الوهابية في صورتها الحقيقية

Page 1

‫<‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫تعرف على الوهابية‬ ‫ ] ‪ [ 1‬الوهابية ومؤسسها ‪:‬‬‫ تنسب الفرقة الوهابيسسة إلسسى محمسسد بسسن عبسسد الوهسساب بسسن سسسليمان‬‫ه ‪.‬‬ ‫ه ‪ ،‬والمتوفى سنة ‪‍ 1206‬‬ ‫النجدي ‪ ،‬المولود سنة ‪‍ 1111‬‬ ‫وكان هذا قد أخذ شيئا من العلوم الدينية ‪ ،‬كما كان مولعسسا بمطالعسسة‬ ‫أخبسسار مسسدعي النبسسوة كمسسسيلمة الكسسذاب وسسسجاح والسسسود العنسسسي‬ ‫وطليحة السدي ‪ ،‬فظهر منه أيام دراسسسته زيسسغ وانحسسراف كسسبير ‪ ،‬ممسسا‬ ‫دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ‪ ،‬فقالوا فيه ‪ :‬سيضل‬ ‫هذا ‪ ،‬ويضل ا به من أبعده وأشقاه ؟ ‪.‬‬ ‫ه أظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلسسى مسسذهبه‬ ‫وفي سنة ‪‍ 1143‬‬ ‫الجديد ‪ ،‬ولكن وقف بوجهه والده ومشسسايخه ‪ ،‬فسسأبطلوا أقسسواله ‪ ،‬فلسسم‬ ‫ه فجدد دعوته بين البسطاء‬ ‫تلق رواجا حتى توفي والده سنه ‪‍ 1153‬‬ ‫والعوام فتابعة حثالة من الناس ‪ ،‬فثار عليه أهل بلده وهمسوا بقتلسة ‪،‬‬ ‫ففر إلى ) العيينة ( وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أخت الميسسر ‪،‬‬ ‫ومكث عنده يدعوإلى نفسة وإلى بسسدعته ‪ ،‬فضسساق أهسسل العيينسسة منسسه‬ ‫ذرعا فطسسردوه مسسن بلسسدتهم ‪ ،‬فخسسرج إلسسى ) الدرعيسسة ( شسسرقي نجسسد ‪،‬‬

‫‪1‬‬


‫وهذه البلد كانت من قبسسل بلد مسسيلمة الكسسذاب السستي إنطلقسست منهسسا‬ ‫أحزاب الردة ‪.‬‬ ‫فراجت أفكار محمد بن عبد الوهاب فسسي هسسذه البلد واتبعسسه أميرهسسا‬ ‫محمد بن سعود ‪ ،‬وعامة أهلها ‪ .‬وكان فسسي ذلسسك كلسسه يتصسسرف وكسسأنه‬ ‫صاحب الجتهاد المطلق ‪ ،‬فهول يعبأ بقول أحد مسسن أئمسسة الجتهسساد ل‬ ‫من السلف ول من المعاصرين له ‪ ،‬هذا ولم يكن هو علسسى الحقيقسسة‬ ‫ممن يمت إلى الجتهاد بصلة ‪.‬‬ ‫هكذا وصفة أخوه الشسسيخ سسسليمان بسسن عبسسد الوهسساب ‪ ،‬وهسسو أعسسرف‬ ‫الناس به ‪ ،‬وقد ألف كتابا في إبطال دعوة أخية وإثبات زيفهسسا ‪ ،‬وممسسا‬ ‫جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريسسف بالوهابيسسة ومؤسسسسها ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬فيها ‪ ) :‬اليسوم إبتلسي النساس بمسن ينتسسب إلسى الكتساب والسسنة‬ ‫ويستنبط من علومهما ول يبالي ‪ :‬من خالفه ‪ ،‬ومسسن خسسالفه فهوعنسسده‬ ‫كافر ‪ ،‬هذا وهولم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الجتهسساد ‪،‬‬ ‫ول وا ول عشر واحدة ‪ ،‬ومع هذا راج كلمه على كثير من الجهال ‪،‬‬ ‫فإنا لله وإنا إليه راجعون ( ‪.‬‬ ‫ أنظر ‪ :‬تاريخ نجد لمحمود شكري اللوسي ‪ ،‬الصواعق اللهيسسة فسسي‬‫السسرد علسسى الوهابيسسة للشسسيخ سسسليمان بسسن عبسسد الوهسساب ‪ ، 7 :‬فتنسسة‬ ‫الوهابية ‪5:‬‬

‫‪2‬‬


‫ ] ‪ [ 2‬أصول الفكر الوهابي ‪:‬‬‫ للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي ‪. .‬‬‫ أما الصل المعلن ‪ ،‬فهسسو ‪ :‬إخل ص التوحيسسد للسسه ‪ ،‬ومحاربسسة الشسسرك‬‫والوثان ‪ .‬ولكن ليس لهذا الصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية‬ ‫كما سترى‬ ‫ وأما الصل الخفي ‪ ،‬فهو ‪ :‬تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب‬‫فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربسسي ‪ .‬وهسسذا هسسو المحسسور السسذي دارت‬ ‫حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم ‪ . .‬فهسسو الصسسل الحقيقسسي‬ ‫الذي سخر له الصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام النسساس ‪.‬‬ ‫فلشك أن شعار ) إخل ص التوحيد ومحاربة الشسسرك ( شسسعار جسسذاب‬ ‫سيندفع تحته أتباعهم بكسسل حمسساس ‪ ،‬وهسسم ل يشسسعرون أنسسه ذريعسسة‬ ‫لتحقيق الصل الخفي ‪ .‬ولقد إثبت المحققون في تاريسسخ الوهابيسسة أن‬ ‫هسسذه السسدعوة قسسد أنشسسئت فسسي الصسسل بسسأمر مباشسسر مسسن وزارة‬ ‫المسسستعمرات البريطانيسسة ‪ ،‬أنظسسر مثل ‪ ) : ً :‬أعمسسدة السسستعمار ( لخيسسري‬ ‫حماد ‪ ،‬و ) تاريسخ نجسد ( لسسنت جسون فيلسبي أوعبسد اس فيلسبي ‪ ،‬و )‬ ‫مسسذكرات حسساييم وايزمسسن ( أول رئيسسس وزراء للكيسسان صسسهيوني ‪ ،‬و‬ ‫) مذكرات مستر همفر ( ‪ ،‬و ) الوهابية نقد وتحليل ( للدكتور همسسايون‬ ‫همتي ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ ] ‪ [ 3‬مصادر الفكر الوهابي ‪:‬‬‫ قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين ‪:‬‬‫الول ‪ :‬مسسا ورد فيسسه نسسص فسسي الكتسساب أو السسسنة ‪ . .‬فزعمسسوا أن هسسذا‬ ‫يأخسسذونه مسسن الكتسساب والسسسنة مباشسسرة ‪ ،‬دون الرجسسوع إلسسى إجتهسساد‬ ‫المجتهسسدين فسسي معنسساه ‪ ،‬سسسواء كسسانوا مسسن الصسسحابة أو التسسابعين أو‬ ‫غيرهم من أئمة الجتهاد ‪.‬‬ ‫والقسم الثاني ‪ :‬ما لم يرد فيه نص ‪ . .‬وزعموا أنهم يرجعون فيه إلسسى‬ ‫فقه المام أحمد بن حنبل وأبن تيمية ‪ .‬لكنهم أخفقوا في المرين معا‬ ‫‪ ،‬ووقعوا في التناقض وارتكبوا المحدور ‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬ ‫ أ ‪ -‬إنهم جمدوا علي معان فهموها من ظسسواهر بعسسض النصسسو ص ‪،‬‬‫فخالفوا الصول والجماع ‪ .‬ومسسن هنسسا وصسسفهم الشسسيخ محمسسد عبسسدة‬ ‫بأنهم ‪ ) :‬أضيق عطنا وأحرج صدرا من المقلدين ‪ ،‬فهم يسسرون وجسسوب‬ ‫الخذ بما يفهم من اللفسسظ السسوارد والتقيسسد بسسه بسسدون التفسسات إلسسى مسسا‬ ‫تقتضيه الصول التي قام عليها الدين ( ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫ أنظر ‪ ) :‬السلم والنصرانية لمحمد عبدة ‪ ،‬وهامشسسه لرشسسيد رضسسا ‪:‬‬‫ ص ‪ - 97‬الطبعة الثامنة ( ‪.‬‬ ‫ ب ‪ -‬خالفوا المام أحمد صسسراحة فسسي تكفيرهسسم مسسن خسسالفهم مسسن‬‫المسلمين ‪ ،‬في حين لم يجسسدوا فسسي فتسساوى المسسام أحمسسد مسسا يشسسهد‬ ‫لعقيدتهم هذه ‪ ،‬بل على العكس ‪ ،‬كانت سيرته وفتسساواه كلهسسا بخلف‬ ‫ذلك ‪ ،‬فهول يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صسسغيرا ‪ ،‬إل ب ّ‬ ‫بترك الصلة ‪ ) .‬العقيدة لحمد بن حنبل ‪( 120 :‬‬ ‫وأيضا ‪ :‬لم يجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيسسدتهم هسسذه ‪ ،‬بسسل السسذي‬ ‫ورد ‪ ،‬عن إبن تيمية هو العكس من ذلك تماما ‪ .‬قسسال إبسسن تيميسسة ‪ :‬إن‬ ‫من وإلى موافقيه وعادى مخالفيه ‪ ،‬وفرق جماعة المسلمين ‪ ،‬وكفسسر‬ ‫وفسق مخالفيه في مسسسائل الراء والجتهسسادات ‪ ،‬واسسستحل قتسسالهم ‪،‬‬ ‫فهومن أهل التفرق والختلف ‪ ) .‬مجموعة فتاوى إبن تيمية ‪349 : 3‬‬ ‫( ‪ ،‬فالوهابيسسة إذن وفقالعقيسسدة إبسسن تيميسسة هسسم مسسن أهسسل التفسسرق‬ ‫والختلف ‪.‬‬ ‫ ج ‪ -‬إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن المام أحمد‬‫نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب السسبراءة‬ ‫منهم ويجب هدر دمائهم وأموالهم ‪ . .‬فقسسد نقسسل إبسسن تيميسسة أن المسسام‬ ‫أحمد قد كتب جزءا في زيارة مشهد المام الحسين )ع( في كربلء ‪،‬‬ ‫وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ‪ ،‬وقسسال إبسسن تيميسسة ‪ :‬إن النسساس فسي‬

‫‪5‬‬


‫زمن المام أحمد كانوا ينتابونه ‪ ،‬أي يقصدون زيارته ‪ ) .‬رأس الحسين‬ ‫لبن تيمية ‪ -‬المطبوع مع إستشهاد الحسين للطبري ‪. ( 902 :‬‬ ‫أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتهسسا‬ ‫مسسن الشسسرك السسذي تهسسدر معسسه السسدماء والمسسوال وبهسسذا فقسسد حكمسسوا‬ ‫بالشرك وهدر الدماء والموال على المام أحمد ومن عاصسسره ومسسن‬ ‫كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلسسك ويسسستحبونه بسسل لزم‬ ‫قولهم ‪ :‬إن المة منذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهسسذا يتعسسدى‬ ‫حتى إلى الصحابة أيضا ‪ .‬فبأي شئ إذن ينسبون أنفسهم إلسسى المسسام‬ ‫أحمد وإلى السلف؟ ‪.‬‬ ‫ د ‪ -‬مثل ذلك يقال ‪ :‬أيضا ‪ ،‬عن عقيدتهم بالستشفاع بسسالنبي ) ص( ‪،‬‬‫فعندهم أن من طلب الشفاعة من النبي ) ص( بعد موته فقد أشسسرك‬ ‫الشرك الكبر ‪ ،‬وقد جعل النبي عندئذ وثنا يعبد من دون اس ‪ ،‬وعلسسى‬ ‫هذا أوجبوا هدر دمه وماله ‪ ) .‬تطهير العتقاد للصنعاني ‪. ( 7 :‬‬ ‫بينما ثبت في الصحيح أن كسسثيرا مسسن أجلء الصسسحابة والتسسابعين كسسانوا‬ ‫يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجل ‪ ،‬وقد صحح ذلسسك إبسسن تيميسسة أيضسسا‬ ‫في كتابه ) الزيارة ‪. ( 106 - 101 : 7‬‬ ‫من طرق عديدة نقلها بطولهسا ‪ ،‬عسسن السبيهقي والطسبراني وأبسن أبسي‬ ‫الدنيا وأحمد بسسن حنبسسل وأبسسن السسسني ‪ ،‬رغسسم أنسسه أصسسر علسسى خلفهسسا‬ ‫إصرارا على الرأي رغم اعترافه بوجود البرهان علسسى خلفسسه ‪ ،‬أل إن‬ ‫إبن تيمية ل يرى ذلك من الشرك الكبر كما فعلسست الوهابيسسة ‪ .‬فيكسسون‬ ‫أولئك الصسسحابة والتسسابعون ‪ -‬وفقالعقيسسدة الوهابيسسة ‪ -‬مسسن المشسسركين‬ ‫‪6‬‬


‫الذين يجب قتلهأوليس هؤلء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ‪،‬‬ ‫بل الخرون ممن كسسان يبلغسسه فعلهسسم هسسذا فسسي استشسسفاعهم بسسالنبي‬ ‫) ص( ول ينكر عليهم ول يكفرهم ‪ ،‬هؤلء أيضا محكوم عليهم ‪ . .‬بهدر‬ ‫الدماء والموال فمن أبقوا يا تسرى مسن هسذه المسة علسى السسلم ؟‬ ‫ومن هو إذن سلفهم الذي يقتدون به ؟ ‪.‬‬

‫ ] ‪ [ 4‬عقيدتهم في الصحابة ‪:‬‬‫ أ ‪ -‬ثبت في ما تقدم أن عقيدة الوهابية تقتضي على جل الصحابة‬‫بالكفر والشرك ‪ . .‬هذا حكمهم على جل الصحابة السسذين عاشسسوا بعسسد‬ ‫النبي ) ص( وأجازوا الستشفاع به ) ص( ‪ ،‬أو سمعوا به فلم يحكمسسوا‬ ‫عليه بالكفر والشرك ول هدروا دمه ول استباحوا أمواله هذا هسسولزم‬ ‫عقيدتهم ‪ ،‬وهذا هو حكمهم بالفعل ‪ .‬أما حين يروغسسون عنسسه بسسالقول‬ ‫في مسسا يزعمسسونه مسسن تعظيسسم الصسسحابة ‪ ،‬فإنمسسا يريسسدون منسسه إغسسواء‬ ‫البسطاء وتضليل الناس ‪ ،‬كما يخشون أيضا عواقب تصريحهم بذلك ‪.‬‬ ‫ ب ‪ -‬لم تقف الوهابية عند هذا الحسسد ‪ ،‬بسسل تنسساولوا الصسسحابة السسذين‬‫كانوا حول الرسسسول ) ص( فسسي حيسساته أيضسسا ‪ . .‬فقسسال محمسسد بسسن عبسسد‬ ‫الوهاب مؤسس الوهابية مسسا نصسسه ‪ :‬إن جماعسسة مسسن الصسسحابة كسسانوا‬ ‫يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكسسون ويصسسومون ويحجسسون ‪،‬‬ ‫‪7‬‬


‫ومع ذلك فقد كانوا كفارا بعيسسدين ‪ ،‬عسسن السسلم ) الرسسسائل العمليسسة‬ ‫التسع لمحمد بن عبد الوهاب ‪ -‬رسالة كشسسف الشسسبهات ‪ 120 :‬طبعسسة‬ ‫سنة ‪ 1987‬م ( ‪.‬‬ ‫ ج ‪ -‬مما يؤكد عقيدتهم هذه في الصحابة مبالغة كتسسابهم وعلمسسائهم‬‫في الدفاع ‪ ،‬عن يزيد بن معاوية والثنسساء عليسسة فسسي حيسسن لسسم يعسسرف‬ ‫التاريسسخ عسسدوا للصسسحابة كيزيسسد ‪ ،‬ول عسسرف التاريسسخ أحسسد‪ً :‬ا أبسساح دمسساء‬ ‫الصحابة وأعراضهم كما فعل يزيد في وقعة الحرة بالمدينة المنسسورة‬ ‫حيث أباحها لجنده ثلثة أيام يقتلون رجالها وكلهم من الصحابة وأبناء‬ ‫الصسسحابة ‪ ،‬ويهتكسسون العسسراض وهسسي أعسسراض الصسسحابة فافتضسسوا‬ ‫العذارى من بنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو ألف عذراء ل يدرى‬ ‫من أولدهن ! ! وقبل ذلك كان فعله في كربلء في قتل ثمانية عشسسر‬ ‫رجل ‪ ً :‬من أهل بيت الرسول ) ص( ‪ ،‬فيهم سسسبطه وريحسسانته الحسسسين ‪،‬‬ ‫وأولده وأولد أخية الحسن ‪ ،‬ومن معه من إخسسوته وأبنسساءهم وحسستى‬ ‫الرضيع منهم ‪ .‬وبعد ذلك فعله في مكة المكرمة وأحرق الكعبة ‪ .‬ذلسسك‬ ‫هو يزيد الذي يثنون علية ‪ . .‬ومن يدري لعلهم يثنون علية لجل أعمسساله‬ ‫تلك وفعله ذلك في الصحابة ونسائهم وذريساتهم ؟ وأغسرب مسن ذلسسك‬ ‫أن يزيد كسسان ل يقيسسم الصسسلة ‪ ،‬وكسسان يشسسرب الخمسسرة ‪ . .‬فهسسم بحكسسم‬ ‫انتسابهم إلى فقه المسسام أحمسسد ينبغسسي أن يفتسسوا بكفسسرة لجسسل هسسذا‬ ‫وحده ‪ . .‬ولكنهم أثنوا عليه واعتذروا له ‪ . .‬فلي شئ أثنوا على يزيد مسسع‬ ‫علمهم بكل ما تقدم من فعلة وخصسساله ‪ ،‬بينمسسا كفسسروا مسسن إستشسسفع‬ ‫بالرسسسول أو قصسسد زيسسارته وإن كسسان مسسن كبسسار الصسسحابة والتسسابعين‬ ‫‪8‬‬


‫ومجتهديهم ؟ هل لن يزيسسد أفنسسى صسسحابة رسسسول ا س ) ص( وهتسسك‬ ‫أعراضهم واستباح أموالهم وذراريهم ؟ ‪.‬‬

‫ ] ‪ [ 5‬عقيدتهم في الصفات ‪:‬‬‫ عقيدة الوهابية في الصفات هي من صنف عقائد المجسمة ‪ . .‬فهسسم‬‫ينسبون إلى اس تعسسالى العضسساء علسسى الحقيقسسة ‪ :‬كاليسسد ‪ ،‬والرجسسل ‪،‬‬ ‫والعيسسن ‪ ،‬والسسوجه ‪ . .‬ثسسم يصسسفونه تعسسالى شسسأنه بسسالجلوس والحركسسة‬ ‫والنتقال ‪ :‬والنزول والصعود ‪ ،‬على الحقيقسسة كمسسا يفهسسم مسسن ظسساهر‬ ‫اللفظ ‪ . .‬تعالى ا عما يصفون ‪ ) .‬الهدية السسسنية ‪ -‬الرسسسالة الرابعسسة ‪،‬‬ ‫لعبد اللطيف حفيد محمد عبد الوهاب ( ‪.‬‬ ‫وهسسذه العقيسسدة قلسسدوا فيهسسا إبسسن تيميسسة ‪ . .‬وهسسي فسسي الصسسل عقيسسدة‬ ‫الحشوية من أصحاب الحديث الذين ل معرفة لهم بالفقه والثابت من‬ ‫أصول السسدين ‪ ،‬فيجسسرون وراء مسسا يفهمسون مسسن ظسساهر اللفسسظ ‪ ،‬وقسسد‬ ‫أخذوا ذلك ‪ ،‬عن مجسمة اليهود ‪ .‬جاءوا بكلم لم يستطيعوا أن ينقلوا‬ ‫منه حرفا واحدا ‪ ،‬عن واحد من الصحابة ول واحد من الطبقة الولى‬ ‫من التابعين ‪ ،‬ثم زعمسسوا أن هسسذا هسسو إجمسساع السسسلف ‪ ،‬وزوروا ذلسسك‬ ‫بكلم طويل كله لسسف ودوران خسسال مسسن أي برهسسان صسسادق ‪ .‬بسسل لسسم‬ ‫يجدوا إل ب ّ كلمة واحدة أطلقها إبن تيمية جزافا ‪ ،‬وهي محض افتراء ل‬ ‫ينطسسوي إل ب ّ علسسى البسسسطاء السسذين ل يتثبتسسون ممسسا يسسسمعون ‪ ،‬وعلسسى‬ ‫‪9‬‬


‫المقلدين المتعصبين ‪ . .‬يقول إبن تيمية في حجته الكبرى على مصسسدر‬ ‫هذه العقيدة ما نصه ‪ :‬إن جميع مسسا فسسي القسسرآن مسسن آيسسات الصسسفات‬ ‫فليس ‪ ،‬عسسن الصسسحابة إختلف فسسي تأويلهسسا ‪ ،‬وقسسد طسسالعت التفاسسسير‬ ‫المنقولة ‪ ،‬عن الصحابة وما رووه من الحديث ‪ ،‬ووقفت على ما شسساء‬ ‫ا من الكتب الكبار والصغار ‪ ،‬وأكثر من مئة تفسير ‪ ،‬فلسسم أجسسد إلسسى‬ ‫ساعتي هذه ‪ ،‬عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصسسفات‬ ‫أو أحاديث الصسسفات بخلف مقتضسساها المفهسسوم المعسسروف ‪ ) .‬تفسسسير‬ ‫سورة النور لبن تيمية ‪. ( 179 - 178 :‬‬ ‫وقال في نفس الموضع أنه كان يكرر هذا الكلم في مجالسه كثير ‪. .‬‬ ‫لكنسه كلم باطسل يشسهد علسى بطلنسه كسل مسا ورد فسي تفسسير آيسات‬ ‫الصفات ‪ ،‬وخاصة في الكتب السستي نقلسست تفاسسسير الصسسحابة ‪ ،‬والكتسسب‬ ‫التي كان يؤكد عليها إبن تيمية ويقسسول ‪ :‬إنهسسا تسسروي تفاسسسير الصسسحابة‬ ‫والسسسلف بالسسسانيد الصسسحيحة وليسسس فيهسسا شسسئ مسسن الموضسسوعات‬ ‫والكاذيب ‪ ،‬وأهمها ‪ :‬تفسير الطبري ‪ ،‬وتفسسسير إبسسن عطيسسة ‪ ،‬وتفسسسير‬ ‫البغوي ‪ ) .‬مقدمة في أصول التفاسير لبن تيمية ‪. ( 51 :‬‬ ‫فهذه التفاسير جميعا نقلت ‪ ،‬عن الصحابة تأويل آيات الصفات بخلف‬ ‫ظاهرها ‪ ،‬وهذا جا‪ً :‬ر في جميع آيسسات الصسسفات أنظسسر مثل ‪ ً :‬تفسسسير آيسسة‬ ‫الكرسي عند الطبري وأبن عطية والبغوي ‪ ،‬فهم جميعا يبدأون بقول‬ ‫إبن عباس ‪ :‬كرسيه علمه ‪ .‬واكتفى إبن عطيسة بهسذا ووصسف مسا ورد ‪،‬‬ ‫عن غير إبن عباس بأنه من السرائيليات وأخبار الحشوية السستي يجسسب‬ ‫أن ل تحكى ‪ ) .‬نقله عنه الشوكاني في تفسيره ‪ -‬فتح القدير ‪272 : 1‬‬ ‫( ‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫وهكذا مع جميع اليات التي جاء فيها ذكسسر السسوجه ‪ ) :‬وجسسه ربسسك ( أو‬ ‫) وجهه ( أو ) وجه ا ( ‪ ،‬فأول ما ينقلونه ‪ ،‬عن الصحابة هو التأويسسل‬ ‫بالقصد أو الثواب أو نحوها كما يقتضي المقام ‪ .‬إذن فبرهانهم الوحيد‬ ‫على عقيدتهم في التجسيم هو افسستراء علسسى الصسسحابة ‪ ،‬وتزويسسر فسسي‬ ‫الحقائق الدينية ‪ ،‬ونسبة الباطل حتى إلى كتب التفسير المتداولة بيسسن‬ ‫الناس رغم سهولة التحقق من ذلك ‪ .‬فهل سيحاول القسسارئ أن ينظسسر‬ ‫في هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه ؟ خذ مثل ‪ ً :‬تفسير البغسسوي‬ ‫الذي عظمه إبن تيمية كثيرا وقال ‪ :‬إنه لسسم يسسرو الموضسسوعات ‪ ،‬وقسسف‬ ‫على تفسير هذه النبذة من آيسسات الصسسفات ‪ :‬البقسسرة آيسسة ‪ 115‬و ‪255‬‬ ‫) آية الكرسي ( و ‪ ، 272‬الرعد آية ‪ ، 22‬القصص آية ‪ ، 88‬السسروم آيسسة‬ ‫‪ 38‬و ‪ ، 39‬الدهر آية ‪ ، 9‬الليل آية ‪ . 20‬لترى بعدئذ عظمسسة مسسا ارتكبسسه‬ ‫هؤلء من افتراء وزيف وبهتان نسبوه إلى هذا السسدين العظيسسم وإلسسى‬ ‫السلف ‪.‬‬

‫ ] ‪ [ 6‬الوهابية والمسلمون ) البدعة الوهابية الكبرى ( ‪:‬‬‫ تعتقد الوهابية أنهم وحسسدهم أهسسل التوحيسسد الخسسالص ‪ ،‬وأمسسا سسسائر‬‫المسسسلمين فهسسم مشسسركون ل حرمسسة لسسدمائهم وذراريهسسم وأمسسوالهم ‪،‬‬ ‫ودارهم دار حرب وشرك ويعتقدون أن المسلم ل تنفعه شهادة أن )‬ ‫ل إلسسه إل ب ّ ا س محمسسد رسسسول ا س ( مسسا دام يعتقسسد بسسالتبرك بمسسسجد‬ ‫‪11‬‬


‫الرسول ‪ -‬مثل ‪ - ً :‬ويقصد زيارته ويطلسسب الشسسفاعة منسسه ويقولسسون ‪ :‬أن‬ ‫المسلم الذي يعتقد بهذه المور فهو مشرك وشركه أشسسد مسسن شسسرك‬ ‫أهل الجاهلية من عبدة الوثان والكواكب ) أنظر من أمهسسات كتبهسسم ‪:‬‬ ‫الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبد الوهاب ‪ ، 79 :‬تطهير العتقسساد‬ ‫للصنعاني ‪ ، 7 :‬س ‪ ، 12‬س ‪ ، 35‬فتح المجيد ‪ ، 41 - 40 :‬ورسالة أربسسع‬ ‫القواعد ‪ ،‬ورسالة كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب ‪ ،‬وغيرها (‬ ‫ففي رسالة ) كشف الشبهات ( أطلق محمسسد بسسن عبسسد الوهسساب لفسسظ‬ ‫الشرك والمشركين على عامسسة المسسسلمين عسسدا أتبسساعه فسسي نحسسو ‪24‬‬ ‫موضعا ‪ ،‬وأطلق عليهم لفظ ‪ :‬الكفار ‪ ،‬وعبسساد الصسسنام ‪ ،‬والمرتسسدين ‪،‬‬ ‫وجاحدي التوحيد ‪ ،‬وأعداء التوحيد وأعداء ا ‪ ،‬ومدعي السلم فسسي‬ ‫نحو ‪ 20‬موضعا ‪ .‬وعلى هذا النحو سار أتباعه في سسسائر كتبهسسم ‪ .‬فهسسل‬ ‫جاءوا بعقيدتهم هذه من إجماع السلف ‪ ،‬أم هي بدعة منكرة ؟ لقسسد‬ ‫نقل إبن حزم الصل القائل ‪ :‬إنه ل يكفر ول يفسق مسلم بقول قاله‬ ‫في إعتقاد أو فتيا ( ثم عد أئمة السسسلف القسسائلين بسسه ‪ ،‬إلسسى أن قسسال ‪:‬‬ ‫) وهذا هو قول كل من عرفنا له قول ‪ ً :‬في هذه المسألة من الصحابة‬ ‫‪ ،‬ول نعلم فيه خلف‪ً :‬ا ( ) الفصل لبسسن حسسزم ‪ ، 247 : 2‬وإنظسسر أيضسسا‬ ‫اليواقيت والجواهر للشعراني ‪ :‬المبحث ‪ ( 58‬أما إبن تيمية فقد صسسرح‬ ‫بأنه لم يكفر المسلمين بالذنوب والجتهادات إل ب ّ الخسسوارج ‪ ) .‬مجموعسسة‬ ‫فتاوى إبن تيمية ‪ ( 20 : 13‬إذن ليس للوهابية سلف يقتدون به فسسي‬ ‫بدعتهم هذه سوى الخوارج ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫ ] ‪ [ 7‬بين الوهابية والخوارج ‪:‬‬‫ مما يثير الدهشة كثرة أوجه الشبه بين الوهابيسسة والخسسوارج فسسي مسسا‬‫شذوا به ‪ ،‬عن جماعة المسلمين ‪ ،‬حتى أنه ليخيل للدراسة أن هسسؤلء‬ ‫من أولئك وإن تباعد بينهم الزمسسن ومسسن أوجسسه الشسسبه والتوافسسق بيسسن‬ ‫الطائفتين ‪:‬‬ ‫ أ ‪ -‬شذ الخوارج ‪ ،‬عن جميع المسلمين فقالوا ‪ :‬إن مرتكسسب الكسسبيرة‬‫كافر ‪ .‬وشذ الوهابية فكفروا المسلمين على مسسا عسسدوه مسسن السسذنوب )‬ ‫أنظسسر كشسسف الشسسبهات لمحمسسد بسسن عبسسد الوهسساب ‪ ،‬وتطهيسسر العتقسساد‬ ‫للصنعاني ( ‪.‬‬ ‫ ب ‪ -‬حكم الخوارج على دار السلم إذا ظهرت فيها الكبائر أنهسسا دار‬‫حرب ‪ ،‬وحل منها ما كان يحل لرسول ا ) ص( من دار الحسسرب ‪ ،‬أي‬ ‫تهدر دماؤهم وأموالهم ‪ .‬وهكذا حكم الوهابية على دار السسسلم وإن‬ ‫كان أهلها مسسن أعبسسد النسساس للسسه تعسسالى وأكسثرهم صسلحا ‪ ،‬إذا كسسانوا‬ ‫يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي ومشاهد الصسسالحين ويطلبسسون‬ ‫منهسم الشسسفاعة ‪ .‬ويلحسظ فسي النقطستين معسا أن الوهابيسسة شسر مسن‬ ‫الخوارج ‪ ،‬فالخوارج نظروا إلى أمور إجمع المسلمون على أنها كبائر ‪،‬‬ ‫بينما ركز الوهابية على أعمال ليست هي من الذنوب أصل ‪ ، ً :‬بل هسسي‬

‫‪13‬‬


‫من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصسسحابة والتسسابعين‬ ‫ومن بعدهم ل خلف ‪ ،‬كما تقدأبيانه ‪.‬‬ ‫ ج ‪ -‬تشابه الوهابية والخوارج في التشدد في السسدين والجمسسود فسسي‬‫فهمه ‪ .‬فالخوارج لما قرأوا قسسوله تعسسالى ) إن الحكسسم إل ب ّ للسسه ( قسسالوا ‪:‬‬ ‫من أجاز التحكيم فقسسد أشسسرك بسسالله تعسسالى ‪ ،‬وإتخسسذوا شسسعارهم ) ل‬ ‫حكم إل ب ّ لله ( كلمة حق يراد بها باطسل ‪ ،‬فقسولهم هسسذا جمسود وجهسل‬ ‫كبير ‪ ،‬فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفسي بداهسة‬ ‫العقول وفي السسسنة النبويسسة وسسسيرة الرسسسول والصسسحابة والتسسابعين ‪.‬‬ ‫وكذلك الوهابية لما قرأوا قوله تعالى ‪ ) :‬إياك نعبد وإيسساك نسسستعين (‬ ‫وقوله تعالى ‪ ) :‬من ذا الذي يشفع عنسسده إل ب ّ بسسإذنه ( و ) ل يشسسفعون‬ ‫إل ب ّ لمن إرتضى ( ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إن مسسن قسسال ‪ :‬بجسسواز طلسسب الشسسفاعة مسسن‬ ‫النبي والصالحين فقد أشرك بسسالله ‪ ،‬ومسسن قصسسد زيسسارة النسسبي وسسسأله‬ ‫الشفاعة فقد عبدة وإتخذه إلها مسسن دون اس ‪ ،‬فكسسان شسسعارهم ) ل‬ ‫معبود إل ب ّ ا ( و ) ل شفاعة إل ب ّ لله ( ‪ ،‬وهي كلمة حق يراد بها باطل‬ ‫‪ ،‬وهي جمود أيضا وجهل كبير ‪ ،‬وجواز هذه المور ثسسابت فسسي سسسيرة‬ ‫الصحابة والتابعين كما تقدم ‪.‬‬ ‫ د ‪ -‬قال إبن تيمية ‪ ) :‬الخوارج أول بدعة ظهرت في السلم فكفسسر‬‫أهلها المسلمين وإستحلوا دماءهم ( ) مجموعة الفتاوى ‪( 20 : 13‬‬ ‫وهكذا كانت بدعة الوهابية وهي آخر بدعة ظهرت في السلم ‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ هس ‍ ‪ -‬الحاديث الشريفة السستي صسسحت فسسي الخسسوارج ومروقهسسم مسسن‬‫الدين ‪ ،‬انطبق بعضها على الوهابية أيضا ‪ . .‬ففي الصسسحيح عنسسه ) ص(‬ ‫قسسال ‪ ) :‬يخسسرج أنسساس مسسن قبسسل المشسسرق يقسسرأون القسسرآن ل يجسساوز‬ ‫تراقيهم ‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميسسة ‪ ،‬سسسيماهم‬ ‫التحليق ( ‪ ) .‬صحيح البخسساري ‪ -‬كتسساب التوحيسسد ‪ -‬بسساب ‪ 57‬ح ‪( 7123 /‬‬ ‫قال ‪ :‬القسطلني في شرح هذا الحديث ‪ ) :‬مسسن قبسسل المشسسرق ‪ :‬أي‬ ‫من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها ( ‪ ) .‬إرشاد الساري ‪626 : 15‬‬ ‫ه ( ونجسسد هسسي مهسسد الوهابيسسة وموطنهسسا‬ ‫طبعة دار الفكر سنة ‪‍ 1410‬‬ ‫الول الذي منه ظهرت وانتشسسرت ‪ . .‬وأيضسسا فسسإن حلسسق السسرؤوس كسسان‬ ‫شعارا للوهابية يأمرون به من اتبعهم وحتى النساء ‪ .‬ولسسم يكسسن هسسذا‬ ‫الشسسعار لحسسد مسسن أهسسل البسسدع قبلهسسم ‪ ،‬لسسذا كسسان بعسسض العلمسساء‬ ‫المعاصرين لظهور الوهابية يقولون ‪ ) :‬ل حاجة إلى التأليف في السسرد‬ ‫على الوهابية ‪ ،‬بل يكفسي فسي السرد عليهسسم قسوله ) ص( ‪ ) :‬سسيماهم‬ ‫التحليق ( فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم ( ‪ ) .‬فتنسسة الوهابيسسة‬ ‫لزيني دحلن ‪. ( 19 :‬‬ ‫ و ‪ -‬جاء في الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج ‪ ) :‬يقتلون‬‫أهل السلم ويدعون أهل الوثان ( ) ذكره إبن تيمية فسسي مجموعسسة‬ ‫الفتاوى ‪ . ( 32 : 13‬وهذا هو حال الوهابية تماما فلم يشنوا حربا إل ب ّ‬ ‫على أهل القبلة ‪ ،‬ولم يعرف في تاريخهم أنهم قصدوا أهسسل الوثسسان‬ ‫بحرب أو عزموا على ذلك ‪ ،‬بل لم يسسدخل ذلسسك فسسي مبسسادئهم وكتبهسسم‬ ‫التي إمتلت بوجوب قتال أهل القبلة ‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫ ز ‪ -‬روى البخاري ‪ ،‬عن إبن عمر ‪ :‬إنه قال ‪ :‬فسسي وصسسف الخسسوارج ‪:‬‬‫) إنهم إنطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار ‪ ،‬فجعلوها على المؤمنين (‬ ‫) صحيح البخاري ‪ -‬كتاب استتابة المرتدين ‪ -‬باب ‪ ( 5‬وورد ‪ ،‬عن إبسسن‬ ‫عباس ‪ :‬أنه قال ‪ ) :‬ل تكونوا كالخوارج ‪ ،‬تأولوا آيات القرآن في أهسسل‬ ‫القبلة ‪ ،‬وإنما أنزلت فسسي أهسسل الكتسساب والمشسسركين ‪ ،‬فجعلسسوا عليهسسم‬ ‫فسفكوا الدماء وإنتهبوا الموال ( ‪ ،‬وهذا هو شأن الوهابية ‪ ،‬إنطلقسسوا‬ ‫إلى اليات النازلة في عبدة الوثان فجعلوهسسا علسسى المسسؤمنين ‪ ،‬بهسسذا‬ ‫إمتلت كتبهم ‪ ،‬وعلية قام مذهبهم ‪.‬‬ ‫ ح ‪ -‬حوار بين سني ووهابي قال ‪ :‬الوهابي ‪ :‬إن كتب الحنابلة هسسي‬‫كتب الوهابية ‪ ،‬فما تنكر منها ؟ وليس لك أن تؤاخذهم إل ب ّ بمسسا تجسسده‬ ‫صريحا في كتبهم ‪ ،‬ول عبرة بنقل الخصسسم قسسال ‪ :‬السسسني ‪ :‬مسسا تقسسول‬ ‫في القرامطة ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬الوهابي ‪ :‬كفار ملحدة قال ‪ :‬السسسني ‪ :‬إنهسسم‬ ‫يزعمون أن مذهبهم مذهب أهل البيت ‪ ،‬وأن كتسسب أهسسل السسبيت هسسي‬ ‫كتبهم ‪ ،‬فهسل تجسد فسي كتسب أهسل السبيت إل ب ّ الحسق والنسور ؟ ‪ ،‬قسال ‪:‬‬ ‫الوهسسابي ‪ :‬إن القرامطسسة كسسذبوا ‪ ،‬وهسسؤلء نقلسسة التاريسسخ يثبتسسون كفسسر‬ ‫القرامطة وزورهم ‪ ،‬قال ‪ :‬السني ‪ :‬هل ترى قيام الحجة بنقسسل أهسسل‬ ‫التاريخ ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬الوهابي ‪ :‬نعسسم فسسإن الشسسافعي صسسريح بسسأن نقلهسسم‬ ‫جماعة ‪ ،‬عن جماعة أحب ألية من نقسسل أهسسل الحسسديث واحسسدا ‪ ،‬عسسن‬ ‫واحد قسال ‪ :‬السسني ‪ :‬إذن يجسب أن تقبسسل منسي مسسن نقسل المسؤرخين‬ ‫المشاهدين للوهابية ما هو صسسريح فسي كفرهسسم وأضسساف ‪ :‬أن فعسسل‬ ‫‪16‬‬


‫المرء حجة ودليل عليسسة وإن كسسذبه لسسسانه ‪ ،‬فالقرامطسسة لمسسا اسستحلوا‬ ‫دماء المسلمين وأموالهم لم تبق شبهة في كفرهم ‪ ،‬وكذلك سسسادتك ‪.‬‬ ‫فغضب الوهابي ولم يدر ما يقول ‪ ،‬قال ‪ :‬السني ‪ :‬مسا تقسسول فسي مسسا‬ ‫ورد في الخوارج ومروقهم وأنهم كلب النار ‪ ،‬وشر قتلسسى تحسست أديسسم‬ ‫السماء ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬الوهابي ‪ :‬إن المجموع يفيد العلم القطعي بمروق‬ ‫الخوارج واستحقاقهم غضسسب اس ‪ ،‬ولكنهسسم هسسم السسذين قتلهسسم علسسي‬ ‫بالنهروان ‪ ،‬وليس الوهابية منهم ‪ .‬قال ‪ :‬السسسني ‪ :‬بسسم إسسستحق أولئسسك‬ ‫غضب اس ‪ ،‬أبكسسونهم يحقسسر الصسسحابة صسسلتهم فسي جنسسب صسسلتهم ‪،‬‬ ‫وصيامهم في جنب صيامهم ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬الوهسسابي ‪ :‬ل ‪ ،‬قسال ‪ :‬السسني ‪:‬‬ ‫أبسسسبب زهسسدهم وتقشسسفهم وقراءتهسسم القسسرآن يقومسسونه كالقسسدح ‪،‬‬ ‫وقسسولهم مسسن قسسول خيسسر البريسسة ؟ ) جسساء فسسي الحسسديث فسسي وصسسف‬ ‫الخوارج ‪ ) :‬يقولون من قول خير البرية ( أي أنهسسم يقولسسون بألسسسنتهم‬ ‫الحق ( قال ‪ :‬الوهسسابي ‪ :‬ل ‪ ،‬قسسال ‪ :‬السسسني ‪ :‬فبمسساذا إذن ؟ ‪ . .‬فتلعثسسم‬ ‫الوهابي ‪ . .‬فقال ‪ :‬السسسني ‪ :‬مسسا ذاك إل ب ّ باسسستحللهم دمسساء المسسسلمين‬ ‫وأمسسوالهم ‪ ،‬وتكفيرهسسم لهسسم ‪ ،‬مسسع ادعسسائهم أنهسسم هسسم المسسسلمون‬ ‫وحدهم ‪ ،‬ولشك أن من اتصف بما اتصفوا به يسسستحق مسسا اسسستحقوا‬ ‫بتلك الصفة ‪.‬‬

‫‪ [ 8 ] -‬الوهابية والغلة ) نافذة على الحقيقة ( ‪:‬‬

‫‪17‬‬


‫ الغلة هم الذين بالغوا في تعظيم بعض الرجال فرفعسسوهم فسسوق‬‫منازل البشر ‪ .‬وفي الوقت الذي كان فيه محمد بن عبد الوهسساب يبشسسر‬ ‫بدعوته الجديدة في نجد ‪ ،‬كان رجل آخسسر يبشسسر بسسدعوة أخسسرى جسسدد‬ ‫فيها كثيرا مما كان قد اندرس مسن عقائسد الغلة الوائسسل السذين غلسوا‬ ‫في المام علي وأهل البيت )ع( وقد شابهت دعوته دعوة محمسسد بسسن‬ ‫عبد الوهاب في تكفير من خالفة من المسلمين وفسسي الطعسسن علسسي‬ ‫الصحابة ‪ ،‬وزادت هذه الخيرة على الوهابية فصسسرحت بتكفيسسر أغلسسب‬ ‫الصحابة ‪ . .‬ذلك الرجل هسسو ) الشسيخ أحمسسد الحسسسائي المتسسوفى سسنة‬ ‫ه ( ‪ ،‬وسمي أتباعه ) الشيخية ( ‪ .‬ولمسسا مسسات أحمسسد الحسسسائي‬ ‫‪‍ 1241‬‬ ‫كان خليفسسة كسساظم الرشسستي ومقسسره مدينسسة كسسربلء ‪ .‬فمسسا هسسو موقسسف‬ ‫الوهابية من هذه الدعوة المعاصرة لها ؟ لقد غسسزت الوهابيسسة مدينسسة‬ ‫كربلء في الوقت الذي كسسان يتمركسسز فيهسسا الشسسيخية وزعيمهسسم كساظم‬ ‫الرشسستي ‪ ،‬وعلسسى عسسادتهم فسسي سسسائر حروبهسسم قتلسسوا الف الرجسسال‬ ‫والطفال والنساء ونهبوا المسسوال وخربسسوا السبيوت ‪ ،‬ولكسسن فسسي أثنسساء‬ ‫ذلك منحوا كاظم الرشتي المان ‪ ،‬وجعلوا بيتسه أمنسا ‪ ،‬ومسن لجسأ أليسة‬ ‫فهو أمن ) الوهابية نقد وتحليل للسسدكتور همسسايون همسستي ‪ ( 24 :‬إنسسه‬ ‫موقف يكشف ‪ ،‬عن حقيقسسة الوهابيسسة ‪ ،‬ويفضسسح زيسسف ادعسسائهم فسسي‬ ‫إخل ص التوحيد ومحاربة الشرك وهنا التفاتسسة إلسسى السسوراء ‪ . .‬مسسع إبسسن‬ ‫تيمية الذي يزعم الوهابية أنه قدوتهم وإمامهم ‪ ،‬ومسوقفه مسن إحسدى‬ ‫الفرق الغالية ‪ . .‬وهي الفرقة اليزيدية السستي غلسست بيزيسسد بسسن معاويسسة ‪:‬‬ ‫ومنهم ) العدوية ( نسبة إلى عدي بن مسافر الذي كسسان قسسدوتهم أول ‪ً :‬‬ ‫ثم غلوا فيه وفي يزيد ‪ ،‬وقد عاصر إبن تيمية فترة نمسسو هسسذه الفرقسسة‬ ‫‪18‬‬


‫وكان له معهم موقف يثير الكثير من الشسسكوك وعلمسسات السسستفهام ‪.‬‬ ‫فابن تيميسسة مشسسهور بحسسدته وهجسسومه علسسى سسسائر الفسسرق السسسلمية‬ ‫ووصفها بالضسلل والزيسغ والنحسراف ‪ ،‬فكيسف خساطب هسؤلء الغلة‬ ‫المشركين ؟ لقد كتب إليهم كتابسسا اسسستهله بكلم عجيسسب يصسسفهم فيسسه‬ ‫بالسلم واليمان ‪ ،‬ويسدي لهم النصح بأسلوب أخوي هسسادئ ل تجسسد‬ ‫منه حرفا واحدا في كلمه ‪ ،‬عن الفرق السلمية الخرى كالشسسعرية‬ ‫والشيعة المامية والزيدية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم ‪ .‬فقال ‪ ) :‬من‬ ‫أحمسسد بسسن تيميسسة إلسسى مسسن يصسسل إليسسه هسسذا الكتسساب مسسن المسسسلمين‬ ‫المنتسبين إلى السنة والجماعة ‪ ،‬المنتمين إلى جماعة الشيخ العارف‬ ‫القدوة أبي البركات عدي إبن مسافر الموي رحمه ا ‪ ،‬ومسسن نحسسى‬ ‫نحسسوهم وفقهسسم اس لسسسلوك سسسبيله وأعسسانهم علسسى طسساعته وطاعسسة‬ ‫رسوله ‪ . .‬سلم عليكم ورحمة ا وبركاته ‪ ،‬وبعد ‪ ) ( . .‬الوصية الكبرى‬ ‫لبن تيمية ‪ ( 5 :‬وهكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين إلسسى السسسنة‬ ‫والجماعسسسة مسسسع أنهسسسم مسسسن الغلة بل خلف ‪ ،‬والغلة مشسسسركون‬ ‫خارجون ‪ ،‬عن السلم بإجماع الفرق السلمية ‪ ،‬وبمقتضسسى الكتسساب‬ ‫والسنة ‪ ،‬لنهم أخلوا بالتوحيد فخرجوا منه إلى الشرك فهسسل سسسيكون‬ ‫في هذه المواقف عبرة ؟ ‪.‬‬

‫‪ [ 9 ] -‬الوهابية في خدمة من ؟ ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ هل فكر الوهابية يوما ما بمصالح المسلمين الكبرى ؟ هسسل فكسسروا‬‫يوما في التصدي للمطامع الستعمارية فسسي بلدنسسا السسسلمية ؟ هسسل‬ ‫شغلهم الغسسزو الغربسسي لبلد المسسسلمين ؟ مسساذا قسسدموا فسسي مواجهسسة‬ ‫النفوذ الصليبي والصهيوني في بلد السلم ؟ مسسا هسسو مسسوقفهم مسسن‬ ‫الولء للغرب وفتح البواب أمامه ليبسط يديه على ثسسروات المسسسلمين‬ ‫وعلى سيادتهم وكرامتهم ؟ لم يعد شئ مسن ذلسسك خفيسسا علسسي أحسد ‪،‬‬ ‫فما إن يفتسح المسسلم عينيسسة إل ب ّ ويسسدرك أن الوهابيسة هسسم أول خسسدام‬ ‫الستعمار الغربي في بلد المسلمين ‪. .‬‬ ‫وليس هذا فقط ‪ ،‬بل إنسك لسو تتبعست تسراث محمسد بسن عبسد الوهساب‬ ‫وقادة الوهابية الوائل من بعده فل تجسسد فيسسه أثسسرا لعمسسارة الرض ‪،‬‬ ‫وإقامة العدل ‪ ،‬وإنصاف المظلوم ‪ ،‬ومكافحة الفقر والجهل ‪ . .‬ول تجد‬ ‫فيه أثرا لتحسين وجه الحياة ‪ ،‬وتحقيسسق التقسسدم العلمسسي والقتصسسادي‬ ‫والجتماعي ‪ . .‬ول أثرا للسلم والرخاء ‪. .‬‬ ‫بل ل تجسسد فيسسه سسسوى تكفيسسر المسسسلمين ورميهسسم بالشسسرك ‪ ،‬وإيجسساب‬ ‫قتالهم وإستباحة دمائهم وأموالهم إن كل السسذي يشسسغلهم هسسو وجسسود‬ ‫قبر هنا ‪ ،‬ومسجد هناك ‪ ،‬ورجل يقول ‪ :‬يا نبي الرحمة اشفع لي عند‬ ‫ا هذا هو شغلهم ل غير ‪ ،‬وهسسذا هسسوهمهم الوحيسسد السسذي إنطلقسسوا‬ ‫تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين ويستبيحون المحرمات ويثيرون‬ ‫الفتسسن واحسسدة بعسسد الخسسرى ‪ ،‬ول يهمهسسم بعسسد ذلسسك أن تكسسون بلد‬ ‫المسلمين غرضا للعداء من مشركين وكفار وصليبيين وصهاينة ‪.‬‬ ‫هل هز مشاعر شيوخ الوهابية وأمرائهسسم مسسا جسسرى لسسبيت المقسسدس ‪،‬‬ ‫ولمسلمي البوسنة والهرسك ولبنان ‪ ،‬كما هزهسسم قسسبر سسسيد الشسسهداء‬ ‫‪20‬‬


‫حمزة بن عبد المطلب الذي كان الصحابة يزورونه ويصسسلون عنسسده ؟‬ ‫أم أثارهم التسلط المريكي على منابع النفط في بلدنسسا السسسلمية ‪،‬‬ ‫كما أثارهم قبر ريحانة الرسول الحسين بن علي الذي كان الصسسحابة‬ ‫والتابعون يشدون الرحال لزيارته حسستى فسسي زمسسن المسسام أحمسسد بسسن‬ ‫حنبسل كمسا تقسدم نقلسه ‪ ،‬عسن إبسن تيميسة ؟ وهسل سسيثيرهم الحصسار‬ ‫المفروض علسى الشسعب الليسبي المسسلم بل حجسة وبل أدنسى ذريعسة‬ ‫يمكن قبولهسا ‪ ،‬كمسا أثسارهم مسا وجسدوه مسن هسدايا علقست عنسد قسبر‬ ‫الرسول الكرم ) ص( ؟ ليتنا نجد منهسسم ذلسسك أو بعضسسا مسسن ذلسسك إنهسسا‬ ‫لمن دواعي السى أن تنفسسق كسسل هسسذه الوقسسات والجهسسود والمسسوال‬ ‫والطاقات الفكرية في الخوض فسسي سفاسسسف المسسور وتسسوافه الكلم‬ ‫التي ل ينشد لها إل ب ّ الجهلة والغوغاء والعاطلون من الناس ‪ .‬إن السسذي‬ ‫جعل الوهابية يجدون شغلهم الشاغل في هذه المواضع عسسدة أمسسور‬ ‫كلها تصدق عليهم ‪ :‬منها ‪ :‬الضحالة الفكرية وضيق الفق ‪. .‬‬ ‫فهم ل يحسنون شيئا إل ب ّ هذا النوع من الكلم ‪ ،‬ول تستوعب أذهانهم‬ ‫سوى هذا المدى من التفكير ‪ .‬ومنها ‪ :‬العجز ‪ ،‬عن فهسسم الحيسساة وعسن‬ ‫مواكبة العصر ‪ . .‬فهم عاجزون تماما ‪ ،‬عن التقدم في البحسسوث الدينيسسة‬ ‫والعلمية والجتماعية تقدما مقبول في هذا العصر الحديث ‪ ،‬فينكبون‬ ‫على الكلم البالي والمتهرئ فيبسسالغون فسي تعظيمسه وتقديسسه لكسي‬ ‫يجدوا لنفسهم منفذا يطلون منه على هذا العسسالم المتقسسدم ‪ .‬ومنهسسا ‪:‬‬ ‫ضيق صدورهم وإمتلء قلوبهم بالحقسسد وكراهيسسة الخيسسر وحسسب الشسسر‬ ‫لهذه المة ‪. .‬‬

‫‪21‬‬


‫فمن تتبع لهجاتهم ونبراتهم المتشنجة والمتوترة وانشدادهم انشسسدادا‬ ‫في غير محلة وتهورهم في الخطاب ‪ ،‬لمس فيهسسم الضسسحالة وضسسيق‬ ‫الفسسق والحقسسد والبغسسض والهمجيسسة والتخلسسف بكسسل معانيهسسا ‪ .‬ومنهسسا ‪:‬‬ ‫موالتهم الصريحة والعلنية لعداء السلم ‪ . .‬وهسسذا موضسسوع ل يحتسساج‬ ‫إلى بيان وليس هو بخاف على أحد فليس بين فئسسات المسسسلمين مسسن‬ ‫يدين بالولء للغرب كما يدين لسسه الوهابيسسة ‪ ،‬يخضسسعون لسسه ويتقربسسون‬ ‫ألية ويدافعون ‪ ،‬عن عملئه الخونة ‪ ،‬وما يزال هذا هو دينهم الذي ل‬ ‫ل ‪ .‬إن وجودهم فسسي بلد السسسلم فتسسح ول يسسزال يفتسسح‬ ‫يرتضون له بد ‪ً :‬‬ ‫البواب إمام الصهيونية والصليبية المعتدية لتنفذ كيف تشاء في الكيان‬ ‫السلمي ‪ ،‬فتمزق وتنهب وتدمر وتحاصر وتبسسسط نفوذهسسا ‪ ،‬وهسسؤلء‬ ‫يمهدون لها كل شئ ويساندون إخوانهم الخونة في كل مكان ‪. .‬‬ ‫إنهم الجرثومة الخبيثة السستي مهسسدت للغسسرب سسسابقا أن يسسزرع إسسسرائيل‬ ‫اللقيطة في قلب هذه المة ‪ . .‬وهم الذين ساندوا على السسدوام جميسسع‬ ‫النظمة العميلة للغرب ووقفسسوا معهسسا بسسوجه حركسسات التحسسرر البيسسة ‪. .‬‬ ‫وهم الجرثومة الخبيثة التي تمهد اليوم لتثبيت أقدام المعسكر الغربي‬ ‫في قلب العالم السلمي ‪. .‬‬ ‫ولتثبيت إسرائيل اللقيطة حتى ل يفكر أحد في إزالتها ‪ . .‬وهسسم اليسسادي‬ ‫اللعينة التي يحركها الغرب لمواجهسسة الصسسحوة السسسلمية المتصسساعدة‬ ‫اليوم ومساندة النظمة العميلة والمنافقة التي تتسولى قمسع الصسسحوة‬ ‫السلمية بالنار والحديد ‪ .‬هذه هسسي حقيقسسة مسسا إنجسسزه الوهابيسسة ومسسا‬ ‫ينجزونسسه اليسسوم ومسسا يسسدينون بسسه لمسسستقبلهم إنهسسم يخشسسون الصسسحوة‬

‫‪22‬‬


‫السلمية كما تخشاها إسرائيل ‪ ،‬لن مصسسيرهم أصسسبح رهينسسا بمصسسير‬ ‫إسرائيل ‪.‬‬

‫ ] ‪ [ 10‬نبذة مما صح في الزيارة والتوسل ‪:‬‬‫‪ - 1‬قال ) ص( ) من زارني بعد مماتي فكأنما زارني فسسي حيسساتي ( ‪) .‬‬ ‫سنن الدار قطني ‪ / 278 : 2‬ح ‪. ( 193‬‬ ‫‪ - 2‬قال ) ص( ) من زارني إلى المدينة كنت لسسه شسسهيدا وشسسفيعا يسسوم‬ ‫القيامة ( ‪ ) .‬سنن أبي داود ‪ ، 12 : 1‬وأبن أبي الدنيا كمسسا فسسي وفسساء‬ ‫الوفا ‪. ( 1345 :‬‬ ‫‪ - 3‬قال ) ص( ‪ ) :‬من زارني محتسبا إلسسى المدينسسة كسسان فسسي جسسواري‬ ‫يوم القيامة ( ‪ ) .‬السنن الكبرى ‪ /‬البيهقي ‪. ( 245 : 5‬‬ ‫‪ - 4‬قال ) ص( ‪ ) :‬من زار قبري وجبت له شفاعتي ( ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬قسسال المسسام مالسسك ‪ :‬إذا أراد الرجسسل أن يسسأتي قسسبر النسسبي ) ص(‬ ‫فليستدبر القبلة ويستقبل النبي ) ص( ويصسسلي عليسسه ويسسدعو ‪ ) .‬رؤوس‬ ‫المسائل ‪ /‬النووي ‪ ،‬وإنظر وفاء الوفا ‪. ( 1377 :‬‬ ‫‪ - 6‬عن أصحاب الشافعي ‪ :‬يقف الزائسسر وظهسسره إلسسى القبلسسة ووجهسسه‬ ‫إلى الحظيرة المشرفة ‪ ،‬وهسسو قسسول أحمسسد بسسن حنبسسل ‪ ) .‬وفسساء الوفسسا‬ ‫‪. ( 1378‬‬

‫‪23‬‬


‫‪ - 7‬في كتاب ) العلل والسسسؤالت ( لعبسسد اس بسسن أحمسسد إبسسن حنبسسل ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬سألت أبي ‪ ،‬عن الرجل يمس منبر الرسول ) ص( ويتبرك بمسه‬ ‫ويقبله ‪ ،‬ويفعل بالقبر مثل ذلسسك رجسساء ثسسواب اس تعسسالى ‪ . .‬فقسسال ‪ :‬ل‬ ‫بأس به ‪ ) .‬وفاء الوفا ‪. ( 1404 :‬‬ ‫‪ - 8‬قال ‪ :‬المحب الطبري ‪ :‬يجسسوز تقبيسسل القسسبر ومسسسه ‪ ،‬وعليسسه عمسسل‬ ‫العلماء والصالحين ‪ ) .‬وفاء الوفا ‪. ( 1406 :‬‬ ‫‪ - 9‬من حسسديث المسسام جعفسسر الصسسادق ‪ ،‬عسسن آبسسائه )ع( ‪ :‬أن فاطمسسة‬ ‫عليها السلم كانت تأتي قبر حمزة كل جمعة ‪ ) .‬تفسير القرطبي ‪: 10‬‬ ‫‪. ( 248‬‬ ‫التوسل ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬في دعائه ) ص( ‪ ) :‬اللهم بحق السائلين عليسسك ‪ ) ( . . .‬عمسسل اليسسوم‬ ‫والليلة ‪ /‬إبن السني ‪. ( 82 :‬‬ ‫‪ - 2‬قال ‪ :‬الساوي الحنبلي في ) المستوعب ( ‪ -‬باب زيارة قسسبر النسسبي‬ ‫) ص( ‪ :‬ثم يأتي ‪ -‬الزائر ‪ -‬حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء‬ ‫وجهه والقبلة خلف ظهره والمنبر ‪ ،‬عن يساره ‪ .‬ثم ذكر كيفيسسة السسسلم‬ ‫والدعاء وفية ‪ :‬اللهم إنك قلت ‪ :‬فسسي كتابسسك لنبيسسك )ع( ‪ ) :‬ولسسوأنهم إذ‬ ‫ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا ا وإستغفر لهم الرسول ( وإنسسي‬ ‫قد أتيت نبيك مستغفرا ‪ ،‬فأسألك أن توجب لي المغفرة كمسسا أوجبتهسسا‬ ‫لمن أتاه في حياته ‪ .‬اللهم إني أتوجه إليك بنبيك ) ص( ‪. .‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪ - 3‬في الصحيفة السجادية المأثورة ‪ ،‬عن المسسام السسسجاد علسسي بسسن‬ ‫الحسسسين )ع( ‪ ) :‬وخلصسسني يسسا رب بحسسق محمسسد وآل محمسسد مسسن كسسل‬ ‫غم ( ‪ ) .‬الدعاء رقم ‪. ( 30‬‬ ‫‪ - 4‬قال أبو علي الخلل شيخ الحنابلة ‪ :‬ما همنسسي أمسسر فقصسسدت قسسبر‬ ‫موسى بن جعفر فتوسلت به إل ب ّ سسسهل اس تعسسالى لسسي ‪ :‬مسسا أحسسب ‪) .‬‬ ‫تاريخ بغداد ‪. ( 120 : 1‬‬ ‫‪ - 5‬قال المام الشافعي ‪ :‬إني لتبرك بأبي حنيفسسة وأجسسئ إلسسى قسسبره‬ ‫كل يوم ‪ ،‬فإذا عرضسست لسسي حاجسسة صسسليت ركعسستين وجئسست إلسسى قسسبره‬ ‫وسألت ا تعالى الحاجة عنده ‪ ،‬فما تبعد أن تقضى ‪ ) .‬تاريسسخ بغسسداد‬ ‫‪ ، 123 : 1‬مناقب أبي حنيفة للخوارزمي ‪. ( 199 : 2‬‬ ‫‪ - 6‬قال أبوبكر محمد بن المؤمل ‪ :‬خرجنا مع إمام أهل الحديث أبسسي‬ ‫بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفسسي مسسع جماعسسة مسن مشسسايخنا ‪،‬‬ ‫وهم إذ ذاك متوافرون إلى علي بن موسسسى الرضسسا بطسسوس ‪ -‬يعنسسي‬ ‫إلى قبره ‪ -‬قال ‪ :‬فرأيت من تعظيمه ‪ -‬يعني إبن خزيمة ‪ -‬لتلك البقعة‬ ‫وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ‪ ) .‬تهسسذيب التهسسذيب ‪339 : 7‬‬ ‫ترجمة علي بن نزار بن حيان السدي ( ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪ - 7‬قال إبن تيمية ‪ :‬نقل ‪ ،‬عن أحمد بن حنبل في ) منسك المروذي (‬ ‫التوسل بالنبي ) ص( والدعاء عنده ‪ .‬ونقل إبن تيمية ذلك أيضسسا ‪ ،‬عسسن‬ ‫إبن أبي الدنيا والبيهقي والطبراني بطرق عديدة شهد لهسسا بالصسسحة ‪) .‬‬ ‫التوسل والوسيلة لبن تيمية ‪ ( 106 - 105 :‬هذه نبذة موجزة ‪ ،‬وفي‬ ‫سير السلف وأحاديثهم في هذا الباب ما يصعب حصره ‪.‬‬

‫ ] ‪ [ 11‬كتب في الرد على الوهابية ‪:‬‬‫ لقد تصدى الكثير من علمساء المسذاهب السسلمية المختلفسة للبدعسة‬‫الوهابية ‪ ،‬فصنفوا كتبا ورسائل عديدة في الرد عليهم وتفنيد حججهم‬ ‫وبيسان بطلن عقائسسدهم ومخالفتهسسا للكتساب والسسنة والمعسسروف مسسن‬ ‫عقائد السلف وأئمة الجتهاد ‪ ،‬نذكر هنا طائفة من هذه الكتب هدايسسة‬ ‫وتيسيرا للقارئ ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الصول الربعة في ترديد الوهابية ‪ :‬الخواجة السرهندي ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إظهار العقوق ممن منع التوسل بالنبي والولي الصدوق ‪ :‬الشيخ‬ ‫المشرفي المالكي الجزائري ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬القوال المرضية في الرد على الوهابية ‪ :‬محمد عطا ا ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬النتصار للولياء البرار ‪ :‬الشيخ طاهر سنبل الحنفي ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الوراق البغدادية في الحوادث النجدية ‪ :‬الشيخ إبراهيم الراوي ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬البراهين الساطعة ‪ :‬الشيخ سلمة العزامي ‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪ - 7‬البصائر لمنكري التوسل ‪ :‬الشيخ حمد ا الداجوي ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬تاريخ آل سعود ‪ :‬ناصر السعيد ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬تجريد سيف الجهاد لمدعي الجتهاد ‪ :‬الشسيخ عبسد اس بسن عبسد‬ ‫اللطيف الشافعي ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬تحريض الغبياء على الستغاثة بالنبياء والولياء ‪ :‬الشيخ عبد‬ ‫ا بن إبراهيم ميرغيني ‪.‬‬ ‫‪ - 11‬تهكم المقلدين بمن إدعى تحديد الدين ‪ :‬الشيخ المحقق محمد‬ ‫بن عبد الرحمن الحنبلي ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬التوسل بالنبي وبالصالحين ‪ :‬أبو حامد بن مرزوق ‪.‬‬ ‫‪ - 13‬جلل الحق في كشف أحوال شسسرار الخلسسق ‪ :‬الشسسيخ إبراهيسسم‬ ‫حلمي ‪.‬‬ ‫‪ - 14‬الحقائق السلمية في الرد على المزاعم الوهابية بأدلة الكتاب‬ ‫والسنة النبوية ‪ :‬مالك داود ‪.‬‬ ‫‪ - 15‬خلصة الكلم في أمراء البلد الحرام ‪ :‬السيد أحمسسد بسسن زينسسي‬ ‫دحلن مفتي مكة ‪.‬‬ ‫‪ - 16‬الدرر السنية في الرد على الوهابيسسة ‪ :‬السسسيد أحمسسد بسسن زينسسي‬ ‫دحلن ‪.‬‬ ‫‪ - 17‬رد على محمد بسسن عبسسد الوهسساب ‪ :‬الشسسيخ إسسسماعيل التميمسسي‬ ‫المالكي التونسي ‪.‬‬ ‫‪ - 18‬الرد على الوهابية ‪ :‬الشيخ إبراهيسسم بسسن عبسسد القسسادر الريسساحي‬ ‫التونسي المالكي ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪ - 19‬رسائل في الرد على الوهابيسة ‪ :‬وهسسي رسسسائل كسسثيرة يصسسعب‬ ‫إحصاؤها ‪ ،‬وفي طليعتها رسائل المعاصرين لمحمد بن عبد الوهسساب‬ ‫وبالخصو ص‬ ‫ما كتب فقهاء الحنابلة في الرد علية ‪ .‬وقسسد ورد الكسسثير مسسن هسسذه‬ ‫الرسسسائل فسسي كتسساب ‪ ) :‬التوسسسل بسسالنبي والصسسالحين ( لبسسي حامسسد‬ ‫مرزوق ‪،‬‬ ‫وكتاب ) الدرر السنية في الرد على الوهابيسسة ( لحمسسد بسسن زينسسي‬ ‫دحلن ‪ ،‬وكتسساب ) علمسساء المسسسلمين والوهسسابيون ( للسسستاذ حسسسين‬ ‫حلمي‬ ‫إيشيق ‪.‬‬ ‫‪ - 20‬سسسعادة السسدارين فسسي السسرد علسسى الفرقسستين الوهابيسسة ومقلسسدة‬ ‫الظاهرية ‪ :‬الشيخ إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري ‪.‬‬ ‫‪ - 21‬السيف الباتر لعنق المنكر على الكابر ‪ :‬أبو حامد مرزوق ‪.‬‬ ‫‪ - 22‬سيف الجبار المسلول على أعداء البرار ‪ :‬شسساه فضسسل رسسسول‬ ‫القادري ‪.‬‬ ‫‪ - 23‬صلح الخوان في الرد علسسى مسسن قسسال ‪ :‬بالشسسرك والكفسسران ‪:‬‬ ‫الشيخ داود بن سليمان البغدادي ‪.‬‬ ‫‪ - 24‬الصواعق اللهية في الرد على الوهابية ‪ :‬الشسسيخ سسسليمان بسسن‬ ‫عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب ‪.‬‬ ‫‪ - 25‬فتنة الوهابية ‪ :‬أحمد بن زيني دحلن ‪.‬‬ ‫‪ - 26‬الفجر الصادق ‪ :‬الشيخ جميل صدقي الزهاوي ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪ - 27‬فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبسسد الوهسساب ‪ :‬الشسسيخ‬ ‫سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب ‪.‬‬ ‫‪ - 28‬كشف الرتياب في إتباع محمد بن عبد الوهاب ‪ :‬السيد محسن‬ ‫المين ‪.‬‬ ‫‪ - 29‬هذي هي الوهابية ‪ :‬الشيخ محمد جواد مغنية ‪.‬‬ ‫وكتب أخرى كثيرة ورد بعضها في أثناء هسسذا الكتسساب الصسسغير ‪ ،‬وإنمسسا‬ ‫اكتفينا بذكر هذا القدر اختصارا ‪ .‬والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫مركز الغدير‬ ‫حقسسوق الطبسسع محفوظسسة للناشسسر الكتسساب ‪ :‬الوهابيسسة فسسي صسسورتها‬ ‫الحقيقة ‪،‬‬ ‫المؤلف ‪ :‬لجنة التأليف الناشر ‪ :‬مركز الغدير للدراسات السلمية‬ ‫ه ‪ 1994 /‬م‬ ‫الطبعة ‪ :‬الولى ‪‍ 1415‬‬ ‫المطبعة ‪ :‬باقري ‪ ،‬إصدار مركز الغدير للدراسات السلمية ‪.‬‬

‫‪29‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.