كتاب منهجية علم الاجتماع .. بين الماركسية والوظيفية والبنيوية

Page 29

‫»الشياء«‪ .‬وذلك لن الطبيعة ل تحتوي على شيء آخر سوى »الشياء«‪ .‬ولكن حينما‬ ‫خرج كونت من نطاق هذه الراء الفلسفية فحاول تطبيق مبدئه واستنباط الحقائق العملية‬ ‫التي ينطوي عليها تجعل بعض المعاني العامة موضوعـا لدراسته«)‪.(1‬‬ ‫ةثم يواصل دوركايم حتى يقول »واختصا ار للقول نرى أن كونت قد خلط بين التطور‬ ‫التاريخي وبين الفكرة التي سبق أن كونها لنفسه عن هذا التطور«)‪.(2‬‬ ‫وقبل التعليق على هذا النص نورد أول انتقاد دوركايم لسبنسر ةثم نورد بعد ذلك‬ ‫نصا آخر لدوركايم يشير إلى أنه لم يبتعد عنهما كةثيرا‪.‬‬ ‫يقول دوركايم في انتقاده لسبنسر‪:‬‬

‫»ففي الواقع يرى سبنسر أن البيئة الكونية‪ ،‬والتركيب العضوي النفسي لدى الفرد‬ ‫هما العاملن الساسيان في وتجود الظواهر التجتماعية‪ ،‬ولكن العامل الول ل يستطيع‬ ‫التأةثير في المتجتمع إل بواسطة العامل الةثاني‪ ،‬ولهذا فالعامل الخير هو السبب الساسي‬ ‫الذي يدعو إلى وتجود التطور التجتماعي‪ .‬وترتجع نشأة المتجتمع إلى هذا السبب‪ ،‬وهو أن‬ ‫الفراد يرغبون في تحقيق طبيعتهم النسانية«)‪.(3‬‬

‫إن دوركايم يعترض على هذا التصور برفضه أن يكون علم النفس دائما هو الحكم‬ ‫الخير‪ » :‬فلما كانت الخاصية التجوهرية التي تمتاز بها هذه الظواهر )يقصد الظواهر‬ ‫التجتماعية – الباحث( تنحصر في القيام بضغط خارتجي على ضمائر الفراد‪ ،‬كان ذلك‬ ‫دليل على أنها ليست وليدة هذه الضمائر‪ ،‬وبناء على ذلك فليس علم التجتماع تكملة لعلم‬ ‫النفس وذلك لن مقدرة الظواهر على القهر دليل على أنها تعبر عن طبيعة أخرى مخالفة‬ ‫لطبيعتنا الفردية «)‪.(4‬‬ ‫ونبدأ أول بانتقاده لسبنسر‪.‬‬

‫إن دوركايم يرفض أن تكون الظواهر التجتماعية معبرة عن طبيعة فردية‪ .‬لكنه‬ ‫يضع بدل من ذلك تصو ار من نفس النوع تقريبا إوان كان أكةثر تعاليا‪ :‬العقل التجمعي‪.‬‬ ‫فمما ل شك فيه أن دوركايم تصور دائما الظواهر التجتماعية كأشياء ذات طبيعة عقلية‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪29‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫المرتجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫المرتجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.79 - 78‬‬ ‫المرتجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.208 - 207‬‬ ‫المرتجع السابق ‪ ،‬ص ‪.210‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.