الوحـدة الإسلاميـة من وجهـة ن

Page 1

‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫ن { ] الية ‪92‬‬ ‫م َفا عْ ُب ُدو ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫ة َو أَ َنا َر ّب ُ‬ ‫ح َد ً‬ ‫م أ ُ ّم ًة َوا ِ‬ ‫ه أ ُ ّم ُت كُ ْ‬ ‫ه ِذ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫} إِ ّ‬

‫النبياء [‬ ‫ت ال ّل ِه‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ميعا َول َت َف ّر ُقوا َوا ْذ ُك ُروا ِن ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل ال ّل ِه َ‬ ‫ح ْب ِ‬ ‫موا ِب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ع َت ِ‬ ‫} َوا ْ‬ ‫خ َوانا‬ ‫م ِت ِه إ ِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م ِب ِن ْ‬ ‫ح ُت ْ‬ ‫ص َب ْ‬ ‫ن ُق ُلو ِب كُ مْ َف َأ ْ‬ ‫ف َب ْي َ‬ ‫ء َف َأ ّل َ‬ ‫ع َدا ً‬ ‫م أَ ْ‬ ‫م إ ِ ْذ ُك ْن ُت ْ‬ ‫ع َل ْي كُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ِم ْن َها { ] آل عمران‬ ‫ن ال ّنا ِر َف َأ ْن َق َذ ُك ْ‬ ‫ة ِم َ‬ ‫ح ْف َر ٍ‬ ‫ش َفا ُ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫م َ‬ ‫َو ُك ْن ُت ْ‬ ‫‪[103‬‬ ‫م‬ ‫ن ُك ْن ُت ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه إِ َلى ال ّل ِه َوال ّر ُ‬ ‫ء َف ُر ّدو ُ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫ع ُت ْ‬ ‫ن َت َنا َز ْ‬ ‫}َف ِإ ْ‬ ‫ن َتأويل { ] النساء [ ‪} ،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫خ ْي ٌر َو أَ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫خ ِر َذ ِل َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ِبال ّل ِه َوا ْل َي ْو ِ‬ ‫ُت ْؤ ِم ُنو َ‬ ‫م{‬ ‫ك ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب ِري ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ش ُلوا َو َت ْذ َ‬ ‫عوا َف َت ْف َ‬ ‫سو َل ُه َول َت َنا َز ُ‬ ‫عوا ال ّل َه َو َر ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫َو أَ ِ‬ ‫] النفال [‬ ‫م ا ْل َب ّي َنا ُ‬ ‫ت‬ ‫ه ُ‬ ‫ء ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ع ِد َما َ‬ ‫خ َت َل ُفوا ِم نْ َب ْ‬ ‫ن َت َف ّر ُقوا َوا ْ‬ ‫كو ُنوا َكا ّل ِذي َ‬ ‫} َول َت ُ‬ ‫م { ] آل عمران [‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ع َذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ك َل ُه ْ‬ ‫َوأو َل ِئ َ‬ ‫آيات جلية تبني أمة واحدة و مجتمع متآلف يتآخى في سراء كان‬ ‫صلها القرآن في‬ ‫أو ضراء أوشدة أو رخاء‪ ,‬هي ركائز اصيلة ا ّ‬

‫خ ْي َر أ ُ مّ ٍة‬ ‫م َ‬ ‫حياتنا و حركتنا لنصبو دوما نحو امة افضل و اكمل ) ُكن ُت ْ‬ ‫ك ِر‪ ] ...‬آل‬ ‫من َ‬ ‫ن ا ْل ُ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ف َو َت ْن َه ْو َ‬ ‫ع ُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبا ْل َ‬ ‫س َت ْأ ُم ُرو َ‬ ‫ت ِلل ّنا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫خ ِر َ‬ ‫أُ ْ‬ ‫عمران الية ‪110‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ومع كل هذا وبالرغم مايحمله مفهوم الوحدة من بداهة عقلية و‬ ‫انسانية ومنفعة سامية تجد ان هناك العديد من الناس مازال‬ ‫يهمشها تارة واخرى يقصيها‪ .‬و هؤلء الناس عادة هم قشور ول‬ ‫لب ‪ ,‬و رواة ول عقل ينسجون بيوتا لفكارهم ليتخندقوا فيها‬ ‫طوائفا وفرقا يكفرون متفكهين و يجادلون عمهين قد استحوذ‬ ‫عليهم افك ابتدعوه وشرك مضو فيه و نصبوه وكأنهم لم يسمعوا‬ ‫ما ورد عن ما روي عن المعصومين رضي ا عنه ‪ " :‬عن أبي‬ ‫العباس قال‪ :‬سألت أبا عبدا عليه السلم عن أدنى مايكون به‬ ‫النسان مشركا‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض‬


‫عليه‪ ".‬وما علموا وانى لهم ان فعلهم هذا تقيدا للمة واضعافا‬ ‫لها تماما كما انبأنا بذلك رسول ا صلى ا عليه و سلم ‪ :‬يقول‪:‬‬ ‫توشك المم أن تتداعي عليكم تداعي الكلة على قصعتها‪ ،‬قال‬ ‫قائل منهم أمن قلة يا رسول ا يومئذ؟ قال ) ص(‪ :‬بل انتم كثير‬ ‫ولكنكم كغثاء السيل ولينزعن ا من عدوكم المهابة منكم‪،‬‬ ‫وليقذف في قلوبكم الوهن‪ .‬قال قائل يا رسول ا‪ :‬وما الوهن؟‬ ‫قال‪ :‬حب الدنيا وكراهية الموت ‪.‬‬ ‫فالوحدة السلمية هي تأصيل الفكر و الحركة ضمن إطار‬ ‫إسلمي موضوعي متجنبة حالة الغاء الخر أو الزامه بمذهب‬ ‫جديد أو سلبه اياه‪.‬‬ ‫و الوحدة ليست حلما أو بدعة ابتدعها مفكرون في هذه المة بل‬ ‫هي نهج اسلمي اصيل نشأ منذ لحظات السلم الولى حيث نجد‬ ‫ان السلم كان يعطي اي شخص ينطق بالشهادتين حصانة‬ ‫حقوقية لدمه وماله وعرضه‬ ‫كما ان المسلم يملك حقا عالميا على اخيه المسلم ‪ ":‬عن أبي‬ ‫عبدا عليه السلم قال‪ :‬من لم يهتم بامور المسلمين فليس‬ ‫بمسلم‪".‬‬

‫العرض‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوحدة الولى في المجتمع المكي‪:‬‬ ‫إن الساس الول الذي شاد عليه السلم بناءه الجتماعي هو‬ ‫الخوة بين أفراده جميعا‪ ..‬فمن الطبيعي وهو مجتمع يقوم على‬ ‫عقيدة تجمع بين أبنائه أن يجعل منها رابطة قوية تش ّد كل‬ ‫المسلمين وتؤلف بين قلوبهم‪|.‬‬ ‫إنه يجعل هذه الخ ّوة علقة حقيقية تزيد على علقة الدم‬ ‫والنسب وتفضلها‪ ..‬وقد كان السلم بذلك أول من أقام مجتمعا‬ ‫على أساس رابطة روحية يجعل لها العتبار الول‪ ،‬ويعتمد عليها‬


‫في تقرير الحقوق والواجبات‪..‬‬ ‫ففي المجتمع المكي كان رباط الخوة هو الساس المتين الذي‬ ‫يتجمع حوله المسلمون دون اعتبار لما كان بين العرب قبل‬ ‫السلم من روابط تقوم على النساب والجناس والتعصب لها‪..‬‬ ‫ففي السلم ل تفاخر بالنساب ول اعتبار للجنس‪ ،‬فالسلم‬ ‫يرفض أن يفترق الناس أجناسا مختلفة وأن تفصل بينهم فواصل‬ ‫من صنع أيديهم‪.‬‬ ‫ولهذا فقد احتضن المجتمع السلمي الول المسلمين من كل‬ ‫جنس ومن كل لون‪ ،‬ولم يجد الفارسي أو الرومي أو الحبشي‬ ‫حائ ل ً يمنعهم من النتساب لهذا المجتمع بل والتصدر فيه‪..‬‬ ‫وكانت هذه الخوة نوعا جديدا من العلقات لم يعهده المجتمع‬ ‫العربي قبل السلم‪ ،‬إذ كان ذلك المجتمع يقوم على رباط‬ ‫النسب والجنس فجاء السلم ليجعل الترابط في مجتمعه يقوم‬ ‫على أساس روحي وفكري من وحدة العقيدة ووحدة الغاية‪،‬‬ ‫متخطيا في ذلك الروابط التي تحمل في طياتها عوامل التفكك‬ ‫وبذور النهيار‪.‬‬ ‫وكان المسلمون في المجتمع المكي صفا من العاملين‪ ،‬أخذوا‬ ‫ء ولم يكن في طبيعة الدعوة‬ ‫هذه الدعوة أول أمرها ألما وعنا ً‬ ‫السلمية ما يجذب غير العاملين المخلصين‪ ..‬وكان الرسول ) ص(‬ ‫ل يلقي من‬ ‫رمزا للسلم وأفقا واسعا من الصبر والحتمال‪ ،‬وظ ّ‬ ‫العنت ما ذهب بماله ومال زوجه وأصحابه‪ ،‬وكان يم ّر على‬ ‫المستضعفين من أصحابه فيقول‪ :‬صبرا ل املك لكم من ا شيئا‪.‬‬ ‫وبذلك خ ّلى ما بينهم وبين ربهم وعرضهم عرضا مباشرا للمحنة‬ ‫واحتمل معهم ما يحتملون‪..‬‬ ‫والمؤمنون يرون هذا ويحمل كل فرد ما يطيق من البلء‪ ..‬لقد‬ ‫دخلوا السلم مغارم من أول يوم عرفوا فيه السلم وآمنوا‬ ‫بالرسول على أ ّنه مب ّلغ ل على أنه قادر على حمايتهم أو النتصار‬ ‫لهم‪ .‬ورغم هذه اللم جميعا كانت لهم عبادتهم المح ّببة‬ ‫وأخ ّوتهم الخالصة ووقفاتهم الطويلة التي يفرضونها على‬


‫أنفسهم‪ ..‬وتك ّونت المجموعة السلمية الولى‪ ،‬فكانت مجموعة‬ ‫عالمية تدعو لدين عالمي و ُأخوة عالمية تفنى فيها فروق الجنس‬ ‫واللون والطبقات‪ ،‬فالناس كلهم إخوة ينتسبون إلى أب واحد‪،‬‬ ‫ويعبدون ربا واحدا‪..‬‬ ‫وقام المجتمع السلمي على أساس من التكافل والتكامل‬ ‫والتفاهم‪ ..‬وكان في تكامله وتفاهم أعضائه ما جعل كل عضو‬ ‫فيه يؤدي واجبه‪ ،‬ويقوم بالعمل الذي تؤهله له مواهبه‪ ،‬ويمنحه‬ ‫المجتمع من الطاقة ما يكفيه للسير في هذه المهمة‪ ..‬فإذا‬ ‫اشتكى عضو ظهر التكافل واضحا فيتداعى له سائر الجسد‬ ‫بالسهر والحمى‪..‬‬ ‫فالسلم أقام عدالته الجتماعية على هذا المعنى الدقيق من‬ ‫التكافل ووحدة الشعور‪ ..‬بل وكان في هذا المجتمع الكريم ما‬ ‫هو أسمى من العدالة الجتماعية‪ ..‬كان فيه الكرم الجتماعي‬ ‫والغذاء الجتماعي‪ ..‬وبه كان يدفع الفرد أكثر مما ُيطلب منه‪،‬‬ ‫ويبذل أكثر مما طلب منه الشرع السلمي‪ ..‬إذ لم يكن المر أمر‬ ‫مال فقط ولكنهم كانوا جسدا واحدا له شعور واحد وهدف واحد‬ ‫وكيان واحد ومصلحة واحدة‪.‬‬ ‫ل على هذا‪:‬‬ ‫ومن أهم المظاهر التي تد ّ‬ ‫‪ _1‬التكافل القتصادي‪ :‬كان أغنياء المسلمين ينفقون الموال‬ ‫لتحرير إخوانهم من ال ّرق‪ ،‬ومن المثلة على ذلك أبو بكر الصديق‬ ‫كان له مال كثير‪ ،‬أنفقه على عتق الرقيق المعذبين‪ ..‬وهم قوم‬ ‫خالط الدين قلوبهم وخالفوا ساداتهم في اليمان‪ ،‬وثبت هؤلء‬ ‫الضعفاء على إيمانهم رغم ما أصابهم من أذى وإرهاق‪ ..‬ويروي‬ ‫لنا التاريخ أن أبا فكيهة كان عبدا لصفوان بن أمية وأنه أسلم مع‬ ‫بلل فكان من السابقين الول‪ ،‬وقد أخذه أمية بن خلف وربط‬ ‫في رجله حبل‪ ،‬وأمر به فج ّر ثم ألقاه في الرمضاء‪ ،‬وخنقه خنفا‬ ‫شديدا‪ .‬وكان أخوه أبي بن خلف يقول زده عذابا حتى يأتي‬ ‫محمد فيخلصه بسحره‪ ،‬ولم يزل على تلك الحال حتى ظ ّنوا أنه‬ ‫مات‪ .‬ثم أفاق فم ّر به أبو بكر فاشتراه وأعتقه‪.‬‬


‫وتك ّررت هذه الحوادث مع عمار وبلل وغيرهم كثير‪ ،‬فما كان من‬ ‫لخوانهم في العقيدة‬ ‫أغنياء المسلمين إل أن جعلوا مالهم فداء ِ‬ ‫حتى يخففوا عنهم بعض ما يحملون من اللم‪.‬‬ ‫واشتد العذاب بالمسلمين جميعا حين قاطعتهم قريش اقتصاديا‬ ‫وألجأتهم إلى شعب أبي طالب‪ ،‬فوضع المسلمون مالهم بين يدي‬ ‫المحنة ترعاه حتى أتت عليه ومضت العوام الثلثة وفنيت أموال‬ ‫المسلمين حتى أكلوا ورق الشجر من الفقر والجوع‪.‬‬ ‫‪ _2‬رد الجوار‪ :‬لقد دخل بعض الصحابة في جوار نفر من أقوياء‬ ‫الكفار‪ ،‬ولكن أمر الذى اشتد بإخوانهم فلم تطب نفوسهم بأن‬ ‫يعيشوا في مكة آمنين وإخوانهم في العذاب‪ .‬فما كان منهم إل‬ ‫أن ر ّدوا الجوار إلى أصحابه واقتحموا لهيب العذاب سعداء بما‬ ‫يلقون في جنب ا‪ ..‬ويروي ابن هشام في كتابه ) السيرة‬ ‫النبوية( فيقول‪ :‬لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول‬ ‫ا ) ص( من بلء وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن‬ ‫المغيرة قال‪ :‬وا إن غد ّوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل‬ ‫الشرك‪ ،‬وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلء والذى في ا ما‬ ‫ل يصيبني لنقص كبير في نفسي‪ ،‬فمشى إلى الوليد بن المغيرة‬ ‫فقال له‪ :‬يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك جوارك‪،‬‬ ‫قال له‪ :‬يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي‪ :‬قال ‪:‬ل ولكنني‬ ‫أرضى بجوار ا ول أريد أن أستجير بغيره‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري علنية كما أجرتك‬ ‫علنية‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فانطلقنا فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد‪ :‬هذا عثمان‬ ‫قد جاء يرد علي جواري‪ :‬قال‪ :‬صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار‪.‬‬ ‫ولكني أحببت أن ل أستجير بغير ا فقد رددت عليه جواره ثم‬ ‫انصرف وعثمان ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلب في‬ ‫مجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان‪ :‬فقال لبيد‪ :‬أل‬ ‫كل شيء ما خل ا باطل‪ ،‬فقال عثمان صدقت قال‪ :‬وكل نعيم ل‬ ‫محالة زائل‪ ،‬قال عثمان‪ :‬كذبت‪ ،‬نعيم الجنة ل يزول‪ .‬قال لبيد بن‬


‫ربيعة‪ :‬يا معشر قريش وا ما كان يؤذي جليسكم فمتى حدث‬ ‫هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم‪ :‬إن هذا سفيه في سفهاء معه‪،‬‬ ‫قد فارقوا ديننا فل تجدن في نفسك من قوله‪ .‬فرد عليه عثمان‬ ‫حتى سرى أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخفرها‬ ‫والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان‪ .‬فقال‪ :‬أما وا‬ ‫يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية لقد كنت في ذمة‬ ‫ن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل‬ ‫منيعة‪ .‬قال عثمان‪ :‬بل وا إ ّ‬ ‫ما أصاب أختها في ا واني وا لفي جوار من هو أعز منك‬ ‫م يا ابن أخي إن‬ ‫وأقدر يا أبا عبد شمس‪ .‬فقال له الوليد‪ :‬هل ّ‬ ‫شئت إلى جوارك فعد‪ .‬فقال ‪:‬ل‪.‬‬ ‫كما ر ّد أبو بكر جوار ابن الدغنة سيد الحابيش حينما طلب إليه‬ ‫أن يكف عن تلوة القرآن في المسجد قائل‪ :‬أرد عليك جوارك‬ ‫وأرضى بجوار ا‪.‬‬ ‫‪ _3‬الفداء‪ :‬ومن نتائج وحدة الشعور عند المسلمين تقديرهم‬ ‫العميق لرسول ا ) ص( كرمز لهذه الدعوة‪ ،‬ومما يدل على هذا‬ ‫ما حدث وقت الهجرة حين نام علي ابن أبي طالب في فراش‬ ‫جى ببرده وخرج الرسول مهاجرا إلى ر ّبه‪ ..‬وهكذا‬ ‫الرسول وتس ّ‬ ‫كانت أخوة السلم تمل قلوب المسلمين وأرواحهم وتجعل منهم‬ ‫دروعا تحمي رسول ا ) ص( وتفديه‪.‬‬ ‫لقد كانوا قوما أح ّبوا هذا الدين من قلوبهم حبا صادقا‪ ،‬ولم‬ ‫ل‪ ،‬أو وراثة يحيون فيها‪،‬‬ ‫يأخذوا السلم ) وظيفة( يؤدون منها عم ً‬ ‫وإنما أخذوه روحا وعقيدة توجه كل أوضاع حياتهم‪.‬‬ ‫ولهذا لم ير العالم كأصحاب محمد ) ص( قوما من مختلف‬ ‫العناصر والبيئات والجناس والطبقات اجتمعوا على التضحية هذا‬ ‫سخي‪.‬‬ ‫الجتماع الرائع‪ ،‬وبذلوا لخ ّوتهم هذا البذل ال ّ‬ ‫في المجتمع المدني‪:‬‬ ‫كموا‬ ‫عندما وصل المهاجرون إلى المدينة تنافس فيهم النصار فح ّ‬ ‫القرعة بينهم فما نزل مهاجر على أنصاري إل بقرعة‪ ..‬وكانوا‬ ‫يؤثرون إخوانهم المهاجرين على أنفسهم‪ ..‬وسجل القرآن ذلك‬


‫الموقف الفريد‪ ) :‬والذين تبوؤا الدار واليمان من قبلهم يحبون‬ ‫من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاج ًة مما أوتوا‬ ‫ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‪ ،‬ومن يوق ش ّ‬ ‫ح‬ ‫نفسه فأولئك هم المفلحون(‪.‬‬ ‫كن الرسول ) ص( بينهم هذا الخاء آخى بين المهاجرين‬ ‫وحتى ُيم ّ‬ ‫والنصار فكان كل أنصاري ونزيله أخوين في ا‪ .‬ويستطيع‬ ‫النسان أن يدرك بحسه السلمي أن هذه الخوة كانت أرقى‬ ‫بكثير من الخوة العصبية‪ ..‬فهي قلوب أ ّلف ا بينها حتى صارت‬ ‫شيئا واحدا في أجسام متفرقة‪ ..‬حتى إنهم كانوا يتوارثون بعد‬ ‫الموت دون ذوي الرحام‪ ،‬والرسول عليه السلم يقول لكل اثنين‬ ‫) تآخيا في ا أخوين أخوين(‪ ..‬ودام هذا الميراث إلى أن أنزل‬ ‫ا سبحانه قوله في سورة الحزاب‪ ) :‬وأولو الرحام بعضهم‬ ‫أولى بعض في كتاب ا(‪.‬‬ ‫ولتثبيت دعائم الخوة في هذا المجتمع الكريم فإن الرسول‬ ‫) ص( ابتدأ عمله في المدينة بإيجاد الروابط التي تربط أفراد‬ ‫الجماعة السلمية‪ ،‬وك ّون وحدة تضم العناصر المختلفة النساب‬ ‫والماكن‪ ،‬وجعل من ذلك المجتمع المختلف أنسابا وقبائل‬ ‫مجتمعا مؤتلفا في شعوره‪ُ ،‬تمحى فيه الفوارق‪.‬‬ ‫لقد وجد النبي ) ص( مهاجرين من بطون مختلفة‪ ،‬ووجد أنصارا‬ ‫أووا ونصروا‪ ،‬ولكن الدماء لم تكن قد جفت بينهم فجاء إلى ذلك‬ ‫المجتمع الذي كان متنافرا‪ ،‬ليؤلف بين قلوبهم‪ ،‬والمم إنما تتكون‬ ‫بتأليف القلوب المتنافرة‪ ،‬وجمعها على الحق‪ ،‬وأشد ما يجمع‬ ‫الناس على الحق _ اليمان بالله والخضوع لحكامه‪..‬‬ ‫قال السهيلي في كتابه الروض النف‪ ) :‬آخى رسول ا ) ص( بين‬ ‫أصحابه حين نزلوا بالمدينة‪ ،‬ليذهب عنهم وحشة الغربة‪،‬‬ ‫ويؤنسهم من مفارقة الهل والعشيرة ويشد أزرهم بعضهم‬ ‫ببعض(‪..‬‬ ‫وهذا أحد أغراض المؤاخاة‪ ..‬فالمؤاخاة أول تتجه إلى تكوين‬ ‫وحدة الجماعة المؤمنة‪ ،‬ولذلك كانت المؤاخاة بين المهاجرين‬


‫ل‪ ،‬وكانت بين المهاجرين بعضهم مع بعض ثانيا‪ ،‬وبين‬ ‫والنصار أو ً‬ ‫النصار بعضهم مع بعض ثالثا‪ ،‬أوسهم مع خزرجهم‪ ،‬ليقضي‬ ‫الرسول على الثغرة السابقة باللفة التي تجمع القلوب‪ ،‬وتزيل‬ ‫نفورها‪.‬‬ ‫فالمؤاخاة كانت لتجعل رابطة الخ ّوة هي العلقة الوثيقة بين‬ ‫النسيب الشريف‪ ،‬والمولى الضعيف‪ ،‬ولذلك كانت المؤاخاة بين‬ ‫حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة مولى رسول ا ) ص(‪.‬‬ ‫والمؤاخاة كانت لتضع مبدأ المسأواة عمليا بين أفراد الجماعة‬ ‫المسلمة‪ ..‬قال ابن إسحاق‪ ) :‬وآخى رسول ا ) ص( بين أصحابه‬ ‫من المهاجرين والنصار‪ ،‬فقال _ فيما بلغنا‪ ،‬ونعوذ بالله أن نقول‬ ‫خوين‪ ،‬ثم أخذ بيد علي بن‬ ‫خوين أ َ‬ ‫عليه ما لم ُيقل‪ :‬تآخوا في ا أ َ‬ ‫أبي طالب‪ ،‬فقال‪ :‬هذا أخي‪ .‬فكان رسول ا سيد المرسلين‪،‬‬ ‫وإمام المتقين‪ ،‬ورسول رب العالمين‪ ،‬الذي ليس له خطير ول‬ ‫خوين‪،‬‬ ‫نظير من العباد‪ ،‬وعلي بن أبي طالب رضي ا عنه‪ ،‬أ َ‬ ‫وكان حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬أسد ا وأسد رسوله ) ص( ‪ ،‬وعم‬ ‫خوين‪،‬‬ ‫رسول ا ) ص( ‪ ،‬وزيد بن حارثة‪ ،‬مولى رسول ا ) ص( أ َ‬ ‫وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث بن‬ ‫حادث الموت‪ ،‬وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين‪ ،‬الط ّيار في‬ ‫خوين‪.‬‬ ‫الجنة‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬أخو بني سلمة‪ ،‬أ َ‬ ‫وكان أبو بكر الصديق رضي ا عنه‪ ،‬ابن أبي قحافة‪ ،‬وخارجة‬ ‫بن زهير‪ ،‬أخو بلحارث بن الخزرج‪ ،‬أخوين‪ .‬وعمر بن الخطاب‬ ‫رضي ا عنه‪ ،‬وعتبان بن مالك‪ ،‬أخو بني سالم بن عوف بن‬ ‫عمرو بن عوف بن الخزرج أخوين‪ :‬وأبو عبيدة بن عبد ا بن‬ ‫الج ّراح‪ ،‬واسمه عامر بن عبد ا‪ ،‬وسعد بن معاذ بن النعمان‪،‬‬ ‫عوف‪ ،‬وسعد بن‬ ‫أخو بني عبد الشهل‪ ،‬أخوين‪ ،‬وعبد الرحمن بن َ‬ ‫الربيع‪ ،‬أخو بلحارث بن الخزرج‪ ،‬أخوين‪ ،‬والزبير بن الع ّوام‪،‬‬ ‫وسلمة بن سلمة بن َوقش‪ ،‬أخو بني عبد الشهل‪ ،‬أخوين‪،‬‬ ‫ويقال‪ :‬بل الزبير وعبد ا بن مسعود‪ ،‬حليف بني زهرة‪ ،‬أخوين‪.‬‬ ‫وعثمان بن ع ّفان‪ ،‬وأوس بن ثابت بن المنذر‪ ،‬أخو بني النجار‪،‬‬


‫أخوين وطلحة بن عبيد ا‪ ،‬وكعب بن مالك‪ ،‬أخو بني سلمة‪،‬‬ ‫أخوين‪ ،‬وسعد بن زيد بن عمر بن ُنفيل‪ ،‬وأبي بن كعب‪ ،‬أخو بني‬ ‫النجار‪ ،‬أخوين‪ .‬ومصعب بن عمير بن هاشم‪ ،‬وأبو ايوب خالد بن‬ ‫زيد‪ ،‬أخو بني النجار‪ ،‬أخوين‪ .‬وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة‪،‬‬ ‫وع ّباد بن بشر بن وقش‪ ،‬أخو بني عبد الشهل‪ ،‬أخوين‪ .‬وعمار بن‬ ‫عبس‪،‬‬ ‫حذيفة بن اليمان‪ ،‬أخو بني عبد َ‬ ‫ياسر‪ ،‬حليف بني مخزوم‪ ،‬و ُ‬ ‫حليف بني عبد الشهل أخوين‪ .‬ويقال ثابت بن قيس بن الشماس‪،‬‬ ‫أخو بلحارث بن الخزرج‪ ،‬خطيب رسول ا ) ص( ‪ ،‬وعمار بن ياسر‪،‬‬ ‫جنادة الغفاري‪ ،‬والمنذر بن عمرو‪،‬‬ ‫أخوين‪ .‬وأبو ذ ّر‪ ،‬وهو ُبرير بن ُ‬ ‫أخو بني ساعدة بن كعب بن الخزرج‪ ،‬أخوين‪.‬‬ ‫ى‪،‬‬ ‫وكان حاطب بن أبي بلتعة‪ ،‬حليفة بني أسد بن عبد العز ّ‬ ‫عويم بن ساعدة‪ ،‬أخو بني عمرو بن عوف‪ ،‬أخوين وسلمان‬ ‫و ُ‬ ‫ع َويمر بن ثعلبة‪ ،‬أخو بلحارث بن‬ ‫الفارسي‪ ،‬وأبو الدرداء‪ُ ،‬‬ ‫الخزرج‪ ،‬أخوين‪ .‬وبلل‪ ،‬مولى أبي بكر رضي ا عنهما‪ ،‬مؤذن‬ ‫رسول ا ) ص( وأبو ُرويحة‪ ،‬عبد ا بن عبد الرحمن الخثعمي‪،‬‬ ‫من كان رسول ا ) ص( آخى‬ ‫سمي لنا‪ ،‬م ّ‬ ‫أخوين‪ .‬فهؤلء من ُ‬ ‫بينهم من أصحابه‪.‬‬ ‫ما د ّون عمر بن الخطاب الدوأوين بالشام‪،‬‬ ‫وقال ابن اسحاق‪ :‬فل ّ‬ ‫وكان بلل قد خرج إلى الشام‪ ،‬فأقام بها ُمجاهدا‪ ،‬فقال عمر‬ ‫لبلل‪ :‬إلى من تجعل ديوانك يا بلل؟ قال‪ :‬مع أبي ُرويحة‪ ،‬ل‬ ‫أفارقه أبدا‪ ،‬للخوة التي كان رسول ا ) ص( عقد بينه وبيني‪،‬‬ ‫خثعم‪ ،‬لمكان بلل منهم‪ ،‬فهو‬ ‫م ديوان الحبشة الى َ‬ ‫ض ّ‬ ‫م إليه‪ ،‬و ُ‬ ‫فض ّ‬ ‫في خثعم الى هذا اليوم بالشام(‪.‬‬ ‫يتبين لنا من هذا العرض الكبير لعقد الخاء العام بين المسلمين‬ ‫بعضهم وبعض أن هذا الخاء يرتبط بمعنى العقيدة التي يقررها‬ ‫القرآن الكريم بقوله تعالى‪ ) :‬إنما المؤمنون إخوة(‪ ..‬فالسلم‬ ‫دين تجميع و ُألفة‪ .‬ومن هنا يجيء الخاء مظهرا من مظاهر‬ ‫الهدي السلمي الذي يستحق المؤمن عليه ثواب ا ورضوانه‪.‬‬ ‫يقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ) خاتم النبيين(‪.‬‬


‫إن المقصود من هذه المؤاخاة‪:‬‬ ‫أو ل ً‪ :‬عقد اللفة بين الضعيف والقوي‪ ،‬وتمكين الصحبة بين‬ ‫المؤمنين‪ ،‬وأ ل ّ يتعالى مؤمن على مؤمن‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن المهاجرين كانوا من قبائل مختلفة‪ ،‬والقرشيون منهم‬ ‫كانوا من بيوت متنافسة‪ ،‬فكان ل بد من محو العصبية والدمج‬ ‫بينهم بحكم أخوة السلم‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أن النصار لم يكونوا متآلفين فيما بينهم‪ ،‬فكانت على‬ ‫مقربة من هدايتهم العدأوة المستعرة الوار بينهم‪ ،‬بين الوس‬ ‫والخزرج‪ ،‬فكان ل بد من العمل على نسيانها‪ ،‬وذلك بالمؤاخاة‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬أن النبي ) ص( عندما عقد عقد المؤاخاة كان يشرع للمة‬ ‫من بعده هذا النظام الذي يجمع المسلمين‪ ،‬ولم يكن حكما‬ ‫لحادثة واقعة‪ ،‬ول علجا مقصورا‪ ،‬على ما بين المهاجرين‬ ‫والنصار بل هو تأليف للمؤمنين ونظام متبع‪ ،‬وربما تكون الحاجة‬ ‫إليه من بعد أشد وأكبر(‪.‬‬ ‫ولهذا فإن الخوة السلمية تمتاز على كل أساس يهتدي إليه‬ ‫البشر‪ ،‬لنها عقيدة قوية تحوي ركائز روحية وإنسانية‪ ،‬ل افتعال‬ ‫فيها ول تزوير‪ ..‬ولقد أصبحت هذه الخ ّوة الصادقة في المجتمع‬ ‫السلمي مقياسا من مقاييس اليمان يزكو بها العمل وتعلو بها‬ ‫الدرجة‪ ..‬بل ترقى المحبة في ا والخوة في اليمان به حتى‬ ‫تصير أفضل العمال وأولها بالقبول‪ ..‬يقول الرسول ) ص(‪:‬‬ ‫) أفضل العمال الحب في ا(‪.‬‬ ‫إن هذا التصور لمنزلة الخوة في ا يحيط العلقة في المجتمع‬ ‫المسلم بهالة من نور العقيدة تحميها من النفصام وتثبتها على‬ ‫الدوام‪ ،‬وتكفل للمجتمع السلمي أن يظل بمنأى عن الصراع‬ ‫والمنافسة‪..‬‬ ‫يقول الدكتور مصطفى عبد الواحد في كتابه ) المجتمع‬ ‫السلمي(‪ ) :‬والسلم يعلنها واضحة في مجتمعه على لسان‬ ‫رسوله‪ ) :‬لتؤمنوا حتى تحا ّبوا(‪ ..‬والقرآن يعلن هذه الحقيقة‬


‫وحين يبين أن الرابطة التي جمعت بين أبنائه لم تكن صنع قانون‬ ‫يفرض‪ ،‬ولم ُتجتلب بغايات مادية ولم تدخل في نطاق المنفعة‪،‬‬ ‫بل صدرت عن العقيدة ونبعث من الخوة‪ ،‬وتلك الصرة ل ُتشترى‬ ‫بشيء من الدنيا ولو كانت كل مافيها من أموال‪ ،‬ولكنها تنبع‬ ‫ببساطة من القلوب المؤمنة حتى تسيطر عليها العقيدة ويدفعها‬ ‫اليمان‪ ..‬يقول ا سبحانه‪ ) :‬وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في‬ ‫الرض جميعا ما أ ّلفت بين قلوبهم‪ ،‬ولكن ا ألف بينهم(‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث في المدينة فع ل ً حين قام أول مجتمع إسلمي بعد‬ ‫هجرة المسلمين إليها‪ ،‬فكانت الخوة بين المؤمنين الدعامة‬ ‫الولى التي قام عليها المجتمع‪ ..‬حيث أفلحت الخوة في شدهم‬ ‫برباط متين من المحبة واليثار‪ ..‬فقد فتح أهل يثرب الذين‬ ‫اعتنقوا السلم قلوبهم لخوانهم الذين وفدوا من مكة‪ ،‬على غير‬ ‫أرحام بينهم‪ ،‬بعيدا عن نطاق العصبية للقبيلة فقط‪ ،‬واتسعت‬ ‫ديارهم وأموالهم وأسواقهم لولئك الذين هاجروا إليهم‪.‬‬ ‫وهذا الذي قام به النصار نحو إخوانهم المهاجرين لم يصدر عن‬ ‫طبع أو كرم اعتاده العرب نحو من ينزل عليهم‪ ،‬ولكنه صدر عن‬ ‫إدراك لعلقة جديدة أنشأها السلم بين أتباعه‪ ،‬هي أن المسلم‬ ‫أخو المسلم‪ ،‬وأن لتلك الخوة حقوقا تقتضيها‪ ،‬ليست عاطفة‬ ‫مجردة‪ ،‬بل هي تنظيم عملي للمجتمع الجديد يربط بين الفراد‬ ‫برباط وثيق‪..‬‬ ‫ولذا لم يتحرج المهاجرون من بقائهم في ديار النصار ومن‬ ‫اعتمادهم على عونهم فترة من الزمان‪ ،‬فقد قضت الخوة على‬ ‫التقاليد الجاهلية التي ل تعرف ارتباطا إل بالقبيلة ول تأوي إل‬ ‫إلى العصبية والنسب‪.‬‬ ‫قال أعداء السلم‬ ‫التسلسل الكلمة الكاتب‬ ‫‪ " 18‬لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في السلم‬ ‫وفي قدرته على التوسع والخضاع وفي حيويته المدهشة"‬ ‫لورانس بروان‬


‫‪ " 17‬من يدري؟ ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلد الغرب‬ ‫مهددة بالمسلمين يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة‬ ‫ثانية‪ ،‬وفي الوقت المناسب" ألبر مشادور‬ ‫‪ " 16‬إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية‪ ،‬أمكن أن يصبحوا‬ ‫لعنة على العالم وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له‪ ،‬أما‬ ‫إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بل وزن ول تأثير" المنصر‬ ‫لورانس بروان‬ ‫‪ " 15‬إن الوحدة السلمية نائمة‪ ،‬لكن يجب أن نضع في حسابنا‬ ‫أن النائم قد يستيقظ" أرنولد توينبي‬ ‫‪ " 14‬إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم السلمي وعاشوا‬ ‫في ظل أنظمة ديمقراطية فإن السلم ينتصر في هذه البلد‪،‬‬ ‫وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب السلمية‬ ‫ودينها" المستشرق المريكي " و ك سميث" ) الخبير بشؤون‬ ‫الباكست‬ ‫‪ " 13‬و ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا" لكوست ) وزير‬ ‫المستعمرات الفرنسي عام ‪(1962‬‬ ‫ل يوجد مكان على سطح الرض إل واجتاز السلم حدوده‬ ‫‪" 12‬‬ ‫وانتشر فيه؛ فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه‬ ‫بشدة تفوق أي دين آخر" هانوتو ) وزير خارجية فرنسا سابقا(‬ ‫‪ " 11‬إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه‬ ‫المسلمون حين يغيرون نظام العالم" سالزار‬ ‫‪ " 10‬إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلم المناسب عن‬ ‫السلم‪ ،‬فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى‬ ‫السياسية العظمى في العالم مرة أخرى" المستشرق البريطاني‬ ‫مونتجومري وات‬ ‫‪ " 9‬إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد"‬ ‫بن جوريون‬ ‫‪ " 8‬يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان‬ ‫العربي من ألسنتهم‪ ،‬حتى ننتصر عليهم" الحاكم الفرنسي في‬


‫الجزائر بعد مرور مائة عام على اح‬ ‫‪ " 7‬يجب أن ندرك أن الخلفات القائمة بيننا وبين الشعوب‬ ‫العربية ليست خلفات بين دول أو شعوب‪ ،‬بل هي خلفات بين‬ ‫الحضارة السلمية والحضارة المسيحية"‪ ..‬لقد كان الصراع‬ ‫محتدما ما بين المسيحية والسلم منذ القرون الوسطى‪ ،‬وهو‬ ‫مستمر حتى هذه اللحظة‪ ،‬بصور مختلفة‪ .‬ومنذ قرن ونصف خضع‬ ‫السلم لسيطرة الغرب‪ ،‬وخضع التراث السلمي للتراث‬ ‫المسيحي‪.‬‬ ‫إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل‬ ‫للعالم الغربي‪ ،‬فلسفته‪ ،‬وعقيدته‪ ،‬ونظامه‪ ،‬وذلك يجعلها تقف‬ ‫معادية للعالم الشرقي السلمي‪ ،‬بفلسفته وعقيدته المتمثلة‬ ‫بالدين السلمي‪ ،‬ول تستطيع أمريكا إل أن تقف هذا الموقف في‬ ‫الصف المعادي للسلم وإلى جانب العالم الغربي والدولة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬لنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها‬ ‫وثقافتها ومؤسساتها‪ .‬إن روستو يحدد أن هدف الستعمار في‬ ‫الشرق الوسط هو تدمير الحضارة السلمية‪ ،‬وأن قيام إسرائيل‪،‬‬ ‫هو جزء من هذا المخطط‪ ،‬وأن ذلك ليس إل استمرارا للحروب‬ ‫الصليبية‪.‬‬ ‫** أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية‬ ‫المريكية ومساعد وزير الخارجية المريكية‪ ،‬ومستشار الرئيس‬ ‫جونسون لشؤون الشرق الوسط حتى عام ‪ 1967‬م أيوجين‬ ‫روستو‬ ‫‪ 6‬لقد كان إخراج القدس من سيطرة السلم حلم المسيحيين‬ ‫واليهود على السواء‪ ،‬إن سرور المسيحيين ل يقل عن سرور‬ ‫اليهود ‪ ،‬إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين‪ ،‬وقد أصدر‬ ‫الكنيست اليهودي ثلثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن‬ ‫تعود إلى المسلمين في أية مفأوضات مقبلة ما بين المسلمين‬ ‫واليهود‪ .‬راندولف تشرشل‬ ‫‪ 5‬كان قادتنا يخوفننا بشعوب مختلفة‪ ،‬لكننا بعد الختبار لم نجد‬


‫مبررا لمثل تلك المخأوف‪ ..‬كانوا يخوفنا بالخطر اليهودي‪،‬‬ ‫والخطر الياباني الصفر‪ ،‬والخطر البلشفي‪ ..‬لكنه تبين لنا أن‬ ‫اليهود هم أصدقاؤنا‪ ،‬والبلشفة الشيوعيون حلفاؤنا‪ ،‬أما‬ ‫اليابانيون‪ ،‬فإن هناك دو ل ً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقأومتهم‪.‬‬ ‫لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في السلم‪ ،‬وفي‬ ‫قدرته على التوسع والخضاع‪ ،‬وفي حيويته المدهشة‪ .‬لورانس‬ ‫برأون‬ ‫‪ 4‬في كتابه " العالم العربي المعاصر"‪ :‬إن الخوف من العرب‪،‬‬ ‫واهتمامنا بالمة العربية‪ ،‬ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة‬ ‫عند العرب‪ ،‬بل بسبب السلم‪ .‬يجب محاربة السلم‪ ،‬للحيلولة‬ ‫دون وحدة العرب‪ ،‬التي تؤدي إلى قوة العرب‪ ،‬لن قوة العرب‬ ‫تتصاحب دائما مع قوة السلم وعزته وانتشاره‪ .‬إن السلم‬ ‫يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الفريقية‪ .‬مورو بيرجر‬ ‫‪ 3‬لما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم‬ ‫البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا‪ ،‬احتج بعض النواب‬ ‫النكليز بعنف على كرزون‪ ،‬واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا‬ ‫باستقلل تركيا‪ ،‬التي يمكن أن تجمع حولها الدول السلمية مرة‬ ‫أخرى وتهجم على الغرب‪ .‬فأجاب كرزون‪ )) :‬لقد قضينا على‬ ‫تركيا‪ ،‬التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم ‪ ..‬لننا قضينا على قوتها‬ ‫المتمثلة في أمرين‪ :‬السلم والخلفة‪ .‬فصفق النواب النكليز‬ ‫كلهم وسكتت المعارضة (( ‪ .‬كرزون وزير خارجية إنكلترا‬ ‫‪ 2‬إن الوحدة السلمية تجمع آمال الشعوب السلمية‪ ،‬وتساعد‬ ‫التملص من السيطرة الوربية‪ ،‬والتبشير عامل مهم في كسر‬ ‫شوكة هذه الحركة‪ ،‬من أجل ذلك يجب أن نح ّول بالتبشير اتجاه‬ ‫المسلمين عن الوحدة السلمية‪ .‬القس سيمون‬ ‫‪ 1‬إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية‪ ،‬أمكن أن يصبحوا‬ ‫لعن ًة على العالم وخطرا‪ ،‬أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له‪ ،‬أما‬ ‫إذا بقوا متفرقين‪ ،‬فإنهم يظلون حينئذ بل وزن ول تأثير‪ ...‬يجب‬ ‫أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين‪ ،‬ليبقوا بل قوة ول تأثير‪.‬‬


‫أسباب التمزق و عقبات الوحدة ‪:‬‬ ‫إن من أهم مشاكل الوحدة السلمية حسب ما بينه القادة‬ ‫والمفكرون السلميون أو ما هو واضح للمهتمين بها يتمثل في‬ ‫ثلث عقبات رئيسية وأخرى فرعية‪ .‬هي‪:‬‬ ‫أول النعرات القومية ثانياـ النعرات الطائفية ثالثاـ الحكومات‬ ‫المهزومة‬ ‫ضح على أساس الجوانب الحياتية كما في ‪ 1‬ـ الجانب‬ ‫أو ُتو ّ‬ ‫العاطفي والنفسي ‪ 2‬ـ الجانب الفكري ‪ 3‬ـ الجانب السياسي‪.‬‬ ‫أولـ النعرات القومية ـ التعصب القومي والعنصري ظاهرة تسود‬ ‫كل المجتمعات الجاهلية فالمجتمع الجاهلي ينتقد القيم‬ ‫النسانية ويفتقد التربية النسانية ولذلك يعيش أفراده في‬ ‫مستوى منحط من التصورات والفكار والقيم وتصبح مظاهر‬ ‫اللغة أو اللون أو النسب هي معايير التمييز والتفضيل بين أبناء‬ ‫البشر وتهبط قيمة كل المعايير النسانية الصحيحة فالرسالة‬ ‫السلمية ) اللهية( تستهدف فيما تستهدف طرح معايير وتصورات‬ ‫إنسانية في المجتمع كي يتجأوز الكائن البشري ا ُ‬ ‫لطر الضيقة‬ ‫التي تؤطر فكر النسان الجاهلي مثل المرعى والقطيع‪.‬‬ ‫فالسلم واجه في الجزيرة العربية كما ذكرنا مجتمعا فرقته‬ ‫العصبيات القبلية واستفحلت فيه العداءات النسبية والعرقية من‬ ‫هنا كانت عملية القضاء على هذه النعرات والعصبيات من اصعب‬ ‫مهام القائد ) الرسول الكرم) ص( ( على طريق إنشاء المجتمع‬ ‫الموحد وعانى القائد ما عانى لستتباب معيار التقوى في‬ ‫المجتمع السلمي بدل المعايير الجاهلية لكن الجاهلية الحديثة‬ ‫أعادت لنا تلك القبائل والعصابات بأسلوب جديد ومسميات جديدة‬ ‫معقدة محاطة بأطر ونظريات علماء الجتماع الوربيين واليهود‬ ‫والمريكان ومحملة بكل الوسائل الرخيصة للقضاء على السلم‬ ‫فخلقت الفرقة وروح العداء بين أبناء المة السلمية ‪.‬‬ ‫ثانياـ النعرات الطائفية‪ .‬التجاهات الفكرية والجتهادية المختلفة‬ ‫ظاهرة شهدها العالم السلمي منذ فجر السلم بعضها طبيعي‬


‫يعود إلى طبيعة المجتمع البشري وبعضها الخر مفتعل استحدثه‬ ‫المغرضون لهدافهم الخاصة وخلل عصور تاريخية مختلفة‬ ‫استغلت هذه الختلفات لغراض شخصية ِمن قبل أفراد ل‬ ‫يؤمنون بالسلم أصل ولعبت السياسة على م ّر التاريخ السلمي‬ ‫دورا كبيرا في بروز التجاهات الفكرية والفقهية أو ضمورها‬ ‫وهذه المسألة واضحة لكل باحث في التاريخ السلمي‪ ،‬والجانب‬ ‫الكبير من تفشي هذه النعرات يعود إلى جهل المسلمين فرعاع‬ ‫الناس كانوا دوما وقود النزاعات الطائفية واداة بيد المغرضين‬ ‫يستغلون تعصبهم العمى إلى هذه الجهة أو تلك‪ ،‬فيثيرون‬ ‫المعارك والشتباكات ‪ 0‬فلكي نخطو للمام لبد أن تزول هذه‬ ‫النعرات الطائفية بين المسلمين وأن يحس المسلمون اجمع أن‬ ‫مشكلتهم واحدة هي طواغيت الرض الذين انقضوا على امتنا‬ ‫السلمية وسلبوا ثرواتها‪.‬‬ ‫ثالثاـ الحكومات المهزومة‪ .‬بعد أن فشل الغزاة في فرض‬ ‫سيطرتهم المباشرة على العالم السلمي وضعوا خطة شاملة‬ ‫للسيطرة غير المباشرة على هذه المة شملت الجوانب السياسية‬ ‫والثقافية والقتصادية والجتماعية للمسلمين والذي ينهض بهذا‬ ‫كام الضعفاء في عالمنا السلمي فبعد أن تمزق‬ ‫الدور هو الح ّ‬ ‫العالم السلمي إلى دويلت متفرقة هنا وهناك اهتم الغزاة‬ ‫بتربية أفراد من هذه المة ليخلفوهم في تنفيذ مخطط التبعية‬ ‫ومارس هؤلء دورهم بكل إخلص فقمعوا كل حركة تحررية‬ ‫وقدموا ثروات المة المادية والمعنوية قربانا بين يدي أسيادهم‪،‬‬ ‫إن هذه الحكومات رغم تصاغرها أمام السياد وخضوعها‬ ‫وتخاذلها أمام المستعمرين لكنها تقف من شعوبها موقف‬ ‫الطاغية الجبار المتفرعن وبذلك ينفصل الجهاز الحاكم عن شعبه‬ ‫كام‬ ‫ويحرم المجتمع من أحد أهم دعائم الوحدة وهي وحدة الح ّ‬ ‫والمحكومين‪.‬‬ ‫كما ان هناك مشاكل وعقبات أمام الوحدة يمكن إيرادها على‬ ‫أساس أنها ثانوية وقد يع ّدها البعض أو قد تصل في بعض‬


‫الحيان إلى أسباب أو مشاكل رئيسية هي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ وعاظ السلطين‪ ،‬إن هذه الظاهرة في عالمنا السلمي‬ ‫ليست جديدة فقد برزت في تأريخنا السلمي مع بروز النحراف‬ ‫عن السلم كما أنها ل تختص بالسلم بل تظهر كلما عصفت‬ ‫الهواء والغراض بالرسالت اللهية ومهمتهم هي إصدار‬ ‫الفتأوى التي تسند ذوي السلطة والنفوذ وتضفي عليهم الشرعية‬ ‫على انحرافهم وقد ظهرت ذروة المأساة حينما تولى زمام المور‬ ‫قيادات معادية للسلم ومعادية لكل تحرك إسلمي ب ّناء وهذه‬ ‫القيادات بدورها مارست كل ألوان الضغوط على علماء الدين‬ ‫كي يساعدوها على مسخ السلم والقضاء على الروح السلمية‬ ‫وحماية المشاريع الستعمارية في بلد المسلمين‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ خلو ساحة الرسالة من القادة المبدئيين والمة المؤمنة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ فشل الطروحات الداعية للوحدة لن اغلبها انطلقت من‬ ‫الوساط المنحرفة عن الرسالة اللهية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ عدم تشخيص السبب الرئيسي للصراع ومن ثم عدم‬ ‫الستطاعة في تقديم العلج الناجح‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ استغل المستعمرون سلبيات الحكومات الضعيفة فطرحوا‬ ‫الفكار البديلة للدولة السلمية مثل فكرة الدولة القومية خاصة‬ ‫أيام ضعف الحكم العثماني‪.‬‬ ‫طاع كبير من المة وذلك بعد الغزو‬ ‫‪ 6‬ـ الهزيمة الداخلية بين ق ّ‬ ‫الستعماري من خلل البتعاد عن القيم والتعاليم السلمية‬ ‫واللجوء إلى الثقافة الغربية الرامية إلى تفكيك المة والسيطرة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫الخاتمة‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بعد تعريفنا للوحدة السلمية و الوقوف على نقاط مهمة منها‬ ‫الوحدة السلمية الولى وما قاله العداء عنا و أسباب تمزقنا ل‬ ‫يسعنا بعد العمل على قيامها إل أن نرفع أيدينا لخالقها و نتضرع‬


‫إليه بأن يرحمنا برحمته و يرشدنا إلى الطريق السليم فليس ذنبنا‬ ‫أننا ولدنا في زمن ليس بزماننا و مكان غير مكاننا ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.