PDF BEŞA EREBI HEJMARA 24

Page 1

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫إرهاب الدولة الرتكية لن يثين أبناء شنكال للتنازل عن إرادتهم احلرة‬ ‫االيزيديني ضحايا املصاحل والصراعات القبلية واحلزبية‬ ‫سيدو‪ :‬االنتهاكات واجلرائم الرتكيّة يف شنكال استمرار للفرمان ‪73‬‬


‫شهيد‪ :‬سعيد حسن سعيد‬


‫دجلة‬

‫البحث و التوثيق و التحليل‬ ‫العدد‪24 :‬‬

‫ايلول‪2021 :‬‬

‫رئيس تحرير و صاحب االمتياز‪:‬‬ ‫فارس حربو خدر‬ ‫نائيب رئيس تحرير‪:‬‬ ‫سكران رديين مسهوج الشمري‬ ‫سكرتير التحرير‪:‬‬ ‫آزاد عبدال كريت‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫ـ خليل مراد شلو‬ ‫ـ عمران سكران رديين‬ ‫ـ ابراهيم عمو كجي‬ ‫االخراج فني و تصميم‪:‬‬ ‫قاسم خلف عبدالله‬

‫العنوان‪ :‬شنكال(سنجار)‬ ‫تلفون‪:‬‬

‫‪07504197663‬‬ ‫‪07500496100‬‬

‫‪E. mail: Diclepress13@gmail.com‬‬ ‫رقم االيداع دار اكتب و الوثائق ببغداد‬

‫(‪)1773‬‬

‫«يف هذا العدد»‬ ‫ُ‬ ‫احلروب التحرري ِة‬ ‫بضرب من‬ ‫جبانبه هذا شبي ٌه‬ ‫نضال إبراهيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الرأمسالي ِة الراهنة‬ ‫االيزيديني ضحايا املصاحل والصراعات القبلية واحلزبية‬ ‫األربعانية عند األيزيدية طقس ميرتائي األصل‬ ‫«الصحة» خري من الثراء وأعظم نعمة بعد اإلميان‬ ‫االقليات والدستور‬ ‫ُ‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫جمتمع‬ ‫قضية الثورة يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إرهاب الدولة الرتكية لن يثين أبناء شنكال للتنازل عن إرادتهم احلرة‬ ‫اإلبادة اجلماعية والتطهري العرقي ومستقبل األيزيديني يف العراق‬ ‫سيدو‪ :‬االنتهاكات واجلرائم الرتكيّة يف شنكال استمرار للفرمان ‪73‬‬ ‫إىل ّ‬ ‫أي ح ّد هناك حاجة أو ضرورة لوجود الرجل واالنثى يف الكون؟‪...‬‬ ‫أور ‪ ...‬واشتهرت املدينة مببنى الزقورة‬ ‫امساء البعض من املواقع االثرية يف منطقة شنكال‬ ‫املغزى من حكم القدماء ‪Gotinên pêşiyan‬‬ ‫أربعون حكمة من كتاب(مقدّمة ابن خلدون)‬

‫َرات ضد املدني ِة‬ ‫للمستَعم ِ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬


‫عبداهلل أوجآالن‬

‫ُ‬ ‫رات ضد املدني ِة الرأمسالي ِة الراهنة‬ ‫بضرب من‬ ‫جبانبه هذا شبي ٌه‬ ‫نضال إبراهيم‬ ‫احلروب التحرري ِة للمستَع َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ظهو ُر الدين اإلبراهيمي‬

‫أن مناردةَ بابل(املُلوك وا ُ‬ ‫حل ّكا ُم الفوقيون) صادَفوا عهداً‬ ‫خُ َ‬ ‫ي َّم ُن َّ‬ ‫حقيقي‬ ‫تاريخ‬ ‫والتشكيك باآلهلة‪ .‬ما ِمن‬ ‫ُمشابِهاً من أزم ِة السقو ِط‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫آالف السنني‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫يف حوزةِ اليد‪ ،‬بل مثة‬ ‫ُ‬ ‫روايات ما قبل ِ‬ ‫معايري راهننا‬ ‫مبقدورنا صياغة تفاسريَ أدنى إىل احلقيق ِة باختا ِذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العني َّ‬ ‫أن التاري َخ‬ ‫صب‬ ‫ن‬ ‫عنا‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫وإذ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫أساس‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫العلمي‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫قاس مبدى ُدنُ ِّوه من‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫تفسري‬ ‫كل‬ ‫ة‬ ‫قو‬ ‫أن‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫فس‬ ‫تفسري‪،‬‬ ‫فن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫احلقيقة‪ ،‬دون ريب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(هاجرَ أو انطل َق) منها إبراهيم‪.‬‬ ‫أورفا هي املنطق ُة اليت خرَ َج َ‬ ‫الدين‬ ‫التارخيي ألورفا أ ْن يُقَ ِّربَنا من‬ ‫اجملتمع‬ ‫ِّ‬ ‫واقع ِ‬ ‫ِ‬ ‫بإمكان ِ‬ ‫ِ‬ ‫تفسريعالوةً ِ‬ ‫على ذلك‪ ،‬فبمستطا ِعنا أ ْن نَدنو خطوةً أخرى‬ ‫اإلبراهيم ّي‪.‬‬ ‫الكوني تلك املرحل َة‬ ‫التاريخ‬ ‫من الواقع‪ ،‬إ ْذ ما فَ َّسرنا على ضوءِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أن اخلرو َج حَ َ‬ ‫والفرتةَ‪ ،‬اليت يُ َظ ُّن َّ‬ ‫الوقوع يف‬ ‫بعدم‬ ‫تقَّ َق فيها‪ .‬علينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التشبُّ ِث األعمى باحلقيق ِة املُطلقة‪ ،‬ألنه ال وجو َد حلقيق ٍة كهذه‪.‬‬ ‫تَبدو جيوبيولوجيا أورفا من ُ‬ ‫حيث أراضيها الشاسع ِة واملعطاءِ‬ ‫ِّ‬ ‫اجلليدي‬ ‫العصر‬ ‫اجلماعات البشري ِة بع َد‬ ‫ألجل‬ ‫ِ‬ ‫مبثاب ِة اجلن ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫النشاطات العلمي ِة‬ ‫ري طبيع ّي‪ .‬ومن‬ ‫ِ‬ ‫الرابع‪ .‬حيث يَ ُسودُها منا ُخ ٍّ‬ ‫لمَ‬ ‫واحليواني‬ ‫النباتي‬ ‫املَعني ِة نَف َه ُم أنها منطق ٌة جذاب ٌة للغاية بعا ِها‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اخلاص بها‪ .‬لذا‪ ،‬من املُتَ َوقَّع أ ْن يَش َه َد هذا املكا ُن انفجاراً‬ ‫اخلارق‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫لهَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حَ‬ ‫مرور‬ ‫د‬ ‫بع‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫ة‬ ‫الرمزي‬ ‫ة‬ ‫باللغ‬ ‫ة‬ ‫البشري‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫مرحل‬ ‫يف‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫سبيل لالنطالق ِة‬ ‫ِ‬ ‫مئات ِ‬ ‫اآلالف من السنني‪ .‬إضافة إىل أنها مبثاب ِة ٍ‬ ‫الشرقي يف أفريقيا‪،‬‬ ‫البشري ِة الكربى الصادرةِ من وادي ريف‬ ‫ِّ‬

‫َ‬ ‫وتتوي أيضاً‬ ‫البشر حنوَ مَ‬ ‫العال‪ .‬هذا حَ‬ ‫الظروف‬ ‫وحمط ٍة‬ ‫لتوزيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫باملقدور‬ ‫كما‬ ‫ن‪.‬‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫بشكل‬ ‫ها‬ ‫ر‬ ‫تقدي‬ ‫ة‬ ‫اخلرب‬ ‫ذوو‬ ‫ع‬ ‫يستطي‬ ‫اليت‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ​َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫القول أنها منطقة منوذجية للبشري ِة يف عه ِدها من حيث امل َ‬ ‫لجأِ‬ ‫واملأمن والتوالُد‪.‬‬ ‫واملَأ َك ِل‬ ‫ِ‬ ‫ُت َّ‬ ‫حفريات‬ ‫أن األعمدةَ الصخري َة املنتصب َة الظاهرةَ للوس ِط يف‬ ‫لقد ثَب َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كوباكلي تبه‪ ،‬واليت تَأ َّك َد أنها معبد‪ ،‬إمنا مَيتَ ُّد تار ُ‬ ‫خيها إىل‬ ‫اآلن ِّ‬ ‫بأقل تقدير‪ .‬بل وإرجا ُع‬ ‫حوالي اثنَتيَ عشرَ ِ‬ ‫ألف سنة من ِ‬ ‫َ‬ ‫تارخيها إىل ما قبل ‪ 000,15‬سنة ال يُ َع ُّد مبالغة‪ .‬فتشيي ُد هكذا‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫آلالف‬ ‫دون‬ ‫مستحيل‬ ‫د‬ ‫املعب‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫ِ‬ ‫ارتكازه إىل خلفي ٍة ثقافي ٍة متتَ ُّد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫التفسري اجليوبيولوج ّي‪.‬‬ ‫مع‬ ‫العلمي‬ ‫التشخيص‬ ‫هذا‬ ‫ق‬ ‫يتطاب‬ ‫السنني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫إذ مثة نظا ٌم قَبَلِ ٌّي رص ٌ‬ ‫ألف سنة‪،‬‬ ‫ني منذ فرتةٍ تُنا ِه ُز اخلمس َة عشرَ ِ‬ ‫أل ّن املعب َد يمَُثِّ ُل النظامَ القَبَلِ ّي‪ِّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الدائري‬ ‫ولكل عشريةٍ معبدُها‬ ‫ويتَ َم ُل أ ْن تتواج َد أمثل ٌة مشابِه ٌة مما مَل خُيرَ ْج بَعد من‬ ‫الصغري‪ .‬حُ‬ ‫ً‬ ‫دائري شبي ٍه بذلك‬ ‫نصف‬ ‫د‬ ‫معب‬ ‫بقايا‬ ‫هناك‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬ ‫فمث‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫باطن‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اهلضاب القريب ِة من َح ّران‪ .‬وقرَ ِويّو اليوم‪ ،‬بل وحتى املدينيون‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احلاليون ال ميتَلِكون التقنية القائمة يف بناءِ األعمدةِ الصخري ِة‬ ‫ُ‬ ‫العصر كانوا حَييَون‬ ‫ناس ذاك‬ ‫املنتصبة‪ .‬إذن‪،‬‬ ‫واحلال هذه‪ ،‬فأُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وضعاً راقياً‪ .‬فحج ُم املَعب ِد أكرب أربعني مرةً عن ذاك الذي يف‬ ‫ظهور اإلسالم)‪ِ .‬علماً أ ّن املعب َد الذي يف مكة َصر ٌح‬ ‫مكة(يف عه ِد ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫وبدورها‬ ‫جد بسيط‪ .‬إذن‪ ،‬ميكن العودة بقدسي ِة أورفا‬ ‫حجري ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ألف سن ٍة بأقل تقدير‪ .‬فهي يف‬ ‫املركزي إىل ما قبل مخسة عشر ِ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫فكرية‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫ٌ‬ ‫فضالً عن أنه إلبراهيم ٌ‬ ‫منيعة أيضاً‪ .‬وهو بالذات زعي ُم القبيلة‪ .‬ومن ثقاف ِة املعب ِد الباهر ِة جداً‪ ،‬يُد َر ُك‬ ‫قبيلة‬ ‫لكل قبيل ٍة ُ‬ ‫خري وج ٍه أنه ِّ‬ ‫الساطع متاماً َّ‬ ‫أن إل َه قبيل ِة إبراهيم سوف يتصاد ُم مع آهل ِة بابل‬ ‫إهلها‪ .‬كما من‬ ‫على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املادية املتنافرةُ تَنع ِك ُس يف ثقاف ِة اآلهل ِة املتصادمة‬ ‫فاملصاحل‬ ‫الساعني إىل بس ِط نفو ِذهم على املنطقة‪.‬‬ ‫ذاك العه ِد أضخ ُم حجماً وأَق َد ُم زمنياً بكثري‪ ،‬ليس من مكة فقط‪،‬‬ ‫أصقاع‬ ‫املناطق املقدس ِة الشبيه ِة املعروف ِة‬ ‫بل ومن كاف ِة‬ ‫ِ‬ ‫آنذاكيفيفنهاياتِ‬ ‫ُ‬ ‫مَ‬ ‫َ‬ ‫العال‪ ،‬مبا فيها القدس( ُر ِصفت أرضية أو ِل معب ٍد هلا‬ ‫ِ‬ ‫النيب سليمان بن داوود)‪ .‬قناعيت‬ ‫أعوام ‪ 1000‬ق‪.‬م‪ ،‬على ي ِد ِّ‬ ‫الشخصي ُة هي َّ‬ ‫أن املنطق َة ظلَّت حتى عه ِد إبراهيم مبنزل ِة منطق ٍة‬ ‫آالف عام ِّ‬ ‫بأقل تقدير‪.‬‬ ‫مركزي ٍة طيل َة عشرةِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مدار‬ ‫هذه الفرتةُ املسماةُ بالنيوليتية تعين كونَها مركزاً عاملياً على ِ‬ ‫هام هنا‪ .‬فمن خال ِل مصطلح‬ ‫املركز ٌّ‬ ‫عشرةِ ِ‬ ‫آالف عام‪ .‬مصطل ُح ِ‬ ‫أن العالقةَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آالف سنة‪ ،‬نَعل ُم َّ‬ ‫املدني ِة املركزي ِة اليت تُنا ِه ُز اخلمسة ِ‬ ‫التاريخ الكون ّي‪ .‬إذ‪ ،‬ال تاري َخ‬ ‫بني املركز ـ األطراف دائم ٌة يف‬ ‫ِ‬ ‫االنزالق وا َ‬ ‫عالقات‬ ‫حلي ِد يف‬ ‫ري من‬ ‫بال مركز‪ .‬وقد شو ِه َد الكث ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫مكان حتلّى‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫احلضاري‬ ‫التاريخ‬ ‫األطراف يف‬ ‫املركز ـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫آلالف السنني‪ .‬يف حني أ ّن منطقة أورفا مكا ٌن ال‬ ‫باملكان ِة املركزي ِة ِ‬ ‫َ‬ ‫نظريَ له‪ ،‬من ُ‬ ‫مركز للبشرية‪ ،‬وكذلك من جه ِة‬ ‫حيث كونِها أول ٍ‬ ‫فرتتِها‪ .‬خاصيتُها األخرى هي أصال ُة قاطنيها‪ .‬رمبا وَفَ َد البعضُ‬ ‫ِ‬ ‫الشعب الذي شا َد تلك املعاب ِد َّ‬ ‫واستقر فيها‪َّ ،‬‬ ‫ظل‬ ‫لكن‬ ‫اخلارج‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الستقرار‬ ‫يف تلك املنطق ِة على الدوام‪ .‬وكونُها من‬ ‫ِ‬ ‫املناطق األساسي ِة ً ِ‬ ‫اهلوريني‪ ،‬الذين يُ َعدّون َ‬ ‫َ‬ ‫جمتمع قبَلِ ٍّي اكتَ َس َب امسا له يف‬ ‫أول‬ ‫ٍ‬ ‫التاريخ‪ ،‬وكذلك ُ‬ ‫ذات املَن َشأِ‬ ‫تواج ُد عاصم ِة اإلمرباطوري ِة امليتاني ِة ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اهلوري يف تلك املنطقة(واشوكاني ـ سريه كاني ـ جيالن بنار)؛‬

‫الشعب األصل ّي‪ .‬عالوةً على‬ ‫إمنا يُ َز ِّودُنا بإمكاني ِة إدرا ِكنا هلوي ِة‬ ‫ُِ‬ ‫َّ‬ ‫االنطالقات‬ ‫مركز اهلال ِل اخلصيب‪ .‬من امل َسل ِم به أ ّن‬ ‫أنها‬ ‫ِ‬ ‫مبنزلُِة َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اخلصيب قد أدَّت دورا رئيسيا يف‬ ‫الثقافية املنبَثِقة من اهلال ِل‬ ‫ِ‬ ‫أطراف هذه املنطقة‪ ،‬وخاص ًة يف تغذي ِة املدنيتَني‬ ‫مجيع‬ ‫تغذي ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذهاب إبراهيم إىل مصر‬ ‫السومري ِة واملصرية‪ .‬هذا وجيب اعتبارَ ِ‬ ‫َ‬ ‫الروايات اليت تُؤَيِّ ُد صحة هذه احلقيقة‪.‬‬ ‫وعالقتِه مع بابل من‬ ‫ِ‬ ‫كما من املَ‬ ‫ً‬ ‫علوم َّ‬ ‫أن اهلكسوس‪ ،‬الذين أسسوا ساللة يف مصر(يف‬ ‫ِ‬ ‫أعوام ‪ 1800‬ق‪.‬م)‪ ،‬ينحدرون من هذه املنطقة‪ .‬تَك ِش ُف املعاب ُد عن‬ ‫حقيق ٍة أخرى لل َعيان‪ .‬إذ مُي ِكننا اجلزم بأ ّن ثقاف َة اهلدايا والضياف ِة‬ ‫شؤون املعبد‪ .‬وهذا الواق ُع مَيُدُّنا‬ ‫من ِّ‬ ‫برؤوس اخلي ِط لوالدةِ‬ ‫أهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫التجارة‪ .‬حيث معلو ٌم من خال ِل املعاب ِد السومري ِة أيضا َّ‬ ‫أن املعاب َد‬ ‫للبيع والشراء‪ .‬وسيتجس ُد هذا الواق ُع مبنوا ٍل‬ ‫مركز‬ ‫أدت دو َر أو ِل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ملموس أكثر‪ ،‬إذ ما راعَينا املاهية التجارية يف انطالق ِة إبراهيم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أما الرباه ُ‬ ‫ني الالحق ُة إلبراهيم‪ ،‬فال أرى داعياً لتَعدا ِدها‪ ،‬ألنها‬ ‫معروف ٌة جيداً‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ثالث قوى‬ ‫حتتل أورفا‬ ‫أعوام ‪ 1600‬ق‪.‬م مكاناً متوسطاً بني ِ‬ ‫ِ‬ ‫تارخيي ٍة يف ذاك العهد‪ :‬ميزوبوتاميا السفلى اليت تَقبَ ُع حتت‬ ‫حاكمي ِة القوى السومري ِة والبابلي ِة واآلشورية‪ ،‬بالد األناضو ِل‬ ‫الداخلية اليت يتصاع ُد فيها احلثيون‪ ،‬ومصر اليت تَ َع َّز َزت فيها‬ ‫العصر كانت‬ ‫قوةُ فراعن ِة السالل ِة اجلديدةِ الباهرة‪ .‬و ُمذاك‬ ‫ِ‬ ‫جانب كونِها‬ ‫جيوبيولوجيا منطق ِة أورفا املرك َز األكثرَ عطاءً‪ ،‬إىل ِ‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪6‬‬

‫فكرية‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫إنه تطو ٌر عالي األهمية‪ .‬ذلك أ ّن ُم َ‬ ‫لوك مصر‬ ‫وسومر كانوا قد َشرعَنوا أنف َسهم ُملوكاً ـ ً‬ ‫آهلة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والشريعة اإلبراهيميّ ُة هي‬ ‫آالف السنني‪.‬‬ ‫طيلة ِ‬ ‫مَ​َ َّردَت على ذلك مبنوا ٍل ممن َهج‪ .‬فبينما‬ ‫اليت ت‬ ‫ُ‬ ‫مناهضة تشبي ِه اإلنسان ـ اإلله يف الثقاف ِة‬ ‫تتم‬ ‫ُّ‬ ‫الشرق‬ ‫طريق الفلسفة‪ ،‬ففي‬ ‫ِ‬ ‫اإلغريقي ِة عن ِ‬ ‫باألديان اإلبراهيمية‪ .‬ال‬ ‫التمر ُد‬ ‫األوس ِط حص َل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واالجتماعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫التطورات‬ ‫ريب أ ّن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫والسياسية لعبَت دو َرها َ‬ ‫خلف هذا التعاطي‬ ‫اجليوسياسي األه ّم‪ .‬وامليتانيون كانوا‬ ‫تَ ُش ُّق طريقَها لِتَغدوَ املرك َز‬ ‫َّ‬ ‫الرقِ ِّي مِبَلئِهم هذا الفرا َغ اجليوسياس ّي‪ .‬إننا يف‬ ‫سيَتَّ ِجهون حنو ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫مستهل تاريخ يُقَيِّ ُمه ُمتقِنو النظرةِ العميق ِة إىل التاريخ على أنه العه ُد‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والدبلوماسيات اجلاري ِة ألو ِل مرةٍ بني احلضارات‪.‬‬ ‫للعالقات‬ ‫الباه ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُب زوبع ٌة جتاريةٌ‬ ‫وبينما يتحق ُق التبادل‬ ‫ُ‬ ‫الدءوب بني الثقافات‪ ،‬تَه ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بكل معنى الكلمة‪ .‬إنه عه ٌد متأ َس َست فيه التجارة وباتت تقليدا من‬ ‫بنحو كثيف‪.‬‬ ‫حيث كونها ثقافة‪ .‬والقصو ُر تأخ ُذ‬ ‫َ‬ ‫العرائس من ِ‬ ‫بعضها ٍ‬ ‫فتتحول‪ .‬يُ َع ِّرفُ‬ ‫ُ‬ ‫حني َّ‬ ‫أن األديا َن واأليديولوجيات ختتلط ببعضها‬ ‫يف ِ‬ ‫َ‬ ‫األلف إله»‪ .‬كما َّ‬ ‫أن تلك املنطقة هي مرك ُز‬ ‫احلثيون أنف َسهم بـ»بَلد ِ‬ ‫«الفروسية» اليت تُ َع ُّد حاج ًة ضروري ًة جداً يف ذاك العصر‪ .‬وهي منطقةُ‬ ‫تسييس اخليول‪ ،‬أي «كيكولي» الشهرية املذكورة يف املالحم‪ .‬كما‬ ‫ِ‬ ‫عاش فيها ذروةُ‬ ‫تُ ُ‬ ‫النظام القَبَلِ ّي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الدين فحسب‪ ،‬بل هذه اجلبهةُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫قدسية أورفا ليست هامة على صعي ِد ِ‬ ‫الثقافي ُة التارخيي ُة تَكم ُن أيضاً وراءَ ِّ‬ ‫فن األغنية‪ ،‬املقوالت الشعبية‪،‬‬ ‫ال ُعود‪ ،‬الطبل واملزمار‪ .‬كما أ ّن هذا الواق َع موجو ٌد َ‬ ‫خلف انطالق ِة‬ ‫ِ‬ ‫باخلروج هو إبراهي ٌم واح ٌد أم ألف؟ يف‬ ‫إبراهيم أيضاً‪ .‬هل َمن قام‬ ‫الغموض والضبابية‪ .‬ولكنه ليس مهماً‬ ‫ُ‬ ‫يفُّه‬ ‫احلقيقة‪ ،‬إنه موضو ٌع حَ ُ‬ ‫قوي كهذا يف ذلك العصر‪ .‬فاألجواءُ‬ ‫هلذه الدرجة‪ُّ .‬‬ ‫تيار ٍّ‬ ‫املهم هو وجو ُد ٍ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ربة‪ .‬وما إبراهيم‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫رف‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫التجار‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫حبيث‬ ‫َح َر ِكي ٌة للغاية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ حِ‬ ‫أس ُس التجارةِ فيما‬ ‫سوى فر ٌد من طبق ِة‬ ‫املهم هو تمَ​َ ُ‬ ‫التجار املتمأ ِسسة‪ُّ .‬‬ ‫بني املدنيات‪ .‬فتجارةُ ِ ِ‬ ‫املواشي منتعش ٌة للغاية‪ .‬واملنطق ُة منا ِسب ٌة جداً‬ ‫قطعان مواشيه‪.‬‬ ‫راك مع‬ ‫من هذه الناحية‪ .‬علماً أ ّن إبراهيمَ يف حال ِة ِح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫التجار من أمثالِه إىل مصر‬ ‫ألوف‬ ‫واض ٌح أنه تاج ُر مواشي‪ .‬و َسفَ ُر ِ‬ ‫ِ‬

‫موجو ٌد يف طبيع ِة التجارةِ ذاتِها‪ .‬هذا وهناك جتارةُ العبي ِد أيضاً‪.‬‬ ‫وبي ُع يوسف كعبد أم ٌر ذو معنى‪ .‬إضاف ًة إىل وجو ِد جتارةِ اجلواري‪.‬‬ ‫اجر أم ٌر ُمنَ ِّو ٌر أيضاً يف هذا املضمار‪.‬‬ ‫وشراءُ إبراهيم لهِ َ‬ ‫فضالً عن أنه إلبراهيم قبيل ٌة منيع ٌة أيضاً‪ .‬وهو بالذات زعي ُم‬ ‫ُ‬ ‫خري وج ٍه أنه‬ ‫القبيلة‪ .‬ومن ُثقاف ِة املعب ِد الباهرةِ جداً ً‪ ،‬يُدرَك على ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الساطع متاما َّ‬ ‫أن إل َه قبيل ِة إبراهيم سوف‬ ‫لكل قبيل ٍة إهلها‪ .‬كما من‬ ‫ِ‬ ‫يتصاد ُم مع آهل ِة بابل الساعني إىل بس ِط نفو ِذهم على املنطقة‪.‬‬ ‫فاملصا ُ‬ ‫حل املادي ُة املتنافرةُ تَنع ِك ُس يف ثقاف ِة اآلهل ِة املتصادمة‪ .‬هذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وتَرج ُح كفة االحتما ِل َّ‬ ‫اسم أورفا قد اشتَقَّه‬ ‫بأن لفظ أور املوجو َد يف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ويتَ َمل أ ّن‬ ‫السومريون أتيمولوجياً من صف ِة أو‬ ‫اسم أور(التل)‪ .‬حُ‬ ‫ِ‬ ‫نعت صحيح‪.‬‬ ‫قبيل «أهل التالل»‪ .‬وهو ٌ‬ ‫أورفا تتمي ُز مبعنى من ِ‬ ‫ُّ‬ ‫األثين إلبراهيم‪.‬‬ ‫املوضو ُع اآلخر الذي هو مثا ُر َجدَل‪ ،‬هو األص ُل‬ ‫إذ مَل جُي َزمْ بِ َكونِه هورياً أم ساميّاً‪ .‬فاملنطق ُة جبانبِها هذا عبارة‬ ‫تام‪ ،‬مثلما ُ‬ ‫احلال راهناً‪ ،‬حبيث تَكاد تخَ لو من القبيل ِة‬ ‫عن خلي ٍط ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫غري اهلجينة‪ .‬بينما اللغة العربية عا ِمرة باألمثل ِة اليت‬ ‫أو الثقاف ِة ِ‬ ‫تُ َذ ِّك ُر بوجو ِد خلي ٍط حمدو ٍد أتيمولوجياً‪.‬‬ ‫تنص عليها‬ ‫قلب بقص ِة إبراهيم اليت ُّ‬ ‫ظهر ٍ‬ ‫نكا ُد كلُّنا نَعلَُ​ُم عنً ِ‬ ‫الكثري من‬ ‫النصوص عناص ُر‬ ‫الكتب املقدسة أيضا‪ .‬ويَند َِر ُج يف هذه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بيل نزا ِعه مع منرود وحتطي ِمه أصنا َمه‪ ،‬حماول ِة‬ ‫القصص‪ِ ،‬من ق ِ‬ ‫النار َ‬ ‫الصه منها مبعجزة‪ ،‬شرو ِعه باهلجرةِ إىل ما‬ ‫وخ ِ‬ ‫رميِهُ يف ِ‬ ‫اضطراره للهجرةِ إىل بال ِد مكة‬ ‫يُعرَف اليوم بإسرائيل ـ فلسطني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بع َد أ ْن أَ َ‬ ‫إمساعيل(يتَ َمل أنها تنتمي‬ ‫جنبَت اجلاري ُة هاجر ابنَها‬ ‫حُ‬ ‫أقرب إىل العروبة)‪ ،‬والدةِ إسحاق من‬ ‫لثقاف ِة تلك البالد‪ ،‬وهي ُ‬ ‫األصل والنَّ َسب‪ ،‬وأ ّن يعقوب هو أح ُد وَلَدَي إسحاق‪،‬‬ ‫ذات‬ ‫سارة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫فرعون مصر‪ ،‬وأنه ارتقى‬ ‫وأ ّن يوسف بن يعقوب قد بِي َع عبدا إىل‬ ‫ِ‬ ‫القصر ودسائ ِسه‪.‬‬ ‫حتى الوزارةِ حصيل َة ِ‬ ‫العشق يف َ ِ‬ ‫جلي َّ‬ ‫أن ثقاف َة إبراهيم ليست ثقافة املدني ِة السومري ِة وال املصرية‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫وإمنا هي ثقاف ُة أورفا القَبَلِيَّ ُة املَُع ِّمرةُ َ‬ ‫آالف السنني‪ .‬ولكنها ثقاف ٌة‬ ‫جد ها ّم‪َ ،‬‬ ‫وج َعتها‬ ‫ثقافات‬ ‫وخلَ َطت‬ ‫اعرتاها تحَ َ ُّو ٌل ُّ‬ ‫عصر بأكملِه‪ ،‬مَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بعض النتائج القَيِّم ِة إذ ما فَ َّسرنا‬ ‫يف تركيب ٍة جديدة‪.‬‬ ‫ومبقدورنا بلو ُغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قصتَه‪ .‬فنمرود عنوان الوالي بني ُحك ِام بابل‪ .‬واملكان الذي تتواج ُد‬ ‫فيه األوثا ُن جمتمع ًة هو جتسي ٌد جُ َ‬ ‫مل َّم ِع آهل ِة بابل يف أورفا‪ .‬وال ُد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫إبراهيم خاد ٌم عند منرود‪ .‬ولكنْ‪ ،‬له مشاكله وتناقضاتُه‪ .‬فأيا يَكن‪،‬‬ ‫قبائل املنطقة‪ .‬لذا‪ ،‬يُتَوَقَّ ُع أ ْن تَ ُكو َن له عقائدُه‬ ‫فهو نبي ُل إحدى‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫مبصاحل‬ ‫مبصاحل أبيه‪ ،‬بالتالي‪،‬‬ ‫منهمك‬ ‫الديني ُة اخلاصة‪ .‬وإبراهيم‬ ‫وحماول ُة رميهِ‬ ‫ِ‬ ‫وصراع‪ .‬فتحطي ُمه األوثا َن‬ ‫القبيلة‪ .‬والنتيج ُة ِصدا ٌم ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫النار يَع ِكسان هذه احلقيقة بكل عالنية‪ .‬إذن‪ ،‬واحلال هذه‪،‬‬ ‫يف ِ‬ ‫وجلميع‬ ‫ألجل قبيلتِه فحسب‪ ،‬بل‬ ‫فهو يَقو ُد ِصرا َع املصاحل‪ ،‬ليس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫والوطينِّ‬ ‫القبائل الشبيهة‪ .‬إنه يخَ ُ‬ ‫األهلي‬ ‫الصراع‬ ‫وض ضربا من‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َم ُع آهل ِة بابل هو جبه ُة املعنى‬ ‫ضد الكولونيالي ِة البابليّة‪ .‬ومجُ َّ‬ ‫دور اهليمنة‪.‬‬ ‫واملقر‬ ‫األيديولوجي هلذه احلرب‪ .‬وهو يَ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫سعى ألداءِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أما جبهة إبراهيم األيديولوجية‪ ،‬فهي ثقافة القبيل ِة املعنوية‪ ،‬أي‬ ‫ُكم قيادتِه‪ ،‬فإل ُه قبيلتِه أيضاً سيَقُو ُم‬ ‫وب‬ ‫ميولهُ ا الديني ُة واأللوهية‪ .‬حِ‬ ‫ِ‬ ‫القبائل األخرى‪ .‬وهذا ما جيري‪ .‬ونظراً أل ّن منرو َد‬ ‫بقيادةِ آهل ِة‬ ‫ِ‬ ‫حرب ِكلتا جبهتيَ املعنى وهو‬ ‫بابل هو دولة‪ ،‬فإنّه يخَ ر ُج من ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ألجل إبراهيم‪.‬‬ ‫أقوى وفائز‪ .‬لذا‪ ،‬تَغدو ُسبُ ُل اهلجرةِ ضرورة حتمية ِ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫كانت السن ُ‬ ‫والسبُ ُل على السواءِ شاق ًة عصيب ًة بالنسب ِة إلبراهيم‪.‬‬ ‫ني ُّ‬ ‫َ‬ ‫ذلك َّ‬ ‫احلرب اليت بَدَأها جادة‪ .‬فهو يتمر ُد على تقالي ِد املدنية‪.‬‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نظام املدني ِة الرمسية(حداثته الرمسية‬ ‫الوثن‬ ‫فتحطي ُم ِ‬ ‫العصر)‪.‬يعين رفض ِ‬ ‫يف ذاك‬ ‫وأشخاص حاربوا املدنية‬ ‫ريب أنه مثة املئات من هكذا قبائل‬ ‫ال َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫واآلشوري شهريان بـ»اإلبادةِ القبَلِيَّة»‪،‬‬ ‫البابلي‬ ‫الرمسية‪ .‬والعهدان‬ ‫ُّ‬ ‫احلديث‬ ‫التطهري العرق ّي‪ .‬بناءً عليه‪ ،‬موضو ُع‬ ‫ضرب من‬ ‫اليت هي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ٌ‬ ‫واالشتباكات الضارية‪ .‬ومحورابي‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫الذ‬ ‫ضيق‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫مشحو‬ ‫هو عه ٌد‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫املرمو ُق هو املَلِ ُك املُِذ ِه ُلِ لذاك ِ العصر(‪ 1700‬ـ ‪ 1600‬ق‪.‬م)‪ .‬يُقالُ‬ ‫أنه َس َّن أوىل قواع ِد القانون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫احلروب التحرري ِة‬ ‫بضرب من‬ ‫نضال إبراهيم جبانبِه هذا شبيه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫رات ضد املدني ِة الرأمسالي ِة الراهنة‪ .‬فبينما تُ َع ُّد جتارةُ‬ ‫للمستَع َم ِ‬ ‫حُ‬ ‫ً‬ ‫صوب مصر‪ ،‬فمن املتَ َم ِل أ ْن‬ ‫املواشي سببا أفضى إىل تَوَ ُّج ِهه َ‬ ‫وباملقدور‬ ‫باعث ها ّم‪.‬‬ ‫تَ ُكو َن حاجتُه إلجيا ِد‬ ‫حليف هي ثاني ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫استخالص هذه النتيج ِة من قص ِة يوسف‪ِّ ،‬‬ ‫بكل تأكيد‪ .‬ذلك َّ‬ ‫أن‬ ‫املدنيات أيضاً قد تصاع َد واحتَ َّد لدرج ٍة كبريةٍ يف هذه‬ ‫التنافس بني‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فالنزاعات احلثية ـ املصرية‪ ،‬البابلية ـ اهلورية(احلثية)‪،‬‬ ‫الفرتة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جم على السجالت‪ .‬ويَبدو‬ ‫والبابلية ـ املصرية قد انعك َست بِعد ٍد ٍّ‬ ‫جوار القدس احلالية‪ ،‬اليت تُشبِهُ‬ ‫فيما يَبدو َّ‬ ‫أن إبراهيمَ َّ‬ ‫استقر يف ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الثالث معاً‪.‬‬ ‫املدنيات‬ ‫ذ‬ ‫نفو‬ ‫ج‬ ‫خار‬ ‫بقى‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ما‪،‬‬ ‫ا‬ ‫نوع‬ ‫ا‬ ‫أورفا مناخي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ً‬ ‫أرض مقربةٍ له‬ ‫وقد َ‬ ‫واص َل حياتَه ُم ِ‬ ‫هاجرا هناك‪ ،‬واستطا َعُ شراءَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫بِ َش ِّق األنفس‪ .‬لك ّن عالقاتِه مع أورفا ال تزال مستمرة‪ .‬أما حفيدُه‬ ‫يعقوب ‪ ،‬فقد تَزو َج من راحيل وليئة‪ ،‬ابنتيَ البان‪ ،‬أح ِد أقاربِه‬ ‫املقربني هنا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫التح ُّول الذي طرأ على‬ ‫ما يتس ُم باألهمي ِة بالنسب ِة ملوضو ِعنا‪ ،‬هو َ‬ ‫أن َّ‬ ‫دين إبراهيم‪ .‬يُف َه ُم َّ‬ ‫الشك ساوَرَ إبراهيم‪ .‬فتحطي ُمه أوثا َن منرود‬ ‫ِ‬ ‫ين‪ .‬فتحطي ُمه األوثانَ‪ ،‬حتى لو كانت تمَُثِّلُ‬ ‫ِّ‬ ‫يؤك ُد ارتيابَه الدي ّ‬ ‫دين آخر‪ ،‬هو إشار ٌة علني ٌة إىل تشكيكه يف ذاك الدين‪ .‬حَي ُّ‬ ‫تل‬ ‫آهل َة ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يب» مكانة هامة يف التقالي ِد الفكري ِة لذاك العصر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫«الصوت ال َغ يِ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حاالت الوَ ْج ِد‬ ‫بعض‬ ‫يب هو حالة متهي ِد‬ ‫ُ‬ ‫فالصوت الغ يِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫السبيل أمامَ ُِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُقال أنه مس َع صوتاً‬ ‫ّ‬ ‫الفكري‪ .‬إنه لغة اإلهلام‪ .‬ي‬ ‫التعمق‬ ‫واإلهلام يف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كهذا ِيوماً‬ ‫َ‬ ‫يب)‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫(الصوت‬ ‫م‬ ‫اإلهلا‬ ‫أو‬ ‫الصوت‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫أنه‬ ‫ُقال‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يِ ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫النحو التالي‪« :‬وا َهوَه ‪ .»WA HEWE‬حُيتَ َم ُل‬ ‫الذي سمَ ِ َعه على ِ‬ ‫أنه تعب ٌري باللغ ِة اهلورية‪ .‬ومعناه «هذا هو»‪ ،‬وباختصار «هو»‪ .‬أي‬ ‫أنه إل ُه ا َ‬ ‫جل ِميع ِة اجلديدةِ الذي طالمَ ا انت َظرَه وأَ ِم َل به‪ .‬وسيَجري‬ ‫بلو ُغ موسى وحممد لإلله بهذا املنوال‪ .‬أي أ ّن هذا التقلي َد غائ ٌر يف‬ ‫القِدَم‪ .‬ال ُّ‬ ‫ينفك املختصون باأليتمولوجيا يبحثون يف «هو»‪ .‬هذا هو‬ ‫القناعات القائل ُة بأ ّن هذه العبارةَ حَ َ‬ ‫ت َّولَت‬ ‫تفسريي الشخصي‪ .‬أما‬ ‫ُ‬ ‫الزمن إىل «يَهوَه ‪ ،»YAHWEH‬ومنها إىل «يهودي‬ ‫مع ُم ِض ِّي ِ‬ ‫‪»YAHUDI‬؛ فهي ُمشترَ​َكة‪ .‬هكذا هي القص ُة القصريةُ جداً لإلل ِه‬ ‫ِّ‬ ‫العربي الشهري‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رت أ ّن لفظ «عربي»‪ ،‬الذي ينحد ُر من تسمي ِة «عابريو»‬ ‫كنت قد ذك ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫«الناس املغبرَّون الوافدون من‬ ‫اليت أطلقها املصريون‪ ،‬يعين‬ ‫ُ‬ ‫البادية»‪ .‬رمبا أ ّن إبراهي َم أَطلَ َق اس َم ال ِع ّ‬ ‫ربي على القبيل ِة اليت‬ ‫تَ َز َّع َمها وأعا َد إنشاءَها‪ ،‬واسمَ يهودا ‪(YAHUDA‬لِنَتَ َذ َّكرْ أ ّن‬ ‫َ‬ ‫ً ُ‬ ‫باسم اإلله‪ ،‬متاماً مثلما كلم ُة إسرائيل)‬ ‫اليهودية مضمونا تفي ُد ِ‬

‫فكرية‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫ما يتس ُم باألهمي ِة بالنسب ِة ملوضو ِعنا‪ ،‬هو‬ ‫َ‬ ‫دين إبراهيم‪ُ .‬يف َه ُم َّ‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫التح ُّو ُل الذي طرأ على ِ‬ ‫َّ‬ ‫الشك سا َو َر إبراهيم‪ .‬فتحطي ُمه أوثا َن منرود‬ ‫ِّ‬ ‫يؤك ُد ارتيابَه الدي ّ‬ ‫ين‪ .‬فتحطي ُمه األوثانَ‪ ،‬حتى‬ ‫دين آخر‪ ،‬هو إشار ٌة ٌ‬ ‫مَُثِّ ُل َ‬ ‫علنية‬ ‫لو كانت ت‬ ‫آهلة ٍ‬ ‫إىل تشكيكه يف ذاك الدين‪ .‬حَي ُّ‬ ‫ُ‬ ‫«الصوت‬ ‫تل‬ ‫مكانة ً‬ ‫يب» ً‬ ‫هامة يف التقالي ِد الفكري ِة لذاك‬ ‫ال َغ يِ ُّ‬ ‫يب هو ُ‬ ‫ُ‬ ‫السبيل‬ ‫حالة متهي ِد‬ ‫العصر‪.‬‬ ‫فالصوت ال َغ يِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫التعمق‬ ‫واإلهلام يف‬ ‫حاالت ال َو ْج ِد‬ ‫بعض‬ ‫ِ‬ ‫أمامَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الفكري‬ ‫على دينِه الذي أعا َد إنشاءَه من ُ‬ ‫حيث املعنى‪ .‬كلي قناع ٌة َّ‬ ‫بأن حتلي َل‬ ‫الدين اجلديد‪ ،‬خِ َ‬ ‫بلفِيَّتِه التارخيي ِة ومسريتِه القصرية‪ ،‬على‬ ‫تَ َط ُّو ِر هذا ِ‬ ‫حد كبري‪ .‬إننا وجهاً لوج ٍه أما َم‬ ‫هذه الشاكل ِة حالياً‪ ،‬هو أم ٌر قَيِّ ٌم إىل ٍّ‬ ‫ً‬ ‫نزع ٍة ديني ٍة لقبيل ٍة أُ ِعي َد إنشا ُؤها‪ ،‬وتَرى نف َسها وحيدةً ومنعزلة للغاية‪.‬‬ ‫ونزع ٌة قَبَلِيَّ ٌة ديني ٌة وألوهي ٌة اعترَ اها التغيرُُّ والتَّ َصيرُّ ‪ ،‬إ ْن مَل تَ ُك ثورة‪،‬‬ ‫فهي ـ ِّ‬ ‫كاإلسالم والربوتستانتية‪ .‬أما الدفا ُع‬ ‫جاد‬ ‫بكل تأكيد ـ إصال ٌح ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫املتحول ِة واملعا ُد إنشا ُؤها(يف أجواءٍ‬ ‫دين وإل ِه القبيل ِة ِّ‬ ‫بعصبي ٍة متزمت ٍة عن ِ‬ ‫ُ‬ ‫تَ ُسودُها حاكمي ُة القبائل الكنعاني ِة والساميّة)‪ ،‬فيَلو ُح أنه تَوَلَّ َد من‬ ‫ومصاعب شرو ِط احلياةِ املادية‪ .‬أما بوا ِع ُث إيالءِ اليهو ِد أهمي ًة‬ ‫مشقات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫خَ‬ ‫الشأن عامليا؛‬ ‫وأسباب ت ُّص ِصهم يف هذا‬ ‫كربى للما ِل والتجارة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فتُد ُ‬ ‫بأفضل األشكا ِل من مرحل ِة انتقالهِ م إىل التجارةِ مذ كانوا قبيلة‪.‬‬ ‫َرك‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫فبقاءُ القبيل ِة حية متعل ٌق بالتجارة‪ ،‬وبالتالي باملال‪.‬‬ ‫الرتاج ِع عن ذلك‬ ‫تقديم إمساعيل قرباناً‪ ،‬ثم حثُّه على‬ ‫والرغب ُة يف‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الدين اجلديد‪.‬‬ ‫بوحي من ِ‬ ‫صوت ال َغيب‪ ،‬يُ َش ِّك ُل عنصراً ُمتَ ِّمماً هاماً يف ُِ‬ ‫ري الرواج‪ .‬وتقدي ُم األطفا ِل أضحي ًة هو‬ ‫تقلي ُد األُضحي ِة سحي ُق القِد َِم وكث ُ‬ ‫ويتَ َم ُل أنه تقلي ٌد مُمارَ ٌس حتى ذلك العهد‪ .‬ويَتَّفِ ُق‬ ‫أح ُد تلك التقاليد‪ ،‬حُ‬ ‫َ‬ ‫فات أوا ُن تقليعتِه‪.‬‬ ‫اإلهلي لديه على أ ّن هذا تقلي ٌد َ‬ ‫إبراهي ُم مع املعنى ِ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضحيَ ِة املواشي املعروف ِة‬ ‫وهذا أح ُد بُنو ِد اإلصالح اهلامة‪ .‬إذ ُّ‬ ‫يتم إحالل أ ِ‬ ‫محَ َّ‬ ‫َل التضحي ِة باإلنسان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫النتيجة اليت مُي ِك ُن استنباطها من قص ِة إمساعيل وهاجر‪ ،‬هي عد ُم‬ ‫القبائل العربي ِة ـ الساميّة‪.‬‬ ‫الدين اجلدي ِد حِبَفاوةٍ كبريةٍ لدى‬ ‫استقبا ِل ِ‬ ‫ِ‬

‫باإلمكان تقييمها كتجرب ٍة «متهيدي ٍة لإلسالم»‪ُ ،‬ولِدَت باكراً جداً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ري إىل‬ ‫إال أنها مَل تستَ ِطع التوسع‪ .‬و َكو ُن مك َة مركزاً‪ ،‬إمنا يش ُ‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪8‬‬

‫فكرية‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أهميتِها منذ َ‬ ‫َم ُع آهل ٍة قَبَلِ ٌّي‬ ‫ذاك العهد‪ .‬حيث يتواج ُد هنا مجَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫خمتلف‪ .‬والنزع ُة الوثني ُة(وثني ُة القبيل ِة وألوهيتُها) ال تَفتَأ منيع ًة‬ ‫وطيدة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تطو ٌر مث ٌري‬ ‫فلَقَ ُب إسرائيل‪ ،‬الذي تَك َّو َن يف عه ِد يعقوب‪ ،‬هو ُّ‬ ‫لح ُق أل ‪ ،EL‬فقد انتُ ِه َل من الكنعانيني(القبائل‬ ‫وغريب‪ .‬أما ُم َ‬ ‫اجلذور‬ ‫الساميّة يف منطق ِة لبنان ـ فلسطني)‪ .‬هذا املصطل ُح ذو‬ ‫ِ‬ ‫قريب من معنى «ال ُعلُ ّو» «السامي»‪ .‬ويُذ َك ُر اس ُم القبيل ِة‬ ‫الساميّ ِة ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلسالم‬ ‫يتحول مع‬ ‫شكل «ألوهي ‪ .»ELOHÎ‬حيث َّ‬ ‫ال ِعربي ِة على ِ‬ ‫العام للقبائلِ‬ ‫إىل «اهلل ‪.»ALLAH‬‬ ‫وباإلمكان القول أنه يعين اإلل َه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساميّة‪.‬‬ ‫القبائل اهلندوأوروبية‪ ،‬ولف ُظ «خودَيا‬ ‫لدى‬ ‫»‬ ‫‪GOT‬‬ ‫«خوت‬ ‫لف ُظ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ »GUDEA‬يف اللهجتَني الكردي ِة واإليراني ِة يمَُثالن املعنى‬ ‫السلَ َف أو اإلل َه املشرتَ َك للقبائل اآلرية‪ .‬هلذا‬ ‫نف َسه‪ .‬ويَعنِيان َّ‬ ‫َ‬ ‫القبائل الكوتي ِة وخودَيا اهليمنة من سومر‬ ‫السبب يُعتَبرَُ انتزا ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يف ‪ 2150‬ق‪.‬م أمراً ذا معنى‪ .‬إذ تَعنيان املَلِك ـ اإلله‪ .‬وخودَيا‬ ‫االستخدام آنذاك‪ .‬و»إسرائيل ‪»İSRAEL‬‬ ‫هو لَقَ ٌب َملَ ِك ٌّي شائ ُع‬ ‫ِ‬ ‫صار َع اإلله‪ .‬إنها تُ َذ ِّك ُر نوعاً ما بالشوفيني ِة القَبَلِيَّة‪ .‬فهم‬ ‫تعين ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَرَون أنف َسهم بواسل لدرج ِة ُمصارَ َعتِهم إهلهم‪ .‬أو باألحرى‪،‬‬ ‫إنهم يتشاجرون معه‪ .‬وهذا ما يَلُو ُح كامتدا ٍد لشريع ِة إبراهيم يف‬ ‫محالت العربيني‬ ‫باإلمكان اإلدراك‪ِ ،‬من خال ِل‬ ‫حتطيم األوثان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫تحُ‬ ‫األيديولوجي ِة اليت ال صى‪ ،‬أنهم تصارعوا كثريا مع اإلله‬ ‫أن َّ‬ ‫تارخيهم‪ .‬علينا أال ننسى َّ‬ ‫أيديولوجي‬ ‫حتديث‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫مدار ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫على ِ‬ ‫لديهم مفادُه « ُمصا َرعَة اإلله»‪ .‬أما بالنسب ِة لمِ هارةِ املتنورين اليهود‬ ‫يف إضفاءِ املعنى(االصطالح‪ ،‬النظرية‪ ،‬علم الالهوت)‪ ،‬فسأتطر ُق‬ ‫هلا الحقاً‪.‬‬ ‫للقبيل ِة قصتُها يف اهلجرةِ إىل مصر‪ ،‬واليت يخُ َ َّم ُن أنها َجرَت يف‬ ‫الفرتةِ ما بني ‪ 1600‬ـ ‪ 1300‬ق‪.‬م‪ .‬وقصتا يوسف وموسى تَظهَران‬ ‫للوس ِط نتيج َة هذه اهلجرة‪ .‬حيث يُروى أنهما َم ّرا بتجرب ٍة طويلة‬ ‫ظروف شب ِه عبودية‪ ،‬و َس َعيا حلماي ِة قواتِهما‪،‬‬ ‫يف مصر‪ ،‬وعاشا يف ِ‬ ‫حُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طبقي حمدود‪ ،‬وأنه من املت َم ِل أ ْن يَكون موسى‬ ‫واعترَ اهما متايُ ٌز ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫شخصي ًة مرموق ًة من بقايا تلك القبيلة‪ ،‬وأنه َ‬ ‫عاش تناقضاً جتاه‬ ‫فرعون مصر(لَقَب املَلِك) مبا يُشبِه ذاك الذي َش ِهدَه إبراهيم مع‬ ‫ِ‬ ‫منرود‪ ،‬وأ ّن ذلك صاد َ‬ ‫َف عه َد أخناتون الذي أَعلَ َن ذلك ديناً‬ ‫توحيدياً‪َّ ،‬‬ ‫وأن اهلجرةَ حتققت يف عه ِد الفرعون رمسيس الثاني‪،‬‬ ‫ص التوراةُ أيضاً على‬ ‫أي‬ ‫فيما بني ‪ 1304‬ـ ‪ 1280‬ق‪.‬م‪ .‬هذا وتَنُ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الظروف الطبيعي ِة من‬ ‫اخلروج الشهري لمِ وسى‪ ،‬ومقاومتِه جتاه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ظروف عصيبة)‪ ،‬وتناق ِضه واشتبا ِكه‬ ‫جهة(شب ُه جزيرةِ سيناء ُ‬ ‫ذات ٍ‬ ‫غري الصديق ِة يف اجلوار من جه ٍة‬ ‫القبائل‬ ‫مع العدي ِد من‬ ‫ِ‬ ‫واألقوام ِ‬ ‫ِ‬ ‫خماضات اهلجرةِ أربعني سنة‪ .‬ويتكر ُر‬ ‫وعانى‬ ‫م‬ ‫قاو‬ ‫ثانية‪ .‬لقد َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ويتم تَلقّي الوصايا‬ ‫جبل طور‪ُّ .‬‬ ‫تقلي ُد «صوت ال َغيب» ثانية يف ِ‬ ‫العشر(الوحي‪ ،‬األوامر اإلهلية)‪.‬‬ ‫ربي» مشتق ٌة من تلك املرحلة‪ .‬وفيما يتعل ُق اجلديدةِ بقدسي ٍة وبتفاصي َل أد ّق‪ ،‬ويف جعلِها متميزةً وخمتلفة‪.‬‬ ‫حُيتَ َم ُل َّ‬ ‫أن كلم َة « ِع ّ‬ ‫ً‬ ‫أن ما يَكم ُن َ‬ ‫«الرب»(أي السيد) امساً جديداً َّ‬ ‫علي التنوي َه ثانية إىل َّ‬ ‫خلف هذه النزع ِة القَبَلِيَّ ِة‬ ‫باإلله‪ ،‬حَي ُّل‬ ‫ّ‬ ‫حمل األمساءِ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫القدمية‪ .‬إنه يَع ِك ُس تفا ُوتا طبقيا حمدودا‪ .‬ويَ ُّتم التمر ُد على عبادةِ الديني ِة هو تأث ُ‬ ‫مدار عشرةِ‬ ‫ري ثقاف ٍة قبَلِيَّ ٍة أدت دورا مركزيا على ِ‬

‫مصطلحات على شاكل ِة‪:‬‬ ‫املراحل يف التوراة‪ .‬وتُستَخ َد ُم‬ ‫ويتم تقسي ُم‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫اخلروج‪ ،‬ال َكهَنة‪ ،‬القادة‪ ،‬املُلوك‪ ،‬األنبياء‪ ،‬وال ُكتَّاب‪ .‬جيب عد َم‬ ‫ِ ّ‬ ‫أعوام‬ ‫أعوام ‪1600‬‬ ‫ق‪.‬م‪ ،‬أيٌ منذ عهُِد إبراهيم وحتى ِ‬ ‫النسيان أنه مَيف َ ُ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫اليهودي‪.‬‬ ‫مدونة تتحدث عن الدين‬ ‫‪ 600‬ق‪.‬م‪ ،‬ل تكن هناك وثيقة َّ‬ ‫أن التقالي َد ِاملُد ََّون َة تَبدَأُ‬ ‫ً‬ ‫بل مث َة ُ‬ ‫َ‬ ‫بعض التقالي ِد املنقول ِة شفهيا‪ .‬أعتقِ ُد َّ‬ ‫ُ‬ ‫العناصر‬ ‫كثري من‬ ‫صياغتُها يف تلك‬ ‫األعوام مع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫النيب أشعيا‪ .‬يتم انتهال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫السيب البابل ّي(‪ 596‬ـ ‪ 540‬ق‪.‬م)‪ .‬هذا وجيري‬ ‫من الزرادشتي ِةً يف عه ِد ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫املقدس املسمى‬ ‫بالفكر‬ ‫ُ‬ ‫الكتاب ُ‬ ‫اإلغريقي أيضا‪ .‬لقد ظ َهرَ‬ ‫ِّ‬ ‫التأث ُر تدرجييا ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫القديم من خال ِل حتديثِه املتواصل‪ .‬ومت تأليف مجُ َ لداتِه الضخم ِة‬ ‫بالعه ِد ُ ِ‬ ‫هام من جه ِة كونِه جممو َع تقالي ٍد ُحو ِف َظ عليها‪.‬‬ ‫إنه‬ ‫ه‪.‬‬ ‫تفاسري‬ ‫وصياغة‬ ‫ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أما تداعياتُه الدينية والفلسفية واألدبية وإهلاماتُه الفنية اليت ُولِدَت‬ ‫تفاسريه‪.‬‬ ‫ري من‬ ‫فيما بعد‪ ،‬فقد كانت عظيمة‪ .‬عالوةً على أنه ِصي َغ الكث ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جانب َّ‬ ‫األوح ِد القصريةَ هي كذلك‪ ،‬إال‬ ‫أن قص َة‬ ‫إىل‬ ‫مصطلح اإلل ِه َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األديان اإلبراهيمية‪ .‬ساط ٌع أنه أري َد‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫مغاير‬ ‫ل‬ ‫مبنوا‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫أنها‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫أفكارها الرئيسي ِة تتعل ُق‬ ‫وإحدى‬ ‫أيديولوجية‪.‬‬ ‫ة‬ ‫هوي‬ ‫ة‬ ‫كهيمن‬ ‫تطوي ُرها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بكونِها «مشروعاً» لتولي ِد مملك ٍة يهودي ٍة صغرية‪ .‬وحتى سبينوزا يَ ُصوغُ‬ ‫ُّ‬ ‫التوحيدي مصطلحاً ُمعلَناً أصالً يف‬ ‫تفسرياً كهذا‪ .‬وقد كان الدي ُن‬ ‫زمن بعي ٍد‬ ‫مصر‪ .‬أما «أن» و»ماردوخ» و»آشور»‪ ،‬فقد كانوا حازوا منذ ٍ‬ ‫كل من السومريني والبابليني واآلشوريني‬ ‫األكرب لدى ٍّ‬ ‫على ِ‬ ‫لقب اإلل ِه ِ‬ ‫مصطلحات تَع ِك ُس‬ ‫َّدت بأهمي ٍة فائقة‪ ،‬فهم‬ ‫ٌ‬ ‫حسب الرتتيب‪ .‬وكما َشد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫امللوك واملؤسس ِة املل ِكيَّة‪ .‬أما توث ُ‬ ‫امللوك‬ ‫ني ِ‬ ‫تأثري وسلط ِة ِ‬ ‫وتَرم ُز إىل زيادةِ ِ‬ ‫وتطوي ُر عبادةٍ بامسهم‪ ،‬فهما جز ٌء من مساعي شرعنتِهم‪ .‬هذا ومث َة‬ ‫مساع شبيه ٌة للهيمن ِة األيديولوجي ِة يف كاف ِة املدنيات‪ .‬ونظراً ألنها‬ ‫كل مدني ٍة تَعم ُ‬ ‫وسائٍ ُ‬ ‫فإن َّ‬ ‫َّ‬ ‫تعظيم‬ ‫ة‬ ‫زياد‬ ‫على‬ ‫ل‬ ‫للغاية‪،‬‬ ‫ة‬ ‫وطيد‬ ‫ة‬ ‫شرعن‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ​َُّ‬ ‫ِّ‬ ‫العربي‬ ‫القوم‬ ‫شأن هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األسلوب أو الدين‪ .‬من هنا‪ ،‬فتأث ُرَ القبيل ِة أو ِ‬ ‫ً‬ ‫وأدوات شرعن ِة مملكتِه‬ ‫ل‬ ‫وسائ‬ ‫ُه‬ ‫ء‬ ‫وإنشا‬ ‫التارخيية‪،‬‬ ‫د‬ ‫التقالي‬ ‫بتلك‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫القومي ِة الصغرية‪ ،‬هو أم ٌر ُمتَوَق ٌع و َمفهوم‪ .‬إنه القِس ُم الذي كان من‬ ‫نصيب العربيني من تلك التقالي ِد الرائجة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مشرو ُع اململك ِة‪ ،‬الذي طاملا أَحياه ال ِعربيون يف خيالهِ م عرب‬ ‫أيديولوجيتِهم‪ ،‬صا َر واقعاً ملموساً يف الفرتةِ ما بني ‪ 1020‬ـ ‪950‬‬ ‫شخصيات‬ ‫كثالث‬ ‫التاريخ‬ ‫ق‪.‬م‪ .‬يَن َع ِك ُس شاؤول وداوود وسليمان يف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َملَ ِكيّ ٍة هامة‪ .‬إنهم ُم ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫لوك ـ أنبياء‪ .‬وللحا ِل نستَ ِشف الفار َق بينهم وبني‬ ‫ملوك مصر وسومر‪ .‬فهم ليسوا ملوكاً ـ آهلة‪ ،‬بل باتوا ُملوكاً ـ أنبياء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫الرأي السائ ِد يف قراءتِهم‬ ‫ل‬ ‫إهما‬ ‫م‬ ‫عد‬ ‫ينبغي‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫حتديد‬ ‫السبب‬ ‫هلذا‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫بتفسري النُّب َُّوةِ على أنها ٌ‬ ‫حبث عن َمل ِكيّ ٍة يهودية‪.‬‬ ‫والقائل‬ ‫للتوراة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كمشروع مملكة‪ .‬مع‬ ‫بطبيع ِة احلا ِل لن يَكون صحيحا تفسريُها كليا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وح ِد وبني امللِ ِك والدول ِة‬ ‫ذلك‪ ،‬فرؤي ُة ال ُعرى اليت تَربِ ُط بني اإلل ِه األَ َ‬ ‫القوميَّني واحملليَّني ِّ‬ ‫هام ينبغي عد َم‬ ‫لكل قوم‪ ،‬هي قضي ُة‬ ‫أسلوب ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫وبسبب احلياةِ الشاق ِة اليت‬ ‫الكتاب املقدس‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫عات‬ ‫إغفالِه يف ُمطالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والقبائل‬ ‫املدنيات‬ ‫عاشوها‪،‬‬ ‫واملصاعب اليت َ‬ ‫واجهوها‪ ،‬وضخام ِة وكثرةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تطوير تركيبتِهم‬ ‫اليت صارعوها؛ فقد توَخى اليهو ُد العناية الفائقة يف ِ‬

‫األوثان بصرام ٍة أشد بكثري‪ .‬وتتشك ُل عباد ٌة جديد ٌة َ‬ ‫آالف سنة ِّ‬ ‫ون قوتِهم‪.‬‬ ‫التابوت‬ ‫حول‬ ‫بأقل تقدير‪ .‬وهلذه الثقاف ِة نصيبُها ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلام يف َص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫كون التقالي ِد‬ ‫هذا‬ ‫نصيب‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫دوم‬ ‫البحث‬ ‫يتوجب‬ ‫كما‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫العشر‪.‬‬ ‫الوصايا‬ ‫فيه‬ ‫ختتفي‬ ‫الذي‬ ‫املقدس)‬ ‫الكتاب‬ ‫تقاليد‬ ‫(من‬ ‫احلجري‬ ‫التأثري يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫والشرائع الديني ِة وطيدةً يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫حني انفصا ِل املسيحي ِة‬ ‫بأي‬ ‫العربي‬ ‫ن‬ ‫الدي‬ ‫مل يتميز‬ ‫تأثري يُذ َكر‪ ،‬إىل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫قوم قد‬ ‫عنه كفرع‪ .‬ونادراً ما أثَّرَ يف‬ ‫ِ‬ ‫الشعوب األخرى‪ .‬وكونه ديَُن ٍ‬ ‫تشخيص «الشعب املختار» قد‬ ‫أَعا َق انتشارَه أصالً‪ .‬بل وحتى أ ّن‬ ‫َ‬ ‫ع َّ‬ ‫ظهور‬ ‫َز َز من هذا االنفراد‪ .‬أما أهميته األصلية‪ ،‬فتُ ِ‬ ‫ظه ُر نف َسها يف ِ‬ ‫واإلسالم إىل امليدان‪ ،‬ويف عالقتِهم مع القوموي ِة اليت يف‬ ‫ة‬ ‫املسيحي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باملصطلح‬ ‫احلداث ِة الرأمسالية‪ .‬وقد تأَ َّطرَت تلك العالق ُة باألغلب‬ ‫والنظري ِة والالهوت‪ .‬اخلاصي ُة اجلانبي ُة األخرى اهلامة‪ ،‬هي مَتري ُرهم‬ ‫العناصرَ األيديولوجي َة والبُنى الالهوتي َة للمدنيتَني املصري ِة والسومري ِة‬ ‫من اإلصالح‪ ،‬حيث أنهما تُ َعدَّان فرعَني َمني َعني للمدني ِة املركزية‪.‬‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وبالتالي التاريخ‬ ‫ولوال هذا اإلصالح‪ ،‬لَكان تاري ُخ‬ ‫ِ‬ ‫الكون ّي سيت َط َّو ُر خمتلفاً‪ .‬يتجس ُد تفصي ُل أهميتِه يف التالي‪ُ :‬‬ ‫القول‬ ‫الدين‬ ‫باستحال ِة أ ْن يَ ُكو َن البش ُر آهل ًة على اإلطالق‪ ،‬هو مبدأِ ٌّ‬ ‫أولي يف ِ‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪ .‬فالبش ُر ال مُي ِك ُن إال أ ْن يَ ُكونوا أنبياء( ُر ُسل اإلله أو ممثليه)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إنه تطو ٌر عالي األهمية‪ .‬ذلك أ ّن ُملوك مصر وسومر كانوا قد َشرعَنوا‬ ‫آالف السنني‪ .‬والشريع ُة اإلبراهيميّ ُة هي‬ ‫أنف َسهم ُملوكاً ـ آهل ًة طيل َة ِ‬ ‫تتم مناهض ُة تشبي ِه‬ ‫اليت تمَ​َ َّردَت على ذلك مبنوا ٍل ممنهَج‪ .‬فبينما ُّ‬ ‫الشرق‬ ‫طريق الفلسفة‪ ،‬ففي‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان ـ اإلله يف الثقاف ِة اإلغريقي ِة عن ِ‬ ‫التطورات‬ ‫باألديان اإلبراهيمية‪ .‬ال ريب أ ّن‬ ‫التمر ُد‬ ‫ِ‬ ‫األوس ِط حص َل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫االقتصادي َة واالجتماعية والسياسية لعبَت دورَها خلف هذا التعاطي‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫شخصه حتديداً‪ ،‬شبي ٌه‬ ‫االقتصادي الذي َمثَّلَه إبراهيم يف‬ ‫فاملفهو ُم‬ ‫ِ‬ ‫بالليربالية إىل أبع ِد حدّ‪ .‬يف حني كانت مجاعي ُة فرعون ومنرود تعتم ُد‬ ‫ُ‬ ‫ظهر العبيد‪.‬‬ ‫تشغيل العبيد‪ .‬أي‪،‬‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫كان قد أ ِّس َس نظا ُم آل ٍة على ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومصطل ُح العبد ـ اإلله(ال يزال مصطلحا ساريا) يتأتى من ذاك العه ِد‬ ‫َّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫العبودي امليكانيك ّي‪ .‬ولو َّ‬ ‫هدم هذه‬ ‫أن الدي َن‬ ‫اإلبراهيمي عجز عن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بشكل‬ ‫ح‬ ‫اإلصال‬ ‫عليها‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫وأ‬ ‫َها‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ط‬ ‫أنه‬ ‫إال‬ ‫اجلذرية‪،‬‬ ‫العالق ِة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬

‫تأثريه‪ .‬وكثرياً ما قاوَ َمت‬ ‫ملحوظ‪ .‬ودو ُرهُ هنا بات ُم َعيِّناً يف بس ِط ِ‬ ‫القبيل ُة العربية بِذاتِها إزاءَ هذا النم ِط من التشغيل‪ ،‬سواءً عند‬ ‫لوك بابل)‪ ،‬أم عند فرعون(املَلَ ِكيَّة املصرية)‪ .‬ذلك َّ‬ ‫أن ثقاف َة‬ ‫منرود( ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آلالف‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫الثقاف‬ ‫ة‬ ‫ومقاوم‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫كلي‬ ‫د‬ ‫االستعبا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫القبيل ِة لمَ َ‬ ‫ِ ََِّ ِ ِ‬ ‫مسيها‬ ‫أساس الظاهرةِ اليت ُن ّ‬ ‫السنني ضد االستعباد‪ ،‬إمنا تَكم ُن يف ِ‬ ‫احلديث هنا ليس َ‬ ‫حمض مقاوم ٍة أثنية‪ .‬بل‬ ‫بالصراع الطبق ّي‪ .‬موضو ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كمصطلح‬ ‫واهتممت به‬ ‫ما يَسري هنا هو األم ُر الذي لطا ا است َسغته‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬

‫فكرية‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫فاألهم هنا ليس الصرا َع الطبق ّي‪ ،‬بل هو صرا ُع الالطبقية‪ ،‬صرا ُع‬ ‫ُمغاير‪ُّ .‬‬ ‫التاريخ‬ ‫عدم قبو ِل التحو ِل إىل طبقة‪ .‬وهذا الواق ُع هو ما يَرب ُز أما َمنا يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آن معاً‪.‬‬ ‫وما هو صحي ٌح يف ٍ‬ ‫وهذا هو األم ُر الذي لمَ يستَو ِعبه ماركس واملاركسيون بتاتاً‪ .‬فهم يَرَون‬ ‫ً َ ً‬ ‫خط مستقيم‪.‬‬ ‫سائر على ٍّ‬ ‫التفا ُوت‬ ‫َّ‬ ‫لتاريخ تَقَ ُّد ِم ٍّي ٍ‬ ‫الطبقي إجيابيا وتطُ​ُّورا ٍ‬ ‫أساس أخطائِهم وفشلِهم باملِثل‪،‬‬ ‫مفهو ُمهم هذا‪ ،‬الذي يكمن يف‬ ‫ِ‬ ‫واألقوام‬ ‫والعشائر‬ ‫القبائل‬ ‫فمقاومات‬ ‫قد أدى دوراً سلبياً للغاية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آلالف السنني‪ ،‬بل وحتى ُ‬ ‫التحرير الوطنيّ ِة‬ ‫حروب‬ ‫جوانب‬ ‫بعض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حروب مقاوم ٍة ضد التفا ُوت‬ ‫هي‬ ‫إمنا‬ ‫الرأمسالية؛‬ ‫ة‬ ‫احلداث‬ ‫جتاه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫األديان اإلبراهيمي ِة‬ ‫الوقت نف ِسه‪ .‬هذه املزايا وطيد ٌة يف‬ ‫الطبقي يف‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مدنيات الحقا‪ ،‬فينبغي تقييمه‬ ‫أيضاً‪ .‬أما حتريفها وتصيريُها أديا َن‬ ‫ٍ‬ ‫األديان‬ ‫ويفَّ ُز عليه يف‬ ‫كظاهرةٍ خمتلفة‪ .‬فالتصدي للعبودي ِة مشرو ٌع حُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫إصالحات جادةٍ يف‬ ‫اجملال أما َم‬ ‫اإلبراهيمي ِة الثالثة‪ .‬هذا وقد أَف َس َحت‬ ‫ٍ‬ ‫والص َدقَ ُة‬ ‫رصف بُني ٍة أكثر مساواةً‪َّ .‬‬ ‫االقتصا ِد أيضاً‪ ،‬حيث تَ َطلَّ َعت إىل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫والزكاةُ‬ ‫تطويع احلدو ِد‬ ‫وسائل هام ٌة يف ذلك‪ ،‬إذ تَهدف إىل‬ ‫والوقف‬ ‫ِ‬ ‫االقتصادي ِة الصارمة‪ .‬كما ُط ِّوعَت سلط ُة املَلِ ِك ـ اإلله‪ ،‬ولو أنها لمَ‬ ‫تَ ْ‬ ‫امليدان السياس ّي‪ .‬حيث ُط ِّو َر‬ ‫هدف إىل الدميقراطي ِة واجلمهوري ِة يف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مصطل ُح «املَلِك ِظ ّل اهلل»‪ .‬ووَ َجدَت احلياةُ الكومونية معناها وتطبيقَها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫امليادين االقتصادي ِة واالجتماعي ِة السياسي ِة هو‬ ‫جن َز يف‬ ‫واض ٌح أ ّن ما أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلطوات نسب ًة‬ ‫استصغار هذه‬ ‫اإلصال ُح‪ ،‬ال الثورة‪ .‬ولكن‪ ،‬ينبغي عدم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نظام املدني ِة املركزي ِة على‬ ‫يف‬ ‫اخلطوات‬ ‫مت هذه‬ ‫كنت قد قَيَّ ُ‬ ‫لعه ِدها‪ُ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫واحلركات‬ ‫املوقف»الدميقراط ّي ـ االجتماع ّي» يف ذاك العهد‪.‬‬ ‫أنها‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لجَ‬ ‫ً‬ ‫االقتصادية ـ االجتماعية شبيهة بذلك‪ .‬هذا وعا ُت ِمرارا قِس َمها‬ ‫اإلنسان‬ ‫ون‬ ‫ِ‬ ‫املُن َع ِك َس على الثقاف ِة املعنوي ِة والدين‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فصف ُة َك ِ‬ ‫وكي َل اإلل ِه أو رسولَه‪ ،‬إمنا هي ثور ٌة الهوتي ٌة هلا تأثرياتُها العظيم ُة‬ ‫األمر أكثرَ قليالً يف‬ ‫على‬ ‫التاريخ الكون ّي‪ .‬سأع َم ُل على معاجل ِة هذه ِ‬ ‫ِ‬ ‫فصل اإلسالم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫تقييمات شاملة يف مجُ َ ل ِد مرافعيت امل َعنوَ ِن بـ»العصرانية‬ ‫صغت‬ ‫كنت قد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أواصر‬ ‫بشأن‬ ‫الرأمسالية»‬ ‫احلداثة‬ ‫جتاوز‬ ‫وقضايا‬ ‫الدميقراطية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األيديولوجي ِة العربية أو اليهودية‪ ،‬مع القوموي ِة وبالتالي مع الدولتي ِة‬ ‫القومية‪ .‬ينبغي التبيا َن فوراً َّ‬ ‫أن هذه العالق َة وتداعياتِها عظيم ُة األهمية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫اليهودي من‬ ‫الشعب‬ ‫وأكث ُر عواقبِها وخام ًة وفجاع ًة قد شو ِهدَت لدى‬ ‫ِ‬ ‫خال ِل»اإلبادةِ اليهودي ِة» حتديداً‪.‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪10‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫االيزيديني ضحايا املصاحل والصراعات القبلية واحلزبية‬

‫عارف شنكالي‬

‫الصراعات االيزيدية الداخلية‪ ،‬قدميا‬ ‫العشائرية وحديثا احلزبية‪ ،‬هي من اخطر‬ ‫العوامل اليت جعلت من اجملتمع االيزيدي‬ ‫يف ما هو عليه اآلن‪ ،‬واصبح كحلقة وصل‬ ‫بني اجملتمع االيزيدي واألطماع واملصاحل‬ ‫احلزبوية الضيقة‪ ،‬لن اتطرق اىل الدور‬ ‫السليب للمصلحة احلزبية‪ ،‬القبلية‬ ‫والشخصية‪ ،‬بشكل كلي يف اجملتمع‬ ‫االيزيدي‪ ،‬ألن ذلك حيتاج اىل دراسة‬ ‫عميقة وموسعة مفصلة‪ ،‬واىل ما عاناه‬ ‫اجملتمع االيزيدي‪ ،‬بسبب مصاحل‬ ‫وصراعات هذه الفئات(الشخصية‪،‬‬ ‫احلزبية‪ ،‬القبلية)‪ ،‬وامنا نقطة البد منها‪،‬‬ ‫وهي وضع هذه الفئات كل البيض االيزيدي‬ ‫يف سلة فالن جهة مرة‪ ،‬والثانية يف سلة‬ ‫تلك اجلهة‪ ،‬وقيامهم بارتباط مصري‬ ‫مصاحلهم‬ ‫مبصري‬ ‫االيزيدية‬ ‫تلك(الشخصيات‪ ،‬االحزاب‪ ،‬القبائل) يف‬ ‫التعاطي والتعامل مع اجلهات االخرى‬ ‫سواء كانت السياسية او االجتماعية او‬ ‫غريهم‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬نرى كل شخص او فئة او عشرية او‬ ‫حزب حياول حتمل اآلخر كل السلبيات‬ ‫واالسباب اليت جعلت ان نكون يف بئر‬ ‫ال قاع له‪ ،‬ويرى كل طرف نفسه بأنه‬ ‫االيزيدي اخلالص واخلالي من الشوائب‪،‬‬ ‫واملتصدر يف قائمة املصلحة العامة يف خدمة‬ ‫اجملتمع‪ ،‬على الرغم من أننا نفتقد اىل‬ ‫قائمة بأسم املصلحة العامة خلدمة‬ ‫اجملتمع‪ ،‬ويرى اآلخرين بأنهم ليسوا‬ ‫سوى اداة لتنفيذ إجندات خارجية‪ ،‬هنا ال‬ ‫ابرر افعال احد ولست هنا ألفرض او اؤيد‬ ‫احد ع حساب الثاني ولكين مع املصلحة‬ ‫العامة اليت ليس هلا وجود يف قواميسهم‪،‬‬ ‫كما قلت‪ ،‬وال احد منهم يرى االيزيدياتي‬ ‫ابعد من حدود مصاحله‪ ،‬وكل منهم قام‬ ‫بتفصيل ثوب على مقياس مصاحله ويريد‬

‫ان يلبسه للمجتمع االيزيدي‪.‬‬ ‫نعم املصاحل احلزبية والصراعات العشائرية‬ ‫ال زالت هي العامل االكرب تأثريا من‬ ‫الناحية السلبية وهي السبب يف كل ما‬ ‫تعرضنا له وما سنتعرض له‪ ،‬فااليزيديني‬ ‫اصبحوا مشتتني ضائعني بني ما فرض‬ ‫ويفرضه هذا وذاك عليهم‪ ،‬بل اصبحوا‬ ‫كالذي جيرب نفسه عليهم‪ ،‬فلن نرى‬ ‫موقف موحد اجيابي واحد منهم وعلى‬ ‫وجه اخلصوص االحزاب‪ ،‬بأجتاه‬ ‫املؤامرات اليت كانت وال زالت حتاك ضد‬ ‫الوجود االيزيدي وقضيته‪ ،‬هلذا مل نعد‬ ‫كما كنا‪ ،‬فالصرب بات خيذلنا‪ ،‬ومل نعد‬ ‫نهتم‪ ،‬وال ننتظر منهم ترميم العالقات‬ ‫بينهم وال الوصول اىل تفاهم سياسي ألنهم‬ ‫ليسوا أهال له وال بإمكانهم ذلك‪ ،‬كونهم‬ ‫اثبتوا لنا فشلهم يف اكثر من مرة وبسبب‬ ‫عدم تنازهلم عن املصاحل احلزبية والقبلية‪،‬‬ ‫خدمة للمصلحة العامة‪ ،‬فقدنا الفرص اليت‬ ‫كانت ستخدم املراحل السابقة واملرحلة‬ ‫احلالية يف الزمكان املناسب‪.‬‬ ‫هلذا نرجع ونقول‪ ،‬حالة االنقسام اليت‬ ‫نعيشها حاليا‪ ،‬على وجه اخلصوص‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ما هي اال استمرارية للصراعات‬ ‫القبلية الداخلية واليت حتولت او دخلت‬ ‫مع مرور الزمن اىل صيغته اجلديدة‪ ،‬اي‬ ‫الصراعات احلزبية والنرجسية لصاحل هذا‬ ‫وذاك‪ ،‬وهذه املرة ايضا من اجل املصاحل‬ ‫احلزبية الضيقة واليت هي اخطر بكثري من‬ ‫صراع القبلي‪ ،‬واخريا من مل يزمر او يطبل‬ ‫لسياسات هذا الطرف او ذاك سيتهموه‬ ‫مريدي هذه املصاحل الضيقة احلزبية‬ ‫والقبلية التابعة بتهم ليس هلا وجود اال‬ ‫يف عقليتهم الضيقة كضيق افق مصاحلهم‪،‬‬ ‫فهذه الصراعات اليت فرضوها على اجملتع‬ ‫االيزيدي جعلته خيسر الكثري من الفرص‬ ‫اليت كان باألمكان ان تغري الكثري‪ ،‬كما‬ ‫اسلفنا‪ ،‬ولكن إصرارهم على ضياع البوصلة‬ ‫تارة جبهلهم وتارة اخرى بسبب مصاحلهم‬ ‫الضيقة‪.‬‬ ‫وعلى رغم من كل هذا‪ ،‬فال زلنا نتأمل‪،‬‬ ‫ولكن ليس منهم‪ ،‬وإمنا من خرية الطبقة‬ ‫الشبابية اليت اصبحت أعداده قليلة جدا‪،‬‬

‫النه هي االخرى ايضا تعرضت لفوبيا‬ ‫التعصب النرجسي واحلزبي والقبلي‪،‬‬ ‫ولكن نأمل من الشباب حتى لو كان‬ ‫عددهم بقدر اصابع اليد الواحدة‪ ،‬ألن‬ ‫األمل تيين احلياة وفقدانه يعين املوت‪،‬‬ ‫ولكون الشباب العمود الفقري للمجتمع‪،‬‬ ‫فبإمكان الشباب ان يلعب دور ريادي‬ ‫واكثر اجيابية يف نهضة اجملتمع وتغيري‬ ‫مصريه حنو االفضل والتحرر من هكذا‬ ‫فوبيات ومفاهيم ضيقة‪ ،‬كما نتأمل من‬ ‫شبابنا ايضا أن يغريوا مسار البوصلة اىل‬ ‫وجهته الصحيحة‪ ،‬اي خدمة املصلحة‬ ‫العامة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مقالة‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫نرجع ونقول بأن االستمرارية على هذه املفاهيم والعقلية تعين قتل روح االيزيدياتي‬ ‫……‬ ‫وال ننتظر منهم ترميم العالقات بينهم وال الوصول اىل تفاهم سياسي ألنهم ليسوا أهال له‬ ‫وال بإمكانهم ذلك‪ ،‬كونهم اثبتوا لنا فشلهم يف اكثر من مرة وبسبب عدم تنازهلم عن املصاحل‬ ‫احلزبية والقبلية‪ ،‬خدمة للمصلحة العامة‪ ،‬فقدنا الفرص اليت كانت ستخدم املراحل السابقة‬ ‫واملرحلة احلالية يف الزمكان املناسب‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪12‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫األربعانية عند األيزيدية طقس ميرتائي األصل‬

‫سليمان ابو سيف‬

‫كان اسم الشهر السابع يف كتاب اآلفيستا‬ ‫يسمى(مهر) مبعنى(الشمس) أو شهر نور‬ ‫الشمس = شهر ميرتا)‪ ،‬ويف الديانة‬ ‫األيزيديه يرد أسم الشهر السابع بنفس‬ ‫الصيغه يف قولي مها‪ ،‬بصيغة(تري مه =‬ ‫أشعاع أو نور الشمس = شهر ميهرا ايضا)‪،‬‬ ‫وهنالك عيد خاص يف السادس عشر من‬ ‫الشهر نفسه باسم(ميرتاكانا) أي(مهركان)‪،‬‬ ‫وهو خاص لتقديس وتعظيم اإلله ميرتا بعد‬ ‫أنتهاء أربعينية الصيف‪ ،‬واليت هي من‬ ‫أهم أعياد اآلريني(‪(،)1‬وهو نفسه عيد‬ ‫أربعينية الصيف عند األيزيديه املعاصرة‪،‬‬ ‫وبنفس التاريخ و نفس األسم(جل مريان ‪/‬‬ ‫جل مريا = أربعينية ميرتا) وعادة ما‬ ‫ختتصر اىل(جله) اليت تنتهي يف آخر يوم‬ ‫من شهر متوز‪ ،‬الذي يتوافق مع ‪ 16‬من‬ ‫شهر مهر امليرتائي القديم‪ ،‬وأن أختلف‬ ‫ليومني أو ثالثة ال تؤثر عن املعنى واملقصد‬ ‫والغاية‪ ،‬فهي مناسبة ميرتائية مشسانية‬ ‫نورانية واحده‪ ،‬كان يعتقد امليتانيون بأنه‬ ‫بوالدة ميرتا بعد أطول ليل‪ ،‬ختلصت‬ ‫الشمس من ُقبضة إل ‌ه الظالم وأخذت‬ ‫بالصعود إیل السماء وأنارت الكون واحلياة‬ ‫‪ )2(.‬ثم يعلن والدة الشمس = ميرتا بعد‬ ‫ليلة(شه ف جله = ليلة األربعانية) وطاملا‬ ‫هي ليلة األربعانية‪ ،‬فبكل تأكيد سياتي‬ ‫بعدها(جله زفستاني = أربعانية الشتاء)‬ ‫والزالت الشعوب املنحدرة من أصول‬ ‫ميرتائية مشسانية حتتفل بليلة(شف جله)‬ ‫حتى الصباح مثل الكرد والفرس وقبيلة‬ ‫اجليلكان األيزيدية‪ ،‬ويطلقون عليها عدة‬ ‫امساء منها مثال(شف جله‪ ،‬شوي يلدا‪،‬‬ ‫بلندا‪ ،‬شف براته خوره‪ ،‬ميلميالف) ألنها‬ ‫ليلة صيام األربعانية يف اخللوة والتصوف‪،‬‬ ‫علما أن امليرتائية أول ديانة عرفت‬ ‫اخللوة(‪ ،)3‬وذكر الدكتور بري ممو(التصوف‬

‫هو تبين عالقة مباشرة مابني اخلالق‬ ‫والبشر‪ ،‬وهذا ما كان معروف عند األيزيدية‬ ‫قبل التعرف على الديانات األبراهيمية(‪،)4‬‬ ‫وقبل ظهور الشيخ عدي بن مسافر‪ ،‬كان‬ ‫يطلق على املتصوف الشمساني الذي يصوم‬ ‫أربعني يوم أسم(جلكر) مبعنى صائم‬ ‫نفسها‬ ‫واألربعينية‬ ‫األربعانية‪،‬‬ ‫تسمى(جلمريا = أربعني ميرتا) بينما كانت‬ ‫اخللوة(احملفورة يف قلب الصخور) تسمى‬ ‫جلخانه = غرفة األربعني يوم‪ ،‬وهو كهف‬ ‫صخري يسع لسبعة متزهدين فقط يصومون‬ ‫فيه أربعني يوم‪ ،‬ألن امليرتائية الديانة‬ ‫الوحيدة اليت كانت تنقر معابدها يف‬ ‫الصخور‪ ،‬وهنالك يف مرتفعات زاكروس‬ ‫اآلالف منها‪ ،‬و يف املناطق األيزيدية‬ ‫احلالية توجد مئات منها‪ ،‬جلها تعود اىل‬ ‫العصر امليتاني امليرتائي ‪ 200‬عام ق م‪،‬‬ ‫وقسم منها تعود اىل احلثيني او الكالديو‬ ‫وغريهم‪ ،‬وكان يشرتط باملتصوف أو صائم‬ ‫األربعينية أن يكون أعزب أو ترك زوجته‪،‬‬ ‫لقد حري ميثرا املسيحيني األوائل وذلك‬ ‫بسبب التشابه الكبري يف كل شيء بني‬ ‫الديانة املسيحيه اجلديده والديانة‬ ‫امليثرائيه القدميه‪ ،‬ألن ميثرا مل يكن له أب‬ ‫وال أم‪ ،‬ومل خيلق من اخلطيئه‪ ،‬وهلذا‬ ‫السبب نذر الكهنة امليثرائيني للرهبنة‬ ‫فأعتكفوا عن الزواج‪ ،‬ومعهم‬ ‫العذراوات(الفقرايات) الالتي أنقطعنا‪،‬‬ ‫أضافة اىل أن شريعته كانت تقول ايضا‬ ‫برجعته اىل احلياة حيث يسبقها وقوع‬ ‫حمن وشدائد‪ ،‬ويقوم ميثرا ليهبهم اخللود‪،‬‬ ‫ثم يقضي بالنهايه على الشر بنريان ينزهلا‬ ‫من السماء‪ ،)5(.‬يرد يف علم الصدر‬ ‫األيزيدي يف السبقة احلادية عشر من‬ ‫قولي(عه ربكيا) مايلي(قبل خلق اللوح‬ ‫والقلم ـ قبل خلق حواء وآدم ـ قبل خلق‬ ‫عيسى بن مريم ـ أيزي‪ ،‬قبل تسعون الف‬ ‫سنه كنت عندك ـ أيزي‪ ،‬قبلها بتسعني‬ ‫الف سنه كنت هناك ـ مل أخلق من أب وال‬ ‫من أم)(‪ )6‬أي مل خيلق من اخلطيئة‪،‬‬ ‫وتنحصر عبادة ميثرا يف حتمل اجلوع‬ ‫والعطش و احلر والربد وكافة الشدائد‬ ‫واحملن واآلالم‪ ،‬وهلذا تقول األيزيدية(ئه‬

‫م ئيزيدنه ـ ب كه ره كي ناني جهي‬ ‫درازينا) مبعنى(حنن األيزيديني نرضى‬ ‫بقطعة من خبز الشعري)(‪ ،)7‬كانت عناصر‬ ‫املراتب امليثرائية السبعه يقضون معضم‬ ‫حياتهم متصوفني و صائمني يف‬ ‫اجللخانه(غرفة األربعني يوم) أربعينية‬ ‫الشتاء وأربعينية الصيف‪ ،‬باألضافة أىل‬ ‫صومي أيزي ويوم اخلالص(سواري بوزي‪/‬‬ ‫خدر لياس) و كل يوم أربعاء‪ ،‬ألن وكما‬ ‫أسلفنا األربعاء كان يوم ميثرا‪ ،‬ويقضون‬ ‫معظم أيام حياتهم على شكل جتمعات‬ ‫صغرية منعزلة عن الناس يف كهوف‬ ‫اجللخانه اليت كانت منتشره يف طول‬ ‫وعرض مرتفعات زاكروس وطوروس‪ ،‬وهلذا‬ ‫أطلق عليهم جموس من قبل بعض الكتاب‬ ‫العرب والسريان والكلدان وأعتقدوا أنهم‬ ‫ديانة قائمه حبد ذاتها‪ ،‬تعترب جلخانة‬ ‫مركها اللش النوراني اليت يتصدرها‬ ‫حمراب صخري منقوش عليها آثار طريين‬ ‫طاوس قلب املعبد امليرتائي القديم هناك‪،‬‬ ‫والصخرة واحملراب وطيور الطاوس كانت‬ ‫من رموز ميثرا‪ ،‬ومن املعروف عن امليثرائيه‬ ‫انها أول دين عرف التصوف وأول من‬ ‫أحدث اخللوه يف الكهوف(‪. )8‬‬ ‫يطلق األرمن والسريان والكلدان يف جنوب‬ ‫وشرق األناظول وأرمينيا وجورجيا على‬ ‫االيزدية أمسني وهما(مريكا و جلكويا)‪،‬‬ ‫يقابلها أسم(جليب) عند األتراك‪ ،‬أن‬ ‫األسم(مريكا) معناه ميرتائيني أو مشسانيني‪،‬‬ ‫ومبا أن امليرتائيه أقدم ديانة عرفت اخللوة‬ ‫وصام أتباعها أربعينيت الصيف والشتاء‬ ‫منذ آالف السنني‪ ،‬هلذا السبب لقبوا‬ ‫ب(جلكويا) مبعنى(األربعينيون) أو الذين‬ ‫يصومون اربعني ميرتا‪ ،‬أما كلمة(جليب)‬ ‫عرفها الرتك من خالل الكرد املتأسلمني‪،‬‬ ‫واصل الكلمة هكذا(جله بى) حتمل نفس‬ ‫معنى جلكويا(اللذين يصومون األربعينية)‬ ‫‪...‬‬ ‫وكان قد صام النيب موسي ملدة‬ ‫‪ 40‬يوم حتى يسلمه الرب لوحى‬ ‫وأيضاً‬ ‫العهد(خر‪(،)28:34‬تث‪)9:9‬‬ ‫بهذه املدة صام إيليا النبى الناري على‬ ‫جبل حوريب ال يأكل وال يشرب‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أربعني نها ًرا وأربعني ليلة حتى تراءى‬ ‫اهلل له(‪1‬مل‪ )8:19‬ثم صام املسيح‬ ‫أيضاً أربعني نها ًرا وأربعني ليلة وبعده‬ ‫مت اخلالص والفداء وبدأ إعالن بشارة‬ ‫اإلجنيل(مت‪(،)2:4‬مر‪(،)13:1‬لو ‪: 4‬‬ ‫‪ .)2‬ويتكرر نفس الشيء تقريبا يف القرآن‬ ‫الكريم ‪.‬‬ ‫وهنالك اشارات اىل أن الرقم اربعني كان قد‬ ‫لعب دورا يف ما قبل الديانات األبراهيميه‬ ‫رغم ذكرها يف كتبهم‪ ،‬مثال ‪ ،.‬أمطر الرب‬ ‫‪ 40‬يوم وليله على األرض إل باده اخلليقه‬ ‫العتيقه بالطوفان‪ ،‬الشعب العرباني بقى‬ ‫تائها يف الصحراء ‪ 40‬سنه قبل دخول‬ ‫أرض املوعد‪ ،‬يونان النيب وإنذار أهل‬ ‫نينوى بأن اخلراب سيقع بعد ‪ 40‬يوماً إن‬ ‫مل يتوبوا ـ كما أن الفراعنة كانوا يقيمون‬ ‫احلداد على موتاهم ‪ 40‬يوم‪.‬‬ ‫واملالحظ هنا أنه بعد كل صوم من هذه‬ ‫االصوام األربعينية يعقبها نعمة وبركة أو‬ ‫حدث هام‪ ،‬وإن دل ذلك إمنا يدل على‬

‫مقالة‬

‫‪13‬‬

‫أن الصوم ألربعانية الصيف والشتاء هو‬ ‫إستعداد روحي لتقبل النعمة اليت يناهلا‬ ‫املؤمنون فيما بعد الصوم‪ ،‬أن األرقام(‪ 3‬و‬ ‫‪ 4‬و ‪ 7‬و ‪ 12‬و ‪ 40‬و ‪ 72‬و ‪ )365‬ليست‬ ‫أرقام زمني ًة بقدر ما هي أرقا ًم روحية فلكية‬ ‫وطقسية ميرتائية األصل‪ ،‬أنها أرقام تدل‬ ‫على التغيري والتحول واإلنتقال من حالة‬ ‫اىل حالة ‪ ...‬من حالة املوت اىل حالة‬ ‫القيامه‪ .‬من حالة الظالم اىل حالة النور‪،‬‬ ‫من حالة الصيف اىل اخلريف‪ ،‬من حالة‬ ‫الشتاء اىل الربيع‪ ،‬من حالة األنبات اىل‬ ‫حالة النضوج والقطف و أخل ‪...‬‬ ‫املصادر‪:‬‬ ‫‪1‬ـ د ‪ .‬علي ترت نريوي‪ ،‬امليرتاية تاريخ‬ ‫ومعتقدات‪ ،‬ت بري خدر سليمان ـ ص‪14‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬ـ جالل الدين آشتيانى‪ ،‬زردشت‪،‬‬ ‫مزديسنا واحلكومة(طهران ‪ )1367‬ص‪37‬‬ ‫‪..‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫‪3‬ـ األستاذ عبد الرقيب يوسف‪ /‬املعابد‬ ‫امليرتائية ‪ /‬ت مجيل جميد مال قره‪،‬‬ ‫حاشية ص‪.154‬‬ ‫‪4‬ـ لقاء مباشر مع الدكتور بري ممو على‬ ‫قناة حقائق األديان بتاريخ ‪2021/5/18‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪5‬ـ د ‪ .‬مجال رشيد أمحد ـ ظهور الكرد‬ ‫يف التاريخ ـ اجلزء األول ـ الطبعة الثانيه‬ ‫ـ ص‪.351‬‬ ‫‪6‬ـ الدكتور خليل جندي ـ الدين األيزيدي‬ ‫ـ املعتقدات‪ ،‬امليثيولوجيا‪ ،‬الطبقات‬ ‫الدينية ـ تقديم سعد سلوم ـ ص‪. 110‬‬ ‫‪ -7‬أمحد مال خليل مشيخيت ـ من‬ ‫آذربيجان اىل اللش ـ حتقيق د خليل‬ ‫جندي ـ ص‪.54‬‬ ‫‪8‬ـ عبد الرقيب يوسف ـ املعابد امليثرائيه‬ ‫ـ يف أيطاليا ومقارنتها مع املعابد امليثرائيه‬ ‫يف كردستان ـ ترمجه مجيل جميد(مه ال‬ ‫قه ره) ص‪.154‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫آ‪ :‬شريين مجال‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪14‬‬

‫صحة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ُ‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫جمتمع‬ ‫يف‬ ‫الثورة‬ ‫قضية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫فوائد العنب للصحة‬ ‫إن فوائد العنب وأوراقه وبذوره لصحتك‬ ‫عديدة ومتنوعة! تعرف على أهمها يف‬ ‫هذا املقال‪ .‬العنب (‪)GRAPE‬أحد الفواكه‬ ‫املشهورة منذ القدم يف منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫ولطاملا اشتهر باستخدامه يف صناعة النبيذ‬ ‫لدى الرومان واإلغريق واملصريني القدماء‪،‬‬ ‫وينتشر حاليًا يف معظم أحناء العامل‪ ،‬ويتم‬ ‫تناوله ملذاقه احللو اللذيذ ولفوائده العظيمة‬ ‫اليت تعود على اجلسم‪.‬يتواجد العنب‬ ‫بعدة أصناف وألوان‪ ،‬فنجد العنب األمحر‬ ‫والعنب األخضر والعنب البنفسجي‪ ،‬كما‬ ‫يتم استخدامه يف صناعة النبيذ واملربى‬ ‫والدبس والعصائر املختلفة‪ ،‬وعند جتفيفه‬ ‫حنصل على الزبيب‪ ،‬وقد جتد أنواع من‬ ‫العنب اخلالية من البذور وبعضها مع‬ ‫البذور‪ ،‬والعنب عمو ًما هو مصدر مثالي‬ ‫للعديد من املغذيات ومضادات األكسدة‪.‬‬ ‫دعونا نتعرف يف هذ املقال على أهم فوائد‬ ‫العنب وأنواعه املختلفة لصحتك‪:‬‬ ‫فوائد العنب الصحية‬ ‫سوف نذكر يف هذا القسم ً‬ ‫بعضا من أهم‬

‫فوائد العنب للصحة‪:‬‬ ‫‪1‬ـ تقليل مستويات الكولسرتول يف اجلسم‬ ‫باحتواء العنب على األلياف الغذائية ومواد‬ ‫فعالة ومضادات أكسدة فسيكون له دور‬ ‫كبري يف ختفيض نسبة كولسرتول الدم‪،‬‬ ‫وحيتوي العنب األمحر بشكل خاص‬ ‫على تراكيز كبرية من مادة ريسفرياترول‬ ‫(‪ )RESVERATROL‬اليت تساهم يف‬ ‫التحكم مبستويات الكولسرتول يف اجلسم‪.‬‬ ‫‪2‬ـ تعزيز صحة القلب والشرايني‬ ‫مبا أن تناول العنب يساهم يف ضبط‬ ‫مستويات الكولسرتول يف اجلسم فإنه‬ ‫بالتأكيد سوف يساهم يف تعزيز صحة‬ ‫الشرايني والقلب‪ ،‬والسبب يف ذلك غالبًا‬ ‫يعود إىل احتوائه على نسبة عالية من‬ ‫البوتاسيوم واملغنيسيوم‪ ،‬واللذان يعتربان‬ ‫مهمني لتنظيم عمل القلب واألوعية الدموية‬ ‫املختلفة ولضبط مستويات ضغط الدم‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الوقاية من فقر الدم‬ ‫بسبب حمتوى العنب العالي من‬ ‫احلديد فهو يعد مه ًما يف عملية صناعة‬ ‫اهليموغلوبني الضروري لعالج حاالت فقر‬ ‫الدم الناتج عن نقص احلديد‪.‬‬ ‫‪4‬ـ تعزيز صحة اجلهاز اهلضمي وعمليات‬ ‫األيض‬ ‫إن احملتوى العالي من األلياف يف العنب‬

‫بكافة أنواعه يساهم بشكل كبري يف تعزيز‬ ‫صحة اجلهاز اهلضمي وحتسني عمليات‬ ‫األيض يف اجلسم‪ ،‬كما يساعد يف تسهيل‬ ‫عملية اهلضم‪.‬‬ ‫وحمتوى العنب من بعض املعادن‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫البوتاسيوم يعد عاملاً مساعدًا يف عمل‬ ‫األمعاء والعضالت واألعصاب‪ ،‬ومنظم‬ ‫لتوازن السوائل يف اجلسم‪.‬‬ ‫‪5‬ـ الوقاية من اإلمساك‬ ‫بفضل حمتوى العنب العالي من األلياف‬ ‫فهو يساهم يف تسهيل عملية اهلضم‬ ‫واإلخراج يف اجلسم‪ ،‬والتخلص من‬ ‫الفضالت‪ ،‬وبالتأكيد يساعد يف الوقاية من‬ ‫اإلمساك‪.‬‬ ‫‪6‬ـ مضاد لاللتهابات‬ ‫تساهم مضادات األكسدة اليت حيويها‬ ‫العنب يف تعزيز مناعة اجلسم‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل وجود مادة ريسفرياترول‬ ‫اليت تعمل على إضفاء خواص مضادة‬ ‫لاللتهابات يف العنب‪ ،‬لتجعل منه فاكهة‬ ‫تساعد يف الوقاية من األمراض املعدية‬ ‫ومن االلتهابات املختلفة وخاصة التهاب‬ ‫املفاصل‪ ،‬باإلضافة إىل أن العنب يساعد‬ ‫على التخفيف من التشنجات بفضل‬ ‫حمتواه العالي من املغنيسيوم‪.‬‬ ‫‪7‬ـ تعزيز صحة الفم‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫تساعد األمحاض اليت حيويها العنب‬ ‫يف تعزيز صحة الفم واألسنان عن طريق‬ ‫املساهمة يف خلق بيئة متوازنة يف الفم‪.‬‬ ‫‪8‬ـ فوائد العنب األخرى‬ ‫كما وجد أن تناول العنب باعتدال قد‬ ‫حيمل فوائد أخرى‪ ،‬تشمل اآلتي‪:‬‬ ‫تعزيز صحة البصر‪.‬‬ ‫حتسني الذاكرة‪.‬‬ ‫إطالة عمر بعض اجلينات‪.‬‬ ‫الوقاية من السكري‪.‬‬ ‫التخلص من السموم يف اجلسم ومحض‬ ‫اليوريك املرتاكم يف العضالت واخلاليا‪.‬‬ ‫املساعدة يف الوقاية من السرطانات بفضل‬ ‫حمتواه من البوليفنوالت‪.‬‬ ‫تقليل أعراض احلساسية املومسية‪.‬‬ ‫فوائد العنب للبشرة‬ ‫يعد العنب أحد الفواكه اليت تعود بفوائد‬ ‫مجالية عديدة على صحة البشرة واجللد‬ ‫والشعر‪ ،‬إليكم التوضيح‪:‬‬ ‫ميتلك العنب العديد من الفيتامينات‬ ‫خبصائصها املتنوعة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫فيتامينات أ وب وهـ وج‪ :‬هذه مجيعها‬ ‫فيتامينات مفيدة ومعززة لصحة اجللد‬ ‫والبشرة والشعر‪.‬‬ ‫فيتامينات أ وهـ‪ :‬وهي فيتامينات مضادة‬ ‫للتجاعيد وعالمات التقدم يف السن‪.‬‬ ‫فيتامني ج‪ :‬تعزيز إنتاج الكوالجني وعملية‬

‫صحة‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫تساهم مضادات األكسدة اليت حيويها العنب يف تعزيز مناعة‬ ‫اجلسم‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل وجود مادة ريسفرياترول اليت تعمل على إضفاء‬ ‫خواص مضادة لاللتهابات يف العنب‪ ،‬لتجعل منه فاكهة تساعد‬ ‫يف الوقاية من األمراض املعدية ومن االلتهابات املختلفة وخاصة‬ ‫التهاب املفاصل‪ ،‬باإلضافة إىل أن العنب يساعد على التخفيف من‬ ‫التشنجات بفضل حمتواه العالي من املغنيسيوم‬ ‫جتديد اخلاليا يف اجلسم‪.‬‬ ‫خيزن العديد من مضادات األكسدة اليت‬ ‫تساعد يف تطهري البشرة والتخلص من‬ ‫شوائبها‪ ،‬وجتعلها حيوية ومتألقة‪ ،‬وذلك‬ ‫مبجرد تطبيق هريس العنب األمحر وتركه‬ ‫على البشرة ملدة ‪ 10‬دقائق‪ ،‬وفور غسله‬ ‫ستالحظني النضارة يف بشرتك وإزالة‬ ‫خاليا اجللد امليتة‪.‬‬ ‫يساعد العنب يف عالج حب الشباب‪،‬‬

‫وجد أن املركبات املشتقة من العنب‬ ‫األمحر املعروفة باسم ريسفرياترول ميكن‬ ‫أن تساعد بشكل فعال يف عالج حب‬ ‫الشباب‪ ،‬وخاصة إذا ما مت تناوله إىل‬ ‫جانب أدوية خاصة‪.‬‬ ‫يساعد حمتوى العنب من مركبات‬ ‫الفالفونويد يف وقاية بشرتك من األشعة‬ ‫فوق البنفسجية وأشعة الشمس الضارة‪،‬‬ ‫ويساعد يف تهدئة احلروق الناجتة عن‬ ‫أشعة الشمس وتسريع عملية الشفاء‪.‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪16‬‬

‫صحة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫يساعد العنب يف عالج حب الشباب‪ ،‬وجد أن املركبات املشتقة‬ ‫من العنب األمحر املعروفة باسم ريسفرياترول ميكن أن تساعد‬ ‫بشكل فعال يف عالج حب الشباب‪ ،‬وخاصة إذا ما مت تناوله إىل‬ ‫جانب أدوية خاصة‪.‬‬ ‫يساعد حمتوى العنب من مركبات الفالفونويد يف وقاية بشرتك‬ ‫من األشعة فوق البنفسجية وأشعة الشمس الضارة‪ ،‬ويساعد يف‬ ‫تهدئة احلروق الناجتة عن أشعة الشمس وتسريع عملية الشفاء‬ ‫‪....................‬‬ ‫حيافظ على صحة القلب ‪ 6 ...‬فوائد‬ ‫للبصل تعرف عليها‬ ‫يعد البصل غنيا بالفيتامينات والعناصر‬ ‫الغذائية املفيدة لصحة اإلنسان‪ ،‬وهو غذاء‬ ‫رائع من شأنه أن حيقق فوائد جلسمك إذا‬ ‫واظبت على استهالكه يوميا‪.‬‬ ‫ويف هذا التقرير‪ ،‬تطرق موقع «غنيال»‬ ‫(‪ )GENIAL‬اإلسباني إىل التغريات اليت‬ ‫ميكن أن تطرأ على جسمك إذا أدرجت‬ ‫البصل ضمن نظامك الغذائي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ زيادة كثافة العظام‬ ‫توصلت العديد من الدراسات إىل أن تناول‬ ‫البصل ميكن يؤثر بشكل إجيابي على‬ ‫كثافة العظام‪ ،‬فتناول بصلة يوميا ملدة‬ ‫شهر يزيد كثافة العظام بنسبة ‪ %5‬مقارنة‬ ‫بأولئك الذين ال حيبون تناوله‪.‬‬ ‫‪2‬ـ خفض الكوليسرتول واحلفاظ على‬ ‫صحة القلب‬ ‫يقلل البصل الكوليسرتول السيئ «الربوتني‬ ‫الدهين منخفض الكثافة» (‪LOW-‬‬ ‫‪،)DENSITY LIPOPROTEIN LDL‬‬ ‫ومن شأن اخنفاض مستوى الكوليسرتول‬ ‫يف الدم أن حيد من خطر اإلصابة بأمراض‬ ‫القلب واألوعية الدموية‪ ،‬وبالتالي حيافظ‬ ‫على صحة قلبك‪.‬‬ ‫‪3‬ـ تسهيل عملية اهلضم‬ ‫البصل غين باأللياف اليت تسرع عملية‬

‫اهلضم‪ ،‬ويزيد إنتاج ما تسمى «البكترييا‬ ‫اجليدة» يف األمعاء‪.‬‬ ‫‪4‬ـ احلد من تلف اخلاليا وزيادة مضادات‬ ‫األكسدة‬ ‫حيتوي البصل على ‪ 25‬نوعا خمتلفا من‬ ‫مضادات األكسدة املفيدة ألجسامنا‪ .‬وال‬ ‫تعمل مضادات األكسدة على محايتنا من‬ ‫بعض األمراض فحسب‪ ،‬بل متنع أيضا‬ ‫تلف اخلاليا‪.‬‬ ‫‪5‬ـ حتسني حاسة البصر‬ ‫حيتوي البصل على مادة «كريسيتني»‬ ‫(‪ )QUERCETIN‬اليت حتارب إعتام‬ ‫عدسة العني وحتافظ على صحة العني‪.‬‬ ‫‪6‬ـ حماربة الشيخوخة وتعزيز صحة البشرة‬ ‫ميكن أن يساعدك البصل يف احلصول على‬ ‫بشرة متوهجة خالية من العيوب‪ ،‬ألنه‬ ‫غين بالفيتامينات إيه (‪ )A‬وسي (‪ )C‬وإي‬ ‫(‪ ،)E‬كما يقلل حب الشباب‪.‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪ 8‬فوائد صحية لتناول األناناس بانتظام‬ ‫ملدة أسبوع‬ ‫إذا كنت من حميب الفواكه الطازجة‬ ‫وتضيفها إىل نظام غذائك اليومي‪ ،‬فأنت‬ ‫بالفعل على الطريق الصحيح لنظام حياة‬ ‫صحي‪.‬‬ ‫فخرباء التغذية يؤكدون أن احلياة الصحية‬ ‫اخلالية من األمراض‪ ،‬تعتمد على نظام‬ ‫غذائي غين باخلضراوات والفواكه‬ ‫واألمساك واملكمالت الغذائية الطبيعية‬

‫اليت تعزز خاليا اجلسم وتقويها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تضمن بقاء األمراض بعيدة‪.‬‬ ‫ولكل نوع من الفواكه فوائدها الذهبية‪،‬‬ ‫لكن بشكل عام فإن معظم الفواكه غنية‬ ‫مبضادات األكسدة والعناصر الغذائية‬ ‫املفيدة للجسم‪ ،‬واليت تعزز من اجلهاز‬ ‫املناعي ومتد اجلسم حباجته من خمتلف‬ ‫الفيتامينات‪.‬‬ ‫وحبسب تقرير نشره موقع»بولد سكاي»‬ ‫املعين بالصحة‪ ،‬فإن األناناس من تلك‬ ‫الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية املفيدة‬ ‫لصحة اجلسم‪ ،‬واليت تعاجل الكثري من‬ ‫األمراض وتقلل من أعراضها املؤملة‪.‬‬ ‫وحبسب التقرير‪ ،‬فإن تناول األناناس يف‬ ‫الثالث وجبات اليومية على مدار أسبوع‪،‬‬ ‫سيحسن كثرياً من صحة اجلسم‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ يساعد على خفض الوزن‬ ‫األناناس من الفواكه اليت تعمل على كبح‬ ‫الشهية‪ ،‬لذا فهو يساعد على الشعور‬ ‫بالشبع‪ ،‬ومن ثم يساعد اجلسم يف فقدان‬ ‫الوزن‪ ،‬خصوصاً أنه ينشط عملية حرق‬ ‫اخلاليا الدهنية يف اجلسم‪.‬‬ ‫‪2‬ـ يزيل السموم من اجلسم‬ ‫تناول كميات من األناناس بصفة يومية‬ ‫ينقي اجلسم من السموم‪ ،‬والبقايا غري‬ ‫املرغوب فيها‪ ،‬ومن ثم يعزز من مناعة‬ ‫اجلسم‪.‬‬ ‫‪3‬ـ يقلل من عالمات الـ»سيليواليت»‬ ‫األناناس يساعد اجلسم يف التخلص من‬ ‫اخلاليا الدهنية‪ ،‬لذا فهو يقلل من عالمات‬ ‫الـ»سيليواليت» ويشد اجللد‪.‬‬ ‫‪4‬ـ حيسن من عملية اهلضم‬ ‫تناول األناناس بصفة منتظمة يعزز‬ ‫من صحة اجلهاز اهلضمي يف اجلسم‪،‬‬ ‫حيث إن األناناس غين باأللياف اليت‬ ‫تطرد البقايا الضارة من القولون ويقي من‬ ‫«اإلمساك»‪.‬‬ ‫‪5‬ـ حيسن البشرة‬ ‫األناناس غين بفيتامني»‪ ،»C‬وهو املسؤول‬ ‫عن إنتاج مادة الـ»كوالجني» وإعطاء اجللد‬ ‫املرونة الطلوبة‪ ،‬لذا فإن وجود األناناس‬ ‫ضمن النظام الغذائي اليومي يعزز من صحة‬ ‫اجللد وحيسن البشرة بشكل ملحوظ‪.‬‬ ‫‪6‬ـ حيسن من صحة خاليا الدم احلمراء‬ ‫تناول األناناس بصفة يومية يعزز من صحة‬ ‫خاليا الدم احلمراء‪ ،‬فاألناناس حيسن من‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫صحة‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫فخرباء التغذية يؤكدون أن احلياة الصحية اخلالية من األمراض‪ ،‬تعتمد على نظام غذائي‬ ‫غين باخلضراوات والفواكه واألمساك واملكمالت الغذائية الطبيعية اليت تعزز خاليا اجلسم‬ ‫وتقويها‪ ،‬وبالتالي تضمن بقاء األمراض بعيدة‪.‬‬ ‫ولكل نوع من الفواكه فوائدها الذهبية‪ ،‬لكن بشكل عام فإن معظم الفواكه غنية مبضادات‬ ‫األكسدة والعناصر الغذائية املفيدة للجسم‪ ،‬واليت تعزز من اجلهاز املناعي ومتد اجلسم‬ ‫حباجته من خمتلف الفيتامينات‬ ‫األناناس لديه القدرة على حتسني عملية ومن ثم فهو خيفف من آالم املفاصل‬ ‫أداء اجلهاز الدوري للجسم‪ ،‬ومن ثم يسمح األيض يف اجلسم‪ ،‬لذا فهو يعزز الصحة والعضالت كما يعطي راحة من الصداع‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫بوصول األكسجني خلاليا الدم بطريقة العامة للجسم‪.‬‬ ‫‪8‬ـ خيفف من اآلالم‬ ‫أفضل‪.‬‬ ‫‪......‬‬ ‫األناناس لديه خاصية مضادة لاللتهابات‪،‬‬ ‫‪7‬ـ حيسن الأليض‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪18‬‬

‫حتليل‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫االقليات والدستور‬

‫أعداد‪ /‬سليمان حجي‬

‫املقدمة‪:‬‬ ‫تأسست الدولة العراقية مبوجب مؤمتر‬ ‫القاهرة الذي عقدته اململكة املتحدة يف مارس‬ ‫‪ 1921‬لبحث مأ امسته وزارة املستعمرات‬ ‫الربيطانية‪ ،‬بشؤون الشرق االوسط واملقصود‬ ‫به الواليات العربية اليت كانت متحدة حتت‬ ‫حكم اخلالفة واخرها العثماني وذلك بعد‬ ‫أحداث انتفاضة القبائل العراقية يف مجيع‬ ‫إمارات الواليات العراقية الثالث‪ ،‬واليت‬ ‫مسيت بثورة العشرين ألنها وقعت يف عام‬ ‫‪ 1920‬من القرن املنصرم ومت االقرار على‬ ‫تشكيل جملس تأسيسي برئاسة النقيب عبد‬ ‫الرمحان النقيب والذي توىل مهام رئاسة‬ ‫الوزراء آنذاك ويف جلسة اجمللس التأسيسي‬ ‫املنعقدة يف ‪ ٢٣‬آب ‪ ١٩٢١‬مت انتخاب االمري‬ ‫فيصل بن حسني ملكاً على العراق وبعدها‬ ‫تباين نظام السلطة يف الدولة العراقية بني‬ ‫االمارة و احلكم امللكي واخرياً وليس اخراً‬ ‫النظام اجلمهوري بإجراء انتخاب الشعب‬ ‫لشخصية تتسنم رئاسة اجلمهورية‪ ،‬ولكن‬ ‫وبعد االطاحة بصدام حسني يف ابريل عام‬ ‫‪ ٢٠٠٣‬وتعديل الدستور العراقي من قبل بول‬ ‫برمير مت توزيع املناصب بنظام احملاصصة‬

‫حيث يتسنم رئاسة اجلمهورية االحزاب‬ ‫الكردية ورئاسة الوزراء لألحزاب الشيعية‬ ‫فيما حتصل الكتل السنية على رئاسة‬ ‫جملس النواب هذا من الناحية سياسة‬ ‫الدولة ونظام احلكم فيها‪ .‬يف الستينيات من‬ ‫القرن املاضي يف حماولة ألنشاء ادارة كردية‬ ‫مستقلة يف مشال العراق تصاعدت االنتفاضة‬ ‫بقيادة الزعيم مصطفى الربزاني وحتولت‬ ‫إىل حربة طويلة فشلت يف حلها بالرغم‬ ‫من تغريات السلطة الداخلية انتهت تلك‬ ‫احلرب بانتصار كردي عام ‪ ١٩٧٠‬جاءت‬ ‫سلسلة من املفاوضات العراقية ‪ -‬الكردية يف‬ ‫أعقاب احلرب يف حماولة حلل النزاع‪ .‬أدت‬ ‫املفاوضات إىل اتفاق احلكم الذاتي العراقي ـ‬ ‫الكردي لعام ‪ ١٩٧٠‬وبعد فشل احملادثات‬ ‫بني اجلبهة الكردستانية ونظام صدام‬ ‫حسني يف ‪ 1991/10/26‬أقدمت احلكومة‬ ‫العراقية على سحب املؤسسات االدارية يف‬ ‫مناطق كوردستان‪ ،‬وهذا ما خلق فراغاَ إدارياَ‬ ‫وقانونياَ‪ ،‬الشيء الذي أجرب األحزاب الكردية‬ ‫على مواجهة تلك االزمة السياسية واالدارية‬ ‫والقانونية اليت خلقها نطام صدام حسني يف‬ ‫كردستان‪ ،‬وعليه أقيم أول نظام برملاني كردي‬ ‫عرب االنتخابات بهدف إدارة اإلقليم ووضع‬ ‫سلطة القانون لتصبح لدى كردستان برملان‬ ‫كونفدرالي ختتصر وظائفه مبناقشة القضايا‬ ‫واملشاكل اليت ختص اقليم كردستان و متابعة‬ ‫سياسة ادارة احلكومة احمللية وغريها‪ .‬ولكن‬ ‫اين دور االقليات من الصابئة املندائيني و‬ ‫املسيحني وااليزيدين والكاكائني والشبك‬

‫وغريهم من االقليات الدينية يف العراق؟ منح‬ ‫قانون االنتخابات العراقي األقليات الدينية‬ ‫والسياسية يف البالد ‪ 9‬مقاعد يف الربملان املقبل‬ ‫من أصل ‪ 328‬مقعدا‪ .‬ومقاعد األقليات هي‪:‬‬ ‫املكون املسيحي ‪ 5‬مقاعد‪ ،‬ومقعد واحد لكل‬ ‫من الشبكي(نينوى)‪ ،‬واإليزيدي(نينوى)‪،‬‬ ‫والصابئي(بغداد)‪ ،‬و الفيلي(واسط) هذا‬ ‫يف برملان العراقي! ماذا خبصوص مقاعد‬ ‫االقليات يف برملان اقليم كردستان العراق؟!‬ ‫متتلك األقليات يف إقليم كردستان ‪ 11‬مقعداً‬ ‫يف الربملان‪ .‬إال أن هذه املقاعد ال يتم توزيعها‬ ‫بشكل متساوي‪ ،‬ويشغلها فقط ممثلون عن‬ ‫الرتكمان واملسيحيني‪ .‬يشري الربملاني بيستون‬ ‫فايق إىل أن انهيار قانون االنتخابات أدى‬ ‫الستخدام هذه املقاعد لصاحل األجندات‬ ‫احلزبية‪ .‬يستفيد من املقاعد الـ ‪ 11‬املكون‬ ‫الرتكماني واملسيحيون فقط‪ ،‬فيما املكونات‬ ‫األخرى حمرومون منها‪ .‬حتصلت الئحة‬ ‫أبناء النهرين‪ ،‬والئحة األرمن‪ ،‬والئحة‬ ‫الرافدين إىل جانب الئحة جملس الشعب‬ ‫الكلداني‪ ،‬السرياني واآلشوري‪ ،‬وهي ‪4‬‬ ‫لوائح مسيحية على ‪ 14‬ألف و‪ 499‬صوت‪،‬‬ ‫خالل الدورة الرابعة النتخابات الربملان يف‬ ‫اإلقليم الكردستاني‪ .‬لكنهم حتصلوا على ‪6‬‬ ‫مقاعد يف الربملان‪ .‬فيما حتصلت الئحة التقدم‬ ‫الرتكماني‪ ،‬الئحة هولري للرتكمان‪ ،‬جتديد‬ ‫الرتكمان‪ ،‬وجبهة الرتكمان واليت تشكل ‪4‬‬ ‫لوائح أيضاً على ‪ 10‬آالف و‪ 889‬صوتاً‪،‬‬ ‫ليتحصلوا على ‪ 5‬مقاعد‪ .‬وحبسب القانون رقم‬ ‫‪ 5‬اخلاص حبماية حقوق املكونات واألقليات‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫لربملان إقليم كردستان‪ ،‬فإن األقليات املوجودة‬ ‫يف إقليم كردستان هي الرتكمان‪ ،‬الكلدان‪،‬‬ ‫السريان‪ ،‬اآلشور واألرمن‪ .‬واملكونات الدينية‬ ‫هي املسيحية والزردشتية والكاكئية واملندية‬ ‫واإليزيدية والصابئية وال َشبَك والفيلية‪ .‬فيما‬ ‫تشري املادة السادسة من القانون إىل ضمان‬ ‫حقوق املكونات‪ ،‬حيث متلك املكونات‬ ‫يف إقليم كردستان‪ ،‬حق املشاركة يف سلطة‬ ‫القرارات والتنفيذ‪ .‬حيث يقول البند الثامن‬ ‫من القانون االنتخابي الذي اجري تعديله‬ ‫سنة ‪ 2009‬بأن الكلدان والسريان واآلشوريون‬ ‫يتحصلون على ‪ 6‬مقاعد يف الربملان‪ ،‬فيما‬ ‫يتحصل الرتكمان على ‪ 5‬كراسي‪ .‬لكن القانون‬ ‫مل حيدد أي مقعد للكاكائيني أو الزردشتيني‬ ‫أو األقليات والديانات األخرى‪ ،‬مما دفع تلك‬ ‫األقليات ومعتنقي الديانات األخرى إىل انتقاد‬ ‫هذا القانون‪ ،‬حيث يرون توزيع املقاعد بهذا‬ ‫الشكل غري منصف‪.‬‬ ‫االقليات والدستور وطمس حقوقهم‪:‬‬ ‫كانت وما زالت مسألة توفري احلماية‬ ‫القانونية لألقليات ومتكينها من ممارسة‬ ‫حقوقها االنسانية واحدة من اهم املسائل‬ ‫اجلديرة بالبحث والدراسة والسيما وأن اكثر‬ ‫دول العامل اليوم هي دول متعددة االثنيات‬ ‫والقوميات واليت تضم خمتلف األقليات من‬ ‫دينية ولغوية وعنصرية وما اىل ذلك‪.‬‬ ‫وليس ادل على اهمية البحث يف هذا املوضوع‬ ‫القانوني السياسي االجتماعي ذي اجلوانب‬ ‫املتعددة ان مشكلة االقليات وتوفري احلماية هلا‬ ‫ومنع التمييز بينها من املشاكل اليت ال حتظى‬ ‫بإهتمام الدول فقط بل اضحت حممور اهتمام‬ ‫اجملتمع الدولي بأسرة السيما يف منظماتها‬ ‫الدولية والعاملية واالقليمية‪ ،‬كما االمم املتحدة‬ ‫واالحتاد االوربي ومنظمة الدول االمريكية اذ‬ ‫تؤكد التقارير السنوية والدراسات الصادرة من‬ ‫هذه املنظمات ان حقوق األقليات الزالت تهدر‬ ‫بقوة بالغة يف عدة بقاع من العامل سواء مبوافقة‬ ‫احلكومات الوطنية او بواسطة اجلماعات‬ ‫االخرى املشكلة لألكثرية واليت حتاول بشتى‬ ‫السبل القضاء على االقليات وطمس هويتها‬ ‫اخلاصة وانهاك حقوقها االنسانية وأول ما‬ ‫يثريه البحث يف هذه املسألة حتديد مفهوم‬ ‫االقليات وتعلقه جبوانب سياسيه واجتماعية‬ ‫واقتصادية فضال عما تثريه اجلوانب القانونية‬ ‫من مشكالت كذلك ندرت الدراسات القانونية‬ ‫يف مشكلة االقليات وآليات محايتها على‬ ‫املستوى الوطين حيث نالحظ وفرة الكتب‬ ‫والبحوث والدراسات ورسائل املاجستري‬ ‫واطاريح الدكتوراه اليت تبحث هذه املشكلة‬

‫حتليل‬

‫‪19‬‬

‫لكن يف جوانبها الدولية اي من وجهة القانون‬ ‫الدولي العام‪ .‬لذا أثرنا دراسة هذا املوضوع من‬ ‫ناحية القوانني الداخلية وذلك بأتباع املنهج‬ ‫التحليلي الذي يتم من خالله دراسة مفهوم‬ ‫االقليات وما تتمتع به من حقوق وردت يف‬ ‫الدساتري والقوانني الداخلية وذلك بهدف‬ ‫استخالص األسس اليت تقوم عليها فكرة‬ ‫احلماية الدستورية حلقوق االقليات وما قرر‬ ‫هلا من ضمانات تكفل حقوقها ومتنع االعتداء‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ووفقا ملا مت احلصول عليه من مراجع ومصادر‬ ‫ودراسات فقد أثرنا دراسة موضوع هذا البحث‬ ‫وفق خطة تتكون من مبحثني‪:‬‬ ‫سنتناول يف األول منه مفهوم االقليات وحتديد‬ ‫صورها وعناصرها اذ قسمناه اىل ثالث مطالب‬ ‫تناولنا يف االول مفهوم االقلية والثاني عناصر‬ ‫االقليات والثالث تناولنا فيه صور االقليات‪،‬‬ ‫اما املبحث الثاني قسمناه اىل مطلبني‪ ،‬املطلب‬ ‫األول تناولنا فيه موقف الدساتري املتعاقبة من‬ ‫مسألة حقوق االقليات القومية‪ ،‬اما املطلب‬ ‫الثاني فتناولنا فيه موقف الدستور ‪ 2005‬من‬ ‫حقوق االقليات وضمانات محايتها‪.‬‬ ‫املبحث األول‬ ‫قد يكون من الصعب وجود تعريف عام‬ ‫وشامل لألقلية وذلك لوجود عوامل كثرية‬ ‫متداخلة منها ما يرتبط بعامل الزمن ومنها ما‬ ‫يرجع اىل اختالف ظروف مجاعات األقلية‬ ‫داخل الدولة وخارجها ولكن ميكن القول بأن‬ ‫األقلية هي مجاعة‪.‬‬ ‫هلا استقالل يف بعض الصفات اليت ختتلف‬ ‫بها عن بقية افراد الشعب وسنتناول يف‬ ‫هذا املبحث مفهوم االقلية وحتديد صورها‬ ‫وعناصرها وسنقسمها اىل ثالث مطالب‪،‬‬ ‫األول خنصصه اىل مفهوم األقلية واملطلب‬ ‫الثاني نتناول فيه عناصر األقلية اما املطلب‬ ‫الثالث سنتناول فيه صور االقليات‪.‬‬ ‫املطلب األول‬ ‫مفهوم األقلية‬ ‫يتفق الباحثون يف ميدان الدراسات القانونية‬ ‫على انه ال يوجد تعريف حمدد(لألقلية) او‬ ‫اجلماعة الصغرية ورمبا تكمن الصعوبة يف عدم‬ ‫التوصل اىل تعريف حمدد هلا بتباين أوضاع‬ ‫األقليات ذاتها وذلك ألنه بعض االقليات‬ ‫تعيش يف مناطق حمددة املعامل منفصلة عن‬ ‫اجلماعات وباملقابل تتوزع بعض االقليات‬ ‫األخرى بني كل اجزاء الدولة وعلى كل‬ ‫قطاعات اجملتمع‪ .‬لذلك حبث الكثري من‬ ‫الكتاب والفقهاء يف بيان مفهوم األقليات‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫وخلصوا من ذلك اىل عدة تعاريف منها‪:‬ـ‬ ‫‪1‬ـ خلصت اللجنة الفرعية حلقوق االنسان‬ ‫التابعة لألمم املتحدة اىل وضع تعريف حمدد‬ ‫لألقلية مؤداه»األقلية هي تلك اجلماعات اليت‬ ‫هلا اصل عرقي ثابت يف وتقاليد دينيه ولغوية‬ ‫وصفات ختتلف بصفة واضحة عن بقية‬ ‫الشعب الذي تعيش فيه وجيب ان يكون‬ ‫حمدد هذه االقلية كافيا للحفاظ على تقاليدها‬ ‫وخصائصها كما جيب ان تدين بالوالء للدولة‬ ‫اليت تتمتع جبنسيتها‪.‬‬ ‫‪2‬ـ بينت موسوعة العصر اجليد مفهوم‬ ‫االقلية بأنها»مجاعات من األشخاص الذين‬ ‫يتمايزون ثقافيا وجسمانيا عن اجلماعة‬ ‫االصلية املتواطنة وعادة ما تثري االقليات اىل‬ ‫انها تعامل اجتماعيا وسياسيا بغري مساواة‬ ‫مع االغلبية»‪.‬‬ ‫‪3‬ـ كذلك عرف االعالن العاملي حلقوق‬ ‫االنسان»االقلية هي جمموعة من االشخاص‬ ‫يشرتكون يف ديانة او يتكلمون بلغة أو‬ ‫ينتسبون لقومية او من رعايا دولة معينة‬ ‫اكتسبوا جنسية الدولة وهؤالء يشكلون نسبة‬ ‫قليلة مقياسا جملموع الشعب”‬ ‫‪4‬ـ كذلك عرفت اللجنة الفرعية ملنع التمييز‬ ‫ومحاية االقليات التابعة لألمم املتحدة”االقلية‬ ‫بأنها تلك اجملموعات غري الغالبة بني السكان‬ ‫لديهم تقاليد وخصائص عرفية او دينية او‬ ‫لغوية او خصائص ختتلف كليا عن تلك لدى‬ ‫بقية السكان ويرغبون يف احملافظة عليها‪.‬‬ ‫‪5‬ـ وقد عرفت احدى الوثائق الدولية االقليات‬ ‫بأنها”مجاعة تقل عددا عن بقية السكان‬ ‫ويكون اعضائها من مواطنيها وهلم خصائص‬ ‫أثنية او دينية او لغوية خمتلفة عن تلك‬ ‫اخلاصة ببقية السكان كما ان لديهم رغبة‬ ‫يف احملافظة على تقاليدهم الثقافية والدينية‪.‬‬ ‫‪6‬ـ وأخريا وبعد االطالع على العديد من‬ ‫التعاريف اليت اعطيت هلذا املصطلح‪ ،‬نقرتح‬ ‫التعريف املبسط التالي‪:‬‬ ‫« وهو ان االقلية هي تلك اجملموعة املوجودة‬ ‫يف جمتمع معني املتجانسة فيما بينها يف‬ ‫واحدا او اكثر من العناصر اللغوية او الثقافية‬ ‫او الدينية او القومية و املختلفة عن اكثرية‬ ‫افراد اجملتمع واليت يتميز افرادها برغبة‬ ‫العيش املشرتك مع بعضهم البعض‪ .‬حسب‬ ‫معظم الباحثني ان اكثر ما مييزها انها صغرية‬ ‫العدد مقارنة مع بقية سكان الدولة‪.‬‬ ‫املطلب الثاني‬ ‫عناصر األقليات‬ ‫ميكن القول عموما بأن مجاعة بشرية معينة‪،‬‬ ‫يطلق عليها صفة االقلية متى توافرت فيها‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪20‬‬

‫عناصر معينة هي‪:‬ـ‬ ‫‪1‬ـ عنصر اخلصوصية‪:‬‬ ‫يقصد به متييز مجاعة معينة عن باقي افراد‬ ‫الدولة او اجملتمع خبصائص معينة تنفرد بها‬ ‫وال ننسى اإلشارة اىل ضرورة ان يكون هؤالء‬ ‫مواطين الدولة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ العنصر النوعي‪:‬‬ ‫اي ان عدد افراد االقلية ال يكون قليال جدا‬ ‫حبيث تكون غري ذي شأن على الصعيد‬ ‫الوطين وال يكون كبريا جدا بالنسبة اىل باقي‬ ‫القوميات املوجودة‪ .‬ونرى بأن هذا املعيار‬ ‫ليس حديا وذلك ألنه‪:‬‬ ‫اوال‪ :‬قد حتدث حاالت تكون التعددية‬ ‫موجودة فعال يف الدولة ولكن بقدر متساويني‬ ‫العرقيات اي ان اي منهم ال يشكل اغلبية‬ ‫نسبة بالباقي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬رغم قلة العدد مقارنة باالغلبية إال ان‬ ‫االقلية قد تكون على درجة من الكرب تسمح‬ ‫هلا بتكوين خصائصها املميزة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ان أخذنا بهذا املعيار فهذا يعين‬ ‫ان االقلية الضئيلة العدد ال تدخل يف نطاق‬ ‫محاية االقليات وجيوز معاملتها بشكل يسيء‬ ‫وهذا غري معقول عرفا وقانونا ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ العنصر النفسي‬ ‫اي ضرورة وجود الرغبة احلقيقية يف االنتماء‬ ‫لكي تعامل كوحدة واحدة من قبل االكثرية‬ ‫السائدة وضرورة ان يكون موقف افراد‬ ‫االقلية يف ذلك واضحا وصرحيا‪ .‬ونؤكد يف‬ ‫هذا العنصر على ضرورة التماسك بني افراد‬ ‫اجلماعة لكي تكون هلا قوة اليت تعرب بها‬ ‫عن مطالبها ونعتقد بأن هذا التماسك وان تولد‬ ‫فطريا اال انه ال يستمر تلقائيا بل حيتاج اىل‬ ‫شبكات اتصال كثيفة حتث على التفاعل بني‬ ‫افرادها‪ .‬واالهم يف عصرنا هذا وحدة احلركات‬ ‫السياسية اليت تعرب عن مطامح الشعب الواحد‬ ‫واالبتعاد عن تنافس القادة الذين يعملون على‬ ‫محاية امسائهم وابرازها كقادة شرعيني‬ ‫لشعبهم ولكنهم يف احلقيقة يضربون التعسفية‬ ‫القومية يف الصميم ألن النجاح الذي حيرزونه‬ ‫كثريا ما يكون على حساب تلك القضية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ عنصر القمع‬ ‫نقصد بالقمع يف معناه الواسع اي كل ظرف‬ ‫غري طبيعي مرت به األقلية منعها من ان‬ ‫تصبح قومية كبرية العدد ونضيف هنا بأنه‬ ‫رغم أهمية هذا العنصر اال أنه ليس من احملتم‬ ‫ممارسة القمع ضد هذه اجلماعة بل من املمكن‬ ‫ان تكون ظروف اخرى قد منعتها من التكاثر‬ ‫مثل الرغبة يف حتديد النسل او العمل من اجل‬ ‫حتسني الوضع االقتصادي بشكل يعيق كثرة‬ ‫االجناب او الشعور بعدم االستقرار والرغبة‬

‫حتليل‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الدائمة يف السفر ورمبا كان ذلك نابعا من‬ ‫اعتقاد او تعود افراد االقلية بأنهم لن يكونوا‬ ‫يوما أفضل من مواطين الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫‪5‬ـ عنصر عدم اهليمنة‪:‬‬ ‫اي ان تكون اجلماعة العرفية مبثابة اقلية‬ ‫متى ما كانت غري مهيمنة وضعيفة حبيث‬ ‫حتتاج اىل محاية ويؤكد البعض ان هناك من‬ ‫االقليات املهيمنة ان تنتهك بشكل جسيم‬ ‫مبادئ املساواة‪.‬‬ ‫املطلب الثالث‬ ‫صور االقليات‬ ‫يتم حتديد صور االقليات عادة وفقا الختالف‬ ‫السمات واخلصائص اليت متيزها فهناك‬ ‫االقليات اللغوية واالقليات العرفية والدينية‬ ‫والقومية وكما يأتي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ األقلية اللغوية‪:‬‬ ‫نعين باألقلية اللغوية هي تلك اجلماعة او‬ ‫اجلماعات الفرعية من سكان دولة معينة واليت‬ ‫تتكلم لغة غلبا ما ختتلف عن اللغة السائدة‬ ‫او لغة األغلبية وتسمى هذه باللغة االم‪ .‬اي‬ ‫مبعنى اللغة االصلية للفرد او اجلماعة واليت‬ ‫يتحدث بها افراد عائلة منذ الوالدة وتسمى‬ ‫بهذا االسم متييزا عن اللغات االخرى اليت‬ ‫قد يتعلمها او يتكلم بها يف مراحل احلياة‬ ‫املختلفة او حبكم الواقع اللغوي للجماعة‪.‬‬ ‫وقد نالحظ بأن ابناء االقلية يضطرون اىل تعلم‬ ‫اكثر من لغة بفعل بعض الضغوط واملؤثرات‬ ‫اخلارجية حيث جند يف كثري من بلدان العامل‬ ‫تنص يف دساتريها على ان تكون لغة االغلبية‬ ‫هي اللغة الرمسية والسائدة يف البلد‪ .‬لذلك‬ ‫يضطر ابناء االقلية اىل تعلمها جنبا اىل جنب‬ ‫مع اللغة اخلاصة بهم وهناك ضغوط من قبل‬ ‫وسائل االعالم يضطر بها ابناء االقلية اىل‬ ‫تعلم اللغة الرمسية او الضغوط اليت يفرضها‬ ‫االستعمار يف حالة الدول املستعمرة‪.‬‬ ‫اذ ان اللغة تعترب الوعاء الوحيد الذي حيتضن‬ ‫االفكار واملعتقدات ومفاتيح الثقافة وصلة‬ ‫الوصل بني افراد اجملموعة الواحدة لذلك من‬ ‫املنطقي ان يكون لكل اقلية لغة معينة تتفاهم‬ ‫بها وتنقل من خالهلا تراثها‪.‬‬ ‫ومنوذج لألقليات اللغوية(الرببر يف املغرب‬ ‫العربي)‪.‬‬ ‫‪2‬ـ األقلية الدينية‬ ‫كان للدين وما يزال دوره الواضح يف حياة‬ ‫الشعوب واجلماعات الوطنية املختلفة على مر‬ ‫العصور ولعل هذ الدور جاء يف ظل جمموعة‬ ‫من املتغريات االجتماعية واحلضارية مع كل‬ ‫حقبة من حقب التاريخ اليت مرت بها تلك‬ ‫اجلماعات اذ يكون للدين تأثري يف بعض‬

‫اجلماعات او اجملتمعات يف الوقت احلاضر‬ ‫والدين يلعب دورا تكميال او معرقال مبعنى‬ ‫انه عامال اساسيا للوحدة او لالنقسام بني‬ ‫ابناء اجلماعات الواحدة اذ ان اجلماعة اليت‬ ‫يسودها دين واحد بني معظم افرادها يكون‬ ‫من عوامل متسكها وقوتها‪.‬‬ ‫وبناءا على ما تقدم ميكن القول بأن تعدد‬ ‫االديان او وجود اختالفات دينية قد يؤدي‬ ‫اىل نشؤ صراع او نزاع ديين او طائفي‪ .‬اال‬ ‫ان ذلك ال يعين ان وجود اكثر من دين يف‬ ‫اجلماعة الواحدة دون ان يرتتب على مثل‬ ‫هذه االختالفات‪ ،‬صراع يف كل االحوال‬ ‫والنموذج على االقليات الدينية االقباط يف‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫‪3‬ـ االقليات القومية‬ ‫تنتمي القومية عادة اىل جمموعة من الظواهر‬ ‫االجتماعية اليت تتعلق بعملية حتديد اهلوية‬ ‫او انتماء مجاعات من الناس شأنها شان‬ ‫جمموعة كبرية من العوامل مثل اللغة او الدين‬ ‫او العرف وغريها‪ .‬ان دراسة تطور احليات‬ ‫االجتماعية للجماعات البشرية بني لنا ان‬ ‫االنسان انتقل خالل آالف السنني من حياة‬ ‫الفرد اىل حياة االسرة اىل حياة القبيلة فاألمة‬ ‫وبذلك ظهرت القومية اليت تنطلق من شعور‬ ‫كل مجاعة باالنتماء اىل فئة معينة او عرق او‬ ‫اصل مشرتك كما ان املتغريات االجتماعية‬ ‫والعقائدية مل تلغ االنقسامات اىل قوميات‬ ‫متعددة وهذا ما حدث أبان عهد الشيوعية‬ ‫فلم متنع من انقسام الكتلة اىل أمم وشعوب‪.‬‬ ‫‪4‬ـ االقليات العرقية‪:‬‬ ‫ال يوجد اتفاق عام على تعريف حمدد شامل‬ ‫ملفهوم العرق فقط جاء يف تعريف املوسوعة‬ ‫الدولية للعلوم االجتماعية بأن اجلماعة‬ ‫العرقية هي جمموعة بيولوجية تشرتك يف‬ ‫عدد من الصفات الوراثية واليت تتميز بها عن‬ ‫غريها من اجملموعات وامتالك مسات طبيعية‬ ‫فيزيائية موروثة وكذلك عرفتها اجلمعية‬ ‫األنثروبولوجي امللكية يف بريطانيا جمموعة‬ ‫بيولوجية تشرتك يف عدد من الصفات الوراثية‬ ‫تتميز بها عن غريها من اجملموعات ومع‬ ‫ذلك ال توجد اقلية عرفية صافية ونقية وذلك‬ ‫بفعل االختالط للجماعات البشرية بفعل‬ ‫الغزو واهلجرة واملصاهرة وغريها‪.‬‬ ‫املبحث الثاني‬ ‫موقف الدساتري املتعاقبة من مسألة حقوق‬ ‫االقليات القومية‬ ‫مبا أن االقليات القومية مل تظهر بصورة‬ ‫مفاجئة يف اجملتمع العراقي وامنا كانت‬ ‫موجودة منذ زمن طويل لذلك البد لنا ان‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫نتطرق اىل الدساتري اليت تناولت مسألة حقوق‬ ‫االقليات وادرجتها يف متونها ابتداء من‬ ‫الدستور االساسي سنة ‪ 1925‬وانتهاءا بدستور‬ ‫‪ 2005‬النافذ وسنبحث ذلك يف مطلبني نتناول‬ ‫يف املطلب االول موقف الدساتري املتعاقبة من‬ ‫مسألة حقوق االقليات القومية واملطلب الثاني‬ ‫سنتناول فيه موقف دستور ‪ 2005‬من حقوق‬ ‫االقليات القومية وضمانات محايتها‪.‬‬ ‫املطلب االول‬ ‫موقف الدساتري املتعاقبة من مسألة حقوق‬ ‫االقليات القومية‬ ‫اوال‪ :‬دستور ‪1925‬‬ ‫من ابرز النصوص اليت وردت يف هذا الدستور‬ ‫واليت تطرقت اىل مسألة االقليات اذ نصت‬ ‫مادة ‪ 6‬على انه(ال فرق بني العراقيني يف‬ ‫احلقوق امام القانون وان اختلفوا يف القومية‬ ‫والدين واللغة)‪.‬‬ ‫كذلك نصت مادة ‪ 16‬على انه(للطوائف‬ ‫املختلفة حق تأسيس املدارس لتعليم افرادها‬ ‫بلغتها اخلاصة واالحتفاظ بها على ان يكون‬ ‫ذلك موافقا للمناهج العامة اليت تعني قانونا)‪.‬‬ ‫ونصت مادة ‪ 18‬على انه(العراقيون متساوون‬ ‫يف التمتع حبقوق املدنية والسياسية ويف ما‬ ‫عليهم من الواجبات والتكاليف العامة ال متيز‬ ‫بينهم يف ذلك بسبب االصل او اللغة او الدين‬ ‫واليهم وحدهم يعهد بالوظائف العامة مدنية‬ ‫كانت ام سياسية)‪.‬‬ ‫واخريا فأن املادة ‪ 37‬تطرقت اىل االقليات‬

‫حتليل‬

‫‪21‬‬

‫الدينية حيث نصت على انه(يكون انتخاب‬ ‫النواب بقانون تعني فيه كيفية ترشيح النواب‬ ‫والتصويت السري يف انتخابهم ووجوب‬ ‫متثيل االقليات املسيحية واملوسوية)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دستور ‪ 1958‬املؤقت‬ ‫رغم ان العديد من املختصني وانطالقا من‬ ‫زوايا معينة قد اغدقوا على هذا الدستور‬ ‫باإلطراء وبكونه افضل بكثري يف اسلوب مواده‬ ‫من دستور ‪ 1925‬اال اننا وحنن نبحث عن‬ ‫حقوق االقليات القومية املوجودة يف العراق‬ ‫نالحظ شديدا اذ تنص املادة ‪ 3‬على انه(يقوم‬ ‫الكيان العراقي على اساس من التعاون بني‬ ‫املواطنني كافة بأحرتام حقوقهم وصيانة‬ ‫حرياتهم ويعترب العرب واالكراد شركاء يف هذا‬ ‫الوطن ويقر هذ الدستور حقوقهم القومية ضمن‬ ‫الوحدة العراقية)‪ .‬تصرف هذا الدستور وكأن‬ ‫العراق ال يضم اال هاتني القوميتني دون اي‬ ‫اشارة حتى اىل وجود اقليات قومية أخرى‪.‬‬ ‫وتنص املادة ‪ 9‬منه على ان(املواطنون سواسيه‬ ‫امام القانون يف احلقوق والواجبات وال جيوز‬ ‫التمييز بينهم يف ذلك بسبب اجلنس او االصل‬ ‫او اللغة او الدين او العقيدة)‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دستور ‪ 4‬نيسان ‪ 1963‬املؤقت‬ ‫لقد احتوى هذ الدستور على(‪ )20‬مادة‬ ‫واحتوت عدد من مواده على فقرات عديدة‬ ‫ووزعت مواده على(‪ )7‬اقسام بعناوينها من‬ ‫غري ان حتدد يف ابواب او فصول وقد جاءت‬ ‫مواد الدستور مقتضبة يف العديد من األمور‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫كأسلوب واجراءات التعديل ومن البديهي اال‬ ‫جند فيه اي نص خاص حبقوق االقليات‬ ‫القومية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬دستور ‪ 22‬نيسان ‪ 1964‬املؤقت‬ ‫لقد احتوى هذا الدستور على سبع عشرة‬ ‫مادة مل يتم توزيعها على اقسام او عناوين‬ ‫ويف احلقيقة فأن مضمون الدستور مل يكن سوء‬ ‫توثيق ملا تضمنه البيان االول لالنقالب الصادر‬ ‫يف ‪/18‬تشرين الثاني‪ 1963/‬بل تضمن امورا‬ ‫ذات طبعة دستورية متعلقة بتكوين املؤسسة‬ ‫الدستورية القابضة على السلطة واسلوب‬ ‫ممارستها هلا‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬دستور ‪ 29‬نيسان ‪ 1964‬املؤقت‬ ‫نصت املادة ‪ 19‬من الدستور على انه(العراقيون‬ ‫متساوون يف احلقوق والواجبات العامة بال‬ ‫متييز بسبب اجلنس او االصل او اللغة او اي‬ ‫سبب آخر ويقر هذا الدستور احلقوق القومية‬ ‫لألكراد ضمن الشعب العراقي يف وحدة وطنية‬ ‫متآخية)‪.‬‬ ‫كالعادة مل يكن هذا الدستور بأحسن من‬ ‫سابقيه يف تقرير وضع االقليات القومية‬ ‫االخرى او االعرتاف بها رمسيا‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬دستور ‪ 21‬ايلول ‪ 1968‬املؤقت‬ ‫نصت املادة ‪ 21‬من الدستور على انه(العراقيون‬ ‫متساوون يف احلقوق والواجبات امام القانون‬ ‫ال متييز بينهم بسبب اجلنس او العرق او‬ ‫اللغة او الدين ويتعاونون يف احلفاظ على‬ ‫كيان الوطن مبا فيهم العرب واالكراد ويقر‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪22‬‬

‫هذا الدستور حقوقهم القومية ضمن الوحدة‬ ‫العراقية)‪.‬‬ ‫جند بأن هذ الدستور أقتصر يف النص على‬ ‫االكراد والعرب ايضا‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬دستور ‪ 16‬متوز ‪ 1970‬املؤقت‬ ‫ونصت املادة(‪/5‬ب)(يتكون الشعب العراقي‬ ‫من قوميتني رئيسيتني هما القومية العربية‬ ‫والقومية الكردية‪ ....‬واحلقوق املشروعة‬ ‫لألقليات كافة ضمن الوحدة العراقية)‬ ‫كذلك نصت املادة ‪ 19‬على انه(املواطنون‬ ‫سواسيه امام القانون دون تفريق بسبب‬ ‫اجلنس او العرق او اللغة او املنشأ االجتماعي‬ ‫او الدين)‪.‬‬ ‫وغريها من النصوص االخرى اليت تدل على‬ ‫ان هذا الدستور يعد من أبرز الدساتري العراقية‬ ‫السابقة اليت عاجلت مسألة يف غاية االهمية‬ ‫اال وهي مسألة تعدد القوميات واالقليات‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬مشروع دستور العراق لسنة ‪1990‬‬ ‫تنص املادة(‪/22‬ب) من املشروع على ان(يعمل‬ ‫اجملتمع على تأكيد قيم التآلف االجتماعي‬ ‫العليا مبا مينع ترويج االفكار واملناهج‬ ‫الطائفية أو العنصرية او االقليمية)‪.‬‬ ‫حيث كان جمرد ادعاء الشخص القومي‬ ‫بقوميته كان يعد ترويج لتلك االفكار واملناهج‪.‬‬

‫حتليل‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫تاسعا‪ :‬قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة‬ ‫االنتقالية ‪2004‬‬ ‫املادة(‪/7‬ب)(العراق بلد متعدد القوميات)‬ ‫وهي اشارة واضحة على ان القوميات ال‬ ‫تقتصر على العرب واالكراد وكذلك نصت‬ ‫املادة(‪/11‬أ) على مبدأ املواطنة(كل من حيمل‬ ‫اجلنسية العراقية يعد مواطنا عراقيا وتعطيه‬ ‫مواطنة كافة احلقوق والواجبات اليت ينص‬ ‫عليها ضمن القانون وتكون مواطنة اساسا‬ ‫لعالقته بالوطن والدولة)‬ ‫وتعترب هذه املادة من املواد املتميزة يف القانون‬ ‫املذكور اذ ألول مره توفرت الفرصة للعراقي‬ ‫ان يشعر باملساواة رغم اختالفه مع ابناء وطنه‬ ‫اآلخرين يف جوانب عديدة‪.‬‬ ‫كذلك أخذ هذا الدستور بالنظام اجلمهوري‬ ‫االحتادي التعددي‪ ،‬حيث نصت مادة(‪)4‬‬ ‫على(نظام احلكم يف العراق مجهوري احتادي‬ ‫دميقراطي تعددي وجيري تقاسم السلطة فيه‬ ‫بني اخلكومة االحتادية واحلكومات االقليمية‬ ‫واحملافظات والبلديات واالدارات احمللية‬ ‫ويقوم النظام االحتادي على اساس احلقائق‬ ‫اجلغرافية والتأرخيية والفصل بني السلطات‬ ‫وليس على اساس االصل او العرق او األثنية‬ ‫او القومية او املذهب)‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬ ‫موقف دستور ‪ 2005‬من مسألة حقوق‬ ‫االقليات وضمانات محايتها‬ ‫أوال‪ :‬حقوق االقليات‬ ‫هي جمموعة احلقوق االساسية اليت ال‬ ‫يستغين عنها افراد االقلية سواء بصفتهم‬ ‫االنسانية او بوصفهم افرادا يف مجاعتهم‬ ‫واليت تكفل الدولة االعرتاف بها وتنظيمها‬ ‫ومحايتها وفقا لقواعد القانون وميكن تقسيم‬ ‫حقوق االقليات اىل قسمني‪ ،‬القسم االول وهو‬ ‫ما ميكن ان نطلق عليه احلقوق العامة واليت‬ ‫يتساوى فيها افراد االقلية يف التمتع بها مع‬ ‫بقية االفراد والقسم الثاني وهو ما نطلق عليه‬ ‫باحلقوق اخلاصة وهي حقوق ذات مغزى‬ ‫خاص لألقليات اذ تضمن لألقلية احلفاظ‬ ‫على وجودها وهويتها وكما يأتي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ احلقوق العامة ألبناء االقلية بوصفهم افرادا‬ ‫من اهم احلقوق العامة اليت يستفيد منها افراد‬ ‫االقلية هي‪:‬‬ ‫‌أ‪ .‬احلق يف احلياة‬ ‫يعد احلق يف احلياة من اهم احلقوق اليت‬ ‫نصت عليها الدساتري واملواثيق الدولية‬ ‫واعالنات حقوق االنسان ‪ .‬فقد نص‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫االعالن العاملي حلقوق االنسان لعام ‪1948‬‬ ‫على انه(لكل فرد احلق يف احلياة واحلرية‬ ‫والسالمة الشخصية)‪.‬‬ ‫هذ وقد تضمنت اغلب دساتري العامل وثيقتها‬ ‫الدستورية بنص على هذ احلق ومنها دستور‬ ‫مجهورية العراق لسنة ‪ 2005‬فقد جاء يف‬ ‫املادة ‪ 15‬منه(لكل فرد احلق يف احلياة واألمن‬ ‫واحلرية وال جيوز احلرمان من هذه احلقوق‬ ‫او تقييدها اّال وفقا لقانون)‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬احلق من محاية احلياة اخلاصة‪:‬‬ ‫ان هذا احلق من احلقوق اليت عنيت بها‬ ‫الدساتري واملواثيق الدولية فقد اهتمت ديباجة‬ ‫االعالن العاملي حلقوق االنسان بهذا احلق اذا‬ ‫اوضحت حاجة البشر اىل عامل يتمتعون فيه‬ ‫باحلرية والتحرر من اخلوف مبا يعين حتقيق‬ ‫االمان لإلنسان على حياته اخلاصة ‪.‬‬ ‫كذلك اشارت العديد من الدساتري على هذا‬ ‫احلق ومنها دستور مجهورية العراق لسنة‬ ‫‪ 2005‬فقد نصت املادة ‪ 17‬منه(اوال‪ :‬لكل‬ ‫فرد احلق يف اخلصوصية الشخصية مبا ال‬ ‫يتنافى مع حقوق اآلخرين واآلداب العامة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حرمت املساكن مصونة وال جيوز‬ ‫دخوهلا او تفتيشها او التعرض هلا اال بقرار‬ ‫قضائي ووفقا للقانون)‪.‬‬ ‫‌ج‪ .‬احلق يف محاية امللكية اخلاصة‪:‬‬ ‫يقر القانون الدولي حلقوق االنسان حبق‬ ‫كل فرد يف التملك مبفردة او االشرتاك مع‬ ‫اآلخرين وال جيوز حرمانه من ملكيته بأي‬ ‫طريقة تعسفية ‪ .‬وقد اكدت دساتري الدول‬ ‫هذ احلق يف الكثري من نصوصها الدستورية‬ ‫ومنها دستور مجهورية العراق لسنة ‪2005‬‬ ‫فقد نصت املادة ‪ 3‬منه(امللكية اخلاصة‬ ‫مصونة وحيق للمالك االنتفاع بها واستغالهلا‬ ‫والتصرف بها يف حدود القانون وال جيوز نزع‬ ‫امللكية اال للمنفعة العامة مقابل تعويض عادل‬ ‫وينظم ذلك بقانون)‪.‬‬ ‫‌د‪ .‬حتريم التعذيب والعقوبات واملعامالت غري‬ ‫االنسانية‬ ‫ينشد االفراد املنتمني لألقليات املعاملة العادلة‬ ‫داخل اجملتمع ونتيجة لعمليات التعذيب‬ ‫اليت ترتكبها العديد من الدول ضد افرادها‬ ‫فقد اهتمت املواثيق الدولية بهذه املسألة‬ ‫وكذلك اولت الدساتري اهتمام بهذا املوضوع‬ ‫من خالل النص عليها يف الوثائق الدستورية‬ ‫ومنها دستور مجهورية العراق لسنة ‪2005‬‬ ‫فقد اكدت املادة ‪ 37‬منه(حيرم مجيع انواع‬ ‫التعذيب النفسي او اجلسدي و املعاملة غري‬ ‫االنسانية)‪.‬‬ ‫‪2‬ـ احلقوق اخلاصة ألبناء االقليات بوصفهم‬

‫حتليل‬

‫‪23‬‬

‫مجاعات‬ ‫‌أ‪ .‬احلق يف التمتع بثقافة االقلية‬ ‫فتعد الثقافة عنصرا اساسيا وجوهريا يف اطار‬ ‫احلماية الدولية هلوية االقليات وخصوصيتها‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬احلق يف التعليم‬ ‫وهو من احلقوق املعرتف بها يف نطاق واسع‬ ‫حيث ان التعليم شرط اساسي إلنتقال ثقافة‬ ‫االقليات بني افرادها ومن جيل اىل آخر كما‬ ‫انه وسيلة لصيانة هذه الثقافة واالبقاء عليها‪.‬‬ ‫‌ج‪ .‬احلق يف املشاركة يف احلياة الثقافية‬ ‫فالفرد يتمتع باحلق يف االشرتاك الطوعي يف‬ ‫حياة اجملتمع الثقافية ويف املساهمة يف التقدم‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫‌د‪ .‬احلق يف استعمال لغة االقلية‬ ‫متثل اللغة االداة الرئيسية اليت يعرب خالهلا‬ ‫االشخاص املنتمون اىل اقليات عن خصوصيتهم‬ ‫الثقافية وعن هويتهم األثنية او القومية كما ان‬ ‫اداة التواصل بني داخل مجاعتهم وجمتمعهم‬ ‫على حد سواء‪.‬‬ ‫وهلذا السبب عوجلت احلقوق اللغوية‬ ‫لالقليات بعناية يف دستور العراق لعام ‪2005‬‬ ‫يف مادة(‪/4‬اوال) واليت نصت على(اللغة‬ ‫العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرئيسيتان‬ ‫للعراق ويتضمن حق العراقيني بتعليم ابنائها‬ ‫باللغة االم كالرتكمانية والسريانية واآلرمينية‬ ‫يف مدارس التعليم احلكومية‪ )...،‬وكذلك‬ ‫نصت املادة ذاتها يف الفقرة رابعا مبا يأتي‪:‬‬ ‫(اللغة الرتكمانية واللغة السريانية لغتان‬ ‫رمسيتان أخريان يف الوحدات االدارية‬ ‫اليت يتكلمون فيها كثافة سكانية) والفقرة‬ ‫اخلامسة(لكل اقليم او حمافظة اختاذ أية لغة‬ ‫حملية لغة رمسية إضافية اذا اقرت غالبية‬ ‫سكانها ذلك باستفتاء عام)‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬تكافئ الفرص‬ ‫معناها مساواة العراقيني من ناحية الفرص‬ ‫املمنوحة دون متييز وتفضيل وحسب‬ ‫نص املادة(‪ )16‬من الدستور العراقي لسنة‬ ‫‪)1(2005‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ضمانات محاية حقوق االقليات‬ ‫ـ الرقابة الربملانية‬ ‫ويقصد بها الرقابة اليت ميارسا الربملان على‬ ‫اعمال السطلة التنفيذية ومن خصائص هذا‬ ‫الرقابة انها حتافظ على مبدا املشروعية حتقق‬ ‫سيادة حكم القانون ومن ثم احملتفظة على‬ ‫حقوق االفراد وحرياتهم(‪)1‬‬ ‫ويف خطوه مفاجئة اقر الربملان االوربي قانوناً‬ ‫حلماية األقليات الدنية يف العراق وخصوصاً‬ ‫املسيحية واليزيدية وحزب الشعب االوربي‬ ‫هوه احد اكرب االحزاب من بني االحتاد‬ ‫االوربي ترى بأنها تنافس الرفض الذي اتى‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫به الربملان العراقي لتحويل نينوى اىل اقليم‬ ‫يضم االقليات الدنية التصويت حصل على‬ ‫أغلبية ساحقة بنسبة ‪ 488‬صوت موافقاً‬ ‫مقابل ‪ 11‬معرتضا تشارلي وميز)ان احلزب‬ ‫الدميقراطي املسيحي صرحه ان الوقت االن‬ ‫او بداء حلماية االقليات الدينية يف العراق بعد‬ ‫ان حتول السلطة يف بغداد اىل اجتاه قمعي‬ ‫اذ ان املسيحني قبل الغزو االمريكي للعراق‬ ‫عام ‪ 2003‬كان عددهم ‪ 1.5‬مواطن اما االن‬ ‫ال يتجاوز عددهم ‪200‬الف فقط فيما عدى‬ ‫القانون هذا البوادر اشار اىل حصول حاالت‬ ‫انقراض داخل اجملتمع تهدد بتشتيته‬ ‫وتدمريه(‪)2‬‬

‫‪..........‬‬

‫ـ ماهر فيصل مصدر سابق‪،‬ص‪88‬‬ ‫‪2‬ـ ‪ CHRISTION TOADY‬على شبكة‬ ‫االنرتنت‬ ‫‪ONE IRAQ NEWS.COM‬‬

‫ـ الرقابة السياسية‬ ‫تباشر هيئة ذات صفة سياسية للتحقق من‬ ‫مدى توافق القانون مع احكام الدستور هذ‬ ‫وقد نصت اغلب الدساتري على هذا النوع من‬ ‫الرقابة السياسية وخصوصاً الدول االشرتاكية‬ ‫واخذت عده اشكال منها ما جعلت الرقابة‬ ‫من اختصاص اهليئة التشريعية نفسها‬ ‫كدستور االحتاد السوفييت سنة ‪)2(1977‬‬ ‫ودستور الصيين سنة ‪ 1954‬كذلك دستور‬ ‫مجهورية املانيا الدميقراطية ‪ 1949‬وتعد‬ ‫فرنسا من ابرز الدول اليت اخذت بالرقابة‬ ‫السياسية على دستورية القوانني فقد اخذ‬ ‫الدستور العراقي الصادر سنة ‪ 1958‬بهذا‬ ‫الرقابة وقد أنشئ هلذا الغرض هيئة خاصة‬ ‫اطلق عليها اجمللس الدستور(‪ )3‬ويكون هذا‬ ‫اجمللس وحده خمتص مبراقبة دستورية‬ ‫القوانني دون ان يكون القضاء العادي او‬ ‫االداري مباشرة ذلك(‪)4‬‬ ‫اوال‪ :‬رقابة االلغاء عن طريق الدعوى االصلية‬ ‫ويقصد بها حق االفراد او بعض هيئات الدولة‬ ‫يف الطعن بعدم دستورية القانون امام القضاء‬ ‫عن طريق اقامة دعوى مباشرة يطلب فيها‬ ‫الغاء القانون املخالف للدستور‪ ،‬فرقابة االلغاء‬ ‫هي رقابة الحقة اي تعرتض ان القانون قد‬ ‫صدر وهو خمالف للدستور فيحق يف هذه‬ ‫احلالة للجهة اليت حيددها الدستور الطعن‬ ‫فيه امام اجلهة املختصة وهذه الرقابة هي‬ ‫وسيلة هجومية‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬الرقابة عن طريق الدفع بعدم‬ ‫الدستورية(رقابة االمتناع)‬ ‫يقوم القضاء مبمارسة الرقابة على دستورية‬ ‫القوانني بطريقة الدفع بعدم دستورية القوانني‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪24‬‬

‫بطريقة الدفع بعدم الدستورية بطريقة الدفع‬ ‫الفرعي وذلك عندما ينظر يف قضية منظورة‬ ‫امامة والرقابة على دستورية القوانني عن‬ ‫طريق الدفع بعدم الدستورية متارس من قبل‬ ‫مجيع احملاكم * يف الدولة على أختالف‬ ‫درجاتها وانواعها يف حالة سكوت الدستور‬ ‫من تنظيم هذه الرقابة‪.‬‬ ‫علما اجتها اجملتمع الدولي اىل محاية‬ ‫االقليات وقد تضمنت معاهدات الصلح وما‬ ‫يعرف مبعاهدات محاية هذه االقليات اليت‬ ‫نصت على ضمان حق االقلية يف احلرية‬ ‫واحلماية وحرية العقيدة واكتساب اجلنسية‬ ‫واملساواة امام القانون واحلرية يف استعمال‬ ‫اللغة اخلاصة‪.‬‬ ‫ـ الرقابة القضائية‬ ‫يقصد بها قيام القضاء بالتحقيق من مدى‬ ‫موافقة القانون من احكام الدستور حيث‬ ‫هنالك رقابة رقابة سابقة ورقابة الحقة والنوع‬ ‫االخر هوه االكثر شيوعاً حيث اخذت به‬ ‫كثري من الدول وان كانت اساليبها خمتلفة‬ ‫وكاالتي‪:‬ـ‬ ‫رقابة االلغاء‪:‬ـ تتجسد هذه الرقابة يف‬ ‫التحويل املمنوع من قبل املشرع الدستوري‬ ‫للهيئات العامة واالفراد يف رفع دعوه مبتدئة‬ ‫امام حمكمة خمتصة ووفقاً للشروط معينة‬ ‫يطالب فيها بإلغاء القانون املخالف لدستور‬ ‫ومن اجلدير بالذكر ان رقابة االلغاء يشرتط‬ ‫ألجل ممارستها ان تتضمن الدساتري نصوص‬ ‫جتهيزها اما اذا مل توجد هذا النصوص فال‬ ‫ميكن ممارستها اذ ان هنالك دساتري متنح هذا‬ ‫احلق لألفراد وامنا حتصره للهيئات العامة‬ ‫فقط من الدساتري اليت منحت هذا احلق هوه‬ ‫الدستور السوداني لعام ‪ 1985‬حيث اشار‬ ‫يف املادة(‪ )1/32‬اىل منح االفراد احلق برفع‬ ‫الدعوة امام احملكمة العليا حلماية حقوقهم‬ ‫الدستورية بصورة مباشرة وعن طريق احلقوق‬ ‫املقرة مبوجب هذا الدستور وكذلك الدستور‬ ‫االسباني لعام ‪ 1931‬االفراد هذا احلق وان‬ ‫النتيجة املرتتبة على اعطاء االفراد هذا احلق‬ ‫هوه اعطائهم دوراً مباشراً حلماية حقوقهم‬ ‫الدستورية الن احلرمان من هذا احلق‬ ‫يتعارض مع احلق التقاضي املكفول جلميع‬ ‫كذلك يسجم مع ما نصت علية االتفاقيات‬ ‫الدولية يف تأكيد دور االفراد يف محاية‬ ‫حقوقهم ونصت املادة(‪)8‬من االعالن العاملي‬ ‫حلقوق االنسان يف(لكل شخص يف ان يلجا‬ ‫للمحاكم الوطنية ال نصافة‬ ‫الرقابة عن طريق الدفع(رقابة االمتناع)‬ ‫جتسد هذا الرقابة يف الدفع تتقدم به امام‬ ‫احملكمة العادية من قبل احد االفراد باعتباره‬

‫حتليل‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫طرفاً من اخلصومة يطلب به عدم تطبيق قانون‬ ‫معني على النزاع املعروض امامها لكونه غري‬ ‫دستوري وعندما تقتنع احملكمة بصحة الدفع‬ ‫متتنع عن تطبيق القانون على الواقع حمل‬ ‫النزاع وهذا احلق مكفول جلميع االشخاص‬ ‫لضمان احلفاض على حقوقهم حرياتهم وعدم‬ ‫انتهاكها وقد مارس القضاء االمريكي دوراً‬ ‫يف استخدام اسلوب الرقابة بعدم الدفع من‬ ‫اجلدير بالذكر ان هناك مناطاً من الدساتري‬ ‫يتبع طريق الرقابة عن طريق الدفع مقروناً‬ ‫بدفع دعوى االلغاء وجند هذا االجتاه يف‬ ‫املادة(‪ )3/99‬من دستور االمارات العربية‬ ‫املتحدة(يبحث دستور القوانني والتشريعات‬ ‫واللوائح عموماً اذا ما احيل اليها هذا الطلب‬ ‫من اي حمكمة من حماكم البالد املنظورة‬ ‫امامها وعلى احملكمة املذكورة ان تلتزم بقرار‬ ‫احملكمة االحتادية العليا بهذا الصدد‬

‫‪..........‬‬

‫ساجد حممد الزاملي‪ ،‬القانون الدستوري‬ ‫والنظام الدستوري‪ ،‬العراق‪ ،‬دار نيبور‪،‬‬ ‫‪ ،2014‬ص‪230‬‬ ‫ومن املواثيق الدولية اليت تولت محاية حقوق‬ ‫االقليات هي‪:‬ـ‬ ‫اوال‪ :‬املعهدات اخلاصة حبماية االقليات‬ ‫ومنها املعهدات اليت عقدت بني دول احللفاء‬ ‫ودول احملور وبولندا واليت وقعت يف فرساي‬ ‫يف الثامن والعشرين عام ‪1919‬م‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬معهدات الصلح اليت تضمنت نصوص‬

‫حلماية االقليات ومنها معاهدة الصلح‬ ‫مع النمسا واليت وقعت يف سان جرمان يف‬ ‫الي(‪ )LAYE‬يف العاشر من ايلول عام ‪1919‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التصرحيات اليت صدرت من جانب‬ ‫واحد بااللتزام حبماية حقوق االقليات وهي‬ ‫تصرحيات عامة مثل اليت صدرت من جملس‬ ‫االمن يف البانيا يف الثاني من تشرين االول‬ ‫عام ‪1921‬م وغريها من التصرحيات خاصة‬ ‫تلك اليت صدرت امام جملس العصبة مثل‬ ‫تصريح(فنلندا) بشأن جزر إيسلندا يف السابع‬ ‫والعشرين من حزيران عام ‪ 1921‬م‪.‬‬ ‫وقد تعددت آليات تعزيز حقوق االقليات‬ ‫على املستوى الدولي ومن هذه اآلليات‬ ‫تشكيل الفريق العامل املعين حبقوق االقليات‬ ‫الذي انبعثت عن اللجنة الفرعية ملنع التمييز‬ ‫حلماية االقليات كهيئة مساعدة للجنة يف‬ ‫عام ‪ 1995‬ويتوىل هذا الطريق الرقابة على‬ ‫قضايا االقليات من خالل النظر يف التقارير‬ ‫والشكاوى الفردية‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫اوال‪ :‬النتائج‬ ‫‪1‬ـ االقلية هي اجلماعة االقل عددا مع‬ ‫بقية مواطين الدولة واليت تتميز عن اولئك‬ ‫املواطنني خبصائص أثنية او دينية او لغوية‬ ‫واليت ترتكز على الشعور بالوحدة واالنتماء او‬ ‫التضامن القائم بني افرادها من أجل احملافظة‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫حتليل‬

‫‪25‬‬

‫على هذه اجلماعة واستمرار خصوصيتها‪.‬‬ ‫‪2‬ـ من خالل استقراء الدساتري والقوانني‬ ‫املختلفة ميكن القول بأن املشرعني قد دأبو‬ ‫اىل االعرتاف لألقليات حبقوق واحلريات‬ ‫االساسية تارة بأيراد نصوص واضحة صرحية‬ ‫متتع بتلك احلقوق واحلريات هلذه االقليات‬ ‫وتارة اخرى من خالل نصوص عامة‪.‬‬ ‫‪3‬ـ ال ميكن اعتبار القومية مسألة مادية حبتة‬ ‫او مسالة روحية حبتة بل انها تقوم على‬ ‫توافر كال النوعني من العناصر‪.‬‬ ‫‪4‬ـ وجدنا ان احلماية الدستورية حلقوق‬ ‫االقليات وحرياته االساسية يستمد اساسه‬ ‫القانوني من القوانني الوطنية‪.‬‬ ‫‪5‬ـ ان التعامل الناجح مع ظاهرة التعددية‬ ‫يتطلب طرح اسرتاتيجية بعيدة املدى اوال‬ ‫وشاملة ثانيا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬املقرتحات‬ ‫‪1‬ـ جيب على املشرع العمل من خالل‬ ‫القوانني على التأكيد على سيادة الوالء‬ ‫الوطين للدولة وتغليبة على االنتماء الضيق‬ ‫للجماعات األثنية‪.‬‬ ‫‪2‬ـ جيب االقرار لألقليات حبقوقها االساسية‬ ‫ومنحها حرية ممارستها على اساس املساواة‬ ‫وحتريم التفرقة العنصرية ضد االقلية والقبول‬ ‫بالرأي والرأي اآلخر‪.‬‬ ‫‪3‬ـ جيب على الدولة عدم االكتفاء باالعرتاف‬ ‫لألقليات باحلقوق واحلريات االساسية بل األطاريح‬ ‫البد هلا من ان توفر الضمانات الالزمة لتمتع ‪1‬ـ ماهر فيصل صاحل الدليمي ـ احلماية‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫افراد االقلية بهذه احلقوق واحلريات متتعا الدستورية حلقوق االقليات يف النظم‬ ‫الدستورية ـ اطروحة دكتوراه ـ كلية القانون ـ‬ ‫فعليا ال شكليا‪.‬‬ ‫جامعة بغداد ـ ‪2007‬‬ ‫املصادر‬ ‫‪1‬ـ جابر ابراهيم الراوي ـ حقوق االنسان الدساتري‬ ‫وحرياته االساسية يف القانون الدولي والشريعة ‪1‬ـ دستور عام ‪.1925‬‬ ‫االسالمية ـ عمان ـ دار وائل للنشر‪،‬ط‪2 ،21‬ـ دستور عام ‪ 1958‬املؤقت‪.‬‬ ‫‪3‬ـ دستور ‪ 4‬نيسان ‪ 1963‬املؤقت‪.‬‬ ‫‪.2010‬‬ ‫‪2‬ـ د‪ .‬عروبة جبار اخلزرجي قانون الدولي ‪4‬ـ دستور ‪ 22‬نيسان ‪ 1964‬املؤقت‪.‬‬ ‫حلقوق االنسان ـ دار الثقافة ـ عمان‪ ،‬االردن ‪5‬ـ دستور ‪ 29‬نيسان ‪ 1964‬املؤقت‪.‬‬ ‫‪6‬ـ دستور ‪ 21‬ايلول ‪ 1928‬املؤقت‪.‬‬ ‫ـ ‪.2012‬‬ ‫‪3‬ـ د‪ .‬عدنان عاجل عبيد ـ القانون الدستوري ‪7‬ـ دستور ‪ 16‬متوز ‪ 1970‬املؤقت‪.‬‬ ‫‪8‬ـ مشروع دستور العراق لسنة ‪.1990‬‬ ‫ـ العراق ـ طبعة ‪ 21‬ـ ‪.2012‬‬ ‫‪4‬ـ رائد شهاب امحد‪ ،‬احلماية القانونية ‪9‬ـ قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة‬ ‫لألقليات يف العراق‪ ،‬حبث منشور يف جملة االنتقالية ‪.2004‬‬ ‫رسالة احلقوق‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬كلية القانون ـ ‪10‬ـ دستور مجهورية العراق النافذ لسنة‬ ‫‪.2005‬‬ ‫جامعة كربالء‪2012 ،‬‬ ‫‪5‬ـ حممد يوسف علوان ـ حممد خليل املوسى‬ ‫ـ القانون الدولي حلقوق االنسان ـ عمان‪ ،‬االتفاقيات واالعالنات الدولية ذات اخلصوص‬ ‫‪1‬ـ االعالن العاملي حلقوق االنسان لعام‬ ‫االردن دار الثقافة للنشرـ ‪.2011‬‬ ‫‪6‬ـ د‪ .‬مين يوخنا يأقو‪ ،‬حقوق االقليات ‪.1948‬‬ ‫القومية ـ مصر دار شتات للنشر ـ بدون رقم ‪2‬ـ قانون محاية حقوق االقليات الصادرة من‬ ‫املبادرة االوربية املركزية يف ‪ 18‬تشرين الثاني‬ ‫طبعة ـ ‪.2010‬‬ ‫‪7‬ـ نواف كنعان ـ حقوق االنسان ـ االردن ـ ‪.1994‬‬ ‫البحوث املأخوذة من االنرتنيت‬ ‫اثراء للنشر والتوزيع ـ ‪.2008‬‬ ‫‪WWW.ONE IRAQ NEWS.COM‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪26‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ُ‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫جمتمع‬ ‫يف‬ ‫الثورة‬ ‫قضية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي فرات‬

‫َ‬ ‫االلتفاف املتكام َل للقضايا‬ ‫ال ريب أ ّن‬ ‫مسها‬ ‫عرض ر ِ‬ ‫االجتماعي ِة‪ ،‬اليت سعينا إىل ِ‬ ‫البياني ضمن هذا اإلطار‪ ،‬حول قضي ِة الثور ِة‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عريف الثور ِة‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫أ‬ ‫سوف‬ ‫مفهوم‪.‬‬ ‫أم ٌر‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تاريخ‬ ‫مبنوا ٍل خمتلف‪ ،‬إذ مبقدورنا تفسريَ ِ‬ ‫الشرق أوسطي ِة بأح ِد جوانبِه على أنه‬ ‫املدني ِة ِ‬ ‫تاري ُخ الثورةِ املضادة‪ .‬ثور ٌة مضاد ٌة ضد َمن؟‬ ‫العناصر‬ ‫مجيع‬ ‫إنها ثور ٌة مضاد ٌة جتاه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫نظام املدنية‪ .‬هي‬ ‫االجتماعي ِة ٌ املطرودةِ من ِ‬ ‫ثور ٌة مضادة جتاه املرأة‪ ،‬الشبيبة‪ ،‬جمتمع‬ ‫الزراع ِة ـ القرية‪ ،‬القبائل والعشائر املستقرةِ‬ ‫وال ّر ّحالة‪ ،‬أصحاب املذاهب والعقائد‬ ‫الباطنية‪ ،‬وجتاه َمن يُرا ُد استعبادُهم أيضاً‪.‬‬ ‫فبينما تَ ُكو ُن املدني ُة نظاماً جديداً أو ثورةً‬ ‫بالنسب ِة لقواها الذاتي ِة املنفعية‪ ،‬فهي دما ٌر‬ ‫وثور ٌة مضاد ٌة بالنسب ِة للقوى املضادة‪ .‬أما‬ ‫بالنسب ِة لي‪ ،‬فالثورةُ تعين إعادةَ‬ ‫اكتساب‬ ‫ِ‬

‫تَع ِك ُسها‪ .‬ما من ٍّ‬ ‫شك يف َّ‬ ‫اجملتمعات األكث َر‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫أخالقي ًة وسياسي ًة ودميقراطية‪ ،‬تتس ُم مبزي ٍد‬ ‫عيش احلري ِة واملساواة‪ .‬و َمن شاء‪،‬‬ ‫من ُفرَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫باجملتمع االشرتاك ّي‪.‬‬ ‫مبقدوره تسمي َة ذلك‬ ‫ِ‬ ‫جملتمع‬ ‫تفسري‬ ‫القيام بصياغ ِة‬ ‫لدى‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واقعي ُ َِ‬ ‫تتم ُمالقاةُ صعوب ٍة تذكر‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬فلن َّ‬ ‫ِ‬ ‫املاهيات األخالقي ِة‬ ‫وتثبيت‬ ‫تشخيص‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسياسي ِة والدميقراطي ِة للثورةِ اليت جيب‬ ‫باملستطاع اإلدراك من خال ِل‬ ‫إجنازها‪ .‬إذ‬ ‫ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫األحداث اجلاري ِة َّ‬ ‫األيديولوجيات‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملجُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫التقليدي ِة واحلداثوي ِة ا َّرب ِة َج َعلت الوض َع‬ ‫أكثرَ إشكالي ًة‪ .‬وهذه النتائ ُج تُبرَ ِه ُن واقعي َة‬ ‫الدميقراطي ِة السياسي ِة واألخالقي ِة اليت ال‬ ‫للمجتمع‬ ‫استغناء عنها‪ .‬فقضي ُة الثورةِ األساسي ُة‬ ‫ِ‬ ‫غيب فيه السياس ُة الدميقراطية‪،‬‬ ‫الذي تَ ُ‬ ‫حَ‬ ‫روم من األخالق؛‬ ‫اجملتمع امل ِ‬ ‫وبالتالي ُ ِ‬ ‫اكتساب هذه املاهيات‪ .‬ولدى‬ ‫إمنا هي قضية‬ ‫ِ‬ ‫موضع ِة قضي ِة الثورةِ تأسيساً على ذلك‪ ،‬حينها‬ ‫ِ‬ ‫السياسي والتَّ َم ُ‬ ‫عات‬ ‫املنهاج‬ ‫يمُ ك ُن حتديد‬ ‫وق ِ‬ ‫ِّ‬ ‫واخلطوات العملي ِة‬ ‫االسرتاتيجي ِة والتكتيكي ِة‬ ‫ِ‬ ‫مبوجب ذلك‪ .‬هكذا من ٌ‬ ‫مفهوم‬ ‫من‬ ‫ط‬ ‫السليم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بات الثورةِ اإلسالمي ِة‬ ‫الثورة مغاي ٌر كثرياً لتَقَ ُّر ِ‬

‫والدميقراطي‬ ‫والسياسي‬ ‫األخالقي‬ ‫اجملتمع‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫لمِ اهياتِه تلك جمدَّداً ومبستوى أرقى‪ ،‬بعدما‬ ‫َح َّد نظا ُم املدني ِة من مساحتِه وأعا َق تطبيقَه‬ ‫على الدوام‪.‬‬ ‫إن الثورةَ‬ ‫َّ‬ ‫ماركسي‬ ‫الشرتاكي‬ ‫ة‬ ‫بالنسب‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫هي»اجملتم ُع االشرتاك ّي»‪ .‬وهي»اجملتم ُع‬ ‫ِّ‬ ‫لثوري إسالم ّي‪.‬‬ ‫اإلسالمي» بالنسب ِة‬ ‫ُّ‬ ‫بالنسب ِة‬ ‫الليربالي»‬ ‫وهي»اجملتم ُع‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫جمتمعات‬ ‫من‬ ‫ما‬ ‫احلقيقة‪،‬‬ ‫يف‬ ‫للبورجوازي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حمض تسميات‪ ،‬مثلما احلالُ‬ ‫كهذه‪ .‬إنها ُ‬ ‫العصور الوسطى‪ .‬لك ّن‬ ‫يف‬ ‫اجملتمعات ال تُ َغيرُِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بطاقات أيديولوجي ٍة‬ ‫نوعيتها مبجر ِد تعليق‬ ‫ٍ‬ ‫عليها‪ .‬وعلى سبيل ِاملثال؛ فقد أُ‬ ‫در َك بعد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السوفييت مبا فيه الكفاية أنه ما من‬ ‫انهيار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االشرتاكي‬ ‫السوفييت‬ ‫إنسان‬ ‫بني‬ ‫جذري‬ ‫فارق‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أن الفوارقَ‬ ‫األوروبي الليربال ّي‪ .‬كما َّ‬ ‫واإلنسان‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ذات‬ ‫مسيحي‬ ‫بني‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫النابع َة‬ ‫ومسلم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫جزئي على حياتِهم إىل أقصى درجة‪.‬‬ ‫تأثري‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫نوعي بني‬ ‫بتمييز‬ ‫م‬ ‫القيا‬ ‫سيتم‬ ‫كان‬ ‫وإذ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ممكن إال تأسيساً‬ ‫اجملتمعات‪ ،‬فذلك غ ُ‬ ‫ري ٍ‬ ‫والسياسي‬ ‫األخالقي‬ ‫اجملتمع‬ ‫على صف ِة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫والدميقراطي الذي سعينا إىل تعريفِه‪ .‬إذ ال‬ ‫ِّ‬ ‫تتحد َد الفوار ُق اجلذري ُة مبنوا ٍل أو االشرتاكي ِة أو القوموية‪ .‬ذلك َّ‬ ‫أن تلك‬ ‫كن أ ْن‬ ‫َّ‬ ‫يمُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫املطاف عن‬ ‫آخ ِر‬ ‫املصطلحات‬ ‫واقعي إال بهذه‬ ‫ِ‬ ‫وبالظواهر اليت املواقف ال تتخلف يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫االنتهاءِ إىل الدول ِة القومي ِة خصوصاً‬ ‫إطار احلداث ِة الرأمسالية‪ .‬أما احلداث ُة‬ ‫ضمن ِ‬

‫مقالة‬

‫‪27‬‬

‫ِ‬ ‫الدائم يف‬ ‫للنجاح‬ ‫فحسب‪ .‬إذ ما ِمن فرص ٍة‬ ‫ِ‬ ‫الذاتي وشتى أشكا ِل املقاومة‪،‬‬ ‫الدفاع‬ ‫حرب‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إنشاءات‬ ‫طالمَ ا يَ ُسو ُد العجز يف توحي ِدها مع‬ ‫ِ‬ ‫والسياسي والدميقراط ّي‪.‬‬ ‫األخالقي‬ ‫اجملتمع‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أن قضايا اجملتمع تقتضي التكا ُملَ‬ ‫َّ‬ ‫فكيفما‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الثوري أ ْن‬ ‫الضروري للثورةِ أو‬ ‫الكليات ّي‪ ،‬فمن‬ ‫السياسي واالسرتاتيجيةَ‬ ‫حَييا ويُ َطبِّ َق املنها َج‬ ‫َّ‬ ‫مجيع‬ ‫بشكل‬ ‫التكتيكي‬ ‫واملخط َط‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫متداخل يف ٌِّ‬ ‫ُّ‬ ‫أقوالِه وأفعاله‪ .‬ذلك َّ‬ ‫أن تَدَف َق احلياةِ كل‬ ‫متكامل‪ .‬وعلينا أال نَعتَقِ َد بإمكاني ِة عي ِشنا‬ ‫ص‬ ‫مبراح َل متقطع ٍة منفصلة‪ .‬وإذا كنا سنَستَخلِ ُ‬ ‫بعض األمثل ِة التارخيية‪ ،‬فأمثل ُة‬ ‫ال ِعبرَ​َ من ِ‬ ‫زرادشت‪ ،‬موسى‪ ،‬عيسى وحممد تعليميةٌ‬ ‫الشخصيات‬ ‫آخر درجة‪ .‬فهذه‬ ‫ُ‬ ‫وناجع ٌة إىل ِ‬ ‫السنني‬ ‫بآالف‬ ‫التارخيي ُة تُنَبِّهُنا قب َل اآلن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫والثوار الذين يت ّم تَ َص ُّو ُرهم من‬ ‫الثورات‬ ‫حول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وحول كيف‬ ‫أجل‬ ‫ِ‬ ‫جمتمعات ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫جيب أ ْن يَكونوا متكاملني‪ ،‬سريعي الوترية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الشرق‬ ‫لثورات‬ ‫مبدئيني وعمليني‪ .‬يمُ ِك ُن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مبوجب‬ ‫األوس ِط أ ْن تحُ ر َز النجاح‪ ،‬ليس‬ ‫ِ‬ ‫قوالب احلداث ِة الرأمسالية‪ ،‬بل مبا يُنا ِس ُب‬ ‫ِ‬ ‫بالعلم‬ ‫االلتحام‬ ‫مع‬ ‫ن‬ ‫ولك‬ ‫التارخيية‪،‬‬ ‫ها‬ ‫قِيَ َم‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املعاصر‪.‬‬

‫َورها‪ ،‬فهي ليست أداةَ ِّ‬ ‫حل‬ ‫الرأمسالي ُة بِد ِ‬ ‫القضية‪ ،‬بل أداةُ‬ ‫ونشرها‬ ‫تضخيم القضايا ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اجملتمع أمجع‪.‬‬ ‫داخل َ َ ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مسافات ملحوظة يف‬ ‫كلَّما قط َعت الثورة‬ ‫ٍ‬ ‫امليادين األخالقي ِة والسياسي ِة‬ ‫ممارسات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بالتطور بابتعا ِدها‬ ‫حينها‬ ‫ع‬ ‫شر‬ ‫ت‬ ‫والدميقراطية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عن احلداث ِة الرأمسالي ِة وجتسي ِدها العصراني َة‬ ‫بشكل ملموس‪ .‬هذا ومن األهمي ِة‬ ‫الدميقراطي َة ٍ‬ ‫معين‬ ‫فرق آخرَ لقضي ِة الثورة‪ٍّ ،‬‬ ‫مبكان حتديد ٍ‬ ‫ُ‬ ‫املواقف‬ ‫فبقدر ما تَ ُكو ُن‬ ‫واملمارسة‪.‬‬ ‫بنم ِط احلياةِ‬ ‫ِ‬ ‫املستقيم خاطئة‪َّ ،‬‬ ‫بالتقدم‬ ‫القائل ُة‬ ‫فإن جتذيرَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفصل بني النظري ِة واملمارس ِة العملي ِة يُفضي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اإلدراك‬ ‫ممارسات خاطئة‪ .‬ينبغي‬ ‫أيضاً إىل‬ ‫ٍ‬ ‫على‬ ‫أفضل وج ٍه أنه ما ِمن أمنا ِط حياةٍ‬ ‫ِ‬ ‫بشأن ما قب َل الثورةِ وما بعدَها‪،‬‬ ‫خمتلف ٍة ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫إنسان‬ ‫للثوري‪ .‬فالتحول إىل‬ ‫خاص ًة بالنسب ِة‬ ‫ٍ‬ ‫يتم بالتوازي مع التعبئ ِة النظرية‪ .‬وال‬ ‫عملي ُّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِّ‬ ‫الثوري على َمن ال يَع ِك ُس املزايا‬ ‫تُطلَ ُق ِصفَ ُة‬ ‫األخالقي َة والسياسي َة والدميقراطي َة على‬ ‫والعمل يف حياتِه اليومية‪ .‬وال يمُ ك ُن‬ ‫القو ِل‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أ ْن تَكو َن هناك حياة ثورية أو نضالية ألمثا ِل‬ ‫باإلمكان اختزال األزم ِة‬ ‫التحو ُل خالص ًة؛‬ ‫هؤالء‪ .‬عالوةً على أنه من‬ ‫املستحيل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشرق األوس ِط ضمن‬ ‫جمتمع‬ ‫عملي بالتحلي فقط بنزع ِة املقاوم ِة والقضايا يف‬ ‫ِ‬ ‫إىل ٍ‬ ‫إنسان ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ثالث مراحل‪ .‬املرحلة األوىل؛ تصا ُع ُد‬ ‫الذاتي‬ ‫الدفاع‬ ‫بأسلوب‬ ‫اجملتمع‬ ‫أو محاي ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫بااللتفاف َ‬ ‫ظواهر‬ ‫حول‬ ‫نظام املدني ِة املركزي ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساللة‪ ،‬اهلرمية‪ ،‬املدينة‪ ،‬السلطة‪ ،‬الدول ِة‬ ‫والطبقة‪ ،‬واليت تَبَدَّت مالمحِ ُها جيداً يف‬ ‫أعوام ‪ 3500‬ق‪.‬م‪ .‬هذا النظا ُم هو مصد ُر‬ ‫ِ‬ ‫للرد‬ ‫القضايا االجتماعية‪ .‬وقد دارت املساعي ِّ‬ ‫على هذه املرحل ِة بالنظام القَبَلِ ِّي خارجياً‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫والزرادشيت‬ ‫اإلبراهيمي‬ ‫وبالنظا َمني الدينيَّني‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫مَ​َ‬ ‫نظام‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫عد‬ ‫هي‬ ‫الثانية؛‬ ‫داخلياً‪ .‬املرحل ُة‬ ‫َّ َ َ َُ​َ ِ َِ‬ ‫املدني ِة املركزية ـ الذي حقق نقلته األخرية‬ ‫ِ‬ ‫التام‬ ‫مع احلضارةِ اإلسالمية ـ من النجاح ِّ‬ ‫حتقيق ُمبادَراتِه النهضوي ِة جتاه قضاياه‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫املرتاكمة‪ ،‬بل دخولُه مرحل َة املعاناةِ من‬ ‫انتزاع‬ ‫تجَ َ ُّذ ِر‬ ‫ِ‬ ‫األزمات والقضايا أكثر فأكثر مع ِ‬ ‫انطالقات احلضارةِ املديني ِة يف شب ِه اجلزيرةِ‬ ‫ِ‬ ‫التوج ِه‬ ‫اإليطالي ِة زمامَ الريادةِ من يَ ِده مع ُّ‬ ‫صوب أعوام ‪ 1200‬م‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عيش ِ املرحل ِة الثالث ِة املُعاش ِة راهناً‬ ‫بَدَأَ ُ‬ ‫ً‬ ‫أعوام‬ ‫اسم«قضية‬ ‫الشرق» اعتبارا من ِ‬ ‫حتت ِ‬ ‫ً‬ ‫نظام‬ ‫‪ ،1800‬وذلك تزا ُمنا مع استيالءِ ِ‬

‫زمام اهليمنة‪،‬‬ ‫مدني ِة أوروبا املركزي ِة على‬ ‫ِ‬ ‫حبوث احللِّ‬ ‫ُ‬ ‫وتركيزه على املنطقة‪ .‬أما‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫واحلداثوي اعتمادا على احلداث ِة‬ ‫التقليدي‬ ‫الرأمسالية‪ ،‬فقد انتَهَت بازديا ِد وطأةِ‬ ‫القضايا أكثر‪ ،‬ف َم َّهدَت بذلك األزم ُة السبي َل‬ ‫العرقي‬ ‫التطهري‬ ‫سلبيات بَلَ َغت حاف َة‬ ‫أمام‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫واالنتحار‪.‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪28‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫إرهاب الدولة الرتكية لن يثين أبناء شنكال‬ ‫للتنازل عن إرادتهم احلرة‬

‫ياسر خلف‬

‫إن الذين حاكوا املؤامرة ضد الوجود‬ ‫الكردي يف شنكال وخاصة بعد أيام قليلة‬ ‫على مرور إحياء أبناء شنكال لذكرى‬ ‫اإلبادة اجلماعية اليت تعرضوا هلا يف‬ ‫الثالث من آب عام ‪ 2014‬مازالوا مستمرين‬ ‫يف االنتقام لإلرادة الصاعدة وخاصة بعد‬ ‫التجربة املريرة ملأساة الشعب يف شنكال‬ ‫وتبنيهم إلرادتهم احلرة اليت تكللت يف‬ ‫اإلدارة الذاتية لشنكال وقواها املقاومة‬ ‫وإدراكها بشكل جيد أن هذه اإلرادة هي‬ ‫وحدها القادرة على ردع أي عدوان‬ ‫واستهداف لوجودهم وما عاد باإلمكان أن‬ ‫تسلّم قدرها ألحد بعد اآلن فاالنتصار‬ ‫احلقيقي يف شنكال مل يعد انتصاراً أو‬ ‫سب بل أصبح انتصاراً‬ ‫حتريراً عسكرياً فَ َح ْ‬ ‫إلرادة الوعي اجملتمعي ورغبة صلبة يف‬ ‫اسرتجاع أصالة شنكال وكرامتها اليت‬ ‫ُفقِدت نتيجة اهليمنات السلطوية‬ ‫والعقليات العشائرية الفئوية املنفعية اليت‬ ‫تركت شنكال وحيدة يف أول مواجهة مع‬ ‫قوى الظالم حيث ميكننا اجلذم أن هذه‬ ‫الفئات العشائرية والسلطات النفعية كانت‬ ‫من املشاركني يف هذه املؤامرة القذرة على‬ ‫الشعب الكردي يف قضاء شنكال‪ ،‬وال تزال‬ ‫مستمرة يف نهجها الغادر واحلاقد على كل‬ ‫شخصية مقاومة منذ درويش عبدي ومروراً‬ ‫مبام زكي وزردشت ‪ ...‬وانتهاءً مبام سعيد‬ ‫حسن الذي مت استهدافه من قبل طريان‬ ‫احملتل الرتكي اليت تتخذ من أماكن عدة‬ ‫يف دهوك وهولري مقراً الستهداف شنكال‪،‬‬ ‫وهذا العدوان السافر من قبل دولة االحتالل‬ ‫الرتكي ليس وليد اللحظة فهو مستمر منذ‬ ‫ما قبل توجيه داعش إىل شنكال وأصبح‬ ‫أكثر ضراوة بعد هزمية ربيبة تركيا”داعش”‬

‫على يد أبناء وبنات الشعب الكردي يف‬ ‫شنكال‪.‬‬ ‫دون شك إن ما واجهه الشعب الكردي‬ ‫اإليزيدي كان مؤملاً وخاصة اخليانة اليت‬ ‫تعرضوا هلا من قبل احلامية العشائرية‬ ‫اليت تركتهم ملصريهم وقد خلّفت أثراً‬ ‫عميقاً ال سبيل لزواله يف تارخيهم أو‬ ‫ماضيهم بعد أن تُركوا وحدهم يواجهون‬ ‫قدراً أسوداً فرض عليهم مبنهجية وختطيط‬ ‫خبيث وجهاً لوجه أمام داعشية متعطشة‬ ‫للدماء والقتل والسيب‪.‬‬ ‫ُذو ُب‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫أج‬ ‫جببل‬ ‫فلقد احتموا والذوا‬ ‫ٍ َ ٍ ِّ‬ ‫أشالءهم مما جعلهم يعيشون مع املوت‬ ‫واخلوف واخلشية من الفناء واالندثار يوماً‬ ‫بعد آخر‪ ،‬ومل يكن مستغرباً أبداً عندما‬ ‫بدأت اهلجمات اإلرهابية (الفرمان ‪ )74‬يف‬ ‫شنكال أن يهموا باالستعداد للهجرة بدافع‬ ‫التفادي من املرور بإبادة مجاعية‪ ،‬وهذا‬ ‫األمر كان خمططاً له بشكل ممنهج ودقيق‬ ‫من قبل أقبية االستخبارات اإلقليمية‬ ‫خاصة بعد االجتماع الذي جرى يف األردن‬ ‫فقد أرادوا إنهاء الوجود الكردي يف شنكال‬ ‫وسهل املوصل‪ ،‬لكن الشيء الذي حت ّوَ َل‬ ‫إىل مفاجأة كبرية هلم وأعطاهم األمل من‬ ‫جديد هو وصول قوات وحدات املرأة احلرة‬ ‫‪YJA‬ـ‪ ،STAR‬قوات محاية الشعب ‪HPG‬‬ ‫باإلضافة إىل وحدات محاية الشعب واملرأة‬ ‫ممر األمل‬ ‫‪ YPG‬ـ ‪ ،YPJ‬ومتكنها من فتح ِّ‬ ‫بني شنكال وروج آفا بأرواحهم وأجسادهم‬ ‫ألف من الشعب‬ ‫وأنقذت قرابة مخسمئة ٍ‬ ‫الكردي يف شنكال ُجلُّهم من النساء‬ ‫واألطفال‪.‬‬ ‫هذه امللحمة البطولية ألبناء الشعب‬ ‫الكردي املقاوم استعادت جمريات مأثرة‬ ‫درويش عبدي اليت حتولت فيما بعد إىل‬ ‫مبني ليس على داعش وحده ولكن‬ ‫نصر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫على كل من سانده ووجهه ودعمه وخاصة‬ ‫تركيا اليت اعتربت اإلرادة احلرة لشنكال‬ ‫وشعبها ومقاتليها املقاومني خطراً عليها‪،‬‬ ‫فعمدت إىل حياكة املؤامرات عرب عمالئها‬

‫ووكالئها أو بإبرام صفقات مع حكومة‬ ‫بغداد اليت التزمت الصمت ملا يتعرض‬ ‫له شنكال يف انتهاك صارخ لسيادتها‪،‬‬ ‫واألنكى من كل هذا أنها متآمرة معها يف‬ ‫هذا االستهداف كنوع من الضغط لتسليم‬ ‫أبناء شنكال إلرادتهم مرة أخرى عرب ما‬ ‫مسي اتفاق بغداد بني الربزاني وحكومة‬ ‫املركز بأن خيضع شنكال إىل املركز متاماً‬ ‫كما مت تسليم كركوك للحشد الشعيب اليت‬ ‫مل يستطع محايتها والدفاع عنها ولتصبح‬ ‫مرة أخرى عرضة لإلبادة والقتل والصهر‪.‬‬ ‫ما ميكن التأكيد عليه وعلى الرغم من‬ ‫االستهداف املتكرر لالحتالل الرتكي‬ ‫ووكالئه وعمالئه لإلرادة احلرة املتشكلة‬ ‫يف شنكال هو أن اجملتمع الشنكالي قد‬ ‫ختطى بتصميم ال مثيل له مرحلة الفناء‬ ‫واالستسالم للقدر‪ ،‬وبات ميتلك من الوعي‬ ‫السياسي واإلرادة احلرة وقواه الذاتية‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫للدفاع واملقاومة والصمود يف مواجهة‬ ‫كافة الظروف واملخططات اليت تستهدف‬ ‫وجوده ورغبته يف احلرية ـ وهو الشيء‬ ‫الذي بات يؤرق مجيع القوى اليت كانت‬ ‫تستغلهم يف السابق ـ وأصبح قادراً على‬ ‫إدارة شؤونه بنفسه ككيان جمتمعي‬ ‫ومدني متماسك ومرتابط بفكر وفلسفة‬ ‫احلياة احلرة اليت تؤهله لنيل حقوقه‬ ‫املشروعة يف ظل عراق احتادي فيدرالي ال‬ ‫مركزي وهذه هي احلقيقة اليت يتوجب‬ ‫على اجملتمع الدولي والقوى اإلقليمية‬ ‫والداخلية إدراكها واستيعابها ومساندتها‬ ‫كسبيل وحيد حلماية هذا الشعب العريق‬ ‫واألصيل والنظر إليه كأحد أقدم الديانات‬ ‫املساملة يف تاريخ البشرية على اإلطالق‬ ‫واليت من الضرورة احلفاظ عليها كموروث‬ ‫وثقافة أولية للحضارة اإلنسانية املرتاكمة‬ ‫منذ آالف السنني‪.‬‬

‫مقالة‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫الظالم حيث ميكننا اجلذم أن هذه الفئات العشائرية والسلطات‬ ‫النفعية كانت من املشاركني يف هذه املؤامرة القذرة على الشعب‬ ‫الكردي يف قضاء شنكال‪ ،‬وال تزال مستمرة يف نهجها الغادر‬ ‫واحلاقد على كل شخصية مقاومة منذ درويش عبدي ومروراً مبام‬ ‫زكي وزردشت ‪ ...‬وانتهاءً مبام سعيد حسن الذي مت استهدافه‬ ‫من قبل طريان احملتل الرتكي اليت تتخذ من أماكن عدة يف دهوك‬ ‫وهولري مقراً الستهداف شنكال‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪30‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫اإلبادة اجلماعية‬ ‫والتطهري العرقي‬ ‫ومستقبل األيزيديني يف‬ ‫العراق‬ ‫زهير كاظم عبود‬

‫ال خيتلف أحد يف العراق على تعدد‬ ‫املكونات العراقية‪ ،‬واعتبار هذا اخلليط‬ ‫اجلميل مصدر قوة ودعم لتحقيق القاعدة‬ ‫املتوازنة يف البناء االجتماعي املهم يف بناء‬ ‫الدولة الدميقراطية‪.‬‬ ‫هذا التنوع االنساني يشكل اجلسر واملعرب‬ ‫الذي ال ميكن تأسيس دولة مدنية تضمن‬ ‫حقوق اإلنسان إال من خالل ضمان حقوق‬ ‫مجيع هذه املكونات‪ ،‬وهي مسألة طاملا‬ ‫أكدت عليها الدساتري وتبجحت بها‬ ‫السلطات‪ ،‬يف املساواة التامة بني العراقيني‬ ‫دون أي اعتبار للدين والقومية واملذهب‬ ‫واجلنس والعقيدة واللون‪ ،‬ويف معايري‬ ‫مسألة احلقوق حيث تتساوى املكونات‬ ‫باعتبار أن احلقوق ال تتجزأ‪.‬‬ ‫املكونات العراقية اإلسالمية واملسيحية‬ ‫واأليزيدية واملندائية تعاني من حالة‬ ‫التناقض اليت متارسها وتتمسك بها‬ ‫مجيع احلكومات اليت تعاقبت على حكم‬ ‫العراق‪ ،‬فأتباع هذه الديانات يف النصوص‬ ‫الدستورية مجيعا يتساوون مع مجيع‬ ‫العراقيني بغض النظر عن الدين‪ ،‬وبهذه‬ ‫املساواة تتساوى احلقوق وتتحمل مجيع‬ ‫الواجبات وااللتزامات القانونية‪.‬‬ ‫حالة التناقض يف النظرة اىل ابناء املكونات‬ ‫العراقية تنسحب على ثقافة اجملتمع‪،‬‬ ‫حيث مل يزل ينظر اىل ابناء هذه املكونات‬ ‫األصيلة‪ ،‬نظرة بعيدة عن املساواة واألميان‬ ‫باحلقوق املنصوص عليها يف الدستور مبا‬ ‫فيها حرية الفكر والعقيدة والضمري‪ ،‬ولعلنا‬

‫ال نغالي اذا قلنا ان هناك جتهيال للتاريخ‬ ‫واخفاء للحقائق تتناوب عليه اجيال من‬ ‫العراقيني من خالل ثقافة اجملتمع يف‬ ‫البيت والشارع واملدرسة ويف اجلامعة‬ ‫ويف مؤسسات الدولة واملبنية على اساس‬ ‫التفاضل بني الديانات نقيضا ملا ورد‬ ‫بنصوص الدستور ‪.‬‬ ‫الديانة األيزيدية ديانة قدمية ال نريد ان‬ ‫نسهب يف قدمها وعراقتها‪ ،‬أسوة بالعديد‬ ‫من الديانات القائمة على األرض العراقية‪،‬‬ ‫وأتباع هذه الديانة تعرضوا بسبب اعتناقهم‬

‫للدين األيزيدي‪ ،‬والذي يؤمن بوحدانية‬ ‫اهلل‪ ،‬خالل فرتات متباعدة من التاريخ‬ ‫اىل جمازر ومحالت ابادة مجاعية وتطهري‬ ‫عرقي وصلت ألكثر من ‪ 72‬محلة شعواء‪،‬‬ ‫حتمل فيها األيزيديون باإلضافة اىل‬ ‫تهميشهم‪ ،‬محالت من اجملازر الدموية‬ ‫والسلب والنهب كانت تتم حتت ستار‬ ‫الدين‪ ،‬راح ضحيتها مئات االالف من‬ ‫البشر مل يرتكبوا جناية أو ذنب سوى‬ ‫كونهم يتمسكون بعقيدة كفلها الدستور‬ ‫والشرائع وحقوق األنسان‪ ،‬محالت مل‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫يعرفها العامل والذكرتها كتب التاريخ‬ ‫احلديث‪ ،‬لقصور يف كشف احلقائق‪،‬‬ ‫ولسيطرة احلكام املشاركني بالقتل على ما‬ ‫يكتبه املؤرخني‪.‬‬ ‫هذه اجملازر كانت مجيعها محالت‬ ‫منظمة لإلبادة اجلماعية‪ ،‬محالت القتل‬ ‫اجلماعي هذه كانت تستهدف األيزيديني‬ ‫بقصد تدمري وجودهم ومسحهم من األرض‬ ‫اليت يعيشون فيها‪ ،‬وهو ما يتطابق‬ ‫مع التعريف القانوني ملفهوم اإلبادة‬ ‫اجلماعية‪ ،‬مبا يعين ممارسة افعال القتل‬

‫مقالة‬

‫‪31‬‬

‫اجلماعي ضدهم‪ ،‬واحلاق األذى النفسي‬ ‫واملدمر يف نفوسهم‪ ،‬وعزهلم ضمن مناطق‬ ‫معينة وحماربتهم اجتماعيا ونفسيا‪،‬‬ ‫والتضييق عليهم معيشيا‪ ،‬كل هذه األمور‬ ‫متت ممارستها عليهم ضمن نطاق املرحلة‬ ‫التارخيية اليت مرت‪ ،‬واليت من نتائجها‬ ‫أن انتشرت جمموعات منهم يف سورية‬ ‫وتركيا وأرمينيا وانتشروا كالجئني يف‬ ‫الدول االوربية‪.‬‬ ‫ومل تكن اإلجراءات التدمريية اليت مارسها‬ ‫الدكتاتور صدام ببعيدة عن الذاكرة‪ ،‬فقد‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫حاصرهم ضمن جممعات سكنية أشبه‬ ‫مبعسكرات االعتقال‪ ،‬وصادر اراضيهم‪،‬‬ ‫وطارد شبابهم‪ ،‬وعمل على دفع بعض‬ ‫منهم لتغيري قوميته‪ ،‬وحاول استغالهلم‪،‬‬ ‫ويكفي أن اغلب اراضي سنجار الزراعية مل‬ ‫تكن ملكا صرفا ألصحابها‪ ،‬ومل تزل اعداد‬ ‫منهم تعيش يف تلك املخيمات ‪.‬‬ ‫وإذا كنا نريد أن نتوغل يف قضية اإلبادة‬ ‫والتطهري العرقي احلاصل لأليزيدية‪ ،‬فأن‬ ‫اجلرمية األخرية اليت ارتكبتها عصابات‬ ‫إجرامية حتت غطاء وستار ديين باسم‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪32‬‬

‫داعش‪ ،‬جتسد كل معاني اجلرمية اليت‬ ‫يتم ارتكابها بقصد اإلبادة‪ ،‬فقد ارتكبت‬ ‫جمازر على اوسع نطاق‪ ،‬ومت اقتياد‬ ‫األطفال والنساء والشابات كأسرى وسبايا‬ ‫بعيدا عن االخالق والشرف‪ ،‬واذا كان‬ ‫تعريف السيب هو الوقوع باألسر عند‬ ‫األعداء احملاربني‪ ،‬فلم تكن هناك امكانية‬ ‫مواجهة مسلحة وحتى الدفاع عن النفس‬ ‫من قبل اجملتمع األيزيدي‪ ،‬كما أن‬ ‫السبايا من النساء امتهنت انسانيتهن ومت‬ ‫بيعهن يف أسواق النخاسة‪ ،‬كما مت االعتداء‬ ‫على النساء الباكرات واألطفال‪ ،‬ومت ترويع‬ ‫الشيوخ العاجزين عن النزوح من بيوتهم‬ ‫باجتاه اجلبل‪ ،‬بان قاموا بقتلهم وذحبهم‬ ‫حنرا وتصويرهم‪ ،‬وقتلوا أعداد كبرية من‬ ‫األيزيديني اطفاال ونساء وشباب مل يتمكنوا‬ ‫من مغادرة بيوتهم وقرآهم‪.‬‬ ‫وقد ال ختتلف الطريقة اليت عومل بها‬ ‫االيزيدية يف مجيع الفرمانات اليت مرت‬ ‫بتارخيهم الدموي‪ ،‬فسبق هلم وأن مت‬ ‫تعليق رؤوسهم املنفصلة عن األجساد فوق‬ ‫جسر املوصل‪ ،‬وسبق وأن متت ممارسة‬ ‫ترغيبهم وترهيبهم لدخول واعتناق الدين‬ ‫اإلسالمي قسرا‪ ،‬ومن ثم مت قتل من رفض‬ ‫منهم‪ ،‬ومت دفن اعداد منهم بالرتاب وهم‬ ‫احياء‪ ،‬وسبق وأن متت استباحة قراهم‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫وبيوتهم ونهبوا حالهلم‪ ،‬ومتت ممارسة‬ ‫اسرتقاقهم وجعلهم عبيدا للمنتصرين الذين‬ ‫احتلوا ارضهم وبيوتهم‪ ،‬وهدموا مزاراتهم‪،‬‬ ‫واحرقوا حماصيلهم‪ ،‬واصبحت اعداد كبرية‬ ‫منهم رقيقا دون حرية او ارادة‪ ،‬وغريت‬ ‫أعداد منهم دينها على امل اخلالص من‬ ‫سيطرتهم وجربوتهم وقساوتهم كل هذا مت‬ ‫باسم الدين‪.‬‬ ‫االختالف الوحيد هو يف توفر التقنيات‬ ‫العلمية اليت مسحت بأن تنقل بعض‬ ‫األحداث أو جزء يسري من اجلرائم املرتكبة‬ ‫بواسطة قنوات التواصل االجتماعي‪ ،‬وجاء‬ ‫االجتياح األخري يف الشهر الثامن من عام‬ ‫‪ 2014‬ليؤكد بان ما حصل لأليزيدية ال‬ ‫يشكل اال استمرار لنهج دموي لن يتوقف‬ ‫بالتمنيات وسيتكرر مستقبال ‪.‬‬ ‫ليس داعش وحدها من يستهدف املكون‬ ‫األيزيدي‪ ،‬بل مجيع العناصر املتطرفة يف‬ ‫العراق‪ ،‬واليت تعدهم كفار مع انهم يعبدون‬ ‫اهلل وحده‪ ،‬وأن ورد امسهم خجوال ضمن‬ ‫نص الفقرة ثانيا من الدستور‪ ،‬حيث‬ ‫يضمن الدستور هلم حرية العقيدة واملمارسة‬ ‫الدينية‪،‬األيزيدي ليس حباجة فقط ملمارسة‬ ‫طقوسه الدينية حبرية كما يقول البعض‪،‬‬ ‫فهو حباجة ماسة للشعور بإنسانيته داخل‬ ‫اجملتمع العراقي‪ ،‬من خالل املساواة مع‬

‫باقي الشرائح والفئات‪ ،‬وهو حباجة ماسة‬ ‫ألن يلمس دوافعه للبقاء ضمن الشعور‬ ‫باألمن‪ ،‬علينا أن نضمن عدم عودة الرعب‬ ‫واإلرهاب اىل مناطق األيزيدية‪ ،‬وسيبقى‬ ‫األيزيدي مرعوبا حتى يف أرضه‪ ،‬وعلينا‬ ‫أيضا أن نثبت عدم تعرض ظهورهم‬ ‫للطعن أيضا‪ ،‬فقد غدر بهم اجلار‪ ،‬وان‬ ‫نضمن ملناطقهم احلماية املناسبة‪ ،‬سواء‬ ‫ما كان منها عراقيا أو اقليميا أو حتى‬ ‫دوليا‪ ،‬وعلينا أن نساهم يف ترسيخ قيم‬ ‫التفاهم واحملبة واحلوار بينهم وبني بقية‬ ‫شرائح اجملتمع ‪ .‬وسيبقون حباجة لقناعة‬ ‫اآلخرين للعيش بكرامة وانسانية ومساواة‪،‬‬ ‫حتى تكون هناك شراكة انسانية جلميع‬ ‫املكونات بديال عن حالة الكراهية والعداء‬ ‫املسترت حتت نصوص الدستور‪ ،‬وفق هذا‬ ‫العداء املرتاكم نتيجة احلقن واحلشو البعيد‬ ‫عن املعاني اإلنسانية‪ ،‬واملتعارض مع‬ ‫حقيقة العقائد واألديان اليت تدعو مجيعها‬ ‫للسالم واحملبة والوئام وتقديس األنسان‬ ‫كأمسى خملوق يف هذا الكون‪ ،‬اذن فأن هذا‬ ‫التواجد األزلي للمكون األيزيدي سيبقى‬ ‫متهددا وحتت طائلة الشروع يف البدء‬ ‫جبرمية أبادة مجاعية أو تطهري عرقي‬ ‫قادم واال فما معنى اخلشية واخلوف من‬ ‫املساواة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫من خيشى من املسيحيني واملندائيني‬ ‫واأليزيديني يف العراق ال خيشى على‬ ‫العراق وال حيرص على استقراره مطلقا !!‬ ‫ومن يتعمد يف ظلمهم وغبنهم ال حيرص‬ ‫على مستقبل العراق !! ومن يساهم يف‬ ‫إنقاص أهمية مساهمتهم وإشراكهم الفعلي‬ ‫يف احلياة السياسية يدفع اىل االختالل‬ ‫الذي حيصل للعراق يف عدم التوازن وعدم‬ ‫حتقيق حلمه املشروع يف التطلع حنو‬ ‫املستقبل واليريد اخلري للعراقيني مجيعا ‪.‬‬ ‫نقول بأن اخللل ليس فقط يف عزلة‬ ‫اجملتمع األيزيدي وضعفه وفرقته اليت‬ ‫تنخر مفاصله‪ ،‬امنا اخللل يكمن ايضا‬ ‫يف اجملتمع الكبري الذي يعيش ضمنه‬ ‫األيزيدي كمكون ليس له حقوق وعليه‬ ‫واجبات‪ ،‬ونؤكد بأن مسألة احلقوق ليس‬ ‫يف امكانية ممارسة الطقوس الدينية حبرية‪،‬‬ ‫وليس يف تبوء مركز وظيفي تنفيذي‪،‬‬ ‫واليف املشاركة باالنتخابات‪ ،‬إمنا تكمن‬ ‫احلقوق يف اجملتمع املوحد الذي يطبق‬ ‫بقناعة مسألة املساواة بني الناس‪ ،‬وأن‬ ‫يعتمد الدولة املدنية اليت تفصل الدين عن‬ ‫الدولة‪ ،‬هذه الدولة اليت حتافظ وحتمي‬ ‫كل العراقيني بغض النظر عن انتماءاتهم‬ ‫القومية أو الدينية أو الفكرية أو املذهبية‬ ‫‪ .‬دولة التسامح واحملبة وقبول اآلخر وأن‬ ‫يتساوى اجلميع أمام القانون مع متتعهم‬ ‫بكل احلقوق اليت تنص عليها القوانني‬ ‫والدستور‪ ،‬وأن يتحملوا مجيعا الواجبات‬ ‫بشكل متساوي ايضا‪ ،‬وأن حترتم مجيع‬ ‫العقائد واألديان‪.‬‬ ‫بالنتيجة فأن املرحلة اليت مير بها عراق‬ ‫اليوم ليست مرحلة دميقراطية وال مرحلة‬ ‫حتول دميقراطي بل هي مرحلة ( تطعيم‬ ‫) دميقراطي ؟ وهذا التطعيم ال ينجح يف‬ ‫إزاحة آثار وحش الشمولية القديم وال‬ ‫إزاحة ممارسات وحوش الشمولية العراقية‬ ‫اجلديدة دون متكني اجلميع يف املشاركة‪،‬‬ ‫ووفق ثقافة جمتمعية ومنظور انساني للفرد‬ ‫بغض النظر عن دينه او قوميته أو جنسه ‪.‬‬ ‫إمكانية التحول باجتاه بناء الدولة املدنية‬ ‫مير عرب مراحل االنتقال‪ ،‬متجاوزا مجيع‬ ‫ما يشوه العملية السياسية القائمة على‬ ‫قاعدة مشوهة من العالقات بني املكونات‬ ‫العراقية ومن بينها العالقة مع األيزيدية‪،‬‬ ‫وحتى ميكن ان نسعى مجيعا وجبدية اىل‬

‫مقالة‬

‫‪33‬‬

‫مرحلة بناء الدولة املدنية‪ ،‬علينا أن نؤمن‬ ‫مجيعا باملساواة احلقيقية بني املواطنني‪،‬‬ ‫واألميان باملساواة بني املواطنني بغض النظر‬ ‫عن دياناتهم وقومياتهم ليس سوى عبارات‬ ‫انشائية أو خطابات سياسية ومزاعم ال‬ ‫قيمة هلا مامل ترتجم اىل واقع ملموس‬ ‫يدخل ضمن عملية تأسيس القاعدة يف بناء‬ ‫األنسان والدولة املدنية معا‪ ،‬حتى ميكن‬ ‫أن حتافظ هذه الدولة وحتمي مجيع أبناء‬ ‫اجملتمع العراقي بشكل متساوي وبغض‬ ‫النظر عن دياناتهم وقومياتهم‪ ،‬دولة تتسع‬ ‫للجميع وحتضن مجيع مواطنيها وتضمن‬ ‫هلم حق احلياة والعقيدة والفكر والكرامة ‪.‬‬ ‫يتعرض اليوم اجملتمع االيزيدي اىل حمنة‬ ‫وانتهاكات وتعدي فوق ما يتعرض له‬ ‫من إقامة اجبارية يف خميمات بديال عن‬ ‫أراضيهم وبيوتهم‪ ،‬يتعرضون اليوم حتت‬ ‫مرمى وبصر احلكومة املركزية وحكومة‬ ‫اإلقليم اىل اعتداءات عسكرية تنغص‬ ‫عليهم حياتهم واستقرارهم وتدمر بيوتهم‬ ‫وتقتل اعداد منهم جيعل العديد منهم‬ ‫غري مطمئنني الوضاعهم ومل تزل قراهم‬ ‫متهدمة وبيوتهم مهجورة ومزارعهم تالفة‬ ‫دون تعويضات حقيقية تعيد هلم حقهم‬ ‫كمواطنني عراقيني وحتميهم‪.‬‬ ‫األيزيدي له عالقة وطيدة باألرض وهي‬ ‫تضم بقعة دينية مقدسة هي اللش‪ ،‬يدور‬ ‫حوهلا ويشم ترابها اال انه لن جيازف‬ ‫بالرحيل عنها‪ ،‬بالرغم من حالة اهلجرة‬ ‫القسرية اليت اجربوا عليها‪ ،‬وخسروا‬ ‫بها اعداد كبرية من شبابهم مما سيؤثر‬ ‫سلبا على مستقبلهم‪ ،‬اال انهم سيعودون‬ ‫اىل اماكنهم ومزاراتهم‪ ،‬على احلكومة أن‬ ‫تعزز من هذا البقاء بتمليكهم األراضي‬ ‫الزراعية‪ ،‬وأن توفر لرجاهلم فرص عمل‬ ‫لضمان معيشة عوائلهم بكرامة‪ ،‬وأن تكون‬ ‫التعويضات املادية اليت متكنهم من العودة‬ ‫واستعادة ما مت ختريبه ونهبه يف حياتهم‬ ‫على وجه السرعة ودون وضع هدف‬ ‫التعويضات حتت ثقل الروتني‪ ،‬وعلى‬ ‫احلكومة ومنظمات اجملتمع الدولي أن‬ ‫تسهم يف معاجلتهم نفسيا ملا مر بهم من‬ ‫مآسي ال تتحملها اعصاب البشر‪ ،‬على‬ ‫احلكومة أن تعيد النظر يف براجمها جتاه‬ ‫البناء التحيت املطلوب يف مثل هذه املناطق‪،‬‬ ‫وان يساهم أقليم كوردستان مساهمة كبرية‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫يف مساندتهم‪.‬‬ ‫ومادامت هناك أدلة ثابتة على اجلرائم‬ ‫الوحشية متت ممارستها على نطاق واسع‬ ‫ومنهجي يف اهلجمات ضد السكان املدنيني‬ ‫يف األراضي اليت يسكنها األيزيديني‪،‬‬ ‫واليت تصنف ضمن مفهوم اجلينوسايد‪،‬‬ ‫يستوجب ذلك على اجملتمع الدولي‬ ‫وجملس األمن أن يصدروا قرارا دوليا‬ ‫باعتبار ما جرى لأليزيدية من جرائم‬ ‫اإلبادة اليت تدخل ضمن نطاق اجلرائم ضد‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وما يرتتب على هذا القرار من‬ ‫تبعات قانونية وفقا للقانون الدولي‪.‬‬ ‫‪ZOUHER_ABBOD@HOTMAIL.COM‬‬

‫إمكانية التحول باجتاه بناء‬ ‫الدولة املدنية مير عرب مراحل‬ ‫االنتقال‪ ،‬متجاوزا مجيع‬ ‫ما يشوه العملية السياسية‬ ‫القائمة على قاعدة مشوهة‬ ‫من العالقات بني املكونات‬ ‫العراقية ومن بينها العالقة‬ ‫مع األيزيدية‪ ،‬وحتى ميكن‬ ‫ان نسعى مجيعا وجبدية اىل‬ ‫مرحلة بناء الدولة املدنية‪،‬‬ ‫علينا أن نؤمن مجيعا باملساواة‬ ‫احلقيقية بني املواطنني‪،‬‬ ‫واألميان باملساواة بني‬ ‫املواطنني بغض النظر عن‬ ‫دياناتهم وقومياتهم‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪34‬‬

‫مقابلة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫سيدو‪ :‬االنتهاكات واجلرائم الرتكيّة يف شنكال استمرار للفرمان ‪73‬‬

‫باهلجمات عليها لضرب تلك املكتسبات‬ ‫آ‪ :‬غاندي إسكندر‬ ‫اليت حتققت‪ ،‬وإفراغ شنكال من أهلها‬ ‫أكد عضو اجمللس اإلداري يف البيت بهدف التغيري الدميغرايف والسيطرة عليها‪.‬‬ ‫االيزيدي بإقليم اجلزيرة إلياس سيدو‬ ‫بأن استهداف احملتل الرتكي للقياديني احملتل الرتكي يستهدف الديانة والتاريخ‬ ‫واملدنيني يف شنكال هو استكمال للمؤامرة اإليزيدي‬ ‫اليت حيكت خيوطها يف العاصمة األردنية حول ذلك أجرت صحيفتنا لقاءً مع عضو‬ ‫عمان قبل تاريخ الثالث من آب عام ‪ ،2014‬اجمللس اإلداري يف البيت اإليزيدي بإقليم‬ ‫وأشار إىل أن الدولة الرتكية احملتلة ال تأبه اجلزيرة إلياس سيدو الذي حتدث فقال‪:‬‬ ‫بالقوانني واملواثيق الدولية وتنتهك السيادة االنتهاكات الرتكية اليت طالت شنكال‬ ‫العراقية “ولكن مع كل أسف ليس هناك واليت راح ضحيتها عدد من املدنيني من‬ ‫أي رد من قبل احلكومة العراقية وال من أبناء شنكال من الكرد اإليزديني ليس‬ ‫هلا أي معنى إال استهداف اإليزيديون‬ ‫حكومة باشور كردستان»‪.‬‬ ‫ما جيري يف شنكال هذه األيام من هجمات وديانتهم وتارخيهم‪ ،‬إن استهداف تركيا‬ ‫تركيّة ما هو إال تتمة للفرمان ‪ 73‬الذي قام األردوغانية للقياديني واملدنيني يف شنكال‬ ‫به مرتزقة داعش حبق الشعب اإليزيدي يف هو استكمال للمؤامرة اليت حيكت خيوطها‬ ‫عام ‪ ،2014‬وبعد أن مت حترير شنكال على يف عمان قبل الثالث من آب ‪.2014‬‬ ‫أيدي أبنائها والكريال وأعلن الشنكاليون ونوه سيدو‪ :‬تركيا كانت طرفاً يف اجملازر‬ ‫إدارتهم الذاتية اليت تدير أمورهم بكل اليت ارتُكبت حبق أهالي شنكال وقد‬ ‫اقتدار‪ ،‬تقوم الدولة احملتلة الرتكية نفذها مرتزقة داعش‪ ،‬وكان اهلدف هو‬

‫إفراغ شنكال من اإليزيديني كونها مكان‬ ‫تارخيي ورمز للمقاومة الكردية على مر‬ ‫السنني‪ ،‬لقد كانت شنكال مالذاً آمناً‬ ‫لكل الشعوب اليت مل تنجح السياسة‬ ‫العثمانية خالل اثنتني وسبعني فرماناً يف‬ ‫القضاء على اإليزيديني‪ ،‬أنه عندما تعرض‬ ‫الشنكاليون للفرمان الثالث والسبعني لوال‬ ‫ّ‬ ‫تدخل وحدات محاية الشعب ووحدات‬ ‫محاية املرأة وقوات الكريال الذين هبوا‬ ‫لنجدة اإليزيديون العالقني يف جبل شنكال‬ ‫حلصلت مذابح يقشعر هلا البدن شبيهة‬ ‫مبذحبة قرية كوجو‪ ،‬لكن املقاومني الكرد‬ ‫الذين فتحو بأجسادهم الطاهرة ممراً آمناً‬ ‫لإليزييني قد أنقذوا أرواح عشرات اآلالف‬ ‫من اإليزيديني من خمالب داعش ومحوا ما‬ ‫تبقى منهم يف اجلبل‪.‬‬ ‫وتابع سيدو بالقول‪ :‬لدى عودة آالف‬ ‫الشباب إىل شنكال تشكلت قوة شنكالية‬ ‫من أبناء وبنات شنكال‪ ،‬كما تأسست‬ ‫إدارة ذاتية لشنكال وبنيت املؤسسات ومت‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫طرد داعش من مجيع مناطق شنكال بعد‬ ‫تقديم أكثر من أربع مئة شهيد‪ ،‬واآلن‬ ‫أبناء شنكال يديرون أنفسهم بأنفسهم من‬ ‫خالل مؤسساتها الذاتية‪ ،‬وحيمون أنفسهم‬ ‫بأنفسهم من خالل قوات محاية شنكال‬ ‫اليت دحرت داعش‪ ،‬وألن ما جيري على‬ ‫أرض الواقع ال يروق للدولة الرتكية الدموية‬ ‫فهي تسعى بشتى السبل‪ ،‬والوسائل القضاء‬ ‫على جتربة اإلدارة الذاتية والقضاء على‬ ‫التاريخ الكردي اإليزيدي‪ ،‬فاستهداف‬ ‫القياديني واملدنيني واهلجوم على املشايف‬ ‫هو من أجل نشر اخلوف والرعب بني أبناء‬ ‫شنكال‪ ،‬وذلك حلثهم على ترك شنكال‬ ‫ودفعهم للهجرة وسد الطريق أمام عودة‬ ‫املهجرين إليها»‪.‬‬ ‫تنتهك سيادة العراق دون رادع‬ ‫وأوضح سيدو‪ :‬دون أدنى شك الدولة‬ ‫الرتكية تنتهك سيادة العراق بهجومها‬ ‫على شنكال ضاربة املواثيق الدولية عرض‬ ‫احلائط‪ ،‬وحتت أنظار احلكومة العراقية‬ ‫وحكومة باشور كردستان اللتني ال حتركان‬ ‫ساكناً‪ ،‬والسؤال الذي يطرح نفسه أين‬ ‫احلكومة العراقية من خالل جتاوزات‬ ‫سية‬ ‫تركيا على أراضيها‪ ،‬فالطائرات املُ رّ‬ ‫يتم إطالقها من األراضي العراقية ومقراتها‬

‫مقابلة‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫مصاحلها جانباً مع تركيا وحتمي التاريخ‬ ‫املوجودة يف باشور كردستان وبعشيقة‪.‬‬ ‫وبينّ سيدو وقال‪ :‬الذين قتلوا يف املشفى هم والثقافة اإليزيدية‪.‬‬ ‫مواطنون عراقيون وليسوا أعضاء من حزب‬ ‫العمال الكردستاني‪ ،‬فإن كان السكوت‬ ‫العراقي مرده أن القصف يستهدف حزب‬ ‫دون أدنى شك الدولة‬ ‫العمال الكردستاني الذين انسحبوا من‬ ‫شنكال بعد استكمال مهمتهم‪ ،‬فعلى الرتكية تنتهك سيادة العراق‬ ‫احلومة العراقية أن تسأل نفسها‬ ‫هلً بهجومها على شنكال ضاربة‬ ‫كان حزب العمال الكردستاني موجودا‬ ‫ً‬ ‫عندما نفذ العثمانيون اثنني وسبعني فرمانا املواثيق الدولية عرض احلائط‪،‬‬ ‫سابقاً‪ ،‬أن صمت كل من بغداد وهولري‬ ‫وحتت أنظار احلكومة‬ ‫على التجاوزات الرتكيّة اليومية يف شنكال‬ ‫هو دليل قاطع على موافقتهم لتنفيذ هذه‬ ‫العراقية وحكومة باشور‬ ‫العمليات املخزية‪.‬‬ ‫واختتم الياس سيدو حديثه بقوله‪ :‬ما كردستان اللتني ال حتركان‬ ‫حدث يف الثالث من آب ‪ 2014‬يرتقي ساكناً‪ ،‬والسؤال الذي يطرح‬ ‫إىل درجة اإلبادة اجلماعية وقد نفذت هذه‬ ‫اإلبادة أمام مرأى ومسمع العامل أمجع‪ ،‬نفسه أين احلكومة العراقية‬ ‫واالنتهاكات الرتكية اليومية من قتل من خالل جتاوزات تركيا على‬ ‫الشعب الشنكالي اآلمن هو استمرار ملا‬ ‫ُ‬ ‫سية‬ ‫حصل يف الفرمان الثالث والسبعني‪ ،‬وهي أراضيها‪ ،‬فالطائرات امل رّ‬ ‫توحي أنه مازال اإليزيديون يف خطر وهم‬ ‫يتم إطالقها من األراضي‬ ‫يومياً يتعرضون إىل تطهري عرقي من قبل‬ ‫تركيا‪ ،‬فعلى العامل احلر واألمم املتحدة أن العراقية ومقراتها املوجودة يف‬ ‫تشكل محاية دولية لشنكال أمام‬ ‫األخطار باشور كردستان وبعشيقة‬ ‫احملدقة بهم ونطلب منها أن تضع‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪36‬‬

‫المراة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫إىل ّ‬ ‫أي ح ّد هناك حاجة أو ضرورة لوجود الرجل‬ ‫واالنثى يف الكون؟‪...‬‬

‫مؤسسة العائلة هي أكثر املؤسسات اليت‬ ‫حتتاج إىل التحقيق والبحث فيها وحتى‬ ‫إعادة ترتيبها وتنظيمها من جديد إ ّن‬ ‫«موضوع » املرأة والعائلة يشكل أحد أهم‬ ‫املواضيع اليت يت ّم النقاش عليها يف يومنا‬ ‫احلالي‪ ،‬فهو موضوع متّ اللعب عليه‬ ‫والتحدّث به كثرياً‪ ،‬كما متّ خطو بعض‬ ‫اخلطوات اإلجيابية يف هذا املسار‪ .‬أما يف‬ ‫الواقع الكردي فإنه أحد املواضيع اليت‬ ‫ارتكبت فيه أخطاء كبرية وصلت حل ّد‬ ‫اجلنايات‪ .‬ويف حقيقتنا الوطنية فهو موضوع‬ ‫مميت ومؤثر أكثر من العدو ذاته‪ ،‬وقد‬ ‫حتدثنا سابقاً حول موضوع املرأة والعائلة‪،‬‬ ‫إال أننا نريد توضيحه أكثر‪ .‬ثنائية جدلية‬ ‫مولدة للتطور الذكورة واألنثوية‪ ،‬هي إحدى‬ ‫حقائق الطبيعة‪ ،‬كما الضوء والظالم‪ ،‬احل ّر‬ ‫والربد‪ ،‬االلكرتون والربوتون‪ ،‬اإلجيابي‬ ‫والسليب‪ ،‬املرأة والرجل‪ ،‬حيث يشكل‬ ‫ك ّل منهما ثنائية ختلق معها مسببات‬ ‫التطور والوجود‪ ،‬إال أ ّن املشكلة ال تكمن‬ ‫يف ذكر هذه األمور بقدر حبثنا املتواصل‬ ‫ملعرفة وضع الطبيعة اليت آلت إليه نتيجة‬ ‫تصرفاتنا وتعاملنا الفظ معها‪.‬‬ ‫فالعنف والشدة خترجان ك ّل كائن ومفهوم‬ ‫من كينونته‪ ،‬فإذا تلقت إحدى النباتات‬ ‫ضربة قاسية باحلجارة فإن هذه النبتة‬ ‫خترج من كونها نبتة وتتح ّول إىل شيء‬ ‫آخر‪ ،‬فالنبتة مجيلة‪ ،‬إال أ ّن كون احلجر‬ ‫قاس جداً فإنه يسحق النبتة ويتجاوزها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وميكن رؤية مثل هذه احلقائق بكثرة يف‬ ‫الطبيعة‪ ،‬كما توجد مناذج من هذا العنف‬ ‫والشدة يف اجملتمع أيضاً‪ ،‬حيث ميكن‬ ‫القضاء على ما جيب معايشته يف احلياة‬ ‫من خالل ضربة قاسية‪ ،‬وحقيقة شعبنا‬ ‫تشبه إىل حد ما هذه احلقيقة‪.‬‬ ‫بشعب‬ ‫مهما كانت األسباب اليت أوصلت‬ ‫ِ‬ ‫إىل هذا الوضع الضعيف‪ ،‬ميكن معه تصفية‬ ‫هذا الشعب والقضاء عليه‪ ،‬فالسمكة الكبرية‬ ‫ميكنها أن تأكل السمكة الصغرية‪ ،‬والثعبان‬ ‫يبتلع العديد من الفراخ اجلميلة للطيور يف‬ ‫معدته‪ ،‬والتماسيح تستطيع ابتالع كائن‬

‫حي بني فكيه العجيبتني‪ ،‬وميكنها ذرف‬ ‫الدموع عليه فيما بعد‪ ،‬وهذه هي حقائق‬ ‫معاشة أيضاً يف جمتمعاتنا‪ .‬استغالل‬ ‫العائلة كمؤسسة يف احلقيقة إىل اآلن مل‬ ‫تت ّم اإلجابة على السؤال التالي متاماً‬ ‫شاف‪ ،‬إىل ّ‬ ‫أي ح ّد هناك حاجة‬ ‫وبشكل ٍ‬ ‫أو ضرورة لوجود الرجل يف الكون؟ وبنفس‬ ‫املستوى ما هي ضرورة وجود األنثى فيه؟‬ ‫بقناعتنا هذه املسألة غري متناقضة بقدر‬ ‫خصوصية الرجال‪ .‬وخاصة أنها ال تعطي‬ ‫نتيجة ملموسة ال لصاحله وال ضده‪ .‬ففي‬ ‫اجملتمع ما متّ تطويره لصاحل املرأة بدأ‬ ‫مع التح ّول االجتماعي أكثر مما متّ تطويره‬ ‫كخصوصية أنثوية طبيعية‪ ،‬الضغط والعنف‬ ‫والالعدالة‪ ،‬وحتى االستثمار واالستعمار‬ ‫استخدم اخلاصية األنثوية كحالة سلبية‪،‬‬ ‫واستثمرها بشكل ال أخالقي‪ ،‬ونعتقد أن‬ ‫هذه هي إحدى احلقائق العلمية‪ ،‬وإال‬ ‫فإن اخلاصية األنثوية وحدها ال متثل‬ ‫املستث َمر‪ ،‬وال متثل أحد‬ ‫ال املستَث ِمر وال ُ‬ ‫أساليب ممارسة الضغط لتحقيق غرض ما‪.‬‬ ‫لذا فإن الضغط والعنف املمارس على‬ ‫اجلنس مرتبط مع تطور النظم وحت ّوهلا‬ ‫واجتاهاتها‪ ،‬فالعائلة‪ ،‬الكومني والقبيلة‬ ‫كأحد مناذج اجملتمعية‪ ،‬فالعائلة هي أوىل‬ ‫مناذج اجملتمعية اليت حافظت على كيانها‬ ‫حتى يومنا احلالي‪ ،‬وجتمع االنسان يف‬ ‫هيئة مسيت بالعائلة وحافظت على نفسها‬ ‫كمؤسسة اجتماعية منظمة‪ .‬ففي اجملتمعات‬ ‫البدائية مل تكن يف حينها فروقات مميزة‬ ‫بني كل من العائلة والكومني والقبيلة‪،‬‬ ‫وهذه املؤسسات كانت تشبه بعضها البعض‬ ‫بشكل كبري‪ ،‬فكل جمتمع حافظ واكتسب‬ ‫بعض اخلصوصيات اخلاصة به وط ّورها‪،‬‬ ‫وجتلت هذه اخلاصية أكثر فأكثر مع ظهور‬ ‫اجملتمع الطبقي وتطوره‪ ،‬والعائلة بوضعها‬ ‫احلالي هي مؤ ّسسة تتجه حنو اخلصوصية‬ ‫مميزة ومنفردة بكل واحدة منها‪.‬‬ ‫العبيد ال ميلكون حق تشكيل عوائل مع‬ ‫تطور النظام العبودي متّ تنظيم وإقامة‬ ‫عائالت كبرية وعظيمة من قبِل مالكي‬

‫العبيد‪ ،‬وتركت وراءها آثاراً كبرية اتسمت‬ ‫بها املرحلة العبودية وحدها‪ ،‬وما تلك‬ ‫القبور العظيمة العائدة لبعض العائالت‬ ‫املعروفة‪ ،‬إال نتاج النظام العبودي‬ ‫واملؤسسات املنبثقة عنه‪ ،‬مقربة إحدى هذه‬ ‫العائالت العائدة لتلك املرحلة أكثر قيمة‬ ‫وفخامة من املعابد احلالية‪ ،‬أو أكثر هيبة‬ ‫من الصاالت اليت نصادفها اآلن‪ .‬وميكننا‬ ‫استخالص النتيجة التالية‪ :‬العائلة هي‬ ‫مؤسسة عظيمة يف نظر مالكي العبيد‪ .‬ملاذا‬ ‫هي بهذا الشكل؟ فالعنف والشدة أحد‬ ‫أطرافها العائلة وال نبالغ يف املوضوع إن قلنا‬ ‫إنها أحد منابعها األساسية‪ .‬حتى أضفت‬ ‫الطبقات العليا واحلاكمة على نفسها‬ ‫صفة القدسية إىل أن وصلت إىل درجة‬ ‫التأليه‪ ،‬وهو حب ّد ذاته مثال صارخ على‬ ‫تغلغل فلسفة العائلة يف أعماق جمتمعاتنا‬ ‫ومنذ القدم‪ .‬وكإحدى وسائل البحث عن‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫المراة‬

‫‪37‬‬

‫ومن املعروف أنه متّ توسيع وتطوير اخلدم‬ ‫يف املرحلة اإلقطاعية بشكل أكثر‪ ،‬حتى‬ ‫أن ظاهرة اخلدم طبعت املرحلة بطابعها‪،‬‬ ‫ففي اإلسالم وخاصة يف املرحلتني األموية‬ ‫والعباسية والسالجقة والعثمانيني فإ ّن‬ ‫خدمهم خدموا العائالت احلاكمة‪.‬‬ ‫ولكنهم يف هذه املرحلة بدؤوا حيصلون على‬ ‫حقهم يف تشكيل عائالتهم اخلاصة بهم‪،‬‬ ‫وحتقق هذا مع جتاوز العبودية وتطور‬ ‫النظام اإلقطاعي الذي ول ّد يف أحشائه‬ ‫العائلة الربجوازية واألرستقراطية‪ ،‬ومازال‬ ‫تأثريها يف أوروبا كبريجدا‪.‬‬

‫األبدية واخللود لتلك الفئات والعوائل اليت‬ ‫أمسكت بزمام اإلنتاج وفرضت سيطرتها‬ ‫املطلقة على اجملتمع باسم العائلة بعدما‬ ‫لقحتها بالفكر الديين‪ ،‬بدأ رحلته بالبحث‬ ‫عن اخللود وقتل املوت‪.‬‬ ‫ومومياءات فراعنة مصريني مثال قوي‬ ‫على ما ذهبنا إليه‪ ،‬فهم مميزون حتى يف‬ ‫موتهم‪ ،‬حيث متّ دفنهم مع عوائلهم يف‬ ‫مدافن خاصة بالعائلة والساللة مع مجيع‬ ‫خدمه وكل النساء يف قصورهم ومعابدهم‪،‬‬ ‫وهي مازالت موجودة كاحلجارة اجملمدة‬ ‫حتت الرتاب‪ .‬فمع البحث عن اخللود‬ ‫هناك تأليه للذات ومسو إىل ما فوق‬ ‫الطبيعة واجملتمع‪ ،‬وبهذا الشكل فإن منبع‪ :‬أكادميية املرأة احلرة‬ ‫هذه األشياء تلقى صداها حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫باملقابل كان العبيد ال ميلكون حق تكوين‬ ‫عائلة خاصة بهم‪ ،‬وهذه أيضاً إحدى‬ ‫حقائق هذا اجملتمع أو النظام العبودي‪.‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫فإن الضغط والعنف املمارس على‬ ‫اجلنس مرتبط مع تطور النظم‬ ‫وحت ّوهلا واجتاهاتها‪ ،‬فالعائلة‪،‬‬ ‫الكومني والقبيلة كأحد مناذج‬ ‫اجملتمعية‪ ،‬فالعائلة هي أوىل‬ ‫مناذج اجملتمعية اليت حافظت‬ ‫على كيانها حتى يومنا احلالي‪،‬‬ ‫وجتمع االنسان يف هيئة مسيت‬ ‫بالعائلة وحافظت على نفسها‬ ‫كمؤسسة اجتماعية منظمة‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪38‬‬

‫تاريخ‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أور‬ ‫واشتهرت املدينة مببنى الزقورة‬

‫أ‪ :‬حسن مشري‬

‫أور هو موقع أثري ملدينة سومرية تقع يف تل‬ ‫املقري جنوب العراق‪ .‬وكانت عاصمة للدولة‬ ‫السومرية عام ‪ 2100‬قبل امليالد‪ .‬وكانت‬ ‫مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر‬ ‫الفرات يف اخلليج العربي قرب إريدو إال أنها‬ ‫حاليا تقع يف منطقة نائية بعيدة عن النهر‬ ‫وذلك بسبب تغري جمرى نهر الفرات على‬ ‫مدى آالف السنني املاضية‪ ،‬وتقع حاليا على‬ ‫بعد بضعة كيلومرتات عن مدينة الناصرية‬ ‫جنوب العراق وعلى بعد ‪ 100‬ميل مشالي‬ ‫البصرة‪ .‬وتعترب واحدة من أقدم احلضارات‬ ‫املعروفة يف تاريخ العامل‪.‬‬ ‫ولد فيها النيب إبراهيم أبو األنبياء عام ‪2000‬‬ ‫قبل امليالد‪ ،‬واشتهرت املدينة مببنى الزقورة‬ ‫اليت هي معبد لآلهلة إنّيانا آهلة القمر حسب‬ ‫ما ورد يف األساطري(امليثولوجيا) السومرية‪.‬‬ ‫وكانت حتتوي على ‪ 16‬مقربة ملكية شيدت‬ ‫من الطوب واللنب‪ .‬وكان بكل مقربة بئر‪.‬‬ ‫وعند موت امللك يدفن معه جواريه مبالبسهن‬ ‫وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته‪ ،‬وكان‬ ‫للمقربة بنيان يعلوه قبة‪.‬‬

‫التاريخ‬ ‫مدينة أور كانت مدينة مسكونة منذ فرتة العبيد‬ ‫حيث كانت القرى عبارة عن مستوطنات‬ ‫زراعية‪ ،‬ولكنها أصبحت مستوطنة كبرية‬ ‫مع حاجة هذه املدن إىل مستوى أعلى من‬ ‫حيث السيطرة على الري يف أوقات اجلفاف‪،‬‬ ‫ويف الفرتة ‪ 2600‬قبل امليالد‪ .‬وخالل حكم‬ ‫الساللة الثالثة يف الفرتة املبكرة ازدهرت أور‬ ‫من جديد‪ ،‬وأصبحت املدينة املقدسة لآلهلة‬ ‫إنّيانا‪ ،‬ويف النهاية سيطر ملوك مملكة أور‬ ‫على الدولة السومرية‪ .‬ويقال أنها كانت‬ ‫موطن النيب إبراهيم‪.‬‬ ‫قام أهل سومر بتحصني املدينة أور وجعلوها‬ ‫عاصمة لدولتهم‪ ،‬وبنوا فيها مباني دائمة من‬ ‫الطوب احملروق‪ ،‬كما بنوا املعابد آلهلتهم‬ ‫واليت تعرب عن رفاهية املدينة‪ ،‬وكان للمدينة‬ ‫ميناء للتجارة‪ ،‬وسكانها يقسم إىل قسمني‪ :‬قسم‬ ‫يسكن املدينة والثاني عبيد أو خدم يفلحون‬ ‫األرض ويعيشون يف القرى الريفية احمليطة‬ ‫بها‪ ،‬وتقدمت مهنيت التجارة والصناعة ثم‬ ‫أصبحت أور املدينة العاصمة مدينة قيادية يف‬ ‫اململكة السومرية‪ .‬انظر الشكل اجملاور‪.‬‬

‫وكانت مساحتها ‪ 240‬فدان ويسكنها‬ ‫حوالي ‪ 24‬ألف نسمة‪ ،‬ومن أهم آثارها‬ ‫سور وجدار حييط مبجموعة املعابد القدمية‬ ‫والزقورات العظمى‪ ،‬ومعنى الزقورات اجلبال‬ ‫املقدسة وهي على شكل أهرام ترتفع يف هيئة‬ ‫مدرجات تتناقص وحييط بها منحدرات‬ ‫توصل إىل قمتها‪.‬‬ ‫السكان‬ ‫يرى الندزبرجر ‪ LANDSBER GER‬فيما‬ ‫يتصل بسكان املنطقة ولغاتها القدمية‪ ،‬أن‬ ‫مثة أقوام جمهولي اهلوية سبقوا السومرين‬ ‫والساميني إىل استيطان جنوب بالد الرافدين‬ ‫ومناطق الفرات األوسط‪ ،‬يطلق عليهم اسم‬ ‫الفراتيني األوائل ‪،PROTO – EUPHRAT‬‬ ‫وينسب إىل أولئك أمساء عدد من املدن ومنها‬ ‫« أدب‪ ،‬جلش‪ ،‬أور‪ ،‬الوركاء‪ ،‬الرسا «‪ ،‬كما‬ ‫ينسب إليهم أمساء عدد من املهن الزراعية‬ ‫واحلرف الصناعية الضرورية جملتمعهم‪.‬‬ ‫ويرى بعض الباحثني أن سكان أور خالل‬ ‫عهد ساللة أسرة أور الثالثة هم من السومرين‬ ‫سي هذا العصر بالعصر السومري‬ ‫حيث مُ ّ‬ ‫احلديث‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫احلياة السياسية يف مدينة أور‬ ‫يعتقد أن نهضة اململكة السومرية قد بدأت‬ ‫يف حوالي عام ‪ 2120‬قبل امليالد عندما بادر‬ ‫أوتوهيكال ‪ UTU-HEGAL‬أوتو خيجال‬ ‫ملك الوركاء إلعالن أول عصيان واسع النطاق‬ ‫على احلكام القبليني(اجلوتني)‪ ،‬وقد سانده‬ ‫يف هذا العمل حكام سومر يف بعض املدن ومن‬ ‫بينهم أور منو(حاكم أور) ‪UR- NAMMU‬‬ ‫الذي مترد عليه وهزمه بعد اجلوتني بعد‬ ‫أن حقق انتصاراته األوىل‪ ،‬ثم أمت أور منو‬ ‫حترير سومر وأسس الساللة الثالثة يف مدينة‬ ‫أور(أسرة أور الثالثة) ليبدأ العصر السومري‬ ‫احلديث‪.‬‬ ‫إزدهرت مدينة أور يف فرتة حكم أسرة أور‬ ‫الثالثة(‪ 2111‬ـ‪ )2003‬قبل امليالد‪ ،‬حيث‬ ‫تعاقبت على عرش أسرة أور الثالثة مخسة‬ ‫ملوك كان أوهلم املؤسس أور منو(‪ 2111‬ـ‬ ‫‪ 2094‬ق‪.‬م)‪ ،‬الذي أستطاع توحيد املدن‬ ‫السومرية مجيعها حتت حكمه وسلطانه‪،‬‬ ‫بعد أن استطاع االنتصار على ملك مدينة‬ ‫الوركاء ومن بعدها مدينة جلش ومن بعدها‬ ‫املدن السومرية األخرى وبعض مدن األكادية‬ ‫الواقعة إىل الشمال من مدينة نيبور حتى أن‬ ‫وصلت سلطته بالد بابل إىل اجلزيرة العليا‪،‬‬ ‫فلقب امللك أور منو يف وقتها « ملك سومر واكد‬ ‫«‪ ،‬بدأ نشاطاً معمارياً واسعاً قام به يف مملكته‬ ‫املوحدة يف املدن السومرية واكادية متعددة‪.‬‬ ‫أهم ما قام به املللك أور منو يف مدينة أور‬ ‫واالرتقاء بها وازدهارها يف تلك الفرتة‬ ‫واليت تتلخص ببعض اإلصالحات اإلدارية‬ ‫واإلجنازات العمرانية ومنها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ بنى زقورة لآلهلة إنّيانا يف عاصمة دولته‬ ‫أور‪ ،‬وشيد وبنى العديد من املباني وترميم‬ ‫ما تهدم من معابد اآلهلة يف املدن السومرية‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ حصن املدينة اليت تطل على نهر الفرات‬ ‫من جهاتها الثالث‪.‬‬ ‫‪3‬ـ أوصى بشق قنوات للري إليصال مياه‬ ‫نهري دجلة و الفرات إىل األراضي الزراعية‪،‬‬ ‫وصيانة القديم منها‪.‬‬ ‫‪4‬ـ نظم سياسة البالد وذلك من خالل ترسيم‬ ‫ووضع احلدود الفاصلة بني املدن واألقاليم‬ ‫اليت اختلطت بعد الفوضى اليت قام بأحداثها‬ ‫اجلوتيني‪ .‬وحدد سلطة كل من احلكام‬ ‫احملليني وحكام املدن واألقاليم‬

‫تاريخ‬

‫‪39‬‬

‫هيمنت الزقورة أو برج املعبد‬ ‫املدرج على السهل احمليط بأور‪،‬‬ ‫كان ارتفاعها األصلي سبعني‬ ‫قدماً‪ ،‬تعد زقورة أور اليت‬ ‫قام ببناها امللك أورمنو ‪2100‬‬ ‫قبل امليالد من أشهر الزقورات‬ ‫يف بالد الرافدين‪ ،‬جاءت‬ ‫الزقورة خمصصة لعبادة آهلة‬ ‫القمر(إنّيانا) فقد كانت من أكثر‬ ‫الزقورات شهرة واألكثر مقاومة‬ ‫وصموداً امام الزمن وآثارها ما‬ ‫زالت شاخمة إىل يومنا هذا‬ ‫وحدد مسؤولية إدارتهم‪ ،‬وحل اخلالفات‬ ‫واملنازعات املتعلقة باألحياز البيئية املتعلقة‬ ‫باألراضي ومصادر املياه‪.‬‬ ‫‪5‬ـ سن تشريعات قانونية تعد األوىل من نوعها‬ ‫يف تاريخ بالد ما بني النهرين والشرق األدنى‬ ‫القديم‪ ،‬حيث أشتملت على تنظيم العالقات‬ ‫بني أفراد اجملتمع من جهة وبني املعبد‬ ‫وبني القصر امللكي من جهة أخرى‪ ،‬ونصت‬ ‫القوانني على منع الكهنة وكبار املوظفني من‬ ‫استغالل وظائفهم الدينية واحلكومية لتحقيق‬ ‫السلطة والثراء على حساب الشعب‪ ،‬وتعترب‬ ‫من أقدم القوانني اليت مت الكشف عنها حتى‬ ‫اآلن واليت كتبت باللغة املسمارية‪ ،‬حيث‬ ‫أن القانون كان يتألف من مقدمة تليه مواد‬ ‫قانونية ثم ينتهي باخلامتة‪ ،‬وكانت املقدمة‬ ‫خمصصة للحديث عن أور منو‪ .‬وتعاجل املواد‬ ‫القانونية اثنتان وثالثون قضية اقتصادية‬ ‫واجتماعية‪.‬‬ ‫بعد وفاة امللك أور منو خلفه ابنه‬ ‫شوجلي(‪2093‬ـ ‪ )2046‬قبل امليالد يف حكم‬ ‫مدينة اور حيث استمرت مدة حكمه حوالي‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫‪ 48‬عاماً مكنته من تنفيذ العديد من املشاريع‬ ‫العمرانية وإعادة توسيع بعض املنشآت يف مدن‬ ‫سومر وأكد ويف مقدمتها إكماله بناء عدد من‬ ‫املعابد والزقورات كزقورة اور نفسها وزقورة‬ ‫الوركاء واهتم مبدينة إريدو ومعابدها‪ .‬لقد‬ ‫ورث شوجلي عن أبيه مملكة ثابتة األركان‬ ‫سعى إىل جعلها دولة مرتامية األطراف إذ قام‬ ‫مبهامجة عاصمة الدولة العالمية يف سوسة‬ ‫وظمها إىل مناطق نفوذه حيث وصلت دولة‬ ‫األسرة الثالثة يف اور إىل أقصى اتساعها يف‬ ‫زمن حكم امللك شوجلي فقد امتد نفوذ مملكته‬ ‫من اخلليج العربي جنوباً إىل آشور واجلزيرة‬ ‫العليا والفرات األوسط حيث تقوم مدينة ماري‬ ‫مشاالً‪ ،‬ومن عيالم وجبال زاغروس يف الشرق‬ ‫إىل البادية السورية ورمبا إىل جبيل على‬ ‫ساحل البحر األبيض املتوسط غرباً‪ ،‬حتى‬ ‫مسي امللك االكادي « ملك اجلهات االربع «‪،‬‬ ‫ويعتقد أن أهل بالطة رفعوه إىل مرتبة اإلله‪،‬‬ ‫وكان ينتسب كباقي افراد األسرة إىل اآلهلة‬ ‫ننسو والدة جلجامش‪ .‬بعد وفاة شوجلي‬ ‫وصل إىل احلكم ابنه األكرب أمارسني(‪2045‬‬ ‫ـ ‪ )2037‬قبل امليالد‪ ،‬حيث استمر بتفيذ‬ ‫سياسية البناء واالعمار اليت اتبعها أبوه وجده‬ ‫من قبل يف املدن املختلفة‪ ،‬وينسب إىل عهده‬ ‫بناء معبد اآلله إنكي يف إريدو‪.‬‬ ‫ثم جلس من بعده على عرش أور أخيه‬ ‫شوسني(‪ 2036‬ـ ‪ )2028‬قبل امليالد تتمثل‬ ‫احلياة السياسية يف عهده بالعديد من‬ ‫االضطربات السياسية مع القبائل االمورية‪،‬‬ ‫وتوثيق العالقات السياسية مع العالميني‪،‬‬ ‫وسار على نهج آبائه يف تشييد وبناء املعابد‬ ‫وجتديدها يف كافة أركان الدولة‪.‬‬ ‫وبعد وفاة سوشني ارتقى حكم أور إىل ابنه‬ ‫إبيسن وهو امللك اخلامس واألخري يف أسرة أور‬ ‫الثالثة حيث حكم من حـوالي(‪ 2027‬ـ‬ ‫‪ )2003‬قبل امليالد‪ ،‬ولقد واجه العديد من‬ ‫املتاعب بعد اخلمس سنوات األوىل من حكمه‬ ‫املتمثلة بتمرد القبائل الشمالية الشرقية‪،‬‬ ‫وكثرت الضغوطات العسكرية على اململكة من‬ ‫جهاتها الشمالية والشرقية املتمثلة باألموريني‬ ‫واصرارهم على دخول بابل‪ ،‬وترقب العالميني‬ ‫فرصة مناسبة لالنفصال من جديد عن سلطة‬ ‫أور‪ ،‬باإلضافة إىل مترد احلاكم للمدن الداخلية‬ ‫يف دولة اور فساعدت هذه العوامل على سقوط‬ ‫دولة أور يف يد العالميني‪ ،‬وعادت بالد بابل‬ ‫إىل نظام حكم دول املدن بعد أن‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪40‬‬

‫تاريخ‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫وتراث العصور القدمية يف صياغاتها(املاجدي‬ ‫‪.)1998:25‬‬

‫بعد أن استطاع االنتصار على ملك‬ ‫مدينة الوركاء ومن بعدها مدينة‬ ‫جلش ومن بعدها املدن السومرية‬ ‫األخرى وبعض مدن األكادية‬ ‫الواقعة إىل الشمال من مدينة‬ ‫نيبور حتى أن وصلت سلطته بالد‬ ‫بابل إىل اجلزيرة العليا‪ ،‬فلقب‬ ‫امللك أور منو يف وقتها « ملك‬ ‫سومر واكد «‪ ،‬بدأ نشاطاً معمارياً‬ ‫واسعاً قام به يف مملكته املوحدة يف‬ ‫املدن السومرية واكادية متعددة‬ ‫تفككت وحدتها يف نهاية عهد األسرة الثالثة‬ ‫وسقوط أسرتها(هبو ‪135 : 1996‬ـ‪.)46‬‬ ‫وأخرياً بدأت العالمات املبكرة لضعف الدولة‬ ‫السومرية مع بداية حكم آخر ملك من‬ ‫ملوكها(أبي سني) وساعد على سقوطها‬ ‫الوضع االقتصادي الصعب الذي مرت به‬ ‫بالد سومر حيث ارتفعت نسبة امللوحة يف‬ ‫األراضي الزرعية وقل إنتاجها الزراعي وكان‬ ‫لسعة اإلمرباطورية السومرية البعيدة األثر‬ ‫الكبري يف عدم القدرة على إدارتها االقتصادية‬ ‫والسياسية‪ ،‬فش ّكل قيام العالميني من الشرق‬ ‫واآلموريني من الغرب نهاية ساللة أور الثالثة‬ ‫ونهاية العصر السومري وبداية العصر البابلي‬ ‫القديم وضم جكم سالالت إيسن والرسا‬ ‫وأشنونا وساللة بابل األوىل‪ .‬كانت النهاية‬ ‫السياسية للسومرين يف حوالي ‪ 2006‬قبل‬ ‫امليالد بسقوط اإلمرباطورية السومرية‪ ،‬ولكن‬ ‫الثقافة السومرية كانت املعني العظيم لكل‬ ‫ثقافات وادي الرافدين‪ ،‬بل لكل ثقافات‬ ‫املنطقة والعامل سواء يف الكتابة أو العلوم أو‬ ‫األديان أو الفنون أو اآلداب‪ ،‬وشكلت أول‬ ‫ثقافة بشرية أصيلة ساهم اإلنسان والطبيعة‬

‫العمارة الدينية واملدنية‬ ‫كانت املعابد أماكن مشرتكة لآلهلة والكهنة‬ ‫معاً وكانت الطوابق األرضية وكان الكهنة‬ ‫مبثابة خدام لآلهلة يؤدون هلم الطقوس‬ ‫والشعار ويوفرون هلم ولتماثيلهم مجيع‬ ‫املتطلبات اليت كانوا حيتاجون إليها(املاجدي‬ ‫‪ ،)1998:36‬مت يف أور إجناز العديد من‬ ‫الربامج الطموحة من قبل ملوكها يف أعمال‬ ‫البناء تركت آثارها يف املدن على شكل معابد‬ ‫وزقورات وقصور‪ ،‬قام وولي يف الفرتة الواقعة‬ ‫ما بني عامني ‪1922‬ـ‪ 1934‬يف التنقيب يف‬ ‫املوقع تل املقري بشكل شامل‪ .‬جاء خمطط‬ ‫مدينة أور بيضوي الشكل يصل بعدها إىل‬ ‫حوالي نصف ميل وكانت املدينة حماطة من‬ ‫اجلهتني الشمالية والغربية بنهر الفرات‪،‬‬ ‫وكانت حماطة بأسوار مساكتها ‪ 27‬مرتاً‬ ‫هدمت يف عام ‪ 2006‬قبل امليالد أثناء مهامجة‬ ‫جيش العالميني للمدينة‪ ،‬وبنى نبوخذ نصر‬ ‫سور داخلي للمجمع الديين يف عام ‪1500‬‬ ‫قبل امليالد(لويد ‪.)136 : 1993‬‬ ‫األبنية يف اور‬ ‫نشر وولي خمططا كامال ملدينة أور كما‬ ‫وجدها حتتوي على تفاصيل التحصينات‬ ‫اليت استطاع استعادة أجزاء منها‪ .‬وتتمثل هنا‬ ‫بالطبع أسوار املدنية عندما أعاد بنائها ملوك‬ ‫الدولة البابلية احلديثة يف القرن السادس قبل‬ ‫امليالد‪ .‬وليس هناك أي سبب يدعونا إىل‬ ‫االفرتاض بأن حدودها اخلارجية ال ختتلف‬ ‫كتريا عن احلدود اليت بنيت يف عصر امللك‬ ‫اورمنو قبل ‪ 15‬قرنا من الزمن‪ .‬تتخذ املدينة‬ ‫اليت حتيط بها هذه األسوار شكال شبه‬ ‫بيضوي ويبلغ أقصى طول هلا(‪ )1200‬مرت‪.‬‬ ‫ويف عصر امللك أورمنو أحيطت املدينة بسور‬ ‫واستحكامات وولي على النحو التالي‪:‬‬ ‫«لقد بنى املرتاس من القرميد الطيين‪ ،‬وكان‬ ‫السطح اخلارجي له منحدرا بشكل مائل‬ ‫جدا‪ .‬وكان القسم السفلي من البناء يشكل‬ ‫ساترا على جانب اهلضبة اليت شكلتها‬ ‫املدينة القدمية‪ .‬بينما ميتد القسم العلوي منه‬ ‫حنو الداخل فوق اآلثار ليشكل مصطبة صلبة‬ ‫البنية ويف األعلى من كل ذلك هناك جدار‬ ‫مبين بشكل مناسب من القرميد املشوي ويزيد‬ ‫من قوة هذه التحصينات يف الواقع مرور مياه‬

‫نهر الفرات يف أسفل املرتاس‪ .‬بينما حفرت‬ ‫قناة واسعة على بعد مخسني ياردة من السور‬ ‫من اجلهة الشرقية مما جعل املاء يغطي‬ ‫الطرف الشمالي من املدنية‪ .‬لذلك فقد كانت‬ ‫أور حماطة باملاء من جهاتها الثالثة وكان‬ ‫االقرتاب منها على أرض اليابسة ممكن من‬ ‫اجلهة اجلنوبية فقط»‪.‬‬ ‫ويضيف وولي«مل يبق من سور مدينة أور أي‬ ‫أثر‪ ،‬وميكن ان نصادف مناذج من أحجار‬ ‫ضخمة من القرميد املسكوب يف قوالب طبع‬ ‫عليها اسم امللك ولقبه‪ ،‬وقد استعملت هذه‬ ‫األحجار ثانية يف بناء أحداث ولكن ليس بني‬ ‫األحجار القرميدية واحدة يف مكانها‪ ،‬وألن‬ ‫دفاعات أور كانت على قدر كبري من القوة‬ ‫فقد مت تفكيكها بعناية بعد أن سقطت أور‬ ‫بيَد العدو»‪.‬‬ ‫الزقورة‬ ‫واجهة الزقورة وقد أعيد بناؤها‪ ،‬وميكن رؤية‬ ‫بقايا هيكل اإلمرباطورية البابلية احلديثة‬ ‫جاحظ يف األعلى‪.‬‬ ‫هيمنت الزقورة أو برج املعبد املدرج على‬ ‫السهل احمليط بأور‪ ،‬كان ارتفاعها األصلي‬ ‫سبعني قدماً‪ ،‬تعد زقورة أور اليت قام ببناها‬ ‫امللك أورمنو ‪ 2100‬قبل امليالد من أشهر‬ ‫الزقورات يف بالد الرافدين‪ ،‬جاءت الزقورة‬ ‫خمصصة لعبادة آهلة القمر(إنّيانا) فقد كانت‬ ‫من أكثر الزقورات شهرة واألكثر مقاومة‬ ‫وصموداً امام الزمن وآثارها ما زالت شاخمة‬ ‫إىل يومنا هذا‪.‬‬ ‫يصف ماكس مالون بأن زقورة أور ال جيد ما‬ ‫يقارن بها يف بالد الرافدين كلها‪ ،‬بسبب اللون‬ ‫األمحر القاني والتكوين البناء الذي استخدم‬ ‫اآلجر وبسبب الرتتيب املستنبط برباعة‬ ‫فيه ُ‬ ‫املينى كله على سالمله الثالثة املؤلفة كل منها‬ ‫من مئة درجة‪ .‬كانت الزقورة إبان التنقيب‬ ‫فيها أثر رائع بشكلها املهيب الضخمة‬ ‫واالحنناء اللطيف لواجهتها‪ ،‬ختمت كل‬ ‫آجرة من اآلجر املشوي الذي شيد فيه هذا‬ ‫الصرح الفخم ياسم أورمنو مؤسس ساللة اور‬ ‫الثالثة‪ ،‬الذي عمر أور وجعلها عاصمة بالد‬ ‫سومر‪ ،‬وبذلك ح ًول املدينة القدمية املبنية‬ ‫من اآلجر الطيين إىل مدينة مبنية باآلجر‬ ‫املشوي‪ ،‬وكان الربج الذي يتكون من ثالثة‬ ‫طبقات متوجاً بالقمة مبعبد صغري كان يشهد‬ ‫إقامة مراسيم غامضة‪.‬‬ ‫كان السور احملصن الثاني حييط باجملمع‬ ‫الديين يف اجلزء الشمالي الغربي من املدينة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ويف إعادة التصور الذي وضعه وولي هلذه‬ ‫املنطقة يالحظ توسيع اجملمع يف عصر نبوخذ‬ ‫نصر حيث اخرتق السور اجلديد املبنى‬ ‫ّ‬ ‫الضخم لقبور الساللة الثالثة اليت كانت‬ ‫خارج اجملمع الديين مباشرة قرب القبور‬ ‫امللكية القدمية‪ .‬أما األبنية املوجود يف داخل‬ ‫السور فقد كان أبرزها الزيقورة اليت بناها‬ ‫امللك أورمنو وأكمل بنائها ابنه شوجلي(لويد‬ ‫‪210 : 1993‬ـ‪ )12‬وهي عبارة عن برج مدرج‬ ‫يصعد إليها بدرج ثالثي(مالون‪،)95: 2001‬‬ ‫أن هذا األثر اهلام والذي حافظ على ببنيته‬ ‫أكثر من أي أثر آخر من نفس النوع من بالد‬ ‫الرافدين‪ ،‬كد قام املكتشف االثري وولي‬ ‫بدراسته وتسجيله وإعادة تشكيل حيث أشار‬ ‫أنه بناء جزئي متني مبين على ثالث مراحل‪،‬‬ ‫فنواته مصنوعة من اللنب الطيين املرتب حول‬ ‫وفوق أثار برج قديم‪ .‬وهو مكسو بواجهة من‬ ‫القرميد املشوي املثبته بالقار وتبلغ مساكتها‬ ‫‪ 2.4‬مرتاً‪ ،‬إما املرحلة األدنى فهي الباقية‬ ‫حبالة جيدة فتبلغ ابعادها عند القاعدة ‪× 61‬‬ ‫‪ 45.7‬مرت‪ ،‬ويبلغ ارتفاعها حوالي ‪ 15‬مرت‪.‬‬ ‫زقورة أور منو يف أور من عصر الساللة الثالثة‬ ‫حيث أُعيد بناؤه وتشكيله بطريقة مناسبة‬ ‫باستثناء شكل املعبد األعلى يف األعلى فهو‬

‫تاريخ‬

‫‪41‬‬

‫افرتاضي‪ .‬األبعاد [‪ 45.7 × 61‬مرت‪ .‬ويتألف‬ ‫املدخل الذي يؤدي إىل قمة البناء عن طريق‬ ‫سلم ثالثي املراحل مع حصن غري مرتفع له‬ ‫أبراج يف زواية‪ .‬واحتوت نقطة التقاء الزوايا‬ ‫عند مستوى املصطبة األوىل وبقايا األعمدة‬ ‫القرميدية األربعة بأفرتاض وجود سقف‬ ‫على شكل القبة‪ .‬ولقد امكن التحقق من‬ ‫ارتفاع وأبعاد املرحلتني العلويتني من البناء‬ ‫الللتني تعرضتا للكثري من احلت والتعرية‪.‬‬ ‫خلص ويلي أهمية الزقورة وبنيانها وقد أوىل‬ ‫هلا الكثري من الدراسة والشرح وتعود أهميتها‬ ‫متمثلة بثالثة خصائص هي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ تتألف مادة الربج من القرميد اجملفف‬ ‫بأشعة الشمس واملدعم بعدة طبقات مسيكة‬ ‫من القصب املنسوج‪.‬‬ ‫‪2‬ـ يف نواة البناء فقد متت تقوية القرميد وإزالة‬ ‫لونه بواسطة النار وهي ظاهرة عزاها إىل تشبع‬ ‫البنية بالرطوبة وإىل حدوث احرتاق داخلي يف‬ ‫املادة النباتية التالفة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك‬ ‫فقد ذهل من العدد الكبري من الفجوات اليت‬ ‫خترتق الكسوة اخلارجية من املراحل الدنيا‬ ‫للبناء وتسائل ما إذا كان الرصيف العلوي قد‬ ‫غرس بأشجار كانت حتتاج للري وذلك ألنه‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫مدينة أور كانت مدينة مسكونة‬ ‫منذ فرتة العبيد حيث كانت‬ ‫القرى عبارة عن مستوطنات‬ ‫زراعية‪ ،‬ولكنها أصبحت‬ ‫مستوطنة كبرية مع حاجة هذه‬ ‫املدن إىل مستوى أعلى من حيث‬ ‫السيطرة على الري يف أوقات‬ ‫اجلفاف‪ ،‬ويف الفرتة ‪ 2600‬قبل‬ ‫امليالد‬

‫عثر على جذوع أشجار متفحمة قرب قاعدة‬ ‫الربج‪.‬‬ ‫‪3‬ـ اكتشف وولي وجود احنراف حنو اخلارج‬ ‫يف خط الواجهات الرئيسية على مستوى‬ ‫الرصيف‪ ،‬شكك البعض بهذه التفسريات‬ ‫عند تذكرهم الثقل الكبري للربج ومرونة‬ ‫القرميد الطيين‪.‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪42‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫امساء البعض من املواقع االثرية يف منطقة شنكال‬

‫خيري شنكالي‬

‫‪1‬ـ آثار(تل خليل)يف سيبا شيخدري‬ ‫‪2‬ـ كركي محو يف خانصور وهي مبثابة تل‬ ‫اثري بني خانصور القدمية واجملمع وحتته‬ ‫قصر وكذلك‪.‬‬ ‫‪3‬ـ كرشكةسيت يف قرية كري زركا ترجع‬ ‫بعصورها اىل دور(احلسونة)اليت تعود‬ ‫اىل(‪)5200‬عام قبل امليالد ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ كهوف(قزلكند)يف اجلهة الشمالية للسور‬ ‫الروماني‪.‬‬ ‫‪5‬ـ خرائب(كوهمت) وهي كانت مبثابة‬ ‫جامعة اهل العلم واملعرفة يف عهد نورالدين‬ ‫زنكي‪.‬‬ ‫‪6‬ـ تل أمجة يعود اىل العصر احلجري‪.‬‬ ‫‪7‬ـ باب اخلان(خانا شهوانيا) خان قديم‬ ‫استخدمها صالح الدين األيوبي كثكنه‬ ‫عسكرية وعمرها بدر الدين لؤلؤ كما‬ ‫استخدمها الزنكيون ايضا‪،‬ويقع هذا الباب‬ ‫على الطريق القديم شرق املدينة مشال معمل‬ ‫مسنت شنكال‪.‬‬ ‫هناك كتابات عربية مكتوب عليها انا امللك‬ ‫لولو ملك الشرق والغرب وحنت جنديني‬ ‫متقابلني يف اجلهة العليا من البوابة حياربان‬ ‫تنينني‪ .‬ويف قاعدة البوابة اسدين‪.‬‬ ‫‪8‬ـ (كرى ره ش) الذي يعود اىل فجر السالالت‬ ‫اي(‪)3000‬االف سنة قبل امليالد‪.‬‬ ‫‪9‬ـ كهف(قجراغ)يقع مشال عرب املدينة ويف‬ ‫داخله طرق متشعبة وصور غريبة على هيئات‬ ‫خمتلفة متثل حيوانات وطيور‪ ،‬مل يصل احد‬ ‫اىل عمقه‪.‬‬ ‫‪١٠‬ـ دير العاصي‪ :‬مت بنائه يف عام(‪500‬م)‬ ‫يقع يف الكلي املسمات بأمسه مشال املدينة‪.‬‬ ‫‪11‬ـ السور الروماني‪ :‬حكمت االمرباطورية‬ ‫الرومانية شنكال زهاء ‪ 170‬عاما ومازال اثار‬ ‫سورها شاخصا للعيان حيث ازدهرت املدينة‬ ‫وكانت هلا اربع بوابات رئيسة مازال اثار‬ ‫احد االبواب شاخصا يف بربروش اليت تدعى‬

‫بوابة الشمس او السماء تلك البوابة الرئيسية‬ ‫ومنها باب الشرق وباب اجلبل او مايسمى‬ ‫الشمال وباب الليل وبطول ‪ ٦‬كيلومرتات‬ ‫الذي يتميز ببنائه اجلميل ومنافذه الصخرية‬ ‫ومت بناء هذا السور من يف عهد االمرباطور‬ ‫الروماني(اوريانوس)عام(‪136‬م)‪.‬‬ ‫‪12‬ـ موقع مزار شرف الدين يعود تاريخ بنائه‬ ‫لسنة ‪ ١٢٧٤‬ميالدية‪.‬‬ ‫‪13‬ـ مرقد السيدة زينب بنت االمام علي‪،‬‬ ‫اثناء سبيها مرت من هنا ولعلها مكث فرتة‬ ‫قصرية على هذا املرتفع مع اسرى آخرين من‬ ‫قبل األمويني ومن هنا اخذت اىل الشام ‪.‬‬ ‫‪14‬ـ قبيت الويالدة االخوين الذان يعتقد انهما‬ ‫من احفاد االمام علي بن ابي طالب كرم اهلل‬ ‫وجهه او من اوالد السيدة زينب(ع) حيث‬ ‫ماتوا حتت حوافر اخليول ودفنوا هناك اهتم‬ ‫بهما يف زمن بدر الدين لؤلؤ وبنيت عليهما‬ ‫قبتني‪ .‬وهما داخل املدينة والبقرب من ساحة‬ ‫النقليات سابقا‪.‬‬ ‫‪15‬ـ منارة شنكال بناه آق سنقر الثالث ودمرها‬ ‫داعش‪ .‬كان عليها نقوش وكتابات وبارتفاع‬ ‫حوالي مثانية امتار يف وسط الشارع املؤدي‬ ‫اىل البعاج‪.‬‬ ‫‪16‬ـ آثار قباني يعود تارخيه اىل العهد‬ ‫الكلداني وقد عثر على الكثري من اخلزائن‬ ‫واآلثار والعملة املعدنية تسمى ب دقنانوس‬ ‫ويف بداية التسعينات مت الكشف عن كهف‬ ‫على حافة الطريق يقال انها حتتوي اىل آثار‬

‫ونقوش داخلها وخوفا من لصوص اآلثار وضع‬ ‫على فوهته صخرة كبرية‪.‬‬ ‫‪17‬ـ آثار خزنة عرنوكي‪ :‬مبثابة خربة اثرية‬ ‫تقع مشال غرب قرية خانصور القدمية مبسافة‬ ‫‪ ٥‬كلم‪ )١٨ ،‬آثار دويري‪ :‬تقع على اجلانب‬ ‫االمين من الطريق املؤدي اىل كرسي غرب‬ ‫قاعة نوروز وهي مبثابة عدة كهوف طمرت‬ ‫معظمها ماعدا ثالثة ذات افواه دائرية وحتت‬ ‫األرض بينما يظهر آثار حوالي ‪ ١٣‬كهف‬ ‫اضافة اىل آثار ابنية وجمرى املاء يتوسطها‬ ‫وهناك آثار على هضبة تقع غرب الكهوف‬ ‫يعتقد انه آثار لدير قديم وهلذا مسيت بدويرة‬ ‫كتصغري للدير‪.‬‬ ‫‪19‬ـ دير وزنة يقع بالغرب من مزار جيلمريا‬ ‫على قمة جبل شنكال‪.‬‬ ‫‪20‬ـ مزار جيلمريا خاص بااليزديني شرق برج‬ ‫االتصاالت على قمة جبل شنكال‪.‬‬ ‫‪21‬ـ التي كةجار مري‪ :‬لوح صخري عليه‬ ‫كتابات ونقوش بأسم ابنة االمري وبالقرب من‬ ‫جيلمريا ‪ ...‬اي امري هذا فاجلواب ماندري‪.‬‬ ‫‪22‬ـ شنكال‪ :‬كانت شنكال املدينة االقدم‬ ‫واالعرق يف التاريخ‪ ،‬مملكة(معنو اآلرامي) ‪.‬‬ ‫حينما كانت مدينة مل يكن هناك سكان من‬ ‫جهاتها االربع سوى بادية الصحراء املقفرة‬ ‫القاحلة‪،‬واحدى اهم املدن الغابرة يف القدم‬ ‫مبنطقة اجلزيرة ومن اوىل املدن اليت اعتمدت‬ ‫على صناعة الغذاء ذاتيا دون االعتماد على‬ ‫االخرين‪ ،‬واصبحت عاصمة األمرباطورية‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الشرقية ألسكندر املقدوني‪ ،‬سبق واصبحت‬ ‫مستوطنات بشرية متفرقة يف سهوبها وجباهلا‬ ‫تغريت امسائها مبرور الزمن وحسب مصلحة‬ ‫تلك السلطات والشعوب اليت سيطرت‬ ‫عليها منها(شنكال‪/‬شةنكال‪/‬شةنكار شنغار‪/‬‬ ‫سنكورا‪/‬سنكارا‪/‬شنغارا‪/‬سنكار‪/‬سنجار‪/‬‬ ‫زةنكار‪/‬جيايي شريين‪/‬اجرت‪/‬اوروليا‪ /‬شنخار)‬ ‫ولكن االسم املعتاد يف الوقت احلالي لدى‬ ‫سكان شنكال هو(شنكال ـ ذو مقطعني شةنك‬ ‫‪ +‬ئال ويعين الطرف اجلميل) كما ورد‬ ‫اسم(سنجار) يف قصة الطوفان حسب الرواية‬ ‫اصطدمت السفينة بقمة جبل سنجار املسماة‬ ‫‪23‬ـ سندلكلوب‪ :‬قمة صخرية يف الواجهة‬ ‫الشمالية من جبل شنكال‪ ،‬تفيد املصادر‬ ‫بأصطدام سفينة نوح عليه السالم بها وادى‬ ‫اىل ثقبها حيث التفت احلية فيها وانقذت‬ ‫البشرية وقال نوح(هذا سن ـ جار ـ علينا)‬ ‫ولكن بعيدة عن الواقع كون نوح كان يتكلم‬ ‫االرامية ومل تكن انذاك اللغة العربية يف‬ ‫الوجود‪.‬‬ ‫‪٢٤‬ـ كريي‪ :‬منطقة حتتوى بساتني التني‬ ‫مشال اجلبل فيها الكثري من املواقع االثرية‬ ‫وسبب تسميتها ب(كريي) وهي تسمية ارامية‬ ‫ويف نفس الوقت كردية مبعناه السري حول‬ ‫نفسه وذلك بعد حدوث ثقب يف سفينة نوح‬ ‫اجتهت حنو الشمال الغربي وسارت حول‬ ‫نفسها يف هذه املنطقة واطلق عليها كريي‪.‬‬ ‫‪25‬ـ شنعار‪ :‬مملكة امللك منرود حتى بابل‬ ‫وردت هذه التسمية يف الكتاب املقدس(التوراة)‬ ‫اليستبعد ان تكون شنكال احلالية‪ .‬وهناك‬ ‫مصادر تشري اىل اقرتان اسم املدينة باسم‬ ‫احد احفاد نيب اهلل ابراهيم اخلليل امسه‬ ‫سنجار بن مالك وهذا يتناقض مع تاريخ‬ ‫شنكال العريق قبل جميء ابراهيم اخلليل‪،‬‬ ‫اما بالنسبة لتسميته باسم سنجار السلجوقي‬ ‫فهذا ايضا افرتاء بل ولد سنجار ابن امللك‬ ‫السلجوقي يف سنجار وتيمنا ألمسها وطبيعتها‬ ‫اطلق على ابنه بهذا االسم‪ .‬واليوجد اي دليل‬ ‫تارخيي او اثري على قيام(سنجار بن دعر)‬ ‫يف بناء هذه املدينة‪.‬‬ ‫‪26‬ـ جبل شنكال يقع على احلدود العراقية‬ ‫السورية بني حمافظة نينوى العراقية‬ ‫وحمافظة حسكة السورية وبطول(‪ )٦٠‬كلم‬ ‫و بعرض(‪ )١٠‬كلم مضيفا اليه جبل كولك‬ ‫غربا واملرتفعات اليت متتد حنو تلعفر شرقاً‪،‬‬ ‫بينما اعلى ارتفاع للجبل(‪ )1463‬مرت اي‬

‫مقالة‬

‫‪43‬‬

‫حوالي(‪ )4800‬قدم على مستوى سطح البحر‪.‬‬ ‫ويعترب مساحته(‪ )1240‬كيلومرت مربع‪ .‬وتقع‬ ‫شنكال بني خط عرض(‪)361915‬درجة‬ ‫مشاال و(‪)415235‬درجة‪ .‬وتبعد عن مدينة‬ ‫املوصل(مركز حمافظة نينوى) حبوالي ‪1200‬‬ ‫كلم غربا‪ ،‬بسبب التعريب والتغريات االدارية‬ ‫التوجد ارقام باملساحة اجلغرافية للمنطقة‬ ‫ولكن بالتأكيد تأخذ مساحة شاسعة من‬ ‫ناحية الشمال والغرب حتى احلدود السورية‬ ‫ومن اجلنوب اراضي خصبة ومنبسطة كان‬ ‫ميتد ألكثر من مخسن ميال ولكن بسبب‬ ‫استحداث قضاء البعاج والتغريات االدارية‬ ‫بسبب التعريب فاصبح حدودها االدارية‬ ‫قرية كرعانة‪ ،‬وكان يقدر عدد سكان شنكال‬ ‫حسب البطاقات التموينية حوالي ‪ 450‬الف‬ ‫نسمة معظمهم من االيزديني‪.‬‬ ‫‪27‬ـ مزار شيخ مند قبليت‪ :‬معبد ايزدي يقع‬ ‫مشال شرق جدالي‪.‬‬ ‫‪28‬ـ آثار حوشي‪ :‬مدينة كاملة مطمورة بغبار‬ ‫االزمنة والعصور املتتالية وقد اعيدت بنائها‬ ‫يف عصور خمتلفة حتيطها سور وبعدة بوابات‬ ‫وقصر امللك يف احلافة الشمالية من املدينة تقع‬ ‫داخل السور وآخر ملك حكمها هو نوشي‬ ‫روان الشمساني الذي كان يقدر النار ولقب‬ ‫بامللك العادل وله قصته يف العدالة ال جمال‬ ‫لذكرها ومازال هناك األطنان من اخلزف‬ ‫والطابوق اجلريي متبعثرة فيه‪.‬‬ ‫‪29‬ـ دويلة كهبل‪ :‬كهبل آثار دويلة اشورية‬ ‫قدمية بنيت عائلة الشيخ ناصر القرية القدمية‬ ‫على انقاذها و مازالت سورها اليت حتيط‬ ‫الدويلة شاهدة للعيان‪.‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫‪30‬ـ ثار(تبه ـ ديبة) يقع جنوب قرية صوالغ‪.‬‬ ‫‪31‬ـ كهوف شلو‪ :‬وهي مبثابة مدينة كاملة‬ ‫تقع يف اجلهة الغربية من اجلبل حتتوي‬ ‫على اكثر من ‪ ٣٦٠‬كهفا منها كبرية وعميقة‬ ‫مل يدنس عمقها االنسان احلالي وكان فيها‬ ‫شبكة املياه تربط معظم الكهوف ومازالت‬ ‫اآلثار اليت تدخلها األنسان يف صنعها‬ ‫كاالحواض واملعاصر واالبنية احلجرية‪.‬‬ ‫‪32‬ـ ماميسي‪ :‬قرية كلدانية وهي مركز ناحية‬ ‫كرسي سابقا بناها الكلداني(مام عيسي)‬ ‫ومبرور الزمن ولعدم وجود احلرف(ع) يف اللغة‬ ‫الكردية اندجمت التسمية اىل ماميسي وهناك‬ ‫قرية مبنطقة باطوفة بنفس التسمية‪.‬‬ ‫‪33‬ـ قلعة بوالذ(كةلةها بولي)‪ :‬يقع هذه‬ ‫القلعة يف الكلي الرابع قبل الصعود اىل اجلبل‬ ‫من الطريق املبلط قادما من شنكال اىل سنوني‬ ‫ويسمى الكلي بأمسه بناها االمري املعارض ألمار‬ ‫شنكال فيه ممر واحد مدرج من جهة الغرب‬ ‫وآثار بوابة الدخول وآثار لكورة صنع اخلزف‬ ‫ومقربة والعشرات من البيوت مبنية الكلس‬ ‫واحلجر كما يوجد ستونا صهرجيا حلفظ‬ ‫مياه االمطار والثلوج مت حفرها من الصخور‬ ‫الصلدة وسورها ايضا مبنية بامللس واحلجر‬ ‫ونقاط املراقبة مازالت شاخصة وزرتها لعدة‬ ‫مرات الجمال لذكر التفاصيل وكيف تدمريها‬ ‫من قبل امري شنكال وقتل معظم ساكنيها‪.‬‬ ‫كنا يوجد يف اجلهة الشرقية وحتت القلعة‬ ‫مباشرة كهفني كبريين ألسكان العوائل وقد‬ ‫سرق حمتوياتها بعد جميء القوات الكردية‬ ‫اىل شنكال ومت حفرها بالكومربيشن واثار حفر‬ ‫الكهوف مازالت باقية‪.‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪44‬‬

‫‪34‬ـ يعود جذور البعض من آثار ومواقع‬ ‫شنكال حسب اراء االثاريني واملتخصصني اىل‬ ‫اكثر من سبعني الف عام مضت‪.‬‬ ‫‪35‬ـ (ديواري نيفا دني)حائط تقسيم العامل‪،‬‬ ‫هناك آثار جدار مبين باحلجارة بطول‬ ‫عدة كيلومرتات من جنوب اجلبل صعودا‬ ‫مبحاذات اهلضبة اليت متر بها الطريق‬ ‫املبلط وميكن مشاهدته بوضوح ‪ .‬تقول املصادر‬ ‫الشفاهية بأن ابناء آدم هابيل وقابيل تقامسوا‬ ‫العامل بهذا اجلدار فيما بينهم ولكن بعيدا عن‬ ‫الواقع ‪ .‬على كل حال هذا اجلدار موجود‬ ‫وحيتمل انشأ ألحاطة البساتني يف العصور‬ ‫الغابرة ‪ .‬كما يو العشرات من االبنية والبيوت‬ ‫مازالت شاهدة للعيان‪.‬‬ ‫‪36‬ـ معملة‪ :‬اثار احلفر والتنقيب الربيطاني‬ ‫يف شنكال موجود باملنطقة جبلية جنوب‬ ‫غرب ماميسي حتت مرتفع يدعى(كورتكي‬ ‫سيسريك) ويسمى ذلك املوقع ب(معملة)‬ ‫مازال اثار االحواض واألنابيب املدفونة‬ ‫ظاهرة للعيان ومادة القار تسيل صيفا من تلك‬ ‫املرتفعات مما يدل على وجود املواد النفطية‪.‬‬ ‫‪37‬ـ طريق(شنكال ـ سوريا) األثري‪ :‬مت‬ ‫انشاء هذا الطرق الصخري من قبل االنكليز‬ ‫لربط شنكال بسوربا ومير يف اجلهة اجلنوبية‬ ‫ومازال اثاره باقيا يف مشال جممع سيبا‬ ‫شيخدري حيث قاموا بعمل هذا الطريق‬ ‫بالسخرة على اكتاف أأليزديني‪.‬‬ ‫‪38‬ـ آثار سد جلمع املياه بالغرب من(كةلةها‬ ‫بولي) داخل املضيق‪ ،‬مل يبقى منه اال القليل‬ ‫بسبب التعرية والفيضانات‪.‬‬ ‫‪39‬ـ كهف مسريكي‪:‬يقع يف جنوب اجلبل‬ ‫فيه من سعة املياه يسمح مبرور باخرة فوق‬ ‫مياهها ولكن الدخول فيه صعب لضيقه من‬ ‫اجلانب اخلارجي‪.‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫‪40‬ـ كهف كاني دلوبكي‪ :‬يقع هذا الكهف‬ ‫جنوب السد االثري املوجود يف مضيق جبلي‬ ‫غرب قلعة بوالذ مبثابة عني ماء ينضح من‬ ‫الصخور ويسقط على شكل قطرات اىل حوض‬ ‫ويف جانبه الكهف يبدو للعيان ليس كبريا‬ ‫ولكن سألت راعي كان يسكن يف الكهف قال‬ ‫لي ‪ ...‬يف احدى الليالي دخلنا هذا الكهف‬ ‫وجتولنا فيه عدة ساعات ومل نصل اىل نهايتة‬ ‫كان فيه الكثري من املضايق و شالالت املياه‬ ‫تارة نشعر بنسيم بارد وتارة اخرى كن منسح‬ ‫الاليت من األخبرة‪.‬‬ ‫‪41‬ـ كهاريز جبل شنكال‪ :‬تعد من اعظم‬ ‫واوسع واطول القنوات املائية يف العامل‬ ‫وبعمق(‪ ٨‬ـ ‪ )١٠‬امتار‪ ،‬هذا ما اكده‬ ‫اجليولوجيني‪ ،‬وان املياه اليت متر من خالل‬ ‫جبل شنكال من خالل الكهوف والكهاريز‬ ‫غري املكتشفة حلد االن‪ ،‬بامكانها ان تسد‬ ‫حاجة دولة كبرية حبجم سعة العراق‪ ،‬ويعود‬ ‫تاريخ انشاء هذه الشبكة اىل األمرباطورية‬ ‫اآلشورية‪ .‬وقد تتبع بعثات علمية متخصصة‬ ‫جماري تلك املياة املدفونة حتت االرض وعلى‬ ‫شكل كهاريز وجماري ومجيعها مصنوعة من‬ ‫اخلزف وجتري حنو عمق الصحراء من ناحية‬ ‫اجلنوب حتى مدينة حضر االثرية‪ ،‬ويرجح‬ ‫ان يكون امتدادها حتى حبرية الثرثار‪.‬‬ ‫‪42‬ـ العيون والينابيع األثرية يف شنكال‪ :‬من‬ ‫اهم تلك العيون األثرية هي عني بارة على‬ ‫شكل قناة ميتد من حتت االرض وحيتوي اىل‬ ‫امساك صغري‪ ،‬يعتقد بأن مصدره البحر وليس‬ ‫مياه االمطار يوجد عينان آخران منها عني‬ ‫جدالي وصوالغ‪ .‬اما عني(برية خاي) وهاروني‬ ‫يف كرسي فهو مصدر املياه اليت كانت تسقي‬ ‫اراضي اكثر من سبع قرى حتى باب الكلي‬ ‫واحيان كان يصل مياهه اىل سوريا‪ .‬و(كاني‬

‫كوريك) وكاني كريوخ يف كلي كريوخ‪.‬‬ ‫يوجد جنوب قرية ماميسي عينان هما كانيكا‬ ‫حيسكي وحاحيسي واالخرية اكثر وفرة‪،‬‬ ‫وعني(كوهاري) اليصلح للشرب لكثرة دودة‬ ‫العليق اليت تدخل احلنجرة وتتغذى على‬ ‫دماء احليوانات‪ .‬كما هناك العشرات من‬ ‫املنابع الجمال لذكرها‪.‬‬ ‫‪43‬ـ قسركي‪ :‬مبثابة آثار قصر يقع يف قرية‬ ‫قسركي احلليقية‪.‬‬ ‫‪44‬ـ كوجكا سيالة‪ :‬تقع على مرتفع بني‬ ‫اشجار البلوط يف منطقة(حوجاي) يف اجلانب‬ ‫الشمالي من جبل شنكال يعود هذا املوقع‬ ‫لرئيس عشرية احلليقي االيزديني‪.‬‬ ‫‪45‬ـ كهف حسي آغي‪ :‬يقع هذا الكهف على‬ ‫اجلانب االيسر عند الدخول اىل كلي كرسي‬ ‫سكن فيه األنسان القديم حلد اآلن مل يتم‬ ‫تنقيبه من قبل اآلثاريني واجليولو جيني‪.‬‬ ‫‪46‬ـ كهوف(بةرةها)‪ :‬عبارة عن جمموعة‬ ‫كهوف يف مشال اجلبل‪.‬‬ ‫‪47‬ـ خربة طاووس‪ :‬يقع يف بارة يقال انه‬ ‫قصر ألمرية امسها طاووس‪ ،‬او حمل تنصيب‬ ‫طاووس األيزدية يف وقت ما‪.‬‬ ‫‪48‬ـ قةفا باري‪ :‬كهف صغري على احلانب‬ ‫االمين من الطريق مشال قرية باري ‪...‬مكان‬ ‫موعد شريف بك مريي موالي عندما اراد‬ ‫اللقاء بعشيقته عدي وكانت تسكن على كاني‬ ‫بيكي غرب بارة‪.‬‬ ‫‪49‬ـ شاه بةركيت‪ :‬موقع لشاه ايزدي امسه‬ ‫بركات يقع يف كلي املسمى بأمسه(كلي شاه‬ ‫بركيت) شرق كلي كرسي‪.‬‬ ‫‪50‬ـ سيدو قاسم‪ :‬خربة اثرية يقدسها‬ ‫األيزديون كانت عائلة امساعيل قلو جمور‬ ‫هلا تقع شرق بئر حوجاي‪.‬‬ ‫‪51‬ـ مزار شيخ مند‪ :‬معبد ايزدي يقع يف كلي‬ ‫درجيي جنوب جيلي حجي وسو‪.‬‬ ‫‪52‬ـ مزار آمادين‪ :‬معبد ايزدي يقع يف منطقة‬ ‫درجيي بالقرب من بئر آمادين‪.‬‬ ‫‪53‬ـ مزار خاتونا فخران‪ :‬معبد ايزدي يقع يف‬ ‫منطقة حليقي‪.‬‬ ‫‪54‬ـ مزار شيشم‪ :‬معبد ايزدي يقع شرق قرية‬ ‫اجلفرية‪.‬‬ ‫‪55‬ـ مزار دقي مريا‪ :‬معبد ايزدي يقع يف‬ ‫الشمال من قرية باري‪.‬‬ ‫‪56‬ـ مزار شيبلقلسم‪ :‬معبد ايزدي يقع يف‬ ‫مرتفعات كرسي تفيد املصادر بأنه عاش يف‬ ‫زمن النيب موسى وهو مشساني الديانة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مقالة‬

‫‪45‬‬

‫‪57‬ـ مزار بريي آورا‪ :‬معبد ايزدي يقع غرب شنكال بدون مياه حاليا‪.‬‬ ‫مزار شرف الدين‪ ،‬اله االمطار والغيوم‪.‬‬ ‫‪58‬ـ مام خنوق‪ :‬قرب لقهوجي شرف الدين‬ ‫ومقربة يقع غرب مزار شرف الدين ‪.‬‬ ‫‪59‬ـ مزار هجالي‪ :‬معبد ايزدي يقع يف مشال‬ ‫مزار شرف الدين‪ ،‬اله اجملانني‪.‬‬ ‫‪60‬ـ مزار أيزي‪ :‬معبد ايزدي يقع سفح‬ ‫اجلبل جنوب شرف الدين‪.‬‬ ‫‪61‬ـ مزار آمادين يف القبلة‪ :‬معبد ايزدي يقع‬ ‫يف مشال شرق قرية قين جنوب جبل شنكال‪.‬‬ ‫‪62‬ـ مزار رةشةكا‪ :‬معبد ايزدي يقع شرق‬ ‫مدينة شنكال‪.‬‬ ‫‪63‬ـ قولي رةش‪ :‬صخرة كبرية تقع شرق مزار‬ ‫شيبلقاسم يقدسه األيزديني‪.‬‬ ‫‪64‬ـ بئر آدم‪ :‬بئر أثري قديم يقع يف قرية‬ ‫بريادم مشال مركز ناحية سنوني‪.‬‬ ‫‪65‬ـ آثار سنوني‪ :‬يقع هذا اآلثار داخل مركز‬ ‫ناحية سنوني شرق حمطة تعبئة الشمال‬ ‫مباشرة وباألحرى موقع سوق الغنم ومازال‬ ‫الطابوق اجلريي واجلدران تظهر بسبب‬ ‫االمطار‪ .‬كانت سنون مركز للقوافل التجارية‬ ‫بني املوصل والشام ومسيت بسنون نسبة اىل‬ ‫القمتني املرتفعتني على جبل شنكال مقابل‬ ‫سنون و املسمات(كوهكيت كري)‪.‬‬ ‫‪66‬ـ آثار بلق اسود‪ :‬مرقد شيعي يقع يف حملة‬ ‫بربروش القدمية داخل السور الروماني‪.‬‬ ‫‪67‬ـ مام هارون‪ :‬مرقد يقع جنوب مدينة‬ ‫شنكال يقع غرب الشارع املؤدي اىل البعاج‪.‬‬ ‫‪68‬ـ براهيمي لك‪ :‬مزار أيزدي يقع يف الغرب‬ ‫من جاوكي براهيمي لك قبل الدخول اىل كلي‬ ‫كرسي‪.‬‬ ‫‪69‬ـ تربكا‪ :‬جمموعة قبور قدمية بالقرب من‬ ‫سنوني‪.‬‬ ‫‪70‬ـ بئر سويدكي‪ :‬يوجد يف جبل شنكال‬ ‫العديد من االبار تعود تاريخ البعض منها اىل‬ ‫العصور السحيقة يف القدم ومبنية من الداخل‬ ‫باحلجارة ومازالت العديد من تلك االبار ‪75‬ـ بئر كلوبي يف كلي كلوبي جببل شنكال‪.‬‬ ‫يستخدم يف احلياة اليومية من قبل الرعاة ‪76‬ـ بئر ليلي او ما يسمى بى(بئر عرب‬ ‫والبستانيني والصيادين منها بئر سويدكي يف سنجاري) يعود تارخيها اىل زمن اجلاهلية‬ ‫حيث مسيت بأسم ليلى عاشقة جمنون‬ ‫اجلهة اجلنوبية الشرقية من درجيي‪.‬‬ ‫‪71‬ـ بئر حوجاي بالقرب من خربة سيدو وكانت مضاربهم حول البئر‪.‬‬ ‫‪77‬ـ (بئر شريين) الذي يسمى ببئر حلو على‬ ‫قاسم‪.‬‬ ‫‪72‬ـ بئر آمادين بالقرب من مزار آمادين يف حافة الطريق القديم مقابل قرية نعينيعة‬ ‫بناحية الشمال‪.‬‬ ‫درجيي‬ ‫‪78‬ـ مزار ملك فخرالدين‪ :‬معبد ايزدي يف‬ ‫‪73‬ـ بئر شيشم بالقرب من قرية اجلفرية‪.‬‬ ‫‪74‬ـ (هةفت بريكا) اي اآلبار السبعة يف جبل منطقة السكينية جنوب جبل شنكال‪.‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫‪79‬ـ اثار قصركا خاني‪ :‬هناك قصر مبساحة‬ ‫كبرية مشال قرية الشركان يف عقار نعمت‬ ‫دهار وناسو جرو مبنية بالكلس واحلجر‬ ‫وقد سحبت املياة اليها بقناة خزيف من‬ ‫جبل شنكال وعلى األرحج مسيت خانصور‬ ‫بأمسها‪.‬‬ ‫‪80‬ـ كركي تربا‪ :‬تل أثري فية مقربة قدمية‬ ‫وآثار اخلزف وصخور كبري اثرية ويف الصيف‬ ‫يرتشح من بعض مواقع التل نواد زيتية وذلك‬ ‫يف قرية الشركان قرب دار خدر رشو موسى‪.‬‬ ‫‪81‬ـ آثار قناة املياه اخلزفية‪ :‬مت العثور على‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪46‬‬

‫انابيب خزفية يف قصركا خاني بعمق(‪)٤٠‬‬ ‫سم وكذلك عثر على موقع آخر جنوب القصر‬ ‫مبثابة بئر بعمق(‪)١٥٠‬سم يغذي القصر باملياه‬ ‫باألنابيب اخلزفية يف القصر ملسافة(‪ )٧٠٠‬مرت‬ ‫وكان يستمد املياه عن طريق انابيب متداخلة‬ ‫من اجلهة اجلنوبية مما يدل على وجود شبكة‬ ‫املياه الشبيهة بقنوات جنوب جبل شنكال‪.‬‬ ‫‪82‬ـ قرية قين‪ :‬قرية ايزدية تقع بني مزار‬ ‫شرف الظني وجممع بورك‪ ،‬وفيها عني‬ ‫أثري يدعى قين يعتقد انه نهاية قناة حمفور‬ ‫يستمد املياه من مشال جبل شنكال وملسافة‬ ‫عدة كيلومرتات‪.‬‬ ‫‪83‬ـ قرية رجم العبد‪ :‬يقع مشال مركز‬ ‫ناحية سنوني يسكنها العرب اجلحيش يبدو‬ ‫من تسميتها‪،‬يف زمن ما مت رجم عبد أسود‬ ‫باحلجارة حتى املوت ملخالفته اوامر سيده‪.‬‬ ‫‪84‬ـ تل مشرف‪ :‬تل أثري وقد بنيت قرية‬ ‫بنفس االسم يقطنها العرب ويقع بالقرب من‬ ‫احلدود السورية‪.‬‬ ‫‪85‬ـ قرية شنانيك‪ :‬اول من سكن فيها من‬ ‫االيزديني ابناء عشرية اهلسكان مطلع القرن‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫‪86‬ـ قرية كوالت‪ :‬تسميتها االصلية باللغة‬ ‫الكردية(كوال ـ اي برك من املياه) قرية كبرية‬ ‫يسكن عرب اجلحيش جبانب هضبة فيها‬ ‫مواقع اثرية منها حوض كنكي ال يقطع منه‬ ‫املياه الراكدة ويف اجلهة اجلنوبية من القرية‬ ‫توجد حفرة عميقة اليستطيع االنسان الوصول‬ ‫اىل عمقها واثناء هطول االمطار يذهب مياهها‬ ‫لعدة كيلومرتات ويصب حتت االرض بعني‬ ‫شبابيط القريب عن مركز الشرطة وكوالت‬ ‫كانت بركة كبرية يف موقع مدرسة القرية‬ ‫اخلالية وكانت فيها املياه وقصب الربدي‬ ‫حتى منتصف السبعينات وبسبب حفر االبار‬ ‫جفت الربكة‪.‬‬ ‫‪87‬ـ عني طالوي‪ :‬عني اثري قديم وقرية‬ ‫يسكنها الرتكمان يقع يف الشمال من الطريق‬ ‫املؤدي اىل تلعفر‪.‬‬ ‫‪88‬ـ عني سينو‪ :‬منكقة اثرية(سي ـ نو‪...‬‬ ‫يعين ثالثون عني) كان فيها ثالثون عينا‬ ‫جاريا وتقلصت مبرور الزمن يسكنها الرتكما‬ ‫وتق بالشرق من قرية عني طالوي‪.‬‬ ‫‪89‬ـ شرائع الشمالية‪ :‬قرية يسكنها الرتكمان‬ ‫‪90‬ـ شرائع اجلنوبية‪ :‬قرية يسكنها الرتكمان‬ ‫‪91‬ـ شويرة اجمليد‪ :‬قرية يسكنها الرتكمان‬ ‫و العرب و شويرة تعين األشارة اليها باليد‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫وجميد اسم بانيها‪.‬‬ ‫‪92‬ـ شويرة أبو زيد‪ :‬يسكنها العرب والرتكمان‬ ‫بانيها شخص يدعى ابو زيد‪.‬‬ ‫‪93‬ـ االصكع او األصقع‪ :‬يقع جنوب عني‬ ‫شبابيط وهي قرية يسكنها الغرب والرتكمان‬ ‫‪94‬ـ االبطخ‪ :‬قرية يسكنها العرب والرتكمان‪.‬‬ ‫‪95‬ـ عني حصان اجلنوبي والشمالي والوسطى‬ ‫ثالث قرى متقاربة يسكنها عشرية اخلاتونية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪96‬ـ كرانيه‪ :‬قرية ايزدية القدمية تقع يف‬ ‫اجلهة الشرقية من ناحية الشمال‪.‬‬ ‫‪9‬ـ آثار شيخ خنس‪ :‬منطقة أثرية وقرية‬

‫ايزدية يسكنها عشرية املندكان‪.‬‬ ‫‪98‬ـ آثار كلي منيلي‪ :‬يقع جنوب شنكال‬ ‫‪99‬ـ زليلي‪ :‬ينبوع قديم وقرية يسكنها‬ ‫األيزديني يقع جنوب غرب معمل مسنت‬ ‫شنكال‪.‬‬ ‫‪100‬ـ قنا ميهركا‪ :‬عني قديم وقرية ايزدية ‪.‬‬ ‫‪101‬ـ ديلوخان‪:‬‬ ‫‪102‬ـ ام الشبابيط‪ :‬والشبابيط مجع شبوط نوع‬ ‫من األمساك العراقية وكذلك يعين التمسك او‬ ‫التشبط وهي قرية يسكنها الرتكمان ويقع‬ ‫جنوب مثلث(شنكال ـ سنوني ـ تلعفر)‪.‬‬ ‫‪103‬ـ خرائج العامود‪ :‬قرية يسكنها الرتكمان‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫‪104‬ـ الثالثات‪ :‬قرية يسكنها عشرية‬ ‫البشكان‬ ‫‪105‬ـ احلصينيات الشمالية واجلنوبية‪:‬‬ ‫قريتني يسكنها املسلمني‪.‬‬ ‫‪106‬ـ تل بنات‪ :‬تل اثري جنوب شرق جممع‬ ‫تل بنات غالبية سكانه من االيزدين(املندكان‬ ‫واهلسكان والرشكان واجلوانا) ونسبة من‬ ‫املسلمني الشيعة من البشكان والببوات و‬ ‫العجيلية و املهاجرين و الرتكمان‬ ‫‪107‬ـ آثار خراب جعاب‪ :‬قرية يسكنها‬ ‫العرب والرتكمان‪.‬‬ ‫‪108‬ـ هذيل الكبري‪ :‬تل اثري يسكن حوله‬

‫مقالة‬

‫‪47‬‬

‫عدة قرى بامسه وهي الكبري والوسطى‬ ‫والشرقية يسكنهن عرب املتيوت‪.‬‬ ‫‪109‬ـ أم عامر‪ :‬منطقة اثرية وقرية يسكنها‬ ‫عرب املتيوت‬ ‫‪110‬ـ خنيسي‪ :‬قرية بني بليج وشنكال‬ ‫يسكنها عرب املتيوت‪.‬‬ ‫‪111‬ـ بسكي‪ :‬اسم كردي يطلق على األناث‬ ‫ويسكن يف عقارها قريتني بسكي مشالي‬ ‫وجنوبي جنوب شرق مدينة شنكال يسكنها‬ ‫عرب املتيوت‪.‬‬ ‫‪112‬ـ رمبوسي‪ :‬مزار قديم وقرية يسكنها‬ ‫األيزديني من عشرية الشرقيان واخلالتا‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫يقع غرب الطريق املؤدي اىل البعاج جنوب‬ ‫مدينة شنكال‪ ،‬يقابلها قرية رمبوسي الشرقية‬ ‫لعشرية اسودكو املسلمة من الكرد‪.‬‬ ‫‪113‬ـ كانيا عيدو‪ :‬عني ماء قديم من ضمن‬ ‫شبكة القنوات املائية تعود اىل العهد اآلشوري‬ ‫حتيطها اآلثار وهي قرية ايزدية قريبة تقع‬ ‫جنوب مدينة شنكال مباشرة‪ .‬سبق وعثر فيها‬ ‫لقى وعملة معدنية قدمية وكذلك عثر احد‬ ‫القروين يف الثمانينات من القرن املاضي يف‬ ‫حقله على جدار مبين باجلماجم وخوفا من‬ ‫السلطات قام بدفن احلائط‬ ‫‪114‬ـ كانيا عفدي‪ :‬عني ماء قديم بالقرب من‬ ‫مدينة شنكال‪.‬‬ ‫‪115‬ـ تل قصب‪ :‬تل اثري مل يتم التنقيب‬ ‫عليه وجممع سكين يسكنه األيزديني ونسبة‬ ‫قليلة من املسلمني الكورد عشرية القطويية‪.‬‬ ‫‪116‬ـ عني غزال‪ :‬قرية ايزدية يسكنها عرب‬ ‫املتيوت‪.‬‬ ‫‪117‬ـ عني فتحي‪ :‬قرية يسكنها عشرية‬ ‫املندكان من املسلمني وهم من جذور ايزدية‪.‬‬ ‫‪118‬ـ همدان منطقة اثرية بنيت عليها قرية‬ ‫همدان يسكنها عشرية اهلسكان‪.‬‬ ‫‪119‬ـ تل اوسفكه‪ :‬تل اثري ومت بناء قرية‬ ‫ايزدية بأمسه‪.‬‬ ‫‪120‬ـ آثار كرى جامعي‪:‬‬ ‫‪121‬ـ قبة الوهيب‪ :‬قرية سكانها من العرب‬ ‫عشرية الشيخ عيسى‪.‬‬ ‫‪122‬ـ تل عاكول‪ :‬تل اثري وقرية تسكنها‬ ‫عشرية العبيدية من الكرد‪.‬‬ ‫‪123‬ـ (خراب كورا ـ خراب الذئاب)‪:‬‬ ‫‪124‬ـ تل العرج‪:‬‬ ‫‪125‬ـ خراب بازار اي خرائب املدينة وهي‬ ‫اثرية نسبة اىل تسميتها يبدو انها كانت‬ ‫مدينة عامرة يف االزمنه السحيقة وحاليا‬ ‫قرية يسكنها عشرية الببوات واحلليقية من‬ ‫املسلمني والشمالية من التاتان ونسبة قليلة‬ ‫من عرب الشمر‪.‬‬ ‫‪126‬ـ قرب اهلجر‪ :‬مقربة قدمية‪.‬‬ ‫‪127‬ـ (كرقبات ـ تل القبب)‪:‬‬ ‫‪128‬ـ (كرزرك ـ التل االصفر)‪:‬تل اثري‬ ‫وبنيفي عقاره جممع بأمسه ذات األغلبية‬ ‫األيزدية ونسبة قليلة من املسلمني الكورد‬ ‫عشرية السرحوكية‪.‬‬ ‫‪129‬ـ خربة قواال‪ :‬قرية لعشرية الفقراء من‬ ‫األيزديني ‪.‬‬ ‫‪130‬ـ تل اجللوة‪:‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪48‬‬

‫‪131‬ـ آثارقسركي جنوبي‪ :‬مبثابة اثار لقصر‬ ‫قديم وبنيت يف عقاره قرية قسركي لأليزديني‪.‬‬ ‫‪132‬ـ ورديه‪ :‬موقع اثري قديم وقرية ايزدية‪.‬‬ ‫‪133‬ـ تل احليال‪ :‬ان خرائب(حيال)‬ ‫أو(حيالية) مل تزل ظاهرة فى جوار(تل‬ ‫حيال) ـ غربي سنجار ـ ‪ 18‬ميل ـ الواقع‬ ‫فى[مربع ‪ 14‬ج‪ 28‬من خريطة سنجار عقدة‬ ‫مليلني]وهو فى جنوب قرية(اجملنونية) ويبعد‬ ‫عنها حنو نصف ميل‪.‬‬ ‫‪134‬ـ مقام الشيخ عبد القادر الكيالني يقع‬ ‫فى مشال حيالي‪.‬‬ ‫‪135‬ـ ضريح االمام عبد العزيز ابن الشيخ‬ ‫عبدالقادر الكيالني‪(:‬وهو ظاهر القبة) وقع‬ ‫فى مشال غربي تل احليال بنحو ميل ونصف‬ ‫غربي(اجملنونية) بنحو ميل‪.‬‬ ‫‪136‬ـ أآلبار األثرية‪ :‬يوجد بني تل حيال‬ ‫واجملنونية عدة آبار يستقون منها‪ .‬ورمبا كان‬ ‫قسم منها قدميا منذ أن كانت حيال عامر‪.‬‬

‫آناليز‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫وحالية قرية ايزدية‪.‬‬ ‫‪137‬ـ سكينيه‪ :‬منطقة اثرية قدمية بأسم‬ ‫امرأة تدعى سكينة‪ .‬وهي قرية ايزدية ‪.‬‬ ‫‪138‬ـ جدالي‪ :‬مبثابة عني قديم على شكل‬ ‫قناة وعليه قرية جدالي لعشرية الفقراء من‬ ‫األيزديني‪.‬‬ ‫‪139‬ـ تل عزير‪ :‬تل اثري يعود تارخيه اىل‬ ‫ما قبل االسالم وعليه آثار معبد وبئر قديم‬ ‫ومت بناء قرية تل عزير من قبل الفقري عزيري‬ ‫خلفكو ومسيت بأمسة ومن ثم اصبح جممعا‬ ‫سكنيا ومركز ناحية القحطانية مجيع سكانها‬ ‫من االيزديني واحلقت بقضاء البعاج‪.‬‬ ‫‪140‬ـ شوركي‪ :‬مبثابة بئر قديم شرق اجلفرية‬ ‫‪ ١‬كلم فية مقربة كل قرب حبجم مرتين والنصف‬ ‫حوالي‪ ١٢٠‬قرب‪.‬‬ ‫‪141‬ـ حاجي موس‪ :‬قرية من الركام تقع‬ ‫غرب مشال بهرافا‪.‬‬

‫كانت شنكال املدينة االقدم‬ ‫واالعرق يف التاريخ‪ ،‬مملكة(معنو‬ ‫اآلرامي)‪ .‬حينما كانت مدينة‬ ‫مل يكن هناك سكان من جهاتها‬ ‫االربع سوى بادية الصحراء‬ ‫املقفرة القاحلة‪ ،‬واحدى اهم املدن‬ ‫الغابرة يف القدم مبنطقة اجلزيرة‬ ‫ومن اوىل املدن اليت اعتمدت على‬ ‫صناعة الغذاء ذاتيا دون االعتماد‬ ‫على االخرين‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫املغزى من حكم القدماء‬

‫آناليز‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫السنة الرابعة‬

‫جملة دجلة‬

‫‪GOTINÊN PÊŞIYAN‬‬

‫الياس قيراني‬

‫وجدت احلكمة لدى القدامى يف البداية على شكل جتربة‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك أصبحت معلومات‪ ،‬ثم حتولت إىل معرفة ومن ثم أصبحت‬ ‫حكمة‪ ،‬وهي أعلى درجات الوعي و اإلدراك‪ ،‬اليفهمها العقل الظاهر‬ ‫بسهولة إال عندما يتعمق اإلنسان بها يف العقل الباطن و الوعي املتفوق‬ ‫كل حكمة مرتبطة بعنصر من عناصر الكون وهلا مغزى عميق اذا‬ ‫خرجنا من العقل الظاهر إىل الشعور‪ ،‬مثال عندما كانوا يرددون املاء من خالل هذه احلكم ينصح االجيال بطريقة بسيطة و جمربة موضوعاً‬ ‫و النار‪ ،‬كان يقصدون«الطاقة» و الطبيعة و عناصر املادة و الروح‬ ‫اخل و ليس القصد املاء نفسها املاء‪ ،‬كان املغزى يتغيري أي أعمق ما و حياول حلها عن طريق مجلة خمتصرة و بأسلوب أدبي مجيل‬ ‫من تلك اجلملة املنطوقة شفوياً و عقلياً‪ .‬مثل‪ AGIR BI AGIR«,:‬عندما حياول الشاعر والفنان ان ينصح الناس بعدم االقتتال فيما بينهم‬ ‫او حل مشكلة بني شخصني او عائلتني احيانا يستخدم«‪XWÎN BI‬‬ ‫‪»VENAMIRÊ»PEZÊ BÊ ŞIVAN‬‬ ‫اي كان القصد من النار ليس النار نفسه بل كان القصد منه ال ميكن ‪ »XWÎNÊ NAYTE ŞOŞTIN‬او عندما يريد أن ينصح اهله عن‬ ‫عدم االعتماد على اآلخرين يقول‪SIWARÊ XELKÊ HER YΫ:‬‬ ‫أن تنهي الكراهية بالكراهية بل تنتهي باحلب‪ ،‬أو ال ميكن أن حتل‬ ‫‪»PEYAYE‬‬ ‫السيء بالسيء و كان القصد من غنم بال راعي‪ ،‬اي قوم او شعب‬ ‫بدون قائد وليس الغنم نفسه‪ ،‬وهناك معاني و فلسفة و شرح كثرية يف دور حكم القدماء يف الفلسفة‪...‬‬ ‫تستخدم حكم القدماء يف الكثري من العلوم و املواضيع سوأ كانت‬ ‫حكمة واحدة‪.‬‬ ‫علمية‪ ،‬فنية‪ ،‬فلسفة‪ ،‬روتينية‪ ،‬للحكمة فلسفة عميقة يف حياة‬ ‫دور حكم القدماء يف التحول املعريف ‪...‬‬ ‫من السهل ان متتلك جمموعة من املعارف و هذا ال يعرب ليكون احلكمة‪ ،‬الشعوب واألفراد‪ ،‬يتميز كل شعب من شعوب العامل مبجموعة من‬ ‫حتى أن هناك مقولة أظن أنها تعود للسيد املسيح تقول‪«:‬كلما زاد احلكم و الفالسفة و الشعراء القادة و يصبحوا كلماتهم مرهمآ جلراح‬ ‫علمك زاد حزنك» اي عندما ترتاكم املعلومات جتعل اإلنسان مشوشاً شعبه‪ ،‬إال أن حكم القدماء اهم من ان تكون فلسفة فقط النه احلكمة‬ ‫إذا مل حيول هذه املعلومات إىل معرفة ثم إىل حكمة‪ ،‬ألنه تصبح أعلى درجة من الفلسفة إال أن كل حكمة هلا أكثر من شرح و معنى‪،‬‬ ‫خطرة على اإلنسان عندما مل تتحول إىل احلكمة‪ ،‬فهي ال حتتاج الفلسفة سوال و حبث و رمبا ليس تؤكدة من اجلواب اال ان احلكمة‬ ‫إىل جهد كبري كاملعرفة‪ ،‬املعرفة مرتبطة بالعقل اما احلكمة مرتبطة تابتة و حقيقة‪ ،‬و أيضا حكم القدماء اغلبهم أصحاب تلك احلكم غري‬ ‫بالقلب كما يقول احلكيم الزاريف‪ :‬إن اردت االقرتاب من احلكمة‪ ،‬معلومني مل نعرف أمسائهم هؤال جربوا تلك التجربة حتى تعلم منه‬ ‫فاقرتب منها عرب القلب‪ ،‬حني تتعرف احلكمة عرب القلب تصبح اآلخرين واصبحت معلومة و من املعرفة إىل حكمة وهلذا أصبحوا‬ ‫قادراً على استغالل جمموعة املعارف اليت اكتسبتها‪ ،‬و إىل احلكمة حكم القدماء و استفادوا منها بقية الناس و أخرياً وليس اخرآ‪،‬‬ ‫لدينا كتاب عن حكم القدماء(‪)GOTINÊN PÊŞIYAN‬مطبوعة يف‬ ‫ايضآ‪.‬‬ ‫دار ‪ SÎTAV‬يتكون من ألف حكم بدون شرح و رمبا مستقبآل ان نقوم‬ ‫بشرحها‪ ،‬اال ان لكل حكمة اكثر من شرح و معنى‪.‬‬ ‫دور حكم القدماء يف احلديث اليومي‪...‬‬ ‫ومن الناحية االجتماعية و احلديث و املناقشة اليومية الروتينية عندما كما اقرتح من اجلهات و الشخصيات و حتى األدباء و الكتاب‬ ‫نريد أن خنتتم موضوعاً ما نستخدم احدة احلكم املرتبطة باملوضوع و االهتمام بهذا النوع من األدب الغين‪ ،‬ألن حكم القدماء ايضآ جزء‬ ‫ننهي املوضوع بها بشكل خمتصر و سلس دون أن نطول يف الشرح و من األدب و تستخدم بأكثر من طريقة سوا يف العلوم او يف احلديث‬ ‫التفسري‪ ،‬أي فهما باسهل و اسرع طريقة و بأقل كلفة و أعمق معنى‪ .‬اليومي‪ ،‬و جيب استخدامها يف املنهاج الدراسي و احلديث الروتيين‬ ‫اليومي من قبل االهالي و تشويق أطفاهلم يف حب احلكمة و حب‬ ‫ثقافتهم و ادبهم‪ ،‬ألن ال ميكن ألي شعب ان يتطور و يتجدد اذا مل‬ ‫دور حكم القدماء يف الفن و األدب‪...‬‬ ‫للحكمة دور هام و مكان خاص يف الفن واالدب‪ ،‬مثالً خيتار حكمة يهتم بثقافته و ثراثه و احلب األمسى‪.‬‬ ‫من حكم القدماء للتشويق و غنى القصيدة او اغنية او كتاب أدبي و‬ ‫‪..........‬‬


‫جملة دجلة‬

‫السنة الرابعة‬

‫اعداد‪ /‬شيخ آزاد‬

‫‪2021/9/20‬‬

‫العدد ‪24‬‬

‫‪50‬‬

‫ثقافة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أربعون حكمة من كتاب(مقدّمة ابن خلدون)‬

‫‪1‬ـ إ ّن القبيلة إذا قوي سلطانها ضعف‬ ‫سلطان الدولة‪ ،‬وإذا قوي سلطان الدولة‬ ‫ضعف سلطان القبيلة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ االستبداد يقلب موازين األخالق‪،‬‬ ‫فيجعل من الفضائل رذائل‪ ،‬ومن الرذائل‬ ‫فضائل‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الظلم خم ّرب للعمران‪ ،‬وإ ّن عائدة‬ ‫اخلراب يف العمران على الدولة بالفساد‬ ‫واالنتقاض‪.‬‬ ‫‪4‬ـ دخول احلكام واألمراء للسوق والتجارة‬ ‫والفالحة مض ّرة عاجلة للرعايا وفساد‬ ‫للجباية ونقص للعمارة‪.‬‬ ‫‪5‬ـ السيف والقلم أداة بيد احلاكم يستعني‬ ‫بهما على أمره واحلاجة إىل السيف يف‬ ‫نشأة الدولة وهرمها أكثر من احلاجة للقلم‪.‬‬ ‫‪6‬ـ مُاللك باجلند‪ ،‬واجلند باملال‪ ،‬واملال‬ ‫باخلراج‪ ،‬واخلراج بالعمارة‪ ،‬والعمارة‬ ‫بالعدل‪ ،‬والعدل بإصالح الع ّمال‪ ،‬وإصالح‬ ‫الع ّمال باستقامة الوزراء‪.‬‬ ‫‪7‬ـ اهلوية القبلية املبنية على البداوة تعرقل‬ ‫استقرار الدولة‪.‬‬ ‫‪8‬ـ إذا خشي الناس أن يسلب الظلم‬ ‫حقوقهم أحبّوا العدل وتغنّوا بفضائله‪ ،‬فإذا‬ ‫أمنوا وكانت هلم الق ّوة اليت يظلمون بها‬ ‫تركوا العدل‪.‬‬ ‫‪9‬ـ اخلوف حُيي النزعات القبلية واملناطقية‬ ‫والطائفية‪ ،‬واألمن والعدل يلغيها‪.‬‬ ‫‪10‬ـ إن الرخاء واالزدهار واألمن تساهم يف‬ ‫احل ّد من العصبية‪ ،‬بينما احلروب واخلوف‬ ‫والفقر(البطالة) تع ّزز من العصبية‪.‬‬ ‫‪11‬ـ إذا زال العدل انهارت العمارة وتوقف‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬فافتقر الناس واستم ّرت سلسلة‬ ‫التساقط حتى زوال امللك‪.‬‬ ‫‪12‬ـ العدل إذا دام ع ّمر‪ ،‬والظلم إذا دام‬ ‫د ّمر‪.‬‬ ‫‪13‬ـ ال تستقيم رعيّة يف حالة كفر أو إميان‬ ‫بال عدل قائم أو ترتيب لألمور يشبه العدل‪.‬‬ ‫‪14‬ـ السلطان واألمراء ال يرتكون غنيّاً‬ ‫يف البالد إال وزامحوه يف ماله وأمالكه‪،‬‬ ‫مستظلّني حبكم سلطاني جائر من صنعتهم‪.‬‬ ‫‪15‬ـ كلما فقد الناس ثقتهم بالقضاء‬

‫تزداد حالة الفوضى‪ ،‬وهي أوىل عالمات‬ ‫اإلصالح‪ ،‬فالقضاء هو عقل الشعب ومتى‬ ‫فقدوه فقدوا عقوهلم‪.‬‬ ‫‪16‬ـ إذا ع ّم الفساد يف الدولة فإ ّن أوىل‬ ‫مراحل اإلصالح يف الدولة هي الفوضى‪.‬‬ ‫‪17‬ـ الظلم ال يقع إال من أهل القدرة‬ ‫والسلطان‪.‬‬ ‫‪18‬ـ من أه ّم شروط العمران س ّد حاجة‬ ‫العيش واألمن(أطعمهم من جوع وآمنهم من‬ ‫خوف)‪.‬‬ ‫‪19‬ـ غاية العمران هي احلضارة والرتف‪،‬‬ ‫وإنه إذا بلغ غايته انقلب إىل الفساد وأخذ‬ ‫يف اهلرم‪ ،‬كاألعمار الطبيعية للحيوانات‪.‬‬ ‫‪20‬ـ انتشار الفساد يدفع بعا ّمة الشعب إىل‬ ‫مهاوي الفقر والعجز عن تأمني مقتضيات‬ ‫العيش‪ ،‬وبداية لشرخ يؤدّي إىل انهيار‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫األمن وأيام ال َّرغد متضي‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫‪21‬ـ إ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫احلروب والفنت‬ ‫اجلوع وأيّام‬ ‫ِ‬ ‫سريعا‪ ،‬وأيّام ِ‬ ‫تكون طويلة‪.‬‬ ‫‪22‬ـ ك ّل أمر حُتمل عليه الكافة فال بُد له‬ ‫من العصبية(القبيلة والنصرة) ففي احلديث‬ ‫ما بعث اهلل نبياً إال يف َمنَعة من قومه‪.‬‬ ‫‪23‬ـ إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها‪،‬‬ ‫وح ّكامها يكنزون األموال فد ّق ناقوس‬ ‫اخلطر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪24‬ـ إذا تأذن اهلل بانقراض امللك من أ ّمة‬ ‫محلهم على ارتكاب املذمومات وانتحال‬ ‫الرذائل وسلوك طريقها‪ ،‬وهذا ما حدث يف‬ ‫األندلس وأدّى فيما أدّى إىل ضياعه‪.‬‬ ‫‪25‬ـ احلاكم الظامل يظهر له الشعب الوالء‬ ‫ويبطن له الكره والبغضاء‪ ،‬فإذا نزلت به‬ ‫نازلة أسلموه وال يبالون‪.‬‬ ‫‪26‬ـ الشعوب املقهورة تسوء أخالقها‪.‬‬ ‫‪27‬ـ حينما ينعم احلاكم بالرتف والنعمة‪،‬‬ ‫تلك األمور تستقطب له ثلة من املرتزقني‬ ‫والوصوليني حيجبونه عن الشعب‪،‬‬ ‫فيوصلون له من األخبار أكذبها‪.‬‬ ‫‪28‬ـ أهل البدو أقرب إىل الشجاعة من أهل‬ ‫احلضر‪ ،‬والسبب يف ذلك أن أهل احلضر‬ ‫ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة‬ ‫وانغمسوا يف النعيم والرتف ووكلوا أمرهم‬ ‫يف املدافعة عن أمواهلم وأنفسهم إىل واليهم‪.‬‬

‫املنجمون‬ ‫‪29‬ـ عندما تنهار الدول يكثر ّ‬ ‫واألفّاكون واملتفيهقون واالنتهازيون وتع ّم‬ ‫اإلشاعة وتطول املناظرات وتقصر البصرية‬ ‫ويتش ّوش الفكر‪.‬‬ ‫‪30‬ـ الدولة إذا دخلت يف س ّن اليأس ال‬ ‫تعود لشبابها أبداً ولو حاول حكامها‬ ‫التغيري‪ ،‬فلك ّل زمان دولة ورجال‪.‬‬ ‫‪31‬ـ قد حيصل أ ّن الدولة تأخذ مبظاهر‬ ‫القوة والبطش لكنّها إفاقة قريبة اخلمود‪،‬‬ ‫أشبه بالسراج عند انتهاء الزيت منه‪ ،‬فإنّه‬ ‫يتوهّج لكن سرعان ما ينطفئ‪.‬‬ ‫اءت‬ ‫ج‬ ‫فإن‬ ‫واء‪،‬‬ ‫اس يف ال َّسكين ِة َس‬ ‫‪32‬ـ النَّ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫حِ َ‬ ‫امل ُن تَبايَنُوا‪.‬‬ ‫‪33‬ـ املغلوب مولع مبحاكاة الغالب‪ ،‬أل ّن‬ ‫اهلزمية توحي إليه أ ّن مشابهة الغالب ق ّوة‬ ‫يدفع بها مهانة الضعف الذي جنى عليه‬ ‫تلك اهلزمية‪.‬‬ ‫‪34‬ـ أن سبب العصبية القبلية بأن‬ ‫احلضارات األخرى تصعب عليها خمالطة‬ ‫األعراب بسبب البيئة القاسية اليت‬ ‫يعيشونها فجعلهم ذلك منعزلني‪.‬‬ ‫‪35‬ـ الظفر يف احلروب إمنا يقع بأمور‬ ‫نفسانية وهمية‪ ،‬وإن كان السالح والقتال‬ ‫كفيالً به‪ ،‬لذلك كان اخلداع من أنفع ما‬ ‫يستعمل يف احلرب ويُظفر به‪.‬‬ ‫‪36‬ـ الصراعات السياسية ال ب ّد هلا من‬ ‫نزعة قبليّة أو دينية‪ ،‬لكي حُيفّز قادتها‬ ‫أتباعهم على القتال واملوت‪ ،‬فيتخيّلون‬ ‫أنّهم ميوتون من أجلها‪.‬‬ ‫‪37‬ـ املُلك إذا كان قاهراً باطشاً منقّباً عن‬ ‫عورات الناس وتعديد ذنوبهم مشلهم‬ ‫اخلوف والذل‪ ،‬وربمّ ا خذلوه يف مواطن‬ ‫احلروب‪.‬‬ ‫‪38‬ـ إ ّن تنظيم احلياة االجتماعية وتصريف‬ ‫أمور امللك يتطلّب الرجوع إىل قوانني‬ ‫سياسية مفروضة يسلمها الكافة وينقادون‬ ‫اىل إحكامها‪.‬‬ ‫‪39‬ـ املناخ البارد واملعتدل يؤثر يف الناس‬ ‫فيولد فيهم حباً للعمل والنشاط واقباالً‬ ‫مجيالً على احلياة وأمزجة صافية‪.‬‬ ‫‪40‬ـ للبقاع تأثري على الطباع‪ ،‬فكلما كانت‬ ‫البقعة من االرض ندية مزهرة أثرت على‬ ‫طبع ساكنيها بالرقة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.