عدد الخميس 29 كانون اول 2011

Page 19

‫بانوراما‬ ‫زراعة‬

‫‪2011‬‬ ‫لي‬

‫مح‬

‫اخلمي�س (‪ )29‬كانون �أول (‪ ) 2011‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )19‬العدد (‪) 1810‬‬

‫‪7‬‬

‫قوانين تهم القطاع بقيت في أدراج «النواب»‬

‫«الزراعة» تعاني من عدم االستقرار‬ ‫مع تعاقب أربعة وزراء خالل عام ونصف‬ ‫ال�سبيل ‪ -‬ع�صام مبي�ضني‬ ‫يعاين القطاع الزراعي من م�شكالت عديدة؛ تزداد عاماً بعد عام‪ ،‬من‬ ‫دون �أن تظهر يف الأفق �آمال حلل هذه امل�شكالت حتى الآن‪ ،‬ب�سبب �ضعف‬ ‫املوازنة‪ ،‬وتعاقب الوزراء الذين ال ترتاوح مدد بقائهم يف املن�صب الأربعة‬ ‫�شهور فقط‪.‬‬ ‫خالل �أقل من عامني؛ تعاقب على كر�سي الزراعة‪ :‬مازن اخل�صاونة‪،‬‬ ‫تي�سري ال�صمادي‪� ،‬سمري احلبا�شنة‪� ،‬أحمد �آل خطاب‪ ،‬ما جعل من الوزارة‬ ‫حقل جتارب لكافة التخ�ص�صات العلمية‪.‬‬ ‫يجمع خمت�صون يف حديث لـ»ال�سبيل» �أن العام ال زال ي�شهد تراجعاً‬ ‫وتدهوراً يف القطاع الزراعي؛ نتج عن عدم قدرة احلكومات على تنفيذ‬ ‫امل�شاريع‪ ،‬وي�شددون �أنه يجب على احلكومة �أن ال تنظر للقطاع الزراعي‬ ‫من منظور م�ساهمته يف الناجت املحلي الإج�م��ايل‪� ،‬إذ �أن م�سائل الأمن‬ ‫الغذائي والبعد االجتماعي للعائالت التي تعتمد على ال��زراع��ة؛ �أهم‬ ‫بكثري من �أن يتم التعامل معها باعتبارها جمرد �أرقام‪.‬‬ ‫يف نف�س ال��وق��ت؛ ي��رن��و امل��زارع��ون �إىل‬ ‫م�شاريع ق��وان�ين �ستدرج حتما على �أجندة‬ ‫جمل�س ال�ن��واب‪ ،‬من بينها قوانني الزراعة‬ ‫و�أرا� �ض��ي احل ��راج‪ ،‬وغ��رف��ة ال��زراع��ة‪ ،‬واحتاد‬ ‫املزارعني‪ ،‬وهي التي جتاوز بع�ضها يف البقاء‬ ‫يف �أدراج احل�ك��وم��ات م��دة ط��اول��ت الع�شرة‬ ‫�أعوام‪.‬‬ ‫وع�ل��ى ال �ع �م��وم‪ ،‬وب��رغ��م ق�ت��ام��ة امل�شهد‬ ‫ال��ذي يعي�شه ال�ق�ط��اع ال��زراع��ي على مدى‬ ‫�أعوام م�ضت؛ يقول وزير زراعة �سابق �إن من‬ ‫�أه��م الق�ضايا العابرة ل�سنوات مع اقرتاب‬ ‫نهاية العام؛ تعظيم القيمة امل�ضافة للزراعة‬ ‫ب�ح�ي��ث ت �ك��ون م��دخ�ل�ات الإن� �ت ��اج الزراعي‬ ‫حملية‪ ،‬وت�شغيل العمالة الأردنية يف القطاع‬ ‫ال ��زراع ��ي‪ ،‬وت�ن�ظ�ي��م ال� � ��وزارة يف ظ��ل �أزم ��ة‬ ‫احلمولة ال��زائ��دة من املوظفني‪ ،‬ومراجعة‬ ‫م�شروع ا�ستثمار الأرا�ضي الزراعية املمنوحة‬ ‫للأردن يف ال�سودان الذي مل ينفذ لغاية الآن‪،‬‬ ‫وم�ل��ف توقيف �صندوق املخاطر الزراعية‬ ‫حل�ين ت��وف��ر خم�ص�صات م��ال�ي��ة‪ ،‬وم�شاريع‬ ‫احل�صاد املائي‪.‬‬ ‫رئ �ي ����س احت� ��اد م ��زارع ��ي وادي الأردن‬ ‫ع��دن��ان اخل� ��دام ق ��ال �إن ال �ق �ط��اع الزراعي‬ ‫يحتاج �إىل م�ؤمتر وطني يف العام اجلديد‪،‬‬ ‫وح��ل م�شاكل العمالة ال��زراع�ي��ة وهروبها‬ ‫من القطاع‪ ،‬وتنفيذ ق��رار تخفي�ض �أ�سعار‬ ‫الكهرباء‪.‬‬ ‫وطالب ب�إن�شاء �شركة ت�سويق زراعية‪،‬‬ ‫وفتح �أ��س��واق ج��دي��دة‪ ،‬على �أن تكون �شركة‬ ‫ال�ت���س��وي��ق ج � ��زءاً م��ن م ��ؤ� �س �� �س��ات االحت� ��اد‪،‬‬ ‫وت�شجيع املزارعني ودعمهم لإقامة جتمعات‬ ‫�إنتاجية واحت ��ادات نوعية من �أج��ل تنظيم‬ ‫الإنتاج الزراعي‪ ،‬والتعاون مع احتاد الوادي‬ ‫فيما يت�صل بفتح �أو �إغالق �أبواب الت�صدير‪،‬‬

‫و�أن ت �ق��وم م ��ؤ� �س �� �س��ة الإق� ��را�� ��ض ال ��زراع ��ي‬ ‫بت�أجيل التح�صيالت كافة لهذا العام ب�سبب‬ ‫ال�ظ��روف املالية ال�صعبة التي يعاين منها‬ ‫امل��زارع��ون‪ ،‬كالتزامات مالية وق��رو���ض من‬ ‫بع�ض اجلهات املانحة للإقرا�ض الزراعي‬ ‫ترتتب على امل��زارع�ين‪ ،‬قائال �إن ع��ددا من‬ ‫املزارعني ينوون بيع �أرا�ضيهم لت�سديد ما‬ ‫عليهم من �أق�ساط ودفعات‪.‬‬ ‫وط ��ال ��ب ب�ت�خ���ص�ي����ص ع ��وائ ��د مالية‬ ‫لالحتاد من خالل بدل ا�ستيفاء الرتاخي�ص‬ ‫وامل �ح��ال ال��زراع�ي��ة وب��دل الكتب الزراعية‪،‬‬ ‫وا�ستغالل خملفات الإن�ت��اج النباتي‪ ،‬ونقل‬ ‫م��رك��ز ت��وزي��ع الأع�ل�اف احل��ايل مل��وق��ع �أكرث‬ ‫�أمناً‪.‬‬ ‫ورغم ا�ستمرار املطالبة بتوفري العمالة‬ ‫الزراعية الوافدة‪ ،‬وتخفي�ض �أ�سعار الأعالف‪،‬‬ ‫و�إي� �ج ��اد ح �ل��ول ج��ذري��ة ل��وق��ف تراخي�ص‬ ‫اال� �س �ت�يراد وال�ت���ص��دي��ر‪ ،‬وم�ع��اجل��ة م�شاكل‬ ‫مزارعي الزيتون الذين يطالبون احلكومة‬ ‫ب�أن تقوم بدور امل�س ّوق لإنتاجهم الغزير �إىل‬ ‫دول ال�ع��امل با�ستثناء "�إ�سرائيل"؛ ي�ؤكد‬ ‫م��دي��ر احت� ��اد امل ��زارع�ي�ن حم �م��ود العوران‬ ‫لـ"ال�سبيل" �أن املزارعني يعانون الأم ّرين‬ ‫ب�سبب ارتفاع م�ستلزمات الإنتاج والأعالف‪،‬‬ ‫ف� ً‬ ‫ضال عن �شح الأمطار واجلفاف‪ ،‬وما حدث‬ ‫خالل ف�صل ال�شتاء املا�ضي من �أ�ضرار بعد‬ ‫�أن �ضرب ال�صقيع املزروعات ما �أدى �إىل قلة‬ ‫املح�صول الزراعي‪.‬‬ ‫و�أكد العوران �أهمية و�ضع �إ�سرتاتيجية‬ ‫ملواجهة امل�شاكل التي يعاين منها القطاع‬ ‫الزراعي‪ ،‬مبيناً �أن هذا العمل من اخت�صا�ص‬ ‫املجل�س الزراعي الأعلى‪ ،‬الفتا �إىل �أن بقاء‬ ‫الأو�ضاع الزراعية على ما هي عليه حاليا‪،‬‬ ‫� �س �ي ��ؤدي �إىل ع ��زوف امل ��زارع�ي�ن ع��ن زراع ��ة‬

‫حرائق اال�شجار جراء االعتداءات اال�سرائيلية‬

‫�أرا�ضيهم‪ ،‬نظرا لعدم قدرتهم على الإيفاء‬ ‫بالتزاماتهم املالية الناجتة الزراعة‪.‬‬ ‫وق��ال رئي�س القطاع اخلا�ص للتطوير‬ ‫والتعاون من�صور البنا يف حديث لـ"ال�سبيل"‬ ‫�إن عدد التعاونيني يبلغ ‪� 120‬ألفا من خالل‬ ‫‪ 1200‬ج�م�ع�ي��ة‪ ،‬وتت�ضمن ه��ذه اجلمعيات‬ ‫ا�ستثمارات تتجاوز الـ‪ 400‬مليون دينار‪ ،‬مبينا‬ ‫�أن الأوان قد �آن ليح�صل القطاع التعاوين‬ ‫على الدعم املطلوب من احلكومة؛ لي�أخذ‬ ‫ال�صدارة بني القطاعات الإنتاجية‪.‬‬ ‫و�أ� �ض��اف البنا �أن "طموحنا يف �إيجاد‬ ‫م�ظ�ل��ة ت�ن�ظ�ي�م�ي��ة وت���ش��ري�ع�ي��ة للجمعيات‬ ‫القائمة قيد الإع��داد‪ ،‬على �أن يكون للجهة‬ ‫اجل ��دي ��دة جم�ل����س �إدارة وج���س��م تنظيمي‬ ‫يوجه اهتمامه الرئي�س للريف‪ ،‬ويعمل على‬

‫ت�أ�سي�س جمعيات تعاونية للت�سليف والتوفري‪،‬‬ ‫وج�م�ع�ي��ات زراع �ي��ة‪ ،‬م��ن �أج ��ل امل���س��اه�م��ة يف‬ ‫توفري الأم��ن الغذائي وم�ضاعفة الإنتاج‪،‬‬ ‫وتخفيف ظاهرة البطالة‪� ،‬إىل جانب �إدخال‬ ‫التكنولوجيا يف الزراعة والإدارة‪ ،‬وامل�ساهمة‬ ‫يف وقف نزيف الهجرة من الريف �إىل املدن‪،‬‬ ‫والرتكيز على التنمية الريفية‪ ،‬وهي اجلزء‬ ‫الأهم يف التنمية ال�شاملة"‪.‬‬ ‫ي �ق��ول اخل �ب�ي�ر يف ال �ع �م��ل التعاوين‪:‬‬ ‫"يجب العمل على تر�سيخ امل�شاركة بني‬ ‫القطاع العام واخلا�ص‪ ،‬واال�ستعانة بخربة‬ ‫املتخ�ص�صني‪ ،‬لأن�ه��ا حت��ارب ج�ي��وب الفقر‪،‬‬ ‫ودرا� �س��ة �أه��م التحديات التي تعوق العمل‬ ‫ال �ت �ع��اوين يف امل�م�ل�ك��ة وك�ي�ف�ي��ة حت��وي�ل��ه اىل‬ ‫قطاع �إنتاجي ي�سهم يف ت�سريع عجلة التنمية‬

‫االقت�صادية وحماربة جيوب الفقر"‪.‬‬ ‫لكن �آخرين �أك��دوا �أن القطاع الزراعي‬ ‫ي �ع��اين م��ن م���ش�ك�لات ع ��دة‪� ،‬أه�م�ه��ا فائ�ض‬ ‫الإن� �ت ��اج وال�ت���س��وي��ق‪ ،‬ون�ق����ص ك�م�ي��ات املياه‬ ‫والعمالة ال��زراع�ي��ة ال��واف��دة‪ ،‬وع��دم تفعيل‬ ‫�صندوق املخاطر وارتفاع املديونية‪ ،‬وارتفاع‬ ‫تكاليف م�ستلزمات الإنتاج‪ ،‬وت��وايل �سنوات‬ ‫اجل �ف��اف‪ ،‬وغ �ي��اب الإدارة ال��زراع �ي��ة‪ ،‬وعدم‬ ‫جعل الوزارة �سيادية‪.‬‬ ‫وا��س�ت�ع��ر��ض��وا � �ض��رورة �إن �� �ش��اء �شركات‬ ‫لت�شغيل العمالة الأردنية يف قطاع الزراعة‪،‬‬ ‫وت�ع��دي��ل ق��ان��ون احت ��اد امل��زارع�ي�ن لتفعيله‪،‬‬ ‫�إ��ض��اف��ة �إىل �إن���ش��اء �شركات ت�سويق زراعية‬ ‫م�ساهمة خا�صة‪ ،‬وزي��ادة املحميات الرعوية‬ ‫وت�أهيل القائم منها‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.