مشروع الامن التغذوي الوطن العربي1

‫]‪[1436‬‬ ‫مشروع تطوير برامج التغذية اإلغاثية‬ ‫في الوطن العربي‬

‫المبادرة التطويرية‬ ‫"البرنامج الوطني الشامل للتغذية‬ ‫اإلغاثية"‬ ‫إعداد‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬أسامة عوض صالح‬ ‫‪2015‬‬

‫المقدمة‬ ‫من المالحظ أن أنظمة المعونات والمساعدات اإلنسانية العالمية (علي رأسها المعونات الغذائية) مازال يتشكل علي األسس‬

‫و المعايير والقيم التي وضعتها الدول الغربية بدال عن القيم العالمية والدولية‪ .‬وقد يكون هذا األمر مقبوال عندما كانت هذه‬ ‫الدول والمؤسسات الغربية (الواليات المتحدة والمجموعة األوربية) هي الوحيدة و األكثر مساهمة في هذا المجال أما اآلن‬

‫وبعد ظهور العديد من المساهمين الدوليي ن من غير الدول التقليدية و علي رأسهم المملكة العربية السعودية كان من‬ ‫األهمية بمكان التوصل إلى تفاهم أفضل للدور والقيم والخصائص التي تنفرد بها الدول المانحة العربية بحيث يمكن دمجها‬

‫أكثر في آليات التنسيق الدولية و أن يكون لها دور قيادي وريادي في توجيه ووضع السياسات الدولية في مجال اإلغاثة و‬ ‫أن يكون لها من المؤسسات والهيئات و المنظمات ذات الثقل العلمي و الكوادر المؤهلة التي تشرف علي الدعم المادي‬

‫والعيني المقدم من جانبها والحرص علي أن يتم توجهيها علي النحو األمثل في ظل القيم والمعايير العالمية‪ .‬وقد برزت‬ ‫المملكة العربية السعودية كأكبر المانحين في العالم في مجال المساعدات اإلنسانية خارج الدول الغربية حيث تعتبر الدولة‬ ‫العربية االولي من حيث تقديم المساعدات اإلنسانية بين الجهات المانحة العربية (اإلمارات العربية المتحدة وقطر وعمان‬ ‫والكويت) بما مجموعه ‪ 2.1‬مليار دوالر بين عامي ‪ 2000‬و ‪ .2010‬وتعتبر المملكة الثالثة عالميا بعد الواليات المتحدة‬ ‫والمجموعة االوربية حتى عامنا الحاضر‪.‬‬

‫برغم ما ذكر إال أن ذلك الدور لم ينعكس عالميا أو إقليميا كعامل مؤثر وفعال كما يجب و أن يكون عليه الحال الفتقاره‬ ‫إلي المؤسسية العلمية والمبنية علي الحقائق والدروس العالمية المستفادة كما يحتاج إلي الكثير من العمل حتى يعكس فعال‬ ‫واقع الدور الضخم الذي تقدمة الجهات المانحة العربية عالميا واقليميا وداخليا‪.‬‬

‫في كل العالم المتقدم ينظر إلى التدخالت المتعلقة بالتغذية (وليس الغذاء فقط) كجزء ال يتج أز من النهج الشامل إلدارة‬

‫الطوارئ بما فيها برامج التأهب لحاالت الطوارئ بشكل عام‪ .‬وحيث أن الغذاء والتغذية تمثالن حجر الزاوية في كل برامج‬ ‫المساعدات اإلنسانية في كل العالم لذا كان لزاما علي المشروع العربي للمساعدات اإلنسانية أن يحافظ علي دوره القيادي‬

‫والريادي في كل العالم و أن يعظم من أثر مساعداته و استجاباته اإلنسانية بإدخال مكون التغذية واألمن التغذوي بكل‬ ‫أبعاده العلمية والعملية ضمن نشاطاته اإلغاثية داخليا وخارجيا‬

‫الجدير بالذكر أن اإلغاثة الفعالة في حاالت الطوارئ والتأهب أمر حيوي وكلما كانت الدولة ذات نظام قوي التأهب يكون‬

‫مستعدا لالستجابة لحاالت الطوارئ بفعالية وكفاءة واقتدار أنعكس ذلك علي تدارك األزمات في أقصر األوقات و بأقل‬ ‫خسارة ممكنة (في األرواح والممتلكات) واألهم من ذلك أنه يتيح للمجتمع المتضرر التعافي بأسرع وقت حتى يستطيع‬ ‫استئناف عمليات إعادة األعمار واعادة التأهيل و التنمية في أسرع وقت ممكن‪.‬‬

‫الهدف العام‬

‫تسعى وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق ريادية ومهنية و احترافية العمل اإلنساني بالجهات المانحة العربية عبر هذا‬

‫البرنامج المتميز لألمن التغذوي في ظروف الكوارث والى مساعدة هذه الجهات المانحة ومتخذي القرار والمهنيين والعاملين‬ ‫في مجال الغذاء والتغذية و المهنيين العاملين في مجال إدارة الطوارئ و األزمات سواء على المستوى المحلي والوطني‬

‫واإلقليمي عن طريق تقديم مكون متكامل حول إدارة برامج التغذية في ظل األزمات‪.‬‬

‫‪2‬صفحة‬

‫بروفيسور أسامة عوض صالح‬