الوحدة الإسلاميَّة بين الشيعة والسنة

Page 1

‫الوحدة اللسليمَّية بين الشيعة والسنة‬

‫العليمة المرجع السيد يمحمد حسين فضل ا‬ ‫‪٢١/٩/١٩٩٧‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪19‬جمادى ‪1418 2‬هـ‬

‫للحديث عن "الوحدة اللسليمية" في حياة العايملين لللسل‪،‬م‪ ،‬طعم الحلم الكبير‪ ،‬وذلك بالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي‬ ‫ُيعانيها المسلمون‪ ،‬بسبب حالة التم ّز ق التي يعيشونها‪ ،‬لسواء بين المذاهب أو الطوائف‪ ،‬وبفعل يما يعيشونه يمن خصويمات‬ ‫ويمشاحنات‪ ،‬يما أ ّدى إلى المزيد يمن الضعف السيالسي والجتماعي والعسكري والتقتصادي‪ ،‬وإلى الشعور بانقسا‪،‬م الشخصية‬ ‫إلى شخصيات يمتعددة‪ ،‬يتقوتقع كّل واحد يمنها داخل إطار يمغلق‪ ،‬يما يجعل التفكير يمستغرتقاً في الحالة الطائفَّية‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫الشخصّية اللسليمية المنفتحة‪.‬‬ ‫وتقد الستطاع هذا الواتقع أن يبعد اللسل‪،‬م عن حركة الحياة‪ ،‬وأن ُيخضع المسلمين لقوى اللستعمار واللستكبار‪ ،‬التي‬ ‫الستخديمت نقطة الضعف هذه‪ ،‬فحَّولت البلد اللسليمية إلى يما يشبه تقطع الشطرنج التي تلعب بها كما تشاء‪ ،‬وتحّركها كما‬ ‫تريد‪ ،‬ولسيطرت على كّل يمقدرات المسلمين‪ ،‬وأبعدت حركة الحكم والتشريع في حياتهم عن اللسس اللسليمية‪ ،‬وجعلتهم‬ ‫يعيشون إلسليمهم ضمن دوائر تاريخية وعملية ضّيقة‪ ،‬يختزنون في داخلها كّل يما يملكون يمن حسالسيات وأحقاد ولسلبيات‪،‬‬ ‫وهيأت لـهم ـ في كّل يمرحلة يمن يمراحل نموهم ـ عوايمل التفتيت والضعف والتقسيم‪ ،‬وتقادتهم إلى حروب طائفية ل يملكون‬ ‫يمعها إل أدوات القتل والتديمير لبعضهم البعض‪.‬‬ ‫وهذا هو الذي دفع الواعين في الّيمة‪ ،‬إلى طرح شعار "الوحدة اللسليمية"‪ ،‬كهدف إلسليمي كبير يعملون له بألساليب‬ ‫يمتنوعة‪ ،‬ويبّينون يمـن خللـه النتائج السلبية للنقسا‪،‬م في حياة المسلمين‪ ،‬في يمقابل النتائج اليجابية التي يحصلون عليها يمن‬ ‫خل ل التحاد‪ ،‬أو التعاون‪ ،‬أو الوحدة‪.‬‬


‫الوحدة بين الطروحة المثالَّية والواتقعَّية‪:‬‬ ‫لقد اختلفت الطروحات حو ل الوحدة‪ ،‬فهناك الطروحة المثالية التي تواجه المشكلة بالروح الغيبية الضبابية‪ ،‬التي تحاو ل‬ ‫إبعاد المشاكل الحّية عن تفكير الّيمة‪ ،‬باليحاء أَّنه ل خلفات صعبة بين المسلمين‪ ،‬وأَّن علينا تنالسي القضايا الهايمشية‪،‬‬ ‫والوتقوف صفاً واحد ًا كالبنيان المرصوص في يمواجهة العداء‪ .‬وهكذا‪ ،‬يغر ق النسان المسلم في يما يشبه الحل‪،‬م‪ ،‬في‬ ‫أجواء عاطفية‪ ،‬فيستسلم لهذا الخدر اللذيذ‪ ،‬ث َّم يرجع إلى الواتقع في داخل حياته اليويمية‪ ،‬فيجد أيمايمه أكثر يمن يمشكلة حاّدة‪،‬‬ ‫وأكثر يمن خلف يمتحّرك في عمق يممارلساته وعلتقاته‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وهناك الطروحة الواتقعية التي تؤّكد يمواطن اللقاء‪ ،‬كما تؤكد يمواطن الخلف‪ ،‬ولكنها ل تضع يمواطن الخلف في الجانب‬ ‫الذاتي الشعوري للّيمة‪ ،‬بل تضعها في الجانب الفكري يمن نشاطها‪ ،‬وتوحي‪ ،‬في هذا التجاه‪ ،‬بأَّن يمثل هذه الخلفات ليست‬ ‫يمقتصرة على الفئات الكبيرة يمن المسلمين فيما بينها‪ ،‬بل هي يموجودة في داخل كّل طائفة أو يمذهب‪ ،‬وفي أكثر يمن جانب‬ ‫فقهي أو كليمي‪ ،‬ث َّم تثير أيما‪،‬م المسلمين تقواعد الحوار القرآني‪ ،‬الذي يريد للّيمة أن تناتقش تقضاياها في الداخل وفي الخارج‪،‬‬ ‫يمن يموتقع التفكير الموضوعي الهادئ‪ ،‬الهادف إلى يمعرفة الحقيقة يمن أتقرب طريق‪ ،‬بالحجة والبرهان الواضح‪ ،‬وتقودهم إلى‬ ‫اللسلوب الخلتقي في الصراع‪ ،‬الذي ل يستخد‪،‬م كلمات السباب والشتائم في حركة الخلف‪ ،‬بل يتحّرك يمن يموتقع الجدا ل‬ ‫بالتي هي أحسن‪ ،‬واختيار النكتة الحسن واللسلوب الحسن الذي يدفع بالعداء إلى أن يتحّولوا إلى أصدتقاء‪ ،‬ويوحي لهم‬ ‫بالروحية التي يحملون فيها هّم المسلمين في أعما ق يمشاعرهم‪ ،‬ليتوّجهوا إلى ا أن يساعدهم على جمع الكلمة‪ ،‬ولـّم‬ ‫الشعث‪ ،‬وحقن الديماء‪.‬‬ ‫وتقد عاش المسلمون تجارب الوحدة على أكثر يمن صعيد‪ ،‬لسواء في التجارب الثقافية التي أكدت الفا ق الوحدوية في الثقافة‬ ‫اللسليمية‪ ،‬وعملت على إرجاع الخلفات إلى ألسس فكرية تتصل بالمصادر اللسليمية‪ ،‬كالكتاب والسنة وأيمثالهما‪ ،‬في‬ ‫ألسلوب إيجابي يركز على الطابع الجتهادي العلمي لهذا الخلف‪ ،‬أو في التجارب الجتماعية والسيالسية‪ ،‬التي دعت إلى‬ ‫أكثر يمن أرض إلسليمية واحدة في يما يعيشه المسلمون يمن تقضايا اجتماعية ولسيالسية يمشترك‪ .‬على أَّن هذه التجارب‬ ‫اصطديمت بأكثر يمن عقبة‪ ،‬بفعل يما واجهته يمن يمشاكل الروالسب التاريخية‪ ،‬والعقد النفسية‪ ،‬والوضاع اللستعمارية التي‬ ‫تثير السلبيات‪ ،‬وتع ّقد الوضاع‪ ،‬وتخلق المزيمات على أكثر يمن صعيد‪ ،‬ويما تزا ل القضية تتفاعل لتضع في كّل يو‪،‬م عقبة‬ ‫جديدة ويمشكلة جديدة‪.‬‬ ‫***‬ ‫والن‪ ،‬يماذا عن الشيعة والوحدة؟!‬ ‫إَّننا نريد أن نناتقش الموضوع يمن ناحيتين‪:‬‬ ‫الناحية الولى‪ :‬نظرة الشيعة إلى الوحدة‪.‬‬ ‫الناحية الثانية‪ :‬نظرة المسلمين غير الشيعة إلى الوحدة يمع الشيعة‪.‬‬ ‫نظرة المسلمين الشيعة إلى الوحدة‪:‬‬ ‫أّيما في الناحية الولى‪ ،‬فإَّن هناك اتجاهين في نظرة الشيعة إلى الوحدة‪:‬‬ ‫التجاه الو ل‪ ،‬يرى أ َّن يمشروع الوحدة يعمل على تذويب الشيعة في المحيط اللسليمي العا‪،‬م‪ ،‬ويؤدي إلى فقدان الركائز‬ ‫اللسالسية لفكرة التشّيع‪ ،‬وهي اليمايمة‪ ،‬ويما يتبعها يمن تقضايا فكرية وشرعية‪ ،‬فيتحّو ل الشيعة‪ ،‬بفعل ذلك‪ ،‬إلى لسّنة‪ ،‬وبذلك‪،‬‬ ‫لن تكون عملية الوحدة إل ألسلوب اً يمن ألساليب احتواء فئة يمن المسلمين لفئة أخرى‪ ،‬ل عملية جمع للمسلمين على ألساس‬ ‫الح ّ‬ ‫ق‪ .‬ويضيف هؤلء‪ :‬إ َّننا تقد نوافق على عملية التذويب والنديماج إذا كانت القضية هايمشية طارئة‪ ،‬يمكن للنسان أن‬ ‫ّ‬ ‫يتجاومزها كما يتجاومز الكثير يمن القضايا الحياتية الطارئة‪ ،‬للمحافظة على المصلحة العايمة‪ ،‬ولكَّن القضية تمثل‪ ،‬في وعينا‬ ‫الفكري‪ ،‬تقضية التزايمنا اللسليمي بخ ّ‬ ‫ط الح ّ‬ ‫ق في العقيدة والتشريع‪ ،‬لَّن يمسألة اليمايمة ليست يمسألة شخص أو أشخاص‪ ،‬أو‬ ‫يموتقف لسيالسي يمعين‪ ،‬بل هي يمسألة القاعدة الشرعية التي انطلقت القناعة فيها يمن الدليل والبرهان‪ ،‬فل يمكن للنسان أن‬ ‫يتنامز ل عنها‪ ،‬انطلتقاً يمن تسوية خاضعة لوضاع يمعينة‪.‬‬ ‫وهكذا كانت نظرة هذا التجاه إلى يمسألة الوحدة‪ ،‬نظرة لسلبية تحمل الكثير يمن الحذر والخوف والشك والرتياب‪.‬‬ ‫التجاه الثاني‪ ،‬يرى أَّن يمسألة الوحدة ليست يمسألة إدخا ل الشيعة في يمحيط السّنة أو العكس‪ ،‬بحيث تستهدف تذويب‬ ‫الشخصية الفكرية الخاصة التي يحملها كّل واحد يمنهما‪ ،‬بطريقة عاطفية‪ ،‬بل هي يمسألة روحية نفسية في البداية‪ ،‬كما هي‬ ‫يمسألة فكرية علمية في النهاية‪ ،‬ل َّن تقاعدة التفكير الوحدوي‪ ،‬ترتكز على ألساس اليحاء للمسلمين بضرورة التمسك‬ ‫بالروحية اللسليمية التي ينبغي أن تطبع شخصيتهم فيما تمّثله الشهادتان يمن عقيدة والتزا‪،‬م وحركة في حياتهم العايمة‬ ‫والخاصة‪ ،‬يمهما اختلفت نظرتهم إلى التفاصيل‪ ،‬اليمر الذي يثير فيهم يمشاعر الوحدة‪ ،‬ويحّلق بهم في آفاتقها‪ ،‬ويوحي لهم‬ ‫بمسؤولياتها‪ ،‬لتكون هذه الروحية لسبيلً يمن ُلسبل اللقاء الذي يساعد على التفاهم والتحاور والتعاون‪ ،‬فيمكن للشيعي أن يقنع‬ ‫السّني بطريقته في فهم اللسل‪،‬م وفي يممارلسته‪ ،‬كما يمكن للسّني أن يقنع الشيعي بطريقته وبممارلسته‪ ،‬ويمكن لهما أن‬ ‫يكتشفا‪ ،‬يمن خل ل اللقاء الفكري‪ ،‬لسبيلً آخر‪.‬‬ ‫ويضيف أصحاب هذا التجاه تقائلين‪ :‬إَّن النتائج اليجابية التي يحصل عليها المسلمون الشيعة في يمسألة الوحدة‪ ،‬ل ُتقاس‬ ‫بالنتائج السلبية التي يعيشونها في يمسألة الفرتقة والخلف الفكري والعملي‪ ،‬الذي يتحّرك يمن يموتقع العقدة الذاتية ل يمن يموتقع‬ ‫المصلحة العايمة‪.‬‬


‫ي صاحب فكر تتعاطى يمع المحيط العا‪،‬م بروحية يمنفتحة إيجابية‪ ،‬تقد تستطيع أن تحّقق لفكرها الكثير يمن‬ ‫ويرون أَّن حركة أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫المواتقع المتقّديمة‪ ،‬يمن خل ل يما تملكه يمن حرية الجّو‪ ،‬ويمن طبيعة النفتاح‪ ،‬يمّما ل تستطيع أن تحققه في إطار الحدود‬ ‫الفاصلة التي تفصل بين هذا الفريق أو ذاك‪ ،‬ل َّن هذا الفصل يوحي لكّل يمنهما بالحاجة إلى اللستعداد المسبق لتحصيل‬ ‫ي شيء يثيره الفريق الخر‪ ،‬يمن أفكار‬ ‫المناعة ضّد إيمكانات التأّثر بالفريق الخر‪ ،‬وبالتالي ليجاد حاجز نفسي ضّد أ ّ‬ ‫وطروحات وحلو ل‪ ،‬يما يجعل يمن الحالة النفسية لكّل يمنهما‪ ،‬هي كيف يمكن أن يسّجل نقطة ضّد الفكار التي يثيرها‪ ،‬ل‬ ‫كيف يناتقشها وينظر في طبيعتها الفكرية يمن حيث الخطأ والصواب‪.‬‬ ‫وينتهي أصحاب هذا التجاه إلى الفكرة التي تقو ل‪ :‬إَّننا‪ ،‬كشيعة‪ ،‬يمكننا إتقناع المسلمين الخرين بصحة أطروحتنا الفكرية‬ ‫في فهم اللسل‪،‬م‪ ،‬فيما نعتقد أَّنه الحّق‪ ،‬يمن خل ل يما نملك يمن أدلة وبراهين‪ ،‬وذلك في نطا ق الوحدة‪ ،‬أكثر يمما نستطيع ذلك‬ ‫في ظّل الوضع الطائفي الحاتقد‪.‬‬ ‫نظرة المسلمين غير الشيعة إلى الوحدة‪:‬‬ ‫أ ّيما يمن الناحية الثانية‪ ،‬وهي نظرة المسلمين غير الشيعة إلى الوحدة يمع الشيعة‪ ،‬فهناك ثلثة اتجاهات‪:‬‬ ‫التجاه الو ل‪ ،‬ينظر إلى الشيعة‪ ،‬بأَّنهم خارجون عن اللسل‪،‬م في يما ينسبه إليهم يمن عقائد بالغلّو‪ ،‬والشرك‪ ،‬وتحريف‬ ‫القرآن‪ ،‬أو إيمانهم بقرآن آخر غير هذا القرآن‪ ،‬ويما إلى ذلك يمن يمفاهيم ل تلتقي يمع اللسس العقيدية التي رَّكز اللسل‪،‬م عليها‬ ‫فكره وشريعته‪ ،‬وبذلك‪ ،‬ل يمعنى لطرح تقضية الوحدة يمعهم‪ ،‬التي يجب أن تطرح يمع المسلمين‪ ،‬ل يمع المنحرفين عن خطّ‬ ‫اللسل‪،‬م‪ ،‬كما أَّن إتقحايمهم في داخل المجتمع اللسليمي‪ ،‬يمّثل لوناً يمن ألوان الخطر على صفاء العقيدة اللسليمية‪ ،‬وعلى‬ ‫لسليمة المجتمع اللسليمي‪ ،‬وذلك يمن خل ل يما يثيرونه يمن شبهات وأضاليل ويمؤايمرات على اللسل‪،‬م والمسلمين‪.‬‬ ‫وهذا التجاه يتمّثل في الغلب في الطريقة السلفية الوهابية‪ ،‬التي عملت على تعميق الهّوة بين السّنة والشيعة‪ ،‬بمختلف‬ ‫اللساليب العليمّية والضغوط المادّية والمعنوّية‪ ،‬وحاولت أن تستغل اليمكانات المادية والرلسمية في تشويه صورة الشيعة‬ ‫لدى المسلمين وغير المسلمين‪ ،‬حتى رأينا القائمين عليها‪ ،‬يتسايمحون يمع التجاهات الكافرة بما ل يتسايمحون فيه يمع‬ ‫الشيعة‪ ،‬لَّنهم يرون أَّن الكفر المقَّنع الذي يمّثله الشيعة‪ ،‬أكثر خطورة يمن الكفـر الصريـح الذي يمّثلـه الكافرون الصريحون‪،‬‬ ‫كما انطلقوا ـ في لسائـر أنحـاء العالـم ـ يعملون على عز ل شباب المسلمين السّنة‪ ،‬بمن فيهم العايملون في خ ّ‬ ‫ط اللسل‪،‬م‬ ‫ي تعاون فكري أو لسيالسي أو اجتماعي فيما بينهم‪ ،‬يمهما بلغت التحديات العملية‬ ‫الحركي‪ ،‬عن شباب المسلمين الشيعة‪ ،‬لمنع أ ّ‬ ‫ض ّد اللسل‪،‬م والمسلمين‪ .‬وتقد تداخلت لدى هؤلء الخلفيات المذهبية بالخلفيات السيالسية في يما يخافونه على يمراكز نفوذهم‬ ‫في المجالت التي يملكون فيها ألسباب السلطة والسلطان‪.‬‬ ‫ولعّل يمشكلة هذا التجاه‪ ،‬أ َّن أصحابه يرفضون الحوار حو ل القضايا المختلفة التي يعتقدون انطل ق المذهب الشيعي يمنها‪،‬‬ ‫لتصحيح نظرتهم إلى طبيعة هذه القضايا‪ ،‬ول لسيما أَّن كثيراً يمنها تقد تكون النسبة فيه إلى الشيعة غير صحيحة‪.‬‬ ‫التجاه الثاني‪ ،‬ل يرى في الشيعة هذا الرأي‪ ،‬بل يرى أَّنهم يمسلمون في يما يرتكز عليه اللسل‪،‬م يمن عقيدة وشريعة‪ ،‬وأَّن‬ ‫الخلفات بينهم وبين السّنة‪ ،‬كالخلفات بين السّنة أنفسهم في بعض تفاصيل العقيدة والشريعة‪ ،‬فهم يمسلمون يمخطئون في‬ ‫ي يمسلم يمخطئ في اجتهاده‪ ،‬فإَّن الخطأ ل يخرجه عن إلسليمه‪ ،‬بل يكون يمسلما ً خاطئاً‬ ‫بعض يما يعتقدون‪ ،‬فحالهم حا ل أ ّ‬ ‫يمأجورًا‪.‬‬ ‫ولكَّن أصحاب هذا الرأي ل يرون يمصلحة في الوحدة يمع الشيعة‪ ،‬لَّن هذه الفكار الخاطئة تقد تنفذ يمن خل ل يمجتمع الوحدة‬ ‫إلى ذهنية المسلمين يمن أهل السّنة‪ ،‬فتسيء إلى الفكار السليمة الصحيحة الصافية‪ ،‬كما أَّن طبيعة الوضاع الشيعية‪ ،‬في يما‬ ‫تمّثله يمن خلفيات لسيالسية يمعينة‪ ،‬تقد تسيء إلى يمستقبل الّيمة‪.‬‬ ‫ورَّبما يلتقي هذا الفريق يمع فريق التجاه الو ل في ألساليب العمل ضّد تقضية الوحدة‪ ،‬ولكَّنهم ُيمارلسون ألساليب المجايملة‪ ،‬في‬ ‫يما تقتضيه اللياتقات الجتماعية‪ ،‬أو المصالح السيالسية‪ ،‬عنديما يطرحون تقضية الوحدة‪ ،‬تمايما ً كما ُيمارلسها التجاه الشيعي‬ ‫الذي يقف يموتقفا ً لسلبي ًا يمن الوحدة‪ ،‬عنديما يطرح الوحدة كشعار في الحالت الطارئة‪ ،‬ولكن بحذر شديد‪ ،‬وبدون إخلص أو‬ ‫إيمان بذلك‪.‬‬ ‫ولعّل الواتقع الذي يعيشه جمهور المسلمين يمن أهل السّنة‪ ،‬يعيش عمق هذا التجاه‪ ،‬ولكن بدرجات يمتفاوتة‪.‬‬ ‫التجاه الثالث‪ ،‬ينطلق في حركته يمن يموتقع اليمان بوحدة المسلمين الواتقعية‪ ،‬في يما يلتقي عليه المسلمون يمن عقائد ويمفاهيم‬ ‫وشريعة‪ ،‬وبأ َّن الخلفات في يما يختلفون فيه‪ ،‬ل تضّر هذه الوحدة‪ ،‬كما لـم تضّر خلفات المذاهب بين بعضها البعض‬ ‫وحدتهم اللسليمية‪ .‬وعلى هذا اللساس‪ ،‬رأى أصحاب هذا التجاه في الوحدة أيمراً واتقعياً في عمق الشخصَّية اللسليمَّية‪،‬‬ ‫يتط َّلب تحويله إلى خطوة عملَّية في حركة اللسل‪،‬م في الحياة‪ ،‬وحالة شعورية في داخل وجدان المسلم‪ .‬وهم يعتبرون أَّن‬ ‫ي فريق في المجتمع اللسليمي‪ ،‬ل يمّثل خطراً على يما يعتقد الفريق الخر أَّنه الح ّ‬ ‫ق‪ ،‬يما دايمت القضايا المتنامزع‬ ‫دخو ل أ ّ‬ ‫عليها تعيش في داخل الجواء التي تثيرها القضايا المتفق عليها‪ ،‬ويما دا‪،‬م المنطق الفكري القائم على الحجة والبرهان‪ ،‬هو‬ ‫الذي يحكم الحوار في الساحة‪ ،‬يما يجعل الموتقف في يمصلحة الفريق الذي يملك الحجة التقوى‪ ،‬والمنطق الفضل‪ ،‬وليست‬ ‫ي فريق في يما يخسره يمن أفكار تقد يثبت له أَّنها خاطئة يمن خل ل الحوار‪ ،‬يما دايمت الروحية الجديدة التي‬ ‫هناك أّية يمشكلة ل ّ‬ ‫ً‬ ‫ي إطار آخر‪.‬‬ ‫تحكم يمساره‪ ،‬هي روحية اللسل‪،‬م الصافي الصحيح‪ ،‬بعيدا عن أ ّ‬ ‫ويتم ّثل هذا التجاه في الحركات اللسليمية الواعية غير الخاضعة لعقلية النظمة المرتبطة باللستعمار‪ ،‬وفي الشخصيات‬ ‫الفكرية المسلمة التي تعيش يمسؤولية اللسل‪،‬م يمن خل ل الفا ق الرحبة الوالسعة‪ ،‬ل يمن خل ل الفا ق الضّيقة الخانقة‪.‬‬


‫وتقد لساهم أصحاب هذا التجاه في خلق جّو وحدوي عا‪،‬م‪ ،‬وفي صنع يمجتمعات يمتنوعة هنا وهناك‪ ،‬تعيش روحية الوحدة‬ ‫بانفتاح وإيمان‪ ،‬وذلك يمن خل ل اللقاء بالتجاه الثاني الموجود في يمجتمع المسلمين الشيعة‪ ،‬الذي يرى في الوحدة عنصراً‬ ‫إيجابي ًا في حركة اللسل‪،‬م العايمة‪ .‬وتقد انطلقت هذه الحركة الوحدوية بقوة يمواكبة لحركة الثورة اللسليمية في إيران‪ ،‬التي‬ ‫طرحت شعار الوحدة اللسليمية كهدف كبير ل بَُّد للمسلمين يمن أن يجتمعوا حوله‪ ،‬يمن أجل تحويله إلى حركة واتقعية حّية‪،‬‬ ‫وذلك باعتماد اللساليب المرنة الحكيمة التي تعمل على الوصو ل إلى الهدف بالطريقة المرحلية المرتكزة على التخطيط‬ ‫الدتقيق في حركة المراحل نحو الهدف‪.‬‬ ‫ول يزا ل الصراع حو ل الوحدة تقائماً بين أصحاب هذه التجاهات المختلفة في نطا ق الشيعة والسّنة‪ ،‬ويما تزا ل الساحة تمتلئ‬ ‫في كّل يو‪،‬م بالجديد يمن النتائج السلبية واليجابية في هذا الخ ّ‬ ‫ط أو ذاك‪ ،‬يمما يعتبره كّل اتجاه يمنها دلي ً‬ ‫ل له أو عليه‪ ،‬ويما يزا ل‬ ‫المستقبل اللسليمي ينتظر النتائج النهائية لهذا الصراع‪ ،‬ليلتقي بالوحدة اللسليمية كنتيجة إيجابية للوعي اللسليمي الجديد‪.‬‬ ‫خطوات ضرورية على طريق الوحدة‪:‬‬ ‫والن‪ ،‬ويمن جديد‪ ،‬نطرح السؤا ل‪ :‬يماذا عن الشيعة والوحدة؟‬ ‫إَّننا نتبّنى اتجاه السير في حركة الوحدة اللسليمية‪ ،‬ونرى أَّنه السبيل اليمثل لنطلتقة اللسل‪،‬م في العالـم‪ ،‬اليمر الذي يمثلّ‬ ‫النهج الشرعي للسير العملي للنسان المسلم في يما ُيرضي ّ‬ ‫ا‪ ،‬وفي يما يقرب إليه‪ ،‬كما يمّثل النهج الواتقعي للستعادة لسيطرة‬ ‫اللسل‪،‬م على الحياة‪ ،‬وتحقيق العزة والكرايمة للمسلمين‪ ،‬في جميع يمجالتهم السيالسية والجتماعية والتقتصادية‪ ،‬وذلك على‬ ‫ألساس عّدة نقاط‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ 1‬ـ إَّن يمشروع الوحدة اللسليمية‪ ،‬ليس يمشروعا الستعراضيا عاطفيا‪ ،‬يريمي إلى إلغاء المواتقف الفكرية بحركة انفعالية‬ ‫لسريعة‪ ،‬بل هو يمشروع يريمي إلى تكوين عقلية يموضوعية هادئة‪ ،‬تناتقش المواتقف الفكرية بهدوء واتزان ويمسؤولية‪ ،‬لتكون‬ ‫الساحة للفضل والتقرب إلى الحقيقة اللسليمية‪ ،‬يمن تقاعدة الحجة والدليل‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فإَّنها تلغي الخوف يمن الحتواء‪ ،‬يمن‬ ‫خل ل تأيمين الضمانات العملية‪ ،‬للوصو ل إلى ذلك الهدف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي فريق إلسليمي القدرة النفسية على‬ ‫‪ 2‬ـ إَّن النطل ق يمن صفة اللسل‪،‬م في أ ّ‬ ‫ي تحّرك فكري أو عملي‪ ،‬هو الذي يحقق ل ّ‬ ‫يمواجهة أّية تقضية فكرية أو شرعية‪ ،‬بجدية الهتما‪،‬م‪ ،‬وبسعة الفق‪ ،‬ورحابة الصدر‪ ،‬والبعد عن التشنج وإثارة الحسالسيات‬ ‫الذاتية‪ ،‬لَّن القضية عنده ـ في يمجملها ـ هي يماذا يقو ل ّ‬ ‫ا ورلسوله‪ ،‬ويما يقوله اللسل‪،‬م يمن خل ل ذلك‪ ،‬بعيداً عن كّل يمألوف‬ ‫أو يموروث‪ ،‬فإ ّيما أن تكون هذه المسائل الشرعية والفكرية ثابتة بالطر ق الصحيحة الجتهادية‪ ،‬فتقبل‪ ،‬وإّيما أن تكون غير‬ ‫ثابتة‪ ،‬ف ُترفض‪ ،‬وهذا هو الذي يوحي بتغليب الصفة العايمة على الصفة الخاصة‪ ،‬أو تأكيد الصفة الخاصة بمقدار انسجايمها‬ ‫يمع أجواء الصفة العايمة‪.‬‬ ‫وتقد يكون يمن الطبيعي أن نر ّكز على دور التربية السليمة في الحصو ل على هذا اللسلوب‪ ،‬في بناء الشخصية اللسليمية‪،‬‬ ‫فيجد السّني صفة السّنية كوجهة نظر في فهم اللسل‪،‬م‪ ،‬كما يجد الشيعي صفة الشيعية يمنهج فكر في فهم اللسل‪،‬م‪ ،‬وبذلك‪،‬‬ ‫تتحّو ل الخصوصية إلى ولسيلة فكرية لفهم الفكرة العايمة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ أن تتح ّو ل صيغة البحاث الفكرية القائمة على يمناتقشة الفكار اللسليمية المختلفة‪ ،‬يمن صيغة تتخذ صفة الهجو‪،‬م‬ ‫والدفاع‪ ،‬التي تثير ـ في داخلهـا ويمن حولـها ـ أجواء الحماس والنفعا ل‪ ،‬عند تسجيل نقطة هنا ونقطة هناك‪ ،‬إلى صيغة تأخذ‬ ‫شكل البحث والتحليل الدتقيق للقضايا المطروحة في البحث‪ ،‬لَّن هذه الصيغة توحي بانطل ق البحث يمن يمصادره الصيلة‪،‬‬ ‫بطريقة هادئة يموضوعية‪ ،‬تلتقي بالفكرة‪ ،‬أيما‪،‬م احتمالين يتحركان في نطا ق وجهتي نظر يمتنوعة‪ ،‬وبذلك‪ ،‬يمكن الوتقوف‬ ‫يمعهما‪ ،‬أيما‪،‬م الجذور العميقة للفكرة‪ ،‬لُيعرف في نهاية المطاف‪ ،‬كيف يلتقي هذا أو ذاك بالجذور‪ ،‬ليكون هذا هو الوجه‬ ‫الصحيح للفكرة‪ ،‬بعيد ًا عن أن يكون هذا الحتما ل وجهة نظر مزيد أو وجهة نظر عمرو‪ ،‬وهذا هو المنهج القرآني الذي ركز‬ ‫على الموضوعية والحكمة والطريقة التي هي أحسن‪ ،‬والنطل ق يمن يمواضع اللقاء إلى يمواطن الخلف‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن يعمل الشيعة على توضيح الخ ّ‬ ‫ط اللسليمي الصيل في يما يعتنقونه يمن أفكار ويمفاهيم في جانب العقيدة‪ ،‬أو في نطا ق‬ ‫الشخاص‪ ،‬أو في تفاصيل الشريعة‪ ،‬وذلك باللساليب المتحركة في لساحة الصراع‪ ،‬وبالعمل على كتابة ذلك بطريقة‬ ‫واضحة صريحة‪ ،‬وألسلوب علمي ل تعقيد فيه‪ ،‬وتسهيل وصو ل النشرات المتضمنة لهذه الفكار إلى كّل يمكان في العالـم‪،‬‬ ‫يمن أجل تطويق الدعايات المضادة التي تعمل على تشويه الصورة اللسليمية لفكرة التشّيع‪ ،‬ول لسيما في يما يتعّلق بالموامزين‬ ‫اللسليمية لفكرة التوحيد والشرك‪ ،‬والغلّو والعتدا ل في الشخاص‪ ،‬وتقضية تحريف القرآن‪ ،‬أو يموضوع يمصحف فاطمة‪،‬‬ ‫وعصمة الئمة‪ ،‬ويما إلى ذلك يمن اليمور التي ُيراد إثارتها يمن أجل إبقاء الهّوة عميقة بين الجماهير اللسليمية‪ ،‬يمن السّنة‬ ‫والشيعة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أن نعمد يمن جديد إلى غربلة العقائد والعادات والفتاوى الشائعة لدى الّيمة‪ ،‬يمن أجل إخضاعها للمقاييس الفنية‬ ‫الجتهادية في فهم الكتاب والسّنة‪ ،‬وفي تقويم الحاديث في صحتها وضعفها‪ ،‬انطلتقاً يمن درالسة شخصية الراوي‪ ،‬ويمتن‬ ‫الّرواية‪ ،‬لَّننا نلحظ أَّن كثيراً يمن القضايا التي يحملها الّناس في أفكارهم‪ ،‬ل ترجع إلى يمصادر اجتهادية صحيحة‪ ،‬بل إلى‬ ‫التسايمح في القضايا التي ل تمّثل حكما ً شرعيًا‪ ،‬كقضايا الثواب‪ ،‬أو العقاب‪ ،‬أو الفضائل‪ ،‬أو غير ذلك يمن اليمور‪ ،‬يمّما تقد‬ ‫ضاعون والغلة والضعفاء‪ ،‬الذين ل تقو‪،‬م برواياتهم حجة في دين أو دنيا‪.‬‬ ‫يرويه الو ّ‬


‫ي‬ ‫إ َّن ذلك هو السبيل للوصو ل إلى اللسل‪،‬م الصحيح في كّل المفاهيم الفكرية والحكا‪،‬م الشرعية‪ ،‬اللزايمية وغيرها‪ ،‬لَّن أ ّ‬ ‫ي حكم‪ ،‬إ َّنما هو جزء يمن اللسل‪،‬م‪ ،‬فإذا انحرفت الصورة فيه‪ ،‬انحرفت الصورة اللسليمية في وعي النسان‬ ‫يمفهو‪،‬م وأ ّ‬ ‫المسلم‪.‬‬ ‫ول يقتصر هذا اليمر على الشيعة وحدهم‪ ،‬بل يعّم السّنة أيضًا‪ ،‬فيما لديهم يمن تركة ثقيلة يمن الحاديث الضعيفة أو‬ ‫الموضوعة‪ ،‬التي كّونت يمفاهيم يمتنوعة غير إلسليمية في يمصادرها الصيلة‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ أن نعمل على تشجيع اللقاءات بين الفعاليات اللسليمية العلمية‪ ،‬يمن السّنة والشيعة‪ ،‬يمن أجل إيجاد علتقة حميمة فيما‬ ‫بينها يمن جهة‪ ،‬وتحويلها إلى علتقة علمية فكرية يتّم فيها التعارف والتلتقي بين الفكار‪ ،‬ثَّم الحوار العلمي الهادئ يمن جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬ليعي كّل يمنهما الطريقة التي يفكر بها الخر‪ ،‬ليعرف أَّنه ل يتحّرك يمن يموتقع الرغبة في الخطأ يمن تقاعدة الخطأ‪ ،‬بل‬ ‫يتحّرك يمن يموتقع الخلص للح ّ‬ ‫ق يمن تقاعدة الحّق‪ ،‬حتى لو أخطأ طريق الوصو ل‪ ،‬وبذلك‪ ،‬يعرف الفريقان أَّنهما يخطئان‪،‬‬ ‫إذا أخطئا‪ ،‬يمن يموتقع اجتهادي‪ ،‬كما يصيبان‪ ،‬إذا أصابا‪ ،‬يمن الموتقع نفسه‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ أن يعيش الشيعة في تحّركهم السيالسي يمن يمواتقع السيالسة اللسليمية العايمة‪ ،‬لَّنهم ل يستطيعون الوصو ل إلى الهداف‬ ‫الكبرى في الحرية والعزة واللستقل ل السيالسي والتقتصادي‪ ،‬إل في الدائرة اللسليمية الكبيرة‪ ،‬لَّن دروس اللستعمار‬ ‫علمتنا أ َّنه يملك كّل أورا ق اللعب في الدائرة الطائفية‪ ،‬بينما يفقد أكثر الورا ق في الدائرة اللسليمية‪ ،‬فل يمجا ل للتفكير في‬ ‫أَّن هناك تقضية شيعية يمكننا أن نطرحها في الساحة الدولية‪ ،‬لَّن اللستعمار لسيطرح أيمايمها تقضية لسنية‪ ،‬وبذلك‪ ،‬يشغل‬ ‫الساحة بالنزاع الطائفي الذي يمهد له السبيل للسيطرة على الموتقف كّله‪.‬‬ ‫إَّن يمثل هذا الخ ّ‬ ‫ط تقد يواجه يمصاعب كثيرة في الساحة الفعلية‪ ،‬وذلك بفعل وجود أوضاع طائفية حادة في المجتمع اللسليمي‬ ‫الخر‪ ،‬الذي تقد ُيصّور اندفاع الشيعة في الدائرة اللسليمية الكبيرة‪ ،‬بأَّنها حالة ضعف أو الستضعاف‪ ،‬بهدف يمنع لسلوك هذا‬ ‫التوجه‪ ،‬أو الستغل ل ذلك لمصالح فئوية خاصة‪.‬‬ ‫ولكَّننا نؤكد هذا الخ ّ‬ ‫ط‪ ،‬على ألساس الهدف الكبير‪ ،‬الذي ل بَُّد يمن طرحه في الساحة‪ ،‬لتوعيتها ودفعها للنطل ق بالقضايا‬ ‫اللسليمية في الفضاء الرحب والهواء الطلق‪ ،‬على أن يتحّرك العايملون بسيالسة المراحل التي تحمي الساحة يمن ردود الفعل‬ ‫الصعبة التي تقد تهد‪،‬م البيت على رؤوس الجميع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأخيرًا‪ ،‬إَّننا نعتقد أَّن الخلص للقضايـا الكبيرة التي جعلهـا ا أيمانة في أعناتقنا‪ ،‬يقتضي يمّنا يمرونـة إلسليميـة عميقـة‪،‬‬ ‫وهـذا يمـا عشناه في اللسلـوب العملي الذي أرادنا أهل البيت)ع( أن نسير عليه‪ .‬ونجد أيمايمنا ـ في هذا المجا ل ـ ألسلوب اليما‪،‬م‬ ‫علّي أيمير المؤيمنين)ع(‪ ،‬في الفترة التي عاشها بين وفاة الرلسو ل)ص( وخلفته‪ ،‬في يما حّدثنا عنه يمن أجوائها‪ ،‬ويموتقفه يمن‬ ‫تلك الجواء‪:‬‬ ‫"فما راعني إلَّ انثيا ل الّناس على فلن يبايعونه‪ ،‬فأيمسكت يدي‪ ،‬حتى رأيت راجعة الّناس تقد رجعت عن اللسل‪،‬م يريدون‬ ‫ي أعظم يمن‬ ‫يمحق دين يمحَّمد)ص(‪ ،‬فخشيت إن أنا لـم أنصر اللسل‪،‬م وأهله‪ ،‬أن أرى فيه ثلما ً أو هديمًا‪ ،‬تكون المصيبة به عل َّ‬ ‫فوت وليتكم‪ ،‬التي إَّنما هي يمتاع أيا‪،‬م تقلئل يزو ل يمنها يما مزا ل كما يزو ل السراب‪ ،‬أو كما يتقشع السحاب‪ ،‬فنهضت في تلك‬ ‫الحداث‪ ،‬حتى مزاح الباطل ومزهق‪ ،‬واطمأَّن الدين وتنهنه")‪.(1‬‬ ‫وكما في تقوله)ع( عنديما لسمع تقويماً يمن أهل العرا ق يسُّبون أهل الشا‪،‬م‪" :‬إّني أكره لكم أن تكونوا لسَّبابين‪ ،‬ولكَّنكم لو وصفتم‬ ‫أعمالهم وذكرتـم حالهم‪ ،‬كان أصوب في القو ل وأبلغ في العذر‪ ،‬وتقلتم يمكان لسّبكم إّياهم‪ :‬رَّبنا احقن ديماءنا وديماءهم‪ ،‬وأصلح‬ ‫ذات بيننا وبينهم‪ ،‬واهدهم يمن ضللتهم‪ ،‬حتى يعرف الح ّ‬ ‫ق يمن جهله‪ ،‬ويرعوي عن الغّي والعدوان يمن لهج به")‪.(2‬‬ ‫ُّ‬ ‫وتقو ل اليما‪،‬م الصاد ق)ع( في حديث عن يمعايملة الشيعة لبقية المسلمين‪" :‬صلوا في عشائرهم‪ ،‬واشهدوا جنائزهم‪ ،‬وعودوا‬ ‫يمرضاهم‪ ،‬وأدوا حقوتقهم‪ ،‬فإَّن الّرجل يمنكم إذا ورع في دينه‪ ،‬وصد ق في حديثه‪ ،‬وأدى اليمانة‪ ،‬وحسن خلقه يمع الّناس‪ ،‬تقيل‬ ‫هذا شيعي‪ ،‬فيّسرني ذلك‪ ،‬اتقوا ّ‬ ‫ا‪ ،‬وكونوا مزيناً ول تكونوا شينًا")‪.(1‬‬ ‫إ َّن هذه الكلمات وأيمثالها‪ ،‬تثير فينا الروح اليجابية في يمواجهة الخطاء الكبيرة التي تواجه الواتقع اللسليمي‪ .‬ونحن ل نعتقد‬ ‫أ َّن الخطار التي واجهت اللسل‪،‬م والمسلمين في عهد الخلفاء‪ ،‬والتي تعاطى يمعها اليما‪،‬م علّي)ع( بروحية اللقاء والتعاون‬ ‫لتحقيق يمصلحة اللسل‪،‬م العليا‪ ،‬هي أشّد يمن الخطار التي تواجه اللسل‪،‬م الن‪ ،‬بل نعتقد أَّنها أشّد يمن الماضي‪ ،‬وذلك هو‬ ‫وحده الذي يفرض علينا النفتاح على الساحة اللسليمية الكبرى‪ ،‬لنكون جزءاً يمن الّيمة في تقضاياها الكبيرة‪ ،‬لنلتقي عنديما‬ ‫نلتقي يمن يموتقع اللسل‪،‬م‪ ،‬لمصلحة اللسل‪،‬م‪ ،‬ولنختلف عنديما نختلف يمن يموتقع اللسل‪،‬م‪ ،‬لمصلحة اللسل‪،‬م‪ ،‬ولنعطي تقضية‬ ‫اللسل‪،‬م كّل يما عندنا يمن فكر وحركة وجهاد وإيمان‪ ،‬ولنستجيب لنداء ّ‬ ‫ا‪} :‬إَّن هذه أّيمتكم أّيمة واحدة وأنا رّبكم فاعبدون{‬ ‫)النبياء؛‪.(92‬‬ ‫)‪ (1‬نهج البلغة والمعجم المفهرس للفاظه‪ ،‬الكتاب‪ ،62:‬ص‪.340:‬‬ ‫)‪،) (2‬م‪.‬ن(‪ ،‬الخطبة‪ ،206:‬ص‪.236:‬‬ ‫)‪ (1‬بحار النوار‪ ،‬ج‪ ،78:‬باب‪ ،29:‬ص‪ ،372:‬رواية‪.1:‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.