االربعاء 2 ,ايار 2012 ,
صفحة 17
ثورية و�صية ر�سالة اىل بوعزيزي: ّ ّ حممد بزي -ر�سالة اىل املحرر
أخي و عزيزي «بو عزيزي»، ما أ ُ همه بصخْ رِها.. خاطب رجالً خ ّلى روحه لترْب ٍة ْ ليض َ رب ّ ُ وما أ ُ خاطب رجالً ْ جس ِدها.. نفسه ل ُيط ِفىء ر َ َم َ ضاء َ أش َع َل َ ُ وما أ ُ خاطب رجالً ُ َ ضعيف النّفس ُمنت َِحرا.. أظنّه ُ أنت بنارِك هذه ُ ش ْعلة احلُريَة.. إنمّ ا َ أي ْ ْ ً سباتِه بنورِك ّ الذك ّية.. ن م ا شعب ت قظ َ ِ ُ َ َ العقول األب ّية.. فداك برا ِع َم وأز ْ َهرْ َت ب ِ ِ َ ُ ض ِة الغن ّية.. فكر ..ول ِن ْع َم الن ّْه َ نعم ،إنّها ْ نهضة ٍ أنسج على َمدار ِ ِك القارِىء بأ ّن الفكرَ عنوا ُن ن أ ني وكم يرو ُق ْ ُ ْ لم أو هو ّية.. ع بال ة حيا ن م يكون فال ة.. ي احلُر ّ ٍ ِ ِ ٍ صرَت األ ْع نُي أنوار َ البرِّ ّيةَ ، ُ العقل أنا األُطروحة ش ِه َد إنّه ُم ْذ أب ْ َ ال َبه ّية.. فعارٌ و ُ املال والول ِد دو َن ظن أ ّن احلياة رجل ّ ألف عارٍ على ٍ بجمع ِ ِ احلقائق اخلف ّية.. معرف ِة ِ في البالد العربية ّبضات الثور ّية ،بدأت حتْيا ِمن غ ْفل ِتها األزلِ ّية.. أرى الن ِ العلْ ِو ّية.. ت َعودُ إلى َم ْجرى ِعزّها ،أرض ال ِعلْ ِم وال ّروح ّية ُ ُ َ والم لألبَد ّية.. لتنشرَ ْ مج َد ال َقل ِم إلى ال َع ِ ضات القَو ّية.. ايات ال َعل ِّية ،واأليَادي األب ِ َّية ،والق ْب ِ فاعلمي أ ّيتُها ال ّر ِ س ّ الظاملة ِمن ياح ال َعت ّية إ ْن ت َ َب ّ صرْ ِت بهشاش ِة األن ُف ِ أن ِّك كال ّر ِ
البشر ّية.. تج ّبر ّ أمالك بَل ّية.. بكل ما عن َده ِمن وأن ِّك زِلزا ٌل يقر ُع امل ُ َ ٍ ً ف ف ُت ْبليه م ّيتا هزليا.. بح ّد ّ ْ تسلُكني قلوبَهم َ الس ْي ِ َ وحد ِة ال ّرؤية واملَن َْهج ّية.. ير غ ب ز ع ال رام م لغي ب ت لن ّك ّ ِ ْ ْ َ ِ ِ وأن ِ الس ْبخ َة ال ّن ِد ّية.. وأ ّن هذه ّش ٌ عوب خَ لَت ،قد ُجزّئت ألنّها أضا َعت ُّ ف واأل ْوتادِ ا ّ ْ جلبل ّية ،كرَمادٍ تناث َر ي الس ض ب ق كم ك وأن ِّك بال ُ ّ ْ ِ متاس ٍ ِ َ ِ األس ُطرِ ال ّز َمن ّية.. ريح ُه على ْ َ ّ سوى َم ْهزل ٍة وأن ِّك بال وعي بقدر ِة احلاكم الطاغية ْ لس ِت ِ ِ وأضحوك ٍة غب ّية.. طرح املدى واأل ُف ِق ال َب ّر ّية وال َب ْحر ّية ،وأطلقي العنا َن فم ّدي ع ْين ْي ِك َ ُ صري ب ِ ّ ْ ُ كل داهية وما جرَ َفتْه ب تت ّى ت ح ة.. ي و ل ع ل ا ُف ق األس إلى َ ّ ْ ِ ُ ِّ نهم األز ُمن ا ّ جلو َهر ّية.. ِم ُ َعم ،إنّه الت ُ لك أ ّيتُها األيادي العنبر ّية.. ن ْ ّاريخ يحكي أساطيرَ اجمل ِد ِ أز ْكى العطور ِ ريحاً ،ألن ِّك تعرفني ع َبقَ احلُر ّية.. عزيزي بو عزيزي, أُ َ بتواض ِعها الفكرِ ّية واألدب ّية ،فسا ِم ْحني على هديك كلماتي ُ سطرِ ال ِع َبرِ ِمن أمنوذ ََج ِت َك القياديَة.. تقصيري في َ ِ سل ْ ً ً العالم ومعها رسائال عفيفة كاجملدل ّية.. إلى َها ت أر ْ َ ِ َ ُ ّ َ أجسادا ً هزّاز ًة ِمن ق ْبض ِتها على جمر ٍة ت ي ح أ ّها ن بأ ك ر ش ب أ ّني وأن ْ ْ َ َ ّ لهيبة..
الصحاري نخل ًة وعلى ا ّ جلبال األرْز ِة ّ الذهب ّية.. وأن ْ َب ْ حول ّ تت على ُق ِ ْ َ ّاريخ َمدار ِ َج التّح ّل ِق ِمن ّ األبراج الذ ّل إلى ِ وأسقلت على الت ِ السماوِ ّية.. ّ بكوكب ..ك ّلها مرآ ُة .. .. بنجم جنم بشمس وشمس وكوكب ٌ ٌ ٌ ٍ ٍ ٍ َ ف ال ّ ُ لالستبداد ّية.. للظ ت َه ت ناجر حل ا دى ص َ لم ال ْ ِ ِ ِ َ تذهب بغيرِ احلَقّ أسير ًة ردِ ّية.. لن ال ، ك لنفس ّا ن م د وع ذاك ٌ َ ِ وح فح ّلقَت بأجن ُِح احلُر ّية.. كيف ال َ وأنت أفدي ْ َت ال ّر َ
Photo from: www.alsufi.net
الأق�صى و كيلو البندورة... منى �أيوب -كاتبة �صحفية نادى حتى بح صوته ،و لكن ال حياة ملن تنادي كما يقولون. أتراه كان ينتظر ردا ،أو أنه فعل ذلك كي يرضي ضميره و ينام مستريحا ظانا أنه قام بواجبه و استراح؟ « يا مسلمني !! يا عرب!! أنفذوا األقصى .األقصى في خطر!» ملن تراه ينادي؟ من هم هؤالء العرب؟ و من أولئك املسلمون؟
مذياعه يعلو مسجدا صغيرا يقبع في زاوية من زوايا اخمليم ،و حوله أشباه بيوت تعلو أسقفها ألواح تنك أو «زينكو» كما يحلو ألصحابها أن يسموها .و هذا املذياع «املبارك» الذي ينشر هذه الرسالة العظيمة يعمل على كهرباء مولد الطاقة الذي أهداه أحد فاعلي اخلير للجامع منذ سنة ،و الذي جتمع تبرعات
Photo from: www.mnfonline.com
ب»القطارة» أيام اجلمعة لسد احتياجاته من الزيت و املازوت. و في أسفل اجلامع غرفة صغيرة ،تسكن فيها امرأة عجوز رحل عنها األحبة و األبناء منذ زمن .شردتهم الدنيا .إبنها األكبر ال تعلم عنه شيئا ،و األصغر مسافر منذ سنني إلى أستراليا هاجرا حياته القدمية قاطعا صلته بكل ما فيها .وحده خادم اجلامع يحنو على هذه العجوز فيأتيها بقوت يومها مبا تيسر له من خبز و فول و بعض الفاكهة.هنا الكل سواسية أمام منشار الفقر .ال فرق بني كبير أو صغير .فأنى ألحد أن يفكر بهذه العجوز و اجلوع يأكل أمعاء األبناء ملتهما صحتهم و عافيتهم؟ و بالقرب من اجلامع بقايا مدرسة .نعم يرتادها الطالب يوميا .أما عن قيمة العلم فيها و مستواها التعليمي فلن أسأل .سمعت يوما أنه مت ضبط كمية من اخملدرات فيها .أو لعلها واحدة من اإلشاعات املغرضة؟ على بعد أميال من اخمليم يقبع االقصى حزينا تهدده احلفريات بالسقوط و خطط الصهاينة التهويدية بطمس هويته.... و على منبر اجلامع يرتفع صوت الشيخ لتدب احلماسة في قلوب الغيورين ليهبوا و ينقذوا األقصى ...و يعلو الصوت و يعلو. و على بعد أمتار منه...أمتار فقط...في دكان «أبو أسعد» ، يقف «أبو سعيد» مستفسرا « :بأدي كيلو البندورة اليوم؟» ...فيتنهد « ابو سعيد» و يجيب « :يا أبو سعيد ،دخلك اميتى يا حاج رح تدفع لنا الديون الي عليك؟؟»