21 v 44

Page 17

‫االربعاء‪ 2 ,‬ايار ‪2012 ,‬‬

‫صفحة ‪17‬‬

‫ثورية‬ ‫و�صية‬ ‫ر�سالة اىل بوعزيزي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حممد بزي ‪ -‬ر�سالة اىل املحرر‬

‫أخي و عزيزي «بو عزيزي»‪،‬‬ ‫ما أ ُ‬ ‫همه بصخْ رِها‪..‬‬ ‫خاطب رجالً خ ّلى روحه لترْب ٍة ْ‬ ‫ليض َ‬ ‫رب ّ‬ ‫ُ‬ ‫وما أ ُ‬ ‫خاطب رجالً ْ‬ ‫جس ِدها‪..‬‬ ‫نفسه ل ُيط ِفىء ر َ َم َ‬ ‫ضاء َ‬ ‫أش َع َل َ‬ ‫ُ‬ ‫وما أ ُ‬ ‫خاطب رجالً ُ‬ ‫َ‬ ‫ضعيف النّفس ُمنت َِحرا‪..‬‬ ‫أظنّه‬ ‫ُ‬ ‫أنت بنارِك هذه ُ‬ ‫ش ْعلة احلُريَة‪..‬‬ ‫إنمّ ا َ‬ ‫أي ْ ْ‬ ‫ً‬ ‫سباتِه بنورِك ّ‬ ‫الذك ّية‪..‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫شعب‬ ‫ت‬ ‫قظ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العقول األب ّية‪..‬‬ ‫فداك برا ِع َم‬ ‫وأز ْ َهرْ َت ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ِة الغن ّية‪..‬‬ ‫فكر‪ ..‬ول ِن ْع َم الن ّْه َ‬ ‫نعم‪ ،‬إنّها ْ‬ ‫نهضة ٍ‬ ‫أنسج على َمدار ِ ِك القارِىء بأ ّن الفكرَ عنوا ُن‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ني‬ ‫وكم يرو ُق‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لم أو هو ّية‪..‬‬ ‫ع‬ ‫بال‬ ‫ة‬ ‫حيا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يكون‬ ‫فال‬ ‫ة‪..‬‬ ‫ي‬ ‫احلُر‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صرَت األ ْع نُي أنوار َ البرِّ ّية‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫العقل أنا األُطروحة‬ ‫ش ِه َد‬ ‫إنّه ُم ْذ أب ْ َ‬ ‫ال َبه ّية‪..‬‬ ‫فعارٌ و ُ‬ ‫املال والول ِد دو َن‬ ‫ظن أ ّن احلياة‬ ‫رجل ّ‬ ‫ألف عارٍ على ٍ‬ ‫بجمع ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلقائق اخلف ّية‪..‬‬ ‫معرف ِة‬ ‫ِ‬ ‫في البالد العربية‬ ‫ّبضات الثور ّية‪ ،‬بدأت حتْيا ِمن غ ْفل ِتها األزلِ ّية‪..‬‬ ‫أرى الن‬ ‫ِ‬ ‫العلْ ِو ّية‪..‬‬ ‫ت َعودُ إلى َم ْجرى ِعزّها‪ ،‬أرض ال ِعلْ ِم وال ّروح ّية ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والم لألبَد ّية‪..‬‬ ‫لتنشرَ ْ‬ ‫مج َد ال َقل ِم إلى ال َع ِ‬ ‫ضات القَو ّية‪..‬‬ ‫ايات ال َعل ِّية‪ ،‬واأليَادي األب ِ َّية‪ ،‬والق ْب ِ‬ ‫فاعلمي أ ّيتُها ال ّر ِ‬ ‫س ّ‬ ‫الظاملة ِمن‬ ‫ياح ال َعت ّية إ ْن ت َ َب ّ‬ ‫صرْ ِت بهشاش ِة األن ُف ِ‬ ‫أن ِّك كال ّر ِ‬

‫البشر ّية‪..‬‬ ‫تج ّبر ّ‬ ‫أمالك بَل ّية‪..‬‬ ‫بكل ما عن َده ِمن‬ ‫وأن ِّك زِلزا ٌل يقر ُع امل ُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ف ف ُت ْبليه م ّيتا هزليا‪..‬‬ ‫بح ّد ّ‬ ‫ْ‬ ‫تسلُكني قلوبَهم َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫َ‬ ‫وحد ِة ال ّرؤية واملَن َْهج ّية‪..‬‬ ‫ير‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫رام‬ ‫م‬ ‫لغي‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫لن‬ ‫ّك‬ ‫ّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫وأن ِ‬ ‫الس ْبخ َة ال ّن ِد ّية‪..‬‬ ‫وأ ّن هذه ّش ٌ‬ ‫عوب خَ لَت‪ ،‬قد ُجزّئت ألنّها أضا َعت ُّ‬ ‫ف واأل ْوتادِ ا ّ‬ ‫ْ‬ ‫جلبل ّية‪ ،‬كرَمادٍ تناث َر‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫ض‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫كم‬ ‫ك‬ ‫وأن ِّك بال ُ‬ ‫ّ ْ ِ‬ ‫متاس ٍ ِ َ ِ‬ ‫األس ُطرِ ال ّز َمن ّية‪..‬‬ ‫ريح ُه على ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سوى َم ْهزل ٍة‬ ‫وأن ِّك بال وعي بقدر ِة‬ ‫احلاكم الطاغية ْ‬ ‫لس ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأضحوك ٍة غب ّية‪..‬‬ ‫طرح املدى واأل ُف ِق ال َب ّر ّية وال َب ْحر ّية‪ ،‬وأطلقي العنا َن‬ ‫فم ّدي ع ْين ْي ِك َ‬ ‫ُ‬ ‫صري ب ِ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫كل داهية وما جرَ َفتْه‬ ‫ب‬ ‫تت‬ ‫ّى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ة‪..‬‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُف‬ ‫ق‬ ‫األس‬ ‫إلى‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ ِ ُ ِّ‬ ‫نهم األز ُمن ا ّ‬ ‫جلو َهر ّية‪..‬‬ ‫ِم ُ‬ ‫َعم‪ ،‬إنّه الت ُ‬ ‫لك أ ّيتُها األيادي العنبر ّية‪..‬‬ ‫ن ْ‬ ‫ّاريخ يحكي أساطيرَ اجمل ِد ِ‬ ‫أز ْكى العطور ِ ريحاً‪ ،‬ألن ِّك تعرفني ع َبقَ احلُر ّية‪..‬‬ ‫عزيزي بو عزيزي‪,‬‬ ‫أُ‬ ‫َ‬ ‫بتواض ِعها الفكرِ ّية واألدب ّية‪ ،‬فسا ِم ْحني على‬ ‫هديك كلماتي‬ ‫ُ‬ ‫سطرِ ال ِع َبرِ ِمن أمنوذ َ​َج ِت َك القياديَة‪..‬‬ ‫تقصيري في َ‬ ‫ِ‬ ‫سل ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العالم ومعها رسائال عفيفة كاجملدل ّية‪..‬‬ ‫إلى‬ ‫َها‬ ‫ت‬ ‫أر ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أجسادا ً هزّاز ًة ِمن ق ْبض ِتها على جمر ٍة‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ّها‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ّني‬ ‫وأن‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫لهيبة‪..‬‬

‫الصحاري نخل ًة وعلى ا ّ‬ ‫جلبال األرْز ِة ّ‬ ‫الذهب ّية‪..‬‬ ‫وأن ْ َب ْ‬ ‫حول ّ‬ ‫تت على ُق ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّاريخ َمدار ِ َج التّح ّل ِق ِمن ّ‬ ‫األبراج‬ ‫الذ ّل إلى‬ ‫ِ‬ ‫وأسقلت على الت ِ‬ ‫السماوِ ّية‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بكوكب‪ ..‬ك ّلها مرآ ُة‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫بنجم‬ ‫جنم‬ ‫بشمس‬ ‫وشمس‬ ‫وكوكب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫لالستبداد ّية‪..‬‬ ‫للظ‬ ‫ت‬ ‫َه‬ ‫ت‬ ‫ناجر‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫دى‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫لم ال ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تذهب بغيرِ احلَقّ أسير ًة ردِ ّية‪..‬‬ ‫لن‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫لنفس‬ ‫ّا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫وع‬ ‫ذاك‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وح فح ّلقَت بأجن ُِح احلُر ّية‪..‬‬ ‫كيف ال َ‬ ‫وأنت أفدي ْ َت ال ّر َ‬

‫‪Photo from: www.alsufi.net‬‬

‫الأق�صى و كيلو البندورة‪...‬‬ ‫منى �أيوب ‪ -‬كاتبة �صحفية‬ ‫نادى حتى بح صوته‪ ،‬و لكن ال حياة ملن تنادي كما يقولون‪.‬‬ ‫أتراه كان ينتظر ردا‪ ،‬أو أنه فعل ذلك كي يرضي ضميره و ينام‬ ‫مستريحا ظانا أنه قام بواجبه و استراح؟‬ ‫« يا مسلمني !! يا عرب!! أنفذوا األقصى‪ .‬األقصى في خطر!»‬ ‫ملن تراه ينادي؟ من هم هؤالء العرب؟ و من أولئك املسلمون؟‬

‫مذياعه يعلو مسجدا صغيرا يقبع في زاوية من زوايا اخمليم‪ ،‬و‬ ‫حوله أشباه بيوت تعلو أسقفها ألواح تنك أو «زينكو» كما‬ ‫يحلو ألصحابها أن يسموها‪ .‬و هذا املذياع «املبارك» الذي ينشر‬ ‫هذه الرسالة العظيمة يعمل على كهرباء مولد الطاقة الذي‬ ‫أهداه أحد فاعلي اخلير للجامع منذ سنة‪ ،‬و الذي جتمع تبرعات‬

‫‪Photo from: www.mnfonline.com‬‬

‫ب»القطارة» أيام اجلمعة لسد احتياجاته من الزيت و املازوت‪.‬‬ ‫و في أسفل اجلامع غرفة صغيرة‪ ،‬تسكن فيها امرأة عجوز رحل‬ ‫عنها األحبة و األبناء منذ زمن‪ .‬شردتهم الدنيا‪ .‬إبنها األكبر ال‬ ‫تعلم عنه شيئا‪ ،‬و األصغر مسافر منذ سنني إلى أستراليا هاجرا‬ ‫حياته القدمية قاطعا صلته بكل ما فيها‪ .‬وحده خادم اجلامع‬ ‫يحنو على هذه العجوز فيأتيها بقوت يومها مبا تيسر له من خبز‬ ‫و فول و بعض الفاكهة‪.‬هنا الكل سواسية أمام منشار الفقر‪ .‬ال‬ ‫فرق بني كبير أو صغير‪ .‬فأنى ألحد أن يفكر بهذه العجوز و اجلوع‬ ‫يأكل أمعاء األبناء ملتهما صحتهم و عافيتهم؟ و بالقرب من‬ ‫اجلامع بقايا مدرسة‪ .‬نعم يرتادها الطالب يوميا‪ .‬أما عن قيمة‬ ‫العلم فيها و مستواها التعليمي فلن أسأل‪ .‬سمعت يوما أنه‬ ‫مت ضبط كمية من اخملدرات فيها‪ .‬أو لعلها واحدة من اإلشاعات‬ ‫املغرضة؟‬ ‫على بعد أميال من اخمليم يقبع االقصى حزينا تهدده احلفريات‬ ‫بالسقوط و خطط الصهاينة التهويدية بطمس هويته‪....‬‬ ‫و على منبر اجلامع يرتفع صوت الشيخ لتدب احلماسة في قلوب‬ ‫الغيورين ليهبوا و ينقذوا األقصى‪ ...‬و يعلو الصوت و يعلو‪.‬‬ ‫و على بعد أمتار منه‪...‬أمتار فقط‪...‬في دكان «أبو أسعد» ‪،‬‬ ‫يقف «أبو سعيد» مستفسرا‪ « :‬بأدي كيلو البندورة اليوم؟»‬ ‫‪ ...‬فيتنهد « ابو سعيد» و يجيب‪ « :‬يا أبو سعيد‪ ،‬دخلك اميتى‬ ‫يا حاج رح تدفع لنا الديون الي عليك؟؟»‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.