عدد الاحد 19 كانون اول 2010

Page 17

‫�إ�سالميــــــــــــــــــــــــات‬

‫الأحد (‪ )19‬كانون الأول (‪ ) 2010‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )18‬العدد (‪)1445‬‬

‫المسلم المرابط‬

‫الكلفة النف�سية للرباط‬ ‫‪waelali_100@yahoo.com‬‬

‫حولها ندندن‬

‫‪17‬‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫املرابطون واملجاهدون جتدهم يحتاطون ويحذرون وينتبهون حتى �إذا جاء �أمر اهلل بالبالء �صربوا وكان منهم الثبات‬

‫وائل علي البتريي‬

‫ر�سالة �إىل‬ ‫كل ف ّنان ف ّتان‬ ‫الإف �� �س��اد يف الأر� � ��ض‪ ،‬وال �� �ص � ّد ع��ن �سبيل اهلل‪ ،‬وتعري�ض‬ ‫امل�سلمني للفتنة يف دينهم؛ من �أعظم اجلرائم التي يقرتفها‬ ‫الإن�سان يف حق �أبناء جن�سه‪ ،‬فال غرابة �أن ي�ستحق املف�سدون‬ ‫لعنة اهلل والتحريق يف النار‪.‬‬ ‫ه��ذا الأم ��ر يغيب ع��ن �أذه ��ان املمثلني وامل�م�ث�لات واملغنني‬ ‫واملغنيات وامل�شاركني يف كتابة و�إخراج و�إنتاج الأعمال (الفنية!)‬ ‫ال �ت��ي حت �ت��وي ع�ل��ى م��ا ي�غ���ض��ب اهلل ت �ع��اىل م��ن ت�ب�رج و�سفور‬ ‫واخ �ت�ل�اط وت�ق�ب�ي��ل ب�ين اجل �ن �� �س�ين‪� ...‬إىل �آخ ��ر ت�ل��ك املظاهر‬ ‫وامل�شاهد التي تر ّوج لكل فتنة‪ ،‬وتهدم كل ف�ضيلة‪.‬‬ ‫يغيب عن �أذهان �أهل الفن (بل الفنت) �أن املوت �أقرب �إىل‬ ‫�أح��ده��م من �شراك نعله‪ ،‬و�أن��ه ال را ّد لق�ضاء اهلل �إذا ن��زل‪ ،‬وال‬ ‫م�ؤخر �أو مقدّم ل�ساعة الأجل‪ .‬وك�أنّ املوت �أم ٌر ُقدِّر لغريهم‪� ،‬أما‬ ‫هم فهم اخلالدون فيها �أبداً‪ ،‬ولي�س للموت �إليهم من �سبيل‪.‬‬ ‫بي َد �أن اهلل تعاىل رحيم‪ ،‬ومن رحمته �أن ير�سل �إلينا الر�سل‬ ‫باحلجج‪ ،‬ويذ ّكرنا بالعبرَ لع ّلنا نعترب‪ ،‬ويجعل لنا من احلياة‬ ‫ف�سحة حتى نخلع ثوب التمادي يف الف�ساد والإف�ساد‪.‬‬ ‫ومن هذه العبرَ التي ينعم اهلل تعاىل بها على امل�سرفني على‬ ‫�أنف�سهم من عباده؛ ما تناقلته و�سائل الإعالم �أول �أم�س‪ ،‬من نب�أ‬ ‫وفاة املخرج اللبناين ال�شهري يحيى �سعادة �أثناء ت�صويره لكليب‬ ‫جديد‪� ،‬إثر تعر�ضه ل�صعقة كهربائية �أودت بحياته على الفور ‪.‬‬ ‫بح�سب موقع حميط؛ ف�إن املخرج اللبناين ال�شاب كان قد‬ ‫�سافر منذ �أيام قليلة �إىل تركيا ب�صحبة املطربة اللبنانية مايا‬ ‫دي��اب لت�صوير �أح��دث (كليباتها) هناك‪ ،‬لكنه �أ�صيب ب�صدمة‬ ‫كهربائية نقل على �إثرها �إىل امل�ست�شفى‪ ،‬لكنه �سرعان ما فارق‬ ‫احلياة‪.‬‬ ‫املطربة (مايا!) �ص ّرحت ل�صحيفة ال��ر�أي العام الكويتية‬ ‫ب ��أن �سعادة ك��ان ق��د "ا�شت ّم رائ�ح��ة اخلطر"‪ ،‬عندما �أوع��ز �إىل‬ ‫معاونيه وفريق العمل ب�ضرورة االنتباه ل�سلك كهرباء ظاهر‪،‬‬ ‫وهو ال�سلك نف�سه الذي مل يلبث �أن "قتله"‪( ..‬وال يغني حذ ٌر‬ ‫من قدر‪ ..‬فيا �سبحان اهلل!)‪.‬‬ ‫(�سعادة) امل�شهور بـ(كليباته) املليئة بالإيحاءات اجلن�سية‬ ‫وامل�شاهد التي ت�شتمل على تربيرات �أفعال املثليني جن�سياً‪� ،‬صرح‬ ‫يف �أكرث من لقاء ب�أنه ال ميانع من ت�صوير عار�ضات �أزياء عارية‪،‬‬ ‫وال يرف�ض وجود �أندية للعراة‪ ،‬ويقول باحلرف الواحد‪" :‬ل�ست‬ ‫�ضد ال�سحاق طاملا كان ذلك برغبة الن�ساء"‪.‬‬ ‫رمبا يعرت�ض القارئ الكرمي ب�أنّ نقل مثل هذه الأقوال هنا‬ ‫�سي�شعره بالتقزز والغثيان‪ ،‬ويلقى منه اال�ستنكار ال�شديد‪ .‬وهذا‬ ‫هو املطلوب‪� ..‬أق�صد �أن يعرف النا�س ه�ؤالء الذين يريدون �أن‬ ‫يخطفوا منهم �إميانهم وحياءهم على حقيقتهم‪ ،‬حتى ولو �أدت‬ ‫تلك املعرفة �إىل ما ذكرنا من التقزز والغثيان! ونحن جنزم �أن‬ ‫هذه الأق��وال لي�ست للمدعو �سعادة وح��ده‪ ،‬و�إمن��ا ي�شاركه فيها‬ ‫�أكرث �أرباب (الفن) اخلليع‪.‬‬ ‫يف ظل القوانني الو�ضعية التي حتكم بها ال��دول العربية‪،‬‬ ‫لن يجد ه�ؤالء املف�سدون عقوبة على �إف�سادهم‪ ،‬بل �إنهم يحظون‬ ‫بالتكرمي والتبجيل عند امل�س�ؤولني‪ .‬ف�إن كانوا ف ّروا من العقوبة‬ ‫يف الدنيا؛ فهل لهم م��ن عقوبة الآخ��رة م��ن ف��رار؟ بالطبع ال‪.‬‬ ‫قريب جدُّ قريب‪ ،‬و�ساعة‬ ‫وانتقالهم من دار الفناء �إىل دار البقاء ٌ‬ ‫ال�صفر قادمة ال حمالة‪ ،‬فهلاّ يرعوون عن �إغراء �شبابنا و�شاباتنا‬ ‫بطريق االن �ح��راف وال�غ��واي��ة‪ ،‬وي�ك��ون لهم ع�برة ب��امل��وت قبل �أن‬ ‫يتخطفهم! وهلاّ كان للم�ص ّفقني واملط ّبلني لهم عربة باملوت قبل‬ ‫�أن يفج�أهم؛ فينتقلوا �إىل دار احل�ساب ليجدوا �أمامهم عقوبة‬ ‫ال�شراكة يف الإثم والتعاون على ن�شر الف�ساد يف الأر�ض!!‬ ‫وح ْ�سن اخلتام‪.‬‬ ‫ن�س�ألك الله ّم الهداية ُ‬

‫افتتاح �أكرب‬ ‫م�ساجد �أوروبا مبدينة روتردام‬

‫حممد �سعيد بكر‬ ‫لع ّل من ال ُكلف التي ميكن �أن يدفعها امل�سلم يف مرحلة الرباط‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫ املال ب�صورته النقدية �أو العينية‪.‬‬‫ الوقت بالدقائق وال�ساعات‪ ،‬والأيام وال�سنوات‪.‬‬‫ ماء الوجه �أحياناً‪.‬‬‫ اجلهد والتعب وال�سهر‪.‬‬‫ اللوم والعتاب من الأهل والأ�صحاب‪.‬‬‫ق��د يفقد امل�سلم امل��راب��ط ع���ض��واً م��ن �أع���ض��ائ��ه �أو ج ��زءاً من‬ ‫وظيفته �أو �شيئاً من مكانته الدنيوية‪ ،‬ولكن هذا كله يهون ملا يناله‬ ‫من عو�ض عند اهلل يف الدنيا والآخ��رة‪ ،‬ولقد دفع الر�سول �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم ثمن تنظيمه للم�سلمني يف حلف الإ�سالم الأول‬ ‫والدعوة يف مهدها كثرياً من الأمور �سالفة الذكر‪ ،‬حتى منّ اهلل‬ ‫تعاىل عليه بالفتح والفرج القريب فجاءه العو�ض من جن�س ما‬ ‫فقد‪.‬‬ ‫ولي�س يهون على امل�سلم ما يبذله يف طريقه ل�صناعة املع�سكر‬ ‫ال�صابر الرا�سخ بقدر ما ي��رى من �أح��وال �أه��ل الكفر والطغيان‬ ‫وما يبذلون‪ ،‬ومن ذلك قوله تعاىل‪�} :‬إِ َّن ا َّلذ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا ُي ْن ِف ُقو َن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أَمْ �وَا َل� ُه� ْم ِل َي ُ�صدُّ وا َع��نْ َ�س ِبيلِ اللهَّ ِ َف َ�س ُي ْن ِف ُقو َنهَا ث� َّم تكو ُن َعل ْي ِه ْم‬ ‫َح ْ�س َر ًة ُث َّم ُي ْغلَ ُبو َن َوا َّلذ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا �إىل َج َه َّن َم ي ُْح َ�ش ُرو َن{ (الأنفال‪:‬‬ ‫‪ ،)36‬وكذلك م�شهد فرعون وهو مي ّد حِ لفه من ال�سحرة بكل ثمن‬ ‫يطلبونه لقاء تخلي�صهم ل��ه م��ن مو�سى عليه ال���س�لام‪َ } ،‬و َج ��ا َء‬ ‫ال�س َح َر ُة ِف ْر َع ْو َن َقا ُلوا �إِ َّن َل َنا َ ألَ ْجراً �إِ ْن ُك َّنا َن ْح ُن ا ْل َغا ِل ِب َ‬ ‫ني‪َ ،‬قا َل َن َع ْم‬ ‫َّ‬ ‫َو�إِ َّن ُك ْم لمَ َِن المْ ُ َق َّر ِب َ‬ ‫ني{ (الأعراف‪.)114 :‬‬ ‫وقد ال تكلف الدعوة �أو التجنيد يف حِ ْلف الإميان �سوى ابت�سامة‬ ‫�صادقة نطلقها رغ��م جراحنا و�آالم�ن��ا فن�صنع بها م��ن الليمون‬ ‫احلام�ض �شراباً حلواً‪ ،‬ون�ستخرج بها الأمل والهمة والن�شاط نحو‬ ‫م�شروع الرباط من مواطن الي�أ�س والتخلف والإحباط‪ ،‬وتلك هي‬ ‫الرجولة الكاملة؛ و�إال فال‪ ،‬كما يقول الرافعي ‪ -‬رحمه اهلل ‪.-‬‬ ‫�إن ط��ري��ق اجل�ه��اد وال��رب��اط ط��ري��ق ط��وي��ل يحتاج �إىل �صرب‬ ‫وم�صابرة واحت�ساب ل�ل�أج��ر عند اهلل ت�ع��اىل‪ ،‬وال ميكن مل�شروع‬ ‫ج�ه��ادي �أن يقوم ويظهر دون ب��ذل وت�ضحية بالغايل والنفي�س‪،‬‬ ‫كما �أن��ه ال يوجد يف القامو�س ما ي�سمى باجلهاد الناعم‪ ،‬ي�صدق‬ ‫ذلك قول اهلل تعاىل‪َ } :‬و َل َن ْب ُل َو َّن ُك ْم َح َّتى َن ْعلَ َم المْ ُ َجاهِ دِ َ‬ ‫ين مِ ْن ُك ْم‬ ‫ال�صا ِبر َ‬ ‫ِين َو َن ْب ُل َو �أَ ْخ َبا َر ُكم{ (�سورة حممد‪)31 :‬‬ ‫َو َّ‬ ‫ولأن� ��ه ال ب��د م��ن م��واج�ه��ة ب�ين احل��ق وال �ب��اط��ل‪ ،‬ولأن هذه‬ ‫املواجهة البد �أن تكلفنا �أنف�ساً و�أموا ًال و�أعماراً كان البد �أن يوطن‬ ‫املرابط نف�سه على ال�صرب والر�سوخ والثبات‪ ،‬و� ّإن جتربة اجلهاد‬ ‫يف فل�سطني وم��ا ح��ازت عليه ه��ذه التجربة من �إعجاب القا�صي‬ ‫وال��داين من �أبناء الأم��ة بل وم��ن كل �صاحب فكر م�ستنري خري‬

‫�أم�سرتدام ‪�( -‬أ‪ .‬ف‪ .‬ب)‬ ‫اف ُتتِح يف مدينة روتردام الهولندية �أكرب م�سجد يف �أوروبا الغربية‬ ‫ي�ض ّم مئذنتني بطول ‪ 50‬مرتاً وميكنه ا�ستقبال ثالثة �آالف �شخ�ص‪،‬‬ ‫رغم معار�ضة �شديدة من الأحزاب املناه�ضة للإ�سالم‪.‬‬ ‫وق��ال رئي�س جمل�س �إدارة امل�سجد يف بيان‪" :‬ن�أمل ونتطلع �إىل‬ ‫ال�ص ْرح مركزاً للأعمال اخلريية والرحمة والفهم‬ ‫�أن يتحول هذا َّ‬ ‫املتبادل‪ ،‬و�أن يكون متاحاً للجميع"‪.‬‬ ‫وق��� ّ�ص رئي�س بلدية روت ��ردام �أح�م��د �أب��و ط��ال��ب �شريط افتتاح‬ ‫امل�سجد يف ثاين مدينة هولندية‪ ،‬حيث خ�ص�ص الطابق الأول يف املبنى‬ ‫ال��ذي تفوق م�ساحته �ألفي مرت مربع وتعلوه قبة بارتفاع ‪ 25‬مرتاً‬ ‫ل�صالة الرجال‪.‬‬ ‫وميكن للن�ساء اال�ستماع �إىل الإمام وم�شاهدته من الطابق الثانيِ‬ ‫عرب فتحة يف الأر�ضية‪ ،‬بح�سب ما �أو�ضح املتحدث با�سم امل�ؤ�س�سة التي‬ ‫أر�ضي والثالث مركزاً‬ ‫تدير امل�سجد جول ديبيج‪ .‬وي�ضم الطابقان ال ِ‬ ‫للدعم املدر�سي للأطفال ومكتبة‪.‬‬ ‫وقال ديبيج‪� :‬إنّ امل�سجد الذي �شرع ببنائِه يف ‪ 2003‬وكان مقرراً �أن‬ ‫أخ�ص‬ ‫ينتهي بعد عامني ا�ستغرق بنا�ؤه �سبعة �أعوام يف النهاية على ال ّ‬ ‫ب�سبب معار�ضة احلزب ال�شعبوي املناه�ض للم�سلمني‪.‬‬

‫ق� ��ال �أح� �م ��د ب ��ن حنبل‬ ‫رح �م��ه اهلل حل ��امت الأ�صم‪:‬‬ ‫�أخ � �ب� ��رين ي� ��ا ح � � ��امت؛ في َم‬ ‫�أتخ ّل�ص من النا�س؟‬ ‫ق��ال‪ :‬يا �أب��ا ع�ب��داهلل‪ ،‬يف‬ ‫ثالثة خ�صال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وما هي؟‬ ‫قال‪� :‬أن تعطيهم مالك‪،‬‬ ‫وال ت�أخذ من مالهم‪.‬‬ ‫وتق�ضي حقوقهم‪ ،‬وال‬ ‫ت�ستق�ضي منهم حقاً‪.‬‬ ‫وحت � �م� ��ل م� �ك ��روه� �ه ��م‪،‬‬ ‫وال ُت� ْك��ره واح��داً منهم على‬ ‫�شيء‪.‬‬ ‫ق � ��ال‪ :‬ف � ��أط� ��رق �أحمد‬ ‫ينكت ب�أ�صبعه الأر�� � َ�ض‪ ،‬ثم‬ ‫رف��ع ر�أ��س��ه وق��ال‪ :‬ي��ا حامت؛‬ ‫�إنها ل�شديدة!‬ ‫فقال له حامت‪:‬‬ ‫وليتك َت ْ�سلَم‪..‬‬ ‫وليتك ت�سلم‪..‬‬ ‫وليتك ت�سلم‪.‬‬

‫باإليمان نحيا‬

‫ال�سالمة‬ ‫من النا�س‬

‫�شاهد على م��ا ن�ق��ول‪ ،‬فلم يكن ليت ّم ه��ذا االجن��از وم��ا بعده من‬ ‫�إعجاب �إال بعد عناء وبذل طويل‪ ،‬والذي كان من �صوره االعتقال‬ ‫والتعذيب فيه‪ ،‬والإبعاد والنفي وما فيه من تفريق بني الأحبة‪،‬‬ ‫واالغتياالت والت�صفيات اجل�سدية الكاملة �أو الت�صفيات الن�صفية‬ ‫من جراحات و�إعاقات وعاهات م�ستدمية وما تبع ذلك من بالء‬ ‫و�صفه القر�آن الكرمي خري و�صف بقوله تعاىل‪َ } :‬و َل َن ْب ُل َو َّن ُك ْم ب َِ�ش ْي ٍء‬ ‫الَ ْن ُف ِ�س َوال َّث َم َراتِ َوب َِّ�ش ِر‬ ‫الَمْ وَالِ َو ْ أ‬ ‫مِ َن الخْ َ ْو ِف َوالجْ ُ و ِع َو َن ْق ٍ�ص مِ َن ْ أ‬ ‫ال�صا ِبر َ‬ ‫ِين{ (البقرة‪ ،)155 :‬فاخلوف باملطاردة واملالحقة‪ ،‬واجلوع‬ ‫َّ‬ ‫باحل�صار اخلانق‪ ،‬ونق�ص الأموال ب�ضعف املوارد املالية التي تلزم‬ ‫يف جتهيز ال �غ��زاة يف �سبيل اهلل ت�ع��اىل حت��دي��دا‪ ،‬ونق�ص الأنف�س‬ ‫باغتيالها �أو اعتقالها‪ ،‬ونق�ص الثمار بقلع الأ�شجار وتخريبها‪ ،‬ف�أي‬ ‫بالء بعد هذا البالء؟‬ ‫نعم‪ ،‬يوجد ب�لاء عظيم بعد ه��ذا ال�ب�لاء‪� ،‬إن��ه ب�لاء م��ن نوع‬ ‫نف�سي معنوي‪� ،‬إن��ه ما يعرف ببالء اللوم والعتاب وامل��زاودة على‬ ‫ال���ش�ه��داء واجل��رح��ى والأ� �س��رى وامل �ط��اردي��ن‪ ،‬وال ي�سري جماهد‬ ‫ومرابط يف هذا الدرب الوعر �إال ويجد اللوم حتى من �أقرب النا�س‬ ‫�إليه‪ ،‬ف�أقرب النا�س بداعي حبهم لك �أو �شفقتهم عليك يرجون‬ ‫ال�سالمة لك كما يرجونها لأنف�سهم‪ ،‬وه��م مل يفقهوا �سنة اهلل‬ ‫تعاىل يف التغيري‪ ،‬و�أنه البد له من ثمن ال�سيما �إن كان هذا التغيري‬ ‫جذرياً ال ترقيعياً‪ ،‬عرب البندقية وال�سنان بعد احلجة والربهان‪،‬‬ ‫فيكرث الالئمون وتتعدد نواياهم يف ال�ل��وم‪ ،‬وه��ي ظاهرة لي�ست‬ ‫باجلديدة‪ ،‬ومن ذلك بيان القر�آن الكرمي حلال ع�صابة املنافقني‬ ‫الذين يعتبون على امل�ؤمنني جهادهم يف الزمن الأول‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِين �آ َم ُنوا ال َت ُكو ُنوا َكا َّلذ َ‬ ‫}يَا �أَ ُّيهَا ا َّلذ َ‬ ‫ِين َك َف ُروا َو َقا ُلوا لإِ ْخوَا ِن ِه ْم �إِ َذا‬ ‫الَ ْر ِ�ض �أَ ْو َكا ُنوا ُغ ّزىً َل ْو َكا ُنوا عِ ْن َد َنا مَا مَا ُتوا َومَا ُق ِتلواُ‬ ‫َ�ض َربُوا فيِ ْ أ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِل َي ْج َع َل اللهَّ ُ ذ ِل��ك َح ْ�س َر ًة فيِ قلو ِب ِه ْم َوا ي ُْحيِي وَيمُ ِ يتُ َوا مِبَا‬ ‫ري{ (�آل عمران‪ )156 :‬وقال تعاىل يف ال�سياق ذاته‪} :‬‬ ‫َت ْع َم ُلو َن ب َِ�ص ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا َّلذ َ‬ ‫ِين َقا ُلوا لإِ ْخوَا ِن ِه ْم َوق َعدُوا ل ْو �أطاعُو َنا مَا ق ِتلوا ق ْل فا ْد َر�أوا َعنْ‬ ‫�أَ ْن ُف�سِ ُك ُم المْ َ ْو َت �إِ ْن ُك ْن ُت ْم �صَ ا ِد ِق َ‬ ‫ني{ (�آل عمران‪.)168 :‬‬ ‫ومما يُحزن النف�س ويدمي القلب �أنك �إن �س�ألت امل�سلمني عن‬ ‫رغبتهم يف الإ�صالح والتغيري وقلع الباطل من جذوره جتد �أنهم‬ ‫كلهم يرغبون بذلك ويتمنونه ؛ لكن َم��نْ مِ ��نْ �أ�صحاب الأماين‬ ‫ه�ؤالء على �أ ّ‬ ‫مت اال�ستعداد لأن يقدم �شيئاً من الفداء‪� ،‬إنهم القلة‬ ‫القليلة التي تعي خطورة �أن يظل الكفر معربداً‪ ،‬ف�إذا عزم الأمر‬ ‫جتدهم يف مقدمة ال�صفوف ليتحول �سائر اخللق من حولهم �إىل‬ ‫جمموعة ال ُع َّتاب والالئمني ب�شدة على هذه الفئة ال�صابرة‪ ،‬فمن‬ ‫قائل عنها ب�أنها فئة املراهقني املتعجلني لأم��ر اهلل تعاىل‪ ،‬ومن‬ ‫قائل ب�أنها تلقي ب�أيديها وب��أي��دي من حولها �إىل التهلكة‪ ،‬ومن‬ ‫قائل عنها ب�أنها فئة اخلوارج‪ ،‬ومن قائل قول ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم‪( :‬ال تتمنوا لقاء ال�ع��دو)‪ ،‬ك��أن �أه��ل الرباط واجلهاد‬ ‫يق�صدون متني لقاء العدو ق�صداً وال يعون ما يف لقاء العدو من‬

‫البحث عن ال�سعادة بني ك�سبني‬ ‫�أحمد را�ضي‬

‫دائ �م �اً ي��ري��د اهلل ع��ز وج ��ل لنا‬ ‫اخلري وال�سعادة‪..‬‬ ‫احل �م��د هلل ال� ��ذي ه��دان��ا لهذا‬ ‫الدين العظيم القابل للتطبيق‪ ،‬ال�صالح يف كل‬ ‫زم��ان ومكان‪ ،‬ي�أخذ بيد من ا�ستم�سك به‪ ،‬يعلو‬ ‫به‪ ،‬ي�سعده دنيا و�أخرى‪.‬‬ ‫علي‪� ..‬أعرف‬ ‫�أذكر كم هو كرم اهلل عز وجل ّ‬ ‫كم بدا الفرق بني ما كنت عليه �سابقاً من طي�ش‬ ‫احل�ي��اة وا��س�ت�ه�ت��اره��ا‪ ،‬وك�ي��ف ��ص��رت الآن متزناً‬ ‫راجح العقل والفكر‪.‬‬ ‫�أذك��ر كيف كنت �أرى املك�سب يف �أن يخطئ‬ ‫ربر‪،‬‬ ‫�إن�سان �أمامي بع ّد نقوده ف�آخذ حقه دون م ِّ‬ ‫وكنت �أرى ه��ذا مك�سباً و�أعترب نف�سي "فهلوياً‬ ‫حذقاً" �أنني ا�ستقويت عليه �أمام مر�آه!‬ ‫الآن‪ ،‬وبعد �أن ف�ضلني ربي عز وجل فعرفت‬ ‫م��ا يل وم��ا ع�ل� ّ�ي و�أي��ن م�صلحتي وك�سبي حقاً‪،‬‬ ‫��ص��رت �أرى امل�ك���س��ب يف �أن يخطئ َم��ن �أمامي‬ ‫ف�أذ ّكره و�أن ّبهه بنية تزكية نف�سي ومايل و�إدخال‬ ‫�سرور �إىل قلبه‪..‬‬ ‫هو مثال ب�سيط‪ ،‬لكنني � ْأ�صدُقكم كيف �أنني‬ ‫الحظت الفرق بني ال�سعادة يف ك�سب مادي حرام‪،‬‬

‫وب�ين ال�سعادة يف ك�سب معنوي ر�ضي اهلل عنه‬ ‫وكاف�أين لأجله‪ ،‬فله احلمد يف الأوىل والآخرة‪.‬‬ ‫�أ��ص�ب�ح��ت �أرى نف�سي �إن���س��ان�اً م�ن�ج��زاً ولو‬ ‫يف القليل فاكت�سبت ح��ب غ�ي�ري وال��ر��ض��ا عن‬ ‫نف�سي‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ح�ق�ا و� �ص��دق �ا‪ ..‬ل�ق��د ب ��د�أت ح�ي��ات��ي‪ ،‬وذقت‬ ‫ال���س�ع��ادة ع�ن��دم��ا ع�شت ب ��إمي��اين‪ ،‬فلله احلمد‬ ‫واملنة‪.‬‬

‫فتنة‪ ،‬ويبد�أ الالئمون مرحلة متقدمة يف العتاب ت�سمى مرحلة‬ ‫ال�شماتة على اعتبار �أن ه��ذه الفئة مل تكن ت�صغي لنداء العقل‬ ‫النا�صح وا�ستعجلت اخل�ط��ى فتعرثت ال�سيما �إن ب��دا ��ش��يء من‬ ‫الف�شل الظاهر يف مبتد�أ الطريق‪ ،‬وهاهي اليوم جتنى نتيجة هذه‬ ‫ا ُ‬ ‫حلرقة احلارقة لأ�صحابها دون جدوى مع هذا الباطل املنتف�ش‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولو �أن النا�س يفقهون معنى قوله تعاىل يف الآي��ة } َي��ا �أ ُّيهَا‬ ‫ا َّلذ َ‬ ‫ِين �آ َم ُنوا َمنْ َي ْر َت َّد مِ ْن ُك ْم َعنْ دِي ِن ِه َف َ�س ْو َف َي�أْتِي اللهَّ ُ ِب َق ْو ٍم يُحِ ُّب ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ين �أعِ � َّز ٍة َعلى ال َكا ِفر َ‬ ‫َويُحِ ُّبو َن ُه �أ ِذل � ٍة َعلى المْ ُ��ؤْمِ �نِ� َ‬ ‫ِين ي َُجاهِ دُو َن فيِ‬ ‫َ�س ِبيلِ اللهَّ ِ َوال ي َ​َخا ُفو َن َل ْو َم َة الئ ٍِم َذل َِك َف ْ�ض ُل اللهَّ ِ ُي�ؤْتِي ِه َمنْ ي َ​َ�شا ُء‬ ‫َواللهَّ ُ وَا�سِ ٌع َعلِي ٌم{ (املائدة‪ ،)54 :‬لأدركوا �أن البقاء �إمنا هو لتلك‬ ‫الفئة التي يلومونها و�أن �س ّنة التبديل لن تذر قاعدا متقاع�سا عن‬ ‫اجلهاد وال��رب��اط بداعي اخل��وف والرهبة �أو فل�سف ٍة من ت�سويل‬ ‫ال�شيطان جتعله يرجئ �أم��ر الإع��داد للجهاد �إىل حني الإذن من‬ ‫الويل �أو جميء عي�سى عليه ال�سالم واملهدي‪ ،‬ولو �أن الدماء التي‬ ‫�سالت والأع��را���ض التي انتهكت واملقد�سات التي اغت�صبت كلها‬ ‫مم��ا يخ�صه ويعنيه على احلقيقة لتغري احل ��ال‪ ،‬ولكنه التبلد‬ ‫العام الذي �ساد البالد وجعل العباد ي�ستمر�ؤون ر�ؤية العدو ي�سرح‬ ‫ومي��رح يف اجل��وار وع�بر الديار ويتوقفون عن الوقوف يف وجهه‬ ‫خ�شية التجربة �أو املغامرة‪ ،‬وكل ذلك م�ؤذن بزوال القاعدين حتى‬ ‫و�إن تعذروا باملعاذير املعروفة‪ ،‬ليبقى من يحبهم اهلل ويحبونه‬ ‫يجاهدون يف �سبيل ربهم دون �أدنى خوف من عتاب �أو مالمة‪.‬‬ ‫وه ��ؤالء ال��ذي��ن ج��اه��دوا وراب�ط��وا وب��ذل��وا الأرواح �أو م��ا دون‬ ‫الأرواح م��ن ��ص��ور ال�ب��ذل �سالفة ال��ذك��ر‪ ،‬ه ��ؤالء امل�ج��اه��دون عرب‬ ‫الع�صور والأزم �ن��ة �ألي�سوا �أرواح � �اً مثلناً؟ �ألي�سوا م��ن دم وحلم‬ ‫و�أع�صاب وم�شاعر؟ �ألي�س لهم يف الدنيا ما ي�شدهم �إليها؟ �ألي�س‬ ‫لهم �آب��اء و�أم�ه��ات ي�شفقون عليهم؟ �أو لي�س لهم زوج��ات و�أوالد‬ ‫يت�أملون مل�صابهم وي�شتاقون �إليهم؟ ومل��اذا ننظر �إىل هذه النماذج‬ ‫امل�شرقة على �أنها بعد �صربها وثباتها �صارت جنوماً نعجب بها‬ ‫غري �أننا ال منلك �أدنى ا�ستعداد لتمثل حالها؟ وملاذا نلوم كل قريب‬ ‫منا � ْإن ف ّكر بنف�س طريقة ه�ؤالء املجاهدين ومتثل منهاجهم رغم‬ ‫ال�صعاب وال�شدائد والبالءات؟‬ ‫�ألي�س من العجائب واملفارقات واالنف�صام يف القيم وال�سلوكيات‬ ‫�أن نطلب املجد دون �أن نلعق ال�صرب؟ وهل يحب �إن�سان يف الدنيا �أن‬ ‫يُبتلى ومي�سه العذاب؟ فاملرابطون واملجاهدون جتدهم يحتاطون‬ ‫ويحذرون وينتبهون حتى �إذا جاء �أم��ر اهلل بالبالء �صربوا وكان‬ ‫منهم الثبات‪ ،‬ف ��أوىل بالنا�س �أن يدعوا لل�صابرين الثابتني و�أن‬ ‫يدعموا �صمودهم ورب��اط�ه��م‪ ،‬و�أن ي�شجعوا مبادراتهم بالفكرة‬ ‫والن�صيحة واملال‪� ،‬أو �أن يرتكوهم و�ش�أنهم ليالقوا �أمر اهلل دومنا‬ ‫لوم وال عتاب‪ ،‬ال �سيما �أن قدر اهلل تعاىل قد حكم وح ّل؛ فال فائدة‬ ‫من اللوم والعتاب مطلقاً‪.‬‬

‫مفتي رو�سيا‪:‬‬ ‫نتعر�ض ال�ضطهاد غري م�سبوق‬ ‫رو�سيا ‪ -‬وكاالت‬ ‫ك�شف ال�شيخ راوي عني الدين‪ ،‬رئي�س الإدارة الدينية مل�سلمي‬ ‫رو�سيا ورئي�س جمل�س املفتني‪ ،‬عن �أنّ ال�سلطات الرو�سية تمُ ار�س‬ ‫ال�ضغط على امل�سلمني‪ ،‬وه��و م��ا ق��ال �إ ّن��ه "مل ي�سبق ل��ه مثيل منذ‬ ‫انهيار االحتاد ال�سوفييتي ال�سابق"‪.‬‬ ‫وقال ال�شيخ عني الدين �إن "الكرملني يقف وراء �إن�شاء �إدارات‬ ‫�إ��س�لام�ي��ة ج��دي��دة‪ ،‬يف ال��وق��ت ال ��ذي ي �ح��اول ف�ي��ه امل�سلمون توحيد‬ ‫�إداراتهم الدينية الثالث"‪ ،‬مو�ضحاً �أن الإدارات اجلديدة " ُت ْ�سهِم يف‬ ‫�إ�ضعاف مواقع الإ�سالم واحلد من تطوره وتنميته"‪ ،‬بح�سب �صحيفة‬ ‫«ال�شرق الأو�سط»‪.‬‬ ‫وك�شف عن �أنه تقدّم بالكثري من الر�سائل �إىل الرئي�س دميرتي‬ ‫ميدفيديف ورئي�س احلكومة ف�لادمي�ير ب��وت�ين يطلب تخ�صي�ص‬ ‫الأرا�ضي الالزمة لبناء امل�ساجد من دون �أن يتلقى رداً حتى اليوم‪،‬‬ ‫"رغم �أن الق�ضية مطلب ُم ِل ّح لكل م�سلمي رو�سيا‪ ،‬وكانت يف الأم�س‬ ‫القريب مو�ضوع نزاع بني م�سلمي مو�سكو وجريانهم ممن اعرت�ضوا‬ ‫ع�ل��ى �إق��ام��ة م�سجد تيك�ستيل�شكي وك ��اد يف�ضي �إىل م��واج�ه��ة بني‬ ‫الطرفني"‪.‬‬ ‫وقال ال�شيخ راوي �إ ّنه "من غري الطبيعي �أن يكون عدد امل�ساجد‬ ‫يف رو�سيا القي�صرية قبل ث��ورة �أكتوبر ‪ 1917‬م��ا يقرب م��ن ‪14300‬‬ ‫م�سجد‪ ،‬بينما ال يوجد الآن �سوى ‪ 7500‬م�سجد"‪.‬‬ ‫ويعي�ش يف رو�سيا نحو ‪ 20‬مليون م�سلم من �إجماليِ عدد ال�سكان‬ ‫البالغ ‪ 140‬مليون ن�سمة‪� ،‬أي �أنهم ي�شكلون ‪ 15‬باملئة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.