الانتصار -- عدد يناير 2019

Page 1

‫داخل العدد‬

‫ثورة الشعب السوداني اآلن ‪.......‬‬

‫ثورة الشعب المصري ‪ 52‬يناير ‪.......5122‬‬


‫في هذا العدد‬ ‫االفتتاحية ‪ :‬الرأسمالية المتوحشة واالنتفاضات الشعبية‪....... ..‬‬ ‫السودان ‪ :‬نظام البشير يتداعى والبديل الوطني الديمقراطي جاهز‪ ..‬حسن بدوي‬ ‫تأصيل مفاهيم الثقافة والحضارة والعولمة في فكر محمود العالِم‪ ...‬صالح عدلي‬ ‫نفس السياسات‪ ..‬واستمرار المقاومة‪ ..‬انتفاضة الخبز (‪ 21‬و‪ 21‬يناير)‬ ‫‪ 52‬يناير تتويج لتراكمات نضاالت العمال والطبقات الشعبية ‪ ...‬حمدي حسين‬

‫قبل وبعد شهادتك‪ :‬ثورة الشعب أسقطتك عن عرشك يا مبارك‬ ‫حكومة األثرياء تعرقل تنفيذ حكم القضاء لصالح أصحاب المعاشات‬ ‫المنيا مدينة الطائفية في دولة غائبة ‪ ---------------------‬بهيجة حسين‬ ‫عن الكرامة واالنسانية ‪ .................................‬يوسف مسعد‬ ‫تظاهرة حاشدة في بيروت أمام القمة العربية التنموية‬

‫الصحيح والعقالني ‪ ..................................‬محمد أبو قمر‬ ‫بمناسبة ذكرى الثورة ‪" ..‬الميدان" قصيدة للشاعر عبد الرحمن االبنودي‬


‫االفتتاحية‬ ‫موقفنا السياسي من ‪:‬‬ ‫الرأسمالية المتوحشة واالنتفاضات الشعبية‪ ..‬وتحالف أمريكي مرفوض‬

‫‪ -1‬ال مكان للفقراء في نظام العولمة‬ ‫الرأسمالية الوحشية‬ ‫أظهر تقرير صادم صدر عن منظمة‬ ‫"أوكسفام" البريطانية المعنية بمكافحة الفقر‬ ‫في العالم‪ ،‬أن ‪ 62‬شخصاً من أغنى أغنياء‬ ‫العالم باتوا يملكون ثروات تساوي ممتلكات‬ ‫‪ 8،3‬مليار نسمة هم األكثر فقراً في العالم‬ ‫أي ما يعادل نصف سكان العالم تقريباً‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي تفرض فيه النظم‬ ‫الحاكمة في العالم الرأسمالي إجراءات‬ ‫تقشفية صارمة على شعوبها بمبررات زائفة‬ ‫عن أزمات اقتصادية خانقة‪ ،‬يؤكد نفس‬ ‫التقرير تزايد الفجوة بين الفقراء واألغنياء‬ ‫حيث زادت إيرادات المليارديرات في العالم‬ ‫هذا العام ‪ 099‬مليار دوالر عن العام‬ ‫الماضي أي زادت بمعدل ‪ 6،2‬مليار دوالر‬ ‫يومياً‪.‬‬ ‫وهذه األرقام تكشف حقيقة عورات‬ ‫النظام الرأسمالي العالمي وتفضح حقيقة‬ ‫العولمة الرأسمالية البربرية التي تراكم‬ ‫الثروة في جانب عدد قليل من كبار‬ ‫المليارديرات في حين تعاني نصف شعوب‬ ‫العالم وخاصة في البلدان الفقيرة في التخوم‬ ‫من الفقر والحروب واألوبئة والمجاعات‪،‬‬ ‫ومن جانب آخر تؤكد هذه األرقام صحة‬ ‫وصدق ما ذهب إليه ماركس منذ أكثر من‬ ‫مائتي عام عندما أكد على أن جوهر وبنية‬ ‫النظام الرأسمالي تحتوي تناقضات‬ ‫مستعصية على الحل نتيجة قانون التراكم‬ ‫الرأسمالي‪ .‬وال يمكن حل هذه التناقضات‬ ‫إال من خالل النضال من أجل عولمة بديلة‬ ‫ديمقراطية وإنسانية على أساس نظام‬ ‫اشتراكي متطور يتخلص من سلبيات‬ ‫الماضي ويأخذ في اعتباره التغيرات‬

‫الكبرى في عصر الثورة‬ ‫التكنولوجية وثورة المعلومات‪.‬‬

‫العلمية‬

‫‪ -6‬تصاعد االحتجاجات على السياسة‬ ‫النيوليبرالية السائدة‬ ‫نشهد في اآلونة األخيرة تصاعد‬ ‫االحتجاجات الشعبية على سياسات اإلفقار‬ ‫والتجويع والتهميش نتيجة فرض أجندة‬ ‫صندوق النقد الدولي وسياسات الليبرالية‬ ‫الجديدة على عدد كبير من البلدان‪ .‬ولقد‬ ‫شهدت األردن وتونس ولبنان اتساع‬ ‫االحتجاجات الشعبية على هذه السياسات‬ ‫التي تزيد الفقراء فقراً وتنحاز بشكل سافر‬ ‫لألغنياء‪ ،‬وعلى رأس هذه االحتجاجات‬ ‫تأتي ثورة الشعب السوداني الشقيق والتي‬ ‫كانت شرارتها األولى ثورة الناس على‬ ‫االرتفاع الجنوبي ألسعار المحروقات‬ ‫والسلع الغذائية اإلستراتيجية وانهيار القوى‬ ‫الشرائية وتردي األوضاع المعيشية‪ .‬ولم‬ ‫تسلم الدول الرأسمالية المتطورة من هذه‬ ‫الظاهرة أيضاً؛ حيث تشهد فرنسا‬ ‫احتجاجات أصحاب السترات الصفراء التي‬ ‫بدأت بمئات األلوف والتي تدخل أسبوعها‬ ‫الثامن لتكشف عن عمق أزمة هذه‬ ‫السياسات النيوليبرالية اليمينية‪ ،‬بل واتسعت‬ ‫أهداف ومطالب هذه الحركة لتوجه ضربة‬ ‫قوية ألسس النظام الرأسمالي ذاته‪ ،‬وتطالب‬ ‫بتغيير الليبرالية السياسية التي تعتمد على‬ ‫الديمقراطية التمثيلية البرجوازية الزائفة‬ ‫التي استمرت األحزاب اليسارية واليمنية‬ ‫فيها في تداول السلطة لعشرات السنين دون‬ ‫حدوث أي تغييرات حقيقية في جوهر‬ ‫ومستوى حياة الناس‪ ،‬وخاصة الفقراء منهم‪.‬‬ ‫بل ازدادت أوضاعهم سوءاً‪ .‬وأدت هذه‬ ‫السياسات اليمينية إلى نتيجة خطيرة باتت‬ ‫تهدد ليس فقط شعوب هذه الدول الرأسمالية‬ ‫بل وشعوب العالم كله بسبب تصاعد نفوذ‬


‫قوى اليمين المتطرف ووصولها للحكم في‬ ‫عدد من البلدان مما يهدد بعودة حكم الفاشية‬ ‫والنازية‪ ،‬وتصاعد اإلرهاب الذي بات‬ ‫خطراً داهماً على كل شعوب العالم‪.‬‬

‫األوسط االستراتيجي بقيادة الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية والذي يستهدف ضم ‪3‬‬ ‫دول عربية هي دول الخليج الست ومصر‬ ‫واألردن بهدف مواجهة إيران باعتبارها‬ ‫هي رمز اإلرهاب وإنها تشكل العدو‬ ‫الرئيس لدول المنطقة وتهدد استقرارها‬ ‫وأمنها‪.‬‬

‫أوالً أن ثورات وانتفاضات الشعوب‬ ‫العربية لم تنتهي وستظل كامنة في انتظار‬ ‫ظروف موضوعية وذاتية مالئمة طالما‬ ‫ظلت أسبابها ودوافعها قائمة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫الشعوب تتعلم من أخطائها‪.‬‬

‫والحقيقة غير المعلنة في دعوة بومبيو‬ ‫أن الطرف الغائب الحاضر الذي يأتي في‬ ‫مقدمة هذا الحلف هو إسرائيل‪ ،‬والتي تعتبر‬ ‫هي المستفيد األول منه‪ .‬كما أن أحد‬ ‫األهداف األساسية لهذه الدعوة يتمثل في‬ ‫تصفية القضية الفلسطينية وفرض التطبيع‬ ‫مع العدو اإلسرائيلي على دول المنطقة‪،‬‬ ‫وضمان استمرار الهيمنة األمريكية على‬ ‫مقدرات الدول العربية وخدمة أهداف‬ ‫الواليات المتحدة في التصدي إليران‬ ‫وحصارها دون أنت تتحمل أي تكاليف‬ ‫عسكرية أو مالية أو التضحية بأرواح أي‬ ‫من جنودها‪ .‬وقد أعلن الوزير األمريكي في‬ ‫ختام زيارته الدعوة لمؤتمر عالمي في‬ ‫وارسو منتصف فبراير القادم لتبرير إقامة‬ ‫هذا الحلف المشبوه‪.‬‬

‫ونحن ترصد عدداً من الدالالت التي‬ ‫يجب التوقف عندها‪:‬‬

‫وثانياً أن العالم يشهد إرهاصات‬ ‫واضحة للتغيير نتيجة فشل سياسات العولمة‬ ‫الرأسمالية والتوجهات النيوليبرالية اليمينية‬ ‫المستمرة منذ أربعين عاماً‪ ،‬والتي عمقت‬ ‫من تفاقم األزمة الرأسمالية المستمرة‪ ،‬مما‬ ‫يشعل االحتجاجات الشعبية بشكل متصاعد‬ ‫وتدريجي على نطاق واسع في العالم‪ .‬ولهذا‬ ‫يجب الضغط بشكل سلمي على السلطة في‬ ‫مصر إلعادة النظر في سياستها االقتصادية‬ ‫ولممارساتها المقيدة للحريات حتى ال تكون‬ ‫نتائجها خطيرة وسلبية على مسار التطور‬ ‫الجاري بشكل يفيد القوى المعادية للوطن‬ ‫في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫‪ -8‬تحالف الشرق األوسط االستراتيجي‬ ‫بقيادة أمريكا‬ ‫قام جورج بومبيو وزير الخارجية‬ ‫األمريكي منذ أيام بزيارة لعدد من الدول‬ ‫العربية (األردن ومصر وقطر والسعودية‬ ‫واألمارات وعُمان والبحرين) بهدف‬ ‫استمرار الدور األمريكي المهيمن في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬خاصة بعد إعالن انسحاب‬ ‫القوات األمريكية من سوريا واألزمات التي‬ ‫تواجه المخطط األمريكي في العراق وغيره‬ ‫من دول المنطقة – وتعثر تمرير ما يسمى‬ ‫بصفقة القرن‪.‬‬ ‫ولقد كان الهدف الرئيسي من هذه‬ ‫الزيارة هو الدعوة لتشكيل حلف الشرق‬

‫والحزب الشيوعي المصري يؤكد على‬ ‫ما سبق وطالب به من ضرورة إعالن‬ ‫موقف مصري رسمي واضح وحاسم‬ ‫برفض تشكيل هذا الحلف وعدم المشاركة‬ ‫فيه ألنه يضر بمصالح األمن القومي‬ ‫المصري والعربي ضرراً جسيماً‪ ،‬كما أنه‬ ‫سيؤدي إلى تدمير ما تم بناؤه من عالقات‬ ‫متوازنة باألقطاب األخرى العالمية‪ ،‬وسيعيد‬ ‫مصر إلى حظيرة التبعية الكاملة ألمريكا‬ ‫التي ثار الشعب في ‪ 62‬يناير من أجل‬ ‫إنهائها‪ ،‬كما سيفتح الباب للدخول في‬ ‫سياسات األحالف والمحاور التي سبق وأن‬ ‫رفضتها مصر بشكل حاسم منذ ثورة يوليو‬ ‫‪.1026‬‬

‫‪ -4‬القمة االقتصادية العربية‬


‫تؤكد كل الشواهد على فشل القمة‬ ‫االقتصادية العربية التي انعقدت مؤخراً في‬ ‫بيروت فشالً ذريعاً‪ .‬خاصة وقد غاب عنها‬ ‫معظم الرؤساء والحكام العرب‪ ،‬وهي نتيجة‬ ‫منطقية لحالة العجز العربي في المشاركة‬ ‫الفاعلة لحل أي من مشاكل المنطقة‪،‬‬ ‫وإصرار العديد من الدول العربية على‬ ‫استبعاد سوريا من حضور هذه القمة‪،‬‬ ‫وهرولة العديد من األنظمة العربية وخاصة‬ ‫في الخليج على التطبيع مع إسرائيل بشكل‬ ‫علني فاضح‪ ،‬باإلضافة إلى انعقادها بعد‬ ‫زيارة وزير الخارجية األمريكي للمنطقة‬ ‫وما حملته من أهداف معادية للمصالح‬ ‫العربية‪.‬‬

‫وانعكس كل هذا في غياب أي توجه‬ ‫عربي مستقل وعدم صدور أي بيان من‬ ‫القمة بإدانة العدوان اإلسرائيلي األخير على‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫ويرى الحزب الشيوعي المصري‬ ‫ضرورة أن تقوم مصر ‪ -‬بحكم موقعها‬ ‫ودورها وإمكانياتها‪ -‬بتجاوز حالة الصمت‬ ‫والتردد وأخذ زمام المبادرة والتحرك عربياً‬ ‫للتصدي للمخططات اإلمبريالية الصهيونية‬ ‫وأي أخطار إقليمية توسعية أخرى وإعادة‬ ‫مطالبتها بتشكيل قوة عربية مشتركة‬ ‫لمواجهة اإلرهاب في المنطقة وأي عدوان‬ ‫على البلدان العربية‪ ،‬ورفض التدخل‬ ‫األجنبي في شئونها‪.‬‬ ‫( االنتصار)‬


‫نظام البشير يتداعى والبديل الوطني الديمقراطي جاهز‬

‫تحليل إخباري يكتبه‪ :‬حسن بدوي‬ ‫الخرطوم – القاهرة وعواصم عربية وعالمية‪:‬‬ ‫دخلت ثورة الشعب السوداني ضد نظام‬ ‫البشير اإلخواني أسبوعها السادس بثبات‬ ‫صوب هدفها الوحيد‪ ،‬وهو إسقاط نظام عمر‬ ‫البشير الجاثم على صدور الشعب منذ‬ ‫ثالثين عاماً‪ ،‬الذي سعى منذ اليوم األول‬ ‫الستيالئه على السلطة إلى أسلمة السودان‬ ‫وتكريس الدولة الدينية‪ ،‬فكانت النتيجة تقسيم‬ ‫السودان‪ ،‬األمر الذي يصب في إطار‬ ‫المخطط األمريكي الصهيوني لتقسيم‬ ‫وإضعاف دول المنطقة‪ ،‬وإنهاك جيوشها‬ ‫وخلق ميليشيات مسلحة موازية ألجهزة‬ ‫الدولة يتم استخدامها في تفجير النزاعات‬ ‫الدينية والطائفية والعراقية لتفتيت الدول‬ ‫الوطنية‪ ،‬هذا النظام الذي سار في نفس‬ ‫الوقت على طريق توصيات صندوق النقد‬ ‫الدولي‪ ،‬من تعويم الجنيه حتى فقد قيمته‬ ‫الشرائية وتصفية القطاع العام وتدمير‬ ‫الصناعة والزراعة لحساب النشاط الريعي‬ ‫والتجاري والخدمي واالستيراد والوكالة‬ ‫للشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫تضخم جيش العاطلين وتصاعد الفقر‬ ‫والغالء‪ ،‬وانهيار الخدمات الصحية‬ ‫والتعليمية‪ ،‬وذلك إلى جانب تمكين اإلخوان‬ ‫من السيطرة على مفاصل الدولة في الجيش‬ ‫والشرطة وكافة المؤسسات‪ ،‬وضرب‬ ‫الحركة النقابية العمالية والمهنية واالتحادات‬

‫الطالبية والفالحية‪ ،‬وتخصيص كل وزارة‬ ‫جزءاً من أموالها لتمويل حزب المؤتمر‬ ‫الشعبي العربي اإلسالمي (اإلخواني)‬ ‫وميليشياته المسلحة ‪.‬‬ ‫الشعب يتقدم رغم بطش النظام‬ ‫وتؤكد مصادر سياسية وصحفية وثيقة‬ ‫الصلة بتنسيقية الثورة السودانية أن‬ ‫الثورةبدأت مطلع ديسمبر الماضي‬ ‫باحتجاجات شعبية متفرقة‪ ،‬تحولت إلة ثورة‬ ‫شاملة في كافة مدن وأرياف السودان يوم‬ ‫‪ 10‬ديسمبر‪ ،‬وكان قد سبقها خالل السنوات‬ ‫الثالث الماضية انتفاضتين كبيرتين شكلتا‬ ‫البروفات األولى للثورة الحالية‪.‬وتكسب‬ ‫الثورة اآلن في كل يوم أراض جديدة‬ ‫وجمهور جديد‪ ،‬بينما يخسر النظام وال يجد‬ ‫من سند سوى اللجوء المتزايد للعنف‬ ‫والعنف المفرط‪ ،‬الذي كان مثار قلق األسرة‬ ‫الدولية وموضوع إدانتها المتصاعدة‪.‬‬ ‫ورغم استخدام النظام كل وسائل العنف ضد‬ ‫الثورة الشعبية السلمية‪ ،‬بدءاً من قنابل الغاز‬ ‫إلى الرصاص الحي‪ ،‬ومن اقتحام بيوت‬ ‫المواطنين والمستشفيات إلى قنص‬ ‫المتظاهرين وحمالت االعنقاالت‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى سقوط أكثر من ‪ 29‬شهيداً حتى اآلن‪،‬‬ ‫وإصابة أكثر من ألف مواطن‪ ،‬واعتقال‬


‫المئات من القيادات والكوادر ‪ ،‬فإن الثورة‬ ‫تتسع وتمتد إلى جميع مدن ومناطق‬ ‫السودان‪ ،‬في الخرطوم والجزيرة وبري‬ ‫وبحري ومدني وأمري والفاو وبورسودان‬ ‫إلى نياال والفاشر في إقليم دارفور إلى أم‬ ‫درمان وعطبرة وإقليم كردفان والنيل‬ ‫األزرق وكافة المناطق‪.‬‬ ‫مالمح النظام الجديد‬ ‫وأظهرت الثورة بوضوح عبقرية الشعب‬ ‫السوداني وقدراته في ابتكار معركة طويلة‬ ‫النفس‪ ،‬اليملك فيها غير الرهان على بسالة‬ ‫أبنائه وبناته ‪ ،‬وإستعداده غير المحدود‬ ‫للتضحية‪ ،‬وإيمانه العميق بإنتصاره الحتمي‪،‬‬ ‫بعد أن انطلق على طريق التحرر من الكبت‬ ‫والظلم واالستبداد‪ ،‬يمارس حريته بالفعل في‬ ‫تحدي النظام وفي التعبير عن تطلعاته‪ ،‬وفي‬ ‫نضاله السلمي من أجل إسقاط النظام‪.‬وإقامة‬ ‫نظام وطني ديمقراطي بدأ تشكيل مالمحه‬ ‫منذ ثالث سنوات‪ ،‬بإعداد دستور جديد‪،‬‬ ‫واالتفاق على حكومة انتقالية مدنية تحقق‬ ‫السالم والتحول الديمقراطي والتنمية‬ ‫والمعيشة الكريمة للمواطنين‪،‬وتوافق على‬ ‫تلك الخطوات تجمع القوى المدنية (منصة‬ ‫تنظيمات المجتمع المدني الفئوية والنسوية‬ ‫‪.‬‬ ‫والشبابية والمناطقية والمتخصصة‬ ‫والمطلبية والشخصيات العامة) يضم الكتل‬ ‫السياسية واالجتماعية األساسية في‬ ‫السودان‪ ،‬وهي‪ :‬قوى اإلجماع الوطني‪،‬‬ ‫قوى نداء السودان‪ ،‬تجمع المهنيين والتجمع‬ ‫االتحادي المعارض‪ ،‬التي شكلت تنسيقية‬ ‫للثورة تنظم المظاهرات السلمية اليومية‬ ‫وتقود كافة عمليات التوعية واإلعالم داخل‬ ‫السودان وخارجه‪ ،‬وتحدد خطوات ومسار‬ ‫العملية الثورية الجماهيرية وصوالً إلى‬ ‫الهدف النهائي بعزيمة قوية وحماس دؤوب‬ ‫ولكن دون تعجل غير محسوب لخطوات‬

‫التصعيد ودون االستدراج الستخدام العنف‬ ‫المسلح مما يعطي ذريعة للنظام المتداعي‬ ‫الستخدام آخر أسلحته ‪ ،‬وهو الدفع‬ ‫بالميليشيات اإلخوانية المسلحة الموازية‬ ‫ألجهزة الدولة (الجيش والشرطة والدفاع‬ ‫المدني) التي تم تجهيزها بأموال الدولة‬ ‫وبكوادر سودانية وأجنبية من دعاة الدولة‬ ‫الدينية عبر ثالثين عاماً من حكم البشير‪.‬‬ ‫خطوات في طريق التغيير‬ ‫وحدد تجمع القوى المدنية‪ ،‬في بيان وقعته‬ ‫كل القوى المشاركة فيه‪ ،‬الخطوات اآلنية‬ ‫في التالي‪:‬‬ ‫• تعميق مشاركة الشعب السوداني وتوسيع‬ ‫عمليات التعبئة والتنظيم من أجل حماية‬ ‫واستمرارية الثورة وسلميتها‪ ،‬وإلتزام تجمع‬ ‫القوى المدنية بمختلف كياناته وعضويته في‬ ‫دعم وتطوير المد الجماهيري الثوري حتي‬ ‫تحقيق هدف اسقاط النظام‪.‬‬ ‫• دعم تشكيل هياكل وهيئات االنتفاضة في‬ ‫األقاليم والمدن والقرى ‪ ،‬وعملها على قدم‬ ‫المساواة مع هيئات العاصمة‪ ،‬ومشاركتها‬ ‫في الهياكل القومية للثورة‪.‬‬ ‫•تدعيم وترسيخ وحدة قوى التغيير السياسية‬ ‫والمدنية وتماسكها‪ ،‬وتسهيل رفدها بكافة‬ ‫اإلنتفاضة‪.‬‬ ‫في‬ ‫المنخرطة‬ ‫القوى‬ ‫• الدعم اإلعالمي والمادي واإلتصال‬ ‫الخارجي إليصال صوت الثورة عالياً‬ ‫ولجلب التضامن العالمي الشعبي‬ ‫والدبلوماسي‪.‬‬ ‫• التضامن مع أسر شهداء الثورة‪ ،‬ومع‬ ‫المعتقلين والمصابين‪ ،‬باعتبارهم ايقونات‬ ‫اإللهام والتعبئة في مسار التغيير الشامل‪.‬‬ ‫‪ 8‬سيناريوهات مطروحة‬


‫وترى المصادر السياسية والصحفية وثيقة‬ ‫الصلة باألوضاع في السودان أن هناك ‪8‬‬ ‫سيناريوهات مطروحة ‪:‬‬ ‫األول – سيناريو أمريكي‪ ،‬باستبداله البشير‬ ‫بشخص آخر مع إجراء إصالحات‪ ،‬وهو‬ ‫سيناريو مرفوض من كل فئات الشعب‬ ‫وتجمع القوى المدنية بكل أطيافه‪.‬‬ ‫الثاني‪ -‬سيناريو تأمل بعض األنظمة العربية‬ ‫أن يتحقق ‪ ،‬يتمثل في انقالب يقوم به الجيش‬ ‫لضرب اإلخوان ‪ ،‬لكن المشكلة أن البشير‬ ‫نفسه قائد الجيش واإلخوان معاً‪.‬‬

‫الثالث هو المرفوع في هتافات المتظاهرين‬ ‫في كل مدن وأرياف السودان‪ ،‬والمتوافق‬ ‫عليه من كل قوى الثورة السياسية‬ ‫واالجتماعية‪" :‬يسقط بس"‪ ..‬حرية سالم‬ ‫وعدالة‪ ..‬الثورة خيار الشعب ‪.‬‬ ‫وترى المصادر أن نظام البشير يتداعى‬ ‫بالفعل‪ ،‬وأنه على وشك السقوط التام‪ ،‬وأن‬ ‫هذا مرهون باستمرار تالحم تجمع القوى‬ ‫المدنية‪ ،‬واستمرا الحراك الشعبي الثوري‬ ‫بنفس التكتيكات المبدعة للشعب السوداني‬ ‫في معركة طويلة النفس ستنتهي حتماً‬ ‫بانتصار إرادة الشعب ‪.‬‬

‫"الشيوعي المصري"يطالب باإلفراج عن المعتقلين في السودان‬ ‫دعا الحزب الشيوعي المصري كل األحزاب والقوى الديمقراطية والتقدمية وكل الشرفاء‬ ‫واألحرار في مصر والدول العربية والعالم إلعالن تضامنها مع الثورة السلمية للشعب‬ ‫السوداني البطل‪ ،‬والمطالبة باإلفراج الفوري عن كل معتقلي وسجناء الرأى‪ ،‬والمتظاهرين‬ ‫السلميين‪ ،‬ووقف جرائم القتل والترويع والقمع التى يرتكبها نظام البشير اإلخواني الدموي‪،‬‬ ‫وتقديم المسئولين عن هذه الجرائم للمحاسبة ‪.‬‬ ‫وأدان المكتب السياسي للحزب في بيانه الذي أصدره يوم ‪ 55‬يناير الجاري القمع الوحشي‬ ‫وعمليات القنص وإطالق الرصاص ضد المتظاهرين السلميين مما أسفر عن سقوط أكثر من‬ ‫‪ 21‬شهيد وإصابة أكثر من ألف متظاهر واعتقال المئات ‪ ،‬ومنهم العديد من قادة وكوادر‬ ‫وصحفيي الحزب الشيوعي السوداني ومحاصرة مقراته ومقر جريدته "الميدان"‪ ،‬مؤكداً أن‬ ‫هذا القمع والحصار واالعتقال لن يثني الحزب الشيوعي السوداني عن مواصلة النضال مع‬ ‫الشعب ورفاقهم في األحزاب الوطنية والديمقراطية المشاركة في الثورة حتى تحقيق أهداف‬ ‫الشعب بإسقاط النظام الديكتاتوري الحاكم وإقامة دولة مدنية ديمقراطية موحدة تحقق العدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والحرية والكرامة االنسانية للشعب السوداني ‪...‬‬


‫تأصيل مفاهيم الثقافة والحضارة والعولمة في فكر محمود أمين العالِم‬

‫في هذا العدد سوف نستكمل رؤية المفكر الكبير محمود أمين العالِم "لقضية الثقافة"‬ ‫وذلك من خالل عرض وجهة نظرة في التمييز بين مصطلحي الحضارة والثقافة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫موقفة من مسألة صراع الحضارات وموقفه من مفهوم الحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل الدراسات المهمة التي قدمها في سلسة كتاب "قضايا فكرية" في العددين ‪ 21‬و‪ .52‬مع‬ ‫تأكيدي على أهمية العودة ألصول هذه الدراسات وإلى كتب محمود العالِم التي تتحدث عن هذه‬ ‫القضايا وذلك ألنني أحاول باختصار تركيز الضوء على النقاط المهمة في الموضوع‪،‬والذي‬ ‫أخشى أال يكون وافيُا بالنسبة للدارسين المتخصصين‪.‬‬ ‫خاص بها وبين ما هو أنساني مشترك نابع‬ ‫التمييز بين مصطلحي الحضارة والثقافة‬ ‫من االحتياجات اإلنسانية‪ ،‬ومن التفاعل‬ ‫المتصل بين الثقافات المجتمعية والقومية‬ ‫يذكر األستاذمحمود العالِم أنه أجتهد في‬ ‫المختلفة دون أن يلغي هذا خصوصية‬ ‫تحديد بعض المصطلحات‪ ،‬وذلك في ندوة‬ ‫الثقافة في كل مجتمع من المجتمعات‪.‬‬ ‫حول "صراع الحضارات أم حوار‬ ‫الثقافات" عقدتها منظمة تضامن الشعوب‬ ‫أما مصطلح الحضارة فإنه ال يختلف من‬ ‫األفريقية األسيوية في مارس عام ‪،1001‬‬ ‫وجهة نظر محمود العالِم عن مفهوم الثقافة‬ ‫ومن بينها مصطلح الثقافة ومصطلح‬ ‫من الناحية الداللية العامة‪،‬إال أن الفارق‬ ‫الحضارة‪ .‬وذكر أنه تعامل مع مصطلح‬ ‫بينهما يكمن في أن "الحضارة هي ثقافة‬ ‫الثقافة بداللتها االنثروبولوجية العامة – من‬ ‫تطورت تطوراً ذاتياً مما دفعها ويدفعها إلى‬ ‫حيث "أنها الرؤية المعرفية والوجدانية‬ ‫تجاوز حدودها المجتمعية المحلية الخاصة‪،‬‬ ‫والروحية والعملية للواقع االجتماعي‬ ‫وإلى التوسع واالمتداد‪،‬فارضة نفسها على‬ ‫واالقتصادي واإلنساني عامة‪ ،‬التي تتجلى‬ ‫مجتمعات وأقاليم وتشكيالت اقتصادية‬ ‫في أشكال السلطة ونمو اإلنتاج والسلوك‬ ‫واجتماعية وثقافية أخرى في عصر ما أو‬ ‫السياسي والقيمي واإلبداعي في ارتباط‬ ‫في مرحلة تاريخية معينة‪ .‬أي أن الحضارة‬ ‫محلي محدد"‪.‬‬ ‫هي "خصوصية ثقافية معممة سائدة خارج‬ ‫حدود نشأتها المحلية األولى‪".‬‬ ‫وبهذا المعنى تختلف الثقافة باختالف‬ ‫التشكيالت االجتماعية واالقتصادية من‬ ‫فهكذا تحققت وتشكلت الحضارة المصرية‬ ‫مجتمع إلى آخر‪ ،‬بل تختلف وتتنوع كذلك‬ ‫القديمة والصينية والفارسية واليونانية‬ ‫داخل المجتمع الواحد باختالف وتنوع‬ ‫والرومانية والعربية اإلسالمية‪ .‬وهي ثقافات‬ ‫المواقف السياسية واالجتماعية والفكرية‪،‬‬ ‫معممة تطورت ذاتياً ثم توسعت خارج‬ ‫كما تتطور وتنمو بتطور األوضاع‬ ‫منبعها األصلي وأخذت تسيطر على مناطق‬ ‫والتشكيالت القومية المختلفة‪ ،‬وهذا في‬ ‫ثقافية أخرى‪.‬‬ ‫أرقى المجتمعات وأدناها في سلم التطور‬ ‫االجتماعي‪ .‬فالثقافة تجمع بين ما هو قومي‬


‫ويضيف محمود العالِم أنه عندما تنهار‬ ‫حضارة من الحضارات (بمعنى الثقافة‬ ‫المعممة) نتيجة لسيادة أو سيطرة حضارة‬ ‫أخرى أكثر قوة وتطوراً‪ ،‬فإن خصوصيتها‬ ‫الثقافية تظل حية بمستوى أو بآخر داخل‬ ‫الثقافة أو الحضارة السائدة الجديدة‪ .‬ولهذا‬ ‫نجد داخل الحضارة الواحدة في أغلب‬ ‫التجارب التاريخية الحضارية أكثر من ثقافة‬ ‫ثانوية هي امتداد لثقافات أو حضارات‬ ‫سابقة‪ .‬ولهذا أيضاً تشهد داخل الحضارة‬ ‫الواحدة اختالفات وصراعات وتفاعالت‬ ‫بين الثقافات الثانوية والحضارة السائدة‪.‬‬ ‫العولمة والحضارة الرأسمالية العالمية‪:‬‬ ‫وفي ضوء هذا التحديد يستمر محمود العالِم‬ ‫في تعيين موقع العولمة من هذا الطرح‬ ‫الفكري‪ ،‬فيقول إن مصطلح العولمة في‬ ‫عصرنا الراهن هو تعبير عن ظاهرة‬ ‫تاريخية موضوعية تمثلت في البداية في‬ ‫ثقافة تخلقت وتشكلت في رحم األنساق‬ ‫اإلقطاعية في أوروبا في القرن السادس‬ ‫عشر‪ .‬وتتسم هذه الثقافة بنمط اإلنتاج‬ ‫الرأسمالي الذي أخذ يمتد ويتوسع ويسود‬ ‫عبر مئات السنين حتى أصبح ليس مجرد‬ ‫حضارة غربية كما يقال بل حضارة‬ ‫عصرنا الراهن‪ ،‬وإن أختلف مستواها من‬ ‫مجتمع إلى آخر‪.‬‬ ‫إنها اليوم حضارة رأسمالية عالمية تعد‬ ‫امتداداً تاريخياً متطوراً متجاوزاً لمختلف‬ ‫الثقافات والحضارات اإلنسانية السابقة‪،‬‬ ‫والتي ما تزال معالمها وآثارها باقية حية‬ ‫داخل نمطها اإلنتاجي الرأسمالي الجديد‪.‬‬ ‫ولهذا تتنوع الثقافات التي يحتويها هذا النمط‬ ‫اإلنتاجي الرأسمالي الذي يسيطر عليها دون‬ ‫أن يلغيها تماماً رغم سعيه إلي ذلك‪.‬‬ ‫ولذلك ال نستطيع اليوم القول بوجود‬ ‫حضارة عربية إسالمية وإنما هناك ثقافة‬ ‫عربية أو إسالمية تسيطر على بلدانها‬ ‫وأوضاعها المختلفة‪.‬وقد تأثرت الحضارة‬ ‫الرأسمالية في نشأتها األولى دون شك‬ ‫بتراث هذه الحضارة العربية اإلسالمية في‬

‫بدايات عصر النهضة‪.‬ولهذا يتنوع النمط‬ ‫اإلنتاجي الرأسمالي العالمي في سيادته‬ ‫الحالية على البلدان العربية وتبعيتها له‬ ‫بتنوع األوضاع السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية لهذه البلدان‪ ،‬وخاصة في‬ ‫تجليها الثقافي‪.‬‬ ‫كما أن العولمة ليست مستوية سواء من‬ ‫حيث تفاوت مستوى تطور دولها وبلدانها‪،‬‬ ‫أومن حيث تطور إنتاج هذا النمط‬ ‫الرأسمالي‪ ،‬أو في التبعية له‪ .‬ولهذا تتسم‬ ‫العولمة بهيمنة عدد من الدول الرأسمالية‬ ‫الكبرى عليها‪ ،‬وعلى رأسها الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪،‬ولهذا أيضاً يجب التمييز‬ ‫بين الواقع الرأسمالي الموضوعي للعولمة‬ ‫وبين ظاهرة االستقطاب والهيمنة داخلها‪،‬‬ ‫وال ينبغي الخلط بينهما‪ ،‬والمسألة ليست‬ ‫مسألة نظرية خالصة بل تتعلق بمنهج‬ ‫التفاعل مع هذه العولمة ومواجهتها‪.‬‬ ‫صراع حضارات أم صراع مصالح‬ ‫ويؤكد محمود العالِم أنه في إطار العولمة‬ ‫الرأسمالية ليس ثمة صراع حضارات على‬ ‫أساس ثقافي أو ديني كما يذهب‬ ‫"هنتنجتون"‪ ،‬فليس ثمة صراع بين مسيحية‬ ‫الغرب وإسالمية وكونفوشيوسية الشرق‪،‬‬ ‫وليس ثمة صراع حضاري ديني بين‬ ‫أمريكا واليابان رغم اختالف الخصوصية‬ ‫القومية والثقافية التراثية بينهما‪ .‬وليس ثمة‬ ‫صراع حضاري بين أمريكا من ناحية‬ ‫وإيران أو العراق أو ليبيا‪ ،‬وإن أتخذ هذا‬ ‫الصراع مظهراً دينياً أو أيديولوجيًا ما أكثر‬ ‫ما تضخمه الواليات المتحدة لتصطنع عداء‬ ‫وهميا تغيب به حقيقة الصراع‪ ،‬مثل‬ ‫تضخيمها لخطورة عداء التيار اإلسالمي‬ ‫لها بعد انهيار عدوها االشتراكي القديم‬ ‫ممثال في االتحاد السوفييتي‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تدعم أشد جماعات التيار الديني‬ ‫تعصباً وتطرفاً في أفغانستان وغيرها‪ ،‬بل‬ ‫وتجعل الواليات المتحدة من نفسها حامية‬ ‫لألقباط المصريين ومدافعة عنهم في الوقت‬ ‫الذي تتواطأ فيه مع االحتالل االستيطاني‬ ‫العدواني التوسعي للطغمة الصهيونية التي‬


‫تطرد الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه‬ ‫من أرضه وتمارس ضده أبشع صور‬ ‫المذابح الجماعية والقمع والتعذيب‪.‬‬ ‫ويؤكد العالِم أن الصراع الدائر في عصرنا‬ ‫الراهن ليس صراعا حضارياً‪ ،‬بل هو‬ ‫صراع مصالح اقتصادية داخل حضارة‬ ‫رأسمالية سائدة واحدة‪ .‬هو أوالً صراع‬ ‫مصالح بين الدول الرأسمالية الكبرى نفسها‬ ‫من أجل الربح والتوسع والهيمنة‪ .‬وهو ثانياً‬ ‫صراع بين هذه الدول الرأسمالية الكبرى‬ ‫والدول النامية والذي يتخذ أشكاالً متنوعة‬ ‫من تدخل وعدوان عسكري واحتالل‬ ‫وفرض شروط عسكرية وسياسية‬ ‫واقتصادية ورؤى ثقافية لتكرس سيطرتها‬ ‫واستتباعها لهذه الدول وطمس خصوصيتها‬ ‫الثقافية والقومية وإعاقة تطورها التنموي‬ ‫الذاتي‪ ،‬مع أخذنا في االعتبار أن محمود‬ ‫العالِم كتب هذه الدراسة عام ‪ ،1000‬زمن‬ ‫سيادة القطب الواحد األمريكي‪ ،‬وقبل‬ ‫االنتقال إلى عالم متعدد األقطاب‪.‬‬ ‫ويضيف محمود العالِم أنه قد تحققت لهذه‬ ‫العولمة الرأسمالية وحدة الحضارة اإلنسانية‬ ‫في عصرنا‪ ،‬ولكنها وحدة حضارية دامية‬ ‫تنزف جرائم وقبحاً وبشاعة وعدواناً‬ ‫واستغالال واحتالال واغترابا ومهانة في حق‬ ‫شعوب العالم‪.‬‬ ‫ورغم ما حققته العولمة الرأسمالية وما تزال‬ ‫تحققه من معجزات تكنولوجية وعلمية كفيلة‬ ‫بحل العديد من المشاكل االجتماعية‬ ‫والصحية والبيئية والمعيشية التي تعاني‬ ‫منها شعوب العالم جميعاً بمستويات مختلفة‪،‬‬ ‫فإن هذه العولمة تخدم فقط ‪ ٪19‬من سكان‬ ‫األرض‪ .‬هذا هو الوجه القبيح لهذه العولمة‬ ‫الرأسمالية الوحشية الذي يشوه المنجزات‬ ‫المبدعة التي استطاع العقل اإلنساني‬ ‫والتضحيات اإلنسانية على مر العصور أن‬ ‫تحققها منذ النشأة األولى للرأسمالية حتى‬ ‫مرحلتها الراهنة‪.‬‬ ‫معارك فكرية في قلب العولمة "الحداثة‬ ‫وما بعد الحداثة"‬

‫ويرى األستاذ العالِم أنه في قلب هذه‬ ‫العولمة والهيمنة الرأسمالية تدور معارك‬ ‫فكرية عميقة بين مفهوم الحداثة الذي‬ ‫واكب النشأة البرجوازية في مرحلتها‬ ‫األولى‪،‬بما يحمله هذا المفهوم من مبادئ‬ ‫وقيم العقالنية والحرية والعدل والمساواة‬ ‫والديمقراطية والحداثة واالستنارة والتقدم‬ ‫واحترام االختالف والتنوع في االجتهادات‬ ‫الفكرية والدينية واإلبداعية والتي مازال‬ ‫يواصل معركتها والدفاع عنها بعض‬ ‫المفكرين والفالسفة‪ ،‬وبين مفهوم ما بعد‬ ‫الحداثة الذي يكاد يكون تعبيراً أيديولوجياً‬ ‫عن هذه المرحلة من العولمة الرأسمالية‬ ‫الوحشية‪ .‬وال تقف هذه المعركة الفكرية عند‬ ‫الحدود الفلسفية والنقد األدبي‪ ،‬بل تمتد إلى‬ ‫مختلف المجاالت المعرفية واإلبداعية‬ ‫واالجتماعية والفنية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ويركز محمود العالِم على أن الدفاع عن‬ ‫"الحداثة" والعقالنية والعلمانية والتاريخية‬ ‫في عصرنا ليس ردةً إلى البدايات األولى‬ ‫لنشأة الرأسمالية‪،‬وإنما يتضمن نقداً للعولمة‬ ‫الرأسمالية وجهداً فكرياً لتجاوزها‪ ،‬في حين‬ ‫أن الدفاع عن "ما بعد الحداثة" يكاد يعد‬ ‫ردة فكرية إلى ما قبل الحداثة وليس تجاوزاً‬ ‫لها‪ ،‬وذلك ألشاعتها الالعقالنية والرؤى‬ ‫الجزئية المتشظية ودحضها القيم والمبادئ‬ ‫العامة واألنسقة المعرفية الكلية والتاريخية‬ ‫وتحويلها العلم والعقالنية إلى وسيلة‬ ‫لمضاعفة السيطرة واالستغالل واالستبداد‪.‬‬ ‫وهكذا تتحرك في قلب العولمة الرأسمالية‬ ‫جهود متنوعة ‪-‬مع نضال واعٍ من األحزاب‬ ‫والحركات والقوى التقدمية متوحد فكرياً‬ ‫وتنظيمياً على مستوى العالم‪ -‬مؤذنة بإمكان‬ ‫تحول هذه العولمة الرأسمالية الشرسة‪،‬والتي‬ ‫تستقطب ثمرات الجهود اإلنسانية العاملة‬ ‫والمبدعة‪ ،‬إلى عولمة إنسانية يتحقق فيها‬ ‫وبها مستوى أرقى من التفتح اإلنساني ومن‬ ‫التحرر من االستغالل والقهر والقمع والظلم‬ ‫واالستتباع واالغتراب والتعصب العرقي‬ ‫والديني والجمود الفكري ‪.‬‬


‫نفس السياسات‪ ..‬واستمرار المقاومة‬ ‫انتفاضة الخبز (‪ 21‬و‪ 21‬يناير ‪)2111‬‬

‫حسن بدوي‬ ‫في يوم ‪ 21‬يناير ‪ 2111‬أعلن نائب رئيس الوزراء للشئون المالية واالقتصادية د‪ .‬عبد‬ ‫المنعم القيسونى‪ ،‬في بيان له أمام مجلس الشعب‪ ،‬مجموعة من القرارات االقتصادية منها رفع‬ ‫الدعم عن مجموعة من السلع األساسية‪ ،‬من بينها الخبز والسكر والشاى واألرز والزيت‬ ‫والبنزين و‪ 52‬سلعة أخرى من السلع المهمة في حياة المواطن البسيط‪ ،‬وكانت اإلجراءات‬ ‫تشتمل على تخفيض الدعم للحاجات األساسية بصورة ترفع سعر الخبز بنسبة ‪ %21‬والسكر‬ ‫‪ %52‬والشاي ‪ ،%52‬وكذلك بعض السلع األخرى ومنها األرز وزيت الطهي والبنزين‬ ‫والسجائر‪ ،‬وربط هذا بضرورة االتفاق مع صندوق النقد الدولي لتدبير الموارد المالية‬ ‫‪.‬‬ ‫اإلضافية الالزمة لتخفيض عجز الموازنة‬ ‫بقى بجنيه"… "هو بيلبس آخر موضة‬ ‫وكان رد فعل الشعب على زيادات األسعار‬ ‫واحنا بنسكن عشرة ف أوضة" وكان هذا‬ ‫قاسياً وفورياً‪ ،‬حيث اندلعت المظاهرات في‬ ‫الهتاف األخير يشير إلى الرئيس أنور‬ ‫كل مدن مصر‪ ،‬واستمرت على مدار يومي‬ ‫السادات الذي كان إعالمه يتفاخر بأن‬ ‫‪ 13‬و‪ 10‬يناير تردد في كل المدن نفس‬ ‫أمريكا تعتبره من أشيك رجال العالم!!‬ ‫الهتافات‪ ،‬والتي من بينها ‪:‬‬ ‫بدأت االنتفاضة في عدد من التجمعات‬ ‫"ياساكنين القصور‪....‬الفقرا عايشين في‬ ‫العمالية الكبيرة في منطقة حلوان‪،‬‬ ‫قبور"‪"...‬سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة‬


‫وفي مقدمتها شركة مصر حلوان للغزل‬ ‫والنسيج والمصانع الحربية‪ ،‬وأيضاً فى‬ ‫مصانع الغزل والنسيج بشبرا الخيمة‪،‬‬ ‫البحرية‬ ‫الترسانة‬ ‫شركة‬ ‫وعمال‬ ‫باألسكندرية‪ ،‬وبدأ العمال يتجمعون ويعلنون‬ ‫رفضهم للقرارات االقتصادية وخرجوا إلى‬ ‫الشوارع في مظاهرات حاشدة تهتف ضد‬ ‫الجوع والفقر وقرارات رفع األسعار ‪.‬‬ ‫كما اندلعت المظاهرات في الجامعات‬ ‫وانضم الطالب للعمال والموظفين والكثير‬ ‫من فئات الشعب المصري في شوارع‬ ‫وميادين القاهرة والمحافظات يهتفون ضد‬ ‫النظام والقرارات االقتصادية‪ ،‬واستمرت‬ ‫المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل مع‬ ‫عنف شديد من قوات األمن وتم القبض على‬ ‫‪.‬‬ ‫مئات المتظاهرين واليساريين ‪.‬‬ ‫وفقدت الحكومة السيطرة على الشارع‪،‬‬ ‫وذعر السادات الذي كان في استراحته‬ ‫بأسوان‪ ،‬ولم يستطع التوجه بالسيارة إلى‬ ‫المطار للعودة إلى القاهرة ‪ ،‬فهرب في‬ ‫"لنش" عائداً عبر النيل ‪ ،‬قبل أن يهاجم‬ ‫المتظاهرون استراحات الرئاسة في كل‬ ‫مدن مصر‪ ،‬ومن بينها استراحة أسوان‪،‬‬ ‫ويقتحموا فيال محافظ الدقهلية ويأخذوا‬ ‫الطعام من ثالجته‪.‬‬

‫وفي ‪ 10‬يناير خرجت الصحف الثالث‬ ‫الحكومية الكبري في مصر تتحدث عن‬ ‫مخطط شيوعي إلحداث بلبلة واضطرابات‬ ‫في مصر وقلب نظام الحكم ‪.‬‬ ‫وزاد العنف في اليوم الثاني‪ ،‬ثم اعلن في‬ ‫نشرة أخبار الثانية والنصف عن إلغاء‬ ‫القرارات االقتصادية ونزل الجيش‬ ‫المصري لمنع المظاهرات‪ ،‬كما أعلنت حالة‬ ‫الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساء‬ ‫حتي السادسة صباحا‪ ،‬وتم زج اآلالف في‬ ‫السجون بتهم المشاركة بأحداث الشغب أو‬ ‫اإلنتماء للحزب الشيوعي المصري وثالثة‬ ‫تنظيمات شيوعية أخرى‪ ،‬وبعد انفضاض‬ ‫المظاهرات أطلق السادات عليها إسم‬ ‫"انتفاضة الحرامية"‪ ،‬إال أنه تم اإلفراج عن‬ ‫كل المعتقلين بحكم قضائي تاريخي أصدرته‬ ‫هيئة المحكمة برئاسة المستشار منير حكيم‬ ‫صليب‪ ،‬أكد في حيثياته "أن االنتفاضة‬ ‫كانت رد فعل طبيعي للشعب على قرارات‬ ‫رفع األسعار" ‪.‬‬ ‫‪.‬‬


‫‪ 52‬يناير تتويج لتراكمات نضاالت العمال والطبقات الشعبية‬ ‫حكاية ثورة الشعب ضد سياسات اإلفقار والغالء والجهل والمرض‬

‫لم تكن ثورة ‪ 52‬يناير نبتاً شيطانياً‪ ،‬وال كما يدعي المخلوع مبارك وحاشيته وبطانته‬ ‫المتغلغلة في مؤسسات الدولة واإلعالم أنها كانت مؤامرة‪ ،‬وإنما كانت تتويجاً لتراكمات‬ ‫احتجاجات شعب لم يعد يحتمل استمرار سياسات نظامه الخاضع لشروط صندوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫والتابع لرأس المال العالمي‪ ،‬وانحيازه لألثرياء‪ ،‬وغياب الديمقراطية والحريات‪ ،‬وتفشى الفقر‬ ‫والبطالة والجهل والمرض‪ ،‬وهيمنة مافيا الفساد واالحتكار على الثروة والسلطة‪ ،‬وتمكبن‬ ‫األجانب من األراضي المصرية بالمجان وإقراضهم من أموال المصريين في البنوك‪ ،‬وإعفائهم‬ ‫من الضرائب وتحوبل األرباح إلى الخارج‪ ،‬وغيرها من التسهيالت المجانية دون أي مقابل‬ ‫يرتبط باإلنتاج ونوعه وباحتياجات المجتمع أو بتشغيل العمال وحقوقهم‪ ،‬وتعسف وفساد‬ ‫اإلدارات فى معظم منشئات ومصانع القطاع العام‪.‬‬ ‫فى مواجهة هذه األوضاع واالنهيار‬ ‫المتزايد فى مستويات المعيشة كان طبيعياً‬ ‫أن تنطلق االحتجاجات الشعبية‪ ،‬وفي قلبها‬ ‫التحركات الجماعية للعمال‪ ،‬فنشأت منذ‬ ‫الثمانينيات لجان عمالية مستقلة مثال لجان‬ ‫الوعي العمالي‪ ،‬لجان اإلنتاج‪ ،‬لجان الدفاع‬ ‫عن القطاع العام‪ ،‬اللجنة القومية للدفاع عن‬ ‫القطاع العام والعمال‪ ،‬اللجنة الشعبية للدفاع‬ ‫عن القطاع العام‪ ،‬ثم التنسيقية للحقوق‬ ‫والحريات النقابية والعمالية‪ ،‬حملة معاً من‬ ‫اجل الحريات النقابية والعمالية‪ ،‬عمال من‬ ‫أجل التغيير‪ ،‬لجنة التضامن العمالية‬ ‫وغيرها من اللجان‪ ،‬التي لعبت هذه اللجان‬ ‫دوراً كبيراً فى ما كان يجب أن تفعله‬ ‫النقابات‪ ،‬فأخذت على عاتقها تثقيف العمال‬ ‫وتوعيتهم وتنظيمهم‪ ،‬وبالطبع كان رفاقنا‬ ‫من القيادات العمالية مع غيرهم من القيادات‬ ‫العمالية اليسارية والمراكز والجمعيات‬ ‫الحقوقية األهلية المهتمة بقضايا العمال‬ ‫والطبقات الشعبية هم العمود الفقري في‬ ‫تنظيم ونشاط هذه اللجان‪.‬‬ ‫ارتقى الوعى العمالي وانكسر حاجز‬ ‫الخوف عند العمال فساعدوا على كسره‬

‫لدى فئات الشعب األخرى‪ ،‬وتوالت‬ ‫اإلضرابات الكبرى في حلوان والمحلة‬ ‫وكفر الدوار وغيرها من المناطق العمالية‪،‬‬ ‫ففي الثمانينيات لم تتوقف االعتصامات‬ ‫والتظاهرات واالضرابات في شركة غزل‬ ‫المحلة‪ ،‬وكانت أكبرها في عام ‪1033‬‬ ‫عندما حمل العمال نعشاً لمبارك وهتفوا‬ ‫ألول مرة مطالبين برحيله‪ ،‬ورغم‬ ‫االعتقاالت والتشريد استمرت اإلضرابات‬ ‫الكبرى في ديسمبر ‪ ،6992‬ثم سبتمبر‬ ‫‪ ،6991‬وانطلقت انتفاضة عمال وشعب‬ ‫المحلة في ‪ 6993‬والتي اتسمت بتقديم‬ ‫شهداء ومصابين واعتقاالت واسعة‪.‬‬ ‫كما شهدت القاهرة في عام ‪ 1032‬إضراب‬ ‫سائقي قطارات السكة الحديد‪ ،‬الذي أكد حكم‬ ‫القضاء بشأنه ببراءة القيادات العمالية‬ ‫المحبوسة وحق العمال المشروع في‬ ‫اإلضراب عن العمل‪ ،‬وإضراب واعتصام‬ ‫عمال شركة الحديد والصلب عام ‪،1030‬‬ ‫الذي اقتحمته قوات األمن المركزي وأطلقت‬ ‫الرصاص على العمال مما أدى إلى‬ ‫استشهاد عامل وإصابة العشرات واعتقاالت‬ ‫واسعة للعمال‪ ،‬وفي محافظة البحيرة وقع‬


‫اإلضراب الشهير لعمال شركة كفر الدوار‬ ‫للغزل والنسيج عام ‪ 1004‬الذي تم فضه‬ ‫بنفس العنف والقوة‪..‬وتال ذلك وصاحبه في‬ ‫بداية األلفية الثالثة بروز االحتجاجات‬ ‫الشعبية لكل فئات المجتمع‪ ،‬وأيضاً تشكلت‬ ‫اللجان الشعبية التضامنية‪ ،‬مثل اللجنة‬ ‫الشعبية لدعم االنتفاضة الفلسطينية والتي‬ ‫نمت وقويت بداية من أول سبتمبر ‪،6991‬‬ ‫ثم الحملة الشعبية من أجل التغيير عام‬ ‫‪ ،6994‬والتي تشكلت لرفض توريث‬ ‫الحكم‪ ،‬وضمت كافة فصائل اليسار‬ ‫واليمين‪ ،‬ثم تعدل اسمها لتصبح "الحملة‬ ‫الشعبية من أجل التغيير (الحرية اآلن)"‪،‬‬ ‫والتي انطلقت تظاهراتها من ميدان التحرير‬ ‫ثم امتدت إلى األحياء الشعبية‪ ،‬ونشأت‬ ‫الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)‪،‬‬ ‫وحركة ‪ 69‬مارس من أجل التغيير‪،‬وحركة‬ ‫‪0‬مارس (أساتذة الجامعات) وحركة‬ ‫مهندسون ضد الحراسة‪ ،‬وأطباء من أجل‬ ‫التغيير‪ ،‬وحركة استقالل القضاء (نادي‬ ‫قضاة مصر)‪ ،‬وأدباء وفنانون من أجل‬ ‫التغيير‪ ،‬وغيرها من الحركات في مواجهة‬ ‫مباشرة ضد النظام‪ ،‬ولقيت تأييداً واسعاً من‬ ‫جموع المثقفين وبعض الفئات الشعبية‪،‬‬ ‫وكان العمال اكثر المشاركين في معظم‬ ‫تظاهرات ومؤتمرات هذه اللجان‪.‬‬ ‫انطلقت االحتجاجات العمالية والشعبية في‬ ‫كافة أنحاء مصر‪ ،‬اعتصامات وتظاهرات‬ ‫وإضرابات‪ ،‬داخل مواقع العمل وخارجها‪،‬‬ ‫أمام اإلدارات والمؤسسات والوزارات‬ ‫ومجلس الوزراء ومجلس الشعب‪ ،‬ونصبت‬ ‫الخيام في الشوارع‪ ،‬عمال وعامالت‪،‬‬ ‫موظفون ومهندسون وعمال إنتاج وعمال‬ ‫يومية‪ ،‬مؤقتين ودائمين‪ ،‬عمال قطاع عام‬ ‫وخاص واستثثماري وحكومي‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫موظفو الضرائب العقارية‪ ،‬والممرضات‬ ‫واألطباء‪ ،‬والمعلمون والرائدات الريفيات‪،‬‬ ‫واإلداريون بالتربية والتعليم‪ ،‬وعمال‬ ‫الزراعة والصناعة والبنوك والتجارة‬ ‫والتأمينات وشركات المياه والكهرباء‬ ‫واالتصاالت‪ ،‬باإلضافة إلى المتعطلين‬ ‫وأصحاب المعاشات‪.‬‬

‫لم يتوقف حلم ونضاالت العمال والطبقات‬ ‫الشعبية يوماً من أجل العدالة االجتماعية‬ ‫والحرية والعيش الكريم والحياة اإلنسانية‪،‬‬ ‫لم يوقفها قانون الطوارئ المستمر في كل‬ ‫العهود‪ ،‬وال جحافل األمن‪ ،‬وال االعتقاالت‬ ‫والعنف األمني والتشريد‪ ،‬فشكل أصحاب‬ ‫المعاشات اتحادهم المستقل‪ ،‬ثم نقابات‬ ‫أصحاب المعاشات‪ ،‬وتأسست نقابات مستقلة‬ ‫للعاملين بالضرائب العقارية‪9،‬والخدمات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وأنجزت حملة "معا من اجل‬ ‫إطالق الحريات النقابية" مشروع قانون‬ ‫الحرية النقابية بديالً للقانون االستبدادي‬ ‫القائم وقتها (‪ 82‬لسنة ‪ 1012‬وتعديالته)‪،‬‬ ‫شارك في صياغة هذا المشروع قوى‬ ‫عمالية وسياسية عديدة‪ ،‬والذي تم تضمين‬ ‫أغلب مواده في مشروع د‪ .‬أحمد حسن‬ ‫البرعي الوزير األسبق للقوى العاملة عقب‬ ‫ثورة يناير ‪ ،6911‬والذي لم يرى النور‬ ‫حتى اآلن لتظل مصر ضمن القائمة‬ ‫السوداء في منظمة العمل الدولية‪..‬وتم‬ ‫مؤخرا إصدار بديل على مقاس النقابين‬ ‫الغير منحازين للعمال ‪.‬‬ ‫كل تلك التحركات العمالية والشعبية شكلت‬ ‫تراكمات ممهدة للثورة‪ ،‬حتى اليوم السابق‬ ‫على اندالعها‪ ،‬وفي ‪ 62‬يناير ‪ 6911‬كان‬ ‫الحضور العمالي قوياً مع كل فئات الشعب‪،‬‬ ‫في الشوارع والميادين بكل المحافظات‪،‬‬ ‫وتعالت هتافات كل فئات الشعب الثائرة يوم‬ ‫‪ 62‬يناير ‪ 6911‬في ميادين التحرير بكل‬ ‫المحافظات‪،‬مرددة‪:‬عيش‪..‬حرية‪..‬كرامة‬ ‫إنسانية‪..‬عدالة اجتماعية ‪ -‬يسقط حسني‬ ‫مبارك‪ ..‬والشعب يريد إسقاط النظام وأيضا‬ ‫شعارات العمال والطالب التي طالما هتفوا‬ ‫بها في إضراباتهم ومظاهراتهم عبر عقود‬ ‫طويلة‬


‫قبل وبعد شهادتك‪ :‬ثورة الشعب أسقطتك عن عرشك يا مبارك‬

‫ال أعرف من ماذا خلق هذا الرجل‪ ،‬وال أعرف كيف يواصل الحياة‪ ،‬بل وكيف يستمتع بها فنراه‬ ‫مع أحفاده وأوالده يمرحون ويفرحون فى قرية من قرى الساحل الشمالى‪ ،‬ال أعرف من أية‬ ‫طينة خلق هذا الرجل الذى مازال قادراً على السير على قدميه حتى يصل إلى منصة الشهادة‬ ‫فى المحكمة‪ ،‬ويقسم "باهلل العظيم أن يقول الحق والشئ غير الحق"!!‬ ‫هذا الرجل الذى حكم مصر ثالثين عاما هى‬ ‫من السوء واالنهيار ما يحتاج ألكثر منها‬ ‫كثيراً حتى نرمم ما قوضته فى بناء مصر‬ ‫بلداً وشعباً‪ .‬هذا الرجل الذى لم يحترم ولم‬ ‫يقدر موقعه‪ ،‬بل ترك البلد كالذبيحة تنهش‬ ‫أسرته وبطانته لحمها‪ .‬وكان طبيعا أن‬ ‫ينفجر البركان الكامن فى صدور الشعب‬ ‫بعد أن فاق احتماله كل الحدود‪ ،‬فثار عليه‬ ‫وخلعه وتخلص من كابوس حكمه‪.‬‬ ‫وكما هو معروف مرت الثمانى سنوات منذ‬ ‫اندالع الثورة وحتى وقوفه بين يدى القضاء‬ ‫شاهداً‪ ،‬مرت عليه فى معظمها هو وولديه‬ ‫وبعض من بطانته بين النيابات وقضبان‬ ‫السجون أو ونظراً لوضعه قضى معظم هذه‬ ‫السنوات فى المستشفى‪.‬‬ ‫أى أنه وببساطة خسر كل شىء بفداحة‪،‬‬ ‫وتعرض لظروف يستحقها نعم لكنها شديدة‬ ‫القسوة‪ ،‬ومع ذلك مازال قادراً على الحياة ـ‬ ‫يا جبروتك يا شيخ ـ و قادراً على الوقوف‬

‫على منصة الشهادة فى قضية "اقتحام‬ ‫السجون"‪.‬‬ ‫وبثبات انفعالى يصعب وصفه أو وصف‬ ‫صاحبه ـ ألنه ميصحش يتوصف بما يليق‬ ‫به فهو راجل كبير فى السن برضه ـ وبهذا‬ ‫الثبات شهد بأن ‪ 399‬مسلح تابعين لحزب‬ ‫اهلل وحماس واإلخوان تسللوا عبر األنفاق‬ ‫بين غزة ومصر‪ ،‬وأن هؤالء المسلحين هم‬ ‫من اقتحموا الحدود ودمروا أقسام الشرطة‬ ‫واقتحموا السجون وأخرجوا المساجين‪ ،‬وأن‬ ‫ما حدث هو مخطط معد مسبقاً إلحداث‬ ‫فوضى فى البالد‪ .‬فهو يرى‪ ،‬أو أراد أن‬ ‫يقول‪ ،‬إن ما حدث فى ‪ 62‬يناير عام ‪6911‬‬ ‫مؤامرة‪ ،‬وهذه نظرية هابطة تكررت كثيراً‬ ‫ممن يدينون له بالوالء ومن بطانته أيضا‬ ‫لتشويه ثورة يناير والشعب الذى قام بها‪.‬‬ ‫ولكن نحن أمام شهادة رئيس جمهورية حكم‬ ‫البلد ثالثين عاماً‪ ،‬ومع ذلك ال يعرف‬ ‫تفاصيل ما يحدث فيها‪ .‬فهى شهادة تدينه‬ ‫قبل أن تدين من اقتحموا وخربوا‪ ،‬وكيف‬


‫أوصل البلد ألن‬ ‫بـ"الدولة الرخوة"‪.‬‬

‫يوصف تحت حكمه‬

‫بلد انهار فيها التعليم و الصحة والزراعة‬ ‫والصناعة‪ ،‬وحكمها الفساد المتوحش‪ ،‬ولم‬ ‫يكتف هو وأسرته وبطانته بما التهموه‪ ،‬بل‬ ‫سعوا وخططوا لتوريث النجل طمعاً فى‬ ‫"مصمصة" العظام‪.‬‬ ‫لم تفتح بعد صفحات سنوات حكم مبارك‬ ‫التى ثار الشعب ضدها وضده‪ ،‬والبد من‬ ‫فتحها حتى تتوقف األبواق عن ترديد أن‬ ‫‪ 62‬يناير كانت مؤامرة عليه‪ .‬فقد ثار عليه‬ ‫شعب فقد الحق فى الحلم بالمستقبل‪ ،‬شعب‬ ‫كان يشعر أنه يستنشق فساداً‪ ،‬شعب يعيش‬ ‫فى بلد بها ‪ 1986‬منطقة عشوائية‪،‬‬ ‫وبالمناسبة لم تكن سكنى هذه العشوائيات‬ ‫قاصرة على الفقراء والمهمشين بل يسكنها‬ ‫شباب األطباء والمهندسين والمدرسين‪ ،‬أى‬ ‫خريجي الجامعات من أبناء الطبقة الوسطى‬ ‫الذين عجزوا بالضرورة عن دفع أثمان‬ ‫الوحدات السكنية المتوسطة خارج‬ ‫العشوائيات‪ ،‬فى الوقت الذى تباع فيه ارض‬ ‫الدولة لرجال األعمال والمستثمرين بالفدان‪،‬‬ ‫وأحيانا بالكيلو‪ ،‬لبناء المنتجعات المغلقة‬ ‫على سكانها األثرياء‪.‬‬ ‫لم يسقط حسنى مبارك ‪ 399‬مسلح أتوا عبر‬ ‫األنفاق‪ ،‬بل أسقطه شعب ربما لم يكن‬ ‫يعرف أن معدل الفساذ فى بلده وصل فى‬ ‫عام ‪ ،6990‬أى قبل الثورة بعامين‪ ،‬إلى‬ ‫‪ 112‬على مستوى ‪ 139‬دولة‪ ،‬ربما لم‬

‫يعرف الرقم ولكنه يعيش واقع الفساد‬ ‫المؤسسى الذى قضى على مقدرات البلد‬ ‫الصناعية ببيع ـ لن أستخدم كلمة خصخصة‬ ‫ـ نعم هو بيع فى سوق النخاسة لصروح‬ ‫صناعية وتشريد عمالها‪ .‬هو الشعب الذى‬ ‫انتزعت األرض من فالحيه بموجب القانون‬ ‫المسمى بتحرير العالقة االيجارية فى‬ ‫األرض الزراعية‪ ،‬فال الفالح زرع‪ ،‬وال‬ ‫األرض أثمرت‪ ،‬وأصبحنا نستورد حتى‬ ‫العدس والفول ـ تخيل يا مبارك خليتنا‬ ‫نستورد الفول "روح يا شيخ ربنا‪ ....‬بأداء‬ ‫زكى رستم"‪ .‬هو الشعب الذى وصفه تقرير‬ ‫الصندوق الدولى للتنمية الزراعية التابع‬ ‫لألمم المتحدة‪" :‬شعب من الجوعى‬ ‫والمرضى والمحرومين من الغذاء والمأوى‬ ‫والتعليم والرعاية الصحية‪ ،‬و يعيشون فى‬ ‫العشش والمقابر"‪ ،‬هو الشعب الذى أكدت‬ ‫منظمات دولية أن ‪ %1‬منه يسيطرون على‬ ‫نصف ثرواته‪ .‬وهو الشعب الذى أهين فى‬ ‫اقسام الشرطة وتم تعذيب أوالده لحد الموت‬ ‫من زبانية حبيب العادلى‪ ،‬الذى قالها‬ ‫واضحة وصريحة وبال خجل‪ " :‬أيوه احنا‬ ‫بنراقب التليفونات واللى بيخاف ما‬ ‫يتكلمش"!!‬ ‫وهو الشعب الذى سخرت أنت من احتجاج‬ ‫قواه الوطنية على سياساتك قائالً‪" :‬خليهم‬ ‫يتسلوا"‪ ،‬وهو الشعب الذى زورت بصورة‬ ‫فاجرة انتخابات برلمانه عام ‪ 6919‬تمهيداً‬ ‫لتوريث ابنك‪ ،‬فثار عليك بعد أن فاض به‬ ‫الكيل‪.‬‬


‫األخذذذذ بذذذالمنهج العلمذذذي‪ :‬نحنننن المصنننريين‬ ‫نننؤمن إيمانننا راسننخا بننأن العلننم هننو مفتنناح‬ ‫التقدم‪ ،‬حتى الفقنراء مننا وغينر المتعلمنين ال‬ ‫ينننألون جهننندا لتعلنننيم أبننننائهم‪ .‬إنهنننم يبيعنننون‬ ‫الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذا الهدف‪.‬‬ ‫لكننن المشننكلة عننندنا تكمننن فنني التعلننيم ذاتننه‪،‬‬ ‫حيث يُراد به تخريج موظفين للدولة (ال ينتم‬ ‫تعيينهم)‪ .‬إنه يهدف إلى تدجين الشعب "إنهم‬ ‫يننذهبون بنننا إلننى المنندارس لكنني يعلموننننا أن‬ ‫نقول لهم نعم‪ ،‬وفي حنال التنرد بنين ال ونعنم‬ ‫أن تقوم لهم " لعنم "‪ ،‬لكننهم ال يعلمونننا أبنداً‬ ‫أن نقننول لهننم ال‪ .‬إننننا بحاجننة إلننى إصننالح‬ ‫منظومنننننة التعلنننننيم لكننننني تكنننننون لننننندينا‬ ‫الشخصننننية الواعيننننة الناقنننندة القننننادرة علننننى‬ ‫التفكير واتخاذ الموقف الالزم‪.‬‬ ‫عوامذذل االسذذتمرار فذذي التذذاري المصذذري‪:‬‬ ‫لدينا رؤية للتاريخ المصري كتاريخ مسنتمر‬ ‫وللشخصية المصرية كشخصية مستمرة فني‬ ‫ذاتهنننننا مننننننذ العصنننننر الفرعنننننوني منننننرورا‬ ‫بالعصننرين اليوننناني والرومنناني فالمسننيحي‬ ‫واإلسننالمي وانتهنناءً بعصننر الدولننة المدنيننة‬ ‫الحديثة بدءا من محمد علي وحتى اآلن‪ ،‬بيد‬ ‫أن اسنننتمرار التننناريخ المصنننري عبنننر تلنننك‬ ‫العصور في حاجة إلى وقفة‪.‬‬ ‫علننى المسننتوى الرسننمي‪ ،‬حنندث انقطنناع فنني‬ ‫هننذا التنناريخ‪ ،‬فيقننال إن مصننر غيننرت لغتهننا‬ ‫أكثر من مرة‪ ،‬وغيرت دينها أكثر من منرة‪،‬‬ ‫لكن على المستوى الشعبي‪ ،‬وهذا هو األهم‪،‬‬ ‫فلم يحدث أبدا مثل هذا االنقطاع‪ ،‬فقد استمر‬ ‫المصريون على ما كانوا عليه من لغة ودين‬ ‫مننن حيننث الجننوهر‪.‬إن المصننريين المحنندثين‬ ‫وإن بدا أنهم يتحدثون العربية‪ ،‬فإنهم مازالوا‬ ‫يتكلمنننون لغنننة األجنننداد الفراعننننة بنننـ ‪%29‬‬ ‫تقريبننا مننن مفننرداتهم اليوميننة‪ ،‬وإن لننم يعننوا‬ ‫ذلك‪ .‬أما الـ ‪ %29‬الباقية فهني موزعنة بنين‬

‫اللغة العربية‪ ،‬ولها النسبة األكبر‪ ،‬تليها اللغة‬ ‫التركية‪ ،‬ثم مفردات من لغنات أخنرى سنواء‬ ‫بفعنننننل االحنننننتالل (يونننننناني – فرنسننننني –‬ ‫إنجلينننننزي) أو بفعنننننل االحتكننننناك التجننننناري‬ ‫(إيطالي – أسباني)‪.‬و حتنى هنذه النـ ‪% 29‬‬ ‫األخينرة فقنند تننم إخضنناعها للنحننو والصننرف‬ ‫والصوت المصريين‪.‬‬ ‫أما على مستوى الدين‪ ،‬وإن بدا أنه تغير من‬ ‫النندين الفرعننوني إلننى النندين المسننيحي إلننى‬ ‫النندين اإلسننالمي‪ ،‬إال أن الجننوهر واحنند مننن‬ ‫حيث أنها جميعنا دعنوات إلنى الحنق والعندل‬ ‫والمسنناواة‪ .‬بننل إن هننناك مشننتركات مدهشننة‬ ‫بننين جوانننب هننذه المراحننل الننثالث‪ ،‬فهننناك‬ ‫التشننننابه الكبيننننر بننننين الثننننالوث الفرعننننوني‪:‬‬ ‫أوزورينننس وإينننزيس وحنننورس‪ ،‬والثنننالوث‬ ‫المسنننيحي‪ ،‬األب واالبنننن والنننروح القننندس‪.‬‬ ‫والتشننننابه بننننين مننننوت أوزوريننننس وقيامتننننه‬ ‫وصنننعوده‪ ،‬وكنننذلك منننوت المسنننيح وقيامتنننه‬ ‫وصعوده إلى جنوار عنرأ أبينه‪ .‬كنذلك فنإن‬ ‫هنننناك األم الحانينننة ‪ :‬إينننزيس فننني العصنننر‬ ‫الفرعنننننوني‪ ،‬تقابلهنننننا منننننريم فننننني العصنننننر‬ ‫المسيحي‪ ،‬تقابلها السيدة زيننب فني اإلسنالم‪.‬‬ ‫ولما كانت الفترة الفرعونية من تاريخنا هي‬ ‫أطننننول الفتننننرات زمنيننننا وأكثرهننننا خصننننبا‬ ‫وإنتاجننننا‪ ،‬فإننننننا نلننننتمس خصوصننننيتنا مننننن‬ ‫االنتساب إلى تلك الفترة‪.‬‬ ‫الذذربط بذذين الماركسذذية والتذذراث المصذذري‪:‬‬ ‫لقد عرف المصنريون الفكنر الماركسني مننذ‬ ‫أواخر القرن التاسع عشر واستمر معهم بين‬ ‫صعود وهبوط وبين علنينة وسنرية منا يزيند‬ ‫علنننننى المائنننننة عنننننام‪ ،‬فامتزجنننننت األفكنننننار‬ ‫الماركسننننية بننننالفكر المصننننري حتننننى أننننننا‬ ‫نسننتطيع أن نتحنندث عننن النسننخة المصننرية‬ ‫مننننن الماركسننننية علننننى غننننرار مننننا يفعلننننه‬


‫الصننننينيون عننننندما يتحنننندثون عننننن النسننننخة‬ ‫الصينية للماركسية‪.‬‬ ‫ومننن أهننم خصننائص الماركسننية المصننرية‬ ‫اعتدادها بنفسها منذ البداية ورفض تندخالت‬ ‫الكنننومنترن فننني شنننئونها حنننين طالنننب بعننندم‬ ‫التحننننننالف مننننننع حننننننزب الوفنننننند‪ .‬فننننننرفض‬ ‫الماركسنننيون المصنننريون ممنننا جعنننل قنننادة‬ ‫الكننننومنترن يعتبنننننرون الحننننزب الشنننننيوعي‬ ‫المصنننري حزبنننا مشاكسنننا وتنننم طنننرده منننن‬ ‫الكومنترن‪.‬‬ ‫ومنننع قينننام ثنننورة يولينننو‪ ،‬أدانتهنننا األحنننزاب‬ ‫الشيوعية فني العنالم بينمنا أيندها الشنيوعيون‬ ‫المصننريون‪ ،‬وفنني موقننف آخننر سنننة ‪1022‬‬ ‫حننين كننان السننوفييت يؤينندون عبنند الناصننر‪،‬‬ ‫كان الشيوعيون المصريون يرون أن موقفه‬ ‫المعننادي لالسننتعمار ال ينفنني أن حكمننه كننان‬ ‫ديكتاتوريا‪ ،‬يلزم مواجهته‪ .‬وغير ذلنك كثينر‬ ‫علننى مسننتوى السياسننة‪ ،‬أمننا علننى مسننتوى‬

‫األدب والفنننن فنننإن أي باحنننث فيهنننا ال يعننندم‬ ‫أثرا‪ ،‬بل آثاراً للشيوعيين المصريين وصوالً‬ ‫إلى حد قيادة الفكر والثقافة في مصر‪ ،‬وأنهم‬ ‫يقفون وراء كل إنتاج إبداعي جاد وحقيقي‪.‬‬ ‫تبقذذى النقطذذة الرابعذذة وهذذي قيذذادة الحذذزب‬ ‫الشيوعي للدولذة فني مصنر‪ ،‬أو علنى األقنل‬ ‫مشننناركة الشنننيوعيين المصنننريين فننني قينننادة‬ ‫الدولننة مننن خننالل جبهننة وطنيننة ديمقراطيننة‬ ‫طالمننا دعننوا إليهننا‪ ،‬تبقننى هننذه النقطننة غيننر‬ ‫متحققننة‪ ،‬لكنهننا ممكنننة‪ ،‬إنهننا عمليننة تاريخيننة‬ ‫طويلننة لهننا شننروطها الذاتيننة والموضننوعية‬ ‫وكننذلك الداخليننة والخارجيننة‪ ،‬وهننم علننى أيننة‬ ‫حال ماضون في طريقها‪.‬‬ ‫وفنني النهايننة ‪ :‬فننإن نجنناح التجربننة الصننينية‬ ‫يبقننى مكسننبا مهمننا لننيس فقننط لكونننه يحننرر‬ ‫نصننف سننكان العننالم مننن الفقننر واالسننتغالل‬ ‫والتبعية‪ ،‬ولكن ألنه يمثل كذلك دعما لنضال‬ ‫الشعوب األخرى‪ ،‬ومنها شعبنا‪.‬‬


‫حكومة األثرياء تعرقل تنفيذ حكم القضاء لصالح أصحاب المعاشات‬ ‫للمرة الثالثة يحتشد أصحاب المعاشات في‬ ‫قاعة المحكمة اإلدارية العليا بالعباسية‬ ‫متمسكين بأحد حقوقهم المشروعة‪ ،‬وللمرة‬ ‫الثالثة تؤجل هيئة المحكمة النطق بالحكم‬ ‫تأييداً للحكم السابق من المحكمة اإلدارية‬ ‫بحق أصحاب المعاشات في خمس عالوات‬ ‫سابقة‪.‬‬ ‫وقررت اإلدارية العليا في جلستها يوم ‪11‬‬ ‫يناير الجاري إلى تأجيل النطق بالحكم إلى‬ ‫جلسة ‪ 61‬فبراير المقبل‪.‬‬ ‫وكان االتحاد العام ألصحاب المعاشات‪،‬‬ ‫بقيادة نائب الشعب السابق البدري فرغلي‪،‬‬ ‫قد حصل على حكم من المحكمة اإلدارية‬ ‫بحق أصحاب المعاشات في ضم خمس‬ ‫عالوات سابقة إلى معاشاتهم الهزيلة‪ ،‬إال أن‬ ‫الحكومة رفضت تنفيذ حكم القضاء وطعنت‬ ‫فيه أما "اإلدارية العليا"‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن ضم تلك العالوات‬ ‫سيساعد نحو ‪ 19‬ماليين منتفع بالمعاشات‬ ‫من سد بعض احتياجاتهم األساسية للحياة‬ ‫التي صارت عبئاً ثقيالً مع اشتعال جحيم‬ ‫الغالء وهزال معاشاتهم البسيطة‪.‬‬ ‫وتماطل الحكومة في تنفيذ حكم القضاء‬ ‫لصالح أصخاب المعاشات‪ ،‬وتستسهل وقف‬

‫وإلغاء عالوات الغالء الهزيلة التي كانت‬ ‫تصرف سنوياً للعاملين‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تقدم فيه كل التسهيالت لألثرياء من‬ ‫الرأسماليين المحليين واألجانب‪.‬‬ ‫ويعاني أصحاب المعاشات منذ عقود من‬ ‫استيالء الحكومة "وزارة المالية" على‬ ‫أموالهم البالغة حسب تصريحات وزيرة‬ ‫التضامن د‪ .‬غادة والي قبل ‪ 4‬سنوات نحو‬ ‫‪ 249‬مليار جنيه‪ ،‬وتتجاهل الحكومة تفعيل‬ ‫نص الدستور المصري بإنشاء هيئة غير‬ ‫حكومية تشرف على استثمار وإدارة أموال‬ ‫التأمينات االجتماعية يمثل فيها أصحاب‬ ‫المعاشات‪.‬‬ ‫ويشار أيضاً إلى أن الحكومة تعتبر أن‬ ‫"القضاء يصدر أحكاماً غير قابلة للتنفيذ" إذا‬ ‫كانت تلك األحكام على غير هواها‬ ‫وسياساتها‪ ،‬وقد عبر عن ذلك صراحة‬ ‫وزير قطاع األعمال في ندوة نظمتها الشهر‬ ‫الماضي جريدة "المصري اليوم"‪ ،‬عند‬ ‫سؤاله عن رفض الحكومة تنفيذ أحكام‬ ‫القضاء بشأن بطالن صفقات خصخصة‬ ‫بعض الشركات‪ ،‬وضرورة عودتها للملكية‬ ‫العامة وإزالة ما ترتب على صفقات البيع‬ ‫من آثار‪.‬‬

‫"االنتصار "‬


‫كتبت ‪ /‬بهيجة حسين‬ ‫وهكذا نواصل تكرار نفس ما سبق أن قلناه‬ ‫مع كل جريمة طائفية على أرض مصر ‪.‬و‬ ‫سوف نقول للمرة األلف أن الدستور نص‬ ‫فى مادته األولى على حقوق المواطنة و‬ ‫سيادة القانون ‪ ،‬ونص الدستور على صيانة‬ ‫وحماية الحق فى حرية االعتقاد و اإليمان و‬ ‫إقامة الشعائر الدينية ‪ ،‬وسوف نعيد نفس‬ ‫الكالم عن الجرائم التى يرتكبها متطرفون‬ ‫بلطجية باالعتداء الفاجر المتكرر على‬ ‫المسيحيين المصريين و على كنائسهم و‬ ‫بيوتهم و ممتلكاتهم ‪ ،‬و منعهم من ممارسة‬ ‫شعائرهم الدينية ‪.‬‬ ‫نعم تتكرر جرائم المتطرفين فى عموم‬ ‫الوطن‪ ،‬و لكنها فى محافظة المنيا تحديدا‬ ‫تمثل ظاهرة تهدد مصر باالشتعال ‪.‬‬ ‫المحافظة التى كانت تسمى بعروس الصعيد‬ ‫‪ ،‬ومع انتشار الوهابية و تغلغل وباء‬ ‫السلفية كالطاعون و الكوليرا و السرطان‬ ‫فى أجساد مواطنين عشش فى عقولهم أحط‬ ‫األفكار ‪ ،‬وبخطبة فى ميكريفون جامع أو‬

‫فتوى من سلفى متخلف فى زاوية يشعلون‬ ‫البلد ‪.‬‬ ‫من المعروف ألجهزة الدولة المصرية أن‬ ‫محافظة المنيا تسجل أعلى معدالت أحداث‬ ‫العنف الطائفى ‪ ،‬وقد تمكن من خالياها‬ ‫سرطان الطائفية منذ ثمانينيات القرن‬ ‫الماضى مع سيطرة الجماعة اإلسالمية على‬ ‫عدد كبير من قراها و بالمناسبة المنيا بلد‬ ‫اإلرهابي عاصم عبد الماجد ‪.‬‬ ‫وحتى نرى الواقع الذى ورثناه من دولة‬ ‫مبارك نذكر أوال أن محافظة المنيا بها‬ ‫تسعة مراكز ورصد الباحثون وقوع طائفى‬ ‫فى عام ‪6919‬كل ‪ 82‬يوما حادثة عنف ‪.‬‬ ‫إذا وكما قلنا المرض الطائفى تمكن و الدولة‬ ‫غائبة ‪ ،‬لم تفرض هيبتها بالقانون على‬ ‫بلطجية أستباحوا القانون و الدستور‪ ،‬و‬ ‫روعوا مواطنين ‪ ،‬و انتهكوا حقوقهم ‪.‬‬ ‫ويتكرر السيناريو الطائفى فى كل مرة‬ ‫بنفس البداية ونفس التفاصيل ‪.‬‬


‫البداية تأتى بصراخ من طائفى متخلف ‪" :‬‬ ‫الحقوا يا مسلمين المسيحيين بيصلوا فى‬ ‫بيت فالن و حيعملوه كنيسة " يتلقف‬ ‫الغوغاء الرسالة السوداء وتبدأ الكارثة التى‬ ‫يلبسوها ثوب الدفاع عن اإلسالم‬ ‫بمظاهرات الشحن والهتافات التحريضية‬ ‫لمنع المسيحيين من الصالة ‪ ،‬حرق بيوتهم ‪،‬‬ ‫تدمير دور المناسبات الخاصة بتلقى العزاء‬ ‫فى األموات أو إقامة األفراح كما يفعل‬ ‫المسلمون تماما فى دور مناسباتهم ‪ ،‬وال‬ ‫يردعهم رادع فهم يحاربون" الكفرة " كما‬ ‫لقنهم شيخهم السلفى‬ ‫وهذا ما حدث تماما فى منشاة الزعفرانة‬ ‫يوم ‪ 11‬يناير الحالى" الحق يا مسلم دافع‬ ‫عن اإلسالم " ‪.‬وعن األحداث أصدرت‬ ‫ابراشية المنيا و أبو قرقاص جاء فيه ‪" :‬‬ ‫يوم الجمعة قام أكثر من الف شخص من‬ ‫المتشددين بالتظاهر ضد الكنيسة ‪ ،‬مرددين‬ ‫عبارات مسيئة و تحريضية ‪ ،‬فى وجود‬ ‫قوات األمن ‪ ،‬الذين طالبوهم بالهدوء ‪،‬‬ ‫واعدين إياهم بأنه سيتم لهم ما يريدون من‬ ‫إخراج الموجودين فى المكان و إغالقه " ‪.‬‬ ‫ويضيف بيان األبراشية ‪ " :‬و هكذا توقفت‬ ‫العبادة ‪ ،‬و أغلق المكان ‪،‬‬

‫و رغم أنه ليس المكان األول الذى يغلق ‪،‬‬ ‫إال أن القاسم المشترك فى كل مرة هو‬ ‫اإلذعان لرغبة المتشددين ‪ ،‬يفرضون‬ ‫إرادتهم متى أرادوا ‪ ..‬و كأن الكلمة‬ ‫أصبحت لهم!! ‪ ،‬و هكذا تأتى الترضية‬ ‫كالعادة على حساب األقباط ـ األسهل ـ " ‪.‬‬ ‫و " هكذا تأتى الترضية كالعادة على حساب‬ ‫األقباط " ‪ .‬بيان يقطر بالمرارة و األلم ‪.‬‬ ‫إلى متى سننتظر وقائع متوالية للتطرف و‬ ‫العنف الطائفى ؟ و كيف تعد الشرطة بتلبية‬ ‫مطالب المتطرفين حتى يسمحوا لها بإخراج‬ ‫رجال الدين من المبنى ‪ .‬أية إهانة وأى‬ ‫إحساس بالقهر هذا الذى نعيشه مع كل‬ ‫جريمة ـ نعم جريمة ـ ترتكب فى حق‬ ‫مواطنين مصريين ‪.‬‬ ‫هل نعيد و نزيد نفس الكالم عن المواجهة‬ ‫الفكرية و عن التعليم و الثقافة و التنمية‬ ‫للخروج من نفق الطائفية المظلم البغيض ‪،‬‬ ‫نعم سنظل نقول نفس الكالم و معه سنطالب‬ ‫الدولة بمواجهة الجماعة السلفية هى‬ ‫وأوكارها و زعماء العصابة معروفون‬ ‫لألجهزة ‪ ،‬والبد من تأديبهم بالقانون ‪ ،‬حتى‬ ‫ال " يفرضون إرادتهم متى أرادوا " ‪.‬‬


‫الكرامة واإلنسانية‬ ‫يوسف مسعد‬ ‫ان مبادرة "حياة كريمة" تحمل أهمية كبرى‬ ‫وهى غاية ما يصبوا إليه المواطن وهى‬ ‫تشمل جوانب عديدة أهمها احترام آدمية‬ ‫"االنسان" وتبدأ من النظر لكل ماهو جميل‬ ‫والنفور من النفايات التى قد تكون السبب‬ ‫الرئيسى فى العدوى ونقل االمراض وهذا‬ ‫ما يتمثل فى التعامل السليم مع استالم‬ ‫القمامة ونقلها والتعامل معها بطريقه آمنة‬ ‫وايضا االستفادة منها كما تفعل الدول‬ ‫الصناعية المتقدمة والتى قد تكون نهضتها‬ ‫مبنية أساسا على تدوير القمامة وتصديرها‬ ‫مرة أخرى للعالم الثالث كما يقولون‪ ،‬وهذا‬ ‫ما نفتقده فى بالدنا حتى اآلن وال يهتم به‬ ‫المحافظين ورؤساء المدن واألحياء وفرق‬ ‫وزارة التضامن لالنقاذ السريع (ولدينا في‬ ‫الغربية وبالمحلة الكبرى كل األدلة على‬ ‫الطبيعة) ‪ .‬وجب على المسئولين مراقبة‬ ‫المحليات وتوفير ما يلزم من أجل بيئة‬ ‫نظيفة‪ ،..‬وايضا تمهيد الطرق للمواطن حتى‬ ‫ال تكون سبب فى امتهان كرامته وإنسانيته‬ ‫وسبب فى فقد حياته وتعرضة للتحول من‬ ‫انسان معافى إلى ذوى إعاقه ‪،‬البداية من‬ ‫المسئول القابع في مكتبه يتلقى التقارير‬ ‫الورديه وهو ينعم ببرد هواء التكييف فى‬ ‫حر الصيف والدفئ فى برد الشتاء ‪،‬عليه ان‬ ‫يترك مكتبه وينزل للشارع يتابع بنفسه‬ ‫بشكل يومي ‪،‬تبدأ المنظومة من التوعيه‬ ‫مرورا باآلليات ثم المتابعة الصادقة وتطبيق‬ ‫القانون سواء على المسئول آيا كان موقعه‬

‫والمواطن لو أخطأ أيضا ‪ . . .‬إن الكرامة‬ ‫هى السبيل الوحيد للوصول للتقدم واالرتقاء‬ ‫كما نهدف جميعا ‪ .‬ولكن كيف نرتقى‬ ‫ونتقدم كما نريد وكل يوم تهدر كرامة‬ ‫المواطن كما نرى ‪..‬فعلى سبيل المثال‬ ‫التعامل مع ذوى االعاقه بإستخفاف وكأنه‬ ‫مواطن درجه ثانية ويجب فرض وصايه‬ ‫عليه ‪ ،‬وهذا مخالف لكل المواثيق الدوليه‬ ‫والدستور المصرى وقانون ‪ 19‬لسنة‬ ‫‪ 6913‬لذوى االعاقه‪ ،‬واألخير يعتبر نقله‬ ‫نوعية على الطريق السليم فى حصولهم‬ ‫على حقوقهم المهدرة طوال عقود ‪ .‬فقد اقر‬ ‫القانون فى مواده على أحقية ذوى االعاقه‬ ‫فى الحياة الكريمة سواء ماديا و معنويا‬ ‫وحرية التنقل باستقالليه وتهيئة البنيه‬ ‫التحتية والمواصالت في كل محافظات‬ ‫مصر وليس في العاصمة الجديدة فقط‬ ‫‪،‬وكما ناضل ذوى اإلعاقة سنوات حتى‬ ‫يصدر قانون لصالحهم سيناضلون أيضا‬ ‫لتطبيق القانون والئحته التنفيذيه وال يصبح‬ ‫حبر على ورق كباقي القوانين فى بلدنا‬ ‫تفعل فقط حسب المزاج والحاجه‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ورغم أن الالئحه التنفيذية تأخر صدورها‬ ‫‪8‬شهور قبل اصدارها يوم ‪ 68‬ديسمبر‬ ‫‪.. 6913‬أقرت فى مادتها الخامسة " ان‬ ‫يعمل بها بعد مضى ثالثة أشهر من تاريخ‬ ‫نشره "!!! وهو ما يستلزم وضع الكثير من‬ ‫عالمات التعجب ‪..‬حيث ان تأخير تنفيذ‬


‫الالئحة سيتسبب في تأخير استخراج‬ ‫الكارنيه الخاص بذوى االعاقه شهور كثيرة‬ ‫أيضاً ‪(،‬تأجيالت وتسويفات وعدم الشفافيه)‬ ‫‪.‬‬ ‫فى النهاية تفعيل القانون والالئحة بما‬ ‫نصت عليه من حقوق والتزامات تؤكد على‬ ‫العيش بكرامه وإنسانيه بحق وحقيقي ‪ ،‬ومن‬ ‫ناحيتنا فاننا نؤكد على تفعيل دورنا‬ ‫التوعوي والتثقيفي لكل ذوى اإلعاقه وكبار‬ ‫السن ليتعرفوا على حقوقهم المشروعة‬

‫وواجباتهم نحو الوطن (فال يترك حقه وال‬ ‫واجباته)‪.‬‬ ‫ينسى‬ ‫‪.‬‬ ‫واخيرا نؤكد معاً على قول‪ " :‬ال ضاع حق‬ ‫وراءه مطالب " فلم يصدر القانون اال‬ ‫بأشخاص عرفوا حقهم فصمموا عليه‬ ‫وخاصة مواد العيش الكريم وبالمثابرة‬ ‫استحقوا القانون‪..‬وبالمثابرة على تطبيقه‬ ‫سيتحقق لذوي االحتياجات الخاصة من‬ ‫ذوي اإلعاقة وكبار السن"الحياة الحرة‬ ‫الكريمة"‬


‫تظاهرة حاشدة في بيروت أمام القمة العربية التنموية ‪:‬‬ ‫"نرفض تكديس الثروات من لحم الفقراء"‬

‫بيروت‪" -‬االنتصار"‬ ‫نظّم الحزب الشيوعي اللبناني والقوى السياسية الوطنية والنقابية والمدنية يوم ‪ 69‬يناير الجاري‬ ‫تظاهرة شعبية حاشدة قدرها المنظّمون باثنين وعشرين ألف متظاهر‪ ،‬أقيمت في بيروت‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان "كلنا عالشارع"‪ ،‬والتي انطلقت من ساحة البربير مروراً بالبسطة حتى ساحة بشارة‬ ‫ال خوري حيث مبنى المالية‪ ،‬بالتزامن مع انعقاد وقائع أعمال القمة العربية التنموية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫وحمل المشاركون الفتات دعت إلى وضع حد للهدر في المال العام ولموت الفقراء على أبواب‬ ‫المستشفيات‪ ،‬وللتلوث البيئي والصفقات المشبوهة في ملفات الكهرباء والطاقة والبيئة‪.‬‬ ‫ومن مطالب التظاهرة أيضاً‪ :‬سياسة ضرائبية مغايرة تعيد توزيع الثروة‪ ،‬جامعة وطنية‪ ،‬تعزيز‬ ‫التعليم الرسمي‪ ،‬تعميم الضمان الصحي‪ ،‬إقرار البطاقة الصحية‪ ،‬ضمان الشيخوخة‪ ،‬توفير‬ ‫فرص العمل‪ ،‬تعزيز دور الهيئات الرقابية‪ ،‬حماية حرية الرأي والتعبير والحق بالتظاهر‪ ،‬حماية‬ ‫حق السكن‪ ،‬تأمين ضرورات االمن الحياتي ومواجهة منظومة الفساد‪.‬‬


‫أزمتنا ليست فيما يتوفر لنا من ممارسات‬ ‫صحيحة أو ممارسات خاطئة ‪ ،‬وليست فيما‬ ‫يصدر من قرارات يراها البعض صحيحة‬ ‫ويراها اآلخرون خاطئة ‪ ،‬أزمتنا التكمن أبدا‬ ‫في المسافة بين الخطأ والصواب ‪ ،‬وإنما هي‬ ‫خارج هذا االعتبار تماما ‪ ،‬ألن الخطأ وارد‬ ‫وواقع رغم أنفنا أحيانا ‪ ،‬وأحيانا يحالفنا‬ ‫الصواب دونما قصد أو تدبير ‪ ،‬والمشكلة هنا‬ ‫هو تصورنا أننا نقع في الخطأ ألننا أغبياء ‪،‬‬ ‫أو نصنع الصواب هكذا بالفكاكة أو بالفهلوة‬ ‫أو ألننا أذكياء بال حد ‪ ،‬والحقيقة أن األمر ال‬ ‫يعود إلي الغباء أو للذكاء ‪ ،‬وإنما تتسبب‬ ‫مجموعة من العوامل من ضمنها الغباء أحيانا‬ ‫في وقوعنا في األخطاء بشكل متوالي‬ ‫ويتلخص تاثير الغباء في هذه الحالة في عدم‬ ‫تنبهنا إلي أن الخطأ هو وليد حالة ظرفية في‬ ‫زمن معين محكوم بظروف محددة ‪ ،‬وليد‬ ‫مجموعة من العوامل البيئية والسياسية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والفكرية والثقافية‬ ‫ومستوي الوعي السائد ونوعيته وقت وقوع‬ ‫الحدث أو القرار أو أي ما كان ‪ ،‬ولكي‬ ‫نصحح هذا الخطأ ينبغي لنا أن نغير تلك‬ ‫الظروف جميعها دفعة واحدة‪.‬‬ ‫إذن أزمتنا ليست في مدي ما يشوب حياتنا‬ ‫من أخطاء ‪ ،‬وال في مدي حاجتنا الماسة‬ ‫لتسيير حياتنا في االتجاه الصحيح ‪ ،‬أزمتنا‬ ‫العميقة هي أننا نعيش في ظل ثقافة تعلي من‬ ‫شأن الصحيح المتفق علي صحته بغض‬ ‫النظر عما إذا كان هذا الصحيح عقالني أم ال‬ ‫يتفق مع العقل ‪ ،‬وحين يكون هذا الصحيح‬

‫غير نكون ‪ -‬بال شك ‪ -‬متجهين ال محالة نحو‬ ‫االصطدام بالحائط التي يؤدي االصطدام بها‬ ‫إلي الخروج تماما من مسيرة الحضارة‬ ‫اإلنسانية ‪ ،‬وأعتقد أننا في سبيلنا اآلن‬ ‫للوصول إلي هذه الكارثة إذ تأخذنا نخبتنا‬ ‫الدينية والثقافية والسياسية نحو االصطدام‬ ‫الدراماتيكي بالحائط بخطوات متسارعة منذ‬ ‫ما يزيد علي األلف عام ونحن نسير خلف ما‬ ‫يقال إنه الصحيح ‪ ،‬نتلمس خطاه ‪ ،‬ونتذاكر‬ ‫معانيه ‪ ،‬ونتناقلها جيل بعد جيل ‪ ،‬ولم نتوقف‬ ‫ولو للحظة واحدة لنفكر ‪ ،‬ونتساءل هل هذا‬ ‫الصحيح عقالني أم أنه مفارق لكل عقل‬ ‫مفارقة تامة؟ ‪.‬‬ ‫ثم إننا لم نفكر مرة ولم نسأل أنفسنا وال مرة ‪،‬‬ ‫هل يجوز للصحيح الذي نشأ في زمن فائت‬ ‫وظروف بيئية وثقافية ومعرفية واجتماعية‬ ‫وسياسية واقتصادية معينة أن يكون صحيحا‬ ‫أيضا في ظروف مغايرة تماما ومفارقة تماما‬ ‫للظروف التي نشأ فيها هذا الصحيح؟؟‪.‬‬ ‫طوال مسيرتنا األلفية الميمونة ونحن ال نسأل‬ ‫سوي سؤال واحد ال غير ‪ :‬هل هذا صحيح أم‬ ‫غير صحيح ؟ ‪ ،‬بينما األمم التي فارقتنا‬ ‫حضاريا وتركتنا في ردغة الطين كلما حاولنا‬ ‫توحلنا كانت تنقب في تاريخها وتراثها‬ ‫وحضارتها عما هو عقالني حتي لو كان‬ ‫خاطئا ‪ ،‬ألن الخطأ العقالني يمكن تصحيحه‬ ‫باجراءات عقلية غاية في البساطة ‪ ،‬إجراءات‬ ‫يسمونها تطوير ‪ ،‬أي أن الخطأ العقالني‬ ‫يمكن تطويره فيصبح صالحا للدهشة من شدة‬


‫ما فيه من عقالنية قديمة وحديثة معا ‪ ،‬لكن‬ ‫الصحيح الغير عقالني كلما مر الوقت وكلما‬ ‫تغيرت ظروف نشأته أكثر كلما زاد الشك فيه‬ ‫‪ ،‬وزادت غرابته ‪ ،‬وقلت قابلية النفس‬ ‫االنسانية له ‪ ،‬فضال عن دور هذا الصحيح‬ ‫في عدم بروز صحيح آخر ‪ ،‬أي فضال عن‬ ‫دوره في وأد النقاأ ‪ ،‬وتثبيت عجلة الحياة ‪،‬‬ ‫ومن ثم توقف عمليات التطور الفكري ‪ ،‬إذ‬ ‫كيف تناقش أو تنتقد شيئا أجمع العلماء ( كما‬ ‫يسمونهم ) علي صحته؟؟ ‪ ،‬كيف يمكنك‬ ‫تعديل اتجاه الحياة نحو أي حالة تطور فكري‬ ‫أو ثقافي أو إنساني في الوقت الذي حدد فيه‬ ‫هذا الصحيح كل االتجاهات وأغلق كل‬ ‫األبواب التي كان من الممكن استغاللها لتقديم‬ ‫حالة معرفية جديدة ‪ ،‬أو تعديل في نوعية‬ ‫الوعي الذي أرسي هذا الصحيح قواعده‬ ‫وثبتها ومنع قيام أي محاولة للخروج عن هذه‬ ‫القواعد؟؟‪.‬‬ ‫العقالني يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب ‪،‬‬ ‫لكن الصحيح صحيح وحسب ال خطأ فيه وال‬ ‫يجوز لك أن تناقش أو تجادل في صحته ‪،‬‬ ‫العقالني نسبي ‪ ،‬متغير ‪ ،‬يتطور ‪ ،‬يتواري‬ ‫بسهولة ويسر عندما تدحضه حقائق جديدة ‪،‬‬ ‫لكن الصحيح أبدي ‪ ،‬ثابت ‪ ،‬ال يتطور حتي‬ ‫أن فهمك لمحتواه ال يمكنك أن تغيره ‪،‬‬ ‫والصحيح ال يزول أبدا وال يقبل ظهور‬ ‫حقائق جديدة وهو يدحض كل معرفة جديدة‬ ‫وكل وعي مختلف ويسمي كل محاولة‬ ‫للخروج عليه بدعة والبدعة ضاللة وكل‬ ‫ضاللة في النار‪.‬‬ ‫في الحياة التي ال يجوز فيها تغليب العقالني‬ ‫علي ما هو مُجمع علي صحته عليك أن تقبل‬ ‫فهم العلماء لما هو صواب أو خطأ مهما‬ ‫كانت المسافة الزمنية بينك وبين هؤالء‬ ‫العلماء ‪ ،‬إن قالوا لك إن تارك الصالة يُقتل‬ ‫فال يجوز لك أن تناقش هذا الفهم فما بالك إن‬ ‫حاولت تقديم فهما جديدا لنص من‬ ‫النصوص؟؟!!‬

‫وإن حدثوك عن الرجم أو عن إرضاع الكبير‬ ‫أو نكاح الصغيرات فليس لك إال أن تسمع‬ ‫وتطيع وال تحاول حتي أن تفكر مجرد أن‬ ‫تفكر في إنكار ما حدثوك عنه ‪ ،‬غير مقبول‬ ‫منك أن تقدم فهما جديدا تحاول به إزاحة فهم‬ ‫األولين ‪ ،‬ليس غير مقبول وحسب وإنما‬ ‫تصبح هذه المحاولة تجديفا وكفرا صريحا‬ ‫وقد تكون نتيجة هذه المحاولة هي ذبحك‬ ‫مثلما تُذبح الشاة‪.‬‬ ‫الصحيح عند أنصاره صحيح تماما وال يمكن‬ ‫أن يكون غير ذلك أبدا مهما كانت نتائج هذه‬ ‫الصحة التي أحيانا ما تكون كارثية ‪ ،‬لكن‬ ‫العقالني عند أنصاره مجرد خطوة نحو‬ ‫الوصول إلي ما هو أفضل ‪ ،‬وهذه النقطة‬ ‫بالتحديد هي التي وسعت مساحة الفوارق‬ ‫الحضارية واالنسانية بيننا نحن أتباع‬ ‫الصحيح وبين أتباع العقالني الذي ربما‬ ‫حسب فهمهم قد ال يكون صحيحا بالمرة‪!!....‬‬ ‫لك أن تنظر فيما يقدمه العقالني عن المرأة‬ ‫من حيث كونها من العناصر الفاعلة في‬ ‫المجتمع والتي تؤدي أدوارا متساوية تماما‬ ‫مع أدوار الرجل ‪ ،‬ثم لك أن تنظر بعد ذلك‬ ‫فيما تقدمه المفاهيم الصحيحة في مجتمعاتنا‬ ‫عن المرأة باعتبارها شريكة الشيطان وحليفته‬ ‫في إغواء الرجل ودفعه دفعا نحو ارتكاب‬ ‫اآلثام ‪ ،‬وقس علي ذلك كثيرا من المفاهيم‬ ‫التي ال تقبل أي نوع من المناقشة‪.‬‬ ‫أزمتنا إذن هي أننا نعيش حياة كل شيء فيها‬ ‫يقيني وصحيح صحة مقدسة ‪ ،‬بينما يخطو‬ ‫العالم من حولنا خطوات واسعة في مجال‬ ‫التقدم والرقي وهم يبحثون عن ذلك الشيء‬ ‫الذي يمكن اعتباره صحيحا فال يجدون ذلك‬ ‫أنهم يعيشون حياة عقالنية الصحيح فيها‬ ‫مؤقت سرعان ما يزول ليبرز صحيح آخر‬ ‫قابل للزوال ألنه عقالني تماما‪.‬‬


‫أيادى مصرية سمرا ليها فى التمييز‬ ‫ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز‬ ‫سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس‬ ‫آن اآلوان ترحلى يا دولة العواجيز‬ ‫عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل‬ ‫ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل‬ ‫طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع‬ ‫وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل‬ ‫اقتلنى قتلى ما هيعيد دولتك تانى‬ ‫بكتب بدمى حياة تانية ألوطانى‬ ‫دمى ده وال الربيع االتنين بلون أخضر‬ ‫وببتسم من سعادتى وال أحزانى‬ ‫تحاولوا ما تحاولوا ما تشوفوا وطن غيره‬ ‫سلبتوا دم الوطن وبشيمته من خيره‬ ‫أحالمنا بكرانا أصغر ضحكة على شفة‬ ‫شفتوتش الصياد يا خلق بيقتلوا طيروا‬ ‫السوس بينخر وسارح تحت أشرافك‬


‫فرحان بيهم كنت وشايلهم على كتافك‬ ‫وأما أهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا‬ ‫كانوا مداس ليك ولوالدك وأحالفك‬ ‫ويا مصر يا مصر آن العليل رجعتله أنفاسه‬ ‫وباس جبين للوطن ما للوطن داسه‬ ‫من قبل موته بيوم صحوه أوالده‬ ‫إن كان سبب علته محبته لناسه‬ ‫الثورة فيضان قديم‬ ‫محبوس مشافوش زول‬ ‫الثورة لو جد متبانش فى كالم أو قول‬ ‫تحلب وتعجن فى سرية تفور فى القلب وتنغزل فتلة فتلة فى ضمير النول‬ ‫===============================‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.