Jaami magazine _ 5th Issue

Page 1



‫أثر الدعاء في نصرة المجاهدين‬ ‫سمات الفاتحين‬ ‫بندقية الكالشنكوف‬ ‫تكتيكات جهادية‬ ‫شهداء صالح الدين‬

‫كلمة خالدة قالها اإلمام الراشد عمر بن‬ ‫اخلطاب ‪ ‬في توجيهه للجيش ( إن لم نغلبهم‬ ‫بفضلنا ال نغلبهم بقوتنا ) الن قوة احلق في‬ ‫األغلب اقل في العدة والعدد من قوة الباطل وهذا‬ ‫األمر أو ضح ما يكون في مثل حالنا ومبفهوم‬ ‫املقابلة نحتاج من الفضل ما يكافئ تفوقهم‬ ‫علينا في مجال القوة وهذا الفضل ال يأتي إال‬ ‫بتحري ذنوبنا الصغيرة منها والكبيرة وجتنبها‬ ‫والتوبة الدائمة واملستمرة منها ‪.‬‬ ‫فالذنوب الصغيرة تكبر بأسباب منها اإلصرار‬ ‫واملواظبة ولنعلم إن العفو عن كبيرة قد انقضت‬ ‫ولم يتبعها مثلها أرجى من العفو عن صغيرة‬ ‫يواظب عليها العبد مثل القطرات املتواليات على‬ ‫حجر تؤثر فيه ولو جمعت في جرة وصبت علية‬ ‫ما أثرت ‪ .‬فال يجعلنكم الشيطان تستصغرون‬ ‫الذنوب فانه كما ورد في احلديث الصحيح عن ابن‬ ‫مسعود ( أن املؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل‬ ‫يخاف إن يقع عليه وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب‬ ‫وقع على انفه فقال به هكذا ) وفي البخاري من‬ ‫حديث أنس ‪ ( ‬إنكم لتعملون أعماال ً هي أدق‬ ‫في أعينكم من الشعر انه كنا لنعدها على‬ ‫عهد رسول اهلل ‪ ‬من املوبقات) ‪.‬‬ ‫رئيس المكتب السياسي لجامع‬


‫مشاري ُع كثيرة تلك التي طفت على ساحة األحداث في بلد‬ ‫خياني خيانته‬ ‫تعد وحتصى ‪ ،‬منها ما هو‬ ‫األحداث ‪ ..‬مشاري ُع أكثر من أن ّ‬ ‫ٌ‬ ‫بائنة بينونة كبرى ‪ ،‬يباع فيها الوطن بثمن بخس دراهم معدودة ‪،‬‬ ‫صرف يسعى وراء أهوائه ومنافعه مهما كانت‬ ‫ومنها ما هو‬ ‫مصلحي َ‬ ‫ٌّ‬ ‫وأينما كانت ‪ ،‬وليذهب اجلميع إلى جهنم !!‬ ‫وال يخلو بعضهم اآلخر من هذه املشاريع من رؤ ًى وطنية قد‬ ‫فرث ودم ‪ ،‬تسبح عكس تيار االحتالل والعوملة‬ ‫تلحظها من بني‬ ‫ٍ‬ ‫والعمالة ‪..‬‬ ‫تصيب تارة وتخطئ أخريات ‪ ..‬وهذه احلالة التي يعيشها اجملتمع‬ ‫ُ‬ ‫العراقي املذبوح مرتني ومن احتاللني صليبي وصفوي هي أشبه ما‬ ‫تكون مبرحلة انتظار الرسالة في مرحلة الفترة ‪..‬‬ ‫وأيا ً كانت هذه املشاريع ومهما كان عددها فالبد أن يكون لها‬ ‫ٌ‬ ‫ضابط تقييمي ‪ ،‬يعرف فيها اإلنسان العادي ‪ -‬فضالً عن املتخصص‬ ‫ ماله وما عليه ‪ ،‬ويعرف فيها حقيقة هذه املشاريع ومصداقيتها‬‫وكفاءتها في حتقيق كرامة وعزة ورفعة املواطن‬ ‫العراقي بشكل عام‪..‬‬ ‫وألن املقاييس كلها مسيسة ‪ ..‬وألن املقاييس‬

‫كلها تبع للمشاريع نفسها ‪ ..‬فكان البد أن يكون الضابط التقييمي‬ ‫فيه من القبول ألكبر شريحة من شرائح اجملتمع العراقي ‪...‬‬ ‫وحيث إن اجملتمع العراقي بعمومه مجتمع ُمسلم ‪ -‬بغض النظر‬ ‫عن طبيعة االلتزام ‪ -‬فكان البد أن يكون اإلسالم حكما ً أساسيا ً في‬ ‫تقييم كل املشاريع التي تقدم ألجل هذا البلد املنكوب ‪.‬‬ ‫واجلهاد ‪ ..‬أيها األخوة األكارم ‪ ..‬مشرو ٌع كان – وال يزال وسيبقى‬ ‫وميد صاحبه‬ ‫ حقيقيا ً ساريا ً ماضيا ً يستمد مقوماته من السماء ّ‬‫ِ‬ ‫اه ُدوا ِف َينا لَ َن ْه ِديَ َّن ُهم‬ ‫مبقومات البقاء الكرمية في الدنيا واآلخرة ‪َ ..‬والَّذ َين َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ُسب َل َنا َوإِ َّن اللَّ َه لَمع ال ْ ُمح ِس ِنني َ سورة العنكبوت ‪69 :‬‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ومهما حصل من تشوي ٍه ومهما حصل من تشويش على الفكر‬ ‫اجلهادي وخصوصا ً من دائرة العدو الذي حرص على ضرب البنية‬ ‫التحتية للفكر اجلهادي عن طريق َحرف ِه عن وجهته احلقيقية وعن‬ ‫طريق تسيي ٍد لنماذج همها الوحيد الهـَد ُم بكل أنواعه ‪ ..‬أقول ‪ :‬مهما‬ ‫حصل من هذا التشويه ‪ ..‬فعلينا أن نعلم أن اجلهاد احلق هو الذي‬ ‫هدم بسيط ليبقى اجلزء األكبر واألغلب سواء‬ ‫يحرص أشد احلرص على ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معافى يعيش بكرامة‬ ‫ا‬ ‫سامل‬ ‫يبقى‬ ‫أم‬ ‫ا‬ ‫بشري‬ ‫كان ماديا ً أم معنويا ً ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اجلهاد وعزة اإلميان ‪ ،‬كما يقول تعالى ‪:‬‬


‫ َولَ ُكم ِفي ال ْ ِق َص ِ‬ ‫اص َحي ٌاة ي ْا ُأولِي ا َأللْب ِ‬ ‫ون سورة البقرة ‪. 179 :‬‬ ‫اب لَع َّل ُكم َت َّت ُق َ‬ ‫ْ‬

‫َ َ‬

‫ْ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫ْ‬

‫وعلينا أن نعلم علم اليقني أن ما من قوة في األرض ميكن لها‬ ‫أن تصمد أمام اهلل ‪ ‬ولئن شاءت قدرة اهلل للجهاد العراقي في‬ ‫هذا اليوم أن يشهد مواجهة فكرية شديدة سببت له بعض التراجع‪،‬‬ ‫فهذا ألنه أجتهد ملصلحة البلد وملصلحة الناس وملصلحة أهله‬ ‫ومناصريه الذين وقفوا معه طوال سنوات االحتالل ‪ ،‬فكان البد له‬ ‫من وقفة تفكر والبد له من ساعة إلعادة ترتيب األوراق وصياغة‬ ‫اإلستراتيجية اجلديدة‪ ،‬في الوقت نفسه الذي الزالت فيه جذوة اجلهاد‬ ‫متقدة في نفوس أبنائه الذين لم ينسوا مجازر احملتل في بداية دخوله‬ ‫واحتالله ‪ ،‬لم ينسوا معارك الفلوجة وبغداد وديالى وغيرها ‪ ...‬لم‬ ‫ينسوا اغتصاب النساء والرجال على حد سواء ‪ ...‬لم ينسوا كل هذا‪...‬‬ ‫ومن نسي هذا وقال إن العدو قد غ ّير إستراتيجية جتاه السنة فهو‬ ‫إما أن يكون واهما ً أو انه يكون قد بدأ صعود سلم اخليانة وبيع البلد‬ ‫كأصحاب املشاريع السابقة التي حتدثنا عنها ‪..‬‬ ‫أيها األخوة األكارم ‪ ...‬قدر اهلل ماض وسنته جارية ‪ ،‬وليتُـمن اهللُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫هذا األمر بعز عزيز أو ذل ذليل ‪ ..‬عزا ً يعز ُ‬ ‫اهلل به اإلسالم وأهله ‪ ،‬وذال ً يذل‬ ‫ِ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل به الكفر وأهله ‪..‬‬ ‫هذه حقيقة الزالت وسوف تبقى ثابتة راسخة في قلوب وعقول‬ ‫أبناء اجلهاد و أحبائه ‪ ،‬حقيقة تبقي روح اجلهاد كامنة مترقبة متحينة‬ ‫تنقض كل ساعة وكل يوم على العدو الغاصب تذيقه الويل والثبور‪،‬‬ ‫قوم مؤمنني ‪ ،‬وتشفي قلوب كل الثكالى واليتامى‬ ‫وتشفي قلوب ٍ‬ ‫واألرامل الذين ما فتئت دموعهم تسقي وجوههم حزنا ً وكمدا ً وأملا ً‬ ‫على من فقدوا بسبب العدو الكافر واحملتل الغاصب وأعوانه من‬ ‫الصفويني واخلونة ‪ ،‬خيرة الشباب وخيرة األطفال وخيرة النساء وخيرة‬ ‫قدمهم احملتل‬ ‫املساجد وخيرة املناطق ‪ ،‬كلهم ضحايا وكلهم قرا بني ّ‬ ‫األميركي لتحيا دولة اليهود بأمن وأمان !!‬ ‫نعم ‪ ..‬سنبقى نط ُرق على رؤوسهم العفنة وأجسادهم النخرة‬ ‫وقلوبهم الفاسدة ‪ ..‬نرغمهم على أن يختاروا أحد خيارين ‪ :‬إما أن‬ ‫يخرجوا من أرض الرافدين هم وأذنابهم ‪...‬‬ ‫أو أن يخرجوا ‪..‬‬ ‫وال ثالث لهما ‪....‬‬


‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى أهله وصحبه‬ ‫ومن وااله ‪ ...‬وبعد ‪..‬‬ ‫فهذه إجابات ألسئل ٍة وجهت عبر موقعنا على االنترنت لألخ‬ ‫الدكتور سيف الدين محمود ‪ ،‬املتحدث باسم اجلبهة اإلسالمية‬ ‫للمقاومة العراقية ( جامع ) ‪ ،‬ننشرها هنا لكي تعم الفائدة قراءنا‬ ‫األفاضل الذين لم يتسن لهم زيارة موقعنا ‪...‬‬ ‫‪ ‬ما هو الهدف من فتح باب األسئلة ؟‬ ‫نقول وباهلل العون ‪ :‬الهدف من هذا اللقاء إنها محاولة جادة ألجل‬ ‫أن يكون بيننا وبني األخوة من خارج اجلبهة تواصل ونصح ‪ ،‬ونسعى‬ ‫بذلك إلى سماع آرائهم وتصوراتهم وكيف ينظرون إلى واقع املقاومة‬ ‫وواقع البلد ‪ ..‬فيسمعون منا ونسمع منهم ويسددونا ونسددهم‬ ‫وينصحونا وننصح لهم وبذلك تتحقق الشورى في النصح‪ ...‬وال‬ ‫ندعي الكمال ‪ ،‬بل نحن مظنة التقصير والنقص فينا وارد ‪ ،‬فمن ميلك‬ ‫رأيا ً ومشورة فال يبخل علينا ‪ ،‬ومن ُحرم أجر اجلهاد بسب حاجز أو‬ ‫مانع مينعه ‪ ،‬فال يفته أجر تقدمي النصح لنا ولغيرنا ‪ ،‬فيشاركنا األجر‬ ‫والنصح ‪ ...‬وليجتهد أن يجعل نصحه لنا فيه من التأصيل الشرعي‬ ‫والنظرة الواقعية وتقدير املسائل ومحاولة معرفة مواضع الفنت ‪ ،‬وال‬ ‫يتردد بأن يقدمها لنا ولغيرنا ‪ ...‬واخلير في أمة النبي ‪ ‬باق ‪ ،‬وفي‬ ‫الشورى يتكامل هذا اخلير ‪ ..‬فقولوها وال تترددوا‪ ..‬فال خير فينا إن لم‬ ‫نسمع منكم ‪ ،‬ولن ي َ ِتر اهلل أعمالكم ‪...‬‬ ‫ونشكر اإلخوة جميعا ً على تواصلهم معنا‬

‫وحرصهم ‪ ،‬وخصوصا ً من تعهدنا بدعائ ِه ونصح ِه وتسديد ِه لنا ‪،‬‬ ‫فواهلل الذي ال إله إال هو ‪ :‬نحن بحاجة إلى كل نصح وترشيد ‪ ،‬فال‬ ‫تبخلوا علينا ‪ ،‬وهي أمانة نضعها في أعناق كل أخ كرمي يريد اخلير‬ ‫لنا وللجهاد ‪ ..‬وأنتم لإلخالص أقرب ‪ ،‬ألن خير الصدقات ما كان خفيا ً‬ ‫ال يعلمها إال اهلل ‪ ..‬وهو حسبنا وحسبكم ‪ ...‬جمعنا اهلل بكم في‬ ‫الدنيا حتت في ظل دولة يمُ َّكن فيها لشرع اهلل ‪ ،‬وفي اآلخرة على سرر‬ ‫متقابلني بجوار النبي محمد ‪ .. ‬وما ذلك على اهلل بعزيز ‪..‬‬ ‫‪ ‬ما هو موقفكم من مشروع القرار حول تقسيم العراق ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬نحن أكدنا من خالل بياناتنا السياسية ‪ :‬بأن هدف احملتل‬ ‫متزيق العراق وإضعافه ‪ ،‬فال يتردد حلظة في حتقيق كل ما يخدم املشروع‬ ‫الصهيوني في املنطقة ‪ ،‬ولذلك سنقف وبقوة مستعينني باهلل ‪‬‬ ‫ضد أي محاولة لتمزيق العراق ‪ ...‬وال ندعي أنا وحدنا في امليدان ضد‬ ‫هذا اخملطط ‪ ،‬بل كل غيور على دينه ‪ ،‬حريص على وحدة بلده ‪ :‬نقف‬ ‫معه ويقف معنا ‪ ،‬واهلل يسدد خطانا جميعا ‪.‬‬ ‫‪ : ‬متى سوف يتم االندماج الكلي بينكم وبني حركة املقاومة‬ ‫اإلسالمية ( حماس العراق ) ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬اجلبهة اإلسالمية للمقاومة العراقية اختارت أن تسير‬ ‫بشكل هادئ متدرج دون أن تستعجل األمور ‪ ..‬ولذلك َحرَصت منذ‬ ‫البداية على استكمال البناء التنظيمي لها وزجه بامليدان وتقومي أدائه‪،‬‬ ‫ثم أعلنت عن نفسها بعد أن ضمنت الوالء والدقة والصواب ‪ ،‬وال ندعي‬ ‫العصمة ولكننا جنتهد في األداء قدر املستطاع‪ ..‬ونقولها‪ :‬يجب علينا‬


‫وعلى قيادات املقاومة أن نفكر‬ ‫بصورة بعيدة عن االندفاعات‬ ‫العاطفية واإلثارة اإلعالمية ‪،‬‬ ‫وأن نسدد ونقارب ما استطعنا‬ ‫لذلك سبيال ‪..‬‬ ‫ولذلك اخترنا مبدأ التدرج‬ ‫والهدوء في كل قراراتنا املهمة‬ ‫واإلســـتراتيجية ‪ ،‬وهذا حالنا‬ ‫مع االخوة في جميع فصائل‬ ‫املقاومة ‪ ..‬ونحن في ( حماس‬ ‫العراق ) و ( جامع ) ‪ -‬وأق ِّدم‬ ‫حماس على جامع ‪ -‬ال يوجد‬ ‫فرق بيننا من حيث املنهج وطريقة العمل واألهداف ‪ ...‬ولكننا اخترنا‬ ‫طريق التدرج املنضبط في حتقيق التوحد واالندماج ‪ ..‬منطلقني من‬ ‫واقعية ابتدأت أوال ً في امليدان ‪ ،‬وظهرت عالمتها على القيادة من‬ ‫توحد في اخلطاب السياسي واملواقف ‪ ،‬سعيا ً منا إلى حتقيق االندماج‬ ‫الفعلي وامليداني ‪ ..‬وبشكل واقعي وحقيقي ‪ ،‬قبل االندماج الشكلي‬ ‫والتكميلي ‪.‬‬ ‫إن حترير العراق همنا األول ‪ ،‬ووحدة املقاومة همنا الثاني ‪ ،‬وال سبيل‬ ‫لتحقيق األول إال بكمال الثاني ‪ ..‬فهو مطلب كل مخلص همه أن‬ ‫يخدم دينه ويسعى إلى وحدة بلده ‪ ..‬فوحدتنا مع ( حماس العراق ) هو‬ ‫هدفنا املرحلي القادم ‪..‬‬ ‫ونقول ‪ :‬إن مواقفنا متطابقة ومنطلقاتنا الفكرية واملنهجية واحدة‪،‬‬ ‫وتصوراتنا متشابهة ‪ ،‬وثوابتنا جتاه احملتل واحدة ‪ ..‬لكننا فكرنا بطريقة‬ ‫عملية وإستراتيجية وهي ‪ :‬أن يكون االندماج فعليا ً ومتحققا ً ‪ ،‬ثم‬ ‫يتم اإلعالن ‪ ،‬ولذلك بدأنا بخطوات عملية تسبق اخلطوات اإلعالمية‬ ‫حتى ال نقع بتزاحم تنظيمي وباختالف مرحلي يجعل حركتنا في‬ ‫هذه املرحلة بطيئة وضعيفة ‪ ،‬بل يجب أن يحقق االندماج سرعة‬ ‫واضحة في امليدان املسلح واإلعالمي ليظهر بشكل سياسي مرتب‬ ‫ومنضبط ‪ ..‬وحينما وجدنا أن واجب الوقت هو التنسيق بني فصائل‬ ‫املقاومة العاملة سعينا مع إخواننا في جبهة اجلهاد واإلصالح إلى‬ ‫تأسيس اجمللس السياسي ‪ ،‬وهو خطوة أولى على الطريق الصحيح‬ ‫دون أن نغلق الباب بوجه من يريد االنضمام إلى هذا اجمللس ‪ ..‬فبدأنا‬ ‫مبا هو متفق عليه وصغناه على شكل برنامج واضح ال لبس فيه ‪...‬‬ ‫وهذه هي الواقعية في بناء اجلماعات والتنظيمات وال ندعي الكمال‪..‬‬ ‫واهلل اعلم ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما موقفكم من قوات اجليش والشرطة احلكوميني ؟‬ ‫اجلواب ‪:‬إن األصل في تشكيل الشرطة واجليش هو حتقيق األمن‬ ‫واالستقرار ودفع الظلم علن الناس ‪ ..‬ويجب على مثل هذه املؤسسات‬ ‫أن ال تكون أداة بيد احملتل أو أداة بيد من يريد تنفيذ مشاريع خارجية‬ ‫تهدف إلى إضعاف العراق أو تقسيمه ‪ ..‬من خالل استخدام مظلمة‬ ‫طائفية موهومة أو مبدأ عرقي مرفوض‪ ...‬ومثل من يتبنى مثل هذا‬

‫التوجه يجعل من نفسه أداة بيد أعداء البلد ‪.‬‬ ‫ونحن قد بينا موقفنا جتاه جماعة من قوى األمن في بيان لنا نشر‬ ‫بتاريخ ‪ - 12‬آذار ‪ ، 2005 -‬وقلنا فيه ما نصه ‪:‬‬ ‫( إننا في ( جامع ) ندرك أهمية وجود قوى األمن كافة وقيامها‬ ‫بدورها في حماية اجملتمع من اللصوص وقطاع الطرق وأرباب اجلرائم‬ ‫واملعتدين على أموال الناس وأعراضهم وفي حماية احلدود ومنع تسلل‬ ‫اخملربني إلى داخل البلد ‪ ..‬كل هذا ندرك أهميته ونحترمه ‪ ،‬ولكننا ال‬ ‫ميكن أن نقبل في أن يتحول دور الشرطة واجليش واخملابرات إلى مجرد‬ ‫حام لقوات االحتالل وحارس أمني على أمنها ‪ ..‬ونتمنى في الوقت‬ ‫نفسه أن يكون دور قوات األمن كافة دورا ً وطنيا ً مسؤوال ً بعيدا ً عن‬ ‫همينة احملتل وتأثيراته ) ‪.‬‬ ‫وب َّينا وبشكل واضح حال من اختار أن ينفذ املشروع الطائفي في‬ ‫بيان لنا آخر بتاريخ ‪ - 8‬متوز ‪ 2005 -‬تعليقا ً على عمليات البرق اإلجرامية‬ ‫والتي تبناها اجلعفري التي استهدفت األبرياء واملدنيني أنه ‪:‬‬ ‫( من كان منها في خدمة احملتل والدفاع عنه واستغالل سلطته‬ ‫في امتهان املواطنني وذبح كرامتهم فحكمه حكم احملتل ‪ ،‬ومن تعمد‬ ‫اإلساءة إلى أبناء العراق وإهانتهم واعتقالهم دون سبب واضح فعليه‬ ‫أن يتحمل نتيجة عمله هذا ) ‪.‬‬ ‫وليس سرا ً تصريح وزير دفاع حكومة اجلعفري بأنه ( سيهدم بيوت‬ ‫اإلرهابيني على رؤوس أطفالهم ونسائهم ) !! وال يحتاج مثل هذا‬ ‫التعليق إلى تعاليق !!‬

‫‪ ‬ما هو رأيكم فيما يفعله تنظيم القاعدة من قتل لعلماء‬ ‫العراق وقتل اجملاهدين في سبيل اهلل ؟؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬إن استهداف أهل العلم الشرعي وخطباء املساجد‬ ‫والدعاة ‪ :‬مشروع فيه خدمة واضحة للمحتل من وجهني ‪ :‬األول ‪:‬‬ ‫حتويل الصراع ليكون بني املسلم وأخيه املسلم ‪ ،‬والثاني ‪ :‬جتفيف‬ ‫املنابع التربوية واملسجدية ألبناء احلركة اإلسالمية ‪ ..‬وفي هذا إضعاف‬ ‫للتيار اإلسالمي ‪..‬‬ ‫كما ال يخفى أن هذا الفعل يشابه ويحاكي‬


‫فعل املليشيات الصفوية والعصابات اجملندة من خارج العراق ‪ ،‬فما‬ ‫عجزت امليليشيات الصفوية أن تفعله في املناطق املقاومة فعله‬ ‫التكفيريون اجلدد وخوارج العصر ‪ ،‬وغلق مساجد املوصل بسبب فعل‬ ‫اجملرمني أشبه بغلق مساجد بغداد في الرصافة من قبل املليشيات‬

‫نحن بالمرصاد لكل من يتحول إلى أداة بيد‬ ‫المحتل تضرب المخلصين من أبناء المقاومة‬ ‫الصفوية ‪ ..‬والذي يقوم بهذا العمل يقف في خندق الصليبيني‬ ‫والصفويني ويحقق ما عجزوا عن حتقيقه ‪.‬‬ ‫ويجب أن نفرق بني من يقاتل احملتل عن من يقاتل غيره ‪ ..‬لقد‬ ‫ألـم بهم من أناس ينتسبون‬ ‫تعرض العديد من الناس األبرياء لظلم َّ‬ ‫إلى القاعدة ‪ ،‬وهؤالء مندسون على اجلهاد وأهله ‪ ..‬اخترقوا بعض‬ ‫الفصائل املسلحة وحرفوا مسارها وأضعفوا أداءها ‪ ..‬لوجود ضعف‬ ‫في التنظيم وسهولة في االختراق ‪ ،‬تسمح بأن يصل املندس إلى‬ ‫مواقع القرار فيغ ِّير مسار الفصيل املسلح ‪ ،‬كما إن آليات قبول‬ ‫األشخاص ومعرفة تاريخهم وفكرهم غير موجودة أصال وال تستند‬ ‫إلى قواعد صحيحة قائمة على معرفة مسبقة !! وقد تعرضت بعض‬ ‫من فصائل املقاومة إلى مثل هذا االختراق ولكنها وقفت ضد من‬ ‫تكلم باسمها ‪ ،‬ورفضت أعمالهم وأخذت على أيديهم ‪ ،‬فحفظت‬ ‫سمعتها وضبطت صفها ورشدت أفرادها ‪.‬‬ ‫وعلى قيادات القاعدة أن تقتص من الذين أفسدوا في األرض من‬ ‫قتل للعلماء واملساهمة في متزيق نسيج الوطن الواحد ‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫أن هؤالء املفسدين تكلموا وافسدوا باسم القاعدة ‪ ...‬ونقول ‪ :‬إن كل‬ ‫من يستهدف احملتل وأعوانه نحن معه وهو معنا ‪ ..‬وكل من يستهدف‬ ‫األبرياء والبسطاء ومن ال ذنب لهم فهو مع احملتل ومع مشروع تقسيم‬ ‫العراق وتشويه اجلهاد ‪ ،‬ونحن ضده ألنه ارتضى أن تكون نتائج أفعاله‬ ‫تصب في خدمة احملتل وخدمة مشروع التقسيم وتفتيت العراق‪ ..‬وقد‬ ‫وجهنا رسالة مبكرة قبل أكثر من عامني عن طريق مكتبنا السياسي‬ ‫طلبنا فيها من تيار القاعدة ‪ -‬وال أسميه تنظيما ً ‪ -‬أن يراجع أفكاره‬ ‫ويعيد حساباته ‪ ..‬ولكن هذه املراجعات جاء متأخرة بعد أن حتولت‬ ‫أخطاؤهم إلى مظالم ال ميكن أن ينساها أهل العراق جميعا‪ ،‬وحسبنا‬ ‫اهلل ونعم الوكيل ‪..‬‬ ‫‪ ‬ملاذا عملياتكم اجلهادية في املوصل قليلة ؟؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬إن عدد عمليات كتائبنا في املوصل ليست بالقليل ‪،‬‬ ‫وبياناتنا العسكرية توضح نشاط أبطال كتائب صالح الدين األيوبي‬ ‫في محافظة نينوى في التصدي للمحتلني ‪ ،‬كما هو احلال في‬ ‫البيانات ( ‪ 95‬و ‪ ) 96‬التي يحوي كل منها ‪ 20‬عملية لقاطع املوصل‪،‬‬ ‫وخطتنا العسكرية عموما ً تقدم استهداف قوات االحتالل خارج‬ ‫املدن‪ ،‬ونقدم األماكن التي فيها احتقان وحتد حقيقي يفوق غيرها مثل‬ ‫جنوب بغداد ومنطقة املدائن وشمال بغداد في‬ ‫الطارمية والضلوعية ‪ ،‬ولذلك جند كم العمليات‬ ‫أكثر ‪ ،‬وال يعني ذلك أن املوصل تخلو من عمل‬ ‫لنا‪ ،‬بل نسعى إلى استيعاب الساحة العراقية‪،‬‬

‫ويتطلب ذلك إمكانات نسأل اهلل تعالى أن تتوفر في املستقبل وما‬ ‫ذلك على اهلل بعزيز ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما هو موقفكم من العمل السياسي حاليا ؟ وما هو‬ ‫موقفكم الصريح من احلزب اإلسالمي العراقي ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬اخترنا منذ البداية اخلط اجلهادي املسلح وقلنا ‪ :‬إن‬ ‫السياسة في خدمة اجلهاد وليس اجلهاد في خدمة السياسة ‪ ،‬وعليه‬ ‫فنحن نرفض العمل السياسي بكل أنواعه حتى يزول االحتالل ‪.‬‬ ‫أما من اشترك في العملية السياسية ‪ :‬فنحن نفرق بني من‬ ‫يتعامل مع احملتل ‪ ،‬وبني من يتعاون معه ‪.‬‬ ‫أما من يتعامل مع احملتل فله اجتهاده ولنا اجتهادنا ‪ ..‬واالختالف في‬ ‫االجتهاد وارد ‪ ،‬وال ينكر أحدنا على اآلخر ‪ ،‬ولكل منا أن يستدل على‬ ‫شرعية توجهه مبا يشاء من أدلة ‪ ..‬ونقول ‪ :‬إن قضية جهاد الدفع ورد‬ ‫الصائل هي محط اتفاق بني العلماء ‪ ،‬وقد سرنا على ما هو متفق‬ ‫عليه ‪ ،‬وسار من اختار العمل السياسي مبا هو مختلف فيه ‪ ،‬ولكل‬ ‫احلق في إثبات صحة اجتهاده دون إنكار ‪ ،‬ودائرة االجتهاد تسع اجلميع‪...‬‬ ‫واحلزب اإلسالمي جزء من مكون متنوع االجتاهات وهو جبهة التوافق‪..‬‬ ‫وموقفنا من كل مكون في هذه اجلبهة هو اختالف في الوسائل ‪...‬‬ ‫هم اختاروا وسيلة العمل السياسي ‪ ،‬ونحن اخترنا العمل اجلهادي‪،‬‬ ‫وتغيير املنكر وار ٌد باليد واللسان والقلب ‪ ..‬ومن اختار طريق اجلهاد‬ ‫املسلح قد أنكر منكر وجود االحتالل بكل أنواع اإلنكار ‪ ...‬واهلل اعلم‪.‬‬ ‫‪ ‬ما هو موقفكم مما يسمى مبجالس الصحوة ؟ وما هو‬ ‫أسلوبكم للتعامل معهم ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬هناك ثابت والزم من لوازمنا ‪ :‬نحن ال نتقاطع مع أي جهة‬ ‫ال تخدم احملتل وتقف معه ضد املقاومة التي لم تستهدف إال احملتل‪،‬‬ ‫فهمـنا ‪ :‬إنهاء االحتالل واستقرار البلد وخدمة الناس ‪ ...‬ولذلك يجب‬ ‫ُّ‬ ‫همه خدمة الناس‬ ‫أن يخضع هذا التكوين للموازين السابقة إن كان ّ‬ ‫وتوفير اخلدمات ‪ ..‬ال أن يجاري احملتل في استهداف اجملاهدين الذين‬ ‫همهم ضرب احملتل وإخراجه ‪..‬‬ ‫ونحن نحذر كل مخلص يريد خدمة العراق من اندساس من يريد‬ ‫أن يفرق شمل أهل هذا البلد هذا التنظيم ‪ ،‬أو أن يتحول إلى أداة بيد‬ ‫احملتل تضرب اخمللصني من أبناء املقاومة ‪ ،‬ليتحول الصراع إلى صراع‬ ‫داخلي ‪ ..‬فنحن له باملرصاد واهلل عوننا وحسبنا ‪..‬‬ ‫‪ ‬ملاذا ال نراكم على الفضائيات لنسمع رأيكم فيما يدور من‬ ‫أحداث بدل الغث الذي نسمع ؟ وهل ميكنكم طباعة مجلتكم‬ ‫ورقياً بدل كونها الكترونية ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬همنا في ( جامع ) أن يكون لنا تصور واضح ومعلن عن‬ ‫أحداث العراق‪ ....‬وكان هذا واضحا ً من خالل بياناتنا السياسية ‪ ،‬فلدينا‬ ‫بحدود ‪ 32‬بيانا ً سياسيا ً أصدرها مكتبنا السياسي بصورة مستقلة‪،‬‬ ‫و ‪ 8‬بيانات صدرت بصورة مشتركة مع فصائل جهادية عراقية كاجليش‬ ‫اإلسالمي وجيش اجملاهدين وحركة املقاومة اإلسالمية ( حماس‬ ‫العراق) لتوحيد وجهات النظر وإعطاء التصور العام ‪ ،‬و‪ 8‬تصريحات‬ ‫إعالمية مفصلة ‪ ،‬وجميعها تناولت املعطيات التي مر بها العراق‬ ‫على اختالفها من مقاومة واحتالل وعمليات عسكرية ‪..‬‬


‫وحينما قارب اجمللس السياسي على الظهور اخترنا أن ن ُظهر ناطقا ً‬ ‫للجبهة ميثل تصورنا عن اجمللس ‪ ...‬وقد متيزنا وهلل احلمد بوضوح‬ ‫املواقف ‪ ،‬فحرصنا منذ البداية على وضوح تصوراتنا أكثر من حرصنا‬ ‫على ظهور أشخاصنا ‪ ،‬فاألشخاص يتغيرون والتصورات تبقى ‪ ..‬وهذه‬ ‫هي ميزة األداء اجلماعي املنضبط ‪ ...‬وسدد اهلل عمل اجلميع ‪.‬‬ ‫وبخصوص مجلة ( جامع ) فقد طبعت األعداد األولى منها ورقيا ‪ً،‬‬ ‫ونعمل على أن يكون العدد اخلامس القريب بإذن اهلل بني يدي جمهورنا‬ ‫بصيغته الورقية االعتيادية ‪ ،‬باإلضافة إلى النسخة اإللكترونية التي‬ ‫تتيح وصولها إلى العالم أجمع ‪ ،‬ملن يريد االطالع عليها في موقعنا‬ ‫الرسمي على شبكة االنترنت ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما موقفكم من صدام حسني وحزب البعث ؟ وما عالقتكم‬ ‫بقناة الزوراء ؟ وملاذا ال نشاهد عملياتكم اليومية على قناة‬ ‫الرافدين ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬نحن من أبناء احلركة اإلسالمية في العراق ولنا شهداؤنا‬ ‫الذين قتلهم النظام السابق ‪ ،‬ولكننا أبناء اليوم !! وليس من الرجولة‬ ‫أن نهاجم شيئا ً من التاريخ فهي لغة العاجز ‪ ..‬كما ليس من الفتوة‬ ‫أن نفتخر باألجداد وأن ننسى أن هناك احتالال ً ‪ ..‬ال يهمنا من هو سبب‬ ‫االحتالل في هذه املرحلة بقدر ما يهمنا رد الصائل‪ ..‬وقد ب ّينا موقفنا‬ ‫من صدام وقضية إعدامه في بيان نشرناه بتاريخ ‪ – 4‬كانون الثاني‬ ‫– ‪ 2007‬قلنا فيه ‪ ( :‬إن صدام رجل أفضى إلى ما قدم وحسابه على‬ ‫اهلل عز وجل ‪ ،‬وشيمة املسلم هي الصفح والرحمة كما أن شيمة‬ ‫الصفوي هي احلقد والغدر ) ‪..‬‬ ‫أما حزب البعث فهو ‪ -‬وبعد ثالثني سنة ‪ -‬يحاول اليوم أن يتجاوز‬ ‫عقيدة ميشيل عفلق وإلياس فرح وشبلي العيسمي ‪ ..‬خصوصا ً وهو‬ ‫طرف في ( جبهة اجلهاد والتحرير ) حينما أقر على أن الكتاب والسنة‬ ‫مصدر من مصادر التشريع ‪ ،‬خالفا لكل منطلقاته الفكرية ‪ ،‬ونقترح‬ ‫عليهم أن تكون لهم مراجعات فكرية ونبذ لفكر عفلق والفكر احملارب‬ ‫للدين ‪ ،‬واعتراف واضح باألخطاء التي وقع بها ّ‬ ‫ومكن فيها للمحتل ‪.‬‬ ‫وأما قناة الرافدين فهي من القنوات املهمة ولها موقفها املوضوعي‬ ‫من االحتالل ‪ ..‬ونحن نوجه السؤال لهم ‪ -‬وهم إخواننا ‪ -‬ولنا موقعنا‬ ‫على شبكة االنترنت نعلن فيها بياناتنا وعملياتنا ‪ ..‬ومن أراد أن‬ ‫يطلع عليه وينشرها فله ذلك‪ ..‬كما ال يخفى أن قناة الزوراء ساهمت‬ ‫وبشكل واضح في نشر عمليات املقاومة ‪ ،‬وقد حوربت بسب ذلك ‪،‬‬ ‫وهذا دور وطني ومهني ال ينكره أحد ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما هي شروط االنتماء إلى فصائلكم ؟ وما رأيكم في‬ ‫التفجيرات ضد احملتل داخل املدن ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬لدينا قنوات انتساب ليست ببعيدة عن اإلخوة الراغبني‬ ‫باالنضمام لكتائبنا ‪ ،‬ولنا وجود دعوي وتنظيمي في املناطق ولدينا‬ ‫ضوابط اختيار تنظيمية وأمنية لألخ ‪ ،‬وهذا من اختصاص اجلناح‬ ‫العسكري واملكتب األمني ‪..‬‬ ‫أما موقفنا من التفجيرات داخل املدن فنحن لسنا معها عموما ً إال‬ ‫أن تكون ضمن ضوابط وهي ‪ :‬عدم وقوع أي أذى متحقق على املدنيني ‪،‬‬ ‫ونحن نقول ‪ :‬ليس من املصلحة حرق األماكن العامة للناس لكونهم‬

‫احملضن الطبيعي للمقاومة ‪ ،‬ولذلك نحن رفضنا أسلوب السيارات‬ ‫املفخخة في بيان لنا صدر بتاريخ ( ‪ 27‬ربيع اآلخر ‪1425‬هـ ‪ 15‬حزيران‬ ‫‪ ) 2004‬وقلنا فيه ذلك صراحة ‪.‬‬ ‫‪ ‬هل لكم تواجد في املناطق اجلنوبية ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬لنا وجود هناك ولكنه محدود بسبب ‪ -‬ولألسف ‪ -‬الوجود‬ ‫الصفوي هناك ‪ ،‬وقد أضعف هذا الوجود احلس العربي واجلهادي ‪ ،‬ولكن‬ ‫نقول ونخاطب عشائر اجلنوب جميعا ً ‪ :‬بأننا تقف ضد اخملطط الهادف‬ ‫إلى متزيق العراق ‪ ..‬ونحن نقول ‪ :‬ما دام هناك رافض لالحتالل فنحن‬ ‫امتداد له وهو امتداد لنا ‪ ..‬واهلل حسبنا وحسبه ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما رأيكم في املقاومة الشيعية خاصة تنظيمات ( عصائب‬ ‫أهل احلق ) و ( ألوية العباس ) ؟وهل مستعدون للتعاون معهم في‬ ‫سبيل التحرير ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬هذه خطوة مهمة على الطريق الصحيح ‪ ..‬بعد أن اثبت‬ ‫اخلط الصدري أنه انحرف عن مساره خصوصا ً بعد أحداث كربالء وما‬ ‫فيها من قتل وسلب وسرقة للمدنيني وللمدينة ‪ ..‬ونقول ‪ :‬إن سبب‬ ‫انحراف اخلط الصدري ‪ :‬االختراق الذي وقع فيه ‪ ،‬خصوصا ً في مناطق‬ ‫معينة من جنوبنا احلبيب من قبل أفراد هم أصالً كانوا أدوات بيد‬ ‫اخملابرات اإليرانية ‪ ،‬وفيه من عمل ضمن اجمللس األعلى أيام وجوده في‬ ‫منطقة عربستان منطقة االحواز ‪.‬‬ ‫ونقول ‪ :‬على هذه الرايات إن أرادت أن يكون لها أثر ‪ -‬ونتمنى أن يكون‬ ‫لها ذلك ‪ .. -‬عليها رد احملتل والوقوف أمام االختراقات اإليرانية ‪ ..‬وأن‬ ‫تضرب بقوة احملتل وأعوانه ‪ ،‬وأن ال تتردد ‪ ،‬وأن تتخلق بخلق أهل البيت‪،‬‬ ‫وتضرب من يريد أن يتاجر بدم سيدنا احلسني رضي اهلل عنه من أجل‬ ‫مكسب مادي أو منصب رسمية أو مكانة موهومة ‪.‬‬ ‫‪ ‬كم تقدرون عدد قواتكم ؟ وهل قاطع ديالى انفصل عنكم‬ ‫وانضم ملا يسمى الدولة ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬ليس من املصلحة في هذا الوقت الكالم عن حجم وعدد‬ ‫األفراد في اجلماعات اجلهادية ‪ ،‬ألن احلجم يتغير‬ ‫بصورة دورية سلبا ً وإيجابا ً ‪ ،‬ولكن من املمكن‬ ‫توضيح انتشار الكتائب في املناطق واحملافظات‪،‬‬


‫فكتائب صالح الدين األيوبي لها حضورها الفعال في بغداد وصالح‬ ‫الدين واألنبار وديالى واملوصل وبابل والبصرة ‪ ،‬واألخبار عن انفصال‬ ‫قاطع ديالى غير صحيح ولم نسمع عنه إال عبر هذا السؤال ‪.‬‬ ‫‪ ‬ملاذا ال تنضمون الى جبهة اجلهاد والتغيير وخاصة أنكم‬ ‫على نفس خطها تقريبا ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬كانت هناك خطوات جدية ومناقشات لالنضمام إلى‬ ‫(اجمللس السياسي للمقاومة العراقية ) من قبل إخواننا في كتائب‬ ‫ثورة العشرين وجيش الراشدين قبل تأسيسهما لـ ( جبهة اجلهاد‬ ‫والتغيير ) ‪ ،‬وما زالت املباحثات مع األخوة مفتوحة من أجل انضمامهم‬

‫ن��رف��ض ال��ع��م��ل ال��س��ي��اس��ي بكل‬ ‫أن����واع����ه ح��ت��ى ي�����زول االحتالل‬ ‫إلى اجمللس السياسي اجلديد ‪ ،‬وبذلك تقوى شوكة اجملاهدين في العراق‬ ‫أكثر وأكثر ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما هي خطتكم فيما بعد االنسحاب ؟ وكيف ميكن أن‬ ‫تتحدوا مع الفصائل األخرى ‪ :‬كدولة العراق اإلسالمية وجيش‬ ‫أنصار السنة واجليش اإلسالمي في العراق ‪ ،‬وجيش اجملاهدين ‪،‬‬ ‫وغيرهم ؟ أو بتعبير أصح ‪ :‬ما هي اخلطوات الالزمة التي ترونها من‬ ‫أجل تشكيل الدولة التي تطبق شرع اهلل في األرض ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬إن املشروع السياسي الذي طرحه ( اجمللس السياسي‬ ‫للمقاومة العراقية ) يوضح بصورة إجمالية اخلطوات التي نسعى‬ ‫نحن والفصائل اجلهادية لتنفيذها لتحرير العراق وإعطاء صورة عن‬ ‫طبيعة احلكم الذي يخلف مرحلة االحتالل ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما هو موقفكم من احلكومات العربية وما هي نصيحتكم‬ ‫لها إن كان هناك نصيحة ؟‬ ‫اجلواب ‪ :‬نريد من احلكومات العربية أن يكون لديهم احلضور الواضح‬ ‫واملؤثر في الساحة العراقية ‪ ،‬خصوصا ً في األيام املقبلة ‪ ..‬فالعراق مير‬ ‫على مفترق طرق ومفترق مشاريع هدفها أن ينسلخ العراق عن عامله‬ ‫َّ‬ ‫تشظى ‪ -‬ال قدر اهلل ‪ -‬ومتزق فسيصل أثره على‬ ‫العربي وأن ميزق ‪ ،‬فإذا‬ ‫كل البالد اجملاورة ‪ ،‬ويقع على شعوبها ما وقع على الشعب العراقي ‪..‬‬ ‫وعلى احلكومات العربية أن يكون لها إرادتها املستقلة في الوقوف‬ ‫مع اخمللصني من أهل العراق ‪ ،‬وأن ال يقفوا موقف املتفرج العاجز‪ ..‬فلقد‬ ‫وقفت مدينة مثل الفلوجة موقفا ً أذل االحتالل ‪ ،‬ونقولها صراحة ‪ :‬إن‬ ‫املارد األميركي اليوم هو أضعف مما كان يوم ‪2003-4-9‬م ‪ ،‬فلم تبق‬ ‫له صورة كالتي كانت في السابق ‪ ،‬ومن ظن خالف ذلك فنقول له ‪:‬‬ ‫وهم موجود فقط في خيالك ‪ ،‬فال تفرضها على‬ ‫إن هذه الصورة هي ٌ‬ ‫غيرك ‪ ،‬فقوة احلق هي باقية ‪ ،‬واهلل هو القوي‬ ‫العزيز ‪ ..‬ولينصرن اهلل من ينصره ‪ ،‬إن اهلل لقوي‬ ‫عزيز ‪.‬‬


‫منذ أن انبثق فجر التاريخ اإلسالمي ‪ ..‬بدأت دواعي النفوس‬ ‫الشريرة ‪ ،‬التي أكلها احلسد وقتلتها الغيرة‪ ،‬بتصويب أسلحتهم‬ ‫وسهامهم إلى صدور املوحدين ‪ ،‬راجني أن ميحقوا دين اإلسالم وحركته‬ ‫احلضارية ومنو اإلميان املتجذر في النفوس الصادقة ‪ ...‬لكن يأبى اهلل إال‬ ‫أن يتم نوره ‪ ،‬ويفلق هامات أولي الكفر والفجور ‪ ،‬ويعز دينه وأولياءه‬ ‫ولو كره اجملرمون ‪.‬‬ ‫وفي قلب تلك األحداث التي تكرر نفسها وتعيد دورتها ‪ ،‬يحسن‬ ‫بجنود الرحمن ومن يرفع رايات اجلهاد الصادقة أن يزداد فرارهم إلى‬ ‫اهلل ‪ ،‬وتنعطف أفئدتهم إلى الرحمن ‪ ،‬ويتعلقوا بحبال العرفان للرب‬ ‫املنان ‪ ،‬ويطالعوا سير أسالفهم اجملاهدين وتعلقهم باهلل رب العاملني‬ ‫‪ ،‬فيتطاير فرسان اجلهاد وأبطال املالحم ملنازلة النوازل ‪ ،‬ومقارعة‬ ‫اخلطوب ‪ ،‬ومكافحة اإلرهاب الكافر حتى ال تكون فتنة ويكون الدين‬ ‫كله هلل ‪.‬‬ ‫وسأعرض شيئا ً من سير اجملاهدين السابقني لنرى أنهم ما كانوا‬ ‫يقدمون على أرض املعركة إال ويتوجهوا للحي القيوم بالدعاء والرجاء‬ ‫واالستغاثة والتضرع إليه بأن ينصرهم ‪ ،‬ويخذل عدوهم ‪ ،‬وأن يهيئ‬ ‫لهم من أمرهم رشدا ً ‪ ،‬لتعلم النفس املؤمنة بأ َّن النصر ال يكون‬ ‫باألسباب املادية فقط ‪ ،‬بل إ َّن ركيزته الكبرى وقاعدته األسمى ‪:‬‬ ‫التعلق باهلل رب العاملني ‪ ،‬وانطراح العبد على عتبات الربوبية بالدعاء‬ ‫للمسلمني ‪.‬‬ ‫ومن األهمية أن يُ ْعلَ َم أ َّن أولئك اجملاهدين ما كانوا يدعون اهلل‬ ‫فقط بأن ينصرهم على عدوهم وهم لم يهيئوا أسباب النصرة املادية‪،‬‬ ‫من اجلهاد بالنفس واملال والكلمة الصادقة ‪ ،‬وما حتتاجه تلك املعركة‬ ‫الدائرة بني اإلسالم والكفر من حتفيز ونصرة ‪ ،‬لقد كانوا ‪ -‬رضوان اهلل‬ ‫عليهم ‪ -‬يدعون اهلل وهم متوجهون للقتال ‪ ،‬أويتضرعون إلى اهلل‬ ‫ولهم مشاريع قد أعدت لنصرة دين اهلل ‪ ،‬والتي منها الدعاء ‪.‬‬

‫فالدعاء من أسباب النصر العظمى ‪ ،‬والذي يعقبه الكفاح‬ ‫والعمل والبناء ‪ ،‬أ َّما أن يدعو اإلنسان ربه وليس لديه برامج عملية‬ ‫ثم يسأل اهلل‬ ‫لنصرة هذا الدين فإن َّه كطالب مخفق في دراسته ‪َّ ،‬‬ ‫النجاح ولم يعد لذلك النجاح ‪ ،‬فهل ينال حينئ ٍذ النجاح ؟ هيهات !‬ ‫وصدق وليد األعظمي حني يقول ‪:‬‬ ‫شيخ في زوايا املسج ِد‬ ‫بدعاء‬ ‫إسالمنا ال يستقيم عمود ُه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إســالمنا نارٌ على من يعتدي‬ ‫إسـالمنا نورٌ يضيء طريقنا‬ ‫ولقد عاب اهلل ‪ ‬أقواما ً نزلت بهم املصائب والبأساء ‪ ،‬فأعرضوا عن‬ ‫ربهم ولم يدعوه لكشف ضرهم ‪ ،‬فلم يرفع عنهم تلك النازلة ‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ‪‬‬ ‫‪َ : ‬ولَ َق ْد َأ ْر َسلْ َنا إِلَى ُأ َم ٍم ِم ْن َق ْبلِ َك َف َأ َخ ْذنَ ُاه ْم بِال ْ َب ْأ َساء َوا َّلض َّراء لَ َعلَّ ُه ْم يَ َت َض َّر ُع َ‬ ‫ون ‬ ‫َف َل ْوال إِ ْذ َج َاء ُه ْم بَ ْأ ُس َنا َت َض َّر ُعوا َولَ ِك ْن َق َس ْت ُق ُل ُوب ُه ْم َو َزي َّ َن لَ ُه ُم ا َّلش ْي َط ُان َما َكا ُنوا يَ ْع َِّم ُل َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َت َكا ُنوا ل ِ َرب ِهم َو َما‬ ‫األنعام ‪ ، 43 –42 :‬وقال أيضا ‪َ :‬ولَ َق ْد أ َخ ْذنَ ُاه ْم بال ْ َع َذاب َف َما ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي َت َضر ُعونَ املؤمنون ‪. 76 :‬‬ ‫َ َّ‬ ‫فصار املصير إلى أن نعلم علم اليقني أ َّن من أوجب الواجبات في‬ ‫زمن الكوارث وامللمات ‪ :‬رفع اليدين بالدعاء هلل رب العاملني ‪ ،‬فلعل ذلك‬ ‫الدعاء من أكف بيضاء نقية ‪ ،‬وقلوب صادقة وف َّية ‪ ،‬وأعني باكية تق َّية‬ ‫وأقضت مضاجعهم‪،‬‬ ‫تخفف من تلك املآسي التي أقلقت املسلمني‬ ‫َّ‬ ‫وقد علَّمنا رسول اهلل ‪ ‬أن َّه ‪ ( :‬ال يَر ّد القضاء إالّ الدعاء ) أخرجه‬ ‫الترمذي ‪.‬‬ ‫ولعلِّي أطرِّز املسيرة واُت َ ِّوج السيرة برسول األمة اخملتارة محمد بن‬ ‫عبد اهلل ‪ : ‬فقد نام صحابته األكارم ‪ ‬ليلة بدر ‪ ،‬إال هو ‪ ‬فقد‬ ‫بات تلك الليلة يصلي إلى جذع شجرة ‪ ،‬ويكثر‬ ‫حي يا قيوم ) يكرر ذلك‬ ‫في سجوده أن يقول ‪ ( :‬يا ُّ‬ ‫‪ ‬ويسأل اهلل النصر ‪.‬‬


‫وحني رأى رسول اهلل ‪ ‬جند قريش قال ‪( :‬اللهم هذه قريش قد‬ ‫أقبلت بخيالئها وفخرها ‪ ،‬حتا ّدك وتكذب رسولك ‪ ،‬اللهم أحنهم‬ ‫الغداة ) ( السيرة النبوية البن هشام ‪. ) 168 / 3‬‬ ‫قال سيدنا عمر بن اخلطاب ‪ : ‬ملَّا كان يوم بدر ن َظر النبي ‪‬‬ ‫إلى أصحابه وهم ثالثمائة ونيف ‪ ،‬ونظر إلى املشركني ‪ ،‬فإذا هم ألف‬ ‫ثم قال ‪ ( :‬اللهم‬ ‫وزيادة ‪ ،‬فاستقبل النبي ‪ ‬القبلة وعليه رداؤه وإزاره ‪َّ ،‬‬ ‫أجنز لي ما وعدتني ‪ ،‬اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل اإلسالم‬ ‫فال تعبد في األرض أبدا ً ) ‪ ،‬قال عمر ‪ : ‬فما زال يستغيث ربَّه ويدعوه‪،‬‬ ‫ثم‬ ‫حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه ‪ ،‬فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فردَّاه ‪َّ ،‬‬ ‫ثم قال ‪ ( :‬يا نبي اهلل ‪ ،‬كفاك مناشدتك ربك ‪ ،‬فإن َّه‬ ‫التزمه من ورائه َّ‬ ‫منجز لك ما وعدك ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ولهذا وصف اهلل ‪ ‬حال رسوله العظيم ‪ ‬وصحابته الكرام ‪‬‬ ‫االستغاثة به ومكثرو رجائه ودعائه فقال ‪:‬‬ ‫في غزوة بدر بأنهم كثيرو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ إِذ تست ِغيثون رب ُكم فاستج‬ ‫اب لَ ُكم َأني ُم ِم ُّد ُكم ب ِ َأل ْ ٍف م َن ال ْ َمآلئ ِ َك ِة ُمر ِد ِف َني األنفال‪. 9 :‬‬ ‫ْ َ ْ َ ُ َ َ َّ ْ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫وقد ب َّوب اإلمام الترمذي في جامعه ( باب في الدعاء إذا غزا ) وأورد‬ ‫حتته ما رواه أنس بن مالك ‪ :‬كان رسول اهلل ‪ ‬إذا غزا قال ‪ ( :‬اللهم‬ ‫أنت عضدي وأنت نصيري وبك أقاتل ) ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫قال النبي ‪ ( : ‬ثنتان ال تردان ‪ -‬أو قلما تردَّان ‪ : -‬الدعاء عند‬ ‫النداء‪ ،‬وعند البأس حني يُلْ ِح ُم بعضهم بعضا ً ) أي ‪ :‬حني تشتبك‬ ‫احلرب بينهم ‪ ..‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬ ‫هاهو طالوت وجنده قبل بداية املعركة يقول عنهم الباري ‪: ‬‬ ‫ِّ‬ ‫وت َو ُج ُنو ِدهِ َقا ُلواْ َربَّ َنا َأ ْف ِر ْغ َع َلي َنا َصب ًرا َو َثب ْت َأ ْق َد َام َنا َوا ُنصرنَا َع َلى ال ْ َق ْو ِم‬ ‫ ولَ َّما بَ َر ُزواْ ل ِ َجا ُل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‪. ..‬‬ ‫ال ْ َكاف ِرين فكان اجلواب من اهلل َف َه َز ُم ُ‬ ‫ود َجا ُل َ‬ ‫وهم ب ِ ِإ ْذ ِن اللّه َو َق َت َل َد ُاو ُ‬ ‫تأمل قصة النعمان بن مقرن ‪ ‬في سنة ‪ 21‬هـ ‪ ..‬فبعد أن حتصن‬ ‫الفرس بخنادقهم وطال حصار املسلمني لهم ‪ :‬استشار النعمان‬ ‫قادته ‪ ،‬فأشاروا عليه باستدراج الفرس والتظاهر بالهروب حتَّى إذا‬ ‫ابتعد اجلند عن حصونهم وخنادقهم نشبت املعركة ‪ ،‬ووافق النعمان‬ ‫على اخلطة ‪ ،‬وقال لهم ‪ :‬إني مكبر ثالثا ً ‪ ،‬فإذا كان الثالثة فابدؤوا‬ ‫بالقتال ‪ ،‬وهنا لم ينس النعمان االتصال الروحي مع اهلل ‪ ،‬فقد دعا‬ ‫اهلل ‪ ‬قائالً ‪ ( :‬اللهم اعزز دينك ‪ ،‬وانصر عبادك ‪ ،‬اللهم إني أسألك‬ ‫بفتح يكون فيه عز اإلسالم ‪ ،‬واقبضني شهيدا ً ) ‪ ،‬وبكى‬ ‫أن تقر عيني‬ ‫ٍ‬ ‫الناس مع النعمان وابتهلوا إلى اهلل وتضرعوا ‪ ،‬واستجاب اهلل دعاءهم‬ ‫فنصرهم على عدوهم نصرا ً عظيما ً ‪ ،‬واستجاب اهلل دعاء النعمان بن‬ ‫مقرن فكان أول قتيل من املسلمني على أرض املعركة ‪.‬‬ ‫وانظر ما فعله حبيب بن مسلمة ‪ ‬حني أ ُ ِّمر على جيش ‪ ،‬فل َّما‬ ‫أتى العدو قال ‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪ ( :‬ال يجتمع قوم فيدعو‬ ‫ثم إن َّه حمد اهلل‬ ‫بعضهم ويؤ ِّمن بعضهم إال أجابهم اهلل ‪َّ .. ) ‬‬ ‫وأثنى عليه وقال‪ ( :‬اللهم أحقن دماءنا ‪ ،‬واجعل أجورنا أجور الشهداء)‪..‬‬ ‫فبينما هم كذلك إذ نزل أمير العدو فدخل على‬ ‫سرَاد َقه ‪ ،‬وسلَّم إليه بدون‬ ‫حبيب بن مسلمة ُ‬ ‫حرب ‪.‬‬ ‫وذكر ابن اجلوزي في ( صفة الصفوة ) أن َّه كان‬ ‫مع قتيبة بن مسلم الباهلي في معركته اإلمام‬

‫‪ ،‬وقد كان قتيبة بن مسلم صاحب خراسان‬ ‫محمد بن واسع‬ ‫وكانت الترك قد خرجت إليهم ‪ ،‬فبعث قتيبة إلى املسجد لينظر‬ ‫من فيه فقيل له ‪ :‬ليس فيه إال محمد بن واسع رافعا ً إصبعه ‪ ،‬فقال‬ ‫قتيبة ‪ ( :‬تلك اإلصبع أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وشاب‬ ‫طرير) ‪.‬‬ ‫وكان عقبة بن نافع ‪ ‬مستجاب الدعوة ‪ ،‬وكان يتوجه إلى اهلل‬ ‫بالدعاء عند الشروع في معاركه ‪ ،‬ويصادم العدو في شجاعة مذهلة‪،‬‬ ‫ثم يكتب اهلل له النصر املبني ‪.‬‬ ‫كما ذكره عنه أهل السير ‪َّ ،‬‬ ‫وهذا اإلمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبد امللك احلنفي يقول‬ ‫أللب أرسالن في موقعة ( مالذكرد ) بعد أن رأى كثرة جيش الروم‬ ‫والتي ُق ِّدرت مبئتي ألف مقاتل ‪ ( :‬إن َّك تقاتل عن دين اهلل ‪ ،‬وقد وعد‬ ‫اهلل بنصره ‪ ،‬وأرجو أن يكون اهلل قد كتبه لك بجيشك القليل شرف‬ ‫النصر ‪ ،‬فسر إلى العدو الكافر يوم اجلمعة بعد الزوال ‪ ،‬واألئمة على‬ ‫منازلهم يدعون جليشك بالنصر واهلل غالب على أمره )‪ ..‬ومت َّ ذلك عند‬ ‫ظهيرة يوم اجلمعة من صيف ‪463‬هـ ‪ ،‬فقد صلَّى وبكى فبكى الناس‬ ‫ثم ركب‬ ‫لبكائه ‪ ،‬ودعا اهلل فدعا الناس بدعائه ‪ ،‬وع َّفر وجهه بالتراب َّ‬ ‫وقال للناس ‪ ( :‬ليس عليكم اآلن أمير وكلكم أمير نفسه ‪ ،‬من شاء‬ ‫أن ينصرف فليعد إلى أهله )‪ ..‬ولبس البياض وحتنَّط ‪ ،‬وحمل بجيشه‬ ‫حملة صادقة ‪ ،‬فوقعوا في وسط العدو يقتلون ما يشاؤون ‪ ،‬وثبت‬ ‫العسكر ونزل النصر ‪ ،‬وولت الروم واستحر بهم القتل وقتل طاغيتهم‬ ‫أرمانوس بعد أن أسره مملوك وسار به ذليالً ليقتل رغم أنفه ‪.‬‬ ‫وانظر حال نور الدين محمود في فتح حارم سنة ‪ 559‬هـ وقد‬ ‫انفرد حتت تل حينما التقى اجلمعان وسجد لربه ‪ ‬ومرَّغ وجهه‬ ‫رب عبادك وهم أولياؤك ‪ ،‬وهؤالء عبيدك وهم‬ ‫وتضرع وقال‪ ( :‬هؤالء يا ّ‬ ‫أعداؤك‪ ،‬فانصر أولياءك على أعدائك ‪ ،‬ما فضول محمود في الوسط)‪..‬‬ ‫يشير إلى أن َّك يا رب إن نصرت املسلمني فدينك نصرت ‪ ،‬فال متنعهم‬ ‫ثم‬ ‫النصر بسبب محمود ‪ -‬يعني نفسه ‪ -‬إن كان غير متحقق النصر ‪َّ ،‬‬ ‫بعد ذلك فتح اهلل على يديه فتحا ً عظيما ً ‪.‬‬ ‫وكان صالح الدين األيوبي إذا سمع أ َّن العدو قد داهم املسلمني‬ ‫خرَّ إلى األرض ساجدا ً هلل داعيا ً بهذا الدعاء ‪ ( :‬اللهم قد انقطعت‬ ‫أسبابي األرضية في نصرة دينك ‪ ،‬ولم يبق إال اإلخالد إليك ‪ ،‬واالعتصام‬ ‫بحبلك ‪ ،‬واالعتماد على فضلك ‪ ،‬أنت حسبي ونعم الوكيل ) ‪.‬‬ ‫فدورك يا أخي أن تقوم بنصرة دين اهلل ما استطعت ‪ ،‬ومبا تقدر‬ ‫وبكامل وسعك الذي فطرك اهلل عليه ‪ ،‬وكن مع ذلك داعيا ً لدينك بأن‬ ‫ينصره اهلل ‪ ،‬ويخذل الكفر وأولياءه ‪ ،‬وسبح ربك كثيرا ً ‪ ،‬وكفى بربك‬ ‫هاديا ً ونصيرا ً ‪..‬‬ ‫رجل من رجال الثغور املقدسة بكل ُحب وإكبار‪:‬‬ ‫وأختم هامسا ً في أذن ك ِّل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ويطلب‬ ‫ما خاب من يرجو الكرمي‬ ‫ارفع أكفك يا مجاهد سائال‬ ‫ُ‬ ‫حـــــــقٌ‬ ‫يكذب‬ ‫وعد ُه ال‬ ‫فاهلل‬ ‫ما خاب من يرجو اإلله ووعده‬ ‫ُ‬ ‫ويعطب‬ ‫يشاء‬ ‫من‬ ‫يقصم‬ ‫فاهلل‬ ‫اســــــأله ذال ً للذين جتبروا‬ ‫ُ‬ ‫املطلب‬ ‫واسـأله بالتثبيت فهو‬ ‫اسأله نصرا ً كي يعزَّ مجاهد‬ ‫ُ‬ ‫نلعب‬ ‫بهوى الصبابة في املالهي‬ ‫إرفع أكـــفك يا مجاه ُد إننا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫يطلب‬ ‫للكرب دومــــا‬ ‫ودعا ُء َمن‬ ‫ال يســتوي عند اإلله دعاؤنا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬


‫لم تظهر دعوة في الوجود حفظت الذمم ‪ ،‬ورعت العهود ‪ ،‬وربت‬ ‫أبناءها على البر واإلحسان ‪ ،‬مثل دعوة اإلسالم اخلالدة ‪ ،‬التي تبنت‬ ‫بوحيها ورسالتها نشر العدل واخلير في ربوع املعمورة ‪..‬‬ ‫ولم تكن في األرض جماعة تخلقت بأخالق العظماء من األنبياء‬ ‫والصديقني كجماعة رسول اهلل ‪ ، ‬فنزلت هذه املعاني إلى الواقع‬ ‫البشري في السلم واحلرب متمثلة في معامالتهم ومعاهداتهم‬ ‫وأخالقهم مع عدوهم قبل صديقهم ‪ ،‬وأكثر ما تبني األخالق عند‬ ‫الشدائد ‪ ،‬وباألخص عند القتال‪ ،‬ألنه من آخر العالجات ‪ ،‬وكما قيل‪ :‬آخر‬ ‫الدواء الكي ‪ ،‬فلذا قدم املسلمون سمات دينهم السامية والرفيعة‬ ‫في كل حال ‪ ،‬وبالذات كانت أبهر وأعجب وهم يقدمونها رائعة في‬ ‫قتالهم لعدوهم وجهادهم من أجل إعالء كلمة احلق ‪ ..‬فلم يأخذهم‬ ‫الغضب ‪ ،‬ولم ينأ َ بهم احلنق عن احلق ‪ ،‬وكانوا أسطورة التاريخ في‬ ‫احلروب واملعاهدات ‪.‬‬ ‫وإذا جحد ذلك على اإلسالم جاحد ‪ ،‬أو أنكر منكر ‪ ،‬وكفر به‬ ‫كافر ‪ ،‬أو نشر وبث السم مغرض ‪ ،‬فإن التاريخ شاهد على أفعالهم ‪،‬‬ ‫وإحسانهم ‪ ،‬وبرهم ‪ ،‬بالرغم مما يتعرضون له من أذى ‪ ،‬وقتل ‪ ،‬وجرح ‪.‬‬ ‫واحلرب وإن كان يحدث فيها من اخللط ما لم يحدث في غيرها ‪ ،‬إال‬ ‫أن اإلسالم حذر أتباعه من أن يكونوا طالب دم ‪ ،‬وسعاة حرب ‪ ،‬ومجاهدي‬ ‫دنيا ‪ ،‬أو مروجي فتنة ‪ ،‬فحذرهم أن يبتدروا قتال من ال يقاتلهم ‪ ،‬أو‬ ‫سفك دم من ال يباشرهم القتال ‪ ،‬ووضع في أس منهجهم أسس‬ ‫القتال والفتوحات ‪ ،‬حني الشروع وأثناء القتال وبعده ‪.‬‬ ‫دين ال يريد فناء مخالفيه ‪ ،‬إمنا يبغي هدايتهم إلى الهدى‪،‬‬ ‫واإلسالم ٌ‬ ‫أو ردهم عن البغي واالعتداء ‪ ،‬فلهذا ليس في اإلسالم غدر ‪ ،‬أو مكر‪،‬‬

‫أو خيانة ‪ ،‬أو عنف ‪ ،‬أو ضعف ‪ ،‬أو تعنت ‪ ،‬أو استخذاء ‪ ،‬بل إن اإلسالم‬ ‫ؤمن الكافر املستجير ‪ ،‬فال يُؤذى أو يجرح ‪ ،‬فضالً عن حماية أصحاب‬ ‫يُ ّ‬ ‫الذمة ‪ ،‬فاحلرب التي يعلنها اإلسالم في حالة الدفاع عن أرضه وأهله‪،‬‬ ‫هي وال شك حرب مقدسة وهي جهاد في سبيل اهلل‪ ،‬وهي ليست‬ ‫حربا ً تخوضها الغربية الهمجية ‪ ،‬أو الشرقية امللحدة ‪ ،‬وراء االستعباد‬ ‫والتعصب ‪..‬‬ ‫ففتوحاتنا عبق التاريخ ‪ ،‬وشمس الدنيا ‪ ،‬ومفخرة البشرية ‪ ،‬وأمراء‬ ‫اجلهاد ‪ ،‬وقادة اجليش ‪ ،‬ورواد الفداء كانوا من أشد الناس خشية هلل‬ ‫‪ ،‬ومن أعظم الناس شجاعة وتضحية ‪ ،‬لكنهم تعلموا في قتالهم‬ ‫وجهادهم أنهم أصحاب رسالة ‪ ،‬فهم يقطعون الصحاري‪ ،‬وميشون‬ ‫املفازات والبراري ‪ ،‬ويصعدون اجلبال ‪ ،‬ويطؤون األودية ويبحرون في‬ ‫البحار واحمليطات ‪ ،‬يطلبون الضالني ليهدوهم ‪ ،‬والالهني ليبصروهم ‪،‬‬ ‫والعابثني ليردوهم ‪ ،‬فلم يتعرضوا للنساء وال لألطفال وال لألبرياء‪ ،‬فهم‬ ‫أصحاب حضارة قائمة على احترام البشرية واإلنسانية ‪ ،‬وال ينظرون‬ ‫لآلخرين إال نظرة مشفق على هالك ‪ ،‬أو نظرة أسد على متحرش ‪..‬‬ ‫وحني تطلع وتسمع إلى أفعال احلضارة املادية الغربية ‪ :‬سترى بونا ً‬ ‫شاسعا ً بني من يريد اآلخرة ومن يطلب الدنيا باحتقار اآلخرين وإزهاق‬ ‫أرواحهم عبثا ً ولهوا ً ‪..‬‬ ‫الفاحتون عندنا في اإلسالم يكرمون املستجير ‪ ،‬ويؤمنون األسير‪،‬‬ ‫ويكرمون العاني والفقير ‪ ،‬ويحفظون لإلنسان كرامته مهما كان‬ ‫دينه ومذهبه ‪ ،‬لكن غيرنا ‪ ،‬يقتل بغير ذنب ‪،‬‬ ‫ويتعرض للنساء واألطفال والشيوخ ويتمتع‬ ‫بذبحهم‪ ،‬ويعري السجناء من مالبسهم‪،‬‬


‫ويفعلون ويصنعون كل ما يخدش احلياء ‪ ،‬لكن ال غرابة‪ ..‬فكل إناء‬ ‫بالذي فيه ينضح ‪ ،‬هذه حضارتهم وأخالقهم‪ ..‬أما نحن – املسلمني‬ ‫ فهذه تربيتنا وحضارتنا ‪ ،‬واستمع لبعض ما جاء فيها ‪ -:‬روى رباح‬‫بن ربيعة ‪ ‬قال ‪ :‬خرجت مع رسول اهلل ‪ ‬في غزوة غزاها ‪ ،‬فمر‬ ‫بامرأة مقتولة‪ ،‬فوقف عليها ‪ ،‬ثم قال ‪ ( :‬ما كانت هذه لتقاتل ‪ ،‬فلم‬

‫كل إن��اء بالذي فيه ينضح ‪ ،‬هذه حضارتهم‬ ‫وأخالقهم‪ ..‬أما نحن – المسلمين ‪ -‬فهذه تربيتنا‬ ‫قتلت؟!)‪ ..‬ثم نظر في وجوه أصحابه ‪ ،‬وقال ألحدهم ‪( :‬أحلق خالد بن‬ ‫الوليد ‪ ،‬فال يقتلن ذرية وال عسيفا ً وال امرأة ) ‪.‬‬ ‫ص ْبية قتلوا بني الصفوف‪،‬‬ ‫ ورفع إليه ‪ - ‬بعد إحدى الوقعات‪ -‬أن ِ‬‫فحزن حزنا ً شديدا ً ‪ ،‬حتى قال له بعض أصحابه ‪ :‬وما يحزنك يا رسول‬ ‫اهلل وهم صبية مشركون ؟! فغضب النبي ‪ ‬وقال ‪ ( :‬إن هؤالء خير‬ ‫منكم ‪ ،‬إنهم على الفطرة ‪ ،‬أو لستم أبناء املشركني ؟ فإياكم وقتل‬ ‫األوالد ‪ ،‬إياكم وقتل األوالد ) ‪.‬‬ ‫سر حتى تنزل‬ ‫ بعث النبي ‪ ‬عل ّيا ً ‪ ‬في غزوة باليمن وقال له ‪ِ (:‬‬‫بساحتهم ‪ ،‬فادعهم إلى قول ( ال اله إال اهلل ) فإن قالوا نعم ‪ ،‬فمرهم‬ ‫بالصالة ‪ ،‬وال تبغ منهم غير ذلك ‪ ،‬وألن يهد َي بك اهلل رجالً واحدا ً خير‬ ‫لك مما طلعت عليه الشمس ‪ ،‬وال تقاتلهم حتى يقاتلوك ) ‪.‬‬ ‫ وبعث النبي ‪ ‬معاذ بن جبل وأبا موسى األشعري ‪ ‬على‬‫يسرا وال تعسرا‪،‬‬ ‫الكورتني العليا والسفلى من عدن ووصاهما فقال ‪ّ (:‬‬ ‫وبشرا وال تنفرا ) ‪.‬‬ ‫ وكان ‪ ‬كلما بعث جيشا ً أو سرية ‪ ،‬قال ‪ ( :‬باسم اهلل ‪ ،‬وفي‬‫سبيل اهلل ‪ ،‬تقاتلون من كفر باهلل ‪ ،‬ال تغلوا ‪ ،‬وال تغدروا ‪ ،‬وال متثلوا‪ ،‬وال‬ ‫تقتلوا امرأة وال وليدا ً ) ‪.‬‬ ‫ بعث عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ‪ ‬برأس ( بنان ) أحد‬‫بطارقة الشام إلى أبي بكر الصديق ‪ ‬مع عقبة بن عامر ‪ ،‬فلما قدم‬ ‫على خليفة املسلمني أنكر عليه فعله ‪ ،‬فقال عقبة ‪ :‬إنهم يا خليفة‬ ‫رسول اهلل ‪ ،‬يصنعون ذلك بنا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أفتستنون بالفرس والروم ؟ ال‬ ‫رأس بعد اليوم ‪ ،‬إمنا يكفي الكتاب واخلبر ) ‪.‬‬ ‫إلي ٌ‬ ‫يحمل ّ‬ ‫ ولقد حدث أن نقض الروم عهدا ً في زمن معاوية ‪ ، ‬وكان‬‫لديه رهائن من الروم ‪ ،‬فامتنع املسلمون جميعا ً عن قتلهم ‪ ،‬وخلوا‬ ‫سبيلهم ‪ ،‬وقال معاوية ‪ :‬وفا ٌء بغدر ‪ ،‬خير من غدرٍ بغدر ‪.‬‬ ‫ وانظروا كيف عهد علي بن أبي طالب ‪ ‬إلى أمير من أمراء‬‫جيوشه فقال له ‪ ( :‬إياك والدماء وسفكها بغير حلها ‪ ،‬فإنه ليس‬ ‫شيء أدعى لنقمة وال أحرى بزوال نعمة ‪ ،‬وانقطاع مدة ‪ :‬من سفك‬ ‫الدماء بغير حقها ‪ ،‬واهلل ‪ ‬مبتدئ باحلكم بني عباده فيما تسافكوا‬ ‫من الدماء يوم القيامة ‪ ،‬فال تقوين سلطانك بسفك دم حرام ‪ ،‬فإن‬ ‫ذلك مما يضعفه ويوهنه ‪ ،‬بل يزيله وينقله ‪ ،‬وال‬ ‫عذر لك عند اهلل وال عندي ) ‪.‬‬ ‫‪ -‬أخذ املسلمون أربعة من علوج الروم في‬

‫إحدى حروبهم بقيادة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ‪ ،‬فأمرهم أن‬ ‫يقتلوهم صبرا ً بالنبال ‪ ،‬فبلغ ذلك أبا أيوب األنصاري ‪ ‬فتألم كثيرا ً ‪،‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬ينهى عن قتل الصبر ‪ ،‬فوالذي نفسي‬ ‫بيده ‪ ،‬لو كانت “دجاجة” ما صبرتها ) ‪ ،‬فلما بلغ قوله هذا عبد الرحمن‬ ‫بن خالد ‪ :‬أسف طويالً وندم ‪ ،‬ثم اعتق أربع رقاب كفارة عن فعلته التي‬ ‫فعل ‪.‬‬ ‫ عن ابن عباس ‪ ‬قال ‪ :‬أراد املشركون أن يشتروا جسد رجل‬‫منهم بعد انتصار املسلمني وهزمية املشركني في إحدى املعارك ‪،‬‬ ‫فأبى رسول اهلل ‪ ‬أن يبيعهم إياه ‪ ،‬تكرميا ً لإلنسان ‪ ،‬وارتفاعا به عن‬ ‫املساومة على جسده وبشريته وآدميته ‪.‬‬ ‫ وروى مالك عن أبي بكر الصديق ‪ ‬قال في وصاياه جلنده ‪:‬‬‫(ستجدون قوما ً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم هلل ‪ ،‬فدعوهم وما‬ ‫حبسوا أنفسهم له ‪ ،‬وال تقتلن امرأة وال صبيا ً وكبيرا ً هرما ً ‪ ،‬وال‬ ‫تقطعن شجرا ً ‪ ،‬وال تخربن عامرا ً ) ‪.‬‬ ‫وأوصى سيدنا عمر ‪ ‬جنود إحدى الغزوات بقوله ‪ ( :‬ال تغلوا‪ ،‬وال‬ ‫تغدروا‪ ،‬وال تقتلوا وليدا ‪ ،‬واتقوا اهلل في الفالحني ‪ ،‬وتوقوا قتلهم إذا‬ ‫التقى الزحفان ) ‪.‬‬ ‫ ويجب أن يتربى جيل الفتح على االحتراز من املعاصي ‪ ،‬ومما‬‫يشني قدسية واجبهم وعملهم ‪ ،‬فهذا الفاروق ‪ ‬يوصي سعدا ً ‪‬‬ ‫وهو في مسيره إلى حرب الفرس بقوله ‪:‬‬ ‫( أما بعد ‪ :‬فإني آمرك ومن معك من األجناد بتقوى اهلل على كل‬ ‫العدة على العدو وأقوى املكيدة في احلرب‪،‬‬ ‫حال ‪ ،‬فإن تقوى اهلل أفضل ُ‬ ‫وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا ً منكم من عدوكم‪ ،‬فإن‬ ‫نصر املسلمون مبعصية‬ ‫ذنوب اجليش أخوف عليهم من عدوهم ‪ ،‬وإمنا ي ُ َ‬ ‫عدوهم هلل ‪ ،‬ولوال ذلك لم تكن بهم قوة ‪ ،‬ألن عددنا ليس كعددهم‪،‬‬ ‫و ُعدتنا ليس كعدتهم ‪ ،‬فإن استوينا في املعصية كان لهم الفضل‬ ‫نـنصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ‪،‬‬ ‫علينا في القوة ‪ ،‬وإال ُ‬ ‫فاعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من اهلل يعلمون ما تفعلون‪،‬‬ ‫فاستحيوا منهم ‪ ،‬وال تعملوا مبعاصي اهلل وأنتم في سبيل اهلل‪ ،‬وال‬ ‫سلط على بني إسرائيل ‪ -‬ملا عملوا‬ ‫تقولوا إن عدونا شر منهم ‪ ،‬كما ُ‬

‫يجب أن يتربى جيل الفتح على االحتراز من‬ ‫المعاصي ‪ ،‬ومما يشين قدسية واجبهم وعملهم‬

‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َان َو ْعد ًا َم ْف ُعو ًال ‪ ..‬وسلوا‬ ‫اسوا ِخ َ‬ ‫الل الديَار َوك َ‬ ‫املعاصي‪ -‬كفار اجملوس ‪َ .. :‬ف َج ُ‬ ‫اهلل العون على أنفسكم ‪ ،‬كما تسألونه النصر على عدوكم)‪.‬‬ ‫ بينما كان املسلمون يحاصرون مدينة ( السوس ) في حروبهم‬‫مع الفرس ‪ ،‬إذ بهم يفاجئون أن أهل املدينة يفتحون أبوابها ‪ ،‬ويخرجون‬ ‫إلى السوق من غير سالح آمنني مطمئنني ‪ ،‬وكأنهم ليسوا في حالة‬ ‫حرب ‪ ،‬فأرسل املسلمون إليهم يسألونهم عن سر هذا التحول‬ ‫املفاجئ وخروجهم وهم عزل من السالح وذهابهم إلى السوق لقضاء‬ ‫حوائجهم ‪ ،‬دون أن يخشوا شيئا ً ‪ ،‬فأجابهم أهل املدينة ‪ :‬رميتم إلينا‬


‫باألمان فقبلناه ‪ ،‬وأقررنا لكم باجلزاء على أن متنعونا ‪ ..‬فقال املسلمون‬ ‫في دهشة ‪ :‬ما فعلنا ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬ما كذبنا ‪ ،‬فأخذ املسلمون يسأل‬ ‫بعضهم بعضا ً ‪ ،‬فإذا عب ٌد من املسلمني يدعى ( مكنفا ) يقول ‪ :‬إنه هو‬ ‫الذي كتب لهم األمان ‪ ،‬وأراد املسلمون أن يردوا األمان الذي أعطاهم‬ ‫إياه عب ٌد ال ميلك من أمر نفسه شيئا ً ‪ ،‬فقالوا لهم ‪ :‬إنا ال نعرف حركم‬ ‫من عبدكم ‪ ،‬وقد جاءنا أمان فنحن عليه ‪ ،‬قد قبلناه ‪ ،‬ولم نبدل ‪ ،‬فإن‬ ‫شئتم فاغدروا ‪ ،‬فاضطر املسلمون إلى وقف القتال وعدم التعرض‬ ‫لهم حتى يسألوا أمير املؤمنني عمر بن اخلطاب ‪ ، ‬فبعث إليهم‬ ‫عمر يقول‪ ( :‬إن اهلل ّ‬ ‫عظم الوفاء ‪ ،‬فلن تكونوا أوفياء حتى تفوا ‪ ،‬ما‬ ‫دمتم في شك أجيزوهم ووفوا لهم ) ‪ ،‬فأطاع املسلمون أمر عمر ‪،‬‬ ‫ووفوا لهم ‪ ،‬ولم ينقصوهم من حقوقهم شيئا ً وأعطوهم األمان ‪.‬‬ ‫ قال توماس أرنولد في كتابه (الدعوة إلى اإلسالم ) ‪ :‬ملا بلغ اجليش‬‫اإلسالمي وادي األردن ‪ ،‬وعسكر أبو عبيدة في محل ‪ ،‬كتب األهالي‬ ‫املسيحيون إلى العرب يقولون ‪ :‬يا معشر املسلمني ‪ ،‬أنتم أحب إلينا‬ ‫ُ‬ ‫وأرأف بنا ‪ ،‬وأكف عن‬ ‫من الروم ‪ -‬وإن كانوا على ديننا ‪ .. -‬أنتم أوفى لنا‬ ‫ظلمنا ‪ ،‬وأحسن والية لنا ‪ ،‬ولكنهم غلبونا على أمرنا وعلى ومنازلنا‪..‬‬ ‫وأغلق أهل حمص أبواب مدينتهم دون جيش هرقل ‪ ،‬وأبلغوا‬ ‫املسلمني أن واليتهم وعدلهم أحب من ظلم اإلغريق وتعسفهم ‪.‬‬ ‫ وصف رسل املقوقس جند عمرو بن العاص فقالوا ‪ :‬رأينا قوما ً‬‫املوت أحب إلى أحدهم من احلياة ‪ ،‬والتواضع أحب إليهم من الرفعة ‪،‬‬ ‫ليس ألحدهم في الدنيا رغبة وال نهمة ‪ ،‬وإمنا جلوسهم على التراب ‪،‬‬ ‫وأميرهم كواحد منهم ‪ ،‬ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ‪ ،‬وال السيد‬ ‫فيهم من العبد ‪ .. ،‬وإذا حضرت الصالة لم يتخلف عنها منهم أحد‪..‬‬ ‫يغسلون أطرافهم باملاء ويخشعون في صالتهم ‪.‬‬ ‫ هاجم قتيبة بن مسلم الباهلي مدينة سمرقند من غير إنذار‬‫حرب ؛ وهو إما اإلسالم وإما اجلزية ‪ ،‬وإما احلرب ‪ ،‬فلما كانت خالفة عمر‬ ‫بن عبد العزيز رفع إليه أهل سمرقند دعوى على جيش املسلمني‪،‬‬ ‫يدعون فيها أن بلدهم فتح غدرا ً ‪ ..‬فأمر عمر بن عبد العزيز برفع‬ ‫ّ‬ ‫الدعوى إلى القاضي ‪ ،‬فجلس القاضي إلى سارية املسجد ‪ ،‬وأحضر‬ ‫امل ُ ّدعني وامل ُ َّدعى عليهم ‪ ،‬ميثلهم القائد العام للجيش اإلسالمي ‪،‬‬ ‫وسمع أقوالهما ‪ ،‬ثم أصدر حكمه التاريخي الذي يفخر به القضاء‬ ‫اإلسالمي وقادة الفتوحات ‪ ،‬حكم القاضي ببطالن الفتح اإلسالمي‬ ‫لسمرقند ‪ ،‬ألن الفتح كان غدرا ً ‪ ،‬وألنه خالف قواعد اإلسالم في احلرب‪،‬‬ ‫وحكم بخروج اجليش اإلسالمي منها ‪ ،‬وإعطائها مهلة لالستعداد‪،‬‬ ‫ثم إعالن احلرب من جديد بالصورة القانونية املعروفة عن الفتوحات‬ ‫اإلسالمية ‪ ،‬ولم ميلك اجليش اإلسالمي إال أن ينفذ هذا احلكم وأخلى‬ ‫املدينة ‪ ،‬لكن أهلها الذين شدهتهم وأذهلتهم هذه العدالة وذاقوا‬ ‫نعمة احلكم اإلسالمي عادوا إلى اخلليفة يطلبون طائعني مختارين‬ ‫البقاء حتت راية اإلسالم ‪.‬‬ ‫واآلن ‪..‬لعلك أدركت حقيقة اإلسالم من خالل وقائع الفتوحات‪،‬‬ ‫فهو رسالة هداية ورحمة ‪ ،‬وليس دين قتل أو عذاب ‪ ،‬وهو راحم بأهله‬ ‫وبغير أهله ‪ ،‬فكن من أهل الفتح املؤمنني اجملاهدين ‪ ،‬واحذر أن تكون‬ ‫سكينا ً يطعن نهج اإلسالم وأهله ‪.‬‬


‫يسر لهم تكنولوجيا أعدائهم‬ ‫عم اهلل ‪ ‬على اجملاهدين أن ّ‬ ‫من ن ِ ِ‬ ‫لتكون في خدمتهم ‪ ،‬فمعظم ما يستخدمه أبطال اجلهاد العراقي‬ ‫من سالح أو تقنيات إعالم أو اتصال أو فنون تخفي وتنقل هي من‬ ‫صناعة الغرب الذي حتارب حكوماته املسلمني في بالد اإلسالم ‪..‬‬ ‫ومن هذه النعم ‪ :‬نعمة ّ‬ ‫سهل االتصال‬ ‫النقال ( املوبايل ) ‪ ،‬والذي ّ‬ ‫بني اجملاهدين وتدبير أمورهم ‪ ،‬واختصر الزمن في التبليغ بينهم بخطر‬ ‫باغ وغير ذلك من امليزات التي ال يدركها إال‬ ‫أو وجود صيد ثمني حملتل ٍ‬ ‫اجملاهد الذي يعرف نعمة ( النقال ) التي تستحق احلمد لرب العباد‬ ‫الصادقني ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫للنقال ‪ ،‬فقد تنقلب النعمة إلى‬ ‫ومع هذه اخلصائص املفيدة‬ ‫نقمة إذا أسيء استخدامها ‪ ،‬وتتحول إلى سالح يطعن اجلهاد بدل‬ ‫أن يخدمه ‪..‬‬ ‫قد تكون معظم املعلومات الواردة في هذا املقال معروفة ملعظم‬ ‫ِّ‬ ‫املقاومني ِّ‬ ‫األبطال ‪ ،‬فال بأس من التذكير الذي أمر به الرب اجلليل ‪:‬‬ ‫( َو َذكر َف ِإ َّن الذك َْرى َتن َف ُع ال ْ ُم ْؤ ِم ِن َني سورة الذاريات ‪ .. 55 :‬والساحة اجلهادية‬ ‫ْ‬ ‫تشهد أنه ال تزال هناك نوع غفلة لدى أفراد تسببوا – وما زالوا‬ ‫يسببون– بكشف عمليات بطولية ومجاميع مجاهدة بتقصيرهم‬ ‫في احلذر من خطر ّ‬ ‫النقال ‪.‬‬ ‫فالواجب على قيادات اجلهاد في العراق أن تشدد بصورة مستمرة‬ ‫ّ‬ ‫بالنقال ‪ ،‬وأن جتعل هذه النصائح واحدة من‬ ‫على احلذر من التعامل‬ ‫املعلقات التي يجب أن يحفظها اجملاهد عن‬ ‫ظهر قلب ‪ ..‬ويطبقها في امليدان ‪ ..‬وإال صار عونا ً‬ ‫لإلحتالل على إخوته !!‬

‫خصائص االتصال بالهاتف النقال( الجوال)‬ ‫ حرية التنقل مع ضمان استمرار االتصال بالطرف اآلخر ‪ ،‬والسبب‬‫في هذا إن االتصال بالهاتف اجلوال يعتمد على اخلاليا ( أبراج الهاتف‬ ‫اجلوال ) املوزعة جغرافيا ً في أنحاء من األرض قريبة من استخدامات‬ ‫الناس ‪ ،‬وهي عادة إما أن تكون على شكل أبراج مرتفعة معروفة‬ ‫الشكل أو تكون على شكل هوائيات ملصقة على أسطح املنازل‬ ‫الكبيرة ‪ -‬وهذه تخفى على كثير من الناس ‪ -‬وبالتالي فإن هذه اخلاليا‬ ‫تقوم بعملية ( ‪ ) Hand Over‬وتعني تسليم املشترك من البرج‬ ‫احلالي إلى البرج الذي يليه دون شعور من املشترك بهذا االنتقال ‪،‬‬ ‫حتى لو كان االنتقال على مستوى املقسمات الداخلية أو الشبكات‬ ‫احمللية أو حتى الشبكات اخلارجية ‪ ،‬ومع كل انتقال يتم جتديد بياناتك‬ ‫وإعطاء املعلومات ‪.‬‬ ‫ عدم معرفة الطرف اآلخر مبوقع صاحب الهاتف اجلوال وال مبدينته‪،‬‬‫(املقصود طبعا املتصل العادي فقط ‪ ،‬بخالف أصحاب السلطة‬ ‫األمنية ) ‪.‬‬ ‫ القدرة على تبادل الرسائل الكتابية ‪.‬‬‫ماذا يستقبل مقسم االتصاالت من جوالك ؟‬ ‫مع بدء تشغيل جهازك اجلوال يقوم جهازك باستشعار أقرب موقع‬ ‫خلدمة الهاتف اجلوال ‪ ،‬ومن ثم يعطيه املعلومات التالية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬معلومات كاملة عن املشترك ( بيانات كاملة ) وفقا ً لكارت‬ ‫تسجيل الهاتف لدى الشركة ‪ ،‬فضالً عن بيانات عن نوعية اجلهاز‬ ‫املستخدم ‪ ،‬ورقم وموديل اجلهاز ‪ ،‬وتاريخ التصنيع ‪ ( ..‬وهذا يعني أنه لو‬ ‫مت استخدام أكثر من شريحة على نفس اجلهاز ‪ ،‬فإنه بإمكان األجهزة‬


‫األمنية أن تربط بني املعلومات املتعلقة بالشرائح املستخدمة على‬ ‫نفس الهاتف وذلك بسبب معرفتهم ملواصفات اجلهاز املستخدم ‪،‬‬ ‫ولذلك فإن من اخلطأ الكبير أن يستخدم األخ الشريحة اخملصصة‬ ‫للمهمات اخلاصة على نفس اجلهاز الذي يجري به اتصاالته املعتادة‪،‬‬ ‫إذ بإمكان األجهزة األمنية الربط بني الشريحتني ‪ ،‬وبالتالي التعرف‬ ‫عليه ) ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يعطي معلومات عن املوقع القريب منك ( البرج ‪ ،‬مقدم‬ ‫اخلدمة)‪.‬‬ ‫‪ .3‬ميكن للمقسم أن يحدد النقطة التي أنت فيها ‪ ،‬وقد يستطيع‬ ‫أن يحدد اجلهة التي أنت فيها من ( البرج ) مقدم اخلدمة ‪ ،‬ولكن ال‬ ‫يستطيع أن يحدد موقعك بالدقة إال إذا مت استعمال أجهزة أخرى من‬ ‫مراقبني قريبني من املوقع ‪.‬‬ ‫بخالف اجلوال الذي يعتمد على األقمار الصناعية في االتصال ‪ ،‬فإنه‬ ‫يتعامل مع خطوط الطول والعرض ‪ ،‬وهو يحدد إحداثية املتصل بدقة‬ ‫تصل إلى عشرات السنتمترات ‪ ،‬ولذا يسهل حتديد موقع االتصال‬ ‫للمتصل بهذا النوع على وجه الدقة ‪ ،‬كما حصل مع جوهر دودايف‬ ‫وغيره ‪ ،‬ولذا فإنه إذا عرف رقم أحد اإلخوة من الذين يستخدمون‬ ‫هذا النوع من االتصال فإن عليه أن يسارع بالتخلص منه‪.‬‬ ‫‪ .4‬إعلم أن جهازك ال يبعث أي معلومة عنك في حالة إقفاله ‪،‬‬ ‫ولذا ال داعي لفصل البطارية ونزعها كما يصنع بعضهم ‪ ،‬ويكفي‬ ‫إقفاله ‪ ،‬إذ أن املقصود من إقفاله هو منع بث اإلشارات التي حتدد‬ ‫جهتك وليس منع نقل الصوت ؛ ألن الصوت ال ينتقل واحلالة هذه ( في‬ ‫غير حال االتصال ) ‪ ..‬فإذا أغلقت اجلهاز دون فصل البطارية فال ميكن‬ ‫التجسس عليك ‪.‬‬ ‫وحاصل املسألة ‪ :‬أن اإلشارة التي يبثها موقع اجلوال إليك هي‬ ‫إشارات (بيجينق ) يعني اجلرس ‪ ،‬وبعض اإلشارات التي تسمى فنيا‬ ‫(‪ ، ) signaling‬واإلشارات التي يأخذها املوقع من جوالك هي إشارات‬ ‫( سنقنالينق ) ‪ ،‬فال تقوم إال بإعطاء املعلومات اخلاصة بالشريحة‬ ‫اخلاصة باجلهاز واملستخدم كما سبق بيانه فال تستطيع هذه‬ ‫اإلشارات نقل مكاملات أو حتى أصوات في حال عدم عمل مكاملة ‪ ،‬وإذا‬ ‫أجريت مكاملة ‪ ،‬تقوم هذه اإلشارة وحتول مكاملاتك إلى إشارات تسمى‬ ‫( إشارات هاتفية ) يعني حتمل أصوات ‪.‬‬ ‫إذن ‪ ..‬فإن اجلهاز وهو في غير حالة مكاملة ال ميكن استخدامه نظريا ً‬ ‫للتجسس على األصوات ‪ ،‬وعلى هذا تنبه وال تقبل أي جهاز جاءك‬ ‫كهدية وال تشتري األجهزة من شخص مشبوه ‪ ،‬واحذر فرمبا مت تبديل‬ ‫جهازك من حيث ال تعلم ‪.‬‬ ‫ولكن كما أسلفنا ‪ ،‬فإن اجلهاز إن كان مفتوحا ً فإنه ميكن حتديد‬ ‫اجلهة التي يتواجد بها ‪ ،‬وعليه فإنه يستحسن للشخص أن يغلق‬ ‫جواله قبل أن يذهب إلى الشخص الذي يريده بوقت كاف إذا كان‬ ‫يشعر أن جهازه مراقب‪.‬‬ ‫‪ .5‬عند إقفالك جلهازك فإن املعلومة التي تكون في املقسم هي‬ ‫آخر معلومة أقفلت اجلهاز عندها ‪ ،‬فهذه آخر معلومة يستطيع‬ ‫اآلخرون احلصول عليها عنك عن طريق شبكة اجلوال ‪ ،‬ومعنى هذا إذا‬ ‫أردت التخلص من رقم هاتفك فحاول إجراء املكاملة األخيرة في مكان‬

‫بعيد عنك جدا ً ليتم حفظ آخر بيانات املكاملة في أجهزتهم ‪.‬‬ ‫‪ .6‬إن الذي يريد أن يراوغ ويهرب ممن يراقبه ميكنه أن يتوجه إلى جهة‬ ‫ويترك جهازه في مكانه أو يلقيه وهو يعمل ‪ ،‬أو يعطيه ملن يتوجه به‬ ‫مشرقا ً إذا كنت مغربا ً ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ال يتم االطالع على جميع املكاملات الواردة على املقسمات ‪،‬‬ ‫وال ميكن ذلك ألنها تعتبر مباليني املكاملات ‪ ،‬ولكن ميكن حتديد بعض‬ ‫األلفاظ املنتقاة لتقوم أجهزة الترصد بفرزها سواء كانت رسائل‬ ‫كتابية أو صوتية ‪ ،‬كأن ينتقي ألفاظ ( جهاد ‪ ،‬عملية ‪ ،‬استشهاد ‪... ،‬‬ ‫أو أسماء أشخاص ) ‪ ،‬أو يكون الترصد لرقم بعينه ‪.‬‬ ‫وميكن أيضا ً إذا مت ضبط رقم لشخص أن يتم استرجاع املكاملات‬ ‫املسجلة في السابق سواء املكاملات الصادرة أو املكاملات الواردة على‬ ‫نفس الرقم ‪ ،‬ولذا فإن من األفضل للذين يخشون على أنفسهم‬ ‫املراقبة من خالل اجلوال أن يقوموا باستخدام الشرائح التي تباع‬ ‫بدون مستندات ‪ ،‬ويقوم باستبدالها كل فترة زمنية ‪ ،‬وإذا استخدم‬ ‫الشريحة الثانية فال يستخدمها على اجلهاز القدمي وكذلك عليه أن‬ ‫يتخلص من جهازه القدمي ببيعه في مكان أو لشخص ال يعرفه ‪.‬‬ ‫أمور يجب مراعاتها‬ ‫‪ .1‬إذا مت اعتقال أحد األطراف املرتبطة بك هاتفيا ً فاألفضل لكل‬ ‫من كان له اتصال معه أن يقوموا بتغيير أجهزتهم وشرائحهم‬ ‫متاما ‪ ،‬ويتلفوا كل ما ميت لتلك األجهزة والشرائح بعالقة مثل علب‬ ‫األجهزة‪ ،‬أرقام موديالتها ‪ ،‬البيانات اخلاصة بالشريحة كالرقم السري‬ ‫ورقم الشريحة وغيرها ‪.‬‬ ‫‪ .2‬حاول أن ال تتصل من شريحتك غير الرسمية بشخص هاتفه‬ ‫اجلوال مقتنى بصورة رسمية ‪ ،‬ألن ذلك يتيح فرصة التعرف عليك من‬ ‫خالل الطرف اآلخر ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .3‬ال توزع رقم هاتفك لكل من هب ودب ‪ ،‬وإذا شعرت أن أحدا حصل‬ ‫على رقمك اخلاص غير الرسمي فحاول أن تتخلص من الشريحة‬ ‫واجلهاز ببيعه حملل جتاري أو لشخص ال يعرفك ‪ ،‬أو ميم به التنور وأحرقه‪،‬‬ ‫وتذكر بأن التضحية بشريحة وجوال أهون من التضحية بشخص قد‬ ‫يؤخر كثيرا ً من األعمال املهمة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ال تعطي رقمك ألي أحد ‪ ،‬وإذا أعطيته ألحد فاحفظ من هو ‪،‬‬ ‫وال تعطي رقم أحد من اإلخوة ألي أحد ‪ ،‬بل خذ أنت رقم اآلخر واعطه‬ ‫ألخيك ‪ ،‬وال يقوم باالتصال به من اجلوال اخلاص ‪.‬‬ ‫‪ .5‬املستخدم لشرائح األقمار الصناعية يحاول أن ال يجري اتصاالته‬ ‫من مكان يتواجد فيه باستمرار ‪ ،‬فإذا كان متصالً فإنه يبتعد عن‬ ‫مكان تواجده بحسب ما يكفل له البعد عن الترصد ‪.‬‬ ‫‪ .6‬فيما يخص االتصال بالشريحة التي تعتمد املواقع األرضية ‪،‬‬ ‫فإن االتصال املستمر من مكان واحد مثل البيت ‪ ،‬أو جعل الشريحة‬ ‫املراقبة على صفة التشغيل باستمرار في مكان واحد فترات طويلة‬ ‫حتى لو متقطعة ‪ ،‬يعطي دالئل بأن صاحب الشريحة يسكن في هذا‬ ‫املكان ‪ ،‬لذا كن حذرا ً فال تشغل الشريحة‬ ‫ذات األهمية إال في أماكن بعيدة عن تواجدك‬ ‫‪ ،‬إضافة إلى تغييرها كل فترة هي وجهازها‬ ‫‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫صفات‬ ‫روحـــانية وإخـــــــــالص ‪ ..‬منهــــــــــجية وانضباط ‪....‬إق��دام وثبات وتضحية‪ ..‬تلك‬ ‫تجدها حاضرة أمامك في أبطال كتائب الشهيد عز الدين القسام ‪ ،‬الجناح العسكري لحركة المقاومة‬ ‫اإلسالمية ( حماس ) في أرض الرباط بفلسطين ‪ ..‬حيث أكرمنا األخ ( أبو عبيدة ) الناطق باسم كتائب‬ ‫القسام متفض ً‬ ‫ال باإلجابة عن األسئلة التي وجهتها له ( جامع ) ‪ ..‬فبورك فيه وفي إخوانه المرابطين معه‪..‬‬ ‫‪ :‬عشرون سنة مضت على تأسيس حركة املقاومة‬ ‫اإلسالمية ( حماس ) وكتائب عز الدين القسام ‪ ،‬وبرغم ضربات‬ ‫الصهاينة املتواصلة فإن جهاد القساميني ال يزال مستمراً ‪ ..‬كيف‬ ‫حافظتم على سرية التنظيم والعمل طوال هذه الفترة ؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬استطاعت كتائب القسام بفضل اهلل أوال ً ثم بقيادتها‬ ‫وقيادة حركة املقاومة اإلسالمية ( حماس ) احلكيمة وبإخالص قادتها‬ ‫وجنودها األوفياء أن تشق طريقها عبر أمواج متالطمة من املؤامرات‬ ‫والصعاب والفنت ‪ ،‬وحافظت على العمل اجلهادي ‪ ،‬ووضعت ملسات‬ ‫عظيمة في ثقافة الشعب الفلسطيني اجملاهد املرابط ‪ ..‬أما بالنسبة‬ ‫للس ّرية فنحن كتنظيم وبعد أن وصلنا إلى هذه‬ ‫املواقع املتقدمة في قيادة الشعب الفلسطيني‪:‬‬ ‫نحافظ على قدر معقول من الس ّرية خاصة في‬

‫اجلانب العسكري ‪ ،‬وموضوع العمل الس ّري هو أمر شاق في قطاع‬ ‫غزة على وجه اخلصوص ألن طبيعة القطاع من ناحية اجلغرافيا‬ ‫والدميوغرافيا جتعل من الس ّرية أمرا ً صعبا ً ‪ ،‬والس ّرية لدينا أمر ضروري‬ ‫لكن مستوياته مختلفة ‪ ،‬فمثالً الرباط على الثغور أصبح أمرا ً‬ ‫معروفا ً وسمة بارزة لكتائب القسام والعناصر في كثير من األحيان‬ ‫معروفون ‪ ،‬والنشاطات في التصدي لالجتياحات مكشوفة ‪ ،‬لكن‬ ‫أمور التخطيط والعمليات اخلاصة واألماكن والتصنيع العسكري وما‬ ‫شابه ال زالت حتتفظ بس ّرية تامة أدهشت حتى العدو الصهيوني‬ ‫وأعجزته بفضل اهلل ‪.‬‬ ‫‪ :‬في مقارنة بني اجلهاد العراقي والفلسطيني ‪ ..‬نرى أن‬ ‫هناك تركيزاً على نوعية العمليات في فلسطني ‪ ،‬بينما في‬ ‫العراق التركيز معظمه على كمية العمليات ( الكم مقدم على‬


‫النوع)‪ ..‬فهل هذا يخضع لعوامل‬ ‫معينة عندكم ؟ أم هناك سياسة‬ ‫تنتهجونها في استهداف احملتل؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬بالنسبة للمقارنة بني اجلهاد العراقي والفلسطيني‬ ‫نقول ‪ :‬إن املقارنة صعبة بني املقاومة في فلسطني وبني أي مقاومة‬ ‫أخرى ‪ ،‬فالناظر إلى قطاع غزة يرى أنها أرض ساحلية منبسطة ال‬ ‫جبل فيها وال كهف وال مغارة ‪ ،‬كما أن العدو الصهيوني يستخدم‬ ‫التقنيات احلديثة من كاميرات وأقمار صناعية وطائرات جتسس وأمور‬ ‫أخرى ‪ ،‬ونحن نحاول مبشقة التغلب على هذه األمور والتخطيط احملكم‬ ‫واجل ّيد الذي قد يستغرق أحيانا ً شهورا ً طويلة قبل تنفيذ عملية تكون‬ ‫نسبة النجاح فيها ‪ ، %50‬وبالتالي دخلنا في صراع أدمغة وعقول مع‬ ‫االحتالل ‪ ،‬واستطعنا حتقيق ضربات موجعة ومذهلة من خالل حرب‬ ‫األنفاق والعمليات االستشهادية واقتحام املواقع وخطف اجلنود‪..‬‬ ‫ما نستطيع تطبيقه على أرض فلسطني وفق اإلمكانات املتاحة لدينا‬ ‫وغيرها ‪.‬‬ ‫‪ :‬تعرضت جتربة اجلهاد العراقي ‪ -‬كما هو احلال في فلسطني من سالح وعتاد ‪ ،‬ونحن نرى أن جتربة اجلهاد في العراق هي جتربة فريدة‬ ‫ إلى طعنات من جماعات محسوبة على العمل اجلهادي ‪ ،‬وهناك وناجحة إلى حد كبير‪ ،‬وهي حلقة مهمة جدا ً في مشروع املمانعة‬‫من يُـأثم ويـُخطأ ويتكلم بقوة على من يتصدى ألعمال هؤالء واملقاومة ضد املشروع الصهيوني الغربي ‪ ،‬ونحن نستفيد من كل‬ ‫املندسني ويقولون أن هذا يصب في خدمة االحتالل ؟ فما هي جتارب املقاومة في العالم خاصة إذا كان أصحاب هذه التجربة من‬ ‫وجهة نظركم في كتائب القسام جتاه أعمال املفسدين وكالم من أبناء املشروع اإلسالمي املتم ّيز ‪.‬‬ ‫‪ :‬القيادة امليدانية لها األثر البالغ في تثبيت اجملاهدين‬ ‫مينع التصدي لهم ؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬نحن نرى أن من أهم عوامل جناح العمل اجلهادي هو في معركتهم الطويلة مع االحتالل ‪ ،‬فما هو دور القائد امليداني‬ ‫وحدة األمة ووحدة الشعب املقاوم ‪ ،‬ولكن األهم من ذلك أن تسلم القسامي مع جنوده ؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬القيادة امليدانية هي احمل ّرك األساس للمجاهدين على‬ ‫املقاومة من طعنات الظهر التي تربك الصف وتضعف العمل ‪،‬‬ ‫ونحن من جتربتنا املعاصرة تعرضنا للطعن املستمر من الظهر منذ األرض ‪ ،‬وهذا تع ّلمناه من ديننا ومن سيرة نبينا ‪ ، ‬فالقائد امليداني‬ ‫هو طليعة الصف ‪ ،‬ويقع على عاتقه أمانة‬ ‫انطالقتنا وحتى اليوم ‪ ،‬وصبرنا ‪ ،‬وكظمنا‬ ‫غيظنا ‪ ،‬وعضضنا على اجلراح ‪ ،‬وحاولنا تجربة الجهاد في العراق حلقة عظيمة في تثبيت اجملاهدين وتوجيههم‬ ‫وتوزيعهم بالشكل الصحيح ‪ ،‬فكثير من‬ ‫التنسيق بني مقاومة العدو والتصدي‬ ‫ً‬ ‫المقاومة‬ ‫مشروع‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫مهمة‬ ‫اجلنود مثالً لديه اندفاع إلى الشهادة وإقدام‬ ‫لطعنات أذنابه‪ ،‬لكن عندما وصلت األمور ‪-‬‬ ‫الغربي‬ ‫الصهيوني‬ ‫المشروع‬ ‫ضد‬ ‫ً‬ ‫يشوبه أحيانا نوع من الته ّور ‪ ،‬ومهمة‬ ‫في غزة ‪ -‬إلى درجة بات فيها املشروع املقاوم‬ ‫القائد توزيع املهام وحتريك العناصر الالزمة‬ ‫بأكمله مهددا ً بتدخالت خارجية وخطط‬ ‫شيطانية‪ ،‬حتركنا عسكريا ً وقطعنا رأس األفعى ‪ ،‬واألمر اآلن يتكرر في امليدان مبا يحقق النجاح مع ّ‬ ‫أقل اخلسائر‪ ،‬ولدينا في كتائب القسام‬ ‫في الضفة الغربية ‪ ،‬فنحن نتعرض لهجوم مشترك من قبل االحتالل جتربة طويلة في أهمية القيادة امليدانية التي ّ‬ ‫تنظم املهام اجلهادية‬ ‫تنسق مع االحتالل وتقوم مبتابعتها عن قرب ‪ ،‬وحتى في العمليات االستشهادية يكون‬ ‫وعمالئه من األجهزة األمنية املشبوهة التي ّ‬ ‫لضرب املقاومة ‪ ،‬وهذا األمر ال يقبله ال دين و ال عقل وال عروبة ‪ ،‬و بناء القائد متابعا ً لسيرها من مكان قريب وعلى تواصل مع اجملاهدين حتى‬ ‫عليه أنا أعتقد أن الصبر على أذناب االحتالل والطاعنني في خاصرة اللحظة األخيرة ‪.‬‬ ‫‪ :‬ما هو املنهج الروحي والتربوي والعسكري للمجاهد‬ ‫اجملاهدين له حدود ‪ ،‬واحلكيم له ثورة ‪ ،‬واحلليم له غضبة في الوقت‬ ‫القسامي؟‬ ‫املناسب ‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬بالنسبة للمنهج الروحي‬ ‫‪ :‬ما مقدار االستفادة من جتربة اجلهاد العراقي في‬ ‫والتربوي للمجاهد القسامي‪ ،‬فهو املنهج‬ ‫فلسطني؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬مقدار استفادتنا من جتربة اجلهاد العراقي هو مبقدار‬


‫القرآني الذي يتربى عليه اجملاهد قبل دخوله للجناح العسكري‬ ‫ وهو شرط النضمامه للقسام ‪ ، -‬فاجلندي القسامي البد وأن مي ّر‬‫مبرحلة تربوية كافية ‪ ،‬قبل وأثناء دخوله للعمل اجلهادي ‪ ،‬وهي تصبح‬ ‫بعد انضمامه للجهاد ألزم ‪ ،‬وهناك جلان تربوية ودعوية في اجلناح‬ ‫العسكري ّ‬ ‫تذكر اجملاهدين باستمرار بالهدف والوسيلة ‪ ،‬أما املنهج‬ ‫العسكري فهناك أمور أساسية يجب أن تكون معلومة لدى كل‬ ‫مجاهد ‪ ،‬وهي التي تتعلق بالتدريب العسكري واستخدام السالح ‪،‬‬ ‫ثم بعد ذلك يتم استيعاب اجملاهد في دائرة معينة أو وحدة مختصة‬ ‫محدد ‪.‬‬ ‫بعمل‬ ‫ّ‬ ‫‪ :‬كيف يكون إعداد االستشهاديني في صفوفكم ؟ هل‬ ‫لهم منهج خاص ؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬االستشهاديون هم الصفوة من بني اجملاهدين ‪ ،‬ونحن‬ ‫بفضل اهلل ال جند أي صعوبة في اختيار استشهادي ألي عمل جهادي‬ ‫وامللحني كذلك ‪ ،‬لكن‬ ‫بسبب كثرة املقبلني على تنفيذ هذه العمليات‬ ‫ّ‬

‫نحن ن��رى أن من أه��م عوامل‬ ‫نجاح العمل الجهادي هو وحدة‬ ‫األم��ة ووح��دة الشعب المقاوم‬

‫االستشهادي الذي يتم اختياره يتم تأهيله عسكريا ً بدرجة أولى ‪ -‬على‬ ‫مؤهل روحيا ً ‪ -‬ويتم تدريبه بشكل مك ّثف ورسم خارطة‬ ‫اعتبار أنه ّ‬ ‫حي عدة مرات‪.‬‬ ‫العملية أمامه ويقوم بتنفيذها بشكل متثيلي ّ‬ ‫‪ :‬ما هي السلبيات التي ترونها في العمل اجلهادي‬ ‫العراقي؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬نحن نرى أن األهم قبل التركيز على السلبيات ‪:‬‬ ‫استقراء ( املنهج والفكر والتربية والقيادة ) لدى‬ ‫اجلماعة اجملاهدة ‪ ،‬فإن كانت هذه األمور سليمة ‪:‬‬ ‫أصبح مؤكداّ أن السلبيات ال تعدو كونها أخطاء‬

‫فردية أو اجتهادات على خالف األولى‪،‬‬ ‫وبناء عليه فنحن ال نرقب عثرات‬ ‫إخواننا أو سلبياتهم ‪ -‬إال للنصح والتذكير ‪ -‬ألن “أهل مكة أدرى‬ ‫بشعابها” ‪ ،‬مع أننا ال نحب اخلطأ ألصحاب املشروع اإلسالمي اجملاهد‬ ‫ألن خطأهم يكون حتت اجملهر من اجلميع ‪.‬‬

‫الصبر على أذن���اب االحتالل‬ ‫وال��ط��اع��ن��ي��ن ف���ي خاصرة‬ ‫ال���م���ج���اه���دي���ن ل����ه حدود‬

‫‪ :‬ما هي وجهة نظركم كجناح عسكري الستثمار اجلناح‬ ‫السياسي لعملكم وانتصاراتكم ؟ هل يقلل ذلك من زخم العمل‬ ‫اجلهادي وأثره بني اجلماهير وفي صفوف كوادركم ؟‬ ‫أبو عبيدة ‪ :‬أوال ً نحن في كتائب القسام جزء من حركة املقاومة‬ ‫اإلسالمية ( حماس ) ‪ ..‬نشارك في صناعة قرارها ؛ ألن احلركة إطار‬ ‫يجمع كل األجهزة ‪ ،‬وبالتالي فإن القيادة السياسية تنطلق من ذات‬ ‫ما ننطلق منه ‪ ،‬سواء في املواقف السياسية أو غيرها ‪ ،‬ونحن ال جند‬ ‫حرجا ً في استفادة القيادة السياسية للحركة من رصيدنا اجلهادي‬ ‫ فيما يرضي اهلل تعالى بالطبع ‪ ، -‬ونحن جند أن هذه االستفادة هامة‬‫خاصة في مجال توعية األمة بثمرات اجلهاد واملقاومة اإلسالمية على‬ ‫أرض فلسطني ‪ ،‬وحاشا أن تكون قيادتنا قد استغ ّلت جهادنا يوما ً من‬ ‫أجل عرض دنيوي زائل أو منصب زائف ‪ ،‬فقيادتنا السياسية خرجت‬ ‫من رحم املعاناة واجلهاد ‪ ،‬وتعرضت وال زالت ‪ -‬مثلنا وأكثر ‪ -‬لالغتيال‬ ‫واملالحقة والقصف واحلصار والظلم ‪..‬‬ ‫‪ :‬ما هي نصيحة قائد قسامي لـ ‪:‬‬ ‫ قائد مجموعة جهادية عراقية ؟‬‫أبو عبيدة ‪ :‬نوصيه خيرا ً بإخوانه اجملاهدين ‪ّ ،‬‬ ‫ونذكره باألمانة الثقيلة‬ ‫التي وكلت إليه ‪ ،‬ونسأل اهلل أن يعينه على حملها وأن يجعله ذخرا ً‬ ‫لإلسالم واملسلمني ‪.‬‬ ‫ مجاهد عراقي ؟‬‫أبو عبيدة ‪ :‬اإلخالص هو السالح القوي الذي عجزت أميركا‬ ‫وحاشيتها أن تواجهه بكل قوة الدنيا ‪ ،‬فمزيدا ً من اإلخالص والعمل‬ ‫والتضحية ‪ ،‬وحتية لكل مجاهدي أمتنا فهم الكبار في زمن الهوان ‪،‬‬ ‫وهم الطليعة والرؤوس في زمن كثر فيه األذناب ‪.‬‬ ‫ عوائل الشهداء واملعتقلني ؟‬‫أبو عبيدة ‪ :‬صبرا ً إخواننا فالنصر حليفكم ‪ ،‬وواهلل إن دماء‬ ‫عدة‬ ‫شهدائكم ‪ ،‬وآهات أسراكم هي وقود النصر والتمكني ‪ ،‬وهي ّ‬ ‫اجملاهدين ‪ ،‬والدماء الزكية الطاهرة هي التي ترسم مالمح التحرير‬ ‫وخارطة الوطن السليب ‪ ،‬أعانكم اهلل وث ّبتكم ‪ ،‬ونصركم على عد ّوه‬ ‫وعد ّوكم ‪.‬‬


‫َك ُثر احلديث عن زمن الفتنة ‪ :‬إلى أين يركن العاملون في أحوالهم ؟‬ ‫فمن قائل ‪ :‬إلى الشرق ‪ ،‬ومخالف إلى الغرب ‪ ،‬ونسوا الفرار إلى الرب‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اس َت ِع ُينوا بِا َّلصب ِر‬ ‫ َفف ُّروا إلَى اللَّه الذاريات ‪ .. 50:‬واالستعانة مبا أمر اهلل ‪َ :‬و ْ‬ ‫ْ‬ ‫َوا َّلصالةِ البقرة ‪ ،45 :‬ومنه االستعاذة من الفنت‪ ،‬جاء في صحيح مسلم‬ ‫عنه ‪ ‬أنه قال ‪ ( :‬تعوذوا باهلل من الفنت ما ظهر منها وما بطن ) ‪،‬‬ ‫وكان ‪ ‬يستعيذ من فنت احمليا واملمات دبر كل صالة قبل السالم ‪.‬‬ ‫وب َّوب اإلمام البخاري في صحيحه باب ‪ ( :‬التعوذ باهلل من الفنت ) ‪،‬‬ ‫سلَ َم َة ( رضي اهلل عنها ) َقالَ ِت‪:‬‬ ‫كما أورد في كتابه ( اجلامع ) حديث أ ُ ِّم َ‬ ‫اس َت ْي َق َ‬ ‫هلل َماذَا أُن ْزِ َل‬ ‫ْ‬ ‫سو ُل اهلل ‪ ‬لَ ْيلَ ًة َفزِ ًعا يَقُو ُل ‪ُ ( :‬‬ ‫ظ رَ ُ‬ ‫س ْب َحا َن ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫لخْ‬ ‫َ‬ ‫لحْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اح َب ا َجرِ ‪ -‬يُرِي ُد ب ِ ِه‬ ‫ِم َن ا زَائ ِ ِن وَ َماذَا أن ْزِل ِم َن ال ِفتنَ ِ ؟ َم ْن يُو ِقظ َ‬ ‫ص َو ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اآلخرَ ِة ) فانظر‬ ‫صلِّ َ‬ ‫اج ُه‪َ -‬حتَّى ي ُ َ‬ ‫أَزْوَ َ‬ ‫اس َي ٍة ِفي ال ُّدن ْ َيا َعارِيَة ِفي ِ‬ ‫ني ‪ ،‬رُ َّب َك ِ‬ ‫كيف قلق النبي ‪ ‬في منامه واستيقظ بسبب الفنت ‪ ،‬فأرشد أمته‬ ‫إلى العالج بالدعاء والعبادة وااللتجاء إلى اهلل سبحانه ‪.‬‬ ‫وفي صحيح مسلم عن معقل بن يسار ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫(الْ ِع َبادَ ُة ِفي الهرج ‪ -‬وفي رواية ‪ :‬في الْ ِف ْت َن ِة ‪َ -‬كالْ ِه ْجرَ ِة إِلَ َّي ) ‪ ،‬يعني‬ ‫بذلك أن العبادة لها ميزة وفضل وأجر عظيم في أوقات الفنت ‪ ،‬والهرج‬ ‫هو كثرة القتل ‪ ،‬وقال بعض أهل العلم ‪ :‬هو كثرة الكذب ‪ ،‬وقد اجتمعا‬ ‫في هذا الزمان ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معلقا على هذا احلديث ‪:‬‬ ‫يقول احلافظ ابن رجب‬ ‫( وسبب ذلك ‪ :‬أن الناس في زمن الفنت يتبعون أهواءهم وال يرجعون‬ ‫إلى دين ‪ ،‬فيكون حالهم شبيها ً بحال اجلاهلية ‪ ،‬فإذا انفرد من بينهم‬ ‫من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان‬ ‫مبنزلة من هاجر من بني أهل اجلاهلية إلى رسول اهلل ‪ ‬مؤمنا ً به ‪،‬‬ ‫متبعا ً ألوامره مجتنبا ً لنواهيه ) ‪.‬‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سول ا ِ ‪‬‬ ‫وجاء في صحيح مسلم أيضا عن ْ أبِي ُهرَيْرَ َة ‪ ‬أ َّن ر َ ُ‬ ‫طع اللَّ ْي ِل المْ ُ ْ‬ ‫ً َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص ِب ُح الرَّ ُجل ُمؤ ِمنًا‬ ‫ظلِ ِم ‪ ،‬يُ ْ‬ ‫َقا َل‪ ( :‬بَادِرُوا بِاأل ْع َم ِ‬ ‫ال ِفتَنا ك ِق ِ‬ ‫ض ِم ْن‬ ‫سي ُم ْؤ ِمنًا وَيُ ْ‬ ‫سي َكا ِفرًا ‪ ،‬أَوْ يمُ ْ ِ‬ ‫وَيمُ ْ ِ‬ ‫ص ِب ُح َكا ِفرًا ‪ ،‬ي َ ِبي ُع دِي َن ُه ب ِ َعرَ ٍ‬ ‫ال ُّدن ْ َيا ) ‪ ،‬فالرسول ‪ ‬حث على املبادرة إلى األعمال الصاحلة عند‬ ‫حلول الفنت من جهاد وصالة وصيام وصدقة وبر وأداء للحقوق الواجبة‬ ‫عليك وصلة الرحم وقراءة القرآن وغيرها من األعمال ‪ ،‬ثبتنا اهلل وإياك‬ ‫على الطاعة ‪.‬‬

‫وهذا أبو هريرة ‪ ‬يقول ‪ ( :‬تكون فتنة ال ينجي منها إال دعاء كدعاء‬ ‫الغرق ) ‪ ،‬أي الذي بلغ منه اخلوف والوجل كخوف الذي أوشك على‬ ‫الغرق ‪.‬‬ ‫فالعبادة واللجوء إلى اهلل تعالى ُمصرِّف األمور ومقدر األقدار ومغير‬ ‫األحوال الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ‪ ،‬وال يحدث في الكون‬ ‫مثقال ذرة إال بقدر ِه وأمر ِه ‪ ،‬فمنه سبحانه يستمد احلكم على كل‬ ‫شيء ‪ ،‬فاللجوء إليه ‪ ،‬واالنطراح بني يديه سبحانه في األوقات العصيبة‬ ‫وساعات الشدائد ‪ ،‬وحني اختالط األمور ‪ ،‬وكثرة الهرج وانتشار الكذب‪،‬‬ ‫وشيوع التزوير ‪ ،‬وكثرة االختالفات ‪ ،‬يعطيك املوقف العملي الدقيق‬ ‫والواضح والثابت واملوافق لسنن اهلل في الكون وحياة الناس ‪.‬‬ ‫إن الواجب على اجملاهدين حني ترجتف بهم األراجيف وتشاع فيهم‬ ‫الشائعات ‪ :‬أن يلتجئوا إلى اهلل ويزدادوا إميانا ً به وتوكالً عليه ؛ وبذلك‬ ‫تعظم نفوسهم ‪ ،‬وتقوى عزميتهم ‪ ،‬وتطمئن قلوبهم ‪ ..‬ال َّ ِذ َين َق َال لَ ُه ُم‬ ‫اخ َش ْو ُهم َف َز َاد ُهم َإميانًا َو َقا ُلوا َحس ُب َنا اللَّ ُه َون ِ ْع َم ال ْ َو ِك ُيل ‬ ‫اس َق ْد َج َم ُعوا لَ ُك ْم َف ْ‬ ‫ا َّلن ُ‬ ‫اس َّإن ا َّلن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫آل عمران ‪.. 173 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال ابن عباس ‪َ : ‬حس ُب َنا اللَّ ُه َون ْع َم ال ْ َوك ُيل ‪ ..‬قالها إبراهيم ملا ألقي في‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اخ َش ْو ُهم ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫حني‬ ‫النار ‪ ،‬وقالها محمد ‪‬‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫اس‬ ‫لن‬ ‫ا‬ ‫إن‬ ‫َّ َّ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫علي ‪ ،‬وانصرني وال تنصر‬ ‫وكان من دعاء النبي ‪ِّ ( : ‬‬ ‫رب أعني وال تعن َّ‬ ‫علي ‪ ،‬واهدني ويسر الهدى لي ‪ ،‬وانصرني على‬ ‫علي ‪ ،‬وامكر لي وال متكر َّ‬ ‫َّ‬ ‫علي ) رواه أبو داود والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪..‬‬ ‫بغى‬ ‫من‬ ‫َّ‬ ‫والتزام ( ال حول وال قوة إال باهلل ) َمعني ُمعني كما يقول عنها ابن‬ ‫‪:‬‬ ‫القيم‬ ‫وحتمل‬ ‫( هذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة األشغال الصعبة ‪ّ ،‬‬ ‫املشاق ‪ ،‬والدخول على امللوك ‪ ،‬ومن يخاف ‪ ،‬وركوب األهوال ) ‪.‬‬ ‫وإني ألدعـو اهلل واألمر ضيــــق‬ ‫علـــي فما ينفك أن يتفـــرجا‬ ‫َّ‬ ‫ســـدت عليه وجوهه‬ ‫فتى‬ ‫ْ‬ ‫ورُب ً‬ ‫هلل مخرجا‬ ‫َ‬ ‫أصاب ل ُه في دعو ِة ا ِ‬


‫هذه املعركة هي أولى معارك ( اإلخوان املسلمني ) في‬ ‫فلسطني يوم السبت املوافق ‪ ، 1948 -4 - 10‬وكان الغرض منها‬ ‫حترير مستعمرة ( كفار ديروم ) احلصينة جنوبي “دير البلح”‬ ‫في صحراء النقب ‪ ،‬وهذه املستعمرة وإن كانت صغيرة احلجم‬ ‫إال أنها كانت مقامة في وضع بالغ األهمية لقربها من احلدود‬ ‫املصرية ولوقوعها على طريق املواصالت الرئيس الذي يربط بني‬ ‫مصر وفلسطني ‪.‬‬ ‫هاجم اإلخوان املستعمرة في وقت مبكر من صباح يوم‬ ‫القتال‪ ،‬وكان اإلخوان في الفترة األولى من احلرب يجهلون‬ ‫املستعمرات اليهودية وطرق حتصينها فظنوا أن في مقدورهم‬ ‫مهاجمتها واحتاللها برغم ما كانوا يعانونه من نقص في‬ ‫األسلحة واملعدات ‪ ،‬وجنحوا في املرور خالل‬ ‫حقول األلغام عبر ممرات أعدوها طوال األسبوع‬

‫الذي سبق املعركة واجتازوا عوائق األسالك الشائكة ‪ ،‬كل هذا مت‬ ‫بدقة وسرعة دون أن ينتبه حراس املستعمرة ملا يجري حولهم ‪،‬‬ ‫ولم يفيقوا إال على صوت انفجار هائل أطاح بأحد مراكز احلراسة‪،‬‬ ‫ثم بدأت املعركة داخل اخلنادق وعلى أبواب األبراج ‪ ،‬وأبدى اإلخوان‬ ‫في هذه املرحلة من ضروب البطولة الفدائية ما ال ميكن حصره‬ ‫وتصويره ‪ ،‬وأستطاع اليهود أن يسدوا الثغرات التي أحدثها‬ ‫اجملاهدون في دفاعات املستعمرة ثم حاصروا القوة الصغيرة التي‬ ‫جنحت في التسلل إلى أوكارهم ومضوا يحصدونها ببنادقهم‬ ‫ورشاشاتهم‪.‬‬ ‫وانتهت املعركة على هذه الصورة املؤسفة ‪ ،‬ولكنها ظلت‬ ‫مثالً فريدا ً للبطولة والتضحية ‪ ،‬ومما زاد في روعتها أنها كانت‬ ‫املعركة الليلية الوحيدة التي شهدتها معارك اجلنوب ‪ ،‬ومتت‬ ‫بخفة وهدوء يدالن على مستوى عال في التدريب واملقدرة ‪.‬‬


‫وانتهت املعركة ‪ ،‬وخرج منها اإلخوان بنتيجة واحدة ‪ ،‬هي‬ ‫إنهم فهموا أن مهاجمة املستعمرات بهذا النقص الواضح في‬ ‫األسلحة واملعدات هو انتحار محقق ‪ ،‬وفهموا كذلك أنهم لن‬ ‫ينجحوا إال في حرب عصابات ينزلون فيها الضرب على خصومهم‬ ‫خارج هذه املستعمرات دون التعرض حلصونهم واستحكاماتهم‪،‬‬ ‫وهذا ما مت بالفعل في معارك اإلخوان التالية مع اليهود ‪.‬‬ ‫وهذا وصف للمعركة ملراسل جريدة ( أخبار اليوم ) في غزة ‪،‬‬ ‫كما نشرته جريدة ( اإلخوان املسلمني ) اليومية في عددها رقم‬ ‫‪ 604‬الصادرة في ‪ 9‬جمادى اآلخرة سنة ‪ 1367‬هـ املوافق ‪ 18‬أبريل‬ ‫سنة ‪1948‬م ‪:‬‬ ‫( أكتب إليكم من ميدان القتال ‪ ،‬نحن اآلن في منتصف‬ ‫الطريق بني غزة وخان يونس ‪ ،‬انتهت املعركة األولى بني املصريني‬ ‫واليهود ‪ ،‬إنها أول معركة حربية تخوضها مصر ضد اليهود ‪ ..‬إثنا‬ ‫عشر شهيدا ً وخمسة من اجلرحى ‪ ،‬إنهم يَحملونها اآلن ليدفنوا‬ ‫في دير البلح ‪ ..‬إنني أتأمل القتلى واحدا ً واحدا ً ‪ ،‬ليس بينهم واحد‬ ‫مصاب من ظهره ‪ ،‬وبعضهم أصيب مرة أو مرتني ‪ ،‬ومع ذلك بقى‬ ‫يحمل بندقيته ويضرب بها ‪..‬‬ ‫إنهم يحملونها اآلن ليدفنوا كما هم بغير غسل أو كفن ‪،‬‬ ‫فتقاليد اإلسالم أن يدفن الشهيد مبالبسه ‪ ,‬كان منظرا ً رائعا ً ‪،‬‬ ‫هذا الدم املصري يغطى أرض الصحراء املنبسطة ‪ ,‬هذه األرض‬ ‫التي سارت فيها جيوش املارشال ( اللنبي ) وانتصرت انتصاراتها‬ ‫األخيرة ‪ ،‬أصبحت نقطة البداية التي تطلق منها مصر رصاصاتها‬ ‫على مستعمرات اليهود ‪.‬‬ ‫بدأت هذه املعركة في الساعة الثانية من صباح السبت ‪30‬‬ ‫جمادى األولى سنة ‪ 1367‬هـ املوافق ‪ 10‬أبريل سنة ‪1948‬م ‪ ،‬كان‬ ‫اجلو أشبه بالنسيم العليل ‪ ،‬وقد أصر اجلنود على أن يستحموا‬ ‫قبل املعركة استعدادا ً للموت وصلوا على أنفسهم صالة‬ ‫اجلنازة وتلوا جميعا ً آيات من كتاب اهلل ‪ ،‬وذهب كل منهم إلى‬ ‫املوقع الذي اختير له ‪ ..‬كان الظالم دامسا ً فقد كنا في آخر يوم‬ ‫للشهر العربي ‪ ،‬سوا ٌد في كل مكان ‪ ،‬نرى أشباحا ً تتحرك وقد‬ ‫أرتدت أحذية من الكاوتشوك‪ ،‬حتمل في أيديها املدافع والبنادق‪،‬‬ ‫كال ٌم كالهمس ‪ ،‬أخذوا يقصون األسالك الشائكة التي حتيط‬ ‫باملستعمرة اليهودية ‪ ،‬حتى إذا انتهوا من خطها األول أخذوا‬ ‫ينسفون اخلط الثاني ‪ ،‬وإذا مبدفع الهاون وقنابل الدخان تطلق من‬ ‫اجلهة الشرقية لتغطية الهجوم ‪.‬‬ ‫إستيقظ اليهود وراحوا يضربون أوكار مدافع الهاون وهم‬ ‫يظنون أن الهجوم العربي قد بدأ من تلك الناحية ‪ ،‬وهنا تسلل‬ ‫الفدائيون واقتحموا األماكن امللغومة ووضعوا األلغام واملتفجرات‬

‫في احلصون‪ ،‬فنسفوا جزءا ً من البرج ودمروا كل احلصون ‪ ،‬وأخذ‬ ‫املصريون واليهود يتقاذفون القنابل اليدوية ويتراشقون مبدافع‬ ‫التومى جن والبنادق البرنو ‪ ،‬ظن اليهود في أول األمر أن املعركة‬ ‫بسيطة ‪ ،‬ولكنهم بعد ساعتني تنبهوا إلى خطورة الهجوم‬ ‫فاستغاثوا باجليش البريطاني ‪ ،‬فحضرت الدبابات وملا وجدت أن‬ ‫املصريني قد لغموا األرض راحت ترفع األلغام ‪ ،‬وكانت الدبابات‬ ‫البريطانية ترفع األعالم البيض ووقفت بني املصريني واليهود‬ ‫وصدرت األوامر بعدم إطالق النار ‪.‬‬ ‫رأى القائد البريطاني الشهداء ‪ ،‬وأطلعه قائد اإلخوان على‬ ‫تفاصيل املعركة وكيف أن العرب لم يخسروا من أسلحتهم‬ ‫شيئا ً ‪ ،‬بل إنهم استعادوا أسلحة الشهداء واجلرحى ‪ ،‬ف ُدهش‬ ‫وذهب إلى حيث يرقد الشهداء وأحنى رأسه قائالً ‪ ( :‬إنني في‬ ‫دهشة ‪ ،‬كيف استطعتم أن تفعلوا كل هذا ‪ ،‬لقد كنت في‬ ‫فرقة الكومانودوز البريطانية ولم أشهد جراءة كالتي رأيتها اآلن‪،‬‬ ‫ولو كان معي ثالثة آالف من هؤالء لفتحت بهم فلسطني ) ‪ ..‬ثم‬ ‫تقدم القائد البريطاني إلى اجلرحى املصريني وق َّبل كالً منهم في‬ ‫جبينه وقال ‪ ( :‬من أي بلد هؤالء األبطال؟) فقالوا ‪ ( :‬من مصر ) ‪.‬‬ ‫ومن العجيب أن أغلب القتلى املصريني لم يتجاوز اخلمسة‬ ‫والعشرين عاما ً ‪ ،‬وجميعهم من اإلخوان املسلمني ‪ ،‬وقد روى‬ ‫القائد محمود لبيب أن أحد الشباب اُنتدب خلفارة املعسكر‬ ‫ولكنه أصر على أن يكون في مقدمة املقاتلني ‪ ،‬وقال له القائد‪:‬‬ ‫(أنت صغير السن ‪ ،‬فليتقدم أوال ً من يكبرك سنا ً ) ‪ ،‬فبكى الشاب‬ ‫املصري ولكن القائد أصر على بقائه ‪ ،‬وملا علم أن الذي حل مكانه‬ ‫قد قتل في بداية املعركة وأخبره زمالؤه بذلك أزداد بكاء وحزنا ً )‪.‬‬ ‫وهذه هي القـائمة الكاملة لشهداء معركة ( كفار ديروم )‬ ‫األولى ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الشهيد ‪ :‬محمد عبد اخلالق يوسف ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الشهيد ‪ :‬محمد سلطان ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الشهيد ‪ :‬عبد الرحيم عبد احلي ‪.‬‬ ‫‪ .4‬الشهيد ‪ :‬عبد الرحمن عبد اخلالق ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الشهيد ‪ :‬عمر عبد الرؤوف ‪.‬‬ ‫‪ .6‬الشهيد ‪ :‬عبد السميع علي قنديل ‪.‬‬ ‫‪ .7‬الشهيد ‪ :‬فرج إبراهيم ‪.‬‬ ‫‪ .8‬الشهيد ‪ :‬حلمي جبريل ‪.‬‬ ‫‪ .9‬الشهيد ‪ :‬السيد البش ‪.‬‬ ‫‪ .10‬الشهيد ‪ :‬محمد طه محمد سيدأحمد‪.‬‬ ‫‪ .11‬الشهيد ‪ :‬عز العرب محمد سليمان‪.‬‬ ‫‪ .12‬الشهيد ‪ :‬مصطفى الشربيني ‪.‬‬


‫‪‬‬

‫تاريخ الكالشنكوف‬

‫‪‬‬

‫مميزات السالح‬

‫‪‬‬

‫مواصفات السالح‬

‫جربت بندقية االشتباكات القريبة ( كالشنكوف ) ألول مرة‬ ‫من قبل اجليش الروسي في عام ‪1947‬م ‪ ،‬وفي عام ‪1950‬م بدأ إنتاج‬ ‫الكالشنكوف بكميات كبيرة ‪ ،‬وفي عام ‪ 1950‬أدخلت الكالشنكوف‬ ‫اآللية للخدمة في اجليش الروسي كسالح فردي رئيس ‪.‬‬ ‫سالح الكالشنكوف يعتبر أفضل أسلحة االقتحام اآللية من‬ ‫حيث القوة والتحمل ‪ ،‬لذلك جتده يستخدم في أكثر من أربعني جيشا ً‬ ‫نظاميا ً في العالم ‪ ،‬وأكثر احلركات الثورية واجلهادية تستخدم هذا‬ ‫السالح لكفاءته ومتانته ‪.‬‬ ‫النوع ‪ :‬بندقية اقتحام أوتوماتيكية ( صلي ‪ -‬فردي ) ‪.‬‬ ‫بلد املنشأ ‪ :‬روسيا ( االحتاد السوفيتي سابقا ً ) ‪.‬‬ ‫العيار ‪ 39 × 7,62 :‬ملم ‪.‬‬ ‫وزنه ‪ 3,15 :‬كغم فارغة ‪ 3,68 -‬كغم جاهزة ‪.‬‬ ‫عدد اخلطوط احللزونية ( وهي التي تكون داخل السبطانة )‪4 :‬خطوط‬ ‫‪.‬السرعة االبتدائية للطلقة ‪ 715 :‬م‪/‬ث ‪.‬‬ ‫سعة اخملزن ‪ 30 :‬طلقة ‪ 40-‬طلقة ‪ 75 -‬طلقة‬ ‫اخلاص بسالح ‪. RPK‬‬

‫‪‬‬

‫أجزاء السالح‬

‫‪ .1‬السبطانة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬حلمة الغاز ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أنبوبة الغاز ‪.‬‬ ‫‪ .4‬واقية اليد ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الفرضة ‪.‬‬ ‫‪ .6‬الشعيرة ‪.‬‬ ‫‪ .7‬حجرة االنفجار ‪.‬‬ ‫‪ .8‬اخملزن ‪.‬‬ ‫‪ .9‬القبضة املسدسية ‪.‬‬ ‫‪ .10‬مجموعة الزناد ‪.‬‬ ‫‪ .11‬األخمص ‪ ،‬ويأتي مع اخلشبي عدة التنظيف ‪ ،‬وتتكون من ( عدة تنظيف‬ ‫ مفتاح تصفير ) ‪.‬‬‫‪ .12‬غطاء البدن ‪.‬‬ ‫‪ .13‬مجموعة األقسام ‪ ،‬وتتكون من ( عمود املدك ‪ -‬مجموعة اإلبرة ‪ -‬فتحة‬ ‫دخول النابض ) ‪.‬‬ ‫‪ .14‬نابض اإلرجاع ‪.‬‬ ‫‪ .15‬سيخ التنظيف ‪.‬‬ ‫‪ .16‬جسم السالح ‪.‬‬ ‫‪ .17‬احلربة ‪ ،‬ولكل سالح حربة خاصة به ‪ ،‬وفي بعضها إمكانية قص‬


‫األسالك الشائكة ‪ ،‬وفي بعضها تكون احلربة‬ ‫ثابتة مع السالح ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الحركة الميكانيكية‬

‫‪ .1‬بعد سحب مجموعة األقسام إلى اخللف لتصل إلى نهاية مجراها‪،‬‬ ‫تتقدم األقسام بواسطة دفع النابض املضغوط ‪ ،‬وتقوم بدفع طلقة‬ ‫معها إلى بيت النار حيث تتشبث بواسطة الظفر‪.‬‬ ‫‪ .2‬عند تقدم األقسام إلى األمام تدور مجموعة اإلبرة ‪ 35‬درجة مما يودي‬ ‫إلى إحكام اإلغالق على الطلقة في حجرة االنفجار ‪.‬‬ ‫‪ .3‬عند الضغط على الزناد تتحرر املطرقة من الالقط الرئيس بقوة‬ ‫نابضها ‪.‬‬ ‫‪ .4‬تطرق املطرقة على اإلبرة والتي بدورها تطرق الكبسولة ‪ ،‬فتنفجر‬ ‫الكبسولة ليشتعل البارود الذي بداخل الطلقة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬عند اشتعال البارود يزيد الضغط فينطلق املقذوف ‪.‬‬ ‫‪ .6‬يدفع الغاز الناجت من االنفجار املقذوف ‪ ،‬وأثناء مسيره في السبطانة‬ ‫يخرج جزء من الغاز املوجود في السبطانة من حلمة الغاز ليصطدم‬ ‫باملدك ‪ ،‬ومن ثم ترجع مجموعة األقسام إلى الوراء‪ ،‬أما املقذوف فيقوم‬ ‫بالدوران في السبطانة ‪ -‬بسبب اخلطوط احللزونية ‪ ، -‬وفائدة هذا‬ ‫الدوران ‪ :‬مساعدة املقذوف على اختراق الهواء ‪ ،‬ويطيل مدى املقذوف ‪.‬‬ ‫‪ .7‬أثناء رجوع مجموعة األقسام يصطدم الظرف الفارغ بلسان طرد‬ ‫الظرف الفارغ ( وهو نتوء صغير في جسم السالح من الداخل في‬ ‫جهة اليسار ) ‪ ،‬فإذا اصطدم الظرف الفارغ بهذا اللسان خرج من‬ ‫جهة اليمني ‪ ،‬وتعود املطرقة إلى اخللف ‪.‬‬ ‫‪ .8‬تواصــــــــل مجموعة األقســــام رجوعها إلى نهاية‬ ‫مســـــارها ‪ ،‬ثم تعـــود مرة أخرى بفضل قوة نابض اإلرجاع لتأخذ‬

‫طلقة أخرى ‪ ،‬وتعود احلركة لتتكرر ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تنظيف السالح‬

‫إن احملافظة على السالح واالهتمام به يزيد من عمره ‪ ،‬ويقلل‬ ‫من أعطاله ‪ ،‬ويتم تنظيف السالح من البارود احملترق والغبار والزيت‬ ‫ونحوها ‪ ،‬وهذه األوساخ تؤثر على السالح إذا لم يتم إزالتها ‪ ،‬وقد‬ ‫تعطله عن الرماية ‪.‬‬ ‫ينظف السالح ‪ -‬عادة ‪ -‬عند املواطن التالية ‪:‬‬ ‫أ‌‪ .‬قبل تخزينه ‪.‬‬ ‫ب‌‪ .‬قبل الرماية ‪.‬‬ ‫ت‌‪ .‬بعد الرماية ‪.‬‬ ‫ث‌‪ .‬التنظيف الدوري ‪ ،‬ويكون كل شهر تقريبا ‪ً.‬‬ ‫ج‌‪ .‬قبل دخول العمليات ‪.‬‬ ‫ أهم هذه املواضع ‪ :‬الثالث ( بعد الرماية ) ‪ ،‬واخلامس ( قبل دخول‬‫العمليات ) ‪ ،‬ويكون شامالً لكل أجزاء السالح وبدقة ‪.‬‬ ‫ قبل تخزين السالح ينصح بزيادة الزيت في الصيف ‪ ،‬أما في الشتاء‬‫والرطوبة فينصح باستخدام الشحم ‪.‬‬ ‫ قبل الرماية ينصح بإزالة الشحم والزيت الزائد ‪ ،‬كما يفضل بقاء‬‫قليل من الزيت ليساعد على سهولة حركة األجزاء املتحركة في‬ ‫السالح ويقلل من احتكاكها ‪.‬‬ ‫ يجب أن يراعى في التنظيف الفوري ‪ :‬إزالة الغبار واألوساخ ‪ ،‬ووضع‬‫السالح في مكان جاف ‪ ،‬الحتمال تعرضه للرطوبة والبلل‪.‬‬

‫‪ ‬أعطال السالح‬

‫إن ‪ % 80‬من أعطال السالح تكون بسبب عدم التنظيف اجليد‬ ‫للسالح وإهماله ‪ ،‬وأكثر األعطال التي حتدث للسالح ‪:‬‬

‫العطل‬

‫السبب‬

‫اختيار وضعية ( الصلي )‬ ‫ولكن السالح يرمي فردي‬

‫اتساخ حلمة الغاز ومجاري األقسام ‪ ،‬أو ضعف النابض ‪ ،‬وواحدة منها تكفي لتعطيله‬

‫اختيار وضعية ( الفردي )‬ ‫ولكن السالح يرمي صلي‬ ‫أو يرمي مع وجود األمان‬

‫ضعف في قيد الزناد ‪ ،‬ويكثر في األسلحة قدمية االستعمال مع كثرة الرماية بها‬ ‫وكثرة فك مجموعة الزناد‬

‫عدم انفجار الطلقة‬

‫رطوبة البارود داخل الطلقة ( الكبسولة ) أو تآكل اإلبرة وضعفها‬

‫اتساخ الطلقة أو غرفة االنفجار ‪ ،‬أو ضعف نابض الظفر املوجود في مجموعة اإلبرة ‪ ،‬أما إذا‬ ‫عدم خروج الطلقة ‪:‬‬ ‫أحيانا ً ال تخرج الطلقة من بيت النار خرج املقذوف من بيت النار ولم يخرج الظرف الفارغ فالسبب ‪ :‬تآكل اللسان الطارد للظرف أو‬ ‫انكساره ‪ ،‬أو عدم رجوع مجموعة األقسام الرجوع الكافي‬


‫الصدأ ‪ :‬يتعرض السالح للصدأ بسبب إهمال السالح وتعرضه‬ ‫للرطوبة والبلل ‪ ،‬وطريقة عالجه ‪ :‬تنشيف املاء والبلل مباشرة ‪ ،‬ثم‬ ‫وضع الزيت على القطعة التي أصابها الصدأ ‪ ،‬أما إذا تك ّون الصدأ‬ ‫فقم بحكه بصنفرة أو فرشاة حديد مع استعمال بخاخ مزيل للصدأ‪،‬‬ ‫وبعد التنظيف قم بصبغ املكان املنظف ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬الكالشنكوف الروسي قوي جدا ً ويعيش ملدة طويلة‪،‬‬ ‫بخالف النوعيات األخرى ‪ ،‬فتجد الكالشنكوف الروسي الذي صنع عام‬ ‫‪1947‬م واستخدم في احلرب األفغانية يقاتل به حتى اآلن ‪ ،‬وكذلك‬ ‫احلال في جبهات كثيرة من العالم ‪ ،‬مع أن عمره يزيد على خمسني‬ ‫سنة !‬

‫‪‬‬

‫أنواع رصاص الكالشنكوف‬

‫‪‬‬

‫طريقة خروج المقذوف‬

‫‪‬‬

‫تصفير السالح ( ضبط التنشين )‬

‫تأتي على الطلقة عدة ألوان تدل‬ ‫على نوعها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الطلقات العادية ‪ :‬تكون خالية‬ ‫من أي عالمة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الرصاص اخلارق ‪ :‬له عالمة‬ ‫سوداء في أعلى الرصاصة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الرصاص احلارق ‪ :‬له عالمة‬ ‫حمراء في أعلى الرصاصة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬الرصاص احلارق ‪ -‬اخلارق ‪ : -‬له‬ ‫عالمة سوداء وحمراء في أعلى‬ ‫الرصاصة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الرصاص الرسام ( الش ّباب)‪:‬‬ ‫له عالمة خضراء في أعلى‬ ‫الرصاصة‪.‬‬ ‫‪ .6‬الرصاص املستعمل مع كامت‬ ‫الصوت له عالمة سوداء وخضراء في األعلى‪.‬‬ ‫‪ .7‬يوجد طلقات تدريبية ال يوجد فيها مقذوف ‪ ،‬وتسمى ( خُ لَّب ) ‪،‬‬ ‫ولها استعماالت تدريبية ‪.‬‬ ‫ هناك اختالف بسيط في العالمات بالنسبة للدول املصنعة‬‫اخملتلفة‪.‬‬ ‫عندما تضرب اإلبرة كبسولة الطلقة تنفجر وتخرج نفثتني‬ ‫تشعل البارود ‪ ،‬وعندما يشتعل البارود يحدث ضغط قوي يؤدي إلى‬ ‫دفع الطلقة إلى اخلارج ‪.‬‬ ‫لكل سالح طريقة تصفير خاصة به ‪،‬‬ ‫ويقصد بالتصفير ‪ :‬ضبط التنشني على الهدف‬ ‫مع اإلصابة ‪.‬‬

‫وميكن رفع التنشني وإنزاله بتدوير الشعيرة‬ ‫ميينا ً ويسارا ً ‪ ،‬ويوجد في حامل الشعيرة نتوء‬ ‫دائري بسيط على اجلهتني يحرك الشعيرة ميينا ً ويساراً‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وضعيات الرماية‬

‫‪ .1‬الوقوف ‪.‬‬ ‫‪ .3‬االرتكاز ‪.‬‬ ‫‪ .2‬اجلثي ‪.‬‬ ‫‪ .4‬االنبطاح ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫قواعد التسديد والتصويب‬

‫‪ .1‬حدد املسافة بينك وبني الهدف ‪ ،‬واضبط مسطرة املسافات‬ ‫(الفرضة ) على املسافة احملددة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .2‬أمسك السالح جيدا ً بحيث تكون متمكنا منه ( عدم التشنج ) ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يكون التنشني بالعني اليمنى ملن يرمي بيده اليمنى ‪ ،‬وبالعني‬ ‫اليسرى ملن يرمي بيده اليسرى ‪ ،‬مع إغالق العني الغير مستعملة‪.‬‬ ‫‪ .4‬صوب على الهدف بحيث تكون الشعيرة في منتصف الفرضة‬ ‫على نفس مستوى االرتفاع في منتصف الهدف ( أرسم خطا ً وهميا ً‬ ‫من عينك مرورا ً بالفرضة والشعيرة باجتاه الهدف ) ‪.‬‬ ‫‪ .5‬حاول أن تكتم ن َ َفسك ‪ ،‬ولكن بدون تكلف ‪.‬‬ ‫‪ .6‬اعصر الزناد عصرا ً خفيفا ً متدرجا ً حتى تخرج الطلقة وأنت ال‬ ‫تشعر ‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ج��ي��ش للغيارى‬ ‫ال���دي���ن‬ ‫ص��ل�اح‬ ‫ِ‬ ‫ل�ل�أش���اوس ع��� ْن ِجها ٍد‬ ‫وج���م��� ٌع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ��م ُهبوا‬ ‫ك��ت��ائ��بُ��ن��ا اب�����اة ال��ض��ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال���غ���زا ِة َو ِرَ ِد م ْ‬ ‫َج ٍد‬ ‫إل��ى َط����رْ ِد‬ ‫��ج ُ‬ ‫هلل م�� ْن َ‬ ‫��ه ُ‬ ‫��ك��مْ ِلهذا‬ ‫ك��ت��ابُ ا ِ‬ ‫س ْ‬ ‫����ف ٌ‬ ‫َ‬ ‫حَ‬ ‫ْام‬ ‫ر‬ ‫َم‬ ‫د‬ ‫ألي‬ ‫����ك‬ ‫ف�ل�ا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال��ع��ل��يَ��ا و َِع��ل��ي َ‬ ‫َ‬ ‫�ين َفا ْمضوا‬ ‫إل���ى‬ ‫���ه جَ ِمي َْعاً‬ ‫��س�� ُر َل ُ‬ ‫َف��مَ ��ي�� ُت��ك��مْ ُن َ‬ ‫��س��أَلْ ُ‬ ‫وَإ ِ ْن تَ ْ‬ ‫��ه��مُ ِم��� ْن أَي ِحزْ ٍب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫س��وَتُ��ن��ا َل��ن��اْ ْ‬ ‫ي��ن اُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫اسمٌ‬ ‫�ل�اح ال�� ِد ِ‬ ‫َ‬ ‫َف��ي��ا َف ْ‬ ‫��ب ِب ْ‬ ‫��م َف ٍذ‬ ‫ال��ك�� َت��ا ِئ‬ ‫��خ�� َر‬ ‫ِ‬ ‫��اس ِ‬ ‫��س��أَلْ ُ‬ ‫وَإ ِ ْن تَ ْ‬ ‫��ه��مُ ِم��� ْن أَي ِحزْ ٍب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال���غ��� َز ُ‬ ‫��ح ُ‬ ‫اة و َ​َن ْ‬ ‫��ن ُع ْد َنا‬ ‫و َ​َق���� ْد َع����اْ َد‬ ‫ٌ‬ ‫ْ����وش َغ������ َر ُه َق������ ْو ٌل ِلغوَرو‬ ‫َف����ب‬ ‫ال��ع ْ‬ ‫َف َ‬ ‫��ظ َ‬ ‫��ل ُ‬ ‫��ج أ َ َن الحْ َ�����رْبَ َل ْه ٌو‬ ‫��ن‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫��ر أ َ َنا‬ ‫وَل����مْ يَ����� ْد ِر ْي ُع��� َت���اة ال��ك��ف ِ‬ ‫��ل��مَ ��ا جَ ����ا َء جَ ��ي ُ‬ ‫َف َ‬ ‫ْ��ش ُ‬ ‫��ه��مُ إ ِ ًل ْي َنا‬ ‫��ع��ا ِئ َ‬ ‫أَرَيْ��� َن ُ‬ ‫���اه���مْ َف َ‬ ‫يوث‬ ‫��ل ِم��� ْن ِل ٍ‬ ‫���ت أَنْ َ‬ ‫��ع��ا ِئ ُ‬ ‫��ل مَ��� َر َغ ْ‬ ‫َف َ‬ ‫����ف ال َنصارى‬ ‫الك ْفر ي ْ‬ ‫خل�� ْن��زي�� ُر ب ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ��وش ُ‬ ‫َشكو‬ ‫ِ‬ ‫ف��ذا ا ِ ِ‬ ‫ُ��ك��اب�� ُر تَ�����ارَ ًة ِل��ي َ‬ ‫ي َ‬ ‫ص َراً‬ ‫��ط��ي َن ْ‬ ‫ُ��غ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ً‬ ‫أ َ َذ ْق��� َن ُ‬ ‫وان‬ ‫���اه���مْ ُك‬ ‫���ؤوس���ا ِم��� ْن َه ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫اء َق ْه ٌر‬ ‫ي���ن ل��ل�أ ْع���� َد ِ‬ ‫��ل�اح ال��� ِد ِ‬ ‫��ق�� ْد َه�� ُّب��وا ِل��� َر ْ‬ ‫َف َ‬ ‫ْ���ف َعنا‬ ‫ف‬ ‫���ع الحْ َ���ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمَ اً ي ْ‬ ‫َف َ‬ ‫في ج َراحَ اً‬ ‫��ك��ان��وا ب َْل َ‬ ‫َش ْ‬ ‫ِ‬

‫ٌ‬ ‫وخ����ف����اق ب���أي���دي���ه���مْ لوانا‬ ‫هلل ي����وم����اً م����ا توانا‬ ‫وأميُ ا ِ‬ ‫ن���ص���ر م���ه���رن���ا ُه ِدمانا‬ ‫إل����ى‬ ‫ٍ‬ ‫أَ َ‬ ‫َ‬ ‫����اع ال��ن�� ْورَ َد ْه����راً ف��ي َ‬ ‫سمانا‬ ‫ش‬ ‫ُ‬ ‫���ب���وع ال��ن��ب��و ِة َق���� ْد َ‬ ‫سقانا‬ ‫َويُ��� ْن‬ ‫ٌ‬ ‫ال��س ْ‬ ‫َ‬ ‫��م َ‬ ‫��اء بانا‬ ‫���ن‬ ‫��ح ِ‬ ‫وَال زَيْ����غ َع ِ‬ ‫َف��ف��ي ال���دارَيْ���ن حَ ُ‬ ‫��ق ُ‬ ‫��ه��مُ ُم َ‬ ‫صانا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫��غ��ي��ض ِب��ك��مْ ِع َدانا‬ ‫وَأ ْح����يَ����ا ٌء َن ِ‬ ‫س��أَلْ ْ‬ ‫َفما تَ���� َر َّد َد مَ�� ْن َ‬ ‫��ت وَال تَوانا‬ ‫��خ�� َت��رْ جَ باناً‬ ‫اخ�� َت��رْن��ا ُه َل���مْ َن ْ‬ ‫َق��� ْد ْ‬ ‫وَي����ا َف ْ‬ ‫امل��س��مَ ��ى ي��ا أَب َ‬ ‫َ‬ ‫َانا‬ ‫���خ��� َر‬ ‫هلل َغ���اي ُ‬ ‫َ���ة ُم ْب َت َغ َ‬ ‫انا‬ ‫َف ِ‬ ‫���ح���زْبُ ا ِ‬ ‫وَف��ي أَرْض ال��ع�� َراق بَ��� َدأ َ‬ ‫الط َع َ‬ ‫انا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َغ���� ْد َ‬ ‫اة ِب َ‬ ‫��ي غ َزانا‬ ‫َ��اغ ْ‬ ‫��ه ال��ب ِ‬ ‫ْ��ش ِ‬ ‫��ج��ي ِ‬ ‫وَأ َ َن َ‬ ‫اخل����� ْو َف ي ْ‬ ‫َ‬ ‫حمانا‬ ‫َ��ل��ه�� ْو ف��ي‬ ‫س������ ْو ٌد ف��ي و َ​َغ َ‬ ‫اُ ُ‬ ‫���اه���ا ال ن َد َانا‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫ال���ق��� ْو ُم ف��ي مَ��رْم��ى َقنانا‬ ‫َص����ارَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال���ش َ‬ ‫َاجلنانا‬ ‫ُ���ح���بُ��� ْو َن‬ ‫ي ِ‬ ‫���ه���ادَة و ِ‬ ‫ُ‬ ‫��ه�� َزم ْ‬ ‫ال���ذ ِل وانْ َ‬ ‫ِب��و ْ‬ ‫َ��ت ِع َدانا‬ ‫��ل‬ ‫َح ِ‬ ‫ب َ‬ ‫َآه�������ات حَ َز َانى‬ ‫ات و‬ ‫ٍ‬ ‫َ����ع����بْ���� َر ٍ‬ ‫َ‬ ‫��م��اء َق�� ِد ا ْع َتالنا‬ ‫ال��س‬ ‫َك��بَ�� ْد ٍر ف��ي‬ ‫ِ‬ ‫وَأ َ ْع َ‬ ‫���ه���مْ بَي َ‬ ‫َ‬ ‫���زيمْ َ��� َت ُ‬ ‫َ‬ ‫َانا‬ ‫ه‬ ‫���ا‬ ‫ن‬ ‫���‬ ‫���ل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫����وان َق��� ْد ف��اض��وا حَ نانا‬ ‫َل��ل�إ ْخ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َ​َع���� ْن َ‬ ‫��ب ِم��� ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫اآلالم َعانا‬ ‫ن‬ ‫��ع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ��س��مَ ً‬ ‫َ��ت ب َُكاناَ‬ ‫��ة َه�� َزم ْ‬ ‫و َ​َك��ان��وا ب ْ‬


‫مع ازدياد ضربات اجملاهدين على احملتل الباغي اآلثم ‪ ،‬تشتد املعركة اجلهادية ضراوة ويقوى بأسها على كافة‬ ‫األصعدة ‪ ،‬ميدانيا ً وعسكريا ً واستخباريا ً وأمنيا ً ‪ ،‬والواقع العراقي اليوم يفرض على اجملاهدين أن يعملوا بصمت‬ ‫وبتشديد أمني ال يكشف عملهم خاصة مع وجود عيون العدو وجواسيسه وانتشارهم في كل مكان ‪.‬‬ ‫يحتاج العمل اجلهادي في املدن إلى مجاميع صغيرة منفصلة ‪،‬‬ ‫ويكونون من سكان املدينة التي يعملون فيها ‪ ،‬ألن أهل املدن يعرفون‬ ‫طبيعتها وطرقها ‪.‬‬ ‫ويجب أال تُف َّعل مجاميع العمل اجلهادي داخل املدن دون احلصول‬ ‫على التدريب الالزم والوثائق الثبوتية الالزمة والسواتر اجل ّيدة ‪ ،‬فالبد‬ ‫من تدريب األفراد تدريبا ً عاليا ً في جانب التعليم والثقافة والتدريب ‪.‬‬ ‫وهناك خطأ وقعت فيه معظم اجلماعات اجلهادية ‪ ،‬وهو أن الفرد‬ ‫في اجملموعة يعرف أشياء كثيرة عن تنظيم مجموعته وأمورها‬ ‫السرية‪ ،‬أو جت ُد أن مجموع ًة من مجموعات العمل تعرف طبيع َة‬ ‫عمل معينّ أو عملية مع ّينة من األلف إلى الياء ‪ ،‬فتج ُد أنها تقوم‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫واملنفذ والقائد ‪ ،‬ويجب على اجملاهدين‬ ‫بدور جامع املعلومات واجملهز‬ ‫أن يستفيدوا من جتربة إخوانهم السابقني ويبدؤوا من حيث انتهى‬ ‫أولئك ‪ ،‬فجامع املعلومات يجب أن يحرص‬ ‫على جمع املعلومات عن سير دوريات االحتالل‬ ‫وأماكن تواجدهم ‪ ،‬ويجب أال يعلم طريقة تنفيذ‬

‫العملية وال املواد املستخدمة في العملية وال كيفية إحضارها إلى‬ ‫جهزَ هذا السالح وال‬ ‫اجملهز يجب أال يعرف ملاذا َّ‬ ‫موقع العملية‪ ..‬كذلك ِّ‬ ‫يعرف أين ستنفذ العمليات‪.‬‬ ‫التشكيالت داخل املدن‬ ‫يستخدم في املدن أكثر من تشكيل ‪ ،‬ومن ضمن هذه التشكيالت‪:‬‬ ‫التنظيم الهرمي ‪ ،‬وتنظيم عقد السبحة ‪ ،‬وفي األصل البد ألي‬ ‫مجموعة أن تقوم بعمل وترتيب أوراقها التنظيمية على حسب‬ ‫الوضع الذي تعيش فيه ‪ ،‬وهذه األمور في الغالب تقدرها القيادة ‪ ،‬ومن‬ ‫ضمن هذه التشكيالت ‪:‬‬ ‫أوال ً ‪ :‬طاقم القيادة ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬طاقم جمع املعلومات ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬طاقم التجهيز ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬طاقم التنفيذ ‪.‬‬ ‫‪ ‬أوالً ‪ :‬طاقم القيادة امليدانية‬ ‫يتكون من فردين إلى ثالثة أفراد ‪ ،‬ومهمته ‪ :‬اإلشراف على مهمات‬


‫هنالك خطأ وقعت فيه معظم الجماعات الجهادية‪،‬‬ ‫ذل��ك أن الف��رد ف��ي المجموع��ة يع��رف أش��ياء‬ ‫كثيرة ع��ن تنظي��م مجموعته وأمورها الس��رية!!‬ ‫فريق العمل ‪ ،‬وتوجيه وإدارة الطواقم الثالثة ‪.‬‬ ‫ويتلقى هذا الطاقم التعليمات في الغالب من القيادة العليا عن‬ ‫طريق الصندوق امليت ‪ ،‬أو بواسطة االتصال غير املباشر ‪.‬‬ ‫الصندوق امليت ‪ :‬أي وسيلة يتم فيها اتصال غير مباشر بني‬ ‫الطرفني ‪.‬‬ ‫وترسل القيادة امليدانية التعليمات إلى بقية اجملموعات عن طريق‬ ‫الصناديق امليتة أيضا ً ‪.‬‬ ‫أفراد هذا الطاقم ( القيادة امليدانية ) يجب أن يكون لديهم معرف ٌة‬ ‫تامة بالتخطيط للعمليات داخل املدن ‪ ،‬ولذلك يتم اختيارهم من‬ ‫بني العناصر املمتازة داخل اجملموعة ‪ ،‬ويُقدم األعرف واألعلم والذي له‬ ‫دراية بالعلوم العسكرية ‪ ،‬ويتم اختيار أفراد هذا الطاقم على حسن‬ ‫تدبيرهم وذكائهم وحسن إدارتهم لألمور ‪.‬‬ ‫ويتم تدريب الطاقم على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫املتحصل عليها بواسطة طاقم جمع‬ ‫أ‪ .‬دراسة وحتليل املعلومات‬ ‫َّ‬ ‫املعلومات ‪ ،‬والبد أن تكون لديهم قدرة على حتليل واستنتاج جميع‬ ‫الوقائع املمكن وقوعها قبل وقوعها ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬دراسة وحتليل وتخطيط العمليات العسكرية ‪ ،‬ووضع اخلطط‬ ‫الالزمة للهجوم واالنسحاب والطوارئ والدفاع ‪ ،‬وحتليل الفوائد‬ ‫واملصالح واملفاسد املترتبة على العمل ‪.‬‬ ‫ج‪ .‬يجب أن يتدرب أفراد هذا الطاقم على االتصاالت السرية بجميع‬ ‫أشكالها ( النقال واالنترنيت ) ‪ ،‬وأن يكون عندهم القدرة على إتقان‬ ‫ُط ُر ِق اللقاء وأمن ّيات اللقاء السري وغيرها ككشف وكسر املراقبة ‪.‬‬ ‫د‪ .‬إتقان عمل الطواقم األخرى ‪ :‬جمع املعلومات ‪ -‬التجهيز ‪-‬‬ ‫التنفيذ ‪.‬‬ ‫ويحتاج اجملاهدون إلى جهاز استخبارات قوي ‪ ،‬ملواجهة األخطار‬ ‫التي حتيط بالعمل اجلهادي في املدن ‪ ،‬وغالبا ً ما يتكون جهاز‬ ‫استخبارات املدينة من أربعة أفراد ‪ ،‬ويُد ّربون على ما يحتاجونه في باب‬ ‫بعمل الطواقم‬ ‫يجب أن يقو َم هذا الطاقم‬ ‫األمن واالستخبارات ‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫األخرى أيضا ً ‪ :‬التجهيز ‪ -‬التنفيذ ‪ ،‬وقد يكون أحد أفراد اخملابرات من‬ ‫القيادة ‪ ،‬ولذلك يجب اختيار أفرادها بعناي ٍة بالغة ‪.‬‬ ‫‪ ‬ثانياً ‪ :‬طاقم جمع املعلومات‬ ‫من الطرق املناسبة لعمل هذا الطاقم أن تتم عملية اجلمع‬ ‫بواسطة زوج من األفراد ( شخصني ) ‪ ،‬وإذا كان الهدف كبيرا ً يتم‬ ‫اجلمع بواسطة الطاقم كامالً ‪ ،‬وإذا كان الهدف أكبر يتم دعمهم‬ ‫بنصف طاقم يتم تدبيره من قبل القيادة ‪.‬‬

‫والبد من توزيع األدوار بالنسبة لهذا الطاقم ‪ ،‬وتُو ّزع عليهم‬ ‫القطاعات واملنشآت مثالً ‪ ،‬ويتم تدريبهم على التخصصات الفردية ‪،‬‬ ‫وذلك لكي ال يقف العمل ‪ ،‬وتكون على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬فني كمبيوتر ‪ ،‬يستطيع إدخال املعلومات وإخراجها بالشكل‬ ‫املطلوب ‪ ،‬سوا ًء كانت هذه املعلومات صورا ً أو أفالما ً أو وثائق سرية‬ ‫أو بيانات وتقارير كتابية ‪ ،‬وفي اجلملة يكون خبيرا ً في التعامل مع‬ ‫الكمبيوتر ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬فرد تصنيف معلومات ( ويُقصد بها هنا املعلومات اخلام ) ‪،‬‬ ‫ومهمته أن يقوم بتصنيف املعلومة اخلام وتبويبها ‪ ،‬ثم يقدمها إلى‬ ‫فني الكمبيوتر ليقوم بإدخالها وأرشفتها إذا ما أمرت القيادة بعمل‬ ‫أرشيف كمبيوتري للمعلومات ‪ ،‬ولعل هذا األمر يقودنا إلى أهمية‬ ‫األرشيف وحفظ املعلومات املستقاة من مجموعة جمع املعلومات‬ ‫لالستفادة منها في وقت الحق ‪.‬‬ ‫ج‪ .‬فرد اتصاالت ‪ ،‬ويتولى تهيئة الصناديق امليتة ‪ ،‬وعمل اللقاءات‬ ‫واالتصاالت السرية ‪.‬‬ ‫والبد لكل فردٍ منهم أن يتخصص في إحدى هذه التخصصات ‪،‬‬ ‫ولكن البد أيضا ً من أن يكون كل أفراد الطاقم على دراية بجميع هذه‬ ‫العلوم ‪.‬‬ ‫البد أن ي ُ َد ّرب هذا الطاقم على جمع املعلومات امليدانية اخلام بكل‬ ‫الوسائل ‪ ،‬وكتابة التقارير االستخباراتية والتقاط الصور ( فوتوغرافية‬ ‫ فيديو ) ‪ ،‬وعدم االستهانة بأي معلومة يجدونها في ميدان العمل‬‫(موقع الترصد للمحتل وجنده ) ‪ ،‬ألن القيادة ممكن أن تستفيد منها‪،‬‬ ‫ألنها قد تُتَّخ ُذ كساتر أو تفي ُد طاقم التنفيذ في تنفيذ املهمة ‪ ،‬إذا ً‬ ‫البد من رصد كل املعلومات املوجودة في مكان الرصد ورفعها إلى فرد‬ ‫التصنيف والذي بدوره سيقوم برفعها إلى القيادة لالستفادة منها ‪.‬‬

‫ملحوظة هامة‬

‫‪ :‬إن من أخطر ما يواجه اجملاميع‬ ‫اجلهادية ويعرضها للكشف ‪ :‬عملية االتصاالت ( سلكية ‪-‬‬ ‫وجب التنبي ُه على‬ ‫السلكية ‪ -‬مباشرة ‪ -‬غير مباشرة ) ‪ ،‬لذلك‬ ‫َ‬ ‫هذ ِه املسألة ‪ ،‬ووضع اخلطط لها ‪ ،‬ومتابعة التقدم التكنولوجي‬ ‫لوسائل االتصاالت ‪ ،‬ألنه إذا ثبتت االتصاالت بني األفراد والقيادة‬ ‫واستقرت فيمكن حينها اإلنتاج وسير العمل بطريقة‬ ‫صحيحة‪.‬‬ ‫فالبد من تشفير االتصاالت وخزن املعلومات ‪ ،‬ويجب تغيير‬ ‫عملية التشفير بني فترة وأخرى حتى يتم تأمينها من الكشف‬ ‫من قبل العدو ‪.‬‬ ‫‪ ‬ثالثاً ‪ :‬طاقم التجهيز‬ ‫يتكون هذا الطاقم من فردين إلى أربعة‬ ‫أفراد ‪ ،‬وفي الغالب يحتاج هذا الطاقم إلى من‬ ‫لديه خبر ٌة في ُط ُر ِق التجهيز ‪ ،‬ولديه عالقات‬


‫مبجهزي األسلحة والعبوات ‪ ،‬ومهمة هذا الطاقم ‪ :‬جتهيز كل ما‬ ‫سالح وأدوات ومعدات ووثائق وذخائر‬ ‫حتتاجه الطواقم األخرى من‬ ‫ٍ‬ ‫وسيارات وغيرها لتنفيذ العمليات ضد احملتل ‪.‬‬ ‫وبيوت آمنة‬ ‫ٍ‬ ‫وتـقام لهم دور ٌة‬ ‫يتم تدريب هذا الطاقم تدريبا ً واسعا ً ومتقدما ً ‪ُ ،‬‬ ‫خاصة تسمى بدورة ( التجهيز ) ‪ ،‬ويتدربون فيها على اآلتي‪:‬‬ ‫‪ .1‬جتهيز السيارات واستئجارها وشرائها وغيرها من وسائل النقل‬ ‫املعروفة لنقل اجملاهدين والعتاد ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تهريب السالح ‪ ،‬والبد هنا من قوة القلب واإلقدام ‪ ،‬وحسن‬ ‫التصرف والذكاء ‪ ،‬فال يضطرب أمام نقاط التفتيش وال غيرها ‪.‬‬ ‫‪ .3‬طرق شراء األسلحة والذخائر وتوفيرها ‪.‬‬ ‫على كل ما يخص تنفيذ العمليات داخل املدن ( القنص – االشتباكات‬ ‫– نصب العبوات وتفجيرها – رمي الصواريخ والهاونات) وغير ذلك ‪.‬‬ ‫ويجب أن يعمل هذا الطاقم على جتنيب املدنيني بأشخاصهم‬ ‫وممتلكاتهم الضرر من تنفيذ العمليات ‪ ،‬ألن أفراد الشعب هم من‬ ‫يحمي اجملاهدين ويغطي عملهم ‪ ،‬ولو تعرضوا إلى األذى فد يتسبب‬ ‫ذلك ببروز أصحاب النفوس الضعيفة الذين يحثون األهالي لإلبالغ عن‬ ‫املقاومني ‪ ،‬فالبد إذن من إتقان تنفيذ العمليات حتى ال يصاب باألذى‬ ‫والضرر سوى احملتل الكافر ‪.‬‬

‫البد أن ُي َد ّرب طاقم جمع المعلومات على‬ ‫جمع المعلومات الميدانية الخام بكل‬ ‫الوسائل ‪ ،‬وكتابة التقارير االستخباراتية‬ ‫والتقاط الصور الفوتوغرافية والفيديوية‬ ‫‪ .4‬التزوير ( عمل هويات مزورة أو كتب نقل مواد أو غير ذلك ) ‪.‬‬ ‫كما يُد ّربون على انتقاء واختيار األغطية والسواتر املناسبة أثناء‬ ‫العمل ‪ ،‬فكل منطقة لها غطاؤها اخلاص ‪.‬‬ ‫وفي احلقيقة إن عمل هذا الطاقم مهم جدا ً ‪ ،‬ونذكر ما قاله نبينا‬ ‫جهزَ جيش العسرة ‪ ( :‬ما ضرَّ ابن عفان ما عمل‬ ‫‪ ‬لعثمان ‪ ‬يوم أن ّ‬ ‫بعد اليوم ) يرددها مرارا ً ‪ ،‬رواه أحمد والترمذي ‪.‬‬ ‫‪ ‬رابعاً ‪ :‬طاقم التنفيذ‬ ‫هو القوة الضاربة واليد الباطشة للمجموعة ‪ ،‬وهو الذي يتمنى‬ ‫ض ُع َفت اجملموعة ألنه‬ ‫ض ُعف هذا الطاقم لَ َ‬ ‫الكثي ُر االلتحاق به ‪ ،‬ولو َ‬ ‫األداة العسكرية ‪ ،‬وهو جماعة احلماية والردع التابعة للمجموعة ‪،‬‬ ‫ويتكون ‪ -‬بالنسبة للمجموعة الواحدة ‪ -‬من‬ ‫فردين إلى أربعة أفراد ‪.‬‬ ‫مهمة هذا الطاقم ‪ :‬التنفيذ الفعلي‬ ‫للعمليات ضد احملتل ومعسكراته ‪ ،‬ويتم تدريبهم‬

‫اجتاه نقل األوامر واملعلومات‬ ‫أ‪ .‬تصدر األوامر من القيادة العليا إلى القيادة امليدانية بنا ًء على‬ ‫التقارير التي ترفعها القيادة امليدانية ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬يتلقى طاقم جمع املعلومات األوامر من القيادة امليدانية‬ ‫بالترصد على هدف معني ‪ ،‬فتجمع املعلومات ومن ثم ترفعها للقيادة‬ ‫امليدانية ‪.‬‬ ‫ج‪ .‬ترسل القيادة امليدانية أمر جتهيز املواد املستخدمة في العملية‬ ‫إلى طاقم التجهيز ‪ ،‬وعندما يتم جتهيز املواد يرفع طاقم التجهيز‬ ‫تقريرا ً عن جاهزية املواد ‪.‬‬ ‫د‪ .‬ترسل القيادة امليدانية أمرا ً باالستعداد والتدرب لطاقم التنفيذ‪،‬‬ ‫وبعد إكمال التدريب يرفع طاقم التنفيذ تقريرا ً بجاهزيتهم لتنفيذ‬ ‫املهمة ‪ ،‬وبالتالي ترسل القيادة امليدانية أمرها بالتنفيذ جملموعة‬ ‫التنفيذ ‪.‬‬


‫(‬

‫هذا المشروع السياسي ليس بدي ً‬ ‫ال عن المشروع الجهادي ‪ ،‬وإنما هو خادم ومتمم له وأن هذه الفصائل تعاهد اهلل ‪ ‬على‬ ‫المضي في طريق الجهاد وبذل كل مافي وسعها وعلى جميع األصعدة لبلوغ مرضاته سبحانه وتحقيق غايات الجهاد التي قام‬ ‫من أجلها )‬ ‫‪ .1‬احتالل العراق ظلم وعدوان ‪ ،‬مرفوض شرعا ً وقانونا ً وعرفا ً ‪ ،‬ومقاومة االحتالل حق تكفله كل الشرائع والقوانني ‪.‬‬ ‫‪ .2‬املقاومة املسلحة تشاركها القوى والهيئات والشخصيات الرافضة لالحتالل ومشاريعه ‪ ،‬هي املمثل الشرعي للعراق ‪ ،‬وهي من يحمل‬ ‫مسؤولية قيادة شعبه لتحقيق آماله املشروعة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬حترير العراق من االحتالل والنفوذ األجنبيني وحتقيق استقالله الكامل ‪ ،‬وإلزام احملتلني تعويض الشعب العراقي عن كل ما حلق به من ضرر‬ ‫مادي أو معنوي جراء االحتالل وآثاره ‪.‬‬ ‫‪ .4‬أعمال اجملاهدين العسكرية تستهدف احملتلني وعمالءهم وال تستهدف األبرياء واملستضعفني الذين يعمل اجملاهدون على نصرتهم ودفع‬ ‫الظلم عنهم وتهيئة احلياة الكرمية لهم ‪.‬‬ ‫‪ .5‬رفض أي تغيير في التركيبة السكانية للشعب العراقي‪ ،‬وفي التوزيع املناطقي لفئات الشعب ‪ ،‬وفي احلدود اإلدارية للمحافظات‪ ،‬والعمل‬ ‫على دحر املشروع الطائفي ‪ -‬العرقي التقسيمي ‪ ،‬واحلفاظ على وحدة العراق أرضا ً وشعبا ً ‪ ..‬أما املسألة الكردية فلها خصوصية ينظر فيها‬ ‫بعد التحرير ‪.‬‬ ‫‪ .6‬إعادة املهجرين إلى مناطق سكناهم وتعويضهم عما حلق بهم من اضرار مادية ومعنوية وتأمني احلماية الالزمة لهم ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ال شرعية ألي دستور أو نظام حكم أو قانون أبرم في ظل االحتالل ‪.‬‬ ‫‪ .8‬إلغاء القرارات واألحكام اجلائرة وإطالق سراح جميع األسرى واملعتقلني وتعويضهم ‪.‬‬ ‫‪ .9‬عدم االعتراف بأية معاهدة أو إتفاق أبرم خالل فترة االحتالل ‪ ،‬يتناقض مع حقوق العراق وسيادته ‪.‬‬ ‫‪ .10‬تشكيل حكومة من املهنيني ‪ ،‬تدير شؤون البالد خالل مرحلة انتقالية ‪ ،‬وليس من حق هذه احلكومة أن تبرم أي عقد يتعلق مبصير العراق‬ ‫وسيادته وثرواته ‪.‬‬ ‫‪ .11‬العمل على إعادة بناء دولة العراق على أساس عادل ‪ ،‬على أن يكون العراق لكل العراقيني ‪ ،‬وإن إقامة احلق والعدل من أهم أهدافنا ‪ ،‬وال‬ ‫نرضى ألي طرف كان استغالل املنصب أو املوقع أو السلطة لتحقيق مصالح عرقية أو طائفية أو فئوية على حساب احلق والعدل الذي أمر اهلل‬ ‫به والذي يضمن خالص العراق واستقراره ‪.‬‬ ‫‪ .12‬العراق جزء ال يتجزأ من األمتني اإلسالمية والعربية ‪ ،‬والعمل على ترسيخ هوية العراق كدولة إسالمية عربية من أهم أولوياتنا ‪.‬‬ ‫‪ .13‬صيانة ثروات العراق ‪ ،‬خاصة الثروتني النفطية واملائية ‪ ،‬وهي ملك لكل العراقيني ‪.‬‬ ‫‪ .14‬دعوة العرب واملسلمني وشعوب العالم واجملتمع الدولي للقيام بواجبهم جتاه الشعب العراقي لبلوغ غاياته املشروعة ‪ ،‬وإقامة عالقات‬ ‫حسنة مع دول العالم مبينة على املصالح املشتركة ‪ ،‬والتعامل مع الهيئات الدولية وفق ما يخدم املصالح املعتبرة للعراق وشعبه ‪.‬‬ ‫المجلس السياسي للمقاومة العراقية‬


‫ولد سامي عام ‪1984‬م من عائلة ريفية ‪ ..‬له من األخوة خمسة‬ ‫هو سادسهم ‪ ..‬عرف درب املساجد منذ صغره ‪ ،‬وحضر دورات تعليم‬ ‫القرآن الكرمي وبدء بحفظ بعضه ‪ ..‬وكان سامي يحضر دورات تعليم‬ ‫الفقه للكبار رغم صغر سنه ‪.‬‬ ‫تعلق سامي بأهل املساجد وتأثرا ً بهم ‪ ،‬وأحب دورات القرأن الكرمي‬ ‫والفقه إلى درجة أنه كان يحضرها ليالً وفي مكان بعيد عن بيته‬ ‫مشيا ً على األقدام ‪ ،‬وكان يحب العلماء حبا ً جما ً ‪ ..‬أينما ذهبوا ذهب‬ ‫سامي وارئهم ‪ ،‬وكان يسأل كثيرا ً ‪ ،‬بل ال ميل من السؤال في أمور دينه‪..‬‬ ‫يبحث عن أي كتاب شرعي ليقرأه ‪..‬‬ ‫كان سامي يذهب إلى سامراء مرات عديدة ليشتري بعض الكتب‬ ‫الشرعية ويتبرع بها إلى مساجد املنطقة ‪ ..‬وكلما كبر سامي ازداد‬ ‫تعلقه بالدين ‪..‬‬ ‫كان يجمع الصغار من أبناء عمومته فيعلمهم الصالة ثم يصلي‬ ‫بهم إماما ً بصوته الناعم الشجي الذي ال متلك العني دموعها عندما‬ ‫تسمع ذلك الصوت اجلميل واحلزين في نفس الوقت ‪ ..‬وكان سامي‬ ‫يتعمد الصالة بهؤالء الصغار جماعة أمام إخوته وأهله الذين كان‬ ‫بعضهم ال يحافظ على صالته ‪.‬‬ ‫انتقل سامي إلى مرحلة أكبر وهي ‪ :‬دعوة من هم أكبر منه سنا‪ً،‬‬ ‫فبدأ بإخوته وكان من ثمار دعوته أن التزم جميع إخوته بالصالة وأخذوا‬ ‫يحضرون إلى املساجد ‪ ،‬ثم انتقل إلى مرحلة أخرى مهمة في الدعوة‬ ‫إلى اهلل وهي ‪ :‬مرحلة دعوة النساء ‪ ..‬فبدأ بأخواته يعلمهن الصالة‬ ‫ويعلمهن الفقه مثلما تعلمه هو ‪.‬‬ ‫وهكذا أصبح سامي أصغر داعية في املنطقة ‪ ،‬وأصبح محط‬ ‫أنظار أهله وأبناء عمومته من األطفال والنساء والكبار ‪ ..‬وكان‬ ‫يحب الصالة كثيرا ً ويحب أن يؤذن لها بصوته الشجي ‪.‬‬ ‫قال عنه بعض أحبابه ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪..‬‬ ‫ما رأيت في منطقتي شابا متعلقا باملسجد مثل سامي‬ ‫يأتي الى املسجد في املطر وقد تبللت ثيابه وأمتألت أقدامه بالطني!!‬ ‫وكان يأتي صالة التراويح في رمضان وفي صالة الفجر مشيا ً على‬ ‫أقدامه رغم ظروف االحتالل الذي كانت تقف‬ ‫عرباته وآلياته القذرة على طرف املسجد ‪ ،‬لكن‬ ‫هذا لم مينع سامي من اجمليء رغم أن بيته يبعد‬ ‫عن املسجد أكثر من ‪ 3‬كم ‪ ..‬أقول له ‪ :‬ال تأت يا‬

‫سامي فالطريق خطر جدا ً ‪ ،‬فيردد قوله تعالى ‪ :‬إ ِن ُك ُّل نَ ْف ٍس ل َّ َّما َع َلي َها‬ ‫ْ‬ ‫َحا ِف ٌظ ‪..‬‬ ‫كان يحضر إلى صالة اجلمعة مبكرا ً فيجلس في الصف األول‬ ‫يتمنى أن يرى شباب املنطقة كلهم في املسجد‪..‬‬ ‫ليؤذن ‪ ..‬وكان‬ ‫مساعدة اآلخرين ‪ ،‬وكان عنده محل لبيع املواد‬ ‫أحب سامي‬ ‫من احملل أكثر مما يأخذ ‪.‬‬ ‫الغذائية ‪ ،‬فكان يعطي‬ ‫اُعتقل أحد أصدقائه من قبل قوات االحتالل ‪ ،‬فتكفل سامي‬ ‫بعائلة ذلك املعتقل ‪ ،‬ولم يُعلم من يتكفل هذه العائلة إال بعد‬ ‫استشهاده‪ ...‬وبعد أن استشهد أتى إلى أهله الكثير من الناس‬ ‫ومعهم األموال يقولون ‪ :‬هذه أموال أعطاها سامي لنا على سبيل‬ ‫كان يساعد‬ ‫الصدقة وعلى سبيل ال َدين ‪ ،‬فتعجبنا كيف أنه‬ ‫الناس بهذه الطريقة السرية التي ال يعلم بها أحد إال اهلل ‪..‬‬ ‫من صفاته الرائعة ‪ :‬طاعته وبره بوالديه وحبه الكبير ألمه ‪..‬‬ ‫وكان محبوبا ً من جميع أبناء املنطقة ‪-‬كبارا ً وصغارا ً ‪ ، -‬ولم يرَ يوم‬ ‫استشهاده رجالً إال والدموع متلئ عيونه تأثرا ً بفراق سامي ‪..‬‬ ‫عمله اجلهادي مع دخول احملتل للعراق ‪ ،‬ساعده‬ ‫بدأ سامي‬ ‫في ذلك احملل الذي بناه قرب الشارع العام ‪ ،‬فكان يراقب حتركات العدو‬ ‫عن كثب ويعطي اإلحداثيات لرفاقه أوال ً بأول ‪ ،‬وكان يحفر احلفرة‬ ‫التي توضع فيها العبوة الناسفة يساعده في ذلك ابن عمه الصغير‬ ‫جداً‪..‬‬ ‫يحب اجلهاد كثيرا ً رغم صغر سنه ‪ ،‬وكان غيورا ً على‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫هذا الدين عاشقا للشهادة في سبيل اهلل ‪ ..‬وفي يوم استشهاده قال‬ ‫ألخيه األكبر منه سنا ً ‪ ( :‬أوصيك بأمي خيرا ً ‪ ،‬وأخبر أهلي بأن النصر‬ ‫قريب ) ‪ ..‬وفي آخر حلظاته في الدنيا ودَّع أمه ‪ ،‬وكان في بيتهم نخلة‬ ‫وقف عندها سامي وشد عليها خيطا ً وقال ألمه ‪ ( :‬هذا اخليط ذكرى‬ ‫تتذكريني بها كلما كبرت هذه النخلة ) ‪..‬‬ ‫وفي الساعة الثالثة من عصر يوم األحد ‪ ، 2006-8-2‬كان سامي‬ ‫على الشارع يزرع العبوة الناسفة التي طاملا مزق بها جنود احملتل ‪،‬‬ ‫رصدته احدى الطائرات اخلبيثة وأطلقت عليه صاروخا ً فاستشهد‬ ‫على الفور ‪..‬‬ ‫رحم اهلل البطل سامي ‪ ..‬ونسأل اهلل تعالى أن يظله في ظله يوم‬ ‫ال ظل إال ظله ‪ ..‬ذلك الشاب اجملاهد ‪ ..‬حبيب املساجد ‪..‬‬


‫عمار ‪ ..‬أبو ياسر ‪ ..‬أو املتدين ‪ ..‬سمه ما شئت ‪ ،‬فكلها ألقاب كان‬ ‫يكنى بها ذلك الشاب النحيل اجلسم ‪ ،‬املعشوق القامة ‪ ..‬الفالح‬ ‫الذي تشم فيه عبق األرض ‪ ..‬الطالب اجملتهد الذكي الذي وصل مرحلة‬ ‫السادس اإلعدادي قبل أن يرحل ‪ ..‬البسيط الذي ال تكاد تسمع صوته‬ ‫عندما يتكلم ‪ ،‬لكنه في العمل بركان ثائر ‪..‬‬ ‫عمار قيادي بالفطرة ‪ ..‬يقود دون أن يتكلم ‪ ..‬خلوق الى درجة أن‬ ‫املنطقة كلها حتبه حبا ً ليس له مثيل ‪ ...‬يحفظ من القرآن ومن احلديث‪،‬‬ ‫ويعلم األطفال الصالة والقراءة والكتابة ‪ ..‬يحب عمار الوسطية في‬ ‫كل شيء ويكره التشدد ‪ ،‬كما يكره التميع ‪..‬‬ ‫بيت محافظ أصيل ‪ ..‬كان والده‬ ‫ولد أبو ياسر سنة ‪ 1982‬في ٍ‬ ‫شديد احلرص عليه ألنه كان الوحيد لهما في ذلك الوقت ‪ ،‬فكانا‬ ‫مدلالً ‪ ،‬ثم رزقه اهلل أخوين قبل أن‬ ‫يخافان عليه كثيرا ً ‪ ،‬فكان‬ ‫يتوفى والده ويترك له حمالً ثقيالً وهو قيادة هذه العائلة ‪ ،‬وكان على‬ ‫عام‬ ‫قدر املسؤولية وجنح في إدارة أمور العائلة بامتياز ‪ ..‬وتزوج‬ ‫‪ 2000‬من إحدى قريباته ورزقه اهلل طفلة أسماها ( ذكرى ) وولدا ً سماه‬ ‫( ياسر ) ‪..‬‬ ‫قيل لعمار ذات يوم ‪ :‬إنك إذا بقيت على هذا احلال من العمل الكثير‬ ‫فلن تبقى طويالً ‪ ...‬صمت عمار دقيقة ‪..‬ثم ابتسم ابتسامته احملببة‬ ‫للجميع وقال بصوت ثائر لم يعهد عليه من قبل ‪ ( :‬ال أريدها شهادة‬ ‫عادية ‪ ..‬بل شهادة تتناثر فيها إشالئي في سبيل اهلل ) ‪ ..‬هكذا قال‪..‬‬ ‫وهكذا أراد ‪ ..‬وهذا ما كان ‪ ..‬وصدق رسول اهلل ‪ ( : ‬من أحب لقاء اهلل‪:‬‬ ‫أحب اهلل لقائه ) ‪.‬‬ ‫بدأ عمار عمله اجلهادي منذ األيام األولى لالحتالل البغيظ ‪ ...‬وكان‬ ‫هدفه منذ البداية واضحا ً ‪ :‬مقاومة احملتل ال غير ‪ ..‬فلم يلطخ يديه‬ ‫بدم مسلم أبدا ً ‪ ..‬كان يحب العمل اجلهادي كثيرا ً لدرجة أنه يريد أن‬ ‫يعمل كل يوم ‪ ،‬تساعده في ذلك والدته اجملاهدة التي تتشاجر معه‬ ‫من أجل أن يعطيها صاروخا ً أو غيره لكي تطلقه معه ‪...‬‬ ‫كان عمار يحب كلمة ( مجاهد ) إلى درجة كبيرة ‪ ،‬وله أسلوبه‬ ‫التربوي املميز في دعوة الشاب مما جعله قدوة للشباب الذين تأثروا به‬ ‫زاهدا ً في الدنيا ‪ ،‬حريصا ً على أن يضع األموال في‬ ‫كثيرا ً ‪ ...‬وكان‬ ‫مكانها ‪ ..‬فكانت تصرف مثالً مبالغ لوقود سيارات اجملاهدين نعطيها‬ ‫له فال يأخذها ‪ ،‬يقول ‪ ( :‬إن سيارتي ال تصرف وقودا ً كثيرا ً ) ‪ ..‬ومن شدة‬ ‫حرصه بكى ذات مرة من أجل كاميرا التصوير ألنها أتلفت بسبب‬ ‫دخول الرطوبه عليها ‪ ،‬فجاء بها يبكي ويقول ‪ ( :‬أنا السبب ) ‪..‬‬ ‫وبكى مرة مبرارة لساعات طويلة ألن عبوته انفجرت قبل أن تصل‬ ‫آلية احملتل إليها بأمتار قليلة ‪ ..‬فأخذ يلوم نفسه ويقول ‪ ( :‬لو تأخرت‬ ‫ثواني في التنفيذ ملا حصل الذي حصل ) ‪.‬‬

‫قاد عمار مجموعة مجاهدة في كتائب صالح الدين األيوبي بكفاء ٍة‬ ‫ّ‬ ‫قل مثيلها ‪ ،‬وكان أفراد مجموعته متعلقني به بشكل عجيب‪ ،‬وكان‬ ‫يحبهم ويحترمهم ‪ ..‬أحد أفراد مجموعته يقول بأن عمارا ً بالنسبة‬ ‫لهم أب وأخ وقائد على صغرِ سنه ‪ ..‬وكانت مجموعته متميزة في‬ ‫العمل ‪ ،‬واحتلت املرتبة األولى في كثرة أعمالها اجلهادي ونوعيته‬ ‫ألكثر من ثالثة أشهر متتالية ‪..‬‬ ‫يؤثر على نفسه في كل شيء ‪ ..‬ذات مرة نفد وقود إحدى‬ ‫كان‬ ‫عربات أخوة في فصيل جهادي آخر فوقفت سيارتهم على الشارع‬ ‫العام ‪ ،‬فمر عمار وسحب جميع ما في سيارته من الوقود وأعطاها‬ ‫لهؤالء األخوة ‪ ،‬وبقى عمار واقفا ً على الشارع ينتظر من يعطيه وقودا ً‬ ‫لسيارته ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫كان عمار‬ ‫عاشقا ً للشهادة ‪ ،‬يردد دوما ً ‪ُ :‬ق ْل إِ َّن ال ْ َم ْو َت الَّذي َتف ُّر َ‬ ‫ِم ْن ُه َف ِإن َّ ُه ُمال ِق ُيكم ‪ ،‬ويردد قول الشاعر ‪ :‬يا نفس إن لم تقتلي متوتي‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫يحب أمه كثيرا ً ويحترمها ‪ ،‬يق ِّبل يديها وأحيانا ً ينزل على‬ ‫وكان‬ ‫رجليها ليق ِّبلها أمام الشباب ويقول ‪ ( :‬هذه أمي اجملاهدة ‪ ،‬فمن عنده‬ ‫مثل امي ؟ ) ‪ ..‬وحينما كان يخرج إلى عمله اجلهادي يودع أمه ويطلب‬ ‫منها أن تدعو له بالشهادة ويوصيها بالصبر وعدم لطم اخلدود وشق‬ ‫اجليوب ‪..‬‬ ‫بارا ً بأمه ‪ ،‬وفيا ً لها ‪ ..‬وهكذا كانت أم عمار ‪،‬‬ ‫هكذا كان عمار‬ ‫مجاهدة مؤمنة ‪ ،‬حتب اجلهاد وأهله ‪ ،‬فكانت مثاال ً لألم املضحية بأعز‬ ‫ما متلك ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفي يوم رحيله ( ‪ ) 2007-5-21‬مر عمار علينا واحدا واحدا كأنه‬ ‫مودع ‪..‬كانت الشهادة ظاهرة على وجهه وفي وجه صديقه عالء ‪..‬‬ ‫في ذلك اليوم احلار ‪ ،‬اعتاد الناس أن يأخذوا القيلولة بُع َيد الظهر ‪ ،‬أما‬ ‫بطلنا عمار وعالء فقاال كلمة ألصدقائهم ‪ ( :‬سوف نشبع نوما ً ) ‪..‬‬ ‫كانوا يوم استشهادهما مدعوين إلى وليمة غداء ‪ ،‬ولكنهما لم‬ ‫يذهبا ‪ ..‬قال عمار ‪ ( :‬ال يوجد طعام أحلى من طعام اجلنة ‪ ،‬وال يوجد‬ ‫أصحاب خير من أصحاب النبي ‪.. ) ‬‬ ‫كالم لعمار قبل أن يستشهد ‪ ،‬رصدته طائرة للعدو‬ ‫كان هذا آخر‬ ‫ٍ‬ ‫حينما كان يجهز مع عالء عبوة ناسفة ليفجرها على احملتلني وأطلقت‬ ‫صاروخا ً تناثرت فيه أشالء عمار في سبيل اهلل كما سأل اهلل‪ ،‬فأعطاه‬ ‫اهلل ما أراد وما سأل ‪..‬‬ ‫ونختم بكلمة قالتها أم عمار بعد استشهاده ‪ ،‬فقالت وهي‬ ‫حتمل ابنه الصغير ( ياسر ) ‪ (:‬أريدك ‪ -‬يا ياسر‪-‬‬ ‫أن تكبر وتصبح مجاهدا ً مثل أبيك حتى ترفع‬ ‫رأسي ) ‪ ..‬فهنيئا ً لك الشهادة أبا ياسر ‪..‬‬


‫‪ .1‬هدفنا يف هذه املرحلة هو جهاد احملتل الغازي ألرضنا‪،‬‬ ‫وجهادنا يف هذه املراحلة هو جهاد دفع ال جهاد طلب ‪،‬‬ ‫وحترير الوطن بتخليصة من كل سلطان أجنيب ( غري‬ ‫إسالمي ) عسكرياً كان أو سياسياً هو غايتنا ‪ ،‬وما ينطبق‬ ‫علينا من فقه جهاد الدفع هو أساس اجتهادنا وال ندعي‬ ‫العصمة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬اجلهاد الشامل سبيلنا ‪ ،‬وأول مراتبه إنكار القلب‪،‬‬ ‫وسنامه القتال يف سبيل اهلل ‪ ،‬وبني ذلك ‪ :‬جهاد اللسان‬ ‫والقلم وكلمة حق عند سلطان جائر من مراتب اجلهاد‪،‬‬ ‫وال حتيى األمة إال بكل أنواع هذا اجلهاد الشامل لكل‬ ‫نواحي احلياة عسكرياً وتربوياً وسياسياً‪.‬‬ ‫‪ .3‬حرمة دم املسلمني ثابت من ثوابتنا ‪ ،‬وحرمة دم غري‬ ‫احملارب بغض النظر عن دينه أو طائفته أو جنسيته ‪:‬‬ ‫ثابت آخر نرفض االستهانة به واستباحته‪ ،‬إال ببينة ال‬ ‫حتتمل التأويل أو التفسري ‪.‬‬ ‫‪ .4‬األصل يف جهادنا أن ال يقع أي ضرر على املدنيني‪،‬‬ ‫وال تأخذ بقول أهل الدنيا ‪ ( :‬الغاية تربر الوسيلة ) ‪،‬‬ ‫فلو استهدف اجملاهدون احملتل وتيقنوا باستهدافهم له‬ ‫حتقيق مقتلة مؤكدة مع وجود احتمال أن تقع أذية‬ ‫على مدني بريء ‪ :‬عدلنا عن ذلك وال نعده جهاداً ‪ ،‬ودخل‬ ‫عندنا يف دائرة الشبهات ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ال ندعي أننا اجلهة الوحيدة اليت تقاتل ‪ ،‬ولكننا‬ ‫نطالب من ينتسب إلينا بالسمع والطاعة يف املنشط‬ ‫واملكره لقيادته ‪ ،‬وله علينا أن نلتزم بالشورى (امللزمة)‬ ‫وفق ضوابطها داخل اجلماعة ‪ ،‬وال‬ ‫جناح يف هذه املرحلة ؛ إال بكمال الطاعة‬ ‫وامتثال األمر وتنفيذه يف العسر واليسر‬

‫‪ ،‬وأن يظل األخ عام ً‬ ‫ال جماهداً مهما بعدت املدة وطالت‬ ‫السنوات ‪ ،‬حتى يلق اهلل وقد فاز بإحدى احلسنيني ‪ :‬إما‬ ‫النصر أو الشهادة ‪.‬‬ ‫‪ .6‬األصل يف جهادنا حتري الدليل ‪ ،‬واالجتهاد القائم‬ ‫على أصول الفقه االسالمي وقواعده املعتربة‪ ،‬مع‬ ‫تأكيدنا على أن االجتهاد سنة من سنن اهلل يف اخللق‬ ‫ال يرفضه إال هالك ال يعي مدارك الشرع ‪ ،‬واالختالف‬ ‫سنة من سنن اهلل عزوجل ال ننكر على أحد اجتهاده ‪..‬‬ ‫ولنا اجتهادنا ‪.‬‬ ‫‪ .7‬على األخ اجملاهد أن يكون جندي عقيدة وفكرة ال‬ ‫جندي غرض ومنفعة ‪ ،‬فعلى األخ أن يقصد بقوله وعمله‬ ‫وجهاده كله وجه اهلل سبحانه وتعاىل وابتغاء مرضاته‬ ‫وحسن مثوبته ‪ ،‬من غري طمع يف مغنم أو مظهر أو جاه‬ ‫أو لقب أو تقدم أو تأخر ‪.‬‬ ‫‪ .8‬اطمئنان اجلندي للقائد يف كفاءته اطمئناناً عميقاً‬ ‫ينم عن احلب يف اهلل والتقدير واالحرتام والطاعة يف غري‬ ‫معصية ‪ ،‬وعلى قدر الثقة املتبادلة بني القائد واجلنود‬ ‫‪ :‬تتحقق وحدة الصف ويستقيم نظامه ‪ ،‬واهلل تعاىل ال‬ ‫ينظر إىل صف أعوج ‪.‬‬ ‫‪ .9‬رأي األمري ونائبه فيما حيتمل وجوهاً عدة أو كان‬ ‫مستنداً إىل مصلحة مرسلة أو درء مفسدة بينة ‪:‬‬ ‫معمول به ما مل يصطدم بنص شرعي (واضح الداللة )‬ ‫أو بقاعدة شرعية أو خيرج به عن رأي جملس الشورى‪.‬‬ ‫‪ .10‬اتقاء الشبهات ثابت من ثوابتنا ‪ ،‬فإن تعارضت مصلحة‬ ‫مرجوة مع شبهة واضحة تركنا املصلحة خمافة‬ ‫الوقوع يف الشبهات ‪ ،‬ومن اتقى الشبهات فقد استربأ لدينه‬ ‫وعرضه ‪.‬‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.