Š‡jÜa@óݪ ﳎةل ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺷﺎﻣةل
]<<<ÜÎ…<gjÓÚ<ë…^}çf×e<†‘^ÞJ <V<á]çßÃÖ †ñ]ˆ¢]I…^ e<íÃÚ^q<íj‰
reskodorat@maktoob.com http://elbadr08.maktoobblog.com
א א 02א د 2010 01م 15J01 إن اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ هل ﻗﳰﺔ أو ﻣﺪﻟﻮل ﲝﺪ ذاﺗﻪ ،ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﴫاً ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎﱐ ،إذا ﱂ ﲤﻸ ذراﺗﻪ وﺛﻮاﻧﻴﻪ ودﻗﺎﺋﻘﻪ ابﳉﻬﺪ اﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن وﻓﻜﺮﻩ وﺳﺎﻋﺪﻩ أﻳﻀﺎً ،ﻓﻠﻘﺪ ﰷﻧﺖ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻜﺮﳝﺔ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﳊﺪث ﺑﺈﻧﺸﺎء ادلوةل واﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻣﺎن واﳌﲀن ﻟﺘﺘﻔﺎﻋﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﴏ وﺗامتزج ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺗﺄﺛﺮاً وﺗﺄﺛﲑاً ..أﺧﺬاً وﻋﻄﺎء ﻟﺘﺸﲁ ﻧﺴـﻴﺞ اﻟﺘﺎرﱗ واﻷﻣﺔ اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﱵ ﲣﻄﻂ ﳌﺴﲑﺗﻪ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻈﺮ وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ وﻗﻮة اﻹﻋﺪاد وﺳﻼﻣﺔ اﻟﳤﻴﺆ ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻟﲁ ﺧﻄﻮة ﺣﺴﺎﲠﺎ . .وﰷﻧﺖ اﻟﻬﺠﺮة رﻣﺰاً إﳝﺎﻧﻴﺎً ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ ﳎﳣﻊ اﳋﻄﻴﺌﺔ إﱃ ﳎﳣﻊ اﳊﻘﻴﻘﺔ ..ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺮﺣةل ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﲁ اﳌﺆﻣﻨﲔ واﳌﻀﻄﻬﺪﻳﻦ واﳌﻈﻠﻮﻣﲔ. ّإن ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻷايم وﺗﺪاﺑﺮ اﻟﺴـﻨﲔ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺷﻴﺌﺎً إ ّﻻ إذا ﺟﺎءت ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﻣﻊ ﻧﻮاﻣﻴﺲ اﻟﴫاع اﳊﻴﺎﰐ ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻷﻓﻀﻞ واﻷﳈﻞ ،ﻷن أﲨﻞ ﳾء ﰲ اﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ إﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً .وأن أﲨﻞ ﳾء ﰲ اﻟﻐﺪ ﻫﻮ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﺑﻠﺤﻈﺘﻪ ،وﻧﻨﴗ أن اﻟﺰﻣﺎن ﻻ ﻳﺘﺪﺣﺮج إﱃ اﻟﻮراء..وأﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ أن ﳝﺴﻚ اﻟﻈﻞ..ﻓﺴﻮاان ﻳﻜﻮن ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻟﻠﻌﺎم اﳉﺪﻳﺪ ﲟﻈﺎﻫﺮ اﳉﺪة ..وﺗﻐﻴﲑ اﻷرﻗﺎم ..آﻣﻠﲔ أن ﻻ ﻧﻜﻮن ﻣﻦ أﻣﺔ اﺳـﺘﻌﺎرت أﻋﻮام وأزﻣﺎن اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﺗﺒﺎت ﻏﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﻇﻠﻬﺎ..اﺣﺮص ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﲆ ﺣﻴﺎة .ﻣﴣ ذاك اﻟﻌﺎم اترﰷً ﺧﻠﻔﻪ وﻋﻮداً ﺑﻼ ﺗﻨﻔﻴﺬ ..وأﺣﻼﻣﺎً ﺑﻼ أﻟﻮان ،وﺣ ّﻞ ﻋﺎم ﺟﺪﻳﺪ واﺣﺘﻔﺎﻻت ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻗﺪوﻣﻪ ﻟﻜﳯﺎ ﻻ ﲢﻔﻞ ﺑﻪ .ﻣﴣ ذاك اﻟﻌﺎم وﺧﻠّﻒ وراءﻩ أوراﻗﺎً ووروداً ﻋﻄﴙ..وﺣﺒّﺎت زﻳﺘﻮن ﺑﻼ زﻳﺖ .ﻣﴣ ذاك اﻟﻌﺎم دون أن ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ إﱃ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن أو ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺷﻌﻮراً ابﻻﻃﻤﺌﻨﺎن،وﺣﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم،ﻋﲆ اﺳـﺘﺤﻴﺎء ..ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺼﻤﺖ. ﺣ ّﻞ ﻋﺎم ﺟﺪﻳﺪ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴـﺘﺤﻖ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ وﻻدﺗﻪ ﻓﳱﺎ ﻷﳖﺎ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﻴﺶ ﺧﺎرج ﺳﻮر اﻟﺰﻣﻦ، وﻋﲆ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﺘﺎرﱗ ﰲ زﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،دون أن ّﺗﻠﻮﻧﻪ ﺑﺈرادﲥﺎ وﻗﻴﺎدﺗﻪ.وﻣﴣ ذاك اﻟﻌﺎم ﻟﻨﻘﻠﺐ ﺑﻌﺪﻩ اﻟﺼﻔﺤﺎت ؛ وﺗﺒ َّﺪل اﻷرﻗﺎم ؛ ﻟﻨﻜﱪ ﻋﺎﻣﺎً وﻧﺰداد ﳘﻮﻣﺎً ،ﳔﺠﻞ ﻟﻘﺪوﻣﻪ ،وﻳﺴـﺘﺤﻲ أن ﻳﻘﱰب ﻣﳯﺎ ..ﺣﻴﺚ ﻣﴣ اﻟﻌﺎم اذلي ﻗﺒهل اترﰷً ﺟﺮوﺣﺎً انزﻓﺔ ﻟﻌ ّﻞ اﻟﻌﺎم اﳉﺪﻳﺪ ﻳﺪاوﳞﺎ. ﻗﺪم ﻫﺬا اﳌﻮﻟﻮد اﳉﺪﻳﺪ وﳓﻦ ﻣﺬﻫﻮﻟﻮن ﺑﺂﺧﺮ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻟﻨﻮازل واﻟﻜﻮارث اذلي ﻳﺼﻴﺐ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ وﱔ ﺗﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺄﺳﺎة اﻟﻌﴫ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻹﺳﻼﱊ وﳓﻦ ﰲ أﺷﺪّ ﺣﺎﻻت الاﺧﺘﻼف.. ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻋﲆ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻒ اثﺑﺖ واﺣﺪ .ﻟﻌﻞ روح ﳗﺮة اﻟﻨﱯ ص و ﻣﻴﻼد ﻋﻴﴗ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺗﺒﻌﺜﺎن اﻣﻼ ﺟﺪﻳﺪا ﰲ ﻫﺬا اﳉﺴﺪ اذلي اﺧﺘﺎرﻩ ﷲ ﻟﻴﺤﻖ ﺑﻪ اﳊﻖ و ﻳﺰﻫﻖ ﺑﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ إﻧﻪ ﰷن زﻫﻮﻗﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ )ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﺘﺼﺮﻑ(ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻧﺎﺻﻴﻒ
خطر تتبع الرخص على دين المسلم
א א وא א
فلسطين بين الشمس والضباب
א א ! א א #$ J
02 15J01 م2010 01 א د02 א א
אW א " ! א م و א #$ وא א& א د و א ! و א ' ( * א א) א+, א-. א / א0 و א12 3 א4 5 6 7" א و * 8 9 א ;! و א و دون < = ص و א.? א @AوB( א13 C * 7? א-" W 2009 !] Y ( אD2 3 وD3 C -C AوB( ; א4(? * , و א5+- א4( EFC D7C G H A Kد@Z ? 6 ( אKدX@ _ D KدX* ` مa] אKدG ج ? و0KX@ & א دKXF D KXGوزF C +Z-CKX د- C D KX@ ? دz{KX@ D KX-
G H A دW א 2אFL אJ C I & 63 J (C W א ! אن http://elbadr08.maktoobblog.com : M? وط א ! * א R S دTU وאRV0 وאW (+, אQ" & م א7&P אJ0 " O1 C , د א,ن "( ن אX { Z3U א1 [ WC GX אY 5H و אR ,و א . ( ' אC و "( ن، 3 א-, 6] " cD S دT אaM א א ! * אZ 1 " & !] אO2 6& אWWDe " f g ،1I א, د وא-, وאh h D _ א 6& אO [BC نT ذאm n[BC 6& ل{ א,و אX Y ( ! אن אO j k,א O ? ! א 1 [ 1p " نX K 5+- א63 وKno " ( ن א ! وC O M א6&א . 5+- א4+&X * q و،f5 אr * د-, وא1I א, وאsCא= א t ل אa WC 6E אدC 6 ] DE ], אY 5HX غa m 6 O3 M א13 C و،@AوB( vא WC h C وو دj C < E 4& " و، e!C / gU א1 [ " مO4 cD .@AوB( v אt ل אa ) ! X عp , , א- אx pP 5 < אE " مK5 א אج א د
03 خطر تتبع الرخص على دين المسلم ) الجزء الثاني( ﻛﻨﺎ ﰲ اﳉﺰء اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻗﺪ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﳌﺎﻫﻴﺔ اﻟﺮﺧﺺ ﻣﻦ اﳌﻨﻈﻮر اﻟﴩﻋﻲ وﰗ وأدةل اﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﲠﺎ ،وﻛﺬا أﻗﻮال اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﱀ وأﻫﻞ اﻟﻌﲅ ﰲ اﻟﺮد ﻋﲆ ﺗكل اﳊﺠﺞ وﻓامي ﻳﲇ ﻧﻌﺮض ﳉﺎﻧﺐ ﻋﲆ ﺻةل ابﳌﻮﺿﻮع وﻫﻮ ﻣﻦ اﻷﳘﻴﺔ ﲟﲀن وﷲ اﳌﺴـﺘﻌﺎن وﻫﻮ ﳞﺪي اﻟﺴﺒﻴﻞ : ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ إذا اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﻔﺘﻴﺎ : ﻛﺜﲑﻣﺎ ﻳﻜﻮن داﻓﻊ اﻟﻨﺎس إﱃ اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ أﺧﺬ اﻟﻔﺘﻮى و إﺗﺒﺎع اﻟﻨﻔﺲ و اﻟﻬﻮى ﰲ ذكل ،ﻫﻮ ﻛﱶة اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﻮاردة ﰲ اﳌﺴﺄةل اﻟﻮاﺣﺪة واﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ،ﰒ اﳉﻬﻞ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳊﺎةل اﻟﱵ ﺗﻌﱰض اﳌﺴﲅ ،وذلكل ابت ﻣﻦ اﻟﴬوري ﺗﻮﻋﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻘﻮاﻋﺪ أﺧﺬ اﻟﻔﺘﻴﺔ و اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﻮاردة ﰲ ﻫﺬا اجملﺎل. واﻷﺻﻞ اذلي ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻨﺼﻮص وأﲨﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﻠﲈء ﻫﻮ أن ﻳﺴكل اﳌﺴﲅ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻻت ﻣﺴكل الاﺣﺘﻴﺎط و اﻟﻮرع و اﻟﺘﺜﺒﺖ إذا أﺷﲁ ﻋﻠﻴﻪ أي اﻟﻔﺘﺎوى ﻳﺄﺧﺬ ﲠﺎ ﻓﻴﺨﺘﺎر أﺣﻮط اﻷﻗﻮال ،و أﲱﻬﺎ ﺳـﻨﺪا ،وأﻛﱶﻫﺎ إﺟﲈﻋﺎ ،ﰲ ﻏﲑ ﻣﻴﻞ إﱃ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ إﻟﻴﻪ ﻧﻔﺴﻪ وﲢﺪﺛﻪ ﺑﻪ وذكل ﻟﺴﻼﻣﺔ دﻳﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺸـﳢﺎت ﻛﲈ ذﻛﺮ ذكل اﻹﻣﺎم اﻟﺸﻮﰷﱐ ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ. روى اﻟﺒﺨﺎرى واﳌﺴﲅ ﰲ ﲱﻴﺤﻬﲈ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﻌﲈن ﺑﻦ ﺑﺸﲑ أن اﻟﻨﱯ ﻗﺎل“ :اﳊﻼل ّﺑﲔ و اﳊﺮام ّﺑﲔ وﺑﻴﳯﲈ أﻣﻮر ﻣﺸﺘﳢﺎت ﳁﻦ اﺗﻘﻰ اﻟﺸـﳢﺎت ﻓﻘﺪ اﺳـﺘﱪأ دلﻳﻨﻪ وﻋﺮﺿﻪ” ...اﳊﺪﻳﺚ ؛ وروى اﻟﱰﻣﺬي ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﲇ رﴈ ﷲ ﻋﳯﲈ اﻟﺼﺪق ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻟﻜﺬب رﻳﺒﺔ” ،وﺻﺪق اﻟﻨﱯ ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﲅ ﻓﺈن أن اﻟﻨﱯ ﻗﺎل“ :دع ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺒﻚ إﱃ ﻣﺎﻻ ﻳﺮﻳﺒﻚ ﻓﺎن ّ ﻧﻔﺲ اﳌﺆﻣﻦ ﺗﻄﻤﺄن إﱃ اﻟﺼﺪق وﺗﺮاتب ﻣﻦ اﻟﻜﺬب .و ﺗﺮ ُّددُك أﻣﺎم اﻷﻣﺮ اﻟﻌﺎرض ﻣﻈﻨﺔ ﻛﻮﻧﻪ ابﻃﻞ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﲝﺬر و روﻳَّﺔ ،وﻟﻨﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ واﺑﺼﺔ اﳌﺸﻬﻮر أﻛﱪ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ وﺟﻮب إﺗﺒﺎع ﻫﺬا اﳌﺴﻚ دون ﻏﲑﻩ ،ﻓﻘﺪ روى اﻹﻣﺎم أﲪﺪ ﰲ ﻣﺴـﻨﺪﻩ واﻟﻄﱪاﱐ و ادلراﱊ ﺑﺈﺳـﻨﺎد ﺣﺴﻦ ﻋﻦ واﺑﺼﺔ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ ﻗﺎل ":أﺗﻴﺖ رﺳﻮل ﷲ ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﲅ ﻓﻘﺎل ":ﺟﺌﺖ ﺗﺴﺎل ﻋﻦ اﻟﱪ واﻹﰒ ؟ ﻗﻠﺖ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎل :اﺳـﺘﻔﺖ ﻗﻠﺒﻚ ،اﻟﱪَّ ﻣﺎ اﻃﻤﺄﻧﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻔﺲ واﻃﻤﺄن إﻟﻴﻪ اﻟﻘﻠﺐ واﻹﰒ ﻣﺎ ﺣﺎك ﰲ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺮدد ﰲ اﻟﺼﺪر وإن أﻓﺘﺎك اﻟﻨﺎس وأﻓﺘﻮك". ﻗﺎل اﳊﺎﻓﻆ ﺑﻦ ﲩﺮ رﲪﻪ ﷲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ :ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻮم واﳊﲂ ،ﰲ ﻣﻌﺮض ﴍﺣﻪ ﻟﻬﺬا اﳊﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮي " :وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﻣﻦ ﷲ وﻻ رﺳﻮهل وﻻ ﳑﻦ ﻳﻘﺘﺪي ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﺳﻠﻒ اﻷﻣﺔ ﻓﺈذا وﻗﻊ ﰲ ﻧﻔﺲ اﳌﺆﻣﻦ اﳌﻄﻤﱧ ﻗﻠﺒﻪ ابﻹﳝﺎن اﳌﻨﴩح ﺻﺪرﻩ ﺑﻨﻮر اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﻴﻘﲔ ﻣﻨﻪ ﳾء َّ وﺣﻚ ﰲ ﺻﺪرﻩ ﺑﺸـﳢﺔ ﻣﻮﺟﻮدة وﱂ ﳚﺪ ﻣﻦ ﻳُﻔﱵ ابﻟﺮﺧﺼﺔ إﻻ ﻣﻦ ﳜﱪ ﻋﻦ رأﻳﻪ وﻫﻮ ﳑﻦ ﻻ ﻳُﻮﺛﻖ ﺑﻌﻠﻤﻪ وﺑﺪﻳﻨﻪ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف ﺑﺈﺗﺒﺎع اﻟﻬﻮى ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺮﺟﻊ اﳌﺆﻣﻦ إﱃ ﻣﺎ ﺣﺎك ﰲ ﺻﺪرﻩ وإن أﻓﺘﺎﻩ ﻫﺆﻻء اﳌﻔﺘﻮن. وﴐب اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي ﰲ ﴍح اﻷرﺑﻌﲔ ﻋﻨﺪ ﴍﺣﻪ ﻟﻘﻮهل “ :واﻹﰒ ﻣﺎ ﺣﺎك ﰲ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺮدد ﰲ اﻟﺼﺪر وإن أﻓﺘﺎك اﻟﻨﺎس وأﻓﺘﻮك “ ﻣﺜﺎ ًﻻ ﻟﻬﺎﺗﻪ اﳊﺎةل ﻓﻘﺎل ﻣﺜﺎ ُهل :اﻟﻬﺪﻳﺔ إذا ﺟﺎءﺗﻚ ﻣﻦ ﴯﺺ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺎهل ﺣﺮام وﺗﺮددت اﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺣﻠﻬﺎ ،وأﻓﺘﺎك اﳌﻔﱵ ﲝﻞ اﻵﰻ ﻓﺈن اﻟﻔﺘﻮى ﻻ ﺗﺰﻳﻞ اﻟﺸـﳢﺔ ،ﻛﺬكل إذا أﺧﱪﺗﻪ اﻣﺮأة ﺑﺄﻧﻪ إرﺗﻀﻊ ﻣﻦ ﻓﻼﻧﺔ ﻓﺈن اﳌﻔﱵ إذا أﻓﺘﺎﻩ ﲜﻮاز ﻧﲀهحﺎ ﻟﻌﺪم اﺳـﺘﻜﲈل اﻟﻨﺼﺎب اﶈﺮم ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﺘﻮى ﻣﺰﻳةل ﻟﻠﺸـﳢﺔ ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻮرع وإن أﻓﺘﺎﻩ اﻟﻨﺎس. وﻫﻜﺬا ﻓﲁ ﻓﻌﻞ ﺗﺮدد اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻪ أو ﻛﺮﻩ أن َّﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﺣﺎل ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺴـﺘﻘﺒﺢ ﻋﻨﺪﱒ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺪرج ﰲ داﺋﺮة اﻹﰒ واﻟﺸـﳢﺎت اﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﳊﺬر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﳱﺎ ،ﻫﺬا ﻣﻌﲎ ﻗﻮل ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﴈ ﷲ ﻋﻨﻪ ":ﻣﺎ رآﻩ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﺣﺴـﻨًﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ ﷲ ﺣﺴﻦ و ﻣﺎ رآﻩ اﳌﺴﻠﻮن ﻗﺒﻴﺤﺎً ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ ﷲ ﻗﺒﻴﺢ " وذكل ﻷن اﻷﻣﺔ ﻣﻌﺼﻮﻣﺔ ﲟﺠﻤﻮﻋﻬﺎ وﻻ ﲡﳣﻊ ﻋﲆ ﺿﻼةل ﻛﲈ أﺧﱪ ﺑﺬكل اﻟﻨﱯ .
04 اﳌﻔﺎﺳﺪ اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﲆ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺮﺧﺺ ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻷوزاﻋﻲ رﲪﻪ ﷲ ":ﻣﻦ أﺧﺬ ﺑﻨﻮادر اﻟﻌﻠﲈء ﺧﺮج ﻣﻦ اﻹﺳﻼم " ،واﳌﺮاد ﺑﻨﻮادر اﻟﻌﻠﲈء ﻓﺘﻮاﱒ اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺴـﳤﻮي اﻷﻧﻔﺲ،واﻟﻌﺎﱂ ﺑﴩ وﻫﻮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺴﻬﻮ واﳋﻄﺄ ﻓﻴﻔﱵ ابﻟﺮﺧﺼﺔ ﰲ ﺣﺎةل ﳏﺪودة ،ﻟﺘﺘﻠﻘﻔﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﲢﻮﻟﻬﺎ إﱃ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﳛﺘﺞ ﲠﺎ وﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻐﲑﻫﺎ وﻫﺬا اﳌﺴكل ﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﳤﺎون ﲝﺪود وﺣﺮﻣﺎت ﷲ وﻣﻦ ﻻزﻣﻪ إﻧﳤـﻰ ﺑﻪ إﱃ اﳋﺮوج ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﴩع اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﻞ ودﻳﻦ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ . ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻃﱯ ﰲ اﳌﻮاﻓﻘﺎت ص... ": 194وﻗﺪ ذﻛﺮ ﻫﺬا اﳌﻌﲎ ﲨةل ﳑﺎ ﰲ إﺗﺒﺎع رﺧﺺ اﳌﺬاﻫﺐ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﺳﺪ ﺳﻮى ﻣﺎ ﻗﺪ ذﻛﺮﻩ ﰲ ﺗﻀﺎﻋﻴﻒ اﳌﺴﺄةل ﰷﻹﻧﺴﻼخ ﻣﻦ ادلﻳﻦ ﺑﱰك إﺗﺒﺎع ادلﻟﻴﻞ ﻋﲆ إﺗﺒﺎع اﳋﻼف وﰷاﻹﺳـﳤﺎﻧﻪ ابدلﻳﻦ إذ ﻳﺼﲑ ﲠﺬا اﻹﻋﺘﺒﺎر ﻣﻄﺎﻃﺎ ﻫﻼﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻀﺒﻂ ،وﻛﱰك ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮم إﱃ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﲟﻌﻠﻮم ﻷن اﳌﺬا ﻫﺐ اﳋﺎرﺟﺔ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎكل ﰲ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺼﺎر )ﻳﻌﲏ اﻷﻧﺪﻟﺲ( ﳎﻬﻮةل وﻛﺈﳓﺮاف ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺴـﻴﺎﺳﺔ ﺑﱰك الاﻧﻀﺒﺎط إﱃ أﻣﺮ ﻣﻌﺮوف وﻛﺈﻓﻈﺎﺋﻪ إﱃ اﻟﻘﻮل ﺑﺘﻠﻔﻴﻖ اﳌﺬاﻫﺐ ﻋﲆ وﺟﻪ ﳜﺮق إﺟﲈﻋﻬﻢ، وﻏﲑ ذكل ﻣﻦ اﳌﻔﺎﺳﺪ اﻟﱵ ﻳﻜﱶ ﺗﻌﺪادﻫﺎ .وﰲ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻮرد إﺟﲈع اﻟﻌﻠﲈء ﻋﲆ أن ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺮﺧﺺ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﴍﻋﻲ ﻓﺴﻖ ﻻ ﳛﻞ. وﳌﺎ ﰷن ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺮﺧﺺ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﺳـﺘﻌﲈل اﳊﻴةل ﰲ دﻳﻦ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻘﺪ أﲨﻊ اﻟﻌﻠﲈء ﻋﲆ ﻋﺪم ﺟﻮاز إﺳـﺘﻌﲈل اﳊﻴﻞ وﲢﺮﻳﻒ اﻟﻨﺼﻮص ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂرب اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺪﻋﻮى أن دﻳﻦ ﷲ ﻳﴪو أن ﷲ ﻻ ﻳﳫﻒ ﻧﻔﺴﺎ إﻻ وﺳﻌﻬﺎ ﻷن ﻫﺬا ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻔﺎق وأول أﺑﻮاﺑﻪ وﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ ﻓﺴﺎد اﻟﻘﻠﺐ ابﺳـﺘﺤﺴﺎﻧﻪ إﺗﺒﺎع اﻟﻬﻮى وﻣﺎ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﴩع وإﺟﲈع اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻞ واﳋﺮوج ﻣﻦ دﻳﻦ ﷲ ،ﻗﺎل ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺘﺴﱰي رﲪﻪ ﷲ " :ﻣﻦ أﻓﱴ اﻟﻨﺎس ابﳊﻴةل ﻓامي ﻻ ﳚﻮز ﻳﺘﺄول اﻟﺮأي واﻟﻬﻮى ﺑﻼ ﻛﺘﺎب وﻻ ﺳـﻨﺔ ﻓﻬﺬا ﻣﻦ ﻋﻠﲈء اﻟﺴﻮء وﲟﺜﻞ ﻫﺬا ﻫكل اﻷوﻟﻮن واﻵﺧﺮون " ،وﻟﻬﺬا ﺛﻼث ﻋﻘﻮابت ﻳﻌﺎﻗﺐ ﲠﺎ ﰲ ﻋﺎﺟﻞ ادلﻧﻴﺎ: ﻳﺒﻌﺪ ﻋﲅ اﻟﻮرع ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ وﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ. ﺗﺰﻳﻦ هل ادلﻧﻴﺎ وﻳﺮﻏﺐ ﻓﳱﺎ وﻳﻔﱳ ﲠﺎ. ﻳﻄﻠﺐ ادلﻧﻴﺎ ﺗﻀﻴﻴﻌﺎ ﻓﻠﻮ أﻋﻄﻲ ﲨﻴﻊ ادلﻧﻴﺎ ﰲ ﻫﻼك دﻳﻨﻪ ﻷﺧﺬ وﻻ ﻳﺒﺎﱄ. وﻗﺪ ذ ًّم ﷲ ﺗﻌﺎﱃ اﻟﳱﻮد وﺣﺬر ﻣﻦ اﻟﺘﺸـﺒﻪ ﲠﻢ ﻷﳖﻢ اﺳـﺘﻌﻤﻠﻮا ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻮﺳـﻴةل ﻟﻼﺣﺘﻴﺎل ﻋﲆ أﻣﺮ ﻣﻦ أواﻣﺮ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وذكل ﳌﺎ ﺣﺮم ﻋﻠﳱﻢ اﻟﺼﻴﺪ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ “ :واﺳﺄﳍﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﱵ ﰷﻧﺖ ﺣﺎﴐة اﻟﺒﺤﺮ إذ ﻳﻌﺪون ﰲ اﻟﺴﺒﺖ إذ ﺗﺄﺗﳱﻢ ﺣﻴﺘﺎﳖﻢ ﻳﻮم ﺳﺒﳤﻢ ﴍﻋﺎ وﻳﻮم ﻻ ﻳﺴﺒﺘﻮن ﻻ ﺗﺄﺗﳱﻢ ﻛﺬكل ﻧﺒﻠﻮﱒ ﲟﺎ ﰷﻧﻮا ﻳﻔﺴﻘﻮن” .ﻓﻔﻲ ﻫﺎﺗﻪ اﻵﻳﺔ ﳛﺪﺛﻨﺎ ﷲ ﻋﻦ ﻗﻮم ﻣﻦ اﻟﳱﻮد اﺧﺘﱪﱒ ﷲ ﺑﺄن ﺣﺮم ﻋﻠﳱﻢ اﻟﺼﻴﺪ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ ﳀﺎﻟﻔﻮا ﳖﻴﻪ واﺣﺘﺎﻟﻮا ﻋﻦ اﻧﳤﺎك ﻣﺎﺣﺮم ﻋﻠﳱﻢ ﺑﺄن ﺻﺎروا ﻳﺮﻣﻮن ﺷـﺒﺎﻛﻬﻢ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وﻳﺮﻓﻌﻮﳖﺎ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ وﻳﻘﻮﻟﻮن ﳓﻦ ﱂ ﻧﺼﻄﺪ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وإﳕﺎ اﺻﻄﺪان ﻳﻮم اﻷﺣﺪ وذلكل روى أﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮة أن رﺳﻮل ﷲ ﻗﺎل “ ":ﻻ ﺗﺮﺗﻜﺒﻮا ﻣﺎ ارﺗﻜﺐ اﻟﳱﻮد ﻓﺘﺴـﺘﺤﻠﻮا ﻣﺎ ﺣﺮم ﷲ ﺑﺄدﱏ اﳊﻴﻞ”. ﻟﻌﻦ رﺳﻮل ﷲ اﻟﳱﻮد ﳊﻴهل أﺧﺮى اﺳـﺘﻌﻤﻠﻮﻫﺎ ﻓﻘﺎل “ ":ﻟﻌﻦ ﷲ اﻟﳱﻮد إن ﷲ ﳌﺎ ﺣﺮم ﻋﻠﳱﻢ اﻟﺸﺤﻮم ﲨﻠﻮﻫﺎ -أي أذاﺑﻮﻫﺎ – وأﳇﻮا ﲦﳯﺎ “ ،وﻫﻜﺬا ﻓﻬﺆﻻء رﺧﺼﻮا ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ أﰻ ﻣﺎ ﺣﺮم ﻋﻠﳱﻢ ابﻻﺣﺘﻴﺎل ﻋﲆ دﻳﻦ ﷲ وﻫﺬﻩ اﳊﻴﻞ ﻻ ﺗﻐﲑ ﻣﻦ أﺣﲀم ّ اﻟﴩع ﺷﻴﺌﺎ ﻛﲈ ذﻛﺮ ذكل اﻹﻣﺎم إن اﻟﻘﲓ رﲪﻪ ﷲ ":إن اﳊﻴةل ﻻ ﲢﻞ اﳊﺮام وﻻ ﲢﺮم اﳊﻼل ". ﻓﺎﻟﻨﺘﻘﻲ ﷲ وﻟﻨﺤﺬر ﻣﻦ اﺳﺘﺴﺎﻏﺔ وﲢﺴﲔ ﺳﻠﻮك ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﴤ إﱃ همﺎكل ﻻ ﲢﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ،وﻟﻴﻜﻦ اﻟﻮرع و الاﺣﺘﻴﺎط و الاﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ داﺋﺮة اﻟﺸـﳢﺎت اﻟﻮﺳـﻴةل ﻟﺘﺠﻨﺐ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ ﻫﺎﺗﻪ اﳌﻬﺎكل. ﻧﺴﺄل ﷲ أن ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ وأن ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﲟﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ وﻳﺰﻳﺪان ﻋﻠﲈ وﺻﲆ ﷲ ﻋﲆ ﺳـﻴﺪان ﶊﺪ وﻋﲆ آهل وﲱﺒﻪ واﶵﺪ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ.
05 اﳌﺮاﺟﻊ : اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ-رواﻳﺔ ورش. ﺗﻔﺴﲑ اﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﺑﻦ ﺣﺰم ، ﺑﲑوت ﻟﺒﻨﺎن ﺳـﻨﺔ .2002 اﳌﻮاﻓﻘﺎت ﰲ أﺻﻮل اﻟﴩﻳﻐﺔ ﻟﻺﻣﺎم أﺑﻮ اﲮﺎق اﻟﺸﺎﻃﱯ ﲢﻘﻴﻖ ادلﻛﺘﻮر ﶊﺪ اﻹﺳﻜﻨﺪراﱐ .ﻃﺒﻌﺔ داراﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﰊ .ﺑﲑوت ﻟﺒﻨﺎن .2002 ﲢﺬﻳﺮ اﻟﻔﻀﻼء ﻣﻦ اﺗﺒﺎع زﻻت اﻟﻌﻠﲈء ،ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﶊﺪ ﺑﻦ زﻳﺪ اﳌﻘﻄﺮي .ﻃﺒﻌﺔ دار اﺑﻦ ﺣﺰم. ﺑﲑوت ﻟﺒﻨﺎن ﺳـﻨﺔ .1996 إﻋﻼم اﳌﻮﻗﻌﲔ ﻋﻦ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ﻟﻺﻣﺎم اﺑﻦ ﻗﲓ اﳉﻮزﻳﺔ ،ﺿﺒﻂ وﲣﺮﱕ ﶊﺪ اﳌﻌﺘﺼﻢ اب اﻟﺒﻐﺪادي ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﰊ .ﺑﲑوت ﻟﺒﻨﺎن ﺳـﻨﺔ .1998 اﳌﺴـﺘﺼﻔﻰ ﰲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻺﻣﺎم اﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ اﻟﻐﺰاﱄ .ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﰊ .ﺑﲑوت .ﻟﻠﺒﻨﺎن ﺳـﻨﺔ1998
א +,ن ) ( ' & %א א $غ א 0Kج ? وG
ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺆﺧﺮا إﺣﺪى اجملﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﺴﺎةل "الاﻋﺘﻘﺎد اب وأﳘﻴﺘﻪ ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ"،وذكل اﻋﺘﺒﺎرا ﻹﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب اجملﺮاة ﰲ أﻣﺮﻳﲀ اﻟﺸﲈﻟﻴﺔ،ﻧﻠﺨﺺ ﳏﺘﻮاﻫﺎ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺆﻣﻦ اب ،ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﰲ ادلﻣﺎغ ﺑﺒﻂء أﻛﱶ:إﳖﺎ اﻟﻘﴩة اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺪﻋﻰ .cingulateﳁﺎ ﻫﻮ دور ﻫﺬﻩ اﻟﻘﴩة؟ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ادلﻣﺎغ ﺗُﺴـﺘﺨﺪم ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ابﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ ،وﲢﺬران ﻣﺎ إذا ﰷﻧﺖ اﻷﺣﺪاث اﻟﱵ ﲡﺮي ﲤﺎﺛﻞ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ.
ﻓﻔﺪ ﻗﺎم أﻃﺒﺎء اﻷﻋﺼﺎب ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻮرﻧﺘﻮ ﰲ ﻛﻨﺪا ﺑﺈﺧﻀﺎع ﶍﻮﻋﺘﲔ ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻣﺆﻣﻨﲔ و ﻏﲑ ﻣﺆﻣﻨﲔ ،ﻟﻠﲈﰝ اﻟﻀﻮﰄ-اﻟﺴﲀﻧﲑ ،-واﺟﺮوا اﺧﺘﺒﺎرات ذﻫﻨﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﰷن ﻋﻠﳱﻢ ﺗﻮﻗﻊ اﳉﻮاب ،وﻣﻦ ﰒ الاﻃﻼع ﻋﲆ اﳉﻮاب اﻟﺼﺤﻴﺢ :دلى ﻏﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻳﱲ ﺗﻨﺸـﻴﻂ اﻟﻘﴩة cingulateﺑﻘﻮة ﰲ ﺣﺎةل اﳋﻄﺄ :إﳖﺎ ﺗﺸﲑ ﻋﲆ أن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻ ﺗﻄﺎﺑﻖ اﻟﺘﻮﻗﻊ. دلى اﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻳﱲ ﺗﻨﺸـﻴﻂ اﻟﻘﴩة ﺑﺪرﺟﺔ أﻗﻞ ﺑﻜﺜﲑ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳛﺪث ﺣﺪث ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺗﻄﻠﻌﺎﲥﻢ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺜﲑ رد ﻓﻌﻞ أﻗﻞ ﺣﺪة ﳑﺎ ﻋﻠﻴﻪ دلى اﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻓامي ﻳﻘﻠﻞ ادلﻳﻦ ﻣﻦ ردود اﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻊ؟ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﻧﻈﻢ اﳌﻌﺘﻘﺪات ،ﳝﻜﻦ داﲚﺎ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺪث ﻻ ﻳﻠﱯ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ،وﺗﻔﺴﲑﻩ ﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻹﻃﺎر اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﳝﺎن .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل:إذا ﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﺻﺪﻳﻖ ﰲ ﺣﺎدﺛﺔ ﺳﲑ أو أﺻﺎب اﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﺮﺿﺎ ﻋﻀﺎﻻ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪر ﷲ و وإإن ﲺﺰ اﻹﻧﺴﺎن ادراك اﻷﺳـﺒﺎب ﻻ ﻳﻌﲏ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻔﺴﲑ ﻣﺸﻴﺌﺔّ . اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ اﻟﻘﴩة : ﲨﺔ اﺋﺪ ﻮ ﻓ ﲡﻠﺐ ﻟﻠﻌﺎﱂ، اﻟﺮؤﻳﺔ ﻫﺬﻩ أن اﰣ ﻟﻬﺎ:وﻣﻦإن اﻟﻮﰻ اﳊﳬﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﳋﺎﻟﻖ ﻻ ﳛﻴﻂ ﲠﺎ اخملﻠﻮق و إن أدرك cingulateاﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺒﻂء ﲣﻔﺾ ﻣﺴـﺘﻮى اﻟﺘﻮﺗﺮ؛ ﳑﺎ ﻳﻘﻞ الاﻫامتم اﻟﻴﺴﲑ ﻣﳯﺎ. ابﻟﻐﻤﻮض اذلي ﻳﻠﻒ اﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ ،ﻻ ﳓﺎول ﻛﺜﲑا اﺳـﺘﻜﺸﺎف اﳌﻤﻜﻦ وﺗﺮﻗﺐ اﻟﺒﻮادر اﻟﱵ ﺗﺆﻛﺪ أو ﺗﻨﻔﻲ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت .ﻧﻜﻮن أﻛﱶ ﻗﺒﻮﻻ ﻟﻘﺪر ﷲ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻀﻐﻂ اﻗﻞ .ﻳﻌﺘﱪ ادلﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻣﻀﺎدا ﻟﻠﻘﻠﻖ ،واذلي ﺷﺎع ﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اخملﺘﻠﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻀﻴةل اﳌﻬﺪﺋﺔ ،ﻣﺴﺎﻋﺪا ﻋﲆ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﳐﺎوف اﳌﻮت ،ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اذلي ﻻ ﳝﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ واﻟﺴـﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ .ﻟﻜﻦ ﴍﻳﻄﺔ الاﻋﺘﻘﺎد.وﺗﻮاﱃ اﳉﺪل واﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع ،ﺣﻴﺚ ﻻﺣﻆ اﻟﺒﻌﺾ أن اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﰷن ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ ،وذكل اﻋﺘﺒﺎرا أن اﻹﳊﺎد ﻇﺎﻫﺮة ﺑﴩﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺑﺪأت ﺗﻈﻬﺮ ﰲ أورواب ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻧﲔ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮون ﻣﻊ ﻋﴫ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ .وﻗﺒﻞ ذكل وﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮر إﻧﺴﺎن– - sapiensاﻟﻌﺎﻗﻞ ، -ﻓﺈن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﺒﴩ ﰷﻧﻮا ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺈهل واﺣﺪ( أو آﻟﻬﺔ ﻣﺘﻌﺪدة( وﻻ ﻳﺰال اﻟﻜﺜﲑ ﻣﳯﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ ذكل . إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ اﳊﺎةل اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟدلﻣﺎغ اﻟﺒﴩي ﺗﺒﻘﻰ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ،وﺑﻼ ﻣﻨﺎزع ،الاﻋﺘﻘﺎد اب ...وذلكل ﻓﺎن ﻋﺪم اﻹﳝﺎن اب ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻐﲑ ادلﻣﺎغ ،وﻟﻴﺲ اﻹﳝﺎن اب ! اﻟﻘﴩات ادلﻣﺎﻏﻴﺔ cingulateﻟﻐﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺗﺜﺎر ﺑﺼﻮرة ﻏﲑ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻋﲆ ﺧﻄﺄ ..إن ﻋﺪم اﻹﳝﺎن اب ﻋﺎﻣﻞ ﻫﺎم ﰲ رﻓﻊ ﻣﺴـﺘﻮى اﻟﺘﻮﺗﺮ ابﻣﺘﻴﺎز! ،إن ﻓﺮط ااثرةاﻟﻘﴩة ادلﻣﺎﻏﻴﺔ cingulateدلى اﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺒﺒﺎت اﺿﻄﺮاابت اﻟﻘﻠﻖ ،ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎك أﺿﻄﺮاابت ﻧﻔﺴﻌﺼﺒﻴﺔ أﺧﺮى ﱔ أﻛﱶ اﻧﺘﺸﺎرا ﺑﲔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن اب ؟
06 א א وא א 4)5 267א 2. /$ 32ل א ). / , $ 0ون ) 1332L 808
J 732م1406 Jم (
אa D Kغ
إن اﻟﱰاث واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﻳﺸالكن اﳌﺎدة اﻟﱵ ﺗﺒﲏ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﺤﺎﴐ ،ﻓﺎﻷول ﳝﺜﻞ اﳌﺎدة اﻷوﻟﻴﺔ واﻟﺜﺎﱐ ﳝﺜﻞ إﻧﺘﺎج ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﺆرخ، وﲝﲂ اﳌﻬﻤﻪ اﳊﻀﺎرﻳﺔ اﳌﻠﻘﺎة ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻪ ،ﻻﳝﻜﻨﻪ الاﺳـﺘﻐﻨﺎء ﻋﻦ اﻟﱰاث وﻻ ﻋﻦ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ،وﻣﻦ ذكل ﺗﻄﺮح ﻟﻨﺎ ﴐورة ﻓﻬﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻷﻃﺮاف. ﻛﲈ أن ﻃﺮﺣﻨﺎ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻛﳮﻮذج ﻟﻔﻬﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﱰاث واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﳜﻀﻊ ﻟﻌﺪة اﻋﺘﺒﺎرات ﻣﳯﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ اذلﻛﺮى اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ اﳌﺎﺋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻟﻮﻓﺎة اﻟﻌﻼﻣﺔ اﺑﻦ ﺧدلون] ،[1واﻋامتدﻩ ﰲ "اﳌﻘﺪﻣـﺔ" ﻋﲆ اﻟﱰاث اﳌﻜﺘﻮب ،ﻛﲈ أﻋﻄﻰ ﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ أن ﺗﺼﻞ إﱃ ﺗكل اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻣﻦ ﻋﲅ اﻟﻌﻤﺮان اﻟﺒﴩي اﻟﻐﺰﻳﺮ اﻟﻔﺎﺋﺪة] ،[2والاﻋﺘﺒﺎر اﻟﺜﺎﻟﺚ وﻫﻮ ﻧﻘﺺ ادلراﺳﺎت ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ ﳏﻴﻄﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﱵ ﺗﺘﻨﺎول أﺛﺮ اﻟﱶاث ﰲ ﻛﺘﺎابت اﺑﻦ ﺧدلون. وﻧﻈﺮا ﻟﻬﺬﻩ اﻷﳘﻴﺔ ﻓﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ابﻟﱰاث وﻧﻘﺪﻩ وﺗﺒﻠﻴﻌﻪ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ أي ﰷن ﺑﺼﻔﺔ أﰷدﳝﻴﺔ ،ﺗﻌﺪ إﺣﺪى أوﺟﻪ اﶈﺎﻓﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻴﺔ ﻣﻦ آﻟﻴﺎت اﶵﺎﻳﺔ هل ،وﺗﳥﻴﻨﺎ ﳌﺴﻌﻰ اﶵﺎﻳﺔ واﻟﺘﺄﻣﲔ هل واﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﲠﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﱪى ﻋﻠﻮم أﺧﺮى .وابﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻹﺷﲀﻟﻴﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ إﱃ أي ﻣﺪى ﺗﺘﺠﺎوب اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﱰاث؟ وﻫﻞ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﺳـﺘﻐﺮاق أم وﻗﻔﺔ ﺗﺄﻣﻞ واﺳـﺘﻨﺒﺎط؟ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺳـﻨﺤﺎوﻟﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗكل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ وأﻗﺼﺪ ﻫﻨﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻷﰷدﳝﻴﺔ ابﻟﱰاث ،ﻣﺮورا ﲟﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﱰاث واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ،ﻛﲈ ﺳـﻨﻄﺮح ﻗﻀﺎاي ﻋﻼﻗﺔ اﻟﱰاث واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺧدلوﱐ اﻋامتدا ﻋﲆ اﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺷﲀﻟﻴﺔ اﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻨﺪ اﶺﻬﻮر. ﻣﻔﻬﻮم اﻟﱰاث واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ: ﻣﻔﻬﻮم اﻟﱰاث :اﻟﱰاث ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ،ﻣﺼﺪر ﻟﻠﻔﻌﻞ ورث ﻳﺮث إراث وﻣﲑااث ،وﻣﻦ ذكل ﻗﻮهل ﺗﻌﺎﱃ( وﺗﺄﳇﻮن اﻟﱰاثأ أ ُ الك ﳌﺎً ] ،)[3وﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﳉﻼﻟﲔ ﺗﻔﻴﺪ ﳇﻤﺔ اﻟﱰاث ﰻ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ اﳌﻴﺚ ﻟﻮرﺗﺜﻪ ،ﰒ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪل ﻋﲆ ﰻ ﳐﻠﻔﺎت اﻟﺒﴩ اﳊﺴـﻴﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳﺔﻳﺔ.. وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ الاﺻﻄﻼﺣﻴﺔ :إن اﳌﺼﺎدر اﻟﱵ وﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﳱﺎ ﺗﻔﻖ ﻋﲆ أن اﻟﱰاث ﻫﻮ اﳉﺎﻧﺐ اﳌﻮروث اﺟامتﻋﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﱵ ﺗﺸﲁ وﻋﻴﻨﺎ ابﳊﺎﴐ ،وﺑﺬكل ﻳﺪﺧﻞ ﲷﻦ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﰻ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺔ اﻟﺴﻠﻒ ﻟﻠﺨﻠﻒ ،ﺳﻮاء ﰷن ﺷﻮاﻫﺪ ﻣﺎدﻳﺔ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺎن وأدوات ﻣﺜﻼ ،أو ﻣﻌﻨﻮاي ﻣﻦ آداب وﻋﻠﻮم وﻓﻨﻮن وأﻓﲀر وﻋﻘﺎﺋﺪ وﺳﻠﻮك [4].وﻳﺼﻨﻒ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻧﺒﻴﻞ ﻋﻠﻘﻢ اﻟﱰاث إﱃ ﺗﺮاث رﲰﻲ )ﻣﻜﺘﻮب(، وﺷﻌﱯ وﻫﻮ اﳌﺘـﻮارث ﺷﻔﻮاي ﳎﻬﻮل اﳌﻨﺘﺞ ،وﻣﻨﻪ اﻟﱰاث اﳌﺎدي واﳌﻌﻨﻮي واﻟﻘﻮﱄ واﻟﻔﲏ واﳌﻌﺮﰲ واﳊﺮﰾ[5]. ﻛﲈ ﻳﺸﲑ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﶊﺪ أﻣﲔ اﻟﻌﺎﱂ إﱃ ) أن اﻟﺘـﺮاث ﻫﻮ ﻣﺎﴈ أي ﺳﺎﺑـﻖ ﻟﻮﺟﻮدﻧـﺎ ،وذلكل ﲿﻘﻴﻘﺘﻪ ﰲ ذاﲥﺎ ﻣﴩوﻃﺔ ﲟﺪي ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﲠﺎ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻮﻗﻔﻲ ﻣﳯﺎ وﺗﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻬﺎ ] ،[6أي أن اﻟﱰاث ﻳﺒﻘﻰ أﺛﺮ ﺣﱴ وإن ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻌﺎﳌـﻪ ﻣﺎﺛةل أﻣﺎﻣﻨـﺎ ﻋﲆ ﳓﻮ ﻣﺎدي أو ﻣﻌﻨﻮي(، وﻣﻦ ذكل ﻧﺴـﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﱰاث ﻳﺒﻘﻰ ﻋﺪﱘ اﻷﳘﻴﺔ إذا ﱂ ﻳﻜﻦ هل ﺣﻀﻮر وﻣﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺣﺎﴐان .ﻓﺎﻟﱰاث ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻫﻮ ﻗﺮاءﺗﻨﺎ هل وﻣﻮﻗﻨﺎ ﻣﻨﻪ وﺗﻮﻇﻴﻔﻨﺎ هل ،ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ اذلي ﻳﻌﺪ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﳊﺎﴐ ﻻ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﳌﺎﴈ .
07 وﺗﺸﲑ أﻏﻠﺐ ادلراﺳﺎت إﱃ أﳘﻴﺔ اﻟﱰاث ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﻨﺴﻖ اﳌﻌﺮﰲ ﻟﻠﺤﺎﴐ وﻓﻬﻤﻪ ،ﻷﻧﻪ وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺠﳣﻊ ﻫﻮﻳﺘﻪ ،اﻟﱵ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ الاﺳـﳣﺮارﻳﺔ ،ﰲ ﻇﻞ ﻋﺎﱂ ﻣﺘﻐﲑ وﻣﻀﻄﺮب .ﻛﲈ أن ﲻﻠﻴﺔ "إﺣﻴﺎء اﻟﱰاث" ﺗﻀﻴﻒ ﻟﻠﻤﺠﳣﻊ ﲻﺮاً ﺟﺪﻳﺪاً ،وﺗﻮﺳﻊ هل أﻓﻖ اﻟﺘﺼﻮر وﺗﺰﻳﺪﻩ اﻟﺜﻘﺔ ﰲ اﻷان اﶺﻌﻲ .ﻓﻬﺎﻫﻮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ اﳌﲋل ﻳﴫح ﺑﺄﳘﻴﺔ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ أﻧﺒﺎء وأﺧﺒﺎر اﻟﺮﺳﻞ ﻟﻬﺪف واﰣ ،وﻫﻮ ﺣﱴ ﻳﻘﻮى ﲠﺎ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﱯ)ص( ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﺒﺎء اﻟﺮﺳﺎةل ،ﻛﲈ أن ﰲ ﻗﺼﺼﻬﻢ ﺑﻴﺎن اﳊﻖ ،وﻣﻮﻋﻈﺔ ﻳﺮﺗﺪع ﲠﺎ اﻟﲀﻓﺮون وذﻛﺮى ﻳﺘﺬﻛﺮ ﲠﺎ اﳌﺆﻣﻨﻮن اب ورﺳﻮهل، ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ{ َ :و ُﻛـﻼًّ ﻧ َّ ُﻘ ُّﺺ ﻋَﻠَ ْﻴ َﻚ ِﻣ ْﻦ أَﻧ َﺒﺎء ُّاﻟﺮ ُﺳﻞِ َﻣﺎ ﻧُﺜَﺒ ِّ ُﺖ ِﺑ ِﻪ ﻓُﺆَادَكَ َو َﺟﺎءكَ ِﰲ ﻫَـ ِﺬ ِﻩ اﻟْ َﺤ ُّﻖ َو َﻣ ْﻮ ِﻋ َﻈ ٌﺔ َو ِذ ْﻛ َﺮى ﻟِ ْﻠ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ َﲔ }[7].ﻳﺪﻓﻊ أﲱﺎب اﻟﻌﻘﻮل إﱃ أﺧﺬ اﻟﻌﱪة واﳊﳬﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﱗ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ{:ﻗَﺪْ َﰷ َن ﻟَ ُ ْﲂ آﻳ َ ٌﺔ ِﰲ ِﻓﺌَﺘَ ْ ِﲔ اﻟْﺘَﻘَﺘَﺎ ِﻓﺌَ ٌﺔ ﺗُﻘَﺎﺗِ ُﻞ ِﰲ َﺳﺒِﻴﻞِ ّ ِ اهلل َو ُأﺧ َْﺮى َﰷ ِﻓ َﺮ ٌة ﻳَ َﺮ ْو َﳖُﻢ ِّﻣﺜْﻠَﳱْ ِ ْﻢ ﴫ ِﻩ َﻣﻦ ﻳ ََﺸﺎ ُء إ َِّن ِﰲ َذ ِ َكل ﻟ َ ِﻌ ْ َﱪ ًة َّ ُﻷ ْو ِﱄ َاﻷﺑْ َﺼﺎ ِر ] }[8وﻗﺎل{:ﻟ َﻘَﺪْ َﰷ َن ِﰲ ﻗَ َﺼ ِﺼﻬ ِْﻢ ِﻋ ْ َﱪ ٌة ِّ ُﻷ ْو ِﱄ َاﻷﻟْ َﺒ ِﺎب َﻣﺎ َﰷ َن َﺣ ِﺪﻳﺜﺎً َر ْأ َي اﻟْ َﻌ ْ ِﲔ َو ّ ُ اهلل ﻳُ َﺆﻳ ِّ ُﺪ ِﺑﻨَ ْ ِ ﻳُ ْﻔ َﱰَى َوﻟَـ ِﻜﻦ ﺗ َْﺼ ِﺪ َﻳﻖ َّ ِاذلي ﺑ َ ْ َﲔ ﻳ َ َﺪﻳْ ِﻪ َوﺗ َ ْﻔ ِﺼﻴ َﻞ ُ َّ ُﻮن}[9]. ﳾ ٍء َوﻫُﺪً ى َو َر ْ َﲪ ًﺔ ﻟ ِّﻘَ ْﻮ ٍم ﻳُ ْﺆ ِﻣﻨ َ ﰻ َْ وإذا رﺟﻌﻨﺎ إﱃ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﳒﺪ اﺑﻦ ﺧدلون ﻻﻳﺬﻛﺮ ﻋﺒﺎرة اﻟﱰاث ﺑﻠﻔﻈﻬﺎ ،وإﳕﺎ ﳒﺪ ﻋﺒﺎرات وﳇﲈت ذاةل ﻋﲆ ﻣﻌﲎ اﻟﱰاث اﳌﻌﻨﻮي ،ﻣﺜﻞ: اﻷﺧﺒﺎر ،وﰻ ﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺪوﻳﻦ ﻋﻦ اﻷﱈ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻘﻮهل( :وأدوﻫﺎ إﻟﻴﻨﺎ ﻛﲈ ﲰﻌﻮﻫﺎ] ،)[10ﻛﲈ ﻳﺮدد ﰲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ادلاةل ﻋﲆ اﻃﻼﻋﻪ ﻋﲆ اﻟﱰاث اﻟﺸﻔﻮي واﳌﻜﺘﻮب ﻣﺜﻞ :ﳇﻤﺔ ﻗﺎل ] [11وﻳﻘﺎل ،ﺑﻠﻐﻨﺎ ،إﻧﻚ ﺗﺴﻤﻊ ﰲ ﻛﺘﺐ اﳊﻜﲈء ،ﺣﲃ اﳌﺆرﺧﻮن ،وأﺧﱪﱐ ﻓﻼن وﳇﲈت ﺗﺪل ﻋﲆ اﺳـﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﻣﺜﻞ :اﻋﲅ وﱔ ﻛﺜﲑة اﻟﱰدد ﰲ اﳌﻘﺪﻣﺔ .وﻏﲑﻫﺎ ﻛﺜﲑ ﳑﺎ ﻳﺪل أن اﺑﻦ ﺧدلون ﱂ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﰲ ﻋﲅ الاﺟامتع اﻹﻧﺴﺎﱐ واﻟﻌﻤﺮان اﻹﻧﺴﺎﱐ اذلي ﻳﻌﺘﱪﻩ( ﻣﺴـﺘﺤﺪث اﻟﺼﻨﻌﺔ ،ﻏﺮﻳﺐ اﻟﲋﻋﺔ ،ﻏﺰﻳﺮ اﻟﻔﺎﺋﺪة ])[12دون ﺳﻌﺔ اﻃﻼع ﻋﲆ اﻟﱰاث اﻟﺘﺎرﳜﻲ وﻣﻌﺎﻳﻨﺔ اثﻗﺒﻪ ﻟﻌﴫﻩ اﳌﻀﻄﺮب. اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ :ﻗﺒﻞ ﺿﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ،اﻟﱵ ﱔ ﲳﲓ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﺆرخ،ﻋﻠﻴﻨﺎ او ًﻻ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺎرﱗ.ب إذا ﻃﺎﻟﻌﻨﺎ اﳌﺼﺎدراﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﻋﺪة ﻣﻔﺎﻫﲓ ﻟﻠﺘﺎرﱗ ] ،[13ﻟﻜﳯﺎ ﺗﲀد ﺗﺘﻔﻖ ﰲ اﳌﻌﲎ ﺑﺸﲁ ﻋﺎم ،وﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮف ﻟﻦ ﻧﺘﻄﺮق ﺑﺈﺳﻬﺎب إﱃ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ وإﳕﺎ ﺳﲊﻛﺰ ﻋﲆ ﻣﻔﻬﻮم اﺑﻦ ﺧدلون ﻟﻠﺘﺎرﱗ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ .إذ ﻳﻄﺮز دﻳﺒﺎﺟﺔ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﺑـ" ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﻓﻀﻞ ﻋﲅ اﻟﺘﺎرﱗ وﲢﻘﻴﻖ ﻣﺬاﻫﺒﻪ واﻹﳌﺎع ﳌﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻠﻤﺆرﺧﲔ ﻣﻦ اﳌﻐﺎﻟﻂ وذﻛﺮ ﺷـئي ﻣﻦ أﺳـﺒﺎﲠﺎ ". ﻳﻘﻮل اﺑﻦ ﺧدلون ﰲ ذكل (:إﻋﲅ أ ﻓﻦ اﻟﺘﺎرﱗ ﻓﻦ ﻋﺰﻳﺰ اﳌﺬﻫﺐ ،ﰖ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ،ﴍﻳﻒ اﻟﻐﺎﻳﺔ ،إذ ﻳﻮﻗﻔﻨﺎ ﻋﲆ أﺣﻮال اﳌﺎﺿﲔ ﻣﻦ اﻷﱈ وأﺧﻼﻗﻬﻢ واﻷﻧﺒﻴﺎء وﺳﲑﱒ واﳌﻠﻮك ﰲ دوﳍﻢ وﺳـﻴﺎﺳﺎﲥﻢ ،ﺣﱴ ﺗﱲ ﻓﻘﺎﺋﺪة اﻹﻗﺘﺪاء ...ﻓﻬﻮ ﳏﺘﺎج ﰲ ذكل إﱃ ﻣﺂﺧﺪ ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﻌﺎرف ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﺣﺴﻦ ﻧﻈﺮ وﺗﺜﺒﺖ ﻳﻔﻀﻴﺎن ﺑﺼﺎﺣﳢﲈ إﱃ اﳊﻖ وﻳﻨﻜﺒﺎن ﺑﻪ ﻋﻦ اﳌﺰﻻت واﻟﻐﻠﻂ ،ﻷن اﻷﺧﺒﺎر إذا اﻋﳣﺪ ﻓﳱﺎ ﻋﲆ ﳎﺮد اﻟﻨﻘﻞ ،وﱂ ﲢﲂ أﺻﻮل اﻟﻌﺎدة وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴـﻴﺎﺳﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻤﺮان واﻷﺣﻮال ﰲ الاﺟامتع اﻹﻧﺴﺎﱐ ،وﻻﻗﻴﺲ اﻟﻐﺎﺋﺐ ﻣﳯﺎ ابﻟﺸﺎﻫﺪ واﳊﺎﴐ ابذلاﻫﺐ ﻓﺮﲟﺎ ﱂ ﻳﺆﻣﻦ ﻓﳱﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺜﻮر وﻣﺰةل اﻟﻘﺪم واﳊﻴﺪ ﻋﻦ ﺟﺎدة اﻟﺼﺪق )[14]. إذا وﻗﻔﻨﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻧﻜﺘﺸﻒ أﻧﻪ ﻳﺮﺗﻘﻲ إﱃ ﻣﺴـﺘﻮى اﻟﻔﻬﻢ اﳊﺎﱄ ﻟﻠﺘﺎرﱗ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ،وذكل ﻟﻀﺒﻄﻪ ﻣﳯﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺎرﳜﻲ، اﻟﱵ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﺚ أو ﲨﻊ اﳌﺎدة ﻣﻦ اﻟﱰاث اﻟﺘﺎرﳜﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎﻋﱪﻋﻨﻪ اﺑﻦ ﺧدلون ابﳌﺂﺧﺬ واﳌﻌﺎرف اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ وﻓﻖ ﻗﺎﻋﺪة ﺣﺴﻦ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﺜﺒﺖ اﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ الاﻋﺘﺒﺎر اﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻨﻘﻞ اﻵﱄ ﻣﻦ اﻟﱰاث ،واﳌﻘﺎرﻧﺔ واﻟﻘﻴﺎس وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻤﺮان ،ﰒ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺻﻮل اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ( وﳌﺎ ﻃﺎﻟﻌﺖ ﻛﺘﺐ اﻟﻘﻮم ،وﺳﱪت ﻏﻮر اﻷﻣﺲ واﻟﻴﻮم ...ﻓﺄﻧﺸﺄت ﰲ اﻟﺘﺎرﱗ ﻛﺘﺎ ًاب] ،)[15وأي ﳏﺎوةل ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ ﲣﺮج ﰲ ﻣﳯﺠﻴﳤﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﴪد اﻟﺘﺎرﳜﻲ أو اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ. ذلكل ﻳﺮى اﺑﻦ ﺧدلون ﰲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ان اﻟﱰاث ﳛﻤﻞ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻐﻠﻂ واﻟﻮﱒ( وﻛﺜﲑا ﻣﺎ وﻗﻊ اﳌﺆرﺧﲔ واﳌﻔﴪﻳﻦ واﲚﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﳌﻐﺎﻟﻂ ﰲ اﳊﲀايت واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻻﻋامتدﱒ ﻓﳱﺎ ﻋﲆ ﳎﺮد اﻟﻨﻘﻞ ﻏﺜﺎ أو ﲰﻴﻨﺎ] ،)[16ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻧﻘهل اﳌﺴﻌﻮدي ﻋﻦ ﺣﻴﻮش ﺑﲏ إﴎاﺋﻴﻞ ،وﻣﺎ ذﻛﺮﻩ آﺧﺮون ﻋﻦ أﺧﺒﺎر اﻟﺘﺒﺎﺑﻌﺔ ﻣﻠﻮك اﻟﳰﻦ واﻟﱪﺑﺮ ﻣﻦ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب] ،[17وﻣﺎ ﻳﻨﻘهل اﳌﺆرﺧﻮن ﰲ ﺳﺒﺐ ﻧﻜﺒﺔ اﻟﱪاﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﺔ أﺧﺖ اﻟﺮﺷـﻴﺪ ﻣﻊ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳛﻲ ﺑﻦ ﺧﺎدل ﻣﻮﻻﻩ
08 فلسطين بين الشمس والضباب في ذكرى معركة الفرقان
محمد فايز
ابﻷﻣﺲ وﻗﻒ ﺷﺎﻋﺮ اﳌﲒاب ﲟﻨﻄﻘﺔ ﻏﺮداﻳﺔ أايم الاﺳـﺘﻌﲈر اﻟﻔﺮﻧﴘ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺸـﻴﺦ رﻣﻀﺎن ﲪﻮد رﲪﻪ ﷲ ابﻛﻴﺎ ﺑﻘﻮهل : ﺑﻜﻴﺖ وﻣﺜﲇ ﻻ ﳛﻖ هل اﻟﺒﲀء ﻋﲆ أﻣﺔ ﳐﻠﻮﻗﺔ ﻟﻠﻨﻮازل ﱔ اﻟﻨﻮازل ﻓﻌﻼ اﻟﱵ ﻋﺼﻔﺖ ﲠﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﳖﺎﻳﺔ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ 1973م ﻣﻦ اترﱗ اﻟﴫاع اﻟﻌﺮﰊ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ،ﺑﺪﺧﻮل اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ ﻣﺴﺎرا ﺟﺪﻳﺪا ﰲ اترﱗ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﰟ اﻟﺴـﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ وﺗﺪﺷﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﴫي اﻟﺮاﺣﻞ أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ ﺣﲔ وﻗﻊ ﻣﻌﺎﻫﺪة ﰷﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ ﰲ ﺳـﻨﺔ 1978م اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻷرض ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺴﻼم دون أن ﻳﻮﲵﻮا ﻟﻨﺎ ﻋﻦ أي ارض ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻣﻘﺎﺑﻞ أي ﺳﻼم ﻳﺮﻳﺪون ,ﺗكل اﳌﻌﺎﻫﺪة ﰷﻧﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺗﻔـﺘﻴﺖ ﻷﺳﺲ اﻟﺘﻔﻜﲑ اﻟﻌﺮﰊ واﻹﺳﻼﱊ اﻟﺮاﻓﺾ ﻟﻠﻈﲅ واﻟﻘﻬﺮ واﻟﻬﳰﻨﺔ ,ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﰲ ﻧﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ أﻣﺮا واﻗﻌﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ الاﻋﱰاف ﺑﻮﺟﻮدﻩ ﻟﻀﲈن ﺣﻘﻮق اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ ,ﰲ ﺣﲔ ﳒﺤﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﺎ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﳯﺎ : إﺧﺮاج ﻣﴫ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ اﻟﺴﲀﱐ ودورﻫﺎ اﳊﻀﺎري و ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ الاﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﴫاع اﻟﻌﺮﰊ ـ اﻹﴎاﺋﻴﲇ. اﺧﱰاق ﻣﺮﺣﲇ ﳉﳢﺔ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ الاﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﻠﺤﻖ الاﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺪة . إﺣﺪاث اﻧﻘﺴﺎم ﻋﺮﰊ ﻫﺎم ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ . إﻗﺎﻣﺔ ﺟﺪل ﺳـﻴﺎﳼ وﻓﻜﺮي ﻋﻘﲓ ﺑﲔ أوﻟﻮﻳﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﳮﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻓﻘﺪان دﰪ ﻣﻌﻨﻮي وﻣﺎدي ورﺻﻴﺪ ﺑﴩي ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻣﴫ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. اﻧﻜﻔﺎء ﻣﴫ ﻋﲆ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﰲ ﻗﻀﺎاي اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻇﻬﻮر ﺗﻴﺎر ﻓﻜﺮي ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺈﺳﱰاﲡﻴﺔ اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ . وﱂ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﺎﺟﺰة أﺻﻼ أن ﺗﻘﺪم ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ رﰬ رﺣﻠﳤﺎ اﻟﻐﺎﺿﺒﺔ إﱃ ﺗﻮﻧﺲ ﰒ ﻋﻮدﲥﺎ اﳌﳰﻮﻧﺔ إﱃ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﻌﺪ اﳖﻴﺎر اﳌﻌﺴﻜﺮ الاﺷﱰاﰾ و أﻓﻮل ﻣﻨﻈﻤﺔ دول ﻋﺪم الاﳓﻴﺎز ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت أﻣﺎم اﳉﺮاح اﻷﻣﺮﻳﲄ وادلة ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﲑ ﴍﻋﻴﺔ ﻣﻮﻟﻮدا ﲰﻲ ﰲ ﳃﺔ ﺑﲑوت 2002م ﻣﴩوع اﻟﺴﻼم ﻛﺨﻴﺎر اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ زﻫﺎء 10ﺳـﻨﻮات ﻣﻦ اﳌﻔﺎوﺿﺎت والاﺗﻔﺎﻗﺎت ﺑﲔ إﴎاﺋﻴﻞ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ,اﺑﺘﺪءا ﻣﻦ ﳃﺔ أوﺳﻠﻮ ﺳـﻨﺔ 1992م ﱂ ﳛﺼﺪ ﻣﳯﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﺳﻮى اﻟﻬﺰاﰂ والاﻧﻜﺴﺎرات والاﻧﻘﺴﺎم اﻟﺴـﻴﺎﳼ والاﺟامتﻋﻲ واﻟﺘﻴﻪ ﰲ ﻣﺴﺎرات ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻇﻨﺎ ﻣﳯﻢ أن اجملﳣﻊ ادلوﱄ اذلي ﺗﻘﻮدﻩ اﻟﻮﻻايت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺎدر ﻋﲆ إﺧﻀﺎع إﴎاﺋﻴﻞ ﳌﻄﺎﻟﳢﻢ اﳌﴩوﻋﺔ . ﻟﻜﻦ اجملﳣﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ ﻗﺒﻞ ذكل ﰷن ﺣﺎﻣﻼ ﲟﻮﻟﻮد أﺧﺮ ﻳﻌﳣﺪ ﻋﲆ ﻗﺪراﺗﻪ اذلاﺗﻴﺔ و اﻟﺘﻮﰻ ﻋﲆ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱔ ﺣﺮﻛﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺣﲈس( وﻓﻖ ﻣﺒﺪأ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻈﲅ والاﺣﺘﻼل ﲢﺘﺎج إﱃ اﻟﳥﻦ واﻟﴬﻳﺒﺔ ﲤﺎﻣﺎ ﻛﲈ دﻓﻌﳤﺎ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ وﰻ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﲀﲿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﺮﻳﺔ والاﺳـﺘﻘﻼل ﻓﺎﺷـﺘﻌﻠﺖ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺳـﻨﺔ 1987م ﰒ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻷﻗﴡ اﳌﺒﺎرك ﺳـﻨﺔ 2005م ﻣﻊ ﺗﻄﻮر ﻧﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﳊﺠﺎرة ﻣﺮورا ابﻟﻌﻤﻠﻴﺎت الاﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﺔ إﱃ ﲻﻠﻴﺔ إﻃﻼق اﻟﺼﻮارﱗ ,واﺳـﺘﻄﺎﻋﺖ ﺗكل اﻟﻌﺼﺒﺔ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ دلى ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﺮاﻗﺒﲔ واﻟﺒﺎﺣﺜﲔ واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﰲ ﻗﺮاءاﲥﻢ ودراﺳﺎﲥﻢ ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳉﻨﲔ وﺑﻨﻴﺘﻪ اﻟﻔﺴـﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻣﺴـﺘﻘﺒﻞ ﳕﻮﻩ اﻟﺴـﻴﺎﳼ والاﺟامتﻋﻲ و ﻣﺪى ﻗﺪرة اﻷﻣﺔ ﻋﲆ اﺣﺘﻀﺎﻧﻪ ورﻋﺎﻳﺘﻪ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺘﻌﺎﻛﺲ اﻟﻔﲒايﰄ ﻣﻊ اﻟﻘﺮار اﻟﺮﲰﻲ اﻟﻌﺮﰊ ,وﲟﴩوع ﻣﺘﻨﺎﰬ ﰲ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﻪ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ وﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ﻣﻊ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻷوﱃ اﻟﱵ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﰲ اﻟﺴـﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن ﻟﻌﴩﻳﻦ ,وﺑﺬكل اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ إﱃ ﻣﺴﺎرﻳﻦ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﲔ : ﻣﺴﺎر اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ وﻣﺴﺎر اﳌﻘﺎوﻣﺔ .
09 اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﰷﻧﺖ ﻓﻮز اﻟﺘﻴﺎر اﻹﺳﻼﱊ ) ﺣﲈس( ﰲ 25/01/2006م ابﻻﻧﺘﺨﺎابت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اذلي أﺧﻠﻂ ﰻ اﻷوراق اﳌﱪﳎﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ اﻟﺴـﻴﺎﺳﺔ ادلوﻟﻴﺔ وﻗﻴﺎدات اﻹﺟﺮام اﻟﻌﺎﳌﻲ وان اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﲆ اﳊﻞ اﻟﳯﺎﰄ ابت أﻣﺮا ﺷـﺒﻪ ﻣﺴـﺘﺤﻴﻞ ,ﻓﲀن ﺟﺰاء ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻫﺎﴌ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﺮض إﱃ ﺳﻠﺴةل ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮط ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﳊﺼﺎر الاﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴـﻴﺎﳼ ﰒ إﺣﺪاث اﻟﻔﻠﺘﺎن اﻷﻣﲏ وﻓﻘﺪان اﻟﺴﲅ الاﺟامتﻋﻲ إﱃ اﳊﺮب ﺑﻨﻮازل اﻟﻔﺴﻔﻮر اﻷﺑﻴﺾ اذلي اﳖﻤﺮ ﻋﲆ ﺳﲀن اﻟﻘﻄﺎع اترﰷ ﲵﺎايﻩ ﺑﺄﻛﱶ ﻣﻦ 1400ﺷﻬﻴﺪ و أﻛﱶ ﻣﻦ 5300 ﺟﺮﱖ و ﻣﻨﻜﻮب وإﻫﻼك اﳊﺮث واﻟﻨﺴﻞ وﲥﺪﱘ اﳌﺴﺎﺟﺪ واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﳌﺒﺎﱐ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺧﻼل 22ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ 2009م ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺎخ اﺟامتﻋﻲ وﺳـﻴﺎﳼ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﳓﻮ الاﻧﺒﻌﺎث والاﻧﻔﺮاج ,وﲳﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﻘﻄﺎع ﲳﻮدا أﺳﻄﻮراي ﺣﲑ اﻟﻌﻘﻮل واﻷﻟﺒﺎب وﱂ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮة اﻟﻐﺎﴰﺔ أن ﲡﺘﺎز ﻛﻴﻠﻮﻣﱰا واﺣﺪا داﺧﻞ اﻟﻘﻄﺎع ﺑﻔﻀﻞ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰒ ﲟﻘﺎوﻣﺔ ابﺳةل ,وﲢﺮك اﻟﻌﺎﱂ ﺑﺄﴎﻩ ﳌﺆازرة اﻟﺸﻌﺐ اﶈﺎﴏ ﰲ ﺣﲔ ﺑﻘﻴﺖ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﲀن اﻟﻘﻤﺔ أﻳﻦ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﻫﻞ ﰲ ادلوﺣﺔ أم ﰲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ،واﻧﳤﺖ اﳊﺮب اﳌﺴﻌﻮرة دون ﺳﻘﻮط اﻟﻘﻼع وﻻ ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﴫاع اﳊﻘﻴﻘﻲ ,ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ أﻷﺧﻄﺮ ﻣﻦ ذكل ﺣﻴامن ﺗﻘﺮر اﻟﻘﻴﺎدة اﳌﴫﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﺪﻋﻲ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﳊﺮب وﺑﻌﺪﻫﺎ إﻏﻼق ﻣﻌﱪ رﰮ اذلي ﻳﻔﺼﻞ اﻟﺸﻌﺒﲔ اﳌﴫي واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ ﻣﺘﺬرﻋﺔ ﲝﺠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ادلوﱄ اﳌﻨﻈﻢ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﳌﻌﺎﺑﺮ وﺗﻀﻴﻒ ﰲ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﱪ 2009م إﻗﺎﻣﺔ اﳉﺪار اﻟﻔﻮﻻذي وﻓﻖ رواﻳﳤﺎ ﳌﻨﻊ اﻟﳤﺮﻳﺐ وإﺣﲀم اﻟﺴـﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﲻﻠﻴﺔ اﳌﺮور ﻣﻦ واﱃ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﱊ اﳌﴫي اﳌﺰﻋﻮم ,واﳊﺮب ﻛﲈ ﻳﻘﺎل ﱔ اﺳـﳣﺮار ﻟﻠﺴـﻴﺎﺳﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ أﺧﺮى ,ﻓﺎﻟﻀﻐﻮط اﳌﺬﻛﻮرة أﻧﻔﺎ ﲥﺪف إﱃ ﲢﻘﻴﻖ إﱃ أرﺑﻊ ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳـﻴﺔ : ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻨﺎزﻻت ﻫﺎﻣﺔ ﻋﲆ رأﺳﻬﺎ الاﻋﱰاف ﻹﴎاﺋﻴﻞ ابﻟﻮﺟﻮد إﻳﻘﺎف اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وإﳖﺎء ﻣﴩوع اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻮﻃﲏ. الاﻋﱰاف ابﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺑﲔ إﴎاﺋﻴﻞ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ . ﴐب اﻟﻘﻮى اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﳌﴩوع ﲻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ . إن ﻣﻘﺎوﻣﺔ الاﺣﺘﻼل ﱔ ﻣﴩوع إﺑﺪاﻋﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻃﻼق اﻟﻘﺪرات واﳌﻮاﻫﺐ وﺗﻨﻮﻳﻊ اﻟﺘﻜﺘﻴﲀت و ﻳﺴـﺘﺨﺮج أﻗﴡ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﰀ ابﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺘﺎﺣﺔ وﻗﺪ رأﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻮرت الاﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻦ اﳊﺠﺎرة إﱃ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت الاﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﺔ ﰒ اﻟﺼﻮارﱗ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻟﺘﺜﲑ اﻟﺮﻋﺐ واﳋﻮف ﰲ ﻧﻔﺴـﻴﺔ اﶈﺘﻞ ,و ﻛﻴﻒ واﺟﻪ أﺑﻨﺎء اﻟﻘﻄﺎع اﳊﺼﺎر اﳉﺎﺋﺮ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻷﻧﻔﺎق ﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ,ﺑﻞ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﱔ اﳊﺮﻳﺔ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺼﻬﺮ ﻓﳱﺎ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺒﺬل واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ,وﱔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﱵ ﺗﺘﻮﱑ ﺑﺪرﺟﺔ ﺣﺮارة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻨﺒﻌﺚ ﻣﳯﺎ ﺻﻮرة اﳊﻖ وﺟﲈل اﳊﺮﻳﺔ وزﻳﻨﺔ ﺣﺐ اﻷوﻃﺎن وﻋﺸﻖ اﳌﻌﺎﱄ واﺳﺘﺒﺪاد اﻟﻄﻤﻮح اذلي ﺗﻐﲎ ﺑﻪ اﻟﺸﻌﺮاء واﻷدابء وﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ أﺟهل أﻗﻼم اﻟﻌﻠﲈء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ .ﺑﻴامن اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﱔ اﻧﺘﺤﺎر ﺳـﻴﺎﳼ واﺟامتﻋﻲ ﻳﻐﺮس اذلل واﳋﻨﻮع وﻳﱰك أﲱﺎﺑﻪ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن إﻻ ﰲ ﺣﺪود ادلاﺋﺮة اﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﳍﻢ وﻗﺪ ﲢﻮل ﺑﻌﻀﻬﻢ إﱃ ﺟﻮاﺳﻴﺲ وﲻﻼء ﻟﻼﺣﺘﻼل ﰲ ﻣﴩوع داﻳﺘﻮن ,وﻳﺘﻐﲎ آﺧﺮون ﺑﱪاﻣﺞ ﺳـﻴﺎﺳـﻴﺔ اتﻓﻬﺔ, وﻫﻮ ﻣﴩوع اﻟﻀﺒﺎب اذلي ﻳﺮﻓﻊ ﻧﺴـﺒﺔ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ وﳛﺠﺐ اﻟﺮؤﻳﺔ وﳝﻨﻊ إﻗﻼع اﻟﻄﺎﺋﺮات واﳌﻼﺣﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﰲ ﻏﻴﺎب اﻟﻨﻮر وﻏﺪﻳﺮ اﳌﻴﺎﻩ اذلي ﳛﺘﺎﺟﻪ اﻟﻨﺎس ﰲ اﳊﺮ واﻟﱪ .ﺑﻞ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﱔ ﻣﺮض ﻧﻔﴘ ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻧﻔﺼﺎم اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ وابﻃﳯﺎ اذلل واﻟﻌﺎر, وإذا ﰷن الاﺧﺘﻼل ﰲ ﻣﲒان اﻟﻘﻮى ووﺟﻮد ﲢﺎﻟﻒ دوﱄ ﻣﺴﺎﻧﺪ ﻟﻼﺣﺘﻼل اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻫﻮ اﳌﻨﻄﻖ اذلي ﻳﻌﳣﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ،ﳁﺎ ﱔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ اﳌﲈﺛةل اﻟﱵ ﻣﺎرﺳـﳤﺎ اﻟﺸﻌﻮب ﳋﻮض ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ والاﺳـﺘﻘﻼل وﻓﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﺮؤﻳﺔ ؟ ﻫﻞ ﻣﻦ اﳌﻌﻘﻮل أن ﻳﻜﺮر دﻋﺎة اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ اﳉﺮاﰂ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎوض ودﻫﺎﻟﲒ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻴﺎء ؟
10 ﻳﻘﻮل ﰷرل ﻣﺎرﻛﺲ " :إذا ﻛﺮر اﻟﺘﺎرﱗ ﲡﺮﺑﺘﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﲔ ﻓﺎﺷﻠﺘﲔ ﻓﺎﻷوﱃ ﻣﺄﺳﺎة أو ﺗﺮاﺟﻴﺪاي ﺑﻴامن اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ همﺰةل أو ﻣﺴﺨﺮة " ,وإذا ﰷن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﲓ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﴩﻳﺔ واﳌﺎدﻳﺔ ﻓﺎن اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ واﻗﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻣﳣﺜﻼ ﰲ ﻛﴪ اﳋﻮف ﻣﻦ الاﺣﺘﻼل وﺣﻠﻔﺎﺋﻪ اجملﺮﻣﲔ ﺑﻞ إﻇﻬﺎر ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ ﻓﳱﻢ , وﻇﻬﻮر أﺣﺮار اﻟﻌﺎﱂ ,وﻛﺸﻒ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻘﻮة ﰲ اﻷﻣﺔ ,وﺧﻴﺒﺔ اﻷﻣﻞ ﰲ ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار وﺧﻮر اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﲰﻴﺔ ,واﺳﺘﴩاف زوال الاﺣﺘﻼل وﲢﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄﲔ واﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﴡ اﳌﺒﺎرك ,ورﰟ ﻣﻮازﻳﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﳊﻴﺎة ﻣﺼﺪاﻗﺎ ﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﴫ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ﺣﻔﻈﻪ ﷲ ﰲ أﺑﻴﺎﺗﻪ اﶺﻴةل : ﻻ اﻟﺴﻜﻮن و اﳍﻤﻮد ﻗﻠﺖ اﳊﻴﺎة ﱔ اﻟﺘﺤﺮك ﻻ اﻟﺘﺤﺠﺮ واﶺﻮد وﱔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻖ ابﻟﻘﻌﻮد وﱔ اﳉﻬﺎد وﻫﻞ ﳚﺎﻫﺪ وﻻ اﻧﺘﺼﺎر ﺑﻼ هجﻮد وﱔ اﻟﺸﻌﻮر ابﻻﻧﺘﺼﺎر ﻻ اﻟﺘذلذ ابﻟﺮﻗﻮد وﱔ اﻟﺘذلذ ابﳌﺘﺎﻋﺐ و أي ﺣﺮ ﻻ ﻳﺪود ﱔ أن ﺗﺪود ﻋﻦ اﳊﻴﺎض اذلل ﻣﻦ ﻣﺎء ﺻﺪﻳﺪ ﱔ أن ﲢﺲ ﺑﺄن ﻛﺄس اﻷرض ﺷﺄﻧﻚ أن ﺗﺴﻮد ﱔ أن ﺗﻌﻴﺶ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﰲ ﻟﲁ ﺟﺒﺎر ﻋﻨﻴﺪ و ﺗﻘﻮل ﻻ و ﲟﻞء ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ أدم واﳉﺪود ﻫﺬي اﳊﻴﺎة و ﺷﺄﳖﺎ ﻓذل ﺑﺴﲀن اﻟﻠﺤﻮد ﻓﺈذا رﻛﻨﺖ إﱃ اﻟﺴﻜﻮن
Šþa@ñüë ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺒﺘﺪئ اﳋﻠﻖ وﱒ ﻣﻦ ﳜﻠﻘﻮن اﳋﺎﲤﺎت !ﻫﻮ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺧﻄﺎايان وﱒ ﻻ ﻳﻐﻔﺮون اﳊﺴـﻨﺎت ! ﻫﻮ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﳊﻴﺎة دون إذﻻل وﱒ، إن ﻓﺎﺗﻨﺎ اﻟﻘﺘﻞ ،ﳝﻨﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ ابﻟﻮﻓﺎة ! ﴍط أن ﻳﻜﺘﺐ ﻋﺰراﺋﻴﻞ إﻗﺮاراً ﺑﻘﺒﺾ اﻟﺮوح ابﻟﺸﲁ اذلي ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت** !
ﱒ ﳚﻴﺌﻮن ﺑﺘﻔﻮﻳﺾ إﻟﻬـﻲ وإن ﳓﻦ ذﻫﺒﻨﺎ ﻟﻨﺼﲇ ﻟذلي ﻓﻮﺿﻬﻢ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻄﻠﻘﺎت واﺳـﺘﻔﺎﺿﺖ ﻗﻮة اﻷﻣﻦ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ اﻟﺮﺋﺎت ﻋﻦ دﻋﺎء ﺧﺎﺋﻦ ﳐﺘئب ﰲ ا ﻟﺴﻜﺮا ت و ﺑﺮ ﻓﻊ ا ﻟـﺒﺼـﲈ ت ﻋﻦ أﻣﺎﻧﻴﻨﺎ وﻃﺎرت ﻋﴩات اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻻﻋﺘﻘﺎل اﻟﺼﻠﻮات ** ! رﺑﻨﺎ ﻗﺎل ﺑﺄن اﻷرض ﻣﲑاث ا ﻟـﺘـﻘـﺎ ة ﻓﺎﺗﻘﻴﻨﺎ وﲻﻠﻨﺎ اﻟﺼﺎﳊﺎت واذلﻳﻦ اﻧﻐﻤﺴﻮا ﰲ اﳌﻮﺑﻘﺎت ﴎﻗﻮا ﻣﲑاﺛﻨﺎ ﻣﻨﺎ وﱂ ﻳﺒﻘﻮا ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺳﻮى اﳌﻌﺘﻘﻼت ** ! ﻃﻔﺢ اﻟﻠﻴﻞ ..وﻣﺎذا ﻏﲑ ﻧﻮر اﻟﻔﺠﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻠﲈت؟ ﺣﲔ ﻳﺄﰐ ﲾﺮان ﻋﲈ ﻗﺮﻳﺐ اي ﻃﻐﺎة ﻳﳣﲎ ﻣﻨﲂ ﺧﲑﰼ ﻟﻮ أﻧﻪ ﰷن ﺣﺼﺎة أو ﻏﺒﺎرا ﰲ اﻟﻔﻼة أو ﺑﻘﺎاي ﺑﻌـﺮة ﰲ أﺳﺖ ﺷﺎة .ﻫﻴﺌﻮا ﻛﺸﻒ أﻣﺎﻧﻴﲂ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺈن اﻟﻔﺠﺮ آت .أﻇﻨﻨﱲ ،ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺴﻄﻮ ﻋﲆ اﳌﲑاث ،أن اﳊﻖ ﻣﺎت؟ !ﱂ ﳝﺖ ﺑﻞ ﻫﻮ آت!!
11 $א (+,א @ , G E @D7אFLא -C J 2 ﻫﺰﻣﻨﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ اﳌﺒﺎراة ﺑﲔ ﻣﴫ واﳉﺰاﺋﺮ ،ﻫﺰ َﻣﻨﺎ اﳌﺘﻌﺼﺒﻮن واﳉﻬﻼء واﶵﻘﻰ ،اذلﻳﻦ أاثروا اﻟﻔﺘﻨﺔ وزرﻋﻮا ﺑﺬور اﻟﺒﻐﺾ واﳌﺮارة ﺑﲔ اﻟﺸﻌﺒﲔ ﺑﺴﺒﺐ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻜﺮوﻳﺔ ،وﻫﺰ َﻣﻨﺎ إﻋﻼم اﻹاثرة اذلي ﻇﻞ ﳘﻪ اﻷول ﰲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﺄﺟﻴﺞ اﻟﻔﺘﻨﺔ ،ﰲ ﻏﻴﺒﺔ اﳊﺪ اﻷدﱏ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ابﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أو ﺣﱴ اﳌﻬﻨﻴﺔ ،وأﻣﺎم ﲴﻴﺞ اﻟﻐﻮﻏﺎء وﻣﺰاﻳﺪاﲥﻢ وإزاء ﲻﻠﻴﺎت اﻟﺸﺤﻦ اﳌﺮﻳﺾ اﻟﱵ ﻣﺎرﺳـﳤﺎ اﻷﺑﻮاق اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﲢﻮﻟﺖ ﻣﺒﺎراة رايﺿﻴﺔ إﱃ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻌﺒﲔ اﻟﺸﻘﻴﻘﲔ ،ﻗﻄﻌﺖ ﻓﳱﺎ اﻟﻮﺷﺎﰀ اﶵﳰﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﳯﲈ ،وداﺳﺖ اﻷﻗﺪام ﻋﲆ اﻟﻘﲓ اﻟﻨﺒﻴةل اﻟﱵ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﻧﺴـﻴﺞ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ واﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﲨﻌﳤﺎ ،وأﻫﺪرت اﻷوﻟﻮايت اﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﲢﺘﻞ ﻣﲀﳖﺎ دلى اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﰲ اﻟﺒدلﻳﻦ.اﻧﺘﴫت ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺘﻌﺼﺒﲔ واﳉﻬﻼء واﻟﻐﻮﻏﺎء ،وﺿﺎع ﺻﻮت اﻟﻌﻘﻼء اﻟﻮاﻋﲔ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺮﺳﺎةل اﻟﺮايﺿﺔ وﻗﳰﻬﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺸﻌﺒﲔ اﳌﴫي واﳉﺰاﺋﺮي ،وﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺔ ﺣﻮل ﺣﺪث اﳌﺒﺎراة إﱃ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﳎﻠﺠةل ،أﺷﻌﺮﺗﲏ ابﻻﴰﱥاز واﻟﻘﺮف، اﻟﱵ ﻳﻨﳣﻲ إﻟﳱﺎ ﻫﺆﻻء وﻫﺆﻻء ،اﻷﻣﺮ اذلي ّ ﺣﱴ ﲤﻨﻴﺖ أن ﺗ ُﻠﻐﻰ اﳌﺒﺎراة وأن ﺗُﺸﻄﺐ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﺎت اﻟﺮايﺿﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ ،ﻃﺎﳌﺎ أﳖﺎ ﺻﺎرت ﺳﺒﻴﻼ إﱃ إﺷﺎﻋﺔ اﳋﺼﺎم واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﻨﻘﻤﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻌﻮب .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻨﻔﺮ اﻹﻋﻼم اﶺﺎﻫﲑ ﰲ اﻟﺒدلﻳﻦ ،ﺣﱴ أﺻﻴﺒﺖ اﻟﻘﺎﻫﺮة ـ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ـ ﲟﺎ ﻳﺸـﺒﻪ اﻟﺸﻠﻞ ﻳﻮم ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﺒﻴﻊ ﺗﺬاﻛﺮ اﳌﺒﺎراة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺪﻳﺔ واﳌﻨﺎﻓﺬ، ﻓﺘﺠ ّﻤﻌﺖ اﳊﺸﻮد ﰲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ ﰲ ﻃﻮاﺑﲑ ﻃﻮﻳةل ﱂ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﰲ أي ﻣﻨﺎﺳـﺒﺔ أﺧﺮى ،وﺗﻌﻄﻞ اﳌﺮور، وﲡ ّﻤﻌﺖ أراتل ﺳـﻴﺎرات اﻷﻣﻦ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﱵ اﺻﻄﻔﺖ ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻄﺮق ﲢﺴـﺒﺎ ﻷي ﻃﺎرئ ،وﰷﻧﺖ ﰻ ادلﻻﺋﻞ ﻣﺸﲑة إﱃ أن ﻋﺎﲳﺔ »أم ادلﻧﻴﺎ »ﻣﻘﺒةل ﻋﲆ ﺣﺪث ﺟﻠﻞ ،ﻻ ﳜﻄﺮ ﻋﲆ ابل أي ﻋﺎﻗﻞ أﻧﻪ ﻣﺒﺎراة ﰲ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﺑﲔ ﺑدلﻳﻦ ﺷﻘﻴﻘﲔ ،ﺣﱴ وﺿﻌﺖ ﻳﺪي ﻋﲆ ﻗﻠﱯ ﲢﺴـﺒﺎ ﳌﺎ ﳝﻜﻦ أن ﳛﺪث أﺛﻨﺎء اﳌﺒﺎراة وﺑﻌﺪﻫﺎ. ﲱﻴﺢ أن اﻹﻋﻼم اﳌﺮﻳﺾ ﻟﻌﺐ دورا أﺳﺎﺳـﻴﺎ ﰲ ﺗﺄﺟﻴﺞ اﳌﺸﺎﻋﺮ وﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﻨﺎس وﲢﺮﻳﻀﻬﻢ ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ، وأﻧﻪ ﳒﺢ ﰲ أن ﳛﻮل اﻹﺧﻮة اﻷﺷﻘﺎء إﱃ إﺧﻮة أﻋﺪاء ،وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻔﻜﺮ ﻣﻠﻴﺎ ﰲ أﺳـﺒﺎب ذكل اﻟﻨﺠﺎح، واﻟﻈﺮوف اﻟﱵ دﻋﺖ اﶺﺎﻫﲑ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ إﱃ الاﻧﺪﻓﺎع ﰲ الاﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺾ واﻹاثرة .ﺑالكم آﺧﺮ ،ﻓﺈن أﺳـﺒﺎب اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ اﻟﱵ ﺗﺮاوﺣﺖ ﺑﲔ اﻹاثرة واﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺣﺎةل اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺾ ،والاﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﴪﻳﻌﺔ هل ﲝﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻔﺴﲑ ﻳﺘﺠﺎوز ﳎﺮد ﻋﺸﻖ اﻟﻨﺎس ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم .ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد أزﰪ أن اﻟﻔﺮاغ اﻟﻬﺎﺋﻞ اخملﲓ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ اﳌﻘﱰن ابﻻﻧﻜﻔﺎء اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ اذلات ﻳﺸﲁ ﻋﻨﴫا هم ّﻤﺎ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺗكل الاﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ،إذ ﻗﺪ ﻳﻌﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ أن ﻳﺴﺄل :إذا ﱂ ﻳﻨﺸﻐﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﻜﺮة اﻟﻘﺪم وﻳﻨﺘﴫوا أو ﻳﺘﻌﺼﺒﻮا ﻟﻔﺮﻗﻬﺎ وﻧﻮادﳞﺎ اخملﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺒﺄي ﳾء ﻳﻨﺸﻐﻠﻮن إذن؟! إن ﰲ ﻣﴫ 24ﺣﺰاب ﺳـﻴﺎﺳـﻴﺎ ﻣﺼﺎﺑﺔ ابﻟﺸﻠﻞ اﻟﺮابﻋﻲ ،ﻟﻜﻦ أﻛﱪ ﺣﺰﺑﲔ ﰲ اﻟﺸﺎرع اﳌﴫي ﻫﲈ ﺣﺰاب اﻷﻫﲇ واﻟﺰﻣﺎكل ،وإذا ﰠ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺰود أﻧﺼﺎر ﻓﻜﺮة اﳌﺆاﻣﺮة ﲝﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺆﻳﺪ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ،اﻷﻣﺮ اذلي ﻳﺴـﺘﺪﻋﻲ اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﱄ :ﻫﻞ ﻳ ُﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﲔ أﻫﺪاف ذكل اﻟﺸﺤﻦ واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ إﺷﻐﺎل اﶺﺎﻫﲑ ﲟﺒﺎراة اﳌﻨﺘﺨﺐ اﳌﴫي ﺿﺪ ﻧﻈﲑﻩ اﳉﺰاﺋﺮي ،أﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄن ذكل أن ﻳﴫف اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﻗﺎﲚﺔ اﳍﻤﻮم اﻟﻄﻮﻳةل ،ﻣﻦ اﻟﺰابةل واﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻟﺴﻮداء ،ﻣﺮورا ابﻟﻐﻼء واﻟﻔﺴﺎد واﻟﺒﻄﺎةل واﻧﳤﺎء ﲝﲀﻳﺔ ﺗﻮرﻳﺚ اﳊﲂ وﲥﻮﻳﺪ اﻟﻘﺪس واﻟﺘﻮاﻃﺆ اﻷﻣﲑﰾ ـ اﻹﴎاﺋﻴﲇ واﻟﳤﺪﻳﺪات اﻟﱵ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﱊ اﳌﴫي واﻟﻌﺮﰊ؟ ﺳﻮاء ﰷن اﻟﻔﺮاغ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ اﻟﻠﻮﺛﺔ اﻟﻔﺎﲵﺔ اﻟﱵ ﺣﻠّﺖ ﺑﻨﺎ ،أو ﰷن ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻳﺪ ﰲ ﳏﺎوةل إﻟﻬﺎء اﻟﻨﺎس وﲣﺪﻳﺮﱒ ،ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ واﺣﺪة ،وﱔ أن ﺗكل اﳌﺒﺎراة اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﰷﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﰲ ﺗﺴﻤﲓ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ اﻟﺸﻌﺒﲔ اﳌﴫي واﳉﺰاﺋﺮي ،ﻻ ﻳﻐﲑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻳﻔﻮز ﻫﺬا اﻟﻔﺮﻳﻖ أو ذاك ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻗﳰﺔ وﻻ ﻃﻌﻢ ﻟﻔﻮز أي ﻓﺮﻳﻖ ﰲ اﳌﺒﺎراة إذا ﻣﺎ ﰷن اﻟﺸﻌﺒﺎن ﻗﺪ ﺧﴪ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ،وﺧﺮﺟﺎ ﺑﻌﺪ اﳌﺒﺎراة وﻗﺪ ﲤﻜﻨﺖ اﳌﺮارة ﻣﻦ ﰻ اﳊﻠﻮق .إن اﻷﻣﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺴﺎق وراء ﻣﺘﻌﺼﺒﳱﺎ وهجﻼﲛﺎ ﺗﺘﻘﺪم ﺣﺜﻴﺜﺎ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ اﳋﺰي واﻟﻨﺪاﻣﺔ.
12 اﻟﻘﺎﻫﺮة -ﻗﺎل اﻟﲀﺗﺐ اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﻜﺒﲑ ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻮﻳﺪي ان ﻣﺒﺎراﰐ ﻣﴫ واﳉﺰاﺋﺮ ﰲ ﺗﺼﻔﻴﺎت ﻛﺄس اﻟﻌﺎﱂ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم وﻣﺎ ﺗﻼﻫﲈ ﻣﻦ اﺣﺪاث ﺷﻬﺪات ﻋﺪدا ﻣﻦ الاﺧﻄﺎء اﻟﱵ وﻗﻌﺖ ﻓﳱﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ الاﻃﺮاف ﰲ ﻣﴫ واﳉﺰاﺋﺮ .وﺗﻨﺎول ﻫﻮﻳﺪي -ﰲ ﻣﻘﺎهل اذلي ﻧﴩ ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ ادلورايت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﻫﺬﻩ "اﳋﻄﺎاي" ﻣﺆﻛﺪا اﳖﺎ اﺛﺮت ﺑﺸﲁ ﲻﻴﻖ ﰲ اﺣﺪاث ﴍخ ﲻﻴﻖ ﰱ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﴫ واﳉﺰاﺋﺮ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻋﻼﺟﻪ واﻟﺸﻔﺎء ﻣﻨﻪ ﺳﻬﻼ ﰱ اﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ. وﻓامي ﻳﲇ ﻧﺺ ﻣﻘﺎل ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻮﻳﺪي :ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻣﺔ اﳋﺮﻃﻮم ..اﳋﻄﺎاي اﻟﻌﴩ ﻻ أدرى ﻣﺎ إذا ﰷن ﻗﺪ ﺑﺬل أى هجﺪ ﰱ ﻣﴫ ﳌﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺎ ﺟﺮى ﺑﲔ ﻣﴫ واﳉﺰاﺋﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ أﻓﻀﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﺒﺎرايت ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﺑﲔ اﻟﺒدلﻳﻦ ،ﻟﻜﻨﲎ أزﰪ أﻧﻨﺎ ارﺗﻜﺒﻨﺎ ﻋﴩ ﺧﻄﺎاي ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻳﻨﺒﻐﻰ أن ﻧﻌﱰف ﲠﺎ ﻋﺴﺎان أن ﻧﺘﻌﲅ ﻣﳯﺎ ،ﻣﺪرﰷ أن ﲦﺔ ﺧﻄﺎاي ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ أﻳﻀﺎ أﺗﺮك أﻣﺮﻫﺎ ذلوى اﻟﺸﺄن ﻫﻨﺎك ،اذلﻳﻦ ﱒ أدرى ﺑﺸﻌﺎب ﲡﺮﺑﳤﻢ .اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻷوﱃ أﻧﻨﺎ ﺣﻮﻟﻨﺎ اﳊﺪث اﻟﺮايﴇ إﱃ ﻗﻀﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ وﺳـﻴﺎﺳـﻴﺔ ،ذلكل أﴎﻓﻨﺎ ﻋﲆ أﻧﻔﺴـﻨﺎ ﻛﺜﲑا ﰱ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﺼﺎﱀ اﻟﻔﻮز ﰱ اﳋﺮﻃﻮم ،ﲱﻴﺢ أن اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﰷﻧﺖ ﺣﺎﺻةل أﺛﻨﺎء اﳌﺒﺎراة اﻷوﱃ ﰱ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،إﻻ أن ﻓﻮز اﳌﻨﺘﺨﺐ اﳌﴫى ﻓﳱﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﻛﺜﲑا ﻣﳯﺎ، اﻷﻣﺮ اذلى أﻟﻬﺐ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﶺﺎﻫﲑ ورﻓﻊ ﻣﻦ ﺳﻘﻒ ﺗﻮﻗﻊ وﺻﻮل ﻣﴫ إﱃ اﻟﺘﺼﻔﻴﺎت اﻟﳯﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜﺄس اﻟﻌﺎﱂ ،ﻣﻦ ﰒ أﺻﺒﺢ ﻛﺴﺐ ﻣﺒﺎراة اﳋﺮﻃﻮم ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺸﺎﻏﻞ اﻷول ﻟﻺﻋﻼم واجملﳣﻊ ﰱ ﻣﴫ.اذلى ﻻ ﻳﻘﻞ أﳘﻴﺔ ﻋﲈ ﺳـﺒﻖ أن ذكل ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺮايﺿﻴﺔ أو اﻟﻘﻨﻮات اﳋﺎﺻﺔ ،وإﳕﺎ ﰷن واﲵﺎ أﻧﻪ ﻣﻮﻗﻒ ادلوةل اﳌﴫﻳﺔ ،اذلى ﻋﱪ ﻋﻨﻪ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﺮﲰﻰ واﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺣﱴ أﺻﺒﺢ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﲆ الاﺳﺘﻨﻔﺎر وﺗﺄﺟﻴﺞ اﳌﺸﺎﻋﺮ همﳰﻨﺎ ﻋﲆ ﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼم اﳌﴫى ورﰬ أن ﻣﺸﺎﰻ ﺳـﻴﺎﺳـﻴﺔ وﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﰷﻧﺖ ﻣﺪرﺟﺔ ﻋﲆ ﻗﺎﲚﺔ اﻫامتﻣﺎت اﻟﻨﺎس ادلاﺧﻠﻴﺔ ﰱ ﺗكل اﻟﻔﱰة ،ﻣﺜﻞ ﻣﺴـﺘﻘﺒﻞ اﳊﲂ ﰱ ﻣﴫ وﺗﻼل اﻟﻘﲈﻣﺔ ﰱ اﻟﻘﺎﻫﺮة واﳉﲒة واﺧﺘﻼط ﻣﻴﺎﻩ اﻟﴩب ابجملﺎرى،ﻓﺈن ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮر ﺗﺮاﺟﻌﺖ أوﻟﻮﻳﳤﺎ واﻧﴫف اﻟﺮأى اﻟﻌﺎم ﻋﳯﺎ ،وأﺻﺒﺢ اﻟﻔﻮز ﰱ ﻣﻮﻗﻌﺔ اﳋﺮﻃﻮم ﻫﻮ اﻟﺸﺎﻏﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ وﻫﻮ ﻣﺎ ﳒﺤﺖ ﰱ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻗﻨﻮات اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﻌﴩ ﰱ ﻣﴫ ،وﰷن ﻣﻼﺣﻈﺎ أن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﳉﺄ ﰱ ﺳـﻴﺎق ﺳﻌﻴﻪ ﻹاثرة اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ دلى اﻟﻨﺎس إﱃ ﺑﺚ اﻷﻏﺎﱏ اﶵﺎﺳـﻴﺔ اﻟﱴ ﺻﺪرت ﰱ اﻟﺴـﺘﻴﻨﻴﺎت إابن ﻣﻮاهجﺔ اﻟﻬﳰﻨﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﻌﺠﺮﻓﺔ اﻹﴎاﺋﯩﻠﻴﺔ ،اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻧﻪ ﻛﲈ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻐﻼة ﰱ اﳉﺰاﺋﺮ اﻋﺘﱪوا أن اﻟﻔﻮز ﻋﲆ اﳌﻨﺘﺨﺐ اﳌﴫى ﺣﺪث اترﳜﻰ ﻳﺄﰏ ﺑﻌﺪ ﲢﺮﻳﺮ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ الاﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﴗ ،ﻓﺈن ﻧﻈﺮاءﱒ ﰱ ﺑﻼدان اﻋﺘﱪوا اﻟﻬﺰﳝﺔ ﰱ اﳋﺮﻃﻮم ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻬﺰﳝﺔ اﻟﱴ ﳊﻘﺖ ﲟﴫ وأدت إﱃ اﺣﺘﻼل ﺳﻴﻨﺎء ﰱ ﻋﺎم .1976اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أن اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﰱ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ أﻟﻐﻰ اذلاﻛﺮة اﳌﺘﺒﺎدةل واﺧﱱل ﻣﴫ ﰱ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم واﻟﻠﻮن اﻷﲪﺮ ،ﻛﲈ اﺧﱱل اﳉﺰاﺋﺮ ﰱ ﻓﺮﻳﻘﻬﺎ اﻟﻜﺮوى واﻟﻠﻮن اﻷﺧﴬ ،وﻫﺬا الاﺧﱱال وﻫﻮن ﻣﻦ ﺷﺄﳖﲈ ،ﳑﺎ أوﻗﻌﻨﺎ ﰱ "ﻣﺼﻴﺪة اﻟﺘﻔﺎﻫﺔ ".وﻫﺬا اﳌﺼﻄﻠﺢ اﻷﺧﲑ اﻗﺘﺒﺴـﺘﻪ ﻣﻦ اخملﻞ ﻫﺒﻂ ﲟﺴـﺘﻮى اﻹدراك ،ﻛﲈ أﻧﻪ ﺻﻐّﺮ ﻛﺜﲑا ﻣﻦ اﻟﺒدلﻳﻦ ّ ﻋﻨﻮان ﻣﻘﺎةل ﰱ اﳌﻮﺿﻮع ﻛﺘﳢﺎ ادلﻛﺘﻮر ﻏﺎزى ﺻﻼح ادلﻳﻦ ،اﳌﻔﻜﺮ اﻟﺴﻮداﱏ وﻣﺴﺘﺸﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﺸﲑ ﻧﴩﺗﻪ ﲱﻴﻔﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﰱ ،23/11ﰱ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺗكل ﻗﺎل ادلﻛﺘﻮر ﻏﺎزى إن اﻷزﻣﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ دلى اﻟﺸﻌﻮب إذ ﲻﺪت ﲻﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﱴ ﺻﺎﺣﺒﺖ اﳌﺒﺎراة إﱃ ﻣﺴﺦ اذلاﻛﺮة وإﻟﻐﺎﲛﺎ ،ﳁﺴﺤﺖ اترﱗ أﻣﺔ ﻋﻈﳰﺔ ﳈﴫ ﻣﻦ ذاﻛﺮة اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ واﳌﺘﻠﻘﲔ وﰱ ﳊﻈﺔ ﻻ وﻋﻰ ﻏﺎب ﻋﻦ ﻋﻘﻮل اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﻟﻨﴫة ﻓﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﺄى ﲦﻦ اﳌﺼﻠﺤﻮن واﻟﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎم ﶊﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻻ اﳊﴫ إﱃ ﺳﻌﺪ زﻏﻠﻮل وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ إﱃ ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﴏ ،أﻣﺎ ﻋﻠﲈء ﻣﴫ اذلﻳﻦ زﲪﻮا اﻟﺘﺎرﱗ ﲟﻨﺎﻛﳢﻢ أﻣﺜﺎل اﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ واﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر وﺟﻼل ادلﻳﻦ اﻟﺴـﻴﻮﻃﻰ وﻃﻪ ﺣﺴﲔ وﻣﻦ ﰱ ﺣﳬﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻓﺬاذ ﻓﻘﺪ اﻧﺰووا ﰱ أﺟﻮاء اﳌﺒﺎراة إﱃ رﻛﻦ ﻗﴡ .وابﳌﻘﺎﺑﻞ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﻧﻮاﻇﺮ اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ إﺳﻬﺎﻣﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ﰱ اﻟﺘﺎرﱗ وﺷﺪة ﺑﺄﺳﻬﻢ ﰱ ﳎﺎدلة اﳌﺴـﺘﻌﻤﺮﻳﻦ اﻟﱴ أﳍﻤﺖ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴـﺘﻀﻌﻔﺔ وﻗﺪﻣﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻋﻈﳰﺔ ﻣﻦ ﻣﻼﰘ اﳉﻬﺎد ﺿﺪ اﳌﺴـﺘﻌﻤﺮ ،ﻫﻜﺬا ﻏﺎب أو ﻏﻴﺐ اﻷﻣﲑ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر اﳉﺰاﺋﺮى واﺑﻦ ابدﻳﺲ واجملﺎﻫﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻧﺴﻮﻣﺮ واجملﺎﻫﺪة ﲨﻴةل ﺑﻮﺣﺮﻳﺪ وابﻟﻄﺒﻊ اﺧﺘﻔﻰ ﻋﻦ انﻇﺮﻳﻨﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻠﲈء وﻣﻔﻜﺮون ﰷﻟﺒﺸﲑ اﻹﺑﺮاﻫﳰﻰ وﻣﺎكل ﺑﻦ ﻧﱮ أﻣﺎ اﳌﻠﻴﻮن ﺷﻬﻴﺪ ﻓﲅ ﻳﻌﻮدوا أﻛﱶ ﻣﻦ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﰱ ﻣﻜﺘﺐ ﲭﻼت اﻟﻮﻓﺎة.ﻫﻜﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل ﲻﻠﻴﺔ اﻹﻟﻐﺎء ،ﰎ الاﺧﱱال وﻫﻮ ﰱ رواﻳﺔ ﺟﻮرج أوروﻳﻞ ) (1984ﺣﻴةل ﻳﻠﺠﺄ اﻟﳱﺎ )اﻷخ اﻷﻛﱪ( ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺮﳎﺔ أﻋﻀﺎء اجملﳣﻊ وﻣﻐﻨﻄﳤﻢ ﺣﱴ ﻳﻔﻘﺪوا اﻹرادة واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻜﲑ والاﺧﺘﻴﺎر اﳊﺮ وﻫﺬﻩ اﻟﱪﳎﺔ اﻟﱴ ﺗﻘﻮم ﲠﺎ "وزارة اﳊﻘﻴﻘﺔ" ﰱ دوةل أوﺷـﻴﻨﻴﺎ ﺗﻌﳣﺪ ﰱ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﳯﺎ ﻋﲆ إﻟﻐﺎء اﳌﻔﺮدات اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ والاﻛﺘﻔﺎء ﲟﻔﺮدة واﺣﺪة ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﺣﱴ ﲣﺘﻔﻰ اﻟﻈﻼل ادلﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﱏ وﺗﺘﺒﺴﻂ اﳌﻀﺎﻣﲔ إﱃ درﺟﺔ الاﺑﺘﺬال وﰱ ﻣﺒﺎراة ﻣﴫ واﳉﺰاﺋﺮ ﺟﺮت ﲻﻠﻴﺔ ﺑﺮﳎﺔ اﺧﱱﻟﺖ ادلوﻟﺘﲔ إﱃ ﻟﻮﻧﲔ أﺣﺪﻫﲈ أﲪﺮ واﻵﺧﺮ أﺧﴬ ﳁﴫز ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ رﻣﺰﻳﳤﺎ وإﺳﻬﺎهمﺎ ﱓ ﳏﺾ ﻟﻮن أﲪﺮ واﳉﺰاﺋﺮ ،ﻻ ﳞﻢ ﺗﻔﺮدﻫﺎ اﻟﺘﺎرﳜﻰ واﻣﺘﻴﺎزﻫﺎ ،ﱓ ﻓﻘﻂ ﻟﻮن أﺧﴬ واﻷﻣﺮ ابﺧﺘﺼﺎر أﻣﺮ ﺣﺮب واﳊﺮب ﰱ ﲳﳰﻬﺎ ﺑﲔ ﻃﺎﺋﻔﺘﲔ ﳐﱱﻟﺘﲔ ﰱ ﻟﻮﻧﲔ وأﻧﺖ ابﳋﻴﺎر وايﻟﻀﺨﺎﻣﺔ اﳋﻴﺎر ﺑﲔ أن ﺗﺆﻳﺪ اﻷﺧﴬ أو اﻷﲪﺮ ،أﻣﺎ وﻗﺪ اﺧﱰت ﻓﺎﳌﻌﺮﻛﺔ ﻛﲈ ﰱ أﻟﻌﺎب اﳊﺎﺳﻮب ﺻﺎرت ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻛﴪ ﻋﻈﻢ. اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أن اﻷﺣﺪاث اﻟﱴ أﻋﻘﺒﺖ ﻣﺒﺎراة اﳋﺮﻃﻮم ﺑﻮﺟﻪ أﺧﺺ ﺟﺮى ﺗﺼﻌﻴﺪﻫﺎ ﰱ اﻹﻋﻼم اﳌﴫى ،ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻣﻦ اﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﳌﺸﺠﻌﲔ إﱃ اﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ ادلوةل واﻟﺸﻌﺐ اﳉﺰاﺋﺮى ﰱ ﺗﻌﻤﲓ ﳐﻞ وﺧﻄﲑ .إذ ﰱ ﻇﻞ الاﻧﻔﻌﺎل واﻟﺘﺠﺎوز اذلى ﺷﻬﺪانﻩ أﻫﲔ اﻟﺸﻌﺐ اﳉﺰاﺋﺮى وﺟﺮﺣﺖ رﻣﻮزﻩ ﰱ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﴫﻳﺔ ،ﻋﲆ ﳓﻮ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺈﻋﻼم ﳏﱰم وﻻ ﺑﺒدل ﻣﺘﺤﴬ .وﻻ أرﻳﺪ أن أﺳـﺘﻌﻴﺪ اﻷوﺻﺎف اﻟﱴ أﻃﻠﻘﳤﺎ أﻏﻠﺐ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﴫﻳﺔ ﰱ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻟﺸﺪة اﻹﺳﻔﺎف ﻓﳱﺎ وﺑﺬاءﲥﺎ ،ﻟﻜﲎ ﻓﻘﻂ أﻧﺒﻪ إﱃ أﻣﺮﻳﻦ ،أوﳍﲈ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﱴ اﺳـﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺷﺄﳖﺎ أن ﲢﺪث ﴍﺧﺎ ﲻﻴﻘﺎ ﰱ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺒدلﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻋﻼﺟﻪ واﻟﱪاء ﻣﻨﻪ ﺳﻬﻼ ﰱ اﻷﺟﻞ اﳌﻨﻈﻮر.
13 اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﱏ أن اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﻟﱴ أﻓﴣ إﻟﳱﺎ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﱓ أﲦﻦ ﻫﺪﻳﺔ ﻗﺪﻣﻨﺎﻫﺎ إﱃ دﻋﺎة اﻟﻔﺮاﻧﻜﻮﻓﻮﻧﻴﺔ اﳌﻌﺎدﻳﻦ ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ واﻹﺳﻼم ﰱ اﳉﺰاﺋﺮ ،ذكل أﻧﻨﺎ أﺑﺪﻳﻨﺎ اﺳـﺘﻌﺪادا ﻣﺬﻫﻼ ﻷن ﳔﴪ ﺷﻌﺒﺎ ﺑﺄﳈهل ﻷﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﻔﺰ ﰱ ﻣﺒﺎراة ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم وﺗﻌﺮﺿﺖ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻓﻼت اﳌﺸﺠﻌﲔ اﳌﴫﻳﲔ ﻻﻋﺘﺪاءات ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻧﻈﺮاﲛﻢ اﳌﴫﻳﲔ ،وإذا ﻗﺎل ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄن اﻹﺳﻔﺎف اذلى ﺻﺪر ﻋﻦ اﻹﻋﻼم اﳌﴫى ﰷن هل ﻧﻈﲑﻩ ﰱ اﻹﻋﻼم اﳉﺰاﺋﺮى ،ﻓﺮدى ﻋﲆ ذكل أن ﻣﺎ ﺻﺪر ﻋﻦ اﻹﻋﻼم اﳉﺰاﺋﺮى ﰷن ﳏﺼﻮرا ﰱ ﲱﻴﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو اﺛﻨﺘﲔ ﰱ ﺣﲔ أن اﻹﻋﻼم اﻟﺮﲰﻰ اﻟﱱم اﻟﺼﻤﺖ ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ ،ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻨﺪان ﺣﲔ ﺷﺎرك اﻹﻋﻼم اﻟﺮﲰﻰ أﻳﻀﺎ ﰱ ﲪةل اﻹﺳﻔﺎف.اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ أﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﻌﻠﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺟﺮى أﺛﻨﺎء ﻣﺒﺎراة اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻷوﱃ ،وأﺧﻔﻴﻨﺎ أن اﳊﺎﻓةل اﻟﱴ اﺳـﺘﻘﻠﻬﺎ اﳌﻨﺘﺨﺐ اﳉﺰاﺋﺮى ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺮﺷﻖ ابﻟﻄﻮب ،اذلى أﺻﺎب ﺑﻌﺾ اﻟﻼﻋﺒﲔ ابﳉﺮاح )أﺣﺪﱒ أﺻﻴﺐ ﰱ رأﺳﻪ وﻋﻮﰿ ﺑﺄرﺑﻊ ﻏﺮز( .ﰱ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ روﺟﻨﺎ ﻟﺮواﻳﺔ ﻏﲑ ﲱﻴﺤﺔ اﲥﻤﺖ اﻟﻼﻋﺒﲔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ابﻓﺘﻌﺎل اﳊﺪث ،ﰱ ﺣﲔ أن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء الاﲢﺎد ادلوﱃ )اﻟﻔﻴﻔﺎ( ﰷﻧﻮا ﻳﺴـﺘﻘﻠﻮن ﺳـﻴﺎرة ﺧﻠﻒ اﳊﺎﻓةل، وﻣﻌﻬﻢ ﳑﺜﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﻔﺮﻧﴗ ،وﻫﺆﻻء ﲭﻠﻮا ﻣﺎ ﺣﺪث وﺻﻮروﻩ ،وﰷﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أن اﻟﻔﻴﻔﺎ أداﻧﻨﺎ ،وﻇﻨﻨﺎ ﳓﻦ أﻧﻨﺎ ﳒﺤﻨﺎ ﰱ ﻃﻤﺲ اﳌﻮﺿﻮع ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻹﻋﻼم اﶈﲆ ،اذلى ﱂ ﻳﺴﻜﺖ ﻓﻘﻂ ﻋﲈ ﺟﺮى ﻟﻠﺤﺎﻓةل ،ﻟﻜﻨﻪ ﲡﺎﻫﻞ أﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻟﻠﻤﺸﺠﻌﲔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ﰱ ﻣﴫ ،اذلﻳﻦ ﺗﻘﻮل وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﳌﴫﻳﺔ إن 31ﻣﳯﻢ أﺻﻴﺒﻮا ،ﰱ ﺣﲔ ﲭﻠﺖ اﻟﺴﻔﺎرة اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ أن ﻋﺪد اﳌﺼﺎﺑﲔ 51وﻟﻴﺴﻮا 31وأﺣﺪ اﳌﺼﺎﺑﲔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ﻃﻌﻦ ﲟﻄﻮاة ﰱ ﺑﻄﻨﻪ! اﳋﻄﻴﺌﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ أﻧﻨﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎ اﻷﻣﺮ ﻟﻺﻋﻼم اذلى ﺗﻮﱃ ﻗﻴﺎدة اﻟﺮأى اﻟﻌﺎم ﰱ ﻣﴫ ،وﻷن ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻء ﻟﻴﺴﻮا ﻣﺆﻫﻠﲔ ﻓﻜﺮاي أو أﺧﻼﻗﻴﺎ ،ﻛﲈ ذﻛﺮ ﲝﺚ ادلﻛﺘﻮر ﻣﻌﱱ ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﰱ ﻣﻘﺎهل ﲜﺮﻳﺪة "اﻟﴩوق" ﻧﴩ ﰱ .21/11ﻓﻘﺪ ﲻﺪوا إﱃ اﻟﳤﻴﻴﺞ واﻹاثرة واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ،وﲡﺎوزوا ﰱ ذكل اﳊﺪود اﳌﻬﻨﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،وﰷﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أن اﳌﻨﺎخ اﻹﻋﻼﱉ ﻋﺒﺄ اﻟﻨﺎس ﲟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺮﻳﻀﺔ وﻏﲑ ﲱﻴﺔ ،اﺳـﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﳯﻢ أﺳﻮأ ﻣﺎ ﻓﳱﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ وﺗﻌﺒﲑات وﻣﻮاﻗﻒ، دﻋﺖ ﺑﻌﺾ ﲪﻘﻰ اﳌﺪوﻧﲔ إﱃ اﻋﺘﺒﺎر إﴎاﺋﻴﻞ أﻗﺮب إﱃ ﻣﴫ ﻣﻦ اﳉﺰاﺋﺮ (!).اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ أن ﺑﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﻌﺘﱪة ــ ﻋﻼء ﻣﺒﺎرك ﻣﺜﻼ ــ أرﺟﻌﺖ ﻣﺎ ﺟﺮى إﱃ "ﺣﻘﺪ" ﻳﻜﻨﻪ اﳉﺰاﺋﺮﻳﻮن ﳌﴫ ،ﰱ ﺗﺴﻄﻴﺢ وﺗﺒﺴـﻴﻂ ﻣﺪﻫﺸﲔ .وﻫﻮ الكم ﻻ ﻳﻠﻴﻖ وﻻ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻷن اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﲤﺎﻣﺎ.ذكل أن اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺮﲰﻰ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﺗﻌﺎﻣﻞ داﲚﺎ ﻣﻊ ﻣﴫ ﲟﻮدة واﺣﱰام ﻛﺒﲑﻳﻦ .ﻣﻨﺬ أايم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ ،اذلى دﻓﻊ ﻟﻠﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﻗﳰﺔ اﻟﺴﻼح اذلى اﺣﺘﺎﺟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺰﳝﺔ ،67وإﱃ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ اذلى اﳓﺎزت ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﳥﺮﻳﻦ اﳌﴫﻳﲔ وﻣﻜﻨﳤﻢ ﻣﻦ أن ﻳﺘﺨﻄﻮا ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮا اﳌﺴﺘﳥﺮ اﻷول ﰱ اﳉﺰاﺋﺮ .واﻟﱴ ﺗﻨﺎزل وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﳤﺎ اﻷﺳـﺒﻖ وﻗﺎﴇ ﳏﳬﺔ اﻟﻌﺪل ادلوﻟﻴﺔ اﳌﳣﲒ ﶊﺪ ﺑﺪﺟﺎوى ﻟﺼﺎﱀ وزﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﴫى ﻓﺎروق ﺣﺴـﲎ ﰱ اﻧﺘﺨﺎابت اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ .اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ أﻧﻨﺎ وﺳﻌﻨﺎ ﻣﻦ داﺋﺮة الاﺷﺘﺒﺎك دون أى ﻣﱪر ،ﺣﲔ روج ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﻠﺴﺆال :ﳌﺎذا ﻳﺮﻛﻬﻨﺎ اﻟﻌﺮب؟ ..وﻫﻮ ﺑﺪورﻩ ﺳﺆال ﻣﺴـﺘﻐﺮب ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﻔﺘﻌةل وﺧﺒﻴﺜﺔ .وﻫﻮ ذاﺗﻪ اﻟﺴﺆال اﻷﺑهل اذلى ﻃﺮﺣﻪ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﰱ أﻋﻘﺎب أﺣﺪاث 11ﺳﺒﳣﱪ ،ﺣﲔ ﲻﻤﻮا الاﲥﺎﻣﺎت ﻋﲆ ﰻ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،وراﺣﻮا ﻳﺴﺄﻟﻮن ﳌﺎذا ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ؟..وإذا ﰷن اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﻳﻄﺮﺣﻮن اﻟﺴﺆال ﻋﲆ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﱒ ﻳﻌﻠﻤﻮن أﳖﻢ ﳏﺘﻠﻮن وهمﳰﻨﻮن ﻋﲆ اﻟﻌﺎﱂ اﻹﺳﻼﱉ ،ﻓﺎﻟﲁ ﻳﻌﲅ أن ﻣﴫ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﻨﺎﻓﺲ أﺣﺪا وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻧﻔﻮذ ﻳﺬﻛﺮ ﰱ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰉ واﻹﺳﻼﱉ ،وﺧﻄﻮرة اﻟﺴﺆال ﳌﺎذا ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ،ﺗﳬﻦ ﰱ أﻧﻪ ﻳﻌﺰز ﺟﺪران اﻟﻌﺰةل ﺑﲔ ﻣﴫ واﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰉ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﳝﻬﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﱪ اﳉﺴﻮر ــ اﻟﺒﻌﺾ ﻳﳣﻨﺎﻫﺎ ﲢﺎﻟﻔﺎ ــ ﺑﲔ ﻣﴫ وإﴎاﺋﻴﻞ.اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ أن الاﻧامتء اﻟﻌﺮﰉ ﻃﺎهل ﻧﻘﺪ وﲡﺮﱖ ﻗﺎﺳـﻴﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻃﺮاف ﻋﺪة ،إذ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ أﺑﺪى اﻟﺒﻌﺾ اﺳـﺘﺨﻔﺎﻓﺎ ﺑﺬكل الاﻧامتء وﻧﻔﻮرا ﻣﻨﻪ ،وأﺑﺪوا اﺳـﺘﻌﺪادا ﻟﻼﺳـﺘﻘﺎةل ﻣﻨﻪ، وﻗﺪ اﺳـﳤﺠﻨﻪ واﺳﺘﻨﻜﺮﻩ ﻋﻼء ﻣﺒﺎرك ،ﺣﲔ ﻗﺎل ﰱ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ اذلى أﻋﻴﺪ ﺑﺜﻪ أﻛﱶ ﻣﻦ ﻣﺮة إن اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﲎ ،ﻛﲈ ﻧﴩ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن وزﻳﺮ اﻟﺘﳮﻴﺔ الاﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﶊﺪ ﻋامثن ﻗﻮهل أﻣﺎم ﻣﺆﲤﺮ اﻟﺘﳮﻴﺔ ﰱ ) (24/11إن ﻣﴫ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻌﺮوﺑﳤﺎ أو ﺑﻐﲑﻫﺎ .وﱓ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أن ﻳﻜﻮن الاﻧامتء اﻟﻌﺮﰉ ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﳱﺎ .وﲰﻌﻨﺎ ﻓﻨﺎﻧﺔ ﳏﱰﻣﺔ ﻣﺜﻞ إﺳﻌﺎد ﻳﻮﻧﺲ ﺗﺼﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰱ أﺣﺪ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺑﺄﳖﺎ "ﻓﺮﻋﻮﻧﻴﺔ" ﻣﺴﺘﻨﻜﻔﺔ أن ﺗﺸﲑ إﱃ ﻫﻮﻳﳤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.وﺣﲔ ﻳﺼﺪر ﻫﺬا اﻟالكم ﻋﲆ أﻟﺴـﻨﺔ رﻣﻮز ﰱ اجملﳣﻊ ،ﻓكل أن ﺗﺘﺼﻮر ﺻﺪاﻩ ﰱ أوﺳﺎط اﻟﺸـﺒﺎب ،اذلﻳﻦ ذﻫﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﱃ أﺑﻌﺪ ،ﺣﱴ ﻧﻌﺖ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﺑﺄﺣﻂ اﻷوﺻﺎف .اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ أن ﻧﻔﺮا ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻘﲔ ﰱ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﴫﻳﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﻃﺒﻮا اﳉﺰاﺋﺮ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ادلول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻠﻐﺔ اﳌﻦ اﳌﺴﻜﻮﻧﺔ ابﻻﺳـﺘﻌﻼء واﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ،ذكل أن ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﺪة اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﺮة اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ وﻏﲑﱒ ﲟﺎ ﺳـﺒﻖ أن ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻣﴫ ﳍﻢ ﰱ ﻣﺮﺣةل اﻟﺴـﺘﻴﻨﻴﻨﺎت ،ﺣﱴ ﻗﺎل ﻣﺜﻘﻒ ﳏﱰم ﻣﺜﻞ ادلﻛﺘﻮر ﻳﻮﺳﻒ زﻳﺪان ﰱ ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر إن ﻣﴫ أﻧﻔﻘﺖ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﻬﺎ ﻟﲃ ﲡﻌﻞ اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﺮﺑﻴﺔ.وردد آﺧﺮ ﰱ أﻛﱶ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻌﺒﺎرة اﳌﺄﺛﻮرة :اﺗﻖ ﴍ ﻣﻦ أﺣﺴﻨﺖ إﻟﻴﻪ ،وﻫﺬا ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﺸﻬﺎﻣﺔ واﳌﺮوءة ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﻌﻤﻖ اﻟﴩخ وﻻ ﻳﺪاوﻳﻪ.انﻫﻴﻚ ﻋﻦ أن ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻣﴫ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ وﺑﻌﺾ ادلول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲝﲂ دورﻫﺎ اﻟﻘﻴﺎدى اذلى ﻣﺎرﺳـﺘﻪ ﰱ ﻣﺮﺣةل ،ﺗﻠﻘﺖ ﻣﻘﺎﺑﻼ هل ،ورﲟﺎ ﻋﺎﺋﺪا أﻛﱪ ﻣﻨﻪ ﰱ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ،ﺣﲔ ﺗﺄزﻣﺖ ﻣﴫ وأﺻﺒﺤﺖ ﲝﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺴﺎﻧﺪة "اﻷﺷﻘﺎء".اﳋﻄﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﴍة واﻷﺧﲑة أن ﻣﴫ ﰱ اﻷزﻣﺔ اﻟﱴ ﻣﺮت ﺻﻐﺮت وﻓﻘﺪت اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﲩﻤﻬﺎ ﻛﺄﻛﱪ دوةل ﻋﺮﺑﻴﺔ.ﺻﻐﺮﻫﺎ اﳋﻄﺎب اﻹﻋﻼﱉ اذلى ﻗﺪهمﺎ إﱃ اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرىج ﰱ ﺻﻮرة ﻏﲑ ﻣﴩﻓﺔ ،ﺣﱴ ﻗﺎل ﱃ ﺑﻌﺾ اﳌﴫﻳﲔ اﳌﻘﳰﲔ ابﳋﺎرج إﳖﻢ ﰷﻧﻮا ﻳﺘﻮارون ﲫﻼ ﳑﺎ ﰷﻧﻮا ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﰱ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﳌﴫﻳﺔ.وﺻﻐﺮﻫﺎ أﳖﺎ ﺣﲔ ﻫﺰﻣﺖ ﰱ اﳋﺮﻃﻮم ﺑﻌﺪ اﻷداء اﳌﴩف ﻟﻔﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﺈﳖﺎ ﲤﺴﻜﻨﺖ وﻟﻌﺒﺖ دور اﻟﻀﺤﻴﺔ اﻟﱴ ﺗﺴـﺘﺤﻖ اﻟﺮاثء واﻟﻌﻄﻒ، وﺻﻐﺮﻫﺎ أن ﻣﻸ اﻟﻔﻀﺎء ﲴﻴﺠﺎ وﲲﺒﺎ ،وﲺﺰت ﻋﻦ أن ﺗﻘﺪم دﻟﻴﻼ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻴﻪ.
14 א ج
د Kא ]aم ` *
ﻭ ﺷﺪﺩﻧﺎ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﳓﻮ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻣﻠﺒﲔ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ " :ﻭ ﺃﺫﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳊﺞ ﻳﺄﺗﻮﻙ ﺭﺟﺎﻻ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺿﺎﻣﺮ ﻳﺄﺗﲔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﻴﻖ " ﺃﺫﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻓﻠﺒﻴﻨﺎ ﻭ ﺟﺌﻨﺎ ،ﻟﺒﻴﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﺒﻴﻚ ،ﻟﺒﻴﻚ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﻴﻚ، ﺇﻥ ﺍﳊﻤﺪ ﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻚ ﻭ ﺍﳌﻠﻚ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ. " ﺃﺫﻥ ـ ﻳﺄﺗﻮﻙ " ،ﻋﻼﻗﺔ ﺃﺧﺘﺼﺮﺕ ﰲ ﻟﻔﻆ " ﻟﺒﻴﻚ " .ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ،ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ،ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺟﻮﺍﺏ ﺑﻨﻔﻲ ﺃﻭ ﻗﺒﻮﻝ ﻟﻸﻣﺮ ..ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺫﺍﺏ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺭﺏ ﻳﺪﻋﻮ ﻭ ﻋﺒﺪ ﻳﻠﱯ ﻭ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ. ﻛﻢ ﻫﻮ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻔﻆ " ﻟﺒﻴﻚ " ،ﺇﻧﻪ ﻳﻨﱮﺀ ﻋﻦ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﳋﻀﻮﻉ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﺮﺏ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﳌﻠﱯ ﻳﻘﻮﻝ :ﺃﻧﺎ ﺁﺗﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ،ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﺪ .ﻳﻜﻔﻴﲏ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﻋﻠﻲ ،ﻭ ﺃﺩﺧﻠﺘﲏ ﺿﻤﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﻳﺘﻬﻢ ،ﺳﻮﻑ ﺃﺗﺮﻙ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﺳﻮﻑ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻭ ﺁﺗﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ ،ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ.ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻴﻘﺎﺕ ﳛﺮﻡ ﺍﳊﺎﺝ ،ﻭ ﻳﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﲡﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻓﻬﻮ ﰲ ﺭﺣﻠﺔ ﺇﳝﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭ ﺇﱃ ﺍﷲ ﰲ ﺃﺣﺐ ﺑﻘﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﻣﺘﻠﻬﻔﺎ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ .ﻭ ﺃﻱ ﺑﻴﺖ؟ ﺇﻧﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻠﱮ .ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ.ﻳﻄﻮﻑ ﺣﻮﳍﺎ ،ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﺎ .ﻭ ﰲ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺃﺳﺮﺍﺭ ،ﺇﻧﻪ ﺭﺟﺎﺀ ﻭ ﺇﳊﺎﺡ ﻭ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﶈﺐ ﻋﻠﻰ ﳏﺒﻮﺑﻪ ،ﺍﳌﺬﻧﺐ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﳋﺎﻟﻘﻪ .ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻪ .ﻳﻄﻮﻑ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺣﱴ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻏﲑ ﺁﻳﺲ .ﻭ ﻫﻮ ﳛﻤﻞ ﺃﻭﺯﺍﺭﻩ ﻭ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻳﺮﻣﻖ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻨﻈﺮﻩ .. ،ﻳﺎﺭﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﺗﺮﺩﱐ ﺧﺎﺋﺒﺎ ،ﻳﺎ ﺭﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺑﺬﻧﻮﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﺳﺎﳏﲏ ﻭ ﲡﺎﻭﺯ ﻋﲏ ﻭ ﺗﻘﺒﻠﲏ .ﰒ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ،ﺑﲔ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﳌﻨﻜﺴﺮ ﺍﻟﺬﻟﻴﻞ ﳌﻮﻻﻩ ،ﻟﻦ ﻳﱪﺡ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﱴ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ .ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﺑﻦ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﺮﺓ ،ﻗﺪ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﻝ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻮﺳﻞ ،ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺼﻖ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﻧﺎﺷﺪﻙ..،ﺳﺎﳏﲏ ﻳﺎ ﺃﺑﱵ ﻟﻦ ﺃﻋﻴﺪﻫﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ..ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺗﺴﺮﻱ ﰲ ﺟﺴﺪﻙ ،ﻭ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﲢﻀﻨﻪ ﻭ ﺃﻧﺘﻤﺎ ﺗﺒﻜﻴﺎﻥ ،ﻭ ﺍﷲ ﺃﺭﺣﻢ ﻭ ﺃﻛﺮﻡ . ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﳊﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭ ﺍﳌﺮﻭﺓ ،ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍ ﺃﻣﻨﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﻭ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﻓﻘﺔ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﰲ ﻭﺍﺩ ﻏﲑ ﺫﻱ ﺯﺭﻉ .ﺗﺼﻌﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﻣﻖ ﺟﺎﻟﺐ ﺧﲑ ،ﰒ ﺗﺴﻌﻰ ﳓﻮ ﺍﳌﺮﻭﺓ ﰲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﲡﺪ ﺃﺣﺪﺍ .ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﲟﺴﺎﻓﺔ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.ﺇﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺓ ﺍﶈﺘﺴﺒﺔ ﺍﻟﺮﺍﺿﻴﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﷲ ،ﺍﳌﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ﻟﻘﺪﺭﻩ.ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﺮﺗﺎﺣﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ ،ﻭ ﻗﺪ ﺗﺮﻙ ﺧﻠﻔﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﻭ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ.
15 ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺔ ،ﻣﺒﻴﺖ ﲟﲎ ،ﰒ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻋﺮﻓﺎﺕ .ﻭ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺎﺕ ..ﺍﳊﺞ ﻋﺮﻓﺎﺕ. ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺫﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻭ ﺃﻧﺜﺎﻫﻢ ،ﻛﺒﲑﻫﻢ ﻭ ﺻﻐﲑﻫﻢ ،ﺷﺒﺎﻢ ﻭ ﺷﻴﺒﻬﻢ ،ﺭﺍﺟﻠﻬﻢ ﻭ ﺭﺍﻛﺒﻬﻢ ،ﺻﺤﻴﺤﻬﻢ ﻭ ﺳﻘﻴﻤﻬﻢ ،ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﺣﺸﻮﺩﺍ ﺣﺸﻮﺩﺍ ،ﻳﺴﲑﻭﻥ ﺍﳋﻄﻰ ﳓﻮ ﻧﻘﻄﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺇﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ .ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻭ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﺆﺍﻝ ﺷﻔﺎﻑ ﻭ ﺃﻧﺖ ﲡﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﺴﲑ ﺿﻤﻦ ﺣﺸﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺎ ﺫﺍﻫﺐ؟ ﻭ ﺃﻱ ﻣﻮﻋﺪ ﻫﺬﺍ؟ ﻭ ﻣﻦ ﺳﺄﻻﻗﻲ ﻫﻨﺎﻙ؟ ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻳﻨﺰﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﺮﺣﺎ ﻢ.ﺃﺗﻮﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﻴﻖ ،ﺫﻟﻴﻠﲔ ﻣﻨﻜﺴﺮﻳﻦ ،ﺗﺎﺋﺒﲔ ﻣﻘﺮﻳﻦ ﺑﺬﻧﻮﻢ ﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ. ﻭ ﺍﻟﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ :ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﺪﻱ ﻫﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﺇﺋﺘﻮﱐ ﺑﺬﻧﻮﺑﻜﻢ ﻭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻛﻢ ،ﺃﻏﻔﺮﻫﺎ ﻟﻜﻢ ،ﻓﻘﻂ ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﺇﱄ ﻫﻨﺎ ،ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺃﻋﻔﻮ ﻋﻨﻜﻢ .ﺇﻧﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ،ﻟﻘﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻜﻢ ..ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻴﻮﻡ ﻭﻟﺪﺗﻜﻢ ﺃﻣﻬﺎﺗﻜﻢ. ﲣﺴﺄ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻭ ﺗﻔﺮ ﺇﱃ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﳉﺒﺎﻝ .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ،ﻓﻬﻮ ﺃﺷﺄﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﳌﺎ ﺯﻳﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻭ ﻭﻗﻌﻪ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﳚﺎﻫﺪ ﻟﻴﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﳉﺤﻮﺩ، ﻳﺮﺍﻩ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻃﺎﻫﺮﺍ ﻣﻼﻛﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻭ ﺧﻄﻴﺌﺔ. ﻳﺎ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻷﻛﺮﻣﲔ ،ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ ﻳﺎ ﺭﲪﻦ ،ﻳﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻱ ﻓﻀﻞ ﺗﻔﻀﻠﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﺃﻱ ﻛﺮﻡ ﺗﻜﺮﻣﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓﻘﺘﻨﺎ ﻟﻠﺤﺞ ﻟﺘﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ،ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﺘﺤﻀﺮﻧﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ .ﻓﺒﺸﺮﺍﻧﺎ ﺑﺸﺮﺍﻧﺎ ﻭ ﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻨﺎ .ﻫﺬﺍ ﻣﻴﻼﺩﻧﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ،ﻓﻠﻚ ﺍﳊﻤﺪ ﻛﻠﻪ ﻭ ﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻛﻠﻪ ﻭ ﻟﻚ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻛﻠﻪ. ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻭ ﻭﻗﺎﺭ ﺁﻳﺒﲔ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺑﲔ ﺭﺏ ﺗﻜﺮﻡ ﻓﻐﻔﺮ ﻭ ﻋﺒﺪ ﲪﺪ ﻭ ﺷﻜﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﻴﺖ ﲟﺰﺩﻟﻔﺔ. ﻋﻨﺪ ﻣﺰﺩﻟﻔﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺼﺮﻙ ﳝﻴﻨﺎ ﻭ ﴰﺎﻻ ،ﻓﻼ ﻳﻘﻊ ﺑﺼﺮﻙ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﺽ ﻫﺎﺩﻯﺀ ﺳﺎﻛﻦ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﰲ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ .ﻭ ﻗﺪ ﻧﺎﻡ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ .ﺍﶈﻈﻮﻅ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﺷﱪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻨﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ .ﻣﺸﻬﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﺕ .ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺮ؟ ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﰲ ﺣﻀﻦ ﺩﺍﰱﺀ ﺃﻭ ﺣﺎﺿﻨﺎ ﻟﻘﻠﺐ ﺩﺍﰱﺀ؟ ﺇﺎ ﺃﺣﻠﻰ ﻧﻮﻣﺔ ،ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻃﺎﻫﺮﺍ ﻧﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ، ﻓﻤﺮﺣﺒﺎ ﺑﺎﳌﻮﺕ ﺇﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻼﻙ. ﻭﻣﻊ ﺗﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺗﻨﻬﺾ ﺍﳊﺸﻮﺩ ﺣﺎﻣﺪﺓ ﺍﷲ ﺗﺘﺠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﻢ ﻟﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭ ﺗﻌﻠﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺮﲨﻪ ﺳﺒﻌﲔ ﺣﺠﺮﺓ ،ﳌﻦ ﺗﺄﺧﺮ ،ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﳌﻐﺰﻯ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻟﱵ ﻣﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ ﳊﺪﻳﺚ ﻧﺒﻴﻨﺎ" ﺃﻋﻤﺎﺭ ﺃﻣﱵ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ "، ﻭ ﻟﻦ ﲡﺪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺇﻻ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﺑﻚ ،ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺰﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺿﻼﻟﻚ. ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﷲ ﰲ ﻃﻮﺍﻑ ﺍﻹﻓﺎﺿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻠﻚ ﻛﺮﱘ ﻳﻬﺰﻙ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻚ ﺍﻷﳝﻦ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻚ " :ﻟﻘﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ،ﻓﺎﺗﻖ ﺍﷲ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ "..