الجن ــة ف ــي الذاك ــرة العراقي ــة"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن أوراق اآلس ُتس ــتخدم ف ــي الط ــب‬ ‫الش ــعبي لع ــاج الص ــداع وأوج ــاع املع ــدة‪،‬‬ ‫اس ــتنادا إل ــى اجته ــادات اب ــن ّ‬ ‫القي ــم الج ــوزي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وضم ــن امل ــوروث الش ــعبي اإلس ــامي‪،‬‬ ‫اس ــتخدمت أوراق الي ــاس ف ــي طق ــوس الرقي ــة‬ ‫الشــرعية كجــزء مــن املــاء املقــروء عليــه‪ ،‬لطــرد‬ ‫الحس ــد أو الس ــحر وغي ــر ذل ــك‪ ،‬دون أن يك ــون‬ ‫له ــذا امل ــوروث أص ــل ش ــرعي‪.‬‬ ‫كم ــا تعتم ــد بع ــض الطق ــوس الكنس ــية مث ــل‬

‫الق ــداس أو العمودي ــة‪ ،‬عل ــى اس ــتخدام أوراق‬ ‫الي ــاس ضم ــن التقالي ــد الثقافي ــة أكث ــر مم ــا‬ ‫ه ــو مق ــرر ف ــي العقي ــدة نفس ــها‪ ،‬اذ ال يع ــد‬ ‫ُ‬ ‫ـميا ف ــي املس ــيحية‪ ،‬كم ــا‬ ‫ـزءا رس ـ ً‬ ‫ورق الي ــاس ج ـ ً‬ ‫ه ــو الح ــال ف ــي الديان ــة اليهودي ــة أو الصابئ ــة‬ ‫املندائي ــة‪.‬‬ ‫الراهب ــة ريت ــا ببي ــكا ت ــرى ف ــي ُخضرت ــه الدائم ــة‬ ‫نعل ــق‬ ‫"إش ــارة إل ــى الس ــام والنق ــاء‪ ،‬ولذل ــك ّ‬ ‫أغصان ــه عل ــى الكنائ ــس ف ــي أعي ــاد املي ــاد‬ ‫والفصــح"‪ ،‬تقــول خــال حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‪.‬‬ ‫اآلس واملندائية‬ ‫وتع ــد نبت ــة اآلس مبارك ــة ومقدس ــة وأساس ــية‬ ‫فــي العديــد مــن طقــوس الدينيــة التــي تمــارس فــي‬ ‫الديانــة املندائيــة‪.‬‬ ‫ووف ــق الباح ــث املندائ ــي جب ــار مني ــر مكل ــف‪،‬‬ ‫تع ــد ه ــذه النبت ــة ض ــرورة ديني ــة تدخ ــل ف ــي‬ ‫جمي ــع الطق ــوس وتراف ــق اإلنس ــان ف ــي جمي ــع‬ ‫مراح ــل حيات ــه‪ ،‬م ــن ال ــوالدة م ــرو ًرا بال ــزواج‬ ‫وحت ــى الوف ــاة‪.‬‬ ‫وتوض ــح املندائي ــة أطي ــاف نه ــر‪ ،‬ف ــي حدي ــث‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "اآلس يوض ــع عل ــى (س ــرة)‬ ‫املولــود الجديــد ويختــم بـ(الســكندولة)‪ ،‬ويعتبــر‬ ‫ذل ــك أول تعمي ــد للطف ــل حت ــى يبل ــغ عم ــره‬ ‫ثالثي ــن يوم ــا"‪.‬‬ ‫وتضي ــف‪ ،‬أن ــه "يج ــب بع ــد ان يص ــل عم ــر‬ ‫الطف ــل ال ــى ثالثي ــن يوم ــا‪ ،‬عنده ــا يج ــب ان‬ ‫يعم ــد بامل ــاء الج ــاري"‪.‬‬

‫«بينما تحارب بغداد‬ ‫لتخفيض حرارة‬ ‫هوائها الخانق ربما‬ ‫يكون زرع أمتار من‬ ‫الخضرة الموروثة‬ ‫خطوة أولى الستعادة‬ ‫ما خسرته من ٍّ‬ ‫ظل‬ ‫وذاكرة »‪..‬‬

‫افروديــت‬ ‫تل ــوذ‬ ‫ا آلس‬ ‫يدخ ــل نب ــات اآلس ف ــي امليثولوجي ــا‪،‬‬ ‫ويرم ــز ال ــى النق ــاء والجم ــال والطه ــارة‪ ،‬ووف ــق‬ ‫األس ــطورة اإلغريقي ــة‪ ،‬ف ــأن أفرودي ــت آله ــة‬ ‫الح ـ ّـب والجمال‪،‬عندم ــا كان ــت تس ــتحم ذات‬ ‫م ــرة عن ــد نب ــع م ــاء‪ ،‬ش ــاهدها "الس ــاطير" وه ــي‬ ‫مخلوق ــات خرافي ــة نصفه ــا األعل ــى عل ــى ش ــكل‬ ‫إنس ــان والنص ــف الس ــفلي عل ــى ش ــكل حي ــوان‪.‬‬ ‫ولــم تســتطع افروديــت التخلــص مــن مراقبتهــم‬ ‫وفضوله ــم إال باإلختب ــاء بي ــن أغص ــان نب ــات‬ ‫اآلس‪ ،‬وبذل ــك أصب ــح اآلس نب ــات أفرودي ــت‬ ‫املفض ــل‪.‬‬ ‫وكان اإلغري ــق القدم ــاء ق ــد زرع ــوا نب ــات‬ ‫اآلس ح ــول معابده ــم‪ ،‬واعتب ــروه رم ـ ًزا للرق ــة‬ ‫واإلخ ــاص والعف ــة‪ ،‬ولذل ــك كان ــت ق ــادة‬ ‫الع ــروس تصن ــع م ــن أغص ــان اآلس‪.‬‬ ‫بنب ــات‬

‫ا لحج ــر‬ ‫بمح ــل عب ــق‬ ‫ا لي ــا س‬ ‫لك ــن ه ــذا اإلرث الروح ــي يق ــف الي ــوم‬ ‫أم ــام معادل ــة قاس ــية؛ فأس ــعار األرا�ض ــي‬ ‫املرتفع ــة تح ـ ّـول الحدائ ــق املنزلي ــة إل ــى غ ــرف‬ ‫ومالح ــق خرس ــانية وتف ــرض عل ــى أصحابه ــا‬ ‫اقت ــاع الش ــجيرات الت ــي تحت ــاج مس ــاحة‬ ‫وري ـ ًـا منتظم ـ ًـا ف ــي مدين ــة ترتف ــع فيه ــا الح ـرارة‬ ‫إل ــى خمس ــين درج ــة مئوي ــة صيف ـ ًـا وتتناق ــص‬ ‫حص ــص دجل ــة والف ـرات عام ـ ًـا بع ــد ع ــام‪.‬‬ ‫البلدي ــات بدوره ــا تو�ص ــي بغ ــرس األكاس ــيا‬

‫األس ــرع نم ـ ًـوا‬ ‫واألش ــد مقاوم ــة‬ ‫للعطــش مــا يسـ ّـرع‬ ‫تراج ــع "الي ــاس"‬ ‫ال ــذي يتطل ــب عناي ــة‬ ‫ال يقــدر عليهــا كثيــر مــن‬ ‫الس ــكان‪.‬‬ ‫املهن ــدس الزراع ــي نج ــاح‬ ‫محم ــد يص ــف ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬املش ــهد قائ ـ ًـا إن‬ ‫األص ــوات الت ــي كان ــت تم ــأ‬ ‫األحيــاء بوقــع املقـ ّ‬ ‫ـص حــول أســوار‬ ‫اآلس خفت ــت لتح ــل محله ــا مطرق ــة‬ ‫البن ــاء‪ ،‬فيم ــا يح ـ ّـذر زميل ــه إحس ــان‬ ‫عب ــد عل ــي م ــن أن اس ــتمرار ه ــذا‬ ‫اإلهم ــال س ــيحرم بغ ــداد م ــن "ش ــجرة‬ ‫الس ــام" ويقط ــع صلته ــا بج ــزء ح ـ ّـي م ــن‬ ‫تراثه ــا النبات ــي‪.‬‬ ‫فــي حــي األعظميــة تقــف الحاجــة حســيبة عقيــل‬ ‫الس ــبعينية عل ــى عتب ــة بيته ــا القدي ــم فتغم ــض‬ ‫عينيهــا بحثـ ًـا عــن الرائحــة التــي كانــت تمــأ ليالــي‬ ‫الصي ــف عندم ــا كان ــت األس ــرة تتن ــاول العش ــاء‬ ‫تح ــت ش ــجيرات "الي ــاس" وتل ـ ّـوح أغصانه ــا ف ــي‬

‫الض ــوء الخاف ــت‪.‬‬ ‫تفت ــح عينيه ــا اآلن ف ــا ت ــرى س ــوى أس ــوار‬ ‫إس ــمنتية ج ــرداء وتق ــول ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫اختفــاء الشــجرة يشــبه اختفــاء جــرس املدرســة‬ ‫القدي ــم أو ص ــوت بائ ــع الباق ــاء عن ــد الفج ــر؛‬ ‫تفاصي ــل صغي ــرة إذا غاب ــت تف ــرغ املدين ــة م ــن‬ ‫روحه ــا‪.‬‬ ‫ص ــوت االختصاصيي ــن يعل ــو مطالب ـ ًـا بحمل ــة‬ ‫إنق ــاذ تس ــتعيد "الي ــاس" إل ــى املتنزه ــات‬ ‫والس ــاحات العام ــة وتق ــدم حواف ــز ألصح ــاب‬ ‫البيــوت ـكـي يعيــدوه إلــى حدائقهــم عبــر شــبكات‬ ‫ري بالتنقي ــط وبرام ــج توعي ــة ُتع ـ ّـرف األجي ــال‬ ‫الجدي ــدة بفضائ ــل ه ــذه الش ــجيرة العط ــرة‪.‬‬ ‫فبينمــا تحــارب بغــداد لتخفيــض حـرارة هوائهــا‬ ‫الخان ــق ربم ــا يك ــون زرع أمت ــار م ــن الخض ــرة‬ ‫املوروث ــة خط ــوة أول ــى الس ــتعادة م ــا خس ــرته‬ ‫م ــن ظ ـ ٍـل وذاك ــرة‪ .‬وف ــي الس ــباق م ــع الزم ــن‬ ‫ّ‬ ‫يبق ــى الس ــؤال معلق ـ ًـا ف ــي ه ــواء املدين ــة‪ :‬ه ــل‬ ‫يس ــتطيع البغدادي ــون إنق ــاذ ش ــجيرة كان ــت‬ ‫ـاهدا صامت ـ ًـا عل ــى أفراحه ــم وأتراحه ــم قب ــل‬ ‫شـ ً‬ ‫أن يس ــدل العم ـران س ــتا ًرا م ــن األس ــمنت عل ــى‬ ‫ُ‬ ‫عبيره ــا األخي ــر؟‬

‫‪106‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪107 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫أين تتجه‬ ‫بوصلة الصناعة‬ ‫المحلية‪..‬‬

‫مصانع الحياة‬ ‫أم آالت الحرب؟‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫دأب املس ــؤولون العر اقي ــون عل ــى التش ــديد عل ــى أهمي ــة الصناع ــات الحربي ــة ف ــي الوض ــع العراق ــي الراه ــن؛ وف ــي‬ ‫فعاليــة انطــاق أعمــال الــدورة ال ـ ‪ 13‬ملعــرض األمــن والدفــاع والصناعــات الحربيــة واألمــن الســيبراني الــذي عقــد‬ ‫علــى أرض معــرض بغــداد الدولــي فــي ‪ 19‬نيســان ‪ 2025‬قــال املتحــدث باســم القائــد العــام للقــوات املســلحة‪ ،‬اللــواء‬ ‫صبــاح النعمــان‪ ،‬فــي تصريــح ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن الحكومــة تتجــه بوضــوح نحــو تشــجيع اإلنتــاج العســكري املحلــي‪ ،‬مــع‬ ‫اســتقطاب الخبــرات العامليــة لدعــم عمليــة التصنيــع الحربــي فــي البــاد‪.‬‬

‫م ــن وجه ــة نظ ــر املس ــؤولين ف ــي الع ـراق‪ ،‬ق ــد‬ ‫يك ــون هن ــاك ع ــدة أس ــباب وراء اس ــتمرارهم‬ ‫ف ــي دع ــم التصني ــع الحرب ــي برغ ــم تاري ــخ الب ــاد‬ ‫الطوي ــل م ــع الح ــروب وتأثيره ــا املدم ــر‪ ،‬ف ــي‬ ‫وقــت يتفــق الجميــع علــى أننــا ال نشــهد مســاع‬ ‫حقيقي ــة إلحي ــاء الصناع ــات لالس ــتعمال‬ ‫املدن ــي‪.‬‬ ‫فق ــد ي ــرى املس ــؤولون ان ــه بع ــد عق ــود م ــن‬ ‫الصراع ــات وع ــدم االس ــتقرار اإلقليم ــي‪،‬‬ ‫ف ــان تواج ــد صناع ــة عس ــكرية محلي ــة قوي ــة‬ ‫أم ــر ض ــروري لضم ــان أم ــن الب ــاد وحماي ــة‬ ‫ســيادتها مــن التهديــدات الداخليــة والخارجيــة‬ ‫املحتمل ــة‪ ،‬وان االعتم ــاد الكام ــل عل ــى‬ ‫االســتيراد قــد يجعــل البــاد عرضــة للضغــوط‬ ‫السياس ــية واالبت ـزاز‪.‬‬ ‫وقــد يــرون أن تلبيــة االحتياجــات العســكرية‬ ‫ـدال م ــن اس ــتنزاف امل ــوارد‬ ‫للق ــوات املس ــلحة ب ـ ً‬ ‫املالي ــة للدول ــة ف ــي ش ـراء األس ــلحة واملع ــدات‬ ‫العس ــكرية م ــن الخ ــارج ام ــر مه ــم‪ ،‬وق ــد يك ــون‬ ‫لــدى الحكومــة رؤيــة لتطويــر صناعــات محليــة‬ ‫قــادرة علــى تلبيــة جــزء مــن احتياجــات الجيــش‬ ‫واألجهــزة األمنيــة‪ ،‬ممــا يوفــر العملــة الصعبــة‬ ‫ويع ــزز االكتف ــاء الذات ــي ف ــي ه ــذا املج ــال‬ ‫الحي ــوي‪.‬‬ ‫وقــد تــرى الحكومــة أن الع ـراق يمتلــك بعــض‬ ‫امل ــوارد الطبيعي ــة أو الكف ــاءات التقني ــة‬ ‫الت ــي يمك ــن اس ــتغاللها ف ــي بع ــض جوان ــب‬ ‫الصناعــات الحربيــة‪ ،‬ممــا يخلــق فــرص عمــل‬ ‫ويس ــهم ف ــي تنوي ــع مص ــادر الدخ ــل القوم ــي‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪109 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫أين تتجه بوصلة الصناعة المحلية‪ ..‬مصانع الحياة أم آالت الحرب؟‬

‫«تتطلب المشاريع استثمارات مالئمة و توفير بيئة‬ ‫امنة لتشغيل الموانئ‪ ،‬و تحسين ادارة الموانئ‬ ‫وتطبيق انظمة حديثة‪ ،‬وتنظيم االجراءات المتعلقة‬ ‫بالجمارك‪ ،‬ومراكز خدمة المسافرين والتأشيرات »‪.‬‬ ‫مصطفى عاتي‬

‫رئيس هيئة التصنيع الحربي‬

‫تاريخي ــا‪ ،‬كان الع ـراق يمتل ــك ق ــوة عس ــكرية‬ ‫كبي ــرة ف ــي املنطق ــة‪ ،‬وق ــد يك ــون هن ــاك طم ــوح‬ ‫ل ــدى بع ــض املس ــؤولين الحاليي ــن إلع ــادة بن ــاء‬ ‫هــذه القــوة واســتعادة دور إقليمــي مؤثــر‪ ،‬وهــو‬ ‫م ــا يتطل ــب تواج ــد قاع ــدة صناعي ــة عس ــكرية‬ ‫قوي ــة‪.‬‬ ‫و قــد يــرى البعــض أن تطويــر صناعــات معينــة‬ ‫ذات صلــة بالقطــاع العســكري يمكــن أن يكــون‬ ‫ل ــه فوائ ــد اقتصادي ــة جانبي ــة‪ ،‬مث ــل تطوي ــر‬ ‫تقنيــات يمكــن اســتغاللها الحقــا فــي الصناعــات‬ ‫املدني ــة أو خل ــق ف ــرص عم ــل ذات مه ــارات‬

‫عالي ــة‪.‬‬ ‫و مــن املحتمــل أن تكــون هنــاك بالفعــل عقــود‬ ‫ومشــاريع تصنيــع حربــي قائمــة أو قيــد التنفيــذ‬ ‫من ــذ النظ ــام املب ــاد‪ ،‬وق ــد ت ــرى الحكوم ــة‬ ‫الحالي ــة أن ــه م ــن األفض ــل إكماله ــا ب ــدال م ــن‬ ‫إلغائه ــا وتحم ــل التكالي ــف املترتب ــة عل ــى ذل ــك‪.‬‬ ‫و ق ــد يك ــون هن ــاك ه ــدف م ــن وراء بع ــض‬ ‫مش ــاريع التصني ــع الحرب ــي‪ ،‬وه ــو نق ــل‬ ‫التكنولوجي ــا واملعرف ــة إل ــى امل ــاكات العراقي ــة‪،‬‬ ‫مم ــا يمك ــن أن يفي ــد الصناع ــات األخ ــرى ف ــي‬ ‫ا ملس ــتقبل ‪.‬‬

‫أن األس ــباب الحقيقي ــة وراء التوج ــه لإلنت ــاج‬ ‫الحرب ــي ق ــد تك ــون مزيج ــا م ــن ه ــذه العوام ــل أو‬ ‫عوامــل أخــرى لــم يجــري ذكرهــا؛ كمــا أن هنــاك‬ ‫بالتأكي ــد أصوات ــا ف ــي داخ ــل الع ـراق وخارج ــه‬ ‫تدع ــو إل ــى إعط ــاء األولوي ــة القص ــوى لتنمي ــة‬ ‫الصناع ــات املدني ــة وتحس ــين حي ــاة الس ــكان‬ ‫بع ــد س ــنوات طويل ــة م ــن الصراع ــات‪.‬‬ ‫واس ــتنادا إل ــى بع ــض التقاري ــر‪ ،‬ش ــهدت‬ ‫ملحوظ ــا ف ــي‬ ‫الصناع ــات العس ــكرية تط ــورا‬ ‫ً‬ ‫الســنوات األخيــرة تحــت إشـراف هيئــة التصنيــع‬ ‫الحرب ــي الت ــي تأسس ــت ع ــام ‪.2019‬‬

‫وتش ــمل ه ــذه الصناع ــات‪،‬‬ ‫األســلحة الخفيفــة واملتوســطة‬ ‫فهن ــاك مصان ــع عراقي ــة تنت ــج‬ ‫مسدس ــات وبن ــادق متنوع ــة‪،‬‬ ‫بم ــا ف ــي ذل ــك نس ــخ مط ــورة‬ ‫م ــن أس ــلحة س ــابقة‪ ،‬وق ــد‬ ‫ج ــرى تجهي ــز وزارة الداخلي ــة‬ ‫بعش ـرات اآلالف م ــن‬ ‫املسدس ــات املنتج ــة محلي ــا‪،‬‬ ‫وهن ــاك عق ــود لتوري ــد مزي ــد‬ ‫م ــن البن ــادق‪.‬‬ ‫كم ــا أعلن ــت وزارة الداخلي ــة‬ ‫العراقيــة عــن تســلمها دفعــات‬ ‫م ــن العرب ــات املدرع ــة الت ــي‬ ‫ج ــرى إنتاجه ــا ف ــي املصان ــع‬ ‫الحربي ــة العراقي ــة‪ ،‬وج ــرى‬ ‫توقيــع عقــود مــع الــوزارة وقيــادة قــوات الحــدود‬ ‫واألم ــن الوطن ــي وجه ــات أخ ــرى لتجهيزه ــا‬ ‫بالطائ ـرات املس ــيرة املنتج ــة محلي ــا‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫توقيــع عقــود مــع وزارة الدفــاع لتنفيــذ مشــاريع‬ ‫ف ــي ه ــذا املج ــال‪.‬‬ ‫و أعلن ــت هيئ ــة التصني ــع الحرب ــي ع ــن الب ــدء‬ ‫وفق ــا‬ ‫ف ــي إنت ــاج األس ــلحة واألعت ــدة املتوس ــطة ً‬ ‫للمعاييــر العامليــة‪ ،‬بحســب مــا تصفــه‪ ،‬و هنــاك‬ ‫توج ــه نح ــو تجمي ــع الطائ ـرات املقاتل ــة محلي ــا‬ ‫وصناع ــة بع ــض أجزائه ــا‪ ،‬فض ــا ع ــن صناع ــة‬ ‫طائ ـرات عمودي ــة وطائ ـرات مراقب ــة‪.‬‬

‫وتس ــعى الهيئ ــة إل ــى توس ــيع قاع ــدة الصناع ــات‬ ‫الحربي ــة ف ــي الع ـراق بالتع ــاون م ــع الش ــركات‬ ‫العاملي ــة واملراك ــز البحثي ــة العراقي ــة به ــدف‬ ‫إنت ــاج مع ــدات عس ــكرية حديث ــة تلب ــي‬ ‫احتياجــات القــوات األمنيــة‪ ،‬وقــد جــرى افتتــاح‬ ‫عدي ــد املصان ــع الجدي ــدة ف ــي الس ــنوات القليل ــة‬ ‫املاضي ــة‪ ،‬وهن ــاك خط ــط الفتت ــاح املزي ــد ف ــي‬ ‫املس ــتقبل القري ــب‪.‬‬ ‫وكان رئي ــس هيئ ــة التصني ــع الحرب ــي‪ ،‬مصطف ــى‬ ‫عات ــي‪ ،‬ق ــد ص ــرح مؤخ ـرا‪ ،‬أن الهيئ ــة ب ــدأت‬ ‫بإنت ــاج األس ــلحة واألعت ــدة املتوس ــطة وف ــق‬ ‫املعاييــر العامليــة‪ ،‬مشــي ًرا الــى أن إنتــاج الســيارات‬ ‫الكهربائي ــة وص ــل إل ــى مراح ــل متقدم ــة‪.‬‬ ‫وتط ــرق ال ــى تواج ــد ش ــركات داعم ــة تعم ــل ف ــي‬ ‫داخ ــل الع ـراق‪ ،‬مم ــا أس ــهم ف ــي تأس ــيس قاع ــدة‬ ‫كبي ــرة للتطوي ــر البش ــري داخ ــل وخ ــارج الب ــاد‪،‬‬ ‫مبين ــا أن "الصناع ــات العس ــكرية الت ــي يت ــم‬ ‫توطينه ــا تعتم ــد عل ــى تكنولوجي ــا متط ــورة‬ ‫وحديث ــة‪ ،‬ونعم ــل عل ــى جل ــب الصناع ــات‬ ‫املدنيــة والعســكرية ذات التكنولوجيــا العاليــة‪،‬‬ ‫وال نقبــل بأقــل مــن ذلــك"‪ ،‬مبينـ ًـا أنــه "ال توجــد‬ ‫معوقــات حتــى اآلن واألمــور تســير بشــكل جيــد‪،‬‬ ‫مــع وجــود صناعــات تــم توطينهــا وأخــرى ســيتم‬ ‫ـتقبال"‪.‬‬ ‫توطينه ــا مس ـ ً‬ ‫ولف ــت ال ــى أن "هن ــاك تفاهم ــات ومذك ـرات‬ ‫تفاه ــم م ــع العدي ــد م ــن ال ــدول للتع ــاون ورغب ــة‬ ‫دولي ــة كبي ــرة ف ــي التعام ــل م ــع الهيئ ــة عل ــى‬

‫املس ــتوى العالم ــي"‪.‬‬ ‫وأكم ــل‪ ،‬أن "الهيئ ــة تمتل ــك فرص ـ ًـا كبي ــرة‬ ‫وواع ــدة عل ــى املس ــتويين املدن ــي والعس ــكري"‪،‬‬ ‫مش ــيرا ال ــى أن "إنت ــاج الس ــيارات الكهربائي ــة‬ ‫وص ــل إل ــى مراح ــل متقدم ــة‪ ،‬بع ــد وص ــول‬ ‫املع ــدات واملكائ ــن املطلوب ــة‪ ،‬م ــع اس ــتمرار‬ ‫العم ــل عل ــى مش ــاريع مدني ــة وعس ــكرية أخ ــرى‬ ‫ذات أهمي ــة اس ــتراتيجية "‪.‬‬ ‫واس ــتطرد بالق ــول "الهيئ ــة تعتم ــد عل ــى‬ ‫املشــاركة مــع القطــاع الخــاص عبــر عقــود تتيــح‬ ‫االس ــتفادة م ــن إمكانياته ــم املالي ــة والتقني ــة‪،‬‬ ‫مم ــا يمك ــن الهيئ ــة م ــن بن ــاء املصان ــع وتطوي ــر‬ ‫القــدرات مــن دون الحاجــة إلــى ميزانيــة الدولــة‪،‬‬ ‫وذل ــك به ــدف تقلي ــل الضغ ــط املال ــي عل ــى‬ ‫الحكوم ــة"‪.‬‬ ‫وأوضــح‪ ،‬ان "الهيئــة تعمــل بالتعــاون مــع مراكــز‬ ‫بحثي ــة عراقي ــة ف ــي الجامع ــات‪ ،‬ومديري ــات‬ ‫بحــث وتطويــر‪ ،‬بهــدف إنتــاج معــدات عســكرية‬ ‫حديث ــة تخ ــدم متطلب ــات الق ــوات األمني ــة‬ ‫وتطلعاته ــا املس ــتقبلية "‪.‬‬ ‫وع ــن ن ــوع األس ــلحة املنتج ــة‪ ،‬اردف رئي ــس‬ ‫هيئ ــة التصني ــع الحرب ــي انه ــا أس ــلحة خفيف ــة‪،‬‬ ‫تش ــمل البن ــادق بأربع ــة أن ــواع واملسدس ــات‬ ‫بأربعــة أنــواع‪ ،‬فضــا عــن بــدء إنتــاج األســلحة‬ ‫املتوســطة‪ ،‬مــع توفــر العتــاد الخفيــف‪ ،‬والبــدء‬ ‫بإنت ــاج العت ــاد املتوس ــط‪ ،‬وذخائ ــر املدفعي ــة‬ ‫واله ــاون‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫االتحادات والنقابات العمالية‬

‫تزداد والعامل بال حقوق‬

‫‪FAILY‬‬ ‫‪FAILY MAGAZINE‬‬ ‫‪MAGAZINE‬‬

‫‪111 2025‬‬ ‫الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬ ‫والعشرون|نيسان‪-‬أبريل‬ ‫والعشرون‪-‬كانون‬ ‫الحادية‬ ‫الحادية‬ ‫السنة السنة‬ ‫العدد ‪256‬‬ ‫العدد ‪253‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫علــى قاعــة نــادي الصيــد العراقــي‪ ،‬عقــد مؤتمــرتأسي�ســي إلتحــاد عمالــي يــوازي املكتــب التنفيــذي‬ ‫لإلتحــاد العــام لنقابــات العمــال الــذي تأســس العــام ‪ ،1973‬ويحمــل هــذا التنظيــم املــوازي‪ ،‬الــذي‬ ‫ـما مطابق ـ ًـا للتنظي ــم النقاب ــي األصل ــي‪ ،‬لك ــن م ــع اضاف ــة كلم ــة جمهوري ــة‬ ‫تأس ــس الع ــام ‪ 2025‬اس ـ ً‬ ‫ـدال مــن العــراق‪.‬‬ ‫العــراق فــي نهايــة االســم بـ ً‬ ‫فه ــل ثم ــة مس ــوغات قانوني ــة او اه ــداف‬ ‫موضوعي ــة دع ــت ال ــى تأس ــيس ه ــذا االتح ــاد‬ ‫العما ل ــي؟‬ ‫وت ــدور تس ــاؤالت جم ــة ف ــي األوس ــاط العمالي ــة‬ ‫ح ــول ج ــدوى تع ــدد الجه ــات النقابي ــة‬ ‫واأله ــداف الت ــي تعم ــل عل ــى إنجازه ــا له ــذه‬ ‫الطبق ــة الكادح ــة‪.‬‬ ‫ويوضــح رئيــس االتحــاد العــام لنقابــات العمــال‬ ‫ف ــي جمهوري ــة الع ـراق ال ــذي تش ــكل حديث ــا‪،‬‬ ‫حس ــن عل ــي عب ــد الكري ــم‪ ،‬إن ه ــذا اإلتح ــاد‬ ‫اجــرى فــي وقــت ســابق مــن هــذا العــام انتخابــات‬ ‫الختي ــار أعض ــاء املكت ــب التنفي ــذي بمش ــاركة‬ ‫العدي ــد م ــن النقاب ــات والقطاع ــات العمالي ــة‪.‬‬ ‫ويضي ــف عب ــد الكري ــم‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"تأس ــيس االتح ــاد ج ــاء به ــدف الدف ــاع ع ــن‬ ‫حق ــوق العم ــال ومعالج ــة املش ــاكل الت ــي‬ ‫يعان ــي منه ــا العم ــال ف ــي الع ـراق عل ــى مختل ــف‬ ‫األصع ــدة"‪.‬‬ ‫ويش ــير‪ ،‬إل ــى أن "االتح ــاد يعم ــل ف ــي الوق ــت‬ ‫الحاض ــر عل ــى افتت ــاح ف ــروع ل ــه ف ــي محافظ ــات‬ ‫الع ـراق كاف ــة بغي ــة النه ــوض بواق ــع الطبق ــة‬ ‫العامل ــة واالرتق ــاء به ــذه الش ــريحة مادي ـ ًـا‬ ‫ومعنوي ـ ًـا "‪.‬‬ ‫وين ــوه‪ ،‬إل ــى أن "تأس ــيس االتح ــاد الع ــام‬ ‫لنقاب ــات العم ــال ف ــي جمهوري ــة الع ـراق ج ــاء‬ ‫وف ــق أط ــر قانوني ــة ت ــم اإلع ــان عنه ــا خ ــال‬ ‫التأس ــيس‪ ،‬وس ــيعمل االتح ــاد الجدي ــد وف ــق‬ ‫نظام ــه الداخل ــي عل ــى تحقي ــق األه ــداف الت ــي‬ ‫تص ــب بصال ــح جمي ــع العم ــال"‪.‬‬ ‫وتابــع‪ ،‬أن "التش ــكيالت النقابي ــة املوج ــودة ل ــم‬ ‫تق ــم بدوره ــا كم ــا يج ــب ف ــي تحقي ــق طموح ــات‬ ‫العمــال فــي العـراق‪ ،‬وهــذا هــو الســبب الرئي�ســي‬

‫‪112‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪113 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫االتحادات والنقابات العمالية العراقية تزداد والعامل بال حقوق‬ ‫الــذي دعانــا لتأســيس هــذا اإلتحــاد"‪.‬‬ ‫ويلف ــت‪ ،‬إل ــى أن "انضم ــام أع ــداد كبي ــرة م ــن‬ ‫العم ــال التحادن ــا خ ــال وق ــت قصي ــر يعك ــس‬ ‫ثق ــة الطبق ــة بعملن ــا بع ــد اطالعه ــم عل ــى أب ــرز‬ ‫األه ــداف الت ــي يس ــعى االتح ــاد إل ــى تحقيقه ــا‪،‬‬ ‫وه ــذا م ــا يضعن ــا أم ــام مس ــؤولية كبي ــرة لب ــذل‬ ‫أكب ــر ق ــدر ممك ــن م ــن الجه ــود لتحقي ــق م ــا‬ ‫يصب ــو ل ــه العم ــال الذي ــن وضع ــوا ثقته ــم بن ــا‬ ‫وخولون ــا بالعم ــل عل ــى تقدي ــم مكتس ــبات‬ ‫ملموس ــة له ــم"‪.‬‬ ‫ول ــم تظه ــر عل ــى الس ــطح حت ــى اآلن خالف ــات‬ ‫واضح ــة بي ــن أعض ــاء االتحادي ــن‪ ،‬القدي ــم‬ ‫واملوازيــن‪ ،‬لكــن مســؤولي اإلتحــاد الجديــد بــرروا‬ ‫تأس ــيس اتحاده ــم بع ــدم ق ــدرة االتح ــادات‬ ‫والنقابــات املوجــودة علــى تقديــم منجــز واضــح‬ ‫للطبق ــة العمالي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق تق ــول نائ ــب رئي ــس االتح ــاد‬ ‫امل ــوازي‪ ،‬لم ــى الكعب ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"التش ــكيالت النقابي ــة العمالي ــة املوج ــودة‬ ‫والت ــي تعم ــل من ــذ س ــنوات طويل ــة‪ ،‬ل ــم تحق ــق‬ ‫اي ــة طموح ــات واضح ــة كان ينتظره ــا عم ــال‬ ‫الع ـراق طوي ـ ًـا‪ ،‬ول ــم تس ــاعد ه ــذه الطبق ــة‬ ‫املســحوقة ولــم تعمــل علــى تهيئــة فــرص العمــل‬ ‫ول ــم تس ــاعد العم ــال عل ــى ضم ــان حقوقه ــم‬ ‫وص ــون كرامته ــم"‪.‬‬ ‫وتضي ــف‪ ،‬أن "ه ــذه األس ــباب جعل ــت العام ــل‬ ‫العراق ــي يفق ــد الثق ــة بالنقاب ــات العمالي ــة‬ ‫واليط ــرق ابوابه ــا عن ــد الحاج ــة او يس ــتعين به ــا‬ ‫ف ــي القضاي ــا الت ــي تخ ــص العم ــل"‪.‬‬ ‫وتؤك ــد الكعب ــي‪ ،‬أن "اإلتح ــاد الع ــام لنقاب ــات‬ ‫العمــال فــي جمهوريــة العـراق‪ ،‬ســيبذل قصــارى‬ ‫جه ــده بالتع ــاون م ــع النقاب ــات التابع ــة ل ــه‬ ‫لخدم ــة الطبق ــة العمالي ــة ويس ــعى جدي ــا م ــن‬ ‫أج ــل أن تن ــال ه ــذه الطبق ــة حقوقه ــا"‪.‬‬ ‫وتتابــع‪ ،‬أن "اتحادنــا ســيم�ضي حثيثـ ًـا لتجســيد‬ ‫ش ــعار (نح ــو حق ــوق عادل ــة وكرام ــة للعم ــال)‪،‬‬ ‫وه ــو الش ــعار ال ــذي رفعن ــاه ف ــي املؤتم ــر‬ ‫التأسي�س ــي"‪.‬‬ ‫وف ــي الوق ــت ال ــذي يع ــرب في ــه مس ــؤولون‬ ‫م ــن تش ــكيالت نقابي ــة مختلف ــة ف ــي ان يش ــكل‬ ‫االتح ــاد الجدي ــد بصم ــة ايجابي ــة ف ــي املش ــهد‬

‫العمالــي شــددوا أيضـ ًـا علــى ضــرورة أن يكتســب‬ ‫االتح ــاد امل ــوازي الصف ــة القانوني ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا اإلط ــار‪ ،‬يوض ــح ولي ــد نعم ــة‪ ،‬رئي ــس‬ ‫االتحــاد العراقــي لنقابــات العمــال‪ ،‬أن "االتحــاد‬ ‫تأس ــس وف ــق امل ــادة ‪ 78‬م ــن قان ــون تنظي ــم‬ ‫الحري ــات النقابي ــة لس ــنة ‪."2017‬‬ ‫ويضي ــف ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "م ــن الض ــروري‬ ‫اكتس ــاب االتح ــاد امل ــوازي املعي ــار القانون ــي‬ ‫الخ ــاص بتأس ــيس النقاب ــات"‪.‬‬ ‫ويش ــير نعم ــة إل ــى أن ــه "ف ــي ح ــال وج ــود تض ــارب‬ ‫معنــوي لالتحــاد الجديــد مــع تشــكيالت نقابيــة‬ ‫اخ ــرى‪ ،‬فل ــن يكتس ــب الصف ــة القانوني ــة‬ ‫ملمارس ــة عمل ــه"‪.‬‬ ‫أمــا الخبيــر القانونــي إبراهيــم الســلطاني‪ ،‬فقــد‬ ‫أك ــد‪ ،‬ان ــه "ال ب ــأس ان يت ــم تعدي ــل النظ ــام‬ ‫الداخل ــي لالتح ــاد الجدي ــد ف ــي ح ــال إلغ ــاء‬ ‫االتح ــاد القدي ــم‪ ،‬ولك ــن إذا كان التش ــكيل‬ ‫النقابــي موازيـ ًـا للتشــكيل القديــم‪ ،‬فــإن النظــام‬ ‫الداخل ــي لالتح ــاد الجدي ــد يتح ــدد باله ــدف‬ ‫ال ــذي ش ــكل م ــن أجل ــه ه ــذا التنظي ــم"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إذا "كان اله ــدف‬ ‫ال ــذي تأس ــس م ــن خالل ــه التش ــكيل الجدي ــد‬ ‫يس ــتوجب الح ــذف واإلضاف ــة والتعدي ــل ف ــي‬ ‫النظــام الداخلــي فــا بــأس بذلــك وال يؤثــر ذلــك‬ ‫مــن الناحيــة القانونيــة علــى التشــكيل النقابــي‬ ‫الجدي ــد‪ ،‬ولك ــن ف ــي ح ــال وضع ــت قواع ــد‬ ‫قانونيــة فــي النظــام الداخلــي للتشــكيل املــوازي‬ ‫مــن شــأنها عرقلــة أو منــع عمــل التنظيــم املــوازي‬ ‫االخــر القديــم فــإن ذلــك يعــد مخالفــة قانونيــة‪،‬‬ ‫اذ اليجــوز وضــع قواعــد قانونيــة تعرقــل عمــل‬ ‫أح ــد التنظمي ــن النقابيي ــن املتوازيي ــن"‪.‬‬ ‫ويتاب ــع‪ ،‬أن "ع ــدم وج ــود اخت ــاف ف ــي النظ ــام‬ ‫الداخل ــي للتش ــكيلين‪ ،‬لي ــس ذا ج ــدوى إال إذا‬ ‫كان ه ــدف كل تش ــكيل يختل ــف ع ــن ه ــدف‬ ‫التش ــكيل اآلخ ــر‪ ،‬أم ــا إذا كان ــت األه ــداف الت ــي‬ ‫يس ــعى لتحقيقه ــا كال التش ــكيلين واح ــدة أو‬ ‫متطابق ــة‪ ،‬فلي ــس هن ــاك اي مس ــوغ قانون ــي"‪.‬‬ ‫إال أن رئي ــس االتح ــاد الع ــام لنقاب ــات العم ــال‬ ‫ف ــي الع ـراق س ــتار دنب ــوس‪ ،‬ال ــذي يراف ــق وزي ــر‬ ‫العمــل والشــؤون االجتماعيــة فــي زيــارة رســمية‬ ‫ال ــى مص ــر حالي ـ ًـا‪ ،‬ق ــال ف ــي اتص ــال هاتف ــي م ــع‬

‫مجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن "تعــدد التشــكيالت النقابيــة‬ ‫املتعلق ــة بطبق ــة العم ــال س ــيؤدي ال ــى تش ــتت‬ ‫الق ـرار‪ ،‬ويحــول دون تقديــم خدمــات حقيقيــة‬ ‫له ــذه الش ــريحة‪ ،‬وق ــد حرصن ــا خ ــال عملن ــا‬ ‫عل ــى توفي ــر العدال ــة وف ــرص العم ــل"‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪" :‬ثم ــة تع ــاون بي ــن اتحادن ــا والجه ــات‬ ‫الحكومي ــة والتش ــريعية‪ ،‬أس ــفرت ع ــن س ــن‬ ‫قان ــون الضم ــان االجتماع ــي للعم ــال‪ ،‬وأن‬ ‫االتح ــاد م ــا زال يتاب ــع م ــن خ ــال جهات ــه‬ ‫الرقابي ــة تطبي ــق ه ــذا القان ــون ومحاس ــبة‬ ‫ش ــركات ومعام ــل القط ــاع الخ ــاص الت ــي تمتن ــع‬ ‫ع ــن إدراج العم ــال ضم ــن ه ــذا القان ــون"‪.‬‬ ‫وشــارك عــدد مــن العمــال فــي املؤتمــر التأسي�ســي‬ ‫لالتح ــاد امل ــوازي‪ ،‬وأعرب ــوا ع ــن أمله ــم ف ــي أن‬ ‫ينج ــح االتح ــاد الجدي ــد ف ــي معالج ــة القضاي ــا‬ ‫العمالي ــة امللح ــة‪.‬‬ ‫ويوض ــح العام ــل زي ــدون رض ــا كام ــل (‪23‬‬ ‫عام ـ ًـا)‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "هن ــاك‬ ‫العدي ــد م ــن القضاي ــا العمالي ــة املعق ــدة الت ــي‬ ‫تنتظ ــر الحل ــول م ــن القطاع ــات النقابي ــة‪،‬‬ ‫وأبرزه ــا توفي ــر ف ــرص العم ــل وتقني ــن العمال ــة‬

‫األجنبي ــة‪ ،‬إضاف ــة إل ــى تفعي ــل قان ــون الضم ــان‬ ‫االجتما ع ــي"‪.‬‬ ‫بــدوره‪ ،‬يقــول العامــل رشــيد ســمير (‪ 34‬عامــا)‪،‬‬ ‫ف ــي حدي ــث للوكال ــة‪ ،‬إن "كث ــرة االتح ــادات أو‬ ‫ـيئا بالنس ــبة للعم ــال‪ ،‬ألن‬ ‫النقاب ــات ال تعن ــي ش ـ ً‬ ‫املهــم هــو إنعــاش شــريحة العمــال والدفــاع عــن‬ ‫حقوقه ــم"‪.‬‬ ‫ول ــم تكت ــرث ثري ــا عب ــد الخال ــق (‪19‬عام ـ ًـا)‪،‬‬ ‫للتش ــكيالت النقابي ــة الخاص ــة بالعم ــال‪،‬‬ ‫وقال ــت وه ــي تم ــارس عمله ــا ف ــي أح ــد املتاج ــر‬ ‫بمنطق ــة املنص ــور‪ ،‬انه ــا تعم ــل م ــن الس ــاعة‬ ‫العاش ــرة صباح ــا وحت ــى العاش ــرة لي ــا‪،‬‬ ‫وتتقا�ض ــى ‪ 700‬ال ــف دين ــار كأج ــر ش ــهري‪.‬‬ ‫وتضي ــف ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬انه ــا ل ــم‬ ‫تحص ــل عل ــى اس ــتراحة خ ــال العم ــل إال‬ ‫لدقائ ــق مع ــدودة فق ــط‪ ،‬ول ــم تتمت ــع بإج ــازة‬ ‫ي ــوم واح ــد خ ــال الش ــهر‪.‬‬ ‫وتؤك ــد ثري ــا‪ ،‬إن ــه لي ــس بوس ــعها االعت ـراض‬ ‫عل ــى لوائ ــح العم ــل الصارم ــة‪ ،‬ألن ــه ال يوج ــد‬ ‫م ــن يداف ــع ع ــن ش ــريحة العم ــال ف ــي القط ــاع‬ ‫الخ ــاص إذا فق ــدوا عمله ــم‪.‬‬

‫وش ــهد الع ـراق من ــذ التغيي ــر السيا�س ــي بع ــد‬ ‫الع ــام ‪ ،2003‬ظه ــور العدي ــد م ــن املنظم ــات‬ ‫والتش ــكيالت النقابي ــة بمختل ــف القطاع ــات‪.‬‬ ‫ويؤك ــد األكاديم ــي الدكت ــور حس ــين عل ــي‪ ،‬أن‬ ‫"ظه ــور التش ــكيالت النقابي ــة وتع ــدد منظم ــات‬ ‫املجتم ــع املدن ــي أم ــر طبيع ــي ف ــي األنظم ــة‬ ‫الديمقراطي ــة‪ ،‬ش ــريطة أن تك ــون له ــذه‬ ‫املنظم ــات والتش ــكيالت تموي ــل مال ــي واض ــح‬ ‫وأه ــداف مغاي ــرة ع ــن أه ــداف التش ــكيالت‬ ‫األخ ــرى املوازي ــة له ــا"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه "يج ــب توف ــر‬ ‫الش ــروط القانوني ــة ف ــي قي ــام التش ــكيالت‬ ‫النقابي ــة‪ ،‬وأن يك ــون له ــا جه ــد ملم ــوس يص ــب‬ ‫بصال ــح الجه ــة املس ــتهدفة"‪.‬‬ ‫وف ــي النهاي ــة فإن ــه مهم ــا تع ــددت املس ــميات‬ ‫واألهــداف فالعامــل العراقــي يعانــي مــن منافســة‬ ‫العمالــة الوافــدة‪ ،‬وعــدم توفــر فــرص عمــل فــي‬ ‫القطاعي ــن الخ ــاص والع ــام ك‪ ،‬وع ــدم وج ــود‬ ‫ضمان ــات اجتماعي ــة وصحي ــة‪ ،‬مم ــا يجع ــل‬ ‫ـنويا‪.‬‬ ‫ش ــريحة العاطلي ــن ع ــن العم ــل ت ــزداد س ـ ً‬

‫« التشكيالت النقابية‬ ‫العمالية التي تعمل منذ‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬لم تحقق اية‬ ‫طموحات كان ينتظرها عمال‬ ‫العراق طويالً‪ ،‬ولم تساعد‬ ‫هذه الطبقة المسحوقة ولم‬ ‫تعمل على تهيئة فرص‬ ‫العمل ولم تساعد العمال‬ ‫على ضمان حقوقهم وصون‬ ‫كرامتهم"‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪115 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫ركود كبير في سوق العقارات ببغداد‪..‬‬

‫والمكاتب بانتظار االنفراجة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫الوض ــع الحال ــي لس ــوق العق ــارات ف ــي بغ ــداد يش ــهد رك ــودا كبي ــرا‪،‬‬ ‫وتنخفــض عمليــات البيــع والشــراء بصــورة الفتــة‪ ،‬يــؤدي ذلــك الــى‬ ‫اضطــرارالســكان إلــى البحــث عــن أراض أو هيــاكل مبنيــة فــي أماكــن‬ ‫زراعي ــة نائي ــة م ــن دون اوراق "طاب ــو س ــكني" وكذل ــك تتواص ــل‬ ‫عملي ــات التج ــاوز م ــن دون ع ــاج‪.‬‬

‫واس ــتنادا ال ــى متخصصي ــن ف ــإن س ــوق العق ــارات‬ ‫ف ــي بغ ــداد يم ــر بمرحل ــة معق ــدة تتمي ــز بارتف ــاع‬ ‫اس ــعار أدى إل ــى رك ــود ف ــي حرك ــة البي ــع والش ـراء‪،‬‬ ‫فيمــا تســتمر األســعار فــي التذبــذب واالتجــاه نحــو‬ ‫االرتف ــاع بس ــبب عوام ــل متع ــددة تتعل ــق بالع ــرض‬ ‫والطل ــب‪ ،‬والسياس ــات االقتصادي ــة‪ ،‬واملمارس ــات‬ ‫غي ــر املنظم ــة ف ــي الس ــوق‪ ،‬وعوام ــل اخ ــرى‪.‬‬ ‫واألس ــباب وراء الرك ــود وارتف ــاع األثم ــان يمك ــن‬ ‫إدراجه ــا بع ــدة ام ــور‪ ،‬منه ــا ان ارتف ــاع األس ــعار‬ ‫يكــون بشــكل مبالــغ فيــه‪ ،‬فبعــد مــدة مــن االرتفــاع‬ ‫املتس ــارع‪ ،‬وصل ــت األس ــعار إل ــى مس ــتويات تف ــوق‬ ‫الق ــدرة الش ـرائية ملعظ ــم املواطني ــن العراقيي ــن‪،‬‬ ‫الس ــيما م ــع ثب ــات أو ضع ــف األج ــور وع ــدم توف ــر‬ ‫خي ــارات تمويلي ــة كافي ــة م ــا ع ــدا تدابي ــر م ــن قب ــل‬ ‫مص ــرف الرافدي ــن‪ ،‬وه ــي اج ـراءات معق ــدة ولي ــس‬ ‫بمق ــدور اي ش ــخص اس ــتكمالها‪ ،‬ه ــذا يجع ــل‬ ‫عملي ــة البي ــع والش ـراء صعب ــة للغاي ــة‪.‬‬ ‫أن غالبي ــة الس ــكان يعان ــون م ــن صعوب ــات‬ ‫اقتصاديــة وتراجــع فــي القــدرة الشـرائية‪ ،‬ممــا يقلــل‬ ‫مــن عــدد املشــترين املحتمليــن للعقــارات باألســعار‬ ‫الحالي ــة‪ ،‬كم ــا أن االرتف ــاع الكبي ــر ف ــي مع ــدالت‬ ‫التضخ ــم وزي ــادة تكالي ــف م ــواد البن ــاء أدت إل ــى‬ ‫زي ــادة أس ــعار العق ــارات الجدي ــدة‪ ،‬مم ــا زاد م ــن‬ ‫صعوب ــة الش ـراء‪.‬‬ ‫واس ــهمت املضارب ــات غي ــر املنظم ــة واس ــتغالل‬ ‫العق ــارات كأداة لغس ــيل األم ــوال ف ــي تضخي ــم‬ ‫األس ــعار بش ــكل غي ــر واقع ــي‪ ،‬مم ــا أدى ف ــي النهاي ــة‬ ‫إل ــى ع ــزوف املش ــترين الحقيقيي ــن‪ ،‬كم ــا ان ضع ــف‬ ‫الرقاب ــة الحكومي ــة وع ــدم تواج ــد آلي ــات واضح ــة‬ ‫لتس ــعير العق ــارات س ــمح للمس ــتثمرين بوض ــع‬ ‫أس ــعار تقديري ــة م ــن دون ضواب ــط‪ ،‬م ــا أدى إل ــى‬

‫مــا يســميه املتخصصــون فقاعــة ســعرية تتــردد فــي‬ ‫االجــواء بحريتهــا وقــد تنفجــر مــن دون محــددات او‬ ‫ضوا ب ــط‪.‬‬ ‫وكذل ــك ف ــإن بع ــض الق ـرارات أو اإلج ـراءات‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬مث ــل تل ــك املتعلق ــة بإي ــداع األم ــوال‬ ‫مــن مبيعــات العقــارات الكبيــرة فــي البنــوك‪ ،‬خلقــت‬ ‫حال ــة م ــن الترق ــب أو اإلحج ــام ع ــن الت ــداول حت ــى‬ ‫تتضــح األمــور‪ ،‬فضــا عــن ان اعــان الحكومــة عــن‬ ‫مش ــاريع س ــكنية مخدوم ــة يزي ــد اع ــداد املترددي ــن‬ ‫بالش ـراء انتظ ــارا ألي تس ــهيالت محتمل ــة‪.‬‬ ‫ولطامل ــا ادت حال ــة ع ــدم االس ــتقرار السيا�س ــي‬ ‫أو االقتص ــادي الع ــام ال ــى التأثي ــر س ــلبا عل ــى‬ ‫ثق ــة املس ــتثمرين واملش ــترين وتس ــببت ف ــي تباط ــؤ‬ ‫النش ــاط العق ــاري‪.‬‬ ‫وهنال ــك أس ــباب مفصلي ــة لتذب ــذب أس ــعار‬ ‫املن ــازل واألرا�ض ــي واتج ــاه األس ــعار إل ــى االرتف ــاع‪،‬‬ ‫إذ ي ــرى البع ــض أن قان ــون االس ــتثمار العراق ــي‬ ‫يمن ــح املس ــتثمرين حري ــة كبي ــرة ف ــي التس ــعير م ــن‬ ‫دون وض ــع ضواب ــط مح ــددة‪ ،‬مم ــا يس ــمح بارتف ــاع‬ ‫األس ــعار بش ــكل كبي ــر‪.‬‬ ‫وهن ــاك فج ــوة كبي ــرة بي ــن الع ــرض املح ــدود م ــن‬ ‫الوح ــدات الس ــكنية والطل ــب املتزاي ــد النات ــج ع ــن‬ ‫النم ــو الس ــكاني وارتف ــاع مع ــدالت التحض ــر‪ ،‬مم ــا‬ ‫يدف ــع األس ــعار لالرتف ــاع‪.‬‬ ‫وكذل ــك ان املناط ــق الت ــي تتمت ــع باس ــتقرار أمن ــي‬ ‫وتوف ــر خدم ــات جي ــدة تش ــهد ارتفاع ــا أكب ــر ف ــي‬ ‫األس ــعار نظ ـرا لزي ــادة الطل ــب عليه ــا‪.‬‬ ‫ان دخ ــول أصح ــاب رؤوس األم ــوال الكبي ــرة إل ــى‬ ‫ســوق العقــارات واســتثمارهم فيــه يــؤدي إلــى زيــادة‬ ‫الطل ــب ورف ــع األس ــعار؛ وبرغ ــم تواج ــد تحدي ــات‬ ‫ف ــي الحص ــول عل ــى املوافق ــات‪ ،‬إال أن س ــهولة‬

‫بع ــض إج ـراءات االس ــتثمار العق ــاري ق ــد تش ــجع‬ ‫عل ــى دخ ــول مزي ــد م ــن املس ــتثمرين‪ ،‬مم ــا يزي ــد م ــن‬ ‫املنافســة علــى األرا�ضــي والعقــارات ويرفــع األســعار‪.‬‬ ‫وكذل ــك ف ــان ع ــدم تواج ــد برنام ــج حكوم ــي منظ ــم‬ ‫لتوزي ــع األرا�ض ــي عل ــى الس ــكان يس ــهم ف ــي زي ــادة‬ ‫الطل ــب عل ــى األرا�ض ــي املتاح ــة ورف ــع أس ــعارها‪.‬‬ ‫وان انخف ــاض قيم ــة الدين ــار العراق ــي بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫ق ـرار البن ــك املرك ــزي بتخفي ــض قيمت ــه ف ــي ع ــام‬ ‫‪ 2020‬أدى إلــى زيــادة ثــروات حائــزي الــدوالر وشــجع‬ ‫كثي ــرون عل ــى االس ــتثمار ف ــي العق ــارات‪ ،‬مم ــا زاد‬ ‫ب ــدوره الطل ــب ورف ــع األس ــعار‪.‬‬ ‫اض بأس ــعار زهي ــدة‬ ‫ويس ــهم الفس ــاد ف ــي من ــح أر ٍ‬ ‫ملس ــتثمرين يقوم ــون ببي ــع الوح ــدات الس ــكنية‬ ‫بأس ــعار مضاعف ــة‪ ،‬كم ــا أن اس ــتغالل العق ــارات‬ ‫لغس ــيل األم ــوال ي ــؤدي إل ــى تضخي ــم األس ــعار‪.‬‬ ‫ام ــا مش ــاريع اإلس ــكان الت ــي تنفذه ــا الحكوم ــة ف ــا‬

‫تلب ــي الحاج ــة الفعلي ــة للس ــكان م ــن حي ــث الكمي ــة‬ ‫واملواصف ــات واملواق ــع‪ ،‬مم ــا يت ــرك الس ــوق يعتم ــد‬ ‫بش ــكل كبي ــر عل ــى القط ــاع الخ ــاص‪.‬‬ ‫فــي املناطــق املحيطــة ببغــداد تتواجــد اراض يقــدم‬ ‫عليهــا عــدد متزايــد مــن النــاس وهــي زراعيــة تصنــف‬ ‫ضمــن "الطابــو الزراعــي" بســند ‪" ٢٥‬بموجــب ق ـرار‬ ‫‪ 25‬لس ــنة ‪ "1987‬فيم ــا بيع ــت اراض اخ ــرى حت ــى‬ ‫مــن دون اوراق قانونيــة‪ ،‬وجــرى البنــاء فيهــا وســحب‬ ‫امل ــاء له ــا وإقام ــة املج ــاري وأعم ــال التبلي ــط برغ ــم‬ ‫عــدم قانونيــة تملكهــا‪.‬‬ ‫لق ــد قس ــمت مكات ــب العق ــارات ف ــي مناط ــق كثي ــرة‬ ‫مــن بغــداد الــى مكاتــب مختصــة "بالطابــو الســكني‬ ‫الص ــرف" واالخ ــرى "بالطاب ــو الزراع ــي"‪.‬‬ ‫وف ــي اس ــتطالع اجرين ــاه‪ ،‬عل ــى بع ــض مكات ــب‬ ‫العق ــارات املتعلق ــة باملناط ــق الزراعي ــة ف ــي منطق ــة‬ ‫االمي ــن ببغ ــداد الجدي ــدة‪ ،‬ذك ــر اصح ــاب املكات ــب‬

‫إن بعــض النــاس يودعــون عندهــم منازلهــم وكثيــر‬ ‫منه ــا غي ــر مكتم ــل البن ــاء "بمرحل ــة الهي ــكل" أو‬ ‫قطــع أراضيهــم لغــرض التوســط لهــم ببيعهــا ولكــن‬ ‫الس ــوق راك ــد‪ ،‬ويس ــتدركون إن كثي ـرا م ــن الن ــاس‬ ‫يراجعونهــم للســكن باإليجــار حتــى فــي املناطــق غيــر‬ ‫املخدوم ــة‪ ،‬بدي ــا ع ــن الش ـراء لضع ــف امكاناته ــم‬ ‫املالي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي زيارتن ــا لبع ــض املكات ــب ف ــي تل ــك املنطق ــة‬ ‫وبال ــذات ف ــي املناط ــق الزراعي ــة الجدي ــدة‪ ،‬أجمع ــوا‬ ‫علــى أن حركــة البيــع فــي أفضــل االحــوال ال تتجــاوز‬ ‫نس ــبة ‪ ٪١‬مم ــا يع ــرض عنده ــم‪.‬‬ ‫وال يختل ــف االم ــر عن ــد زيارتن ــا ملكات ــب البي ــع‬ ‫بالطاب ــو الص ــرف وه ــي مج ــاورة له ــا‪ ،‬اذ اك ــد‬ ‫اصحــاب املكاتــب علــى إن عمليــات الش ـراء والبيــع‬ ‫ش ــبه متوقف ــة‪ ،‬وق ــال بعضه ــم ان املواط ــن ربم ــا‬ ‫ينتظ ــر أن تنخف ــض األس ــعار ف ــي موع ــد النع ــرف‬

‫مت ــى يك ــون‪ ،‬بحس ــب تعبي ــر احده ــم‪.‬‬ ‫وق ــد س ــجلنا‪ ،‬أن ــه حت ــى فيم ــا يتعل ــق بالقط ــع‬ ‫الزراعي ــة الت ــي بيع ــت س ــكنية وكذل ــك املن ــازل فيه ــا‬ ‫ف ــان س ــعر البي ــع ب ــات يقت ــرب م ــن اس ــعار البي ــع ف ــي‬ ‫حال ــة الطاب ــو الس ــكني بس ــبب رك ــود حرك ــة البي ــع‬ ‫والش ــراء‪.‬‬ ‫فبم ــوازاة قن ــاة الجي ــش أصب ــح البي ــت الزراع ــي‬ ‫بطاب ــق واح ــد م ــن ‪ ١٠٠‬مت ــر مرب ــع يع ــرض للبي ــع‬ ‫بس ــعر م ــن ‪ ١٢٠ - ١٠٠‬ملي ــون دين ــار وف ــي ح ــاالت‬ ‫ن ــادرة ب ـ ‪ ٩٠‬مليون ــا؛ وف ــي األط ـراف ف ــي املناط ــق غي ــر‬ ‫املخدومــة تعــرض املئــة متــر مربــع او حتــى اقــل مــن‬ ‫ذل ــك بس ــبعين أو ثماني ــن ملي ــون دين ــار‪ ،‬واملفارق ــة‬ ‫الت ــي ذكره ــا اح ــد الس ــكان ان تل ــك املبال ــغ يش ــترى‬ ‫بهــا شــقتين تتوفــر فيهمــا جميــع الخدمــات فــي دولــة‬ ‫مج ــاورة مث ــل تركي ــا‪ ،‬عل ــى ح ــد قول ــه‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون|نيسان‪-‬أبريل ‪117 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫إجراءات مضادة ونتائج مبشّرة‪..‬‬

‫الحكومة تكبح تجريف‬ ‫األراضــي الزراعــية‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تراجع ــت عملي ــة تجري ــف األرا�ض ــي الزراعي ــة وتحويله ــا إل ــى‬ ‫س ــكنية أو مش ــاريع اس ــتثمارية بع ــد تش ــديد إج ــراءات املن ــع‬ ‫وتطبي ــق القان ــون بح ــق املتجاوزي ــن للحف ــاظ عل ــى اإلنت ــاج‬ ‫الزراعــي ولتكــون تلــك املســاحات الخضــراء متنفسـ ًـا للســكان‬ ‫وعام ـ ًـا مهم ـ ًـا ف ــي تلطي ــف األج ــواء‪ ،‬وف ــق الوكي ــل اإلداري‬ ‫ل ــوزارة الزراع ــة العر اقي ــة‪ ،‬مه ــدي س ــهر الجب ــوري‪.‬‬

‫ويؤك ــد الجب ــوري أن "ال ــوزارة حريص ــة عل ــى‬ ‫دع ــم وتطوي ــر القط ــاع الزراع ــي بش ــقيه اإلنت ــاج‬ ‫النبات ــي والحيوان ــي‪ ،‬وتعتب ــر البس ــاتين الج ــزء‬ ‫األسا�ســي واملهــم فــي اإلنتــاج النباتــي‪ ،‬حيــث يعــد‬ ‫الع ـراق م ــن ال ــدول املنتج ــة للتم ــور‪ ،‬وأيض ـ ًـا‬ ‫م ــن ال ــدول املتقدم ــة ف ــي إنت ــاج وأع ــداد النخي ــل‬ ‫عاملي ـ ًـا"‪.‬‬ ‫وع ــن قواني ــن من ــع تجري ــف البس ــاتين‪ ،‬يوض ــح‬ ‫الجبــوري ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "هنــاك قوانيــن ملنــع‬ ‫تجريــف البســاتين وإزالــة األشــجار مثــل قانــون‬ ‫الغاب ــات واملش ــاجر رق ــم ‪ 30‬لس ــنة ‪،2009‬‬ ‫وقانــون حمايــة وتحســين البيئــة رقــم ‪ 27‬لســنة‬ ‫‪ ،2009‬باإلضافــة إلــى قـرار مجلــس الــوزراء رقــم‬ ‫‪ 50‬لســنة ‪ 2016‬الــذي منــع تجريــف البســاتين"‪.‬‬ ‫أمــا اإلجـراءات‪ ،‬فهــي تتمثــل ‪ -‬بحســب الجبــوري‬ ‫‪" -‬فس ــخ العق ــود وإحال ــة املتجاوزي ــن للقض ــاء‬

‫التخ ــاذ اإلج ـراءات بحقه ــم‪ ،‬وتتول ــى مس ــؤولية‬ ‫تنفيذه ــا وزارة الداخلي ــة وبلدي ــات املحافظ ــات‬ ‫باإلضافــة إلــى مديريــات الزراعــة فــي املحافظــات‪،‬‬ ‫ونتيجــة لذلــك يالحــظ انخفــاض التجــاوزات فــي‬ ‫الفت ــرة األخي ــرة‪ ،‬واإلج ـراءات مس ــتمرة للحف ــاظ‬ ‫عل ــى الرقع ــة الزراعي ــة لتك ــون رئ ــة ومتنفس ـ ًـا‬ ‫للس ــكان"‪.‬‬ ‫وتتف ــق عض ــو لجن ــة الزراع ــة واملي ــاه النيابي ــة‪،‬‬ ‫ابتس ــام الهالل ــي‪ ،‬م ــع م ــا طرح ــه الجب ــوري ح ــول‬ ‫أهمي ــة املس ــاحات الخض ـراء ف ــي كل ح ــي س ــكني‬ ‫لتلطي ــف األج ــواء ولتك ــون متنفس ـ ًـا ل ــه "لذل ــك‬ ‫تعم ــل دوائ ــر الزراع ــة عل ــى زيادته ــا ضم ــن‬ ‫مش ــروع زراع ــة ملي ــون ش ــجرة ت ــوزع بش ــكل‬ ‫مجان ــي عل ــى كل املس ــاحات الخض ـراء بالب ــاد‪،‬‬ ‫وف ــي الوق ــت نفس ــه إيق ــاف أي مش ــروع عل ــى‬ ‫األرا�ض ــي الزراعي ــة"‪.‬‬

‫وتؤك ــد الهالل ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "املش ــاريع‬ ‫االس ــتثمارية أث ــرت بش ــكل كبي ــر عل ــى تجري ــف‬ ‫وتفتي ــت األرا�ض ــي الزراعي ــة إل ــى جان ــب ظ ــروف‬ ‫كثي ــرة ومتغي ـرات مناخي ــة منه ــا ش ــحة املي ــاه‪،‬‬ ‫وتع ــد محافظ ــات الوس ــط األش ــد تأث ـ ًرا بش ــحة‬ ‫املي ــاه لذل ــك حص ــل فيه ــا بن ــاء ومش ــاريع‬ ‫اس ــتثمارية عل ــى حس ــاب تل ــك املس ــاحات‪ ،‬لك ــن‬ ‫عمل ــت لجن ــة الزراع ــة عل ــى إيقافه ــا ف ــي بغ ــداد‬ ‫وضواحيه ــا"‪.‬‬ ‫وت ــم ذل ــك وف ــق عض ــو لجن ــة الزراع ــة "م ــن‬ ‫خ ــال توجي ــه كت ــاب إل ــى رئاس ــة ال ــوزراء ب ــأن‬ ‫ه ــذه املناط ــق الخض ـراء تبق ــى زراعي ــة رغ ــم‬ ‫ش ــحة املي ــاه‪ ،‬كم ــا هن ــاك توجي ــه للبلدي ــة‬ ‫بع ــدم تجري ــف ه ــذه األرا�ض ــي وع ــدم تس ــليمها‬ ‫للمواطنيــن أو بنــاء مجمعــات ســكنية أو أخذهــا‬ ‫كمش ــاريع اس ــتثمارية"‪.‬‬

‫بائع االقمشة عبد الحسين‬ ‫قاسم (‪ 60‬عاماً)‪" :‬انهى‬ ‫المستورد والبالة عمل‬ ‫البزازين في العراق‪ ،‬واحيانا‬ ‫اجلس في المحل عدة ايام‬ ‫بدون بيع"‪.‬‬

‫مهدي سهر الجبوري‬

‫الوكيل اإلداري لوزارة الزراعة العر اقية‬

‫وتشــدد الهاللــي‪ ،‬علــى "أهميــة الزراعــة واألرا�ضــي‬ ‫الزراعي ــة واملس ــاحات الخض ـراء‪ ،‬وأن ال يك ــون‬ ‫التج ــاوز عليه ــا بحج ــة التوس ــع الس ــكاني‪ ،‬ب ــل‬ ‫ينبغــي التوجــه نحــو األرا�ضــي الصحراويــة وتــرك‬

‫األرا�ض ــي الزراعي ــة ألن تس ــجيلها ف ــي الطاب ــو‬ ‫متوق ــف وال يمك ــن تحوليه ــا"‪.‬‬ ‫لك ــن تح ــاول الحكوم ــة ف ــي بع ــض األحي ــان‬ ‫"التما�ش ــي والتكي ــف م ــع ه ــذا الواق ــع‪ ،‬ف ــي ظ ــل‬

‫وج ــود مئ ــات اآلالف م ــن الوح ــدات الس ــكنية‬ ‫الت ــي ت ــم بناؤه ــا تج ــاو ًزا م ــن قب ــل املواطني ــن‪،‬‬ ‫ـعبيا‬ ‫فيم ــا ق ــد ُتس ــبب عملي ــة إزالته ــا ضغط ـ ًـا ش ـ ً‬ ‫ومش ــكلة للحكوم ــة"‪ ،‬بحس ــب الخبي ــر الزراع ــي‪،‬‬ ‫خط ــاب الضام ــن‪.‬‬ ‫ويع ــزو الضام ــن خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ســبب هــذه املشــكلة والجهــة املســؤولة عنهــا إلــى‬ ‫ع ــدة وزارات‪ ،‬مبين ـ ًـا أن "ه ــذا املل ــف متش ــابك‪،‬‬ ‫حيــث إن وزارة الزراعــة مــن واجبهــا الدفــاع عــن‬ ‫ه ــذه األرا�ض ــي التابع ــة للقط ــاع الزراع ــي‪ ،‬كم ــا‬ ‫أن وزارة امل ــوارد املائي ــة ووزارات أخ ــرى تتحم ــل‬ ‫ـزءا م ــن ه ــذا املل ــف"‪.‬‬ ‫جـ ً‬ ‫ويتعم ــق الضام ــن ف ــي ش ــرح أس ــاس ه ــذه‬ ‫املش ــكلة‪ ،‬بالق ــول إن "تجري ــف األرا�ض ــي‬ ‫الزراعي ــة يتعل ــق بأزم ــة الس ــكن والقط ــاع‬ ‫العق ــاري ال ــذي يق ــع بص ــورة مباش ــرة عل ــى وزارة‬ ‫اإلســكان باعتبارهــا هــي الــوزارة التــي تعمــل علــى‬ ‫توســيع األرا�ضــي الصالحــة للســكن والعقــارات‪،‬‬ ‫وأيض ـ ًـا ل ــوزارة التخطي ــط مس ــؤولية معين ــة ف ــي‬ ‫ه ــذا املل ــف"‪.‬‬ ‫ويضي ــف "وكذل ــك حكوم ــات املحافظ ــات الت ــي‬ ‫تتحم ــل مس ــؤوليات توفي ــر أرا�ض ــي ع ــن طري ــق‬ ‫اض خ ــارج القط ــاع‬ ‫البلدي ــات واس ــتصالح أر ٍ‬ ‫الزراع ــي وتوزيعه ــا عل ــى ش ــكل قط ــع أرا�ض ــي‪،‬‬ ‫وكذل ــك األم ــر ينطب ــق عل ــى الس ــلطات العلي ــا‬ ‫لألمان ــة العام ــة ملجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬فيم ــا كان‬ ‫لرئي ــس ال ــوزراء تصريح ــات مؤخ ـ ًرا بوج ــود‬ ‫توج ــه لتوزي ــع قط ــع أرا�ض ــي واس ــتصالح‬ ‫مس ــاحات وتزويده ــا بالبني ــة التحتي ــة لتك ــون‬ ‫صالحــة للســكن‪ ،‬لكــن تطبيــق تلــك التوجيهــات‬ ‫يس ــتغرق وقت ـ ًـا لي ــس بالقلي ــل"‪.‬‬ ‫وف ــي ظ ــل ه ــذا التأخي ــر‪ ،‬يالح ــظ الضام ــن "من ــح‬ ‫اس ــتثمارات لبن ــاء مجمع ــات وغيره ــا عل ــى‬ ‫اض زراعيــة‪ ،‬مــا يحــد مــن إمكانيــة االســتثمار‬ ‫أر ٍ‬ ‫ـددا بقلــة محاصيــل‬ ‫الزراعــي وتقليــل إنتاجــه مهـ ً‬ ‫الخض ــروات والطماط ــم والبطاط ــا وغيره ــا‬ ‫الت ــي ُت ــزرع ق ــرب األنه ــر والت ــي ع ــادة م ــا تش ــهد‬ ‫أراضيه ــا التجري ــف‪ ،‬وبالتال ــي يت ــم اس ــتيراد ه ــذه‬ ‫املحاصي ــل واس ــتهالك العمل ــة الصعب ــة وزي ــادة‬ ‫البطالةفيالب ــاد"‪.‬‬

‫"نيسان الحزن االبدي"‪...‬‬ ‫هو شهر نسائم الربيع وموسم الخري والعطاء لدى الشعوب ‪ ..‬لكنه تحول لشهر الوجع والحزن‬ ‫االبدي في روح وضمري الكورد الفيليني ‪ ،‬حيث تعاود الذاكرة استذكار مآسي الحملة الظالمة‬ ‫التي بدأت في نيسان ‪ ،1980‬وشملت مصادرة ممتلكاتهم وإسقاط جنسيتهم وتسفريهم‪،‬‬

‫باإلضافة إلى تغييب آالف الشباب الذين لم ُيعرث على رفاتهم حتى اليوم‪.‬‬

‫نستذكر المأساة إلحياء ذكرى الضحايا وتجديد المطالب بالعدالة واإلنصاف‪ .‬هذه الذكرى‬ ‫ً‬ ‫أيضا دعوة للتذكري‬ ‫ليست فقط لتكريم األرواح التي فقدت واالرواح التي عانت‪ ،‬بل هي‬ ‫بحقوق اإلنسان المغيبة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم النكراء‪.‬‬

‫مدير التحرير‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬ ‫العدد ‪ 256‬السنة الحادية والعشرون ‪ -‬نيسان ‪ /‬أبريل ‪2025‬‬