الوحـدة الإسلاميـة من وجهـة ن

Page 1

‫املقدمة‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫{ إِنَّ هَ ِذهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِ َدةً وَنأ َ َُّككُ ْم َن ْ​ُْ​ُدُونِ } [ اآلية ‪ 29‬األَُي ء ]‬ ‫{وَاْ​ْ َتصِمُوا ُِّحَُْلِ اللَّهِ جَمِيع ً وَال تَفنرَّقُوا وَاذْكُرُوا َِعْمَتَ اللَّ ِه َْلنيْكُمْ إِ ْذ كُنْتُمْ أنْ​ْدَاء َنَنلَّ َ​َ‬ ‫َُّ ْينَ قُلُوُِّكُ ْم َن نَصْ َُحْتُمْ ُِّنِعْمَتِهِ إِْ​ْوَاَ ً وَكُنْتُ ْم َْلن َ​َفن حُفْ َرةٍ ِمنَ النَّ َِ َن نَ​َْقنذَكُمْ مِنْهَ } [ آل‬ ‫ْمران ‪] 301‬‬ ‫{َنإِنْ تَنَ زَْ​ْتُ ْم َِي َ​َيْ ٍء َنرُدكوهُ إِلن اللَّهِ وَالرَُّ​ُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ ُِّ للَّهِ وَالْيَوْ ِم اآلِْرِ ذَلِ َن‬ ‫ْيْرٌ َوأنحْسَنُ تَ​َويال } [ النس ء ] ‪َ { ،‬وأنطِيعُوا اللَّهَ وَ َُ​ُولنهُ وَال تَنَ زَُْوا َنتَفْشَلُوا وَتَذْهَ​َ​َ َُِحُكُمْ }‬ ‫َ‬ ‫[ األَف ل ]‬ ‫ٌ َِْ​ِيمٌ }‬ ‫{وَال تَكُوَُوا كن لَّذِينَ تَفنرَّقُوا وَاْ​ْتَلنفُوا ِمنْ َُّعْدِ مَ جَ ءَهُمُ الَُْيِّنَ تُ وَأولنئِ َن لنهُ ْم َْذَا ٌ‬ ‫[ آل ْمران]‬ ‫آي ت جلية تُين أمة واحدة و جمتمع متآل َ يتآْ يف ُراء ك ن أو رراء أوَدة أو َْ ء‪ ,‬هي‬ ‫َك ئز اصيلة اصّله القرآن يف حي تن و حركتن لنصُو دوم حنو امة اَضل و اكمل (كُنتُمْ‬ ‫ت لِلنَّ سِ تَ َْمُرُونَ ُِّ لْمَعْرُوِ​ِ وَتَنْهَوْنَ َْنِ الْمُنكنرِ‪ [ ...‬آل ْمران اآلية ‪330‬‬ ‫ج ْ‬ ‫َْيْرَ أُمَّةٍ أُْ​ْرِ َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ومع كل هذا وُّ لرغم م ُحمله مفهوم الوحدة من ُّداهة ْقلية و اَس َية ومنفعة ُ مية‬ ‫جتد ان هن ك العديد من الن س م زال يهمشه ت َة واْرى يقصيه ‪ .‬و هؤالء الن س ْ دة هم‬ ‫قشوَ وال لَ ‪ ,‬و َواة وال ْقل ينسجون ُّيوت الَك َهم ليتخندقوا َيه طوائف وَرق يكفرون‬ ‫متفكهني و جي دلون ْمهني قد اُتحوذ ْليهم اَ َ اُّتدْوه وَرك مضو َيه و َصُوه‬ ‫وكَ​َهم مل يسمعوا م وَد ْن م َوي ْن املعصومني َري ا هل ْنه‬

‫ْن أُّي العُ س ق ل‬

‫َُلت أُّ ُْدا هل ْليه السالم ْن أدَ م يكون ُّه االَس ن مشرك ‪ ،‬ق ل َق ل من اُّتدع َأي‬ ‫َ​َحَ ْليه أو أُّغض ْليه‪ .‬وم ْلموا واَ هلم ان َعلهم هذا تقيدا لألمة وارع َ هل مت م‬ ‫كم اََُ​َ ُّذل َ َُول ا هل صل ا هل ْليه و ُلم يقول توَ َ األمم أن تتداْي ْليكم‬ ‫تداْي األكلة ْل قصعته ‪ ،‬ق ل ق ئل منهم أمن قلة ي َُول ا هل يومئذ؟ ق ل (ص) ُّل اَتم‬ ‫كثري ولكنكم كغث ء السيل ولينزْن ا هل من ْدوكم امله ُّة منكم‪ ،‬وليقذِ يف قلوُّكم‬ ‫الوهن‪ .‬ق ل ق ئل ي َُول ا هل ‪:‬وم الوهن؟ ق ل حَ الدَي وكراهية املوت‪.‬‬


‫َ لوحدة االُالمية هي تَصيل الفكر و احلركة رمن إط َ إُالمي موروْي متجنُة ح لة‬ ‫الغ ء اآلْر أو الزامه مبذهَ جديد أو ُلُه اي ه‪.‬‬ ‫و الوحدة ليست حلم أو ُّدْة اُّتدْه مفكرون يف هذه االمة ُّل هي َهج اُالمي اصيل َشَ‬ ‫منذ حلِ ت االُالم األوىل حيث جند ان االُالم ك ن يعطي اي َخص ينطق ُّ لشه دتني‬ ‫حص َة حقوقية لدمه وم له وْرره‬ ‫كم ان املسلم ميل َ حق ْ ملي ْل اْيه املسلم ْن أُّي ُْدا هل ْليه السالم ق ل من مل‬ ‫يهتم ُّ موَ املسلمني َليس مبسلم"‪.‬‬

‫العرض‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوحدة األوىل يف اجملتمع املكي ‪:‬‬ ‫إن األُ س األول الذي َ د ْليه اإلُالم ُّن ءه االجتم ْي هو األْوة ُّني أَراده مجيع ‪َ ..‬من‬ ‫الطُيعي وهو جمتمع يقوم ْل ْقيدة جتمع ُّني أُّن ئه أن جيعل منه َاُّطة قوية تشدّ كل‬ ‫املسلمني وتؤل َ ُّني قلوُّهم|‪.‬‬ ‫إَه جيعل هذه األْوّة ْالقة حقيقية تزيد ْل ْالقة الدم والنسَ وتفضله ‪..‬وقد ك ن‬ ‫اإلُالم ُّذل َ أول من أق م جمتمع ْل أُ س َاُّطة َوحية جيعل هل االْتُ َ األول‪،‬‬ ‫ويعتمد ْليه يف تقرير احلقوق والواجُ ت‪..‬‬ ‫َفي اجملتمع املكي ك ن َُّ ط األْوة هو األُ س املتني الذي يتجمع حوله املسلمون دون‬ ‫اْتُ َ مل ك ن ُّني العرٌ قُل اإلُالم من َواُّط تقوم ْل األَس ٌ واألجن س والتعصَ هل ‪..‬‬ ‫َفي اإلُالم ال تف ْر ُّ ألَس ٌ وال اْتُ َ للجنس‪ َ ،‬إلُالم يرَض أن يفرتق الن س أجن ُ ً‬ ‫خمتلفة وأن تفصل ُّينهم َواصل من صنع أيديهم‪.‬‬ ‫وهلذا َقد احتضن اجملتمع اإلُالمي األول املسلمني من كل جنس ومن كل لون‪ ،‬ومل جيد‬ ‫ال مينعهم من االَتس ٌ هلذا اجملتمع ُّل والتصدَ َيه‪..‬‬ ‫الف َُي أو الرومي أو احلُشي ح ئ ً‬ ‫وك َت هذه األْوة َوْ جديداً من العالق ت مل يعهده اجملتمع العرُّي قُل اإلُالم‪ ،‬إذ ك ن‬ ‫ذل َ اجملتمع يقوم ْل َُّ ط النسَ واجلنس َج ء اإلُالم ليجعل الرتاُّط يف جمتمعه‬


‫يقوم ْل أُ س َوحي وَكري من وحدة العقيدة ووحدة الغ ية‪ ،‬متخطي ً يف ذل َ الرواُّط‬ ‫اليت حتمل يف طي ته ْوامل التفك َ وُّذوَ االَهي َ‪.‬‬ ‫وك ن املسلمون يف اجملتمع املكي صف ً من الع ملني‪ ،‬أْذوا هذه الدْوة أول أمره أمل ً وْن ء‬ ‫ومل يكن يف طُيعة الدْوة اإلُالمية م جيذٌ غري الع ملني املخلصني‪ ..‬وك ن الرُول (ص)‬ ‫َمزاً لإلُالم وأَق ً واُع ً من الصرب واالحتم ل‪ ،‬وظلّ يالقي من العنت م ذهَ مب له وم ل‬ ‫زوجه وأصح ُّه‪ ،‬وك ن مي ّر ْل املستضعفني من أصح ُّه َيقول صرباً ال امل َ لكم من ا هل‬ ‫َيئً ‪.‬وُّذل َ ْلّ م ُّينهم وُّني َُّهم وْررهم ْرر ً مُ َرًا للمحنة واحتمل معهم م‬ ‫ُحتملون‪..‬‬ ‫واملؤمنون يرون هذا وُحمل كل َرد م يطيق من الُالء‪ ..‬لقد دْلوا اإلُالم مغ َم من أول‬ ‫يوم ْرَوا َيه اإلُالم وآمنوا ُّ لرُول ْل أَّه مُلّغ ال ْل أَه ق دَ ْل مح يتهم أو‬ ‫االَتص َ هلم‪ .‬وَغم هذه اآلالم مجيع ً ك َت هلم ُْ دتهم احملُُّة وأْوّتهم اخل لصة‬ ‫ووقف تهم الطويلة اليت يفرروَه ْل أَفسهم‪ ..‬وتكوَّت اجملموْة اإلُالمية األوىل‪َ ،‬ك َت‬ ‫جمموْة ْ ملية تدْو لدين ْ ملي وأُْوة ْ ملية تفن َيه َروق اجلنس واللون والطُق ت‪،‬‬ ‫َ لن س كلهم إْوة ينتسُون إىل أٌ واحد‪ ،‬ويعُدون َُّ ً واحداً‪..‬‬ ‫وق م اجملتمع اإلُالمي ْل أُ س من التك َل والتك مل والتف هم‪ ..‬وك ن يف تك مله وتف هم‬ ‫أْض ئه م جعل كل ْضو َيه يؤدي واجُه‪ ،‬ويقوم ُّ لعمل الذي تؤهله له مواهُه‪ ،‬ومينحه‬ ‫اجملتمع من الط قة م يكفيه للسري يف هذه املهمة ‪َ..‬إذا اَتك ْضو ظهر التك َل وارح ً‬ ‫َيتداْ له ُ ئر اجلسد ُّ لسهر واحلم ‪..‬‬ ‫َ إلُالم أق م ْدالته االجتم ْية ْل هذا املعن الدقيق من التك َل ووحدة الشعوَ‪ُّ ..‬ل‬ ‫وك ن يف هذا اجملتمع الكريم م هو أمس من العدالة االجتم ْية‪ ..‬ك ن َيه الكرم‬ ‫االجتم ْي والغذاء اإلجتم ْي‪ ..‬وُّه ك ن يدَع الفرد أكثر مم يُطلَ منه‪ ،‬ويُذل أكثر‬ ‫مم طلَ منه الشرع اإلُالمي‪ ..‬إذ مل يكن األمر أمر م ل َقط ولكنهم ك َوا جسداً واحداً له‬ ‫َعوَ واحد وهدِ واحد وكي ن واحد ومصلحة واحدة‪.‬‬ ‫ومن أهم املِ هر اليت تد ّل ْل هذا‪:‬‬ ‫_‪1‬التك َل االقتص دي ك ن أغني ء املسلمني ينفقون األموال لتحرير إْواَهم من الرّق‪،‬‬ ‫ومن األمثلة ْل ذل َ أُّو ُّكر الصديق ك ن له م ل كثري‪ ،‬أَفقه ْل ْتق الرقيق املعذُّني‪..‬‬


‫وهم قوم ْ لط الدين قلوُّهم وْ لفوا ُ داتهم يف اإلمي ن‪ ،‬وثُت هؤالء الضعف ء ْل إمي َهم‬ ‫َغم م أص ُّهم من أذى وإَه ق ‪..‬ويروي لن الت َيخ أن أُّ َكيهة ك ن ُْدًا لصفوان ُّن أمية‬ ‫وأَه أُلم مع ُّالل َك ن من الس ُّقني األول‪ ،‬وقد أْذه أمية ُّن ْل َ وَُّط يف َجله حُال‪،‬‬ ‫وأمر ُّه َج ّر ثم ألق ه يف الرمض ء‪ ،‬وْنقه ْنف ً َديداً‪ .‬وك ن أْوه أُّي ُّن ْل َ يقول زده‬ ‫ْذاُّ ً حت يَتي حممد َيخلصه ُّسحره‪ ،‬ومل يزل ْل تل َ احل ل حت ظنّوا أَه م ت‪ .‬ثم‬ ‫أَ ق َمرّ ُّه أُّو ُّكر َ َرتاه وأْتقه‪.‬‬ ‫وتكرَّت هذه احلوادث مع ْم َ وُّالل وغريهم كثري‪َ ،‬م ك ن من أغني ء املسلمني إال أن‬ ‫جعلوا م هلم َداء إلِْواَهم يف العقيدة حت خيففوا ْنهم ُّعض م ُحملون من األمل‪.‬‬ ‫واَتد العذاٌ ُّ ملسلمني مجيع ً حني ق طعتهم قريش اقتص دي ً وأجلَتهم إىل َعَ أُّي ط لَ‪،‬‬ ‫َورع املسلمون م هلم ُّني يدي احملنة ترْ ه حت أتت ْليه ومضت األْوام الثالثة وَنيت‬ ‫أموال املسلمني حت أكلوا وَق الشجر من الفقر واجلوع‪.‬‬ ‫_‪َ2‬د اجلواَ لقد دْل ُّعض الصح ُّة يف جواَ َفر من أقوي ء الكف َ‪ ،‬ولكن أمر األذى اَتد‬ ‫ُّإْواَهم َلم تطَ َفوُهم َُّن يعيشوا يف مكة آمنني وإْواَهم يف العذاٌ‪َ .‬م ك ن منهم‬ ‫إال أن َدّوا اجلواَ إىل أصح ُّه واقتحموا هليَ العذاٌ ُعداء مب يلقون يف جنَ ا هل‪ ..‬ويروي‬ ‫اُّن هش م يف كت ُّه (السرية النُوية) َيقول مل َأى ْثم ن ُّن مِعون م َيه أصح ٌ َُول‬ ‫ا هل (ص) من ُّالء وهو يغدو ويروح يف أم ن من الوليد ُّن املغرية ق ل وا هل إن غدوّي وَواحي‬ ‫آمن جبواَ َجل من أهل الشرك‪ ،‬وأصح ُّي وأهل ديين يلقون من الُالء واألذى يف ا هل م ال‬ ‫يصيُين لنقص كُري يف َفسي‪َ ،‬مش إىل الوليد ُّن املغرية َق ل له ي أُّ ُْد مشس وَت‬ ‫ذمت َ وقد َددت إلي َ جواَك‪ ،‬ق ل له ي اُّن أْي لعله آذاك أحد من قومي ق ل ال ولكنين‬ ‫أَر جبواَ ا هل وال أَيد أن أُتجري ُّغريه‪.‬‬ ‫ق ل َ َطلق إىل املسجد َ َدد ْلي جواَي ْالَية كم أجرت َ ْالَية‪.‬‬ ‫ق ل َ َطلقن َخرج حت أتي املسجد َق ل الوليد هذا ْثم ن قد ج ء يرد ْلي جواَي‬ ‫ق ل صدق قد وجدته وَي ً كريم اجلواَ‪ .‬ولكين أحُ​ُت أن ال أُتجري ُّغري ا هل َقد َددت ْليه‬ ‫جواَه ثم اَصرِ وْثم ن ولُيد ُّن َُّيعة ُّن م ل َ ُّن جعفر ُّن كالٌ يف جملس من قريش‬ ‫ينشدهم َجلس معهم ْثم ن َق ل لُيد أال كل َيء م ْال ا هل ُّ طل‪َ ،‬ق ل ْثم ن‬ ‫صدقت ق ل وكل َعيم ال حم لة زائل‪ ،‬ق ل ْثم ن كذُّت‪َ ،‬عيم اجلنة ال يزول‪ .‬ق ل لُيد ُّن‬


‫َُّيعة ي معشر قريش وا هل م ك ن يؤذي جليسكم َمت حدث هذا َيكم؟ َق ل َجل من‬ ‫القوم إن هذا ُفيه يف ُفه ء معه‪ ،‬قد َ َقوا دينن َال جتدن يف َفس َ من قوله‪َ .‬رد ْليه‬ ‫ْثم ن حت ُرى أمرهم َق م إليه ذل َ الرجل َلطم ْينه َخفره والوليد ُّن املغرية قريَ‬ ‫يرى م ُّلغ من ْثم ن‪َ .‬ق ل أم وا هل ي اُّن أْي إن ك َت ْين َ ْم أص ُّه لغنية لقد‬ ‫كنت يف ذمة منيعة‪ .‬ق ل ْثم ن ُّل وا هل إ ّن ْيين الصحيحة لفقرية إىل مثل م أص ٌ أْته‬ ‫يف ا هل واَي وا هل لفي جواَ من هو أْز من َ وأقدَ ي أُّ ُْد مشس‪َ .‬ق ل له الوليد هلمّ ي‬ ‫اُّن أْي إن َئت إىل جواَك َعد ‪َ.‬ق ل ال‪.‬‬ ‫كم َدّ أُّو ُّكر جواَ اُّن الدغنة ُيد األح ُّيش حينم طلَ إليه أن يك َ ْن تألوة القرآن يف‬ ‫املسجد ق ئال أَد ْلي َ جواَك وأَر جبواَ ا هل‪.‬‬ ‫_‪3‬الفداء ومن َت ئج وحدة الشعوَ ْند املسلمني تقديرهم العميق لرُول ا هل (ص) كرمز‬ ‫هلذه الدْوة‪ ،‬ومم يدل ْل هذا م حدث وقت اهلجرة حني َ م ْلي اُّن أُّي ط لَ يف َراش‬ ‫ج ُّربده وْرج الرُول مه جراً إىل َُّ​ّه ‪..‬وهكذا ك َت أْوة اإلُالم متأل قلوٌ‬ ‫الرُول وتس ّ‬ ‫املسلمني وأَواحهم وجتعل منهم دَوْ ً حتمي َُول ا هل (ص) وتفديه‪.‬‬ ‫لقد ك َوا قوم أحُّوا هذا الدين من قلوُّهم حُ ً ص دق ً‪ ،‬ومل يَْذوا اإلُالم (وظيفة) يؤدون‬ ‫منه ْمالً‪ ،‬أو وَاثة ُحيون َيه ‪ ،‬وإمن أْذوه َوح ً وْقيدة توجه كل أور ع حي تهم‪.‬‬ ‫وهلذا مل ير الع مل كَصح ٌ حممد (ص) قوم ً من خمتل َ العن صر والُيئ ت واألجن س‬ ‫والطُق ت اجتمعوا ْل التضحية هذا االجتم ع الرائع‪ ،‬وُّذلوا ألْوّتهم هذا الُذل السّخي‪.‬‬ ‫يف اجملتمع املدَي‪:‬‬ ‫ْندم وصل امله جرون إىل املدينة تن َس َيهم األَص َ َحكّموا القرْة ُّينهم َم َزل مه جر‬ ‫ْل أَص َي إال ُّقرْة‪ ..‬وك َوا يؤثرون إْواَهم امله جرين ْل أَفسهم‪ ..‬وُجل القرآن‬ ‫ذل َ املوق َ الفريد (والذين تُوؤا الداَ واإلمي ن من قُلهم ُحُون من ه جر إليهم وال‬ ‫جيدون يف صدوَهم ح جةً مم أوتوا ويؤثرون ْل أَفسهم ولو ك ن ُّهم ْص صة‪ ،‬ومن يوق‬ ‫َحّ َفسه َ​َولئ َ هم املفلحون‪).‬‬ ‫وحت يُمكّن الرُول (ص) ُّينهم هذا اإلْ ء آْ ُّني امله جرين واألَص َ َك ن كل أَص َي‬ ‫وَزيله أْوين يف ا هل‪ .‬ويستطيع‬ ‫اإلَس ن أن يدَك حبسه اإلُالمي أن هذه األْوة ك َت أَق ُّكثري من األْوة العصُية‪َ ..‬هي‬


‫قلوٌ ألّ َ ا هل ُّينه حت ص َت َيئ ً واحداً يف أجس م متفرقة‪ ..‬حت إَهم ك َوا يتواَثون‬ ‫ُّعد املوت دون ذوي األَح م‪ ،‬والرُول ْليه السالم يقول لكل اثنني (تآْي يف ا هل أْوين‬ ‫أْوين)‪ ..‬ودام هذا املرياث إىل أن أَزل ا هل ُ​ُح َه قوله يف ُوَة األحزاٌ (وأولو األَح م‬ ‫ُّعضهم أوىل ُّعض يف كت ٌ ا هل‪).‬‬ ‫ولتثُيت دْ ئم األْوة يف هذا اجملتمع الكريم َإن الرُول (ص) اُّتدأ ْمله يف املدينة ُّإجي د‬ ‫الرواُّط اليت ترُّط أَراد اجلم ْة اإلُالمية‪ ،‬وكوّن وحدة تضم العن صر املختلفة األَس ٌ‬ ‫واألم كن‪ ،‬وجعل من ذل َ اجملتمع املختل َ أَس ُّ ً وقُ ئل جمتمع ً مؤتلف يف َعوَه‪ ،‬تُمح‬ ‫َيه الفواَق‪.‬‬ ‫لقد وجد النيب (ص) مه جرين من ُّطون خمتلفة‪ ،‬ووجد أَص َاً أووا وَصروا‪ ،‬ولكن الدم ء مل‬ ‫تكن قد جفت ُّينهم َج ء إىل ذل َ اجملتمع الذي ك ن متن َراً‪ ،‬ليؤل َ ُّني قلوُّهم‪ ،‬واألمم‬ ‫إمن تتكون ُّتَلي َ القلوٌ املتن َرة‪ ،‬ومجعه ْل احلق‪ ،‬وأَد م جيمع الن س ْل احلق‬ ‫_اإلمي ن ُّ هل واخلضوع ألحك مه‪..‬‬ ‫ق ل السهيلي يف كت ُّه الروض األَ َ (آْ َُول ا هل (ص) ُّني أصح ُّه حني َزلوا ُّ ملدينة‪،‬‬ ‫ليذهَ ْنهم وحشة الغرُّة‪ ،‬ويؤَسهم من مف َقة األهل والعشرية ويشد أزَهم ُّعضهم‬ ‫ُُّعض‪)..‬‬ ‫وهذا أحد أغراض املؤاْ ة‪ َ ..‬ملؤاْ ة أوال تتجه إىل تكوين وحدة اجلم ْة املؤمنة‪ ،‬ولذل َ‬ ‫ك َت املؤاْ ة ُّني امله جرين واألَص َ أوالً‪ ،‬وك َت ُّني امله جرين ُّعضهم مع ُّعض ث َي ً‪،‬‬ ‫وُّني األَص َ ُّعضهم مع ُّعض ث لث ً‪ ،‬أوُهم مع ْزَجهم‪ ،‬ليقضي الرُول ْل الثغرة‬ ‫الس ُّقة ُّ أللفة اليت جتمع القلوٌ‪ ،‬وتزيل َفوَه ‪.‬‬ ‫َ ملؤاْ ة ك َت لتجعل َاُّطة األْوّة هي العالقة الوثيقة ُّني النسيَ الشري َ‪ ،‬واملوىل‬ ‫الضعي َ‪ ،‬ولذل َ ك َت املؤاْ ة ُّني محزة ُّن ُْد املطلَ وزيد ُّن ح َثة موىل َُول ا هل‬ ‫(ص)‪.‬‬ ‫واملؤاْ ة ك َت لتضع مُدأ املسَواة ْملي ُّني أَراد اجلم ْة املسلمة‪ ..‬ق ل اُّن إُح ق‬ ‫(وآْ َُول ا هل (ص) ُّني أصح ُّه من امله جرين واألَص َ‪َ ،‬ق ل _َيم ُّلغن ‪ ،‬وَعوذ ُّ هل أن‬ ‫َقول ْليه م مل يُقل تآْوا يف ا هل أَْوين أَْوين‪ ،‬ثم أْذ ُّيد ْلي ُّن أُّي ط لَ‪َ ،‬ق ل هذا‬ ‫أْي‪َ .‬ك ن َُول ا هل ُيد املرُلني‪ ،‬وإم م املتقني‪ ،‬وَُول ٌَ الع ملني‪ ،‬الذي ليس له ْطري وال‬


‫َِري من العُ د‪ ،‬وْلي ُّن أُّي ط لَ َري ا هل ْنه‪ ،‬أَْوين‪ ،‬وك ن محزة ُّن ُْد املطلَ‪ ،‬أُد‬ ‫ا هل وأُد َُوله (ص)‪ ،‬وْم َُول ا هل (ص)‪ ،‬وزيد ُّن ح َثة‪ ،‬موىل َُول ا هل (ص) أَْوين‪،‬‬ ‫وإليه أوص محزة يوم أحد حني حضره القت ل إن حدث ُّن ح دث املوت‪ ،‬وجعفر ُّن أُّي ط لَ‬ ‫ذو اجلن حني‪ ،‬الطيّ َ يف اجلنة‪ ،‬ومع ذ ُّن جُل‪ ،‬أْو ُّين ُلمة‪ ،‬أَْوين‪.‬‬ ‫وك ن أُّو ُّكر الصديق َري ا هل ْنه‪ ،‬اُّن أُّي قح َة‪ ،‬وْ َجة ُّن زهري‪ ،‬أْو ُّلح َث ُّن‬ ‫اخلزَج‪ ،‬أْوين‪ .‬وْمر ُّن اخلط ٌ َري ا هل ْنه‪ ،‬وْتُ ن ُّن م ل َ‪ ،‬أْو ُّين ُ مل ُّن ْوِ‬ ‫ُّن ْمرو ُّن ْوِ ُّن اخلزَج أْوين وأُّو ُْيدة ُّن ُْد ا هل ُّن اجلرّاح‪ ،‬وامسه ْ مر ُّن ُْد‬ ‫ا هل‪ ،‬وُعد ُّن مع ذ ُّن النعم ن‪ ،‬أْو ُّين ُْد األَهل‪ ،‬أْوين‪ ،‬وُْد الرمحن ُّن َْوِ‪ ،‬وُعد‬ ‫ُّن الرُّيع‪ ،‬أْو ُّلح َث ُّن اخلزَج‪ ،‬أْوين‪ ،‬والزُّري ُّن العوّام‪ ،‬وُالمة ُّن ُالمة ُّن وَقش‪ ،‬أْو‬ ‫ُّين ُْد األَهل‪ ،‬أْوين‪ ،‬ويق ل ُّل الزُّري وُْد ا هل ُّن مسعود‪ ،‬حلي َ ُّين زهرة‪ ،‬أْوين‪.‬‬ ‫وْثم ن ُّن ْفّ ن‪ ،‬وأوس ُّن ث ُّت ُّن املنذَ‪ ،‬أْو ُّين النج َ‪ ،‬أْوين وطلحة ُّن ُْيد ا هل‪،‬‬ ‫وكعَ ُّن م ل َ‪ ،‬أْو ُّين ُلمة‪ ،‬أْوين‪ ،‬وُعد ُّن زيد ُّن ْمر ُّن َُفيل‪ ،‬وأُّي ُّن كعَ‪ ،‬أْو‬ ‫ُّين النج َ‪ ،‬أْوين‪ .‬ومصعَ ُّن ْمري ُّن ه َم‪ ،‬وأُّو ايوٌ ْ لد ُّن زيد‪ ،‬أْو ُّين النج َ‪،‬‬ ‫أْوين‪ .‬وأُّو حذيفة ُّن ْتُة ُّن َُّيعة‪ ،‬وُّْ د ُّن ُّشر ُّن وقش‪ ،‬أْو ُّين ُْد األَهل‪ ،‬أْوين‪.‬‬ ‫وْم َ ُّن ي ُر‪ ،‬حلي َ ُّين خمزوم‪ ،‬وحُذيفة ُّن اليم ن‪ ،‬أْو ُّين ُْد َُْس‪ ،‬حلي َ ُّين ُْد‬ ‫األَهل أْوين‪ .‬ويق ل ث ُّت ُّن قيس ُّن الشم س‪ ،‬أْو ُّلح َث ُّن اخلزَج‪ْ ،‬طيَ َُول ا هل‬ ‫(ص)‪ ،‬وْم َ ُّن ي ُر‪ ،‬أْوين‪ .‬وأُّو ذَّ‪ ،‬وهو ُُّرير ُّن جُن دة الغف َي‪ ،‬واملنذَ ُّن ْمرو‪ ،‬أْو ُّين‬ ‫ُ ْدة ُّن كعَ ُّن اخلزَج‪ ،‬أْوين‪.‬‬ ‫وك ن ح طَ ُّن أُّي ُّلتعة‪ ،‬حليفة ُّين أُد ُّن ُْد العزىّ‪ ،‬وُْويم ُّن ُ ْدة‪ ،‬أْو ُّين ْمرو‬ ‫ُّن ْوِ‪ ،‬أْوين وُلم ن الف َُي‪ ،‬وأُّو الدَداء‪ُْ ،‬وَمير ُّن ثعلُة‪ ،‬أْو ُّلح َث ُّن اخلزَج‪،‬‬ ‫أْوين‪ .‬وُّالل‪ ،‬موىل أُّي ُّكر َري ا هل ْنهم ‪ ،‬مؤذن َُول ا هل (ص) وأُّو َُوُحة‪ُْ ،‬د ا هل ُّن‬ ‫ُْد الرمحن اخلثعمي‪ ،‬أْوين ‪َ.‬هؤالء من ُ​ُمي لن ‪ ،‬ممّن ك ن َُول ا هل (ص) آْ ُّينهم‬ ‫من أصح ُّه‪.‬‬ ‫وق ل اُّن اُح ق َلمّ دوّن ْمر ُّن اخلط ٌ الدوأوين ُّ لش م‪ ،‬وك ن ُّالل قد ْرج إىل الش م‪،‬‬ ‫َ​َق م ُّه مُج هداً‪َ ،‬ق ل ْمر لُالل إىل من جتعل ديواَ َ ي ُّالل؟ ق ل مع أُّي َُوُحة‪ ،‬ال‬ ‫أَ َقه أُّدا‪ ،‬لألْوة اليت ك ن َُول ا هل (ص) ْقد ُّينه وُّيين‪َ ،‬ضمّ إليه‪ ،‬ورُمّ ديوان احلُشة‬


‫اىل َْثعم‪ ،‬ملك ن ُّالل منهم‪َ ،‬هو يف ْثعم اىل هذا اليوم ُّ لش م‪).‬‬ ‫يتُني لن من هذا العرض الكُري لعقد اإلْ ء الع م ُّني املسلمني ُّعضهم وُّعض أن هذا اإلْ ء‬ ‫يرتُط مبعن العقيدة اليت يقرَه القرآن الكريم ُّقوله تع ىل ‪(:‬إمن املؤمنون إْوة)‪..‬‬ ‫َ إلُالم دين جتميع وأُلفة‪ .‬ومن هن جييء اإلْ ء مِهراً من مِ هر اهلدي اإلُالمي الذي‬ ‫يستحق املؤمن ْليه ثواٌ ا هل وَرواَه ‪.‬يقول الشيخ حممد أُّو زهرة يف كت ُّه (ْ مت‬ ‫النُيني)‪.‬‬ ‫إن املقصود من هذه املؤاْ ة‪:‬‬ ‫أوالً ْقد األلفة ُّني الضعي َ والقوي‪ ،‬ومتكني الصحُة ُّني املؤمنني‪ ،‬وأالّ يتع ىل مؤمن ْل‬ ‫مؤمن‪.‬‬ ‫ث َي ً أن امله جرين ك َوا من قُ ئل خمتلفة‪ ،‬والقرَيون منهم ك َوا من ُّيوت متن َسة‪،‬‬ ‫َك ن ال ُّد من حمو العصُية والدمج ُّينهم حبكم أْوة اإلُالم‪.‬‬ ‫ث لث ً أن األَص َ مل يكوَوا متآلفني َيم ُّينهم‪َ ،‬ك َت ْل مقرُّة من هدايتهم العدأوة‬ ‫املستعرة األواَ ُّينهم‪ُّ ،‬ني األوس واخلزَج‪َ ،‬ك ن ال ُّد من العمل ْل َسي َه ‪ ،‬وذل َ ُّ ملؤاْ ة‬ ‫اإلُالمية‪.‬‬ ‫َاُّع ً أن النيب (ص) ْندم ْقد ْقد املؤاْ ة ك ن يشرع لألمة من ُّعده هذا النِ م الذي‬ ‫جيمع املسلمني‪ ،‬ومل يكن حكم حل دثة واقعة‪ ،‬وال ْالج ً مقصوَاً‪ْ ،‬ل م ُّني امله جرين‬ ‫واألَص َ ُّل هو تَلي َ للمؤمنني وَِ م متُع‪ ،‬وَمب تكون احل جة إليه من ُّعد أَد وأكرب‪).‬‬ ‫وهلذا َإن األْوة اإلُالمية متت ز ْل كل أُ س يهتدي إليه الُشر‪ ،‬ألَه ْقيدة قوية حتوي‬ ‫َك ئز َوحية وإَس َية‪ ،‬ال اَتع ل َيه وال تزوير‪ ..‬ولقد أصُحت هذه األْ ّوة الص دقة يف‬ ‫اجملتمع اإلُالمي مقي ُ ً من مق ييس اإلمي ن يزكو ُّه العمل وتعلو ُّه الدَجة‪ُّ ..‬ل ترق‬ ‫احملُة يف ا هل واألْوة يف اإلمي ن ُّه حت تصري أَضل األْم ل وأواله ُّ لقُول‪ ..‬يقول الرُول‬ ‫(ص)( ‪:‬أَضل األْم ل احلَ يف ا هل‪).‬‬ ‫إن هذا التصوَ ملنزلة األْوة يف ا هل ُحيط العالقة يف اجملتمع املسلم ُّه لة من َوَ العقيدة‬ ‫حتميه من االَفص م وتثُته ْل الدوام‪ ،‬وتكفل للمجتمع اإلُالمي أن يِل مبنَى ْن‬ ‫الصراع واملن َسة‪..‬‬ ‫يقول الدكتوَ مصطف ُْد الواحد يف كت ُّه (اجملتمع اإلُالمي) (واإلُالم يعلنه‬


‫وارحة يف جمتمعه ْل لس ن َُوله (التؤمنوا حت حت ُّ​ّوا)‪ ..‬والقرآن يعلن هذه احلقيقة‬ ‫وحني يُني أن الراُّطة اليت مجعت ُّني أُّن ئه مل تكن صنع ق َون يفرض‪ ،‬ومل تُجتلَ ُّغ ي ت‬ ‫م دية ومل تدْل يف َط ق املنفعة‪ُّ ،‬ل صدَت ْن العقيدة وَُعث من األْوة‪ ،‬وتل َ اآلصرة ال‬ ‫تُشرتى ُّشيء من الدَي ولو ك َت كل م َيه من أموال‪ ،‬ولكنه تنُع ُُّس طة من القلوٌ‬ ‫املؤمنة حت تسيطر ْليه العقيدة ويدَعه اإلمي ن‪ ..‬يقول ا هل ُ​ُح َه (وأل َ ُّني قلوُّهم لو‬ ‫أَفقت م يف األَض مجيع ً م ألّفت ُّني قلوُّهم‪ ،‬ولكن ا هل أل َ ُّينهم‪).‬‬ ‫وهذا م حدث يف املدينة َعالً حني ق م أول جمتمع إُالمي ُّعد هجرة املسلمني إليه ‪َ ،‬ك َت‬ ‫األْوة ُّني املؤمنني الدْ مة األوىل اليت ق م ْليه اجملتمع ‪..‬حيث أَلحت األْوة يف َدهم‬ ‫ُّرُّ ط متني من احملُة واإليث َ‪َ ..‬قد َتح أهل يثرٌ الذين اْتنقوا اإلُالم قلوُّهم إلْواَهم‬ ‫الذين وَدوا من مكة‪ْ ،‬ل غري أَح م ُّينهم‪ُّ ،‬عيدًا ْن َط ق العصُية للقُيلة َقط‪ ،‬واتسعت‬ ‫دي َهم وأمواهلم وأُواقهم ألولئ َ الذين ه جروا إليهم‪.‬‬ ‫وهذا الذي ق م ُّه األَص َ حنو إْواَهم امله جرين مل يصدَ ْن طُع أو كرم اْت ده العرٌ‬ ‫حنو من ينزل ْليهم‪ ،‬ولكنه صدَ ْن إدَاك لعالقة جديدة أَشَه اإلُالم ُّني أتُ ْه‪ ،‬هي أن‬ ‫املسلم أْو املسلم‪ ،‬وأن لتل َ األْوة حقوق ً تقتضيه ‪ ،‬ليست ْ طفة جمردة‪ُّ ،‬ل هي تنِيم‬ ‫ْملي للمجتمع اجلديد يرُّط ُّني األَراد ُّرُّ ط وثيق‪..‬‬ ‫ولذا مل يتحرج امله جرون من ُّق ئهم يف دي َ األَص َ ومن اْتم دهم ْل ْوَهم َرتة من‬ ‫الزم ن‪َ ،‬قد قضت األْوة ْل التق ليد اجل هلية اليت ال تعرِ اَتُ ط ً إال ُّ لقُيلة وال تَوي‬ ‫إال إىل العصُية والنسَ ‪.‬‬ ‫ق ل أْداء اإلُالم‬ ‫التسلسل الكلمة الك تَ‬ ‫" ‪18‬لكنن وجدَ أن اخلطر احلقيقي ْلين موجود يف اإلُالم ويف قدَته ْل التوُع‬ ‫واإلْض ع ويف حيويته املدهشة لوَاَس ُّروان‬ ‫" ‪17‬من يدَي؟ َمب يعود اليوم الذي تصُح َيه ُّالد الغرٌ مهددة ُّ ملسلمني يهُطون إليه‬ ‫من السم ء لغزو الع مل مرة ث َية‪ ،‬ويف الوقت املن َُ ألرب مش دوَ‬ ‫" ‪16‬إذا احتد املسلمون يف إمرباطوَية ْرُّية‪ ،‬أمكن أن يصُحوا لعنة ْل الع مل وْطراً أو‬ ‫أمكن أن يصُحوا أيض ً َعمة له‪ ،‬أم إذا ُّقوا متفرقني َإَهم يِلون حينئذ ُّال وزن وال تَثري‬


‫املنصر لوَاَس ُّروان‬ ‫" ‪15‬إن الوحدة اإلُالمية َ ئمة‪ ،‬لكن جيَ أن َضع يف حس ُّن أن الن ئم قد يستيقظ أَ​َولد‬ ‫توينيب‬ ‫" ‪14‬إذا أْطي املسلمون احلرية يف الع مل اإلُالمي وْ َوا يف ظل أَِمة دميقراطية َإن‬ ‫اإلُالم ينتصر يف هذه الُالد‪ ،‬وُّ لديكت توَي ت وحده ميكن احليلولة ُّني الشعوٌ اإلُالمية‬ ‫ودينه املستشرق األمريكي و ك مسيث( "اخلُري ُّشؤون الُ كست‬ ‫" ‪13‬و م ذا أصنع إذا ك ن القرآن أقوى من َرَس الكوُت (وزير املستعمرات الفرَسي ْ م‬ ‫‪)3299‬‬ ‫" ‪12‬ال يوجد مك ن ْل ُطح األَض إال واجت ز اإلُالم حدوده واَتشر َيه؛ َهو الدين‬ ‫الوحيد الذي مييل الن س إىل اْتن قه ُّشدة تفوق أي دين آْر ه َوتو (وزير ْ َجية َرَس‬ ‫ُ ُّقً)‬ ‫" ‪11‬إن اخلطر احلقيقي ْل حض َتن هو الذي ميكن أن ُحدثه املسلمون حني يغريون َِ م‬ ‫الع مل ُ الزاَ‬ ‫" ‪10‬إذا وجد الق ئد املن َُ الذي يتكلم الكالم املن َُ ْن اإلُالم‪َ ،‬إن من املمكن هلذا‬ ‫الدين أن يِهر كإحدى القوى السي ُية العِم يف الع مل مرة أْرى املستشرق الربيط َي‬ ‫موَتجومري وات‬ ‫" ‪9‬إن أْش م خنش ه أن يِهر يف الع مل العرُّي حممد جديد ُّن جوَيون‬ ‫" ‪8‬جيَ أن َزيل القرآن العرُّي من وجودهم وَقتلع اللس ن العرُّي من ألسنتهم‪ ،‬حت َنتصر‬ ‫ْليهم احل كم الفرَسي يف اجلزائر ُّعد مروَ م ئة ْ م ْل اح‬ ‫" ‪7‬جيَ أن َدَك أن اخلالَ ت الق ئمة ُّينن وُّني الشعوٌ العرُّية ليست ْالَ ت ُّني دول أو‬ ‫َعوٌ‪ُّ ،‬ل هي ْالَ ت ُّني احلض َة اإلُالمية واحلض َة املسيحية ‪ ..‬لقد ك ن الصراع‬ ‫حمتدم ً م ُّني املسيحية واإلُالم منذ القرون الوُط ‪ ،‬وهو مستمر حت هذه اللحِة‪،‬‬ ‫ُّصوَ خمتلفة‪ .‬ومنذ قرن وَص َ ْضع اإلُالم لسيطرة الغرٌ‪ ،‬وْضع الرتاث اإلُالمي‬ ‫للرتاث املسيحي ‪.‬‬ ‫إن الِروِ الت َخيية تؤكد أن أمريك إمن هي جزء مكمل للع مل الغرُّي‪َ ،‬لسفته‪ ،‬وْقيدته‪،‬‬ ‫وَِ مه‪ ،‬وذل َ جيعله تق َ مع دية للع مل الشرقي اإلُالمي‪ُّ ،‬فلسفته وْقيدته املتمثلة‬


‫ُّ لدين اإلُالمي‪ ،‬وال تستطيع أمريك إال أن تق َ هذا املوق َ يف الص َ املع دي لإلُالم وإىل‬ ‫ج َ​َ الع مل الغرُّي والدولة الصهيوَية‪ ،‬ألَه إن َعلت ْكس ذل َ َإَه تتنكر للغته‬ ‫وَلسفته وثق َته ومؤُس ته ‪ .‬إن َوُتو ُحدد أن هدِ االُتعم َ يف الشرق األوُط هو‬ ‫تدمري احلض َة اإلُالمية‪ ،‬وأن قي م إُرائيل‪ ،‬هو جزء من هذا املخطط‪ ،‬وأن ذل َ ليس إال‬ ‫اُتمراَاً للحروٌ الصليُية ‪.‬‬ ‫**أيوجني َوُتو َئيس قسم التخطيط يف وزاَة اخل َجية األمريكية ومس ْد وزير اخل َجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬ومستش َ الرئيس جوَسون لشؤون الشرق األوُط حت ْ م ‪1967‬م أيوجني‬ ‫َوُتو‬ ‫‪6‬لقد ك ن إْراج القدس من ُيطرة اإلُالم حلم املسيحيني واليهود ْل السواء‪ ،‬إن ُروَ‬ ‫املسيحيني ال يقل ْن ُروَ اليهود ‪ ،‬إن القدس قد ْرجت من أيدي املسلمني‪ ،‬وقد أصدَ‬ ‫الكنيست اليهودي ثالثة قراَات ُّضمه إىل القدس اليهودية ولن تعود إىل املسلمني يف أية‬ ‫مفَور ت مقُلة م ُّني املسلمني واليهود ‪َ.‬اَدول َ تشرَل‬ ‫‪5‬ك ن ق دتن خيوَنن ُّشعوٌ خمتلفة‪ ،‬لكنن ُّعد االْتُ َ مل جند مربَاً ملثل تل َ‬ ‫املخَوِ‪ ..‬ك َوا خيوَن ُّ خلطر اليهودي‪ ،‬واخلطر الي ُّ َي األصفر‪ ،‬واخلطر الُلشفي‪ ..‬لكنه‬ ‫تُني لن أن اليهود هم أصدق ؤَ ‪ ،‬والُالَفة الشيوْيون حلف ؤَ ‪ ،‬أم الي ُّ َيون‪َ ،‬إن هن ك‬ ‫دوالً دميقراطية كُرية تتكفل مبقَومتهم‪ .‬لكنن وجدَ أن اخلطر احلقيقي ْلين موجود يف‬ ‫اإلُالم‪ ،‬ويف قدَته ْل التوُع واالْض ع‪ ،‬ويف حيويته املدهشة‪ .‬لوَاَس ُّرأون‬ ‫‪4‬يف كت ُّه الع مل العرُّي املع صر إن اخلوِ من العرٌ‪ ،‬واهتم من ُّ ألمة العرُّية‪ ،‬ليس‬ ‫َ جتً ْن وجود الُرتول ُّغزاَة ْند العرٌ‪ُّ ،‬ل ُّسَُ اإلُالم ‪.‬جيَ حم َُّة اإلُالم‪ ،‬للحيلولة‬ ‫دون وحدة العرٌ‪ ،‬اليت تؤدي إىل قوة العرٌ‪ ،‬ألن قوة العرٌ تتص حَ دائم ً مع قوة اإلُالم‬ ‫وْزته واَتش َه‪ .‬إن اإلُالم يفزْن ْندم َراه ينتشر ُّيسر يف الق َة األَريقية‪ .‬موَو ُّريجر‬ ‫‪3‬مل وق َ كرزون وزير ْ َجية إَكلرتا يف جملس العموم الربيط َي يستعرض م جرى مع‬ ‫تركي ‪ ،‬احتج ُّعض النواٌ اإلَكليز ُّعن َ ْل كرزون‪ ،‬واُتغرُّوا كي َ اْرتَت إَكلرتا‬ ‫ُّ ُتقالل تركي ‪ ،‬اليت ميكن أن جتمع حوهل الدول اإلُالمية مرة أْرى وتهجم ْل الغرٌ‪.‬‬ ‫َ​َج ٌ كرزون (( لقد قضين ْل تركي ‪ ،‬اليت لن تقوم هل ق ئمة ُّعد اليوم ‪ ..‬ألَن قضين‬ ‫ْل قوته املتمثلة يف أمرين ‪:‬اإلُالم واخلالَة‪َ .‬صفق النواٌ اإلَكليز كلهم وُكتت‬


‫املع َرة )) ‪ .‬كرزون وزير ْ َجية إَكلرتا‬ ‫‪2‬إن الوحدة اإلُالمية جتمع آم ل الشعوٌ اإلُالمية‪ ،‬وتس ْد التملص من السيطرة‬ ‫األوَُّية‪ ،‬والتُشري ْ مل مهم يف كسر َوكة هذه احلركة‪ ،‬من أجل ذل َ جيَ أن حنوّل‬ ‫ُّ لتُشري اجت ه املسلمني ْن الوحدة اإلُالمية‪ .‬القس ُيمون‬ ‫‪1‬إذا احتد املسلمون يف إمرباطوَية ْرُّية‪ ،‬أمكن أن يصُحوا لعن ًة ْل الع مل وْطراً‪ ،‬أو أمكن‬ ‫أن يصُحوا أيض ً َعمة له‪ ،‬أم إذا ُّقوا متفرقني‪َ ،‬إَهم يِلون حينئذ ُّال وزن وال تَثري‪ ...‬جيَ‬ ‫أن يُق العرٌ واملسلمون متفرقني‪ ،‬ليُقوا ُّال قوة وال تَثري ‪.‬‬ ‫أُ​ُ ٌ التمزق و ْقُ ت الوحدة‪:‬‬ ‫إن من أهم مش كل الوحدة اإلُالمية حسَ م ُّينه الق دة واملفكرون اإلُالميون أو م هو‬ ‫وارح للمهتمني ُّه يتمثل يف ثالث ْقُ ت َئيسية وأْرى َرْية‪ .‬هي‪:‬‬ ‫أوال النعرات القومية ث َي ـ النعرات الط ئفية ث لث ـ احلكوم ت املهزومة‬ ‫أو تُورّح ْل أُ س اجلواَ​َ احلي تية كم يف ‪3‬ـ اجل َ​َ الع طفي والنفسي ‪9‬ـ اجل َ​َ‬ ‫الفكري ‪1‬ـ اجل َ​َ السي ُي‪.‬‬ ‫أوالـ النعرات القومية ـ التعصَ القومي والعنصري ظ هرة تسود كل اجملتمع ت اجل هلية‬ ‫َ جملتمع اجل هلي ينتقد القيم اإلَس َية ويفتقد الرتُّية اإلَس َية ولذل َ يعيش أَراده يف‬ ‫مستوى منحط من التصوَات واألَك َ والقيم وتصُح مِ هر اللغة أو اللون أو النسَ هي‬ ‫مع يري التمييز والتفضيل ُّني أُّن ء الُشر وتهُط قيمة كل املع يري اإلَس َية الصحيحة‬ ‫َ لرُ لة اإلُالمية (اإلهلية) تستهدِ َيم تستهدِ طرح مع يري وتصوَات إَس َية يف‬ ‫اجملتمع كي يتجَوز الك ئن الُشري األُطر الضيقة اليت تؤطر َكر اإلَس ن اجل هلي مثل‬ ‫املرْ والقطيع‪ َ .‬إلُالم واجه يف اجلزيرة العرُّية كم ذكرَ جمتمع ً َرقته العصُي ت‬ ‫القُلية واُتفحلت َيه العداءات النسُية والعرقية من هن ك َت ْملية القض ء ْل هذه‬ ‫النعرات والعصُي ت من اصعَ مه م الق ئد (الرُول األكرم(ص) ) ْل طريق إَش ء اجملتمع‬ ‫املوحد وْ َ الق ئد م ْ َ الُتتُ ٌ معي َ التقوى يف اجملتمع اإلُالمي ُّدل املع يري‬ ‫اجل هلية لكن اجل هلية احلديثة أْ دت لن تل َ القُ ئل والعص ُّ ت َُُّلوٌ جديد ومسمي ت‬ ‫جديدة معقدة حم طة َُّطر وَِري ت ْلم ء االجتم ع األوَُّيني واليهود واألمريك ن وحمملة‬ ‫ُّكل الوُ ئل الرْيصة للقض ء ْل اإلُالم َخلقت الفرقة وَوح العداء ُّني أُّن ء األمة‬


‫اإلُالمية‪.‬‬ ‫ث َي ـ النعرات الط ئفية‪ .‬االجت ه ت الفكرية واالجته دية املختلفة ظ هرة َهده الع مل‬ ‫اإلُالمي منذ َجر اإلُالم ُّعضه طُيعي يعود إىل طُيعة اجملتمع الُشري وُّعضه اآلْر‬ ‫مفتعل اُتحدثه املغررون ألهداَهم اخل صة وْالل ْصوَ ت َخيية خمتلفة اُتغلت هذه‬ ‫االْتالَ ت ألغراض َخصية مِن قُل أَراد ال يؤمنون ُّ إلُالم أصال ولعُت السي ُة ْل مرّ‬ ‫الت َيخ اإلُالمي دوَاً كُرياً يف ُّروز االجت ه ت الفكرية والفقهية أو رموَه وهذه املسَلة‬ ‫وارحة لكل ُّ حث يف الت َيخ اإلُالمي‪ ،‬واجل َ​َ الكُري من تفشي هذه النعرات يعود إىل جهل‬ ‫املسلمني َرْ ع الن س ك َوا دوم ً وقود النزاْ ت الط ئفية واداة ُّيد املغررني يستغلون‬ ‫تعصُهم األْم إىل هذه اجلهة أو تل َ‪َ ،‬يثريون املع َك واالَتُ ك ت ‪َ0‬لكي خنطو لألم م‬ ‫الُّد أن تزول هذه النعرات الط ئفية ُّني املسلمني وأن ُحس املسلمون امجع أن مشكلتهم‬ ‫واحدة هي طواغيت األَض الذين اَقضوا ْل امتن اإلُالمية وُلُوا ثرواته ‪.‬‬ ‫ث لث ـ احلكوم ت املهزومة‪ُّ .‬عد أن َشل الغزاة يف َرض ُيطرتهم املُ َرة ْل الع مل‬ ‫اإلُالمي ورعوا ْطة َ ملة للسيطرة غري املُ َرة ْل هذه األمة مشلت اجلواَ​َ السي ُية‬ ‫والثق َية واالقتص دية واالجتم ْية للمسلمني والذي ينهض ُّهذا الدوَ هو احلكّ م الضعف ء‬ ‫يف ْ ملن اإلُالمي َُعد أن متزق الع مل اإلُالمي إىل دويالت متفرقة هن وهن ك اهتم الغزاة‬ ‫ُّرتُّية أَراد من هذه األمة ليخلفوهم يف تنفيذ خمطط التُعية وم َس هؤالء دوَهم ُّكل‬ ‫إْالص َقمعوا كل حركة حترَية وقدموا ثروات األمة امل دية واملعنوية قرُّ َ ً ُّني يدي‬ ‫أُي دهم‪ ،‬إن هذه احلكوم ت َغم تص غره أم م األُي د وْضوْه وخت ذهل أم م املستعمرين‬ ‫لكنه تق َ من َعوُّه موق َ الط غية اجلُ َ املتفرْن وُّذل َ ينفصل اجله ز احل كم ْن‬ ‫َعُه وُحرم اجملتمع من أحد أهم دْ ئم الوحدة وهي وحدة احلكّ م واحملكومني‪.‬‬ ‫كم ان هن ك مش كل وْقُ ت أم م الوحدة ميكن إيراده ْل أُ س أَه ث َوية وقد يعدّه‬ ‫الُعض أو قد تصل يف ُّعض األحي ن إىل أُ​ُ ٌ أو مش كل َئيسية هي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وْ ظ السالطني‪ ،‬إن هذه الِ هرة يف ْ ملن اإلُالمي ليست جديدة َقد ُّرزت يف تَ​َخين‬ ‫اإلُالمي مع ُّروز االحنراِ ْن اإلُالم كم أَه ال ختتص ُّ إلُالم ُّل تِهر كلم‬ ‫ْصفت األهواء واألغراض ُّ لرُ الت اإلهلية ومهمتهم هي إصداَ الفتَوى اليت تسند ذوي‬ ‫السلطة والنفوذ وتضفي ْليهم الشرْية ْل احنراَهم وقد ظهرت ذَوة املَُ ة حينم توىل‬


‫زم م األموَ قي دات مع دية لإلُالم ومع دية لكل حترك إُالمي ُّنّ ء وهذه القي دات ُّدوَه‬ ‫م َُت كل ألوان الضغوط ْل ْلم ء الدين كي يس ْدوه ْل مسخ اإلُالم والقض ء‬ ‫ْل الروح اإلُالمية ومح ية املش َيع االُتعم َية يف ُّالد املسلمني‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ْلو ُ حة الرُ لة من الق دة املُدئيني واألمة املؤمنة‪.‬‬ ‫‪3‬ـ َشل االطروح ت الداْية للوحدة ألن اغلُه اَطلقت من األوُ ط املنحرَة ْن الرُ لة‬ ‫اإلهلية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ ْدم تشخيص السَُ الرئيسي للصراع ومن ثم ْدم االُتط ْة يف تقديم العالج الن جح‪.‬‬ ‫‪5‬ـ اُتغل املستعمرون ُلُي ت احلكوم ت الضعيفة َطرحوا األَك َ الُديلة للدولة اإلُالمية‬ ‫مثل َكرة الدولة القومية ْ صة أي م رع َ احلكم العثم َي‪.‬‬ ‫‪6‬ـ اهلزمية الداْلية ُّني قطّ ع كُري من األمة وذل َ ُّعد الغزو االُتعم َي من ْالل‬ ‫االُّتع د ْن القيم والتع ليم اإلُالمية واللجوء إىل الثق َة الغرُّية الرامية إىل تفكي َ األمة‬ ‫والسيطرة ْليه ‪.‬‬ ‫اخل متة‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ُّعد تعريفن للوحدة اإلُالمية و الوقوِ ْل َق ط مهمة منه الوحدة اإلُالمية األوىل وم‬ ‫ق له األْداء ْن و أُ​ُ ٌ متزقن ال يسعن ُّعد العمل ْل قي مه إال أن َرَع أيدين خل لقه و‬ ‫َتضرع إليه َُّن يرمحن ُّرمحته و يرَدَ إىل الطريق السليم َليس ذَُن أَن ولدَ يف زمن‬ ‫ليس ُّزم َن و مك ن غري مك َن ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.