www.araa.sa
خامســا :تأثيــر قــوة ونفــوذ جماعــات الضغــط -اللوبــي الصهيونــي- ً وجماعــات املصالــح يف أمريــكا التــي تتمتــع بقــدرة علــى الوصــول إلــى مراكــز القــرار باحلكومــة الفيدراليــة والتحكــم فيهــا وعلــى واضعــي السياســة اخلارجيــة لضمــان منافعهــا يف أنشــطة املنظمــات بالنســبة لسياســات واقتصــادات الــدول األعضــاء إذ وجــدت يف املنظمــات الدوليــة فرصــة مواتيــة لرســم أجنــدة تلــك املنظمــات مبــا يحقــق أهدافهــا البرجماتيــة ويعــزز مصاحلهــا يف مجــاالت كثيــرة انطال ًقــا مــن معتقداتهــم الراســخة بهيمنــة أمريــكا العامليــة.
إصالح األمم المتحدة ومتطلبات النظام العالمي الجديد يف خضــم أزمــة الثقــة الدوليــة يف األمم املتحــدة وتداعــي ســلطة مجلــس األمــن طالبــت العديــد مــن الــدول بإصالحــات جذريــة للمنظمــة و مؤسســاتها إلضفــاء املصداقيــة لقراراتهــا بعيــدًا عــن الهيمنــة ليكــون للمنظمــة دور أكبــر يف إنهــاء النزاعــات واملجاعــات وتكريــس اآلليــات الفاعلــة الحتــواء الصراعــات وإن تباينــت رؤى القــوى العامليــة واإلقليميــة حــول إعــادة هيكلــة األمم املتحــدة إن لــم تكــن متعارضــة إال إنهــا تتفــق جمي ًعــا علــى دعــم مســيرة اإلصــالح لتكــون املنظمــة أكثــر كفــاءة يف منظومــة العمــل األممــي لتحســن أدائهــا يف مياديــن العمــل لصنــع وبنــاء الســالم العاملــي عبــر قواعــد قانونيــة جديــدة للتغلــب علــى اجلمــود والشــلل يف أجهزتهــا ،لــن تتــم إال مــن خــالل تفعيــل بنــود امليثــاق التأسيســي للمنظمــة التــي ظلــت معطلــة ألكثــر مــن نصــف قــرن ممــا انعكــس ســل ًبا علــى دور املنظمــة وســمح بتحكــم القــوى الكبــرى يف قــرارات املنظمــة ومجلــس األمــن باالســتخدام املفــرط حلــق االعتــراض ممــا يســتوجب الوقــوف علــى بعــض االســتراتيجيات كمدخــل لإلصــالح مــن بينهــا : إعــادة هيكلــة األمم املتحــدة وإصــالح األمانــة العامــة ليكــونأكثــر دميقراطيــة ومتثيــال لــدول العالــم وتعبي ـ ًرا عــن تــوازن القــوى الدولــي وحتســن قــدرة املنظمــة علــى إدارة عمليــات حفــظ الســالم وأدائهــا يف مياديــن العمــل اإلنســاني واإلمنائــي وتعزيــز دورهــا يف حل النزاعــات وتكريــس مقومــات الســالم الدولــي و حتســن كفاءتهــا يف التنســيق واملســاعدة يف منــع األزمــات وأكثــر قــوة يف مجــال الوقايــة مــن نشــوب الصراعــات وأكثــر مرونــة يف مجــال الوســاطة وأكثــر فعاليــة مــن حيــث التكلفــة يف عمليــات حفــظ الســالم مــع حتديــث الهيــاكل التــي مــن شــأنها تعزيــز الســلم لتجنــب العــودة إلــى النــزاع وتفعيــل الدبلوماســية الوقائيــة للحــد مــن العنــف. دراســة مســتويات االســتقالل النســبي الــذي تتمتــع بــه األمماملتحــدة واملؤسســات املنبثقــة عنهــا كصنــدوق النقــد الدولــي والبنــك الدولــي لترســيخ بيئــة دوليــة تعنــى باالســتقالل السياســي للــدول وتنــأى عــن املســاومات مــع االضطــالع مبســؤولياتها جتــاه حتييــد عــدم التكافــؤ يف القــوة ،مــن خــالل إعــادة النظــر يف املمارســة
رأي
العــدد 130 إبــريـــــــل 2018
111
الفعليــة للوظائــف التمثيليــة والتداوليــة للمنظمــات ،وكيفيــة صياغــة تفويضــات األعضــاء داخــل هــذه املنظمــات والقــوة التصويتيــة التــي يتحصــل عليهــا كل عضــو واألســاس املنطقــي لوجــود بنيــة التمثيــل مــع حتييــد دور أمريــكا يف تشــكيل تلــك البنيــة ومتطلبــات اإلصــالح والتغييــر ملنــع اإلبقــاء علــى القواعــد املبهمــة يف عمــل املنظمــات ومنــع جتــاوز القواعــد الرســمية لصنــع القــرار. إصــالح املــوارد البشــرية وكفــاءة العاملــن باملنظمــة وهــي القضيــةاألكثــر تعقيــدًا يف التغييــر ،حيــث تســتوجب عمليــة تصحيحيــة محكمــة التخطيــط والتنظيــم تهــدف إلــى ضمــان إدخــال التغييــرات وفــق تسلســل منطقــي ،علــى أن تشــارك فيهــا هيــآت متثــل املوظفــن مشــاركة كاملــة أمــا فيمــا يخــص اإلصــالح املالــي واإلداري فــإن نهــج مبــدأ الشــفافية يف امليزانيــة واالعتمــاد علــى مبــدأ النتائــج والرقابــة والتحقيقــات ورفــع الكفــاءة والفعاليــة لــدى موظفــي األمم املتحــدة، قــد يســاهم يف حتســن اســتعمال املــوارد املاليــة واإلداريــة لتحقيــق غايــة املنظمــة يف حفــظ الســلم واألمــن الدوليــن الدوليــة. اإلصــالح املالــي بقصــد تنويــع مصــادر الدخــل لتفــادي الهيمنــةوتقليــل النفقــات للحــد مــن األزمــات املاليــة الناجتــة عــن ضعــف التدبيــر املالــي ،وعــن تأخــر الــدول األعضــاء يف دفــع اشــتراكاتها، وهــي أزمــة مزمنــة ومســتمرة بســبب اخللــل البنيــوي يف سياســة التمويــل واإلنفــاق جــراء اعتمــاد املنظمــة يف متويلهــا علــى مســاهمة الــدول األعضــاء مــا يجعــل عملياتهــا معرضــة للفشــل ،وفكــرة تعــدد مصــادر التمويــل و توزيــع أعبائهــا مــن أبــرز مظاهــر االختــالف بــن الــدول حــول كيفيــة متويــل أنشــطتها وال حتظــى بقبــول عام ســيما من جانــب الــدول التــي تســهم بالنصيــب األكبــر يف امليزانيــة والنفقــات. تفعيــل دور األمم املتحــدة يف دفــع عمليــات التنميــة االقتصاديــةوحتســن آليــة العمــل لالســتثمار يف مكاســب مســتقبلية وتقنــن ضوابــط أحقيــة الــدول احملتاجــة للمســاعدة لتحقيــق تنميتهــا املســتدامة وإعــادة كســب ثقتهــا مــن خــالل ســن قيــود حقيقيــة علــى املمارســات العشــوائية للقــوة ممــا يتعــن علــى الــدول املتنفــذة منحهــا قــد ًرا مــن االســتقالل الذاتــي واخلضــوع لقواعــد املنظمــة وإن تعارضــت مــع مصاحلهــا لدعــم شــرعيتها للحــد مــن خضــوع املنظمــات الدوليــة لســلطة التمويــل املؤثــرة علــى اســتقالليتها.
إصالح وتحديث تركيبة مجلس األمن لـم يعـد تهديـد السـلم واألمـن الدوليـن مقصـو ًرا علـى النازعـات التقليديـة ،بـل أمتـد ليشـمل ظواهـر جديـدة منهـا انتشـار اجلرميـة املنظمـة واملخـدرات واإلرهـاب والفسـاد والهجـرة غيـر الشـرعية وغيرهـا ،مـا يفـرض حتديـث مجلـس األمـن مبـا ينسـجم والتهديـدات ً عامـال مسـاعدًا علـى دميومـة تلـك الدوليـة اجلديـدة حتـى ال يكـون التهديـدات ناهيـك عـن جتـاوزات الكيـان الصهيونـي ،وقـد تناولـت