الملف الثالث -يناير 2012
م ً ع ا ض � د ا ال ح ت ل ا ل وا الس�تبداد
ملف
:
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل واال�ستبداد
الملف الثالث -يناير
ملف : الجوالن..
مع ًا �ضد االحتالل واال�ستبداد
2012
الجوالن بين هزيمة حزيران 67 وكذبة ت�شرين 73 المهجرين مثاال هواج�س جوالنية ..م�أ�ساة ّ
الأ�سرى و الحركة الوطنية �سوريون..و�أ�سرى ...وجوالن قرار ال�ضم والإ�ضراب الكبير 1982 تجربة ن�ضـال مـدني
الجوالن في قب�ضة النظام :ورقة لعب �سيا�سي، مبرر لقمع الحريات ،وق�ضية �شـعب متروك
�أيها الأ�صدقاء .. في ظل مخا�ض التغيير الذي تعي�ش ��ه �س ��وريا ،وانطالقا من �أهمية �أن الحل يجب �أن يكون نتاجا لأفكار و ر�ؤى ال�س ��وريين �أنف�س ��هم على مختلف �أطيافهم و اتجاهاتهم الفكرية ،بحيث يت�ش ��اركون في �إيجاد �أر�ض ��ية م�ش ��تركة ت�ؤ�س�س لر�ؤية م�ستقبلية وا�ضحة . تطلق مجموعة «�شباب بكرا �سوريا « مجلة الكترونية دورية با�سم «بكرا» تطرح في كل عدد منها محورا رئي�سيا لموا�ضيع تم�س المواطن ال�س ��وري يتم مناق�ش ��ته من مختلف النواحي ال�سيا�س ��ية ،االجتماعية ،الثقافية ،واالقت�ص ��ادية ،وذلك بهدف البحث عن مخارج للأزمات المتجذرة في الواقع ال�س ��وري ،وبلورة تعريف محدد ووا�ض ��ح عن المواطنة ،دعم ثقافة الحوار، تقديم م�صدر للمعلومات و التحليل ،و توثيق ما يجري حاليا في �سوريا. تمت كتابة الكثير من الدرا�س ��ات والتحليالت حول الواقع ال�س ��وري و لكن القا�س ��م الم�ش ��ترك بين جميع هذه الدرا�سات انها كانت موجهة ل�شريحة معينة من �شرائح المجتمع ال�سوري وهي �شريحة المثقفين والمهتمين بال�ش�أن العام ،وهذا ما خلق فجوة كبيرة في معرفة تفا�صيل هذا الواقع وم�سببات ازماته لدى جيل ال�شباب وذلك ب�سبب اال�سلوب الكتابة االكاديمي غالبا واللغة المتعالية في معظم االحيان .ال�ش ��باب اليوم بحاجة الى طرح كافة الآراء والتجارب بلغة ب�س ��يطة ومبا�ش ��رة وبجرعات مخت�صرة. كيفية الم�شاركة يتم تحديد المحور و جوانب الم�ش ��اركة فيه في ورقة عمل تعمم على الم�ش ��اركين و الم�شاركات وتتم الم�شاركة ب�إر�سال ما ال يزيد عن 1000 - 500كلمة تعبر عن �آراء و ر�ؤى � ،أو تجارب و خبرات �شخ�صية � ،أو ر�أي اخت�صا�صي �أو درا�سات فيما يتعلق بمحور الملف و يترك للم�ش ��اركين الخيار في التوقيع بالأحرف الأولى من �أ�س ��مائهم � ،أو ب�أ�س ��مائهم الكاملة ،و�ستحمي �أ�سرة التحرير الأ�سماء الحقيقة بكل ال�سبل الممكنة ،ويمكن للم�شاركين اختيار مو�ضوع �أو �أكثر من موا�ضيع المحور للم�شاركة به .علما ب�أن جميع الم�شاركات تطوعية. �أما فيما يخ�ص حقوق الت�أليف و الن�ش ��ر ف�س ��تعتمد المجلة على حقوق «الم�ش ��اع الجماعي» � ،أي �أن المجلة �س ��تكون قابلة لإعادة الن�شر و الن�شر الورقي مع الحفاظ على ال�شكل و المحتوى الأ�صلي دون تجزئة �أو �إعادة تحرير .علما �أن �أ�سرة التحرير لن تقوم بممار�سة �أي نوع من �أنواع الرقابة �أيا كانت ويعود قرار ن�شر اي م�شاركة او عدمه لأ�سرة التحرير علما ان عدم ن�شر اي مادة ال يعد تقييما لجودتها. في حال عبرت م�شاركات الأفراد عن ر�ؤي المنظمات �أو الأحزاب �أو الم�ؤ�س�سات التي ينتمون �إليها ،ف�إن ذلك ي�أتي �ضمن �إطار الحوار و لي�س �ضمن تبني المجلة لر�أي �أو �آخر ب�شكل ح�صري. �شباب بكرا �سوريا : مجموعة تفكير و ر�أي حر ،تعمل على الم�س ��اهمة في الو�ص ��ول �إلى مجتمع مدني ديمقراطي يحكمه القانون .و ذلك من خالل �صفحة «بحب �سوريا.وب�س» على موقع الفي�س بوك ويتم توزيع موا�ضيع ال�صفحة اليومية بالبريد االلكتروني على �شكل ن�شرة اوف الين با�سم «بحب �سوريا و ب�س» .و من خالل مجلة دورية با�سم «بكرا» . ال ترتب��ط المجموع��ة ب���أي منظم��ة �أو حزب �أو م�ؤ�س�س��ة ،علم��ا ب�أنها ترحب ب���أي تعاون بي��ن الأفراد �أو الم�ؤ�س�سات بهدف تطوير و �إثراء الحوار الوطني ال�سوري .تعتمد مجموعة بكرا �سوريا على المجهود التطوعي ،و يتم تغطية النفقات الخا�صة بالموقع �أو الخدمات المرافقة من الدخل ال�شخ�صي للأفراد الم�ؤ�س�سين . يرجى �إر�سال الم�شاركات على العنوان : files@bukrasyria.com �شباب بكرا �سوريا
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
1967 War
الجـوالن بين هزيمة حزيران 67 وكذبة ت�شرين 73
5 June 1967: the occupying Israeli forces invaded Syrian Golan Height’s.
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد من كذبة كبيرة �إلى �أخرى �أكبر �س ��ارت تلك الأعوام ال�س ��ت التي ف�ص ��لت بين ما ي�س ��مى نك�س ��ة حزيران/يونيو 1967و حرب ت�ش ��رين الأول�/أكتوبر 1973و التي تعرف بحرب ت�شرين التحريرية ،فال كانت الأولى نك�سة و ال الثانية تحرير.. الهزيم ��ة بمعنى االنهزام و الهرب هو التو�ص ��يف الأدق لما حدث ف ��ي جبهة الجوالن بين القوات ال�سورية و القوات الإ�سرائيلية في حرب الأيام ال�ستة ،من ال�ساعة ال�سابعة والن�صف �صباحا من يوم 5حزيران/يونيو وحتى ال�ساد�سة والن�صف م�ساء 10حزيران .1967 تتح ��دث الوثائ ��ق العدي ��دة التي تو�ص ��ف يوميات هذه الح ��رب على الجبهة ال�س ��ورية عن “ ق�ص ��ف م�ص ��افي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإ�سرائيلية )....( ،ق�صف ج ��وي ومدفع ��ي متبادل بين الجانبي ��ن ومحاولة اختراق م ��ن جانب �س ��وريا �أحبطها الجي�ش الإ�س ��رائيلي )1(”.و ذلك في اليوم الأول ،و �أن اال�شتباكات ا�ستمرت من دون �أي جديد على الأر� ��ض خ�ل�ال اليوم الثان ��ي و الثالث و الرابع ،و ف ��ي اليوم الخام� ��س “ ( )....بد�أ الهجوم الإ�س ��رائيلي على �سوريا واختراق الدفاعات ال�سورية �شمال ه�ضبة الجوالن )2(”.وفي اليوم الأخي ��ر “وا�ص ��لت القوات الإ�س ��رائيلية اختراقها للدفاعات ال�س ��ورية على ط ��ول الجبهة في الجوالن وو�صلت �إلى القنيطرة ،ف�أعلنت �سوريا قبولها وقف �إطالق النيران ال�ساعة ال�ساد�سة والن�صف م�ساء ذلك اليوم)3(”. بينما ي�ؤكد الرائد خليل م�صطفى و الذي ا�ضطلع ا�ضطالعا دقيقا بكافة الملفات ال�س ّرية والعلنية في تلك المنطقة بحكم عمله( ،فقد كان �ض ��ابط المخابرات ال�س ��ورية في الجوالن �آنذاك ،و �ش ��غل وظيفة “رئي�س ق�سم اال�ستطالع في قيادة الجبهة في الجوالن) ،ي�ؤكد الرائد �أ ّنه “منذ م�ساء الخمي�س الثامن من حزيران ،بد�أت الإ�شاعات ت�سري �سريان النار باله�شيم عن �أوامر قد �صدرت من وزير الدفاع حافظ الأ�سد للجي�ش ال�سوري باالن�سحاب من الجوالن كيفي ��ا “(� ، )4أي �أنّ كل قائ ��د وحدة �أو كتيبة ين�س ��حب بالطريقة التي تحل ��و له .و الكثيرون هربوا بعد �أن �أعطوا الأوامر لجنودهم بالهروب.. و يقول باتريك �س ��يل في كتابه “ الأ�سد ال�ص ��راع على ال�شرق الأو�سط “ �أن موقف �سوريا ظ ��ل �س ��لبيا ط ��وال الأيام الأربع ��ة الأولى من الح ��رب “ فقد اكتفت بق�ص ��ف الم�س ��توطنات الإ�س ��رائيلية عل ��ى الحدود كما كانت تفعل في الما�ض ��ي ب�ش ��كل متك ��رر( )...و كان الجمود ال�س ��وري فيما بعد �س ��ببا من �أ�س ��باب المرارة لدى م�ص ��ر و الأردن ،و جلب على �سوريا تهمة �أنها قد تخلت عنهما”()5 و يعتب ��ر الرائ ��د خليل م�ؤلف كتاب “�س ��قوط الج ��والن” �أن حركة الثامن م ��ن �آذار 1963 كانت تمهيدا للهزيمة : “ �إن مث ��ل ه ��ذه الحركة ،ما كان ليتاح لها �أن ت�ؤدي دورها في ت�س ��ليم البالد للعدو، مقابل ثمن بخ�س ،لو �أنها حققت �ش ��يئا حقيقيا – مهما كان �ض ��ئيال -من ممار�س ��ة الحرية الفعلية ،ب�صورة من �صورها �أو �أكثر)6(”. فقد ر�سخت حركة الثامن من �آذار خالل �ست �سنوات �أ�س�س االنف�صال بدال من الوحدة ،و خنقا للحرية بدال من �إطالقها ،وتعطيل الم�شاريع الإنمائية و الق�ض ��اء على النمو االقت�ص ��ادي بدال من اال�شتراكية � .أما فيم ��ا يتعلق بالجي�ش فقد تمت ت�ص ��فيته و �ش ��لت فعاليته من خالل الت�ص ��فية و االعتقال و الت�سريح و الإحالة �إلى التقاعد و النق ��ل �إل ��ى الوظائ ��ف المدني ��ة “ حت ��ى بلغ ع ��دد مجموع ال�ض ��باط الذين اخرج ��وا من الجي� ��ش ،حتى �أي ��ار (مايو) ، 1967ال يقل عن �ألفي �ض ��ابط ،مع عدد ال يقل عن �ض ��عفه من �ض ��باط ال�ص ��ف القدامى ،و الجنود المتطوعين الذين ي�ش ��كلون المالك الحقيقي الفعال لمختلف االخت�صا�ص ��ات في الجي�ش”( . )7و تم ا�س ��تبدال ه�ؤالء ب�أعداد كبيرة جدا م ��ن �ض ��باط االحتي ��اط �أغلبيتهم م ��ن البعثيين و م ��ن �أبناء طـــائفة معينـــة حتى �أ�صبح الجي�ش “م�ؤ�س�سة لقمع الحريات و التنكي ��ل بال�ش ��عب ،ال جي�ش ��ا قادرا على �ص ��ون الحدود ،و الدفاع عن �أر�ض الوطن”()8 �إن كل من نزح من القنيطرة �إلى دم�ش ��ق يوم العا�شر من
حزيران (و هم �أنا�س ما زالوا يعي�ش ��ون بيننا) ،ي�ؤكد �أن الجي�ش ال�س ��وري �أطلق تحذيرا لهم بمغادرة قراهم و النجاة ب�أرواحهم ،بينما لم ير واحد منهم الجي�ش الإ�سرائيلي و هو يدخل المدينة ،في نف�س الوقت �صدحت �إذاعة دم�شق ببيان وزير الدفاع حافظ الأ�سد رقم 66الذي “�أعلن �سقوط القنيطرة ،ولم يكن جند العدو قد ر�أوها ب�أعينهم بعد بل لم تكن �أقدامهم وطئت �أر�ض ��ها )9(“.فقد دخلت قوات الجي�ش الإ�س ��رائيلي �إلى القنيطرة بعد �سبعة ع�شرة �س ��اعة من البيان ،و ذلك حين ت�أكدت من ان�س ��حاب و فرار قوات الجي�ش ال�س ��وري و�أ ّنها لن تواجه �أية مقاومة من �أي نوع .و منذ ذلك الوقت و حتى اليوم “تدعي الحكومة ال�س ��ورية �أن المدينة تعر�ض ��ت لتدمير متعمد من قبل �إ�س ��رائيل في الأيام القليلة التي �س ��بقت ان�سحابها منها ،بينما تنفي �إ�س ��رائيل هذا االتهام ()....وبغ�ض النظر عن الطرف الذي ت�سبب بدمار المدينة ف�إن الجزء الأكبر من ذلك الدمار كان متعمدًا لذاته ال عر�ض ًيا)10( ”. و هك ��ذا ح�ص ��لت �إ�س ��رائيل على “ 1260كم 2من م�س ��احة اله�ض ��بة بما ف ��ي ذلك مدينة القنيط ��رة )11(”.وه ��ي المرك ��ز الإداري والتج ��اري لمنطقة الجوالن .وق�ض ��ت �إ�س ��رائيل ال�س ��نوات ال�س ��ت التي تلت الحرب في تح�ص ��ين مراكزها في الجوالن و في دعم �سل�سلة من التح�ص ��ينات على مواقعها في خط �آلون ،و ا�س ��تخدمت مدينة القنيطرة ك�س ��احة لتدريبات قواته ��ا .حت ��ى اندلعت الحرب ف ��ي 6ت�ش ��رين الأول�/أكتوبر 1973و التي تعرف با�س ��م حرب ت�ش ��رين التحريري ��ة في �س ��ورية ،حيث خطط ��ت القيادتان الم�ص ��رية وال�س ��ورية لمهاجمة �إ�سرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف ا�ستعادة �شبه جزيرة �سيناء والجوالن. ا�س ��ترجع الجي�ش ال�س ��وري “م�س ��احة قدرها 684كم 2من �أرا�ض ��ي اله�ض ��بة لمدة ب�ضعة الأيام ،ولكن الجي�ش الإ�س ��رائيلي �أعاد احتالل هذه الم�س ��احة قبل نهاية الحرب” ( . )12و يقول باتريك �س ��يل وا�صفا الخ�سائر التي تكبدها الجي�ش ال�س ��وري في الأيام الأولى للحرب: “ في تلك الأيام القليلة ،من الثامن �إلى الثالث ع�ش ��ر من ت�ش ��رين الأول ،تبخرت �أحالم الأ�س ��د في تحرير الجوالن و قلب ميزان القوى في المنطقة بالقوة .فكانت ال�ض ��ربة مريرة، �إذ فقد ثمانمائة دبابة و مئات من ال�س ��يارات الم�ص ��فحة ،و �س ��تة �آالف رجل ،و �أ�شياء كثيرة �أخ ��رى ..و قدرت �أ�ض ��رار الحرب بثالثة مليارات و ن�ص ��ف ملي ��ار دوالر )...( .و بدال من �أن تكون �سوريا قادرة على تهديد �إ�سرائيل ،فقد وجدت عا�صمتها تقع في مدى مرمى المدفعية الإ�سرائيلية”(.)13 انته ��ت الح ��رب ر�س ��ميا ف ��ي � 31أيار/ماي ��و 1974و “�أعادت �إ�س ��رائيل ل�س ��وريا م�س ��احة 60ك ��م 2م ��ن الجوالن ت�ض ��م مدينة القنيطرة وجواره ��ا وقرية الرفيد في �إط ��ار اتفاقية فك اال�ش ��تباك)14(”.التي تلت ما ي�سمى بحرب اال�س ��تنزاف .و كان المقابل هو االلتزام ب�إبعاد الجي�ش ال�سوري وراء �شريط يخ�ضع لمراقبة قوات هيئة الأمم المتحدة ،و “ ت�ضم االتفاقية بندًا يدعو �إلى �إعادة المدنيين ال�س ��وريين �إلى المناطق التي ان�سحبت �إ�سرائيل منها ،وين�ص ملحق �أ�ض ��يف �إلى االتفاقيـة على �إر�س ��ال قوة خا�ص ��ة للأمم المتحدة ( )UNDOFلمراقبة الهدن ��ة وتطبي ��ق الجانبين لالتفاقي ��ة ،وما تزال هذه القوة متواجدة ف ��ي المنطقة منذ ذلك الوقت وحت ��ى الآن ،ويقوم مجل�س الأم ��ن بتمديد مهمتها مرة كل �ستة �أ�شهر)15(”. �أما الكني�س ��ت الإ�س ��رائيلي فق ��د قرر ما ي�س ��مى بـ “قانون الج ��والن” ف ��ي 14كان ��ون الأول/دي�س ��مبر ،1981حيث ين�ص القانون “فر�ض القانون والق�ض ��اء والإدارة الإ�س ��رائيلية على ه�ض ��بة الج ��والن ()...وتبلغ م�س ��احة المنطقة التي �ض ��متها �إ�س ��رائيل 1200كم 2من م�ساحة �س ��ورية بحدود 1923البالغة � 185،449ألف كم 2وهو ما يعادل %0،65من م�س ��احة �س ��ورية ولكنه يمثل %14من مخزونها المائي قبل 4يونيو )16(”1967 وحاولت فر�ض ��ت الجن�سية الإ�س ��رائيلية على �سكان المنطقة العرب. �أما مدين ��ة القنيطرة فقد بقيت مدمرة من ��ذ �إعادتها �إلى �س ��ورية في 1974و “ لم تقم الحكومة ال�سورية ب�أعمال ترميم �أ�سا�س ��ية للمدينة ،وما تزال المدينة خرب ��ة حتى الآن تعر�ض فيه ��ا الحكومة ال�س ��ورية ما تراه تدمي ًرا متعم� �دًا على زوارها
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد وترف�ض �إعادة بنائها -بالرغم من ا�س ��تدعائها لإعادة النازحين في اتفاقية الهدنة -وتقول ب�أنه ��ا لن تعيد اعمار المدينة حتى ان�س ��حاب �إ�س ��رائيل الكامل �إلى ح ��دود 4حزيران/يونيو �( 1967شرط ال يرد في اتفاقية الهدنة) .من جانب �آخر ،عملت ال�سلطات ال�سورية على بناء مدينة �ص ��غيرة ب�ض ��واحي القنيطرة و�أطلقت عليها ا�س ��م “مدينة البعث” كما �أعادت اعمار القرى الجوالنية الأخرى التي ا�ستعادتها)17( ”. تنق�ض المعطيات ال�سابقة كل الإدعاءات التي بنى عليها النظام ال�سوري وجوده وا�ستمراره ف ��ي الحكم و التي تتلخ�ص بكلمتين هما“ :الممانع ��ة” و “المقاومة” و اللتان رفعهما النظام راي ��ة عل ��ى جب ��ل من الخ�س ��ائر ال المنجزات كما يدع ��ي الآن و ادعى وقتها م ��ن خالل “ ما
( ، )1يوميات حرب 1967
ردّده �إعالم حافظ الأ�سد �آنذاك حرفيا� ( :إن العدو الإ�سرائيلي رغم احتالله له�ضبة الجوالن بالكامل� ،إال �أ ّنه لم يحقق هدفه الذي هو �إ�سقاط النظام البعثي القومي العربي )”(.)18 فمن حيث الممانعة فقد �أخر�ست �أ�صوات الر�صا�ص على خط المواجهة في الجوالن المحتل منذ .1973و من حيث المقاومة ف�إن “ منجزات الأ�س ��د ال تزال بادية اله�شا�ش ��ة )...( .فلقد ف�شل في منع �إ�سرائيل و الواليات المتحدة من �سلخ و تحييد م�صر� ،أقوى بلد عربي ،و �أخفق في طرد �إ�س ��رائيل من الأرا�ضي الفل�سطينية بل حتى ال�س ��ورية ،بحيث بقيت المع�ضلة الفل�سطينية برمتها دون حل .كما �أن ر�ؤيته لت�س ��وية �إقليمية تتحجم فيها �إ�س ��رائيل وراء حدود ما قبل حرب حزيران/يوينو ،على يد عالم عربي يعادلها في القوة ،ال تزال مجرد حلم)19(“ .
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4DE6AF2F-29A1-4A04-BC59-A980FE58CD73.htm
( )2نف�سه ( )3نف�سه (� )4سقوط الجوالن ،خليل م�صطفى ،دار الن�صر للطباعة الإ�سالمية� ، 1975،ص 100 ( )5الأ�سد ال�صراع على ال�شرق الأو�سط ،باتريك �سيل� ،شركة المطبوعات للن�شر و التوزيع ،الطبعة العا�شرة � ،2007ص 227 (� )6سقوط الجوالن ،خليل م�صطفى ،دار الن�صر للطباعة الإ�سالمية� ، 1975ص 25 ( )7نف�سه �ص28 ( )8نف�سه �ص 28 ( )9نف�سه �ص 102 ( )10ه�ضبة الجوالنhttps://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B6%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 ، %84%D8%A7%D9%86
( )11نف�سه ( )12نف�سه ( )13الأ�سد ال�صراع على ال�شرق الأو�سط ،باتريك �سيل� ،شركة المطبوعات للن�شر و التوزيع ،الطبعة العا�شرة � ،2007ص 341-340 ( )14نف�سه ( )15ه�ضبة الجوالنhttps://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B6%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 ، %84%D8%A7%D9%86
( )16نف�سه ( )17نف�سه ( )18هل باع حافظ الأ�سد الجوالن كما هو من�سوب لل�سادات؟ ،د�.أحمد �أبو مطرhttp://www.dr-abumatar.net ، ( )19الأ�سد ال�صراع على ال�شرق الأو�سط ،باتريك �سيل� ،شركة المطبوعات للن�شر و التوزيع ،الطبعة العا�شرة � ،2007ص 799-798
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
هواج�س جوالنية.. المهجرين مثاال م�أ�ساة ّ
النازحون ..من �أ�صحاب الأر�ض �إلى �أحزمة الفقـر حول دم�شـق
ح�سان �شم�س
�صحافي من الجوالن ال�سوري المحتل
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد �إنه لمن دواعي �س ��روري �أن يح ّل الجوالن �ض ��يف ًا على “منتدى جمال الأتا�سي للحوار الديموقراطي” .وبداية ،ال ب ّد لي من ت�س ��جيل خال�ص امتناني للعزيزة �س ��هير الأتا�سي، عل ��ى اهتمامها ون�ش ��اطها ،ثم لفتته ��ا الكريمة بدعوتي تقديم هذه الورقة ،والمت�ض� � ّمنة يتم التحاور فيه ��ا ،تتعلق بهموم �أبناء الج ��والن المحتل ،بانتظار اقت ��راح فكرة مو�ض ��وع ّ عودتهم �إلى وطنهم� ،أو عودة وطنهم �إليهم� ،إذا ا�ستقام القول. ما �س� ��أطرحهُ ،لي�س بحث ًا علمي ًا وال هو درا�سة� ،إنما �أ�شبه بمجموعة خواطر وهواج�س وت�س ��ا�ؤالت ت ��دور ف ��ي ذهن َجوالن ��ي ،كان قدره االغتراب ث�ل�اث م ّرات� .أول ��ى� ،أنه ُخ ِلق واالحتالل فوق ر�أ�س ��ه وعا�ش معظم حياته تحت حكمه ،وثانية في وطن عاي�شه عن قرب ليجد ُه ي�شبه كل الأ�شياء �إال الأوطان؛ وثالثة اختيارية في رحلة بحث عن الذات. ق�ضية الجوالن ،رغم كل ما ُك ِتب عنها ،تبقى ِبكرا و�أكبر ِمن �أن تُخت�صر بهذه العجالة. �إنه ��ا مرتبطة في الدرجة الأول ��ى بطبيعة و�أر�ض ومياه وتهجي ��ر ،وب�أجيال كاملةُ ،خ ِلقت تح ��ت االحت�ل�ال ،وكبرت بعي ��د ًا عن وطنها ،في ظل قطيعة �ش ��به كامل ��ة� .أجيال ،يحمل كثيرون منهم �أ�سماء مدن وطنهم وقراه و�أنهاره .وطن ،يهتفون با�سمه ليل نهار ،ويتغ ّنون بانتمائهم �إليه ،لكنهم مدركون في �أعماقهم حجم م�أ�ساته وكبر فجيعته. �أ�س ��ئلة وا�ستف�س ��ارات ال ح�ص ��ر لها� ،أثي َرت ،وتُثار ،و�س ��وف تُثار حول ما ّ لف ق�ض ��ية الجوالن ،بكل ت�ش� � ّعباتها ،من غمو�ض...؛ دفع �أهالي الجوالن خاللها� ،سواء َمن بقوا في �أر�ضهم� ،أو َمن هُ ِّجروا �إلى الداخل ال�سوري بعد هزيمة حزيران ،دفعوا �أغلى الت�ضحيات و�أعز ما يملكون من �أرواح وممتلكات. وع ��و ُد التحري ��ر الم�ؤجلة ،وا�س ��تمرار التعامل م ��ع االحتالل على �أن ��ه ظاهرة موقتة، دون القي ��ام ب�أي تحرك فعل ��ي �أو ذي جدوى على الأر�ض ،كان له ��ا �آثارها المدم ّرة على ال�س ��احة الجوالنية .فجثوم االحتالل فوق �ص ��دور الأهالي لأكثر من اثنين و�أربعين عام ًا متوا�صلة ،لم يو ّلد فقط �صمود ًا ورف�ض ًا ومقاومة ،بل �أفرز م�شاكل وهموم ًا ينبغي �أخذها في الح�سبان و�إعادة النظر في كيفية التعامل معها. ونظ ��ر ًا ل�ض ��خامة ملف الجوالن وكث ��رة تفرعاته ،ارت�أي ��تُ �أن تك ��ون البداية مع ملف التهجي ��ر ،عل ��ى �أن ُي�س ��تكمل الح ��وار الحق� � ًا� ،أو ربما يمت ّد �إل ��ى الداخ ��ل الجوالني عبر التوا�ص ��ل مع الأهل هناك ،لي�ش ��مل جوانب �أخرى تحاكي هذا الجرح النازف منذ �أربعة عقود ويزيد. �إ�ش ��كالية التهجير هذه ،كما �أراها ،تبد�أ من الت�س ��مية ،بعد �أن ا�ص � ُ�ط ِلح على تعريف �ض ��حاياها بـ “نازحي الجوالن” .والحقيقة والإن�صاف يقت�ض ��يان ت�صحيح هذا الخلل؛ فما ح�ص ��ل ه ��و عملية تهجي ��ر فعلي وق�س ��ري ولي�س نزوح� � ًا اختياري ًا �أو طوعي� � ًا .فكلمة مهجري الجوالن المحتل “نازح” ظ ّلت على مدار كل هذه ال�سنوات الطويلة ،لعنة تالحق ّ و�س ��ط �أهليه ��م؛ فوق كل ما ح ّل بهم ِم ��ن هالك ج ّراء �إجبارهم على ترك �أر�ض ��هم ،في واحدة ِمن �أ�شنع الهزائم و�أكثرها غمو�ض ًا والتبا�س ًا و�ضبابية!!! هجر هو َمن هُ ِّج َر� ،أي هجر والنازح ،نرى �أن ال ُم ّ وبالعودة �إلى المعجم للتفريق بين ال ُم ّ هاجر م ال عن يختلف وهو ونا�سه.. أهله و� أر�ضه أخر َج من البالد �أو الدار و�أب ِعد ق�سر ًا عن � ُ ِ � ِ الذي ترك بلده �إلى �آخر غيره بق�صد اال�ستقرار لأمر �أو �سبب دفعه للهجرة. فيم ��ا الن ��ازح تعنيُ ،بعد ال�ش ��خ�ص ع ��ن داره �أو �أر�ض ��ه .ويقال ،نزح م ��ن الريف �إلى المدين ��ة� ،أي انتقل �إليها .ومقاومة النزوح تكون بتوفير فر�ص عمل وخلقها .والفعل نزح ال يتح ��دث عن الفرد كما تجم ُهر القوم� ،إذ هو رحيل ق�س ��ري بق�ص ��د ترك حال �س ��لبية لحال �أف�ض ��ل ،وهو ترك يعني �أال عودة �إال بتغير ال�ش ��روط والظروف التي دفعت للنزوح مع متغيرات جدية م�شجعة.
مهجرون �إذن ولي�سوا نازحين! هم ّ بعد اتفاقية ف�ص ��ل القوات المو ّقعة بينهما عام ،1974بقي ل�س ��وريا في ذ ّمة �إ�سرائيل ما مجموعه 1250كم 2من م�ساحة ه�ضبة الجوالن الك ّلية المقدّرة بـ 1860كم .2ما تبقّى م ��ن المواطنين ال�س ��وريين في الج ��زء المحتل ،كان ��وا يقدّرون بـ 7000ن�س ��مة ،يتوزعون على �س ��ت قرى هي :مجدل �شم�س ،م�س ��عدة ،بقعاثا ،عين قنيا ،الغجر ،و�سحيتا .الحق ًا، قامت �إ�سرائيل بتدمير قرية �سحيتا وتهجير �سكانها �إلى قرية م�سعدة المجاورة ،وه�ؤالء
يتر ّكزون فقط على خم�سة بالمئة من م�ساحة الجزء المحتل من الجوالن. ال ُملفت� ،أنّ معظم َمن كتبوا عن الجوالن وتع ّر�ضوا لق�ضية ه�ؤالء المهجرين ،تناولوا �أ�س ��باب بق ��اء �أهالي هذه القرى ،والذي ��ن يبلغ تعدادهم راهن ًا حوال ��ي � 20ألف مواطن. فيما المنطق كان يقت�ض ��ي عدم التركيز على هذه الم�س� ��ألة ،على �أهميتها ،وح�سب ،كون بقائهم في �أر�ض ��هم هو الطبيعي والقاعدة ،بينما التهجير هو اال�ستثناء ،وهو ما ي�ستحق البحث والتنقيب في �أ�س ��بابه .وخال محاولة يتيمة بادر �إليها الباحث والنا�شط الجوالني ب�شار طربيه ،في درا�سة له بعنوان “التطهير العرقي في الجوالن” ،في م�ؤتمر انعقد في مدينة حيفا /حزيران /2008لأجل حق العودة والدولة العلمانية في فل�س ��طين ،ف�إنه لم يتم التطرق �إلى هذا الأمر ب�شكل جدّي حتى الآن ،و�إيال�ؤه الأهمية التي ي�ستحق. ّ
م�أ�ساة التهجير هذه تنق�سم �إلى نوعين: الأول ��ى ،تمثلت بعملية التهجير الجماعي التي طالت �أكثر ِمن � 130ألف ن�س ��مة ،حيث �أزالت قوات االحتالل الإ�س ��رائيلي �أماكن �سكناهم عن بكرة �أبيها و�أقامت الم�ستعمرات اليهودية على �أنقا�ض ��ها .وتعدادهم راهن ًا يقارب ن�صف مليون ي�شكلون �أحزمة فقر حول العا�ص ��مة دم�ش ��ق وغير مدينة �س ��ورية ،و�أعتقد �أن ذل ��ك يرقى �إلى مرتبة جريمة �ض ��د الإن�سانية. والثاني ��ة ،تمثل ��ت بالتهجير الفردي لبع�ض المواطنين م ��ن القرى الخم�س التي بقيت �آهلة ب�س ��كانها .وه�ؤالء� ،إما كان ��وا ي�ؤدون خدمة العلم في الجي�ش ال�س ��وري� ،أو موظفين في محافظات �أخرى� ،أو لأ�س ��باب متفرقة ،حيث نتج عن ذلك ت�ش ��ظي ق�سم من عائالت الجوالن بين �ش ��رقي خط وقف النار وغربه ،والذين يتوا�صلون راهن ًا عبر الميكروفونات على خط الف�صل المزروع بالألغام والأ�سالك ال�شائكة �أو ما ُيعرف بـ “تلة الدموع”. فيم ��ا يتعلق ب َمن ثبتوا على �أر�ض الجوالن ،ف�إنه رغم الإحكام المطبق الذي مار�س ��ته �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي ،وانعدام �أي نوع ِمن الدعم الع�سكري �أو اللوج�ستي� ،أو حتى الماديِ ،من الوطن �أو �سواه ،لب�ضعة �آالف ال يتجاوز تعدادهم ع�شرين �ألف ن�سمة ،راهن ًا، فه ��م قام ��وا بواجبهم على �أكمل وجه ،و�أثبتوا كفاءة عالي ��ة َق ّل نظيرها في الحفاظ على �أر�ض ��هم وهويتهم ال�سورية في زمن االنك�س ��ارات والخيبات العربية� ،سواء في �إ�ضرابهم ال�شهير عام اثنين وثمانين ورف�ضهم قانون �ضم الجوالن والجن�سية الإ�سرائيلية� ،أو عبر تعاملهم مع االحتالل طوال �أكثر ِمن �أربعة عقود بمقت�ض ��ى ال�ضرورة وانعدام البديل ،ال النفع والم�صلحة الأمر الم�س ��تهجن هنا� ،أن النظام ال�س ��وري لم يعمل على ا�س ��تثمار ق�ضية المهجرين هذه ،ال محلي ًا وال حتى على �ص ��عيد طرحها في المحافل الدولية رغم ما تم ّثله من ثقل، كونه ��ا تُع َت َب ��ر بمثاب ��ة َف َر�س رابح ف ��ي جميع الميادي ��ن واالتجاهات ،حتى �أنه لم ُي�س ��مح لأ�ص ��حاب هذه الم�أ�س ��اة التعبير عن وجعهم؛ و�أكثر ما م ّيز هذه الق�ض ��ية الخطيرة ،هو التعتيم ثم التعتيم ثم التعتيم !...مج ّرد احت�شاد مئات الألوف من ه�ؤالء المهجرين على خط وقف النار مع �إ�س ��رائيل ،ولو م ّرة واحدة ،في ذكرى اقتالعهم ِمن �أر�ض ��هم لم يتم! رغم ما قد يحمل ذلك ِمن ر�سائل ودالالت. في ظل وجود نظام (�ص ��نديد ممانع) في دم�شق ،و�ض� � َع ن�صب عينيه (وحدة العرب وحريتهم وا�شتراكيتهم� ،إ�ضافة �إلى ّ دك معاقل الإمبريالية وال�صهيونية وح�صونها حيث ُو ِجدَ ت؛) يلحظ �أي متابع �أن قانون الطوارئ ُع َّد ِمن (موجبات ال�صراع مع العدو؛) و�أنّ ود�س الد�س ��ائ�س على الوطن) ُته ��م (د َّب الوهن في عزيمة الأم ��ة والتحري�ض الطائفي ّ تقف بالمر�ص ��اد لكل دعاة تحرير هذا الوطن ِمن منظومة الهالك والقمع والفقر الذي ي ��رزح تحته ،و�أن ال�ش ��عب ال�س ��وري �أج ِب� � َر على ابتالع ه ��ذا الطعم الم�س ��موم؛ لكنه ِمن ال�صعوبة بمكان �إيجاد م�س ّوغ �أوعذر لم�س�ألة الإحجام عن االحتجاج ،داخل الوطن ،على هجر بع�ض ال�شعب ِمن �أر�ضه و�سلبه ما يملك ،ولو ا�ستعرا�ضي ًا! عد ّو ّ ِم ��ن هن ��ا ،ف�إنه ِمن ال�ض ��رورة العودة �إلى درا�س ��ة ما حدث �آنذاك ،من ��ذ ذلك البالغ ال�ش ��هير ( )66والإع�ل�ان ع ��ن �س ��قوط مدين ��ة القنيط ��رة قب ��ل �أن تط�أها �أق ��دام جنود االحتالل ،و�إعطاء الجي�ش ال�س ��وري قرار االن�س ��حاب الكيفي م ��ن المعركة ،والمقدمات التي ه ّي�أت لتلك القرارات الملتب�سة.
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد حت ��ى نتمك ��ن ِمن فه ��م ما جرى ،وال ��كل مدعو لذلك ،ال ب ��د لنا من الع ��ودة �إلى تلك الأ�ص ��ول� ،أو اال�س ��تعانة ب�ش ��هود �أحياء من تلك المرحلة� ،س ��واء من �أ�ص ��حاب الم�أ�س ��اة �أنف�س ��هم� ،أو الجنود وال�ض ��باط الذين عاي�ش ��وا تلك الأيام ال�س ��وداء� .أو بما �أورده ،على �سبيل المثال ،كل ِمن ال�ضابط ال�سوري خليل م�صطفى (ال ُمختفية �آثاره)� ،صاحب كتاب “�سقوط الجوالن”� ،أو �سامي الجندي في “ك�سرة خبز”� ،أو �سعد جمعة في “الم�ؤامرة ومعركة الم�صير” ،وذلك ريثما يفرج العبو تلك المرحلة ،ال�سيا�سيون والع�سكريون ،في �إ�سرائيل و�سوريا ،على حد �سواء ،عما في �أدراجهم من وثائق ومعلومات. ِمن دون �أدنى �ش ��ك� ،أنّ م�س�ؤولية ما ح�ص ��ل� ،إ�ضافة �إلى الآلة الإجرامية الإ�سرائيلية تق ��ع ،بالدرج ��ة الأولى ،على عاتق َمن خ�س ��روا الأر� ��ض ويتح ّملون ،في �أ�ض ��عف تقدير، جزء ًا كبير ًا من الم�س�ؤولية الأخالقية والتاريخية� ،س ّيما و�أنهم ما زالوا يم�سكون بنا�صية بحجة تحري ��ر الأر�ض ،ويحكمونه الحكم منذ ذلك التاريخ ،ويجلدون ال�ش ��عب ال�س ��وري ّ بقوة قانون الطوارئ ،دون �أن ُيخ�ضعوا �أنف�سهم لأي نوع من المراجعة �أو المحا�سبة. والأخطر ِمن هذا وذاك ،هو التفريغ الم ّنظم والممنهج الذي ح�صل بعد ذلك ،وعلى امت ��داد �أكثر من �أربعة عقود ،لمفهوم الدولة ِمن كل محتوى �أو م�ض ��مون دولتي ،لدرجة �ص ��ار من الم�س ��تحيل معها لكل عل ��وم ال�سيا�س ��ة واالجتماع اجتراح تعري ��ف علمي لهذا الكيان ال�سيا�سي �أو الجغرافي الذي يدعى �سوريا .فعندما يكون القانون معلق ًا عبر حالة طوارئ م�س ��تمرة �إلى ما �ش ��اء اهلل ،ف�إنها توفر �أر�ض� � ًا خ�صبة لف�س ��اد الطبقة الحاكمة، وهذا الف�س ��اد ي�صبح قاعدة ويح ّول الدولة �إلى كيان ع�شوائي ومت�آكل من الداخل ،وهذه كارثة وطنية بكل مقيا�س. المطروح هو: هل ت�ش ّكل ،حق ًا ،ق�ضية الجوالن �أولوية للمواطن ال�سوري الذي يرزح تحت نير �أحكام الطوارئ منذ ما يقارب الخم�سة عقود؟ هل بمقدور ال�ش ��عب ال�س ��وري وقواه الحية ك�سر احتكار ال�س ��لطة ق�ضية الجوالن ،في وقت يعجزون فيه عن ت�س ��يير م�س ��يرة �سلمية ،بالع�ش ��رات ،حتى لو كانت لغر�ض مطلبي �أو معي�ش ��ي؟ وتالي ًا ،هل ي�ستطعِ ،من الأ�سا�س� ،شعب مغ ّيب محتل ِمن الداخل العمل على تحرير جزئه المحتل في الجوالن� ،أو حتى البتّ في ق�ضاياه ،الكبرى منها وال�صغرى؟ وبكثي ��ر ِم ��ن المرارة واللوعة ،انتقل هنا �إلى الت�س ��ا�ؤل :هل ِم ��ن العدالة والنزاهة �أن يرمي ال�ش ��عب ال�س ��وري همومه و�أوجاعه على ثل ��ة قليلة ِمن �أبنائه البررة ،ي�س ��تفرد بها النظام وي�ش ��بعها قمع ًا وتنكي ًال ،فيما ال�ش ��عب هانئ بذ ّله كما لو �أنه حجز لنف�س ��ه مقعد ًا ل ��دى مجموعة ع ��دم االنحياز!؟ فهل الع ّلة تكم ��ن في خمول ال�ش ��عب� ،أو هل هناكِ ،من حي و�شعب خامل� ،أم �أنّ ذلك مردّه �إلى ق�ص ��ور ر�ؤية لدى َمن ُيفتَر�ض الأ�س ��ا�س� ،ش ��عب ّ �أنهم يحملون م�شروعه التغييري �أو يقودونه وعجزهم عن �إقناعه؟ التهجير الذي ح�صل بحق �أكثر من � 130ألف �سوري في الجوالن ال يختلف بم�ضامينه و�أبع ��اده عن تهجي ��ر الفل�س ��طينيين �إال بتفاوت العدد .كيف ال�س ��بيل �إلى ا�س ��تثمار هذه (المهجرين) الح�سا�سة ،الحيوية ،الهامة والرابحة والتعامل معها؟ الق�ضية ّ هل ِمن المنطق التعامل مع النظام على �أ�سا�س �أن َمن خ�سر الأر�ض تقع عليه م�س�ؤولية خ�ص ق�ضية ا�س ��ترجاعها ،وبالتالي بقاء المعار�ضة ال�سورية م�ستقيلة عن مقاربة كل ما ّ الجوالن واحتالله �إال خ�شوع ًا؟ هل �صحيح �أنّ تحرير الجوالن ِمن محتليه م�شروط �أوال بتحرير دم�شق ِمن طغاتها �أم العك�س؟ بمعنى ،هل ِمن الأف َيد لنا تجميد ال�ص ��راع مع العدو الإ�س ��رائيلي ،ريثما نتمكن م ��ن بن ��اء دولة علماني ��ة ديموقراطية؟ وفي هذه الحالة ،ما هو ال�س ��بيل الأمثل لتو�س ��يع دائرة التوا�ص ��ل مع �أهالي الجوالن المحتل ومدّهم ب�أ�س ��باب البقاء وال�ص ��مود لو طالت �سنوات االحتالل �أكثر؟ وال�س� ��ؤال الأخير بر�سم الجميع� ،ش ��عب ًا ،مثقفين ،قوى ح ّية ،معار�ضة ،وحتى نظام ًا: اثن ��ان و�أربع ��ون عام ًا م�ض ��ى على احت�ل�ال الجوالن� .أكثر ِم ��ن ثلثي �س ��كانه ُولدوا تحت االحتالل ِلمن بقوا ،وفي ال�ش ��تات ِلمن هُ ِّجروا� .إلى متى يبقى الجوالن و�أهله ،المقيمون والمهجرون ،متروكين لم�صيرهم؟ منهم ّ
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد هم الحياة وخلّفاه ذليال لي�س اليتيم من انتهى �أبواه مِنّ / ف�أفاد بالدنيا الحكيمة منها /عا�ش تعليم الزمان بديال �إن اليتيم هو الذي تلقى له � /أ ّما تخلّت �أو �أبا م�شغوال �أحمد �شوقي
الأ�سرى و الحركة الوطنية المقاومـة ..بين مطـرقة االحتـالل
و�سندان النظام �..أ�ضواء على ظالل الحركة الأ�سيرة في الجوالن المحتل
م ��ا �إن ّ حطت هزيمة حزيران �أوزارها على المنطقة العربية عموم ًا ،و�أهالي الجوالن ب�ص ��ورة خا�ص ��ة ،حتىانطلقت خاليا الكفاح الم�س ��لح والعمل ال�س� � ّري في قرى اله�ضبة المحتلة .تلك الخاليا،كان لها ف�ض ��ل كبير في االنت�ص ��ار الجزئي الذي حققه ال�سوريون والم�ص ��ريون في ح ��رب ت�ش ��رين الأول�/أكتوبر ع ��ام ،1973وذلك عبر نق ��ل المعلومات الدقيقة والخرائط عن تح�ص ��ينات العدو على جبهتي الجوالن و�س ��يناء ،وتمكنت بف�ضل العم ��ل الج ��اد والد�ؤوب من تمرير �أدق التفا�ص ��يل عن تحركات الجي�ش الإ�س ��رائيلي في ّ خطي بارليف و�آلون الع�س� � َكريين ،التي اعتمدت �إ�س ��رائيل في بنائهما ب�ش ��كل كبير على الأي ��دي العامل ��ة الجوالني ��ة ،حيث تبي ��ن لها الحق� � ًا �أن نف�س الأي ��دي التي تبن ��ي ،تنقل المعلومات �إلى �أجهزة اال�ستخبارات ال�سورية ،ومنها �إلى الم�صرية. ففي الأ�ش ��هر الأخيرة من عام � ،1967ألقت ق ��وات االحتالل القب�ض على مجموعة من ال�ش ��بان بتهمة االت�ص ��ال مع ال�سوريين .كذلك في �أواخر عام 1969اكتُ�شفت خلية فدائية �أخرى ،راح �ض ��حيتها م ��ا يزيد على 140معتق ًال ،وفي حزيران ع ��ام � 1971ألقي القب�ض على خلية فدائية ،ثم تلتها �شبكة �أخرى في ت�شرين �أول عام ،1972بلغت �أحكام بع�ضهم ع�شرين عام ًا .تالها ،في �صيف عام 1974اكت�شاف تنظيم جديد �آخر. لم تت�أثر م�س ��يرة الأهالي الكفاحية والن�ضالية �ض ��د االحتالل بنتيجة اكت�شاف بع�ض خالياه ��ا ،بل �أعادت تنظيم نف�س ��ها م ��ن جديد ،حيث ا�ستُ�ش ��هد بع� ��ض �أفرادها خالل القيام بواجبهم الوطني� ،إما بحقول الألغام التي تف�صل قراهم المحتلة عن باقي �أجزاء الوطن� ،أو بكمائن م�سلحة ن�صبها الجي�ش الإ�سرائيلي. بداي ��ة ثمانينات القرن المن�ص ��رم� ،ش� � ّكلت انطالقة جديدة لأهال ��ي الجوالن ،تميزت ب�ص � َ�خبها الإعالمي على كافة الم�س ��تويات المحلية ،الإقليمية والدولية ،وذلك بعد �إقرار َ الكني�س ��ت الإ�س ��رائيلي قان ��ون �ض ��م الجوالن في الرابع ع�ش ��ر م ��ن كان ��ون �أول عام واحد وثماني ��ن ،واالنتفا�ض ��ة �أو الإ�ض ��راب الكبي ��ر الذي نف ّذه الأهالي لأكثر من خم�س ��ة �أ�ش ��هر متوا�ص ��لة في الرابع ع�شر من �ش ��باط عام اثنين وثمانين ،وما ترتّب على ذلك ِمن رف�ض الأهالي تطبيق القانون المدني الإ�سرائيلي وفر�ض الجن�سية الإ�سرائيلية عليهم ،مع كل ما وجملة �سيا�سات تنكيلية بحقهم. رافق ذلك ِمن عنف ُم�س ّلح واعتقاالت وم�صادرات � ٍ أرا�ض ُ في منت�ص ��ف الثمانينات� ،ألقت �س ��لطات االحتالل القب�ض على خلية �س� � ّرية �أخرى، تو ّلت مداهمة بع�ض المع�سكرات الإ�سرائيلية وتفجير مخازن �أ�سلحة وزرع عبوات نا�سفة �أمام الدوريات الع�س ��كرية ،و�صلت �أحكام ه�ؤالء 27عام ًا� .أحد ه�ؤالء ،كان ال�شهيد هايل �أب ��و زي ��د الذي توفي قبل �أكثر من عامين بعد ع�ش ��رين عام ًا ق�ض ��اها خلف الق�ض ��بان، و�ص ��راع مع �سرطان الدم ،دف َع �سلطات ال�سجن لنقله �إلى م�ست�شفى “ َرمبام” في حيفا، حي ��ث توفي في ��ه .وذلك بالتزام ��ن مع توديع منتدى الأتا�س ��ي في دم�ش ��ق َم ��ن بقي من �أع�ضائه خارج المعتقالت. � َّإن مقاومة االحتالل واالعتقاالت الأمنية وال�سيا�س ��ية ،لم تتوقف في عقد الت�سعينات وحت ��ى يومنا هذا ،حيث اعتُقل العديد من �أبناء اله�ض ��بة ال�س ��ورية بته ��م عديدة ،تتعلق بمهاجمة المواقع الإ�س ��رائيلية ،كان �آخرها اعتقال �أحد ال�ش ��بان والحكم عليه 20عام ًا. �أربعة منهم ُيعدّون بين �أقدم 25معتق ًال �أمني ًا و�سيا�سي ًا في �سجون االحتالل الإ�سرائيلي، حيث م�ضى على اعتقالهم �أكثر من ع�شرين عام ًا. ال نمل ��ك �إح�ص ��اءات علمي ��ة دقيقة عن ع ��دد المعتقلي ��ن ال�سيا�س ��يين والأمنيين في الج ��والن ،م ّمن دخلوا �س ��جون الع ��دو ،لكن هذه االعتق ��االت طاولت الآالف من �س ��كان اله�ضبة البالغ تعدادهم راهن ًا � 19ألف ن�سمة ،بين حب�س فعلي �أو اعتقال �إداري. �أعلم يقينا �أن طرح هذا المو�ض ��وع للنقا�ش المفتوح �س ��يو ّلد الكثير من الح�سا�سيات، ويف ّت ��ق العديد من الأح ��زان والجروح؛ وقد يخلق �إ�ش ��كاالت ال تنتهي عن ��د ح ّد التخوين والوعيد والتهديد؛ فلي�س �س ��هال ،ال على الأ�س ��رى �أنف�س ��هم ،وال على ذويهم م ّمن ذاقوا الوالي ��ات وكل �أن ��واع القه ��ر والعذاب ،تقبل فك ��رة �أن ذلك ل ��م يكن �إال هب ��اء منثورا �أو
�س ��رابا؛ لكني و�إذ �أحــــاول �إلقاء بع�ض ال�ضوء على هذه الق�ضية ال�شائكة ،ا�ستذكر حوار ًا تلفزيونيا دار قبل نحو عامين مع �أحد ال�شعراء ،وربما هو محمد علي �شم�س الدين ،قال في ��ه ما معناه ،عندما يتوقف النقــــّاد عن التع ّر�ض لكتاباتــه �س� �ــــيلج�أ حينها �إلى حرقها ويعتزل الم�صلحة. دعــون ��ا نتف ��ق �إذن � َّأن كل ظاه ��رة في هذه الحي ��اة ال تتعر�ض للمراجعــــ ��ة والنقد ،ال تفقـــد قدرتها على االرتقـــاء والتطور وح�س ��ب ،بل �إنها تنحدر ب�ش ��كل قاطع �إلى الهالك المح َتّم؛ تمام ًا كما تفعل الأنظمة ال�شمولية والطاغية ب�أوطانها ،العراق نموذجا ،و�سوريا على الطريق! لتكن البداية مع الت�س ��مية :ففي حين �أن جميع الأ�سرى الذين يتحررون من االعتقال الإ�س ��رائيلي هم “�أ�س ��رى محررون” من منظورنا ال�سيا�سي والأخالقي� ،إال �أنه يجب �أن نم ّيز بين التحرير عبر اتفاقيات تبادل �أ�س ��رى �أو االنعتاق من الأ�سر بفعل بطولي ذاتي، م ��ن جهة ،وبين التحرر عبر �إنهاء م ��دة المحكومية ،من جهة �أخرى .فهذا التمييز يتيح لنا الإ�ش ��ارة �إلى م�س� ��ؤولية الدول ��ة الأم (�أو بالأحرى �إهمالها لم�س� ��ؤوليتها) عن تحرير مواطنيها الواقعين تحت الأ�س ��ر ،خا�صة و�أن بع�ض الأ�سرى ُخدعوا بخطاب الم�س�ؤولين الم ��زدوج ،ذل ��ك الخط ��اب الذي يقول م ��ا ال يعني؛ يتباه ��ى بالتحري ��ر ويطنطن العالم ب�ش ��عارات المقاومة ،بينما ي�ض ��مر خالف ذلك خلف الكوالي�س� .إن الم�أ�ساة الكامنة في ذل ��ك تدعونا �إلى التمييز بين “�أ�س ��رى محررين” و”�أ�س ��رى مخدوعي ��ن”؛ رغم ما في هذا الو�ص ��ف من مرارة ،ومع حفظ االحترام والتقدير كله له�ؤالء الأ�س ��رى ك�أ�ش ��خا�ص يفكرون ويت�ص ��رفون انطالقا من �ض ��مائرهم الوطنية الفذة ،ولي�س ب�أوامر من �سلطات عليا وبيروقراطية تعمل بلغة مزدوجة وم�ض ��للة .حين نعالج م�س�ألة ح�سا�سة كهذه ينبغي �أال نت ��رك م�ش ��اعرنا ال�شخ�ص ��ية تحكم عقولنا ،فنتنا�س ��ى الإهمال الخطير للم�س� ��ؤولية ال�سيا�سية والأخالقية المترتبة على كل من يقود ،هذا �إن لم نقل ،ي�ستقطع وطنا!! كان ��ت الفت ��رة الممتدة بين حربي عام 1967و � 1973أكثر المراحل التي �ش ��هدت فيها ال�س ��احة الجوالنية ما يمكن ت�س ��ميته كفاحا فعليا �ضد القوات الإ�سرائيلية المحتلة ،عبر الخاليا والتنظيمات ال�س ��ر ّية التي وج ّهت �ض ��ربات موجعة �إلى �إ�س ��رائيل ،بنقلها �أ�سرار تح�ص ��يناتها �إلى الجانب ال�سوري ،كما �سبق ذكره .كما �أن النظام ال�سوري ذلك الزمان كان ب�أم�س الحاجة �إلى �إراحة ظهره مما و�ص ��فه باتريك �سيل في كتابه ال�شهير”الأ�سد- حمل �صليب �ضياع ه�ضبة الجوالن. ال�صراع على ال�شرق الأو�سط” ِمن ِ م ��ن هنا ،ف�إن التعامل ال�س ��وري الر�س ��مي في تلك الفترة ات�س ��م باالحت ��رام والجد ّية المطلق ��ة ف ��ي تعاطيه م ��ع خالياه العاملة في الج ��والن المحتل .وربما هذا ما يف�س ��ر �أن النظام ال�س ��وري لم يجتهد الحقا �إال في تحرير هذه المجموعة عام ،1984التي اعتقلت ف ��ي تل ��ك المرحلة من التخطيط لحرب ت�ش ��رين وم ��ا تالها ،حتى توقيع اتفاقية ف�ص ��ل القوات عام .1974 هن ��ا يكمن مرب ��ط ال َفر�س ،كما ُيق ��ال؛ فالنظام ال�س ��وري ،لم يمتلك الج ��ر�أة الحقا لالعت ��راف لمواطنيه �أنه بعد اتفاقية الف�ص ��ل �أ�س ��قط من ح�س ��اباته ،و�إلى غير رجعة، الخيار الم�س ��لح!! ال�ش ��عب ال�س ��وري ،فهم تلك المعادلة من دون عن ��اء ،عبر الإجراءات المعق ��دة التي �ص ��ار المواطن في الداخل ال�س ��وري يحتاجها لبل ��وغ محافظة القنيطرة، والجزء المحاذي للأرا�ض ��ي ال�س ��ورية المحتلة على وجه التحديد؛ كحاجته �إلى ت�صريح خط � ّ�ي من فرع فل�س ��طين (�س ��يء الذك ��ر) ،والمرور على ع ��دة نقاط للأمن الع�س ��كري لم�شاهدة هذا الت�صريح ،ذهابا و�إيابا. الم�ش ��كلة التي واجهت النظام ،هي في كيفية �إي�ص ��ال هذا “المر�سوم الرئا�سي” ،غير ال ُمع َلن� ،إلى �أهالي الجوالن المحتلِ ،من دون �أن يترك ذلك في �أذهانهم مئات� ،إن لم نقل �آالف ال�ش ��كوك حول حيثيات هذا القرار وتبعاته؛ هناّ ، ف�ض ��ل النظ ��ام على ما يبدو العمل بهدي منطق التق ّية واال�ستتار بالم�ألوف ،ريثما يق�ضي اهلل �أمرا كان مفعوال ،وهذا ما ّتم! بع� ��ض �أهالي الجوالن المحتل فهموا الر�س ��الة ،لكن العتب ��ارات تتعلق بالحر�ص على ع ��دم �ش ��رخ الموق ��ف الوطني ،وتركي ��ز كافة الجه ��ود على مقاوم ��ة االحتاللّ ، ف�ض ��لوا ع ��دم تعوي ��م تلك الق�ض ��ية .لك ��ن البع�ض الآخر بل� � َع الطعم ل�س ��ببين� ،إما لأن من�س ��وب النق ��اء الوطن ��ي كان مرتفعا عندهم لدرجة كان ِمن الم�س ��تحيل معها ت�ص ��ديق �أو قبول
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد تل ��ك المعادلة ،وبالتالي رف�ض االمتثال لها؟ �أو ل�ض ��عف مق ��درة ربط الأحداث وتحليلها وو�ضعها في �سياقها المنطقي ال�سليم ،وربما الإثنين معا؛ رغم �أن الكثير من المجريات يت�سع المجال هنا لعر�ض ع�شرات� ،إن لم والمعطيات كانت وا�ض ��حة ال لب�س فيها! ولي�س ّ نق ��ل مئات ال�ش ��واهد والعبر التي ت�ؤ ّكد ذلك ،ابتدا ًء من ا�س ��تثناء �أولئ ��ك المعتقلين من عمليات تبادل الأ�س ��رى ،ال �س ّيما التي كانت تتم بالو�ساطة بين “حزب اهلل” و�إ�سرائيل، وعدم بذل �أي م�س ��عى جدي في هذا ال�سياق ،رغم منا�شدات الأهالي التي ال تُح�صى في هذا ال�سياق ،و�صو ًال �إلى الف�ضيحة التي ت ّمت لفلفتها قبل عدة �أعوام ،والمتم ّثلة ب�سرقة مخ�ص�صاتهم ِمن قبل بع�ض عنا�صر الأمن ال�سوريين الق ّيمين على هذه الم�س�ألة ،والتي ّ ِمن الأ�ص ��ل لم تكن تتجاوز مائة دوالر لكل ُمعتَقل �ش ��هريا؛ بكالم �آخر ،لم تكن ت�س ��اوي أنحي كل تلك الق�ضايا جانبا حتى ال ا ّت َهم بالتج ّنيُ ،مكتفي ًا با�ستعارة قيمة �إر�س ��الها! �س� ّ واحدة ،فقط ال غير ،وهي من جريدة “الوطن” ال�س ��ورية� ،شبه الر�سمية .تكون بمثابة، “و�شهد �شاهد ِمن �أهله”. فف ��ي مقال له ��ا بعنوان“ :ما نفع الذكرى ...عندما نت�ص ��فح �س ��جل �ش ��هداء الوطن الخالدين وال نجد فيه ا�س ��م نزيه �أبو زيد” ،تاريخ .2008/1/23تقول �ش ��قيقة ال�ش ��هيد نزي ��ه �أبو زيد الذي ق�ض ��ى بتاريخ 1976/12/27ف ��ي المنطقة المزروع ��ة بالألغام التي تف�ص ��ل قري ��ة مجدل �ش ��م�س المحتلة ع ��ن امتدادها ال�س ��وري� ،أثناء نقل ��ه معلوات عن التح�ص ��ينات الع�سكرية الإ�سرائيلية في الجوالن �إلى الأجهزة ال�سورية ،تقول في مقابلة م ��ع جري ��دة الوط ��ن ،حرفيا“ :ه ��ل يعقل �أن يبق ��ى �أخي نزي ��ه حتى اليوم خارج �س ��جل ال�شهداء ال�س ��وريين الخالدين الذين كرمهم رئي�سنا الخالد حافظ الأ�سد وجعلهم �أنبل بني الب�شر� ،ألم ي�ست�شهد نزيه وهو ي�ؤدي واجبه الوطني؟ ما المطلوب حتى يو�ضع ا�سمه في �سجل ال�شهداء؟”. وحتى نتم ّكن من �س ��بر �أغوار هذه الم�س�ألة البالغة الح�سا�سية ،كما �أ�سلفت ،ال بد من التوقف عند بع�ض التفا�صيل ،التي ال غنى عنها في �أي اجتهاد بحثي �أو علمي ،رغم �أنها م�س ��ا بقد�س الأقدا�س....؛ ال �ض ��ير في قد تزعج البع�ض� ،أو ربما يعتبرها البع�ض الآخر ّ ذل ��ك ،طالما �أن البحث يلتزم معايير تحليلي ��ة وعلمية ،وال يحمل في بواطنه �أي نوع من الخبث �أو التج ّني ،ال قدر اهلل. ي�أت ��ي ف ��ي مقدمة هذه التفا�ص ��يل� ،أن الغالبي ��ة العظمى من معتلق ��ي الموجة الثانية الت ��ي ب ��د�أت مطلع الثمانيني ��ات� ،إما �أنهم كان ��وا مراهقين� ،أو في مقت َبل �ش ��بابهم ،ولم يتع ّد ن�ش ��اطهم اقتحام بع�ض مخازن الأ�س ��لحة �أو زرع عبوات نا�س ��فة �أمام دويات قوات االحتاللّ ،تم اكت�شلف معظمها ،ولم ت�سفر في مح�صلتها عن �إراقة نقطة دم واحدة من جندي �إ�سرائيلي� ،أو حتى �إحداث خ�سائر مادية تُذ َكر. ف�ص ��غر ال�س ��ن ،لم ي�س ��عف هوالء ال�ش ��بان المفعمين بم�ش ��اعر وطنية في ا�س ��تيعاب مقومات الكفاح الم�س ّلح ،الذي يعتمد بالدرجة الأولى على قرار �سيا�سي ،و�أجهزة �أمنية ذات كف ��اءة عالية ،ومقدرة فذة على توجيه العم ��ل المقاوم وتنظيمه ،ال تتمتع بها عادة �إال الدول �أو حركات المقاومة التي المدعومة من الدول. ففي ظل الإحكام المطبق الذي مار�س ��ته �س ��لطات االحتالل الإ�سرائيلي ،وانعدام �أي نوع ِمن الدعم الع�سكري �أو اللوج�ستي� ،أو حتى الماديِ ،من الوطن �أو �سواه ،لب�ضعة �آالف ال يتج ��اوز تعدادهم ع�ش ��رين �ألف ن�س ��مة ،راهنا ،في �أبعد تقدير ،كان االن�ص ��راف �إلى العمل ال�سيا�س ��ي وحده كاف لأهالي اله�ضبة ال�سورية المحتلة ،الذين �أثبتوا كفاءة عالية َق ّل نظيرها في الحفاظ على �أر�ض ��هم وهويتهم ال�سورية في زمن االنك�سارات والخيبات العربي ��ة ،عبر �إ�ض ��رابهم ال�ش ��هير عام اثنين وثمانين ،ورف�ض ��هم قانون �ض ��م الجوالن والجن�س ��ية الإ�س ��رائيلية ،وتعاملهم مع االحتالل طوال �أربعة عقود بمقت�ض ��ى ال�ضرورة تغنى ببطوالتهم و�ص ��مودهم كبار الأدباء وانعدام البديل ،ال النفع والم�ص ��لحة ،لدرجة ّ وال�شعراء� ،أذكر منهم حيدر حيدر ،وفوزي البكري ،وكثيرون غيرهم. ل ��ن اتوق ��ف كثيرا عن ��د بع�ض الظواه ��ر الن�ض ��الية ،التي اتّ�س ��مت بالطي� ��ش والتهور والفانتازي ��ا ،ك�إقدام بع�ض ال�ش ��باب حديثي ال�س ��ن ،م ّمن �أغراهم االن�ض ��مام �إلى باقي المعتقلين ،على �إحراق من�ش�أة هنا و�أخرى هناك ،ثم ت�سليم �أنف�سهم ل�سلطات االحتالل بحجة حر�صهم على �أال تعتقل �إ�سرائيل �آخرين بجريرة فعلهم؛ وكل ذلك من �أجل حيازة
مح َرر” بعد خروجه� ،أو �إر�س ��ال ب�ضعة ر�س ��ائل من خلف الق�ضبان �ش ��رف لقب”�أ�س ��ير ّ لأهاليه ��م و�أ�ص ��دقائهم ،ممه ��ورة بتواقيع فخمة ،مث ��ل“ :ح.م�� �.س” �أي حركة مقاومة �س ��ر ّية ،وم ��ا �إلى ذل ��ك! �أو البع�ض ال ��ذي لج�أ �إل ��ى الإنترنت و�أجهزة الهات ��ف المحمول للترتي ��ب لعملي ��ات خطف جن ��ود و�أعمال �أخرى!؟ �إ�ض ��افة �إلى عدم �ص ��قل �شخ�ص ��يات البع�ض من خ ّريجي المعتقالت الإ�س ��رائيلية ،بدليل خروج ق�سم منهم من خلف زنازين يزج منذ الع ��دو مبا�ش ��رة �إلى تقدي ��م قرابين الطاعة وال ��والء �إلى نظام دولتهم ،ال ��ذي ّ عقود طويلة زمالء لهم في �أقبيته المظلمة ،لق�ض ��ايا ال تقل عدالة ونزاهة وقدا�س ��ة عن الأ�س ��باب التي اعتقلتهم �س ��لطات االحتالل بموجبها!؟ وكذلك احت ��راف البع�ض منهم
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد بكل ت�ش� � ّعباتها ،من غمو�ض...؛ دفع �أهالي الجوالن خاللها� ،سواء َمن بقوا في �أر�ضهم� ،أو مهنة توزيع نيا�شين الوطنية وتهم التخوين على هذا وذاك َمن المواطنين. �أخيرا ،لي�س بو�س ��ع �أي مراقب �أو مح ّلل لما يدور على ال�س ��احة الجوالنية� ،إال االنحناء َم ��ن نزح ��وا �إلى الداخل ال�س ��وري بعد هزيمة حزي ��ران ،دفعوا �أغلى الت�ض ��حيات و�أعز ما ي�ضجون بالم�شاعر الوطنية الخال�صة والنبيلة ،و�أمام يملك ��ون من �أرواح و�أمالك؛ ِف ��داء َمن...؟ اهلل �أعلم!! ربما ،يج ��در بنا جميعا البحث عن �أمام ت�ضحية هوالء ال�شبان الذين ّ ً ّ عذاب ��ات �أهلهم وت�ض ��حياتهم ،التي ال يمك ��ن للحبر مهما �أوتي من بالغة ت�ص ��ويرها �أو �ضابط �سوري ا�سمه خليل م�صطفى� ،ألف كتابا بعنوان�“ :سقوط الجوالن” ،واختفى!!!؟ اخت�ص ��ارها ،لكن ��ه بالت�أكيد لن يقف على الحياد في م�س� ��ألة �ض ��عف مقدرتهم على فك ح�سان �شم�س �ش ��يفرات النظ ��ام ال�س ��وري ،غير المع ّق ��دة ،في عدم دعم ��ه وت�ش ��جيعه �أي عمل مقاوم منقول عن موقع “ثروة” �/شباط2008/ لإ�سرائيل� ،سواء انطالقا ِمن �أرا�ضيه� ،أو في الجزء المحتل من الجوالن على ال�سواء! http://syrianelector.com/index.php?option=com_content&ta �أ�سئلة وا�ستف�سارات ال ح�صر لها� ،أثي َرت ،و ُتثار ،و�سوف ُتثار حول ما ّ لف ق�ضية الجوالن، sk=view&id=628&Itemid=111
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الإعالم الف�ضيحة: ماذا فعلت جريدة -ت�شرين -بالحوار مع الأ�سير المحرر هايل ابو زيد؟ و�ص ��لت كاتب هذه ال�س ��طور الر�سالة التالية من �ص ��ديق في الجوالن المحتل« :مرفق م ��ادة تعر�ض ��ت الى الحذف واال�ض ��افة والتزوير ن�ش ��رت ي ��وم 2005/2/28في جريدة «ت�ش ��رين» بالزاوية ال�سيا�س ��ية .ار�س ��ل لك ،بناء على طلب رفيقي هايل ،الن�ص الحرفي للقاء اتمنى ان يعمم وين�شر على كافة المواقع التي ن�ستطيع الو�صول اليها فهذه الطريقة اللوحيدة للرد على هذا الت�شويه والتزوير الحا�صل». .ي�ص ��عب العثور على كلمات منا�س ��بة لو�صف ما فعلته جريدة ت�ش ��رين بالحوار الذي �أجراه با�سمها ال�صحفي علي الأعور مع الأ�سير ال�سوري المحرر من ال�سجون الإ�سرائيلية هايل �أبو زيد .الأمر ال يرتد �إلى خلل �ص ��حفي فادح فقط و�إنما يتعداه �إلى خط�أ �سيا�س ��ي �ش ��نيع .في عالم �سيا�سي و�إعالمي يحترم نف�سه يعتبر ما اقدمت عليه الجريدة ف�ضيحة �أخالقية و�سيا�سية ومهنية ،ي�ستقيل ب�سببها ر�ؤ�ساء تحرير ومحررون. ق�ض ��ى هاي ��ل ابو زيد 20عاما في ال�س ��جون الإ�س ��رائيلية من عمره البال ��غ 36عاما، لأنه وا�ص ��دقاء له من مواطني الجوالن ا�س�س ��وا مجموعة �أطلقوا عليها «حركة المقاومة ال�سرية» تقوم بعمليات مقاومة �ضد قوات االحتالل .وقد نجحوا في العديد منها يذكرها هاي ��ل في حديثه الأ�ص ��لي وفي الق�س ��م الذي ن�ش ��رته «ت�ش ��رين» منه (تجدون الن�ص ��ين هنا)� .إثر اعتقاله حكم عليه بال�س ��جن 27عاما ،ولم يفرج عنه �إال ب�س ��بب تدهور و�ضعه ال�ص ��حي .فقد خرج في ال�ش ��هر الأخير من العام الما�ض ��ي م�ص ��ابا ب�س ��رطان الدم مع تراجع في قدرته الب�ص ��رية حتى %10فقط و�ش ��كايات في العم ��ود الفقري ..وهو يعالج الآن في م�ش ��فى بحيفا ،ويجمع مواطنوه و�أ�ص ��دقائه ما ي�س ��تطيعون من مال ال�س ��تكمال عالجه(مرف ��ق نداء لجمع التبرعات مع رقم ح�س ��اب لتر�س ��ل �إلي ��ه) .نتحدث �إذن عن واحد من �أبطال ال�شعب ال�سوري ولي�س عن �أحد المت�سكعين �أو «الم�س�ؤولين». ماذا فعلت جريدة «ت�شرين»؟ -1ن�شرت 1272كلمة من الحوار الأ�صلي المكون من � ،3642أي �أنها حذفت �أكثر من %65منه .وهي بالطبع لم ت�ست�أذن هايل ،وفقا لما �أ�شارت �إليه ر�سالة ال�صديق الجوالني في م�ستهل هذه الكلمات. -2و�ضعت العنوان التالي للحوار مع هايل« :الأ�سير المحرر هايل ابو زيد لـ»ت�شرين»: �أعتز بعروبتي وانتمائي الوطني وقيادة الرئي�س ب�شار الأ�سد» .في الحوار مع هايل اعتزاز بوطنه �سوريا و�شعبها ،ولم يذكر «قيادتنا العربية ال�سورية وكافة الم�س�ؤولين عن �ش�ؤوننا المحلي ��ة في الجوالن المحتل» �إال في �س ��ياق نداء وجهه �إلى �ش ��عبنا و�إليهم كيال ين�س ��وا �أ�س ��رانا :قال هايل�« :أ�س ��رانا هم �أمانة في اعناقنا ،فهم �أولئك الجنود البوا�س ��ل الذين م�ض ��وا �إلى الواجب متى طلبتهم �أر�ض ��نا المباركة ،وهم �أولئ ��ك الرجال الذين اخترقوا جدار الخوف وال�ص ��مت ،و�ص ��نعوا ماثرا في البطولة والكبرياء التي �صانها لنا الأجداد والآباء من ابناء �ش ��عبنا العربي ال�س ��وري العريق» .اال�س ��م الوحيد الذي نوه به هايل هو ال�س ��يد نواف الفار�س محافظ القنيطرة «على ما بذله ويبذله من جهود لن�ص ��رة ق�ضية الأ�سرى» .لكن من الوا�ضح �أن الجريدة مهتمة بوالءاتها هي ولي�س بتو�صيل �صوت البطل الجوالني .الجوالن و�أ�سرى الجوالن وق�ضية الجوالن هي مح�ض منا�سبة �إ�ضافية للتعبير عن الوالء لل�سلطة. - 3حذفت الجريدة كالما لهايل يظهر توا�ضعه وحر�صه على �أن ال يميز نف�سه ب�شيء عن رفاقه؛ حذفت كالما يقول �إنه ورفاقه «رف�ض ��وا الوقوف لق�ض ��اة محكمة الغا�ص ��بين على امتدادا كل الجل�س ��ات»؛ �ش ��طبت كالما م�ؤثرا لهايل عن فقدان ��ه لأبيه وعن «رف�ض ه� ��ؤالء الجالدي ��ن كل الطلبات التي تقدم بها رفاقي من �أجل ال�س ��ماح ل ��ي ب�إلقاء نظرة ال ��وداع الأخير على ج�س ��ده»؛ حذف ��ت �إجابته على ال�س� ��ؤال الخام�س كل ��ه الذي يتحدث في ��ه ع ��ن اعتقال �أخيه حمد الذي كان ال�ساد�س ��ة من عمره حي ��ن اعتقل هو عام 1984؛ حذف ��ت كالم ��ا رائعا عن ا�س ��تقباله عند و�ص ��وله �إلى الج ��والن وعن �ض ��حكته المبتورة مرتي ��ن :م ��رة لأنه خلف رفاق ��ه وراءه في �س ��جون المحتلين ،ومرة «الني ل ��ن �أتمكن من
معانقة �أو تقبيل �أي واحد من �أ�ص ��دقائي �أو �أخوتي �أو �أي �إن�س ��ان �أتى فقط ليقول �ش ��يئا ، ب�سبب المر�ض الذي �أ�صابني» (�ألي�س تعبيرا عن انعدام الح�س الإن�ساني والإخالقي فوق ح�س االلتزام بالحقيقة حذف هذه العبارت الم�ؤثرة التي يفتر�ض �أن تت�ش ��رف ال�صحف المحترمة بالتقاطها وتنقلها لقرائها على �ص ��در �صفحتها الأولى؟)؛ حذفت كالم هايل عن م�ش ��اعره لحظة �إبالغه خبر الإفراج عنه م ��ن «رفيق دربي وزنزانتي �أيمن ابو جبل» الذي «�ش ��اخت عيونه قبل موعدها» وبح�ض ��ور رفيق زنزانته الآخر كنج �أبو �ص ��الح؛ ولم ت�ش ��عر بالحاجة �إلى نقل كلماته عن ال�س ��اعات الأربعة التي لبثها مقيدا وال�سجان يعتدي بوجوده على حريته بعد علمه بقرار الإفراج عنه لأن خبر حكم الق�ضاء ب�إطالق �سراحه �س ��بق تبليغ �إدراة ال�سجون الإ�سرائيلية بالحكم؛ حذفت بكل وح�شية الكلمات التالية التي ت�شع بالنبل وال�شهامة« :و�أنا لن �أتحرر من عبء انتظار رفاقي هناك في الأ�سر �إال ر�ؤيتي لهم جميعا هنا معي ،ولكن لن اغفر لأحد بما فيهم نف�س ��ي �إن رايتهم ي�ص ��لون �إلى مثل الحالة التي و�ص ��لتها ،وتحررت بموجبها من االعتقال� ،إ�صابتي ب�سرطان الدم� .أقول �إذا ا�س ��تمر ن�س ��يانهم كما هو الآن �أخ�ش ��ى �أن يحررهم المر�ض �إن ن�س ��يانهم ال يقل ب�ش ��اعة عن الأ�س ��ر نف�س ��ه» (ربما �أخذت الجريدة على خاطرها من �إ�ش ��ارة هايل �إلى الن�سيان، �أو ربما خد�ش ��ت كلماته النبيلة حياء �أخالقياتها المهني ��ة والإيديولوجية)؛ حذفت قوله �إنه كان يتمنى لو ان اول �شخ�ص عانقه هو ابيه؛ حذفت دعوته «للمزيد من هذا الر�صد ل�س ��احة الجوالن تعزيزا لمحاربة الن�س ��يان الذي يجرحنا وتوا�صال مع �أبنائنا و�أهلنا في الوطن ،خا�صة الجيل النا�شئ الذي قد ال ت�سمح له الظروف للتعرف على جزء من وطنه يقاوم االحتالل ال�ص ��هيوني الب�ش ��ع ،كل التحية واالحترام والتقدي ��ر لكل الأقالم الحرة التي تحارب ال�صمت وتحارب الن�سيان» ،حذفت هذه الكلمات رغم �أنها وردت في �سياق تعبي ��ره عن االمتنان لجريدة «ت�ش ��رين» بعد �أن �أخبره ال�ص ��حفي المح ��اور �أن الجريدة خ�ص ��ت الجوالن ب 73مقاال عام 2004بينها 7عنه (هايل) هو نف�س ��ه ،حذفت كلماته الموجهة ل�ش ��قيته هدية المتزوجة في �سوريا من الأ�سير ال�سابق وع�ضو «مجل�س ال�شعب» الحال ��ي مدحت �ص ��الح الذي قال هايل �إنه «ا�ش ��تاق ج ��دا �إلى م�شاك�س ��ته» على مواقفه؛ حذفت عبارته الرقيقة« :لم القي بر�أ�س ��ي على كتفها ولم �أ�شم رائحة �شعرها» ،و�إهدائه «�أل ��ف قبلة» لها ولزوجاه ول�ص ��غيرهما ج ��والن؛ وبلغت ذروة انعدام الح� ��س والذوق معا حين حذفت ا�ستح�ض ��ار هايل وتحيته �إلى رفاقه� ،سجناء �سوريا و�أبطالها ،واحدا واحدا وباال�س ��م في �س ��جون االحتالل« :تحية اليكـم ،يا عا�صم و�سيطان و�صدقي وب�شر وعبا�س وكميل وكمال و�س ��ميح ووئام و�أمال و�ش ��ام .وعميق التحية الى �أ�س ��رى الجوالن من ابناء قرية الغجر ال�س ��ورية ابو يو�س ��ف �س ��عد قهموز ،واحمد ويو�س ��ف قهموز ،وحاتم وح�سين الخطيب ،ور�ؤوف عي�سى ،وح�سين قهموز ،على �أمل اللقاء بكم قريبا على ار�ض الجوالن المحرر �إن�ش ��اء اهلل» .وحذفت تذكره النبيل لفاقه و�إخوته من الأ�س ��رى غير ال�س ��وريين: «لن ان�س ��ي رفاقي من الأ�س ��رى الفل�س ��طينين وخا�ص ��ة عرب ال ،48والى عميد الأ�سرى اللبنانيين �س ��مير القنطار» .ويختم الأ�س ��ير المحرر« :تحياتي لجميع ا�سرى الحرية في العالم»� .سلمت يا هايل! ً �أما جريدة ت�ش ��رين فتختم الحوار كالتالي« :في النهاية ا�س ��محوا لي �أي�ض� �ا ان �أوجه التحيات لأ�س ��رة جريدة ت�شرين الغراء انطالق ًا من التزاماتها الوطنية والقومية ..بدء ًا برئي�س تحريره ��ا د .خلف الجراد ومرور ًا بمديري و�أمن ��اء التحرير الأعزاء ومحرريها الأخوة الأوفياء ومعهم و�سائل اعالمنا المحلية والتلفزيون ال�سوري» .ثم ختام كل ختام: «وكل الوفاء والوالء واالعتزاز والتقدير �أحمله لقيادتنا ال�سيا�س ��ية الحكيمة وعلى ر�أ�سها قائد الوطن ال�س ��يد الرئي�س ب�ش ��ار الأ�س ��د» .وكانت الجريدة قد و�ضعت على ل�سان هايل ه ��ذه العباراتّ �« : أف�ض ��ل الموت عزيز ًا كريم ًا مرفوع الر�أ�س كح ��ال �أبناء الجوالن و�أبناء �فتاي كلمة خنوع واحدة ..ف�أنا عربي �س ��ورية العروبة� ..س ��ورية الأ�س ��د على �أن تلفظ �ش � ّ �س ��وري ..وهويتي عربية �س ��ورية ..و�أر�ض ��ي منذ الأزل عربية �س ��ورية» .واعتبرت �أن من
حقها �أن تن�س ��ب �إليه ما يلي« :وجه هايل ابو زيد �أول ر�س ��الة �إعالمية من خالل جريدة «ت�ش ��رين» �أك ��د فيه ��ا اعتزازه ورفاقه الأ�س ��رى خل ��ف الق�ض ��بان و�أبناء الج ��والن الوفي بالمواقف القومية والوطنية للقائد المفدى ب�ش ��ار الأ�س ��د الذي ي�ض ��ع الجوالن في �أولى �سلم الأولويات».. طي ��ب .هايل لم يقل ذلك! ربما ن�س ��ي� ،أو ربما ال يحب �أن يق ��ول كالما كهذا .الواقعة ال�صلبة التي ال تقبل الحذف والتالعب �أنه لم يقل هذا الكالم .وحين ين�سب �إلى �شخ�ص كالما لم يقله ف�إن هذا ي�سمى تزويرا �أو كذبا. تبره ��ن «جري ��دة ت�ش ��رين الغراء ب ��دء ًا برئي� ��س تحريره ��ا د .خلف الج ��راد ومرور ًا بمديري و�أمناء التحرير الأعزاء ومحرريها الأخوة الأوفياء» �أن عالقتها بق�ضية الجوالن ال تتفوق في �شيء على عالقتها بالحقيقة .تبرهن كذلك �أنها لفرط ما تحدثت زورا عن الن�ض ��ال والكفاح والبطولة وال�ص ��مود والكرامة والت�ضحية لم تتعرف عليها حين التقت بها فعال ،مج�سدة في �شخ�ص هايل ابو زيد .تبرهن �أنها معنية ب�أر�ضنا المحتلة ال كحياة ملمو�سة لب�شر ملمو�سين ،بل كتجريد بر�سم الدعاية لل�سلطة وتمجيدها .بالمنا�سبة ،اية جدارة �أخالقية ووطنية في �أن تمتدح ال�سلطة ذاتها ورجالها في و�سائل �إعالم تحتكرها هي؟ من وجهة نظر ال�سيا�سة المدنية ،بل المروءة فح�سب ،هذا المديح الذي ال يكل وال
يم ��ل �إهان ��ة للدولة وللحكام ،تمام ��ا كما يهينك �أو يزعجك من يمتدحك في ح�ض ��ورك، وبالخ�صو�ص �إن كان خائفا منك �أو تابعا لك .هذه النرج�سية المطلقة تتعار�ض تعار�ضا تاما مع الغيرية والإيثار الذين �أظهرهما هايل ابو زيد في كلماته ،وقبل ذلك في ت�ضحيته ال�سامية .هل ي�شعر كادر جريدة ت�شرين انه يعبث بق�ضية منا�ضل ق�ضى اكثر من ن�صف عمره �س ��جينا دفاعا عن بلده وحياته مهددة بالخطر ..حين ي�ض ��عها في �س ��ياق تمجيد ال�سلطة والدعاية لها! هل ي�شعر؟ �أم انه ف�ضيحة �إثر ف�ضيحة فقد الح�س وال�شعور؟ يا �إخوان ،لديكم «�ألف �شغلة» لتع�شقوا انف�سكم وتحتفوا بمجدكم! لكن ارفعوا ايديكم عن ت�ضحيات ال�سجناء وال�شهداء ،رجاء! لي�س هكذا تعاملت و�س ��ائل الإعالم الإ�س ��رائيلية مع عزام عزام وهو جا�س ��و�س ولي�س ا�س ��يرا ،ولم يق�ض ع�ش ��رين عاما مثل هايل ،ولم يخرج من ال�سجن في حالة �صحية مثل حالة هايل. هايل �أبو زيد� ...سامحنا! نحن نت�شرف بك وبرفاقك ،واحدا واحدا! يا�سين الحاج �صالح -دم�شق � 1آذار 2005
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
المحرف لللقاء ال�صحفي الذي �أجرته جريدة ت�شرين الن�ص ّ
الأ�سير المحرر هايل �أبو زيد لـ «ت�شرين».. اعتز بعروبتي وانتمائي الوطني وقيادة الرئي�س ب�شار الأ�سد دم�شق � -صحيفة ت�شرين -االثنين � 28شباط � -2005أجرى اللقاء :علي الأعور عبر «االنترنت» حاولت �س ��لطات االحتالل اال�س ��رائيلي طيلة �ستة �آالف وت�س ��عمئة و�ستة و�سبعين يوم ًا النيل من االرادة الوطنية ال�ص ��لبة للأ�سير المحرر هايل ح�سين �أبو زيد م�ستخدمة �شتى اجراءاتها وو�س ��ائلها التع�سفية والالان�س ��انية من قهر وتعذيب وحرمان ..ولكنها ف�شلت ف�ش�ل ً�ا «ذريع ًا» ،وقبل اطالق �س ��راحة ب�أيام قليلة اثبت اال�س ��ير �أبو زيد �أ�ص ��الة االنتماء لوطنه الأم �س ��ورية بعدما رف�ض طلب ًا «�إ�س ��رائيلي ًا» وهو على �سرير المر�ض القاتل داخل زنزانته حيث عر�ض ��ت عليه جنراالت االرهاب االعتذار عن مواقفه الوطنية الم�شروعة �ض ��د المغت�ص ��بين مقابل االفراج عنه ..ولكنه �أجاب بكل عزيمة رغم تمكن «اللوكيميا» م ��ن دم ��ه لدرجة خطرة فقالّ � : أف�ض ��ل الموت عزي ��ز ًا كريم ًا مرفوع الر�أ� ��س كحال �أبناء �شفتاي كلمة خنوع واحدة.. الجوالن و�أبناء �سورية العروبة� ..سورية الأ�سد على �أن تلفظ ّ ف�أنا عربي �سوري ..وهويتي عربية �سورية ..و�أر�ضي منذ الأزل عربية �سورية». «و�أق ��ول لأبناء وطني و�أهلنا في الج ��والن� ..أن معنوياتي كفوالذ �إرادتكم واعدكم ب�أن ق�ضبان ال�سجن �ست�صد�أ قبل �أن ت�صد�أ �إرادتي وعظامي.».. اليوم وبعد �شهر ون�صف من �إطالق �سراحه ..بل تحريره من الأ�سر خرج البطل �أبو زيد من الزنزانة المظلمة والظالمة الى ال�س ��جن الأكب ��ر وهو الجوالن المحتل وفي قلبه ووجدانه �ش ��وق كبير لتقبيل ثرى دم�ش ��ق العروبة وكل بقعة من الوطن الحبيب متنا�س ��ي ًا ال�سجن المتنقل في دمه «اللوكيميا». .وقفت مع رفاقك الأ�سرى ال�شجعان ،وقفة عز و�إباء في قاعة المحكمة ورغم الحجر ال�ص ��حي عليه وظروفه ال�ص ��حية والج�سدية ال�ص ��عبة وجه �أول ر�سالة الإ�سرائيلي��ة ورددعم الن�شيد الوطني ال�سوري ،رد ًا على التهم الموجهة من �إعالمية من خالل جريدة «ت�ش ��رين» �أكد فيها اعتزازه ورفاقه الأ�س ��رى خلف الق�ض ��بان قبل الق�ضاة الجزارين ،كيف ت�صف ذاك اليوم وتلك اللحظة؟ و�أبناء الجوالن الوفي بالمواقف القومية والوطنية للقائد المفدى ب�شار الأ�سد الذي ي�ضع ..لقد مار�س ��نا حقن ��ا المطلق ونحن في قب�ض ��تهم ،في رف�ض االحت�ل�ال ومحاكمه، الجوالن في �أولى �سلم الأولويات.. ورف�ض القانون الغا�صب الذي يحاكموننا بموجبه ،قلنا لهم وعلى مر�أى وم�سمع ق�ضاتهم و�ض ��باطهم وكافة و�س ��ائل الإعالم اال�س ��رائيلية التي جاءت لتحتفل بمحاكمتنا� :إننا لم .ف��ي البداية حدثنا عن دورك الن�ضالي مع رفاقك في حركة المقاومة ول ��ن نكون �إال عرب ًا �س ��وريين ،ولم ول ��ن يمثلنا �إال القانون ال�س ��وري ،ولنفهمهم� ،أننا هنا ال�سري��ة والعلنية �ض��د االحتالل ،ب�شكل عام في انتفا�ض��ة الرابع ع�شر من فوق �أر�ضنا باقون. ً �شباط 1982واال�ضراب المفتوح؟ .معاناتك في زنازين ومعتقالت العدو ،خالل الع�شرين عاما ،كيف كانت؟ ..كان ��ت انتفا�ض ��ة الجماهي ��ر الجوالنية ع ��ام 1982هي الحا�ض ��نة الحية والمولدة � ..إن المعان ��اة في ظروف االحتالل تمتزج بالغ�ض ��ب ،كل ج ��رح يزهر ثورة ،وداخل الحقيقي ��ة ل ��كل ما تالها من �أعم ��ال مقاومة علنية كانت �أم �س ��ريه .وبالتالي ف�إن حركة �أ�س ��وار ال�س ��جون تزداد هذه المعاناة ويزداد معها الغ�ضب� ،إن �س ��لطة ال�سجون القمعية المقاوم ��ة ال�س ��رية كتنظي ��م ع�س ��كري جوالني ،و�ض ��ع ن�ص ��ب عينيه مقاوم ��ة االحتالل امتداد تنفيذي لقوات االحتالل الغا�ش ��م ،وتحاول جهدها �أن تك�سر �إرادة الأ�سير الثائر، بالطرق الكفاحية الم�س ��لحة ،ك�أحد �أرقى ا�شكال الن�ضال �ضد عدو ال يفهم �إال لغة القوة و�إن تنال من �صموده وتلج�أ للح�صول على هدفها الى �أب�شع الطرق.فمث ًال تحاول الت�ضييق المعتمدة ،على �إيقاع اكبر قدر ممكن من الخ�سائر المادية والب�شرية في �صفوفه .وعلى على المعتقل و�أ�س ��رته ،تحاول �إذالله عن طريق ا�ستخدام القوة للتفتي�ش العاري ،ومنعه هذا الأ�س ��ا�س و�ضعت حركة المقاومة ال�سرية على ر�أ�س �س ��لم �أولوياتها هدف الت�صدي م ��ن لقاء �أهل ��ه وزيارتهم ،والعب ��ث الدائم بحاجياته الخا�ص ��ة ،و�أي�ض� � ًا �سيا�س ��ة القتل للقوات الع�س ��كرية اال�سرائيلية المحتلة الموجودة على امتداد الجوالن المحتل ،وتكبيده البط ��يء واالهم ��ال الطبي المتعمد ،الذي كنت �أحد �ض ��حاياه ،كل ذلك بهدف واحد هو خ�سائر معنوية ومادية وج�سدية قدر الإمكان. ك�سر �شموخنا و�إرادتنا ،ان الحديث عن معاناة الأ�سير في �سجون االحتالل اال�سرائيلي، كن ��ا مجموعة من ال�ش ��باب الوطن ��ي الذين انجبتهم ه ��ذه االنتفا�ض ��ة المباركة ،لم تحتاج الى �أكثر من اجابة مح�ص ��ورة ب�س� ��ؤال محدد� ،إننا لن ن�س ��تطيع فهم �أ�سباب هذا حب الوطن وع�ش ��قه ،وتقدي�س هذه الع ��ذاب والتعذي ��ب ،والتنكي ��ل �إن لم ن�س ��تطع فه ��م و�إدراك الطبيع ��ة االجرامية لقادة نتجاوز الثامنة ع�ش ��رة من العمر بعد ،ترعرعنا على ّ الأر� ��ض المبارك ��ة التي يدن�س ��ها الجنود الغزاة ،لم نك ��ن جنود ًا� ،أو تابعين لميلي�ش ��يات «�إ�س ��رائيل» ،فالحقد والكراهية ،وتدري�س احدث فنون التعذيب النف�س ��ي والج�سدي ،في ع�س ��كرية مدرب ��ة ،و�إنما �أبناء لفالحي ��ن ومزارعين ،جبلتهم ار�ض ��نا ،فجبلوها بعرقهم دورات خ�ص�ص ��ت لذلك ،هي و�س ��يلة من الو�س ��ائل التي تنفذ لغاية اليوم بحق الأ�س ��رى ودمهم وكبريائهم الوطني الأ�صيل. والمعتقلي ��ن في �س ��جون االحتالل اال�س ��رائيلي ،عدا عن �إخ�ض ��اع اال�س ��رى الى تجارب لق ��د كان دوري في هذا ال�س ��ياق جزء ًا مكم ًال ومتوا�ص�ل ً�ا م ��ع دور الرفاق الآخرين ،طبية وعالجية ،وتخ�ص ��ي�ص حلقات درا�س ��ية لطواقم الهند�سة الب�شرية داخل ال�سجون لتحقيق الهدف المن�ش ��ود .حيث قمنا باال�س ��تيالء على مخازن ا�سلحة وذخيرة ع�سكرية لإجراء التجارب والبحوث على الإن�س ��ان داخل المعتقالت �إ�ض ��افة الى التقليل من �شان متنوع ��ة ،كان ��ت موجودة ف ��ي مالجئ تابع ��ة للم�س ��تعمرات اال�س ��رائيلية ف ��ي الجوالن ،الإن�سان واهانته ،و�إذالله ،وجعله مجرد كم مهمل على �شعبه ومجتمعه ،هذه االنتهاكات
ا�س ��تخدمنا ه ��ذه الأ�س ��لحة والمعدات الع�س ��كرية ،بعدة عمليات ن�ض ��الية ،ا�ض ��افة الى عملي ��ات نوعية اخرى ،نجحن ��ا فيها من اختراق مواقع ع�س ��كرية تابعة لجي�ش االحتالل اال�س ��رائيلي ،حي ��ث نزعنا حقول الألغام الأر�ض ��ية من محيطها المطل والم�ش ��رف على بيوتنا وقرانا وخا�ص ��ة في منطقة «تل الريحان» داخل مجدل �ش ��م�س ،وا�س ��تخدمنا هذه الألغ ��ام في عملياتنا اي�ض� � ًا ،فقمنا بزرعها ،وتركيب عب ��وات متفجرة �أخرى الى جانبها على الطرق الع�سكرية ،على امتداد مناطق خط وقف �إطالق النار ،ونفذنا عملية تفجير كبرى في �أحد المخازن الع�س ��كرية اال�س ��رائيلية في الجوالن المحتل ،حيث احتوى هذا المخ ��زن عل ��ى قذائف دبابات بلغت حوالي 1400قذيفة ،لقد �ش� � ّكلت عملية تفجير هذا المخ ��زن الواقع ق ��رب قرية بقعاثا في منطقة «بئر الحديد» قلق� � ًا بالغ ًا ،وهلع ًا كبير ًا في �صفوف قوات الجي�ش الإ�سرائيلية ،و�أجهزة اال�ستخبارات الع�سكرية ،وتفجير عدة �آليات وم�صفحات ع�سكرية وجدت في المكان الذي احترق ودمر تمام ًا ،و�ساهمت مع عدد �آخر من رفاقي في المقاومة ال�سرية ،في عدة عمليات ا�ستهدفت المجال�س المحلية العميلة، واعوان �سلطة االحتالل ،هذا باال�ضافة الى العديد من الن�شاطات الن�ضالية الجماهيرية التي �شملت رفع العلم ال�سوري وتوزيع المنا�شير والبيانات المنددة باالحتالل.
التي تجاوزت كل ال�ش ��رائع والقوانين والمعاهدات ،هي اليوم ا�س ��ا�س لمعركة ال�ص ��مود والبقاء والتحدي بين مديرية ال�سجون بمختلف طواقمها وبين الحركة الوطنية الأ�سيرة بمختل ��ف تنظيماتها �أ�س ��راها داخل ال�س ��جون والمعتقالت الإ�س ��رائيلية ،ه ��ذه الحركة الوطني ��ة االعتقالي ��ة �أثبتت وتثبت كل يوم� ،أنه ��ا على قدر كبير من ال�ص ��مود والكبرياء والبطولة الفردية والجماعية في معارك الإرادة داخل زنازين و�سجون االحتالل..
وطني ًا عربي ًا �س ��وري ًا ،حركة المقاومة ال�س ��رية ،بعد مرحلة االعتق ��ال ،وكان هذا الإطار العربي ال�س ��وري جزء ًا مكم ًال لل�س ��احات الن�ض ��الية العربية داخل المعتقالت وال�سجون اال�س ��رائيلية ،فحرك ��ة المقاوم ��ة ال�س ��رية �إطار وطن ��ي يمثل الهوية ال�س ��ورية لل�س ��احة الجوالني ��ة الى جانب الهوية اللبنانية التي تمثلت ب�أ�س ��رى المقاوم ��ة الوطنية اللبنانية، و�أ�س ��رى المقاومة اال�سالمية ،وتمثلت الهوية الفل�سطينية ،عبر ف�صائل منظمة التحرير الفل�س ��طينية ،حيث توحدت ال�س ��احات العربية في الخندق الأمامي في مواجهة مديرية ال�س ��جون ومختلف �أجهزتها ،للحفاظ على الإن�س ��ان الوطني الملتزم ،الذي يتعر�ض الى جرائ ��م وانتهاكات خطرة بحقه وكيان ��ه وكرامته داخل هذه المعتقالت ،وقد تج�س ��دت هذه ال�س ��احات في بوتقة ن�ض ��الية واحدة موحدة �ض ��د �إدارة ال�س ��جون .ونحن ك�أ�س ��رى جوالن عرب �سوريين جمعنا الهم الوطني ،فقد كنا جميع ًا ومعنا الرفيق مدحت ال�صالح �شركاء في الن�ضال من �أجل كرامة وحرية جوالننا.
.كيف تلقيت نب�أ وفاة والدك داخل ال�سجن؟ ..ان وف ��اة وال ��دي كان ��ت �أكبر جرح يدمين ��ي ،و�أنا في الأ�س ��ر �أن �أ�س ��مع من عدوي تل ��ك الكلم ��ات التي مازلت �أح� ��س بثقلها في �ص ��دري ،تلك الكلمات التي رف�ض ��ت دائم ًا �أن �أ�ص ��دقها �أو تمنيت �أن ال �أ�ص ��دقها ،كانت �صدمة موجعة و�ش ��عرت للحظة طويلة جد ًا بالبرد والفراغ ،لم ينت�شلني من هذا ال�ضيق �إال �إ�صراري على �أال �أترك لعدوي فر�صة �أن يراني انهار �أو ي�ش ��مت من �ض ��عفي �أمام فقداني لأقد�س �إن�سان .كان �أبي المحب الحنون في النهاية ا�سمحوا لي �أي�ض ًا ان �أوجه التحيات لأ�سرة جريدة ت�شرين الغراء انطالقاً وال�ص ��ديق الوفي حين �سرقه الغياب ،خ�س ��ر الجوالن رمز ًا منا�ض ًال وثائر ًا ،وخ�سرت �أنا م ��ن التزاماته ��ا الوطني ��ة والقومية ..ب ��دء ًا برئي�س تحريره ��ا د .خلف الج ��راد ومرور ًا ظهري الذي كنت ا�ستند عليه ،ولم �أتمكن من �أن �أقول له اخر كلمات الوداع. بمدي ��ري و�أمن ��اء التحرير الأع ��زاء ومحرريها الأخ ��وة الأوفياء ومعهم و�س ��ائل اعالمنا .الأ�سي��ر مدح��ت ال�صالح ،رفيق دربك في الن�ض��ال ،وزميلك في الزنزانة المحلية والتلفزيون ال�سوري. لفت��رة طويل��ة ،حبذا لو تحدثنا ع��ن دوركما في تعزي��ز الموقف الن�ضالي وكل الوف ��اء وال ��والء واالعت ��زاز والتقدير �أحمل ��ه لقيادتنا ال�سيا�س ��ية الحكيمة وعلى لأ�سرى الجوالن واخوانكم �أ�سرى لبنان وفل�سطين؟ ..لقد �ش� � ّكل �أ�س ��رى الجوالن العرب ال�س ��وريون داخل ال�سجون اال�س ��رائيلية� ،إطار ًا ر�أ�سها قائد الوطن ال�سيد الرئي�س ب�شار الأ�سد.
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الن�ص الحرفي لللقاء ال�صحفي الذي �أجرته جريدة ت�شرين
تلقينا ر�سالة من الأ�سير المـحـرر هــايل �أبو زيـد يطلـب مـنـا فيهـا مـا يلي: االخوة والأخوات االعزاء في موقع الجوالن� ،أر�سل اليك��م هذا اللقاء ال�صحفي ،بن�ص��ه الأ�صلي ،ولي�س كما ورد على �صفحات جريدة ت�شرين في عددها الذي يحمل تاري��خ .2005\02\28وهن��ا �أ�سج��ل ا�ستغراب��ي وا�ستنكاري ال�شديد لكل �إ�ضافة وحذف وتعديل �أجري بالنياب��ة عني ،ودون موافقتي ،في الن�ص الذي ن�شر في جريدة ت�شرين في عددها المذكور.
اللقاء ال�صحفي الذي �أجرته جريدة ت�شرين ،مع الأ�سير المحرر هايل �أبو زيد عبر االنترنت. اجرى اللقاء :اال�ستاذ ال�صحفي علي االعور .
فيما يلي ن�ص اللقاء الحرفي : بي ��ن الجوالن ودم�ش ��ق م�س ��افات ،م�س ��افات طويل ��ة تخت�ص ��رها الآم ��ال والأحالم والتطلعات ،بعد خروجي من المعتقل الإ�س ��رائيلي ،وعودتي بعد �أ�س ��بوعين من تحرري �إلى م�س ��قط ر�أ�س ��ي ،مرتفعات الجوالن العربية ال�س ��ورية المحتلة،لم يخطر ببالي قط �إنني �س� ��أكتب ومن وراء الأ�س�ل�اك والق�ض ��بان مرة �أخرى ،الخاطب واتوا�صل مع ابناء وطني ،واخوانني في الوطن الحبيب ،وهذه المرة لي�س مع مدحت وهدية الذين �أتحادث معهما هاتفيا لب�ض ��عة دقائق بعد ان تحررت ،ولي�س مع �أعمامي فار�س وا�سعد ابو زيد ، الذي ��ن لم التقيهم ،في حياتي �أبدا ،لكن هذه المرة مع واحد من ابناء الوطن الحبيب، لم التقيه وال اعرفه ولم يجمعني به � ،س ��وى هذا االنتماء الأ�ص ��يل ،وهذا الوجدان الحر الذي ي�ؤجج م�ش ��اعره تجاه اخوته واهله في ار�ض المحتلة ،وهنا ال ي�س ��عني اال ان اقف �ش ��اكرا ومحيي ��ا كل تلك الجه ��ود التي بذله ��ا االخ العزيز على الأعور ،و�أ�س ��رة جريدة ت�شرين على مواقفها والتزاماتها الوطنية تجاه االهل في الأر�ض المحتلة حين ا�ستلمت الأ�س ��ئلة ،وقراتها ل ��م اعرف كيف �س� ��أبد�أ ،ولكنني بد�أت حيث انطلق ��ت اولى الكلمات الم�ستوحاة ،من هذا المجهود الرائع الذي بذله االخ على االعور ،لت�صل جريدة ت�شرين الى الجوالن وي�ص ��ل الجوالن الى كل �سوريا وانحاء الوطن العريق .ف�شكرا لكم ،وعميق التقدي ��ر والمحب ��ة الخي علي االع ��ور على هذه اللفته الكريمة.وكل ال�ش ��كر ومن خالل جريدة ت�ش ��رين الى كافة و�س ��ائل االعالم المحلية والعربية الت ��ي وقفت جانبنا ،وتبنت ق�ض ��يتنا العادل ��ة ،ون�ش ��رت مق ��اال او تقريرا او بيانا ،يك�ش ��ف حجم معاناتنا ،ويف�ض ��ح االنتهاكات الإ�سرائيلية بحق �أ�سرانا في �سجون ومعتقالت االحتالل ال�صهيوني. ال�س�ؤال الأول: الأ�سير هايل ابو زيد ،حبذا لو تطلعنا عن دورك الن�ضالي مع رفاقك في حرك��ة المقاومة ال�سرية والعلنية �ضد االحتالل ،ب�شكل عام في انتفا�ضة الرابع ع�شر من �شباط 1982والإ�ضراب المفتوح؟ كان ��ت انتفا�ض ��ة الجماهي ��ر الجوالنيه ع ��ام 1982هي الحا�ض ��نة الحي ��ة والمولدة الحقيقي ��ة لكل م ��ا تالها من �أعمال مقاومة علنية كانت �أم �س ��ريه .وبالتالي فان حركة
المقاوم ��ة ال�س ��رية كتنظيم ع�س ��كري جوالني ،و�ض ��ع ن�ص ��ب عينيه مقاوم ��ة االحتالل بالطرق الكفاحية الم�سلحة ،ك�أحد ارقي �إ�شكال الن�ضال �ضد عدو ال يفهم �إال لغة القوة المعتمدة ،على �إيقاع اكبر قدر ممكن من الخ�سائر المادية والب�شرية في �صفوفه .وعلى هذا الأ�س ��ا�س و�ض ��عت حركة المقاومة ال�سرية على ر�أ�س �سلم �أولوياتها هدف الت�صدي للقوات الع�سكرية اال�سرائيلية المحتلة المتواجدة على امتداد الجوالن المحتل ،وتكبيده خ�سائر معنوية ومادية وج�سدية قدر الإمكان. كن ��ا مجموع ��ة من ال�ش ��باب الوطني الذي ��ن �أنجبتهم هذه االنتفا�ض ��ة المباركة ،لم نتجاوز الثامنة ع�ش ��رة من العمر بعد ،ترعرنا على حب الوطن وع�ش ��قه ،وتقدي�س هذه االر� ��ض المباركة التي يدن�س ��ها الجنود الغ ��زاة ،لم نكن جنودا ،او تابعين لميلي�ش ��يات ع�س ��كرية مدربة ،وانما �أبن ��اء لفالحين ومزارعين ،جبلتهم ار�ض ��نا ،فجبلوها بعرقهم ودمهم وكبريائهم الوطني اال�صيل . ان كنت �س� ��أتحدث عن الدور ال�شخ�ص ��ي في عمل المقاومة ال�س ��رية �ضد االحتالل، فانن ��ي �س ��ارتكب ظلم ��ا كبيرا بح ��ق رفاق ��ي واالالف من النا� ��س والن�ش ��طاء هنا داخل جوالننا الحبيب ،لكن �سانح�ص ��ر بطبيعة ال�س� ��ؤال واقول :دوري في هذا ال�س ��ياق كان جزءا مكمال ومتوا�ص�ل�ا مع دور الرفاق الآخرين ،لتحقيق الهدف المن�شود .حيث قمنا باال�س ��تيالء على مخازن �أ�سلحه وذخيرة ع�س ��كرية متنوعة،كانت متواجدة في مالجئ تابعة للم�س ��تعمرات اال�س ��رائيلية في الجوالن ،التي بنيت بحيث تحا�صر القرى العربية المتبقية في الجزء المحتل من الجوالن ،ا�ستخدمنا هذه الأ�سلحة والمعدات الع�سكرية في عدة عمليات ن�ض ��الية ،ا�ض ��افة الى عمليات نوعية اخ ��رى ،نجحنا فيها من اختراق مواقع ع�س ��كرية تابع ��ة للجي�ش اال�س ��رائيلي ،حيث نزعن ��ا حقول االلغام االر�ض ��ية من محيطها المطل والم�ش ��رف على بيوتنا وقرانا وخا�ص ��ة في منطقة « تل الريحان» داخل مجدل �ش ��م�س ،وا�س ��تخدمنا هذه الألغام في عملياتنا اي�ض ��ا ،فقمن ��ا بزرعها ،وتركيب عب ��وات متفجرة �أخ ��رى �إلى جانبها على الطرق الع�س ��كرية ،على امت ��داد مناطق خط وقف �إطالق النار ،ونفذنا عملية تفجير كبرى في �أحد المخازن الع�س ��كرية الإ�سرائيلية ف ��ي الج ��والن المحتل ،حي ��ث احتوى هذا المخزن عل ��ى قذائف دباب ��ات بلغت حوالي 1400قذيف ��ة كانت مع ��دة كاحتياطي لدبابات العدو عند ح ��دوث �أي طارئ بين العدو
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد وقواتن ��ا العربية ال�س ��ورية ،لقد �ش ��كلت عملية تفجير ه ��ذا المخزن الواق ��ع قرب قرية بقعاث ��ا في منطق ��ة «بئر الحدي ��د» قلقا بالغا ،وهلعا كبيرا في �ص ��فوف ق ��وات الجي�ش الإ�سرائيلي ،و�أجهزة اال�ستخبارات الع�سكرية ،وتفجير عدة اليات وم�صفحات ع�سكرية تواج ��دت في المكان الذي احترق ودمر تماما .و�س ��اهمت مع ع ��دد اخر من رفاقي في المقاومة ال�سرية ،في عدة عمليات ا�ستهدفت المجال�س المحلية العميلة ،واعوان �سلطة االحتالل ،هذا باال�ضافه �إلى العديد من الن�شاطات الن�ضالية الجماهيرية التي �شملت رفع العلم ال�س ��وري وتوزيع المنا�ش ��ير والبيانات المنددة باالحتالل .وال بد من الإ�شارة �إلى �إن الن�ض ��ال في �ص ��فوف حرك ��ة المقاومه �أل�س ��ريه ي�س ��تند �إلى الجماعي ��ة وتوزيع الأدوار بطريقة تنا�س ��ب كل رفيق وظروفه .كنا نمار�س العمل التنظيمي المنظم �ض ��من قواعد العمل ال�س ��ري ،التي حكمت علينا بالكثير من الم�ص ��اعب والعراقيل ،مع الأخذ بعي ��ن االعتبار العمر الزمني له ��ذه المجموعة الجريئة ،والتجربة الب�س ��يطة في العمل التنظيمي ،لكن ما �س ��بب لنا بع�ض النجاحات هو ذلك الأيمان الرا�سخ بق�ضية الجوالن وعدالتها و�ش ��رعية الكفاح بكل المتاح من و�سائل في �سبيل تحريره ،وعودته �إلى ح�ضن الوطن االم �س ��وريا الخالدة .ولكل رفيق من رفاقنا م�آثره ال�شخ�ص ��ية �ضمن المجموع، الذي �سطر هذا العمل ب�آيات من العز والفخار.
فمثال تحاول الت�ض ��ييق على المعتقل و�أ�س ��رته ،تحاول �إذالله عن طريق ا�ستخدام القوة للتفتي� ��ش العاري ،ومنعه من لق ��اء �أهله وزيارتهم ،والعبث الدائم بحاجياته الخا�ص ��ة، و�أي�ض ��ا �سيا�س ��ة القتل البط ��يء و الإهمال الطب ��ي المتعمد،الذي كنت احد �ض ��حاياه، كل ذلك بهدف واحد هو ك�س ��ر �ش ��موخنا و�إرادتنا .ان الحديث عن معاناة الأ�س ��ير في �س ��جون االحتالل الإ�س ��رائيلي ،تحتاج �إلى اكثر من �إجابة مح�صورة ب�س�ؤال محدد� .إننا لن ن�س ��تطيع فهم �أ�س ��باب هذا الع ��ذاب و التعذيب والتنكيل �إن لم ن�س ��طع فهم و�إدراك الطبيعي ��ة الإجرامية لقادة الدول ��ة العبرية .فالحقد والكراهي ��ة وتدري�س احدث فنون التعذيب النف�س ��ي والج�س ��دي ،في دورات خ�ص�ص ��ت لذلك ،هي و�س ��يلة من الو�س ��ائل التي تنفذ لغاية اليوم بحق الأ�س ��رى والمعتقلين في �س ��جون االحتالل الإ�سرائيلي .عدا عن �إخ�ض ��اع الأ�س ��رى �إلى تجارب طبية وعالجية ،وتخ�صي�ص حلقات درا�سية لطواقم الهند�س ��ة الب�ش ��رية داخ ��ل ال�س ��جون لإج ��راء التجارب والبح ��وث على الإن�س ��ان داخل المعتق�ل�ات� .إ�ض ��افة �إلى التقليل من �ش ��ان الإن�س ��ان واهانته ،و�إذالل ��ه ،وجعله مجرد كم مهمل على �ش ��عبه ومجتمع ��ه .هذه االنتهاكات التي تجاوزت كل ال�ش ��رائع والقوانين والمعاهدات ،هي اليوم �أ�سا�س لمعركة ال�صمود والبقاء والتحدي بين مديرية ال�سجون بمختل ��ف طواقمها وبين الحركة الوطنية الأ�س ��يرة بمختلف تنظيماتها �أ�س ��راها داخل ال�س ��جون والمعتقالت الإ�س ��رائيلية .هذه الحركة الوطنية االعتقالية �أثبتت ،وتثبت كل ي ��وم ،انها عل ��ى قدر كبير من ال�ص ��مود والكبري ��اء والبطولة الفردي ��ة والجماعية ،في معارك الإرادة داخل زنازين و�سجون االحتالل .
ال�س�ؤال الثاني: وقفت مع رفاقك اال�سرى ال�شجعان ،وقفة عز واباء في قاعة المحكمة الإ�سرائيلية ،ورددتم الن�شيد الوطني ال�سوري ،ردا على التهم الموجهة من قبل الق�ضاة الجزارين ،كيف ت�صف ذاك اليوم وتلك اللحظة؟؟ نحن طالب حق ،ول�س ��نا مجرمين .نحن ورثة تاريخ �شعب وح�ضارة مجيدة وعريقة، نعت ��ز ونفخ ��ر بكوننا م ��ن �أبنائه ��ا .وتاري ��خ �س ��وريا ،ومنطقة الج ��والن خا�ص ��ة ،مليئة بال�ص ��فحات المنيرة والم�شرقة ،نحن �أ�ص ��حاب حق ،لق�ضية عادلة ،كيف نقر ونعترف ب�شرعية هذه المحاكم التي ال تمثل �إال قانون �أ�سيادها القتلة الغا�صبين .هذه المحاكم ال تملك �شرعية �أخالقية او قانونية او ان�سانية بمحاكمتنا ،فنحن حاربنا ونحارب قانونهم الباطل فكيف نتعامل ب�ش ��رعيتها .لقد ذكرت �سابقا اننا كنا مجموعة من ال�شباب التي لم تتجاوز الثامنة ع�ش ��ر من العمر بعد ،يعن ��ي غريزتنا ووعينا الوطني ،وهذا االندفاع الثوري في نفو�س ��نا تج�سد برف�ضنا االعتراف ب�شرعية هذه المحاكم ،فوقفنا وقفة تليق بهذا الحمل الذي ورثناه ،و�آمنا به .لقد مار�س ��نا حقنا المطلق ونحن في قب�ض ��تهم ،في رف�ض االحتالل ومحاكمه ،ورف�ض القانون الغا�صب الذي يحاكموننا بموجبه ،قلنا لهم وعلى مر�أي وم�س ��مع ق�ضاتهم و�ضباطهم وكافة و�سائل الإعالم الإ�سرائيلية التي جاءت لتحتف ��ل بمحاكمتن ��ا .اننا ل ��م ولن نكون �إال عربا �س ��وريين ،ولم ولن يمثلن ��ا �إال القانون ال�س ��وري ،ولنفهمه ��م� ،أننا هنا فوق �أر�ض ��نا الباقون .رف�ض ��نا الوقوف لق�ض ��اة محكمه الغا�ص ��بين على امتداد كل الجل�س ��ات ،التي ا�س ��تغرقت اكثر من �س ��تة ا�ش ��هر ،و�أن�شدنا الن�ش ��يد العربي ال�س ��وري في الجل�س ��ة المقررة الق ��رار حكمهم الجائر الغير �ش ��رعي، ت�أكيدا على انتمائنا لما يمثله هذا الن�ش ��يد ،وم ��ا يمثله هذا الموقف الذي عبرنا به انا ورفاقي في قاعة المحكمة اال�سرائيلية .و�أالن عندما �أتذكر تلك اللحظات �أح�س بهامتي وهامة الجوالن ت�س ��مو فوق كل الأ�س�ل�اك لتعانق �سماء �س ��وريا وطننا الحر ال�شامخ .ان رفعة �شان الوطن هو بالأ�سا�س ارتفاع من �شان الفرد ،فمتى حافظنا نحن االفراد على قد�سية هذا االنتماء لهذا الوطن� ،سيعلو ويرتفع وي�سمو هذا الوطن الحبيب.
ال�س�ؤال الرابع: كيف تلقيت نب�أ وفاة والدك داخل ال�سجن؟ واحدة من �أكثر الأفكار المرعبة التي تقلق الأ�س ��ير هي فقدان �أي عزيز خا�ص ��ة وان الأ�س ��ير قد «فقد» ب�شكل �أولي وم�ؤقت �أهله ووطنه و�أ�صدقاءه� .أن وفاة والدي كانت اكبر جرح يدميني و�أنا في الأ�سر� ،أن ا�سمع من عدوي تلك الكلمات التي مازلت �أح�س بثقلها في �صدري ،تلك الكلمات التي رف�ضت دائما �أن �أ�صدقها� ،أو تمنيت �أن ال �أ�صدقها ،كانت �ص ��دمة موجعة و�شعرت للحظة طويلة جدا بالبرد والفراغ .لم ينت�شلني من هذا ال�ضيق �إال �إ�ص ��راري على �أن ال اترك لعدوي فر�ص ��ة �أن يراني انهار �أو ي�ش ��مت من �ضعفي �أمام فقداني لأقد�س �إن�س ��ان .كان �أبي المحب الحنون وال�صديق الوفي حين �سرقه الغياب، خ�س ��ر الجوالن رمزا منا�ض�ل�ا وثائرا ،وخ�س ��رت �أنا ظهري الذي كنت ا�ستند �إليه ،ولم �أتمكن من �أن �أقول له �أخر كلمات الوداع ،لم اقل له كم �س�أفتقده اليوم حين �أعانق �أمي و�أخوتي و�أخواتي وانظر �إليه فال �أجد �إال �صوته البعيد ورائحته التي تمال روحي« .ها قد ع ��دت �إلى البيت يا �أبي ،ولم �أجدك بانتظاري كما وعدتني منذ � 20س ��نة ،فافخر باني ابنك كما افخر ب�أنك �أبي». �س ��يبقى هذ 1الجرح مفتوحا ،كلما �س ��رحت عيناي في جدران المنزل الذي ما زال يفوح برائحة ج�س ��ده ،و�أزقة الح ��ارة ،التي عرفته وجبلته� .س� ��أبقى افتقده ،كلما �أت�أمل عين ��اي والدت ��ي و�أخواتي واخوتي .لقد رف�ض ه�ؤالء الجالدي ��ن ،كل الطلبات التي تقدم بها رفاقي ،من اجل ال�س ��ماح لي ب�إلقاء نظرة الوداع الأخير على ج�س ��ده الطاهر ،لكن عزائي بان والدي فخور بي. لقد انت�صرت ارادتي على عوامل ال�سجن القاهرة وعامل الزمن .هذا االنت�صار ،في انتزاع حريتي �أقدمه �إلى روحه الطاهرة ،هناك حيث ترقد ب�سالم.
ال�س�ؤال الثالث: معانات��ك ف��ي زنازين ومعتق�لات العدو ،خ�لال الع�شرين عام��ا ،حبذا لو تطلعنا عليها؟ �إن المعان ��اة في ظ ��روف االحتالل تمت ��زج بالغ�ض ��ب .كل جرح يزهر ث ��وره .وداخل �أ�س ��وار ال�س ��جون تزداد هذه المعانات ويزداد معها الغ�ضب� .إن �سلطة مديرية ال�سجون القمعي ��ة امت ��داد تنفي ��ذي لقوات االحتالل الغا�ش ��م ،وتح ��اول جهدها �أن تك�س ��ر �إرادة الأ�س ��ير الثائر ،وان تنال من �ص ��موده وتلج�أ للح�ص ��ول على هدفها �إلى �أب�ش ��ع الطرق.
ال�س�ؤال الخام�س: �أ�س��رت �إ�سرائيل � ،شقيقك الأ�صغر حمد ،بماذا ت�صف لنا �شعورك عندما التقيته وراء الق�ضبان ،وكيف تعاملت مع الموقف ؟؟ ا�س ��تطاعت ا�س ��رائيل ،من �س ��جن الج ��والن كله ،وعزل ��ه جغرافيا ع ��ن وطنه االم �س ��وريا ،لكنها لن ت�ستطع حب�س االنتماء والتوا�صل واال�ستمرارية والقناعة .حين علمت ان �آخ ��ى الأ�ص ��غر حمد قد اعتقلته �س ��لطات االحت�ل�ال بتهمة االنتماء ال ��ى المقاومة، �ش ��عرت بتناق�ض اال�شياء والم�ش ��اعر في �أعماقي .حمد �آخى ابن الـ 6اعوام ا�صبح من
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد رجال المقاومة في الجوالن� ،أح�س�س ��ت فج�أة بطول الزمن الذي ق�ض ��يته متنقال داخل المعتقالت الإ�س ��رائيلية ،و�أح�س�ست ببعد الم�سافة بين اعتقالي واعتقال اخي اال�صغر. هكذا ...فج�أة� ...أرى �أخي منت�ص ��با �إمامي حامال ذات الجرح وال�ش ��موخ الذي احمل، تاركا في بيتنا ورائه دمعة اخرى ت�س ��يل على وجه امي ،التي انهكتها �س ��نوات االنتظار وال�ص ��بر 20عاما ،تتنقل من �سجن الى �سجن اخر ،ومن �شارع الى �شارع اخر ،لتراني ولو للمحة ب�ص ��ر خلف الق�ض ��بان .كان اعتقال �أخي يحمل لي تناق�ضا فمن جهة اعرف ان ��ه مثل كل الأ�س ��رى يرف�ض القيد والأ�س ��ر ومكانه الطبيعي خارج هذه الأ�س ��وار ،ومن جهة ثانية� ،إن اعتقاله �سي�ش ��بع في نف�س ��ي عط�ش لقائة والتعرف عليه ،و�س�أتمكن بعد � 18س ��نة �أن �أ�ض ��مه �إلى �ص ��دري� ،أن اقبله واعانقه ،وا�س ��اله عن كل �شئ ،ال �أخفى عنه م�ش ��اعري وعواطفي واو�ض ��اعي ،و�س ��يخبرني عن امي واخوتي واخوات ��ي دون حواجز وق�ضبان وخوف، �سيت�س ��نى ل ��ي التع ��رف اليه عن ق ��رب ،فقد كان عم ��ر �أخي حمد عندم ��ا اعتقلت 6 �س ��نوات كب ��ر دون �أن �أتمكن م ��ن مواكبة �أحالمه و�أفكاره وهمومه� 18 .س ��نه لم �أتمكن مرة واحده �أن �أ�س ��اله عن الأ�ش ��ياء الت ��ي يحبها �أو يكرهها ،لأني ل ��م �أره �إال من خالل �ش ��بك الزيارة ولدقائق قليلة ،في فترات متباع ��دة� .إن اعتقاله كان هما ي�ؤرقني لأني اعرف كم �س ��يتعب وكم �ستتعب �أمي معه «معنا» ،وكان �أي�ضا فخر ًا لي الني �أح�س�ست به ذاتي ورايته رجال ثائرا يمكن �أن يعتمد عليه .
الجوالن ،وخا�صة لحظة ترى فيها منزل والدك ،الذي ترعرعت فيه على حب الوطن والذود عن حماه؟ للحظ ��ات طويل ��ة كنت احب� ��س دموعي ،بعد غياب � 20س ��نه ها �أنا م ��رة �أخرى اعبر فوق تراب الجوالن ال�س ��وري المقد�س .لم �أتمالك نف�س ��ي حين �س ��معت �ص ��وت �أخ�شاب ج�س ��ر بنات يعقوب تهتف تحت عجالت ال�س ��يارة التي كانت تقلني ففا�ضت الدموع من عيون ��ي لأني �ص ��دقت �أخيرا حلم ��ي الذي طال لـ � 20س ��نه وحين التقي ��ت بعيون الآالف الذي ��ن انتظرون ��ي بكيت ثاني ��ة الن رفاقي الذين حلم ��ت معهم �أن نكون �س ��وية في مثل هذه اللحظة لي�س ��وا معي «هل علينا دائما �أن نخت�صر �شيئا من الحلم لنبكي حين يجب �أن نفرح؟ �إلى متى �س ��تظل �ض ��حكتنا مبتورة» ،وفي حالتي فان �ض ��حكتي مبتورة مرتين لغي ��اب رفاق ��ي والني لن �أتمكن من معانق ��ة �أو تقبيل �أي واحد من �أ�ص ��دقائي �أو �أخوتي �أو �أي �إن�س ��ان �أتى فقط ليقول �ش ��يئا ،ب�س ��بب المر�ض الذي �أ�ص ��ابني .ان تكريم االهل ف ��ي الج ��والن ،واحتفالهم بتحرري م ��ن المعتقالت اال�س ��رائيلية ،ه ��و تكريم لظاهرة �سيا�س ��ية وطنية �أخالقية من الدرجة العليا ،تلك الظاهرة التي مثلها المئات من قافلة اال�سرى والمعتقلين منذ �سنوات االحتالل االولى في الجوالن .ان هذا التكريم هو لي�س �شخ�ص ��يا ،بقدر ما ه ��و تكريم لهذه الظاهرة االخالقية ال�س ��امية ،ظاه ��رة االعتقال، وظاهرة المقاومة التي حتما يجب ان تدخل في الوعي الوطني واالجتماعي وال�سيا�س ��ي لكافة ابناء �شعبنا في المحتل من الجوالن وكافة انحاء الوطن ال�سوري الحبيب.
ال�س�ؤال ال�ساد�س: الأ�سي��ر مدح��ت ال�صالح ،رفيق درب��ك في الن�ضال ،وزميل��ك في الزنزانة لفت��رة طويلة ،حبذا ل��و تحدثنا عن دوركما في تعزي��ز الموقف الن�ضالي ال�سرى الجوالن و�إخوانكم �أ�سرى لبنان وفل�سطين؟؟ لقد �ش ��كل �أ�س ��رى الج ��والن العرب ال�س ��وريين داخ ��ل ال�س ��جون الإ�س ��رائيلية �إطارا وطنيا عربيا �س ��وريا -حركة المقاومة ال�س ��رية ،بعد مرحلة االعتقال .وكان هذا الإطار العربي ال�سوري ،جز ًءا مكمال لل�س ��احات الن�ضالية العربية داخل المعتقالت وال�سجون الإ�س ��رائيلية .فحرك ��ة المقاوم ��ة ال�س ��رية �إط ��ار وطني يمثل الهوية ال�س ��ورية لل�س ��احة الجوالني ��ة �إلى جان ��ب الهوية اللبنانية التي تمثلت ب�أ�س ��رى المقاومة الوطنية اللبنانية، وا�سرى المقاومة الإ�سالمية ،وتمثلت الهوية الفل�سطينية ،عبر ف�صائل منظمة التحرير الفل�س ��طينية ،حيث توحدت ال�ساحات العربية في الخندق الأمامي في مواجهة مديرية ال�س ��جون ومختلف �أجهزتها ،للحفاظ على الإن�سان الوطني الملتزم ،الذي يتعر�ض الى جرائ ��م وانتهاكات خطيرة بحقه وكيانه وكرامته داخل هذة المعتقالت .وقد تج�س ��دت هذه ال�س ��احات في بوتقة ن�ض ��الية واحدة موحدة �ض ��د ادارة ال�س ��جون .ونحن ك�أ�سرى ج ��والن عرب �س ��وريين جمعن ��ا الهم الوطن ��ي ،فقد كنا جميع ��ا ومعن ��ا الرفيق مدحت ال�ص ��الح �ش ��ركاء في الن�ض ��ال من اجل كرامة وحرية جوالننا .و�ش ��ركاء في الم�صير والهدف والحلم والآمال والتطلعات ال�شخ�ص ��ية والوطنية والإن�س ��انية .لقد ا ان�ض ��وينا تحت راية المقاومة الم�سلحة ،والن�ضال الجماهيري على ال�ساحة الجوالنية ،وا�شتركنا ف ��ي عدة عمليات للمقاومة ،حتى مرحلة االعتقال ،ثم خ�ض ��نا معارك وجودنا ،الوطني والن�ض ��الي والإن�س ��اني ،عبر رحلة االعتقال الطويلة والأليمة� .إن وجود ع�شرات الرفاق ومئات اال�ص ��دقاء ،الذين ينا�ض ��لون من اجل رفع معاناتك ،والمطالبة باالفراج عنك، وتخفيف وط�أة االعتقال ولد لدينا �ش ��عورا باالمان والراحة ،و�س ��اهم في رفع معنوياتنا على �إننا ل�س ��نا وحدنا في المعركة فهناك الع�ش ��رات والمئات من الرفاق معنا .مدحت ال�ص ��الح �أ�س ��وة بباقي الرق ��اق وع�ش ��رات المئات م ��ن المدافعين عن حقوق الأ�س ��رى والمعتقلين ،هذا يجعلنا نتم�سك ب�أيماننا ،ويخفف من �شدة ال�ضغوطات والعقوبات التي تفر�ضها �إدارة ال�سجون علينا ك�أ�سرى .الرفيق ال�صديق مدحت ال�صالح رفيق لم نعرفه �سوى ثابتا على ايمانه ،ورا�سخا في مواقفه ،التي ا�شتاق جدا الى م�شاك�سته بها كثيرا.
ال�س�ؤال الثامن: عندم��ا و�صلك نب�أ الإفراج عنك ،بماذا �شعرت؟ وهل تحن الى رفاقك في المعتقالت الذين ال يزالون تحت قب�ضة ال�سجان؟ هن ��اك حين تم نقلي �إلى م�ست�ش ��فى رمبام ،بمرافقة حرا�س ال�س ��جن ،لم اكن اعلم ماذا يدور خارج الق�ض ��بان ،بعد �أن ا�س ��تطاع الأهل والرفاق من زيارتي بالم�ست�ش ��فى، علمت منهم انهم �أطلقوا حملة قانونية و�إعالمية للإفراج عني .لم اكن �أتوقع �أن يحدث هذا الأمر ب�سرعة مذهلة ،كنت ا�ستمع �إلى وعوداتهم وتحركاتهم وات�صاالتهم العديدة، لكنني في داخلي كنت على قدر كبير من ال�ش ��ك في ا�س ��تجابة ال�س ��لطات الإ�س ��رائيلية لطل ��ب الإف ��راج عن ��ي ،الذي تق ��دم به محام ��و الدفاع ،وه ��ذا يعود لع�ش ��رات التجارب والحاالت التي رف�ضها الإ�سرائيليون لمعتقلين �آخرين . لك ��ن حين اقتحم غرفة الم�ش ��فى رفيق درب ��ي وزنزانتي ايمن ابو جب ��ل ،وفي عيونه التي �ش ��اخت قبل موعدها غيوم تنتظر لفتة مني لتمطر على ج�س ��دي ووجهي وروحي، كلماته الأولى و�سط دموعه المنهمرة وغير �آبه لوجود ال�سجانين و�أفراد ال�شرطة الذين تفاجئ ��وا م ��ن هذا االقتح ��ام «هايل انت�ص ��رنا� ،أنت حر ،حر»!!! «�ض ��مني �إلى �ص ��دره الداف ��ئ مبلال خ ��دودي بدمعه ،وعلى بعد خطوة واحده وقف ورائه رفيق زنزانتي الآخر كنج ابو �ص ��الح ،ال ��ذي اخفى عينيه عن ناظ ��ري ،ربما لأنه كان يح ��اول �أن يخبئ وراء كفه تعب �س ��نين طويلة ،وربما الن عيوني متعبة لم �أتمكن من ر�ؤية مالمح وجهه ،لكني كنت ا�س ��مع لهفته وهو ي�ش ��هق من فرح غير ملمو�س لي منذ �سنوات ...كان ذلك للحظة ثم بد�أت �أ�ش ��عر بال�ض ��يق ..برغبة �أن ا�صرخ ك�أني ال ا�ص ��دق ,فما زالت �سال�سل القيود تنه� ��ش ي ��دي ورجلي ،وما زال ظل ال�س ��جان �أمام وجهي على بعد هم�س ��ه ي�ص ��غي لهذه ال�ص ��ور ،وهو م�شتت ي�سمع انت�ص ��ارنا في المعركة الق�ض ��ائية التي �شهدتها المحكمة، حيث خا�ض ��ها المحاميان نبيه خنجر ومجد �أبو �ص ��الح ،وهذا ال�س ��جان ال يعرف �شيء عما يدور .و�أنا بد�أت ا�ش ��عر بالغ�ض ��ب �إذا تحررت ،فلماذا ما زالت يدي الحرة مقيدة، ولماذا ال يخرج ال�سجان -الغير مرغوب به -من هذه الغرفة في م�ست�شفى رمبام .لقد �س ��تغرقهم الأمر �أكثر من �أربع �ساعات ،ليت�أكدوا من قادتهم و�إدارة ال�سجون� ،أنني قد تح ��ررت فعال منهم .و�أنا لن �أتحرر من عبء انتظار رفاقي هناك في الأ�س ��ر �إال ر�ؤيتي لهم جميعا هنا معي ،ولكن لن اغفر «لأحد بما فيهم نف�سي «�إن رايتهم ي�صلون �إلى مثل الحالة التي و�صلتها ،وتحررت بموجبها من االعتقال� ،إ�صابتي ب�سرطان الدم� .أقول �إذا ا�س ��تمر ن�س ��يانهم كما هو الآن �أخ�ش ��ى �أن يحررهم المر�ض «�إن ن�سيانهم ال يقل ب�شاعة عن الأ�سر نف�سه.
ال�س�ؤال ال�سابع: بم��اذا ت�صف �شع��ورك و�أن��ت ت�ستقبل ا�ستقب��ال الأبطال من قب��ل �أبناء
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد للم�س ��افة ،ه ��ذه الم ��رة �أ�س ��يرا له ��ذه الأ�س�ل�اك التي ال�س�ؤال التا�سع: تحرمن ��ي م ��ن عناق �أختي و�ض ��مها �إلى �ص ��دري ،هي م��ن ه��و اول �شخ���ص تمني��ت ان تلق��اه ،وت�ضمه التي انتظرتني طويال ولم نلتق بعد� ،أين الحرية �إذا... لحظ��ة اط�لاق �سراح��ك او عودت��ك ال��ى م�سقط كلنا �أ�س ��رى ولكن يعزيني ثقت ��ي ب�أنها هناك في �أجمل را�سك ؟ و�أقد�س ار�ض ،مع �إن�سان عزيز جدا وغالي على قلبي، تمني ��ت �أن �أ�ض ��م �أبي �إلى �ص ��دري ،ولكن ��ي رجعت �إلى يبذل ما ا�ستطاع لي�س ��عدها ومعهما طفل با�سم روحي الج ��والن ولم �أجده ،بحثت عنه كثي ��را في كل تلك الأماكن با�س ��م الجوالن ال ��ذي افديه ب�ش ��بابي كل ��ه� .أقول لك التي اعرف انه يحبها ،بحثت عنه بين �أ�ش ��جار التفاح فلم �أيته ��ا الأخت الحبيبة الغالية �إن الطريق الذي تعبرين �أجد �إال و�ص ��اياه �أن نحب الأر�ض لأنه ��ا تحبنا .رائحته ما عليه �سماءه عالية ،وان ال�ضوء في �آخر الطريق يطلب زالت عالقة في زوايا البيت و�ص ��وته �أي�ضا ،لكني لم �أتمكن من ��ا �أن نتعب كي ي�س ��مع كل من ال ي�س ��مع �ص ��راخاتنا من �ض ��مه ،وحدها �أمي تعو�ض ��ني عن غيابه و�أخوتي �أي�ضا وهم�س ��اتنا و�آهاتنا ودموعنا و�أحالمنا ،ال تي�أ�س ��ي من و�أ�صدقائي لأنهم ي�شبهونه قليال ويحفظون و�صاياه كثيرا. �ص ��متهم ،ال تبك ��ي �أيتها الغالية عل ��ى اغترابنا ،وثقي �أن ��ى �أقد�س خط ��اك و�أدرك كم تتعبين ،وان�ش ��د معك ال�س�ؤال العا�شر: ن�ش ��يد الحري ��ة �إل ��ى �أن تع ��م الحري ��ة ،رفاقن ��ا �أوال، جري��دة ت�شري��ن ن�شرت ع��ن الج��والن المحتل وجوالنن ��ا ،وفل�س ��طيننا ،وعراقنا ،وكل م ��ن يقف في خ�لال الع��ام 2004اكثر من 73مق��اال ،عن ن�ضال وجه الظلم راف�ض ��ا الذل� .أخت ��ي ارغب جدا بتقبيلك �أبن��اء الج��والن ومعاناته��م ،وعن��ك اكث��ر م��ن 7 وعناقك وارغب �أي�ضا �أن �أراك منت�صرة قبلي ،جوالن مقاالت ،م��اذا تقول الدارة الجري��دة والمحررين ال�ص ��غير الذي ال يعرفني بعد ،وال اعرفه �أي�ضا ،علميه الذين يواكبون ن�ض��ال ابناء الجوالن علما انه من كل م ��ا �آمنت به ،و�أمن ب ��ه والدنا ،هذا الفالح القروي واجبهم؟ ال�سوري الأ�صيل ،وكل الأحرار الثائرين ،من فوق هذه ه ��ذه معان ��اة �أخ ��رى ..جميل ��ة وقا�س ��ية 73مق ��ال عن الأ�س�ل�اك التي تك�س ��ر حلمنا ،ابعث لك م ��ع �أول فجر الج ��والن و 7عني تحدي ��دا دون �أن �أتمكن من متابعتها الن لهفتي و�ش ��وقي وغمر �س ��نابل يدلنا �إل ��ى طريق اللقاء االحت�ل�ال يمنع و�ص ��ولها �إلينا .حتى ولو و�ص ��لت فان �إدارة القريب� ،ألف قبلة لك ولمدحت وجوالن ،الذي اعرف ال�س ��جن ال ت�س ��مح بدخولها �إلى المعتقل لأنهم يخافون من ن�س ��ج هذه العالقة الثقافية كم �سي�ش ��بهك وي�ش ��به مدحت وي�ش ��بهني وي�ش ��به و�ص ��ايا �أبي .لك منى دعواتي بالخير بيننا .هم يعتقدون �إنهم قادرين على حرماننا من التوا�ص ��ل مع �أهلنا و�ش ��عبنا العربي و�صلواتي بال�صبر ،ومن قلبي اعمق الأمنيات باللقاء القريب على ثرى جوالننا الجريح. ال�س ��وري وين�س ��ون �أن كل �شيء فينا �سوري� :أنفا�س ��نا كلماتنا� ،أفكارنا ،همومنا ،لم ولن تك ��ون �إال عربية �س ��ورية حرة� .إنني ا�ش ��عر بفرح غامر الن �أحد ًا م ��ا زال يذكر الجوالن ال�س�ؤال الثاني ع�شر : ومعان ��ات �أهله الأح ��رار ال�ص ��امدين ،و�أوجه دعوتي للمزيد من هذا الر�ص ��د ل�س ��احة الأخ هايل هل ترغب في توجيه �أي كلمة �أخيرة ؟ الجوالن تعزيزا لمحاربة الن�سيان الذي يجرحنا وتوا�صال مع �أبنائنا و �أهلنا في الوطن، نع ��م �آخ ��ي العزيز ،ارغب ف ��ي توجيه نداء احمل ��ه �أمانة في عنقي� ،إلى �ش ��عبنا والى خا�صة الجيل النا�شئ الذي قد ال ت�سمح له الظروف للتعرف على جزء من وطنه ،يقاوم قيادتن ��ا العربية ال�س ��ورية ،وكافة الم�س� ��ؤولين عن متابعة �ش� ��ؤوننا المحلية في الجوالن االحتالل ال�ص ��هيوني الب�ش ��ع .كل التحية واالحترام والتقدير ل ��كل الأقالم الحرة التي المحت ��ل� ،أ�س ��رانا ه ��م �أمانة في �أعناقن ��ا جميعا ،فه ��م �أولئك الجنود البوا�س ��ل الذين تحارب ال�صمت وتحارب الن�سيان ،وفية لفكرها الحر ومعبرة عن م�ض ��وا �إلى الواجب متى طلبتهم �أر�ض ��نا المباركة ،وهم �أولئك الرجال الذين اخترقوا ال�ض ��مير الحي في هذا الوطن ،تحية لكم في ت�ش ��رين ولكل من يكتب حر�ص ��ا على جدار الخوف وال�ص ��مت ،و�صنعوا ماثرا في البطولة والكبرياء التي �صانها لنا الأجداد رفعة و�شموخ وطننا ،في ت�شرين وفي باقي ال�صحف التي تحمل �أنفا�س الحرية .ولكنني والآباء من ابناء �ش ��عبنا العربي ال�س ��وري العريق .ارغب بتوجيه �أحر التحيات �إلى كافة ومن منطلق االخوة ،ان ت�س ��تثمروا كل الأقالم وكل الطاقات من اجل رفعة الجوالن الن الأ�ص ��وات والأقالم والحناجر التي رافقت وما زالت ترافق معاناة الأ�س ��رى والمعتقلين في ��ه رفعة ل�س ��وريا والعرب جميعا .نحن ن ��درك ان الحرب اليوم �أي�ض ��ا حرب �إعالمية وق�ضية الجوالن ،وتجعله يدخل وعي و�إدراك الأجيال ال�شابة من ابناء �شعبنا .وفي هذا وثقافية وح�ضارية ونحن رواد ح�ضارة عريقة مجبولة بالكبرياء. ال�س ��ياق اح ��ي جهود الأخ ن ��واف الفار�س محاف ��ظ القنيطرة ،على ما بذل ��ه ويبذله من جهود لن�صرة ق�ضية الأ�سرى. ال�س�ؤال الحادي ع�شر: وا�س ��محوا ل ��ي �أن اوج ��ه عمي ��ق التحي ��ات والمحب ��ة وال�ش ��وق ال ��ى رفاقي اال�س ��رى م��اذا تق��ول لأختك هدية المقيم��ة في الوطن ،وزوج��ة الأ�سير ال�سابق والمعتقلي ��ن م ��ن ابناء الجوالن ال�س ��وري المحتل الذي ��ن ما زالوا هناك خلف ق�ض ��بان مدح��ت ال�صال��ح ،والت��ي ال ي�سم��ح له��ا االحت�لال بالذه��اب �إل��ى الجوالن المعتقالت الإ�س ��رائيلية ،وا�سمحوا لي با�ستح�ضارهم جميعا :تحياتي �إليكم في �سجون المحت��ل ،م��ع العلم �إنه��ا كانت طالب��ة في جامع��ة دم�شق ،م��اذا تقول وهي االحتالل ايها الرفاق الأ�ص ��دقاء ،تحية اليك يا عا�صم و�سيطان و�صدقي وب�شر وعبا�س المت�شوقة لك كثيران وماذا تقول البنها جوالن؟ وكميل وكمال و�س ��ميح ووئام و�أمال و�ش ��ام .وعميق التحية الى �أ�سرى الجوالن من ابناء �إن ��ي افتقده ��ا كثيرا ك�أخت و�ص ��ديقة ،اتوق جدا الى معانقتها ،و�ض ��مها ،ف�س ��نوات قرية الغجر ال�س ��ورية ابو يو�س ��ف �سعد قهموز ،واحمد ويو�س ��ف قهموز ،وحاتم وح�سين االعتق ��ال الطويلة �س ��رقت م ��ن وجهها البرئ الكثي ��ر ،اختى ال�ص ��غرى هديية اعرفها الخطيب ،ور�ؤوف عي�سى ،وح�سين قهموز على �آمل اللقاء بكم قريبا على ار�ض الجوالن واعرف انها �ص ��احبة ر�س ��الة مقد�س ��ة في الحياة ،هديه القريبة لي ك�أحالمي وحدها المحرر �إن�ش ��اء اهلل .ولن ان�س ��ي رفاقي من الأ�سرى الفل�س ��طينين وخا�صة عرب ال،48 من �أ�س ��رتي ل ��م �أعانقها بع ��د ..لم القي بر�أ�س ��ي على كتفها ولم �أ�ش ��م رائحة �ش ��عرها والى عميد الأ�سرى اللبنانيين �سمير القنطار .تحياتي لجميع ا�سرى الحرية في العالم. عندما ا�س ��مع �صوتها القادم من وراء هذه الأ�سالك ،ا�شعر ب�ألم وك�أنني ما زلت �أ�سيرا و�شكرا لكم .
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
روح �سيطان الولي بعد � 23س ��نة ق�ضاها في �سجون الإحتالل الإ�سرائيلي ،عاني خاللها مرارات الأ�سر و�آالم �سل�س ��لة من الأمرا�ض (المعدة والمفا�ص ��ل وت�آكل العظام و�أوجاع الظهر ،ف�ض�ل ً�ا عن داء ع�ض ��ال) ،نجمت في الإجمال عن ظروف احتجاز بربرية ،ا�س ��تجابت �سلطات الإحتالل �إلي التقارير الطبية الخطيرة التي قدّمها المحامي مجد كمال ،ف�أفرجت عن الأ�س ��ير ال�سوري الجوالني �سيطان نمر الولي (� 42سنة) ،مخت�صرة بذلك �أربع �سنوات فق ��ط من م� �دّة حكمه .وكان الولي ق ��د اعتُقل يوم ،1985/8/23بتهمة الم�ش ��اركة في ت�أ�س ��ي�س حركة المقاومة �ض� � ّد االحتالل الإ�س ��رائيلي ،وهو من �أبناء بلدة مجدل �شم�س البديعة العريقة ،و�أحد �أبرز الأ�سماء في �صفوة من ال�سوريين الجوالنيين الأ�سري (ب�شر المقت� ،ص ��دقي المقت ،كميل خاطر� ،شام �شم�س ،محمد عبدو �شمالي ،وئام عما�شة، جوالن �أبو خير ،ل�ؤي مرعي ،نديم ق�ضماني ،عا�صم الولي ،محمود الخطيب…). و� ْإذ �أه ّنئ ابن بلدي بمالقاة الأهل وال�ص ��حب والح ّرية ،متمني ًا له ال�شفاء والعافية، واثق ًا من �أنّ ت�ض ��حيات �أمثاله لم تذهب هدر ًا ،ولن ّ تكف عن �صناعة الأمثولة ،وتر�سيخ الجوالن ال�س ��ليب في �ص ��ميم الوجدان الوطني ال�س ��وري؛ ف�إني ل�س ��ت علي الثقة ذاتها م ��ن �أنّ النظام ال ��ذي يحكم بلدنا �س ��وف يحفظ القيم ��ة ال�سيا�س ��ية والأخالقية لهذه الإن�س ��حاب منها وت�سليمها �إلي ال�سيادة ال�س ��ورية .وقد يجهل الكثيرون �أنّ �أبناء القنيطرة الت�ض ��حيات ،حين �س ��يفاو�ضّ ،ثم يقبل ،ما �ستعر�ض ��ه عليه الدولة العبرية من � ٍ أرا�ض في ممنوعون من زيارتها ،لأ�سباب �أمنية وع�سكرية كما ُيقال ،وز ّوارها الوحيدون كانوا �ضيوف ً إلي � ا تمام الج ��والن .والأرجح �أنّ بلدات وقري وينابيع ومزارع وب�س ��اتين الج ��والن لن تعود �سورية الر�سميين العرب والأجانب ،الذين كان النظام ي�ستطيب ا�صطحابهم �إلي المدينة يحب المح�سنين! �أهل الجوالن الذين كانوا هناك قبل ال�ساد�س من حزيران (يونيو) ،1967حتي �إذا رفرف ال�شهيدة لكي ي�شهدوا علي البربرية الإ�سرائيلية ،ولكي يتب ّرعوا ،واهلل ّ العلم ال�س ��وري في ما �س ��تطلق عليه �آلة �إعالم النظام �ص ��فة الأرا�ض ��ي المح� � ّررة .وهذا الق ��ري الأخري التي �أعادتها الدولة العبرية �إلي �س ��ورية بموجب اتفاقية �سع�س ��ع ،مثل الإفترا�ض الأليم ينه�ض علي حقيقة ب�س ��يطة قا�س ��ية تقول �إنّ الجوالن �س ��وف يكون �إقليم ًا الرفي ��د و خ ��ان �أرنب ��ة و نبع الف ّوار و مزرعة بي ��ت جان ،ال تقطنها اليوم �س ��وي �أعداد من منزوع ال�سالح ومنزوع الحياة في �آن مع ًا :م�ساحات من الـ ،No Man’s Landمقفرة ال�س ّكان تُقدّر �أحيان ًا بالمئات ولي�س بالآالف .وفي ظ ّل غياب �أيّ برنامج لإعادة �إعمار قري �إال من عنا�صر حفظ ومراقبة ال�سالم . الجوالن المح ّررة هذه ،لم يبق �أمام ع�ش ��رات الآالف من النازحين �سوي خيار الإ�ستيطان الجوالن إدارة � في ال�سوريالية المعجزات �به � ش ي� ما وللمرء ،في هذا ال�ص ��دد� ،أن يتخ ّيل (نع ��م ،وال منا�ص من ا�س ��تخدام هذه المفردة!) في ّ مخيمات ومدن �ص ��فيح علي هوام�ش ً ما بعد �أيّ �إتفاقية �سالم �سورية ـ �إ�سرائيلية ،ك�أنْ ت�صير الأر�ض �سورية دون �أن تعود تماما العا�ص ��مة ال�س ��ورية .ولق ��د م ّر زمن كانت فيه �أحي ��اء كاملة ،مثل ب ��رزة و جرمانا ،موطن ًا �إلي ال�س ��يادة ال�س ��ورية؛ و�أن تنتقل مواقع مثل جبل ال�ش ��يخ و ت ّل �أبو الندي و ت ّل الفر�س �إلي للنازحين من الجوالن. �س ��ورية �إ�س ��م ًا فقط ،علي �أنّ تكون تحت التدوي ��ل الأمريكي �أو الياباني �أو الفرن�س ��ي .هذه وفي منا�س ��بة �إطالق �سراح �س ��يطان الولي ،ابن مجدل �شم�س� ،أ�ستعيد حكاية �سبق لي ُد َرر الجوالن ال ّ أهم �س ��تراتيجي ًا ،وبافترا�ض �أنّ �إ�سرائيل �سوف تتنازل عنها تحت �أيّ ثمن� ،أن �س ��ردتها �أواخ ��ر الع ��ام ،1999حين الح �أنّ اتفاقية �س ��ورية ـ �إ�س ��رائيلية تُطبخ علي نار ف�إنّ المع�ض ��لة لن تتوقف عند �إ�صرار الإ�س ��رائيليين علي تحييدها وتجريدها من ال�سالح هادئة ،وقد تن�ض ��ج في �أيّ وقت قريب� ،آنذاك .ففي �أواخر ال�س ��بعينيات ،وبحكم عملي مع وو�ض ��عها في قب�ض ��ة فريق ثالث �ض ��امن وحليف ،بل علي �أن توا�ص ��ل هذه الجبال والتالل الأمم المتحدة حينئذ� ،أتيحت لي فر�ص ��ة ن�صف �شهرية للإطالل علي مجدل �شم�س ،من خدمة الأمن الإ�سرائيلي. خ�ل�ال الطق�س العجي ��ب الذي يدعي لقاء العائالت ،والذي ت�ش ��رف عل ��ي تنظيمه (حتي ،1974 �نة � س � �ع � س �سع� اتفاقية توقيع بعد ، رت ر ح التي �رة، � ط القني ولدين ��ا مث ��ال مدينة ُ ّ اليوم) ق ّوات الف�ص ��ل وال�ص ��ليب الأحمر الدولي .كان �أبناء البلدة المحتلة يحت�شدون علي ً ولكنها بقيت مدينة �أطالل وخرائب و�أ�ش ��باح ،تماما كما تركتها الق ّوات الإ�س ��رائيلية عند �أطرافها ال�س ��فلية ،حاملين مكبرات ال�ص ��وت اليدوية ،فيتحاورون مع �أهلهم المحت�شدين علي اله�ضبة الثانية المواجهة في الأر�ض ال�سورية ،وتختلط المو�ضوعات والأخبار والحكايا والهموم ،ويتح ّول الم�شـــــهد �إل ��ي جوقة �ص ��وتية معقـــــــــدة ال ي�س ��تطيع فرزه ��ا والتقاط المعني بالجملة المنطوقة علي الجانبين. تفا�صيلها �سوي ّ ّ ولكن كان يحدث �أن تتوقف الأ�صوات بغتة ،وتحل محلها �أهزوج ��ة م�ش ��تركة ت�ؤديها الن�س ��اء علي الطريق ��ة الدرزية الفري ��دة .وذات م� � ّرة �س� ��ألني �ض ��ابط نم�س ��اوي ،كان ق ��د ان�ض ��م حديث ًا �إلي ق ّوات الف�صل :لماذا ي�صـــــدرون �أ�صوات الفرح هذه فج�أة ؟ ف�أجبته :كلما ز ّفت �أ�س ��رة الب�شـــري ب�أنّ �أح ��د �أبنائها بلغ �س ��نّ الر�ش ��د ،و�أحرق الهوية الإ�س ��رائيلية ف ��ي احتف ��ال جماعي �أق ��رب �إلي تد�ش ��ين ط ��ور الرجولة . �آنذاك �أطرق ال�ض ��ابط النم�س ��اويّ ،ثم غام ��ر بالتخ ّلي عن الحياد الدبلوما�س ��ي المفرو�ض عليه ،وقال� :أيّ غباء يجعل الإ�سرائيليين يعتقدون �أنّ في و�سعهم تقوي�ض هذه الروح؟ .
�صبحي حديدي
وهو الذي �س ��يروي لنا كيف تدرب على الإقامة الطويلة في ذلك الليل الموح�ش دون �أن يفق ��د الر�ؤي ��ا ت ��اركا للأر� ��ض �أن تجري في دمه ،وال�س ��ماء تمل ��ي عليه كل الكلمات. وهو الطليق في الأبي�ض ملفوفا بالعكوب والزنبق وهواء الجليل ،ال يوجعه الموت المجرة ك�أنه �ص ��فة من �ص ��فات الحياة واللقاءات الدائمة ،ونجمة ظل ��ت تدور في ّ وعادت روحا تحلق ب�أحالم المحرومين والمعذبين ،م�شدودة الى طاقة من الإن�شاد ت�أخذه الى ب�ساتين معلقة فوق الغيوم. �س ��يطان الولي وداعا� ،أيها الأ�س ��ير العري�س الجليلي القادم من �س ��احة �سلطان با�ش ��ا الأطر�ش الى �س ��احة الإ�سراء والمعراج ،علما و�ص ��وتا وناطقا با�سم ال�شهيد والآيات والأ�سرى والمالئكة الم�ص ��لوبين على كتفيك قتلى ومجروحين و�صابرين يدقون في ج�سدك بوابات الحديد. �سيطان الولي وداعا� ،أيها المقتول بالقهر علنا ،وقد �صبرت على حافة القيامة طويال ريثما تنتهي �أن�ش ��ودة ع�سقالن ،ويرحل ال�سجان من وعيك كي ت�شرب الماء من ينابيع الجليل وي�ستريح التاريخ في رئتيك. توفي �س ��يطان نمر الولي يوم الأحد ،2011/4/24عن عمر ناهز الخام�س ��ة والأربعين ،بعد �صراع طويل مع مر�ض ع�ضال �أ�صابه خالل فترة �أ�سره التي امتدت على 22عام ًا. عن موقع القد�س
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد �س -كم �أ�سير من الجوالن المحتل يوجد في �سجون االحتالل الإ�سرائيلي؟؟ ج -وهل يوجد حقا �أ�سرى جوالنيين في �سجون االحتالل؟ ج -كيف يكون هناك �أ�سرى وال يوجد مقاومة في الجوالن؟ ج� -أنا �أعرف عدد المعتقلين ال�سوريين في ال�سجون ال�سورية. ج-الج��والن؟ �أهلها يعي�شون �أف�ضل منا� ،شبابه��ا يدر�سون في دم�شق �شتاء ،ويعملون في �إ�سرائيل �صيفا ،معظم �أهل الجوالن يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية!!! ج�.......... -أنت تعملين مع �شركة “�أريبا” لالت�صاالت؟!!!
�سوريون..و�أ�سرى ...وجوالن
*** كان الن ��داء الذي وجهه مركز الخيام لت�أهيل �ض ��حايا التعذيب م ��ن �أجل �إنقاذ حياة الأ�سير المحرر هايل �أبو زيد �أوائل هذا العام،بداية لإثارة ق�ضية بقيت بعيدة عن دائرة االهتم ��ام �س ��نوات طويلة..م ��ع توجيه هذا النداء ،تنب ��ه كثيرون �إلى وجود �س ��وريين في �س ��جون االحتالل منذ حوالي العقدين ،ده�ش كثيرون لكون النداء موجه لجمع تبرعات لأ�س ��ير محرر من �أجل �إنقاذ حياته المهددة بالخطر ..رغم �أنه من البديهي �أن تتحمل الدولة م�س�ؤولية هكذا ق�ضية ال تحتمل الت�أخير..ومع ذلك فلم ت�أخذ ردود الأفعال �أبعادا �أكث ��ر م ��ن عدة مقاالت م ��ن قبل بع�ض الكت ��اب ال�س ��وريين ،والقيام بعدد من الأن�ش ��طة المتوا�ضعة ك�إر�سال ر�سائل الت�ضامن للأ�سرى.. وفيما �ش ��كل م�ؤخرا عدد من الن�ش ��طاء لجنة لدعم �أ�س ��رى الج ��والن ،انطلقت حملة دعم �أهالي الأ�س ��رى بالتعاون ما بين �ش ��ركة �أريبا لالت�ص ��االت ووزارة العمل وال�ش� ��ؤون االجتماعية ،فيما اعتبره البع�ض بداية ا�س ��تجابة لل�سجاالت التي دارت حول �إهمال هذه الق�ضية على الم�ستويين الر�سمي وال�شعبي.. يوجد حاليا �أحد ع�شر �أ�سيرا بينهم امر�أة ،في �سجون االحتالل� ،أربعة منهم معتقلون من ��ذ ع ��ام 1985والبقية على فت ��رات مختلفة منذ عام 1999وحتى ع ��ام ،2003وتتراوح �سنوات الحكم ما بين �سنتين و 27عاما.. بالإ�ض ��افة �إلى ت�س ��عة معتقلين من قرية الغجر ،تختلف النظرة �إليهم ،ما بين كونهم معتقلي ��ن بتهم ��ة التعاون مع ح ��زب اهلل ،وتزوي ��ده بالمعدات الع�س ��كرية مقاب ��ل تزويد الم�ستوطنين بالمخدرات ،وما بين كونهم اعتقلوا لأ�سباب جنائية ال �أكثر.. عب ��ر عدد م ��ن اللقاءات “االلكترونية” مع بع�ض الن�ش ��طاء والأ�س ��رى المحررين في الجوالن ،حاولنا �إلقاء ال�ض ��وء على ق�ض ��ية وطنية يعتقد �أنها مهمل ��ة بامتياز..متناولين على التوالي المحاور التالية :تعاطي كل من ال�سلطة الر�سمية والمجتمع المدني ال�سوري مع ق�ض ��ية الجوالن و�أ�س ��راه ،م ��دى �إحاطة �أهل الجوالن بالأو�ض ��اع الداخلية ال�س ��ورية، الموقف من مبادرة ابنة الجا�س ��و�س كوهين لتحرير الأ�س ��رى ،بالإ�ض ��افة �إلى جملة من النقاط الأخرى ذات ال�صلة..
الجن�سية غير معروفة!! ي�شاع خط�أ ب�أن معظم �أهالي الجوالن المحتل يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية ،كان من نتائج ذلك �أن ا�ستثني الأ�سرى ال�سوريون من �صفقة تبادل الأ�سرى الأخيرة ،بحجة �أنهم يحملون الجن�س ��ية الإ�سرائيلية..وقد ثار الكثير من اللغط حول هذا المو�ضوع ،ف�إذا كان ال�س ��يد ن�ص ��ر اهلل ال يعلم تماما �أو�ضاع الأ�سرى ال�س ��وريين ،ف�أين دور الحكومة ال�سورية في هذا المو�ضوع... تق ��ول ال�س ��يدة ليلى ال�ص ��فدي(*) ح ��ول ه ��ذه النقطة ”:ربم ��ا تكون ه ��ذه الفكرة الخاطئة لدى العديد من ال�س ��وريين هي خير دليل على �أن ق�ض ��ية الجوالن ق�ضية مغيبة ومن�سية من وعي ال�سوريين ،فلو علم ال�سوريون قليال عن تاريخ الجوالن القريب ،لو كان هن ��اك اهتمام �إعالمي حقيقي ،لعرفوا �أن الإ�ض ��راب الذي قام به �س ��كان الجوالن عام 1982والذي ا�ستمر قرابة �ستة �أ�شهر قد جاء نتيجة لمحاولة ال�سلطة الإ�سرائيلية فر�ض الجن�سية الإ�س ��رائيلية بالقوة على ال�سكان ،وبالتالي فر�ض القوانين المتعلقة على حملة الجن�س ��ية ومن �أخطرها الخدمة الإجبارية في الجي�ش الإ�سرائيلي ،وقد حقق الإ�ضراب �أهدافه الأ�سا�س ��ية ،وما يحمله الجوالنيون الآن ه ��و عبارة عن بطاقة تعريف فقط ُكتب عليها في خانة الجن�س ��ية“ :الجن�س ��ية غير معروفة”!! وهي التي ت�ش ��كل لهم الكثير من المعاناة في معامالتهم ال�شخ�ص ��ية وال�س ��فر خ�صو�صا ،وبالن�س ��بة للإ�سرائيليين ُع ّرف
الجوالنيون على �أنهم “مقيمين م�ؤقتين على �أر�ض �إ�سرائيل”. �إن اعتقاد ال�سوريين واللبنانيين وعلى ر�أ�سهم ال�شيخ “ح�سن ن�صراهلل” الأمين العام لحزب اهلل �أن العرب ال�سوريين في الجوالن يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية هو اكبر �صفعة تلقاها الجوالنيون خالل م�س ��يرة ن�ض ��الهم ،وقد كان لهذه ال�ص ��فعة وقعها الخا�ص على الأ�س ��رى تحديدا ،والذين وهبوا �أجمل �س ��نيهم في �س ��بيل تر�س ��يخ االنتم ��اء ودفاعا عن الحرية ،خا�ص ��ة �أن هذه الحجة �أتت في �س ��ياق التبرير ال�س ��تثنائهم من �ص ��فقة التبادل الأخي ��رة .اذكر الآن كلمة �أتت على ل�س ��ان اح ��د المقربين من الأ�س ��رى حين قال“ :بعد هذه ال�ص ��فقة �ش ��عر الأ�سرى �أنهم بالفعل قد حكموا 27عاما ولكن هذه المرة كان الحكم �ص ��ادرا من دم�شق” .ال يعتب الأهالي هنا كثيرا على ن�صر اهلل فهو بالنهاية غير م�س�ؤول عنهم ،وقد حقق الكثير للبنانيين ،بل يعتقدون �أن المذنب الأ�سا�سي هو الحكومة ال�سورية والت ��ي كان م ��ن المفتر�ض �أن تن�س ��ق مع حزب اهلل في هذه ال�ص ��فقة .البع� ��ض يعتقد �أن ا�س ��تثناء �أ�س ��رى الجوالن من ال�ص ��فقة كان مق�ص ��ود ًا ..البع�ض ال ي�س ��تبعد وجود رائحة طائفية في الطبخة!! ،ربما هناك جهات م�ستفيدة من بقائهم داخل الأ�سر ،من المرجح �أن بع�ض ال�شخ�صيات على م�ستوى �صغار الموظفين في الأمن واال�ستطالع كانوا ي�سرقون من الأموال القليلة التي تحول �إلى الأ�سرى .ومن الم�ؤكد �أن الكبار غير مهتمين”. في الجوالن المحتل� ،أخذ بع�ض الن�ش ��طاء والأ�س ��رى المحررين على عاتقهم ق�ض ��ية �أ�س ��راهم ،وهي في النهاية جهود فردية قيمة لكنها بالت�أكيد غير كافية ،فيما عدا ذلك يوجد لجنة واحدة هناك تهتم بهذه الق�ض ��ية هي لجنة دعم الأ�س ��رى والمعتقلين..تقول ليلى عن فعالية هذه اللجنة“ :هي م�ؤ�س�سة �أهلية ت�شكلت ا�ستمرارا لعمل اللجان ال�سابقة التي قامت بمتابعة الأ�س ��رى منذ 1967وت�ضم �أ�س ��رى محررين و قوى وطنية واجتماعية وت�ش ��كلت في العام 1998وهي تعمل بالتن�س ��يق مع م�ؤ�س�سات فل�س ��طينية ولبنانية و�سورية ودولية مهتمة بق�ضايا حقوق الإن�سان وم�ؤ�س�سات �إ�سرائيلية �أي�ضا� ،أما عن مدى فعاليتها فهي ك�أي م�ؤ�س�س ��ة �أهلية تطوعية في القرية محكومة بمزاجية �أع�ضائها �أ ً وال ،وبمزاجية الأهالي ثانيا ،من الممكن لأمور �شخ�ص ��ية كثيرة �إن ت�شجع هذه اللجنة وفي نف�س الوقت لأ�س ��باب غير مو�ض ��وعية �أن تقل ��ب كل الموازين وينقلب الت�ش ��جيع �إلى معار�ض ��ة وعدم اعتراف ،كل هذه الأمور تعيق فعالية اللجنة وتحددها. من الممكن �أن يعمل مع اللجنة محامي ن�شيط ويوفر الكثير من الخدمات والت�سهيالت للأ�س ��رى �أو �آخ ��ر مهمل ف�ل�ا تعمل ،ولكن يبق ��ى لوجودها �أث ��ر ًا معنوي ًا عل ��ى الأقل لدى الأ�سرى �أنف�سهم”. هذا عن التعاطي مع الق�ض ��ية من داخل الجوالن المحتل�..أما عن ال�س ��لطة ال�س ��ورية والمجتمع المدني حديث الن�ش�أة ،فللحديث �شجون �أخرى.. �صدر القرار من دم�شق...!!.. يقول الأ�س ��ير المحرر يا�س ��ر خنجر “بد�أت ا�صدق تماما ما ي�ص ��دقه كل المواطنين ال�س ��وريين في الكل المحرر من الوطن ال�س ��وري �أن ال حقيقة الدعاء البع�ض �أن الجوالن م ��ا يزال محت�ل�ا .لقد تحرر الجوالن منذ �أكث ��ر من ثالثين عام� .إنها محاولة مك�ش ��وفة للإ�ساءة �إلى القيادة الحكيمة في دم�شق. اعني �أن القيادة ال�س ��ورية ال تقي ��م �أي عالقة مع الجوالنيين في الجوالن المحتل عدا النموذج ال�سيئ “للف�س ��ادين” مما جعلني ا�صدق رواية �أن الجوالن قد تحرر و�أ�س�أل من �أنا �إذن؟ �إذا كانت �ألقيادة ال تراني �إال من خالل الت�صفيق و�أ�صوات بع�ض رجالها الذين ال يهتمون �إال بذواتهم المتخمة ف�أنا حقا ل�ست موجودا واقر بتحرر الجوالن. لقد كان ينبغي �أن ترانا القيادة في دم�ش ��ق م�ش ��روعا ن�ضاليا واجتماعيا وان تملأ كل هذا الفراغ الذي يعي�شه �أبناء الجوالن المحتل ال �أن تترك الجوالن لم�شاريع “اال�سرلة” التي باتت تغل في ال�ش ��باب �أكثر و�أكثر لتزاحم �ص ��راخ المقاومين لي�س الن ال�شباب غير مت�ض ��امن مع �ألحالة الوطنية ولكن لأنه �ص ��ار يفتقد لل�س ��ند وي�ؤرقه ال�س� ��ؤال :لأي �سبب ن�ض ��حي ونقاوم؟ لقد �ش ��وه تجاهل القيادة لهمومنا كل مفاهيم الجيل ال�ش ��اب ،ت�شوهت �صورة �ألمقاومه والت�ضحية .هذا بكل ت�أكيد مبرر غير مقنع لي لأني �أرى الفارق الوا�ضح م ��ا بين “وطن” و”�أ�ش ��خا�ص” حتى وان كانوا في موقع المفاتي ��ح والقرار ولكن الفراغ
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد ال بد �أن ي�ش ��غله حيز ما �إن لم ت�ش ��غله م�ش ��اريع الوطن �ش ��غلته مخططات االحتالل وهذا م�صدر القلق الأ�سا�سي الذي يحثنا على مطالبة القيادة بت�صحيح هذه العالقة. الأ�س ��رى كحالة مميزه ولي�س ��ت وحيده تعر�ض ��ت للإهم ��ال ذاته ولم يت ��م النظر �إلى تميزه ��ا وت ��رك هذا القطاع م ��ن المجتمع دون �أي م�س ��اهمة وال اعني �أب ��دا �أن الإهمال مقت�ص ��ر عل ��ى الجوانب المالي ��ة والتي هي �أخر همنا .اذكر بغ�ص ��ة وحرق ��ة قاتله عدم اهتمام القيادة بمو�ضوع �صفقة التبادل مع حزب اهلل لدرجة �أن احد �أ�صدقائنا الأ�سرى الفل�س ��طينيين قال لنا يومها بنبرة موجعة “ال ب�أ�س �ص ��در قرار جديد من المحكمة في دم�شق �أن تكملوا بقية �أحكامكم” �س�أبكي الأن �صدر القرار من المحكمة في دم�شق ثم �أين الإعالم ال�س ��وري من ق�ضايانا؟! �أال ي�س ��تحق الجوالن و�أ�سراه �ساعة في اليوم في الأ�س ��بوع في ال�ش ��هر؟ ال نريد �إعالمنا مبنيا على ردة الفعل �أي انه ينتظر ا�ست�ش ��هاد هايل �آخر ليتذكرونا ب�ض ��ع دقائق ثم تخطفنا برامج ما زالت تجتر منذ ثالثين �س ��نة �أو خ�صر راق�صة. للتذكر فقط في مقابلة مع معاونة وزير الخارجية ال�س ��يدة بثينه �ش ��عبان تحدثت عن الأ�سرى الفل�س ��طينيين واللبنانيين ولم يخطر ببالها �أن تذكر الأ�سرى ال�سوريين �أ�سرى الج ��والن “ربما خجلت من ��ا لأننا مدعاة للخجل؟” وفي �إحدى مداخالته تحدث �أ�س ��ير لبنان ��ي محرر �ص ��ديق عن الأ�س ��رى وخ�ص بالذكر �أ�س ��رى الجوالن رغ ��م ذلك حافظت ال�س ��يدة معاون ��ة الوزير على خجلها وح َيت فقط �أ�س ��رى لبنان وفل�س ��طين ،هذه العالقة التي توجعنا. هذا ينطبق �أي�ض ��ا على م�ؤ�س�س ��ات المجتمع المدني التي كان ��ت مهملة تماما للجوالن ك�أنه ��ا �س ��لمت باحتكار النظام لهذه العالق ��ة نظرا لما تمثله من جوان ��ب �أمنية .تعاطي
م�ؤ�س�س ��ات المجتمع المدني والمعار�ضة مع ق�ض ��ايانا هي �أي�ضا هام�شيه وال تم�س العمق “نعذرهم” لأننا نعرف ما يتعر�ضون له ورغم ذلك يحاولون االهتمام فنرى على �شبكات االنترنت مثال تميز للمعار�ضة على المواقع �ألر�سمية. عندنا في الجوالن خلط كبير جدا بين الوطن كمفهوم لعالقة ال�س ��كان بالأر�ض وبين الوط ��ن كر�ؤية �سيا�س ��ية ،معظم ال�س ��كان ال يرون الوطن ال�س ��وري �إال م ��ن خالل �أجهزة الحكم ،ف�سوريا هي الرئي�س والم�ؤ�س�سات �ألر�سميه والبقية تتمة �أي �أننا نرى �ألقيادة �أوال ثم بقية تفا�ص ��يل الوطن ،هذا قاد الكثيرين �إلى االعتقاد �أن م�ؤ�س�سات المجتمع المدني وكل �أطي ��اف �ألمعار�ض ��ة هي نقي�ض ل”الوطن” هذه الر�ؤي ��ة عززتها ادعاءات الحكومة �أن المعار�ض ��ين عمالء و�أعداء لم�صلحة �سوريا وحمالت االعتقاالت لبع�ض المعار�ضين وطبعا ال ننكر �أبدا وجود مثل هذه �ألمعار�ض ��ة المتحالفة مع �أعداء �س ��وريا والمحت�ض ��نة من قبل �أمريكا وندينها ب�ش ��كل كامل ونرف�ض ��ها ونرف�ض �أي عالقة معها لأنها �أوال و�آخرا نقي� ��ض النتمائن ��ا وحريتن ��ا وتاريخنا لكن لي�س ��ت �ألمعار�ض ��ة كلها نقي� ��ض للـ”الوطن” وحدهم حلفاء �أعدائنا نتبر�أ منهم. وبتقديري �أن الخلط بين وطن و�سيا�سيين �أو جهاز حكم من �أكثر الأمور التي �أ�ساءت لعالقتنا مع الوطن الن الغالبية ترى ب�ش ��كل وا�ض ��ح التق�ص ��ير والإهمال الر�سمي ف�صار الوطن هو الذي يهملنا وين�س ��انا وال يعتبر وجودنا كحالة ا�س ��تثنائية “وربما ال يب�ص ��رنا �أ�صال” دون تحديد وا�ضح لمن هو المهمل واعني �ألم�ؤ�س�سه �ألحاكمة. يقول ال�شاعر الفل�س ��طيني محمود دروي�ش “يحبونني ميتا ليقولوا لقد كان منا وكان لنا” بتنا ن�شتهي هذا الموت ليقول احد �أننا كنا له وكنا منه ول�سنا “نكرة”. في المو�ضوع نف�سه يقول الأ�سير المحرر �أيمن �أبو جبل(**): “بداي ��ة �س�أ�س ��تهل جواب ��ي على �س� ��ؤالك هذا ،بان الق�ض ��ية الوطنية ال�س ��ورية في
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الج ��والن المحت ��ل التقل �أهمية عن �أي ق�ض ��ايا م�ص ��يرية وا�س ��تراتيجية وطنية �س ��ورية محلي ��ة او عربية اقليميه� ،إن الأر�ض ال�س ��ورية المحتلة ابتلي ��ت بعدة ويالت �أبرزها كان خ�ض ��وعها م ��ن جديد �إلى احت�ل�ال �أجنب ��ي متغطر�س،دخل الأر�ض ال�س ��ورية وهو يحمل م�شروعا �سيا�سيا وا�ستيطانيا واقت�صاديا وا�ضحا تم الإعداد له قبل عدوان حزيران عام 1967ب�س ��نوات كثيرة ،وقد ترجم هذا الم�ش ��روع على ار�ض الواقع حين احتلت �إ�سرائيل الجوالن ،وما زالت متم�سكة فيه ،بعد �أكثر من ثمانية وثالثون عاما على احتالله من اجل تعزيز م�ش ��روعها في ال�سيطرة على الأر�ض وثرواتها ،والتو�س ��ع الجغرافي واال�ستيطان الب�ش ��ري على �أ�سا�س مكانته اال�ستراتيجية بالن�سبة للدولة العبرية “ عيون الدولة “كما يطلق عليه قادة �إ�س ��رائيل الع�س ��كريين .تحاول �إ�سرائيل رغم مرور ثمانية وثالثون عاما على احتاللها للجوالن تهجير من تبقى من �س ��كانه الأ�ص ��ليين البال ��غ عددهم اليوم 20 �ألف ن�سمة� ،أو ب�أ�سو�أ الأحوال تطويعهم وتجنيدهم،و دمجهم بالمجتمع المدني والإداري والق�ض ��ائي واالقت�ص ��ادي الإ�س ��رائيلي ،عن طري ��ق فر�ض الجن�س ��ية الإ�س ��رائيلية على �أبناء الجوالن ،وم�ص ��ادرة �أرا�ضيهم واقتالع �أ�ش ��جارهم ،وربطهم بالعجلة االقت�صادية والثقافية واالجتماعية الإ�سرائيلية. لكن ا�ش ��د الويالت التي عان ��ى منها الجوالن على مدار كل تلك ال�س ��نوات كان غيابه الكامل عن الوعي والإدراك ال�سوري ر�سميا و�شعبيا ،واقت�صار وجوده فقط على ا�ستح�ضار ا�س ��مه و�ص ��مود �أهله في بيانات م�ؤتمرات القمم العربية ،والإ�سالمية واجتماعات وزراء الخارجية العرب ،واالحتفاالت الر�س ��مية ،حتى الم�ؤ�س�سات الثقافية والفنية والإعالمية ال�س ��ورية الر�س ��مية كانت �شريكة لهذا الإهمال والتنا�س ��ي عن الق�ضية الوطنية ال�سورية في الجوالن� ،إن ا�ستح�ضار الجوالن في فترات متباعدة لي�س ذي �ش�أن كبير ومهم .حين نتحدث عن الإن�سان ال�سوري في الجوالن �إن�سانا� ،سطر �أروع مالحم البطولة وال�صمود، في وجه دولة معتدية عاتية ،تتعامل بالحقد والكراهية والعن�صرية والظلم واال�ضطهاد، وم�ص ��ادرة �أدنى حقوق الإن�سان� ،إن�سان كان �ص ��دره عاريا في مواجهة جي�ش االحتالل، وم�ش ��اريع �سيا�س ��ية كب ��رى ،كانت لو تحققت �ست�ش ��كل خط ��را على امن وم�ص ��ير لي�س الجوالن و�سوريا فح�سب و�إنما دول المنطقة جميعها. �أما هايل ح�سين ابو جبل(***).. فيرى �أن” ال�س ��لطة ال�سورية هي �س ��لطتنا الوطنية وهي �ص ��احبة ال�سيادة على ار�ض الجوالن ،وتتعاطى هذه ال�س ��لطة مع ق�ض ��ية الجوالن ب�ش ��يء فيه الكثير من عدم الدراية لما ح�ص ��ل ويح�ص ��ل عندنا ،وان دل ذلك على �ش ��يء ف�إنما يدل على انه ال يوجد توا�صل بين ال�س ��لطتين الأمنية وال�سيا�سية ،اهتمام ال�س ��لطة الأمنية من�صب على” من مع ومن �ضد ،من يحب ومن ال يحب ،ومن موالي لنا ،ولي�س للقطر” لأنهم يعلمون جيدا �أن �أبناء الجوالن مع وطنهم قلبا وقالبا ،ومع الأ�س ��ف ال�شديد ُوجد في الجوالن �أ�شخا�ص بع�ضهم جديد على �س ��احة الن�ضال يت�س ��اوقون مع هذا التفكير والأ�سلوب� .أما ال�سلطة ال�سيا�سية ف�إل ��ى حين لم يكن لديها معرفة �أن هناك الع�ش ��رات بل المئات من �أبناء الجوالن وقفوا �ض ��د االحتالل منذ اليوم الأول ،اعتقلوا و�س ��جنوا بع�ضهم ل�سنوات طويلة وكان ن�ضالهم في مرحلة �ص ��عبة ،كان العدو يومها يح�ص ��ي �أنفا�س الوطنيي ��ن ،بع�ض �أبناء الجوالن ما زالوا في المعتقالت ال�صهيونية حتى يومنا هذا. �أما اهتمام المجتمع المدني والمعار�ضة ،ال اثر لتعاطيها مع ق�ضية الجوالن عامة ،ومع ق�ضية الأ�سرى خا�صة،الن تعاطيها قليل جدا وال يترك الأثر المطلوب عند �أبناء الجوالن المحتل ،قد يعود �س ��بب عدم االهتمام �إلى تهمي�ش واقعنا الن�ض ��الي في و�سائل �إعالمنا الوطنية،واقت�صار ذلك على بع�ض المنا�سبات الوطنية ،التي تقام على خط وقف �إطالق الن ��ار� ،أما باقي الن�ش ��اطات والمنا�س ��بات الوطنية التي تحدث في الج ��والن ،تتجاهلها و�سائل �أعالمنا وخ�صو�صا الف�ض ��ائية ال�سورية،واخت�صار عالقاتها مع �أفراد و�أ�شخا�ص لي�س لهم الت�أثير المطلوب في حركة ال�شارع الن�ضالية في الجوالن المحتل”. �أما ليلى فتقول “ :حيرني ال�س� ��ؤال قلي�ل�ا فحقيقة لم اعرف هل �أبد�أ من يوم الجمعة الما�ضية و�أق َيم هذه “ال�صحوة”� ،أم ابد�أ منذ عام 1967؟ باخت�صار تعاطي ال�سلطة ال�سورية مع ق�ضية الجوالن كان تعاطيا �-إذا �أردنا �أن نهذب
كلماتنا قليال -نقول خجوال جدا. الجوالن كان من�س ��يا حتى عام 1981وهو تاريخ �ض ��م الكني�ست اال�سرائيلية مرتفعات الجوالن وما تاله من �إ�ضراب في عام 82والذي جاء رد ًا على محاولة فر�ض قانون ال�ضم والجن�س ��ية اال�س ��رائيلية على المواطنين ،خالل هذا الإ�ض ��راب وبعده تذكرت ال�س ��لطة ال�س ��ورية �أن هناك جوالن ًا محت�ل ً�ا ،وبد�أ الجوالن يظهر على �شا�ش ��ة التلفزيون من وقت لآخر ،ولكنه لم يدخل �إلى بيت المواطن ال�س ��وري و�ض ��ميره� ،أنا كنت في �سوريا في هذه الفترة (وبالمنا�س ��بة �أنا من �ش ��هبا في ال�س ��ويداء)� ،أذكر �أنني تعرفت على الجوالن من خالل �أغاني الفنان �س ��ميح �شقير (والتي ال ي�سمعها �إال قلة من ال�سوريين) ،ال �أذكر �أننا تعلمنا في مدار�س ��نا عن الجوالن ،وال �أقمنا ن�ش ��اط ًا لدعم الجوالن وال �س ��اهمنا في �أية مبادرة نحوه� ،إال الزيارة ال�س ��نوية �إلى موقع عين التينة في عيد الجالء والتي بد�أت في �أوا�س ��ط الثمانينات و�أ�ص ��بحت تقليد ًا �س ��نوي ًا للترفيه والمرح .وربما من ال�صعب �إخفاء الطابع الطائفي لهذا الن�ش ��اط والذي اقت�ص ��ر في غالب الأحيان على الطائفة الدرزية ال �أكثر .وال اعتقد �أنها ال�ص ��دفة التي جعلت الفنان �س ��ميح �ش ��قير وحده من بين مغني �س ��وريا الكثر يغني للجوالن ،حتى العمل ال�س ��ينمائي الوحيد الذي تناول ق�ض ��ية الجوالن كان (درزي ًا) للمخرج غ�سان �شميط ،في حين ا�ستخدم المخرج محمد مل�ص القنيطرة تحدي ��د ًا كبيئة جغرافية مالئمة لعر�ض �س ��يرته الذاتية ،ال �أعل ��م �إن كان يعلم عن وجود قرى �أخرى محتلة لم تحرر بعد. المجتمع المدني ال�سوري ..الأحزاب ،والم�ؤ�س�سات المعار�ضة لم �أ�سمع عنهم �شيئ ًا... �إال ك�أفراد ..واحد �أو اثنين ..ربما ثالثة”.. مع ذلك فليلى وجهت نداء �إلى الن�ش ��طاء ال�س ��وريين في مقالة لها م�ؤخرا ،من �أجل �إعطاء اهتمام �أكبر لق�ضية �أ�سرى الجوالن المحتل: “ ه ��و ن ��داء لل ��ذات قبل كل �ش ��يء ،في مجتمع �ص ��ار التفكير بال�ش� ��أن العام تهمة يحا�س ��ب عليها المواطن �س ��واء كان في الوطن �أو هنا في الجوالن ،كان البد من �إطالق نداء يتجاوز همومنا قليال ويذكرنا قبل غيرنا ب�أهم ق�ضايانا “ق�ضية الأ�سرى”. لي�س المطلوب فقط الم�ساعدة في ق�ضية الأ�سرى ،المطلوب تذكر ق�ضية الجوالن عموم ًا، “الجوالن ق�ضية �أكبر من �أن تترك لنظام من�شغل بذاته” كما قال يا�سين الحاج �صالح. االحتالل قارب العقد الرابع ومثقفوا ونا�ش ��طوا �س ��وريا لم يعرفوا بنا ،ربما من �س ��نة واح ��دة فقط عرفنا البع�ض ،ولك ��ن الكثيرون لم يعرفوا بعد ..رغم اجتهادهم ال�ش ��ديد ج ��دا جدا بق�ص ���ص التاريخ البعي ��د وتخيالته ��م وفانتازياتهم ،....فم ��اذا تريديني �أن اطلب من ن�شطاء ومنظمات لم يقارب اهتمامها حدود المعرفة؟؟! �أقول لن�شطاء �سوريا فقط اعرفونا ...تذكرونا ...و�أنتم �ستحددون �سقف �إمكانياتكم، هذا �إن كان الجوالن ي�ستحق وقفة بنظركم”. وللر�أي الآخر هنا ن�ص ��يب �آي�ض ��ا..يقول الأ�س ��ير المحرر عماد �س ��امي المرعي “�إن العالقة ال�سورية على ال�صعيد الر�سمي �أو ال�شعبي بكل �أطيافه هي عالقة حبل الم�شيمة ما بين الوطن الأم ككل وبين الجوالن كجزء ال يتجز�أ من �سوريا والوطن العربي ...ومما ال �ش ��ك فيه �أن الجوالن كان دائما و�أبدا في �ض ��مير �أبناء �ش ��عبنا العربي ال�سوري ك�أر�ض غالية �س ��لبت منه عام ...1967ومنذ �أن احتل الجوالن وحتى يومنا هذا و�ش ��عبنا ي�س ��عى ال�س ��تعادة الجوالن ،عن طريق الحرب �س ��ابقا �أو عن طريق ال�س ��لم بع ��د م�ؤتمر مدريد. �أما �إذا دخلنا �إلى تفا�ص ��يل العالقة المبا�ش ��رة مع الأهل في الجوالن ومع الأ�سرى ب�شكل خا�ص ،فاني �أرى �أنها ات�س ��مت دائما بالحركة ولكنها �أحيانا كانت بطيئة وغير ملمو�س ��ة بق ��وة ،وللحقيقة فقد ارتبطت بوتيرة التطورات والإحداث الجارية على �ص ��عيد الجوالن المحتل ذاته .فوتيرة هذه الإحداث ونوعيتها عك�س ��ت نف�س ��ها ب�شكل مبا�شر على م�ستوى تفاع ��ل الوطن الأم والجه ��ات والأفراد الذين كلفوا مهمة متابع ��ة ملف الجوالن المحتل وق�ضاياه ..فالعملية هنا هي هرمية وان لم تكن قاعدة الهرم معنية ون�شطة ،ف�أمر متوقع �أن تكون الحركة في قمة الهرم بطيئة �أو جامدة.. ف ��ي الآون ��ة الأخيرة ،وم ��ع حالة التغير والتطوير التي تح�ص ��ل في الوط ��ن الأم والتي عك�س ��ت نف�س ��ها على الأه ��ل بالجوالن وعل ��ى ملف الأ�س ��رى تحديدا� ،أ�ص ��بحت الأبواب مفتوحة �أكثر �أمام المواطنين ال�س ��وريين في الأر�ض المحتلة لتو�ص ��ل �ص ��وتها عاليا �إلى
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الموق ��ع ال�ص ��حيح الذي ي�س ��تطيع االهتم ��ام �أكثر وان يفع ��ل القنوات والآليات الأف�ض ��ل والأفيد لدعم الأهل في الجوالن �إن كان على ال�صعيد الر�سمي �أو ال�شعبي ... وبالطبع لن نن�س ��ى الحدث الجلل با�ست�ش ��هاد عميد الأ�سرى ال�سوريين في المعتقالت ال�صهيونية ،ال�شهيد هايل �أبو زيد الذي �أعطى با�ست�شهاده حافزا اكبر للجهات الم�سئولة عن متابعة �ش� ��ؤون الجوالن لتقديم المزيد من الهمة والن�ش ��اط لما تحتاجه قد�سية هذه الق�ض ��ية من اهتمام والتي قد �س ��بقها �أي�ض ��ا الحكم الجائر على الأ�س ��ير وئام عما�ش ��ه بال�سجن لمده 20عاما”. الداخل ال�سوري في نظر الجوالنيين الحدي ��ث عن ال�ض ��غوط التي تتعر�ض لها المعار�ض ��ة ال�س ��ورية وم�ؤ�س�س ��ات المجتمع المدني الم�ستقلة ،لي�س لتبرير �أي تق�صير في مجال االهتمام بق�ضية الجوالن و�أ�سراه.. لكن هل يعي �سكان الجوالن المحتل ما نقبع فيه من ظروف �سيا�سية و�أمنية واقت�صادية �ضاغطة حد االختناق... ً تقول ليلى“ :عالقة الجوالن بالداخل كانت ب�ش ��كل �أو ب�آخر انعكا�س� �ا لعالقة الداخل به ،ولكن يزيد عليها التعلق العاطفي والذي لي�س من ال�س ��هل التجرد منه وهو الذي كان بمثابة ال�س ��ند المعنوي لل�سكان في ن�ض ��الهم ،فالمواطن في الجوالن مغيب عن تفا�صيل الحياة ال�سيا�س ��ية واالقت�ص ��ادية ،وال يعرف �إال بالعموميات ك�أن يقول مثال�“ :إن الو�ضع االقت�صادي في �سوريا �صعب ،وفر�ص العمل قليلة ،وحرية التعبير معدومة”. �أما فيما يخ�ص متابعة ن�شاط المعار�ضة والمجتمع المدني فاعتقد �أن هذه المفردات جدي ��دة على المواطن ف ��ي الجوالن كما هي جدي ��دة على المواطن في �س ��وريا ،يتابعها بحذر الن االنتقاد والمعار�ضة ارتبطت لوقت طويل بكلمة “العمالة”. يمكنن ��ا الق ��ول �أن متابع ��ة �ش� ��ؤون الداخل اقت�ص ��رت على قل ��ة من المثقفي ��ن ،وهذا االهتمام ات�س ��م �أحيانا بال�سطحية خا�ص ��ة ممن لم تكن لهم تجربة الدرا�سة �أو التواجد في الوطن”. �أما يا�سر خنجر فيرى �أنه “تنعك�س حالة الداخل ال�سوري على النخبة ال�سيا�سية فقط. �أ�ص�ل�ا �إن الو�ض ��ع في الداخل ال�س ��وري لي�س بو�ض ��وح يخول الأهل في الجزء المحتل من التفاعل معه لأنه ال ثقة بما ي�صلنا من ر�ؤى عبر الإعالم ال�سوري .الإعالم ال�سوري يالم�س التفاهة في نقله للأخبار ال�سورية لدرجة �أني ال اذكر متى �سمعت ن�شرة الأخبار �آخر مرة, بالت�أكيد قبل تحرري من المعتقل!! ،ابحث عن ال�ش� ��أن الداخلي في بع�ض مواقع االنترنت التي ال دخل للإعالم الر�سمي بها في محاولة لإيجاد �صيغه فهم للواقع ال�سوري. �ألنخب ��ه الت ��ي تجهد لمتابعة الأحداث في دم�ش ��ق وحده ��ا تت�أثر به ��ذه �ألحاله وطبعا ن�س ��تثني الأحداث البارزة لأنها تفر�ض نف�سها على �ألمنطقه ككل وهنا الفت االنتباه لأن �ضعف الإعالم ي�ؤدي �إلى ا�س ��تغالل الم�ستجدات ال�سيا�سية في ال�شام بالترويج �إلى ر�ؤية تخدم الم�شاريع االحتاللية �أي �إننا نخ�سر كل المعارك الإعالمية لح�ساب االحتالل وفي مقدمة �أ�سباب هذه الخ�سارة الإهمال ال�سوري والتق�صير الر�سمي وال�شعبي. طبعا كل هذا ال يلغي عملنا الم�ستمر وبكل جهد ممكن للت�أكيد على امتدادنا ال�سوري ومحاولة �ص ��د �سيا�سة التجهيل التي تمار�سها م�ؤ�س�س ��ة االحتالل� ،إننا ال نرى �أنف�سنا �إال امتدادا حقيقيا طبيعيا لكافة فئات ال�ش ��عب ال�س ��وري ترابنا الواحد معمد بدمنا الواحد الذي �سال فوق فارتوى التراب من كرامة ال�شهداء �أقد�سنا “. ويرى �أيمن �أبو جبل �أنه “نحن مواطنون عرب �سوريين �أبا عن جدا ،جن�سيتنا العربية ال�س ��ورية تنتق ��ل من الأجداد للآب ��اء للأبناء ،رغم �أننا ال نحمل �أوراق ��ا ثبوتية �أو هويات مدنية �س ��ورية� ،أو جوازات �سفر� ،ص ��ادرة عن وزارة الداخلية ال�سورية ،تثبت ذلك �أمام دوائ ��ر التفتي�ش في المطارات الدولية� ،أو الم�ؤ�س�س ��ات الدولي ��ة المختلفة ،لكن انتماءنا العربي ال�س ��وري ال يخ�ضع لأي �أوراق �أو م�ستندات ،انه مجبول بدماء وت�ضحيات ج�سام. نحن عرب �سوريون ،ولكوننا نعتز بهذه ال�صفة الخالدة ،فانه يهمنا بكل ت�أكيد ما يجري الي ��وم وبالأم�س وفي الغد على ال�س ��احة الداخلية في وطننا الحبي ��ب ،هذا الوطن الذي جبلته دماء �أجدادنا و�آباءنا ،في الدفاع والذود عنه منذ القدم ،حتى يبقى ح�ضنا دافئا ل ��كل �أبنائ ��ه ،لكل فئاته ،لكل طوائفه ،ل ��كل مواطنيه ،عربا و�آ�ش ��وريين و�آرميين و�أكراد.
نحن نتابع ب�شغف وحب و�شوق وقلق كل ما يجري على �ساحتنا الداخلية ،ولي�س الخارجية فق ��ط ،نح ��ن نتطلع �إلى وطنن ��ا كما حلمنا به وكم ��ا �أراد له الأجداد �أن يكون من �ص ��ناع ا�س ��تقالله وحريت ��ه ،وطن الجمي ��ع ،وطن المواطني ��ن كلهم ،وطن يكون ح�ص ��نا ودرعا لل�شعوب الم�ضطهدة ،والتواقة �إلى الحرية والعدل والم�ساواة والديمقراطية فنحن �شعب له تاريخ وح�ضارة عريقة ،يحب الحياة الحرة ،ويحب الموت متى كان الموت طريقا �إلى الحياة� ،ش ��عب متمي ��ز بمجتمعه ومكانته وتركيبته ونف�س ��يته وثقافته ونظرته �إلى الحياة بمختلف جوانبها. �إنني ومن منطلق هذا الع�شق الأزلي لهذا الوطن الحبيب �أقول �أن هناك مكانا يت�سع للجمي ��ع ،لإظه ��ار الحقيق ��ة ال بد �أن يكون هن ��اك اختالفات ف ��ي الآراء ووجهات النظر والبرام ��ج ال�سيا�س ��ية ،واالجتماعية المختلفة ،بعيدا عن �إلغاء الآخر� ،أو تهمي�ش ��ه ،نحن �أقوياء باختالفنا و�ضعفاء في �إجماعنا ،ال وجود للإجماع الوطني واالجتماعي والفكري بي ��ن الب�ش ��ر ،هذه تج ��ارب ال�ش ��عوب �أمامنا ،ما من �ش ��عب حقق هذا الإجم ��اع منذ بدء ت�شكل المجتمعات الإن�سانية ،والإن�سان نف�سه يحمل في ذاته تناق�ضات كثيرة ،فما بالك بمجتم ��ع مدرك ويع ��ي حريته واحتياجات ��ه .يحذوني الأمل �أن نحمل ه ��ذا العبء وهذه الهموم الوطنية الكبرى بم�س�ؤولية ووعي و�إدرك لمواجهة المخاطر الخارجية ،ومخاطر الفقر والبطالة والعوز ،وحاالت االغتراب التي يعي�ش ��ها البع�ض من �أبناء �شعبنا ،الن كل هذا يهدد وجودنا وم�س ��تقبلنا ،ونتطلع �إلى كيفية �أن ي�شعر هذا الإن�سان ال�سوري بالأمان والرخاء واال�س ��تقرار �أكثر فهو فعال ي�س ��تحق �أن نلتفت �إليه والى م�ستقبله ،لن�ضمن بقاء هذا الإن�سان الحر المعطاء”. وم ��ن وجهة نظ ��ر هايل �أن ��ه “ يتعاطى �أبناء الج ��والن ،بكل ما يح ��دث داخل وطنهم وكل م ��ا يحدث يتم تناوله بالنقا�ش والتحليل ،لذلك نعي واقع وحال �ش ��عبنا ،ال�سيا�س ��ي واالقت�ص ��ادي و�أكثرنا يرىان �ش ��عبنا الذي يع�ش ��ق وطنه وي�س ��تعد للت�ض ��حية في �س ��بيله ي�س ��تحق و�ض ��عا اقت�صاديا و�سيا�س ��يا �أف�ض ��ل من القائم حاليا ،يحفظ كرامة المواطن، الذي يطلب منه الت�ضحية بحياته في �سبيل وطنه”. وفي ال�س ��ياق نف�س ��ه يعتبر عماد �أن “الجوالن ح�سا�س ب�شكل مرهف لأي تطور يحدث داخل وطنه� .إن �صرخت في قا�سيون �سي�سمع جبل ال�شيخ وان رميت حجر من عين التينة ف�ستحت�ض ��نه حجارة عين التفاحة وان منخف�ض ��ا في الالذقية �س ��يروي بحبات �أمطاره تف ��اح الج ��والن ،فكيف بالإحداث ال�سيا�س ��ية واالجتماعي ��ة واالقت�ص ��ادية ،فهمنا واحد وم�ص ��يرنا واحد وقلوبنا تنب�ض بذات الحب للوطن ليكون ب�أجمل �ص ��وره و�أف�ضل �أحواله وم ��ن الطبيع ��ي �أي نتابع الأو�ض ��اع الداخلية في وطنن ��ا وهذا �إن دل فيدل على ال�ش ��عور بالم�س� ��ؤولية لدى �أهالي الجوالن وقلقهم الدائم على �ش ��عبهم ودولتهم ورغبتهم بمعرفة �أدق تفا�صيل عن وطنهم الأم... بالن�س ��بة للمعار�ضة فان كانت معار�ضة وطنية و�ص ��ادقة وغيورة على م�صلحة بلدها فهذا �شيء �أما �أن تكون معار�ضة متذيلة للأمريكان وتخدم �أعداء الوطن فهذا �أمر �أخر ونحن في الأر�ض المحتلة تربطنا عالقة روحية خا�صة جدا ومرهفة جدا مع الوطن بكل �أطيافه وتنوعاته الأ�ص ��يلة والمعبرة عن وجدان �ش ��عبنا الحقيقي وتختلف هنا القناعات والمواقف من �ش ��خ�ص �إلى �أخر وهي حالة �ص ��حية ومن الجميل �أن نتعود التعاي�ش معها �شرط �أن تبقى في حدود الثوابت والمواقف الوطنية الملتزمة”. تمخ�ضت ع�شرين �سنة فرك�ضنا... في ظل هذا الجو من الإحباط وخيبة الأمل تجاه التعاطي الر�سمي وال�شعبي مع ق�ضية الجوالن و�أ�س ��راه ،جاءت حملة “ارك�ض من �أجل الجوالن” ك�أول حملة �إعالمية بالتعاون ما بين وزارة العمل وال�ش�ؤون االجتماعية و�شركة �أريبا لالت�صاالت ،لإثارة ق�ضية الأ�سرى ودعمهم..لقيت هذه الخطوة ردات فعل متباينة ،مابين ترحيب و�شجب.. يا�سر خنجر ،يرى في هذه الفعالية“ :محاولة فا�شلة للتكفير عن � 20سنة �إهمال. � 20سنة �إهمال و�شهيد لي� ��س هذا ما انتظرن ��اه .كان من الأجدر �أن يتذكرونا في �ص ��فقة التبادل وان ترك�ض �ألقيادة �إلى حزب اهلل لتذكره بالأ�س ��ير ال�س ��وري المن�سي ،والآن �إن نطلب �شيء هو فقط
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
العمل من اجل �إطالق �س ��راح �أ�س ��رانا ،بتنا ال نرغب ب�ش ��يء �إال الحرية حريتهم �أوال ثم ت�أتي باقي التفا�صيل ،لن نر�ضى ب�أقل من الحرية بعد � 20سنة ن�سيان .كنا نر�ضى بن�شاط كهذا لو انه لم يتوج كل هذا الإهمال .تمخ�ض ��ت � 20س ��نه فرك�ضنا .ال .لي�سمعها الجميع ال لكل �شيء اقل من الحرية. قبل �أ�شهر قليلة كان من الممكن �أن تقنعنا حمالت الت�ضامن �أما الآن وقد بد�أنا ندفع ثمن الإهمال والن�س ��يان من �أعمار رفاقنا الأ�س ��رى ،ال�ش ��هيد هايل هو بال �ش ��ك �ضحية الإهمال وهذا موجع جدا �أن ي�ش ��ترك ال�س ��جان والم�س� ��ؤولون في الوط ��ن بعملية اغتيال واحدة واالثنين نقي�ض .منذ �أن �سبق ال�سيف و�أنا ال �أ�ستطيع �أن �أفكر �إال باحتمال �أن يتابع ال�سبق وال ي�أتي الت�ضامن �إال على �أنقا�ض �أج�سادهم. ال لمحاول ��ة تكمي ��م الأفواه هذه ب�أن نرك�ض ونغفر بالرك�ض كل هذا العمر الم�س ��فوك �إهماال ون�س ��يانا �إما �أن نقدم لهم الحرية �أو �أن ننتظرهم �ش ��هداء ونكفنهم بعلم ال يليق �إال ب�أمثالهم، ثم �إننا ال نريد �أن يتحول الأ�سرى �إلى عبء على المواطن نريد لعالقتنا مع المواطنين ال�س ��وريين �أن تكون عالقة محبة وانتماء لما تمثله حالة الأ�س ��رى من بعد �إن�ساني وطني ثوري ولن نغفر الإهمال �أبدا �إال �إذا توج بحرية الأ�سرى. ال� .إن �أو�ض ��اع عائالت الأ�س ��رى ال تتطلب هذه �أل” �شحذه” �أو�ضاعهم لي�ست ب�أف�ضل ح ��ال ولكن هنالك فارق بين �أل”�ش ��حذه” وتحديدا من المواط ��ن الذي �أنا على ثقة انه بحالة اقت�ص ��ادية �أ�سو�أ من حال �أهالي الأ�س ��رى وبين تبني الم�شاريع التي من �ش�أنها �أن تع ��زز دور الحركة الوطنية� ،إننا نطالب الحكومة بتبني الأ�س ��رى وعائالتهم ال �أن ترمي هذا الحمل على جيوب المواطنين حر�صا منها على عدم اعترا�ض طريق ال�سرقة الذي مثله في ال�سابق بع�ض قيادي جهاز اال�ستطالع ،الأجدر �أن تفر�ض �ألدولة هيبتها وتمار�س دورها تجاه ق�ضاياها ال �أن تزاحم المواطن على ال 50ليرة التي هي من حقه �أوال. �إن عائالت الأ�س ��رى بحالة قلق على م�س ��تقبل �أبنائهم� ،أوال قلق على حياتهم ثم قلق على تفا�ص ��يل معي�ش ��تهم وت�أمينها ،لن تجدي نفعا �أي محاوله لت�أمين هذا الم�ستقبل �إن لم ن�ض ��من عودتهم �أوال ذلك �إننا نرف�ض الآن �أن يتذكر احد معي�ش ��ة الأ�س ��رى وين�س ��ى حياتهم �ألمهددة. الحكومة ال تقدم للعائالت �أي م�ساعدة ،هنالك فقط $100ت�صرف للأ�سرى لت�أمين م�س ��تلزماتهم ال�ض ��رورية داخل المعتقل ،طبعا هذا المبلغ يتعر�ض لل�سرقة! نعم �صدقوا لل�س ��رقة� ،س ��ابقا كان ي�ص ��ل من المبلغ ن�ص ��فه فقط $50وقبل �أكثر من عامين �ص ��در مر�س ��وم رئا�س ��ي بموجبه ي�ص ��رف للأ�س ��رى $200وحتى الآن ال ي�صل �أي�ض ��ا �إال ن�صف ه ��ذا المبلغ .$100هذا المبلغ للأ�س ��رى لي�س لعائالتهم وهو مبلغ زهيد ن�س ��بة لظروف المعي�شة في دولة االحتالل.
تقول ليلى :ح�ض ��رني هنا كالم م�ض ��حك مبكي الم احد الأ�س ��رى عندما علمت بحملة الت�ض ��امن الأخيرة حيث قالت�“ :أي الحمد هلل ياربي انو خبروهون” ال اع ��رف �إذا كان اهتمام الأم بابنها بعد ع�ش ��رين عاما من العذاب والحرمان ومنحه القليل من الحنان �سينفع؟ او �سيكون دليال يثبت عدم �صحة االدعاءات، ف ��ي حي ��ن ل ��م يك ��ن يطلب ط ��وال ه ��ذه ال�س ��نوات �إال االعتراف به وتذكره وموا�ساته في �أ�سو�أ الأحوال ،ومع هذا نبلع الغ�ص ��ة ونقول ع�س ��ى �أن تك ��ون هذه الحملة بداية لن�ش ��اط وفعاليات ال تنتهي �إال بخروج الأ�س ��رى من معتقالتهم. م ��ن المبك ��ر تقيي ��م ه ��ذه الفعالي ��ة لأنها ل ��م تنته بعد وال نعرف مدى ال�ش ��فافية المرافق ��ة لعملية جمع التبرعات وما �إلى هنالك ..هذه نقطة ،النقطة الثانية مع انه من المهم �أن تكون هذه الحملة �ش ��عبية لتحفيز الر�أي العام وتذكير المواطن ال�سوري بق�ضية الأ�سرى ب�ش ��كل خا�ص والجوالن ب�ش ��كل عام ،ولكن من الأهم �أن تكون هنالك خطوات موازية لها وعلى م�ستوى عال من قبل ال�سلطة. نعم الو�ض ��ع المادي لأهالي الأ�سرى بهذا ال�س ��وء ،والحكومة لم تقدم غير القليل من الم�ساعدات المادية لأهالي الأ�سرى. ممكن �أن ننظر �إلى ال�س�ؤال والجواب بهذه ال�سطحية ولكن الأمر �أعمق من ذلك بكثير لأنه لي�س من ال�س ��هل على �أهالي الأ�س ��رى والأ�سرى التكلم وال�شكوى من الو�ضع المادي، وكوني محايدة قليال ا�س ��تطيع التكلم بحرية رغم �أنني �أعلم �أن ق�سم ًا من �أهالي الأ�سرى �سيغ�ض ��بون مني .الو�ضع االقت�صادي لأهالي الأ�س ��رى ولكثير من مواطني الجوالن هذه االيام �ص ��عب ،م�ص ��روف الأ�س ��ير خالل فترة �أ�س ��ره يقع على عاتق �أهله وعليهم تحويل المبالغ الالزمة لهم �ش ��هري ًا ،هذا من جهة ..ومن جهة ثانية وهي الأهم �أن الأ�س ��ير بعد خروجه من المعتقل بعد كل هذه ال�س ��نوات م�ض ��طر الن يبد�أ حياته من ال�ص ��فر ،فعدا عن اال�ستقبال الفرح والدعم المعنوي من الأهالي ال يتلقى الأ�سير �أي دعم �آخر ،ويجب الأخ ��ذ بعي ��ن االعتبار �أن الأ�س ��ير الذي يخرج بع ��د � 12أو � 20أو 27عام ًا من الأ�س ��ر يجد �ص ��عوبة �ش ��ديدة في الت�أقلم وت�أمين العمل وت�أمين لقمة العي�ش ،غالب ًا ما يخرج الأ�س ��ير منهك ًا ويعاني من م�ش ��اكل �ص ��حية� ،إن �أقل م ��ا على وطنه ومجتمعه �أن يقدم له م�س ��كن ًا يليق به و�إن لم يكن فر�صة عمل منا�سبة فمبلغ ًا منا�سب ًا ي�ستطيع �أن يبد�أ به من جديد. ايمن ابو جبل يقول“ :ك�أ�س ��ير �س ��ابق �أم�ضى اثنتي ع�شر عاما من عمره داخل �سجون االحتالل الإ�س ��رائيلي ،وكنا�ش ��ط من داخل الأر�ض ال�س ��ورية المحتلة في الجوالن ،كنت �أتمنى �أن ال يترافق تفعيل ال�ش ��ارع ال�سوري ،والمواطن ال�سوري الب�سيط (،وهذا مطلوب جدا ) ب�أي طلب منه لتقديم العون والم�ساعدة المادية للأ�سير �أو ذويه ،نحن ال نتحدث عن دعم مادي فقط ت�س ��تطيع الحكومة وب�س ��هولة جدا من توفيره وزيادته للأ�سير داخل المعتقل عبر ال�ص ��ليب الأحم ��ر الدولي ،نحن ال نطلب �أن تكون �أ�ش ��كال الدعم فقط في الجانب الإعالمي والمادي والمعنوي ،نحن ال نتوقع �أ�صال �أن تبادر الهيئات االقت�صادية والإعالمية والتجارية�،إلى م�س ��اعدة �سكان الجوالن ماديا من خالل اقتطاع مبلغ ب�سيط جدا من جيبة المواطن ال�سوري ،ربما يكون هو �أحوج �إليها منا ،نحن هنا نطالب ونتمنى ونحل ��م ويحق لن ��ا �أن نحلم بالطبع� ،أن تر�ص ��د الأم ��وال والميزانيات م ��ن كافة الهيئات الحكومي ��ة وال�ش ��عبية والنقابي ��ة والثقافية والريا�ض ��ية والتجارية ،واللج ��ان والجمعيات والمنتديات ال�ش ��عبية ،لتعزيز �ص ��مود الأهل ف ��ي الأر�ض المحتلة عل ��ى اختالف فئاتهم، الأ�س ��رى هم جزء واحد ووا�س ��ع ،والمعلمين هم ج ��زء ،والمزارعين هم ج ��زء ،والعمال والتجار ،والن�ساء ،والأطفال ،والأوقاف الدينية ،والم�ؤ�س�سات القائمة المهنية وال�سيا�سية واالجتماعي ��ة والثقافي ��ة هي جزء ،هذه الأج ��زاء هي الجوالن كله ،وجميعه ��ا تحتاج �إلى الدعم والم�س ��اعدة ،لي�س بم�س ��اعدات تدفع لهم ب�شكل عيني عن طريق ال�صليب الأحمر
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الدول ��ي �أو عن طريق العا�ص ��مة الأردنية عمان �أو بتحويالت بنكية ،لي�س هذا المق�ص ��ود ب�أ�ش ��كال الدع ��م ،نح ��ن نطالب ب�ض ��مان برامج ت�أهيل للأ�س ��رى المحررين من �س ��جون االحتالل البالغ عددهم حوالي � 400 -350أ�سير محرر ام�ضوا فترات مختلفة في ال�سجون اال�سرائيلية تراوحت فترة حكمهم بين ال�سنة و�سبعة وع�شرين �سنة ،عدا عن الآالف من المعتقلي ��ن الذين اعتقلتهم قوات االحتالل ،للتحقيق �أو اعتقاالت �إدارية واقامات جبرية لفترات طويلة .م�س ��اعدات ت�ض ��من لهم لقمة عي�ش حرة كريم ��ة ،لهم ولعائالتهم..وبناء م�ش ��اريع ،تعو�ض العمال والفالحين عن خ�س ��ائرهم �أمام مناف�س ��ة �أرباب العمل والتجار الإ�س ��رائيليين و�إقام ��ة م�ؤ�س�س ��ات تربوية خا�ص ��ة لطالبن ��ا وطالباتنا وريا� ��ض الأطفال، تواجه �سيا�س ��ة “ غ�س ��يل الدماغ” التي تمار�سها الأجهزة الإ�سرائيلية تجاه �أبناءنا ،وبناء جهاز �ص ��حي بكادر جوالني م�ؤهل ،وهوموجود ومتوفر ،يتنقل في العمل بين الم�ؤ�س�س ��ات الإ�سرائيلية وور�ش البناء ،وتخ�صي�ص مراكز ثقافية وتربوية وترفيهية.، نع ��م هناك �إهم ��ال ،نقولها بالفم الملآن ،وبمرارة تكاد تقتلن ��ا ،الوطن هو �أم غالية ومقد�س ��ة علينا ،لكن حين تخت�صر الأم واجبها تجاه �أبناءها بتوفير الطعام فقط ،فان هذا االبن� ،س ��يحمل مرارة في نف�س ��ه ،ونحن �أبناء كنا وما زلنا مخل�صين و�أوفياء لدماء ال�ش ��هداء والعظماء الذين �ص ��نعوا لهذا الوطن عزته ،نحن �أ�صحاب عزة نف�س عالية ،ال نطلب ال�صدقة نطلب الإن�صاف والعدل ،كيف يكون ال�صمود �إذن دون �أن نعزز مقوماته وركائزه ،حتى الآن هذا ال�ص ��مود العملي على ار�ض الواقع كان بف�ض ��ل الإيمان والإرادة وق ��وة الح ��ق والمطلب ،وعمق االنتماء المقد�س لهذا الوط ��ن .لكن هل يكفى ذلك ونحن �أمام تحديات الحياة ،ولقمة العي�ش الحرة الكريمة ،كيف نواجه الإغراءات التي تقدمها �إ�سرائيل لأجيالنا ولمجتمعنا ،وهي كثيرة جدا ،لدرجة �سي�صعب ت�صورها لمن هو بعيد عن الواقع من اجل تفريغه من محتواه ،ودمجه بالقيم الإ�س ��رائيلية ،والأفكار الم�سمومة التي تغزو مجتمعنا في عالم التكنولوجيا واالت�صاالت والعولمة. نعم هناك تق�ص ��ير ،الأنا�ش ��يد والخطاب ��ات والم�ؤتمرات والماراثونات الريا�ض ��ية، والمعار�ض ،وفتح الأ�س ��واق ال�س ��ورية �أمام المنتجات الزراعية ،وتقديم منح درا�سية في جامع ��ات الوطن للطالب ،ولقاء �أبناء الجوالن داخل الوطن ب�أعلى الم�س ��تويات ،كل ذلك مطلوب ،و�ض ��روري جدا ،لكن هل هذا كله يكفي؟؟ هل ه ��ذا كله يلبي الحاجيات الوطنية نج ��رح ب�أحد ،وال نوجه واالجتماعي ��ة للجوالن ،نحن حين نتحدث عن تق�ص ��ير و�إهمال ال ّ الإهانة لأي �إن�س ��ان مهما كان ،وال نحاول الم�س ب�أي �ش ��كل ب�س ��معة ومكانة احد ،لكن من يزعج ��ه كالمنا ال�ص ��ريح والذي قلن ��اه ونقوله اليوم بعالنية وو�ض ��وح ،عليه �أن يبحث عن �أ�سباب انزعاجه من كالمنا هذا .ال�سيد الرئي�س ب�شار الأ�سد قالها وبو�ضوح �أكثر من مرة، علينا �أن ننتقد ،علينا �أن ن�ش ��ير �إلى الأخطاء والتق�ص ��يرات ،علين ��ا �أن نحارب من يعرف ان ��ه على خط�أ ويرف�ض ت�ص ��حيح الخط�أ ،وهذا الخط�أ ما زال متوا�ص�ل�ا ،رغم التوجيهات الجديدة التي �صدرت �أكثر من مرة للهيئات المعنية في معالجة �ش�ؤون الجوالن. �ش ��عبنا في الجوالن ال�س ��وري المحتل ،ومنا�ض ��ليه و�أحراره ،لي�س ��وا مرتزقة ،ولي�سوا م�أجورين ،لدينا عزة نف�س ت�س ��مو وترتفع عن كل �أموال الدنيا ،نعلم �أن هدف التبرعات هو لتعزيز ال�صمود ،لكن لي�س في تقديم الم�ساعدة واقت�صار �أو اخت�صار الدعم لفئات ومجموعات� ،أكانوا �أ�سرى �أو ذوي �أ�سرى �أو معلمين� ،أو مزارعين ،نحن نطالب بواجبات الدولة تجاه مواطنيها ،ونطالب بحقوق م�شروعة لنا ،حقوق �أن يكون لنا م�شاريع وخطط ت�ش ��مل جميع المت�ض ��ررين ،ال اع ��رف بيتا واحد في الجوالن لم يت�ض ��رر اقت�ص ��اديا في الج ��والن� ،أقول هذا لأنه هناك حديث عن تقديم الدولة تعوي�ض ��ات مادية �إلى الأ�س ��رى المحررين الذين اعتقلوا و�س ��جنوا في الج ��والن ،هذه �أمور جيدة ،ومطلوبة جدا ،لكنها �إن افتق ��دت �إلى �أدواته ��ا والياتها وترجماتها العملية المو�ض ��وعية بكل م�س� ��ؤولية ووعي وثقة ف�أنها �س ��تتحول �إلى ق�ض ��ية مدمرة جدا و�س ��ينتج عنها افرازات �سلبية كبيرة على كرامتنا وقد�سية ن�ضالنا والو�ضع ال�صحي للعديد من الأ�سرى يتطلب ر�صد �أموال كبيرة م ��ن اج ��ل” ترميمه “ وهذا حال معظم الأ�س ��رى في الجوالن ،لكن مرة �أخرى �أ�ش ��كال الدع ��م يجب �أن ت�س ��ير وفق برنامج وا�ض ��ح والية عمل وا�ض ��حة،دون الأخذ في االعتبار م�س ��الة ال ��والءات واالنتماءات الفكري ��ة وال�سيا�س ��ية المختلفة ،الن ذلك ال ي�س ��اهم في تعزيز ال�صمود و�إنما ي�ساهم في قتل الروح والإرادة ،والحب والإخال�ص والت�ضحية ،،ما
نطالب به هي تخ�ص ��ي�ص الدعم من اجل اال�ستمرارية والتوا�صل ،بين �شعب يرزح تحت االحت�ل�ال ووطن كامل ،لخلق بدائل وطنية محلية عن الو�ض ��ع القائم في ظل االحتالل، ت�ضمن لكل المت�ضررين حقوقهم وواجباتهم بال�شكل الذي يلبي الم�صلحة الوطنية التي يجب �أن تبقى فوق كل اعتبار واعتبار. �أجماال ال يوجد هناك �أي عائلة من ذوي الأ�سرى بحاجة �إلى �صدقات �أو م�ساعدات ي�س ��اهم فيها المواطن ال�سوري داخل الوطن �أو المواطن ال�سوري في الجوالن،من جيبه الخا�ص� .أو�ضاع ذوي الأ�سرى االقت�صادية لي�ست بهذا التدهور الحاد،لكن هناك هموم في الحياة تنتظر �أبناءهم بعد تحررهم من تامين الم�س ��كن ومكان عمل وم�شروع يعيله ويعيل �أ�س ��رته ليعو�ض ما فقده من �أجمل �سنوات عمره ،وخا�صة عند الحديث عن �أولئك الذي ��ن دخل ��وا فتيانا وخرجوا في �س ��نوات االربعيي ��ن من �أعمارهم .وخا�ص ��ة ان ذوي الأ�س ��رى يتحملون العبء الأكبر ف ��ي توفير الدعم المادي البناءه ��م داخل المعتقالت، وي�س ��اهم المواطن ��ون بين فت ��رة وفترة من خالل جم ��ع التبرعات لتغطي ��ة “ الكانتين” للأ�س ��رى الع ��رب �إجم ��اال ولأ�س ��رى الج ��والن ،ان كان ذلك دع ��م عيني م ��ادي �أم دعم بالألب�سة والغذاء الم�سموح به .وت�ساهم الحكومة ال�سورية في توفير مبلغ 100-50دوالر �شهريا منذ �سنوات ي�ستلمها ال�سجين عبر ال�صليب الأحمر الدولي ،هذا الدعم يجب ان ي�ستمر لي�س من منطلق الحاجة اليه بقدر ما هو الحاجة الى تر�سيخ ال�شعور بان الأ�سرى وذويهم لي�س ��وا وحدهم في المعركة مع االحتالل و�إنما هناك دولة وقيادة و�ش ��عب يقف ورائهم معنويا و�سيا�سيا”. �أم ��ا الأ�س ��ير المحرر هاي ��ل فيقول� ”:إنن ��ي �أقيم ايجابي ��ا كل من يتعاطى مع ق�ض ��ية الجوالن العامة وخا�ص ��ة ق�ض ��ية الأ�سرى� ،ص ��حيح انه يوجد �أالن �إحدى ع�شر �أ�سيرا في معتقالت العدو ،وقد �أم�ضى بع�ضهم ع�شرين عاما ،يعانون الكثير داخل المعتقالت،لكن هن ��اك المئ ��ات من الذي ��ن اعتقلوا وعا�ش ��وا نف�س الم�ص ��ير وبظروف قد تكون �أ�ص ��عب خ�صو�ص ��ا �أولئك الذين اعتقلوا في �أواخر �س ��نوات ال�س ��تينيات و�أوائل ال�س ��بعينيات .ان التاريخ لم يبد�أ من اليوم ،والن�ض ��ال والمقاومة لم لن تنتهي�،أما االهتمام بكل الجوالن، باعتقادي هذا االهتمام هو من واجب ال�سلطة الر�سمية ويجب ان يكون معنويا بالدرجة الأولى ،ولي�س ماديا فقط ،ويجب ان يكون دائم وم�ستمر ولي�س مو�سميا ،لذلك ال ت�ستطيع ال�شركات الخا�صة ،القيام بهذا الدور ب�شكل دائم. لقد لوحظ اهتمام اكثر من قبل ال�سلطة الر�سمية ب�أ�سرى الجوالن بعد ا�ست�شهاد المنا�ضل هايل ح�سين ابو زيد ،وتغطية حدث اال�ست�شهاد ب�شكل كبير من قبل و�سائل الإعالم العربية االخرى بعدها بدا الإعالم ال�سوري يهتم بالجوالن وبالأ�سرى ب�شكل ملحوظ”. لم يفكر �أي منا�ض ��ل م ��ن �أبناء الجوالن قبل ان يقوم بفع ��ل المقاومة بالأمر المادي، وعندما ي�س ��تعد �أي �إن�س ��ان ان يدفع حياته في �س ��بيل الق�ض ��ية الوطنية ال يفكر ،بالعائد الم ��ادي مطلقا.لقد كان ��ت المقاومة في المراحل الأولى بعد االحتالل ت�أخذ �ش ��كل تتبع قوات العدو ور�ص ��د تحركاته ونقل المعلومات المتوفرة الى ال�س ��لطة الوطنية لال�ستفادة منه ��ا ،وتطل ��ب ذل ��ك عبور خط وقف اط�ل�اق النار ذهاب ��ا وايابا عدة م ��رات .متحدين الخط ��ر ،وقد ا�ست�ش ��هد المنا�ض ��ل عزت �ش ��كيب رابو جبل في ليل ��ة ،1973/1/28-/27 عندما تعر�ض الى كمين �ش ��رقي مجدل �ش ��م�س ،وا�ست�ش ��هد المنا�ض ��ل نزيه ابو زيد في تاريخ ،1976/12/27عندما انفجر فيه لغم اثناء عبوره خط وقف اطالق النار وبحوزته معلومات ع�س ��كرية وامنية مهمة ،وا�ست�ش ��هد المنا�ض ��ل فايز محمود في ،1989/11/23 في ا�ش ��تباك مع قوات العدو في جبل ال�ش ��يخ عندما كان يق ��وم بواجبه الوطني المقد�س في نقل معلومات هامة جدا الى الأجهزة االمنية في الوطن ،وا�ست�ش ��هدت غالية فرحات �أثن ��اء تفريق �إحدى المظاهرات التي خرجت �ض ��د االحتالل ف ��ي قرية بقعاثا في تاريخ . 1987/3/8كل تل ��ك الت�ض ��حيات ،من اعتقاالت وا�ض ��طهاد المواطنين ،واال�ست�ش ��هاد قدمت بطيب خاطر الن الوطن �أغلى من كل الت�ضحيات. امابخ�ص ��و�ص الو�ضع االقت�صادي فهو مت�أثر بالو�ضع االقت�صادي العام في ا�سرائيل، فهناك غالء �أ�سعار ،تقابله بطالة كبيرة ،وتدهور في المردود االقت�صادي الأول ،القطاع الزراع ��ي ،الذي يعتبر العماد الأ�سا�س ��ي القت�ص ��اد �أبن ��اء الجوالن ،مع الإ�ش ��ارة �إلى �أن متطلبات المعي�شية اليومية مكلفة عندنا جدا.
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد ويتوج ��ه عماد مرع ��ي �إلى القائمي ��ن على هذه الفعالية بال�ش ��كر فيقول :كل ال�ش ��كر للقائمي ��ن على هذه الفعالية ،فقد �أحرزت نجاح ��ا كبيرا و�أثرت في نفو�س �أبناء الجوالن كافة وذوي الأ�سرى خا�صة لما كان لهذا الم�شهد من روعة وجمال ولقد تزامن الماراتون في دم�ش ��ق مع ماراتون م�ش ��ابه ف ��ي الجوالن تعبيرا وتج�س ��يدا لوحدة الح ��ال بيننا وان فرقتنا حدود م�صطنعة. �إن العالقة مع الوطن ،كما ذكرت �سابقا ،قد ات�سمت ما بين مد وجزر بجمود وبحركة وكان ه ��ذا الأمر مرتبط بت�أثيرات لي�س ��ت فقط محلية على م�س ��توى الجوالن المحتل �أو الداخ ��ل ال�س ��وري ....وهن ��ا �أريد الإ�ش ��ارة �إلى �أن ترتي ��ب وتنظيم الأمور على ال�س ��احة الجوالنية تعك�س نف�سها ايجابيا على التعامل الر�سمي في الوطن مع ق�ضايا الجوالن ... الو�ض ��ع االقت�صادي يختلف من �أ�سرة لأ�سرة .ولكن يجب �أن نو�ضح هنا �أن الأهم من جمع التبرعات الذي يقام من قبل جهات معينة �أو م�ؤ�س�سات ر�سمية و�شعبيه في وطننا، الأه ��م هو البعد المعنوي تعبير للت�ض ��امن مع �أ�س ��رانا في المعتقالت .ل ��م يكن �أبدا من طلب خا�ص من قبل الأ�سرى وذويهم وهذا �أمر طبيعي تت�سم فيه ثقافتنا العربية ،الأهم هو الت�ضامن المعنوي علما �أن حكومتنا ال�سورية تقدم معا�شا �شهريا لكل من يحاكم من قبل العدو ال�صهيوني ي�صل لذويه عبر ال�صليب الأحمر... عظام كوهين�..شايلينها للزنقة!! حول عظام الجا�سو�س الإ�سرائيلي كوهين ،وحيوات الأ�سرى في �سجون االحتالل ،ثار في الفترة الأخيرة لغط كبيرة في ال�س ��احة الجوالنية ،موقع بانيا�س الذي تديره ال�سيدة ليلى ال�صفدي ،يت�ضمن الت�صويت التالي: “ ر�أيك حول مبادلة جثة كوهين بالأ�سرى ال�سوريين”...وحتى �إعداد هذا المو�ضوع، كانت النتائج: 459( %34،88م�صوتين) :هذا من �ش�أن القيادة في الوطن وال يحق لنا التدخل 500( %47،80م�صوتين) :هذا �ش�أننا ويحق لنا التدخل ومحاولة ال�ضغط فيما اعتبرت بقية الأ�صوات “�أن هذا �ش�أن الأ�سرى و�أهاليهم فقط”. تقول ليلى“ :ربما ال�ض ��جة الإعالمي ��ة المحلية وردة الفعل القوي ��ة من بع�ض الجهات هن ��ا في الجوالن على ه ��ذه المبادرة تجعل الحديث عنها �ص ��عب ًا وحذر ًا ،ولكني �س� ��أقول ر�أيي والذي ال ي�س ��تند �إال على �إح�سا�سي ال�شخ�صي ومعرفتي المتوا�ضعة� ،أنا �أرى �أن هذه ال�صفقة منا�س ��بة جد ًا و�أ�ستغرب لماذا لم تتم منذ زمن ،ونحن م�ضطرون لل�س�ؤال لماذا االحتفاظ بهذه العظام والى متى؟!! وهل تعتقد بع�ض الجهات �أن لهذه العظام قيم ًة �أكبر من ذل ��ك بكثير ...تحرير الجوالن مث ًال!!!! �أو ربما “�ش ��ايلينها للزنق ��ة� ”!!....أتمنى �أن ن�سمع جواب ًا على هذه الأ�سئلة من �أحد الم�س�ؤولين ،ربما يكون جوابهم مقنع ًا ..ال �أدري.. ربما .وقد �س�أل ال�شهيد هايل �أبو زيد هذا ال�س�ؤال قبل وفاته وحتى الآن ما من مجيب. ن�ش ��طاء الجوالن منق�سمون حول هذه الق�ض ��ية والتي �أثارت �ضجة كبرى هنا� ..ضجة انتهت �إلى �شبه �إخماد للأ�صوات المطالبة بهذه المقاي�ضة باعتبار �أنها من �ش�أن القيادة في الوطن ال غير”. وي ��رى ايمن ابو جبل �أنه “�أوال ق�ض ��ية الجا�س ��و�س اال�س ��رائيلي “ ايل ��ي كوهين” هذه ق�ض ��ية دولة �إنها ق�ضية �سيا�س ��ية من الدرجة الأولى تخ�ص الحكومة والقيادة ال�سورية، وهي �صاحبة الحق الأوحد في البت بها مع حكومة االحتالل �أو مع �أي جهة دولية �أخرى، بمعنى �أننا في الجوالن المحتل نا�ش ��طين و�أ�س ��رى وذوي �أ�س ��رى �أو م�ؤ�س�س ��ات ولجان ال نمل ��ك ال�ص�ل�احية وال الق ��درة للبت ف ��ي هذا المو�ض ��وع� .إال �أنن ��ا حين نطال ��ب الدولة بممار�س ��ة م�س�ؤولياتها تجاه الأ�سرى ف�إننا نطالب �أوال في ا�ستثمار كل الفر�ص ال�سيا�سية والقانونية والعالقات ال�س ��ورية الدولية من اجل ت�أمين الإفراج عن �أ�س ��رانا من �س ��جون االحت�ل�ال .هن ��اك فر�ص �سيا�س ��ية كثير تم تفويتها م ��ن قبل الأجهزة ال�س ��ورية المعنية �أبرزها �ص ��فقة تحرير الأ�س ��رى بين المقاومة الإ�س�ل�امية ح ��زب اهلل والدولة العبرية، وهناك ق�ضايا الت�س ��ويات الأمريكية ال�سورية الأمريكية ،وعالقات الحكومة ال�سورية مع االتحاد الأوربي ،وهناك م�صر التي لعبت في وقت �سابق دور و�سيط من اجل الإفراج عن �أ�س ��رى فل�سطينيين ،بعد طلب ال�س ��لطة الفل�سطينية منها ذلك� .إ�ضافة �إلى ملف الجنود
الإ�س ��رائيليين في ال�س ��طان يعقوب �أثن ��اء العدوان عل ��ى لبنان ،ملف رون �أراد م�س ��اعد الطيار الإ�سرائيلي ولن اذكر عمليات التبادل ال�سابقة ،والفر�ص الكثيرة التي غيب عنها �أ�سرانا ال�سوريون في المعتقالت منذ �سنوات طويلة. ال نطل ��ب العمل م ��ن اجل انتزاع حرية �أ�س ��رانا ب� ��أي ثمن ،فهم ط�ل�اب حق وحرية، يعون �أنه من اجل الحرية هناك �ضريبة غالية علينا وعليهم،و�إنما انتزاع حريتهم �أ�صبح مطلبا وهما وق�ضية بعد مرور ع�شرين عاما على اعتقالهم في ال�سجون الإ�سرائيلية ،هم لي�س ��وا �ضعفاء �أبدا ،ن�ستمد قوتنا منهم ومن �إرادتهم و�صمودهم .االعتقال في الجوالن هو ظاهرة ن�ض ��الية و�إن�سانية و�أخالقية من الدرجة الأولى ،المطالبة في العمل من اجل انتزاع حريتهم هي ق�ض ��ية ت�ص ��ب في تعزيز ال�ص ��مود ،وتفعيل ذواتنا ،وك�سب حياتهم م ��ن جديد ،لي�س من المعقول �أبدا �أن يبقى �أ�س ��ير مقاوم ع�ش ��رين عاما داخل �س ��جون المحتلين ومن ورائه دولة و�شعب وحكومة فهذا �أمر ي�ستحق ال�شفقة على واقعنا و�أحيانا الخج ��ل .ن�س ��تطيع �إخراجهم من المعتقل وبر�أيي �إن جثة الجا�س ��و�س الإ�س ��رائيلي ورقة �ض ��غط بيد حكومتنا ال�سورية ،مقابل ك�سب حياة وحرية ع�شرات ومئات الأ�سرى العرب وتحريره ��م من �س ��جون االحت�ل�ال� ،إذ انه ال يعيبن ��ي �أن تحررني حكومت ��ي ودولتي من المعتقل وتنتزع حريتي رغم انف المحتلين حتى وان كان المقابل �إعادة رفات جا�س ��و�س اعتدى على �ش ��عبنا وكرامتنا قبل �أكثر من �أربعة و�أربعين عاما ،لأنني مقتنع �أن جثته لن تبقى �إلى الأبد مدفونة في التراب ال�سوري� ،سي�أتي يوم وتعاد جثته �إلى ذويه والى دولته التي ما زالت تطالب به وت�ضغط ب�شتى الو�سائل على الحكومة ال�سورية من اجل �إعادته، فان كانت �ستعاد فلماذا ال تعاد اليوم ويك�سب �أبناءنا و�أ�سرانا العرب من �أبناء فل�سطين عام 1948و�أبناء القد�س و�أ�س ��رى لبنان والأ�سرى ال�سوريين من الجوالن المحتل� ،أولئك الذين ال �أمل بانتزاع حريتهم �إال ب�صفقة �سيا�سية كبرى تجبر �إ�سرائيل على القبول بها،
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد لتجنب جنازة �أخرى وتابوت �أخر ،ومرارة �أخرى من حق �أ�س ��رانا �أن يتمتعوا بالقليل من ما تبقى لهم من �سنوات في كنف ذويهم وفي ح�ضن �شعبهم قبل فوات الأوان. فيم ��ا يرى هايل �أنه“ :منذ فت ��رة طويلة ،تقوم عائلة الجا�س ��و�س ايلي كوهين بعر�ض ق�ض ��يته على و�س ��ائل الإع�ل�ام اال�س ��رائيلية ،والعالمية ،ف ��ي الآونة الأخي ��رة قامت ابنة كوهين بزيارة مجدل �ش ��م�س تبحث عن و�س ��يلة تو�صلها �إلى �س ��لطاتنا الوطنية ،لم تجد �ض ��التها طبعا ،خالل النقا�ش مع احد العنا�ص ��ر الوطنية علمت ابنة كوهين وكما تدعي �إنه ��ا لأول مرة تعرف �أن هناك �أ�س ��رى م ��ن �أبناء الجوالن لذلك ق ��ررت� ،أن تقترح على حكومتها العمل على �إطالق �س ��راح ه�ؤالء لقاء �إعادة عظام والدها ،وقامت بزيارة ا�سر بع�ض الأ�س ��رى المعتقلي ��ن� ،إن هذه المبادرة هي مبادرة ذاتية ،قامت بها بالتن�س ��يق مع المخابرات الإ�س ��رائيلية ح�سب تقديري ،وال عالقة لأي من �أبناء الجوالن ،بهذه الخطوة حت ��ى �أولئك الذين التقتهم ابنه كوهين ،وهي خطوة م�ش ��بوهة وال توجد �أي نية لأي من �أبن ��اء الجوالن لدعم هذه المبادرة �أو االهتمام بها .ولكن ال بد من التنويه هنا ان عائلة كوهين وكبار الم�س ��ئولين ال�ص ��هاينة تروج دائما� ،إن �سوريا �سوف ت�ستجيب لل�ضغوطات الأمريكي ��ة وتعيد جثة كوهين لذا ارت� ��أى بع�ض �أبناء الجوالن ،انه من المفيد التذكير �أن تطالب �س ��وريا ب�إطالق �سراح �أبناءها مقابل ذلك �إذا تم ،ولكن �أكثرية �أبناء الجوالن �إن لم يكن كلهم تعتقد �أن هذا الأمر بيد �س ��لطاتنا الوطنية ،وال يحق لأي من �أبناء الجوالن او غيرهم �أن يقر ما هو الأف�ضل ورغبتنا الأكيدة �أن ت�صمد �سوريا بوجه كل ال�ضغوطات الممار�سة عليها من �أي جهة كانت”. ويتف ��ق معه عم ��اد �إلى حد ما“ :هذا ال�ش� ��أن هو �ش� ��أن القيادة في الوط ��ن وهي الجهة الر�س ��مية والوحي ��دة المخولة بفتح �أو بالتعاطي مع هذا الملف .نح ��ن نقبل ب�أي حل تبادر �إلي ��ه حكومتنا فهي الممثل الوحيد لأهالي الجوالن في الوطن الأم �س ��وريا ...ولما ورد في طالما بد�أنا بالرك�ض فربما �سن�صل يوما؟ �ص ��حافة دولة االحتالل ما ورد من تزيي ��ف متعمد للحقائق �أظهرت فقط الجانب الخا�ص قبل فكرة الماراثون و�ش ��عار ارك�ض من �أجل الجوالن..ت�شكلت لجنة ب�إيعاز من رئي�س بم�صالحهم واخفت الجانب الحقيقي لما ح�صل حيث طرد ورف�ض الأ�سرى ال�سوريين في المعتقالت الحوار مع ابنة الجا�س ��و�س كوهين و�أو�ص ��لوا لها ر�س ��الة وحيدة وهي �أن الجهة الجمهورية لالهتمام بق�ضايا الجوالن و�أ�سراه� ،إلى �أي حد يمكن لمثل هذه اللجان خدمة المخول ��ة والممثلة لهم هي القيادة في الوطن وهي فقط �ص ��احبة القرار ...وقد تابع هذا ق�ضية الجوالن؟ ،خطوة اختلف الر�أي حولها .. يق ��ول ايمن ابو جبل “رحم اهلل الأ�س ��ير ال�ش ��هيد هايل �أبو زيد ،ال ��ذي في مماته �أعاد الحدث ذوو الأ�سرى في الجوالن وقد رف�ضوا ا�ستقبال ابنة كوهين �أو التعاطي معها .الر�ؤية واح ��دة :الأمر من اخت�ص ��ا�ص الجهات الم�س� ��ؤولة ف ��ي الوطن وهي �ص ��احبة القرار الأول جز ًءا من الوعي والإدراك والح�س بالم�س� ��ؤولية في ق�ض ��ية الجوالن الوطنية ،كنت برفقة
والأخي ��ر ونحن نرف�ض �أن ت�س ��تغل معاناتنا ومعاناة �أ�س ��رانا وذويهم لتنفيذ م�ش ��اريع على ح�ساب وطننا وم�صلحته .ما تراه حكومتنا منا�سبا في هذا الملف هو المقبول علينا. �أما يا�س ��ر خنجر المت�ألم دائما ..فيقول “�أنا �أرى �أن القرار في دم�شق وحدها ,ولكن لنا كامل الحق بال�س� ��ؤال والت�س ��ا�ؤل عن م�ص ��ير رفاقنا ،ال نهتم بالدرجة الأولى برفات كوهي ��ن “رغ ��م �أني ال �أج ��د �أي فائدة من االحتفاظ بها اكثرمن �إطالق �س ��راح �أ�س ��رانا الذين ما زالوا منذ � 20س ��نه ينتظرون لحظة عناقهم لأمهاتهم� 20 ،س ��نه لم يعانق احد منه ��م �أمه” ،ولكن �إذا كان �أ�ص ��حاب القرار يرغبون �أن يحتفظ ��وا بعظامه لغاية �أخرى عليهم �أن يقدموا بديال لإطالق �س ��راح الأ�س ��رى وان كانت هذه العظام �ستعاد يوما �إلى دول ��ة االحتالل فالأف�ض ��ل �أن يكون ذلك �أالن لأننا نخت�ص ��ر الكثير م ��ن المعاناة والألم وربما ال�ش ��هداء ،ما �أخ�ش ��اه هو �أن تعاد هذه العظام �إلى دولة االحتالل حتى دون مقابل، �إن القرار في دم�ش ��ق يتعر�ض لهجوم مرعب من حلفاء �إ�س ��رائيل ونخ�ش ��ى �أن يطال هذا الهجوم عظام كوهين �أي�ض ��ا فتعاد ويتم ن�س ��يان الأ�سرى “كما هي العادة” ،نحن بحالة قل ��ق دائم لما يحدث في مركز القرار في وطننا وال يعني اهتمامنا بتحرير اال�س ��رى �أن يكون من بعده الطوفان ولكننا ال نرى �أي مبرر لمتابعة م�س ��ار ا�ست�ش ��هادهم حين نملك ما قد يعيد لهم الحرية ،نحن نريدهم �أحياء بيننا ال ال ال نحبهم �شهداء من اجل �ساعة �إعالمية وعمر ومليون حلم يك�سرون في قلوب �أمهاتهم و�أ�صدقائهم ،نريدهم �أحياء� ،أال ي�س ��تحقون منا هذا الحلم الب�سيط �أن يبت�سموا مرة واحدة ابت�سامة حقيقية وان يعانقوا �أمهاته ��م �أو �أن ي�ش ��موا رائحة التراب بعد المطر قبل �أن ن�ش ��م رائح ��ة التراب بعدهم.. �أكاد ابكي .....ابكي الآن ....من فكرة �أننا لن نراهم �إال في الوداع الأخير جنازة تجهز لجنازة وكفنا يالحق كفن ال نريدهم �شهداء نريد لهم الحرية”.
الأ�س ��ير ال�ش ��هيد حين علم بان جريدة ت�ش ��رين قد حذفت من �أقواله الكثير و�أ�ضافت ما لم يقله الكثير في لقاءها ال�ش ��هير معه في �أواخر �شباط 2005قبل ا�ست�شهاده .بالحرف الواح ��د ق ��ال “ �س ��ي�أتي يوم وهو قريب ج ��دا ،ليذرفون بدل الدموع دم ��اء الندم ،على ما فعل ��وه ب ��ي” هايل �أبو زيد م ��ات ،واحتاجت العي ��ون �إلى دماء كثيرة كي ت ��ذرف على هذا الإن�س ��ان ،كعادتن ��ا طبعا نحن نكرم �إبطالن ��ا و�أحرارنا فقط بع ��د �أن يرحلون ،لن تعرفي �أب ��دا ،حجم الأل ��م وكبر الجرح الذي �أحدثته جريدة ت�ش ��رين في نف� ��س رفيقنا هايل ابو زيد ،فان تعود الجريدة �إلى ن�شر اللقاء كامال ،دون �أي نق�صان م�ؤخرا ،وان يلتقي �سيادة الرئي�س ب�ش ��ار الأ�سد مع �ش ��قيقة ال�شهيد ،لتقديم العزاء واال�س ��تماع �إلى ق�ضايا الجوالن الجريحة والأليمة ،وان ي�ص ��در �س ��يادته توجيهاته الجديدة ،با�ستحداث لجنة �أو مكتب لمتابع ��ة �ش� ��ؤون الج ��والن المحتل ،كل ذلك لن يعي ��د هايل �أبو زيد �إلى الحي ��اة ،هذا �أمر معروف ووا�ض ��ح ،لكن �إن كانت ق�ض ��ايا االهتمام في الجوالن تحتاج �إلى ا�ست�شهاد �إن�سان �أح ��ب وع�ش ��ق الحياة ،كما احبها هايل ابو زيد ،ف�أنني لن �أب ��ادل هذا االهتمام بحياة �أي �إن�سان يحمل ما حمله هذا الأ�سير ال�شهيد الإن�سان ،من �صدق وع�شق و�صمت وكبرياء. لكنني �س�أكون قارئا جيدا للواقع ال�سيا�سي واالجتماعي لدينا في الجوالن� ،إن الجوالن يحت ��اج �إل ��ى �أكثر من لجن ��ة �أو مكتب لتلبي احتياجات ��ه ،و�أكثر ما يحتاجه هو �أن ت�ش ��عر الدولة بكل مواطني الجوالن من خالل عالقة وطنية و�سيا�سية مبنية على �أ�سا�س ن�ضالي و�سيا�س ��ي،لتعزيز هذا ال�صمود ولي�س من اجل تعزيز الوالءات ،ومراكز �شخ�صية لفالن او ع�ل�ان .فان كان الأ�ش ��خا�ص الذي ��ن كلفتهم الدول ��ة يتمتعون بالكفاءة والم�ص ��داقية ويتمتع ��ون بالوالء فه ��ذا مقبول ،ومطلوب ج ��دا � .أما ان توكل الدولة هذه الم�س� ��ؤوليات لأ�ش ��خا�ص فق ��ط موالون ومهلل ��ون ،وال يتمتعون بالكف ��اءات والم�ص ��داقية االجتماعية والأخالقية فهذه م�ص ��يبة الم�صائب ،للق�ضية الن�ضالية في الجوالن ،نحن �أدرى بواقعنا �أكثر ،ندرك ونعي االحتياجات والق�ض ��ايا وطبيعة الأ�ش ��خا�ص هنا ،وال يجب �أن تفر�ض الدول ��ة اعتباراتها ا�س ��تنادا عل ��ى اعتب ��ارات و�آراء فئة قليلة من النا� ��س هنا ،هي مثار جدل ونقا�ش وخالف ،وا�سع ،هنا في الجوالن .هل تعلمين �أن تقارير الف�ضائية ال�سورية الإعالمية عن الجوالن تلك التقارير القليلة جدا التي ر�ص ��دت الأحداث الن�ض ��الية في
الجوالن ،ا�ستثنت كل المقابالت واللقاءات التي �أجراها مرا�سليها ب�سبب ق�ضية الوالءات تلك .وا�ستنادا على تقارير فئة من النا�س ال تمثل �سوى مجموع مواطني الجوالن بالحد الأدنى من التمثيل ،في بث هذا �أو ذاك التقرير واللقاء بناء على ال�ش ��خ�ص المتحدث، وم ��دى قرب ��ه �أو بعده منها ،في محاول ��ة الحتكار حتى العمل الإعالمي ال�س ��وري لطم�س الر�أي والوجود الوطني الأخر ،.الذي تمثله الم�ؤ�س�سات والقوى الوطنية الأخرى . م ��ن هنا �أقول �أن ت�ش ��كيل المكتب او اللجن ��ة هي التفاتة جيدة وموفق ��ة جدا ،لكنها ال تكف ��ي طبعا،فم ��ا زال ��ت الأمور ت ��دار ب�شخ�ص ��انية دون برامج وخطط تطوي ��ر و�إنماء وا�س ��تمرارية تنظيمية ون�ض ��الية و�سيا�س ��ية ،ما المعيب هنا في ت�ش ��كيل وزارة ب�أكملها، وو�ض ��ع برنام ��ج وطني متكامل للتعامل مع هذه الم�س� ��ألة وعدم تركه ��ا حكرا للموازيين ال�شخ�ص ��انية والمزاجية ،لدى �أ�ص ��حاب القرار في الوطن ،دون رقابة وعناية و�أ�شراف ودرا�س ��ة لدى الهيئات العليا المعنية في القيادة ،ولماذا ال يتم طلب الم�س ��اعدة الدولية من المنظمات والهيئات الدولية وال�صديقة لق�ضيتنا و�شعبنا في ترجمة هذا الدعم من خالل م�ؤ�س�س ��ات وجمعيات ر�س ��مية ،تطبق برنامجها وفق ر�ؤية م�شتركة ما بين الجوالن وداخل الوطن وتلبي هموم مواطني الجوالن وق�ض ��اياهم ،تلك المنظمات التي تنا�ص ��ر ق�ضيتنا العادلة ،في �أوربا واليابان وبلدان مختلفة وما المعيب �أن نتعامل مع هذه الم�ؤ�س�س ��ات والمنظمات حتى عودة �س ��يادة القوانين الإداري ��ة والمدني ��ة والحقوقية ال�س ��ورية �إلى الج ��والن� .إن التجربة الفل�س ��طينية مليئة بااليجابي ��ات ،وكذل ��ك التجربة اللبناني ��ة ،في كيفي ��ة �إقامة الم�ش ��اريع وبرامج الدعم والإ�س ��ناد لتعزيز �ص ��مود الإن�سان في �أر�ض ��ه والحفاظ على وجوده وتاريخه وم�ستقبله، واال فان معادالت ال�ص ��مود والكفاح والن�ضال التي ج�س ��دها مواطني الجوالن ب�إرادتهم وقوتهم وعمق انتماءهم قد تدخل في ذاكرة الن�س ��يان ،بعد ان يفتقد الجوالن �إلى وقوده و�ش ��علته التي ج�س ��دتها ن�ض ��االت الكوادر الأولى من الرعيل الأول ال ��ذي �أعلن المقاومة الوطنية في الجوالن ،والذي �س ��يرحل دون �أن يرى لحظة االنت�صار ،حينها نقول يا ليت يكون ما كان.خا�صة حين نرى ما تفعله �إ�سرائيل لأبناء الجيل النا�شئ من عمليات هدم منظمة وممنهجة للقيم والأ�ص ��ول والعادات والتراث العربي في الجوالن و�إ�سقاطه على
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الجوانب الن�ضالية وال�سيا�سية واالجتماعية “. �أرجوكم ال نحتمل �إعدامنا لأكثر من مرة �إما الحرية �إما �أعلنوا �صمتكم نحترمكم �أكثر، بينما يرى هايل �أن المطلوب هو “ :ان تت�ش ��كل لجنة �سيا�س ��ية ،عالية الم�س ��توى على ا�س�ألونا اعتبرونا ..كما نحن ب�شر وال تقرروا تفا�صيلنا اغت�صابا. درج ��ة من الوعي والم�س� ��ؤولية والكف ��اءة ،تهتم لق�ض ��ايا الجوالن ،وعليه ��ا ان تدرك ان وال تناف�س ��وا المواط ��ن على كرامت ��ه و 50ليرة انه �أج ��در بها من �أي اح ��د تماما كما مهمتها �صعبة النه بعد اربعين عاما تحت االحتالل ،تراكمت ا�شياء كثيرة ،وعلى اللجنة الأ�سرى �أجدر بالحرية منا كلنا”. االهتمام بها وعليه ان تتوا�ص ��ل مع ا�شخا�ص ذوي ما�ض ن�ضالي م�شرف ،ومعرفة ودراية ب ��كل ما دار ويدور في الج ��والن منذ ايام االحتالل االولى ،لك ��ن اذا كان اهتمام اللجنة �آخر الكالم: ً مقت�ص ��ر على �ش� ��ؤون الأ�س ��رى ،الذين ال زالوا يعانون داخل المعتقل ،وهم ي�ستحقون كل ليل ��ى“ :ختاما �أق ��ول :لقد تعودنا في حياتن ��ا اليومية على المعاناة و�أ�ص ��بحت بحكم اهتمام� ،س ��يكون العمل مجزوءا ،خ�صو�صا ان هناك المئات من الأ�سرى ال�سابقين ،يتم العادة روتينا نقبله ب�س ��هولة �إلى �أن تحل م�ص ��يبة تذكرنا كم نحن ال �إن�سانيين ،معاناتنا تجاه ��ل دورهم الم�ش ��رف ،هذا مع العلم ان لجنة دعم اال�س ��رى قامت في دم�ش ��ق منذ هذه ال يعي�ش ��ها ب�شر!! وتبد�أ الأ�سئلة التي ال تنتهي :هل هو عجزنا المتوارث الذي يمنعنا ت�س ��عة اعوام ،لتكون امتدادا للجنة دعم اال�س ��رى الموجودة في الجوالن المحتل ،وتقوم من المطالبة ب�أب�س ��ط حقوقنا؟!� ،أم هو االحتالل قدر �سنم�ض ��ي حياتنا في ظله؟ ،او هو ب ��دور فعال لخدمة اال�س ��رى وهذا م�ؤك ��د وموثق ،بالرغم من تنك ��ر البع�ض لتلك اللجنة وطن قريب بعيد يذكرنا في منا�س ��بات وين�سانا ل�س ��نوات؟! ،وال يعرف �أن هذه ال�سنوات ودورها ،وهي توا�ص ��ل عملها قدر الم�س ��تطاع ،ن�أمل ان تتوا�ص ��ل اللجنتان علهما تقومان تم�ضي من عمرنا ومن عمر من نحب دون لقاء ودون توا�صل حقيقي ،...فقط هي جملة معا للعب الدور المطلوب لدور اال�سرى وق�ضيتهم العادلة واحدة بقي �أن �أقولها :ال �أريد التباكي �أمامكم وعذرا على اللهجة ال�شخ�صية� ،أنا ام�ضي �أم ��ا عماد مرعي فيرى ب�أنه “للمرة الأولى ي�س ��تحدث مكتب مبا�ش ��ر لمتابعة �ش� ��ؤون �س ��نتي الثامنة هن ��ا في الجوالن وقبل �أيام تلقيت �أ�ص ��عب خبر في حيات ��ي� ...أبي الذي الج ��والن المحتل عالقته مع رئا�س ��ة ال ��وزراء وهذا تطور ايجابي ج ��دا ولم يكن له مثيل تركته في ال�شام قبل � 7سنوات.ي�ضج بالحياة هو الآن مري�ض ب�سرطان الرئة ...ال �أعرف �س ��ابقا .واعتقد انه يعود �إلى العالقة ال�ص ��حيحة التي يعمل على تعزيزها مجموعة من كم �سيعي�ش ...ال �أعرف �إن كنت �س�أراه� /أودعه ...هو الآن بحاجة �إلي �أكثر من حاجتي ال�ش ��باب الوطن ��ي هنا على �س ��احتنا وقد ب ��د�أت تثمر وها نحن ن ��رى بوادرها وهذا يعود له �آالف المرات....ال يف�صلني عنه �إال �ساعة �سفر ...وق�ضية. بن ��ا �إلى ما قلناه �س ��ابقا من �أن الأمور هرمية ال�ش ��كل والحركة بالقواعد تعك�س نف�س ��ها عماد مرعي “�أمنيتنا على الجميع �أن ي�س ��عى لدعم �أ�س ��رانا والعمل من اجل الإفراج على قمة الهرم والعك�س �ص ��حيح ..وال بد �أن نذكر هنا الدور المميز والهمة العالية التي عنهم بالطرق التي تبقي هاماتهم مرفوعة ... �س ��ار بها مدير هذا المكتب الم�س ��تحدث ورئي�س لجنة دعم الأ�س ��رى والمعتقلين الرفيق و�إننا نحيي كل مهتم بق�ضيتنا ك�أر�ض محتلة ...ومن ربوع الجوالن نحيي �شعبنا البا�سل مدحت ال�ص ��الح .باعتقادي �سوف يقوم هذا المكتب بدور مهم وفعال و�ستجد امتدادها وجي�ش ��ا وقيادتنا ونقف خلفها �ص ��فا واحدا دفاعا عن وطننا الذي يتعر�ض للح�صار من في ار�ض الجوالن المحتل” العدو ال�ص ��هيوامركي متمنين من اهلل �أن ي�ص ��ون هذه الأر�ض الطيبة ...و�أخيرا كرمال و يا�سر خنجر “ي�أمل” �أنه ”..طالما بد�أنا بالرك�ض فربما �سن�صل يوما؟ ال�شام و�أهل ال�شام رواحنا ترخ�ص.... م ��ن المنطق ��ي �أن نتفاءل لهذه اللجنة وهذا ما كان لك ��ن �أوال على القائمين على هذه يا�سر خنجر اللجن ��ة �أن يلتفتوا �إلى اهتماماتنا و�أوجاعنا ،م ��ا كان حقيقيا قبل عامين �أو �أكثر لم يعد �سننتظر الحرية كذلك الآن� ،إننا ال نبحث عن التفا�ص ��يل �أل�ش ��كلية في العالقة مع ال�ش ��ام ،لدينا ق�ض ��ايا �سننتظر حرية رفاقنا �أ�سا�سية مبدئية هي ما يجب التركيز عليه ولي�س الجهد في كيفية �إ�سكاتنا عن مطالبنا، قد نغفر كل �شيء �إال � 20سنة و�شهيد.. اعتقد �أن التذكر بعد � 38س ��نة احتالل و 20متوا�ص ��لة للأ�س ��رى و�ش ��هيد ،ل ��و ان �ألقيادة لن نغفر لمن اغتال رفيقنا هايل تذكرت ��ه في الوقت المنا�س ��ب ،كان الآن يم�س ��ك بيد حبيبته ويقبل �أم ��ه وربما ر�أينا ابنه فقط لأنه مهمل والإن�سان الخط�أ يلع ��ب م ��ع الأطفال في الح ��ارة ،ال �أريد �أن �أتم�س ��ك بما كان �أبدا ولك ��ن �أريد �ألعبرة من لن نقبل �إال الحرية لرفاقنا الأ�سرى الأم�س �إذا كانت هذه اللجنة �ستعمل على �إيجاد الطرق لتحرير الأ�سرى �إنها كل ن�ؤمن به ولمن ين�ساهم ؟؟؟؟؟؟؟ ولها مطلق ال�شرعية� ،إما �إذا كانت �ستخت�صر همومنا بجولة رك�ض �أو حلبة مالكمة فهي �أجرى اللقاءات عبر البريد االلكتروني :رزان زيتونة من الآن محاولة الغتيال �أ�س ��رانا وهم �أحياء ،محاولة الغتيال ال�ش ��هيد هايل مرة ثانية،
(*) ال�سيدة ليلى ال�صفدي -محررة جريدة بانيا�س -الجوالن المحتل (**) :مواطن عربي �س ��وري من الجوالن ،معتقل �سيا�س ��ي �سابق� ،أم�ضى 12عاما في �سجون االحتالل الإ�سرائيلي بتهمة المقاومة الوطنية الم�سلحة .ع�ضو لجنة دعم الأ�سرى والمعتقلين في الجوالن ال�سوري المحتل (***) �إحدى ال�شخ�ص ��يات ال�سيا�س ��ية الفاعلة في الجوالن ال�س ��وري المحتل .اعتقل �ض ��من �ش ��بكة خاليا المقاومة الوطنية في العام ،1973وام�ض ��ي �7س ��نوات في معتقالت االحتالل الإ�سرائيلي http://www.metransparent.com/old/texts/razan_zaitouna/razan_zaitouna_syrians_prisoners_and_the_golan.htm
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
قرار ال�ضم والإ�ضراب الكبير /1982تجربة ن�ضـال مـدني
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الرابع ع�ش ��ر م ��ن كانون �أول عام واحد وثمانين ،تاريخ كئي ��ب في ذاكرة الجوالنيين، �إذ نجحت الحكومة الإ�س ��رائيلية التي كان ير�أ�سها مناحيم بيكن في تمرير قانون ال�ضم بالقراءة الثالثة والأخيرة تحت قبة برلمانهم. قلة من المواطنين ،ال حول لهم وال قوة ،لم يتجاوز تعدادهم �س ��بعة �آالف ن�س ��مة ِمن مجموع �س ��كان الجوالن ،البالغ �أنذاك مائة وثالثين �ألف ن�س ��مة ،هم َمن بقوا في قراهم بعد ذلك البالغ ال�ش ��هير ( ،)66الموقع با�س ��م وزير الدفاع اللواء حافظ الأ�س ��د ،معلنا �سقوط القنيطرة قبل بلوغ جنود العدو لها ،وتاليا نجاج �إ�سرائيل في ب�سط �سيطرتها على ما مجموعه 1860كم ،2هي م�ساحة اله�ضبة ،بقي منها تحت االحتالل 1250كم 2بعد اتفاقية ف�صل القوات بين �سوريا و�إ�سرائيل عام �أربعة و�سبعين. االحتالل تم ،ولم ت�صدق تكهنات الأهالي �أن �أيامه �ستكون معدودة ،و�أن الأمور �ستعود �إلى مجاريها بوقت ق�ص ��ير .ف�س ��كان الجوالن ،وككل العرب ،لم ي�صدقوا بادئ ًا ما كانت تراه عيونهم ،بعد �أن �أوهمتهم الحكومات العربية وو�سائل الإعالم (الت�ضليل) المتوفرة �آنذاك بالقزم الإ�سرائيلي ،الذي لن يحتمل حتى مجرد ت�صميم العرب على قتاله ،فيعود اليهود �إلى البلدان التي منها �أتوا! لكن الحقيقة كانت �أبلغ من كل ما �ش ��اهدوا و�س ��معوا. فالعرب ،تعر�ضوا لهزيمة نكراء لم ي�شهد لها تاريخهم ،وال حتى تاريخ ال�شعوب مثي ًال. ه ��ل ُك ِت � َ�ب االحتالل عليهم مرة �أخرى …؟ وهم الذين لم يذوقوا طعم الحرية حتى في عهد اال�ستقالل!؟ منذ اليوم الأول الحتاللها اله�ضبة ال�سورية ،راحت �إ�سرائيل تعمل عل ��ى تثبيت �أقدامها في المنطق ��ة ،فالقرى والمدن التي كانت �آهل ��ة (تقارب المائتين، بين مدينة وقرية ومزرعة ،على ذمة بع�ض المراجع) تم م�س ��حها عن وجه الأر�ض ،بعد نزوح �أهلها الجماعي �إلى الداخل ال�سوري ،وبد�أت تظهر المخططات لإقامة م�ستوطنات يهودية على �أنقا�ضها. �أما فيما تبقى من القرى (مجدل �شم�س ،م�سعدة ،بقعاثا ،عين قنية) ،بد�أت �إ�سرائيل ر�سم �سيا�سات ا�ستيعابية لها .ف�أول ما قامت به هو اال�ستيالء على جهاز التعليم ،ف�ألغت المنهاج الدرا�س ��ي ال�سوري م�ستبدلة �إياه ب�آخر �إ�س ��رائيلي ،يهدف �إلى تكري�س ما ي�سمى بالقومي ��ة الدرزية ،وف�ص ��ل �أبن ��اء القرى عن جلدتهم العربية� .أ�ص ��بح طالب اله�ض ��بة مدعما ال�س ��ورية يدر�سون ق�س ��ر ًا التاريخ الدرزي منف�ص�ل ً�ا عن تاريخ العرب والإ�سالمّ ، بما ي�س ��مى تراث الدروز ،على اعتبار �أن الدروز �ش ��عب؛ �إ�ض ��افة �إلى طرد جميع المدراء والمدر�سين المعينين من قبل وزارة التربية ال�سورية. عم ��دت �س ��لطات االحتالل بعد ذل ��ك �إلى تعيي ��ن مجال�س محلية ومذهبي ��ات درزية، تتول ��ى تنفي ��ذ �سيا�س ��ة �إ�س ��رائيل ومخططاته ��ا ،فعين ��ت موظفيه ��ا م ��ن الموالي ��ن لها والمنبوذين اجتماعي ًا ،ثم ربطت قرى الجوالن باقت�صادها ،ف�أ�صبح التعامل يتم بالعملة الإ�س ��رائيلية .وبما �أن �أ�س ��واق الوطن الأم ومنتجاته محرمة على �س ��كان اله�ض ��بة� ،صار من المحتم في هذا الإطار التعامل مع الأ�س ��واق الإ�س ��رائيلية� ،سوا ًء في ا�ستيراد الم�ؤن �أو توريد الحا�ص�ل�ات الزراعية ،علم ًا ب�أن �س ��لطات االحتالل ح ّرمت على �سكان اله�ضبة غرف تجارية والتعامل مبا�شرة مع الأ�سواق العالمية . �إقامة ٍ لج�أت �إ�س ��رائيل بعدها �إلى ربط �ش ��بكة الكهرباء بمحطاتها ،كما ا�س ��تولت على ق�سم كبي ��ر من م�ص ��ادر المي ��اه بما فيها برك ��ة رام (بحيرة م�س ��عدة) ،التي يق ��در مخزونها بحوالي 3.2مليون م 3من المياه .فحرم الأهل من ا�ستثمارها تحت ال�ضغط ،و�أُخ�ضعت ل�ش ��ركة المياه الإ�سرائيلية (موكوروت) ،و�ضخت مياهها �إلى الم�ستعمرات التي �أقامتها في ال�شمال .كما ُم ِن َع الأهالي من حفر الآبار االرتوازية في �أرا�ضيهم ،بحجة �أن المخزون الجوفي من المياه هو ملك ًا لدولة �إ�سرائيل. بعد ف�ش ��ل العدو في اال�س ��تيالء عل ��ى الينابيع المنت�ش ��رة داخل الأرا�ض ��ي الزراعية، قام بحفر �آبار ارتوازية بمحاذاتها ،فن�ض ��بت هذه الينابيع و�ش � ّ�حت مياهها ،ثم �سحبت �إ�س ��رائيل مياهها �إلى الكيبوت�س ��ات والم�س ��توطنات اليهودية في اله�ض ��بة .هذا عدا عن م�ص ��ادرة �آالف الدونم ��ات الزراعي ��ة بحجة �أنه ��ا مناطق ع�س ��كرية مغلقة بع ��د زرعها بالألغام و�ضرب طوق من الأ�سالك ال�شائكة حولها. ً نجحت �إ�سرائيل �أي�ضا في ا�ستثمار الجوالن �سياحيا ،بعد تهويد الأر�ض وطم�س �آثارها العربية وزرعها بالأج�س ��ام اليهودية الم�صطنعة؛ ف�سيطرت على منتجع بانيا�س والحمة
وجبل ال�شيخ ،م�ستقطبة ماليين ال�سياح من �شتى �أ�صقاع العالم. بالن�سبة لل�ضرائب ،ف�إن الحاكم الع�سكري الإ�سرائيلي حاول فر�ض �ضريبة الدخل على ال�س ��كان ،دون جدوى ،لكن موقف الأهالي راح يتزعزع مع تزايد ارتباطهم باالقت�ص ��اد الإ�س ��رائيلي ،ف�أ�صبحت ال�ض ��رائب تقتطع ق�س ��ر ًا من �أجور العمال� ،إ�ضافة �إلى حمالت المداهمة واالعتقال بحجة التهرب من دفع ال�ض ��رائب� ،إلى �أن �أ�ص ��بحت هذه الغرامات مع م�ضي الوقت تثقل كاهل الأهالي �إلى حد الخنق. ماذا كان الرد الوطني … ؟ ً ً �إن ن�ض ��ال �أهال ��ي الج ��والن – وعل ��ى عك�س ما كت ��ب البع�ض �أنه جاء عم�ل�ا عفويا – فه ��و ،كان كفاح ًا منظم ًا ومق�ص ��ود ًا ،ومن ��ذ اليوم الأول الذي وطئت في ��ه �أقدام المحتل موحد ًا ،وا�ضح ًا يتالءم مع الإ�س ��رائيلي �أر�ض ��هم .ف�أهالي الجوالن ،اتخذوا موقف ًا وطني ًا ّ �إمكانياتهم ك�أنا�س عزل من ال�سالح في الت�صدي لالحتالل. ا�س ��تقبل �أهالي الج ��والن االحتالل الإ�س ��رائيلي منذ يوم ��ه الأول بالرف�ض ،معتبرين �أن عهد االحتالل عهد حزن وحداد .ا�س ��تعد مواطنو الج ��والن ،لمقاومة االحتالل ،على �أمل ت�ص ��فيته والعودة لأح�ض ��ان الوطن الأم بوقت قريب ،ف�أقام بع�ض ال�شبان الوطنيين ات�ص ��االت �س ��رية مع الوطن الأم ،بغية ت�ش ��كيل خاليا كفاح م�سلح �ض ��د االحتالل .وفي ال�شهور الأخيرة من عام � ،1967ألقت قوات االحتالل القب�ض على مجموعة من ال�شبان بتهمة االت�صال مع ال�سوريين. كذلك في �أواخر عام 1969اكتُ�ش ��فت خلية فدائية �أخرى ،راح �ضحيتها ما يزيد على 140معتق ًال ،وعلى �إثرها انفلت الإ�س ��رائيليون الغا�ض ��بون من عقالهم وراحوا ي�ضيقون الخناق على �أهالي الجوالن ويزيدون من �إجراءاتهم القمعية بحقهم. ف ��ي حزيران ع ��ام � 1971ألق ��ي القب�ض على خلي ��ة فدائية ،ثم تلتها �ش ��بكة �أخرى في ت�شرين �أول عام . 1972بلغت �أحكام بع�ضهم ع�شرين عام ًا )1(.وبتاريخ1973 / 1 / 27 ا�ست�ش ��هد ال�ش ��اب عزت �أبو جبل وبيده ملفات ومعلومات عن مواقع ع�س ��كرية �إ�سرائيلية، وهو في طريقه �إلى الوطن الأم �س ��وريا ،وذلك بكمين ن�صبته قوات العدو له في المنطقة المزروعة بالألغام ،التي تف�صل مجدل �شم�س عن الأرا�ضي ال�سورية الأخرى .بعدها ،في �صيف عام 1974اكتُ�شف تنظيم جديد للمقاومة ،وفي 1976 / 12 / 27ا�ست�شهد ال�شاب الثان ��ي نزيه �أبو زي ��د في نف�س المنطقة وللأ�س ��باب ذاته ��ا .هذه الخالي ��ا والتنظيمات، �ساعدت على نقل كثير من المعلومات عن خطي بارليف و�آلون الع�سكريين الإ�سرائيليين، وتح�صينات العدو الأخرى �إلى الوطن الأم ،ومنها �إلى القوات الم�صرية. الأطماع ال�صهيونية في الجوالن مرتفعات الجوالن ال�سورية تعد من �أهم المواقع اال�ستراتيجية ،حيث ت�ستند �إلى جبل ال�ش ��يخ من ال�شمال ووادي اليوموك من الجنوب� ،إ�ضافة لإ�شرافها المبا�شر على الجليل الأعلى في فل�س ��طين المحتلة ،و�سهل الحولة وبحيرة طبريا ،فالجوالن بهذه الموا�صفات ي�شكل مفتاح ًا لل�سيطرة على المناطق المذكورة. �أهمي ��ة الج ��والن هذه ،قدرت ب�ش ��كل �س ��ليم من قبل جمي ��ع الدول الت ��ي احتلتها ،من الأتراك �إلى اال�ستعمار الفرن�س ��ي ومن قبلهم الغا�صبين القدماء .والإ�سرائيليون نظروا �إلي ��ه بعي ��ن الغدر لفترة طويلة تمتد �إلى ما قبل عدوان حزيران ،وذلك لأجل ت�أمين عمق دفاعي ،و�إبعاد الخطر المبا�ش ��ر عن المناطق الحيوية الآهلة بالم�س ��توطنين اليهود في ال�ش ��مال ،الأمر الذي يجعل �إ�س ��رائيل قادرة على التحرك ب�سهولة �ضد القوات ال�سورية. هذا �إ�ض ��افة لما للجوالن من �أهمية طبيعية باعتب ��اره – وبحق – خزان ًا للمياه .و�أطماع ال�صهيونية باله�ضبة قديمة ،تعود �إلى ما قبل قيام �إ�سرائيل .ففي عام 1918جاء ذكرها في الخريطة التي �أ�صدرها ديفيد بن غريون لإ�سرائيل. وع ��ام ،1920بعث ممثل المنظمة ال�ص ��هيونية الأميركية لوي� ��س براندي�س برقية �إلى حايي ��م وايزمن ،جاء فيها �أن الحدود الوطنية ال�ش ��مالية ال�ش ��رقية ال غن ��ى عنها لقيام مجتم ��ع يعيل نف�س ��ه بنف�س ��ه ،لذا ينبغي �أن ت�ض ��م فل�س ��طين مفارق مي ��اه الليطاني عند
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد جبل ال�ش ��يخ ،و�إلى ال�ش ��رق �س ��هول الجوالن وحوران .وفي عام ،1921كتب هورا�س مئير كالين ،اليهودي الأميركي في كتابه (ال�صهيونية وال�سيا�سة العالمية) يقول� :إن م�ستقبل فل�سطين ب�أكمله هو ب�أيدي الدولة التي تب�سط �سيطرتها على الليطاني واليرموك ومنابع نهر الأردن)2(. بعد قيام �إ�س ��رائيل عام ،1948تمثلت �إ�س ��تراتيجيتها ب�أطم ��اع جغرافية وديمغرافة، واعتب ��ارات دفاعي ��ة و�أمنية و�سيا�س ��ية� ،إ�ض ��افة �إلى ال�س ��يطرة على م�ص ��ادر المياه في الج ��والن .راحت �إ�س ��رائيل �أول الأمر ،تخرق اتفاق وقف �إطالق النار المو ّقع مع �س ��وريا عام 1949بق�صد الو�صول �إلى غايتها النهائية ب�ضم هذه المنطقة ،و�شرعت عام 1950 بتنفي ��ذ م�ش ��روع تجفيف م�س ��تنقعات الحولة ،كذل ��ك بادرت مدفعيتها بق�ص ��ف منطقة الحمة ال�سورية و�ضواحيها. ف ��ي كان ��ون ثان ��ي ع ��ام � ،1953أنج ��ز الإ�س ��رائيليون بناء القن ��اة الخا�ص ��ة بتجفيف م�س ��تنقعات الحول ��ة ،ثم بناء محطة كهربائية على ج�س ��ر بنات يعقوب� ،ش ��مالي بحيرة طبريا .وفي كانون �أول عام � ،1955ش ��نّ الإ�سرائيليون غارة وا�سعة النطاق على المواقع ال�س ��ورية �ش ��مال �ش ��رق بحيرة طبريا ،لهدف ال�س ��يطرة الكاملة عليها ،كذلك با�ش ��روا بتحويل مياه نهر الأردن �إلى النقب والمنطقة ال�ساحلية عام .1956 ر ّد ًا عل ��ى ذل ��ك� ،أق َّر م�ؤتمر القمة العربي الأول الذي عق ��د في القاهرة في 13كانون ثاني ،1964م�شروع ًا لتحويل روافد هذا النهر في المنطقة العربية ،لقطع الطريق على م�شاريع �إ�سرائيل )3(. لكن الم�ش ��روع ،ما �إن دخل قيد التنفيذ حتى قامت الطائرات الإ�س ��رائيلية بق�صفه، وكان هذا الم�ش ��روع العربي فيما بعد �س ��بب ًا مبا�ش ��ر ًا لت�ص ��عيد حدة التوتر بين �س ��وريا
و�إ�س ��رائيل ،والذي انتهى �إلى ن�ش ��وب عدوان حزيران .على �أر�ض الواقع �إذن ،لم يبق �إال خم�سة قرى �آهلة ب�سكانها ،فيما �أج ِبر الباقون على النزوح عن �أر�ضهم وبيوتهم �سائرين �شرق ًا باتجاه الوطن الأم ،كما تقدّم ذكره .وهنا ُيط َرح ال�س�ؤال ،عن �س ّر بقاء هذه القرى قائمة و�آهلة … ؟ ال �ش ��ك �أن هذا الت�س ��ا�ؤل ،بقي مثار جدل لفترة لي�س ��ت قليلة ،وما �س� � ُيط َرح هنا جاء اعتمادا على خال�ص ��ة مراجع و�أبحاث ميدانية ،تحتوي على ا�س ��تنتاجات ووجهات نظر الأهالي� .سكان القرى المتبقية ،كانت لديهم خبرة وممار�سة تفوق بكثير تلك التي كانت لدى من نزح ،فهم لم ين�س ��وا بعد تجربتهم القا�س ��ية مع الم�س ��تعمر الفرن�س ��ي ،فمجدل �ش ��م�س وحدها دفعت حوالي � 117ش ��هيد ًا �إبان الثورة ال�س ��ورية الكب ��رى ،لذلك لم يكن من ال�س ��هل على �إ�سرائيل دفعهم �إلى ترك منازلهم .وهذه القريةُ ،ح ِرقت زمن الأتراك �س ��ت م ��رات ،حيث ذاق �أهلها الكثير م ��ن التنكيل والخراب� .إ�ض ��افة �إلى حرقها ونهبها وتهجي ��ر �أهلها مرات عدة �أيام الفرن�س ��يين� ،إذ �س ��قطت بعد �س ��تة �أ�ش ��هر من المعارك ال�ض ��ارية .ويقال �إنها من �أواخر المناطق ال�سورية التي و�صل �إليها الفرن�سيون .القاعدة االقت�صادية المتينة التي قامت عليها قرى الجوالن ،كانت �أي�ض ًا من الأ�سباب الجوهرية لبقائهم .ف�أر�ضهم هذه ،كانت الأ�سا�س لوجودهم ومن �أجلها دفعوا الغالي والنفي�س. طبيعة الموقع الذي ترب�ض فيه هذه القرى على �س ��فح جبل ال�ش ��يخ ،زرعت في نفو�س �أهلها اال�ستقرار ،نظر ًا لت�ضاري�سه القا�سية و�صعوبة اختراقه. رجال الدين �أي�ض� � ًا والم�س ��نون ،لعبوا دور ًا كبير ًا في �إبقاء ال�س ��كان ،ب�س ��بب خبرتهم الوا�س ��عة بالم�ص ��ائب والك ��وارث الت ��ي تعر�ض ��ت له ��ا المنطقة �إب ��ان الحك ��م العثماني والفرن�سي لها. �سبب �آخر �أي�ض ًا لعب دوره في هذا المجال ،وهو �أن المعارك الع�سكرية لم تدر ب�شكل مبا�ش ��ر ف ��وق هذه الق ��رى ،لكن هذا لي�س معن ��اه �أن القرى نجت من الق�ص ��ف والدمار، ف�سكان قرية م�سعدة وبقعاثا وعين قنية لج�ؤوا �إلى قرية مجدل �شم�س بعد ق�صف قراهم، وحتى نهاية المعارك� .إ�ضافة �إلى �أن مجدل �شم�س نف�سها لم ت�سلم من الق�صف. عامل �آخر وهام ،وهو المخطط الإ�س ��رائيلي الحالم ب�إقامة دولة درزية ،ت�ص ��ون لها حدودها ال�شمالية ال�شرقية مع �سوريا ،الم�شروع الذي �أف�شله الأهالي الحق ًا ،ما حدا بها �إلى التخفيف ن�سبي ًا من وط�أة نيرانها على القرى الأربع. �أم ��ا القرية الخام�س ��ة فه ��ي ال َغ َجر ،والتي تقع عل ��ى تقاطع ما بين الحدود ال�س ��ورية اللبنانية الفل�س ��طينية� ،إذ تم احتاللها بعد �أ�س ��بوعين من الحرب� .إن بُعدَ هذه القرية، حفّزَ الإ�سرائيليين على عزلها ،ونتيجة لل�ضغوطات واالبتزاز ،تمكنت �إ�سرائيل فعلي ًا من عزلها عن �أخواتها القرى الأربع المتبقية .و ُك ِت َب على هذه القرية �أال تخط �سطر ًا واحد ًا في كتاب الجوالن الن�ضالي الطويل �ضد االحتالل الإ�سرائيلي. بوادر �إعالن �ضم الجوالن: �إن العقلية ال�ص ��هيونية ال تن�سجم مع الإبقاء على م�س ��احة �إ�سرائيل �صغيرة .فالدولة ال�ص ��غيرة ال تملك مقومات للبقاء كالدولة الكبي ��رة ،والدولة الكبيرة قادرة على تطوير ذاتها بمختلف مجاالت الحياة .و�إ�سرائيل ،لم توجد ح�سب الفكر ال�صهيوني لتكون عالة عل ��ى �أح ��د� ،أو تكون تحت رحمة �أحد ،بل لتكون كيان ًا م�س ��تق ًال يمتلك �إرادته ويت�ص ��رف بحريته .ويخطئ من يعتقد� ،أن القادة الإ�س ��رائيليين �س ��يتخلون في يوم ما عن مثل هذا التفكير ،لأن في ذلك مقتل فكرة دولة �إ�سرائيل)4(. بن ��اء على ما تقدم ،ف�إن حكومات العمل المتعاقبة �س ��عت �إلى تغيير معالم الأرا�ض ��ي الت ��ي احتلتها� .أما حكومة الليكود التي خلفتها� ،س ��ارت على نف� ��س خطاها ،فعملت على التهام الجوالن ب�ص ��ورة �أكثر �صرامة .فمع تكثيف حكومة مناحيم بيغن اليمينية لحركة اال�س ��تيطان ،جاءت مبادرة �أنور ال�س ��ادات لت�ش ��جع ال�ص ��هاينة على بدء التحرك ل�ض ��م الجوالن ب�ش ��كل نهائي ،حيث بد�أت تتعامل مع الجوالن بطريقة ت�ؤدي �إلى �ض ��مه ب�صورة �شرعية)5(. ظه ��رت �أول ��ى بوادر �إعالن ال�ض ��م بتاريخ 12كان ��ون ثاني ،1978حي ��ث ذكرت �إذاعة �إ�س ��رائيل باللغة العبرية �أن الإ�س ��رائيليين يطالبون بتطبيق القانون المدني الإ�سرائيلي
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
على الجوالن لخلق حقائق واقعية في المنطقة ،قبل بدء المفاو�ضات مع دم�شق)6(. �إن �إذاعة هذا الإعالن ،اعتبر موقف ًا ر�سمي ًا لحكام �إ�سرائيل .وفي ال�صدد نف�سه ،كتب رئي�س ق�سم اال�ستيطان في الوكالة اليهودية رعنان فايت�س في جريدة عل هم�شمار في 7 ت�ش ��رين �أول عام � 1976أحد الممهدات لإعالن ال�ض ��م .فتحت عنوان (�إلى �أين ن�سير)، اقترح فايت�س �أن تكون ه�ض ��بة الجوالن جزءا من لواء �ص ��فد ،الذي ي�ضم ق�ضاءي �صفد وطبري ��ا .و�أخير ًا ،ارتفع �ص ��وت غي�ؤوال كوهين ،نائبة الكني�س ��ت ورئي�س ��ة حزب هتحيا، حيث رفعت مع مجموعة لوبي الجوالن ،التي ت�ض ��م عدد ًا من �أع�ض ��اء الكني�ست م�شروع ًا للحكومة يق�ضي ب�ضم الجوالن)7(.
�صدور القانون الإ�سرائيلي ب�ضم الجوالن:
رغم �أن �ص ��دور القانون الإ�س ��رائيلي ب�ض ��م الجوالن جاء ف ��ي � ،1981/12/14إال �أن الممار�سات العملية لل�ضم بد�أت منذ الأ�سبوع الأول لالحتالل .ف�إ�ضافة �إلى ت�شريد معظم �س ��كانه وتهويد �أر�ضه ،بد�أت �إ�سرائيل تتعامل معه وك�أنه جزء ال يتجز�أ من �أمالكها .فلم يكن م�س ��تغرب ًا �أن حكومة مناحيم بيغن الليكودية �أدرجت م�س�ألة �ضم الجوالن على �س ّلم �أولوياتها ،بعد �إعالنها �ض ��م القد�س المحتلة ف ��ي الفترة الأولى من حكمها ،وتيقّنها من امت�صا�ص نقمة المجتمع الدولي بف�ضل الموقف الأمريكي الم�ساند لها. �إن م�س�ألة �ضم الجوالن كانت تحظى تقريب ًا ب�إجماع من قبل جميع الأحزاب ال�سيا�سية الإ�سرائيلية ،وحتى عام 1981ف�إن ن�سبة المطالبين ب�ضم اله�ضبة لم تنخف�ض عن .% 70 وفي تاريخ ،1980/12/22تقدمت ع�ضوة الكني�ست غي�ؤوال كوهين بم�شروع يق�ضي ب�ضم الجوالن ،لكن هذا الم�ش ��روع �س ��حب ،وذلك تجنب ًا لإحراج الوالي ��ات المتحدة الملتزمة
بكامب ديفيد .لذلك ارت�أى مناحيم بيغن ،خلق جو �سيا�س ��ي منا�س ��ب قبل البدء بتطبيق القرار ب�ش ��كل قانوني ،ف�أراد �أن ي�صدر بطاقات هوية �إ�س ��رائيلية للمواطنين ال�سوريين، وبذلك تقول �إ�سرائيل للعالم �إن مواطني الجوالن قد تخلوا عن مواطنتهم ال�سورية. قوبل ��ت ه ��ذه المب ��ادرة بالرف� ��ض القاط ��ع م ��ن قب ��ل الأهال ��ي ،م ��ا دف ��ع بيغ ��ن في � 1981/12/14إل ��ى اتخاذ قراره ب�ض ��م المرتفعات ال�س ��ورية المحتل ��ة� ،إثر خروجه من م�ست�ش ��فى “هدا�سا” في القد�س المحتلة ،حيث كان يعالج �س ��اقه المك�سورة .دعا بيغن مجل�س وزرائه لجل�س ��ة ا�س ��تثنائية� ،أحيطت ب�س ��رية تامة ،وافق المجتمعون خاللها على م�ش ��روع قانون �ضم الجوالن .وبعد مناق�شة الكني�س ��ت لهذا الم�شروع ،تم ت�أييده ب�أغلبية ون�ص القانون على ما يلي: � 63صوت ًا مقابل ّ .21 ّ 1ـ �إن قانون دولة �إ�سرائيل و�صالحياتها و�إداراتها� ،ستطبق على مرتفعات الجوالن. 2ـ يعمل بهذا القانون فور موافقة الكني�ست. 3ـ يكلف وزير الداخلية يو�سف بورغ بتنفيذ هذا القرار. ب ��ر ّر بيغ ��ن �إ�ص ��دار قانون ال�ض ��م بقوله� :إن �س ��وريا ال تقب ��ل االعتراف ب�إ�س ��رائيل �أو التفاو�ض معها م�ست�شهد ًا بت�صريح الرئي�س حافظ الأ�سد ل�صحيفة الر�أي العام الكويتية في 1981/12/13والذي قال فيه� :إن �س ��وريا لن تعترف ب�إ�س ��رائيل حتى لو اعترف بها الفل�س ��طينيون( .)8و�أ�ض ��اف بيغن :لقد ح ��ان الوقت التخاذ قرارات م ��ن جانب واحد، مدّعي� � ًا �أن الجوالن كانت في الما�ض ��ي جزءا من الأرا�ض ��ي الفل�س ��طينية ،و�أنها �أعطيت اعتباطي ًا ل�سوريا. حزب العمل المعار�ض الذي ا�ش ��ترك نياب ًة عنه في الت�ص ��ويت خم�س ��ة ع�ش ��ر ع�ضو ًا، �س ��بعة منهم وافقوا على الم�ش ��روع ،فيما عار�ض ��ه الثمانية الباقون .وكان �شمعون بيريز
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد رئي�س الح ��زب �آنذاك والموجود في الواليات المتحدة ،طال ��ب نوابه بالعمل على ت�أجيل االقت ��راع ولي�س رف�ض ��ه ،و�إتاحة الفر�ص لمناق�ش ��ات �أو�س ��ع في هذا المج ��ال� .أما �آرييل �ش ��ارون وزي ��ر الح ��رب� ،أك ّد �أن �إ�س ��رائيل م�س ��تعدّة لأي احتمال ع�س ��كري عل ��ى الجبهة ال�سورية ،و�أنها لن تتراجع عن قرار ال�ضم الذي �أ�صدرته. رد المواطنين ال�سوريين في الجوالن المحتل على القرار الإ�سرائيلي: �أول ردود الأهالي ،جاء في ،1979/1/16حيث �أ�صدر حوالي 1200مواطن من �أبناء اله�ضبة م ّذكرة ردّوا فيها على م�شروع ت�سليم الهوية الإ�سرائيلية لهم ،برف�ض هذا العمل جمل ًة وتف�صي ًال ،حيث جاء في الم ّذكرة :ال ي�سعنا �إال �أن ن�ؤكد من جديد ،و�أن نعلن للملأ، �أن ��ه مهم ��ا طال ليل االحت�ل�ال علينا ،فلن نتنازل ع ��ن هويتنا ،وعن كوننا �س ��وريين .تال ذلك ،توجيه بيان للر�أي العام العالمي والإ�س ��رائيلي ،ك ّذبوا فيه ادعاءات �إ�س ��رائيل� ،أن �سكان الجوالن �س ّلموا ب�أمر االحتالل. في تاريخ ،1981/3/25عقد اجتماع حا�ش ��د في بلدة مجدل �ش ��م�س ،ح�ض ��ره �آالف المواطنين من جميع القرى� ،أ�ص ��دروا خالله وثيقتهم الوطني ��ة ،التي حددوا بموجبها ن�ص الوثيقة كام ًال. م�سيرة حياتهم اليومية ،وتعاملهم مع العدو ،ومع بع�ضهم .وهذا ُّ الوثيقة الوطنية للمواطنين ال�سوريين في المرتفعات ال�سورية المحتلة نح ��ن المواطن ��ون ال�س� �ــــــوريون في المرتفع ��ات ال�س� �ـــــورية المـــحــــتلة ،ن ��رى لزاماً علين ��ا �أن نعل ��ن لكل الجهات الر�س� �ــــمية وال�ش� �ـــــعبية في العالم �أجم ��ع ،ولمنظمة الأمم المتح ��دة وم�ؤ�س�س ��اتها ،ولل ��ر�أي الع ��ام العــــالم ��ي والإ�س� �ـــرائيلي ،ومن �أج ��ل الحقيقة والتاريخ ،وب�ص ��راحة وو�ض ��وح تامين عن حقيق ��ة مــــوقفنا من االحــــتالل الإ�س ��رائيلي، ود�أب ��ه الم�س� �ــــتمر البت�ل�اع �شــــخ�ص ��يتنا الوطـــنية ،ومحاولته �ض ��م اله�ض ��بة ال�س ��ورية المحتل ��ة حين� � ًا ،وتطبي ��ق القانون الإ�س ��رائيلي علينا حين� � ًا �آخر ،وج ّرنا بط ��رق مختلفة لالندماج بالكيان الإ�سرائيلي ،واالن�صهار في بوتقته ،ولتجريدنا من جن�ســــيتنا العربية ال�س� �ــــورية ،التي نعت ُّز ونت�ش� � ّرف باالنت�س ��اب �إليها ،وال نريد عنها بدي ًال ،والتي ورثناهـــا ع ��ن �أجدادنا الك ��رام ،الذين تحــــدّرنا من �أ�ص� �ــــــالبهم ،و�أخــــذنا عنه ��م لغتنا العربية التي نتك ّلمــــها بكــــل فخر واعتزاز ،ولي�س لنا لغـــة قومية �ســـواها ،و�أخذنا عنهم �أرا�ضينا وجد الإن�س� �ـــان العربي في هذه البالد قبل الغالية على قــلوبنا وورثناها �أب ًا عن جد منذ ُ �آالف ال�سنين. �أرا�ض ��ينا المجبولة بعرقنا وبدماء �أهلنا و�أ�س�ل�افنا ،حيث لم يق�صروا يوم ًا في الذود عنه ��ا وتحريره ��ا من كل الغزاة والغا�ص ��بين على م ��ر التاريخ ،والتي نقط ��ع العهد على �أنف�سنا �أن نبقى ما حيينا �أوفياء ومخل�صين لما خلفوه لنا ،و�أن ال نفرط ب�شيء منه مهما طال زمن االحتالل الإ�س ��رائيلي ،ومهما قويت ال�ض ��غوط علينا من قبل ال�سلطة المحتلة لإكراهن ��ا �أو �إغرائنا ل�س ��لب جن�س ��يتنا ،ولو ك ّلفن ��ا ذلك �أغلى الت�ض ��حيات ،وهذا موقف بديهي وطبيعي جد ًا �أن نقفه ،وهو موقف كل �ش ��عب يتع ّر�ض كله �أو جزء منه لالحتالل. وانطالق ًا من �ش ��عورنا بالم�س� ��ؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا تجاه �أنف�س ��نا و�أبنائنا و�أجيالنا القادمة �أ�صدرنا هذه الوثيقة. 1ـ ه�ضبة الجوالن المحت ّلة ،هي جزء ال يتجز�أ من �سوريا العربية. 2ـ الجن�س ��ية العربية ال�س ��ورية� ،ص ��فة مالزمة لنا ال تزول ،وهي تنتقل من الآباء �إلى الأبناء. 3ـ �أرا�ض ��ينا ه ��ي ملكية مقد�س ��ة لأبناء مجتمعنا ال�س ��وريين المحتلي ��ن ،وكل مواطن ت�سول له نف�سه �أن يبيع �أو يتنازل �أو يتخلى عن �شبر منها للمحتلين الإ�سرائيليين يقترف ُّ جريمة كبرى بحق مجتمعنا ،وخيانة وطنية ال تغتفر. 4ـ ال نعترف ب�أي قرار ت�ص ��دره �إ�س ��رائيل من �أجل �ض ّمنا للكيان الإ�سرائيلي ،ونرف�ض رف�ض ًا قاطع ًا قرارات الحكومة الإ�سرائيلية الهادفة �سلبنا �شخ�صيتنا العربية ال�سورية. 5ـ ال نعترف ب�ش ��رعية المجال� ��س المحلية والمذهبية ،لكونه ��ا عي ّنت من قبل الحكم الع�س ��كري الإ�سرائيلي وتتلقى تعليماتها منه ،ور�ؤ�ساء و�أع�ضاء هذه المجال�س ال يمثلوننا
ب�أي حال من الأحوال. 6ـ �إن الأ�شخا�ص الراف�ضين لالحتالل من خالل مواقفهم الملمو�سة ،والذين هم من كافة قطاعاتنا االجتماعية ،هم الجديرون والم�ؤهلون للإف�ص ��اح ع ّما يختلج في �ضمائر ونفو�س �أبناء مجتمعهم. 7ـ كل �شخ�ص من ه�ضبة الجوالن ال�سورية المحتلة ،ت�س ّول له نف�سه ا�ستبدال جن�سيته بالجن�س ��ية الإ�س ��رائيلية ،ي�س ��ئ لكرامتنا العامة ،ول�ش ��رفنا الوطن ��ي والنتمائنا القومي ولديننا وتقاليدنا ،ويعتبر خائنا لبالدنا. 8ـ ق ّررن ��ا ق ��رار ًا ال رجعة فيه وهو :كل من يتجن�س بالجن�س ��ية الإ�س ��رائيلية� ،أو يخرج عن م�ض ��مون هذه الوثيقة ،يكون مجحود ًا ومطرود ًا من ديننا ومن ترابطنا االجتماعي، ويح� � ّرم التعامل معه� ،أو م�ش ��اركته �أفراح ��ه و�أحزانه �أو التزاوج معه� ،إل ��ى �أن يق َّر بذنبه ويرجع عن خط�أه ،ويطلب ال�سماح من مجتمعه ،وي�ستعيد اعتباره وجن�سيته الحقيقية. لق ��د اعتمدنا هذه الوثيقة ،م�س ��تمدّين العزم من تراثنا الروحي والقومي والإن�س ��اني الأ�ص ��يل ،الذي ًّ يح�ض ��نا على حف ��ظ الإخوان ،والأم ��ر بالمعروف ،والنه ��ي عن المنكر، والوفاء العميق للوطن 25.ـ 3ـ1981 في ،1981 / 12 / 14كما �سلف� ،صدر القانون الإ�سرائيلي ب�ضم المرتفعات ال�سورية المحتل ��ة ،حيث قوبل هذا القرار بالرف�ض القاطع واال�س ��تنكار الع ��ام ،فقام المواطنون بمهاجمة ال�سيارات الع�سكرية وترديد العبارات المنددة ب�إ�سرائيل ،تاله �إ�صدارهم ندا ًء يدعو �إلى �إ�ضراب �شامل لمدة ثالثة �أيام في اليوم الثاني ل�صدور القرار. رادي ��و �إ�س ��رائيل� ،أذاع ف ��ي � 1981 / 12 / 27أن الحركة التجاري ��ة في قرى الجوالن توقفت تمام ًا .و�أغلقت المدار�س وامتنع العمال عن الذهاب �إلى �أماكن عملهم )9(.مما دف ��ع قوات االحتالل �إلى �إعالن حالة الت�أهب الق�ص ��وى ،وقال ��ت وكالة رويتر في التاريخ نف�س ��ه� :إن القوات الإ�سرائيلية اعتقلت عدد ًا كبير ًا من المواطنين �إثر �إعالن الإ�ضراب. (� )10أم ��ا وكال ��ة فران�س بري� ��س ،قالت في تقرير لها من مجدل �ش ��م�س في / 12 / 17 � :1981إن المواطني ��ن ال�س ��وريين تجمعوا في ميدان كبير ،وهم يتابعون �إذاعة دم�ش ��ق، لمواكبة الردود ال�سورية المحتملة)11(. ا�س ��تكما ًال لت�ص ��عيد المقاوم ��ة� ،ش ��هدت بل ��دة مجدل �ش ��م�س ف ��ي 1981 / 12 / 18 مظاهرة عارمة ،حمل المواطنون خاللها �أعالم ًا �س ��وداء معلنين ا�س ��تياءهم ورف�ض ��هم للقرار الإ�س ��رائيلي ،ما دفع رئي�س لجنة الم�س ��توطنين في الجوالن المحتل لتقديم طلب �إلى الجنرال داني مات ،الم�س� ��ؤول عن المناط ��ق المحتلة ،يحثه فيه على �إبقاء الأحكام الع�سكرية في الجوالن ،حتى بعد �ضمها ،نظر ًا لت�صاعد مقاومة الأهالي فيه. خالل الفترة الآنفة الذكر من � 14إلى 18كانون �أول ،1981قامت القوات الإ�سرائيلية بحمالت مداهمة وتفتي�ش واعتقال ،طالت العديد من �س ��كان القرى المحتلة� .ص ��حيفة االتحاد الناطقة با�س ��م الحزب ال�ش ��يوعي الإ�س ��رائيلي (راكاح) ،ذك ��رت �أن �إجراءات الجي�ش الإ�سرائيلي في قرى الجوالن لن تثني �سكانه عن اال�ستمرار بمقاطعتهم لدوائر الحاكم الع�سكري ،ورف�ضهم للهوية الإ�سرائيلية. �أم ��ا رئي�س �أركان الجي�ش الإ�س ��رائيلي رفائي ��ل �إيتان� ،أعلن بعد عــــــ ��دة �أيام �أنه من الممكن ا�س ��تدعاء �س ��كان اله�ض ��بة في �أي وقت لت�أدية الخدمة الع�س� �ـــكرية في الجي�ش الإ�س ��رائيلي .ثم ت�ل�اه تهــــديد ي�س ��رائيل كينغ ،حاكم ل ��واء ال�ش� �ـــــمال للأهالي بالويل والثبـــور �إذا وا�صلوا رف�ضهـــم للهوية الإ�سرائيلية. وفي الإطار نف�سه� ،ص ّعدت �إ�سرائيل من �إجراءاتها القمعية ،فبد�أت حمالت المطاردة والتفتي� ��ش واالعتق ��ال ،وفر� ��ض الأحكام الجبري ��ة وحظر التجول على ال�س ��كان ،وقامت بتبديل �أرقام ال�س ��يارات العائدة ل�س ��كان الجوالن ب�أرقام مدنية �إ�س ��رائيلية ،و�إجراءات تمهيدية �ض ��اغطة �أخرى كتمهيد لتطبيق قرار ال�ضم ،ف�أعلنت الجوالن منطقة ع�سكرية مغلقة يحظر الدخول �إليها والخروج منها �إال بت�صريح ع�سكري. بذلك ،تكون �آلية القمع الع�سكرية الإ�سرائيلية فر�ضت واقع ًا مت�أزِم ًا في قرى اله�ضبة ال�س ��ورية ،حيث عا�ش ال�س ��كان في الفترة ما بين �ص ��دور قرار ال�ضم �إلى تاريخ �إعالنهم �إ�ض ��رابهم الكبير المفتوح ،في الرابع ع�ش ��ر من �ش ��باط عام 1982حالة غليان �ش ��عبي ومواجهات م�ستمرة و�ضغوطات دائمة متجددة ،و�صوال �إلى الإ�ضراب.
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الإ�ضراب الكبير
اقت�ص ��رت جهود العالم �أجمع ،والدول العربية ،و�س ��وريا على وجه الخ�ص ��و�ص ،على كونها مبادرات كالمية ونظرية وعاجزة عن ردع �إ�سرائيل ،التي لم تتراجع عن قرارها، بل �صعدت من نقمتها و�إجراءاتها القمعية بحق �سكان المرتفعات ال�سورية. قرر �أهالي الجوالن مواجهة �إ�س ��رائيل على طريقتهم .فبعد ف�ش ��لها بفر�ض جن�سيتها على �سكان المرتفعات ال�سورية المحتلة ،بادرت �إ�سرائيل �إلى �إقرار ت�شريع �ضم الجوالن م�صعدة �إجراءاتها القمعية بحق المواطنين ال�سوريون ،من اعتقاالت �إدارية �إلى حمالت تفتي�ش ومداهمة ،و�إعالن منطقة الجوالن منطقة ع�سكرية مغلقة. ورد ًا على ذلك ،عقد �س ��كان اله�ض ��بة اجتماع ًا في خلوة مجدل �ش ��م�س ،قرروا خالله �إعالن �إ�ضرابهم المفتوح وال�شامل في � .1982/2/14صحيفة ه�آر�س الإ�سرائيلية ،كتبت في افتتاحيتها بعد يومين :يخطئ من يعتقد �أنه باالعتقال وغيره من ممار�س ��ة �سيا�س ��ة اليد الحديدية ،يمكن �إخماد مقاومة �س ��كان الجوالن� )12(.أما �ص ��حيفة عل هم�شمار، كتب ��ت ف ��ي اليوم نف�س ��ه :ربما تفلح �سيا�س ��ة الي ��د الحديدية في ك�س ��ر الإ�ض ��راب وملء ال�سجون ،لكنها لن تزيد من الت�أييد لإ�سرائيل)13(. �إن �إعالن الإ�ض ��راب ،جاء �ض ��ربة قا�سية لإ�س ��رائيل وغير متوقعة ،فمواطنو الجوالن التزموا بالقرار ال�شعبي ب�شكل تام ،حيث �أغلقت المحالت التجارية ،وتوقف المزارعون ع ��ن �أعمالهم ،و�أغلقت المدار�س �أبوابه ��ا ،ولم يذهب العمال �إلى �أماكن عملهم ،ما دعا �إ�س ��رائيل �إلى ف�ص ��ل العاملي ��ن وحرمانهم م ��ن كل حقوقهم .كما �ألغ ��ت المقابالت مع الأق ��ارب في �س ��وريا ،والتي كانت تتم في المنطقة المعزولة ال�س�ل�اح ،الت ��ي تبعد �أمتار قليلة عن مجدل �ش ��م�س ،وذلك �أيام الحكم الع�س ��كري لله�ضبة .تال ذلك ،التهديد الذي �أطلقه �آرييل �شارون ،ومردخاي ت�سيبوري لل�سكان بالطرد� ،إذا هم وا�صلوا رف�ض القانون الإ�س ��رائيلي .كما امتنعت العيادات التابعة لدائرة الخدمات ال�ص ��حية الإ�سرائيلية عن ا�ستقبال �أي مواطن �سوري ال يحمل الجن�سية الإ�سرائيلية.
�أدى هذا الت�ص ��عيد الإ�سرائيلي �إلى زيادة نقمة الأهالي ،ما حدا ب�إ�سرائيل للجوء �إلى دفع ع�ض ��و الكني�ست الليكودي المت�شدد� ،أمل ن�ص ��ر الدين للقيام بو�ساطة لدى ال�سكان لردم الهوة بين الطرفين ،وجاء رد �أهالي الجوالن ب�أنهم يرف�ضون حتى مجرد �أ�ستقباله، �أو وجوده على �أر�ض ��هم� .أر�س ��لت وزارة الحرب بعدها ممث ًال عنها بتاريخ 1982/2/20 لحث الأهالي على قبول الجن�سية الإ�سرائيلية ،والت�أكيد �أن �إ�سرائيل لن تجبرهم على �أن يكونوا �صهاينة ،و�إنما مواطنين م�سالمين وح�سب. جاء الرد ال�ش ��عبي حا�س ��م ًا ،راف�ض� � ًا ال�س ��تالم الجن�س ��ية ،وطالب الأهالي المندوب الإ�س ��رائيلي ب�إطالق �سراح المعتقلين ،ولم �شمل العائالت على جانبي خط وقف �إطالق النار ،وطالبوا من خالله وزير الحربية �ش ��ارون ،التعهد ب�ش ��كل مكتوب بعدم �إلزام �أبناء الجوالن بالخدمة ب�صفوف جي�شه)14(. بعد ف�ش ��ل الو�سيط ال�سالف الذكر ،زار الجنرال �أمير دروري قائد المنطقة ال�شمالية قرى الجوالن ،طالب ًا من الأهالي فك الإ�ض ��راب ،محذر ًا وم�ؤكد ًا �أن قرار حمل الجن�سية الإ�س ��رائيلية ال يحتم ��ل الت�أوي ��ل ،م�ض ��يف ًا �أن �إ�س ��رائيل وحدها هي من يق ��رر ،و�أن على ال�س ��كان الطاعة وااللتزام ،مهدد ًا �أنه �سيتم ترحيل كل من يرف�ض الجن�سية الإ�سرائيلية �إلى داخل الأرا�ضي ال�سورية. ل ��م تلق محاولة دروري الأخيرة حظ ًا �أوفر من �س ��الفتها ،م ��ا دفع قوات االحتالل �إلى �إغالق القرى الأربع بقرار ع�س ��كري ،وفر�ض ح�صار خانق على ال�سكان ،تم خالله قطع ال�ص ��لة بي ��ن الق ��رى الأربع ،ومنع الدخ ��ول �إليها �أو الخ ��روج منها .كما قل�ص ��ت المياه، وقطع التيار الكهربائي ،وفر�ض ��ت ال�س ��لطات حظر ًا على و�ص ��ول الم ��واد الغذائية .مما دفع ال�س ��وريين لإر�س ��ال قوافل محملة بالمواد الغذائية والأدوي ��ة �إلى المنطقة المعزولة ال�س�ل�اح ،المحاذية لبلدة مجدل �ش ��م�س في ،1982/2/26لكن الإ�س ��رائيليين رف�ض ��وا ال�سماح لها بالدخول. ف ��ي خ�ل�ال ذل ��ك ،داهمت ق ��وات االحت�ل�ال الإ�س ��رائيلي البي ��وت معتقلة ع ��ددا من
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد المواطني ��ن ،ومرفق ��ة ذلك با�ستعرا�ض ��ات ع�س ��كرية لجنودها داخل الق ��رى ،ثم حظر التجول على �سكانها ،ومنعت الأطباء والم�ساعدات المقدمة من ال�ضفة الغربية والجليل والنا�ص ��رة من الو�ص ��ول �إلى المنطقة ،كما منعت مر�ض ��ى اله�ض ��بة من الخروج للعالج خ ��ارج قراهم� .إ�ض ��افة �إلى منعها ال�ص ��حفيين من الدخ ��ول �إلى الجوالن للك�ش ��ف عن الواقع الم�أ�س ��اوي الذي يعي�شه الأهل .حتى الموا�شي� ،أخ�ضعتها �إ�سرائيل لقرارات حظر التجول ،ولم تتّردد من ت�صويب بنادقها على الرعاة الذين لم يلتزموا به. َ راح الو�ضع يزداد �سوءا في اله�ضبة يوم ًا بعد يوم ،و�أخذت �إ�سرائيل تـَ َتفنن في ابتكار و�س ��ائل الإرهاب والقم ��ع ،فزجت بعدد كبير من جنودها في �ش ��وارع الق ��رى ،وك�إجراء تخويفي �آخر ا�س ��تقدمت قوات العدو عدد ًا م ��ن المجنزرات الحربية ،التي راحت تجوب ال�شوارع لي ًال نهار ًا ،في محاولة لدب الرعب في قلوب الأهالي. وف ��ي ه ��ذه الفترة ،تمكن ع ��دد من ال�ش ��بان من تهريب بع�ض الر�س ��ائل التي ت�ش ��رح واقعه ��م ال�ص ��عب ،ما دفع العديد م ��ن الإ�س ��رائيليين �إلى االحتجاج �أم ��ام مكتب رئي�س الحكوم ��ة ،وتنظيم مظاهرات في القرى والمدن العربية في �إ�س ��رائيل .كذلك قام عدد من المحامين العرب واليهود بجهود جبارة لإي�ص ��ال �ص ��وت �أح ��رار الجوالن �إلى الر�أي العام العالمي والمنظمات الدولية والإن�سانية. و�إثر تدهور الأو�ضاع في الجوالن ،توجه �أربعة نواب من الجبهة الديمقراطية لل�سالم والم�ساواة �إلى قرى الجوالن لالطالع على �أو�ضاعهم عن كثب ،لكن قوات الجي�ش منعتهم م ��ن دخوله ��ا ،ما حدا بهم �إلى �إ�ص ��دار مذكرة �إلى ال ��ر�أي العام الإ�س ��رائيلي والعالمي، و�صفوا فيها حقيقة ما يجري في الجوالن. عق ��ب تلك الحادث ��ة �أدانت �ص ��حيفة ه�آرت�س ف ��ي افتتاحيتها بتاري ��خ 1982/ 3 /15 ممار�س ��ات �إ�س ��رائيل في الجوالن ،ومثله ��ا فعلت دافار وعل هم�ش ��مار )15(.في الإطار نف�سه� ،أحكمت �إ�سرائيل ح�صارها ،وكان حليب الأطفال نفذ ،والأمرا�ض تف�شت حت ��ى بلغ عدد الأطفال الم�ص ��ابين بالح�ص ��بة ح�س ��ب بع�ض الإح�ص ��ائيات %40من مجموع من تقل �أعمارهم عن 14عام ًا. ف ��ي ه ��ذه الأثناء ،راح عدد م ��ن الجنود الإ�س ��رائيليين يجوبون الق ��رى ،معلنين عبر مكبرات ال�ص ��وت �أن كل من ال يتقدم بطلب الح�ص ��ول على الهوية الإ�س ��رائيلية حتى 1 ني�سان من العام نف�سه� ،سيقدم �إلى المحاكمة ويغرم بمبالغ طائلة. وبتاريخ ،1982 / 3 /17ا�س ��تيقظ �أهالي مجدل �شم�س على �أ�صوات �ألوف ال�سوريين الذين احت�ش ��دوا على الجانب ال�ش ��رقي لخ ��ط وقف �إطالق النار .فاندفع �س ��كان القرى لمالقاته ��م من خلف الأ�س�ل�اك ال�ش ��ائكة وحقول الألغ ��ام ،مما دفع بخم�س ��مائة جندي �إ�سرائيلي مدججين بال�سالح �إلى تفريقهم بالقوة. ا�ستمر هذا الو�ضع بالت�أزم حتى تاريخ ،1982 / 3 /31حيث ا�ستقدمت �إ�سرائيل با�ستقدام حوال ��ي � 16أل ��ف جندي �إل ��ى قرى اله�ض ��بة ،فمقابل كل طفل �أو �س ��يدة �أو �ش ��يخ كان هناك جندي �إ�س ��رائيلي مدجج بال�س�ل�اح ويزيد ،معززين بعدد كبير م ��ن المجنزرات والحافالت الع�س ��كرية ،مدعمين بالحوامات .عُ زلت قرى الجوالن تمام ًا عن العالم الخارجي ،وحو�صر �أهله ��ا ف ��ي خلوة مجدل �ش ��م�س ومحيطها ،حيث ح�ض ��ر �آرييل �ش ��ارون وزي ��ر الحرب وقائد المنطقة ال�شمالية �أمير دروري ،وهددا بق�صف الخلوة ومحيطها بمن فيهما. وفي �ص ��باح � 1982 /4/1أحكم تطبيق الح�ص ��ار ،وتوزع عدد من الجنود على �أ�سطح المن ��ازل ،ومن ��ع الأهالي من مغادرة بيوته ��م �أو حتى فتح �س ��تائر نوافذهم .ثم انطلقت قوات الجي�ش الإ�س ��رائيلي على �ش ��كل مجموعات ،كل منها تت�ألف من حوالي 15جنديا، دخلوا �إلى كل بيت في القرى الأربع. ً راح الجنود يدخلون المنازل م�س ��تخدمين الحوار والطرق الدبلوما�سية بادئا ،لإقناع الأهالي بت�س ��لم الهويات التي �أعدت لهم م�س ��بق ًا ،وما �إن يرف�ضونها ،حتى ينهال الجنود عليه ��م بال�ض ��رب ب�أعق ��اب بنادقهم ،ث ��م اعتقال من يقاوم بط�ش ��هم .حولت �إ�س ��رائيل المدار�س �إلى معتقالت ،بعد �أن خرب الجنود �أثاثها ،ولج�أت �إلى �أ�ساليب تعذيب بدائية وح�شية� ،إ�ضافة لإطالق النار على البع�ض ،والذي �أدى لإ�صابات بالغة الخطورة ا�س ��تمرت ه ��ذه الحملة ثالث ��ة �أي ��ام متوا�ص ��لة ،بتغطية ودع ��م كاملين م ��ن الإذاعة والتلفزة في �إ�س ��رائيل ،والتي حاولت عبث ًا ت�س ��ميم نفو�س المواطنين ،تار ًة بالإعالن �أن
وجه ��اء اله�ض ��بة وكبار ال�شخ�ص ��يات الوطنية فيها ا�س ��تلموا الهويات الإ�س ��رائيلية ،وما عل ��ى المواطنين �إال قبولها ،وتارة �أخرى بالتهديد و�إطالق الويالت على ال�س ��كان بهدف ال�ضغط والتخويف. ُفك الح�ص ��ار بعدها ،وكانت النتيجة ف�شل القوات الإ�س ��رائيلية بكل و�سائل الترغيب والقوة والتهديد و�إطالق الر�ص ��ا�ص بتوزيع الهوية الإ�س ��رائيلية على ال�س ��كان .وبعد فك الح�صار ،احت�شد الأهالي في �ساحات القرى الأربع ،جامعين الهويات التي تركها الجنود خلفهم في ال�ش ��وارع والأر�ص ��فة والأزق ��ة ،و�أمام �أعين الجنود وعد�س ��ات ال�ص ��حفيين، دا�سوها ب�أرجلهم وحرقوا بع�ضها ،وتم و�ضع بع�ضها الآخر في �صناديق ،ثم �أر�سلوها �إلى رئي�س وزراء �إ�سرائيل ،مناحم بيغن في ديوانه. نتيجة ما تقدم ،تكون �إ�س ��رائيل ف�ش ��لت في ك�س ��ر �ش ��وكة الإ�ض ��راب و�إرغام المواطنين عل ��ى ا�س ��تالم هوياتها .ومن جديد ،عادت المظاهرات والم�س ��يرات تجوب �ش ��وارع القرى، معلنة رف�ض ��ها لالحت�ل�ال ،وعازمة على اال�س ��تمرار في الرف�ض حتى تتراج ��ع حكومة بيغن ع ��ن ت�ش ��ريعها .و�إلى يومه الأخير ،ل ��م يخل يوم واحد م ��ن �أيام الإ�ض ��راب دون مظاهرات وا�ش ��تباكات م ��ع القوات المحتلة ،لكن ف ��ي مقابل ذلك كانت الأمرا�ض ا�س ��تفحلت ،والمواد التموينية تال�شت ،والأو�ضاع على كافة الأ�صعدة تدهورت حتى و�صلت �إلى حد غير معقول. كان ��ت �إ�س ��رائيل من جهته ��ا ،اعترفت للم�ل��أ بف�ش ��لها الذريع في تحقي ��ق مخططها في اله�ض ��بة ال�س ��ورية المحتلة ،فال �ض ��م الجوالن تحقق ،وال نجحت بفر�ض الجن�س ��ية الإ�س ��رائيلية والخدمة الإلزامية على �س ��كانها .مما دعاها �إلى التيقن با�ستحالة تطبيق �إجراءاته ��ا بكل ما تملك .وهكذا ،اقتربت نهاية الإ�ض ��راب بعد �أن حقق معظم �أهدافه، فدخل الأهالي في مفاو�ض ��ات مع �س ��لطات االحتالل عبر و�س ��طاء عرب وفل�س ��طينيين، بهدف الو�ص ��ول �إلى حل مقبول ين�س ��جم مع متطلبات ال�سكان ،تو�صل الجانبان فيها �إلى فك الإ�ضراب في 1982 /7/20بعد دخول �إ�سرائيل في حرب فا�شلة قادتها �ضد لبنان، وح�ص ��دت نتيجتها و ُمر �آثامها .يومها ،كان للن�ض ��ال في الجوالن طعم �آخر؛ وال �شك �أن الذين عاي�شوا تلك المرحلة يبكون دما� ،إذا ما قارنوها بـ “ن�ضال” اليوم ،وما ي�شوبه من ا�س ��تعرا�ض وم ��زاودة ونفاق!! َمن كان واعيا تلك المرحلة ،ول ��ه ذاكرة جيدة ،يعرف �أنه طوال كل تلك ال�سنين الخالدة في تاريخ الجوالنيين ،كان النظام ال�سوري ح�ساب ًا �ساقطا من كتابهم الن�ضالي ،ولم يكن هناك �أي ذكر له ،ولكل ما يتعلق به. اليوم� ،أ�ص ��بح الو�ضع مختلف ًا ،وان�ضم �أهالي الجوالن �إلى �شعبهم ال�سوري في تمجيد �أ�س ��باب بلوتهم واحتالل �أر�ض ��م ،ف�ص ��رنا نق ��ر�أ بيان ��ات وبرقيات موقعة با�س ��م �أهالي الج ��والن ،كما في البرقية الموجهة �إلى الم�ؤتمر القطري الأخير لحزب البعث ،تقول” : �أيها الرفاق ،نهنئكم ونهنئ �ش ��عبنا بانعقاد الم�ؤتمر القطري العا�ش ��ر لحزبنا ال�صامد، ال ��ذي دحر القهر والتخلف واال�س ��تبداد ،و�أ�ض ��حى نور ًا �س ��اطع ًا ،ب� � ّد َد مواطئ الظلمة، وبعث الحياة في كل بقاع الوطن الغالي ،ون�ش ��ر الأمن والحب والعطاء في كل بيت وحقل وم�ص ��نع ومعه ��د”! ول ��و �أن كاتب هذه ال�س ��طور يجزم �أن ه ��ذه البيان ��ات والبرقيات ،ال يعل ��م به ��ا �إال كتابها ،والذي ��ن ال يتجاوزون �أ�ص ��ابع اليد الواحدة؛ وه ��ي تُفب َرك ِمن غير علم الأهل ،وم�ض ��امينها ال تحوز على موافقة الغالبية العظمى من ال�سكان؛ �أو بيان على �ش ��اكلة الذي �ص ��در قبل �أيام بمنا�س ��بة ذكرى ال�ضم ،والذي ي�س ��اوي الجالد بال�ضحية، ب�شكل يثير الحيرة والده�شة واال�ستغراب ،في �إيراده ما يلي: “… .تحية لكل المعتقلين و�سجناء الحرية وال�ضمير في كل مكان. … ..التحي ��ة والح ��ب والتقدير لأبناء �ش ��عبنا ولجي�ش ��نا الوطن ��ي وقيادتنا ،وعلى ر�أ�سها ال�سيد الرئي�س ب�شار الأ�سد”. هك ��ذا ب ��د�أت م�س ��يرة �أهالي الج ��والن الكفاحي ��ة والن�ض ��الية ،وهذا ما انته ��ت �إليه؛ فالنظام نف�س ��ه الذي خ�س ��ر الأر�ض ،ع ��اد ليقب�ض ثمن تاريخ طويل م ��ن عذابات الأهل وت�ض ��حياتهم تحت االحتالل ،وبقرار من الأهل �أنف�س ��هم؛ �أو من بع�ض ��هم� ،إذا ا�س ��تقام القول!؟ �إنهم في المح�صلة جزء من �شعب �أج ِبر� ،أو وجد نف�سه م�ضطر ًا ،وفي �سابقة لم يح�صل لها مثيل في التاريخ ،على تمجيد خيباته وهزائمه وانك�ساراته ،وت�شييد التماثيل ونظم الأنا�شيد والقوافي لأ�صحاب تلك الهزائم والم�س�ؤولين عنها! ح�سان �شم�س
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الم�صادر : ( )1الجوالن ملحمة �صمود – نظير مجلي �ص 53-52 ( )2ا�ستراتيجية ال�صهيونية و�إ�سرائيل تجاه المنطقة العربية والحزام المحيط بها – حبيب قهوجي� -ص 51 ( )3نف�س الم�صدر – �ص 59 ( )4مرتفعات الجوالن – د .عبد ال�ستار قا�سم �-ص90 ( )5نف�س الم�صدر �ص92 ( )6الجوالن �سجل �أحداث �ص22 ( )7الجوالن �سجل �أحداث ـ م�صدر �سابق ـ نف�س ال�صفحة ( )8مرتفعات الجوالن ـ م�صدر �سابق �ص101 (� )9إذاعة �صوت �إ�سرائيل – 1981 / 12 / 27 ( )10وكالة رويتر – 1981 / 12 / 27 ( )11وكالة فران�س بري�س 1981 / 12 / 17 (� )12صحيفة ه�آرت�س 1982/2/16 (� )13صحيفة عل هم�شمار 1982/2/16 (� )14صحيفة ه�آرت�س 1982/2/21 (� )15صحيفة ه�آرت�س ـ دافار ـ عل هم�شمار 1982 / 3 / 15
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد الجوالن وثورة الحرية � : 2011سقوط ورقة التوت تقا�سيم َجوالنية على �إيقاع الثورة ال�سورية
الجوالن في قب�ضة النظام:
ورقة لعب �سيا�سي ،مبرر لقمع الحريات ،وق�ضية �شـعب متروك
مزاج موالي النظام في اله�ض ��بة ال�س ��ورية المحتلة لي�س في �أح�س ��ن �أحواله هذه الأيام؛ ذلك �أنّ �أكثر من ثمانين نا�شطا ومثقفا جوالنيا �أ�صدروا بيانا ،نهاية �آذار المن�صرم� ،أعلنوا فيه ‘انحيازهم الكامل ل�ش ��عبهم ال�س ��وري �ض ��د جالديه’ ،معتبرين �أن ‘كل َمن يقتل �شعبه خائ ��ن’ ،عل ��ى ما ورد في بيانهم .م ��ا زاد الطين بلة ،تنظيم حوالي � 150شخ�ص ��ا قبل مدّة اعت�ص ��اما في �ساحة مجدل �ش ��م�س دعما للثورة ال�سورية ،تبعه ب�أ�سابيع وقفة �شموع �صامتة لع�شرات الجوالنيين حدادا على �أرواح �شهداء الثورة. على المقلب الآخر ،ف�إن الموالين للنظام ،نظموا العديد من مظاهرات الت�أييد له خالل الفترة المن�ص ��رمة .بع�ض ه�ؤالء �أعملوا تخوينا ب�ش ��عبهم ال�س ��وري المنتف�ض على نظامه، متب ّنين خطاب ال�س ��لطة بحرفيته �ض ��د كل عا�ص عليها بل �إن عددا منهم دعا �أجهزة �أمن النظام ،عبر قنوات الإعالم الر�س ��مية ،ل�ضرب المتظاهرين بيد ِمن حديد ،مل�صقين بهم �شتى تهم التخوين والت�آمر على ‘الوطن وقيادته’ .فيما معار�ضو النظام ،بخالف الموالين، يرون �أن ال�ساحة تت�سع للجميع. عل ��ى ما يب ��دو� ،أنّ ثقافة الإق�ص ��اء والتخوين والت�ش ��بيح الت ��ي يعتمده ��ا النظام داخل الأرا�ض ��ي ال�سورية لها مثيلتها على ال�س ��احة الجوالنية ،مع فارق �أنّ لي�س فيها عنفا م�سلحا فمحازب ��و النظ ��ام يحاول ��ون فر�ض ر�ؤيته ��م على الآخرين بط ��رق تفتقد �إل ��ى الحد الأدنى ِمن ال�ش ��فافية والتعامل الإن�س ��اني في كثير من الأحيان �إ�ض ��افة �إلى ت�شوي�شهم الدائم على الم�ؤيدين للحراك ال�ش ��عبي ال�س ��وري ،و�أحيانا االعتداء الج�سدي على بع�ضهم ،ومحاولتهم منع و�س ��ائل الإعالم العربية والأجنبية التي تغطي الأن�شطة المناه�ضة للنظام في الجوالن المحتل .والحجة� ،أن تلك الو�سائل مت�آمرة على الوطن؛ وال توازن في تغطيتها بين الم�ؤيدين للنظام والمعار�ضين له. لكن الق�ش ��ة التي ق�ص ��مت ظهر البعير ،محدثة فرزا وا�ضحا على ال�ساحة الجوالنية ،هي نجاح الموالين بعد محاوالتهم المتك ّررة الت�ضييق على الم�ساندين للثورة ال�سورية في تمرير قرار ،عــــبر الهيئة الروحــــية ،يفر�ض مقاطعة دينية واجتماعية ووطنية على كل َمن يجاهر بموقف معار�ض .جاء ذلك الموقف ،بعد م�ش ��اركة َ نا�شطين جوالنيين في م�ؤتمر المعار�ضة ال ��ذي انعقد م�ؤخرا ف ��ي �أنطاليا؛ ما �أثار حفيظة العديدين هنا ،معلنين ا�س ��تنكارهم لذلك القرار وعدم التزامهم بكل ما ورد فيه .وفي وقت ُي�س� � َفح فيه الدم ال�س ��وري في كافة �أرجاء الوطن .يبدو �أن العديد ِمن الجوالنيين ،الذين ا�س ��تثمروا ‘�أجواء االنفتاح’ التي وف ّرها لهم المحتل �أ ّيما ا�س ��تثمار في مقاومته ورف�ض مخططاته ،ا�س ��تكثروا تلك القيمة على بع�ض ��هم محاولين َ ال�س ��بل ،تحت ذريعة عدم �ش ��رخ ال�ص ��ف الوطني ،وذلك فر�ض �أجندتهم ب�ش ��تى ُ عبر ح�ص ��ر الوالء للوطن ِمن بوابة الوالء للنظ ��ام الحاكم فيه الأمر الذي ال يحظى ب�إجماع �أهال ��ي الجوالن كما ُيخ َّيل لأ�ص ��حابه؛ فالحقيقة الوحيدة المطلقة هناَّ � ،أن الجوالن �س ��وري ب�أر�ض ��ه و�س� � ّكانه ،وكل ما عدا ذلك كان قاب ًال للنقا�ش والت�شريح واالختالف ،و�سيبقى .وه َو مخط ��ئ ،كل َم ��ن يحاول نقل ال�ص ��ورة ِمن هنا عل ��ى غير هذا النحو .من ��ذ نهاية ثمانينات القرن المن�صرم ،عمدت �إ�سرائيل �إلى ا�ستبدال �سيا�سة القب�ضة الحديدية بما ُ ا�صطلح على ت�س ��ميته �سيا�س ��ة ‘الكعكة المفتوحة’ التي تجبر كل مواطن جوالني على االنغما�س الق�س ��ري �أ ً وال ب�أول في عجلة الحياة الإ�س ��رائيلية ،عبر حرب اقت�ص ��ادية �ش ��عواء ،ال تبقي للمواطنين خيار ًا ،مح ّققة بتلك ال�سيا�سة نجاح ًا ال ُي�ستهان به .هنا ،دخل ن�ضال �أهالي الجوالن المحتل طوره ‘اال�ستعرا�ض ��ي ،الكرنفالي والمو�س ��مي’ ،دون �أي تدّخل مبا�شر ُيذكر ِمن ِقبل �سلطات االحتالل ،التي �أ�صبح تواجدها الع�سكري الغائب الأكبر في الطقو�س الن�ضالية التي يمار�سها المواطنون� ،إذ اقت�ص ��ر عمله ��م الوطني ،في معظمه ،على االحتف ��االت والبيانات وبرقيات الت�أييد �أو ال�شجب واال�ستنكار ،خال بع�ض الخاليا والتنظيمات هنا وهناك ،التي انطلقت من تلقاء نف�سها ،في محاولة لإزعاج العدو �أو �ضرب من�ش�آته. نوع ِم ��ن التوا�ص ��ل الدائم مع الوط ��ن ،لتغطي ��ة الفراغ الناتج عن ك�س � ِ�ر وبق�ص ��د خل ��ق ٍ القاع ��دة الذهبية‘ :حي ��ث يوجد احت�ل�ال توجد مقاوم ��ة’ ،والتي يتح ّمل النظام ال�س ��وري
كامل الم�س� ��ؤولية عنها ،م�ض ��اف ًا �إليها العزل المحكم الذي فر�ضته �إ�سرائيل على الأهالي، وجدت �إحدى الفئات االجتماعية �ض ��التها ،وذلك عبر متابعة الإعالم ال�س ��وري الر�س ��مي، وكلما �أدلى �أحد �أركان ال�سلطة بت�صريح �أو اتخذ موقفا ،ال َقو ُه تهلي ًال وتعظيم ًا و�إ�شاد ًة ،عبر برقيات ُيط ّيرونها �إلى دم�شق ،مو ّقعين �إياها با�سم ‘جماهير الجوالن’ ِمن دون الرجوع �إلى الأهال ��ي غالب الأحيان وعدا بيان واحد �ص ��در في الأيام الأخي ��رة ،و ّقعه عدد ِمن خ ّريجي جامعة دم�ش ��ق م ّمن ي�ؤيدون النظام ‘وم�س ��يرة الإ�صالح’ ،ف�إنّ ع�ش ��رات ،بل مئات برقيات الت�أييد ،يتناولها الإعالم ال�سوري ،ال يعرف ب�ش�أنها �إال كتّابها هذه هي ال�صورة في الجوالن المحتلِ ،من دون زيادة وال نق�ص ��ان ،وهذا ما يحتّم الإ�ش ��ارة �إلي ��ه ،لإزالة �أي التبا�س حول موقف الأهالي هنا� .أمور كالتي �سبق ذكرها ،تطفو على ال�سطح غالب ًا في �أوقات الأزمات، حي ��ث يختلط على بع�ض الأهالي حابل الأمور بنابلها؛ �س� � ّيما �أن �ش ��رائح جوالنية وا�س ��عة، ب�ض ��منها نخب متعلمة ،تعاني مما يمكن ت�س ��ميته بـ ‘فو�ضى م�شاعر وطنية’ ،تتجلى بنظرة جامدة ‘ثالثية الأبعاد’ لم�س� ��ألة االنتماء ،عمادها الأر�ض وال�ش ��عب والقيادة .فما ت�ش ��هده �س ��وريا هذه الأثناء ،انعك�س ب�ش ��كل �صارخ على الم�ش ��هد الجوالني ،محدثا فرزا وا�ضحا ال يمكن التغا�ض ��ي عنه �أو محاولة تمويهه �أو حتى االلتفاف عليه ،وهو ّ مر�ش ��ح للزيادة الحادة مع تطور الأحداث داخل الأرا�ض ��ي ال�سورية .فال�ساحة الجوالنية منق�سمة بين م�ؤيد للنظام ال�س ��وري ومعار�ض له منذ ع�شرات ال�سنين ،وهذا االنق�س ��ام طال حتى الأ�سرى في �سجون االحتالل الإ�سرائيلي. ال يمك ��ن بح ��ال ،نكران حقيق ��ة �أن فئة ِم ��ن الجوالنيين تدي ��ن بوالئها المطل ��ق للنظام ال�س ��وري وت�ؤمن ب�أبد ّيته ،منطلقة ِم ��ن قناعتها بدوره (الوطني ،المق ��اوم والممانع)؛ لكن فهم ما يدور على ال�س ��احة الجوالنية يتطلب الإ�ش ��ارة �إلى �أن ّ تدخل �أجهزة الأمن ال�س ��ورية ّ ت�ض ��اعف في العقدين المن�ص ��رمين �إلى حدود غير م�سبوقة ،تجلى ذلك في االنغما�س بكل �ش ��اردة وواردة في حياة الأهالي .زد على ذلك �س ��ماح النظام لمئ ��ات الطالب الجوالنيين ا�ستكمال درا�ستهم العليا في جامعة دم�شق منذ �أواخر �سبعينات القرن المن�صرم ،وتنظيم زيارات لرجال الدين �إلى الأماكن المقد�سة ال�سورية بداية الت�سعينات� ،إ�ضافة لفتح �أ�سواق الوط ��ن �أمام التف ��اح الجوالني اعتب ��ارا من عام ،2005وتخ�صي�ص ��ه تعوي�ض ��ات ومرتبات �ش ��هرية للمعلمي ��ن والمعتقلي ��ن وبع�ض الفئات التي قطعت �س ��لطات االحتالل الإ�س ��رائيلي �أرزاقها ،ج ّراء مواقفها المناه�ضة لها. �ش ��بكات الم�ص ��الح تل ��ك ،م�ض ��افا �إليها ما ي�س� � ّمى ‘هواج� ��س الأقلي ��ات’ والخوف على امتداداتهم الأ�س ��رية وعالقات القربى داخ ��ل الوطن ،وتح ّفظ البع�ض عن �إبداء �أي موقف وا�ض ��ح تجاه الحراك ال�شعبي ال�سوري وعنف ال�سلطة الذي يقابله خوفا ،بح�سب قناعتهم، ِمن ا�س ��تثمار �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي له� ،إ�ض ��افة �إلى انبالج �شريحة جديدة ‘موالية ب�شرا�س ��ة’ ،م�س ��تغلة حالة االنق�س ��ام بغية تلميع ما�ض يعتقد كثيرون هنا �أنه غير مجيد كل ذلك ،كان له �أبلغ الأثر في تحديد مواقف العديدين في الجوالن المحتل تجاه كل ما يحدث المنجمين على ال�ساحة ال�سورية .والحال ،ف�إنه حتى ولو جعل بع�ض الجوالنيين ِمن تنب�ؤات ّ و�ض ّريبي المندل � -ضيوف الف�ضائيات اللبنانية في ر�أ�س ال�سنة -بو�صلة لتحديد مواقفهم ال�سيا�س ��ية ،جازمين �أن الأ�سد �س ��يجتاز هذا القطوع وي�س� � ّلم القيادة �إلى ابنه ِمن بعده؛ �أو فا�ضت ‘م�شاعر الوفاء’ عند بع�ضهم الآخر ح ّد الخلط ،عن عمد �أو غير عمد ،بين الف�ضل والواجب بما يخت�ص بعالقة ال�س ��لطات ال�س ��ورية ب�أهالي اله�ضبة المحتلة ،ف�إن ما يمار�سه النظام بحق ال�ش ��عب ال�س ��وري وتتناقله و�س ��ائل الإعالم ،رغم محاولة ال�س ��لطات ال�سورية تكميمها ،جعل المقارنة ،لدى �شرائح جوالنية عديدة ،بين ممار�سات االحتالل الإ�سرائيلي والنظام ال�س ��وري الحا�ضر الأكبر ،في ظل رجحان هائل لك ّفة هول ما ُيمار�سه على ال�شعب ال�س ��وري ِم ��ن قمع وقتل وتدمي ��ر وتهجير على ال ��ذي يرتكبه االحتالل الإ�س ��رائيلي بحقهم ك�أبن ��اء �أر�ض محتلة ما ي�ض ��ع النظام ال�س ��وري ومواليه ،حيثما ُوج ��دوا ،في خانة المدانين ّ المنق�ضين على الآخرين �أو المخ ِّونين لهم. �أخالقيا ووطنيا ال ح�سان �شم�س
http://www.alquds.co.uk/indexasp?fname=data\2011\07\07-03\03qpt480.htm
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
وفاء الجوالن “ كن ��ا دوم ��ا حذري ��ن في ط ��رح مواقفنا و�آرائن ��ا تجاه ما يجري ف ��ي الوطن ،من تغييب للحري ��ات والديمقراطية والف�س ��اد وتغييب المواطن والمواطني ��ة .لكننا �أدركنا، وتحديدا بعد �أن ا�ست�شهد �أحد رفاقنا ،هايل �أبو زيد ،بعد ق�ضاء ع�شرين عاما في الأ�سر، �أدركن ��ا عمق ال�ص ��لة واالرتباط بي ��ن فقداننا لحريتنا داخل الأ�س ��ر وفق ��دان المواطن لحريته في ال�ش ��ام وعالمنا العربي عموما .نحن نرى اليوم هذه الأوطان �س ��جونا لي�ست �أقل من �س ��جننا ،ف�إذا كان �س ��جننا المادي ،واالحتالل في الجوالن ق�سم العزل في هذا ال�سجن الكبير ،ف�إن �أوطاننا العربية هي �سجون تقتل كل �إمكانية تحررنا من هذا العزل عن الوطن الأم .لقد �أدركنا ب�أن �أكبر توازن ا�ستراتيجي يمكن �أن نحققه كدول عربية هو منح المواطن حريته وحقه في ممار�سة الديمقراطية”. لم ت�أت هذه العبارات من فم �أي زعيم معار�ض ��ة يطمح �إلى ا�ستالم ال�سلطة �أو يدافع عن حقه في تحمل م�س�ؤوليته تجاه وطنه ،وال من قلم �أي مثقف حري�ص على فهم �أ�سباب عج ��ز البالد العربية ع ��ن مواجهة االحتالالت الأجنبية ،و�إنما على ل�س ��ان �أحد �ش ��باب المقاومة العربية في الجوالن ال�س ��وري المحتل الذي لم يتجاوز الع�ش ��رين من عمره �إال قلي�ل�ا ،في ر�س ��الة مهربة من ال�س ��جن بعثها لي �أح ��د زمالئه الذين عانوا مثله �س ��نوات ال�س ��جن الطويلة .الأ�سير وئام محمود عما�ش ��ة الذي كتب هذه الر�سالة يقبع في �سجون االحتالل اال�س ��رائيلي منذ �س ��نوات ،ي�ش ��كو فيها من العزلة التي يعي�ش ��ها �شعب الجوالن عن وطنه الأم ،وتلك التي يعاني منها الأ�س ��رى ال�س ��وريون الذين ق�ضى بع�ضهم �أكثر من ع�ش ��رين عاما في ال�س ��جن ،متروكين لم�ص ��يرهم ،من دون �أي اهتمام يذكر ،ال من قبل �سلطات بالدهم وال حتى من قبل الر�أي العام� .أو هكذا هم ي�شعرون على �أية حال .دخل وئام ال�سجن لأول مرة في ال�ساد�سة ع�شر من عمره ،وقبل �أن ينهي ال�سنوات الخم�س من محكوميته عام � ،1999أدين بع�شرين �سنة جديدة العام الما�ضي. بهذه العبارات ح�س ��م وئام ،من دون �أن يدري ربما ،نقا�ش ��ا نظريا ال يزال دائرا منذ �س ��نوات عديدة في العالم العربي يجعل فيه البع�ض من الدفاع عن الأوطان وا�ستقاللها ذريعة للت�س ��اهل في احترام حقوق الأفراد وم�صالحهم ،وت�أبيد العمل بقوانين اال�ستثناء واالح ��كام العرفية ،بينما يح ��ول البع�ض الآخر الدفاع عن ه ��ذه الحريات والحقوق �إلى غاية تتجاوز م�س ��ائل اال�س ��تقالل وال�س ��يادة لأنها ت�شكل م�صدر �ش ��رعيتهما �أ�صال .فقد اكت�ش ��ف ،في م�أ�س ��اة الجوالن المحتل من ��ذ 39عاما من دون �أي �أفق وا�ض ��ح للخال�ص، م�أ�س ��اة الوطن الأم نف�س ��ه ،ومن وراء ذلك الترابط الذي ال ينف�ص ��م بين الوطنية ،بما تعني ��ه من حر�ص على اال�س ��تقالل وال�س ��يادة والدف ��اع عن الأر� ��ض ،والوطنية من حيث ه ��ي احترام حق ��وق المواطنين والدف ��اع عن حرياته ��م الفردية وحقهم في الم�ش ��اركة الديمقراطية .ومن الملفت �أن يكتب وئام �أن �إدراكه لهذه العالقة قد ح�ص ��ل مبا�ش ��رة، كما ذكر في ر�س ��الته ،بعد وفاة ال�ش ��هيد هايل �أبو زيد ،الذي كان رمزا للكفاح البطولي لنخبة �ش ��باب الجوالن ،والتعبير الأنقى عن روح الت�ض ��حية ونكران الذات التي ميزتهم منذ بداية االحتالل ،وب�شكل خا�ص بعد �إعالن �إ�سرائيل قرار �ضمه �إليها عام .1982
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
بيان ل�سوريين من الجوالن المحتل
كي ��ف يمكن لإن�س ��ان �أن ال يرى ه ��ذه العالقة البديهية ،التي اكت�ش ��فها وئام بالتجربة الم ��رة ،بين حرية الوط ��ن والحريات ال�سيا�س ��ية ،و�أن ال يدرك �أن النظم التي ت�س ��تهين بحق ��وق مواطنيها وحرياتهم وكرامته ��م لي�س لديها �أي حافز للدفاع عنهم ،وال �أي مبرر كي ت�ض ��حي من اجلهم �أو تبذل جهودا لإخراجهم من �س ��جونهم .وكيف لها �أن ت�شعر بما ي�ش ��عر به الأ�سير من مهانة ومذلة واحتقار وانتقا�ص من الكرامة والإن�سانية فت�سرع �إلى فك �أ�سره في الوقت الذي تعتقد �أنها ال ت�ستطيع �أن ت�ستمر وال م�ستقبل ممكنا لها من دون تحويل �سجونها العديدة �إلى �أداة ت�أديب يومي ومدر�سة لت�صنيع العبودية. �س ��قط الجوالن في الأ�س ��ر ،ب�س ��بب الخط�أ في الح�سابات اال�س ��تراتيجية وال�سيا�سية والمزاودات التي قادت �إليها المناف�س ��ة على الزعامة بين النخب العربية .لكن �إذا كان �س ��قوطه هذا قد نجم ع ��ن �أخطاء فادحة في االع ��داد والتخطي ��ط والتدريب والتقدير والقي ��ادة ،ف�إن العجز عن تحريره ،بالطرق الع�س ��كرية �أو ال�سيا�س ��ية �أو بكالهما ،خالل العقود الطويلة الما�ضية ،كان وال يزال ثمرة االبتعاد المتزايد عن االلتزامات والح�سابات الوطنية ،واال�ست�س�ل�ام لهوى ال�س ��لطة ومنافعها و�أوهامها .وا�س ��تمر تحت االحتالل لأن الدفاع عن الم�صالح الخا�صة وتو�سيع دائرتها ،على ح�ساب الم�صالح العليا والجماعية، قد تحوال �إلى محور ال�سيا�س ��ة “الوطنية”� ،أو بالأحرى لأنهما حال محلها ،و�أرج�آ م�س�ألة ا�سترجاع الجوالن �إلى احتماالت تحوالت م�ستقبلية خارجة عن �أي �سيطرة وطنية .و�أكثر ف�أكثر تغيب �ص ��ورة الجوالن عن الوعي الفردي والجمعي �أمام �ضغط الم�شاكل الداخلية االقت�ص ��ادية واالجتماعية وال�سيا�س ��ية اليومي ��ة ،وتخبو مع انفراط عق ��د الوطنية الذي يواكب تغييب المجتمع وردعه عن االهتمام ب�ش� ��ؤونه العمومية .هكذا لم ي�س ��قط مو�ضوع ا�س ��ترجاع الأرا�ض ��ي المحتلة من �أجندة ال�س ��لطة الر�س ��مية وعقيدتها فح�س ��ب ،ولكنه �س ��قط �أي�ض ��ا من �أجندة الر�أي العام نف�سه ،بقدر ما �أحيل هذا الر�أي �إلى �آراء �شخ�صية و�أفرغ من محتواه العمومي ل�ص ��الح ا�ستراتيجيات الحفاظ على البقاء الفردية والعائلية والع�ش ��ائرية ،المتباينة والمتناق�ض ��ة والمت�ض ��اربة .فلم يعد التحرير اليوم بندا حقيقيا في جدول �أعمال �أي برنامج ر�سمي �أو معار�ض ،بل وال حتى بندا في الأجندة ال�سيا�سية. فالجوالن ق�ض ��ية م�ؤجلة اليوم بالن�س ��بة للجميع ،بانتظار �أن تحل الم�س ��ائل الأخرى التي تحتل �س ��احة الوعي وال�صراع ال�سيا�سي الداخلي والإقليمي .وهي تبدو م�ؤجلة �أكثر اليوم بقدر ما ي�شعر النظام �أنه دخل في معركة تقرير م�صيره والحفاظ على بقائه ،وبقدر ما ت�ش ��عر المعار�ضة �أي�ضا �أن ك�س ��ب الر�أي العام ل�صالحها �ضد النظام القائم يتوقف على ح�س ��م معركة التغيير ال�سيا�س ��ي و�إقامة نظام ديمقراطي يمثل جمي ��ع الفئات والتيارات ويعيد بناء العقد الوطني المنحل. هذا هو الو�ض ��ع الذي �أحبط �أ�س ��رى الجوالن كما �أحبط �شعبه الذي ينتظر منذ عقود عودته �إلى وطنه الأم وم�ش ��اركته في الحياة الوطنية .وهذا هو الو�ضع الذي دفع ب�أ�سرى الجوالن �إلى االنتقال مع بقية �أبناء وطنهم �إلى موقف المعار�ض ��ة ،واعتبار الو�ص ��ول �إلى �ض ��مان الحريات والحقوق الأ�سا�س ��ية لكل فرد هو الطريق الحتمية نحو تحرير الجوالن و�ض ��مان الحقوق الوطنية ل�س ��كانه .ومن دون ذلك ،كما يعتقد �أه ��ل الجوالن ،لن تخرج ق�ض ��ية الجوالن المحتل من حال ��ة الإهمال والتجاهل ولن تعود لت�ش ��كل �أولوية في قائمة جدول �أعمال الحكومات المتعاقبة .و�إذا كان �أهل الجوالن قد رموا ب�أنف�سهم في المعركة م ��ن �أجل الديمقراطية فلأنهم �أدركوا ،مثلهم مثل باقي مواطنيهم� ،أن م�ص ��ير الجوالن لن يح�س ��م ل�ص ��الح عودته �إلى الوطن الأم ما لم يح�س ��م النزاع ال�سيا�س ��ي واالجتماعي الداخلي ،الذي ارتهنت له ال�سيا�س ��ة ال�س ��ورية منذ �أحداث 1980الكارثية ،ل�صالح حكم ديمقراطي يمثل المجتمع ال�س ��وري ب�أكمله ويلغي احتكار ال�سلطة ويعيد ت�أ�سي�س الوطنية ال�س ��ورية و�أحياء روح المواطني ��ة المتكافئة ،على قواعد العدل والحرية والم�س ��اواة في الحقوق والواجبات والكرامة الإن�سانية. برهان غليون /كاتب ومفكر �سوري www.critique-sociale.blogspot.com/2006/03/blog-post.html
“�أنتم ال�ص ��وت ونحن �صداه” يا �شعبنا ال�سوري العظيم ،كثيرة هي المحن التي ابتُل َيت بها �ش ��عوب م�ش ��رقنا العربي ،الذي عرف �ش ��تى �أ�ص ��ناف االحت�ل�ال والتفتيت والقه ��ر على �أي ��دي الدخالء والأغراب ،لك ��ن البالء الأعظم الذي م ّيز ن�ص ��ف القرن الجور واال�ستعباد كان ،مِ ن غير ريب ،الأكثر وط�أة ووباال على المن�صرم ،ممث ًال ب�أنظمة َ �أوطاننا و�ش ��عوبنا� .إنّ ا�س ��تعرا�ض خطايا الديكتاتوريات العربية وموبقاتها لهو �ضرب مِ ن �ضروب ال َعبث ال �أكثر؛ كونها ،مِ ن الأ�سا�س ،قامت على الف�ساد والإف�ساد ّ المنظمين �ض ��مانا لديمومة �س ��يطرتها على رقاب العباد والبالد ،وما الإجراءات الترقيعية التي تلج� ��أ �إليه ��ا بين الفينة والأخ ��رى �إال ذ ّر للرماد في العيون ،فهي �أكث ��ر العارفين �أن �أي م�س ��عى ج� �دّي لإحداث تغيير فعلي في الواقع المعا�ش ال يعن ��ي �إال �أمرا واحدا ووحيدا، غي الأنظمة العربية وفجورها وبلطجتها وعنفها الفائ�ض هو �إعدام نف�س ��ها لنف�س ��ها! َب ُ ع ��ن كل ح� �دّ ،جع ��ل الكثيرين منا يخال �أنّ تج ّرع الذل �ص ��ار عند الع ��رب عادة؛ لت�أتي ث ��ورة البوعزيزي ف ��ي تون�س وبعدها م�ص ��ر وما �أعقبهم ��ا مِ ن ثورات وانتفا�ض ��ات في ليبيا واليمن وغير بلد عربي فتقلب الموازين ر�أ�س ��ا على عقب ،بعد ت�س ّلم ال�شباب دفة القيادة ،م�س ��تفيدين مِ ��ن توقهم العتيق لحري ��ة لم يعرفوها ،ومما و ّفرته لهم و�س ��ائل االت�ص ��ال من قدرة على االنت�شار و�سرعة الو�صول .و�أمام ما ت�شهده الميادين العربية، مِ ��ن ث ��ورات على �أنظم ��ة الب�ؤ�س ،التي تم ��ادت في ا�س ��تهتارها ب�ش ��عوبهاّ ، متخطية كل ُع ��رف ومنطق؛ مع ت�س ��جيلها عجزا فا�ض ��حا في توفير ح ّد �أدنى مِ ن �ش ��روط النهو�ض ب�ش ��عوبها والعي�ش الكريم� ،إن لم نقل �إنّ ه ّمها ،مِ ن الأ�س ��ا�س ،كان �إق�ص ��اء المواطنين عن حقهم في تقرير م�ص ��يرهم والم�ش ��اركة في �ص ��نع حا�ضرهم وم�س ��تقبلهم؛ و�أمام ما ن�ش ��هده مِ ��ن �إجرام و�إرهاب وحقد تمار�س ��ه هذه الأنظمة بحق �ش ��عوبها ،نعلن على ر�ؤو�س الأ�ش ��هاد ،انحيازنا الكامل لحق ال�ش ��عوب في الحرية والعي�ش الكريم ،ورف�ضنا كافة �أ�ش ��كال الظلم والقهر والإرهاب ،كائنا ما كان م�ص ��دره .ولأننا جزء ال يتجز�أ مِ ن وطننا ال�سوري ون�سيجه االجتماعي ،لنا ما له وعلينا ما عليه ،نعتقد جازمين �أن الو�ضع ال�س ��وري ال ي�ش ��كل ا�س ��تثناء عن مثيله العربي ،و�أنه الأجدر بالحرية ونف�ض غبار الذل والإرهاب الذي ُيمار�س بحقه ،معلنين �أن كل َمن يعتدي على �ش ��عبنا ال�س ��وري ،قتال �أو بط�ش ��ا �أو اعتقاال �أو تعذيبا �أو ت�ش ��ريدا �أو نهبا هو بمثابة عد ّو ،ال يختلف عن االحتالل الإ�س ��رائيلي قيد �أنمله ،كائنا َمن كان هذا الأحد! وجودنا تحت االحتالل الإ�س ��رائيلي لي�س معناه ب�أي حال وقوفنا على الحياد� .إننا في مطلق الأحوال امتداد طبيعي وحتمي ل�ش ��عبنا ال�س ��وري ،ول�شرائح وا�س ��عة منه ،تعتبر �أنّ ا�ستمرار الو�ض ��ع الراهن وتكري�سه �أمرا واقعا ،كان له كل الأثر في الو�ص ��ول �إلى الح�ض ��ي�ض الذي نحن فيه ،و�أنّ �إ�سرائيل كانت الم�س ��تفيد الأكبر م ��ن كل ذلك� .إن واجبنا الوطني والإن�س ��اني والأخالقي يحتم علينا االنحياز الكامل ل�شعبنا �ضد جالديه ،و�أن نكون �صدىً �صدّاحا ل�صوته ،مع و�ضع �أنف�س ��نا بت�ص ّرفه وتقديم كل ما ع ّز في �سبيل حريته وكرامته وعي�شه الكريم .فلم يعد مقبوال ،ب�أي ب�شكل ،الت�صرف بالوطن ومقدراته على �أنهما م�شاع ومزارع خا�صة ،يعيث بهم ��ا الفا�س ��دون ،ويتوارثها الأبناء عن الآب ��اء .و�إذ نتخذ هذا الموق ��ف ،ف�إنه لي�س �إال تعبيرا �صادقا عن الت�ص ��اقنا بهموم �شعبنا ال�سوري وتطلعاته الم�شروعة نحو ا�ستعادة حريت ��ه ومكانت ��ه التي تليق به بين الأم ��م ،وما هو �إال التزام ب ��روح “وثيقتنا الوطنية” وم ��ا تمليه علينا �ض ��مائرنا و�أخالقنا وارتباطنا العميق بوطننا ال�س ��وري ،غير مدّعين �أي �ص ��فة تمثيلية ل ّأي كان� ،إال لأنف�س ��نا .نعلم يقينا ما قد ت�ش� � ّكل هذه المبادرة ل�سكان يعي�ش ��ون في �أر�ض محتلة مِ ن ح�سا�سية؛ لكن ثقتنا مطلقة بح�صانتنا الوطنية وموقفنا الوا�ض ��ح الراف�ض لالحتالل الإ�س ��رائيلي و�أبعاد الم�ش ��روع ال�ص ��هيوني على �أر�ض ��نا. فالنظ ��ام لي�س هو الوطن ب�أي حال؛ حتى لو حاول ت�ص ��وير نف�س ��ه عل ��ى هذا النحو� .إن منب ��ع تحركنا ينطلق مِ ن م�س� ��ؤولية تاريخية وقناعة �أكيدة �أنّ “العيب على مِ ن ي�ص ��نع العيب” ولي�س على َمن ينتقده �أو ينف�ض الغبار عنه! نحن �ص ��مدنا في �أر�ض ��نا وقاومنا
محتلنا ب�صدورنا العارية ،دافعين الغالي والنفي�س للمحافظة عليها �سور ّية كما ورثناها ع ��ن �آبائنا و�أجدادنا ،لكن �إبقاءنا تحت االحتالل لي�س معناه �أن نكون �ش ��ياطين ُخر�س على ما يمار�سه النظام ال�سوري بحقّ �شعبنا مِ ن انتهاكات .فاالحتالل والقهر هنا �صنو للذل والبط�ش والقمع هناك ،وازدواجية الأحكام والمعايير لي�ست مِ ن �شيمنا و�أخالقنا ب�شيء� .إن ّ التلطي خلف �أنظمة الطوارئ وت�أبيدها بحجة المقاومة والممانعة وال�صراع مع العدو� ،أثبتت زيفها وعجزها عن ا�س ��ترجاع حبة واحدة مِ ن تراب الجوالن ،مبيحة �س ��ماء الوطن وبح ��ره وب ّره للعدو يجوبه في �أربع جهاته ،وم�ش ��رعة �أبوابه ل�ش ��تى �أنواع الف�س ��اد والإف�س ��اد والنه ��ب المنظم! ويقينن ��ا� ،أنّ تحرير الجوالن لن يك ��ون ممكنا �إال بتحري ��ر الوط ��ن مِ ن قيده .ف�ش ��عب محتل ،مقم ��وع ومقهور داخل وطنه ل ��ن يقوى على تحرير �أر�ض ��ه مِ ن �أعدائه! مِ ن هنا ،ف�إننا ن�ض ��م �ص ��وتنا �إلى �ص ��وت �شعبنا في الداخل ال�سوري ،متوجهين للنظام ب�أو�ضح العبارات� ،أن يبادر اليوم قبل الغد �إلى �إعادة الحق �إلى �أ�ص ��حابه ،والمبا�شرة برفع قانون الطوارئ و�إطالق الح ّريات العامة و�سراح جميع معتلقي الر�أي ورفع القيود عن الإعالم ،و�إلغاء المحاكم اال�ستثنائية ونتائج اال�ستطالع اال�س ��تثنائي الجائر لعام ،1962تمهيدا النتقال �س ��لمي وهادئ لل�س ��لطة ،يج ّنب الوطن ما ال تُحمد عقباه� .سيا�س ��ات م ّد الأيدي مِ ن قبل ال�ش ��عب وف�صائل المعار�ضة الوطنية ف ��ي الداخل التي قابلها النظ ��ام باالعتقال والبط�ش والترهيب وب ��ث بذور الفرقة بين مك ّونات المجتمع ال�سوري ،تقطع كل ال�شك بكل اليقين �أن النظام غير معني �إال ب�إبقاء �إحكامه على ال�سلطة وت�سلطه على رقاب العباد .فحكم ال�شعب عبر �أجهزة الأمن تارة وااللتف ��اف على مطالبه بمر�س ��وم هنا �أو ر�ش ��وة هناك تارة �أخرى ،لن يوقفا �س ��يرورة التغيير وحركة التاريخ .وبما �أنّ ر ّد النظام على احتجاجات �ش ��عبنا ال�س ��لمية ومطالبه الم�ش ��روعة جاء دمويا على نحو ما �ش ��هدناه ،مح ّوال �صدور ال�سوريين �أهدافا لر�صا�ص اق ُتطِ ع ثمنه مِ ن جيوبهم ومِ ن �أمام �أفواه �أطفالهم بحجة محاربة �إ�سرائيل؛ ف�إننا نعلنها على الملأ ،ولي�سمعها القا�صي والداني� ،أنّ “كل َمن يقتل �شعبه خائن” ،و�أنّ كل نقطة حجة على مهرقيها ،ولعنة تطارده ��م ولو بعد حين� .إنّ دم �س ��ورية تُراق� ،س ��وف تكون ّ قدرن ��ا هو العي� ��ش بحرية وكرامة ،ومنطق الحياة ي�ؤكد �أن ال�ش ��عب �أبق ��ى مِ ن ح ّكامه. لجور فوطن ح ّر ،ديموقراطي وعلماني ،يت�س ��اوى تحت �سقفه الجميع ،ولي�س فيه مكان َ وال ظلم وال طائفية بغ�ضاء هو ديننا وديدننا ،وهو جوابنا الأخير. عا�شت �سوريا حرة كريمة لجميع �أبنائها �سوريون مِن الجوالن المحتل
المو ّقعون: � .1أرواد �أيوب – �صيدالنية � .2أرواد خاطر – طالبة جامعية � .3أريج ايوب -نا�شطه � .4أك ��رم الحلب ��ي – فنان ت�ش ��كيلي � .5أمل زهرة – مو�س ��يقي � .6أمير بريك – طالب جامعي � .7أمير فخرالدين – طالب جامعي � .8أنيل خنجر – نا�شط � .9أيال �أبو�صالح – مهند�س معماري � .10إياد عما�شة – �صيدالني � .11إيهاب طربيه – �سينمائي .12 ادم ��ى ابو زيد -نا�ش ��طه .13الهام الحلبي -فنانه ت�ش ��كيليه .14اليا�س ن�ص ��راهلل - مهند�س كمبيوتر .15امين ابو جبل � -ص ��حافي .16ايمن الحلبي -فنان ت�ش ��كيلي .17 بهجت ال�ص ��فدي -مهند�س كمبيوتر .18ت�ش ��رين ابو �صالح -نا�شطة .19تما�ضر �أبو جبل – طالبة جامعية .20تي�س ��ير الحلبي -طالب جامعي .21جالء ابو جبل -ادارة اعمال .22جالء مرعي – م�ص ��ور �ص ��حافي .23جنان �شقير -نا�شطه .24جوالن �أبو �ص ��الح – طالب جامعي .25ح�س ��ان �شم�س – �صحافي .26ح�س ��ان مهنا ابو �صالح - نا�شط .27ح�سن نخله -مو�سيقي .28خزام فخر الدين -نا�شطه .29خوله ابراهيم طالب ��ه جامعي ��ه .30د .ب�ش ��ار �أيوب – مو�س ��يقي .31د .منير فخرالدين – �أ�س ��تاذجامعي .32د .نزيه بريك – مهند�س معماري .33دياال مداح -ت�ص ��وير �ض ��وئي .34
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد رامي نخله -مو�سيقي .35ربيع ال�صفدي .36رنان ال�س ��يد �أحمد – طبيب .37رندا مداح – فنانة ت�شكيلية .38زاهر بريك - طالب جامعي � .39س ��عيد مهنا ابو �ص ��الح مهند�س معماري � .40س�ل�امة ال�صفدي م�ص ��ور � .41س ��ليمان عما�ش ��ة – محام� .42ش ��ادي �أبو جبل – نا�ش ��ط � .43شادي عويدات -مو�سيقي � .44شحاده ن�صراهلل – مهند�س � .45ش ��ذى ال�صفدي – فنانة ت�شكيلية � .46شفاء �أبو جبل – محامية .47 �صالح المرعي -مهند�س كهرباء/مقاول � .48ص ��امويل الول ��ي -مهند� ��س كمبيوتر � .50ض ��ياء الحلب ��ي -فنان ت�ش ��كيلي .51 عاطف ال�ص ��فدي – �ص ��حافي .52عزت م ��داح -مهند� ��س .53ع�ص ��ام ابراهي ��م �ص ��يدالني .54ع�ل�اء ابو جب ��ل -طالبجامعي .55عالء خنجر – فنان ت�ش ��كيلي .56عمر �أبوجب ��ل – طبيب .57عمرو ابو �ص ��الح -طالب جامعي .58فادي رباح - اكاديم ��ي .59فرا�س مرع ��ي -طبيب .60 فهد الحلب ��ي -فنان ت�ش ��كيلي .61كرامة �ام .62ليلى ال�ص ��فدي �أبو �ص ��الح – مح � ِ طالب ��ه جامعي ��ه .63ماج ��دة الحلبي-طالب ��ة جامعي ��ة .64ماجدولي ��ن مرعي/ ال�صفدي -هند�س ��ة كمبيوتر .65مجدي ابو �ص ��الح (التتان) -طالب جامعي .66 محمد ا�س ��كندر ابو �ص ��الح -رجل اعمال .67محمد �ص ��الح الق�ض ��ماني – نا�ش ��ط .68محمد طربيه – مو�سيقي .69محمود محم ��ود -طبيب .70مر�س ��ال ابو �ص ��الح نا�ش ��ط .71معت ��ز �أب ��و جب ��ل – نا�ش ��ط .72مي�س �إبراهي ��م – طالبة جامعية .73 نادي ��ن ال�ص ��فدي -طالب ��ه جامعي ��ه .74 ناي ��ف فخرالدي ��ن – طبي ��ب بيطري .75 ن�ضال ال�ش ��وفي – قا�ص .76نعمت مرعي – مهند�س ��ة .77نه ��اد الحلبي -ر�س ��امه و�ص ��انعة خزف .78ه�شام ح�سين �أبوجبل – مو�س ��يقي .79وئ ��ام الحلب ��ي – طالب جامعي .80وائل �أبوجبل – طالب جامعي .81وائ ��ل طربي ��ه – فن ��ان ت�ش ��كيلي .82 وهيب �أيوب – نا�ش ��ط �سيا�س ��ي .83يا�سر خنجر – �شاعر� /أ�سير مح ّرر .84يو�سف ابراهيم -نا�ش ��ط
الجوالن ..مع ًا �ضد االحتالل و اال�ستبداد
�شارك معنا في الملف الرابع
"التنوع الطائفي في �سوريا ..بين التعددية الإيجابية و القنبلة الموقوتة"