8B26PzRQafse

Page 1



‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫* اإلنتخابات ودفع الثمن ‪)4( ..............................................................................‬‬ ‫* املبادئ الثمان لألمن اجلهادي ‪)6( ....................................................................‬‬ ‫* سيوفنا اخلمسة ‪)9( ...........................................................................................‬‬ ‫* اخلدعة ‪)12( .........................................................................................................‬‬ ‫* إختاذ القرار ‪)13( ..................................................................................................‬‬ ‫* املبادئ احلربية اليت طبقها عمرو بن العاص ‪)14( .................................... ‬‬ ‫* سالح املارينز يف مواجهة املقاومة !! ‪)18( ...........................................................‬‬ ‫* اإلصدار املرئي العاشر (محم الهبة) ‪)20( .........................................................‬‬ ‫* املقاومة العراقية يف خدمة الوطن وحائط صد لألمة ‪)22( ...........................‬‬

‫‪3‬‬


‫شيئا ً فشيئا ً ‪ ،‬وخطوة بعد خطوة‪..‬‬ ‫نقترب من اإلنتخابات العامة والتي‬ ‫يؤمل لها أن تقام في العام القابل‬ ‫في شهر كانون الثاني ‪ ..‬وكلما اقترب‬ ‫ذلكم املهرجان املشؤوم ‪ ،‬الذي ما ذاق‬ ‫رضه عليهم‬ ‫العراقيون حالوته مذ َف َ‬ ‫جالدوهم من السكسون والصفويني‬ ‫ كلما اقترب ‪ -‬بدأ العراقيون بالعد‬‫التنازلي لتلقي نتائج هي أسوأ‬ ‫عندهم من الفراغ السياسي الذي‬ ‫تركه اإلحتالل بعد اجتياحه ألرضي‬ ‫وبلدي ‪ ،‬وقد هيئوا أيديهم ليضعوها‬ ‫على قلوبهم قبل املوعد املزعوم ‪..‬‬ ‫ولست في معرض سردٍ لإلرهاب‬ ‫الذي ميارس على الناس وال الضغوط‬

‫‪4‬‬

‫التي يضغط بها ( الساءة ) ممن هم‬ ‫اآلن في احلكم أو ممن قدموا تنازالت‬ ‫مرعبة لكي يكونوا في سدة احلكم‬ ‫واحلكومة ‪ ..‬ولكني أنبه نفسي أوال ً‬ ‫والقارئ ثانيا ً على أن نكون عمليني‬ ‫في تعاملنا وتعاطينا مع ما يسمى‬ ‫باالنتخابات الرئاسية املقبلة وذلك‬ ‫من حيث ‪:‬‬ ‫‪ .1‬إن شعارات الوحدة الوطنية‬ ‫واالبتعاد عن الطائفية واحملاصصة‬ ‫باتت شعارات تتبارى على استخدامها‬ ‫معظم أطراف اللعبة السياسية‬ ‫في العراق ‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫كثيرا ً منها قام على هذه األسس‬ ‫الطائفية وواصل استخدامها في‬

‫تعبئته االنتخابية التي أفرزت مشهد‬ ‫احملاصصة الطائفية املهيمن على‬ ‫البرملان واملشهد السياسي العراقي‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫دليل واضح‬ ‫وما االئتالف الشيعي إال‬ ‫ملا نقول ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال زال األثر باديا ً وواضحا ً ومؤثرا ً‬ ‫لإلحتالل في سير هذه اإلنتخابات‬ ‫وإن ادعى كذبا ً وزورا ً أنه خارج اللعبة‬ ‫وخارج املدن ‪ ..‬وهذا ما بدا في‬ ‫تعليقات ( بايدن ) نائب باراك أوباما‬ ‫عند زيارته لبغداد حينما استقبله‬ ‫اجملاهدون بعدة قذائف هاون على‬ ‫املنطقة ( السوداء ) حيث اعتبر‬ ‫بايدن ‪ :‬االنتخابات التشريعية املقررة‬ ‫في يناير ‪ /‬كانون الثاني املقبل مهمة‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫لتحقيق األمن واالستقرار للعراقيني ‪،‬‬ ‫مشيرا ً إلى أن من شأن االنتخابات حل‬ ‫بعض املسائل العالقة في العملية‬ ‫السياسية‪ .‬وقال بايدن في مؤمتر‬ ‫صحفي ‪ ( :‬إن النزاع في العراق حول‬ ‫األرض والنفط بني إقليم كردستان‬ ‫العراقي واحلكومة املركزية في بغداد‬ ‫لن حتل قبل االنتخابات املقبلة ) ‪...‬‬ ‫ونالحظ بوضوح كيف أن بايدن ربط‬ ‫وبشكل واضح بني جناح اإلنتخابات‬ ‫وبني حتقيق األمن ‪..‬‬ ‫‪ .3‬سيكون ترتيب الفائزين في‬ ‫االنتخابات املقبلة ‪ ،‬وفقا ً المتالكهم أو‬ ‫حجم رصيدهم في الالعبني األربعة (‬ ‫املال والسلطة واملرجعيتني العشائرية‬ ‫والدينية )‪ ..‬فيما يظل الوطنيون‬ ‫النزيهون والنخب السياسية املثقفة‬ ‫بحجر الناخب العراقي ‪،‬‬ ‫ينحتون‬ ‫َ‬ ‫التي هي عند غالبية من يقرر الفائز‬ ‫‪ ،‬تظل عصية في املرحلة احلالية ‪،‬‬ ‫ولن يكسبوا تقدما ً ملحوظا ً في‬ ‫االنتخابات ‪ ،‬سببه الرئيس ‪ :‬شعور‬ ‫الناخب العراقي بخذالن من انتخبهم‬ ‫والناجم عن انفعال احليف أكثر من‬ ‫التطور في ( الوعي اإلنتخابي ) ‪.‬‬ ‫‪ .4‬الساسة الكرد آخر من يفكر‬ ‫بجدية دعم اإلنتخابات حيث أن‬ ‫لهم أرضهم وكيانهم وبرملانهم‬ ‫وحكومتهم ومن وراء ذلك كله‬ ‫حلفاؤهم العقائديون ( األميركان )‬ ‫‪..‬حيث اعتبر تقرير معهد واشنطن‬ ‫لسياسات الشرق األدنى ‪ :‬أن الواليات‬ ‫املتحدة ما زالت حتى اآلن القوة‬ ‫اخلارجية األكثر تأثيرا ً على القضايا‬ ‫املرتبطة بالعالقات بني بغداد واربيل‬ ‫‪ ،‬إال انه اعتبر أن رفض االتفاقية‬ ‫األمنية حول القوات األميركية خالل‬ ‫االستفتاء الشعبي سيسلط املزيد‬ ‫من الضغوط على واشنطن لتحريك‬ ‫العملية السياسية إلى األمام ومنع‬ ‫وقوع اشتباكات بني العرب والكرد في‬

‫الوقت ذاته ‪.‬‬ ‫‪ .5‬اجلبهة السنية تغ ّرد خارج‬ ‫السرب ‪ ..‬ويبدو أن املتخلف الوحيد‬ ‫عن اللحاق بركب بناء االئتالفات ذات‬ ‫احلظوظ الكبيرة هي اجلبهة السنية‬ ‫التي عانت تشتتا ً بني كل جتمعاتها‬ ‫‪ ..‬ظهر ذلك واضحا ً في التأخر عن‬ ‫اإلعالن عن هذا التكتل الذي لم‬ ‫يتمكن حلد اآلن أن يأخذ أي ضمان‬ ‫من أي جهة بعدم ( التهميش ) أو (‬ ‫االعتقال ) فضالً عن االستئصال ‪ ،‬وما‬ ‫يفعله املالكي مبناطق أهل السنة‬ ‫في املوصل وتكريت وأبي غريب‬ ‫والطارمية واألنبار وغيرها باستهداف‬ ‫العسكريني الكبار في اجليش السابق‬ ‫خير دليل ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ما الذي حققته هذه احلكومة‬ ‫ليذهب الناس النتخاب حكومة‬ ‫أخرى ؟! فاإلحباط هو الذي يسيطر‬ ‫على مجريات الفقه اإلنتخابي عند‬ ‫العراقيني ‪ ...‬لن نناقش اخلدمات وال‬ ‫املشاريع وال الوعود الكاذبة ‪ ..‬وهل‬ ‫الكهرباء وقطرات ماء الشرب وصبغ‬ ‫األرصفة حتتاج إلى كل هذا الدجل ؟‬ ‫واملالكي الذي ي َ ّدعي اإلنسانية ‪ ,‬والذي‬ ‫يكره الطائفية ‪ ,‬وهو الدميقراطي‬ ‫األصيل جدا ً عجز عن االستجابة‬ ‫لطلب البرملان بالعفو العام عن‬ ‫السجناء والذين طال القيد بأيديهم‬ ‫وأرجلهم وهو قيد الظلم األسود الذي‬ ‫يعشش في قلوب املالكي وأتباعه ‪.‬‬ ‫‪ .7‬لم ولن تستطيع أي حكومة‬ ‫مقبلة أن تخرج أألميركان من أرضنا ‪،‬‬ ‫وال حتى لهم احلق في التفكير بذلك‬ ‫‪ ،‬بل العكس هو الصحيح ‪ ..‬ال زال‬ ‫احملتل ناكثا ً بوعوده حتى باخلروج من‬ ‫املدن ‪ ،‬وال زال يصول ويجول ويعتقل‬ ‫ويقتل بغير كتاب وال حساب ‪ ..‬وال زال‬ ‫اجملاهدون يستهدفون دوريات جيش‬ ‫االحتالل في كل مناطق تواجده‬ ‫السابقة في العراق ‪ ..‬ومصطلح‬

‫السيادة الذي يهذر به رموز سياسة‬ ‫الكذب ما هو إال ذر للرماد في عيون‬ ‫العراقيني البسطاء ‪ ..‬أو رمبا يكون‬ ‫تناغما ً مع رغبة الساسة الشيعة‬ ‫والكرد في بقاء هذه القوات احملتلة‬ ‫كي تدير لهم دفة االنتخابات كما‬ ‫يرغبون ‪.‬‬ ‫‪ .8‬املفوضية العليا ( املستقلة )‬ ‫لالنتخابات ال تزال غير مستقلة وال‬ ‫زالت تأمل في وعد املالكي لها بأن‬ ‫يكون منتسبوها موظفون وليسوا‬ ‫متعاقدين ‪ ،‬وهي اآلن متهمة وتنتظر‬ ‫بفارغ الصبر أن تُعرض قضيتها أمام‬ ‫البرملان الذي سيحاسبها طائفيا ً‬ ‫وليس قانونيا ً ‪ ،‬فضالً عن اخلالفات‬ ‫العاصفة التي تضرب أطنابها على كل‬ ‫أرجاء هذه املفوضية ( املستقلة)‪..‬‬ ‫وأخيرا ً ‪ ،‬فإن اإلصرار األميركي على‬ ‫إجراء مهزلة االنتخابات يستهدف‬ ‫قضية حاسمة وحيوية وهي ‪ :‬قطع‬ ‫الطريق على أية انتخابات حقيقية‬ ‫ونزيهة تفضي إلى حكومة وطنية‬ ‫شرعية قوية بدعم شعبي ومدفوعة‬ ‫بأجندة إسالمية وطنية تسعى‬ ‫الستعادة سيادة العراق الكاملة‬ ‫واحلفاظ على مصاحله الوطنية‬ ‫ومقدراته االقتصادية ‪.‬‬ ‫إن املصالح األميركية وصفقات‬ ‫ البزنس الضخمة وعموالتها‬ ‫والسعي الحتكار العقود التجارية‬ ‫والهيمنة على اإلرادة السياسية ال‬ ‫تستطيع التعايش مع ( دميقراطية‬ ‫حقيقية ) كما يدعون تنتعش فيها‬ ‫الرقابة البرملانية واحلرية اإلعالمية‬ ‫‪ ،‬واإلصرار على إجراء االنتخابات مع‬ ‫التحذير من احلرب األهلية ‪ -‬إن لم نقل‬ ‫التحريض عليها ‪ -‬يستهدف اغتيال‬ ‫أي مشروع ( دميقراطي ) حقيقي ‪،‬‬ ‫فضالً عن أن يكون وطنيا ً أو إسالميا ً‬ ‫اآلن أو في املستقبل ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫إن أهمية األمن تبدو واضحة‬ ‫جلية في أثرها على بعض اجلماعات‬ ‫اجلهادية ‪ ،‬فقد أدت الضربات املتتالية‬ ‫من األعداء لهذه اجلماعات مع عدم‬ ‫وجود اخلطط األمنية املناسبة إلى‬ ‫تغيير واضح في خط هذه اجلماعات‬ ‫مما آل بها إلى الركون واملداهنة ‪.‬‬ ‫وكثير من الشباب يحجم عن‬ ‫العمل اجلهادي عندما يرى باستمرار‬ ‫انكشاف األعمال ‪ ،‬وارتفاع نسبة‬ ‫اخلسائر في صفوف احلركة ‪ ،‬وفي‬ ‫املقابل يزداد إقبال الشباب على‬ ‫اجلماعة عندما تنجح في مفاجأة‬ ‫العدو بأقل اخلسائر ‪.‬‬ ‫فإن لألمن مبادئ عامة يجب أن‬ ‫يعيها كل مجاهد ويدركها إدراكا ً تاماً‪،‬‬ ‫ليحقق أمنه وأمن إخوانه وبالتالي‬ ‫أمن العمل الذي يقومون به ‪:‬‬

‫هاتف ‪ -‬إال ويؤمنّها جيدا ً قبل أن ينام‬ ‫‪ ،‬وقبل أن يغادر بيته وفي أثناء املسير ‪،‬‬ ‫فهو في حركة دائبة ‪ ،‬ويحتاط لنفسه‬ ‫طارئ‬ ‫ملوقف‬ ‫دائما ً خشية أن يتعرض‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قد يكلفه وإخوانه الكثير ‪.‬‬ ‫ولكي تكون اليقظة األمنية في‬ ‫أعلى درجاتها ‪ ،‬يجب على اجملاهد‬ ‫تبادل املعلومات مع إخواته في أي‬ ‫مكان ‪ ،‬فيسألونك وتسألهم ‪ :‬كيف‬ ‫مت القبض عليهم ‪ ،‬وما هي أخطاؤهم‬ ‫؟ وما هي اخملابئ التي كشفها العدو‬ ‫؟ وما هي املعلومات التي لديكم عن‬ ‫العدو ؟‬ ‫وكذلك مع اإلخوة اخلارجني من‬ ‫السجن حديثا ً ‪ :‬ماذا قالوا ؟ وماذا‬ ‫علموا ؟ فكل هذه األمور تصقل اخلبرة‬ ‫وتوسع األفق وجتعلك يقظا ً حذرا ً ‪.‬‬

‫عن عدم وضع إجراءات أمن مسبقة ‪.‬‬ ‫إن التخطيط العام لوضع إجراءات‬ ‫وخطط األمن الالزمة ألي عمل هو‬ ‫أم ٌر أساسي يجب أن يستقر في ذهن‬ ‫كل مجاه ٍد على جميع املستويات‬ ‫‪ ،‬بدءا ً من أصغر فردٍ إلى أكبرِ قائد ‪،‬‬ ‫حتى ال يكون التخبط في العمل‬ ‫هو السمة الغالبة على أداء املسلم‬ ‫‪ ،‬والتخطيط األمني املسبق يُق ّل ُل‬ ‫من حجم األخطاء واألضرار ‪ ،‬كما‬ ‫أنه يضع تصورا ً للمواقف الطارئة‬ ‫وكيفية معاجلتها‬ ‫إن عالج األخطاء بعد وقوعها‬ ‫ببعض اإلجراءات األمنية الوقائية‬ ‫التي لم يحسب لها من قبل رمبا تزيد‬ ‫األمور تعقيدا ً ‪ ،‬فخي ٌر لك أن تتخذ‬ ‫اإلجراءات األمنية ابتدا ًء ‪.‬‬

‫يجب أن يكون املسلم دائما ً يقظا ً‬ ‫متنبها ً ‪ ،‬حتى يحرم العدو من مفاجأته‬ ‫وميلك هو ناصية املبادأة ‪ ،‬فاليقظة في‬ ‫كل زمان ومكان وعلى جميع األحوال‪،‬‬ ‫فيجب أن يؤمن األخ نفسه فال يترك‬ ‫شيئا ً يحتاج إلى تأمني ‪ -‬كحاسبة أو‬

‫واملقصود بالوقاية هنا هي إجراءات‬ ‫وتدابير واحتياطات وخطط وغيرها‬ ‫تقي ‪ -‬بإذن اهلل ‪ -‬من أيدي وأعني‬ ‫ومسامع العدو ‪.‬‬ ‫وأما العالج فهو معاجلة األخطاء‬ ‫األمنية لتقليل حجم األخطاء الناجتة‬

‫اإلفراط هو ‪ :‬الزيادة ‪ ،‬والتفريط هو ‪:‬‬ ‫النقصان ‪ ،‬وخير األمور الوسط ‪ ،‬يقول‬ ‫اهلل تعالى‪ :‬وكذلك جعلناكم أمة‬ ‫وسطا ً ‪ ،‬وتلك العقيدة العظيمة‬ ‫التي ارتضاها لنا املولى تعالى جتعلنا‬ ‫ننظر لألمور نظرة اعتدال ‪ ،‬فإذا كنا‬ ‫نؤكد على ضرورة احلذر فليس معنى‬

‫المبدأ األول ‪ :‬اليقظة َع َص ُب األمن‬

‫‪6‬‬

‫المبدأ الثاني ‪:‬‬ ‫الوقاية خير من العالج‬

‫المبدأ الثالث ‪ :‬ال إفراط وال تفريط‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫ذلك أن نترك األعمال ونقصر فيها‬ ‫حتت دعوى احليطة ‪ ،‬أو يدفعنا حب‬ ‫العمل وسرعة اإلجناز إلى عدم احلذر‬ ‫وهذا الفهم يجب العمل به في‬ ‫جميع املهام ‪.‬‬ ‫عند اتخاذك إلجراءات األمن أو عند‬ ‫تكليفك إلخوانك مبهمة ما سوا ًء‬ ‫كانت املهمة كبير ًة أم صغيرة ‪ :‬عليك‬ ‫أن تعطي إخوانك املعلومات الالزمة‬ ‫إلجنازها ‪ ،‬وال متنعها منهم حذرا ً فهذا‬ ‫يعتبر تقصيرا ً منك ‪ ،‬ورمبا يكون إثما ً‬ ‫كبيرا ً حينما يكون سببا ً في مقتل أخ‬ ‫أو إصابته أو أسره ‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب اآلخر ‪ :‬ال متنحهم‬ ‫سيالً من املعلومات فوق حاجتهم ‪،‬‬ ‫فقد تكون هذه املعلومات سببا ً في‬ ‫كشف أعمالك األخرى عند أسرهم أو‬ ‫قيامهم ببعض األخطاء أو تعرضهم‬ ‫ألمر طارئ ‪ ،‬وخير األمور الوسط واألمور‬ ‫ُقدرُ بقدرها ‪.‬‬ ‫ت ّ‬ ‫المبدأ الرابع ‪:‬‬ ‫للم ْع ِن ِّي بها‬ ‫المعلومة َ‬

‫فاملعلومة ال تُعطى إال ملن يتعامل‬ ‫معها ويستفيد منها كأن يكون‬ ‫مكلفا ً بحفظها ‪ ،‬أو يكون عنصر‬ ‫ٌ‬ ‫مكلف‬ ‫معني بتوصيلها أو‬ ‫اتصال‬ ‫ٌ‬ ‫مبهم ٍة ما فتعينه هذه املعلومة على‬ ‫أداء مهمته ‪.‬‬ ‫وهكذا يجب أن توضع املعلومة في‬ ‫مكانها السليم ‪ ،‬ولقد وجدنا كثيرا ً‬ ‫من اجملاهدين وقعوا في خطأ كبير‬ ‫ألنهم دأبوا على إعطاء بعض اإلخوة‬ ‫كثيرا ً من املعلومات التي ال تعنيهم‬ ‫في شيء حتت دعوى تربيتهم على‬ ‫حتمل املسئولية ‪ ،‬ولسنا ضد تعليم‬ ‫اإلخوة وتربيتهم على ذلك ولكن‬ ‫بشرط أال يكون ذلك على حساب‬ ‫األمة وسرية املعلومات ‪ ،‬وهناك‬ ‫آخرون يُعطون املعلومات حتت دعوى‬ ‫تأليف القلوب أو طمأنة اإلخوة على‬ ‫اإلمكانيات املوجودة وذلك خطأ كبير‬ ‫‪ ،‬فحينما يقع األخ في أيدي األعداء قد‬

‫يعطي كل شيء حتت لهيب التعذيب‬ ‫‪ ،‬وبذلك يكون األمير هو املتسبب‬ ‫احلقيقي في إفشاء السر ‪ ،‬فيجب أال‬ ‫تعطى معلومة إال ملن يعنيه األمر ‪.‬‬ ‫المبدأ الخامس ‪:‬‬ ‫المعلومة على قدر الحاجة وفي‬ ‫وقتها‬

‫في هذا املوضع حتظى املعلومات‬ ‫بقدر من االهتمام ألنها احملور الذي‬ ‫يرتكز عليه أي عمل ‪ ،‬فاجلماعة اجملاهدة‬ ‫تسعى للحصول على املعلومات التي‬ ‫تعينها على حتقيق أهدافها ‪ ،‬وتأمينها‬ ‫من أيدي وأعني ومسامع األعداء ‪،‬‬ ‫كما أن العدو يسعى ملعرفة أسرار‬ ‫اجملاهدين بكل إمكانياته وأجهزته ‪،‬‬ ‫ولألسف الشديد فإنه يحصل على‬ ‫ما يريد بسهولة تامة ألن املسلم‬ ‫في غفلة تامة عن تأمني املعلومة‬ ‫واالهتمام بها ‪ ،‬فكثير من القادة‬ ‫حينما يكلفون إخوانهم مبهمة ما‬ ‫يغدقون عليهم الكثير من املعلومات‬ ‫‪ ،‬فيقولون لهم مثالً بعد أداء هذه‬ ‫املهمة ‪ :‬سوف أكلفكم بكذا وكذا‬ ‫وكذا ‪ ،‬ومن هنا يعلم األخوة خطة‬ ‫األعمال املستقبلية ‪ ،‬وهم معرضون‬ ‫لألسر في أي حلظة وكان خيرا ً للقائد‬ ‫أن يحفظ أسراره وال يعطيها إال على‬ ‫حسب احلاجة ‪.‬‬ ‫وقد رأينا رسول اهلل ‪ ‬قد ورَّى في‬ ‫جميع غزواته إال تبوك لبعد املسير ‪،‬‬ ‫وليس ذلك لنقص في أصحابه ‪، ‬‬ ‫ولكن تربية لهم على األداء السليم‬ ‫‪ ،‬وحينما تعطى املعلومة على قدر‬ ‫احلاجة فإن لذلك فوائد عظيمة‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬تربية اإلخوة على أساليب‬ ‫احليطة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬زيادة الثقة في األمير ألدائه‬ ‫املتميز ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ضمان سالمة األعمال ‪.‬‬ ‫‪ .4‬إمكانية معاجلة األخطاء الطارئة‬ ‫لضيق مساحة املعرفة للمعلومات ‪.‬‬

‫وعلى النقيض من ذلك ‪ ،‬فهناك‬ ‫أضرار كثيرة ملن يتهاون في حق‬ ‫املعلومة ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬فقدان القدوة األمنية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬سهولة كشف العدو ألسرار‬ ‫اجلماعة النتشار مساحة املعلومات‬ ‫بني أفرادها ‪.‬‬ ‫‪ .3‬عدم القدرة على إجناز األعمال‬ ‫التي لها طابع السرية في مأمن عن‬ ‫العدو ‪.‬‬ ‫‪ .4‬عدم القدرة على معاجلة األخطاء‬ ‫األمنية لكثرة تداول املعلومات بني‬ ‫اإلخوة ‪.‬‬ ‫وإذا كنا قد أوضحنا القدر الواجب‬ ‫إعطاؤه من املعلومة فهناك أهمية‬ ‫كبيرة لتوقيتها ‪ ،‬فاألصل في املعلومة‬ ‫أنها موقوتة ‪ ،‬أي محدودة بوقت سواء‬ ‫في جمعها أو تداولها ‪ ،‬أما عن جمع‬ ‫املعلومة فيجب أن يكون وفق خطة‬ ‫معينة محدد فيها زمن جمعها‬ ‫سواء في وقت مالحظتها أو التبليغ‬ ‫بها وفق التوقيتات التي يحتاجها‬ ‫املسؤول خلدمة أعماله ‪ ،‬فال يتقدم‬ ‫أو يتأخر عن ذلك زمنا ً بحيث يحرمه‬ ‫من معرفتها أو يعرض جامع املعلومة‬ ‫للكشف ‪.‬‬ ‫أما عن تداول املعلومة فيجب أيضا‬ ‫أن يكون موقوتا ً بأمن معني ‪ ،‬فهناك‬ ‫توقيتات يجب أن مينع فيها تداول أي‬ ‫معلومة ومنها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬قبل وبعد تنفيذ العمليات‬ ‫الكبيرة ضد العدو ‪.‬‬ ‫‪ .2‬في الوقت الذي ينشط فيه‬ ‫العدو في املراقبة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬عند حمالت االعتقال املكثفة ‪.‬‬ ‫ويراعى عند التكليف وجوب إعطاء‬ ‫املعلومات التي تخدم املكلف بها‬ ‫وقت حاجته لها فذلك أدعى لألمن‬ ‫وسالمة العمل واملكلف معا ً ‪.‬‬ ‫وقد رأينا رسول اهلل ‪ ‬في سرية‬ ‫عبد اهلل بن جحش يعطيهم كتابا ً‬ ‫مغلقا ً ويأمرهم بفتحه بعد يومني من‬

‫‪7‬‬


‫املسير ‪ ،‬فقد حدد لهم الوقت املناسب‬ ‫ملعرفة املعلومات التي تفيدهم في‬ ‫وقتها ‪ ،‬وذلك لتربية املسلمني على‬ ‫األمن والسرية ‪ ،‬وكذلك تأمني العمل‬ ‫من أعداء املسلمني باملدينة من يهود‬ ‫ومنافقني ‪.‬‬ ‫وإعطاء املعلومة في التوقيت‬ ‫املناسب له فوائد عظيمة ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬احملافظة على سالمة وأمن األعمال‬ ‫املستقبلية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬احملافظة على مبدأ استمرارية‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫‪ .3‬عدم إرهاق اإلخوة وتشتيتهم‬ ‫مبعلومات في غير وقتها‪.‬‬ ‫‪ .4‬احملافظة على عنصر املفاجأة في‬ ‫األعمال ‪.‬‬ ‫المبدأ السادس ‪:‬‬ ‫الخطأ الواحد مجلبة للخطر الداهم‬

‫هناك من األخطاء ما يطلقون‬ ‫عليه ‪ :‬اخلطأ األول واألخير ‪ ،‬ألنه ال‬ ‫يصلح معه عالج بعد وقوعه فالذي‬ ‫يتعامل مع املفرقعات مثالً ال بُد‬ ‫أن يكون خبيرا ً بها ملما ً بإجراءات‬ ‫األمن الالزمة لها ‪ ،‬فكثيرا ً ما نسمع‬ ‫انفجار عبوة في أحد اإلخوة وهو‬ ‫يقوم بتركيبها ‪ ،‬ثم نعلم بعد ذلك‬ ‫أنه ليس على علم بذلك أو أنه قرأ‬ ‫ذلك في أحد الكتب فقام بعملها ‪،‬‬ ‫وفي مجال األمن هناك أخطاء تعتبر‬ ‫األولى واألخيرة ‪ ،‬بل أكثر خطرا ً من‬ ‫الذي يتعامل مع املفرقعات بدون علم‬ ‫‪ ،‬ذلك الفرد الذي كان يوما ً من صفوة‬ ‫اجلماعة اجملاهدة ثم ضعف قلبه‬ ‫وعميت بصيرته فعمل مع العدو ضد‬ ‫اجملاهدين وكشف لهم عن عوراتهم‬ ‫وأسرارهم ‪ ،‬ثم بعد ذلك أعلن توبته‬ ‫وأقر وندم على خطئه ‪ ،‬وهنا يقع أحد‬ ‫أمراء املسلمني في اخلطأ الداهم حني‬ ‫يقبله في صفه وجماعته مرة ثانية ‪،‬‬ ‫يلومن إال نفسه‬ ‫ومن يفعل ذلك فال‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬وهذا النوع من الناس أشد خطرا ً‬

‫‪8‬‬

‫على اجملاهدين من األعداء أنفسهم ‪ ،‬الفترة وخاصة خط االتصال ‪.‬‬ ‫فإنه هنا ال يعرض واحدا ً فقط للخطر ‪ .4‬تأمني جميع األعمال الهامة قبل‬ ‫‪ ،‬بل يعرض اجلماعة بأسرها ألخطاء بدء العمل ‪.‬‬ ‫‪ .5‬استخلف نائبا ً لك يقوم مبهامك‬ ‫جسيمة ‪.‬‬ ‫أثناء فترة مكثك دون االتصال به ‪.‬‬ ‫المبدأ السابع ‪:‬‬ ‫األصل هو المكث وقت الطوارئ‬

‫حينما تشتد الطوارئ وينشط‬ ‫العدو للقبض على اإلخوة فيجب‬ ‫عليهم املكوث في مكان آمن جيد‬ ‫اإلعداد تتوافر فيه شروط األمن الالزمة‬ ‫‪ ،‬وال يتركون مكامنهم إال لضرورة‬ ‫قصوى ‪ ،‬فالتحرك دائما ً يجعلهم‬ ‫عرضة لألخطار واالنكشاف ‪ ،‬ومن‬ ‫هنا تسهل مهمة العدو في القبض‬ ‫عليهم ‪ ،‬وهناك مقولة شهيرة ألحد‬ ‫ضباط العدو تقول ‪ :‬نحن نتحرك‬ ‫للقبض على الهارب ‪ ،‬وهو يتحرك‬ ‫أثناء هروبه ألسباب كثيرة ‪ ،‬وإذا حترك‬ ‫االثنان ال بُد أن يلتقيا ‪.‬‬ ‫من هنا يتضح لنا أهمية املكث‬ ‫وعدم التحرك في هذه الظروف ‪،‬‬ ‫وهناك أسباب كثيرة رمبا تدفع األخ‬ ‫للتحرك من مكمنه ومن ثم تكون‬ ‫سببا ً في كشفه ‪ ،‬ولذا يجب أن نضع‬ ‫لها ما يناسبها من عالج ‪ ،‬وتلك‬ ‫األسباب هي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬االطمئنان على أهله وخاصة‬ ‫النساء ‪.‬‬ ‫‪ .2‬االتصال ببعض اإلخوة لتبني بعض‬ ‫األعمال ‪.‬‬ ‫‪ .3‬االطمئنان على باقي إخوانه‬ ‫العاملني معه ‪.‬‬ ‫‪ .4‬شعوره بالقلق في مكان مكثه‬ ‫والبحث عن مكان بديل له ‪.‬‬ ‫أما العالج فيتمثل في ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تأمني األهل جيدا ً قبل البدء في‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫‪ .2‬اختيار أماكن املكوث بحيث تتوافر‬ ‫فيها شروط األمن الالزمة وكذلك‬ ‫األماكن البديلة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬قطع الصلة بجميع إخوانك هذه‬

‫المبدأ الثامن ‪ :‬ال تكن أسيرًا لعادة‬

‫معظم الناس اعتادوا منطا ً معينا ً‬ ‫في احلياة من عادات وتقاليد سواء في‬ ‫ملبسهم أو مأكلهم ومشربهم أو‬ ‫في سفرهم وتنقالتهم وعند نومهم‬ ‫وكذلك في لهجتهم وحديثهم‬ ‫مع اآلخرين ‪ ،‬واإلخوة العاملون لدين‬ ‫اهلل جزء من هذه احلياة لهم أيضا ً‬ ‫عاداتهم وتقاليدهم الظاهرة واملميزة‬ ‫‪ ،‬وال ننكر ذلك عليهم ‪ ،‬غير أن هناك‬ ‫بعض األمور التي اعتادها اإلخوة‬ ‫لها تأثيرها السلبي في مجال األمن‬ ‫الذي نحن بصدد احلديث عنه ‪ ،‬كأن‬ ‫يعتاد األخ ز ّيا ً معينا ً ال يغيره مهما‬ ‫كانت الظروف ‪ ،‬أو السير في طريق‬ ‫محدد ‪ ،‬أو التحرك في أوقات ثابتة ‪،‬‬ ‫أو اتخاذ وسيلة مواصالت واحدة ‪ ،‬كل‬ ‫هذه األشياء تساعد العدو في رصده‬ ‫ومعرفة حتركاته بسهولة ‪ ،‬كما أن‬ ‫هذه العادات تكون عبئا ً على اجملاهد‬ ‫إذا تعرض ملوقف فإنه ال يستطيع‬ ‫التخلص منه ‪.‬‬ ‫ومن هنا يظهر لنا أهمية تأقلم‬ ‫اإلنسان مع الظروف والعادات اليومية‬ ‫لآلخرين في األمور احلياتية ‪ ،‬وال يكون‬ ‫ذلك إال باالختالط بهم وحسن‬ ‫معاملتهم ومعرفة طبائعهم‬ ‫اخملتلفة ‪ ،‬وأيضا ً تعدد طرق املعرفة في‬ ‫أشياء عديدة سواء في لهجات ولغات‬ ‫مختلفة أو عدد من احلرف واألعمال‬ ‫التي قد تعني اجملاهد على التعامل مع‬ ‫املواقف الطارئة حتى ال يكون املسلم‬ ‫أسيرا ً لعادة ما قد تكون سببا ً في‬ ‫وقوعه في براثن األعداء أو في عدم‬ ‫إجناز املهام املكلف بها بنجاح‪.‬‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫‪‬املوفق الذي صاغ نشيد الدعاة‬ ‫هو احلق يحش ُد أجناده‬ ‫الفاصل‬ ‫و يعتد للموقف‬ ‫ِ‬ ‫يا تُرى ‪ :‬هل كان يتخيل سعة‬ ‫التحشيد احلاضر الذي انتهت إليه‬ ‫الصحوة اإلسالمية في جميع بالد‬ ‫العالم االسالمي ثم في العالم أجع‬ ‫بال استثناء ‪ ،‬تبعا ً النتشار األقليات‬ ‫اإلسالمية في كل القارات ؟؟‬ ‫‏وحني حشدت جامع جندها‬ ‫في كتائب صالح الدين الضاربة‬ ‫للعدوان األميركي على العراق ‪،‬‬ ‫فطفقت قلوب املسلمني في كل‬ ‫العالم تدعو بالنصر لها ولعموم‬ ‫فصائل اجلهاد العراقي ‪ :‬هل كان في‬ ‫التصور أن الدعاء يكون نافذا ً بهذه‬ ‫القوة والسرعة فيصيب اجليش‬ ‫االستعماري األميركي هذا اإلثخان‬ ‫‪ ،‬ويكثر قتاله ‪ ،‬وينتشر املعوقون‬ ‫بعشرات األلوف عددا ً في شوارع‬

‫املدن األميركية يعظون قومهم بأن ال‬ ‫يكرروا التجربة وأن يطلبوا من قادتهم‬ ‫االنسحاب من العراق ؟؟‬ ‫‏هذا واقع ‪ ،‬وقد حدث ‪ ،‬وانتصر اجلهاد‬ ‫العراقي ‪ ،‬وبدأ البيت االبيض يفكر في‬ ‫االنسحاب الفعلي بعدما وعد به في‬ ‫االتفاقية التي جاء بند االنسحاب‬ ‫فيها بضغط ضربات املقاومة ‪ ،‬وهلل‬ ‫األمر من قبل ومن بعد وله الفضل‬ ‫‪ ،‬وهو الذي يوفق املؤمنني لصواب‬ ‫اخلطوات ‪.‬‬ ‫ إن كتائب صالح الدين التي‬ ‫هي الذراع الضارب ملنظمة جامع ‬ ‫اجلهادية هي جزء من هذا احلشد‬ ‫الدعوي الواعي لطبيعة املرحلة‬ ‫وموازين املعركة ‪ ،‬وجندها هم من‬ ‫جنود احلق الذي فخر بهم الشاعر‬ ‫صاحب النشيد ‪ ،‬ولهم انتساب‬ ‫لعقيدة التوحيد ‪ ،‬وخضوع لقواعد‬ ‫الشرع وأحكام الفقه ‪ ،‬وأداء للصالة‬ ‫‪ ،‬مع رؤية فكرية واضحة ‪ ،‬وفهم‬ ‫للسياسة ‪ ،‬ومنهجية تربوية تنطلق‬

‫من جوانب احملاريب ‪ ،‬والتزام تنظيمي‬ ‫صارم ‪ ،‬بشروط متشددة ‪ ،‬واستنباط‬ ‫تخطيطي دقيق يراعي درجة التعقيد‬ ‫في احلياة املعاصرة ‪ ،‬وهذه الصفات‬ ‫التي تعمقت من خالل املعاناة‬ ‫والتجربة وماشت األعراف الدعوية ‪:‬‬ ‫هي التي تؤهل جامع اليوم للثبات‬ ‫إذا طالت املعركة وأراد املستعمر‬ ‫أن يبقى في القواعد التي انسحب‬ ‫إليها مؤقتا ً ‪ ،‬بل ترشحها لدور قيادي‬ ‫في املقاومة العراقية اجمليدة التي‬ ‫توفرت لها صفة اجلهاد اإلسالمي ‬ ‫في عمومها بحمد اهلل ‪ ،‬وما كانت‬ ‫علمانية إال في حدود ضيقة بعثية‬ ‫‪ ،‬وامنا معظم الطلقات والعبوات‬ ‫واأللغام والهاونات والصواريخ‬ ‫وسلفي‬ ‫إخواني‬ ‫يطلقها أو يفجرها‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وصوفي ‪ ،‬وانتدب الكل أنفسهم ‪،‬‬ ‫ولئن حصل خالف ‪ :‬فإن من طبيعة‬ ‫األمور العظيمة أن يتعدد فيها‬ ‫االجتهاد والنظر والتحليل ‪ ،‬وكانت‬ ‫ جامع بحمد اهلل وعلى طول املدى‬

‫‪9‬‬


‫واقعية وسليمة في اجتهاداتها‬ ‫ومواقفها ‪ ،‬ومن أبرز امتيازاتها‬ ‫التي تدل على نبلها‪ :‬حترمبها الدم‬ ‫العراقي وبراءتها من ذلك حتى‬ ‫عند عدوان العراقي ‪ ،‬فإنها تتأول‬ ‫له ‪ ،‬وتدرأ احلدود بالشبهات ‪ ،‬وتركز‬ ‫على ضرب املستعمر الغازي فقط‬ ‫‪ ،‬مما أتاح شبه إجماع من العراقيني‬ ‫على احترام جامع ‪ ،‬إذ لم تدخل‬ ‫في خصام مع الناس ‪ ،‬ولم تعاقب‬ ‫أحدا ً بحجة اخليانة ‪ ،‬ولم تزاحم‬ ‫بقية الفصائل ‪ ،‬ورأت املكان فسيحا ً‬ ‫يسع اجلميع ‪ ،‬بل رأت أن االمر جليل‬ ‫ويحتاج اجلميع ‪ ،‬فلم تستأثر ‪ ،‬ولم‬ ‫حتتكر ‪ ،‬ولم تنفرد ‪ ،‬حتى صار اجملاهد‬ ‫من جيشها مثل األخ الكبير ألغلب‬ ‫اجملاهدين من أعضاء الفصائل االخرى‪،‬‬ ‫يوقرونه ويستشيرونه ويرون فيه‬ ‫مكمن احلكمة والعقالنية والنظافة‬ ‫واحليادية واألريحية واملر وءة ‪ ،‬وانفتحت‬ ‫له القلوب ‪ ،‬وأصبح هو الوصي الذي‬ ‫تختاره عوائل الشهداء ‪ ،‬ترقب فيه‬ ‫النجدة ‪ ،‬وتراه شريفا ً فوق السوء ‪،‬‬ ‫وبكل ذلك غدا اجملاهد من كتائب‬ ‫صالح الدين األيوبي صاحب وظيفة‬ ‫في اإلصالح االجتماعي إلى جانب‬ ‫وظيفته في القتال ‪ ،‬وصاحب مهمة‬ ‫في التعليم وتربية الناس أيضا ً ‪ ،‬حتى‬ ‫لكأنه نقطة االلتقاء ‪ ،‬ومركز الدائرة ‪،‬‬ ‫وصار هو املرجع وكفى ‪.‬‬ ‫ والظاهرة ‏املهمة املكملة لهذه‬ ‫امليزة ‏السلوكية ‪ :‬إبداع في العقيدة‬ ‫القتالية التي تنطلق منها عمليات‬ ‫ جامع ‪ ،‬فإنها ومنذ والدتها وحتى اآلن‬ ‫كانت مستوعبة لألضرار اجلسيمة‬ ‫التي تكمن في أسلوب املفخخات‬ ‫وتفجيرها بني املدنيني وتأديته إلى‬ ‫إزهاق أرواح بريئة من املواطنني ‪ ،‬وقلة‬ ‫التقوى عند من يلجأ إليه ‪ ،‬وقلة‬ ‫علم من يفتي به وضحالة حصيلته‬ ‫الفقهية ومجازفته بإدعاء أنه بفعله‬

‫‪10‬‬

‫يعاقب املسيء ويتيح للبريء نيل اجلنة‬ ‫‪ ،‬في لغو آخر مثيل ‪ ،‬ولذلك لم ترتكب‬ ‫ جامع أي تفجير لسيارة ‏مفخخة‬ ‫أبدا ً ‪ ،‬وصانت نفسها وجنودها عن هذا‬ ‫العمل الطفولي التخريبي ‪ ،‬وأبرأت‬ ‫سمعتها ‪ ،‬وبقيت نظيفة ‪ ،‬متجردة‬ ‫‏لضرب العدو املستعمر فقط ‪ ،‬وأجهزة‬ ‫الشرطة تعلم ذلك ‪ ،‬وإن جامع لم‬ ‫تتلوث يدها بدم مواطن مدني على مر‬ ‫السنني أبدا ً ‪ ،‬حتى أن جامع لتلمس‬ ‫آثار ورعها هذا في صورة ‏اقتران كل‬ ‫طلقة تطلقها على أميركي ببركة‬ ‫ربانية جتعلها نافذة ‏مصيبة للهدف‬ ‫بدقة ‪ ،‬فيتجندل العلج الكافر بعد‬ ‫العلج ‪ ،‬ويعود اجملاهد لبيته ساملا ً‬ ‫غامنا ً األجر ‪ ،‬ببركة نزاهة خطته‬ ‫القتالية وعدم التسبب بأذى ملواطن ‪،‬‬ ‫فان املفخخة ال تقتل فقط ‪ ،‬بل جترح‬ ‫املئات ‪ ،‬وتنقلع عيون القريبني منها‬ ‫بسبب الضغط املتولد ‪ ،‬وتتعطل‬ ‫آذان عن السمع ‪ ،‬في مصائب أخرى ‪،‬‬ ‫بل رجال جامع أصالً ال يقاتلون في‬ ‫أماكن سكنى الناس وأسواقهم ‪،‬‬ ‫لئال يتولد ضرر جانبي على أحد ‪ ،‬وامنا‬ ‫يقاتلون الغازي في االماكن اخلالية ‪،‬‬ ‫ولذلك يحبهم الناس جميعا ً ‪.‬‬ ‫ غير أن ما مييز جامع أكثر من‬ ‫هذا ‪ :‬هو عفافها التام عن األموال‬ ‫والدنيويات ‪ ،‬وإلزام دعاتها ومقاتليها‬ ‫بالورع عن املال العام الذي أتاحت‬ ‫االضطرابات سهولة وصول األيادي‬ ‫إليه ‪ ،‬فان جامع كانت تدرك جيدا ً‬ ‫اجلوانب السلبية التربوية التي تنشأ‬ ‫من استحالل املال العام أو تهديد‬ ‫الناس وطلب الفدية ‪ ،‬فلم يأخذ احد‬ ‫من جنودها فلسا ً واحدا ً ‪ ،‬وال برميل‬ ‫نفط ‪ ،‬وال آلة أو سيارة أو بضاعة ‪ ،‬ولم‬ ‫يختطف أحدا ً منهم مواطنا ً ويطلب‬ ‫لإلفراج عنه ماال ً ‪ ،‬فإن الشبهة قائمة‬ ‫‪ ،‬ثم هي تفهم جيدا ً أن هذه األموال‬ ‫تكون من أسباب اخلالف والتنافس‬

‫الدنيوي بني اجملاهدين أنفسهم ‪،‬‬ ‫وللشيطان صوالت في هذا اجملال ‪،‬‬ ‫وصدقت فراسة جامع فيما بعد ‪،‬‬ ‫فإن الفصائل التي سمحت جملاهديها‬ ‫بذلك وأفتت بنيل االموال ‪ :‬لقيت‬ ‫نتيجة عملها في صورة اختالف بني‬ ‫أتباعها وتبادل اتهامات ‪ ،‬وتنافس‬ ‫وحتاسدا ً ‪ ،‬حتى وصل األمر إلى حد‬ ‫استعمال القوة في كثير من االحيان‬ ‫‪ ،‬بل إلى القتل أحيانا ً ‪ ،‬وحمى اهلل‬ ‫جند جامع من ذلك بحكمة قيادتها‬ ‫ونظرها البعيد والتزامها الشرعي‬ ‫الصارم ‪ ،‬وهم اليوم في عافية لم‬ ‫ميسسهم سوء اخلالف ‪ ،‬وأرديتهم‬ ‫طاهرة ‪ ،‬وأذيالهم نظيفة ‪ ،‬وعلى وتيرة‬ ‫من اجلد والعزم والتجرد لضرب العدو‬ ‫الغازي دون ولوغ في احلرمات ‪ ،‬وهذا‬ ‫الدرس من ميزات جامع الكبرى ‪،‬‬ ‫وهي اليوم تفاخر بهذا العفاف العالي‬ ‫‪ ،‬والناس تثق بها لهذا السبب ‪ ،‬وذلك‬ ‫من عطايا االنتصاب الدعوي الواضح‬ ‫والنمط االخالقي الذي يدرج عليه‬ ‫الدعاة في كل االرض ‪ ،‬فإن اجملاهد من‬ ‫جنود كتائب صالح الدين إمنا هو‬ ‫داعية ومصلح قبل ان يكون مقاتالًَ ‪،‬‬ ‫وقد أدى بيعة حمل املهمة الدعوية‬ ‫الشاملة وليست بيعة القتال فقط‬ ‫‪ ،‬وقام في داخله وبني جنبات روحه‬ ‫وشغاف قلبه معنى الورع ‪ ،‬فحصل له‬ ‫الصفاء والنقاء ‪ ،‬واندفع نحو املستوى‬ ‫السامي الرفيع متجاهالً السفليات‬ ‫ومتاع الدنيا الزائل ‪ ،‬وأدرك أن حترير‬ ‫البلد من االستعمار امنا هو مرحلة‬ ‫فقط في العمل اإلسالمي واملشروع‬ ‫االمياني العام ‪ ،‬وهناك ما بعده من‬ ‫تنمية واعمار ‪ ،‬وتأديب الناس بأدب‬ ‫الشرع ‪ ،‬وإقامة الصالة ‪ ،‬صعودا ً إلى‬ ‫بسنة‬ ‫احلكم اإلسالمي ‪ ،‬لذلك يلوذ ُ‬ ‫االستعالء على الدنايا والباطل ‪،‬‬ ‫ويترك طريق الشبهات لغيره ‪ ،‬ليسير‬ ‫هو في الصراط املستقيم ‪.‬‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫‏ وهاتان الفضيلتان في العفاف‬ ‫عن الدم واملال معا ً تنتجان فضيلة‬ ‫ثالثة تتمثل في الصبر الطويل‬ ‫العميق على ألواء العمل وجهالة‬ ‫املعتدين وصعوبات فطم النفس‬ ‫عن لذائذ العيش ‪ ،‬وذلك أن الطباع‬ ‫السهلة املرحة الفطرية التي أنعم‬ ‫اهلل بها على مجاهدي جامع ‪ ،‬واللني‬ ‫واالبتسام ‪ :‬أطمعت املنافسني فراحوا‬ ‫يقتلونهم بال سبب سوى احلسد‬ ‫والطيش ‪ ،‬الن مقارنات الناس ملن في‬ ‫الساحة تبدي تبرما ً من اجلهال وثقة‬ ‫بصدق جامع وجتردها ‪ ،‬فإن لم يكن‬ ‫القتل ‪ :‬يكون ما دونه من االشاعات‬ ‫الكاذبة والهمز واللمز والتهم‬ ‫اجلزافية ‪ ،‬وذلك كله أذى للمجاهد‬ ‫واستفزاز ومدعاة لألسى واالسف‬ ‫على انحدار االخالق ‪ ،‬ولكن رجال‬ ‫ جامع صبروا‪ ،‬وصابروا ‪ ،‬وكظموا‬ ‫الغيظ من أجل جناح املعركة ضد‬ ‫احملتل ‪ ،‬وهضموا حقوق أنفسهم في‬ ‫انتظار األجر من اهلل تعالى ‪ ،‬وأضيف‬ ‫إلى ذلك حرمان من األطايب ‪ ،‬ورضى‬ ‫بالفقر ‪ ،‬ووعظوا زوجاتهم بصبر مثيل‬ ‫‪ ،‬فإنه ليس من السهل على إحداهن‬ ‫أن ترى نفسها فقيرة إذ زوجات اجملازفني‬ ‫يتمتعن ‪ ،‬ولكن التوكل على اهلل‬ ‫جعل كل ذلك ميسورا ً ‪ ،‬واهلل الهادي‬ ‫‪ ،‬وهو الكافل ‪ ،‬ومتاع الدنيا يزول ‪،‬‬ ‫ويبقى اإلميان ‪ ،‬واجملاهد الصابر إذ هو‬ ‫في انتظار األجر مير بلحظات سعادة‬ ‫ونشوة وفرح وكرب لو علم أهل‬ ‫الدنيويات واملتاع الزائل بخبرها لتابوا‬ ‫وشاركوه ‪ ،‬ولكنهم يلبثون مع اخلطأ‬ ‫بسبب مرض احلسد والعياذ باهلل ‪،‬‬ ‫وميألون احمليط توترا ً بال داع ‪ ،‬حتى يكون‬ ‫استهالك أنفسهم ‪ ،‬فيعاقبهم اهلل‬ ‫بالقعود عن اجلهاد وتعطيل عصب‬ ‫احلرية فيهم عن أن ينبض ‪ ،‬فيلقي‬ ‫أحدهم السالح ومياشي ويتخلف ‪،‬‬ ‫ورمبا يصل األمر بالبعض من املغالني‬

‫إلى أن ينتقلوا مع صف األعداء ‪،‬‬ ‫وفي ذلك قصص واقعية ليس من‬ ‫الالئق ذكرها ‪ ،‬رفقا ً بالناس ‪ ،‬ورعاية‬ ‫للمصلحة النفسية املعنوية لعموم‬ ‫الفئة اجملاهدة ‪ ،‬وتطهيرا ً لتاريخ‬ ‫اجلهاد من صور بائسة جلهلة أقحموا‬ ‫أنفسهم فيه أو اندسوا فيه واخترقوا‬ ‫بعض الفصائل ‪ ،‬ورفعوا شعار‬ ‫التخوين والتكفير وحاكموا مبوجب‬ ‫شعارهم نوايا اجملاهدين فأوجدوا حالة‬ ‫من الرهق الذي أضر باجلهاد ‪.‬‬ ‫‏‪ ‬الغربلة واإلنتقاء ‪...‬‬ ‫أتاحا لجامع سير ًة ذات صفاء‬

‫‏ ولو أن حتليالً ميارسه منصف‬ ‫الستجالء سبب كل هذه العواصف‬ ‫واألعمال امللوثة الستبان أن وراء‬ ‫الثغرة التي تسلل منها املفسدون‬ ‫نوع تبسيط وتسطيح للقضايا‬ ‫التجميعية والتنظيمية مارسه‬ ‫القادة ‪ ،‬لقلة خبرتهم ‪ ،‬فإن القيادي‬ ‫يكون ثقة من أصحاب الدين واحلمية‬ ‫واحلماسة ‪ ،‬لكنه يبدأ من الصفر‬ ‫في اكتشاف الوعي الالزم لبراءة‬ ‫العملية اجلهادية من العيوب ‪ ،‬فيقع‬ ‫في متوالية جتريب اخلطأ والصواب‬ ‫‪ ،‬ويتساهل في قبول كل من يزعم‬ ‫اجلهاد ‪ ،‬وبعضهم فيه علل دينية‬ ‫وأخالقية ونفسية ال تؤهله حلمل‬ ‫سالح في معركة يراد لها أن تكون‬ ‫إميانية محكومة بضوابط الشرع‬ ‫واحلالل واحلرام ‪ ،‬ومن هنا حصل الفتق‬ ‫الذي أرهق اجلميع ‪ ،‬فإن السالح في‬ ‫يد اجلاهل مفسدة ‪ ،‬واجلاهل يساند‬ ‫اجلاهل ‪ ،‬فيتكون جدار من اجلهل‬ ‫يكون سدا ً أمام تقدم الثقات ‪ ،‬وهذا‬ ‫السبب هو أقوى األسباب في طروء‬ ‫الضعف على احلاضنة اجلهادية الذين‬ ‫هم عموم الناس ‪ ،‬وصار ال بد من هذا‬ ‫النقد الذاتي واجلهر به علنا لعلنا‬ ‫نقيم العذر لدى هذه احلاضنة فتقبل‬ ‫استيعاب اجلهاد مرة أخرى ‪.‬‬

‫‏ بينما جامع و كتائب صالح‬ ‫الدين أبراهما اهلل من ذلك مبا‬ ‫حباهم به من وعي تنظيمي تربوي‬ ‫منذ البداية وفهم لنظرية الشروط‬ ‫التي متيز طبقات الناس ومتنع تسرب‬ ‫الغوي والضعيف ومن في عقيدته‬ ‫بأس أو في شرفه العائلي لوثة ‪،‬‬ ‫وكانت القيادة حريصة على االنتقاء‬ ‫‪ ،‬واشتراط الصالة واألخالق والعفاف‬ ‫والعلم في كل املنتسبني ‪ ،‬مع األمانة‬ ‫والشجاعة وجنابة األصل ‪ ،‬فتعامل‬ ‫الناس مع فصيل كرمي وجامحة‬ ‫مستورق شريفة ‪ ،‬يضع اجملاهد‬ ‫منهم روحه على كفه ويتقدم واثقا ً‬ ‫في خدمة الناس ثم يبقى متشوقا ً‬ ‫إلى اجلنة َّ‬ ‫لعل اهلل يتقبل منه ‪ ،‬وقد‬ ‫ذهبت أرهاط من الشهداء على هذا‬ ‫النمط املتواضع الباذل بصمت ‪،‬‬ ‫ولكل منهم قصة وفضيلة ومنقبة‬ ‫‪ ،‬فاالختيار صحيح منذ البداية ‪،‬‬ ‫سليم في مراحله العملية ‪ ،‬والغربلة‬ ‫الدعوية أتاحت استقامة اخلطوات‬ ‫وانضباط اجلميع ‪ ،‬بينما كانت أكثر‬ ‫الفصائل االخرى تفتح أبوابها لكل‬ ‫فاندس الضعفاء بني الثقات ‪،‬‬ ‫طارق ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واختلطت الصفوف ‪ ،‬ولم تكن هناك‬ ‫تربية تستدرك على ذلك ‪ ،‬فظهرت‬ ‫خروق ‪ ،‬وحصل عدوان ‪ ،‬ومورست كبرياء‬ ‫أجفلت الناس ‪ ،‬ومطامع أوقفتهم‬ ‫عن استمرار التأييد ‪ ،‬وشروا االخضر‬ ‫بسعر اليابس ‪ ،‬واختلط املنظر ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫إن ما يحقق النجاح األكبر هو‬ ‫ذلك الشيء الذي ال يتوقعه العدو ‪.‬‬ ‫فريدرك األعظم‬ ‫اخلدعة هي األساس الذي تبنى‬ ‫عليه كل احلروب‪ ،‬وعليه فعندما‬ ‫نكون قادرين على الهجوم علينا‬ ‫التظاهر بعدم القدرة عليه ‪ ،‬عندما‬ ‫تنشط قواتنا علينا التظاهر‬ ‫بالسكون ‪ ،‬عندما نكون على‬ ‫مقربة يجب أن نقنع العدو بأننا‬ ‫على منأى منه ‪ ،‬والعكس صحيح‬ ‫‪ ،‬لوّح للعدو بالطعم حتى تغريه ‪،‬‬ ‫تظاهر بأن صفوفك غير منظمة‬ ‫وفاجئه بهجمة ساحقة ‪ ،‬إذا بدا‬ ‫عليه السكون التام جهز نفسك‬ ‫له ‪ ،‬إذا كان يفوقك قوة عليك جتنب‬ ‫مواجهته بشكل مباشر ‪.‬‬ ‫اجلنرال سان تزو‬ ‫تهدف خطة اخلداع إلى شيئني ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن نخفي عن العدو وبقدر‬ ‫اإلمكان نوايانا بالهجوم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬عندما يصبح من غير املمكن‬ ‫إخفاء هذا ‪ ،‬نضلله بخصوص‬ ‫التوقيت واجلبهة التي سنوجه‬

‫‪12‬‬

‫منها هجومنا ‪ ،‬يتم هذا عن طريق‬ ‫التعتيم على النوايا احلقيقية التي‬ ‫نخطط لها في الشمال ‪ ،‬ونطلق‬ ‫إشارات خاطئة عن نشاط لنا في‬ ‫اجلنوب ‪.‬‬ ‫املارشال برنارد مونتغومري‬ ‫عندما يوصي اجلنراالت باخلداع‬ ‫‪ ،‬فإنهم يتحدثون عن السياسات‬ ‫التنافسية بني األعداء وكيفية‬ ‫تطبيقها مشيرين إلى أن السياسات‬ ‫التنافسية تبنى على اخلداع والتضليل‬ ‫‪ ،‬يتحدث أحدهم عن نفسه بأنه‬ ‫عندما كان طالبا ً عسكريا ً كان ميارس‬ ‫املالكمة ‪ ،‬وقد ع ّلمه مدربيه كيف‬ ‫يضلل خصمه الذي أمامه ويخدعه‬ ‫‪ ،‬وأن يكون حريصا ً على تسديد‬ ‫اللكمات حتى ال يعرف اخلصم أي‬ ‫نوع من اللكمات ينوي تسديدها إليه‬ ‫فال يستطيع حجبها أو جتنبها ‪ ،‬لقد‬ ‫تعلمت أن املالكمة تعني أكثر من‬ ‫مجرد خصمني يقفان في مواجهة‬ ‫بعضهما ليتبادال اللكمات ‪.‬‬ ‫هنالك حكمة عربية مجربة ‪ :‬ال‬

‫تدع العدو يستدرجك إلى ما يريد ‪،‬‬ ‫وهكذا يجب أن نتفادى ميدان احلرب‬ ‫الذي اختبره العدو ودرسه فهو‬ ‫مليء باخلداع ‪ ،‬وباألخص املواقع التي‬ ‫حصنها واحتمى فيها ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من هذا املبدأ ‪ ،‬يجب أال نهاجم أي‬ ‫موقع مواجهة ‪ ،‬ما دام ميكن أخذه‬ ‫باإللتفاف ‪ ..‬وهنا ال بُد من اخلديعة ‬ ‫واحلرب خدعة ‪.‬‬ ‫وخالصة اخلالصة في ما يقال عن‬ ‫اخلدعة والتضليل ‪:‬‬ ‫ تبنى كل السياسات الدفاعية‬ ‫والهجومية والتنافسية على اخلدعة‬ ‫‪ ،‬يجب أن تضلل عدوك وتلهيه عن‬ ‫نواياك احلقيقية وأن يكون ذلك أحد‬ ‫أهدافك الثابتة ‪.‬‬ ‫ آخر ما يتوقعه العدو ‪ ،‬هو دائما ً‬ ‫الشيء الذي يحقق جناحا أكبر ‪.‬‬ ‫ يكمن سر اخلدعة في أن تكتم‬ ‫نواياك عن العدو بقدر ما تستطيع‬ ‫‪ ،‬لكن حتى لو علم بنواياك هذه‬ ‫‪،‬فيمكنك أن تضلله بطريقة أخرى‬ ‫‪ ،‬مستخدما في ذلك الزمن واحلجم‬ ‫والتوقيت والتشتيت ‪.‬‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫ينحصر اتخاذ القرار احلقيقي‬ ‫أياً كان نوعه ‪ ،‬في املعركة أو في‬ ‫أي مكان آخر ‪ ،‬في حتديد خط سير‬ ‫‪ ،‬وذلك عندما تتساوى صعوبة‬ ‫االختيارات ‪.‬‬ ‫اجلنرال أس ‪ .‬إل‪ .‬مارشال‬ ‫ليس هناك شيء أكثر صعوبة‬ ‫‪ ،‬وبالتالي أكثر قيمة وقدرا ً من أن‬ ‫تكون قادراً على اتخاذ القرار ‪.‬‬ ‫نابليون‬ ‫التردد واحليرة من الصفات املدمرة‬ ‫لشخصية أي ضابط ‪ ،‬ويعدان جرمية‬ ‫في املواقف احلاسمة ‪.‬‬ ‫املارشال برنارد مونتغومري‬

‫أحد أصعب األشياء التي يجب‬ ‫أن نتعلم كيف نفعلها في حياتنا‬ ‫هو اتخاذ القرار ‪ ،‬إن اتخاذ القرار في‬ ‫احلقيقة هو ليس بالشيء السهل ‪،‬‬ ‫ألنه عادة ما يكون مقايضة بني مميزات‬ ‫وعيوب ‪ ،‬أي بديل نختاره ‪.‬‬ ‫باإلضافة لذلك ‪ ،‬قد يكون في‬ ‫تأخير اتخاذ القرار خطر ‪ ،‬ألن العالم‬ ‫ال يتوقف حتى نفرغ من اتخاذ قرارنا‬ ‫‪ ،‬فهناك عوامل كثيرة تتدخل في‬ ‫املوقف لصالح عدوك عندما يصيبك‬ ‫اجلمود في اتخاذ القرارات ‪ ،‬وينصحنا‬ ‫اجلنرال باتون بأن نقبل احلقيقة القائلة‬ ‫بأنه كلما زادت مسئولياتنا ‪ ،‬سوف‬ ‫نتمكن من اتخاذ قرارات أكثر أهمية‬ ‫‪ ،‬كما يخبرنا بأن قدرتنا على العمل‬ ‫سوف تزداد مع ازدياد مسئولياتنا ‪،‬‬ ‫أما روميل فينصح من يتخذ القرار أن‬

‫يكون جريئا ً ‪ ،‬ألن القرارات اجلريئة هي‬ ‫األكثر جناحا ً ‪.‬‬ ‫وبإيجاز نقول ‪:‬‬ ‫ تق ّبل احلقيقة القائلة ‪ :‬أن اتخاذ‬ ‫القرار املهم ليس بالشيء السهل ‪.‬‬ ‫ علينا أن ندرك أنه مبجرد أن نحدد‬ ‫اختيارنا ‪ ،‬يجب أال نهدر الوقت وأن‬ ‫نتخذ القرار ‪ ،‬وتذكر أن القرارات اجلريئة‬ ‫من قائد شجاع حتقق جناحا ً باهرا ً ‪.‬‬ ‫ مبجرد أن تتخذ قرارك ‪ ،‬ال تفكر‬ ‫فيما إذا كنت قد اتخذت القرار‬ ‫السليم ‪ ،‬ثق باهلل ثم بنفسك وبادر‬ ‫بالتنفيذ ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ليس هناك من هو أكثر بؤسا من‬ ‫املرء الذي أصبح الالقرار هو عادته‬ ‫الفريدة ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫االستطالع‬

‫كان عمرو بن العاص ‪ ‬حريصا ً على‬ ‫استكمال املعلومات عن عدوه وعن‬ ‫طبيعة األرض التي يقاتل عليها وذلك‬ ‫باالستطالع الشخصي واالستطالع‬ ‫بالعيون واألرصاد ليتيسر له من بعد‬ ‫عوامل إعداد خطة مناسبة ناجحة ‪.‬‬ ‫لقد كان يقدر قيمة االستطالع‬ ‫حق قدره ‪ ،‬فكان ال يقدم على‬ ‫مواجهة عدوه قبل أن يعرف عنه كل‬ ‫شيء ‪ ،‬وكان ذلك من أسباب جناحه‬ ‫في جميع معاركه ‪ ،‬ففي غزوة ذات‬ ‫السالسل عاونه أخواله في إمداده‬ ‫باملعلومات الضرورية لنجاح معركته‬ ‫‪ ،‬وكان ملعرفته الشخصية بطبيعة‬

‫‪14‬‬

‫أرض فلسطني ومبناطقها املناسبة‬ ‫للقتال وبطرق التقرب إليها ومبزايا‬ ‫أهلها ومبزايا الروم وطبيعتهم أثر‬ ‫حاسم على انتصاره في معارك‬ ‫الفتح في هذه املنطقة ‪ ...‬أقدم ‪‬‬ ‫على مغامرة استطالعية فذة عندما‬ ‫لم يكتف باملعلومات املتوفرة له عن‬ ‫جيش الروم في فلسطني ‪ ،‬فكان أن‬ ‫قام باالستطالع الشخصي ملقر قائد‬ ‫الروم أرطبون فاطلع على نقاط‬ ‫الضعف في مواضعهم بنفسه ‪،‬‬ ‫وبذلك انتصر عليهم وكاد هذا النصر‬ ‫يكلفه حياته من جراء مغامرته‬ ‫االستطالعية هذه ‪.‬‬

‫وكان حلضوره ‪ ‬إلى مصر في‬ ‫اجلاهلية أثر كبير على معرفته بأحوال‬ ‫مصر وأخبارها ‪ ،‬طرقها وطبيعة‬ ‫أرضها ومدى ما يعانيه أهلها من‬ ‫الروم من اضطهاد ديني وسياسي ‪،‬‬ ‫فال عجب بعد ذلك أن يقدم على دخول‬ ‫مصر على رأس ثالثة آالف رجل فقط ‪،‬‬ ‫إذ لوال تيسر املعلومات الكافية لديه‬ ‫عن مصر وأهلها وضعف حاميتها ملا‬ ‫كان من املعقول أن يقدم على فتح‬ ‫مصر مبثل هذا العدد الضئيل من‬ ‫الرجال ‪.‬‬ ‫كان ‪ ‬يحلل طبيعة األرض‬ ‫وبحسب تأثيرها على عملياته املقبلة‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫في معركة فحل وفي جميع‬ ‫معاركه في فتح مصر ‪،‬‬ ‫كان ال يدخل معركة قبل أن‬ ‫تكتمل فيها عوامل عديدة‬ ‫‪ ،‬منها ‪ :‬أمن وسالمة قواته‬ ‫‪ ،‬وال أدل على ذلك إال طلبه‬ ‫للمدد عندما كان يالحظ‬ ‫قلة عدد قواته كما حدث في‬ ‫معركة ذات السالسل وفي‬ ‫غيرها من معاركه العديدة‬ ‫التي قام بها ‪.‬‬ ‫تلك أمثلة على تطبيقه‬ ‫لهذا املبدأ على املستوى التعبوي ‪،‬‬ ‫أما تطبيقه لهذا املبدأ على املستوى‬ ‫السوقي ( االستراتيجي ) فقد ظهر‬ ‫ذلك في فتحه لليبيا لتأمني مصر من‬ ‫الغرب ومحاولته فتح النوبة لتأمني‬ ‫مصر من اجلنوب ‪.‬‬

‫‪ ،‬فهو الذي أشار على قادة املسلمني‬ ‫في أرض الشام االجتماع باليرموك‬ ‫مع ترك الروم لينزلوا أوال ً ‪ ،‬وفعالً وبعد‬ ‫نزول الروم في معسكرهم انتقل‬ ‫املسلمون إلى معسكر في مكان‬ ‫مناسب على طريق انسحاب الروم‬ ‫بحيث أصبحت الطريق الوحيدة‬ ‫المباغتة‬ ‫لهم محددة إال عن طريق املسلمني‬ ‫كانت معركة ذات السالسل أول‬ ‫‪ ،‬واستطاع بذلك حصر الروم نتيجة‬ ‫عمل قيادي لعمرو ‪ ‬على رأس سرية‬ ‫استطالعه ودراسته لتأثير األرض ‪.‬‬ ‫‪ 500‬رجل لصد جمع قضاعة ‪ ،‬كان‬ ‫األمن وسالمة القوات‬ ‫كان عمرو ‪ ‬حريصا ً على تطبيق يسير بهم ليالً ويكمن بهم نهارا ‪ً،‬‬ ‫مبدأ األمن وسالمة القوت ‪ ،‬فلقد لذلك بقيت قضاعة غافلة جاهلة‬ ‫حرص على السير ليالً واالختفاء نهارا ً مبا يد ّبر لها ابن العاص حتى فاجأها‬ ‫في مسيرة االقتراب إلى غزوة ذات بالهجوم ‪ ،‬وفي فتح نبار اوسرت ‬ ‫كان يعتقد أهلها أن عمرو وجيشه‬ ‫السالسل ليتحقق له هدفني ‪:‬‬ ‫‪ .1‬إخفاء حركته مع قواته عن منصرفني في فتح طرابلس ‪ ،‬فلم مت‬ ‫له فتح طرابلس وجه جزءا ً من قواته‬ ‫عدوه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬حماية قواته من حر الصحراء تتحرك بسرعة فائقة لتسبق أخبار‬ ‫الفتح ووصلت القوة فعالً قبل أن‬ ‫الالفح ‪.‬‬ ‫كما حرص ‪ ‬على عدم إيقاد النار يعلم أهل سرت بانتهاء فتح طرابلس‬ ‫وعدم املطاردة لفلول قضاعة حماية وكانوا في غفلة من أمرهم ‪ ،‬وكأي‬ ‫لقواته من أن تقع في جمع يعده يوم عادي شرعوا أبواب مدينتهم‬ ‫العدو لها ال تقدر عليه ‪ ،‬خاصة وأنه لرعي املاشية فدخلها جند املسلمني‬ ‫واعملوا فيها القتل ولم ينج من‬ ‫كان يسير في أراضيهم ‪.‬‬ ‫لقد جنح ‪ ‬في تأمني قواته أهلها أحدا ً ‪.‬‬ ‫تلك هي بعض أساليب عمرو ‪‬‬ ‫وسالمتها دوما ً إذ كان يتخذ عدة‬ ‫تدابير أمنية شديدة فما بوغتت في حتقيق املباغتة ‪ ،‬ولقد كان ماهرا ً‬ ‫قواته ولو مرة واحدة ‪ ،‬كان ال يصبح بتنويع املباغتة ‪ ،‬فتارة تكون زمانية‬ ‫وال ميسي إال على تعبئة ‪ ،‬كما حدث وتارة أخرى تكون باملكان وتارة أخرى‬

‫عن طريق املناورات اخلداعية في احلرب‬ ‫والتي جتعل العدو مقدرا ً لقوات‬ ‫املسلمني بأكثر من قوتها العددية‬ ‫الفعلية ‪ ،‬ويعتبر عمرو بن العاص ‪‬‬ ‫بحق أستاذا ً في هذا اجملال تتلمذ على‬ ‫يديه وفي مدرسته احلربية الرفيعة‪:‬‬ ‫عقبة بن نافع وعبد اهلل بن حزامة‬ ‫وغيرهم من أبطال وقادة املسلمني ‪.‬‬ ‫االقتصاد بالقوة‬

‫ل��م ت��ك��ن ح����روب املسلمني‬ ‫وفتوحاتهم محصورة في مكان أو‬ ‫متعلقة بزمان ‪ ،‬فهي إمنا كانت تساير‬ ‫أوامر احلق جلت قدرته في اجلهاد في‬ ‫سبيله وإعالء كلمته في شتى بقاع‬ ‫األرض ‪ ،‬فجاءت فتوحاتهم مستمرة‬ ‫وعلى مسارح قتال متعددة في وقت‬ ‫واحد اتفقت كلها على املبدأ وهو‪:‬‬ ‫رفع كلمة ال إله إال اهلل ‪ ،‬واختلف‬ ‫بالوسيلة ‪ ،‬فكانت في بعضها‬ ‫صراعا ً سياسيا ً وفي أغلبها صراعا ً‬ ‫مسلحا ً ‪ ،‬ومهما كانت األساليب‬ ‫التي اتبعها املسلمون في نشر الدين‬ ‫فقد كانت كلها حروب تدمير وبناء‬ ‫‪ ،‬تدمير للتكوينات القدمية اخملتلفة‬ ‫للمجتمعات مبفاهيمها وقيمها وبنا ًء‬ ‫جديدا ً لها مبا يتفق ومفاهيم وقيم‬ ‫اإلِسالم ‪ ،‬لذا ‪ ،‬وأمام هذه املتطلبات‬ ‫العظيمة لألهداف النبيلة كان لزاما ً‬ ‫على املسلمني التوفيق بني الهدف‬ ‫والوسائل املتوفرة لديهم ‪ ،‬وأملى‬ ‫على القادة اعتبار هذا املبدأ الهام في‬ ‫كل معاركهم وفتوحاتهم ‪ ،‬وقد ظهر‬ ‫تطبيق هذا املبدأ لدى عمرو بن العاص‬ ‫‪ ‬بكل وضوح كان يفكر بعمق وروية‬ ‫واتزان ‪ ،‬يحسب لكل صغيرة وكبيرة‬ ‫حسابها ‪ ،‬وباختصار كان يقوم بعمل‬ ‫تقدير موقف قبل كل عملية يقوم‬ ‫بها ‪ ،‬وكان يطلب املدد مبقدار واضح‬ ‫بدون زيادة أو نقصان ‪ ،‬كان ال يتسرع‬ ‫في حكمه وال يستأثر في اتخاذ قرار‬ ‫‪ ،‬وكان يحتفظ في معاركه بقوة‬

‫‪15‬‬


‫يرحبون به وباإلِسالم الذي يدعوا إليه‬ ‫‪ ،‬كان التسامح الديني أول خطوة‬ ‫سياسية موفقة له ‪ ،‬فقد أباح حرية‬ ‫العقيدة والدين وسار في هذا االجتاه‬ ‫على نهج االعتدال والتسامح ‪ ،‬ولم‬ ‫يكن له هوى مع أحد املذهبني الدينيني‬ ‫السائدين في مصر ‪ :‬القبط والروم ‪،‬‬ ‫فوقف منهما موقفا ً أرضى الطرفني‬ ‫وجعل صلته برجال الدين متساوية‬ ‫تقوم على أساس االحترام وحرية‬ ‫العبادة مع إلزام الطرفني بالسياسة‬ ‫العامة التي تقرها القيادة السياسية‬ ‫اإلِسالمية في حكم البالد ‪ ،‬وأعظم‬ ‫عمل سياسي قام به هو إطالق سراح‬ ‫بنيامني وعفوه عن جميع رجال الدين‬ ‫األقباط ودعوته لهم العودة إلى‬ ‫مخابئهم بعد اثني عشر عاما ً من‬ ‫التشرد والغياب في حكم هرقل ‪.‬‬ ‫لقد لعب الدهاء دورا ً رئيسا ً في‬ ‫حتقيق اخلدعة في معارك عمرو ‪‬‬ ‫ضد اجلاهلية والشرك ‪ ،‬كان يحسب‬ ‫كل شيء حسابه بدقة وإتقان ‪ ،‬ال‬ ‫يترك أمرا ً حتت رحمة الصدف ‪.‬‬

‫احتياطية يحسم بها الصراع املسلح‬ ‫في اللحظات املناسبة ‪ ،‬لذلك كانت‬ ‫خسائر املسلمني في املعارك التي‬ ‫قادها محدودة وباستمرار ولم ينكسر‬ ‫املسلمون حتت قيادته أبدا ً ‪.‬‬ ‫أما عن شأن اخلدعة وارتباطها مع‬ ‫الدهاء واملكيدة فإننا نرى أنهما أمران‬ ‫ال يستطيع املتبصر بدقائق األمور أن‬ ‫يفصل أحدهما عن اآلخر على األقل‬ ‫عندما يواجه معضلة حتليل اخلدعة‬ ‫لدى شخصية عظيمة عمالقة‬ ‫كشخصية عمرو بن العاص ‪ ، ‬فقد‬ ‫ارتبط ذكاؤه وفطنته وشدة حنكته‬ ‫ارتباطا ً وثيقا ً مع دهائه ومكره وخداعه‬ ‫‪ ،‬لقد مزج عمرو حيلته وبعد نظره‬ ‫مع سياسته وحربه ‪ ،‬ومثلما قاتل‬ ‫بسيفه فقد قاتل أيضا ً بعقله سوا ًء‬ ‫بسواء ‪ ،‬ولن نكون مغالني إذا قلنا بأنه‬ ‫أخضع عقله خلدمة أهداف سيفه‬ ‫‪ ،‬وأعمل بالسيف ما أراد أن يخدم‬ ‫به أهداف عقله ‪ ،‬أرسله النبي ‪‬‬ ‫مطمئنا ً إلى قدرته وحكمته ودهائه‬ ‫إلى ُعمان دون جيش ودون سالح ‪ ،‬لم‬ ‫الشؤون اإلدارية‬ ‫يكن معه سوى كتاب من رسول اهلل‬ ‫إن أية قوة محاربة قل عددها أو‬ ‫‪ ‬إلى األخوين حكام عمان ‪ ،‬وحقق‬ ‫عمرو أمل الرسول ‪ ‬به فأسلم على كثر تكون دائما ً في حاجة إلى ترتيبات‬ ‫يديه حكام وشعب ُعمان دون أن تراق خاصة تيسر لها عملها وتخفف‬ ‫قطرة دم واحدة ‪.‬‬ ‫كان عمرو بن العاص‬ ‫‪ ‬يجيد اجلمع بني احلرب‬ ‫والسياسة ‪ ،‬بني السيف‬ ‫والدهاء ‪ ،‬ولقد عرفت قريش‬ ‫فيه ذلك فأرسلته سفيرا ً لها‬ ‫لدى النجاشي ‪ ،‬ولقد ساس‬ ‫عمرو البالد التي فتحها‬ ‫بأسلوب سياسي حكيم‬ ‫استمده من روح اإلسالم‬ ‫وأصوله العظيمة ومبادئه‬ ‫اإلِنسانية فكانت مكاسبه‬ ‫كثيرة ‪ ،‬وأقبل عليه الناس‬ ‫في مصر وشمال أفريقيا‬

‫‪16‬‬

‫عنها ظروف املعركة وأحداثها ‪،‬‬ ‫وهي ما يطلق عليها مبفاهيم احلرب‬ ‫احلديثة بالشؤون اإلِدارية ‪ ،‬ويضع‬ ‫جميع العسكريني الشؤون اإلِدارية‬ ‫في املقام األول ‪ ،‬ذلك أنها متممة‬ ‫إلعداد السالح ومتصلة اتصاال ً وثيقا ً‬ ‫ِ‬ ‫باملعركة واملقاتلني ‪ ،‬وسوء تنظيمها‬ ‫يؤدي إلى عواقب وخيمة في وقت‬ ‫املعركة ‪.‬‬ ‫ولقد كان لها في تخطيط القائد‬ ‫عمرو بن العاص ‪ ‬االهتمام الكافي‬ ‫‪ ،‬وأثبتت خططه اإلدارية كفاءتها‬ ‫ومقدرتها ودورها الكبير في كسب‬ ‫احلرب ‪ ،‬إننا لن نشعر بغرابة إذا عرفنا‬ ‫أنه كان وفي بعض قراراته السياسية‬ ‫املتخذة إمنا كان يهدف من ورائها إلى‬ ‫مكسب لقواته وجيشه ‪ ،‬وال أدل على‬ ‫ذلك من أن أول عمل قام به عمرو بن‬ ‫العاص ‪ ‬هو منحه األمان للبطريق‬ ‫بنيامني ودعاه إلى العودة آمنا ً‬ ‫على نفسه ومن معه بعد أن بقي‬ ‫مختبئا ً مدة ‪ 12‬عاما ً عقب ظهور‬ ‫دعوة قبرص ‪ ،‬وإذا أردنا حتليل مثل‬ ‫هذا القرار السياسي الهام ونتائجه‬ ‫ومكاسبه التي استهدفها عمرو من‬ ‫وراءه الحتجنا إلى بحث خاص لذلك‬ ‫‪ ،‬ولكننا سنكتفي ببحث اجلوانب‬ ‫اإلِدارية التي حققها عمرو من وراء‬ ‫هذا القرار املهم وهي ‪:‬‬ ‫ لقد ضمن عمرو بن العاص ‪‬‬ ‫تقبل أكثرية أهل مصر من األقباط‬ ‫جلند املسلمني بينهم ‪ ،‬مدفوعني إلى‬ ‫ذلك بحب ورضا ودون ضغط وهذا‬ ‫ناجت عن حب البطريق بنيامني رئيس‬ ‫أساقفة األقباط وأعلى سلطة دينية‬ ‫لديهم وتصريحاته الكثيرة ‪ ،‬منها‬ ‫ما قاله بعد عودته ‪ :‬عدت إلى بلدي‬ ‫اإلسكندرية فوجدت بها أمنا ً بعد‬ ‫خوف واطمئنانا ً بعد البالء وقد صرف‬ ‫اهلل عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم ‪.‬‬ ‫ضم َن عمرو بن العاص ‪‬‬ ‫ ‬ ‫ِ‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫تعاون أهل مصر مع اجليش اإلسالمي‬ ‫وتسهيل مهمتهم وأمورهم ‪ ،‬ومن‬ ‫هذه األمور ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬أصبح لدى القائد عمرو بن العاص‬ ‫‪ ‬ومن بعض رؤساء األقباط من‬ ‫يقوم مبهمة أداء االتصال فيما بينه‬ ‫وبني أهل البالد ‪ ،‬ذلك أن أحدا ً من أفراد‬ ‫اجليش اإلسالمي أو قادته ال يعرف لغة‬ ‫األقباط أو لغة الروم مما يسر التعامل‬ ‫بني الطرفني وسهل التفاهم بينهما‪.‬‬ ‫ب‪ .‬لقد ثبت تعاون القبط مع‬ ‫جيش عمرو ‪ ،‬إذ كانوا يقومون بإصالح‬ ‫الطرق وبناء اجلسور وتقدمي املواد التي‬ ‫يحتاجها اجليش اإلِسالمي كاجملانيق‬ ‫والساللم وأدوات اقتحام األسوار‬ ‫واإلِمدادات التموينية للمقاتلني‬ ‫وما حتتاجه خيولهم من األعالف ‪،‬‬ ‫ولقد ساعد القبط في بناء مدينة‬ ‫الفسطاط التي أمر بها عمرو‬

‫إلِسكان وإِيواء اجلند ‪ ،‬وتقبلوا أمر‬ ‫عمرو فيما فرضه على املصريني كافة‬ ‫وهي فريضة الضيافة ملدة ‪ 3‬أيام ‪.‬‬ ‫اخلدعة أهم مبدأ اعتمده عمرو بن‬ ‫العاص ‪‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪ : ‬احلرب خدعة ‬ ‫‪ ،‬واخلدعة كما هو معروف متطلب‬ ‫هام ألي نوع من أنواع الصراع ‪ ،‬وقد‬ ‫ثبت بأنها تساعدهم بشكل مؤثر في‬ ‫حتقيق املهمة ‪ ،‬وهي عبارة عن تخطيط‬

‫مسبق ألحداث مترابطة بقصد منع‬ ‫العدو من جمع املعلومات احلقيقية‬ ‫عن القوات ‪ ،‬وتزويده باملعلومات‬ ‫املضللة أو الكاذبة لتحقيق املفاجأة ‪.‬‬ ‫قال الشعبي ‪ :‬دهاة العرب أربعة‬ ‫‪ :‬معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن‬ ‫العاص واملغيرة بن شعبة وزياد ‪،‬‬ ‫أما معاوية فللحلم ‪ ،‬وأما عمرو‬ ‫فللمعضالت ‪ ،‬وأما املغيرة فللمبادهة‪،‬‬ ‫وأما زياد فللكبير والصغير ‪.‬‬ ‫قال عنه عدوه اللدود داهية الروم ‬ ‫األرطبون بألم كبير عميق ‪ :‬خدعني‬ ‫الرجل ‪ ،‬إنه أدهى اخللق جميعا ً ‪.‬‬ ‫إذن كان عمرو ‪ ‬بحق أحد الدهاة‬ ‫املقدمني في املكر والرأي ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أكده عمر بن اخلطاب ‪ ‬عندما‬ ‫سمع بقرب نشوب املعارك بني عمرو‬ ‫وأرطبون الروم في أجنادين ‪ :‬قد رمينا‬ ‫أرطبون الروم بأرطبون العرب ‪ ،‬فانظروا‬ ‫عما تنفرج ‪ ،‬ويشعر عمرو ‪‬‬ ‫بقلة املعلومات التي لديه عن‬ ‫عدوه ‪ ،‬فذهب بنفسه إلى‬ ‫مقر معسكر عدوه وقابل‬ ‫أرطبون وحصل على ما أراد من‬ ‫املعلومات ‪ ،‬لقد شعر أرطبون‬ ‫وأحس من خالل لقائه بعمرو‬ ‫وما دار بينهما من حديث‬ ‫ونقاش أن املتحدث أمامه ال بُد‬ ‫وأن يكون عمرو أو أحد القادة‬ ‫الكبار في جيشه ولكنه لم‬ ‫يكن جازما ً ‪ ،‬ولو أن شكه بأن يكون‬ ‫عمرو أقوى لديه من التحليل اآلخر ‪ ،‬مما‬ ‫دعاه أن يشير إلى أحد جنده ليتكفل‬ ‫بقتله وهو خارج ‪ ،‬وأحس داهية العرب‬ ‫مبا يخطط له داهية الروم فرجع إليه‬ ‫واعدا ً إياه أن يجلب له في زيارته‬ ‫القادمة عشرة من أبناء عمومته‬ ‫وأخوته ليمثلوا بني يديه ‪ ،‬فطمع‬ ‫األرطبون ووافقه فورا ً ‪ ،‬وهكذا ألقى‬ ‫عمرو الطعم الكفيل بأن يضمن له‬

‫خروجه من معسكر الروم ‪ ،‬وجنح فيه‬ ‫وجنى بنفسه وعاد إلى جنده وقادهم‬ ‫في معركة نصر فوق أرض فلسطني‬ ‫وهي معركة أجنادين ‪ ،‬وانسحب‬ ‫أرطبون بعد هزميته بباقي قواته إلى‬ ‫بيت املقدس ‪ ،‬وبلغ اخلليفة عمر ‪‬‬ ‫أخبار النصر فهلل وقال ‪ :‬اهلل أكبر ‪،‬‬ ‫غلبه عمرو ‪ ،‬هلل درك يا عمرو ‪.‬‬ ‫وفي معركة عني شمس سار ثيودور‬ ‫بعشرين ألف مقاتل ليزحزح املسلمني‬ ‫عن عني شمس ‪ ،‬وقد رغب عمرو أن‬ ‫يشتبك مع الروم في هذا املكان في‬ ‫الصحراء حيث يسهل عليه كسرهم‬ ‫أكثر مما لو بقوا متحصنني بحصنهم‬ ‫املنيع ‪ ،‬وملا علم عمرو ‪ ‬بزحف ثيودور‬ ‫على عني شمس وضع كمينا ً في‬ ‫موضع خفي من اجلبل األحمر شرقي‬ ‫العباسية وكمينا ً آخر في النيل قريبا ً‬ ‫من أم دنني والقى ثيودور بالفريق األكبر‬ ‫من اجليش ونشب القتال في مكان‬ ‫يسمى اآلن حي العباسية وقد‬ ‫أيقن كل من الفريقني أن على هذه‬ ‫املعركة يتوقف مصير البالد املصرية‬ ‫‪ ،‬وعندما حمي وطيس املعركة واشتد‬ ‫القتال بني الطرفني وبلغ ذروته أشار‬ ‫عمرو بن العاص فخرج كمني اجلبل‬ ‫وانقض انقضاض الصاعقة على‬ ‫ساقه جيش الروم ‪ ،‬فاختل نظامهم‬ ‫وارتبكت صفوفهم وهرب جزء كبير‬ ‫من قوات جيش الروم إلى جهة الغرب‬ ‫باجتاه أم دنني ‪ ،‬فكان لهم كمني‬ ‫النيل باملرصاد ‪ ،‬فخرج إليهم وأعمل‬ ‫السيف فيهم ‪ ،‬وما هي إال حلظات‬ ‫حتى كان جيش عمرو مبجموعات‬ ‫قتاله الثالث يضرب بجيش الروم من‬ ‫جميع اجلهات ‪ ،‬وبسرعة مت القضاء‬ ‫على جيش الروم ولم يبق منه سوى‬ ‫القليل ‪ ،‬سار بعضهم في النيل وفر‬ ‫الباقي على أرجلهم إلى حصنهم‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ساعات طويلة من الرعب تلك‬ ‫التي يعيشها جنود أميركا في العراق‬ ‫بسبب عمليات املقاومة املتواصلة‬ ‫‪ ،‬وهو ما جعل العديد من األسر‬ ‫األميركية تصرخ من أجل عودة أبنائها‬ ‫من العراق ‪.‬‬ ‫وكانت مجلة طبية إجنليزية قد‬ ‫أكدت أن أكثر من ‪ 17‬باملئة من اجلنود‬ ‫األميركيني العائدين من العراق يعانون‬ ‫من اإلجهاد النفسي بسبب عمليات‬ ‫املقاومة العراقية ‪ ،‬موضحة أن هذه‬ ‫املشكلة دفعت بعدد من العلماء في‬ ‫اجليش األميركي إلى تطوير تقنية‬

‫‪18‬‬

‫جديدة للعالج تقوم على استخدام‬ ‫اخليال الواقعي بحيث يوضع اجلنود في‬ ‫ظروف مشابهة لتلك التي عاشوها‬ ‫أثناء املعارك ‪.‬‬ ‫تجارب فعلية‬

‫حالة الفزع والرعب التى سيطرت‬ ‫على جنود االحتالل األميركي في‬ ‫العراق وصلت الى حد قيام عدد‬ ‫كبير منهم بارتداء حفاضات تشبه‬ ‫حفاضات األطفال الصغار من شدة‬ ‫اخلوف والرعب ‪ ،‬وهو ما أكده أحد‬ ‫املترجمني العراقيني الذين يعملون مع‬ ‫االحتالل األميركي في قطاع الكرخ ‪-‬‬

‫اجلزء الغربي من بغداد ‪ -‬حيث قال ‪:‬‬ ‫إن غالبية جنود االحتالل األميركي‬ ‫يحرصون على لبس احلفاضات حتت‬ ‫مالبسهم عند خروجهم في الدوريات‬ ‫أو واجبات االعتقال أو املداهمة ‪.‬‬ ‫وذكر املترجم أن إحدى قواعد‬ ‫االحتالل حتوي أكثر من ثالثة اآلف جندي‬ ‫أميركي من املارينز يحرصون يوميا ً‬ ‫على لبس احلفاضات حتت مالبسهم‬ ‫خو ًفا من افتضاح أمرهم بني اجلنود‬ ‫اآلخرين أو بني القوات العراقية عندما‬ ‫يتبولون على أنفسهم خو ًفا عند‬ ‫استهداف عناصر املقاومة لهم ‪.‬‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫وأشار إلى أن تلك اخلطوة القت‬ ‫ترحيبا ً من الضباط األميركيني الكبار‬ ‫في تلك القاعدة بعد تسريب تلك‬ ‫املعلومة لهم عن طريق استخبارات‬ ‫اجليش األميركي ‪ ،‬موضحا ً أن طلبيات‬ ‫شراء حبوب منع اإلسهال زادت أيضا ً‬ ‫في الفترة األخيرة بسبب ما يالقونه‬ ‫من خوف ورعب على أيدي رجال‬ ‫املقاومة ‪.‬‬ ‫الرعب والقلق الذي أصاب جنود‬ ‫أميركا في العراق كان منذ الوهلة‬ ‫االولى للغزو ‪ ،‬حيث أقر اجليش‬ ‫األميركي بتزايد معدالت انتحار اجلنود‬ ‫فى العراق منذ بدء الغزو ‪ ،‬وأكدت‬ ‫إحصاءات للبنتاجون هروب املئات‬ ‫من املارينز من العراق نتيجة تصاعد‬ ‫هجمات املقاومة العراقية التى‬ ‫أسفرت عن سقوط اآلالف منهم‬ ‫بني قتيل وجريح ‪ ،‬خالفا ً ملئات آخرين‬ ‫لقوا مصرعهم فى حوادث عرضية ‪،‬‬ ‫أو بنيران صديقة كما يحلو للجيش‬ ‫األميركي تسميتها ‪.‬‬ ‫ولم تكن عناصر املقاومة هى‬ ‫الوحيدة التى تتسبب في إثارة‬ ‫الرعب بني صفوف اجلنود األميركان‬ ‫ولكن أطفال العراق كان لهم دور‬ ‫كبير في هذا األمر أيضا ً ‪ ،‬وهناك‬ ‫العديد من القصص الواقعية التى‬ ‫تؤكد ذلك ‪ ،‬منها قيام مجموعة‬ ‫من األطفال في قرية ( ألبو حشمة‬ ‫) ‪ -‬وهي عشيرة تسكن قرب قاعدة‬ ‫البكر اجلوية ‪ -‬مبنطقة يثرب قرب‬ ‫الضلوعية ( ‪ 80‬كم شمالي بغداد )‬ ‫‪ ،‬وقد اتخذت القوات األميركية من‬ ‫هذه القاعدة مقرا ً رئيسا ً لها ‪ ،‬هؤالء‬ ‫األطفال ‪ ،‬جاؤوا ببرميل نفايات من‬ ‫احلجم الصغير وربطوا به خيطني‬ ‫من قماش ‪ ،‬ووضعوا البرميل الصغير‬ ‫بصورة شبه مخفية في الطريق الذي‬ ‫تسلكه الدوريات األميركية ‪ ،‬وجلس‬ ‫األطفال على بعد أكثر من مائتي متر‬

‫متظاهرين باللعب بني األشجار التي‬ ‫حتف الطريق ‪ ،‬وما أن اقتربت الدورية‬ ‫األميركية وشاهد اجلنود احلاوية‬ ‫الصغيرة وما يرتبط بها من أسالك (‬ ‫خيوط ) حتى توقفوا ثم فجأة ووسط‬ ‫حالة من الرعب والهستيريا تراجعوا‬ ‫وبدأت اتصاالتهم من خالل األجهزة ‪.‬‬ ‫وبعد دقائق ‪ ،‬وصلت طائرات على‬ ‫أماكن قريبة ‪ ،‬وبعد ربع الساعة‬ ‫وصلت عشرات املدرعات واآلليات ‪،‬‬ ‫وانتشر مئات اجلنود في محيط املكان‬ ‫‪ ،‬وانبطح جميع اجلنود ‪ ،‬في حني كان‬ ‫عدد قليل منهم يتقدم إلبطال مفعول‬ ‫القنبلة ‪ ،‬وبعد أكثر من ساعتني من‬ ‫الرعب والهيستيريا ضحك األطفال‬ ‫الذين سارعوا للهرب ألن الذي زرع كل‬ ‫هذا الرعب لم يكن سوى حاوية نفايات‬ ‫وهي خدعة وضعها عدة أطفال ‪،‬‬ ‫فسيطر الرعب والهلع واالرتباك على‬ ‫جنود اإلمبراطورية األميركية !!‬ ‫مشاهد رعب‬

‫ومن املشاهد التي توضح رعب‬ ‫اجلنود األميركان من عناصر املقاومة‬ ‫العراقية ما بثته شبكة إخبارية‬ ‫أميركية ‪ ،‬وهو عبارة عن تسجيل‬ ‫مصور يفضح رعب جنود االحتالل‬ ‫األميركي في مواجهة هجمات‬ ‫املقاومة العراقية ‪ ,‬حيث تخلى‬ ‫جنود أميركيون عن قافلة إمدادات‬ ‫وسائقيها إثر تعرضها لكمني وفروا‬ ‫هاربني !!‬ ‫ويظهر في مشاهد الفيديو ‪ -‬التي‬ ‫التقطها سائق إحدى الشاحنات‬ ‫وبثتها شبكة ‪ abc‬على موقعها‬ ‫على اإلنترنت ‪ -‬عدة شاحنات‬ ‫استأجرتها شركة هاليبورتون أكبر‬ ‫مزود جليش االحتالل األميركي تسير‬ ‫سمع إطالق‬ ‫في قافلة واحدة عندما ُ‬ ‫نار عند اخلروج من معسكر كامب‬ ‫أناكوندا قرب بغداد ‪.‬‬ ‫وبدأ بريستون ويلر سائق إحدى‬

‫الشاحنات بالتقاط الصور ‪ ,‬ولكن‬ ‫رصاصة خرقت سترته الواقية من‬ ‫الرصاص ‪ ,‬وعلى الفور توقف بفعل‬ ‫انفجار قوي ‪ ,‬وعندما تبدد الدخان‬ ‫اختفت اآللية املدرعة التي كانت‬ ‫تسير أمامه ‪!..‬‬ ‫وصرخ ويلر مستخد ًما جهاز‬ ‫الالسلكي مستجديا ً قوات االحتالل‬ ‫ ساعدوني من فضلكم ‪ ،‬عودوا سوف‬ ‫أُقتل مختبئا ً في الوقت نفسه‬ ‫وراء مقعد شاحنته ‪ ,‬ولكن اجلنود‬ ‫األميركيان لم يظهر لهم أثر ‪ ,‬فيما‬ ‫اقترب صوت الرصاص ‪.‬‬ ‫وتنقل الصحيفة عن أحد عناصر‬ ‫املارينز قوله أشعر وكأنني أتعرض‬ ‫للجلد العنيف يوميا ً ‪ ،‬وأينما استدرت‬ ‫‪ ،‬أجد أحدا ما يحاول قتلي ‪ ،‬اللعنة‬ ‫على هذا املكان ‪ ،‬وعلى هؤالء املقاتلني‬ ‫الشرسني ‪.‬‬ ‫ويقول آخر موجها ً احلديث لزميله‬ ‫ أتذكر ما حدث باألمس بينما كنا‬ ‫على وشك الصعود على ظهر إحدى‬ ‫شاحنات النقل الصغيرة ‪ ،‬وإذا بثالثة‬ ‫من عناصر املقاومة العراقية يوجهون‬ ‫نيران أسلحتهم الرشاشة صوبنا ‪،‬‬ ‫فلم أجد مفرا سوى االختباء أسفل‬ ‫الشاحنة ‪ ،‬ألجد هناك الى جانبي‬ ‫الضابط املسؤول عن الفرقة ‪ ،‬يعاني‬ ‫ما أعانيه من الرعب والذعر ‪.‬‬ ‫ويواصل مراسل الصحيفة نقل‬ ‫شهادات أفراد هذه القوة التي تعد‬ ‫على درجة عالية جدا ً من التدريب ‪،‬‬ ‫حيث يضيف مقاتل آخر بعد كل‬ ‫تلك التدريبات على أساليب القتال‬ ‫‪ ،‬ورغم كوني متأكدا ً من أننا في‬ ‫العراق ‪ ،‬دون سواها ‪ ،‬لكنت ما زلت ال‬ ‫أصدق حجم تلك املقاومة ‪ ،‬وشراسة‬ ‫أولئك املقاتلني العراقيني ‪ ،‬األمر ال‬ ‫يصدق حقا ً ‪ ،‬لقد بات أولئك املقاتلون‬ ‫العراقيون ينافسون قدرات وامكانيات‬ ‫اجليش األميركي ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫إنها حمم تلتهب في رؤوس‬ ‫الصواريخ وقذائف الهاون والرمانات‬ ‫احلرارية ‪ ،‬تتساقط محرقة آليات‬ ‫ومعدات احملتل األميركي الغازي ‪،‬‬ ‫نشاهدها في هذا اإلصدار املرئي‬ ‫املميز والنوعي عبر عشرات اللقطات‬ ‫املوثقة جلهاد جنود جامع في‬ ‫كتائبها امليمونة كتائب صالح الدين‬ ‫األيوبي ‪..‬‬ ‫لم يتوان اجملاهدون في عملهم ‪،‬‬ ‫بل واصلوا الليل بالنهار وهم يدكون‬ ‫قواعد العدو احملتل ومقراته حتى‬ ‫وثقوا لنا صور لسقوط حممهم‬ ‫داخل هذه القواعد وفي أكثر من‬ ‫مكان لينالوا بحق شرف تسميتهم‬ ‫بأحفاد األيوبي‪.‬‬ ‫لقد حشد لنا اإلصدار في مضمونه‬ ‫أكثر من ‪ 130‬عملية مصورة ‪ ،‬تنوعت‬ ‫ما بني هجومات بالرمان احلراري‬ ‫وتفجير للعبوات الناسفة واشتباك‬ ‫وقنص ودك للقواعد بالصواريخ‬ ‫والهاونات ‪ ،‬وتفرد اإلصدار أيضا ً بإطالق‬ ‫اجليل اجلديد من صواريخ ( األيوبي )‬ ‫محلية الصنع ‪ ،‬وقد قام بتصنيعها‬ ‫أبطال الكتائب في املوصل احلدباء ‪.‬‬ ‫فكرة الفاصل‬

‫‪20‬‬

‫إن النسر األميركي الذي يحمل‬

‫يشاهد بأم عينه شجاعة يعجز عن‬ ‫وصفها اللسان ‪ ،‬فها هما اثنان من‬ ‫اجملاهدين ‪ ،‬يصوب األول منهما رمانته‬ ‫احلرارية إلى صدر اآللية األميركية‬ ‫فيحرقها ‪ ،‬والثاني يتربص بالتي‬ ‫تليها حتى إذا اقتربت عاجلها برمانة‬ ‫ملتهبة عرفت طريقها إلى جسد‬ ‫اآللية ومن بداخلها من جنود للمحتل‬ ‫فأحالتها إلى كرة نارية ملتهبة ‪.‬‬ ‫ثم تتابع عليك اللقطات ‪ ،‬مرة‬ ‫في بغداد وأخرى في املوصل وكلها‬ ‫في وضح النهار وأمام مرأى الناس‬ ‫ليعلموا أن العراق فيه رجال أشاوس‬ ‫ال يفت من عزائمهم طول رقدة احملتل‬ ‫وال أالعيب أذنابه وحترشاتهم ‪.‬‬ ‫إن هذه اللقطات تبني بحق كيف أن‬ ‫جنود كتائب صالح الدين ما زالوا على‬ ‫أهبة االستعداد لتنفيذ أي هجوم‬ ‫مباغت على آليات العدو في شوارع‬ ‫العراق ‪.‬‬

‫في إحدى قدميه غصن الزيتون وفي‬ ‫األخرى أسهما ً في إشارة إلى احلرب‬ ‫والسالم يتناقل بعض األميركيني‬ ‫السذج أسطورة عنه مفادها أن هذا‬ ‫النسر مييل برأسه نحو األسهم في‬ ‫حالة احلرب ومييل نحو غصن الزيتون‬ ‫في حالة السالم ‪ ،‬ويظهر ذلك بشكل‬ ‫خاص في السجادة التي تفترش غرفة‬ ‫رئيس أميركا في البيت األبيض ‪ ...‬وقد‬ ‫فضح هذا األمر الروائي األميركي داون‬ ‫براون في روايته ( اخلديعة الكبرى )‬ ‫حيث أشار إلى وجود سجادتني كل‬ ‫واحدة منهما حتمل وضعية للنسر‬ ‫كما أسلفنا ‪ ،‬ويقوم خدم البيت‬ ‫األبيض باستبدالهن سرا ً في الليل‬ ‫عند تبدل احلالة من حرب إلى سالم‬ ‫وبالعكس ‪.‬‬ ‫من هنا ولدت فكرة إحراق نسر‬ ‫أميركا واإلبقاء على قدمه التي حتمل‬ ‫الزيتون عبر سهم برأس ملتهب بالنار‬ ‫التربية اإليمانية الجهادية‬ ‫ويحمل شعار كتائب صالح الدين‬ ‫فاصل حللقة تربوية جهادية ‪ ،‬ثمانية‬ ‫األيوبي ‪.‬‬ ‫من شباب جامع يجلسون بخشوع‬ ‫الرمانات الحرارية‬ ‫هنا ‪ ..‬يباغت أبطال الرمانات احلرارية ليذكروا ويتذاكروا بينهم سير الرجال‬ ‫آليات العدو احملتل في أكبر مدينتني اجملاهدين ووصاياهم ويعلو صوت املربي‬ ‫في العراق ؛ العاصمة بغداد ومدينة فيهم يحمد اهلل ويثني عليه ويصلي‬ ‫املوصل ‪ ،‬والذي يتابع اللقطة األولى على النبي الكرمي وعلى آله وصحبه‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫‪ ،‬ثم يدعو اهلل تعالى بدعاء مأثور‬ ‫بعدها يحيي اجملاهدين وقياداتهم‬ ‫ويخص منهم بالتحية قيادة جامع ‬ ‫وكتائبها ‪ ،‬ثم يتناول النية في اجلهاد‬ ‫وأنها مقدمة على العمل ويذكر‬ ‫الشباب بأننا أصحاب مشروع إسالمي‬ ‫كبير وليس مجرد مقاتلني ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫فإن خروج احملتل ليس غاية اجلهاد وإمنا‬ ‫محاربة األجندات التي سيخلفها‬ ‫وراءه والعمل على محو آثاره ‪ ،‬ثم يروي‬ ‫لهم بعضا ً من أقوال الناصر صالح‬ ‫الدين األيوبي ووصيته البنه حني قال‬ ‫له ‪ ( :‬يا بني ‪ ،‬إياك والدم ‪ ،‬فإن الدم‬ ‫ال ينام ‪ ) ...‬والتي حتذر من إراقة الدم‬ ‫احلرام ‪.‬‬ ‫عبوات وقنص اشتباك‬

‫العبوة الناسفة تستهدف آلية‬ ‫واحدة ‪ ،‬والقنص يستهدف جنديا ً‬ ‫واحدا ً ‪ ،‬أما االشتباك والتعرض الرتال‬ ‫احملتل فهو يستهدف مجموعة من‬ ‫اآلليات واجلنود ‪ ،‬في هذا املقطع من‬ ‫اإلصدار نشاهد استهداف ‪ 12‬آلية‬ ‫أميركية بالعبوات الناسفة ‪ ،‬بعضها‬ ‫في الليل والبعض اآلخر نهارا ً ‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫نشاهد عملية قنص واحدة جلندي‬ ‫أميركي ترديه إطالقة القناص في‬ ‫احلال ‪ ،‬وفي لقطة بطولية يتعرض‬ ‫أبطال الكتائب لرتل أميركي مكون‬ ‫من عدة آليات فيمطرونه بوابل من‬ ‫رصاص الـ ( ‪ ) PKC‬والبنادق وقذائف‬ ‫( ‪ ) RPG7‬فيحرقوا عرباته القذرة‬ ‫ويقتلوا ويصيبوا من جنود احملتل‬ ‫العشرات ‪ ،‬ثم ينسحبوا بعد ذلك‬ ‫بسالم ‪.‬‬ ‫قذائف الهاون‬

‫تنطلق قذائف الهاون في هذا‬ ‫املقطع لتدك أوكار احملتل التي ادعى‬ ‫انسحابه إليها ‪ ،‬ونحن نقول ‪ :‬لقد‬ ‫تقهقر راجعا ً مختبئا ً في هذه اجلحور‬ ‫‪ ،‬ولكن هيهات أن ينجو من ضربات‬ ‫مجاهدينا ‪ ،‬وهي هنا تأتي مع أصوات‬

‫مبختلف األنواع وبالعشرات لتدك‬ ‫مقرات احملتل اخلائب مع تكبيرات‬ ‫اجملاهدين وصوت النشيد يكرر ( هيبة‬ ‫صالح الدين هاي أفعالها ) ( جامع ‬ ‫اسمها وتفتخر برجالها ) ‪.‬‬ ‫الصواريخ ال عد لها ‪ ،‬وكل واحد‬ ‫منها يحمل رسالة لألميركي ليخرج‬ ‫من ديارنا و بلدنا وليعد من حيث أتى‬ ‫ويحذر هو وسادته أن يكرروا فعلهم‬ ‫ويعودوا هنا ‪.‬‬

‫األنشودة الرافضة لالتفاقية األمنية‬ ‫والتي فيها باللغة الدارجة األبيات‬ ‫االتية ‪:‬‬ ‫مو شعبنا يقبل بهل االتفاق‬ ‫وبرخيص يبيع ثروات العراق‬ ‫مو عراقي الينطي كاعه‬ ‫وميد للغاصب ذراعه‬ ‫يصافح أميركا وشياطني النفاق‬ ‫وبعد عدة إطالقات لقذائف الهاون‬ ‫‪ ،‬يوثق لنا األشاوس صورا ً لتساقط‬ ‫احلمم الالهبة على قواعد احملتل‬ ‫أبطال قاطع نينوى‬ ‫األميركي وتصاعد الدخان عاليا ً‬ ‫ها هم األشاوس متحلقني حول‬ ‫فوقها ‪...‬ويستمر الضرب وتستمر‬ ‫منضدة رملية متثل مخططا ً ملدينة‬ ‫األنشودة ويستمر احملتل يئن ويتالم‬ ‫املوصل مبجسمات مصنوعة محليا ً‬ ‫ويتوجع ويجر احلسرات ‪.‬‬ ‫والقائد يؤشر على اخلارطة ويوصي‬ ‫كلمة للناطق‬ ‫هنا تأتي كلمة الدكتور عبد اهلل ويوجه بحضور أمراء أربعة كتائب‬ ‫احلافظ الناطق باسم جامع حيا من كتائب األيوبي في املوصل وأيضا‬ ‫فيها جهود املكتب اإلعالمي في هذا بحضور مسؤولي األمن والتجهيز‬ ‫اإلصدار وشد على أيديهم ‪ ،‬ثم أعطى واإلعالم ‪ ،‬ثم يتم تنفيذ إطالق‬ ‫وصفا ً لدور اإلعالم املقاوم وأثره في صاروخني من نوع ( األيوبي ) على‬ ‫سير املعركة مع العدو احملتل ‪ ،‬وإن املكان الذي مت حتديده على القاعدة‬ ‫اإلعالم لرمبا لوحده يستطيع أن يرغم األميركية ‪ ..‬وهي رسالة أيضا ً ‪ :‬أننا‬ ‫احملتل على التراجع ويفضح ممارساته طورناها صواريخنا أصبحت أكثر‬ ‫‪ ،‬وبذلك يظهر صورته البشعة أمام فتكا ً باحملتل فها هو صاروخ ( األيوبي )‬ ‫العالم ‪.‬‬ ‫ينضم خلدمة اجملاهدين ‪.‬‬ ‫بيعة الجيل القادم‬

‫يتحلق هنا ‪ 15‬صبيا ً حول املصحف‬ ‫في أحد املساجد ويرددوا البيعة لـ‬ ‫ جامع وكتائبها ‪ ،‬لتكون هذه الثلة‬ ‫ممثلة ملئات الصبيان الذين تعدهم ‬ ‫جامع حلمل لواء اجلهاد فيما بعد حني‬ ‫يبلغوا سن الشباب ويكونوا قادرين‬ ‫على املنازلة مع العدو احملتل في حال‬ ‫طالت جثمته فوق صدر العراق ‪.‬‬ ‫إنها رسالة واضحة للعدو احملتل ‪:‬‬ ‫أننا مستعدون حلرب طويلة ‪ ،‬وأجيالنا‬ ‫مستعدة لتسلم الراية ‪ ،‬في كل‬ ‫مرحلة عندنا رجالها وأبطالها ‪.‬‬ ‫الصواريخ‬

‫تنطلق صواريخ اجملاهدين هنا‬

‫الوصية‬

‫وفي خامتة اإلصدار تأتي وصية‬ ‫الدكتور سامي مصطفى عضو‬ ‫املكتب السياسي لـ جامع ‪ ،‬وهي‬ ‫وصية غالية نصها ( حذار أن تتدحرج‬ ‫ثمرة اجلهاد لتسقط في حجر إيران‬ ‫وعمالئها مزدوجي الوالء ‪ ) ..‬وهي جزء‬ ‫من رسائل جامع ‪.‬‬ ‫ال يفوتكم مشاهدة اإلصدار‬ ‫العاشر حمم الهبة ‪ ،‬جتدونه كامالً‬ ‫على موقع جامع وطوله ‪ 45‬دقيقة‬ ‫‪ ،‬متعوا أعينكم واشفوا صدروكم مبا‬ ‫ترونه فيه من قوة أبطال صالح الدين‬ ‫وخور احملتلني ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫لم يكن العراق أبدا ً املنطلق الوحيد‬ ‫الذى تتحرك من أجله املقاومة‬ ‫العراقية ‪ ،‬فعلى الدوام كانت األمة‬ ‫حاضرة في التفكير اإلستراتيجي‬ ‫لفصائل املقاومة العراقية وحتركاتها‬ ‫على األرض وهو ما جاءت األحداث‬ ‫املتتابعة التي شهدتها البالد خالل‬ ‫الفنرة املاضية لتثبته قبل األقوال ‪.‬‬ ‫وبحسب العديد من اخلبراء‬ ‫االستراتيجيني فإن املقاومة العراقية‬ ‫لعبت دورا ً كبيرا ً فى إحباط املشاريع‬ ‫التوسعية ألميركا فى املنطقة‬ ‫‪ ،‬فمواصلة املقاومة العراقية‬ ‫الستراتيجيتها في العمل العسكري‬ ‫والسياسي عطل االستراتيجية‬ ‫رسالة المقاومة‬ ‫األميركية القائمة على بناء شرق‬ ‫اهتمام املقاومة العراقية بقضايا‬ ‫أوسط جديد خاضع للهيمنة‬ ‫األميركية الكاملة بداية من بغداد ‪ .‬أمتها بدأ بوضوح شديد في الرسالة‬ ‫التي حرصت عدد من فصائلها‬ ‫حائط صد‬ ‫هذا االمر يؤكده الكاتب العراقي على توجيهها إلى القادة العرب‬ ‫عبد األمير الركابي في كتابه عن الذين شاركوا في القمة العربية‬ ‫االخيرة التي عقدت فى العاصمة‬ ‫املقاومة العراقية قائالً ‪:‬‬ ‫األهمية االستثنائية للمقاومة القطرية الدوحة والتي حذرت فيه‬ ‫العراقية تصبح مفهومة وواضحة من مخططات دولية وإقليمية حتاك‬ ‫عندما ترتبط باألبعاد اإلستراتيجية ضد األمة اإلسالمية تهدف إلى‬ ‫للخطة األميركية التي كانت تخريبها دينيا ً وتاريخيا ً وحضاريا ً ‪،‬‬ ‫تستهدف العراق بعد أن حسمت ووصفت فيه حال العرب بالقول ‪ :‬إن‬ ‫الواليات املتحدة قرارها واعتبرته األمر جلل وخطير إن لم يتم تداركه‬ ‫مفتاحا ً تؤمن عن طريقه جزءا ً والظهور إلى العالم مبنطق املدافع‬ ‫أساسيا ً من مصاحلها الكونية ‪ ،‬وهو عن احلق وبكل وضوح ‪ ،‬إن منطقتنا‬ ‫ما جتسد أخيرا ً من خالل فكرة إقامة العربية تشهد هذه األيام حتوالت‬ ‫تشكيل سياسي جغرافي هائل هو‬ ‫الشرق األوسط الكبير ‪.‬‬ ‫وأضاف الركابي ‪:‬‬ ‫يالحظ أن فكرة الشرق أوسطية قد‬ ‫ارتبطت ملرتني بأحداث خاصة بالعراق‬ ‫‪ ،‬فشمعون بيريز طرح موضوع الشرق‬ ‫أوسطية بعد العدوان األميركي األول‬ ‫على العراق عام ‪ ، 1991‬بينما يجري‬ ‫العمل اآلن على طبعة محسنة‬ ‫وموسعة من الشرق أوسطية منذ‬ ‫االحتالل األميركي للعراق ‪ ،‬وكل هذا‬ ‫جاءت املقاومة العراقية لتهدمه على‬ ‫األرض بصورة كاملة وتؤكد أن الفشل‬ ‫بالنسبة لالستراتيجية األميركية‬ ‫أقرب للنجاح بكثير ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫جذرية تتطلب منكم وقفة تتناسب‬ ‫والتحديات القادمة ‪.‬‬ ‫وقالت ‪ :‬إن دخول قوى إقليمية‬ ‫جديدة غريبة عن حضارتنا ال يروق لها‬ ‫تقدمنا ووحدتنا يتطلب التصدي لها‬ ‫بحزم ألنها اخلطر القادم الذي تغلغل‬ ‫إلى جسد األمة من خالل سدها‬ ‫الشرقي العراق الذي يحمل عتبا ً‬ ‫كبيرا ً على إخوانه الذين تساهلوا‬ ‫كثيرا ً في نصرته ‪ ،‬وهو الذي لم يزل‬ ‫يتلفت باجتاهكم ولن يفقد األمل يوما ً‬ ‫بأمته ‪ ،‬وهو ما يجسد إدراكها ووعيها‬ ‫الكامل بطبيعة التحدي الذي يواجه‬ ‫أمتنا على كافة األصعدة ولم يحل‬ ‫اجلهود الكبيرة التي تقوم بها فى‬ ‫مواجهة االحتالل األميركي للعراق‬ ‫دون أن تنبه إلى خطورة املستقبل‬ ‫الذي ينتظر االمة بإكملها ‪.‬‬ ‫وأكدت الرسالة أن املقاومة العراقية‬ ‫قد قدمت الكثير وال تزال تقدم‬ ‫خدمة لدينها وبلدها ‪ ،‬وقد قاومت‬ ‫كل أشكال االحتالل الذي تعرض له‬ ‫البلد وكانت سدا ً منيعا ً بوجه القوى‬ ‫التي أرادت تقسيم العراق ونزع هويته‬ ‫العربية واإلسالمية وعملت بكل‬ ‫ما أوتيت من قوة لسلخ العراق عن‬ ‫حاضنته العربية ‪ ،‬وهذه القوى ال زالت‬ ‫متثل التحدي األكبر ملشروع النهضة‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫تقصير عربي‬

‫املقاومة العراقية الشامخة لم‬


‫ﻛﺘﺎﺋـــــــﺐ ﺻــــــﻼح اﻟﺪﻳــــــــﻦ ا�ﻳﻮﺑــــــــﻲ‬

‫فطيمى فى مقال نشره موقع ( دنيا‬ ‫الوطن ) قائالً ‪ :‬إن املقاومة العراقية‬ ‫تؤدي دورا ً كبيرا ً في الدفاع عن األمة‬ ‫العربية واحلفاظ على إستقاللها‬ ‫‪ ،‬والفرصة الوحيدة لالنتصار التي‬ ‫توافرت فى العرب ظهرت في بغداد‬ ‫احملتلة على أيدي املقاومة العراقية ‪.‬‬ ‫أحد النجاحات الهامة التي متكنت‬ ‫املقاومة العراقية من حتقيقها على‬ ‫االرض هي قدرتها الكبيرة على‬ ‫احلفاظ على عروبة العراق فى ظل‬ ‫اخملططات األميركية لسلخه عن‬ ‫أمته ‪ ،‬وهو االمر الذي تؤكد القراءة‬ ‫السريعة للبيانات اخملتلفة التي‬ ‫تصدرها فصائل املقاومة العراقية‬ ‫عليه حيث تعتبر احلفاظ على عروبة‬ ‫العراق هو من أولويات عملها ‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه متكنت عمليات‬ ‫املقاومة املتواصلة من إبقاء اخملطط‬ ‫األميركي لتقسيم العراق حبرا ً على‬ ‫ورق ليبقى رقما ً مهما ً يضاف إلى‬ ‫أمته رغم الضعف الذي يعيشه فى‬ ‫ظل االحتالل حيث حافظت املقاومة‬ ‫العراقية على وحدة العراق بكامل‬ ‫ترابه الوطني ‪.‬‬ ‫إغفال البعد القومي والعربي‬ ‫للمقاومة يعود باألساس إلى أن‬ ‫معظم حلقات النظام العربي ال متلك‬ ‫حرية قرارها واختيارها وال تقوى على‬ ‫مخالفة الهيمنة األنغلو ‪ -‬أميركية‬ ‫الضاغطة ‪ ،‬كما أن اإلعالم العربي‬ ‫أصبح في معظمه إعالما ً مضادا ً‬ ‫لألماني والتطلعات الوطنية والقومية‬ ‫بحكم مصادر متويله وتوجيهه‬ ‫للتحطيب في حبال القوى الرجعية‬ ‫واالمبريالية وحتى الصهيونية ‪.‬‬

‫تعد حركة حترر وطني عراقي حتى لو‬ ‫قصرت جهودها على بالد الرافدين ‪،‬‬ ‫وحتى لو لم تتلق أي دعم أو تعاطف‬ ‫من خارج حدود العراق ‪ ،‬هذا ما أكده‬ ‫الكاتب االردني فهد الرمياوي رئيس‬ ‫حترير ( اجملد ) األردنية بقوله ‪ :‬إن‬ ‫املقاومة العراقية أصبحت حركة حترر‬ ‫قومي ورمبا أممي نظرا ً ألنها تتصدى‬ ‫ألكبر قوة عسكرية وتكنولوجية‬ ‫واقتصادية فوق هذا الكوكب وليس‬ ‫ألية قوة إقليمية محدودة ‪ ،‬ونظرا ً‬ ‫ألن النتائج التي ستتمخض عن هذا‬ ‫الصراع سوف تنعكس على سائر‬ ‫أرجاء العالم وليس على منطقة‬ ‫بذاتها أو قارة بعينها أو أمة لوحدها‬ ‫دون غيرها ‪.‬‬ ‫وأضاف الرمياوي ‪ :‬لو كنا منلك صدق‬ ‫األخوة وشرف النخوة اليعربية لكان‬ ‫محتما ً علينا أن نهرع إلى مد يد‬ ‫العون سرا ً وعالنية إلى أبطال هذه‬ ‫املقاومة الشامخة التي تسهم من‬ ‫خالل تصديها األسطوري للعدوان‬ ‫األميركي في حماية سائر األقطار‬ ‫العربية وهزمية مشروع الهيمنة في‬ ‫منطقة الشرق األوسط ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬وإذا كان في بني أمتنا‬ ‫العربية وملتنا اإلسالمية من يقرأنا‬ ‫أو يسمعنا فإننا ندعوه بكل احلرارة‬ ‫والصدق إلى تقدمي كل مناصرة‬ ‫ممكنة ومؤازرة مستطاعة ألشاوس‬ ‫املقاومة العراقية الذين يخوضون‬ ‫أشرف املعارك في مواجهة أشرس آلة‬ ‫عسكرية عرفتها البشرية ‪.‬‬ ‫كالم الرمياوي ليس سوى واحدة‬ ‫من الشهادات الكثيرة املوجودة داخل‬ ‫وخارج العالم العربي والتي تؤكد‬ ‫فلسطين في قلب المقاومة‬ ‫على الدور الكبير واملتقدم الذى‬ ‫ورغم التحديدات العديدة التي‬ ‫لعبته املقاومة العراقية في الدفاع‬ ‫عن قضايا أمتها العربية واالسالمية تواجهها فإن املقاومة العراقية لم‬ ‫تنسى فلسطني احملتلة ‪ ،‬وقد احتلت‬ ‫والتي تدرك أنتمائها االصيل لها ‪.‬‬ ‫شهادة أخرى قدمها الكاتب رابح مكانة كبيرة لدى فصائل املقاومة‬

‫العراقية اخملتلفة ‪ ،‬وبدى هذا في‬ ‫احلملة التي قامت عدد من فصائل‬ ‫املقاومة العراقية ‪ -‬وفي مقدمتها‬ ‫اجلبهة اإلسالمية للمقاومة العراقية‬ ‫ جامع ‪ -‬لنصرة غزة أثناء العدوان‬ ‫الصهيوني األخير عليها ‪ ،‬وذلك‬ ‫بتصعيد العمل العسكري على‬ ‫القوات األميركية ‪ ،‬كما دعت فصائل‬ ‫املقاومة العراقية فى الوقت نفسه‬ ‫كافة الدول والشعوب للتحرك لرفع‬ ‫هذا الظلم عن األبرياء في غزة ‪ ،‬ومت‬ ‫تشكيل هيئة إعالمية مشتركة‬ ‫إلصدار البيانات اخلاصة بالثأر لغزة‬ ‫واإلعالن عن تنفيذ العديد من‬ ‫الهجمات ‪ ،‬وأكدت املقاومة أن هذه‬ ‫العمليات تأتي استجابة للحملة‬ ‫املباركة التي أطلقتها فصائل اجمللس‬ ‫السياسي للمقاومة العراقية ردا ً‬ ‫على العدوان اإلجرامي ضد إخواننا‬ ‫الفلسطينيني في غزة ‪.‬‬ ‫واملالحظ أن اجلبهة االسالمية‬ ‫للمقاومة العراقية جامع لم‬ ‫تكتفي بهذا فقط ‪ ،‬حيث طالبت‬ ‫الفلسطنيني بأن يوحدوا صفوفهم‬ ‫جتاه هذا العدوان الغاشم ‪ ،‬ويكونوا‬ ‫صفا ً واحدا ً كما أمر القران الكرمي‬ ‫وقالت في عدد من البيانات التي‬ ‫أصدرتها تعقيبا ً على العدوان على‬ ‫غزة ‪ :‬أن على احلكومات العربية‬ ‫واإلسالمية التي تعاملت مع هذا‬ ‫الكيان الغاصب أن تعيد وتراجع‬ ‫مواقفها جتاه هذا الكيان املسخ‬ ‫األبتر ‪ ،‬وإال فهي خيان ٌة هلل وللرسول‬ ‫وللمؤمنني ‪.‬‬ ‫الواضح أن اخلوف من حتول املقاومة‬ ‫العراقية إلى حركة حترر وطني شامل‬ ‫يعد واحدا ً من األسباب الرئيسة‬ ‫حلمالت التشوية املتواصلة التي يتم‬ ‫شنها ضد املقاومة العراقية بواسطة‬ ‫اإلعالم العربي اخلاضع للهيمنة‬ ‫األميركية ‪.‬‬

‫‪23‬‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.