مجلة بصيرة - العدد السابع والعشرون

Page 1


‫قامئة املواضيع‬

‫اإلسالم السيايس وإشكالية املصطلح ‪..............................................................................................................‬‬ ‫يحاربون التدين ال التطرف ‪..........................................................................................................................‬‬ ‫العبث بالحاجات اإلنسانية ‪...........................................................................................................................‬‬ ‫كلمة البد منها حول قطع العالقة بني السعودية وإيران ‪..................................................................................‬‬ ‫براءة‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫مساحة األمل املح ّرمة ‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫تصميم من مجموعة صلة ‪.............................................................................................................................‬‬ ‫الو ّد األمرييك اإليراين ‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫يف ظالل الفاتحة ‪.........................................................................................................................................‬‬ ‫يوميات الجئ سوري ‪............................................................................................................................. -1‬‬ ‫من فكر العادليني ‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫الصورة املثىل للمرأة العربية املسلمة ‪.............................................................................................................‬‬ ‫لوحة بصرية ‪................................................................................................................................................‬‬ ‫مشاركات ‪....................................................................................................................................................‬‬ ‫من أقوالهم ‪.................................................................................................................................................‬‬ ‫ملخص كتاب ‪.............................................................................................................................................‬‬ ‫دليل اإلسعاف األويل النفيس ‪.........................................................................................................................‬‬ ‫ألبوم بصرية ‪.................................................................................................................................................‬‬

‫العدد ‪2016 - 27‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫إن ثورتنا‬

‫ليست ثورة شعبية‬

‫ضد القهر والظلم والفقر والتهميش‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إنها ثورة عامة شاملة‬ ‫متجددة لكل مكونات املجتمع‬ ‫وجوانبه‪ ،‬هي ثورة عىل املصطلحات‬ ‫واملفاهيم التي رسخت يف معجمنا‬ ‫الثقايف يف زمن االستبداد‪ ،‬وألن الثقافة‬ ‫عملية اجتامعية تراكمية فإننا دامئاً‬ ‫بحاجة إىل الثورة عىل تلك املصطلحات‬ ‫لتستقيم شيئا فشيئاً‪ ،‬فيسقط البايل‬ ‫واملزيف منها‪ .‬ومن تلك املصطلحات‬ ‫التي ملع نجمها مع ثورتنا املباركة‬ ‫وثورات الشعوب العربية‪ ،‬مصطلح‬ ‫"اإلسالم السيايس"‪.‬‬

‫اإلسالم‬ ‫السياسي‬ ‫وإشكالية المصطلح‬

‫!‬

‫بقلم‪ :‬كرامة إسالمية‬

‫بقلم‪ :‬كرامة إسالمية‬

‫‪3‬‬


‫اإلســــالم‬ ‫السياسي‬

‫اإلفتتاحية‬

‫وإشكاليــة‬ ‫المصطلـــح‬

‫يعود مصطلح "اإلسالم السيايس" إىل‬

‫ومن بني العديد من املقاالت والتحليالت‬

‫سلسلة من التسميات عىل إثر قيام الثورة‬

‫والدراسات التي استوقفتني حول هذا‬

‫اإلسالمية يف إيران‪ ،‬وخوف الواليات املتحدة‬

‫املصطلح‪ ،‬كان حوارا ً مطوالً أجرته مجموعة‬

‫من خطر امتدادها يف تسعينات القرن‬

‫"الجمهورية"‪( ،‬ونُرش عىل موقعها عىل‬

‫املايض‪ ،‬فكان يُعرف أوالً بـ"اإلسالم األصويل"‬

‫اإلنرتنت) مع الدكتور صادق جالل العظم‬

‫ومن ثم ا ُستخدم مصطلح "اإلسالميون‬

‫بتاريخ ‪ 10‬كانون الثاين ‪ ،2013‬خاصة‬

‫املتطرفون"‪ ،‬إىل أن استقرت التسمية إىل‬

‫جوابه عن سؤال املحاور له من أن كيف‬

‫وقتنا الحايل عىل"اإلسالم السيايس" بعد‬

‫ملؤلف "نقد الفكر الديني" أن يقف "إىل‬

‫أحداث ‪ 11‬سبتمرب‪ /‬أيلول ‪ .2001‬وكان‬

‫جانب ثورة كانت الجوامع مراكز انطالق‬

‫املقصود من تلك العبارة الجامعات أو‬

‫مظاهراتها‪ ،‬ويعرض مكونها العسكري اليوم‬

‫الحركات اإلسالمية التي تطالب وتدعو إىل‬

‫وجها إسالمياً ظاهرا ً؟ أال يخىش من اإلسالم‬

‫تحكيم رشيعة الله يف دولهم املختلفة‪ .‬وما‬

‫السيايس بعد سقوط نظام األسد؟"!‪.‬‬

‫كان عىل العرب املستغربني أو املسلمني‬

‫فبينام اعرتف بوقوفه إىل جانب الثورة‬

‫املنافقني إال استرياد‪ ،‬بل والتهليل لهذا‬

‫اإليرانية اإلسالمية نجده يعزو خوفه من‬

‫املصطلح وغريه من املصطلحات دومنا‬

‫اإلسالم السيايس إىل أن ثقافتنا ومجتمعاتنا‬

‫الوقوف عنده والرجوع إىل أصوله أو أبعاده‪.‬‬

‫تحوي الكثري من "العنارص السلطوية‬ ‫والتسلطية والسلبطجية واألبوية واألبوية‬ ‫بقلم‪ :‬كرامة إسالمية‬

‫‪4‬‬


‫اإلســــالم‬ ‫السياسي‬

‫وإشكاليــة‬ ‫المصطلـــح‬

‫اإلفتتاحية‬

‫املحدثة والثأرية"‪ ،‬حسب تعبريه‪ ،‬مام يجعل‬

‫والرشائح التجارية"‪ ..‬وأن التدين الشعبي‬

‫إمكانية إعادة إنتاج الطغاة واالستبداد‬

‫السوري البسيط سيتغلب عىل أي إسالم‬

‫العسكري بوجه ديني! هنا كان األوىل به‬

‫سيايس‪.‬‬

‫الرتكيز عىل سبل التخلص من تلك العنارص‬

‫أردنا من مثالنا أعاله تسليط الضوء عىل هذا‬

‫بدالً من تحميل اإلسالم السيايس أمراضاً‬

‫التوجه الفكري السائد من مثقفينا‪ -‬سواء‬

‫عرفتها تاريخ البرشية جمعاء وليست حكرا ً‬

‫ممن وقفوا مع الثورة أو ممن عاداها‪-‬‬

‫عىل مجتمعاتنا ! ومن ثم يفصح عن منوذج‬

‫والذي يرفض جملة وتفصيالً استالم أي تيار‬

‫اإلسالم السيايس الذي يخاف منه كام عرب‬

‫إسالمي للحكم‪ ،‬ويرفع زيفاً لواء االنتصار‬

‫"والذي مينع التعليم ويحرق املدارس ويغلق‬

‫للمرأة‪ ،‬وكأن املرأة يف أرقى املجتمعات‬

‫الجامعات ويعطّل املعاهد ويحرم املرأة‬

‫اإلنسانية وأكرثها تحررا ً وعلامنية حصلت‬

‫من التعليم والعمل املنتج"!‪ ،‬ويضعه جنباً‬

‫عىل حقوقها (وهذا مجال يطول البحث‬

‫إىل جنب اإلسالم السيايس الذي وصل إىل‬

‫فيه)! أضف إىل ذلك‪ ،‬الرفض القاطع لوصول‬

‫االنتخابات يف حالتي مرص وتونس! ال بل‬

‫أي تيار ديني يف مجتمع ما إىل االنتخابات!‬

‫يفصح عن أن اإلسالم املقبول بالنسبة له‬

‫بل وأن عىل التيارات الدينية يف املجتمعات‬

‫(ولغريه) كمفكر علامين هو "إسالم البزنس‪،‬‬

‫العربية تحييدها عن معرتك الحياة‬

‫وإسالم رجال األعامل وأصحاب املشاريع‬

‫السياسية! ألن السياسة أصالً يجب أن تكون‬ ‫بعيدة عن الدين مبعنى آخر "علامنية"‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬كرامة إسالمية‬

‫‪5‬‬


‫اإلســــالم‬ ‫السياسي‬

‫وإشكاليــة‬ ‫المصطلـــح‬

‫اإلفتتاحية‬

‫وإذا رجعنا إىل أقوال بعض العلامء املسلمني‬

‫(املقدمة‪ ،‬ج‪ ،1‬الجزائر‪ :‬وزارة الثقافة‪،‬‬

‫يف هذا الصدد ومن أبرزهم الشيخ ابن تيمية‬

‫‪.)2006‬‬

‫رحمه الله فيقول عن العلم بالسياسة بإنه‪:‬‬

‫إن "الدين الحق إمنا جاء لنفع الناس يف‬

‫"علم مبا يدفع املرضة عن الدنيا ويجلب‬

‫دنياهم وآخرتهم‪ ،‬فال ميكن أن يكون فيه‬

‫منفعتها"‪( .‬مجموع الفتاوى‪.)4/493 ،‬‬

‫ما مينع من األخذ بيشء هو من رضورات‬

‫والسياسة عند ابن خلدون نوعان‪" :‬سياسة‬

‫العرص‪ ،‬أما أهواء العرص وما يشيع فيه من‬

‫عقلية [وت ُس ّمى أيضاً سياسة مدنية]؛ وهي‬

‫قيم وأفكار وعادات وتقاليد فإن الدين مل‬

‫القوانني املفروضة من العقالء وأكابر الدولة‬

‫يأت ملوافقتها‪ ،‬بل جاء إلقرار ما فيها من‬

‫وبصائرها يكون تدبري مصالح الرعية فيها‬

‫حق وإنكار ما فيها من باطل؛ فاملعيار هو‬

‫موكوالً إىل العقل البرشي‪ .‬وسياسة دينية‬

‫كالم الله ال أهواء البرش"‪( .‬سليامن بن صالح‬

‫[شـــرعية] نافعة يف الحياة الدنيا واآلخرة‬

‫الخرايش‪ ،‬ثقافة التلبيس (‪ :)8‬مصطلح‪:‬‬

‫وهي مفروضة من الله سبحانه وتعاىل‬

‫اإلسالم السيايس)‪.‬‬

‫بشارع يقررها ويرشعها‪" ،‬يكون تدبري مصالح‬ ‫العباد فيها مبقتضــى النصوص الرشعية‪،‬‬

‫ال شك أن هناك من يتخذ الدين اإلسالمي‬

‫ومبا دلت عليه أو أرشدت إله‪ ،‬أو استنبطه‬

‫غطا ًء له لتحقيق مآربه الخاصة‪ ،‬فهؤالء‬

‫العقل البرشي مام يحقق مقاصد الرشيعة"‪.‬‬

‫األفراد أو الجامعات الذين شوهوا الدين‬ ‫ألغراض سياسية أو غري سياسية عرفناهم‬ ‫بقلم‪ :‬كرامة إسالمية‬

‫‪6‬‬


‫اإلســــالم‬ ‫السياسي‬

‫اإلفتتاحية‬

‫وإشكاليــة‬ ‫المصطلـــح‬

‫تاريخياً‪ ،‬ما أدى إىل اتخاذ البعض ذريعة‬

‫املرجعية سواء كانت دينية أو فلسفية‪،...‬‬

‫لشن حربهم ضد تدخل الدين بالسياسة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫فالحكم عىل نظام ما بأنه إسالمي إمنا‬

‫فهل علينا بسبب هؤالء التخيل عن العمل‬

‫يعود إىل مدى تحقيق الرشيعة اإللهية‬

‫بالسياسة عىل أساس ديني؟! أو أن نقبل‬

‫فيه‪ ،‬فالنظام اإلسالمي هو مجموع اآلليات‬

‫بدعوات فصل الدين عن الدولة أو السياسة!‬

‫واملؤسسات والرتاتيب والوسائل التي تتحقق‬

‫لعمري‪ ،‬إن هي إال دعوة للتخيل عن ديننا‪،‬‬

‫بواسطتها املرجعية اإلسالمية يف الدولة‬

‫فاإلسالم ‪-‬ملن الزال ال يعلم‪ -‬هو دين شامل‬

‫والسياسة واالجتامع ومبادئها ومقاصدها يف‬

‫لكل جوانب الحياة‪ :‬االجتامعية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬

‫املامرسة والتطبيق‪ ،‬عىل حد تعبري د‪ .‬عامرة‪،‬‬

‫القانونية‪ ،‬السياسية‪ ...‬والدين ليس مقترصا ً‬

‫والعدل مثالً الذي هو دين إلهي ومثال من‬

‫أبدا ً عىل عالقة اإلنسان بربه‪ ،‬وال إسالم بدون‬

‫املثل املعيارية للرشيعة اإلسالمية تحتاج إىل‬

‫سياسة‪.‬‬

‫نظام من آليات ووسائل تتطور بشكل دائم‬ ‫لتكون أقدر عىل تحقيق فريضة العدل‪.‬‬

‫وبعيدا ً عن مصطلح اإلسالم السيايس وما‬

‫(محمد عامرة‪ ،‬يف النظام السيايس اإلسالمي‪،‬‬

‫يعرتيه من إشكاالت‪ ،‬فإنه ال بد لنا‪ ،‬أخريا ً‬

‫مكتبة البخاري‪ ،‬ط‪2009 ،1‬‬

‫وليس آخرا ً‪ ،‬من الوقوف عىل مسألة التمييز‬ ‫بني النظام الذي هو وضع برشي‪ ،‬وبني‬ ‫بقلم‪ :‬كرامة إسالمية‬

‫‪7‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫يحاربون‬ ‫التدين ‪..‬‬ ‫ال التطرف‬

‫( من كتاب الحق امل ّر)‬

‫الشيخ‬ ‫محمد الغزالي‬

‫الشيخ محمد الغزايل‬

‫‪8‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫فقهاء اإلسالم ودعاته يخاصمون‬ ‫التطرف الديني ويعرتضون تياره يف‬ ‫املجتمع! لكني الحظت أن هناك فريقا‬ ‫من الساسة الخبثاء‪ ,‬وسامرسة االستعامر‬ ‫الثقايف يعلنون الحرب عىل الدين نفسه‬ ‫تحت عنوان محاربة التطرف الديني‪.‬‬ ‫ليس تحجب املرأة تطرفا‪ ,‬وليس التحاء‬ ‫الرجل تطرفا‪ ,‬وليس اعتبار العربية هي‬ ‫اللغة األوىل لألمة تطرفا‪ ,‬وليس رفض‬ ‫القوانني األجنبية تطرفا‪ ,‬وليس إيثار‬ ‫التقاليد اإلسالمية تطرفا‪ ,‬إن هذا كله‬ ‫دين والتشبث به فريضة والدفاع عنه‬ ‫حق عىل كل مسلم‪.‬‬ ‫ومن ثم فنحن نرفض مسالك كل من‬ ‫يتصايحون ضد هذا االتجاه‪ ,‬أو يثريون‬ ‫الريبة حوله‪ ,‬أو يحاولون اتهام أصحابه!‬

‫ونرى أن عملهم نوع من الفراغ الديني‪,‬‬ ‫والفراغ الديني أخطر من التطرف‬ ‫الديني‪!..‬‬ ‫إن الفراغ الديني يف عرصنا هذا كفر‬ ‫بالله واملرسلني‪ ,‬وانسياق مع شهوات‬ ‫البرشية الجامحة‪ ,‬أما التطرف فسوء‬ ‫فقه وقرص نظر‪ ,‬أو جهل بالدين‬ ‫وأهدافه وأصوله‪ ,‬ونحن نعاين األمرين‬ ‫من كال الفريقني‪ ,‬فالفارغون من اإلميان‬ ‫تربوا عىل موائد االستعامر العاملي‪,‬‬ ‫وحكموا عىل األمور كلها مبنطقه‪,‬‬ ‫وهم يرتقبون ترصفا أحمق من بعض‬ ‫املؤمنني ليجتاحوا حقيقة اإلميان كلها‪,‬‬ ‫والشعار الذي يرفعونه هو محاربة‬ ‫التطرف‪ ,‬والغاية التي ينشدونها محو‬ ‫اإلسالم ذاته‪! ..‬‬ ‫الشيخ محمد الغزايل‬

‫‪9‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫ومع كرهي ألعداء اإلسالم وخربيت‬ ‫بأساليبهم يف كيده أعلن أن املتطرفني‬ ‫البله يعطونهم فرصا شتى للنيل منه‬ ‫وإلحاق الهزائم به يف شتى امليادين‪..‬‬ ‫لقيني يوما أحد الشباب ونظر إ ّيل مبقت‬ ‫ظاهر وقال يل‪ :‬رأيت صورتك عىل بعض‬ ‫كتبك! قلت‪ :‬وأنا كذلك رأيتها‪ ,‬وضعها‬ ‫النارش عىل غري مشورة مني‪ ,‬ولو سألني‬ ‫الرأي ما وافقته! فلام رأيتها مل أكرتث‬ ‫ومل أكتئب‪ ,‬ال يشء هنالك! قال‪ :‬أليس‬ ‫التصوير حراما؟ قلت بربود‪ :‬ال! قال‪:‬‬ ‫لقد مزقت الكتاب‪ ,‬وتواصينا بالتنفري‬ ‫منه ومنك! قلت‪ :‬ق ّرت بكم عيون أعداء‬ ‫اإلسالم‪ ,‬ما يطلبون غري هذا‪..‬‬

‫تسلم العمل أن تغيب ساعات يومي‬ ‫السبت واألحد للذهاب إىل الكنسية!!‬ ‫واستمعت إليه ورسح يب الفكر بعيدا‪,‬‬ ‫فلام رآين شاردا قال يل‪ :‬فيم تفكر؟ فلت‬ ‫وأنا أعود إىل قضيته من حق فتاتك‬ ‫أن تذهب إىل معبدها غري أين آىس‬ ‫لجامهري النساء عندنا‪ ,‬فقد انقطعت‬ ‫حبالهن باملساجد‪ ,‬ماتحرص سيدة وال‬ ‫خادمة عىل الذهاب إىل املسجد‪ ,‬ألن‬ ‫املتطرفني صبوا يف آذانه ّن أن الذهاب‬ ‫إىل املسجد محظور‪..‬‬

‫وجاءين يوم صديق‪ ,‬وأخربين أنه استأجر‬ ‫خادمة نرصانية لبيته وأنها اشرتطت قبل‬ ‫الشيخ محمد الغزايل‬

‫‪10‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫العبث بالحاجات اإلنسانية‬

‫وتوقف فاعلية العربي‬ ‫المعاصر‬

‫د‪.‬ماجد عرسان الكيالين‬

‫(من كتاب الرتبية والتجديد وتنمية الفاعلية عند العريب املعارص)‬

‫د‪.‬ماجد عرسان الكيالين‬

‫‪11‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫يعرتف الكثري من خرباء السياسة واملختصني يف‬

‫إنسان هذه املجتمعات مثبتة عند دوامة البحث‬

‫الرتبية أن قوانني – ماسلو – وعلم النفس يف سلم‬

‫عن الغذاء والكساء والسكن والزواج –أي عند‬

‫الحاجات اإلنسانية تطبق يف كل من مجتمعات‬

‫الحاجة الفسيولوجية‪ -‬مام يجعل ارتقاء اإلنسان إىل‬

‫العامل املتقدم ومجتمعات العامل الثالث مبا يحقق‬

‫درجة تحقيق الذات‪ :‬أي درجة الجدارة واإلنجاز‬

‫أهداف العامل األول يف التقدم والقوة ويبقي العامل أمرا مستحيال‪ ,‬أما أدوات تدمري هذه الحاجات فتتم‬ ‫الثالث حبيس التخلف والضعف‪.‬‬

‫من خالل إهدار املوارد الطبيعية لهذه األقطار‬

‫ففي املجتمعات املتقدمة تقوم السياسات اإلدارية يف االنقالبات العسكرية والخصومات الطائفية‬ ‫واإلقليمية والفنت السياسية واألنظمة الدكتاتورية‬ ‫واملامرسات املدنية واألمنية عىل توفري جميع‬ ‫الحاجات الجسدية وحاجات األمن واالحرتام‬

‫وأمثال ذلك‪.‬‬

‫واالنتامء للمواطن – يف الداخل والخارج‪ -‬إىل درجة كذلك هدمت –حاجات األمن‪ -‬من خالل إشاعة‬ ‫اإلشباع حتى يصبح أقوى دافع يف سلم حاجاته هو سوء العالقات بني القيادات والشعوب وإبقاء‬ ‫الحاجة إىل تحقيق الذات من خالل اإلبداع العلمي الجميع حبيس الحذر والريبة وعدم الثقة وما ينتج‬ ‫واإلنجاز االقتصادي والوظيفي يف ميادين الحياة‬

‫عن ذلك من توتر واضطراب ونزيف برشي بسبب‬

‫املختلفة‪.‬‬

‫الحجز األمني يف الداخل والهجرات إىل الخارج‪.‬‬

‫أما يف مجتمعات العامل الثالث –ومنه غالبية‬

‫ويعرتف الكثري من الخرباء واملختصني بأن أنظمة‬

‫املجتمعات العربية‪ -‬فقد جرى تطبيق سلم‬ ‫الحاجات تطبيقا عكسيا أدى إىل تدمري فاعلية‬ ‫اإلنسان يف هذه املجتمعات‪ .‬فاألغلبية الساحقة من‬

‫الحكم الدكتاتورية واإلجراءات البوليسية أقيمت‬ ‫يف أقطار العامل الثالث لتكون أدوات تهدم أمن‬ ‫د‪.‬ماجد عرسان الكيالين‬

‫‪12‬‬


‫زاوية منقولة‬

‫اإلنسان واحرتامه مام يبقيه مثبتا عند الحاجة إىل‬

‫استجاباته األوىل‪ ,‬ويحاول ان يتمثلها يف سلوكه‬

‫األمن عاجزا عن الصعود إىل درجة تحقيق الذات‬

‫ومواقفه واتجاهاته‪ ,‬كانت املؤسسات اإلدارية‬

‫حيث الجدارة واإلبداع واإلنجاز‪.‬‬

‫واألمنية ومازالت‪ ,‬تسارع إىل مقابلته باإلدانة‬

‫كذلك هدمت –حاجات االنتامء‪ -‬من خالل نرش‬

‫القاسية والعقوبة الشديدة بدل أن تتكامل مع‬

‫املذاهب واأليديولوجيات املتنافرة املتناحرة‬

‫املؤسسات األوىل إلرشاده وتوجيهه إىل التطبيق‬

‫والتمزيق الجغرايف ومحاربة عوامل الوحدة وتنظيم السليم‪.‬‬ ‫مناهج الرتبية والثقافة إلشاعة ظواهر (االغرتاب‬

‫وحني تتسع رقعة خرباته ومتتد خارج القطر الذي‬

‫الثقايف) عند الناشئة وتركهم فريسة اإلحساس‬

‫يسكنه إىل األقطار العربية واإلسالمية يصدم‬

‫بالنقص والظواهر املرضية يف االجتامع واألخالق‪.‬‬

‫بتطبيقات وقوانني ومامرسات تدفعه دفعا إىل‬

‫ومام ضاعف يف حدة األزمة واالضطراب يف سلم‬

‫الكفر بأفكار الوحدة واإلصالح واألخوة التي‬

‫حاجات اإلنسان املعارص يف األقطار العربية‬ ‫واإلسالمية هو التناقض الحاد بني عمل املؤسسات‬ ‫الرتبوية والثقافية واملؤسسات اإلدارية واألمنية‪.‬‬ ‫فقد دأبت املؤسسات الرتبوية واإلعالمية ودور‬ ‫النرش عىل شحن الناشئة بأفكار الحرية والوحدة‬ ‫واحرتام اإلنسان‪ ,‬وأخوة العروبة واإلسالم‪ .‬وحني‬

‫شحنته بها املؤسسات الرتبوية والثقافية‪ ,‬فهو‬ ‫يصطدم بحواجز السفر اإلقليمي‪ ,‬والقوائم السوداء‬ ‫اإلقليمية‪ ,‬واإلقامة اإلقليمية‪ ,‬واالضطهادات‬ ‫اإلقليمية‪ .‬وكانت النتيجة سلسلة من اإلحباطات‬ ‫واالنشطارات النفسية التي غسلت األدمغة من كل‬ ‫إميان (بالوحدة) ومن كل والء للعرب أو املسلمني‪.‬‬

‫يستجيب املواطن لهذه املثريات الرتبوية والثقافية‬ ‫د‪.‬ماجد عرسان الكيالين‬

‫‪13‬‬


‫ميدانية‬ ‫اويةاوية‬ ‫زز‬ ‫ميدانية‬

‫أين سورية‬ ‫من قطع العالقات‬

‫بين السعودية وإيران‬

‫بقلم‪ :‬إبراهيم العلبي‬

‫إبراهيم العلبي‬

‫‪14‬‬


‫ميدانية‬ ‫اويةمنقولة‬ ‫زاوية‬

‫مل يكن قيام السعودية بقطع عالقاتها‬ ‫مع إيران متوقعاً‪ ،‬قياساً إىل سياستها‬ ‫الخارجية التقليدية‪ ،‬لكنه يأيت تتويجاً‬ ‫لتصاعد مستمر قي حدة التوتر بني‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ال ميكن النظر إىل هذا‬ ‫التطور‪ ،‬غري املسبوق عىل مدى عقود‪،‬‬

‫ويف الحديث عن سبب قطع العالقات بني‬ ‫السعودية وإيران‪ ،‬من منظور الشعوب‬ ‫العربية واملسلمة‪ ،‬يحاول البعض تصوير‬ ‫الحدث عىل أنه “كرم أخالق” من الرياض مع‬ ‫الشعوب املكتوية بنار الصفويني‪ ،‬فيام يحاول‬ ‫البعض اآلخر التقليل من قيمة الخطوة‬ ‫السعودية ومن حجم تأثريها عىل مسار‬

‫مبعزل عن سلسلة سوابق اجتاحت املنطقة األحداث يف املنطقة‪ ،‬ومن ثم الدعوة إىل عدم‬ ‫خالل السنوات القليلة املاضية تغريت فيها االلتفات إليها باعتبارها ال تخدم مصالح هذا‬ ‫الكثري من موازين القوى وتبدلت بعض‬ ‫املعادالت اإلقليمية عىل نحو متسارع‪.‬‬

‫الشعب أو ذاك‪.‬‬

‫وحيث أن لكل دولة خريطة مصالح تبحث‬

‫ولعلنا نشهد يف هذه املرحلة إعادة تشكيل عنها وتتحراها يف أي إجراء تتخذه‪ ،‬وهي‬ ‫لخريطة النفوذ اإلقليمي والعالقات البينية ال تتطابق حتام مع خريطة مصالح أي‬ ‫وإن كان من املبكر الحديث عن مرحلة‬ ‫تاريخية جديدة‪.‬‬

‫دولة أخرى‪ ،‬ولكن يف الوقت نفسه‪ ،‬بعض‬

‫الخطوات التي تتخذها هذه الدولة أو تلك‬ ‫الغزايل‬ ‫محمد‬ ‫العلبي‬ ‫اهيم‬ ‫إبر‬

‫‪115‬‬ ‫‪5‬‬


‫ميدانية‬ ‫اويةمنقولة‬ ‫زاوية‬

‫وتصدر عن مصالحها الخاصة قد تخدم‬

‫ومن ثم فكل صفعة سياسية أو اقتصادية‬

‫مصالح دولة أخرى من حيث النتيجة‪،‬‬

‫توجه إليران وتعيق تحركاتها اإلقليمية تخدم‬

‫وهذا ما يسمى بالتقاطعات‪ ،‬وبالتايل‬

‫مصلحة الشعب السوري العليا املتمثلة يف‬

‫ال ينبغي الحجر عىل من يؤيد هذه‬

‫التخلص من الطغيان والدكتاتورية واإلرهاب‬

‫الخطوات‪ ،‬ويبني موقفه منها انطالقاً من‬

‫الذي ترعاه إيران وال تزال‪.‬‬

‫أنها تخدم مصالحه هو أيضاً‪.‬‬ ‫ولعل نقطة النقاش هنا ليست حول‬ ‫األسباب التي دفعت السعودية لقطع‬ ‫عالقاتها مع إيران‪ ،‬بل حول تقدير مدى‬ ‫تطابق هذه الخطوة مع مصالح الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬يف حالتنا‪ ،‬الذي يجد يف إيران‬ ‫عدوا ً خارجياً مساندا ً بالقول وبالفعل‬ ‫عدوهم الداخيل‪ ،‬ويعلم الكبري والصغري‬

‫`‬

‫ال تكذب‬ ‫((لوالك ما خلقت الدنيا)) ‪.‬‬

‫موضوع‪.‬‬

‫“اللؤلؤ املرصوع” للمشييش (‪“ . )454‬ترتيب‬ ‫املوضوعات” (‪“ . )196‬الضعيفة” (‪.)282‬‬

‫أنه لوال الدعم اإليراين ‪ -‬يف بعض املراحل ‪-‬‬ ‫النتهى نظام الطاغية األسد منذ أمد طويل‪،‬‬ ‫الغزايل‬ ‫محمد‬ ‫العلبي‬ ‫اهيم‬ ‫إبر‬

‫‪116‬‬ ‫‪6‬‬


‫أدب الثورة‬

‫براءة‬ ‫أحمد العريب‬

‫أحمد العريب‬

‫‪17‬‬


‫أدب الثورة‬

‫اللّهم ‪..‬‬

‫إين أبرأ إليك من السياسة وأهلها‬

‫وأبرأ إليك من رصاع املصالح ‪ ..‬وقتال‬ ‫الكرايس ‪ ..‬والتكالب عىل املناصب ‪..‬‬ ‫وأبرأ إليك من الضحك عىل الناس ‪..‬‬

‫الصرب ‪ ..‬ومن الجنب املسترتيف وقت‬ ‫الشجاعة ‪ ..‬ومن اللفظ األجوف يف وقت‬ ‫الصمت ‪ ..‬ومن الخطب الفارغة يف وقت‬ ‫العمل ‪ ..‬ومن الرتهيب املوتور يف وقت‬ ‫املحبة ‪ ..‬ومن الرتغيب املنافق يف وقت‬ ‫الحسم‪.‬‬

‫ومن تضليل الرأي العام من أجل املنفعة‬ ‫وأبرأ إليك اللهم من التهافت يف كل‬ ‫الخاصة ‪ ..‬واستخدام قوة الغوغاء‬ ‫أشكاله ‪ ..‬ومن التكالب يف كل مستوياته ‪..‬‬ ‫ضدهم ‪..‬‬ ‫ومن التحامل يف كل صوره ‪ ..‬ومن التخاذل‬ ‫ومن اللعب عىل الحبال من أجل‬ ‫يف كل إشاراته ‪ ..‬ومن التواكل يف كل‬ ‫السيطرة عىل األرض ‪..‬‬ ‫حاالته ‪..‬‬ ‫ومن القفز فوق املصطلحات من أجل‬ ‫وأبرأ إليك ريب من الخيانة يف رداء‬ ‫تلبيس املعنى وكسب الفوائد وصيد‬ ‫الدبلوماسية ‪ ..‬ومن الكذب يف رداء‬ ‫الكنوز من جيوب أصحابها ‪..‬‬ ‫الكياسة ‪ ..‬ومن التدليس يف رداء الرتتيب‬ ‫وأبرأ إليك من الفرح األرعن يف وقت‬ ‫‪ ..‬ومن النفاق يف رداءالسياسة ‪ ..‬ومن‬ ‫الحمد ‪ ..‬ومن الغضب الوقح يف وقت‬ ‫الرنجسية يف رداء الثقة ‪ ..‬ومن إراقة‬ ‫القنوت ‪..‬ومن القوة الهوجاء يف وقت‬ ‫الدماء يف رداء سد الذرائع ‪..‬‬ ‫أحمد العريب‬

‫‪18‬‬


‫أدب الثورة‬

‫وأبرأ إليك من كل نفس تزين يل املصالح القوميات ‪ ..‬ودروس التاريخ العظيم التي‬ ‫عىل أنها العمل الصالح ‪ ..‬ومن كل نفس تغطي سوءة الحارض العاري ‪ ..‬ومن حقن‬ ‫الدماغ بفخر النسب ‪ ..‬ونسيان األصل‬ ‫تربر يل السوء وتكسوه رداء الواقع ‪..‬‬ ‫الرتايب العميم ‪..‬‬ ‫وتأمرين بعد ذلك بالتك ّيف ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وأبرأ إليك من كل قوم اليدركون أن‬ ‫التقوى تبدأ من التعامل وتنتهي يف كامل اللّهم ‪...‬‬ ‫املظهر ‪..‬‬ ‫إين أبرأ إليك من نفيس ‪ ..‬إن مل أحفظ‬

‫وأبرأ إليك اللهم من العقل الجمعي إذ دامئا ‪ ..‬أنني من آدم ‪ ..‬وأن أخي من آدم‬ ‫يرى القبيلة هي الرب املعبود ‪ ..‬ومن ‪ ..‬وابن عمي من آدم ‪ ..‬وابن جرياين من‬ ‫العقل الفردي إذيرى املنفعة هي الدرب آدم ‪ ..‬وابن إقليمي من آدم ‪ ..‬وابن األرض‬ ‫املحمود ‪..‬‬ ‫من آدم ‪ ..‬مهام اختلفت األنساب ‪..‬‬ ‫وأبرأ إليك من التربير ‪ ..‬ومن األعذار‬ ‫وأن آدم يف نهاية املطاف ‪ ..‬من تراب‪.‬‬ ‫الواهية ‪ ..‬ومن الفخر والتجرب والشامتة‬ ‫‪ ..‬ومن بيع النخوة بصاع من الفرح ‪..‬‬ ‫ومن تقصري رداء الفتى بدعوى التقرب ‪..‬‬ ‫ومن تقصري رداء الفتاة بدعوى التحرر ‪..‬‬ ‫وأبرأ إليك من نفخ الوطنيات ‪ ..‬وأهازيج‬ ‫أحمد العريب‬

‫‪19‬‬


‫أدب الثورة‬

‫مساحة األلم‬ ‫المحرمة‬ ‫ّ‬ ‫بقلم سارة‬ ‫سارة‬

‫‪20‬‬


‫أدب الثورة‬ ‫عايف التنكة‬ ‫كجر ٍح عميق النجرؤ عىل النظر إليه أو ذكره ‪ ..‬متى تصافح أنسامك وجهي؟!‬ ‫تتعمق كل يوم ‪..‬‬ ‫متى سأنام يف رسيري ألصحوعىل مشهد‬ ‫أشجارك العالية؟!‬ ‫ترضب جذورها يف قلبي أكرث وأكرث ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ساكنيك الطيبة البسيطة ‪..‬‬ ‫اشتقت وجوه‬ ‫ال أتجرأ عىل النظر حتى ‪..‬‬ ‫أوهم نفيس أنني قلعت جذورالشوق والجرح اشتقت أحجارك ‪ ..‬اشتقت املجد املتمثل يف كل‬ ‫بقعة من بقاعك الطاهرة !‬ ‫الذي ال يندمل ‪..‬‬ ‫توضئي يا حبيبتي توضئي ‪..‬‬ ‫أشتاقها ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫شوهوك كام‬ ‫عىس أن يسقطوا أولئك الذين‬ ‫أعشقها ‪ ..‬أذوب فيها ‪..‬‬ ‫ينزل السواد من النفس حني الوضوء ‪..‬‬ ‫أبيك حالها ‪..‬‬ ‫عل الوجوه الحاقدة تكوى ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫وأتوق للعودة إليها ‪..‬‬ ‫والنريان املشتعلة تطفأ ‪..‬‬ ‫ما اإلنسان بال جذر؟!‬ ‫وعلها أم الشهيد فيك تبس ُم فيبسم لها صالح‬ ‫ورقة يف وجه الريح تحملها حيث تشاء ‪..‬‬ ‫الدين يف ساحاتك ‪..‬‬ ‫مااملستقبل دون تاري ٍخ ‪ ..‬دون ذكريات‬ ‫دونتها شآم يا حلمي !‬ ‫يف زاوية يف عقيل ال أقدرعىل االقرتاب منها ‪..‬‬ ‫شآم يا جرحي !‬ ‫مساحة األمل هي تلك ‪..‬‬ ‫شآم يا دواء كلروح !‬ ‫__________‬ ‫متى اللقاء يا جميلة ؟! متى اللقاء الذي أجدك‬ ‫أشتاقها وأكره محتليها ‪..‬‬ ‫فيه ترقصني فرحاً ورضاً كعهد كالسابق؟‬ ‫أكره السجن الكبري بها ‪..‬‬ ‫ولن نرىض ٍ‬ ‫برقص سوى عىل رؤوس أولئك ‪..‬‬ ‫قلب !‬ ‫أكره املغيبني بها ‪ ..‬بالعق ٍل وال ٍ‬ ‫نعم عليها !‬ ‫نسووها ومل يذكروا منها إالطعامها ومتعتهم بها‬ ‫‪..‬‬ ‫تركوا روحها جريح ًة تأ ُّن ‪..‬‬ ‫دمشق يا جرحي الذي الأشفى إلّ به !‬

‫سارة‬

‫‪21‬‬


‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫تصميم من مجموعة صلة‬

‫‪22‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫عبد الرحمن عقل‬

‫الود األمريكي‬ ‫ّ‬ ‫اإليرانــــــــــــــي‬ ‫عبد الرحمن عقل‬

‫‪23‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫إن رفع العقوبات عن إيران ليست‬

‫مبدأ الند للند والحكومات سواء الخليجية‬

‫فقط رضبة أمريكية لصدر السوريني‬

‫أو غريها عليها أن تفهم أن العالقة لن تكون‬

‫واليمنيني والعراقيني بدعم املصدر األول‬

‫ندية مع الغرب حتى تفرض تلك الحكومات‬

‫لإلرهاب بحقهم بل هو الشك فيه رضبة‬

‫احرتامها وقوتها وهذا األمر حتام لن يتحقق‬

‫لرشكاء أمريكا من حكومات الخليج من‬

‫إال بعودة تلك الحكومات للشعوب والعمل‬

‫توهم منهم أنهم إن باعوا أنفسهم للغرب‬

‫عىل تنمية حقيقية والنموذج الرتيك خري‬

‫فإن الغرب سيحرتمهم ويحرتم مصالحهم‬

‫منوذج ‪ ...‬قد ال تكون تركيا تحررت متاما من‬

‫بنفس الشكل الذي هم يحرتمون فيه مصالح الضغوطات الغربية لكن من الواضح حتام‬ ‫الغرب ‪ ...‬رضبة أمريكا اليوم قوية يف حق‬

‫أن عالقتها بالغرب أكرث ندية بكثري من كل‬

‫الحكومة السعودية مثال وهو ما يؤكد متاما‬

‫‪.‬نظرياتها العربية‬

‫أن أمريكا والغرب سيقبل من أىت من العرب الحروب يف املنطقة قد بدأت ويعلم الله‬ ‫املسلمني عبدا طائعا لكنه لن يتحول إىل‬

‫وحده كيف ستنتهي ومتى ستنتهي والطامة‬

‫رشيك "حقيقي" طاملا أن العالقة ال تعتمد‬

‫الكربى أن األغلبية الساحقة من حكام العرب‬ ‫عبد الرحمن عقل‬

‫‪24‬‬


‫أعضاء بصرية‬

‫أغبياء بامتياز همهم الكريس والغباء هو أنهم يقوم بالتنمية يف بلده رصف أموال بلده عىل‬ ‫قادرون عىل حامية الكريس بطرق أكرث ذكاء‬

‫تدليل الغرب ورشاء رضاته فدفع للوكريب‬

‫لو عملوا عىل تنمية شعوبهم بدل اضطهادها ومول انتخابات ساركوزي وأنقذ أمريكا من‬ ‫والكالم هنا شامل يذكّر بحاكم عريب حبس‬

‫أزمة مع رشكة النفط الربيطانية ومع ذلك‬

‫عاملا ألنه حذّر من خطر االنحالل الخلقي‬

‫حرقوه عندما انتهت مهمته ‪ ...‬متى لباقي‬

‫عىل املجتمع؟ بينام الفاسدون يرسحون‬

‫العرب أن يتعظوا!؟‬

‫‪.‬وميرحون‬

‫عودوا لشعوبكم قبل أن يعلقوكم عىل‬

‫أجمل ما قاله املقبور معمر القذايف يف‬

‫‪.‬املشانق أو تحتلكم إيران برىض غريب‬

‫مؤمتر دمشق أن الحكام العرب كلهم "مبا‬ ‫فيهم هو" يعملون لدى الغرب وأن الغرب‬ ‫سيتخلص منهم واحدا تلو االخر عندما تنتهي‬ ‫صالحيتهم وقد أصاب متاما مبا قاله لكنه‬ ‫لألسف كان أغبى من أن يتعلم وبدل أن‬ ‫عبد الرحمن عقل‬

‫‪25‬‬


‫دراسة‬

‫يف ظالل‬

‫الفاحتة‬

‫الجزء الثالث‬

‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬


‫تفسري‬

‫يف ظالل القرآن‬

‫‪ -‬سيد قطب‬

‫تفسري سورة الفاتحة‬ ‫الفاتحة‪ :‬مكية وآياتها سبع‬

‫إِيَّ َاك نَ ْع ُب ُد وإِيَّ َاك نَ ْستَ ِع ُني (‪)5‬‬ ‫(إياك نعبد وإياك نستعني)‪ . .‬وهذه‬ ‫هي الكلية االعتقادية التي تنشأ عن‬ ‫الكليات السابقة يف السورة ‪ .‬فال عبادة‬ ‫إال لله ‪ ,‬وال استعانة إال بالله ‪.‬‬ ‫وهنا كذلك مفرق طريق ‪ . .‬مفرق‬ ‫طريق بني التحرر املطلق من كل‬ ‫عبودية ‪ ,‬وبني العبودية املطلقة للعبيد‬ ‫! وهذه الكلية تعلن ميالد التحرر‬ ‫البرشي الكامل الشامل ‪ .‬التحرر من‬ ‫عبودية األوهام ‪ .‬والتحرر من عبودية‬

‫النظم ‪ ,‬والتحرر من عبودية األوضاع‬ ‫‪ .‬وإذا كان الله وحده هو الذي يعبد‬ ‫‪ ,‬والله وحده هو الذي يستعان ‪ ,‬فقد‬ ‫تخلص الضمري البرشي من استذالل‬ ‫النظم واألوضاع واألشخاص ‪ ,‬كام‬ ‫تخلص من استذالل األساطري واألوهام‬ ‫والخرافات ‪. .‬‬ ‫وهنا يعرض موقف املسلم من القوى‬ ‫اإلنسانية ‪ ,‬ومن القوى الطبيعية ‪. .‬‬ ‫فأما القوى اإلنسانية ‪ -‬بالقياس إىل‬ ‫املسلم ‪ -‬فهي نوعان‪:‬قوة مهتدية ‪,‬‬ ‫تؤمن بالله ‪ ,‬وتتبع منهج الله ‪. . .‬‬ ‫وهذه يجب أن يؤازرها ‪ ,‬ويتعاون معها‬ ‫عىل الخري والحق والصالح ‪ . .‬وقوة‬ ‫سيد قطب‬

‫‪27‬‬


‫تفسري‬

‫ضالة ال تتصل بالله وال تتبع منهجه‬

‫بإذن الله)‪ . .‬غلبتها باتصالها مبصدر‬

‫‪ .‬وهذه يجب أن يحاربها ويكافحها‬

‫القوة األول ‪ ,‬وباستمدادها من النبع‬

‫ويغري عليها ‪.‬‬

‫الواحد للقوة وللعزة جميعا ‪.‬‬

‫وال يهولن املسلم أن تكون هذه القوة وأما القوى الطبيعية فموقف املسلم‬ ‫الضالة ضخمة أو عاتية ‪ .‬فهي بضاللها منها هو موقف التعرف والصداقة ‪ ,‬ال‬ ‫عن مصدرها األول ‪ -‬قوة الله ‪ -‬تفقد‬

‫موقف التخوف والعداء ‪ .‬ذلك أن قوة‬

‫قوتها الحقيقة ‪ .‬تفقد الغذاء الدائم‬

‫اإلنسان وقوة الطبيعة صادرتان عن‬

‫الذي يحفظ لها طاقتها ‪ .‬وذلك كام‬

‫إرادة الله ومشيئته ‪ ,‬محكومتان بإرادة‬

‫ينفصل جرم ضخم من نجم ملتهب ‪,‬‬

‫الله ومشيئته ‪ ,‬متناسقتان متعاونتان يف‬

‫فام يلبث أن ينطفيء ويربد ويفقد ناره الحركة واالتجاه ‪.‬‬ ‫ونوره ‪ ,‬مهام كانت كتلته من الضخامة إن عقيدة املسلم توحي إليه أن الله‬ ‫‪ .‬عىل حني تبقى ألية ذرة متصلة‬ ‫ربه قد خلق هذه القوى كلها لتكون‬ ‫مبصدرها املشع قوتها وحرارتها ونورها‪ :‬له صديقا مساعدا متعاونا ; وأن سبيله‬ ‫(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثرية‬ ‫سيد قطب‬

‫‪28‬‬


‫تفسري‬

‫إىل كسب هذه الصداقة أن يتأمل فيها ‪ .‬الوجود املسبحة لله رب العاملني ‪.‬‬ ‫ويتعرف إليها ‪ ,‬ويتعاون وإياها ‪ ,‬ويتجه يتبع في العدد القادم إن شاء‬ ‫معها إىل الله ربه وربها ‪ .‬وإذا كانت‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫هذه القوى تؤذيه أحيانا ‪ ,‬فإمنا تؤذيه‬

‫بلغوا عني ولو آية‬

‫يهتد إىل الناموس الذي يسريها ‪.‬‬

‫“أشد الناس بالء األنبياء ‪ ,‬ثم‬ ‫األمثل فاألمثل ‪ ,‬يبتىل الرجل‬ ‫عىل حسب ( و يف رواية ‪ :‬قدر)‬ ‫دينه ‪ ,‬فإن كان دينه صلبا‬ ‫اشتد بالؤه و إن كان يف دينه‬ ‫رقة ابتيل عىل حسب دينه ‪,‬‬ ‫فام يربح البالء بالعبد حتى‬ ‫يرتكه مييش عىل األرض ما عليه‬ ‫خطيئة ”‪.‬‬

‫ألنه مل يتدبرها ومل يتعرف إليها ‪ ,‬ومل‬ ‫ولقد درج الغربيون ‪ -‬ورثة الجاهلية‬ ‫الرومانية ‪ -‬عىل التعبري عن استخدام‬ ‫قوى الطبيعة بقولهم‪”:‬قهر الطبيعة “‬ ‫‪ . .‬ولهذا التعبري داللته الظاهرة عىل‬ ‫نظرة الجاهلية املقطوعة الصلة بالله‬ ‫‪ ,‬وبروح الكون املستجيب لله ‪ .‬فأما‬ ‫املسلم املوصول القلب بربه الرحمن‬

‫األلباين‬ ‫“السلسلة الصحيحة”‬

‫الرحيم ‪ ,‬املوصول الروح بروح هذا‬ ‫سيد قطب‬

‫‪29‬‬


‫يوميات الجئ سوري‬

‫يوميات‬ ‫الجئ‬ ‫سوري‬ ‫بقلم ‪ :‬فؤاد‬

‫الجزء‬ ‫األول‬

‫بقلم‪ :‬فؤاد‬

‫‪30‬‬


‫يوميات الجئ سوري‬ ‫بنظام حكم رشيد محب مخلص‪ ،‬اجتهد وبذل‬ ‫‪1‬‬‫أن تكون الجئاً هو أن تكون فاقدا ً لوطنك أو للقدرة وأخلص لعامرة بلده فجعل منها جنة أرضية سخر‬ ‫عىل العيش فيه بكرامة أو للقدرة عىل العيش فيه فيها كل يشء لراحة اإلنسان وكرامته‪ ،‬واستثمر‬ ‫أساساً لسبب ما‪ ،‬فتضطر يف هذه الحالة إىل اللجوء جهود أفراده فدعمهم ويرس لهم كل سبل العمل‬ ‫والتقدم واالرتقاء‪ ،‬فلم يسجن مفكرا ً أو اغتال‬ ‫لبلد آخر يقدم لك سبل العيش وتتمنى لو كان‬ ‫عاملاً أو ضيق عىل سوي‪ ...‬كانت سلطته تكليف ال‬ ‫عيشاً كرمياً‪.‬‬ ‫ترشيف والقانون عليه قبل غريه‪.‬‬ ‫أنا كالجئ ال أختلف عن غريي من السوريني املتأملني‬ ‫لحال بلدنا وما يجري فيها من قتل ودمار وآالم‪ ،‬فأنا ‪2-‬‬ ‫مل أخرج منها إال مكرهاً مرغامً مضطرا ً‪ ،‬مفارقاً ألهيل واللّه ال يوجد أجمل من بلدي‪..‬‬ ‫أو بعضهم‪ ،‬تاركاً ملايل وأماليك‪ ،‬واألهم منزوعاً من شجرة صغرية يف بستاين خري يل من غابات ال تبرص‬ ‫جذوري‪.‬‬ ‫آخرها العيون‪..‬‬ ‫تختلف أحوال الالجئني فمنا من انتقل لبلد يسء‬ ‫الحال فرتاه مسكيناً زادت غربته معاناة الضغوط‬ ‫املحيطة‪ ،‬ومنا من انتقل لبلد حالها أفضل وأنا‬ ‫منهم‪ ،‬فرتاين أرقب الجامل والنظام والرفاهية ولكني‬ ‫مكلوم الفؤاد بغربتي وبحزين عىل حال بالدي‪،‬‬ ‫كيف كانت‪ ...‬وكيف كان لها أن تكون‪ ...‬فيفقد‬ ‫الجامل الذي أراه حالوته ألين ببساطة غريب وهو‬ ‫ليس يل‪.‬‬

‫هل سيتحقق أميل برؤية بالدي مجددا ً؟‬

‫إننا نرى بأم أعيننا بالدا ً ال تفوق بالدنا بيشء إال‬

‫قصنا بحق بالدنا فوصلت إىل هذه‬ ‫هل ترانا ّ‬

‫إمكانيايت املتواضعة يف بيتي أزىك عندي من مال‬ ‫األرض‪..‬‬ ‫متى سنعود لبالدنا؟‬ ‫ماذا يحدث اآلن؟‬ ‫ملاذا حدث كل ذلك؟‬ ‫ماذا سيحدث يف املستقبل؟‬

‫بقلم‪ :‬فؤاد‬

‫‪31‬‬


‫يوميات الجئ سوري‬ ‫الحالة؟!‬

‫‪3-‬‬

‫أسعدين يف بالد الغربة طيبة السوريني ولطفهم‪،‬‬ ‫هل كنت أستطيع فعل املزيد من أجل بالدي‬ ‫ورغم رؤيتي لبعض السلوكيات البغيضة ولكن‬ ‫والتخفيف من آالم أهيل وشعبي؟‬ ‫بتحليل بسيط لشخصياتهم ومبعارشة محدودة ألي‬ ‫ماذا أفعل اآلن يك أساعد أهيل يف سورية الذين‬ ‫منهم ستجد بداخلهم جوهرة مثينة ولكنها ملوثة‪،‬‬ ‫مازالوا تحت الظلم والقهر؟‬ ‫لوثها طول ظلم‪ ،‬واستبداد زرع الفتنة والشك‬ ‫ماذا أفعل اآلن ملساعدة السوريني املنترشين يف كل‬ ‫والالمباالة والفردية‪ ،‬بل وقتل اإلبداع واملواهب‬ ‫مكان وقد فقدوا كل يشء؟‬ ‫ووسد األمر لغري أهله واستباح األعراض‪.‬‬ ‫أسئلة كثرية تحارص الالجئ‪ ..‬ومهام بالغ بالتمويه‬ ‫لعل الله يجعل لنا من هذه املصيبة فرجاً ويلهمنا‬ ‫ّ‬ ‫والالمباالة‪ ...‬إال أن األمل مستمر‪ ،‬والجرح نازف ال‬ ‫سبل الصواب لحامية ما بقي من بالدنا‪ ،‬علينا‬ ‫يهمد‪.‬‬ ‫جميعاً ويف كل مكان العمل كل حسب طاقته‬ ‫أكرث ما يخيف الالجئ هو فقدان وطنه اىل األبد‬ ‫وإمكاناته لتدمري هياكل الظلم املوجودة بأي شكل‬ ‫فرتاه تخلص من بعض الضغوط لريزح ثانية تحت‬ ‫كانت أرسية أو مجتمعية أو حكومية وأن نتابع‬ ‫ضغوط جديدة من نوع مختلف أهمها االنتامء إىل‬ ‫الستعادة بلدنا أفضل مام كان‪ ...‬ألن فيه عزنا‬ ‫مكانه الجديد الذي مهام كان مستوى الرتحيب فيه‬ ‫وسعادتنا وخسارته ال قدر الله خنجر يف القلوب‬ ‫إال أنه بالنهاية ‪ ...‬ليس وطنه‪.‬‬ ‫فيه مامتنا ولو بقينا أحياء‪.‬‬ ‫وطنه الذي يعرف كل يشء عنه وميلك فيه وحده‬ ‫ذكرياته وتاريخه وماضيه ولعلّه اليشء الوحيد‬ ‫الثابت الذي ميلكه وال يستطيع أي أحد نزعه منه‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬فؤاد‬

‫‪32‬‬


‫من وصايا‬

‫عم‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫طاب‬

‫من فكر العادليني‬

‫من وصايا عمر بن الخطاب‬ ‫وصيته للمجاهدين‬ ‫كان عمر بن الخطاب ريض الله عنه يقول عند عقد األلوية‪:‬‬ ‫" بسم الله وبالله‪ ,‬وعىل عون الله‪ ,‬امضوا بتأييد الله‪ ,‬وما النرص‬ ‫إال من عند الله‪ ,‬ولزوم الحق والصرب‪ ,‬فقاتلوا يف سبيل الله من‬ ‫كفر بالله‪ ,‬وال تعتدوا إن الله ال يحب املعتدين‪ ,‬وال تج ُب ُنوا عند‬ ‫اللقاء‪ ,‬وال متثلوا عند القدرة‪ ,‬وال ترسفوا عند الظهور‪ ,‬وال تقتلوا‬ ‫هرِما وال امرأة وال وليدا‪ ,‬وتوقّوا قتلهم إذا التقى الزحفان‪ ,‬وعند‬ ‫ش ّن الغارات"‬ ‫( العقد الفريد ‪)1:40‬‬ ‫من وصايا عمر بن الخطاب‬

‫‪33‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫الصورة‬ ‫المثلى للمرأة العربية المسلمة‬ ‫الدكتور محمد عمارة‬

‫ليس حقا‬

‫وال صدقا أن الخيار أمام‬

‫المرأة العربية والمسلمة‪ ,‬محصور في‬ ‫طريقين اثنين‪ ,‬وفي صورتين ال ثالث لهما‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬صورة امرأة العصر المملوكي‬ ‫_ العثماني‪ :‬عصر الحريم عندما تحولت‬ ‫المرأة إلى دمية للشهوة الجنسية‪ ,‬تتزين‬ ‫بها المخادع‪ ,‬على نحو ما كان عليه الحال‬ ‫في المدن‪ ,‬ولدى الطبقة الثرية المترفة‬ ‫د‪ .‬محمد عامرة‬

‫‪34‬‬


‫زاوية املرأة‬

‫و»الراقية» على وجه الخصوص‪.‬‬

‫المسلمة _ أثر المرأة األوروبية‪ ,‬متخذة منها النموذج‬

‫والثانية‪ :‬صورة المرأة األوروبية‪ ,‬التي تتشبه بالرجال‪,‬‬

‫والمثل األعلى‪ ,‬إن في الز ّي أو العادات أو طرائق العيش‬

‫وتقرأ القصص الغرامي‪ ,‬وتشرب السيجار‪ ,‬وتتعرض على‬

‫أو أنماط السلوك‪ ..‬وبعد اليقين الرافض لصورة «امرأة‬

‫المأل من زينتها ما أمر بستره شرع الله!‪.‬‬

‫عصر الحريم» التي خبرتها مجتمعاتنا في القرون التي‬

‫ليس حقا وال صدقا أن البديل المرأة عصر الحريم _‬

‫رزحت فيها تحت تسلط المماليك وسلطان العثمانيين‪,‬‬

‫والتي ذبلت ملكاتها‪ ,‬كإنسانة‪ ,‬باستثناء غرائز الجنس‬

‫أمام هاتين الصورتين بدأ الفكر العربي اإلسالمي رحلة‬

‫و»ملكات» المكر والخداع التي اشتهرت بها في قصص‬

‫البحث عن الصورة المثلى للمرأة العربية المسلمة‪,‬‬

‫(ألف ليلة وليلة) _ هو امرأة الحضارة األوروبية‪ ,‬التي‬

‫تلك التي تستدعيها ضرورات واقعه الطامح للنهضة‬

‫ثارت وتثور اليوم عالمات استفهام كثيرة حول الجدوى‬

‫المستقلة‪ ,‬والتي تحقق استقاللها من خالل رفض‬

‫األدبية والمادية التي تحققت للمجتمع من وراء الفكرة‬

‫«التخلف المملوكي_العثماني» والتحفظ على «التقدم‬

‫التي أسست عليها تحررها الحديث‪ ..‬فكرة‪ :‬أن حرية‬

‫والتمدن األوروبي» على حد سواء!‪..‬‬

‫المرأة تعني إلغاء أي تمايز بينها وبين الرجل‪ ,‬إن في‬ ‫الطبيعة أو في االختصاص!‪.‬‬ ‫وأمام عالمات االستفهام هذه‪ ,‬والتي ثارت وتثور بعد‬ ‫أكثر من قرن اقتفت فيه «امرأة المدينة» _ العربية‬

‫د‪ .‬محمد عامرة‬

‫‪35‬‬


‫لوحــــة بصرية‬

‫عــــمــــران‬

‫‪36‬‬


‫مشاركات‬

‫شاركنا‬ ‫بكلامتك‬

‫مشاركات‬

‫‪37‬‬


‫‪Marwa Abo Hatab's‬‬

‫مشاركة بقلم‪Marwa Abo Hatab's :‬‬ ‫يحكى في دمشق وريفها عن مسن زاهد‬ ‫يعتكف في سفح أحد الجبال المحيطة ببلدته‬ ‫الجميلة‪..‬‬ ‫لم يكن يُرى نهارا ً ‪ ،‬إذ يتع ّبد في المغاور وفي‬ ‫الليل يوقد نارا ً وتبقى مشتعلة حتى الصباح‪،‬‬ ‫«الضاوي» ومن هنا جاء اسم‬ ‫فس ّم َي ذلك الشيخ ّ‬ ‫بلدته «مضايا»‪ ،‬هذه البلدة التي تستنجد اليوم‬ ‫من الجوع والحصار‪.‬‬ ‫أريد إخباركم عنها كما أعرفها أنا ابنة الخمسة‬ ‫قص لي والدي كيف‬ ‫وعشرين عاماً ‪،‬لطالما ّ‬ ‫كانوا يحصلون على السمن والسكر والمنتجات‬ ‫األوربية ودائماً ما يذكرني وإخوتي أن األمور‬ ‫لم تكن يوماً بهذه السهولة التي شهدتها البالد‬ ‫منذ خمسة عشرة عاماً باستثناء األعوام الخمس‬ ‫األخيرة منها ‪ ..‬ويقول‪:‬‬ ‫عندما كانت دمشق وريفها تحتاج المواد األولية‬ ‫من الطحين والسكر المفقود نتيجة الحصار‬ ‫المفروض عليها‪ ،‬أ ّمنتها لهم مضايا وأبناؤها‪..‬‬ ‫وبحمد الله فك الحصار بعد سنوات عجاف‬ ‫وانفتحت البالد على التجارة الخارجية ولم يعد‬

‫هناك ما يقتضي مشقّة الطرق الوعرة التي كان‬ ‫يقطعها أبناء مضايا‪.‬‬ ‫ما يغيب عن أخبار اليوم أ ّن هذه البلدة وجارتها‬ ‫الزبداني كانتا يوماً مصيفاً رائعاً لجمالهما وج ّوها‬ ‫المعتدل صيفاً‪ ،‬ولطالما رأيت سوقها المميز‬ ‫يع ّج بالس ّياح من مختلف بلدان العالم وال س ّيما‬ ‫دول الخليج حيث شيدت فيها القصور والفيالت‬ ‫التابعة ألبناء المنطقة أو لشيوخ دول الخليج مما‬ ‫زاد في جمالها ورونقها وفخامة أحيائها‪..‬‬ ‫واليوم يح ّز في قلبي ما يحدث من تخاذل وقلّة‬ ‫حيلة ويؤسفني أكثر أال يعرف العالم عن مضايا‬ ‫سوى الجوع ‪ ..‬فلوال صمود أهلها وصبرهم‬ ‫وانحيازهم للحق ما وصل بهم الحال للتض ّور‬ ‫جوعاً ‪ ..‬لكن آهات أطفالهم الجياع أشد إيالما‬ ‫من صور األجساد المرهقة النحيلة التي شاهدها‬ ‫العالم فاستصرخوا مستعينين بالله لعلّ الناس‬ ‫وتهب لنجدتهم‪.‬‬ ‫في هذا العالم تسمع ّ‬ ‫مضايا هذه البلدة المضويّة بالكرم والجود‪..‬‬ ‫كم يصعب على من إعتاد العطاء أن يطلب‬ ‫العون‪!.‬‬ ‫مشاركات‬

‫‪38‬‬


39


‫ملخص كتاب‬

‫شبهات‬ ‫وإجابات حول‬ ‫مكانة المرأة‬ ‫في اإلسالم‬ ‫تقديم ‪ :‬أحمد العربي‬

‫الدكتور‬

‫محمد عمارة‬

‫ملخص كتاب‬

‫‪40‬‬


‫الرشعي يف قضية الحجاب ‪ ..‬ثم الرد عىل مكانة‬ ‫رسي‪.‬‬ ‫املرأة يف اإلسالم خاصة بشبهة االسرتقاق والت ّ‬ ‫إنها إجابات الرشع اإلسالمي ‪ ..‬واملنطق‬ ‫ملخص كتاب‬

‫كتيب صغري لكنه غني بالحجج الجلية‬ ‫واألدلة الواضحة التي يقدمها الدكتور‬ ‫محمد عامرة بأسلوبه القوي املعتاد‬ ‫يف توضيحه للبس والشبهات التي تثار‬ ‫حول مكانة املرأة يف اإلسالم‪.‬‬

‫املوضوعي عىل تلك الشبهات التي ُيرجِ ف بها‬ ‫نفر من خصوم اإلسالم‪ ,‬أو من الجاهلني بأحكام‬ ‫هذا الدين الحنيف"‬

‫فهرس الكتاب‪:‬‬ ‫صورة املرأة يف صدر اإلسالم‪.‬‬

‫يف دولة الخالفة‬ ‫الراشدة عىل‬ ‫عهد عمر بن‬ ‫مقتطفات مام كتبه املؤلف يف نهاية كتابه‪ :‬الخطاب‪.‬‬ ‫"لقد رأينا عرب فصول وصفحات هذا الكتاب‬ ‫_ كيف أرشقت صفحة املوقف اإلسالمي من‬ ‫املرأة ‪ ..‬وكيف وضحت معامل التحرير اإلسالمي‬ ‫للنساء‪ ..‬يف القرآن الكريم‪ ..‬ويف تطبيقات دولة‬ ‫الخالفة الراشدة ‪ ..‬وكيف جعل اإلسالم النساء‬

‫النساء‪ :‬شقائق‬ ‫الرجال ‪ ..‬ونصف‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫والية املرأة للقضاء‪.‬‬ ‫قضية الحجاب‪.‬‬

‫رسي‪.‬‬ ‫شقائق الرجال ‪ ..‬وكيف كان االجتهاد اإلسالمي عن ال ّرق والت ّ‬ ‫يف والية املرأة للقضاء ‪ ..‬وكيف كان االجتهاد‬ ‫اإلسالمي يف والية املرأة للقضاء ‪ ..‬وما الحكم‬

‫ملخص كتاب‬

‫‪41‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫منقول من‬ ‫دليل اإلسعاف‬ ‫النفسي األولي‬ ‫‪MENTAL HEALTH‬‬ ‫‪FIRST AID MANUAL‬‬ ‫ترجمة‪:‬‬ ‫جمال عثمان‬ ‫ميس قصيعة‬ ‫الجزء الثاني‬

‫الدعم الذي ينبغي تقدميه‬ ‫يتضمن‬ ‫ُ‬

‫اإلجراء الثالث‪:‬‬

‫أثناء ذلك كالً من الدعم العاطفي‬

‫قدم الدعم واملعلومات‬

‫كتف ُّهم ما يشعر به وإعطائه األمل‬

‫حاملا يشعر الشخص الذي لديه‬ ‫مشكلة نفسية بأنه قد تم االستامع‬ ‫إليه فإنه يكون من األسهل للمسعف‬ ‫يقدم الدعم واملعلومات‪.‬‬ ‫األويل أن ِّ‬

‫بالتعايف واملساعدة العملية من‬ ‫خالل املهام التي تبدو فوق طاقته يف‬ ‫تلك اللحظة‪ .‬وأيضاً ميكن للمسعف‬ ‫األويل أن يسأل الشخص ما إذا‬ ‫اإلسعاف األويل‬

‫‪42‬‬


‫اإلسعاف األويل‬

‫كان يرغب يف الحصول عىل بعض‬ ‫املعلومات حول املشكالت النفسية‪.‬‬

‫اإلجراء الرابع‪:‬‬ ‫شجع الشخص عىل الحصول عىل‬ ‫املساعدة املهنية املناسبة‬ ‫ميكن للمسعف األويل أيضاً أن يخرب‬ ‫الشخص عن أية خيارات متاحة‬ ‫للمساعدة والدعم‪ .‬وعموماً ُيحقِّق‬ ‫َْ‬ ‫من لديه مشكالت نفسية التعايف‬ ‫بشكل أفضل عند وجود املساعدة‬ ‫املهنية املناسبة‪ ،‬علام ً أنه ميكن‬

‫دعم أفراد العائلة‪ ،‬املساعدة يف‬ ‫تحقيق األهداف التعليمية واملهنية‪،‬‬ ‫الدخْل واإلقامة‪.‬‬ ‫واملساعدة يف َ‬

‫لهؤالء األشخاص أال يكونوا عىل علم‬ ‫ٍ بالخيارات املتنوعة املتاحة لهم‬ ‫كالدواء‪ ،‬اإلرشاد أو العالج النفيس‪،‬‬ ‫اإلسعاف األويل‬

‫‪43‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫‪44‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫‪45‬‬


‫عدسة شاب دمشقي‬

‫‪46‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.