محمد بن عبد الوهاب النجدي إمام الوهابية

Page 1

‫محمد بن عبد الوهاب‬ ‫النجدي إمام الوهابية‬ ‫بيان موجز عن حال محمد بن عبد الوهاب النجدي إمام الوهابية‬

‫بداية امر محمد بن عبد الوهاب‬

‫كان ابتداء ظهور أمره في الشرق سنة ‪ ۱۱٣٤‬هـ واشتهر أمره بعد ‪۱۱١١‬‬ ‫هـ بنجد وقراها‪ ،‬توفي سنة ‪ ۱٠١١‬هـ‪ ،‬وقد ظهر بدعوة ممزوجة بأفكار‬ ‫منه زعم أنها من الكتاب والسُّنة‪ ،‬وأخذ ببعض بدع تقي الدين أحمد بن‬ ‫تيمية فأحياها‪ ،‬وهي ‪:‬تحريم التوسّل بالنبي‪ ،‬وتحريم السفر لزيارة قبر‬


‫الرسول وغيره من األنبياء والصالحين بقصد الدعاء هناك رجاء اإلجابة‬ ‫من اهلل‪ ،‬وتكفير من ينادي بهذا اللفظ‪ :‬يا رسول اهلل أو يا محمد أو يا علي‬ ‫أو يا عبد القادر أغثني أو بمثل ذلك إال للحيّ الحارر‪ ،‬وإلااء اللقاق‬ ‫المحلوف به مع الحنث وجعله كالحلف باهلل في إيجاب الكفارة‪ ،‬وعقيدة‬ ‫التجسيم هلل والتحيز في جهة‪.‬‬

‫وابتدع من عند نفسه‪ :‬تحريم تعليق الحروز التي ليس فيها إال القرآن‬ ‫وذكر اهلل وتحريم الجهر بالصقاة على النبي عقب األذان‪ ،‬وأتباعه يحرّمون‬ ‫االحتفال بالمولد الشريف خقافا لشيخهم ابن تيمية‪.‬‬ ‫مفتي الشافعية في مكة يذم محمد بن عبد الوهاب‬ ‫قال الشيخ أحمد زيني دحقان مفتي مكة في أواخر السللنة العثمانية في‬ ‫تاريخه تحت فصل فتنة الوهابية‪( :)۱( ،‬كان ‪-‬اي محمد بن عبد الوهاب‬ ‫ في ابتداء أمره من طلبة العلم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل‬‫الصقاة والسقام‪ ،‬وكان أبوه رجقا صالحا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ‬ ‫سليمان‪ ،‬وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ‬


‫ورقال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل‪،‬‬ ‫وكانوا يوبخونه ويحذّرون الناس منه‪ ،‬فحقق اهلل فراستهم فيه لما ابتدع ما‬ ‫ابتدعه من الزيغ والضقال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة‬ ‫الدين‪ ،‬وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي (صلّى‬ ‫اهلل عليه وسلّم) والتوسل به وباألنبياء واألولياء والصالحين وزيارة قبورهم‬ ‫للتبّرك شرك‪ ،‬وأن نداء النبي (صلّى اهلل عليه وسلّم) عند التوسل به‬ ‫شرك‪ ،‬وكذا نداء غيره من األنبياء واألولياء والصالحين عند التوسل بهم‬ ‫شرك‪ ،‬وأن من أسند شيئا لاير اهلل ولو على سبيل المجاز العقلي يكون‬ ‫مشركا نحو‪ :‬نفعني هذا الدواء‪ ،‬وهذا الولي الفقاني عند التوسل به في‬ ‫شىء‪ ،‬وتمسك بأدلة ال تنتج له شيئًا من مرامه‪ ،‬وأتى بعبارات مزورة‬ ‫زخرفها ولبّس بها على العوام حتى تبعوه‪ ،‬وألف لهم في ذلك رسائل‬ ‫حتى اعتقدوا كفر كثر أهل التوحيد" ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫إلى أن قال (‪" :)٠‬وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة‬ ‫يقولون‪ :‬سيضل هذا أو يضل اهلل به من أبعده وأشقاه‪ ،‬فكان األمر كذلك‪.‬‬ ‫وزعم محمّد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه‬ ‫إخقاص التوحيد والتبري من الشرك‪ ،‬وأن الناس كانوا على الشرك منذ‬


‫ستمائة سنة‪ ،‬وأنه جدّد للناس دينهم‪ ،‬وحمل اآليات القرءانية التي نزلت‬ ‫في المشركين على أهل التوحيد كقوله تعالى ‪﴿:‬وَمَنْ أَرَلُّ مِمَّن يَدْعُو‬ ‫مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ‬ ‫غَافِلُونَ﴾‪( ،‬سورة األحقاف‪ .)١/‬وكقوله تعالى ﴿ وَالَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا‬ ‫الَ يَنفَعُكَ وَالَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة‬ ‫يونس‪ ،)۱١١/‬وكقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم‬ ‫بِشَيْءٍ﴾ (سورة الرعد‪ .)۱٣/‬وأمثال هذه اآليات في القرءان كثيرة‪ ،‬فقال‬ ‫محمد بن عبد الوهاب‪ :‬من استااث بالنبي (صلّى اهلل عليه وسلّم) أو بايره‬ ‫من األنبياء واألولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤالء‬ ‫المشركين ويدخل في عموم هذه االيات‪ ،‬وجعل زيارة قبر النبي (صلّى‬ ‫اهلل عليه وسلّم) وغيره من األنبياء واألولياء والصالحين مثل ذلك‪ -‬يعني‬ ‫للتبرّك‪ -‬وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة األصنام‪:‬‬ ‫﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ (سورة الزمر‪ )٤/‬إن المتوسلين‬ ‫مثل هؤالء المشركين الذين يقولون ‪ ﴿:‬مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ‬ ‫زُلْفَى ﴾ (سورة الزمر‪ ")٤/‬اهـ‪.‬‬

‫ثم قال (‪" :)٤‬روى البخاري عن عبد اهلل بن عمر رري اهلل عنهما عن‬


‫النبي (صلّى اهلل عليه وسلّم) في وصف الخوارج أنهم انللقوا إلى ءايات‬ ‫نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين‪ ،‬وفي رواية عن ابن عمر أيضا‬ ‫أنه (صلّى اهلل عليه وسلّم) قال‪" :‬أخوف ما أخاف على أمتي رجل يتأول‬ ‫القرءان يضعه في غير مورعه" فهو وما قبله صادق على هذه اللائفة"‬ ‫ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫ثم قال (‪" :)٣‬وممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه‬ ‫وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر‬ ‫على متن بافضل (‪ ،)١‬فقال من جملة كقامه‪" :‬يا ابن عبد الوهاب إني‬ ‫أنصحك أن تكف لسانك عن المسلمين" اهـ‪.‬‬

‫ثم قال الشيخ أحمد زيني دحقان (‪" :)١‬ويمنعون من الصقاة على النبي‬ ‫(صلّى اهلل عليه وسلّم )على المنائر بعد األذان حتى إن رجقاً صالحا كان‬ ‫أعمى وكان مؤذنا وصلى على النبي (صلّى اهلل عليه وسلّم) بعد األذان‬ ‫بعد أن كان المنع منهم‪ ،‬فأتوا به إلى محمد بن عبد الوهاب فأمر به أن‬ ‫يقتل فقتل‪ .‬ولو تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لمألت الدفاتر‬


‫واألوراق وفي هذا القدر كفاية" ا‪ .‬هـ‪.‬‬

‫أقول‪ :‬ويشهد لما ذكره من تكفيرهم من يصلي على النبي أي جهرا على‬ ‫المئاذن عقب األذان ما حصل في دمشق الشام من أن مؤذن جامع الدقاق‬ ‫قال عقب األذان كعادة البلد‪ :‬الصقاة والسقام عليك يا رسول اهلل جهرا‪،‬‬ ‫فكان وهابي في صحن المسجد فقال بصوت عال‪ :‬هذا حرام هذا مثل‬ ‫الذي ينكح أمه‪ ،‬فحصل شجار بين الوهابية وبين أهل السنة وررب‪،‬‬ ‫فرفع األمر إلى مفتي دمشق ذلك الوقت وهو أبو اليسر عابدين فاستدعى‬ ‫المفتي زعيمهم ناصر الدين األلباني فألزمه أن ال يدرّس وتوعده إن‬ ‫خالف ما ألزمه بالنفي من البقاد‪.‬‬

‫وقال الشيخ أحمد زيني دحقان ما نصه (‪" :)٧‬كان محمد بن عبد‬ ‫الوهاب الذي ابتدع هذه البدعة يخلب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول‬ ‫في كل خلبه‪ " :‬ومن توسل بالنبي فقد كفر"‪ ،‬وكان أخوه الشيخ سليمان‬ ‫بن عبد الوهاب من أهل العلم‪ ،‬فكان ينكر عليه إنكارا شديدا في كل ما‬ ‫يفعله أو يأمر به ولم يتبعه في شىء مما ابتدعه‪ ،‬وقال له أخوه سليمان‬


‫يوما‪ :‬كم أركان اإلسقام يا محمد بن عبد الوهاب؟ فقال خمسة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أنت جعلتها ستة‪ ،‬السادس‪ :‬من لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك ركن‬ ‫سادس لإلسقام‪ .‬وقال رجل ءاخر يوما لمحمد بن عبد الوهاب‪ :‬كم يعتق‬ ‫اهلل كل ليلة في رمضان؟ فقال له‪ :‬يعتق في كل ليلة مائة ألف‪ ،‬وفي ءاخر‬ ‫ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله‪ ،‬فقال له‪ :‬لم يبلغ من اتبعك عشر‬ ‫عشر ما ذكرت فمن هؤالء المسلمون الذين يعتقهم اهلل تعالى وقد‬ ‫حصرت المسلمين فيك وفيمن اتبعك‪ ،‬فبهت الذي كفر‪ .‬ولما طال النزاع‬ ‫بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة‬ ‫وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته‪ .‬وألف كثير من علماء‬ ‫الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه وأرسلوها له فلم ينته‪ .‬وقال له رجل‬ ‫ءاخر مرة وكان رئيسا على قبيلة بحيث إنه ال يقدر أن يسلو عليه‪ :‬ما‬ ‫تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قومًا‬ ‫كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفقاني فأرسلت ألف خيال ينظرون‬ ‫القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثرًا وال أحدا منهم‪ ،‬بل ما جاء تلك‬ ‫األرض أحد منهم أتصدق األلف أم الواحد الصادق عندك؟ فقال‪ :‬أصدق‬ ‫األلف‪ ،‬فقال له‪ :‬إن جميع المسلمين من العلماء األحياء واألموات في‬ ‫كتبهم يكذّبون ما أتيت به ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك‪ ،‬فلم يعرف جوابا‬ ‫لذلك‪ .‬وقال له رجل ءاخر مرة‪ :‬هذا الدين الذي جئت به متصل أم‬


‫منفصل؟ فقال له حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمائة سنة كلهم‬ ‫مشركون‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬إذن دينك منفصل ال متصل‪ ،‬فعمّن أخذته؟‬ ‫فقال‪ :‬وحي إلهام كالخضر‪ ،‬فقال له‪ :‬إذن ليس ذلك محصورًا فيك‪ ،‬كل‬ ‫أحد يمكنه أن يدعي وحي اإللهام الذي تدعيه‪ ،‬ثم قال له‪ :‬إن التوسل‬ ‫مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ولم يذكر‬ ‫أن فاعله يكفر"‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫ويعني محمد بن عبد الوهاب بالستمائة سنة القرن الذي كان فيه ابن‬ ‫تيمية وهو السابع إلى الثامن الذي توفي فيه ابن تيمية إلى القرن الثاني‬ ‫عشر‪ .‬وهي التي كان يقول فيها محمد بن عبد الوهاب إن الناس فيها‬ ‫كانوا مشركين وإنه هو الذي جاء بالتوحيد ويعتبر ابن تيمية جاء بقريب‬ ‫من دعوته في عصره‪ ،‬كأنه يعتبره قام في عصر انقرض فيه اإلسقام‬ ‫والتوحيد فدعا إلى التوحيد وكان هو التالي له في عصره الذي كان فيه‬ ‫وهو القرن الثاني عشر الهجري‪ .‬فهذه جرأة غريبة من هذا الرجل الذي‬ ‫كقر مئات المقايين من أهل السنّة وحصر اإلسقام في أتباعه‪ ،‬وكانوا في‬ ‫عصره ال يتجاوز عددهم نحو المائة ألف‪ .‬وأهل نجد الحجاز الذي هو‬ ‫وطنه لم يأخذ أكثرهم بعقيدته في حياته وإنما كان الناس يخافون منه لما‬


‫علموا من سيرته ألنه كان يسفك دماء من لم يتبعه‪ .‬وقد وصفه بذلك‬ ‫األمير الصنعاني صاحب كتاب سبل السقام فقال فيه أوال قبل أن يعرف‬ ‫حاله قصيدة أؤّلها‪:‬‬

‫سقام على نجد ومن حل في نجد وإن كان تسليمي على البعد ال يجدي‬

‫وهذه القصيدة مذكورة في ديوانه وهو ملبوع‪ ،‬وتمامها أيضا في البدر‬ ‫اللالع للشوكاني والتاج المكلل لصديق خان فلارت كل ملار‪ ،‬ثم لما‬ ‫بلاه ما عليه ممدوحه من سفك الدماء ونهب األموال والتجرىء على قتل‬ ‫النفوس ولو باالغتيال وإكفار األمة المحمدية في جميع األقلار رجع عن‬ ‫تأييده وقال‪:‬‬

‫رجعت عن القول الذي قلت في النجدي فقد صح لي عنه خقاف الذي‬ ‫عندي‬


‫ظننت به خيرا فقلت عسى عسى نجد ناصحًا يهدي العباد ويستهدي‬ ‫لقد خاب فيه الظن ال خاب نصحنا وما كل ظن للحقائق لي يهدي‬ ‫وقد جاءنا من أرره الشيخ مِربَدُ فحقّق من أحواله كل ما يبدي‬ ‫وقد جـاء من تأليفه برسائل يكفر أهل األرض فيها على عمد‬ ‫ولفق في تكفيرهم كل حجة تراها كبيت العنكبوت لدى النقد‬

‫إلىءاخر القصيدة‪ ،‬ثم شرحها شرحًا يكشف عن أحوال محمد بن عبد‬ ‫الوهاب من الالوّ واإلسراف في القتل والنهب ويرد عليه‪ ،‬وسمى كتابه‪:‬‬ ‫"إرشاد ذوي األلباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب‪".‬‬

‫وقد ألف أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رسالة في الرد على أخيه‬ ‫محمد بن عبد الوهاب كما ذكرنا سمّاها "الصواعق اإللهية في الرد على‬ ‫الوهابية"‪ ،‬وهي ملبوعة‪ ،‬وأخرى سماها "فصل الخلاب في الرد على‬


‫محمّد بن عبد الوهاب‪".‬‬

‫مفتي الحنابلة في مكة يذم محمد بن عبد الوهاب‬ ‫قال مفتي الحنابلة بمكة المتوفى سنة ‪ ۱٠٢١‬هـ الشيخ محمد بن عبد اهلل‬ ‫النجدي الحنبلي في كتابه "السحب الوابلة على ررائح الحنابلة" في‬ ‫ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ما نصّه (‪" :)٨‬وهو والد‬ ‫محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في االفاق‪ ،‬لكن بينهما تباين مع‬ ‫أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إال بعد موت والده‪ ،‬وأخبرني بعض من‬ ‫لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان‬ ‫غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتال بالفقه كأسقافه وأهل‬ ‫جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر‪ ،‬فكان يقول للناس‪ :‬يا ما ترون من‬ ‫محمد من الشر‪ ،‬فقدّر اهلل أن صار ما صار‪ ،‬وكذلك ابنه سليمان أخو‬ ‫الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا باآليات واآلثار‬ ‫لكون المردود عليه ال يقبل سواهما وال يلتفت إلى كقام عالم متقدمًا أو‬ ‫متأخرا كائنا من كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم‬


‫فإنه يرى كقامهما نصّا ال يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كان‬ ‫كقامهما على غير ما يفهم‪ ،‬وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل‬ ‫الخلاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب" وسلّمه اهلل من شرّه ومكره‬ ‫مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت األباعد‪ ،‬فإنه كان إذا باينه أحد ورد‬ ‫عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من ياتاله في فراشه أو في‬ ‫السوق ليقا لقوله بتكفير من خالفه واستحقاله قتله‪ ،‬وقيل إن مجنونًا كان‬ ‫في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسقاح‪ ،‬فأمر محمدٌ أن‬ ‫يعلى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده‪،‬‬ ‫فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من‬ ‫يده وصار يقول‪ :‬يا سليمان ال تخف إنك من اآلمنين ويكررها مرارا‪ ،‬وال‬ ‫شك أن هذه من الكرامات "‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫وقول مفتي الحنابلة الشيخ محمد بن عبد اهلل النجدي إن أبا محمد بن‬ ‫عبد الوهاب كان غاربا عليه ألنه لم يهتم بالفقه معناه أنه ليس من‬ ‫المبرزين بالفقه وال بالحديث‪ ،‬إنما دعوته الشاذة شهرته‪ ،‬ثم أصحابه غلوا‬ ‫في محبته فسموه شيخ اإلسقام والمجدّد‪ ،‬فتبًا لهم وله‪ ،‬فليعلم ذلك‬ ‫المفتونون والمارورون به لمجرد الدعوة‪ ،‬فلم يترجمه أحد من المؤرخين‬


‫المشهورين في القرن الثاني عشر بالتبريز في الفقه وال في الحديث‪.‬‬

‫ابن عابدين يذم محمد بن عبد الوهاب‬ ‫قال ابن عابدين الحنفي في ردّ المحتار ما نصّه (‪" :)٨‬مللب في أتباع‬ ‫ابن عبد الوهاب الخوارج في زماننا‪ :‬قوله" ‪:‬ويكفرون أصحاب نبينا‬ ‫(صلّى اهلل عليه وسلّم)" علمت أن هذا غير شرط في مسمى الخوارج‪،‬‬ ‫بل هو بيان لمن خرجوا على سيدنا علي رري اهلل تعالى عنه‪ ،‬واال فيكفي‬ ‫فيهم اعتقادهم كفر من خرجوا عليه‪ ،‬كما وقع في زماننا في أتباع محمد‬ ‫بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتالّبوا على الحرمين‪ ،‬وكانوا‬ ‫ينتحلون مذهب الحنابلة‪ ،‬لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من‬ ‫خالف اعتقادهم مشركون‪ ،‬واستباحوا بذلك قتل أهل السنّة قتل علمائهم‬ ‫حتى كسر اهلل شوكتهم وخرب بقادهم وظفر بهم عساكرالمسلمين عام‬ ‫ثقاث وثقاثين ومائتين وألف"‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬ ‫االمام الصاوي المالكي يذم محمد بن عبد الوهاب‬


‫وقال الشيخ أحمد الصاوي المالكي في تعليقه على الجقالين ما نصه‬ ‫(‪" :)۱١‬وقيل هذه اآلية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب‬ ‫والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد اآلن‬ ‫في نظائرهم‪ ،‬وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم‬ ‫على شىء أال انهم هم الكاذبون‪ ،‬استحوذ عليهم الشيلان فأنساهم ذكر اهلل‬ ‫أولئك حزب الشيلان أال إن حزب الشيلان هم الخاسرون‪ ،‬نسأل اهلل‬ ‫الكريم أن يقلع دابرهم " اهـ‪.‬‬

‫فالحذر الحذر من اتباع محمد بن عبد الوهاب وهم الوهابية اليوم ‪.‬‬ ‫‪---------------------------------------------------‬‬‫‪----------------‬‬‫(‪) ۱‬الفتوحات االسقامية (‪).١١ /٠‬‬ ‫( ‪ )٠‬أنظر الكتاب (‪).١٧/ ٠‬‬ ‫(‪) ٤‬أنظر الكتاب (‪).١٨ /٠‬‬


‫( ‪ )٣‬أنظر الكتاب (‪.)١٢ /٠‬‬ ‫( ‪ )١‬متن مشهور في المذهب الشافعي لعبد اهلل بن عبد الرحمن بَافَضْل‬ ‫الحضرمي‪ ،‬واسم شرح ابن حجر هو المنهج القويم في مسائل التعليم‪.‬‬ ‫(‪ )١‬أنظر الكتاب (‪.)٧٧ /٠‬‬ ‫(‪ )٧‬الدرر السنية في الرد على الوهابية (ص‪.)٣٤ -٣٠ /‬‬ ‫(‪ )٨‬أنظر السحب الوابلة على ررانح الحنابلة (ص‪.)٠٧١ /‬‬ ‫(‪ )٢‬رد المحتار على الدر المختار (‪ )٠١٠ /٣‬كتاب البااة‪.‬‬ ‫(‪ )۱١‬مرءاة النجدية (ص‪.)٨١ /‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.