نساء

Page 1


‫نـ�ســـاء‬



‫خلود الفالح‬

‫نـ�ســـاء‬ ‫شعر‬


‫نساء‬ ‫تأليف‪ :‬خلود الفالح‬ ‫© جميع الحقوق محفوظة‬ ‫مجلة‬ ‫أسبوعية سياسية شاملة‬ ‫طبع في يوليو ‪2015‬‬ ‫مطابع األهرام‬ ‫جمهورية مصر العربية‬ ‫المدير الفني‪ :‬سامح الكاشف‬ ‫اإلخراج الفني والتنفيذ‪ :‬أحمد نجدي‬


‫في كل كتبي هناك نساء قويات يتغلبن على عوائق‬

‫عظيمة لكي يكتبن أقدارهن‪ .‬أنا ال أحاول أن أخلق‬ ‫نماذج تقلدها النساء‪ .‬كل ما أريده من القارئات أن‬

‫يجدنالقوة‪،‬ومنالقراءأنيفهموامعنىأنتكونامرأة‪.‬‬ ‫إيزابيل الليندي‬





‫‪1‬‬ ‫أقف أما َم المرآة‬ ‫ُ‬

‫أتلم ُس تجاعيدً ا حول العينين‬ ‫َّ‬ ‫وشفا ًه دون فرح‬ ‫بعبرة خف ّية‬

‫أرتب غرفة الجلوس التي لم تمس منذ أيام طويلة‬ ‫ُ‬

‫أستمع إلى ليلى مراد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تغني‪:‬‬

‫«أنا قلبي دليلي»‬

‫أقلب ألبو َم الصور‬ ‫ُ‬

‫هنا طفولتي السعيدة‬ ‫في الشارعِ‪،‬‬

‫ــر بوجوه النساء المهمالت في قصص الحب‬ ‫أتع َّث ُ‬ ‫وأغنّي‪« :‬أنا قلبي دليلي»‬

‫‪9‬‬





‫‪2‬‬ ‫الحيا ُة بعدك‪...‬‬ ‫مملة!‬

‫والنسوة الصامتات‪ ،‬الجميالت‬

‫قالب الحلوى الذي تعشق‬ ‫يغ ِّلف َن َ‬

‫بالشوكوال‪،‬‬

‫وبكلمات األغنية‬

‫ليهبن هذا الشتاء‬

‫بعضا من حنينهن‪.‬‬

‫‪13‬‬





‫‪3‬‬ ‫الشوارع الجديد ُة‬ ‫ُ‬

‫تمتلئ بنساء قطع َن المشاوير‬ ‫في كتابة روايات أقل كآبة‪،‬‬ ‫وأكثر ح ًّبا‪.‬‬ ‫َ‬

‫النسا ُء الجديدات‬ ‫الوقوف أما َم المرآة‬ ‫ُيطِل َن‬ ‫َ‬ ‫يضع َن ً‬ ‫قليل من المكياج الصباحي‬ ‫آخر الليل‬

‫نتمنى ألنفسنا أحال ًما سعيدة‪.‬‬

‫‪17‬‬



‫‪4‬‬ ‫الفتيات الصغيرات‬

‫َ‬ ‫يمألن الفرا َغ‬

‫بحكايات قديمة‬

‫عن آباء ذهبوا إلى الحرب‬ ‫وأمهات يصنعن الفرح‪.‬‬ ‫الفتاة الصغيرة‬

‫برفقة الدمية الوحيدة‬

‫تتأمل بكاء الضيوف‬

‫على آباء ذهبوا إلى الحرب!‬

‫‪19‬‬





‫‪5‬‬ ‫المايسترو‬

‫يحرك عصا ُه باتّـجاهي‬ ‫ّ‬ ‫يقرؤني مر ًة واحدة‬

‫ويقلب نوتته‪.‬‬

‫‪23‬‬





‫‪6‬‬ ‫المرأة التي تقضي‬ ‫الساعات‬

‫في طبخ قشور البرتقال‬

‫لصنع المربى‬

‫تدرك كم هي وحيدة‪.‬‬

‫‪27‬‬



‫‪7‬‬ ‫المرأة الواقفة أمام المرآة‬ ‫الحظت‬

‫أنها كبرت جدا‬

‫وما تتمناه أن يفتقدها من أحبت‪.‬‬ ‫ستخبر الصغيرات‬

‫يكتب في سيناريوهات األفالم‬ ‫أن الحب ليس ما‬ ‫ُ‬ ‫تتأ َّم ُل وجوه الفنانات على شاشة التليفزيون‬

‫المحقونة بالبوتكس والفيلر‬

‫يعجبها غرامهن بالحياة‪.‬‬ ‫في المساء‬

‫تكتب رسائل طويلة‬ ‫ُ‬

‫عن نباتات مدخل البيت التي ذبلت‪،‬‬

‫المالبس التي تنساها على حبل الغسيل ألسابيع‪،‬‬ ‫‪29‬‬


‫والوقت الذي تقضيه في تلميع الغبار عن صورتها القديمة‪.‬‬ ‫ستتبع نصيحة إحدى الصديقات بأكل الشوكوالتة‬

‫«ألنها تبعث على السعادة وتحسن المزاج»‬

‫وقبل أن تذهب للنوم‬

‫تردد أغنيتها المفضلة لصباح «أحس قد إيه وحيدة»‪.‬‬

‫‪30‬‬




‫‪8‬‬ ‫بح ُة صوتِك‬

‫ورائح ُة منزلِنا‬

‫الذي أصبح أكثر هدو ًءا‬

‫مشهد لصورة فوتوغرافية‪.‬‬

‫‪33‬‬





‫‪9‬‬ ‫رفيقاتي القديمات‬

‫اتخذن قرار نسيان الوحدة خارج بيوتهن‬ ‫ملونة‬ ‫التقطن صور ًا ّ‬

‫لتشييد العالم بتاريخ جديد‬

‫رقصن على صوت نانسي عجرم‬

‫تاركات حليم يرقد بسالم‬

‫لن يشغلهن ما يجري في العالم‬ ‫عن كتابة سيرة حياتية‬ ‫غير صالحة للنشر‬

‫عن أنفسهن‪ ،‬األيام‪ ،‬الخوف‪ ،‬القضاء والقدر‬ ‫وفي كل يوم يقلن ألنفسهن في المرآة‪:‬‬ ‫صباح الخير‬

‫‪37‬‬





‫‪10‬‬ ‫ضروري جدً ا‬

‫أن تكون طاهي ًة جيد ًة‬

‫قادرةً‪ ،‬دون العودة إلى كتب الطبخ‪،‬‬ ‫على إعداد وجبة وهم‬

‫تكفي لذكرتين‪.‬‬

‫‪41‬‬





‫‪11‬‬ ‫فقط‬

‫لو تنضجي قليال‬ ‫وتتركي‬

‫توقعات‬

‫ماغي‪ ،‬جمانة وكارمن‬

‫ستتسع المدينة البتساماتك‪.‬‬

‫‪45‬‬





‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫أطفال‬ ‫المجاور‬ ‫البيت‬ ‫في‬

‫تحدثوا ببراءة عن األلعاب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫كراسات الرسم‪،‬‬ ‫أقال ِم التلوين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حكايات ما قبل النوم‬

‫لمذيعة البرنامج الصباحي‪.‬‬

‫في الركن المجاور‬ ‫قلب وحيدٌ‬ ‫ٌ‬

‫أطلق ضحكة طويلة‬ ‫َ‬

‫للبحث عن نهاية سعيدة‪.‬‬

‫‪49‬‬





‫‪13‬‬ ‫في الخمسين‬

‫تصبحين امرأة أخرى‬

‫تثرثرين مع صديقات وحيدات‬

‫عن الروماتيزم الذي أتعب الركبتين‪،‬‬ ‫النوم المتقطع‪،‬‬

‫العشاق االفتراضيين‪،‬‬

‫والحب في أفالم األبيض واألسود‬

‫تواصلين الغناء‪:‬‬

‫«أنا عندي حنين»‬

‫تشبهك قصائد آنا اخماتوفا‬

‫وقصة حياتها المحزنة‬

‫ستهتمين أكثر بنعومة أظافرك‬ ‫طالء األظافر‬

‫‪53‬‬


‫خلطات شد البشرة‬

‫وصفات الوزن المثالي‬ ‫في الخمسين‬

‫تراقبين نفسك كحكاية مملة‪.‬‬

‫‪54‬‬




‫‪14‬‬ ‫ٍ‬ ‫يومي ّ‬ ‫ممل‬ ‫تقليد‬ ‫في‬ ‫ٍّ‬

‫النساء المتكدرات‬

‫يالحقن «حظك اليوم»‬

‫في الجرائد والمجالت‪،‬‬

‫مواقع الفلكيين اإللكترونية‬ ‫وبرامج الفضائيات‬

‫ينتظرن‬

‫توقعات كثيرة‬ ‫ووردة‪.‬‬

‫‪57‬‬



‫‪15‬‬ ‫في ظروف عادية جدً ا‬

‫النساء التعيسات‬

‫يتع ّقبن‬

‫موجة دافئة في نشرات الطقس‬

‫في ظروف عادية جدً ا‬

‫وبالتقسيط المريح‬

‫يبعن‬

‫ذكريات‬ ‫فرح‬

‫وبالونات جميلة‪.‬‬

‫‪59‬‬



‫‪16‬‬ ‫قبل سفره‬

‫كتبت له ‪ -‬جملة اعتراضية ‪-‬‬

‫على هاتفه المحمول‬

‫العالم الواسع‬ ‫يضيق‬

‫رويد ًا‬ ‫رويد ًا‬ ‫رويد ًا‬

‫‪61‬‬



‫‪17‬‬ ‫ً‬ ‫بشوشا‬ ‫كان‬ ‫كريما‬ ‫ً‬

‫غير أن الدقائق األخيرة‬

‫من المسلسل الدرامي‬

‫انتهت بمشهد نسيانه!‬

‫‪63‬‬



‫‪18‬‬ ‫كالكيت أول مرة‬

‫خبأ رائحتها في مالبسه الشتوية‬

‫مخدة نومه في الغسالة‬ ‫اسمها‬

‫مواعيد عشق قديمة‬

‫ن ّظ َم كل شيء‬

‫فك َّر في كل شيء‬ ‫فهرس كل شيء‬ ‫َ‬

‫في اليوم األول‬

‫ابتسم‬

‫اليوم الثاني‬ ‫ابتسم‬

‫اليوم الثالث‬ ‫‪65‬‬


‫ابتسم‬

‫اليوم الرابع‬ ‫الخامس‬ ‫السادس‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫اليوم العاشر‬ ‫ابتسم‬

‫كالكيت ثاني مرة‬

‫في الذكرى األولى‬

‫اخترع ضوءها‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫‪19‬‬ ‫كل شيء هادئ‬ ‫األوالد‬

‫فقدوا شهيتهم للثرثرة‬

‫الصبايا‬

‫اكتشفن‬

‫أن أسماءهن خدعة تليق بهن‪.‬‬ ‫في وسط الشارع‬

‫الفت ٌة كبير ٌة‬

‫مكتوب عليها‬ ‫ٌ‬

‫نحن نحطم األسعار‪.‬‬

‫‪67‬‬



‫‪20‬‬ ‫كم مر ًة أح ّبته‬

‫تركت القصائد عند النافذة‬

‫لتنمو بهدوء‬

‫أحبت فيروز ألجله‪،‬‬

‫المظالت‪،‬‬ ‫السفر‪،‬‬

‫وكالم األطباء‪،‬‬

‫عالم الرواية والشعر‪،‬‬

‫واليوم‬

‫كم مضى من الوقت وهي تحب؟‬

‫‪69‬‬



‫‪21‬‬ ‫لم َي ُك َّن ّإل نُسو ًة افتراضيات‬ ‫انتظرن‪ ،‬في غرف الدردشة‪،‬‬

‫النهاي َة السعيد َة في المسلسالت التركية‬ ‫َ‬ ‫يتذكرن‬ ‫وفي كل مرة‬

‫أنه َّن في األربعين ويزيد‪.‬‬

‫‪71‬‬



‫‪22‬‬ ‫منذ أعوام كثيرة‬

‫األشياء كما هي تماما‬ ‫البيت نظيف جدً ا‬

‫الثالجة محافظة على درجة التبريد المطلوبة‬ ‫يتكو ُم في المنطقة السفلى من الباب الخارجي للبيت‬ ‫الصد ُأ الذي َّ‬ ‫صبغة الشعر التي تخلصك من شعرك األبيض متى اكتشفت ذلك‬

‫ماركات المكياج القديمة التي تستعملينها إلخفاء التجاعيد‬

‫فناجين القهوة‬

‫كل يوم تغلقين الباب بالمفتاح‬ ‫وتتركين النافذة مفتوحة‬

‫ألحالمك السعيدة‪.‬‬

‫‪73‬‬



‫‪23‬‬ ‫منذ أيام كثيرة متشابهة‬

‫أعدُّ الطعا َم الذي تحب‬

‫ُ‬ ‫الصور في وضع السعادة‬ ‫وألتقط‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫كائنات افتراضي ًة‬ ‫أحاور‬ ‫ُ‬ ‫بتعليق أتركه على صفحة صديق ما أو ربما قصيدة للسنة الجديدة‬

‫وقبل أن أمضي للنوم‬

‫أتمنى أحال ًما طيب ًة للكون االفتراضي‪.‬‬

‫‪75‬‬



‫‪24‬‬ ‫نكتب القصائدَ عن الحرب‬ ‫ُ‬ ‫ال يهم ما ُيكتب‬

‫ُ‬ ‫األحمر يفكر في معنى الحرب‬ ‫اللون‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫هامش للبهجة‬ ‫تفكر في ترك‬ ‫ُ‬ ‫الحرب ُ‬ ‫ُ‬ ‫األطفال يأكلون الحلوى‬

‫الحزينات يضع َن الورو َد البالستيكي َة‬ ‫والنسا ُء‬ ‫ُ‬ ‫في المزهريات‬

‫ويكتب َن قصائدَ عن الحرب‪ ،‬الحب‪ ،‬اليتم‪ ،‬الوحدة‪.‬‬

‫‪77‬‬



‫‪25‬‬ ‫هذه الليلة‬ ‫ٍ‬ ‫تتألألُ‬ ‫بحبيبات‬

‫خريف أصواته ّن‪.‬‬ ‫يعزف َن‬ ‫َ‬

‫‪79‬‬



‫‪26‬‬ ‫يمكن االستغناء عنها‪:‬‬ ‫ثمة أشياء ال‬ ‫ُ‬ ‫النبت ُة الخضرا ُء‬ ‫في مطلع الدرج‪،‬‬

‫قصائدي‪،‬‬

‫صباحات صديقاتي الجديدات‬ ‫ُ‬

‫الممل ُة‪،‬‬

‫األباجور ُة التي تنير َ‬ ‫ليل بيتي‬

‫الشاهد ُة على خالفاتنا اللذيذة‪،‬‬

‫صوتُك حين ينادي‪ :‬أحبك يا ‪....‬‬

‫‪81‬‬



‫خلود الفالح‬

‫شاعرة تكتب بصماتها على جسد الصحراء‬ ‫فرات إسبر(((‬ ‫أحب أن أقرأ شعر الشاعرات‪ .‬أصواتهن تأخذني في البحث‬ ‫عن تفسيرات صعبة ومعقدة لحياة ال أحد يدركها‪ .‬تفضحها‬ ‫الكلمة أحيان ًا أو تزيدها غموضا‪ ،‬وال نجد لها إال التأويل في‬ ‫فهم المراد منه وغايته‪.‬‬ ‫في الشعر ال أحب المعاني البسيطة‪ .‬أحب الركض فوق سطوح‬ ‫الخيال والتقاط المعاني‪ ،‬كالفراشات في الحقول الواسعة‪ .‬تقترب‬ ‫مني ويخال لي أني التقطتها ولكنها ثانية تهرب‪ ،‬ألجد يداي فارغتان‬ ‫إال من رطوبة عالقة في زهرة مضمخة بالندى من قبالت الصباح‪.‬‬

‫الشاعرات يتحدثن بأصواتهن‪ ،‬عندما يجول بخواطرهن من‬ ‫مشاعر وأحاسيس‪ ،‬البوح بها صعب‪ ،‬وبالمقابل هذا البوح يفجر‬ ‫((( شاعرة سورية‪.‬‬ ‫‪83‬‬


‫طاقات خالقة في تنقية الروح وتصفيتها‪ ،‬كما أن تأثيرها الروحي‬ ‫ينعكس على الجسد‪.‬‬

‫وحدها خلود الفالح تحمل اإلجابة‪ .‬نحن أصحاب التأويل‬ ‫في الدخول إلى عالمها الواسع‪.‬‬

‫مهما كانت اللغة حرة لن تستطيع اصطياد المعنى كله‪ .‬المعنى‬ ‫خجول في التصريح عن نفسه أحيانا‪،‬ولكنه شفاف ورقيق كنسمة‬ ‫نشعر بها وال نراها‪.‬‬

‫تعرفت إلى خلود عبر الفضاء‪ .‬شاعرة وإعالمية لها صوت‬ ‫واسع في المشهد الثقافي الليبي والعربي‪ ،‬تحاور وتناقش الشعراء‬ ‫والكتُاب‪ .‬لها حضور واسع‪.‬‬

‫وخلود الشاعرة‪ ،‬لها لغتها الشعرية الخاصة‪ ،‬في التقاط‬ ‫الصورة كعدسة بسيطة ومعبرة‪.‬شغوفة بالحياة اليومية وبهجاتها‬ ‫المارقة كأنها تعرف أو على يقين‪ ،‬أن البهجات تمضي سريع ًا‬ ‫وال تقف‪ .‬ولعل مروقها غا ٌدر أحيانا‪ ،‬إذ ال تقرع الباب‪ ،‬وإنما‬ ‫تمر كالشبح تاركة ورائها جراح البهجة‪.‬‬

‫بعض الشاعرات يكتبن عن تجربة الحب والرجل‪ .‬وبعضهن‬ ‫يكتب عن الزمن‪ ،‬الزمن كجسد‪ ،‬والزمن كأيام‪ ،‬تمر‪ ،‬وبكال‬ ‫الحالتين فعله واحد‪ .‬وإنما خلود كتبت عن نفسها في نصوصها‬ ‫وحاولت أن تكتب الخلود لنفسها بالشعر‪.‬‬ ‫‪84‬‬


‫خلود الفالح تصطاد قصائدها كالفراشات من حدائق الحياة‪،‬‬ ‫الحياة العامرة بالحياة‪ .‬تصطاد قصائدها من جماد الكراسي وما‬ ‫تحمله من معاني في عالقة البشر بالجماد ‪ -‬المكان األصل ‪-‬‬ ‫الذي يتفجر عن صداقات وجراحات وبشر كانوا هنا ومن بعدها‬ ‫ال شيء سوى التذكارات‪.‬‬ ‫نصوص قصيرة زاخرة بالحركة والحيوية‪ .‬نعيشها كل يوم‬ ‫وتمر كل يوم بصمت‪ .‬بصمت الحزن أو صمت الفرح‪ .‬هكذا‬ ‫كل شيء ُيسجل في ذاكرة القلب ويترك بصماته على جدران‬ ‫المشاعر‪.‬‬

‫هكذا كل شيء هادئ‪ ،‬كما خلود الفالح التي تكتب بهدوء‪،‬‬ ‫ولكن عن حياة لها أفقها الخاص‪ .‬ومعناها الخاص‪ .‬هكذا خلقنا‬ ‫لنترك بصماتنا على جسد األرض‪ .‬وها هي خلود تترك بصماتها‬ ‫على جسد الصحراء‪ .‬صحراء ليبيا الفاتنة‪ ،‬حيث يتألق الشعر‬ ‫تحت ظالل شمسها الحارقة‪.‬‬

‫‪85‬‬



‫صدر في هذه السلسلة‬ ‫‪ 1‬ـ (قراءات في السلم والحرب)‪ ،‬عبدالمنعم المحجوب‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ (حبر المنفى)‪ ،‬عمر الكدي‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ (خاليا نائمة)‪ ،‬محمود البوسيفي‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ (أوراق تاريخية)‪ ،‬مختار الجدال‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ (ما وراء الحجاب)‪ ،‬فتحي بن عيسى‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ (منفى)‪ ،‬ديوان شعر ـ عمر الكدي‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ (مفهوم القوة في السياسة الدولية)‪ ،‬خالد الحراري‬

‫جو ْك)‪ ،‬قصائد محكية بلهجة ليبية‪ ،‬سالم العالم‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ ( َعلى ّ‬

‫‪ 9‬ـ (موسوعة الجهل النسبي)‪ ،‬مقاالت‪ ،‬الصدِّ يق بودوارة‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ (راهنية التأويل (‪-)2‬سؤال الكيان)‪ ،‬عبد المنعم المحجوب‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ (الدولة البيزنطية في ضوء إصداراتها القانونية)‪ ،‬خيرية فرج َحفالِش‪.‬‬ ‫‪ 12‬ـ (من الذاكرة)‪ ،‬حسين نصيب المالكي‪.‬‬ ‫‪ 13‬ـ (اليد الواحدة)‪ ،‬عبدالباسط أبوبكر محمد‪.‬‬ ‫‪ 14‬ـ (أصحاب المغيب)‪ ،‬سالم الهنداوي‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ (داعشلوجيا)‪ ،‬عبدالواحد حركات أبوبكر‪.‬‬

‫‪ 16‬ـ (ديوان‪ :‬صالح الشنطة)‪ ،‬جمع وتحقيق‪ /‬د‪ .‬عمر غيث قرميل‪.‬‬


‫‪ 17‬ـ (زغاريد ودموع ‪ ..‬من حياة النجوع)‪ ،‬فرج عبد الحميد المسماري‪.‬‬ ‫‪ 18‬ـ (تفاحة البرلمان)‪ ،‬عبد الرحمن سالمة‪.‬‬

‫‪ 19‬ـ (سطوة الكالب)‪ ،‬عوض الشاعري‪.‬‬

‫‪ 20‬ـ (ديجالون)‪ ،‬المختار الجدال‪.‬‬ ‫‪ 21‬ـ (ليبيا‪ ..‬أوالً ودائم ًا)‪ ،‬حسن طاطاناكي‪.‬‬






Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.