10 اخلمي�س ( )11رم�ضان ( ) 2011م -ال�سنة ( - )18العدد ()1680
ظاهرة التسول تبلغ أوجها يف أيام شهر رمضان املبارك
ال�سبيل -م�ؤمنة معايل ي � ��زداد م ��ع دخ� ��ول ��ش�ه��ر رم �� �ض��ان امل� �ب ��ارك انت�شار املت�سولني يف ال�شوارع والأ��س��واق ب�صورة كبرية ،وك�أنهم ي�ستغلون ب��ذرة الطاعة التي غر�سها ال�شهر الكرمي يف ن�ف��و���س ال�ن��ا���س� ،أ��س��ال�ي��ب �شتى ُت���س�ت�خ��دم يف ا�ستعطاف القلوب وق�ص�ص كثرية تفرتيها �أًل�سن ه�ؤالء ال�شحاذين علهم يحظون ببع�ض امل��ال م��ن �سامعها ،ال ميلون من الإحلاح والتم�سكن ،وال يبالون بال�شتائم والنظرات التي تتوجه ب��ازدراء نحوهم من قبل الكثريين ،وال يفرتون ع��ن مالحقة النا�س والت�ضييق عليهم ب�شتى الو�سائل املمكنة. يعترب الت�سول ظاهرة �سيئة وم�ؤذية خُ وملة بن�سيج املجتمع ،فبع�ض الآب��اء يرغمون �أبناءهم وبناتهم على الت�سول ،والكثري من ه ��ؤالء املت�سولني هم ب�سن ي�سمح لهم بالإنتاج والعمل ال�شريف عو�ضاً عن �إذالل �أنف�سهم و�إهانتها ،كما �أن االحتيال بالت�سول �أم��ر حمرم يُعاقب فاعله.
كابو�س “املت�سولني” اليومي املت�سولون بالن�سبة يل كابو�س ،ه��ذا م��ا اب�ت��د�أت به الطالبة اجلامعية ُربى حديثها لــ»ال�سبيل» ففي طريقها اليومي ذهاباً و�إياباً تتعر�ض للعديد من “ال�شحاذات” واملت�سولني حتى باتت حتفظ ق�ص�ص عوزهم �أكرث منهم ح�سب قولها ،وت�ضيف :بع�ضهم يخرتع يف كل يوم ق�صة تختلف تفا�صيلها متاماً عن ق�صته التي رواها بالأم�س، �أنا ال �أ�شك يف كذبهم ،لكنني يف بع�ض الأحيان �أ�ضطر �إىل �إعطائهم لأجل الفكاك من �إحلاحهم ال �أكرث ،و�أمتنى لو كانت هناك عقوبات رادع��ة ملثل ه ��ؤالء حتى يقلعوا عن م�ضايقة النا�س وابتزازهم ،فهناك من هم �أوىل باملال من املت�سوليني. مت�سوالت حتت �سن العا�شرة �أم��ا ي��زن ف�ي�روي م��ا ر�آه منذ �أي ��ام ب�ق��ول��ه :ال�ساعة جت� ��اوزت ال �ع��ا� �ش��رة م �� �س��اء ،ويف �إح� ��دى �أ�� �س ��واق اململكة ا�ستفزين وجود فتيات ال يزيد عمر الواحدة منهن عن ع�شر �سنوات ،يحملن علب “العلكة” ويدرن بها� ،إحداهن تدعي �أن �أخاها ال�صغري مري�ض ،ولي�س لهم معيل ي�سدد
تكاليف العالج ،والأخ��رى �أبوها مري�ض ،والثالثة �أمها متوفاة� ،أعرتف �أنهن ميتلكن قدرة عالية على التمثيل ولعب الأدوار ،تركتهن و�أن��ا �شارد الذهن �أفكر يا ترى �ألي�س من حق ه�ؤالء الفتيات اال�ستمتاع بالطفولة بد ًال مما يحيينه من �شقاء؟ ومن امل�س�ؤول عن ذلك. القي�سي :الت�سول مهنة للك�سب ال�سهل وال�سريع املهتمة االجتماعية رنا القي�سي ترى �أن الت�سول بات مهنة للك�سب ال�سهل و�سرعته ،يف ظل الو�ضع االقت�صادي ال�صعب ،وغ��ال�ب�اً م��ا ي�ك��ون ه ��ؤالء م��ن �أ��ص�ح��اب الثقافة املتدنية ،ولي�س لديهم من الوعي ما يكفي لإدراك ما يقدمون عليه ،رغم �أنهم يف غالبهم من القادرين على العمل والإنتاج. وت�ضيف«:هناك ال�ي��وم �شريحة اجتماعية وا�سعة، ع�ل��ى خ��ط ال�ف�ق��ر ب���س�ب��ب الأو�� �ض ��اع الإق �ت �� �ص��ادي��ة ،لكن العالقة بني الفقر وال�س�ؤال لي�ست عالقة طردية ،ورمبا �أن هناك الكثري ممن هم يف حاجة ما�سة للعون ،ولكن عفة �أنف�سهم ،وعلمهم �أن الأرزاق م�ق��درة ،متنعهم من اللجوء �إىل هذه الو�سيلة ،وكذلك البعد االجتماعي الذي
ينظر به املجتمع للمت�سول ،ما مينع الفقراء احلقيقيون من ال�س�ؤال». وملكافحة ظاهرة الت�سول التي تزايدت ب�شكل الفت يف رم�ضان ت��رى القي�سي �أن الأ�صل يف ه��ذه الآون��ة عدم ال �ت �ج��اوب م�ع�ه��م ،وع�ل��ى ك��ل ف��رد يف امل�ج�ت�م��ع �أن ي�سعى �إىل اال��ص�لاح وف��ق ا�ستطاعته ،وعلى احلكومة حماربة ه��ذه الفئة بحزم ،وفر�ض العقوبات ال�صارمة على كل م��ن ي�ضبط م�ت���س��و ًال ،لأن ه��ذا ي���ش��وه � �ص��ورة املجتمع، وت�أهيل ه�ؤالء الأ�شخا�ص ليك�سبوا قوتهم بكدهم وعرق جبينهم. وت�ضع القي�سي م�س�ؤولية كربى على و�سائل الإعالم؛ لأن من واجبها ت�سليط ال�ضوء على هذه ال�شريحة من املجتمع ،و�إط�ل�اق احل�م�لات ملكافحة الت�سول والإبالغ عن املت�سولني ،وتوجيه اجلهات املخولة بجمع ال�صدقات والزكوات ،ملن هم �أحق بال�صدقة من ه�ؤالء املحتالني. وي�ب�ق��ى �أن ن�ت���س��اءل� :أي ��ن ال��رق��اب��ة ال�ف��اع�ل��ة واحلل اجلذري لهذه امل�شكلة؟