عدد الخميس 11 آب 2011

Page 26

‫‪10‬‬ ‫اخلمي�س (‪ )11‬رم�ضان (‪ ) 2011‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )18‬العدد (‪)1680‬‬

‫ظاهرة التسول تبلغ أوجها يف أيام شهر رمضان املبارك‬

‫ال�سبيل‪ -‬م�ؤمنة معايل‬ ‫ي � ��زداد م ��ع دخ� ��ول ��ش�ه��ر رم �� �ض��ان امل� �ب ��ارك انت�شار‬ ‫املت�سولني يف ال�شوارع والأ��س��واق ب�صورة كبرية‪ ،‬وك�أنهم‬ ‫ي�ستغلون ب��ذرة الطاعة التي غر�سها ال�شهر الكرمي يف‬ ‫ن�ف��و���س ال�ن��ا���س‪� ،‬أ��س��ال�ي��ب �شتى ُت���س�ت�خ��دم يف ا�ستعطاف‬ ‫القلوب وق�ص�ص كثرية تفرتيها �أًل�سن ه�ؤالء ال�شحاذين‬ ‫علهم يحظون ببع�ض امل��ال م��ن �سامعها‪ ،‬ال ميلون من‬ ‫الإحلاح والتم�سكن‪ ،‬وال يبالون بال�شتائم والنظرات التي‬ ‫تتوجه ب��ازدراء نحوهم من قبل الكثريين‪ ،‬وال يفرتون‬ ‫ع��ن مالحقة النا�س والت�ضييق عليهم ب�شتى الو�سائل‬ ‫املمكنة‪.‬‬ ‫يعترب الت�سول ظاهرة �سيئة وم�ؤذية خُ‬ ‫وملة بن�سيج‬ ‫املجتمع‪ ،‬فبع�ض الآب��اء يرغمون �أبناءهم وبناتهم على‬ ‫الت�سول‪ ،‬والكثري من ه ��ؤالء املت�سولني هم ب�سن ي�سمح‬ ‫لهم بالإنتاج والعمل ال�شريف عو�ضاً عن �إذالل �أنف�سهم‬ ‫و�إهانتها‪ ،‬كما �أن االحتيال بالت�سول �أم��ر حمرم يُعاقب‬ ‫فاعله‪.‬‬

‫كابو�س “املت�سولني” اليومي‬ ‫املت�سولون بالن�سبة يل كابو�س‪ ،‬ه��ذا م��ا اب�ت��د�أت به‬ ‫الطالبة اجلامعية ُربى حديثها لــ»ال�سبيل» ففي طريقها‬ ‫اليومي ذهاباً و�إياباً تتعر�ض للعديد من “ال�شحاذات”‬ ‫واملت�سولني حتى باتت حتفظ ق�ص�ص عوزهم �أكرث منهم‬ ‫ح�سب قولها‪ ،‬وت�ضيف‪ :‬بع�ضهم يخرتع يف كل يوم ق�صة‬ ‫تختلف تفا�صيلها متاماً عن ق�صته التي رواها بالأم�س‪،‬‬ ‫�أنا ال �أ�شك يف كذبهم‪ ،‬لكنني يف بع�ض الأحيان �أ�ضطر �إىل‬ ‫�إعطائهم لأجل الفكاك من �إحلاحهم ال �أكرث‪ ،‬و�أمتنى لو‬ ‫كانت هناك عقوبات رادع��ة ملثل ه ��ؤالء حتى يقلعوا عن‬ ‫م�ضايقة النا�س وابتزازهم‪ ،‬فهناك من هم �أوىل باملال من‬ ‫املت�سوليني‪.‬‬ ‫مت�سوالت حتت �سن العا�شرة‬ ‫�أم��ا ي��زن ف�ي�روي م��ا ر�آه منذ �أي ��ام ب�ق��ول��ه‪ :‬ال�ساعة‬ ‫جت� ��اوزت ال �ع��ا� �ش��رة م �� �س��اء‪ ،‬ويف �إح� ��دى �أ�� �س ��واق اململكة‬ ‫ا�ستفزين وجود فتيات ال يزيد عمر الواحدة منهن عن‬ ‫ع�شر �سنوات‪ ،‬يحملن علب “العلكة” ويدرن بها‪� ،‬إحداهن‬ ‫تدعي �أن �أخاها ال�صغري مري�ض‪ ،‬ولي�س لهم معيل ي�سدد‬

‫تكاليف العالج‪ ،‬والأخ��رى �أبوها مري�ض‪ ،‬والثالثة �أمها‬ ‫متوفاة‪� ،‬أعرتف �أنهن ميتلكن قدرة عالية على التمثيل‬ ‫ولعب الأدوار‪ ،‬تركتهن و�أن��ا �شارد الذهن �أفكر يا ترى‬ ‫�ألي�س من حق ه�ؤالء الفتيات اال�ستمتاع بالطفولة بد ًال‬ ‫مما يحيينه من �شقاء؟ ومن امل�س�ؤول عن ذلك‪.‬‬ ‫القي�سي‪ :‬الت�سول مهنة للك�سب ال�سهل وال�سريع‬ ‫املهتمة االجتماعية رنا القي�سي ترى �أن الت�سول بات‬ ‫مهنة للك�سب ال�سهل و�سرعته‪ ،‬يف ظل الو�ضع االقت�صادي‬ ‫ال�صعب‪ ،‬وغ��ال�ب�اً م��ا ي�ك��ون ه ��ؤالء م��ن �أ��ص�ح��اب الثقافة‬ ‫املتدنية‪ ،‬ولي�س لديهم من الوعي ما يكفي لإدراك ما‬ ‫يقدمون عليه‪ ،‬رغم �أنهم يف غالبهم من القادرين على‬ ‫العمل والإنتاج‪.‬‬ ‫وت�ضيف‪«:‬هناك ال�ي��وم �شريحة اجتماعية وا�سعة‪،‬‬ ‫ع�ل��ى خ��ط ال�ف�ق��ر ب���س�ب��ب الأو�� �ض ��اع الإق �ت �� �ص��ادي��ة‪ ،‬لكن‬ ‫العالقة بني الفقر وال�س�ؤال لي�ست عالقة طردية‪ ،‬ورمبا‬ ‫�أن هناك الكثري ممن هم يف حاجة ما�سة للعون‪ ،‬ولكن‬ ‫عفة �أنف�سهم‪ ،‬وعلمهم �أن الأرزاق م�ق��درة‪ ،‬متنعهم من‬ ‫اللجوء �إىل هذه الو�سيلة‪ ،‬وكذلك البعد االجتماعي الذي‬

‫ينظر به املجتمع للمت�سول‪ ،‬ما مينع الفقراء احلقيقيون‬ ‫من ال�س�ؤال»‪.‬‬ ‫وملكافحة ظاهرة الت�سول التي تزايدت ب�شكل الفت‬ ‫يف رم�ضان ت��رى القي�سي �أن الأ�صل يف ه��ذه الآون��ة عدم‬ ‫ال �ت �ج��اوب م�ع�ه��م‪ ،‬وع�ل��ى ك��ل ف��رد يف امل�ج�ت�م��ع �أن ي�سعى‬ ‫�إىل اال��ص�لاح وف��ق ا�ستطاعته‪ ،‬وعلى احلكومة حماربة‬ ‫ه��ذه الفئة بحزم‪ ،‬وفر�ض العقوبات ال�صارمة على كل‬ ‫م��ن ي�ضبط م�ت���س��و ًال‪ ،‬لأن ه��ذا ي���ش��وه � �ص��ورة املجتمع‪،‬‬ ‫وت�أهيل ه�ؤالء الأ�شخا�ص ليك�سبوا قوتهم بكدهم وعرق‬ ‫جبينهم‪.‬‬ ‫وت�ضع القي�سي م�س�ؤولية كربى على و�سائل الإعالم؛‬ ‫لأن من واجبها ت�سليط ال�ضوء على هذه ال�شريحة من‬ ‫املجتمع‪ ،‬و�إط�ل�اق احل�م�لات ملكافحة الت�سول والإبالغ‬ ‫عن املت�سولني‪ ،‬وتوجيه اجلهات املخولة بجمع ال�صدقات‬ ‫والزكوات‪ ،‬ملن هم �أحق بال�صدقة من ه�ؤالء املحتالني‪.‬‬ ‫وي�ب�ق��ى �أن ن�ت���س��اءل‪� :‬أي ��ن ال��رق��اب��ة ال�ف��اع�ل��ة واحلل‬ ‫اجلذري لهذه امل�شكلة؟‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.