المخرج والإبداع الفني

Page 1

‫المخرج واإلبداع الفني‬

‫تأليف‬ ‫عـــــلـــي الـــــــعــــــتـــــر‬


‫منهج المخرج واإلبداع الفني‬ ‫الباب األول‬ ‫طبيعة فن السينما والتليفزيون ‪ -‬طبيعة المتفرج السينمائي‬ ‫والتليفزيوني‬ ‫الباب الثاني‬ ‫المخرج وقواعد‬ ‫مرحلة ما بعد اإلنتاج‬ ‫مرحلة اإلنتاج‬ ‫المخرج وشكل ومضمون العمل الفني‬ ‫عناصر الشكل هي‪-‬‬ ‫‪ – 3‬الماكياج‬ ‫‪ – 2‬الديكور‬ ‫‪ –1‬اإلضاءة‬ ‫‪ - 6‬الميزانسين‬ ‫‪ – 5‬اإليقاع‬ ‫‪ – 4‬األزياء‬ ‫عناصر الشكل ننتقل الى عناصر المضمون وهي‪-‬‬ ‫‪ – 2‬الصراع ‪ – 3‬الشخصيات‬ ‫‪ - 1‬الفكرة‬ ‫عناصر المضمون‬ ‫‪ - 5‬الحبكة‬ ‫‪ - 4‬الحوار‬ ‫الباب الثالث‬ ‫العناصر المساعدة لإلخراج‬ ‫إطالة الزمن التكرار الفعل المتوازي‬ ‫التشويق‬ ‫حركة الغالق البطيئة‬ ‫زاوية الكاميرا الذاتية‬ ‫الصوت‬ ‫السرعة نقص‬ ‫اللقطات القريبة غير المفسرة‬ ‫المعلومات‬ ‫المستوى الثاني لإلثارة‬ ‫المخاطرة الشديدة‬ ‫التغيير قبل الحدث المتوقع النتيجة الخادعة‬ ‫الفكاهة في الكوميديا‬ ‫ضغط الوقت‬ ‫الكالسيكية‬ ‫الحرج المفاجأة ‪.‬‬ ‫ردود األفعال‬ ‫المبالغة أو الالمباالة‪.‬‬ ‫سوء التفاهم وأخطاء الهوية‬ ‫اللعب باأللفاظ‬ ‫التغير المفاجيء في السلوك‪.‬‬ ‫والنكات‪.‬‬ ‫العنف‬ ‫تخفيف حدة التوتر‬ ‫القطع عند لحظة الحدث‬ ‫القطع القافز‬ ‫القطع مع تغير الموضوع‬ ‫القطع مع تغير السرعة‬ ‫التجميد المفاجيء للحركة اللقطة الذاتية‬ ‫تشوه الصورة‬ ‫المزج‬ ‫طرق خلق التوقع‬ ‫التوقع‬ ‫المطلوب لدي المتفرج‬ ‫الفكاهة‬ ‫المفاجأة‬ ‫التشويق‬ ‫الجمال والرومانسية‬ ‫القسوة‬ ‫التوقيت‬ ‫القلق الغامض التأكيد‬ ‫الخطر‬ ‫مرور الزمن‬ ‫اإلحساس بالذنب الموتيفة‬ ‫اللحظات المشحونة عاطفيا‬ ‫الباب الرابع‬ ‫المخرج والمكان المخرج والزمن‬ ‫التوقع التشويق‬ ‫المخرج والتأثير على المشاهد‬ ‫الرعب‬ ‫الشخصية الرئيسية‬ ‫مشاهد الحوار الديناميكية‬ ‫اللقطات الرئيسية‬


‫‪3‬‬ ‫المخرج وتوجيه انتباه‬

‫الشخصية المضطربة‬ ‫المتفرج‬ ‫الباب الخامس‬ ‫اختيار وتوجيه الممثل‬ ‫المخرج والممثل‬ ‫أسلوب المخرج وأداء الممثل‬ ‫األداء‬ ‫مذاهب األداء التمثيلي المدرسة الكالسيكية‬ ‫التلقائي‬ ‫تدريب الممثل‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-3‬الدقة‬ ‫‪ -2‬الخصوصية‬ ‫‪ -1‬البساطة‬ ‫العمق‬ ‫معايير االختيار‬ ‫حفظ الحوار اختيار الممثل‬ ‫توجيه الممثل في‬ ‫القراءة األولية للحوار‬ ‫موقع التصوير‬ ‫مشاكل الممثل‬ ‫مصطلحات بدء التصوير في كل من التصوير‬ ‫السينمائي والفيديو‬ ‫الباب السادس‬ ‫التكوين السينمائي الجيد القواعد األساسية للتكوين‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -2‬التوتر ‪-3‬العنصر الجمالى‬ ‫‪ -1‬األهمية‬ ‫– البساطة‬ ‫العناصر المرئية للتكوين‬ ‫‪ - 2‬األشكال‬ ‫أوال ‪ -‬األجسام ‪ -1‬الخطوط‬ ‫‪ -3‬األنماط‬ ‫‪-2‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬الكتلة ‪-1‬المواصفات المادية للموضوع‬ ‫التصوير‬ ‫‪ - 3‬صفات الشخصية‬ ‫ثالثا ‪ -‬التوازن أسهل طريقة لفهم التوازن المرئى‬ ‫أنواع التوازن‬ ‫رابعا ‪ -‬العمق‬ ‫خامسا ‪ -‬تحديد الكادر‬ ‫تكوين الصورة المتحركة نسب الشاشة‬ ‫أساليب التغطية‬ ‫التغطية‬ ‫تغطية المشاهد الرئيسية‪ :‬تغطية اللقطات المتحركة‪:‬‬ ‫القطع بواسطة‬ ‫تغطية أصوات اللقطات القريبة‬ ‫الكاميرا‬ ‫الباب السابع‬ ‫إختيار طاقم العمل التليفزيوني‬ ‫مدير اإلضاءة‬ ‫مساعد المخرج مدير التصوير‬ ‫رسام السيناريو أهم العناصر التى تميز اإلنتاج‬ ‫التليفزيونى ‪.‬‬ ‫الباب الثامن‬ ‫دور المخرج فى العمل التليفزيونى وعالقته بباقى فريق‬ ‫العمل‬ ‫الشكل النهائى للقصة التليفزيونية‬ ‫التحضير الفنى‬ ‫‪ .3‬ال ُكتّاب‬ ‫‪ .1‬التخطيط واإلعداد ‪ .2‬المنتج‬


‫‪4‬‬ ‫‪ .5‬مختصّو اإلنتاج‬

‫‪.6‬‬

‫‪ .4‬ال ُمخرج‬ ‫المؤدّون والمق ّدِّمون‬ ‫‪ .8‬التجارب‬ ‫‪ .7‬الملحّنون والموسيقيون‬ ‫‪.11‬‬ ‫تنفيذ العرض المباشر ‪ .10‬آالت التصوير‬ ‫‪ .12‬غرفة التحكم‬ ‫الميكروفونات‬ ‫‪ .14‬اإلضافة ‪ .15‬المحو‬ ‫‪ .13‬التالشي‬ ‫‪ .16‬المقدمة أو بداية اإلرسال‬ ‫التعاون فى صناعة العمل الفني‬

‫‪.9‬‬


‫الباب األول‬ ‫مقدمـة الكاتب‪:‬‬ ‫اإلبداع الفني هو غاية كل فنان في أي مهنة‪..‬‬ ‫واليولد مع اإلنسان بل يكبر مع الخبرة والبيئة‬ ‫المحيطة والرواسب التي تتجمع في ذاكرة المبدع‬ ‫مع مرور الزمن‪ ..‬والمخرج المبدع ال يولد مبدعآ‬ ‫بالفطرة بل تتطور أفكاره وأعماله مع ازدياد خبرته‬ ‫‪ ..‬وهنا يأتي اإلبداع الفني ‪ ..‬وهو حصيلة أفكار‬ ‫ورؤى وتطبيقات من الواقع والخيال ومزجها‬ ‫بأساليب جيدة فينشأ اإلبداع ‪ ..‬والمخرج المبدع هو‬ ‫من يختار الطريق الصعب في أعماله الفنية‬ ‫ويطورها مع أساليب العصر لتصبح جديدة ومبتكرة‬ ‫وسابقة لعصرها عند المتلقي ‪..‬‬

‫طبيعة فن السينما والتليفزيون‬ ‫طبيعة فن السينما‪:‬نشأت فنون الرقص والغناء‬ ‫والدراما واألدب والموسيقى والفن التشكيلي نشأة‬ ‫خاصة ‪ ،‬فقد كانت نشأتها بين النخبة الممتازة من‬ ‫الناس ‪ ،‬فلم يمارسها ولم يتمتع بها إال‬ ‫األرستقراطيون ‪ ،‬أما السينما فقد نبعت من صاالت‬ ‫التسلية البدائية فكانت نوعا َ من أنواع التسلية‬ ‫واللهو ‪ ،‬ولعل نشأتها المتواضعة جعلت الخاصة‬ ‫تتجاهلها في أول أمرها ‪ ،‬ولكن سرعان ما استحال‬ ‫استمرار هذا التجاهل إذ أن إقبال المتفرجين‬ ‫وضحكاتهم أخذت ترتفع ‪ ،‬فأخذت السينما تكتسح ما‬ ‫يقف أمامها في قوة الطوفان الجارف حتى صارت‬ ‫من أهم وسائل االتصال السمعية والبصرية في‬ ‫القرن العشرين ‪ ،‬وهكذا كما نرى بدأت السينما‬ ‫بالصور فقط ‪.‬وبقوة الصور لم تجد السينما الصامتة‬ ‫صعوبة في إرضاء جماهير ضخمة ‪.‬‬ ‫فى أول األمر حاول السينمائيون أن يصوروا‬ ‫للمتفرجين المسرحيات برمتها وكما هي بل‬ ‫والكاميرا ثابتة على بُعد محدد ‪ ،‬وكان الممثلون‬ ‫يواجهون المتفرجين مواجهة تامة تماما َ كما يفعلون‬ ‫على خشبة المسرح ‪.‬‬ ‫بل إن ال ُمشاهد كانت تبدأ بدخول الممثلين وتنتهي‬ ‫بخروجهم ‪ ،‬كانوا يريدون الظفر بما في المسرح من‬


‫‪6‬‬

‫قوة ناتجة عن وجود الممثلين بلحمهم وشحمهم‬ ‫‪،‬فقد كان عرض العالقات اإلنسانية في المسرحيات‬ ‫المصورة يثير في نفس المتفرج الشعور بالتوتر‬ ‫ويغريه بالتعرف على نفسه ‪ ،‬وهو المفتاح الذي‬ ‫يفتح مغاليق االنفعال‪.‬‬ ‫فقد كانت مشكلة السينما الرئيسية هي عدم وجود‬ ‫متفرجين كما في المسرحية ‪ ،‬وبعد عدة سنوات‬ ‫تبينت السينما أنها ‪0‬تستطيع أن تفعل أكثر من‬ ‫تصوير المسرحية بل أنها تستطيع أن تحول ضعفها‬ ‫إلى قوة‪.‬‬ ‫لكن السينما مضت تخلق وتثبت تقاليدها الخاصة‬ ‫والتي هي أشد ترابطا َ وثباتا َ من تقاليد المسرح ‪ ،‬ثم‬ ‫كان تغير مكان الرؤية فبعد أن يصور جزء من‬ ‫مشهد من زاوية معينة ‪،‬يصور جزء أخر من زاوية‬ ‫أخرى وكان الخوف من ذلك أن يشعر المتفرج‬ ‫بالدوار ‪ ،‬ولكن المتفرج لم يُبد أي تبرم على إعفائه‬ ‫من القيود البدنية المفروضة على الجسد ‪ ،‬وقبل‬ ‫على الفور دور المتفرج المتحرك‪ ..‬ينظر من جانب‬ ‫ثم ينتقل لينظر من الجانب اآلخر‪.‬‬ ‫هكذا تحولت نقطة الضعف (أي عدم وجود‬ ‫متفرجين) إلى نقطة قوة (أي عنصر الحركة) ‪،‬‬ ‫كانت الحركة الذاخرة بالمعنى تأسر االهتمام ‪ ،‬بل‬ ‫أنها تخلق لدى المتفرج الشعور بالتوتر واالنفعال ‪،‬‬ ‫ومع أن السينما كانت تتصف بالقوة منذ بدايتها ‪،‬‬ ‫ولكنها عندما أصبحت ناطقة كبُ َر أتساع أهميتها‬ ‫كوسيلة تعبير‪.‬‬ ‫فالكلمات تستطيع أن تقوم بتوضيح الحركة ومعانيها‬ ‫‪ ،‬وبالجمع بين الصور الغنية بالتفاصيل والمعاني‬ ‫وبين الكلمات التي تقول بطبيعتها شيئا َ واحدا في‬ ‫وقت واحد ‪ ،‬أكسب السينما قوة فريدة تعمل على‬ ‫إدماج المتفرج في سيل دائم من التفكير واالنفعال‬ ‫وتجعله شريكا َ مشاركا َ إلى حد عظيم ‪ ،‬هكذا نراها‬ ‫وصلت باستغالل عدم وجود المتفرجين ‪،‬إلى أن‬ ‫تتعلم كيف تنمي طاقتها المؤثرة في العواطف‪.‬‬ ‫أصبح للسينما لغة لها مفرداتها وحسناتها‬ ‫وبالغتها‪..‬حيث اللقطة هي الوحدة األولية ‪ ،‬ومن‬ ‫تراكيب هذه اللقطات تتكون المشاهد ‪ ،‬وجمال‬


‫‪7‬‬

‫اللقطة وانسيابها أو تصادمها مع اللقطة التالية‬ ‫ينتج معنى ما ‪ ،‬يصر السينمائي أن يُشرك المتفرج‬ ‫معه في استنتاج هذا المعنى فيصبح دوره إيجابيا َ‬ ‫في عملية التلقي ‪ ،‬كما يملك السينمائي عناصر‬ ‫الموسيقى‪..‬والمؤثرات‬ ‫الصوتية‪..‬واإلضاءة‪..‬واللون‪..‬والتمثيل‪..‬والتكوين ‪،‬‬ ‫وكلها عناصر تشكل مفردات اللغة التي يُكتب بها‬ ‫على الشاشة ‪،‬وتشكل في الوقت نفسه قنوات‬ ‫االتصال بينه وبين المتفرج عبر السمع والبصر‬ ‫معا‪.‬‬ ‫هكذا أصبحت السينما وسيلة سمعية بصرية أساسية‬ ‫من وسائل االتصال الجماهيري ‪ ،‬تناولت كل شريحة‬ ‫من شرائح المجتمع وعالجت كل موضوع ووصلت‬ ‫إلى كل جمهور ‪ ،‬بل أنها أصبحت تستحق أن يُطلق‬ ‫عليها اسم " الفن السابع "‪.‬‬ ‫طبيعة فن التليفزيون‬ ‫وصلت السينما إلى جمهورها الواسع في بدايات‬ ‫القرن العشرين ولم تأخذ شكلها كفن ذو مالمح‬ ‫خاصة إال في العشرينات أما شاشة التليفزيون فقد‬ ‫ولدت في العشرينات وانتشرت في األربعينات‬ ‫كسينما على الهواء مباشرة ‪ ،‬ولم تصل إلى البيوت‬ ‫إال في الخمسينات‪.‬‬ ‫منذ البداية وكما اعتمدت السينما على تصوير‬ ‫العروض المسرحية ‪ ،‬اعتمد التليفزيون على‬ ‫السينما وورث كثيرا من تقاليدها وعالقتها‬ ‫بالجمهور ثم عالقتها باألفكار ‪ ،‬ولو بحثنا في أساس‬ ‫كل من السينما والتليفزيون لوجدنا أنها " الصورة‬ ‫" فشاشة السينما كالتلسكوب تفتش عن األشياء‬ ‫البعيدة لتقربها ‪ ،‬أما شاشة التليفزيون فهي‬ ‫كالميكروسكوب تفتش عن األشياء الدقيقة وتحاول‬ ‫تكبيرها ‪ ،‬ولذلك فهي تتيح للتلفزيوني ميزات ال‬ ‫يحصل عليها السينمائي ‪ ،‬فالمتفرج يتعامل معها‬ ‫على أنها صديق حميم تقربه من األحداث الواقعية ‪،‬‬ ‫وتفيض باالنفعاالت الصادقة والمشاعر النبيلة‪.‬‬ ‫في الواقع أن التليفزيون يتمتع بميزتين ‪:‬‬ ‫‪" )1‬الفورية" أي إمكانية بث حدث ما بثا مباشرا‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪" )2‬المودة" أي إمكانية تقديم عرض على ما يبدو‬ ‫لمشاهد واحد ومن أجله وحده بينما يراه في‬ ‫الحقيقة ماليين المشاهدين المتفرقين في اللحظة‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫بل إن التليفزيون يمثل ثورة أعظم في ميدان‬ ‫االتصال البشرى من السينما نفسها ‪ ،‬ومنذ ظهوره‬ ‫أُعيد تصميم ُ‬ ‫غرف الجلوس وظهرت في األسواق‬ ‫كراسي خاصة له وموائد صغيرة لألكل أثناء‬ ‫مشاهدته وأطعمة مجمدة سريعة التجهيز‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫استطاع التليفزيون أن يَشُد إليه اهتمام‬ ‫ُ‬ ‫بدرج ٍة هائلة عندما نقل إليهم سلسلة من العروض‬ ‫الحية الفورية التي حولت هذا الجهاز من لعبة‬ ‫غالية الثمن إلى ضرورة حقيقية‪.‬‬ ‫فقام بنقل المباريات الرياضية المهمة والمسرحيات‬ ‫واألوبرات وحفالت الموسيقى والباليه‪.‬‬ ‫وأتاح للماليين فرصة االستمتاع بما كان يقتصر‬ ‫على القلة المتميزة التي تستطيع أن تدفع ثمن‬ ‫تذكرة الدخول إلى الملعب أو دار األوبرا‪.‬‬ ‫ولم تقتصر مهمته على ذلك فقد قام بنقل مباشر‬ ‫لألحداث التي لم يكن يحلم المتفرج بأن يراها إال بعد‬ ‫حدوثها بوقت يسمح بتحميض الفيلم السينمائي‬ ‫وطبعه وعمل المونتاج له‪ ..‬لكن وبشكل فوري نقل‬ ‫للمشاهد في بيته حادث اغتيال قائد الحقوق المدنية‬ ‫مارتن لوثر كينج ‪،‬ثم غطى أهم حدث في الستينات‬ ‫وهو نزول أول إنسان حي على سطح القمر ‪ ،‬لقد‬ ‫نقل كل هذه األحداث فور وقوعها إلى المشاهد‪.‬‬ ‫كان التليفزيون يعرف أن من يريد أن يتحدث بلغة‬ ‫من اللغات عليه أن يتعلم قواعد النحو الخاصة بها ‪،‬‬ ‫وكان يعرف أن مفتاح الطريق إلى الجماهير الكبيرة‬ ‫وإلى اكتساب جماهير جديدة هو التعرف االنفعالي ‪،‬‬ ‫وهذا معناه االعتماد على الدراما أي التحدث إليهم‬ ‫بلغة مفهومة‪.‬‬ ‫مع أن التليفزيون استفاد من السينما لغتها لتكون‬ ‫لغته هو أيضا فاللقطة بأحجامها المختلفة ووسائل‬ ‫الربط بين هذه اللقطات المختلفة واحدة أيضا‬ ‫والصورة تنتقل عن طريق عدد من الكاميرات ‪،‬‬


‫‪9‬‬

‫والتي لكل منها إمكانيات واسعة جدا في الحركة‬ ‫والقرب والبعد واالرتفاع واالنخفاض‪.‬‬ ‫وهناك اإلضاءة التي ال تلعب فقط دورا في إبراز‬ ‫الصورة ولكنها تستطيع أيضا تجسيد الحالة النفسية‬ ‫للشخصيات وال ُمعَاونة في رسم الجو العام للقطة أو‬ ‫المشهد باإلضافة إلى إمكانيات المونتاج والمؤثرات‬ ‫الصوتية ‪ ،‬إال أنه عرف أنها تشكل فقط أساسا جديدا‬ ‫للغة معالجة درامية خاصة به ‪ ،‬تختلف تماما عن‬ ‫لغة المعالجة الدرامية في السينما ‪ ،‬عنها في‬ ‫المسرح ‪ ،‬إن الدراما التليفزيونية يتيمة جاءت ثمرة‬ ‫طالق أبويها المسرح والسينما ويجب على التمثلية‬ ‫التليفزيونية ولها عينا أبويها وأُذنا أُمها وف ُمها‬ ‫الخاص أن تكون قادرة على تحقيق قوة فردية‬ ‫مثيرة‪.‬‬ ‫عندما بدأ السينمائيون يعرضون األفالم على شاشة‬ ‫التليفزيون تبينوا أن عليهم أن يزيدوا من اللقطات‬ ‫القريبة المكبرة وأن يقللوا من اللقطات‬ ‫البعيدة‪..‬فالفيلم السينمائي يُعرض على شاشة كبيرة‬ ‫عريضة‪..‬أما في التليفزيون فالمتفرج يجلس قريبا‬ ‫من الجهاز‪..‬كأنه يجلس إلى صديق‪.‬‬ ‫لذلك كان على الفنان التليفزيوني التركيز واالقتراب‬ ‫بهدف الوصول إلى العمق لتحديد طريقة تلقي‬ ‫المتفرج وتذوقه وتوجيه انتباهه ‪ ..‬وأوجب ذلك‬ ‫على الدراما التليفزيونية أن تستمد مادتها بطريقة‬ ‫مباشرة من الحياة فهي فن إنساني يرتبط بمشاكل‬ ‫الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والدينية‬ ‫واألخالقية‪.‬‬ ‫كان عليها أن تحذف التفاصيل التي ال أهمية لها في‬ ‫تطور األحداث وبلورة الشخصيات ‪ ،‬وكان على‬ ‫حركة الكاميرات والممثل والتكوينات أن تكون نابعة‬ ‫من داخل الموضوع وموظفة لتحقيق غرض درامي‬ ‫محدد وإيقاع جيد ‪ ،‬حتى تستطيع أن تتوغل بال‬ ‫استئذان إلى عقل وقلب المشاهد‪.‬‬ ‫إن النص الدرامي في التليفزيون ال يختلف عن‬ ‫النص الدرامي في المسرح ‪ ،‬أو في السينما من‬ ‫أنهما يعتمدان قواعد درامية واحدة ‪ ،‬ولكن‬ ‫صر‬ ‫االختالف يأتي من طول العمل ‪ ،‬أي أنه إذا قَ ُ‬


‫‪10‬‬

‫يُصبح سهرة في التليفزيون تأخذ تقريبا حيز‬ ‫المسرحية ‪ ،‬وإذا طال يأخذ شكل مسلسل من سبع‬ ‫حلقات أو عشرة أو عشرين حلقة أو أكثر حسب ما‬ ‫يقتضي الموضوع‪.‬‬ ‫من هنا نرى أن الدراما التليفزيونية تأخذ عدة‬ ‫أشكال منها ‪ :‬المسلسل والتمثيلية التليفزيونية ‪،‬‬ ‫والموضوع هو الذي يفرض الشكل الذي يُقدم به‪.‬‬ ‫والفارق األساسي بين دراما السينما ودراما‬ ‫التليفزيون هو أن األولي تعتمد الصورة أساسا لها‬ ‫أما دراما التليفزيون فتعتمد على الحوار أوال وأخيرا‬ ‫‪ ،‬فإذا كانت السينما قد ورثت المسرح وتخلصت من‬ ‫سلبياته التي ال تالئمها ‪ ،‬فقد ورث التليفزيون‬ ‫اإلذاعة ليتالءم وجو البيوت‪.‬‬ ‫تحول‬ ‫فالكاتب السينمائي من السهل أن ينجح إذا‬ ‫ّ‬ ‫للكتابة التليفزيونية ‪ ،‬بخالف كاتب التليفزيون الذي‬ ‫يكتب للسينما فإنه سيحمل معه ما يمكن أن نطلق‬ ‫عليه‪..‬الفيلم اإلذاعي والسلسلة والمسلسل ‪،‬كل‬ ‫حلقاته ُمت َ ٍصلة وكل شخصياته واحدة ويتم تطوير‬ ‫الصراع والشخصيات منذ الحلقة األولى حتى نهاية‬ ‫الحلقة األخيرة‪.‬‬ ‫مع ذلك فكل حلقة تُمثِّل دراما صغيرة كاملة وتتوقف‬ ‫في أكثر األماكن إثارة لالهتمام ‪ ،‬وينتظر المتفرج‬ ‫بفارغ الصبر الحلقة التالية ليعرف كيف تطورت‬ ‫األحداث ‪ ،‬وكل حلقة يجب أن يكون متحقق فيها‬ ‫القواعد الدرامية ‪ ،‬وليس مطلوبآ أن تصل إلى الحل‬ ‫في نهاية كل حلقة إنما يبقي هناك تنمية للحدث من‬ ‫بداية الحلقة إلى أخرها ويبقى هناك تصاعد في‬ ‫المشهد باستمرار وهو ما يحقق السيطرة على‬ ‫المتفرج ألنه سيخاف أن يتحرك أو يبعُد عن‬ ‫التليفزيون حتى ال يفوته شيء مهم‪.‬‬ ‫أما السلسلة فتكون حلقاتها منفصلة أي أنها بمثابة‬ ‫ُ‬ ‫حيث تعتبر‬ ‫تمثيلية مستقلة لها بداية ووسط ونهاية‬ ‫الحلقة الواحدة منها عمال دراميا كامال ‪ ،‬ألن كل‬ ‫حلقة تبدأ ببداية جديدة ليست لها عالقة بنهاية‬ ‫الحلقة التي سبقتها ‪ ،‬والعالقة الوحيدة التي تكون‬ ‫بين الحلقات هي وجود شخصية رئيسية تقوم‬ ‫بالبطولة في كل الحلقات ‪ ،‬أو أن الموضوع‬


‫‪11‬‬

‫األساسي في كل الحلقات واحد ‪ ،‬وهى هنا قريبة‬ ‫الشبه بالفيلم السينمائي أي أن الحدث يتصاعد حتى‬ ‫يصل إلى الذروة الرئيسية مع نهايتها‪.‬‬ ‫أخيرا ما يهم هو االستحواذ على االنتباه واالهتمام‬ ‫وإثارة االنفعاالت العميقة لعملية التعرف لدى‬ ‫المتفرج‪.‬‬ ‫فى النهاية نستطيع أن نقول إن التليفزيون يلعب‬ ‫دورا هاما في حياة المجتمع الحديث ويوزع أدواره‬ ‫المختلفة الهامة في حياتِّنا بوجهتها االجتماعية‬ ‫‪،‬ومعناها الثقافي‪.‬‬ ‫ومن وجهة النظر الجمالية يحتل التليفزيون مكانا‬ ‫خاصا في منظومة وسائل االتصال الجماهيري ‪،‬‬ ‫واليوم فإن الكثير من المنظرين يميلون إلى اعتبار‬ ‫التليفزيون فنا مستقال جديدا بل أن بعضهم أطلق‬ ‫عليه " الفن الثامن"‪.‬‬ ‫طبيعة المتفرج السينمائي والتليفزيوني‬ ‫خلق هللا اإلنسان وجعل له خمس حواس وميزه‬ ‫بالعقل والذاكرة وأضفي عليه العاطفة واإلرادة‬ ‫والقدرة على التخيل والحلم‪..‬وهى القاعدة التي يقف‬ ‫عليها كل من الفنان والمتفرج في ِّعالقتهما الجدلية‬ ‫عبر تأثر الفنان بالعالم حوله وتأثيره في هذا العالم‪.‬‬ ‫خاطب في‬ ‫حين يتعامل الفنان مع العمل الفني فإنه يُ ِّ‬ ‫ُمتفرجيه بعض الحواس ُمركزا على العقل والذاكرة‬ ‫وعاطفة المتفرج ‪ ،‬وقدرته على التخيل والحلم‬ ‫يعرف أنه ال‬ ‫مؤثرا على الشعور والالشعور‪ ،‬فالفنان ِّ‬ ‫يستطيع أن يستولي على مشاعر المتفرج إال إذا‬ ‫تأكد األخير أن عمل الفنان يخدُم غرضا مماثال‬ ‫يترك العنان لالنفعاالت‬ ‫بالنسبة إليه ‪ ،‬عند ذلك ُ‬ ‫الحبيسة لديه التي ليس من اليسير انسيابها وقد‬ ‫يتعرف على شخصه في شخصية من الشخصيات بل‬ ‫أنه يتعاطف معها ‪ ،‬حتى أنه يحدث ُمشاركة وجدانية‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫االتصال بين الفنان والمتفرج في السينما‬ ‫والتليفزيون ال يتم وجها لوجه ‪،‬ولذلك فالفنان في‬ ‫حاجة إلى االرتباط بهذا االنفعال أكثر مما تحتاج إليه‬ ‫أي وسيله أخرى ‪ ،‬ألنه يتوجه إلى جمهور بعيد غير‬


‫‪12‬‬

‫مرئي‪..‬ومع ذلك فاالنفصال بين المتفرج والفنان‬ ‫يحافظ على خصوصية المتفرج مما يجعله يستطيع‬ ‫أن يفتح الباب النفعاالته على مصراعيه‪.‬‬ ‫الفنان يجب أن يعرف أنه يتعامل مع جمهور مختلف‬ ‫األجناس والخلفيات الثقافية ‪ ،‬فهم أُناس يعيشون‬ ‫تحت ظروف مختلفة إلى حد بعيد ومن شتي‬ ‫الثقافات واألوضاع في المجتمع ‪ ،‬ويزاولون مهنا‬ ‫متباينة ‪ ،‬ومن ثم لهم اهتمامات ومستويات معيشية‬ ‫مختلفة ‪ ،‬أي أنهم في النهاية "جمهور مجهول‬ ‫الهوية" ‪ .‬والفنان يستمد قوة نجاحه من عواطف‬ ‫هؤالء الناس الكامنة ‪ ،‬ومن خالل الدراما السينمائية‬ ‫أو التليفزيونية يبذل الفنان مجهود كبير مرة تلو‬ ‫المرة الجتذاب انتباه هذا الجمهور ولمس عواطفه‬ ‫العميقة ‪ ،‬وحثه على التطلع إلى معرفة جديدة أو‬ ‫تبنيه فكرة جديدة‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر فإن البحث عن جمهور ضخم ‪،‬‬ ‫هي الفكرة المسيطرة على فناني السينما ‪،‬‬ ‫والتليفزيون على السواء ‪ ،‬فهي معركة دائمة‬ ‫يخوضها الفنان معركة سالحها الصور واألصوات ‪،‬‬ ‫ليس من أجل الحصول على االنتباه والعواطف ‪ ،‬بل‬ ‫معركة تنافس حول توجيه العواطف نحو المعلومات‬ ‫واألفكار واألفعال‪ ..‬وهو يعرف أن الفن الجيد إذا لم‬ ‫يحتو على فكر جيد أو أن الفكر الجيد إذا لم يقدم من‬ ‫خالل فن جيد فإنه لن يكون هناك متفرجين‪.‬‬ ‫طبيعة المتفرج السينمائي والتليفزيوني‬ ‫بالرغم من أن هدف الفنان السينمائي أو‬ ‫التليفزيوني هو اجتذاب الجماهير ‪ ،‬إال أن اختالف‬ ‫طبيعة الجمهور الخاص بالسينما يختلف اختالفا بينا‬ ‫عن الجمهور الخاص بالتليفزيون ‪ ،‬فالمتفرج في‬ ‫السينما هو الذي يختار الفيلم الذي يشاهده وقد‬ ‫يكون على علم بموضوع الفيلم ويعرف من هم‬ ‫الممثلون ‪ ،‬وهو الذي يختار الوقت المناسب للفرجة‬ ‫على الفيلم ‪ ،‬أي اللحظة المزاجية الخاصة التي‬ ‫يُشاهد بها الفيلم ‪ ،‬فمن حقه اختيار وقت فرجة‬ ‫الفيلم ‪ ،‬إما حفلة ‪ 10‬أو حفلة ‪ 3‬أو حفله ‪ 6‬أو حفلة‬ ‫‪ ، 9‬وكل حفلة لها جمهورها ذو المزاجية الخاصة ‪،‬‬ ‫وهو يشترك في هذه اللحظة المزاجية مع عدد من‬ ‫المشاهدين يماثل عدد مقاعد قاعة العرض‪..‬فشاشة‬


‫‪13‬‬

‫السينما بحجمها الكبير وبالتالي حجم األجسام‬ ‫واألشياء تشعر المتفرج بالضآلة ‪ ،‬وهناك الظالم‬ ‫الذي يسود القاعة وبالتالي فهو ال يستطيع التكلم‬ ‫مع َمن يُجاوره ‪ ،‬ومن هنا يأخذ إدراك الفيلم عنده‬ ‫طابع الفردية ‪ ،‬فهو يرغب في إدراك الفيلم ولكنه ال‬ ‫يريد أن يشعر بنفسه كعضو في المجموع أو مشارك‬ ‫فعال في التقبل الجماعي ‪ ،‬بل على العكس من ذلك‬ ‫يريد أن يشعر بعزلته التامة وهذا ما تتطلبه فترة‬ ‫العرض منه ‪ ،‬إن حالته أقرب إلى التأمل ‪ ،‬والصور‬ ‫التي تظهر على الشاشة تستثير لغته الداخلية‬ ‫‪،‬وتحدد مسار انفعاالته وتسيطر على كل انتباهه‪.‬‬ ‫أما الفرجة التليفزيونية فهي تختلف تماما‬ ‫فالجمهور ال يجتمع في مكان واحد كجمهور السينما‬ ‫‪ ،‬بل هو موزع على أبنية عديدة قد تبلغ المليون أو‬ ‫أكثر وهو جمهور مختلف األعمار واألجناس‬ ‫واألذواق والثقافة‪.‬‬ ‫المتفرج التليفزيوني‬ ‫هو متفرج مدلل ‪،‬ألنه ليس مضطرا للفرجة وهو لم‬ ‫يتكلف مشقة الذهاب لمشاهدة العرض ‪،‬كما أنه لم‬ ‫يدفع ثمنا لهذه الفرجة ‪ ،‬وهو يتفرج على‬ ‫التليفزيون بمالبسه المنزلية على األغلب إلحساسه‬ ‫بأن الشاشة الصغيرة هي ضيف على بيته ‪ ،‬وهو‬ ‫في مكان مضاء ‪ ،‬قد يشتت االنتباه ‪ ،‬وهو غالبا‬ ‫على هيئة نصف دائرة يتوسطها التليفزيون وليس‬ ‫في شكل صفوف‪.‬‬ ‫عندما تشاهد التليفزيون فإن عينيك وأذنيك تستقبل‬ ‫المعلومات وترسلها إلى المخ ‪ ،‬فإذا الذي رأيته أو‬ ‫سمعته كان مشوقا وباعثا على المتعة ‪ ،‬فاٍن نظام‬ ‫االتصال الذاتي الذي عندك يعبّر عن ذلك ‪ .‬وبالتالي‬ ‫تتابعه وتوليه اهتمامك وإذا لم يعجبك ‪،‬يرسل المخ‬ ‫رسالة إلى عضالتك ينتج عنها قرار بتغيير المحطة‬ ‫أو بالضغط على زر إقفال الجهاز‪.‬‬ ‫وظروف الفرجة كلها غير طبيعية ‪،‬فقد يكون‬ ‫المتفرج عائدا لتوه من العمل ورأسه مشحون طوال‬ ‫النهار ويجلس ليشاهد المسلسل التليفزيوني مثال ‪،‬‬ ‫ويجلس حوله بعض األصدقاء وزوجته وأوالده‬ ‫الذين يصرخون ويهللون ‪ ،‬وقد يُمسك بين يديه‬


‫‪14‬‬

‫بأطباق الطعام أو بجريدة أو بمجلة ‪ ،‬وقد يرن‬ ‫جرس التليفون كل ذلك في الوقت نفسه والمتفرج‬ ‫في النهاية يحاول التركيز على مشاهدة المسلسل‬ ‫التليفزيوني ‪ ،‬وببساطة شديدة قد يغلق المتفرج‬ ‫جهاز التليفزيون وينصرف عنه لينام ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫كان على الدراما التليفزيونية أن تكون من القوة‬ ‫بحيث تمسك بهذا المتفرج وال تجعله يفر منها‪.‬‬ ‫على كاتب الدراما التليفزيونية أن يتمتع بالقدرة‬ ‫على السيطرة على موضوعه وشخصياته طوال‬ ‫عمل قد يستمر لمدة ‪ 10‬ساعات أي ما يوازي‬ ‫خمس أو ست أفالم ‪ ،‬في النهاية يجد الفنان‬ ‫التليفزيوني نفسه يتعامل مع متفرج متمرد بطبيعته‬ ‫وبطبيعة ظروف الفرجة نفسها ‪ ،‬متفرج عنده‬ ‫إحساس دائم بالتفوق على الشاشة نظرا لصغر‬ ‫حجمها ومع ذلك فهي شديدة الصلة به‪.‬‬ ‫من هنا حاول الفنان التليفزيوني أن تتفاعل‬ ‫خصائص العمل التليفزيوني مع الخطوط العريضة‬ ‫لشخصية المتفرج وخصائصه النفسية ورغبته في‬ ‫الحصول على اإلشباع‪..‬فقد حاول التركيز على قرب‬ ‫الصورة الصورة هنا كأداة اتصال ‪ ،‬وأصبحت‬ ‫الصورة عنده هي اللغة التي يخاطب بها المتفرج‬ ‫الذي يجيد القراءة إلى جانب المتفرج األمي ‪ ،‬حتى‬ ‫يصل إلى أكبر عدد منهم ‪.‬‬ ‫وأصبح يحرص على تصوير برامج تليفزيونية‬ ‫تناسب متفرجين يجلسون في غرف استقبالهم في‬ ‫محيط عائلي يجمع أفراد األسرة ‪ ،‬وهو يعرف أن‬ ‫كل فرد في العائلة تحكمه مجموعة من القيم‬ ‫واألخالقيات مرتبة وفق أولويات خاصة ‪ ،‬قد ال‬ ‫يكون نفس الترتيب الذي يسيطر على الفرد في‬ ‫محيط عائلي آخر‪.‬‬ ‫لذلك يجب أن تكون هناك لغة تليفزيونية تصل‬ ‫للجميع بنفس القدر ‪ ،‬فال هي ُمسفه لتخاطب‬ ‫الطبقات الدنيا إذا صحت التسمية وال متعالية وال‬ ‫تستطيع من خاللها أن تلجأ إلى التجريب ‪ ،‬الذي هو‬ ‫متاح في المسرح والسينما ‪ ،‬ولكنه خطر جدا في‬ ‫التليفزيون ‪ ،‬الذي يعتمد على التواصل المباشر بين‬ ‫الملقي والمتلقي‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫قام الفنان التليفزيوني بنقل المناسبات واألحداث‬ ‫إلى المتفرج في غرفته الخاصة‬ ‫على الهواء وفورا ٍ‬ ‫‪ ،‬ألن ظروفه تجعله ال يستطيع أن يتوجه إلى مكان‬ ‫الحدث ‪ ،‬وذلك ليجعله مشاركا في األحداث يشاهد‬ ‫لحظات الذروة فيها بنفسه وليست منقولة إليه عن‬ ‫طريق طرف ثالث‪.‬‬ ‫بل أنه حمل كمآ هائآل من المعلومات والمعرفة‬ ‫واألخبار والقصص واإلعالنات في بيت المتفرج‬ ‫حتى ال يضطر إلى الخروج ‪ ،‬وهكذا فرض الفنان‬ ‫نوع جديد من وسائل التسلية والترفيه وتمثيليات‬ ‫خاصة به وكان يعرف أن الجمهور يجب أن يشترك‬ ‫أفراده ‪ ،‬مع جيرانهم أو حتى في الهاتف وألنه‬ ‫يخاطبهم في منازلهم المتفرقة ‪ ،‬أحس أنهم في‬ ‫حاجة إلى عدوى الضحك الذي قد يسري بين‬ ‫جماهير السينما ‪ ،‬فأنشأ فكرة جمع المتفرجين في‬ ‫االستديو أثناء التصوير أو عرض نسخة كاملة‬ ‫للتمثيلية الفكاهية بعد انتهائها على جمهور في‬ ‫االستديو ثم الجمع بين أصوات ضحكهم وأصوات‬ ‫النسخة األصلية قبل إذاعتها‪.‬‬ ‫عرف الفنان التليفزيوني أن متفرج السينما يولي‬ ‫كل اهتمامه للشاشة وما يحدث عليها بل ومن‬ ‫الصعب عليه أن ينظر أو ينصت أو يفعل أي شيء‬ ‫آخر ‪ ،‬بل إنه يجلس على الكرسي نفسه بدون حركة‬ ‫حتى انتهاء الفيلم ‪ ،‬ولذلك فالفنان السينمائي يكتفي‬ ‫باللمحة أو اإليحاء أو اإلشارة غير المباشرة دون‬ ‫الحاجة إلى زيادة التصريح والتوكيد في الدراما‬ ‫السينمائية‪.‬‬ ‫بعكس جمهور التليفزيون الذي يستطيع أثناء‬ ‫المشاهدة التليفزيونية أن يأكل ويقرأ الجريدة ويرد‬ ‫على جرس التليفون ‪ ،‬ولذلك ابتكر الفنان أسلوبه‬ ‫الخاص ‪ ،‬هذا بالتأكيد سيفرض تأثير على الفكرة‬ ‫والسيناريو واإلخراج والتمثيل ‪،‬وكل العناصر‬ ‫الفنية المشتركة‪.‬‬ ‫في النهاية كان على الفنان التليفزيوني اختيار‬ ‫الفكرة الجيدة والقضية التي تهم المجتمع واالعتماد‬ ‫على منطقية األحداث والشكل الفني الجذاب واإليقاع‬ ‫السريع واألحداث المتالحقة ‪ ،‬التي تجعل المتفرج ال‬ ‫يستطيع أن يتكلم مع أي شخص بجانبه ‪ ،‬أو أن‬


‫‪16‬‬

‫يقوم بفتح الباب أي أن يكون هناك نوع من‬ ‫التواصل الدائم بينه وبين المتفرج‪.‬‬ ‫كما أدرك أن البرنامج الناجح هو الذي يعزف على‬ ‫وتر القبول لدى المتفرجين وهو الذي يخاطب‬ ‫متطلبات داخلية في نفوسهم وشوقا لبلورة أفكار‬ ‫وانفعاالت أو اإلطالع على معلومات ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫كانت قوة نفاذ هذا الجهاز السحري‪.‬‬ ‫أن التليفزيون عندما دخل ساحة الصراع على‬ ‫جمهور السينما التي كانت تعتبر وسيلة الترفيه‬ ‫األولى ‪ ،‬والتي زاد اإلقبال عليها مع دخول الصوت‬ ‫‪ ،‬ونجحت في معالجة الروايات والقصص بإمكانيتها‬ ‫الجبارة وكان يطلق عليها أم الفنون الحتوائها على‬ ‫كل شيء سحب جمهورا كبيرا من عشاق الجلوس‬ ‫في البيت‪..‬وباعتماده على الصورة والتقريب‬ ‫والفورية وإثارة االهتمام باللون والحركة‪ ،‬استقطب‬ ‫الماليين من األميين والكسالى والمكدودين‪ ،‬في عالم‬ ‫أصبحت متطلباته المادية وعوامل التضخم تشغل‬ ‫الكثيرين عن التعمق وتدفعهم إلى االكتفاء بما يجود‬ ‫به التليفزيون ‪،‬كما أنه نجح في أن يحتل عرش‬ ‫االتصال بعدما أضافت له األقمار الصناعية إمكانيات‬ ‫هندسية واسعة ‪ ،‬فضال عن دخول الكمبيوتر في‬ ‫برمجته وتغطيته لكل شاردة وواردة تهم المتفرج‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الباب الثاني‬ ‫المخرج وقواعد الحرفة ‪: Craft of directing‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫تعتبر حرفة اإلخراج ‪ Craft of directing‬شيئا‬ ‫أساسيا فى مهنة اإلخراج ‪ .‬وتعتمد معظم قواعد‬ ‫هذه الحرفة على الحس الفنى للمخرج وعلى ُمدة‬ ‫احترافه للمهنة وعلى معرفته بما هو مناسب وما‬ ‫هو غير ذلك‪.‬وكما هو الحال مع مهارات الحرفة‬ ‫األخرى الخاصة بصناعة السينما‪ ،‬مثل المونتاج‬ ‫والصوت‪ ،‬فإن العملية اإلبداعية هامة جدا‪ .‬وعلى‬ ‫العكس من الفنون األخرى‪ ،‬التي يمكن فيها اإلبداع‬ ‫بدون تعلم مهارة حرفية ‪ ،‬فنجد أن عملية اإلخراج‬ ‫ال تتحقق إال عبر عملية تقنية ‪ technique‬ومع‬ ‫هذا اليعوق العملية اإلبداعية‪..‬ولذلك تنطبق مقولة‬ ‫"اإلبداع فوق قواعد الحرفة" على عنصر اإلخراج‬ ‫كما هو في مهارة أي حرفة أخرى ‪.‬‬ ‫قواعد عامة‬ ‫أعرف أن السبب فى التصوير هو المونتاج ‪:‬ربما‬ ‫َ‬ ‫تعد تلك أهم قاعدة على اإلطالق‪ ،‬وقد أصبحت كذلك‬ ‫مع ازدياد أهمية دور المونتاج في مرحلة ما بعد‬ ‫اإلنتاج‪ .‬فقد كان المخرجون يرددون في الماضي‬ ‫مثال يقول‪" :‬إذا لم تستطع تصوير المشهد من عدة‬ ‫زوايا فال تصوره"‪ .‬وكان سبب ذلك هو فهمهم أنه‬ ‫كلما أمكن الحصول على قصة جيدة بلقطات من‬ ‫زوايا مختلفة‪ ،‬وكلما كانت تلك الزوايا أكثر ترابطا‬ ‫مع بعضها‪ ،‬كلما بدت القصة أكثر إقناعا‪..‬لكن عند‬ ‫تصوير لقطات ألي حدث ‪ ،‬سواء كان تسجيليا أو‬ ‫دراميا من المفيد فهم والتعرف على الطريقة التي‬ ‫يقدم بها هذا الحدث للمتفرج‪.‬‬ ‫مرحلة ما قبل اإلنتاج ‪ Pre-Production:‬اختيار‬ ‫واقعي ألي نشاط يمكن إدراكه في الزمن الحقيقي أو‬ ‫الفعلي باستخدام حواس اإلنسان الخمس‪.‬‬ ‫مرحلة اإلنتاج ‪ Production:‬تجزئة الواقع‬ ‫بتصوير أجزاء مختارة من الواقع باستخدام حاستين‬ ‫فقط (السمع والبصر)‪.‬‬ ‫مرحلة ما بعد اإلنتاج(‪Post-Production :‬‬


‫‪18‬‬

‫‪ -1‬إعادة تركيب الواقع‪:‬إعادة تركيب األجزاء‬ ‫أولي‪ ..‬وهذا يعطينا‬ ‫التى تم تصويرها في مونتاج ّ‬ ‫قصة جديدة لها مدة زمنية جديدة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ نسخة جديدة من الواقع باستخدام تقنيات‬ ‫المونتاج ولغته نحصل على نسخة جديدة من‬ ‫الواقع‪ .‬وقد أعيد خلقها بما يتناسب مع المدة‬ ‫الزمنية الجديدة‪ ،‬ومع ما يتناسب أيضا مع توقعات‬ ‫المتفرجين‪..‬وقد تم اكتمالها من خالل حاستي السمع‬ ‫والبصر‪.‬‬ ‫العرض ‪ Viewing:‬ثبات الواقع في الشكل‬ ‫الجديديشاهد المتفرجون اآلن شكال مثاليا لما كان‬ ‫يحدث في الواقع‪ .‬وهو يُدركه بعدد أقل من الحواس‬ ‫الخمس في زمن مختلف مع خبرات أقل ومع معرفة‬ ‫بيئية وجغرافية أقل من أصل هذا الواقع‪.‬‬ ‫أعرض على الجمهور ما هم بحاجة لرؤيته‪:‬عندما‬ ‫يبدأ المخرج فى التصوير عليه أن يحدد اللقطات‬ ‫التى ستعبر عن المشهد الذى يقوم بتصويره ‪،‬‬ ‫واضعا فى اعتباره توقعات المتفرج‪،‬وعدم الوفاء‬ ‫بهذه التوقعات يسبب للمتفرج اإلحباط‪ .‬فكل فعل‬ ‫‪action‬على الشاشة يتطلب رد فعل ‪reaction‬‬ ‫مساو له‪ ..‬وتقوم في الغالب لقطة رد الفعل‬ ‫‪ reaction shot‬بتفسير لقطة الفعل ‪shot‬‬ ‫‪action.‬إن حجب المعلومات المرئية يُساعد على‬ ‫إنجاح الحبكة الدرامية‪..‬وال ينبغي على المخرج أن‬ ‫يحجب عن المتفرج المعلومات الحيوية التي‬ ‫تساعده على فهم القصة أو المشهد‪.‬‬ ‫ال تقحم على اللقطة ما ال داعي له أبدا‪:‬ال ينبغي أن‬ ‫يقوم المخرج أبدا بإقحام أشياء على اللقطة ال‬ ‫ضرورة لها‪ .‬وبتعبير آخر‪ ،‬ال يجب أبدا أن يصرف‬ ‫انتباه المتفرج عن الحركة الذي تعرضها اللقطة إلى‬ ‫اللقطة ذاتها‪..‬ويرى المخرجون أن اللقطة التي يتنبه‬ ‫اليها المتفرج فقيام الكاميرا بحركات ال داعي لها‬ ‫داخل اللقطة يجذب انتباه المتفرج إليها ويبعده عن‬ ‫محتوى اللقطة بحد ذاتها‪.‬‬ ‫في مرحلة المونتاج تبدو اللقطات المصورة بهذه‬ ‫الطريقة مبالغا فيها وتتحول إلى نوع من التشويش‬ ‫للمتفرج والسبب الرئيسي لذلك هو أنه رغم أن‬ ‫اللقطة تبدو مثيرة فإن جزءا من انتباه المتفرج‬ ‫مهما يكن ضئيال يتشتت من الحركة إلى األسلوب‬


‫‪19‬‬

‫ال ُمستخدم فيها وتكون النتيجة فقدان بعضا من‬ ‫"الواقع ال ُمشا َهد"‪ .‬وهكذا يجب على المخرج أال‬ ‫يقحم على اللقطة ما ال داعي له أبدا‪.‬‬ ‫تعرف على المعدات التي تستخدمها‪:‬‬ ‫من بين المعدات التي قد يستخدمها المخرج‪ :‬مثل‬ ‫الكاميرا والبطاريات والحوامل‪ ،‬الخ‪ ..‬ربما تكون‬ ‫العدسات هي أهمها‪ .‬فالعدسات هي عين الكاميرا‪..‬‬ ‫وهي تختلف من نوع آلخر‪ .‬لكن توجد مبادئ‬ ‫أساسية لها‪ .‬وبدون معرفة تلك المبادئ وكيفية‬ ‫استخدامها‪ ،‬فسيعتمد عمل المخرج على التخمين‪..‬‬ ‫في الوقت الذي يسمح فيه بالتخمين في بعض‬ ‫المهن فهو غير مسموح به في حالة تصوير األفالم‬ ‫والبرامج‪ .‬وبالتالي فإنه من دواعي المهارة الحرفية‬ ‫معرفة المخرج بأدواته وإمكانياتها‪..‬وليس من‬ ‫الضروري أن يعرف المخرج التركيبات العلمية‬ ‫للعدسات وكيفية حسابها‪ ،‬ولكن من المفيد معرفة‬ ‫خصائص العدسة‪ ،‬وإلى أي مدى يستطيع المصور‬ ‫االعتماد عليها‪ .‬ومن المهم للغاية معرفة العالقة بين‬ ‫‪ ، F stops‬وزاوية العدسة ‪ lens angle‬والبعد‬ ‫البؤرى لها ‪ focal length‬والمرشحات‬ ‫‪Filters‬وكيف يمكن استخدام تلك العالقات‪.‬والعديد‬ ‫من المتطلبات األساسية للمخرج السينمائي وال‬ ‫تنطبق على المخرج التليفزيونى‪ ،‬لكن توجد بعض‬ ‫ا ِّألشياء المتماثلة‪..‬أما بالنسبة لمعرفة نوع الخام‬ ‫الذى سيستعمل في تصوير الفيلم السينمائي‪ ،‬أو‬ ‫نوع الشريط المغناطيسي الذى سيستعمل فى‬ ‫التصوير التليفزيونى‪ ،‬أو بالنسبة للعدسات؛ فال بديل‬ ‫عن معرفتها‪.‬‬ ‫أدرس الموضوع الذي تخرجه قبل التصوير‪:‬هناك‬ ‫مثل يقول‪":‬قد يحالف الحظ اللقطة الجيدة ولكن ال‬ ‫يحدث العكس "‪ .‬فاللقطات الجيدة يتم اإلعداد لها‬ ‫قبل تصويرها‪ ،‬وكلما تعرف المخرج على الموضوع‬ ‫الذى سيقوم بتصويره بشكل موسع كلما كانت‬ ‫اللقطات أنجح‪ ..‬ولتنفيذ ذلك ال بديل عن دراسة هذا‬ ‫الموضوع قبل التصوير‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬اذا كان المطلوب تصوير‬ ‫البطل وهو يقطع طريقه اليومي إلى عمله فى شارع‬ ‫ما ‪ ،‬فمن المهم أن يرى المخرج ذلك الشارع قبل‬ ‫التصوير‪ .‬وبغير ذلك‪ ،‬لن يستطيع تقرير اللقطات‬ ‫التي سيصورها‪ ،‬ومكان وضع الكاميرا وما هي‬ ‫الحركات واألشياء التى ستظهر فى خلفية أو مقدمة‬ ‫الكادر ‪ ،‬وما هي الحركات التي يجب إظهارها من‬ ‫مشوار البطل‪ .‬وبمشاهدة كل هذا قبل التصوير ‪،‬‬ ‫يصبح من الممكن أيضا تقدير الفترة الزمنية الكاملة‬ ‫للحركة بل وتقرير الزمن السينمائى الجديد الذى‬ ‫ستتضمنه لقطات المشهد ‪.‬وبدون الدراسة المسبقة‬ ‫فإن حتى أبسط عمليات التصوير ستشوبها‬ ‫التعقيدات التي تسبب ارتباكات وال يمكن الثقة‬ ‫بنتائجها‪ .‬لذلك فإن دراسة الموضوع قبل تصويره‬ ‫يعد جزءا هاما من عمل االمخرج‪.‬‬ ‫·تعرف على مصدر اإلضاءة قبل التصوير ‪ :‬أثناء‬ ‫التصوير يحصل المخرج على اإلضاءة من مصدرين ‪:‬‬

‫ب‪-‬إضاءة‬

‫أ ‪ -‬إضاءة طبيعية‬ ‫صناعية‪.‬‬ ‫ومعظم أعمال التصوير تستخدم الضوء الطبيعي‬ ‫بقدر اإلمكان والمعروف أن مصدر اإلضاءة‬ ‫الطبيعية هى الشمس‪ ..‬وبالتالي فإن معرفة وضع‬ ‫الشمس عند التصوير هو عنصر آخر مهم في عمل‬ ‫المخرج والمصور‪.‬‬ ‫نحن نعرف أن الشمس تتحرك بتوقيت ثابت لدرجة‬ ‫أن الناس اعتادوا على ضبط ساعاتهم عليها‪ .‬لذلك‬ ‫فالضوء ُمرتبط بالوقت‪..‬فالشمس تسير ‪ 180‬درجة‬ ‫من الشرق إلى الغرب‪ ،‬ويتم ذلك خالل ‪ 12‬ساعة‪،‬‬ ‫أي بمعدل ‪ 15‬درجة كل ساعة‪ .‬لكن الخمسة عشر‬ ‫درجة إذا قيست على األرض أو عند مستوى‬ ‫الكاميرا فإنها تعني أمتارا عديدة‪ ..‬لذلك فإعداد‬ ‫اللقطة إلظهار ظالل معينة يجب أن يحدث إ َمَ​َ ا‬ ‫باستخدام إضاءة صناعية‪ ،‬أو أن تُعد بعناية قبل‬ ‫وقت التصوير بإستخدام اإلضاءة الطبيعية‪.‬‬ ‫واألخطاء التي تحدث في حساب وضع الشمس‬ ‫بالنسبة للشيئ الذى يتم تصويره سيسفر عنها‬ ‫إعادة تصوير مكلفة في اليوم التالي‪.‬ويمثل بُعد‬ ‫مكان التصويرعن خط االستواء مشاكل أخرى‪ ..‬ففي‬ ‫بعض الدول حيث تكون شمس منتصف النهار‬


‫‪21‬‬

‫تقريبا عمودية مباشرة تكون الظالل قصيرة جدا‬ ‫عند مقارنتها بالظالل الطويلة جدا وقت الغروب‪..‬‬ ‫وعندما تكون الشمس مرتفعة جدا‪ ،‬تصبح مشكلة‬ ‫ظهور ظالل غير مرغوبة خاصة على وجه‬ ‫الموضوع الذى يتم تصويره مسألة حرجة وفي‬ ‫غاية األهمية‪ ،‬ويتم اللجوء في هذه الحالة الى‬ ‫عاكس شمسي‪ ..‬باإلضافة إلى ذلك فإنه في بعض‬ ‫أنحاء العالم يتم تقليل وقت التصوير الفعلي‬ ‫المستخدم في أي يوم بدرجة كبيرة بسبب قوة أشعة‬ ‫الشمس‪ .‬ومع ذلك يجب على المخرج حساب وقت‬ ‫الشمس الذى يمكن التصوير فيه للحصول على‬ ‫أفضل النتائج‪..‬ويطلق على الفترة القصيرة التي‬ ‫تختفي فيها الشمس خلف خط األفق أو قبل الغروب‬ ‫مباشرة أسم "الوقت الذهبي" أو "اللحظات‬ ‫الذهبية" وهي تقريبا أكثر الفترات فعالية لوجود‬ ‫إضاءة طبيعية ناعمة وثرية‪ ..‬لكن كما يوحي االسم‬ ‫فإن وقت العمل قصير جدا أثناء تلك الفترة ويتطلب‬ ‫ذلك تخطيطا مسبقا كبيرا لالستفادة القصوى منها‪.‬‬ ‫وهكذا نرى أن الشمس بالنسبة للكاميرا يمكن أن‬ ‫تكون عدوآ أو صديقا للمخرج‪ ..‬لذلك يجب عليه أن‬ ‫يدرس تماما أين ستكون وكم من الزمن ستدوم قبل‬ ‫بداية التصوير‪.‬‬ ‫يجب أن يكون هناك مبرر لكل لقطة‪:‬‬ ‫هناك سببان وراء وجوب وجود هذا المبرر ‪:‬‬ ‫‪ -1‬حتى يحصل المخرج على لقطة أفضل‪.‬‬ ‫‪ -2‬إعطاء المونتير مزيدا من الحرية أثناء المونتاج‬ ‫‪.‬‬ ‫ينبغي أن يكون هذا المبرر "جزءا ال يتجزأ" من‬ ‫الصورة أو الصوت‪ .‬فإن لقطة لحديقة‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬ال يجب أن تحتوي على الحديقة وحدها‪..‬إنما‬ ‫يجب أن يكون هناك عوامل أخرى تساعد المتفرج‬ ‫على تفسير طبيعة هذه الحديقة ‪ ,‬وهى التي تحدث‬ ‫عادة لتوضيح طبيعتها‪ ..‬فوجود امرأة مثال تدفع‬ ‫عربة طفل داخل اللقطة مع أصوات زحام المرور‬ ‫في الخلفية سيفسر للمتفرج أن الحديقة تقع وسط‬ ‫المدينة ‪...‬وإذا رأينا طائرة تطير على ارتفاع‬ ‫منخفض‪ ،‬فسيعني ذلك أنها تقع بالقرب من المطار‬ ‫‪ ..‬وإذا كانت المرأة التي تدفع عربة الطفل ترتدي‬ ‫مالبس "مربية أطفال "‪ ،‬فهذا يعني أن الحديقة تقع‬


‫‪22‬‬

‫في الحي الراقي من المدينة‪ .‬وإذا كانت األشجار‬ ‫طويلة وعتيقة‪ ،‬فهذا يعني أنها حديقة منشأة منذ‬ ‫زمن طويل ‪ ,‬كما أن شكل األشجار والزهور سيدل‬ ‫على الفصل الذي تقع فيه األحداث ‪ ,‬وستضيف‬ ‫الطيور والحيوانات المزيد من المعلومات للمتفرج‬ ‫‪.‬وكثيرا ما تلعب تلك المبررات البصرية أو السمعية‬ ‫كمفاتيح توضح معلومات للمتفرج بشكل أفضل مما‬ ‫لو كانت بدونها‪ ..‬فمثال الطريق الخالي ال يكون‬ ‫خاليا فقط ‪ ,‬بل يجب أن يحتوي على شيء يدل على‬ ‫أنه خا ٍل ويعطيه معنى‪ .‬فلقطة لطريق مصر ‪-‬‬ ‫أسكندرية الصحراوى في الصباح الباكر لن يكون‬ ‫واقعيا بدون الشبورة التى تنتشر في مقدمة الصورة‬ ‫‪,‬وبدون اليافطات التى تدل على الكيلومترات‬ ‫المتبقية من الطريق ‪ ..‬فاللقطة هنا تختزل كل‬ ‫العناصر التي يتكون منها الطريق الخالى في ذلك‬ ‫الوقت‪.‬وغالبا ما تُختلق أو تُبتكر المبررات ‪ ،‬ولكن‬ ‫سوف يكون هناك دائما شيء ما أو شخص ما يمكن‬ ‫أن نضعه في اللقطة ليجعلها أكثر واقعية‪ ،‬ويجعلها‬ ‫ذات معنى بالنسبة للمتفرج ‪.‬‬ ‫ال تقدم للمونتير مشاكل‪ ،‬بل حلوال‪ :‬يقوم المخرج‬ ‫بتصوير اللقطات بهدف تركيبها بسهولة أثناء‬ ‫مرحلة المونتاج‪ .‬والمخرج الجيد هو المخرج الذى‬ ‫لديه فكرة عن متطلبات المونتاج ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب‬ ‫أن يحرص على أن تحتوي كل لقطة على العناصر‬ ‫التي يحتاج إليها المونتير لالنتقال من لقطة ألخرى‬ ‫بسهولة ويسر ‪ ,‬حتى ولو كان الترتيب النهائي‬ ‫للقطات غير معروف أثناء التصوير‪.‬‬ ‫والحلول هنا تشير إلى حلول للمونتاج؛ أي أن‬ ‫اللقطة يمكن عمل مونتاج لها بعدة طرق‪..‬فاللقطة‬ ‫التى تحتوي على كل العناصرالتى تسهل تركيبها مع‬ ‫بقية اللقطات ‪ ،‬سيتم على األغلب عمل مونتاج لها‬ ‫بسهولة‪ .‬وكلما قلت هذه العناصر ‪ ،‬كلما قل احتمال‬ ‫عمل مونتاج لها‪ .‬واللقطات التي ليس بها أي‬ ‫عناصر تسبب مشاكل فعلية للمونتير ‪.‬‬ ‫تكرار الحركة ‪Overlapping Action‬‬ ‫لكي يصل المونتير بين لقطتين سويا ويعطي تتابعا‬ ‫لسياق الحركة فيهما ‪ ،‬يجب أن تحتوي اللقطتان‬ ‫على حركة كافية حتى تتوافر للمونتير نقاط‬ ‫المونتاج المختارة في كليهما‪ ..‬ولكي يتم ذلك‪ ،‬يتعين‬


‫‪23‬‬

‫على المخرج تكرار تصوير الجزء األخير لحركة‬ ‫نهاية اللقطة األولى في بداية اللقطة التالية لها ‪.‬‬ ‫وبذلك يستطيع المونتير ربط اللقطتين بسهولة‬ ‫وبدقة أكثر‪ ،‬فتظهر الحركة كاملة دون ضياع جزء‬ ‫منها‪ ..‬ويطلق على تلك األجزاء اإلضافية من‬ ‫الحركة "الحركة المتكررة ‪" overlapping‬‬ ‫‪ action.‬ويختلف مقدار الحركة المتكررة حسب‬ ‫اللقطة ونوع الحركة ‪.‬فبعض الحركات قصيرة وال‬ ‫تحتاج أكثر من ثانية‪ ،‬والبعض اآلخر يحتاج إلى‬ ‫أكثرمن ثانيه ‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬كلما كانت اللقطة ذات‬ ‫حجم قريب كلما قل االحتياج إلى تكرارالحركة ‪،‬‬ ‫وكلما كانت ذات حجم كبير ‪ ،‬كلما زاد االحتياج إلى‬ ‫تكرارالحركة‪.‬‬ ‫مثال‪:‬مشهد به شخص يستعد لمغادرة الحجرة من‬ ‫بابها إلى ممر خارج هذه الغرفة‪ .‬وباستخدام كاميرا‬ ‫واحدة‪ ،‬يجب تقسيم المشهد إلى لقطتين ‪:‬األولى‪،‬‬ ‫للشخص وهو يغادر الحجرة ويتم تصويرها من‬ ‫داخل الغرفة ؛ والثانية للشخص وهو يخرج من‬ ‫الغرفة ويمشى فى الممر ويتم تصويرها من داخل‬ ‫الممر‪.‬‬ ‫ولكي تبدو الحركة طبيعية يجب أن تظهر حركة‬ ‫الممثل على الشاشة وهو يخرج من الغرفة الى‬ ‫الممر ويمشى فيه وكأن المخرج قام بتصويره فى‬ ‫لقطة واحدة متصلة ‪ ،‬مع أن الحقيقة أن الحركة تم‬ ‫تصويرها فى لقطتين منفصلتين ‪ ,‬مرة يتم تصويرها‬ ‫من داخل الغرفة ومرة أخرى من الممر ‪.‬‬ ‫وحتى يتم ذلك يجب أن يستمر تصوير اللقطة األولى‬ ‫(الكاميرا داخل الغرفة) حتى يخرج الممثل من باب‬ ‫الغرفة ويغلقه خلفه‪..‬ويبدأ تصوير اللقطة الثانية‬ ‫(الكاميرا فى الممر) والممثل داخل الغرفة والباب ال‬ ‫يزال مغلقا ثم يفتح الباب ويخرج منه ويمشي في‬ ‫الممر‪.‬والحركة المتكررة هي التي تشتمل على‬ ‫الخروج من الباب‪ ،‬ألن هذا الجزء هو الذي سيحاول‬ ‫المونتير إيجاد تتابع مترابط ومتواصل له في كلتا‬ ‫اللقطتين‪ ،‬حيث يمكنه أن يجد كادرا واحدا على األقل‬ ‫يمكن القطع عنده‪.‬‬ ‫األسباب التي تدعو إلى تكرار الحركة‬ ‫‪ overlapping action‬هي كالتالي‪:‬‬


‫‪24‬‬

‫‪ -1‬السماح للمونتير بأقصى قدر من الحرية فى‬ ‫اختيار نقاط القطع‪.‬‬ ‫‪ - 2‬منح الممثل وقتا أطول إلعادة الحركة بطريقة‬ ‫أكثر سالسة‪.‬‬ ‫مشاكل تصوير الحركة المتكررة‬ ‫‪:‬أوال‪ -‬مطابقة سرعة الحركة ‪: Matching the‬‬ ‫‪speed of action‬‬ ‫تعتمد السرعة الظاهرة للحركة على حجم الكادر‪..‬‬ ‫فحتى لو كانت السرعة الفعلية لحركة الممثل هي‬ ‫نفسها فسوف تظهر السرعة مختلفة وقد تحدث‬ ‫مشاكل عند وصل اللقطة مع أخرى‪ .‬فمثال‪ ،‬حركة‬ ‫الممثل في اللقطة ذات الحجم الكبير ‪Long Shot‬‬ ‫ستبدو أبطأ قليال من نفس الحركة عندما تكون‬ ‫اللقطة ذات حجم قريب ‪ ،Close-Up‬لذلك ستظهر‬ ‫الحركة التي نشاهدها على الشاشة في اللقطة‬ ‫الكبيرة أبطأ من الحركة التي نشاهدها لنفس الفعل‬ ‫في اللقطة القريبة‪.‬‬ ‫الحل‪:‬باإلضافة إلى تصوير لقطة قريبة ‪medium‬‬ ‫‪ close-up‬بسرعة حركة عادية يجب تصوير‬ ‫لقطتين أخريين لحركة أبطأ قليال‪ .‬ويمكن للمونتير‬ ‫في هذه الحالة اختيار اللقطة التي تتناسب بشكل‬ ‫أفضل مع اللقطة الكبيرة ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬التتابع ‪: Continuity‬‬ ‫التتابع هو التطابق الدقيق لتفاصيل الموضوعات‬ ‫واألشياء والمواقف من لقطة ألخرى‪ .‬وعند تصوير‬ ‫الحركة المتكررة‪ ،‬يشتمل ذلك أيضا على الصوت‬ ‫اإلضافي ‪:‬‬ ‫التصوير‬ ‫واإلضاءة‪.‬ثالثا‪-‬‬ ‫‪Overshooting‬عند تصوير حركة متكررة يوجد‬ ‫في الغالب ميل إلى تكرار الحركة بأكملها‪ ،‬لقطة تلو‬ ‫أخرى‪ ،‬لضمان وجود أكبر قدر من الخيارات عند‬ ‫عملية المونتاج‪ .‬ولكن هذه ليست طريقة جيدة ‪ ،‬إال‬ ‫إذا لم يكن هناك اعتبار لعاملي الوقت والمال‪.‬‬ ‫وتوجد طرق عديدة لتقليل استهالك الخام عند‬ ‫تصوير الحركة المتداخلة‪ .‬أهمها معرفة الحدود التي‬ ‫سيتم المونتاج بينها‪ .‬وهذا يتطلب عنصر إعداد‬ ‫وتخطيط‪ ،‬ومعرفة باللقطات التي يجب أخذها‪،‬‬ ‫وأسباب ذلك‪ .‬والحل المثالي لذلك هو استخدام‬


‫‪25‬‬

‫السيناريو المرسوم‬ ‫‪Storyboard .‬‬

‫الذي‬

‫يعده‬

‫المخرج‬

‫المخرج وشكل ومضمون العمل الفني‬ ‫المخرج وما يمتلك من صالحية ودور فاعل في خلق‬ ‫الفيلم وقياده العمل فيه نحو توجه درامي خاص من‬ ‫خالل فهمه وإدراكه للشكل والمضمون في العمل ‪،‬‬ ‫وتشمل هذه المظاهر‪-:‬‬ ‫‪ -1‬عرض األجسام على سطح ذي بعدين ‪.‬‬ ‫‪ -2‬نقص اإلحساس بالعمق ومشكلة حجم الصورة‬ ‫المطلق ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلضاءة وعدم وجود اللون ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تأطير الصورة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬غياب المتصل المكاني الزماني الموجود في‬ ‫الواقع بسبب التوليف أو المونتاج ‪.‬‬ ‫‪ -6‬عدم استخدام الحواس األخرى‬ ‫إن عناصر الشكل في العمل الدرامي هي ما ينبغي‬ ‫أن يقوم بها المخرج والتي يشاهدها ويسمعها‬ ‫المتلقي أثناء العرض ‪ ،‬أما المضمون فهي القصة‬ ‫وما تهدف إليه ‪ ،‬حيث ان القصة ال يمكن أن تبدو‬ ‫كما يدركها المتلقي في الفيلم لوال تدخل المخرج ذلك‬ ‫الن إدراك أي قصة يختلف من مخرج آلخر أي إن‬ ‫كل مخرج له رؤيته الخاصة ويخرج القصة بشكل‬ ‫مغاير ومختلف عما يخرجها مخرج غيره ‪ ،‬وال‬ ‫داعي ألن نغوص في عمل المخرج إن كان قد تدخل‬ ‫في تغيير القصة أو تطويرها بقدر ما أن نهتم في‬ ‫كشف العناصر المسموعة والمنظورة في العمل‬ ‫الدرامي للوصول الى فهم الشكل ومن ثم المضمون‬ ‫‪..‬وهنا ال بد من استعراض عناصر الشكل وعناصر‬ ‫المضمون بغية الوقوف على ما ستقود تلك العناصر‬ ‫إلى التأثير في المتلقي‬ ‫عناصر الشكل هي ‪-:‬‬ ‫‪ –1‬اإلضاءة‪:‬اإلمكانيات الهائلة في اإلضاءة أسهمت‬ ‫ولحدود في تأسيس ثأثيرات مرئية بالعمل الفيلمي‪،‬‬ ‫حيث تساعد اإلضاءة كثيرا على خلق أشكال متعددة‬ ‫قد تؤدي دورا بارزا في تجسيد قيم ومبادئ‬ ‫للمضامين في الدراما التي هي باألساس تحمل‬ ‫مضامين عديدة وهنا البد من اإلشارة الى أهمية‬ ‫دور اإلضاءة في رسم األشكال لكثير من األعمال‬


‫‪26‬‬

‫الدرامية سواء في السينما أم في التليفزيون ‪،‬‬ ‫حيث تقود اإلضاءة الى خلق جو نفسي عام من‬ ‫خالل قدرتها على خلق اللون من استخدام مؤثراتها‬ ‫في تقنية جهاز اإلضاءة ذاته ‪.‬‬ ‫كما إن اإلضاءة تحمل قدرة في توصيل المضامين‬ ‫من خالل رسمها في الموضوعات التي تعمل بها ‪،‬‬ ‫فكثير من االعمال الدرامية استندت الى اإلضاءة في‬ ‫رسم الشخصيات وتوصيل األفكار من تصوير‬ ‫الشخصية للمتلقي بالبقع الضوئية أو بألوان‬ ‫اإلضاءة أو بالظل واالعمال التي اعتمدت اإلضاءة‬ ‫في رسم الشخصية للمتلقي وتحمل الكثير من‬ ‫الغموض والقلق‪ ،‬إال أنها في نفس الوقت تحمل‬ ‫شيء من الخير‪ ..‬وقد جسد المخرج هذا التعبير من‬ ‫خالل جعل اإلضاءة لوجه هذه الشخصية خافتة جدا‬ ‫وعليها بصيص من الضوء على جبهة الشخصية‬ ‫في إحدى المشاهد ليعبر عن شيء من األمل في‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫‪ – 2‬الديكور ‪ :‬لقد تيقن العمل الفيلمي ومنذ تأسيسه‬ ‫الدور الذي يلعبه الديكور في خلق التأثيرات‬ ‫بالمتلقي‪ ،‬فللديكور إمكانياته وقدراته الواسعة في‬ ‫إبراز مظاهر مؤثرة في نفسية المتلقي لما يتضمن‬ ‫الديكور عناصر كثيرة ومفردات عدة في تعزيز‬ ‫الموقف على وفق المضمون ‪ ،‬والديكور بحكم‬ ‫امتالكه مجموعة عديدة من المفردات المتغيرة في‬ ‫تكوين الشكل من كتل وألوان وتراكيب متعددة‬ ‫يساعد في خلق كثير من األجواء والمضامين ذات‬ ‫التأثير في المتلقي ‪ ،‬حيث انه غالبا ما يعمل على‬ ‫خلق عنصر اإلبهار والتشويق عند المتلقي ‪0‬‬ ‫‪ – 3‬الماكياج‪:‬قد يكون الماكياج بمثابة أجهزة‬ ‫اإلضاءة أوالتصوير في بعض األحيان بحكم انه‬ ‫متوافر في األعمال السينمائية بشكل حتمي ومستمر‬ ‫فهو يساهم بأغلب األحيان بخلق العديد من األشكال‬ ‫الجديدة أو الغريبة التي غالبا ما تشد المشاهد‬ ‫وتنقله الى عالم مغاير أو مختلف ‪ ،‬وذلك بحكم‬ ‫القدرات التي يتمتع بها الماكياج على خلق‬ ‫المؤثرات المرئية التي غالبا يحتاجها العمل‬ ‫السينمائي ‪ ،‬لذا فالماكياج ذا أهمية بالغة في خلق‬ ‫االفتراضات التي يعتمدها المخرج في العمل ‪ ،‬حيث‬ ‫إن كم كبير من األعمال الدرامية استندت الى‬ ‫الماكياج في خلق حقائق افتراضية ‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫خلق شخصيات يبتكرها دور الماكياج في الخلق‬ ‫المقنع لدى المتلقي ‪.‬‬


‫‪27‬‬

‫لقد استفادت السينما العالمية والتليفزيون من‬ ‫قدرة الماكياج وعملت على استثماره في العديد من‬ ‫األفكار التي ال يمكن أن تنجز بغير الماكياج فهناك‬ ‫مجموعة كبيرة من األفالم استندت للماكياج في‬ ‫خلق شخصيات غريبة ومؤثرة كأن تكون تلك‬ ‫الشخصيات القادمة من كواكب أخرى أو الشخصيات‬ ‫المهجنة حيث يؤدي الماكياج دورا بارزا في خلق‬ ‫الحيوانات الوحشية العمالقة أو الحيوانات الغريبة‬ ‫الموجودة في كواكب أخرى التي قد تشكل تهديد‬ ‫لكوكب األرض ‪ ،‬والواقع إن لهذا المضمون الذي‬ ‫ينبلج من تلك الفكرة في الفيلم استناد الى دور‬ ‫الماكياج في خلق الشخصيات التي دعمت العمل‬ ‫وفكرته بشكل عام ‪ ،‬وللماكياج دور كبير في تحقيق‬ ‫العديد من التأثيرات المرئية بالمتلقي‪ ،‬إال ان‬ ‫التأثيرات المرئية نفسها التهمت من قبل العمليات‬ ‫الكومبيوترية‬ ‫‪ – 4‬األزياء ‪ :‬تشكل األزياء تأثير حقيقي للعمل‬ ‫الفيلمي بما فيها من إمكانيات على دعم العمل‬ ‫والتأثير فيه‪ ،‬حيث حقق دور األزياء نجاحا كبيرا في‬ ‫خلق التشويق والدهشة لما له من قدرة في تحقيق‬ ‫اإلقناع ‪ ،‬حيث ان كثير من األزياء التي تظهر في‬ ‫االعمال التليفزيونية أثرت بالمجتمعات وخلقت في‬ ‫نفس الوقت ظاهرة في شرائح الناس ‪ ،‬فالزى لما‬ ‫يمتلك من جمالية جعل من المتلقين فريسة للتعلّق‬ ‫به ‪ ،‬فهناك كثير من الناس ينقادون وراء شخصيات‬ ‫التليفزيون ‪.‬‬ ‫لألزياء قدرة كبيرة في تحقيق المزيد من اإلثارة‬ ‫والمصداقية‬ ‫بحكم أنها تكمل للحركات والديكورات واألداء فتخلق‬ ‫افتراض يتقبله المشاهد في السينما كما هو الحال‬ ‫في فيلم ‪ )spider man‬الذي خلق افتراض ووهم‬ ‫للعالم ومن ثم قاد المتابعين الى االنشداد والتوتر في‬ ‫أحداث الفيلم علما ان الفيلم مبني على اكذوبه‬ ‫مفادها إنسان يتحول الى عنكبوت ‪ ،‬فتتحول هذه‬ ‫األكذوبة الى حقيقة على الشاشة السينمائية‬ ‫ويستمتع بها المتلقي لدرجة ان انه يدفع كم من‬ ‫المال ليشاهد الفيلم ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬اإليقاع ‪ :‬ال يخلو أي فيلم أو أي عمل درامي‬ ‫مهما كان نوعه من اإليقاع ‪ ،‬فكل عمل مرئي درامي‬ ‫له دفق من اللقطات التي توعز بكم من األشكال‬ ‫واأللوان والحركات والمكونات األخرى للصورة‬ ‫والتي تشكل مجتمعة حصيلة تدعى اإليقاع ‪ ..‬هذا‬ ‫اإليقاع يولد عند المتلقي حالة من االنسجام ضمن‬ ‫نوع من المتابعة لألحداث في الفيلم‪ ،‬واإليقاع‬


‫‪28‬‬

‫بالواقع ليس من السهل تعريفه لمن ال يهتم‬ ‫بالسينما أوالعمل الفيلمي كونه نتاج لصانع الفيلم‬ ‫الذي تنعكس أساليبه من خالل الفيلم‪.‬‬ ‫إن العامل الوحيد الذي يحدد اإليقاع في الفيلم‬ ‫الصامت كان المضمون أو جوهر الصورة لكن في‬ ‫الفيلم الناطق اإليقاع نحصل عليه من خالل ترابط‬ ‫المؤثرات الصوتية والصورية التي قد ال تكون‬ ‫صادرة من الصورة وحدها أو شريط الصورة وحده‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الميزانسين ‪ :‬يخلق الميزانسين تناغما كبيرا‬ ‫إلحداث العمل الدرامي لما له من عناصر متعددة‬ ‫ذات أهمية بالغة في الفيلم فهو نتاج موضع الجسم‬ ‫‪ +‬المستوى ‪ +‬المنطقة ‪ +‬الفضاءات والمسافات ‪+‬‬ ‫التكرار ‪ +‬التقوية ‪ +‬التناقض ‪ +‬التركيز ‪.‬‬ ‫لقد حقق الميزانسين عبر األشكال التي يخلقها‬ ‫حاالت مؤثرة في خلق مضمون فكري ‪ ،‬حيث إن‬ ‫األشكال التي تتولد من فعل الميزانسين إنما هي‬ ‫تعبيرات لدعم مضمون العمل الدرامي ‪ ،‬فكثير من‬ ‫األشكال التي برزت في السينما العالمية استطاعت‬ ‫أن تعبر عن مضامين دعمت أفكار الفيلم ‪.‬‬ ‫بعد استعراض عناصر الشكل ننتقل الى عناصر‬ ‫المضمون وهي ‪-:‬‬ ‫‪ - 1‬الفكرة ‪:‬‬ ‫قيمة كل االعمال تكمن بالفكرة التي تحقق العمل‬ ‫أساسا ‪ ،‬فهناك فكرة وراء كل عمل ‪ ،‬ومهما كانت‬ ‫نتائج العمل فالبد أن تكون وراء العمل فكرة سواء‬ ‫تحققت الفكرة من وراء إنتاج العمل أم أنها لم‬ ‫تتحقق‪ ،‬وكل االعمال التي تنتج لها أفكار‪ ،‬قد تكون‬ ‫هذه األفكار مخفية وراء المزيد من المشاهد أو أنها‬ ‫تكون حصيلة وراء عرض فلمي كبير‪ ،‬وفي بعض‬ ‫األحيان تتأجل الفكرة لتنضج مع بروز كم من‬ ‫العالقات بعد عرض الفلم أو العمل الدرامي الذي‬ ‫ضم فكرة ما‪.‬‬ ‫الفكرة هي روح السيناريو والفكرة الرئيسية التي‬ ‫يختارها المخرج أو الكاتب السينارست ‪.‬‬ ‫سوف تنتقل هذه الفكرة الى المشاهدين من خالل‬ ‫تدفق الصورة المرئية التي سيكون لها معنى إذا‬ ‫شوهدت كل منها على انفراد وسيكون لها معنى‬ ‫آخر إذا شوهدت مرتبطة ببعضها ‪ ،‬لتقود الفكرة في‬ ‫أي عمل درامي الى جملة من األشكال التي تظهر‬ ‫في العمل ذاته بناء على ما تحمله الفكرة من‬ ‫موضوعات عديدة حيث ان أي عمل درامي له فكرة‬ ‫مسبقة وهذه الفكرة توجه المخرج قائد العمل‬


‫‪29‬‬

‫الدرامي في إختيار جملة من األشكال التي تعكس‬ ‫بدورها جملة من التفاصيل الدقيقة والموضوعات‬ ‫ذات األهمية في نفس المتلقي حيث إن كثيرا من‬ ‫االعمال السينمائية والتليفزيونية ترمي ألهداف‬ ‫وتنكشف هذه األهداف من خالل فكرة العمل ‪.‬‬ ‫حيث ان الفكرة هي القاعدة التي يستند إليها‬ ‫المخرج في وضع الشكل للعمل فهي المرتكز‬ ‫والمنطق للمادة الدرامية ليست بوصفها وحدة نسيج‬ ‫النص فحسب ‪ ،‬وإنما تشكل كل مجتمع‬ ‫الدراما‪،‬انطالقا بالنص مرورا بفهم المخرج‬ ‫ومعالجاته وتفاعالته مع الممثلين وصوال الى آلية‬ ‫التقنيات التليفزيونية‪.‬‬ ‫إن الفكرة في أي عمل تشكل المضمون المباشر‬ ‫للعمل ككل ألنها هي التي تقود العمل في كل مراحله‬ ‫‪ ،‬حيث إن المخرج والممثل والمؤلف والموسيقى‬ ‫وباقي العاملين في العمل كلهم يستنبطون من فكرة‬ ‫العمل مسارهم في انجاز العمل ككل ‪ ،‬ومن ثم ينشأ‬ ‫العمل ويتكامل في ضوء الفكرة التي تجمع كل‬ ‫المضامين الخاصة بأهداف العمل‪.‬‬ ‫‪ – 2‬الصراع ‪:‬‬ ‫إن قيمة األعمال الدرامية تكمن وراء الصراع الذي‬ ‫تحمله وقوته‪ ،‬حيث إن أقطاب الصراع في العمل‬ ‫الدرامي تشكل دورا أساسيا لبناء تلك الدراما ‪ ،‬لذلك‬ ‫كان للصراع دورا أساسيا في عملية تأسيس الدراما‬ ‫‪ ،‬وطبيعة الصراع في أي عمل إنما هي تشكيل‬ ‫واضح لصدام إرادتين ‪ ،‬ولغرض تحقيق الصراع‬ ‫يخلق الموقف الدرامي إرادتين متعارضتين تمثل‬ ‫األولى الخير واإلرادة والثانية تمثل الشر‪ ،‬حيث‬ ‫تتضارب هاتين اإلرادتين وينشأ الصراع الذي‬ ‫سيغرس وفرة كبيرة من المضامين بحكم انه سيمر‬ ‫بمجموعة من األزمات التي سنبين دورها الحقا في‬ ‫تجسيد األهداف وتحقيقها لغرض غرس مجموعة‬ ‫من المفاهيم التي تتوخاها الجهة المنتجة للعمل‬ ‫الدرامي‪ ..‬ألن العمل الدرامي أساسا ال يكون مشوق‬ ‫ما لم يكن هناك صراع ‪ ،‬حيث إن تعقيد األحداث‬ ‫ألجل خلق حبكة مشوقة يبدأ مع الصراع وينتهي مع‬ ‫انتهاء الصراع ‪ ،‬وإن بداية الصراع بداية الحبكة ‪،‬‬ ‫ونهاية الصراع نهاية الحبكة ‪ ،‬وما يكون بين‬ ‫البداية والنهاية يكون تطور األحداث ‪ .‬والصراع‬ ‫بداية تكون مع نقطة الهجوم ‪) Point of attack‬‬ ‫هذه النقطة التي ستبرز كل األفعال التي تنشأ خالل‬ ‫العمل الدرامي ‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫فأي صراع ال يمكن أن يكون إال بوجود مجموعة‬ ‫من األفعال تقوم بها الشخصيات‪ ،‬وأي عمل درامي‬ ‫هو ناتج عن مجموعة األفعال ‪ ،‬هذه األفعال تخلق‬ ‫تعبيرات ثانوية ورئيسية ‪ ،‬تكون تغييرات ليس فقط‬ ‫في أحداث الدراما بل للمتلقي أيضا ألنه عرضه‬ ‫للدراما وما تمنحه ‪ ،‬فهي تخلق االنعكاسات في‬ ‫المتلقي بصورة وأخرى أي ال بد من أن يدرس‬ ‫بالشكل الكافي كي ال تكون أهدافها غير صحيحة لما‬ ‫كان مخطط ‪ ،‬في ضوء ذلك كان ال بد من أن يكون‬ ‫الصراع مدروسا بشكل جيد ألنه األساس الذي‬ ‫ستبنى عليه في خلق األحداث لغرس المضامين‬ ‫الفكرية‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الشخصيات ‪:‬‬ ‫قد تكون الشخصيات من ابرز المؤثرات التي تؤدي‬ ‫دورا أساسيا حيث أن الشخصيات تقوم بدور رئيسي‬ ‫في خلق التعاطف مع المتلقي لما يجد المتلقي من‬ ‫صفات ذاتية لنفسه في أكثر الشخصيات في الدراما‬ ‫‪ ،‬فحين يتمكن من ان يحاكي قيمة أو سلوكا معينا‬ ‫وبصورة يسيرة فأنه سوف ال يتردد في األغلب في‬ ‫أن يفعلها عندما يراها سيما وإنها تتكرر أمامه في‬ ‫الدراما ‪ ،‬حيث تمكنت السينما األمريكية من ابتكار‬ ‫كثير من الشخصيات ذات التأثير المباشر في‬ ‫المتلقي بل أنها نقلتها حتى في أفالم الرسوم‬ ‫المتحركة لتحقيق أكبر قدر من التأثير بالمتلقي‪.‬‬ ‫إن هذا األمر يحتم ان تدرس الشخصية بشكل جيد‬ ‫كي ال تكون عرضة سهلة لنقل العديد من األمور‬ ‫التي قد ال تحمل أفكار العمل الدرامي أو القيم‬ ‫المرجوة في المجتمعات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الحوار ‪:‬‬ ‫الحوار من أهم الوسائل التي يستند إليها في نقل‬ ‫المضامين الفكرية بصورة مباشرة للمجتمع وليس‬ ‫في الدراما فحسب ‪ ،‬فالحوار جزء أساس من الخط‬ ‫الصوتي في الدراما التليفزيونية والسينمائية بل إن‬ ‫اإلذاعة تصنع درامتها من خالل الحوار ‪ ،‬إن الحوار‬ ‫هو الذي ينقل المعلومات واألفكار للمتلقي ألنه‬ ‫يعرب عن صدى كل شخصية من شخصيات العمل‬ ‫ليحقق الصراع في الدراما من خالل الميوالت‬ ‫والرغبات للشخصيات التي تتفاوت وتتصادم كي‬ ‫يتحقق الصراع ‪ ،‬والحوار هو الذي يحرك‬ ‫الشخصيات ويطور األحداث ليدفع الدراما الى‬ ‫األمام‪.‬‬ ‫في ضوء ذلك نرى إن الحوار في التليفزيون أو في‬ ‫السينما أصبح أحيانا دون رقيب أو حدود في‬ ‫استخدام أي مفردة فأكثر األعمال الدرامية أخذت‬


‫‪31‬‬

‫تقترب من الواقع الحياتي من خالل التقرب الى‬ ‫ما كان محرما في السابق استخدامه في أي عمل‬ ‫درامي وهذا يعود الى تأثيرات العولمة بشكل أو‬ ‫بآخر ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الحبكة ‪:‬‬ ‫تعتمد الحركة الدرامية على الحبكة في خلق األحداث‬ ‫ذلك الن الحبكة هي روح الدراما فليس هناك دراما‬ ‫من غير حبكة ‪ ،‬الن الدراما صراع وال يوجد صراع‬ ‫من دون حبكة ‪..‬الحبكة هي التي تنظم األفعال‬ ‫الدرامية وتخلق األحداث من خالل الحركة المنتظمة‬ ‫للشخصيات على وفق الخط الدرامي المدروس ‪،‬‬ ‫تؤدي الحبكة دورا في غاية الدقة لتنشئة الدراما‬ ‫حيث أنها ترتب الفعل‪.‬‬ ‫الحبكة ترتب الفعل‪..‬والفعل يسير خالل وسط الزمن‬ ‫الذي ال غنى عنه فيستمد منه جميع مفرداته التي‬ ‫منه تشكل البداية والوسط والنهاية‪..‬إن عملية‬ ‫ترتيب الفعل كفيلة بصنع مزيد من األحداث كيفما‬ ‫تطلب األمر وهو ما جعل كثيرا من قصص الخيال‬ ‫العلمي يقبلها المتلقي‪ ،‬إن الحبكة ليس مجرد أن‬ ‫تنظم األحداث أو األفعال لتجد لها سببيات أو منطق‬ ‫كي تكون مقنعة أمام األعين ‪ ،‬بل هي أكثر واكبر‬ ‫من ذلك كونها الخط المتشابك ومع الخطوط في سير‬ ‫األحداث بسالسة وانسيابية دون أي إشكاليات‬ ‫تشوش ذهن المتلقي‪ ،‬لذلك فان قدرة السينارست‬ ‫تكمن بالقدرة التي يمتلكها على حبك األحداث‬ ‫وتطويرها أو دفعها إلى األمام لتكون دراما قوية‬ ‫مؤثرة ومقنعة بل ومحبوبة ‪.‬‬ ‫عناصر الشكل سواء في الدراما الدراما التليفزيونية‬ ‫هي ‪:‬‬ ‫الديكور – األزياء – الماكياج ‪ -‬اإلضاءة – الميزانسين‬

‫أما عناصر المضمون فهي‪:‬‬ ‫اإليقاع –الفكرة – الصراع – الشخصيات – الحوار –‬ ‫الحبكة‬


‫‪32‬‬

‫الباب الثالث‬ ‫العناصر المساعدة لإلخراج‬ ‫التشويق ‪Suspense‬‬ ‫التشويق هو نوع من التوتر الذي يصيب المتفرج‬ ‫حين يتوقع حدوث شيء ما‪..‬حين يرى المتفرج ذلك‬ ‫‪ ،‬ويتوقع حدوث شيء ‪ ،‬ويتولد داخله إحساس قوى‬ ‫بالتوتر‪ .‬يتبع التشويق نفس قاعدة التوقع األساسية‬ ‫‪ ،‬غير أنه يتضمن شحنة شعورية أعلي بسبب أن‬ ‫نتيجة التوقع تؤجل ‪ ..‬فالمتفرج يدرك أوال بأن هناك‬ ‫شيء ما يحدث أو علي وشك الحدوث (خلق‬ ‫التوقع)‪ ,‬ثم يحدث تأخير في وقوع الحدث المتوقع‬ ‫(خلق التوتر) ‪ ،‬وأخيرا يأتي الحدث المتوقع ‪.‬‬ ‫وحيث أن التشويق يكون نتيجة لهذا التأخير في‬ ‫الحدث‪،‬لذا أحيانا ما يعرف "بذلك الذي اليحدث"‪.‬‬ ‫هناك قصص بأكملها بنيت حول هذا التعريف ‪،‬‬ ‫فعنصر التشويق هو في الغالب من أقوي عناصر‬ ‫البناء في القصة من حيث قدرتها علي التأثير في‬ ‫المتفرج ويمكن استخدام الوسائل التالية للمساعدة‬ ‫في خلق التشويق ‪:‬‬ ‫إطالة الزمن ‪Expand Time :‬‬ ‫بما أن إحساس التشويق يتكون بينما المتفرج ينتظر‬ ‫وقوع حدث يصبح إطالة وقت هذا االنتظار من‬ ‫العوامل المؤثرة على تركيز ذلك التوتر ويكون ذلك‬ ‫من خالل ‪:‬‬ ‫أ‪-‬حركة الكاميرا البطيئة ‪Slow Camera :‬‬ ‫‪Movement‬‬

‫وتعتبر تلك الوسيلة من الكالسيكيات ‪ ،‬حيث يتم‬ ‫إبطاء حركة الكاميرا في اتجاه أو حول موضوع‬ ‫التصوير لمد الوقت ‪ ،‬وإثراء اإلحساس بالتشويق‪.‬‬ ‫فتكون حركة التتبع للكاميرا (‪ )Dolly‬أكثر تأثيرا‬ ‫من قطع إلى لقطة قريبة ‪ .‬ويمكن أيضا استخدام‬ ‫الحركة البطيئة للكاميرا للتنقل ببطء بين عدة‬ ‫أشخاص بدال من استخدام القطع‪.‬‬ ‫ب‪ -‬حركة اللقطة البطيئة ‪Slow Motion :‬‬ ‫من الطرق الكالسيكية أيضا لتعميق اإلحساس‬ ‫بالتشويق عند المتفرج هو الحركة البطيئة للقطة‪.‬‬ ‫ويمكن الجمع بين حركة الكاميرا البطيئة في اتجاه‬ ‫موضوع التصوير مع الحركة البطيئة للقطة‪..‬وتكون‬ ‫المهارة هنا في الربط بين سرعة الحركة البطيئة‬ ‫للقطة مع سرعة حركة الكاميرا نفسها‪ .‬لذا فقد‬ ‫يستلزم األمر إجراء بعض البروفات‬ ‫المزج البطئ ‪Slow Dissolves :‬‬ ‫يتم تفعيل تلك الوسيلة عن طريق الدمج البطئ بين‬ ‫بعض اللقطات التي يوجد صلة فيما بينها‪.‬‬


‫‪33‬‬

‫التكرار ‪Repetition :‬‬ ‫يعتبر هذا األسلوب من األساليب غير المستخدمة‬ ‫كثيرا في األفالم حيث تكرر حركة الكاميرا أو‬ ‫موضوع التصوير في اللقطة التالية‪..‬ويؤدى ذلك‬ ‫األسلوب إلى خلق إحساس بالغرابة والتشويق لدي‬ ‫المتفرج ‪.‬‬ ‫الفعل المتوازي ‪Parallel Action :‬‬ ‫تعتبر مشاهد الفعل المتوازي من الطرق المستخدمة‬ ‫لخلق التشويق في المتفرج حيث أن عملية القطع‬ ‫نفسها تؤدى إلى تأخير الحدث المتوقع ‪ .‬وأحيانا ما‬ ‫يستخدم أيضا بصورة رمزية‪.‬‬

‫زاوية الكاميرا الذاتية ‪:‬‬ ‫‪Subjective Camera Angle‬‬ ‫تستخدم لخلق التشويق من خالل التعبير عن وجهة‬ ‫نظر الضحية أو المهاجم‪ .‬ويمكن اإلمعان في التأثير‬ ‫عن طريق تشويش الصورة التي تعبر عما يراه‬ ‫الشخص وبما يتناسب مع حالته النفسية والجسدية‬ ‫أيضا ‪.‬‬ ‫اإلضاءة ‪ : Lighting‬يمكن إضافة مزيد من‬ ‫التشويق من خالل إضاءة غير طبيعية‪ ..‬يمكن مثال‬ ‫إضافة إضاءة من فوق رأس الشخص تجعل عيناه‬ ‫تبدوان مظلمتين ‪ .‬ويمكن إعطاء تأثير مشابه من‬ ‫خالل إظالم الوجه بشكل كامل أو إضاءته من‬ ‫الجانب ‪side lighting‬‬

‫حركة الغالق البطيئة ‪:‬‬ ‫‪Slow Shutter Effect‬‬ ‫تعطي الحركة البطيئة لغالق الكاميرا تأثيرا خاصا‬ ‫يجعل الصورة ضبابية ‪ ،‬وقد استخدمت هذه التقنية‬ ‫حديثا في أفالم مثل "إنقاذ الجندي رايان" لإليحاء‬ ‫بحالة عدم االتزان التي تمر بها الشخصية والتي‬ ‫تسود مكان الحدث أيضا ‪ .‬كما يمكن تنفيذ نفس‬ ‫التأثير في مراحل ما بعد اإلنتاج (مرحلة المونتاج)‪.‬‬ ‫الصوت ‪Sound :‬‬ ‫يمكن أن يؤثر الصوت العالي أو المنخفض على‬ ‫درجة التشويق لدى المتفرج ‪ .‬ويمكن أيضا وضع‬ ‫صوت عا ٍل ‪ ،‬وبعد بضعة ثوان يتم وضع آخر‬ ‫منخفض ‪ .‬ويؤدى ذلك لتكوين إحساس سمعي‬ ‫غريب خاصة عندما يصاحب ذلك بداية لقطة‬


‫‪34‬‬

‫جديدة‪..‬ولسبب ما أيضا يولد الغناء الجمعي‪،‬‬ ‫وصوت الطبول من على بعد إحساسا بالتشويق ‪.‬‬ ‫اللقطات القريبة غير المفسرة ‪:‬‬ ‫‪Unexplained Close Shots‬‬ ‫إن خلق نوع من الفضول لدي المتفرج يولد تشويقا‬ ‫خاصة حين يتم اإليحاء باحتمال وقوع حدث ما‪..‬‬ ‫ويمكن هنا استخدام مجموعة من اللقطات القريبة‬ ‫غير المفسرة للمتفرج ‪ ،‬والتى تفسر فيما بعد في‬ ‫لقطة تأسيسية ‪ Shot Establishing‬مثل لقطات‬ ‫قريبة ليد أو قدم شخص ‪ ،‬ثم لقطة تأسيسية للجسد‬ ‫كله ‪ .‬وقد كان هيتشكوك يستخدم هذا التكنيك كثيرا ‪.‬‬ ‫السرعة ‪ :Pace‬تؤدى زيادة السرعة إلى زيادة‬ ‫التشويق لدى المتفرج خاصة في مشاهد الحوارات‬ ‫حيث يؤدى القطع السريع بين أكثر من شخص إلى‬ ‫بث شعور بتوقع حدوث شيء ما ‪.‬‬ ‫نقص المعلومات ‪Lack of Information :‬‬ ‫تعتبر تلك وسيلة جيدة لالحتفاظ بتشويق وفضول‬ ‫المتفرج ‪ ،‬ويحدث هذا حين تحجب المعلومة عن‬ ‫البطل بينما يدركها المتفرج ‪.‬‬ ‫المخاطرة الشديدة ‪: Stakes High‬‬ ‫ذلك حين يشعر المتفرج أن البطل قد يصاب بمكروه‬ ‫‪ ،‬أو يفقد حبيبا إذا ما سارت األحداث في االتجاه‬ ‫الخطأ‪.‬‬ ‫المستوى الثاني لإلثارة‬ ‫‪Suspense Another Layer of‬‬ ‫يحدث هذا حين يتم زيادة التعقيد من خالل إضافة‬ ‫فكرة ثانوية تحمل شعورا خاصا بالتشويق‪ .‬فمثال‬ ‫في فيلم ‪ The Untouchables‬امرأة تدفع‬ ‫بصعوبة عربة بها طفل ‪ ..‬بينما هناك تبادل الطالق‬ ‫النار علي وشك الوقوع‪ ..‬هنا على المستوى األول‬ ‫يشعر المتفرج باالثارة ويترقب ما سيحدث للعناصر‬ ‫األساسية في اللقطة والتي تتبادل النيران وعلى‬ ‫المستوى الثانى يترقب ما يمكن أن يحدث للمرأة‬ ‫والطفل اللذان يتقاطعان مع خط النار ‪.‬‬ ‫التغيير قبل الحدث المتوقع ‪:‬‬ ‫‪Twist before the Payoff‬‬ ‫حدوث تغيير قبل عرض الحدث المتوقع مباشرة‬ ‫يساهم في تأجيل النتيجة مما يزيد من اإلحساس‬ ‫بالتشويق ‪.‬‬ ‫النتيجة الخادعة ‪ False Payoff :‬ويتم ذلك عن‬ ‫طريق خداع المتفرج بإعطائه نتيجة خادعة ‪،‬‬ ‫ويليها الحدث الحقيقي‪ ،‬حيث تعطى هذه الطريقة‬ ‫إحساسا مزدوجا بالمفاجأة‪.‬‬


‫‪35‬‬

‫ضغط الوقت ‪: Pressure of Time‬‬ ‫يضيف ضغط الوقت إلى زيادة الشعور بالتوتر ‪،‬‬ ‫خاصة عندما يصاحب واحد أو أكثر من التقنيات‬ ‫سالفة الذكر ‪ .‬وقد يأخذ هذا أشكاال مختلفة ‪ ،‬كتوقيت‬ ‫انفجار قنبلة مثال‬ ‫الفكاهة ‪Humor‬‬ ‫يمكن أن تحتوي الفكاهة علي عناصر من التشويق‬ ‫(تأخر الحدث) والمفاجأة (الذروة غير المتوقعة) معا‬ ‫‪ ،‬ولكن بدال من التوتر أو الصدمة اللذان يسببهما‬ ‫هذان األسلوبان ‪ ،‬تبعث الفكاهة علي الضحك ألن‬ ‫واحد من هذه العناصر أو أكثر يكون مشوها‬ ‫ومضطربا‪..‬ومن الطبيعي أن الفكاهة يمكن توظيفها‬ ‫لخلق حالة من الترقب من خالل لقطة رد فعل واحدة‬ ‫أو من خالل مشهد كامل حسب احتياج العمل ‪.‬‬ ‫في الكوميديا الكالسيكية يتم استخدام البناء‬ ‫الكوميدي المشهور الذي يعد "التأخير" ‪delay‬‬ ‫عامال رئيسيا فيه ويحتوي علي بنائين تمهيديين‬ ‫تتبعهما جملة حوارية قوية ‪ punch line‬يمكن أن‬ ‫ينتهي بها البناء ‪ ،‬أو تتبعه جملة أخري أقوي تزيد‬ ‫من كم الضحك‪ ..‬ويجب االنتباه إلي أن الموقف‬ ‫الكوميدي يجب أن يعقبه فترة زمنية يستطيع‬ ‫المتفرج فيها التقاط أنفاسه ليعاود متابعة األحداث‬ ‫مرة أخري ‪ ،‬وإذا لم يحظ المتفرج بهذه الفرصة فلن‬ ‫يتمكن من التقاط طرف الخيط مرة أخرى‪..‬يتطلب‬ ‫هذا إحساسا مرهفا بالزمن األمر الذي يجعل كتابة‬ ‫الكوميديا أمرا في غاية الصعوبة كما يقول دائما‬ ‫معظم الكتاب ‪.‬‬ ‫تنويعات الفكاهة ‪ - :‬تعكس الفكاهة سخافات‬ ‫اإلنسان وتستعرض مواطن ضعفه بشكل يثير‬ ‫الضحك أكثر مما يثير الغضب ومن مثيرات‬ ‫الضحك –‬ ‫تصرفات‪ :‬مثل اإلساءة لشخص أو توجيه اإلهانة له‬ ‫‪ ،‬أو التصرفات التي تتسم بالتهور ‪.‬‬ ‫ردود األفعال‪ :‬الحرج ‪ ،‬المفاجأة ‪.‬‬ ‫سوء التفاهم وأخطاء الهوية ‪:‬أن يتم التعامل مع‬ ‫شخص علي أنه شخص آخر بطريق الخطأ‪.‬‬ ‫المبالغة أو الالمباالة‪.‬‬ ‫التغير المفاجيء في السلوك‪.‬‬ ‫اللعب باأللفاظ والنكات‪.‬‬ ‫السخرية‪.‬‬ ‫المواقف الغريبة ‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫جرعة الفكاهة‪ - :‬تعتمد جرعة المرح في‬ ‫السيناريو علي كونه كوميديا صريحة‪ ،‬أو دراما‬ ‫جادة ممزوجة بالفكاهة ‪ ،‬وحتى المواقف الجادة‬ ‫يفضل أن تحتوي مسحة من المرح لتخفيف التوتر‬ ‫الذي يسود الفيلم ‪ ،‬كما أن وجود هذه المسحة من‬ ‫المرح يبرز جدية باقي المواقف ألنه يخلق نوع من‬ ‫المقارنة معها‪.‬‬ ‫تأثير الفكاهة‪ - :‬تترك الفكاهة أثرا عميقا لدي‬ ‫المتفرج ‪،‬عندما يكون غير واعٍ باستخدام الفيلم لها‬ ‫كأحد أدوات الحكي ‪.‬ويتأتي هذا بأن تخرج من‬ ‫تركيبة الشخصية ‪ ،‬بعيدة عن المجانية واالختالق ‪،‬‬ ‫فعندها ستبدو الفكاهة جزءا طبيعيا من نسيج‬ ‫المشهد ‪.‬‬ ‫االستساغة ‪ - :‬يجب أن تكون الفكاهة مستساغة‬ ‫لدي أغلب الثقافات المختلفة في العالم ليفهمها‬ ‫ويتجاوب معها أكبر عدد ممكن من المتفرجين ‪.‬‬ ‫تخفيف حدة التوتر‪ - :‬يعد تخفيف حدة التوتر من‬ ‫االستخدامات الهامة للكوميديا ‪ .‬ومن المالحظ أن‬ ‫المتفرج ربما يضحك بشكل ال إرادي في المشاهد‬ ‫ذات الشحنة الدرامية العالية لتخفيف حدة التوتر‬ ‫مما يفسد متابعته المرجوة للحدث ‪ .‬هذه المشكلة‬ ‫يمكن حلها بإضافة لمسة كوميدية مناسبة بعد‬ ‫مواضع التوتر أو المواقف التي تواجه فيها‬ ‫الشخصيات حرجا شديدا ‪ ،‬فهذا يسمح للمتفرج‬ ‫بالضحك وتفريغ شحنة التوتر دون التأثير علي‬ ‫تفاعله مع الحدث ‪.‬‬ ‫العنف ‪Violence‬‬ ‫يعتبر العنف من أكثر الوسائل نجاحا في خلق‬ ‫التشويق والمفاجأة عند المتفرج ‪ .‬فتوقع العنف‬ ‫يخلق التشويق ‪ ،‬والحركة ذاتها تخلق المفاجأة إذا‬ ‫كانت مخالفة لتوقع المتفرج ‪ .‬والتقنيات التالية‬ ‫تمكن المخرج من خلق العنف في الصورة ‪،‬‬ ‫وتستخدم لجعل الحركة تبدو أكثر عنفا مما هي عليه‬ ‫في الطبيعة ‪.‬‬ ‫القطع القافز ‪jump cut :‬‬ ‫يحدث القطع القافز عندما تكون اللقطتان‬ ‫المتجاورتان غير متوافقتين تماما ‪ ،‬ويستخدم‬ ‫لإليحاء بالفجاجة من خالل خشونة القطع ‪ .‬وتتم‬ ‫هذه العملية بحذف عدد من الكادرات من الحركة في‬ ‫نهاية اللقطة األولي ‪ ،‬وبداية اللقطة الثانية ‪.‬‬ ‫القطع عند لحظة الحدث ‪:‬‬


‫‪37‬‬

‫يمكن أيضا اإليحاء بالعنف من خالل القطع إلى‬ ‫لقطة قريبة ‪ close up shot‬عند لحظة وقوع‬ ‫الحدث تماما ‪ ،‬مثل القطع علي فوهة ماسورة بندقية‬ ‫عند انطالق الرصاصة بالضبط للتأكيد علي عنف‬ ‫الحدث‪..‬أو القطع أكثر من مرة علي البندقية مع‬ ‫االقتراب منها في كل لقطة أكثر ‪ .‬ويستخدم هذا‬ ‫التكنيك خاصة إذا كان هناك تتابع في األحداث داخل‬ ‫المشهد يسمح بتتابع القطع إلي لقطات أقرب ‪،‬‬ ‫كجريمة قتل تنفذ باستخدام آلة حادة يطعن بها‬ ‫القاتل طعنات متتالية‪.‬‬ ‫القطع مع تغير السرعة ‪:‬‬ ‫يتم القطع هنا أيضا عند الحدث ولكن مع تغير‬ ‫سرعة حركة الموضوع المصور فتزيد في اللقطة‬ ‫التالية مباشرة ‪ ،‬أو تقل حسب المطلوب‪..‬ويكون هذا‬ ‫األسلوب مناسبا تماما عندما تكون الشخصية هي‬ ‫موضوع التصوير ‪.‬‬ ‫القطع مع تغير الموضوع ‪:‬‬ ‫وهذه أيضا طريقة مجربة لإلبقاء علي المتفرج في‬ ‫حالة إثارة دائمة ‪،‬عن طريق القطع إلي صورة‬ ‫مختلفة تماما في اللقطة الثانية لكنها علي عالقة ما‬ ‫باألولي ‪ .‬مثال القطع من مضرب تنس يضرب الكرة‬ ‫إلي شخص يتلقي صفعه فيقع علي ظهره ‪ .‬مثل هذا‬ ‫القطع سيكون مؤثرا بال شك ‪ ،‬فرغم أن التكوين‬ ‫العام للقطتين متشابه ‪ ،‬فإن الفارق الكبير بينهما‬ ‫يجعل تطابقهما صعبا ‪.‬‬ ‫التجميد المفاجيء للحركة ‪:‬‬ ‫يمكن تجميد الحركة فجأة لفترة تعادل ‪ 4 - 3‬كادر ‪،‬‬ ‫ثم العودة إلي الحركة عندها يتولد اإلحساس بالعنف‬ ‫من هذا التجميد المفاجيء ‪ .‬ويعطي هذا التجميد‬ ‫صفة التعمد للفعل ‪ .‬وربما تكون اللقطة التالية‬ ‫عندئذ قطعا قافزا أو غير ذلك من أنواع القطع ‪.‬‬ ‫اللقطة الذاتية ‪:‬‬ ‫يمكن التعبير عن قسوة الفعل وعنفه من خالل‬ ‫لقطتين متتاليتين ‪.‬األولي لقطة ذاتية للسالح‬ ‫المستخدم في جريمة علي سبيل المثال ‪ ،‬والثانية‬ ‫للشخص والرصاصة تطيح به ‪ .‬وسوف يضيف‬ ‫الصوت بالطبع إلي التأثير الذي تصنعه الصورة ‪.‬‬ ‫ويمكن استخدام نفس التقنية في لقطة تصور‬ ‫شخصا يرتطم بشيء ما ‪.‬‬ ‫المزج ‪:‬‬ ‫بعد مشهد عنيف يمكن العودة مرة أخري لإليقاع‬ ‫الطبيعي من خالل مزج طويل‪ ,‬تصاحبه حركة‬ ‫كاميرا بطيئة ‪ .‬ومثال ذلك استخدام المزج البطئ‬


‫‪38‬‬

‫الذى يتبع مشهد الح َمام الشهير في فيلم‬ ‫"‪ "Psycho‬لهيتشكوك ‪.‬‬ ‫تشوه الصورة ‪:‬‬ ‫تساعد تشوهات الصورة في التعبير عن عنف‬ ‫الحدث ويمكن تقديم ذلك دون الحاجة ألي خدع ‪،‬‬ ‫فمثال في فيلم ‪ Strangers on a Train‬يتم تقديم‬ ‫مشهد القتل من خالل انعكاسه على زجاج نظارة ‪،‬‬ ‫ويظل المتفرج يتابع الحدث من خاللها مما يسبب‬ ‫تشوها للصورة بشكل ال يتوقعه المتفرج ‪ .‬وقد تم‬ ‫تصوير المشهد في زمنه الواقعي وبدون أي قطعات‬ ‫متميزة ‪ ،‬لكن المشهد مع ذلك يصدم المتفرج ألنه ال‬ ‫يتوقع أن يأتي علي هذا النحو‬ ‫التوقع ‪Expectation‬‬ ‫تحتوي كل الخبرات الجمالية علي ما يسمي بالتوقع‬ ‫‪ ،‬وتحقيق التوقع ‪ .‬وتعتبر هذه اآللية في التلقي‬ ‫ضرورية للبناء الدرامي أيضا ‪ .‬فيجب أن تتداعي‬ ‫األحداث الدرامية في العمل الفني بمنطق السبب‬ ‫والنتيجة ‪ ،‬الذي يخلق لدي المتفرج توقعا لما يمكن‬ ‫أن يحدث ‪ ،‬ويهيئه لتلقي ما سوف يقع فعليا ‪،‬‬ ‫سواء كان مطابقا أو مخالفا لتوقعاته ‪ ،‬والتركيبة‬ ‫الدرامية المثالية هي التي تجعل من التوقع عنصرا‬ ‫مثيرا بقدر إثارة الحدث ذاته ‪ .‬ويخدم التوقع تطوير‬ ‫الحدث الدرامي ‪ ،‬ويعمق في نفس الوقت شعور‬ ‫المتفرج بالمشاركة في األحداث ‪.‬‬ ‫هناك ثالثة طرق لخلق التوقع المطلوب لدي‬ ‫المتفرج ‪:‬‬ ‫‪surprise‬‬ ‫التشويق ‪ suspense‬المفاجأة‬ ‫الفكاهة ‪humor‬‬ ‫يمكننا اعتبار هذه األدوات البنائية فعالة ألنها تؤثر‬ ‫في مشاعر المتفرج مباشرة ‪ ،‬وتستغل معظم األفالم‬ ‫الناجحة الطرق الثالثة معا بدرجات مختلفة حسب‬ ‫احتياج الدراما وطبيعتها‪.‬‬ ‫وتستخدم التقنيات التالية لتعزيز التوقع ‪:‬‬ ‫ البداية المتأخرة‬‫ النهاية المبكرة‪:‬‬‫ يجب أن يبدأ المشهد مع بداية الفعل أو قبل بدايته‬‫بأقل وقت ممكن ‪ ،‬وأن ينتهي بمجرد أن ينتهي‬ ‫الهدف منه ‪.‬‬ ‫ ضرورة اللقطة‪ - :‬يجب أن تحتوي كل لقطة علي‬‫فكرة أو معلومة جديدة علي المتفرج ‪ .‬وتحذف‬


‫‪39‬‬

‫اللقطة التي ال تضيف إلي المحتوي الدرامي أو‬ ‫الجمالي للمشهد ‪ ،‬ألنها تكون غير ضرورية‪.‬‬ ‫ الحفاظ علي حيوية الكادر‪ - :‬يجب أن يظل الكادر‬‫محتفظا بحيويته من خالل الحركة المستمرة ‪ ،‬سواء‬ ‫كانت حركة مادية ‪ ،‬أو فعل درامي ‪.‬‬ ‫ تجنب التكرار ‪ - :‬يجب أن يثق المخرج في سرعة‬‫فهم المتفرج لمقصده ‪ ،‬ويتجنب إعادة ما تم قوله‬ ‫بالفعل ‪ .‬وإذا كانت هناك معلومة هامة يجب التأكيد‬ ‫عليها ‪ ،‬فالبد من التفكير في طريقة جديدة لتوصيل‬ ‫المعلومة ‪.‬‬ ‫المفاجأة ‪Surprise‬‬ ‫تقع المفاجأة حينما تكون النتيجة مخالفة لتوقع‬ ‫المتفرج المبني علي مقدمات الحدث ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تكون قادرة علي أن تؤثر في المتفرج ‪ .‬وهذا في‬ ‫حد ذاته يجعل النتيجة مرضية للمتفرج ‪ ،‬ولكن لكي‬ ‫تكون المفاجأة فعالة يجب أن تأتي في سياق‬ ‫األحداث بصورة منطقية ‪ ،‬وال يصح أن تأتي‬ ‫مصادفة أو غير منطقية ‪ .‬علي أن المفاجأة ال‬ ‫يشترط أن تكون صادمة بالمعني الحرفي للكلمة ‪،‬‬ ‫وإنما يكفي فقط أن تكون مخالفة لتوقع المتفرج ‪.‬‬ ‫وفي بعض األحوال تكون أكثر تأثيرا إذا سارت في‬ ‫اتجاه معاكس تماما التجاه التوقع ‪ ،‬مثل وقوع حدث‬ ‫سعيد في وقت يتوقع فيه المتفرج موقفا حزينا‪.‬‬ ‫الطريقة التقليدية ‪:‬‬ ‫تتلخص الطريقة التقليدية في خلق المفاجأة في‬ ‫االنتقال إلي لقطة غير متوقعة بالنسبة للمتفرج ‪،‬‬ ‫ويمكن إضافة لقطة أخري أقرب بعدها ‪ ،‬وبهذه‬ ‫الطريقة يكون التأثير مضاعفا ألن المتفرج إذا كان‬ ‫يتوقع اللقطة األولي فلن يتوقع الثانية أبدا ‪ .‬ولكن‬ ‫يجب االنتقال إلي اللقطة الثانية في زمن ال يزيد عن‬ ‫الثانية الواحدة ‪ .‬في نفس الوقت يمكن أن يكون‬ ‫لجملة حوار غير متوقعة ‪ ،‬أو مؤثر صوتي نفس‬ ‫أثر الصورة ‪.‬‬ ‫التشويق والمفاجأة معا ‪:‬‬ ‫كثيرا ما يتالزم استخدام التشويق والمفاجأة معا‬ ‫لخلق تأثير قوي جدا ‪ ،‬وعادة ما يصيب هذا‬ ‫التحالف المتفرج بالتوتر المنشود فيظل مشدودا‬ ‫للفيلم ‪.‬‬ ‫التوقيت ‪:‬‬


‫‪40‬‬

‫يعد التوقيت عامال غاية في األهمية لنجاح كل‬ ‫من التشويق والمفاجأة ‪ .‬فمثال يصيب التشويق‬ ‫بالملل إذا زاد عن الحد ‪ ،‬ألن األحداث ال تتطور في‬ ‫تلك الحالة بالسرعة الكافية ‪ .‬وعلي الناحية األخرى‬ ‫فإن اإلسراف في المفاجآت يصرف المتفرج عن‬ ‫متابعة األحداث ‪ ،‬ألن القصة تتطور بإيقاع أسرع‬ ‫من المعتاد ‪.‬‬ ‫ورغم أن هذه القوالب قد أثبتت نجاحها في التأثير‬ ‫علي المتفرج إال أن المخرج يجب أن يفكر في طرق‬ ‫لكسرها ألنها أصبحت مكشوفة إلي حد ما بالنسبة‬ ‫للمتفرج ‪ .‬مزيدا من التأثير على المتفرج ‪More‬‬ ‫‪On Affecting The Audience‬‬

‫هناك بعض الخدع التي يستخدمها المخرجون لخلق حالة‬ ‫شعورية معينة في المشهد ومنها ‪:‬‬

‫القسوة ‪:‬‬ ‫يمكن اإليحاء بالقسوة من خالل استخدام عدسة‬ ‫التليفوتو في تصوير الموضوع ‪ ،‬حيث تقوم هذه‬ ‫العدسة بضغط مقدمة الكادر وخلفيته ‪ ،‬مما يجعل‬ ‫الموضوع يبدو وكأنه يتقدم ببطء شديد‪.‬‬ ‫الجمال والرومانسية ‪:‬‬ ‫بدال من استخدام القطع لالنتقال من لقطة ألخرى‬ ‫يستخدم المزج بنعومة مرة أو أكثر في المشهد ‪.‬‬ ‫الخطر ‪:‬‬ ‫إلقناع المتفرج بوجود خطر وشيك يجب استعراض‬ ‫هذا الخطر قبل ظهوره فمثال يمكن تصوير شخص‬ ‫شرير وهو يستخدم سالحه في عدوانية قبل أن تبدأ‬ ‫المطاردة بينه وبين البطل‪.‬‬ ‫القلق الغامض ‪:‬‬ ‫تولد أصوات االنفجارات البعيدة أو الطبول أو‬ ‫أصوات المجاميع نوعا من القلق غير المفسر لدي‬ ‫المتفرج‪.‬‬ ‫التأكيد ‪:‬‬ ‫يمكن التأكيد علي مواصفات الشخصية من خالل‬ ‫التضاد والتشابه في آن واحد ‪ .‬إال أن التضاد يعد‬ ‫الوسيلة األقوى ‪ ،‬ألنه يوضح المقصود بشكل أسرع‬ ‫وأكثر تأثيرا ‪.‬‬ ‫اإلحساس بالذنب ‪:‬‬ ‫تتسبب ضغوط الصراع الدرامي أحيانا في ارتكاب‬ ‫الشخصيات ألفعال ال يمكن أن يقترفونها في األحوال‬ ‫الطبيعية‪..‬وعندما يكون اندماج الشخصية قويا ‪،‬‬


‫‪41‬‬

‫يمكن أن يتورط المتفرج معها ويوافق علي ذلك‬ ‫الفعل ‪ ،‬لكنه يعود ويشعر بالذنب ‪.‬‬ ‫اللحظات المشحونة عاطفيا ‪:‬‬ ‫هي لحظات تكون العاطفة فيها متوهجة بالنسبة‬ ‫لشخصيات الفيلم والمتفرجين معا ‪ ،‬وهى من‬ ‫المشاهد الكالسكية المستدرة للدموع‪ ,‬وغالبا ما‬ ‫تجمع شخصيات بشكل ما علي خالف ‪ ،‬ثم يقوم‬ ‫أحدها بفعل بطولي يجمعها معا مرة‬ ‫أخري‪..‬والمفتاح الي هذا النوع من المشاهد ليس‬ ‫فقط في كيف تصرف البطل ‪،‬ولكن يرجع إلي ردود‬ ‫فعل الشخصيات الثانوية ‪،‬خاصة اذا كان يحاول أن‬ ‫يكون قويا ‪،‬أو يحارب الدموع‪..‬ومن األمثلة الهامة‬ ‫علي هذه المشاهد مشهد النهاية في فيلم‬ ‫"‪"Brian's Song‬‬ ‫الموتيفة ‪:‬‬ ‫هي عبارة عن فكرة يتم تكرارها بصريا أو سمعيا‬ ‫خالل الفيلم ‪ .‬ويمكن استغاللها للداللة علي شخصية‬ ‫أو موقف أو موضوع معين او ألستدعاء ايا‬ ‫منهما‪..‬وهناك العديد من أشكال الموتيفات البصرية‬ ‫تستخدم فيها زاوية الكاميرا ‪..‬واللون ‪ ..‬والتكوين‪.‬‬ ‫ومن الموتيفات السمعية الشهيرة الموتيفة‬ ‫الموسيقية في فيلم د‪ .‬زيفاجو ‪ ،‬والتي كانت تسمع‬ ‫كلما عاد البطل بذاكرته إلي الماضي‪.‬‬ ‫مرور الزمن ‪:‬‬ ‫ربما يتسبب التعبير عن مرور الزمن خاصة في‬ ‫األماكن الضيقة نسبيا في إثارة الملل عند المتفرج‪..‬‬ ‫ويمكن تفادي هذا من خالل استخدام المزج المتكرر‬ ‫‪ ،‬مع تغيير زاوية الكاميرا باستمرار ‪ .‬وبهذا يظل‬ ‫الكادر محتفظا بحيويته من الناحية البصرية أثناء‬ ‫التعبير عن مرور هذا الزمن ‪ .‬ومن األفضل تحاشي‬ ‫التركيز علي شيء واحد للتعبير عن مرور الزمن‬ ‫مثل ساعة حائط أو شمعة تحترق وتقصر مع الوقت‬ ‫‪ ،‬فهذه األمور كلها استهلكت سينمائيا منذ وقت‬ ‫طويل ‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫الباب الرابع‬ ‫المخرج والمكان‬ ‫تعتبر فنون التصوير والعمارة أساسا أشكاال فنية‬ ‫مكانية حيث أنها جميعا تعتبر كتلة فى الفراغ‪ ،‬كما‬ ‫أنها ال تتغير بين لحظة وأخرى‪ ،‬وهذا على العكس‬ ‫من الموسيقى‪ ،‬فهى فن زمنى فى األساس ألنها‬ ‫تعتمد على التتابع والتغير فى الزمن‪ .‬أما الفيلم‬ ‫فألنه يخلق سلسلة من الصور التى تتميز بالتغير‬ ‫اللحظى رغم أنها مكانية‪ ،‬فهو يعتمد على البعدين‬ ‫كليهما الزمان والمكان ألن الفيلم ال يحتاج عُمقا فى‬ ‫األبعاد لكى يُعرض وألن األحجام واألشكال فيه تفقد‬ ‫أبعادها الحقيقية من ناحية النسبة والمنظور‪ ،‬فإن‬ ‫إنتباه المتفرج ينجذب إلى النموذج ثنائى األبعاد‬ ‫لكتلة الخطوط والظالل‪..‬رغم أننا نرى الصور ممثلة‬ ‫للحقيقة ثالثية األبعاد فى نفس الوقت‪.‬‬ ‫كل ذلك يجب أن يختبره المخرج مقدما‪ ..‬ألن الحيز‬ ‫ليس ثابتا مع استمرار الصور فى الحركة والتغير‪،‬‬ ‫فمن الممكن توظيف مواقع وزوايا جديدة للكاميرا‬ ‫لخلق تنويعات حيوية من زوايا الرؤية‪.‬‬ ‫المخرج والزمن‬ ‫إن تقنية تسجيل األحداث على شريط الفيلم أو شريط‬ ‫الفيديو تعطى المخرج القدرة الفريدة على التحكم فى‬ ‫الزمن السينمائى والتليفزيونى‪..‬والواقع أن الفيلم‬ ‫يكشف لنا عن عدد من المستويات الزمانية‪ :‬الزمن‬ ‫المادى ‪ ، physical time‬الزمن الدرامى‬ ‫النفسى‬ ‫‪،dramatic‬الزمن‬ ‫‪time‬‬ ‫‪ ، psychological time‬الزمن المؤثر‬ ‫‪ ، affective time‬الزمن الثقافى ‪cultural‬‬ ‫‪ ، time‬الزمن التاريخى ‪، historical time‬‬ ‫الزمن الفيلمى ‪ filmic time‬وكال من هذه‬ ‫المستويات الزمانية تعمل معا لتؤثر فى استجابة‬ ‫المتفرج للعمل االسينمائى أو التليفزيونى‪.‬‬ ‫الزمن المادى ‪:Physical time‬‬ ‫هو المدة الحقيقية التى يستغرقها عرض الفيلم‬ ‫حوالى الساعتين تقريبا نشاهد فيهما الفيلم واللتان‬ ‫نعيهما جيدا دائما ‪ ،‬ويسمى الزمن المادى أيضا‬ ‫زمن المتفرج ‪ ،audience time‬حيث أنه المدة‬ ‫التى يستغرقها المتفرج للفرجة على الفيلم‪ .‬وغالبا‬ ‫ما يعرف المخرج متى يمكن أن يكون المشهد‬ ‫قصيرا جدا أو طويال جدا عن طريق معرفته‬ ‫للمخطط العام النهائى لزمن عرض صورة الفيلم‪.‬‬ ‫الزمن الدرامى ‪:Dramatic time‬‬


‫‪43‬‬

‫الزمن الدرامى هو المدة الزمنية المتخيلة التى‬ ‫تقع خاللها أحداث القصة‪ .‬ويسمى أيضا زمن عُقدة‬ ‫الفيلم ‪ ،plot time‬وعلى سبيل المثال فى فيلم‬ ‫"بين السماء واألرض" تجرى أحداث القصة على‬ ‫مدى ساعات قليلة‪.‬‬ ‫وفى أحوال نادرة للغاية يتطابق الزمن المادى‬ ‫والزمن الدرامى‪ ،‬لكن األفالم العادية‪..‬مثل معظم‬ ‫فنون السرد‪ ،‬تخلق بعدا زمانيا دراميا يتجاوز بكثير‬ ‫زمن مشاهدتنا للفيلم‪ ،‬مستغلة استعدادنا ألن يتم‬ ‫نقلنا عبر الزمن وتجاوز ما هو غير هام من‬ ‫األحداث‪ .‬ويتيح لنا الزمن الدرامى أن نرى فى خالل‬ ‫جلستنا القصيرة فى السينما‪ ،‬أحداثا تجرى على‬ ‫مدى زمنى يتراوح من ساعات قليلة إلى حياة‬ ‫كاملة‪ ،‬بل إنه يمكن أحيانا توظيف إمكانية الرجوع‬ ‫إلى الماضى ‪ flash back‬ليأخذنا فى الماضى إلى‬ ‫أحداث معينة وقعت قبل زمن الرواية‪ ،‬أوتوظيف‬ ‫إمكانية التقدم إلى األمام ‪ flash forward‬حيث‬ ‫تحملنا إلى ما يمكن أن ندرك بوضوح أنه المستقبل‪.‬‬ ‫وكان المعتاد فى الغالب أن يُستخدم المزج‬ ‫‪ dissolve‬كتقنية تبين للمتفرج أن فترات زمنية‬ ‫قليلة األهمية تم حذفها من مشهد آلخر‪ ،‬ولكن فى‬ ‫السنوات األخيرة كان القطع ببساطة يعتبر كافيا‬ ‫طالما تم توضيح النقلة الزمنية بما يكفى‪.‬‬ ‫زمن القصة ‪:Story time‬‬ ‫هو الفترة الزمنية المتخيلة التى تقع فيها أحداث‬ ‫القصة‪ .‬فعلى سبيل المثال تجرى أحداث فيلم‬ ‫"الناصر صالح الدين" فى العصور الوسطى‪ ،‬كما‬ ‫تجرى أحداث قصة فيلم "ذهب مع الريح" ‪Gone‬‬ ‫‪ with the Wind‬فى القرن التاسع عشر‪ ،‬بينما‬ ‫تقع أحداث قصة فيلم "أمريكا شيكا بيكا"‪ ،‬وفيلم‬ ‫"ناس عاديون" ‪ Ordinary People‬فى العصر‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫الزمن النفسى ‪:time Psychological‬‬ ‫أى الطريقة التى يشعر بها البطل أو البطلة داخل‬ ‫الفيلم بمرور الزمن‪..‬وقد يكون شيئا مختلفا تماما‬ ‫عن مدة الزمن الدرامى‪ .‬فمن الممكن أن تنقل إلينا‬ ‫مجموعة من القطعات القصيرة‪ ،‬مع اقتطاع لحظات‬ ‫من الحركة شعور البطل باالستعجال واالنفعال ساعة‬ ‫وقوع الحدث‪ ..‬بينما سلسلة من اللقطات الطويلة‬ ‫بأقل تقطيع مع حركة كاميرا تدريجية يمكن أن يخلق‬ ‫لنا شعورا ببطء الزمن الذى يشعر به البطل أثناء‬ ‫المشهد‪ .‬وفى القصص الروائية‪ ،‬يمكن بوضوح‬ ‫تمييز الزمن الذى نتعرف من خالله على حياة‬


‫‪44‬‬

‫الراوى عن زمن الحدث الذى يصفه هذا الراوى‬ ‫وفى مثل هذه الحاالت‪ ،‬يمكن أن تولد القصة من‬ ‫العالقة بين مستويين زمنيين‪ ،‬خاصة عندما تستخدم‬ ‫األحداث السابقة على زمن القصة لتفسير األوضاع‬ ‫الحالية أو الحالة النفسية للراوى‪ .‬حيث أن رجل‬ ‫متقدم السن تنفجر فى عقله أفكار الحاضر والماضى‬ ‫الحلم والحقيقة فى الوقت الذى يتعرض فيه لعملية‬ ‫ميالد روحانى جديد‪.‬‬ ‫الزمن المؤثر ‪:affective time‬‬ ‫هو اإلحساس بمرور الزمن الذى يشعر به المتفرج‬ ‫وهو يشاهد الفيلم‪ ،‬وهو شعور مؤقت يختلف تماما‬ ‫فى الغالب عن الزمن المادى ‪physical time‬‬ ‫الحقيقى الذى يستغرقه عرض الفيلم‪ .‬وعادة قد‬ ‫يشارك المتفرج إحساس البطل النفسى بالزمن من‬ ‫خالل الطريقة التى تم بها مونتاج الفيلم‪ ،‬ولكن كثيرا‬ ‫ما يتأثر شعوره بالوقت ‪ ،‬ويتم السيطرة على‬ ‫انشغاله بالفيلم بطريقة منفصلة ‪Battleship‬‬ ‫‪ ،Potemkin‬هذه اللقطات تخلق فينا تجربة درامية‬ ‫ممتدة تختلف عما تشعر به الشخصية‪.‬‬ ‫الزمن التاريخى ‪:historical time‬‬ ‫هو بعد زمانى تخلقه األفالم التى تقصد تقديم زمانا‬ ‫دراميا من خالل مخطط زمانى أوسع يتجاوز حياة‬ ‫وأقدار الشخصيات الفردية‪ .‬فخلف األحداث الدرامية‬ ‫التى توحد بين شخصيات فيلم جريفيث ‪: Griffith‬‬ ‫ميالد أمة (‪،The Birth of a Nation )1915‬‬ ‫تصلنا رؤية المخرج للحرب األهلية بكاملها‪.‬‬ ‫الزمن الفيلمى ‪:filmic time‬‬ ‫يعرف زمن الفيلم بأنه البعد الزمنى الذى تخلقه‬ ‫تقنية التعبير الفنى للفيلم ويختلف عن البعد الزمانى‬ ‫الحقيقى فى الحياة الواقعية وأمام الكاميرا‪ .‬وبهذا‬ ‫المعنى‪ ،‬فإن كل األبعاد الزمانية فيما عدا البعد‬ ‫المادى للزمان‪ ،‬لكن يمكننا أن نجعل هذا البعد أكثر‬ ‫تحديدا ونستخدمه لوصف هذا النوع من الزمن الذى‬ ‫تخلقه تقنية السينما كتقنية متفردة وال تتبع أى‬ ‫معنى آخر للزمن يمكن أن نجده فى عالم الواقع‪..‬‬ ‫يمكن أن يخلق الفيلم حركة بطيئة أو متسارعة‬ ‫ألسباب مختلفة‪ ،‬ولكن ال يرجع أى من هذه الظواهر‬ ‫الزمانية إلى العالم الطبيعى للزمن‪ ..‬يمكن أن يرتد‬ ‫زمانيا‪ ،‬مبتدئا بإنهاء عالقة حب ثم يأخذنا للماضى‬ ‫من خالل المراحل المختلفة للعالقة إلى أولى‬ ‫لحظاتها المفعمة باألمل‪ ،‬ومن ثم ينقل إلينا شعورا‬ ‫باألسى والخسارة‪.‬‬


‫‪45‬‬

‫المشاهد‬

‫‪:‬‬

‫على‬ ‫والتأثير‬ ‫المخرج‬ ‫التوقع ‪ :‬التشويق ‪ :‬الرعب‬ ‫يعتبر الفيلم ناجحا إذا ما استطاع المخرج أن يقدم‬ ‫محتوى من المشاعر للمتفرج ‪ ،‬يجعله يضحك ‪،‬‬ ‫ويبكى ويخاف وهكذا ‪ .‬فعندما يكون المتفرج مرتبطا‬ ‫عاطفيا بأحداث الفيلم ‪ ،‬يكون أكثر قدرة على‬ ‫استقبال األفكار ‪ ،‬وتكوين خبرة أكثر عمقا ‪،‬‬ ‫وإرضاءا له ‪.‬‬ ‫يرتبط المتفرج بالفيلم حين يندمج كليا في عالم هذا‬ ‫الفيلم ‪ ،‬ويصدقه‪..‬ويعتبر ذلك كنوع من الثقة‬ ‫الخاصة التي تُعطى للمخرج فيتوقع المتفرج أن‬ ‫يرى في الفيلم قصة قوية ذات جودة في التمثيل‬ ‫والتصوير‪ .‬ولو فشل في الحصول على المستوى‬ ‫الذي يتوقعه ‪ ،‬عندها سيرفض الفيلم تماما ‪.‬‬ ‫التوقع ‪Expectation‬‬ ‫تحتوي كل الخبرات الجمالية علي ما يسمي بالتوقع‬ ‫‪ ،‬وتحقيق التوقع ‪ .‬وتعتبر هذه اآللية في التلقي‬ ‫ضرورية للبناء الدرامي أيضا ‪ ،‬فيجب أن تتداعي‬ ‫األحداث الدرامية في العمل الفني بمنطق السبب‬ ‫والنتيجة ‪ ،‬الذي يخلق لدي المتفرج توقعا لما يمكن‬ ‫أن يحدث ‪ ،‬ويهيئه لتلقي ما سوف يقع فعليا ‪،‬‬ ‫سواء كان مطابقا أو مخالفا لتوقعاته ‪ ،‬والتركيبة‬ ‫الدرامية المثالية هي التي تجعل من التوقع عنصرا‬ ‫مثيرا بقدر إثارة الحدث ذاته‪..‬ويخدم التوقع تطوير‬ ‫الحدث الدرامي ‪ ،‬ويعمق في نفس الوقت شعور‬ ‫المتفرج بالمشاركة في األحداث‪.‬‬ ‫وهناك ثالثة طرق لخلق التوقع المطلوب لدي‬ ‫المتفرج‬ ‫التشويق ‪ ، suspense‬المفاجأة ‪، surprise‬‬ ‫الفكاهة ‪ . humor‬ويمكننا اعتبار هذه األدوات‬ ‫البنائية فعالة ألنها تؤثر في مشاعر المتفرج‬ ‫مباشرة وتستغل معظم األفالم الناجحة الطرق الثالثة‬ ‫معا بدرجات مختلفة حسب احتياج الدراما وطبيعتها‬ ‫‪.‬‬ ‫تستخدم التقنيات التالية لتعزيز التوقع ‪:‬‬ ‫البداية المتأخرة ‪ /‬النهاية المبكرة‪:‬‬ ‫يجب أن يبدأ المشهد مع بداية الفعل أو قبل بدايته‬ ‫بأقل وقت ممكن ‪ ،‬وأن ينتهي بمجرد أن ينتهي‬ ‫الهدف منه‬ ‫ضرورة اللقطة‪:‬‬ ‫يجب أن تحتوي كل لقطة علي فكرة أو معلومة‬ ‫جديدة علي المتفرج ‪ .‬وتحذف اللقطة التي ال تضيف‬


‫‪46‬‬

‫إلي المحتوي الدرامي أو الجمالي للمشهد ‪ ،‬ألنها‬ ‫تكون غير ضرورية ‪.‬‬ ‫الحفاظ علي حيوية الكادر‪:‬‬ ‫يجب أن يظل الكادر محتفظا بحيويته من خالل‬ ‫الحركة المستمرة ‪ ،‬سواء كانت حركة مادية ‪ ،‬أو‬ ‫فعل درامي‬ ‫تجنب التكرار ‪:‬‬ ‫يجب أن يثق المخرج في سرعة فهم المتفرج‬ ‫لمقصده ‪ ،‬ويتجنب إعادة ما تم قوله بالفعل ‪ .‬وإذا‬ ‫كانت هناك معلومة هامة يجب التأكيد عليها ‪ ،‬فالبد‬ ‫من التفكير في طريقة جديدة لتوصيل المعلومة ‪.‬‬ ‫مشاهد الحوار الديناميكية‬ ‫‪Dynamic Dialogue Scenes‬‬ ‫تعتمد السينما المعاصرة كثيرا علي الحوار لكنها في‬ ‫األساس وسيلة اتصال بصري قبل كل شيء‪..‬لذلك‬ ‫يجب أن يجتهد المخرج في محاوالته لجعل الحوار‬ ‫أبسط ما يمكن والصورة أكثر تعقيدا‪..‬ومع ذلك‬ ‫فهناك دائما مشاهد حوار معقدة ال يمكن تجنبها ‪،‬‬ ‫في أنواع معينة من األفالم مثل األفالم البوليسية ‪،‬‬ ‫والنفسية ‪ .‬في هذه الحاالت يجب الموازنة بين‬ ‫الجانب البصري والحوار‪ .‬وقد أصبحت الطريقة‬ ‫التقليدية إلخراج مشاهد الحوار ( لقطة الثنين ‪-‬‬ ‫لقطة من فوق الكتف ‪ -‬لقطة قريبة )‪.‬‬ ‫الطريقة المثلي لتفادي الوقوع في هذا الفخ هو‬ ‫اإلبقاء علي الكاميرا أو الممثل أو كالهما في حالة‬ ‫حركة أثناء الحوار‪ ..‬ويمكننا القول أن مفتاح الحفاظ‬ ‫علي حيوية أي مشهد حواري هو اإلبقاء علي‬ ‫حيوية الكادر من الناحية البصرية ‪.‬‬ ‫هناك عدة أساليب لتحقيق هذا ‪.‬‬ ‫‪ -1‬االنشغال بشيء غير الكالم ‪:‬‬ ‫في الحياة الواقعية ال ينظر الناس إلي بعضهم عادة‬ ‫أثناء تبادل الحديث ‪ ،‬وإنما يتكلمون بينما هم‬ ‫منهمكون في عمل شيء ما ‪ .‬إال إذا كانوا في موقف‬ ‫يتطلب هذا أو يفرضه ضيق المساحة مثال‪ .‬وعلي‬ ‫الشاشة أيضا يجب تحقيق هذا الشكل الواقعي عن‬ ‫طريق تحريك الكاميرا ومتابعتها لحركة الممثلين ‪،‬‬ ‫وال تضيف حركة الكاميرا والممثلين إلي واقعية‬ ‫المشهد فقط ‪ ،‬وإنما تساهم أيضا في رفع درجة‬ ‫حيوية المشهد‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحركة ثم التوقف ‪:‬‬


‫‪47‬‬

‫هناك أسلوب آخر لبث الحركة في الكادر أثناء‬ ‫الحوار ‪ ،‬وهو أن يمشي الممثل داخل الكادر ‪ ،‬ثم‬ ‫يتوقف إللقاء جملة أو عمل رد فعل ‪ ،‬ثم يستأنف‬ ‫سيره مرة أخري ‪ .‬ويمكن أن تكون هذه الحركة‬ ‫مثيرة جدا علي المستوي البصري إذا تم تنفيذها‬ ‫بشكل جيد ‪ ،‬سواء كانت حركة بسيطة مثل حركة‬ ‫شخص يتفرج علي مجموعة صور علي الحائط ‪ ،‬أو‬ ‫أكثر تعقيدا مثل شخص يتابع ولدا يحبو مثال‪ .‬ويجب‬ ‫أن يختار المخرج الحركة التي تعبر عن المشاعر‬ ‫التي تسود المشهد‬ ‫‪ -3‬الدخول والخروج من الكادر ‪:‬‬ ‫في هذه الطريقة يدخل الممثل إلي الكادر ويخرج‬ ‫منه بينما المشهد يتطور في مساره‬ ‫الطبيعي‪..‬وباإلضافة إلي الديناميكية التي يكتسبها‬ ‫المشهد تثير هذه الحركة فضول المتفرج حول‬ ‫سبب هذه الحركة ونتائجها‪.‬‬ ‫مشاهد الحوار الجماعي‬ ‫‪Group Dialogue Scenes‬‬ ‫تسمح مشاهد الحوار الجماعي بفرص كبيرة للتنويع‬ ‫البصري ‪ ،‬حيث يمكن أن يتخذ الممثل أوضاعا‬ ‫عديدة طبقا لزاويته بالنسبة للكاميرا ووضعه‬ ‫الجسماني ‪ ،‬والمستوي الذي يقف فيه أمام‬ ‫الكاميرا‪..‬باإلضافة لهذا فإن اللقطات نفسها قد تشمل‬ ‫أكثر من تكوين لمجموعة الممثلين‪..‬وتتطلب هذه‬ ‫المشاهد حرصا كبيرا في إخراجها حتى ال تغلق‬ ‫الحركة زاوية الرؤية أمام المتفرج ‪.‬‬ ‫الشخصية الرئيسية ‪:‬‬ ‫تعد الشخصية الرئيسية في لقطات الحوار الجماعى‬ ‫هي مفتاح إخراج هذه اللقطات ‪ ،‬فيساعد وجودها‬ ‫علي ضبط إيقاع الحوار ‪ ،‬ويكون موضعها إما وسط‬ ‫باقي الشخصيات ‪ ،‬أو علي حافة تكوين‬ ‫المجموعة‪..‬وفي بعض األحيان ال تكون الشخصية‬ ‫الرئيسية واضحة تماما‪ ..‬هنا يجب تحليل المشهد‬ ‫للوصول إلي معرفتها‪ ..‬وإذا كان هناك شخصيتان‬ ‫بنفس القوة في المشهد يجب الفصل بينهما لعمل‬ ‫توازن في التكوين‪.‬‬ ‫اللقطات الرئيسية ‪:‬‬ ‫من المفيد جدا استخدام األشكال الهندسية في‬ ‫التخطيط لوضع مجموعة من الممثلين فى اللقطات‬ ‫الرئيسية‪ .‬فمثال إذا كان هناك ثالثة أشخاص في‬ ‫الكادر ‪ ،‬يمكن أن يكون وقوفهم على شكل مثلث‬ ‫يشغل كل ممثل منهم النقطة الوهمية عند أحد‬


‫‪48‬‬

‫رؤوس هذا المثلث‪..‬من السهل في هذه الحالة‬ ‫عكس وضع الكاميرا وبالتالي زاوية اللقطة‪.‬‬ ‫هناك أيضا أشكال أخري يمكن استعمالها مثل‬ ‫المستطيل أو األشكال البيضاوية أو الخط المستقيم‬ ‫‪ ..‬وإذا كان الشكل الوهمي الذي يربط الممثلين هو‬ ‫الخط المستقيم فيفضل أن يتخذ وضعا قطريا إلعطاء‬ ‫اإلحساس بالعمق ألن الوضع األفقي يفقد الصورة‬ ‫عمقها‪.‬‬ ‫القطع إلي لقطات قريبة‪:‬‬ ‫بعد اللقطة التأسيسية في بدابة المشهد‪..‬من األفضل‬ ‫أن يتم القطع إلي لقطات قريبة لخلق تنوع بصري‬ ‫في المشهد‪..‬ويمكن تصميم المشهد في هذه الحالة‬ ‫علي أساس توزيع الحوار علي الشخصيات ‪.‬‬

‫هناك ثالثة وسائل لتقسيم المجموعة بهذا الشكل‪-:‬‬

‫‪ -1‬خلق مجموعات أصغر‬ ‫يمكن تقسيم المجموعة األصلية إلي مجموعات‬ ‫أصغر والقطع بين هذه المجموعات بالتبادل فمثال‬ ‫إذا كان هناك ستة ممثلين يمكن تقسيمهم إلي‬ ‫مجموعتين كل منها يتكون من ثالثة أفراد‪.‬‬ ‫‪ -2‬القطع علي الشخصية الرئيسية ‪:‬‬ ‫أي أن القطع يتم إلي هذه الشخصية ثم إلي باقي‬ ‫المجموعة من ناحية أخري‪ ..‬تصلح هذه الطريقة‬ ‫عندما يكون شخص واحد يخاطب مجموعة من‬ ‫األشخاص أو يرأسهم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬القطع على كل شخصية منفردة ‪:‬‬ ‫أي القطع من شخصية ألخرى كل علي حدة‬ ‫‪..‬وتستخدم هذه الطريقة عندما يكون عدد‬ ‫الشخصيات التي تتبادل الحوار ليس كبيرا ‪.‬ويمكن‬ ‫أيضا القطع علي رد فعل ممثل بينما اآلخر يلقي‬ ‫جملته ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-4‬الحركة‬ ‫لبعث الحيوية في مشاهد الحوار الجماعي يجب‬ ‫استغالل حركة الممثلين و ‪ /‬أو الكاميرا إلعادة‬ ‫تكوين الكادر بصريا باستمرار ‪ .‬واألفضل أن يتم‬ ‫الحفاظ علي بساطة الحركة في كل لقطة ‪ .‬يمكن‬ ‫مثال أن يمشي شخص واحد حول مجموعة ‪ ،‬أو‬ ‫تتحرك الكاميرا حول المجموعة كلها ‪.‬وبهذه‬ ‫الطريقة تكون الحركة بسيطة وحيوية في نفس‬ ‫الوقت‪.‬‬


‫‪49‬‬

‫الشخصية المضطربة ‪:‬‬ ‫هناك عدة طرق للتعبير عن اختالل الحالة العقلية لشخصية‬ ‫ما‪:‬‬

‫‪ -1‬مؤثر الغالق البطيء ‪ :‬يؤدي ضبط الغالق‬ ‫الخاص بالكاميرا علي سرعة بطيئة إلي صورة‬ ‫مشوشة تعبر عن اضطراب العالم من وجهة نظر‬ ‫الشخصية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مزج جزء من الكادر ‪ :‬وفيه يتم مزج عنصر أو‬ ‫أكثر من عناصر كادر مما يسبب تأثيرا غريبا يمكن‬ ‫االستقرار‬ ‫استخدامه للتعبير عن عدم‬ ‫النفسي‪..‬وهناك عدة تنويعات علي هذا المؤثر فكما‬ ‫يمكن أن يختفي أحد عناصر الكادر تدريجيا ‪ ،‬يمكن‬ ‫أن يظهر عنصر ما تدريجيا أيضا أو ينتقل عنصر‬ ‫تدريجيا من مكان في الكادر إلي مكان آخر ‪ ،‬أو‬ ‫يتغير حجم هذا العنصر تدريجيا أيضا فيصبح أكبر‬ ‫أو أصغر‪ ..‬وأخيرا يمكن أن يبدو العنصر وكأنه‬ ‫يبتعد عن الكاميرا أو يقترب منها ببطء‪.‬‬ ‫يتم عمل هذه التأثيرات عن طريق تصوير العنصر‬ ‫الذي سوف يتم تحريكه في عدة تكوينات مختلفة‬ ‫اختالفا طفيفا ‪ ،‬ثم مزجهما معا في عملية‬ ‫المونتاج‪..‬كما يمكن عمل تأثير مشابه من خالل‬ ‫تجزيئ اللقطة الواحدة الى عدة أجزاء ‪،‬ثم اعادة‬ ‫تركيبها بإستخدام المزج وتكون النتيجة اإلحساس‬ ‫ببطء شديد في الحركة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬حركة التتبع (‪ )Dolly‬مع تغيير البؤرة ‪ :‬لقد‬ ‫أصبح تغيير بؤرة العدسة للداللة علي اضطراب‬ ‫الشخصية أسلوبا مستهلكا ‪ ،‬وبدال منه يمكن‬ ‫استخدام حركة الكاميرا التي تقترب من الشخصية‬ ‫أو تبتعد عنها أثناء تغير بؤرة العدسة ‪ ،‬فتعطي بعدا‬ ‫جديدا للصورة ‪.‬ومن الناحية التقنية يمكن تنفيذ هذه‬ ‫الطريقة بتأخير تغير ضبط العدسة أثناء حركة‬ ‫الكاميرا ‪.‬‬ ‫‪ -4‬زاوية الكاميرا المائلة ‪ :‬تبدو الصورة غير‬ ‫طبيعية عند التصوير بزاوية مائلة ‪ ،‬لذا يمكن‬ ‫استخدامها للتعبير عن بيئة أو حالة غير طبيعية‬ ‫لشخص ‪.‬‬ ‫‪ -5‬األلوان ‪ :‬يمكن أن تعبر درجات اللون واأللوان‬ ‫المتناقضة وملمس األسطح المصورة عن الحالة‬ ‫الذهنية للشخصية ‪ ،‬فمثال يمكن أن توحي األلوان‬ ‫الباردة بالعزلة التي تعيشها الشخصية‪.‬‬ ‫المخرج وتوجيه انتباه المتفرج‬ ‫أتاح أسلوب التصوير للمخرج السينمائي الفرصة‬ ‫ألن يحرر المتفرج من التقيد بوجهة نظر واحدة فقط‬


‫‪50‬‬

‫لما يراه ‪ ،‬فهو يستطيع أن يري نفس الموضوع‬ ‫من أكثر من زاوية حيث تقدم له كل لقطة جديدة‬ ‫زاوية جديدة يراها من خالل عين الكاميرا المتجولة‬ ‫دوما ‪ ،‬ومن أحد المفاهيم األساسية في صناعة‬ ‫السينما هي أن الكاميرا كثيرة الحركة تُبقي المتفرج‬ ‫في حالة إثارة دائمة‪.‬‬ ‫فبالرغم من أنه يكون جالسا مستريحا في مقعده إال‬ ‫أنه يفضل االنتقال من مشهد لمعركة حربية إلي‬ ‫حجرة صغيرة تضم عاشقين‪..‬ومن ثم إلي حقل ريفى‬ ‫ملئ بأعواد الذرة مثال ألن ذلك يشعره بأنه في حالة‬ ‫حركة دائمة ويحرره من قيود المكان ‪ ،‬بوجه عام‬ ‫يجب على المخرج جذب انتباه المتفرج إلي أهم‬ ‫العناصر في الكادر في أية لحظة من الفيلم فهذه‬ ‫القاعدة هي جوهر فن اإلخراج‪ ..‬وربما يكون هذا‬ ‫العنصر شخصا أو شيئا أو مكانا ‪ ،‬المهم أن عليه‬ ‫أن يقرر قبل التصوير األولويات الدرامية التي‬ ‫سيقدمها للمتفرج ‪.‬‬ ‫ونستطيع أن نقول أن هناك طريقتين أساسيتين‬ ‫إلخراج أي موضوع‪-:‬‬ ‫األولى ‪ :‬هي تغيير وضع الكاميرا حتي تصبح علي‬ ‫مسافة مناسبة من الموضوع والتقاط صورته‬ ‫بالعدسة المناسبة ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬هي تغيير العدسات من لقطة ألخري ‪ ،‬مع‬ ‫اختيار العدسة ذات البعد البؤري المناسب ‪ ،‬دون‬ ‫تحريك الكاميرا ‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن االختيار الثاني هو األسهل لكن‬ ‫المشكلة أن العدسات غالبا ما تتسبب في حدوث‬ ‫نسبة تشوه للصورة فبالرغم من أن عدسة الكاميرا‬ ‫تشترك مع العين البشرية في بعض المواصفات إال‬ ‫أنها تختلف عنها في صفات أساسية‪ ..‬لهذا السبب‬ ‫يجب أن يراعي المخرج اختيار العدسات في حدود‬ ‫إمكاناتها بل ويحاول التقريب بين طبيعتها وطبيعة‬ ‫العين البشرية االختيارية ‪ ،‬وإبراز ما يهم المتفرج‬ ‫في السياق الدرامي والفني للفيلم وفي نفس االتجاه‬ ‫أيضا يجب أن تسير حركة الكاميرا والممثلين‪ ..‬يجب‬ ‫علي المخرج أن يجذب عين المتفرج إلي العنصر‬ ‫الهام في اللقطة من خالل التصميم المدروس‬ ‫للعناصر البصرية المجتمعة داخل الكادر ‪ ،‬فمع‬ ‫المساحة الكبيرة لشاشة السينما يمكن أن تقع عين‬ ‫المتفرج بسهولة علي أية نقطة علي الشاشة بعيدا‬ ‫عن الممثل أو الموضوع الذي يجب االنتباه إليه إذا‬ ‫لم يقم المخرج بالتحكم بقوة في جذب انتباهه‪.‬‬


‫‪51‬‬

‫من العوامل المؤثرة في توجيه نظر المتفرج ‪،‬‬ ‫وبالتبعية توجيه انتباهه ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحركة ‪:‬‬ ‫تعتبر الحركة في حد ذاتها عنصرا هاما في تكوين‬ ‫اللقطة ‪ ،‬ربما يفوق بقية العناصر إذا كان بالقوة‬ ‫الكافية ‪ ،‬ويمكننا تعريف الفيلم السينمائي مقارنة‬ ‫بالصورة الفوتوغرافية بأنه مجموعة من الصور‬ ‫في حالة حركة دائمة سواء كانت ناتجة عن حركة‬ ‫الكاميرا أو الموضوع المصور أو االثنين معا‪.‬‬ ‫وتكون الحركة جذابة للغاية للعين إذا كانت مبررة‬ ‫وقوية ‪ ،‬إلي حد أنه يمكنها التغطية علي أية مشاكل‬ ‫أخري في تكوين الكادر‪.‬‬ ‫الحركة األفقية التي يعبر فيها الموضوع الشاشة‬ ‫بسرعة هي أكثر حركة يمكنها جذب انتباه المتفرج‬ ‫‪ ،‬ويأخذ نفس القدر من االهتمام التحرك من خلفية‬ ‫الكادر إلي أمامه قطريا ‪ ،‬وإذا تزامنت الحركتان معا‬ ‫فسوف يحوز الموضوع األكبر حجما في الكادر‬ ‫واألسرع قدرا أكبر من انتباه المتفرج أو سيتوزع‬ ‫اهتمام المتفرج بينهما بالتساو‪ .‬لكن هناك استثناء‬ ‫يخص قدرة الحركة بوجه عام علي جذب االنتباه‪.‬‬ ‫ال يقل شكل الحركة أهمية عن شكل الموضوع نفسه‬ ‫داخل تكوين اللقطة فمن الممكن أن يتحول تكوين‬ ‫جيد ثابت إلي تكوين غاية في السوء بمجرد أن‬ ‫يتحرك الموضوع المصور إذا لم تكن حركته‬ ‫مرسومة مسبقا ومحددة بدقة لذا يجب أن تتحدد‬ ‫بداية ونهاية الحركة والطريق الذي سيسلكه في كل‬ ‫لقطة ‪.‬‬ ‫من الممكن أن تضيف حركة الكاميرا أيضا إلي‬ ‫الطاقة الحركية للَقطة لكن يجب أن يكون هناك في‬ ‫دراما اللقطة مايدفع الكاميرا إلي التحرك كما ال‬ ‫يجب أن يتم تحريكها بدون مبرر ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلضاءة ‪:‬‬ ‫يجذب الموضوع المضاء بشكل أقوي عين المتفرج‬ ‫أكثر كما أن األلوان الفاتحة تجذب العين أكثر من‬ ‫الداكنة ‪ ،‬فعلي سبيل المثال يمكن أن يجذب شخص‬ ‫يرتدي مالبس بيضاء ويمتطي جوادا أبيض العين ‪،‬‬ ‫حتي إذا كان محاطا بعشرات األشخاص في نفس‬ ‫الحجم والوضع داخل الكادر‪..‬وكلما كانت إضاءة‬ ‫المشهد خافتة كلما كان إدراك المتفرج للنقطة‬ ‫المضيئة أكبر ‪.‬‬ ‫إال أن هذه القاعدة تنعكس إذا كانت خلفية الصورة‬ ‫شديدة البياض ‪ ،‬مثل أرض مغطاة بالثلوج ‪ ،‬حيث‬ ‫يكون الجزء الداكن في الصورة هو األقرب إلدراك‬ ‫المتفرج ‪.‬‬


52


‫الباب الخامس‬ ‫المخرج والممثل ‪ :‬اختيار وتوجيه الممثل‬ ‫يعتقد كثير من السينمائيين أن أهم وظيفة للمخرج هي‬ ‫استخراج أداء جيد من ممثليه ‪ ،‬وتعتمد هذه النظرية علي‬ ‫أن المتفرج يغفر أية أخطاء فنية إذا كان األداء التمثيلي‬ ‫مقنعا ومؤثرا ‪ ،‬وفي المقابل فإن الجمال الفني في تكوين‬ ‫الكادر واإلضاءة وحركة الكاميرا قد ال تعني شيئا بالنسبة‬ ‫للمتفرج إذا كان األداء ضعيفا ‪ ،‬لذلك يجب أن يحاول‬ ‫المخرج الناجح تعديل أسلوبه فيما يختص بالجانب‬ ‫التمثيلي ليتناسب مع أسلوب الممثل في العمل للوصول‬ ‫إلي أفضل النتائج ‪.‬‬ ‫أسلوب المخرج وأداء الممثل‬ ‫في األحوال المعتادة يقوم المخرج بشرح رؤيته للشخصية‬ ‫التي سيقوم الممثل بتمثيلها تاركا له فرصة الرجوع إلي‬ ‫مصادره الخاصة للوصول إلي الطريقة المناسبة في‬ ‫تجسيد الشخصية ‪ ،‬بعد ذلك يعمل االثنان معا لتحسين‬ ‫األداء ‪.‬‬ ‫وإذا ظهر خالف في الرؤية بين الممثل والمخرج ‪..‬عندها‬ ‫يجب أن يتناقشا سويا للوصول إلي رؤية واحدة ‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فالقرار النهائي يعود إلي المخرج وحده ‪.‬‬ ‫هناك ظروف يكون من المهم أن يفرض المخرج فيها‬ ‫أسلوبا في األداء علي الممثل‪..‬فمثال عند التعامل مع‬ ‫ممثلين غير مدربين يتحول المخرج إلي معلم ويكون عليه‬


‫‪54‬‬

‫االنفصال عن أسلوبه الشخصي في التمثيل ‪ ،‬وفي‬ ‫الحاالت التي يجد فيها ممثل ذو خبرة مشكلة في األداء‬ ‫فسوف يكون في األغلب مستعدا لالستماع إلي نصائح‬ ‫المخرج واقتراحاته‪.‬‬ ‫للحصول علي أفضل أداء للممثل يجب اختيار أفضل الطرق‬ ‫لتحفيزه علي تقديم كل ما لديه‪ ،‬ومن القواعد التي يجب‬ ‫مراعاتها توجيه الممثل بأسلوب يشجعه علي أن يكون‬ ‫إيجابيا ومطورا ألدائه‪.‬‬ ‫ورغم ما قد يبدو في هذا من مبالغة‪ ،‬فإن اللغة التي‬ ‫يستخدمها المخرج في توجيه الممثل قد تغير كثيرا من‬ ‫النتائج التي يحصل عليها‪.‬‬ ‫أول مايجب تفاديه هو أن يطلب من الممثل بشكل مباشر‬ ‫تعبيرا معينا كأن يقال له مثال ‪ :‬حاول أن تبدو أكثر‬ ‫غضبا‪ ..‬هذا الشكل من التوجيه ربما يتسبب في أن يفتعل‬ ‫الممثل التعبير المطلوب ‪ ،‬واألفضل أن يحاول المخرج‬ ‫تركيز توجيهاته علي األسلوب الذي سيؤدي به الممثل‬ ‫وليس علي النتيجة التي يريدها من الممثل ‪.‬‬ ‫يعني هذا استخدام أسلوب مختلف في مخاطبة الممثلين‬ ‫والتركيز علي مايساعدهم فعليا في عملية توليد المشاعر‬ ‫المطلوبة بداخلهم ‪.‬‬


‫‪55‬‬

‫فمثال إذا كان الموقف التمثيلي هو لزوج وزوجة‬ ‫يتشاجران والزوج يسخر من زوجته ‪ ،‬فبدال من إخبار‬ ‫الممثلة أنها يجب أن تغضب يمكن تحفيزها بتحريضها‬ ‫علي جعله يتوقف عن السخرية منها ‪ ،‬من خالل جمل مثل‬ ‫"ال تسمحي له بالسخرية منك" وترك اختيار الوسيلة لها‪.‬‬ ‫هذا األسلوب يدفع الممثل للتفكير في تركيبة الشخصية‬ ‫التي يجسدها ‪ ،‬ومحاولة استخراج هذه المشاعر من بين‬ ‫مفرداتها ‪ ،‬وعند فشل كل الحلول األخرى يلجأ المخرجون‬ ‫إلي حلول جذرية للوصول إلي األداء المطلوب ‪ ،‬وال تحظي‬ ‫هذه الحلول غالبا برضاء الممثلين كاستفزاز الممثل علي‬ ‫المستوي الشخصي ليتمكن من األداء الغاضب الذي يريده‬ ‫المخرج مثال ‪.‬‬ ‫لذلك البد أن يتعامل المخرج مع الممثل بنفس حرصه علي‬ ‫التعامل مع العناصر البصرية ‪ ،‬ويتطلب هذا بالطبع فهما‬ ‫جيدا لطبيعة الحرفة ‪ ،‬ورغم تنوع مشارب الممثلين فإن‬ ‫جميعهم يستخدم واحدة من طرق أداء ثالث ‪.‬‬ ‫مذاهب األداء التمثيلي‬ ‫هناك ثالثة مدارس رئيسية في التمثيل األولي هي‪-:‬‬ ‫المدرسة الكالسيكية والتي يطلق عليها أحيانا المدرسة‬ ‫الفرنسية أو القديمة‪ ..‬وتعتمد هذه المدرسة بشكل مطلق‬ ‫علي قدرات الممثل الذي يقرر بنفسه الطريقة المناسبة في‬


‫‪56‬‬

‫األداء والتي تتطابق مع السلوك المتوقع من الشخصية‬ ‫‪ ،‬وال تعترف بأي دافع أو محرك من خارج المشهد‪..‬ومن‬ ‫هذه المدرسة الممثل اإلنجليزي العالمي لورانس‬ ‫أوليفييه‪..‬وعلي طرف النقيض من هذه الطريقة نجد‬ ‫المدرسة األسلوبية في األداء ويعتمد فيها الممثل علي‬ ‫نفسه كمصدر أساسي أكثر من السيناريو ذاته ‪.‬‬ ‫فبدال من "تقليد" الشخصية الخيالية الموجودة في‬ ‫السيناريو يقوم الممثل بالبحث عن مشاعر مشابهة داخله‬ ‫ثم التصرف (التمثيل) علي أساسها ليتحول هو نفسه إلي‬ ‫الشخصية ‪ ،‬حيث يقوم بممارسة بعض الطقوس التي‬ ‫تساعده علي الدخول إلي الشخصية‪ ..‬وقد اتبع المخرجون‬ ‫نفس خط التطور بالنسبة للمدارس التمثيلية‪.‬‬ ‫األداء التلقائي‬ ‫أن الممثل الناجح يقوم بعمل الفعل المطلوب منه بشكل‬ ‫تلقائي ‪ ،‬وال يتظاهر بأنه يقوم بعمله‪ ..‬وبمعني آخر فإن‬ ‫الممثل الجيد يتصرف علي نحو غريزي أثناء األداء ‪ ،‬كما‬ ‫لو أنه يقوم به للمرة األولي ‪ ،‬وبمعني آخر يجب أن يقوم‬ ‫الممثل بالحركة ألنه مضطر للقيام بها ‪ ،‬وال يملك سوي‬ ‫هذا ‪ ،‬وليس ألنها تعجب المتفرجين ‪.‬‬ ‫وقد أطلق علي هذا األسلوب "األداء التلقائي" فالحوار‬ ‫الذي يلقيه الممثل يتحول إلي ترجمة لمشاعر داخلية‬


‫‪57‬‬

‫يحسها بالفعل ‪ .‬ويعطي هذا الفرصة للممثل من ناحية‬ ‫أخري لبناء شخصية متكاملة ‪ ،‬بدال من أن يقتصر دوره‬ ‫علي مجرد األداء العادي للحوار ‪.‬‬ ‫تدريب الممثل ‪:‬‬ ‫اعتمد منهج تدريب الممثل علي ‪:‬‬ ‫االسترخاء‪:‬إذا كان أداء الممثل يعتمد أساسا علي إحساسه‬ ‫الداخلي وتفاعله مع الممثلين اآلخرين فيجب أن يكون‬ ‫هذا الممثل حساسا في استجابته لما يجري حوله‪..‬‬ ‫لذا فأول خطوة في العملية التمثيلية سواء كان في مرحلة‬ ‫التدريب ‪ ،‬أو األداء هي االسترخاء‪..‬وتشبه عملية‬ ‫االسترخاء بعملية ضبط اآللة الموسيقية قبل العزف‬ ‫عليها‪..‬فمن المعروف أن اآللة لن تصدر األصوات‬ ‫المطلوبة إذا لم تضبط بصرف النظر عن مهارة‬ ‫العازف‪..‬وغالبا ما يحاول الممثلون تقليل التوتر من خالل‬ ‫تمارين االسترخاء التي ينفذونها مع كل جزء من أجزاء‬ ‫الجسم علي حدة ‪.‬‬ ‫التركيز ‪ :‬يجعل االسترخاء الممثل مستعدا للتركيز الذي‬ ‫يعد همه األساسي‪..‬وتتضمن هذه المرحلة التركيز علي‬ ‫موضوع بعينه أو مشكله محددة يختارها الممثل بنفسه ‪.‬‬ ‫ويخدم هذا عدة أغراض ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬يعزل الممثل عن التشويش الخارجي ‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫ثانيا‪ :‬يحرر العقل ليتمكن من خلق الحقيقة المتخيلة‬ ‫المطلوبة ألداء المشهد ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬يعلم الممثل التركيز علي الحدث الذي يقع في اللحظة‬ ‫التي يؤدي فيها ‪ ،‬بما يسهم في تفعيل خدعة التمثيل‬ ‫التلقائي‪.‬‬ ‫‪ ،‬ويدفع الممثل إلي التركيز علي موضوع محدد من زاوية‬ ‫معينة ‪ .‬وهناك تدريبات أخري لذاكرة الحواس تتضمن‬ ‫استعادة لحظة إنسانية شخصية‪.‬‬ ‫التلقائية‪ :‬تبدو الشخصيات الواقعية وكأنها تعيش حياة‬ ‫داخلية متصلة من المشاعر واألحاسيس واألفكار‪،‬التي‬ ‫تكمن خلف جمل الحوار ويخلق هذا إحساسا بأن تصرفات‬ ‫هذه الشخصيات تلقائية‪.‬‬ ‫من أفضل التمارين لتنمية التلقائية أن يقوم الممثل‬ ‫بارتجال مشهد‪..‬وحيث أنه ال يوجد سيناريو مكتوب ‪،‬‬ ‫فسوف يختلق الممثل سلسلة من ردود األفعال التي تساعد‬ ‫علي تعزيز الجانب التلقائي في أداءه ‪.‬‬ ‫التوقيت‪ :‬المفترض أن يعمل الممثل لحظة بلحظة وينظم‬ ‫انفعاالته حسب الموقف الذي يمر به في هذه اللحظة ‪،‬‬ ‫تماما مثل الموسيقي الذي يلتزم بالنوتة ‪ ،‬ويعزف كل نغمة‬ ‫في اللحظة المناسبة فقط ‪ .‬ولكن في نفس الوقت ال يجب‬ ‫أن يحدث هذا التغيير في اإلحساس بشكل واعي وإنما‬


‫‪59‬‬

‫كنتيجة الستغراق الممثل في الحالة الشعورية للشخصية‬ ‫بالشكل الصحيح‪.‬‬ ‫التحضير‪ :‬يجب أن يمر الممثل بمرحلة التحضير قبل أن‬ ‫يبدأ تمثيل المشهد وهدفها أن يدخل الممثل إلي المشهد‪،‬‬ ‫وهو في الحالة الشعورية المطلوبة ‪ ،‬وبالدرجة المضبوطة‬ ‫وال يستغرق تحضير الممثل سوي الفترة الالزمة ليبدأ في‬ ‫التمثيل ‪ ،‬وال يجب أن يطول ألكثر من ذلك ‪ ،‬ثم يبدأ تفاعل‬ ‫الممثلين معا ‪.‬‬ ‫هناك أسلوبين لتحضير الممثل ألداء مشهد ‪ ،‬يمكن االستعانة بأي‬ ‫منهما للوصول إلي النتيجة المرجوة ‪:‬‬

‫‪ -1‬الذاكرة االنفعالية‪ :‬يحاول الممثل استدعاء موقف من‬ ‫حياته شعر فيه بالخجل ‪ ،‬قبل أن يبدأ في التمثيل ‪ ،‬ثم‬ ‫يدخل الممثل في المشهد وهو يحمل هذه الشحنة‬ ‫الشعورية‪ .‬لكن هذه الطريقة قد تكون غير مجدية في‬ ‫بعض األحيان ‪ ،‬إذا كان الممثل يفتقد للخبرة المماثلة في‬ ‫حياته ‪ ،‬كما أن هذه الخبرات تستخدم لعدد محدود من‬ ‫المرات قبل أن تفقد تأثيرها‪ ..‬وقد أثارت هذه الطريقة‬ ‫الكثير من المناقشات حول مدي كفاءتها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االفتراضية‪ :‬يقال أن الممثل وصل إلي مرحلة الصدق‬ ‫عندما يعتقد في الحقيقة التي يفترضها المشهد ‪ ،‬ألن هذا‬ ‫الصدق هو الجسر الذي يربط بين الممثل والشخصية التي‬ ‫يقوم بأدائها ولمساعدة الممثل علي الوصول إلي حالة‬


‫‪60‬‬

‫الصدق هذه ‪ ،‬هناك أسلوب سمي "االفتراضية" ويعتمد‬ ‫علي أن يتصرف الممثل كما لو كان شيئا ما يحدث فعال ‪،‬‬ ‫فمثال إذا كان من المفترض أن يدخل الممثل إلي حجرة‬ ‫وهو في حالة فزع ‪ ،‬فيمكن أن يتخيل أنه يدخل إلي مكان‬ ‫تحيطه كائنات مفترسة من كل جانب ‪ .‬ويرتكن هذا‬ ‫باألساس علي قدرة الممثل علي استخدام خياله ‪.‬‬ ‫هناك مواصفات أساسية لعملية تحضير الممثل يجب الحفاظ عليها ‪،‬‬ ‫وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬البساطة‪:‬الهدف من عملية تحضير الممثل هو استدعاء‬ ‫المشاعر ‪ .‬ويجب الحفاظ علي هذه العملية في أبسط‬ ‫صورة ‪ ،‬وإال فسوف تتحول من عملية ل ذاكرة المشاعر‪،‬‬ ‫إلي عملية عقلية‪.‬‬ ‫ويمكن أن تتم عملية ال هذه من خالل استدعاء ذكري ‪ ،‬أو‬ ‫أغنية ‪ ،‬أو أي شيء يستطيع توليد المشاعر المطلوبة لدي‬ ‫الممثل ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخصوصية‪ :‬البد أن تكون األمور التي يجري من‬ ‫خاللها استدعاء خبرات الممثل السابقة خاصة جدا به ‪،‬‬ ‫ويمكن استخدام نفس المؤثر ما دام فاعال في تحفيز‬ ‫الممثل ‪.‬‬ ‫‪-3‬الدقة‪ :‬يجب أن تتطابق المشاعر التي يتم استخراجها‬ ‫من الممثل ‪،‬مع المشاعر التي ينبغي أن يؤديها في المشهد‬


‫‪61‬‬

‫‪ ،‬وال يجد الممثل غالبا مشكلة في استدعاء مشاعره ‪،‬‬ ‫لكن كثيرا ما تكون هناك مشكلة في استدعاء المشاعر‬ ‫المطلوبة بالضبط ‪.‬‬ ‫‪ -4‬العمق‪ :‬رغم أن عملية التحضير يجب أن تتسم‬ ‫بالبساطة ‪،‬إال أنه ال يجب أبدا أن تكون سطحية ‪ .‬أي أنه‬ ‫يجب الوصول إلي عمق المشاعر المطلوبة ‪ ،‬ال االكتفاء‬ ‫بالمستوي الظاهر منها ‪ ،‬وإال فلن تكون مؤثرة بأي حال ‪.‬‬ ‫حفظ الحوار ‪:‬‬ ‫قبل أن يحفظ الممثل الحوار الخاص به ‪ ،‬يجب أن يعرف‬ ‫جيدا طبيعة المشاعر التي تحسها الشخصية ‪ ،‬وتجعلها‬ ‫تنطق بهذا الحوار ‪ ،‬لذا فال يجب أن يشرع الممثل في حفظ‬ ‫الحوار قبل أن يصل إلي هذه المشاعر‪ ،‬التي تساعده كثيرا‬ ‫علي األداء بالشكل السليم ‪ .‬وخالل هذه العملية يكتشف‬ ‫الممثل العناصر الداخلية‪ ،‬والخارجية في تكوين الشخصية‬ ‫‪ ،‬فالجزء الخارجي هو كيف تقدم الشخصية نفسها إلي‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬أما الجزء الداخلي فهو حقيقة الشخصية‬ ‫‪،‬ودوافعها الفعلية التي تحركها ‪ ،‬والتي ربما ال تنطق بها‬ ‫مطلقا ‪ ،‬وال يعرفها أحد علي اإلطالق ‪.‬‬ ‫البد إذن أن يجسد الممثل الشخصيات من الداخل قبل‬ ‫الخارج ‪ ،‬ويكمن سر فهم الشخصية من الداخل في ما‬ ‫وراء نص السيناريو ‪ ،‬وما وراء سطور الحوار التي‬


‫‪62‬‬

‫تنطق بها الشخصية‪..‬أما إذا كان السيناريو يفتقد هذا‬ ‫المستوي األبعد فيجب أن يحاول الممثل أن يخلق هذا‬ ‫المستوي بنفسه عن طريق التفكير فيما وراء كل جملة أو‬ ‫فعل تقوم به الشخصية ودافعها تجاهه‪.‬‬ ‫يجب أن تتم عملية الحفظ بشكل متكامل مع األداء ‪ ،‬فعن‬ ‫طريق التدريبات المتواصلة والبروفات ‪ ،‬يتم الربط بين‬ ‫األداء والمشاعر ‪ ،‬حتى يستدعي كل منهما اآلخر بشكل‬ ‫تلقائي ‪.‬‬ ‫اختيار الممثل‪ :‬تهدف عملية اختيار الممثل إلي تحديد أي‬ ‫الممثلين يناسب أكثر األدوار المتاحة ‪ ،‬وتجري هذه‬ ‫العملية خالل مجموعة من التصفيات ‪ ،‬وتقل أعداد‬ ‫المرشحين للدور بعد كل تصفية ‪.‬‬ ‫في األحوال المثالية يتم تنظيم هذه الترشيحات ‪ ،‬وإجراء‬ ‫االختبارات الالزمة بواسطة مخرج متخصص ‪.‬‬ ‫وقد يعقد مخرج الفيلم جلسة نهائية معه لالستقرار علي‬ ‫االختيار النهائي ‪ ،‬كما أنه يمكنه حضور بعض جلسات‬ ‫االختيار أو كلها‪.‬‬ ‫ومن المفيد أن يتم تسجيل جلسات االختيار في مختلف‬ ‫مراحلها بالفيديو ‪ ،‬فهذا يساعد في عملية االختيار النهائي‬ ‫‪ ،‬ويبين كيفية ظهور الممثل علي الشاشة ‪.‬‬


‫‪63‬‬

‫معايير االختيار‪ :‬من الممكن أن يبدو الممثل رائعا في‬ ‫أحد األدوار ثم يبدو هو نفسه غير مقنع في دور آخر‬ ‫ويتوقف هذا علي عوامل كثيرة منها شخصية الممثل‬ ‫ومالمحه الخارجية ‪ ،‬باإلضافة إلي هذا يجب أن يوضع في‬ ‫الحسبان ما يمكن أن يضيفه الممثل إلي الدور‪..‬وكثيرا ما‬ ‫يتم اختيار الممثل علي أساس صفة يراها المخرج فيه‬ ‫تتماشي مع الشخصية ‪ ،‬ولكن هذه الطريقة تضيع فرصا‬ ‫كثيرة الكتشاف الجديد عند الممثل نفسه ‪ ،‬أو عند ممثل‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫أما أسوأ أسلوب في انتقاء الممثلين ‪ ،‬فهو االعتماد علي‬ ‫الشكل ‪ ،‬أو المظهر الخارجي فقط ‪ ،‬فرغم أن الشكل يكون‬ ‫أحيانا عامال هاما ‪ ،‬إال أنه غالبا ما يكون مكمال إذا اختير‬ ‫ممثل يجيد التعامل مع الشخصية من الداخل ‪ ،‬وحتى سن‬ ‫الممثل يكون مرنا في أحيان كثيرة وفور أن يتم االنتقاء‬ ‫علي أساس عوامل الشكل والسن تبقي الكلمة الفاصلة‬ ‫لألداء التمثيلي وحده‬ ‫القراءة األولية للحوار‪ :‬الخطوة األولي في اختبار الممثل‬ ‫هي القراءة األولية للحوار حيث يطلب من الممثل قراءة‬ ‫نص الحوار الخاص بالدور المرشح له أو أي نص يتشابه‬ ‫معه ‪.‬‬


‫‪64‬‬

‫والهدف من هذا االختبار هو تقييم الطريقة التي يعالج‬ ‫بها الممثل الشخصية ويبعث فيها الحياة ليحولها من كالم‬ ‫علي الورق إلي لحم ودم ‪.‬‬ ‫المونولوج ‪ :‬إذا كانت نتيجة القراءة األولية إيجابية ‪ ،‬من‬ ‫المفيد أن يتم تجربة إلقاء مونولوج ‪ ،‬مما يعطي مؤشرا‬ ‫علي قدرات الممثل التعبيرية‪ ..‬وعادة ما يترك اختيار‬ ‫المونولوج للممثل‪ ..‬وهناك بعض المخرجين الذين‬ ‫يفضلون أن يبدأ الممثل بالمونولوج ‪ ،‬كنوع من االستعداد‬ ‫لقراءة الحوار األولية ‪.‬‬ ‫االنطباع األول ‪ :‬هناك أمثلة كثيرة تتوافق فيها الشخصية‬ ‫التي يؤديها الممثل مع شخصيته في الواقع ‪ ،‬ورغم‬ ‫تعرض هذه الفكرة للكثير من الجدل حول جدواها والتي‬ ‫تفترض أن الممثل يعتمد علي مشاعره الداخلية في خلق‬ ‫الشخصية ‪ ،‬لذلك يمكن عقد مقابلة قصيرة مع الممثل‬ ‫وتدوين االنطباع األول لالستفادة به في عملية االختيار‬ ‫النهائي ‪.‬‬ ‫التصفية والقرار األخير‪ :‬نادرا ما يتفوق ممثل في‬ ‫االختبارات بوضوح علي أقرانه من المرشحين ‪ ،‬وغالبا ما‬ ‫تكون الفروق طفيفة بين مجموعة من الممثلين ‪ ،‬في هذه‬ ‫المرحلة من المناسب أن تكون المفاضلة من خالل قراءة‬ ‫الحوار المكتوب للشخصية ‪ ،‬حيث يتضح الفرق في هذه‬


‫‪65‬‬

‫المرحلة النهائية من االختيار من خالل رؤية كل ممثل‬ ‫للشخصية وانعكاس هذا علي أداءه‪..‬كما يمكن أيضا قياس‬ ‫مدي استجابته لتوجيهات المخرج ‪.‬‬ ‫قبل االستقرار علي االختيار النهائي‪ ،‬يجب وضع كل‬ ‫االختيارات جنبا إلي جنب للتأكد من مدي توافق كل ممثل‬ ‫مع اآلخر ‪ ،‬كما يجب أن تتضمن المراحل النهائية من‬ ‫االختيار جلسات مطولة مع الممثل للتعرف علي شخصيته‬ ‫بصورة أكثر دقة والتأكد من أخالقياته المهنية ومدي‬ ‫التزامه وحماسه للسيناريو وقدرته علي العمل الجماعي ‪.‬‬

‫توجيه الممثل في موقع التصوير‬ ‫يختلف التصوير كثيرا عن البروفات ألسباب عملية كثيرة‬ ‫منها اإلضاءة وحركة الممثل والكاميرا مما يجعل خبرة‬ ‫التمثيل ذاتها تختلف كثيرا عن التدريب‪.‬‬ ‫فعلي سبيل المثال‪ ،‬من الممكن أن تعوق حركة الممثل‬ ‫مكونات الموقع من أثاث وديكور ثابت‪..،‬الخ‪.‬‬ ‫ومما يزيد األمر صعوبة أن هناك مشاهد يتم تصويرها‬ ‫بدون إجراء بروفات لذلك علي المخرج أن يكون مستعدا‬


‫‪66‬‬

‫لتقديم المساعدة للممثل حتى يتمكن من مواجهة هذه‬ ‫المشكالت ‪.‬‬ ‫القيادة‪ :‬من أوليات العمل في موقع التصوير بالنسبة‬ ‫للمخرج أن يكون قائدا مقنعا لكل العاملين من الممثلين أو‬ ‫سواهم فهذا يزيل التوتر ويبعث الثقة بين العاملين في‬ ‫الفيلم‪ ..‬وتتطلب القيادة السليمة حسن التواصل مع‬ ‫العاملين بالفيلم والقدرة علي استخراج قدراتهم اإلبداعية ‪،‬‬ ‫وتشجيعهم علي بذل أقصي مجهود‪.‬‬ ‫ويتضمن التواصل إعالم العاملين بأية تغييرات قد تطرأ علي جداول‬ ‫التصوير أوال بأول‪.‬‬

‫فمن أسوأ ما يمكن أن يواجه الممثل تحديدا أال يعرف‬ ‫بالضبط ماذا يجري حوله‪.‬‬ ‫من المسموح في موقع التصوير استخدام كل أساليب‬ ‫تحفيز الممثل التي تستخدم في البروفات مع مالحظة أن‬ ‫الوقت في موقع التصوير يساوي الكثير من المال ‪ ،‬لذلك‬ ‫يجب حل أية مشكلة بأقصى سرعة ممكنة ويفضل أن يتم‬ ‫التخاطب بوضوح وبأسلوب مباشر بين طاقم الفيلم ‪.‬‬ ‫التحكم في األداء‪ :‬هناك العديد من اللقطات التي ال تتطلب‬ ‫التحضير قبلها ألنها ال تحتوي مشاعر يفترض من الممثل‬ ‫أن يعبر عنها مثل لقطة يرفع فيها سماعة التليفون ‪ ،‬أو‬ ‫يغلق باب الغرفة بشكل روتيني ومن األفضل أن يتم‬ ‫اختصار الوقت بتصويرها مباشرة ‪.‬‬


‫‪67‬‬

‫أسلوب اإللقاء‪ :‬يجب أن يقوم الممثل باألداء من خالل‬ ‫شخصية متكاملة يخلقها داخله ‪ ،‬لكن في بعض األحيان‬ ‫يكون هناك أكثر من طريقة إللقاء الحوار‪.‬‬ ‫فمثال إذا كان الكالم لشخص غاضب ‪ ،‬عندها يمكن أن‬ ‫ينطقه الممثل بسرعة كبيرة للتعبير عن ثورته ‪ ،‬أو يضغط‬ ‫علي أسنانه وهو ينطق ببطء ‪ .‬ومن المحتمل أن يقرر‬ ‫المخرج أن علي الممثل أدائها بأسلوب معين بينما يري‬ ‫الممثل العكس وفي هذه الحاالت يفضل أن يستمع المخرج‬ ‫للممثل بعقل متفتح ‪ ،‬ألن النتيجة ربما تكون جيدة بشكل ال‬ ‫يتوقعه المخرج‪.‬‬ ‫ومن المكن أن يقترح المخرج علي الممثل تجريب طريقة‬ ‫أخري في األداء وسوف يستجيب له ألن رغبة الممثل في‬ ‫اإلجادة هي دافعه األول ‪.‬‬ ‫اإليماءات‪ :‬من الممكن أن تكون إيماءة أو لمحة بسيطة‬ ‫من ممثل علي درجة كبيرة من األهمية والقدرة علي‬ ‫اإلضافة إلي المعني ‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه الفكرة وليدة‬ ‫اللحظة لذلك يجب أن يحاول المخرج التحكم في هذه‬ ‫التفاصيل المؤثرة حتى تظل في إطار الشخصية وال تبدو‬ ‫مصطنعة في الوقت نفسه ‪.‬‬ ‫السكتات‪ :‬أحيانا يكون سكوت الممثل في نفس أهمية‬ ‫الكالم بل وربما أكثر توصيال للمعني‪..‬ويدفع الصمت‬


‫‪68‬‬

‫المتفرج إلي إعمال عقله لتخمين مشاعر الشخصية في‬ ‫لحظات سكوته‪.‬‬ ‫اإليقاع‪ :‬إيقاع أداء الممثل ال يخضع لخطط محددة وإنما‬ ‫تحكمه المشاعر التي تحكم الشخصية نفسها في أي من‬ ‫المواقف التي تمر بها ‪.‬‬ ‫وكثيرا مايحدث أن يؤثر الضغط العصبي علي أداء‬ ‫الممثل‪ ..‬ويتسبب في اإلسراع أو اإلبطاء باإليقاع دون‬ ‫مبرر وينعكس هذا بالتأكيد علي باقي الممثلين‪..‬والبد أن‬ ‫يراقب المخرج هذه الظاهرة في المرات األولي التي يقف‬ ‫فيها الممثل أمام الكاميرا‪ ،‬وعند اللقطات األولي للممثلين‬ ‫معا‪ ،‬ولهذا السبب يفضل بعض المخرجين أن يبدءوا‬ ‫بمشاهد ال تحتوي علي انفعاالت قوية‪.‬‬ ‫تتابع األداء‪ :‬من المعروف أن التصوير عادة ال يلتزم‬ ‫بترتيب المشاهد الموجودة في السيناريو ‪ ،‬ثم يتم ترتيبها‬ ‫خالل المونتاج ‪ ،‬ولكي يبدو القطع منطقيا فالبد أن يكون‬ ‫هناك تتابع في الحركة واإلضاءة يضمن انسياب اللقطات‬ ‫أمام عين المتفرج ‪.‬‬ ‫ويمكن أن نقول نفس الشيء عن األداء التمثيلي ‪ ،‬فمن‬ ‫المهم أن يحافظ الممثل علي إحساسه في نفس االتجاه‬ ‫وبنفس الدرجة‪ ..‬كما يجب االنتباه لتوافق الحوار مع‬


‫‪69‬‬

‫حركة الممثل من لقطة ألخرى ‪ ،‬وأي خلل في هذا‬ ‫التتابع كفيل بأن يسبب مشكلة للمونتير عند القطع‪.‬‬ ‫مشاكل الممثل‪ :‬رغم أن الكلمة األخيرة في األداء تعود‬ ‫للمخرج إال أنه كثيرا ما يقاوم الممثل سيطرة المخرج‬ ‫عليه‪ .‬وإذا كان األغلب أن يتم حل هذه الخالفات في‬ ‫وجهات النظر من خالل المناقشة ‪ ،‬فمن المحتمل أيضا أال‬ ‫تحل بسهولة‪.‬‬ ‫وتتراوح المشاكل التي يمكن أن يواجهها المخرج مع‬ ‫ممثليه من الخوف أو الرهبة التي قد تعتري الممثإللي‬ ‫محاوالت قد تحدث من جانب الممثل للسيطرة علي موقع‬ ‫التصوير ‪.‬‬ ‫الخوف‪ :‬يرجع خوف الممثل من تعديل أداءه غالبا‪ ،‬إلي‬ ‫شعوره بعدم الثقة في قدرته علي أداء المطلوب‪ ،‬أو قلقه‬ ‫من اختالل فهمه للشخصية ‪،‬إذا كان يري أن المطلوب‬ ‫يتعارض معها‪ ..‬ويجب علي المخرج التعامل مع هذا‬ ‫الموقف بصبر وحرص شديدين والعمل علي بناء جسر‬ ‫ثقة بينه وبين الممثل لتشجيعه علي األداء المطلوب ‪.‬‬ ‫الرغبة في السيطرة‪ :‬من الصعب التعامل مع الممثل الذي‬ ‫يرغب في فرض سيطرته علي موقع التصوير والبد من‬ ‫التعامل معه بحكمة حتى ال يؤثر سلبا علي باقي مجموعة‬ ‫العمل التي ربما يفقد أفرادها إيمانهم بالعمل كله إذا‬


‫‪70‬‬

‫تفاقمت الخالفات ‪ ،‬لذا يجب أن يتعامل المخرج بهدوء‬ ‫وحزم مع الموقف‪.‬‬ ‫وعموما يجب أن يتعامل المخرج مع مشاكل الممثل‬ ‫مفترضا أنه شخصيا ربما يكون متسببا في أحد هذه‬ ‫المشاكل دون أن يدري‪.‬‬ ‫كما يجب أن يظهر المخرج احترامه للممثل أثناء التصوير‬ ‫‪ ،‬ألن هذا في حد ذاته قد يؤدي إلي تفادي مشاكل عديدة ‪،‬‬ ‫في نفس الوقت البد أن يتفهم المخرج أن المشاكل التي‬ ‫تبدو له بسيطة أو حتى تافهة ربما تبدو للممثل كبيرة‬ ‫ومهمة‪.‬‬


‫‪71‬‬ ‫مصطلحات بدء التصوير في كل من التصوير السينمائي والفيديو‬ ‫‪:‬‬

‫مصطلحات التصوير السينمائي‬ ‫‪ -1‬مساعد المخرج ‪ :‬يستخدم كلمة ( دور صوت) ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسجل الحوار ‪ :‬يستخدم كلمة داير ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مساعد المخرج ‪ :‬يستخدم كلمة دور الكاميرا‬ ‫‪ -4‬مساعد المخرج الثاني ( عامل الكالكيت ) يذكر بيانات‬ ‫اللقطة ويضرب الكالكيت ‪.‬‬ ‫‪ -5‬المخرج ‪ :‬يستخدم كلمة ‪ action‬حركة ‪.‬‬ ‫‪ -6‬الممثلين ‪ :‬يقومون بأداء الحركة والجمل الخاصة بهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -7‬المخرج ‪ :‬يستخدم كلمة ‪. stop‬‬ ‫‪ -8‬كل إدارة تسجل البيانات الخاصة باللقطة في التقرير‬ ‫الخاص بها ‪.‬‬ ‫مصطلحات التصوير بالفيديو ‪:‬‬

‫‪ -1‬مساعد المخرج‪ :‬يستخدم كلمة دور الشريط ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسجل الفيديو ‪ :‬يستخدم كلمة داير ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مساعد المخرج الثاني ( عامل الكالكيت ) ‪ :‬يستخدم‬ ‫كلمة تذكر بيانات اللقطة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬المخرج ‪ :‬يستخدم كلمة حركة ‪action .‬‬


‫‪72‬‬

‫‪ -5‬الممثلين ‪: :‬يقومون بأداء الحركة والجمل الخاصة‬ ‫بهم ‪.‬‬ ‫‪ -6‬المخرج ‪ :‬يستخدم كلمة ‪ stop‬أو قطع ‪.‬‬ ‫‪ -7‬كل إدارة تسجل البيانات الخاصة باللقطة في التقرير‬ ‫الخاص بها ‪.‬‬ ‫الحالة الوحيدة التي يمكن أن يتكلم فيها شخص أخر غير‬ ‫المخرج أثناء تصوير اللقطة ويقول أقطع ‪ stop‬هي عندما‬ ‫تكون هناك مشكلة تقنية تمنع تسجيل اللقطة ‪.‬‬ ‫مالحظة هامة ‪ :‬أحيانا يكون على الممثلين االستمرار في‬ ‫أداءهم للقطة حتى لو لم يتذكروا جملة من الحوار ألن‬ ‫المخرج قد يستخدم جزء من اللقطة أو اإلعادة فيما بعد‪.‬‬ ‫تقرير الكاميرا ‪:‬‬ ‫كل إدارة مسئولة عن تدوين التتابع في المشاهد واللقطات‬ ‫الخاصة بها وتسجيل كل ذلك في تقاريرها الخاصة ‪.‬‬ ‫ويتسلم المونتير في نهاية التصوير التقارير اآلتية ‪- :‬‬

‫ تقرير فتاة السيناريو ( إدارة اإلخراج ) ‪:‬‬‫وتختص مالحظات فتاة السيناريو بكل من تتابع اللقطات ‪،‬‬ ‫واللقطات االحتياطية ‪ ،‬ومالحظات المخرج‬ ‫ تقرير الكاميرا ( إدارة التصوير ) ‪.‬‬‫ تقرير الصوت (إدارة الصوت )‪..‬ويختص التقريران‬‫الخاصان بكل من الكاميرا والصوت بالتفاصيل التقنية ‪،‬‬


‫‪73‬‬

‫التي تستخدم لتحقيق التتابع ‪ ،‬وتدوين المشاكل الخاصة‬ ‫بآالت التصوير ‪ ،‬وأجهزة تسجيل الصوت ‪.‬‬


‫‪74‬‬

‫الباب السادس‬ ‫التكوين السينمائي الجيد ‪Composition ::‬‬ ‫يتعلق التكوين بترتيب العناصر المرئية داخل الكادر ويعمل‬ ‫التكوين الجيد على مستويين ‪:‬‬ ‫أوالَ ‪ :‬يسمح بأن يتفاعل الموضوع الذى يتم تصويره ‪ ،‬مع‬ ‫البيئة المحيطة به في إطار السرد القصصى‪ .‬ثانيا ‪:‬‬ ‫يستطيع توصيل رسالة بصورة مستقلة عن الفعل في‬ ‫القصة ‪ ،‬وذلك من طريقة وضع الموضوع الذى يتم‬ ‫تصويره داخل الكادر‪..‬وهذا المستوى األخير يعمل من‬ ‫خالل امكانياته المرئية البحتة مؤثرا بطريقة غير ملحوظة‬ ‫فى المتفرج‪ .‬ومن خالل هذا المستوى تظهر القدرة الفنية‬ ‫الحقيقية‪.‬‬ ‫وهناك العديد من العناصر التي تدخل في تكوين اللقطة ‪:‬‬ ‫والمخرج والمصور المحترفان يحتفظان ببساطة التكوين‬ ‫وال يحاولوا إقحام األفكار على كل عنصر من عناصره‪..‬‬ ‫فهناك مفاهيم مطلوبة ألساسيات التكوين الجيد ‪ ،‬كما ان‬ ‫هناك أفكارا أخرى يمكن أن يعبر عنها إذا ما سنحت‬ ‫الفرصة لذلك ‪ ،‬وتتولد القدرة على تكوين اللقطات من‬ ‫خالل الفهم الجيد ألساسيات هذا التكوين ‪ ،‬وتحليل األعمال‬ ‫الموجودة مع الخبرة العملية ‪.‬‬ ‫القواعد األساسية للتكوين‬ ‫هناك أربع قواعد أساسية للتكوين السينمائى الجيد ‪:‬‬


‫‪75‬‬

‫‪ -1‬األهمية ‪Importance :‬‬ ‫يجب أن يحتوى الكادر دائما على شيء هام ومؤثر في‬ ‫القصة ‪ .‬وهناك بعض المخرجين الذين يحافظون على‬ ‫الحركة أو الفعل الدرامى مستمرا داخل الكادر‪ ..‬وعلى‬ ‫الرغم من أن تلك الطريقة تنطوى على بعض من المغاالة‬ ‫غير أنه من الضرورى أن يكون هناك جديد على األقل في‬ ‫كل لقطة جديدة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التوتر ‪Tension :‬‬ ‫يجب أن يبعث التكوين على نوع من التوتر بصرف النظر‬ ‫عن موضوع التصوير أو الفعل في القصة ‪ ،‬ويحدث ذلك‬ ‫التوتر حين ال يُسمح لعين المتفرج باإلستقرار على عنصر‬ ‫واحد ‪ ،‬حيث تُدفع العين باستمرار لإلنتقال بين العناصر‬ ‫المتباينة ‪ ،‬أو المتنافسة ‪ ،‬ومن خالل هذا التوتر يتم‬ ‫توصيل المستوى الثانى من القصة للمتفرج ‪.‬‬ ‫‪-3‬العنصر الجمالى ‪Aesthetics :‬‬ ‫على الرغم من ضرورة أن تبعث طريقة التكوين التوتر في‬ ‫نفس المتفرج ‪ ،‬إال أنه يجب أن يكون أيضا مرضياَ​َ من‬ ‫الناحية الجمالية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البساطة ‪Simplicity :‬‬


‫‪76‬‬

‫من الضرورى أن يكون التكوين بسيطا‪..‬فالتكوين المعقد‬ ‫والمربك يبعث تأثيرا محيرا َ ومربكا َ في عقل المتفرج‪..‬وال‬ ‫يعنى هذا بالطبع أن يكون التكوين سطحيا ‪.‬‬ ‫العناصر المرئية للتكوين ‪:‬‬ ‫أوال ‪ -‬األجسام ‪Figure :‬‬ ‫هو الجسم الخارجى ألى عنصر من عناصر التكوين له‬ ‫مالمح محددة ويشمل ذلك ‪ ،‬إما الموضوع الذى يتم‬ ‫تصويره ‪ ،‬أو أية أشياء في مقدمة ‪ ،‬أو في خلفية الكادر ‪.‬‬ ‫وحين تكون تلك األجسام قريبة من بعضها البعض ‪،‬‬ ‫عندها يمكن التعامل معها على أنها جسما واحدا ‪ ،‬على‬ ‫شرط أن ال يخل ذلك بالشكل الجمالى‪ ..‬ويمكن تنظيم تلك‬ ‫األجسام داخل الكادر لخلق عناصر تكوينية أخرى‬ ‫كالخطوط ‪ Lines‬واألشكال ‪ Shapes‬واألنماط‬ ‫‪. Patterns‬‬ ‫‪ -1‬الخطوط ‪Lines :‬‬ ‫الخط هو عنصر تكوينى على شكل طويل وضيق ‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن يشتمل على شكال واحدا ‪ ،‬أو على عدة أشكال في صف‬ ‫واحد ‪ ،‬تماما مثلما تظهر أسالك التليفون على طول‬ ‫الطريق ‪.‬‬ ‫وهناك ثالثة استخدامات للخطوط في التكوين ‪:‬‬

‫* إما لتأثيرها الجمالى‬


‫‪77‬‬

‫* أو لتوجيه إهتمام المتفرج للموضوع األساسى الذى‬ ‫يتم تصويره‬ ‫* أو للتأكيد على أهمية وحساسية المشهد أو الشخصية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الخطوط المستقيمة‪Lines Straight:‬‬ ‫تعطى إحساسا بالقوة والرجولة‬ ‫ب ‪ -‬الخطوط المنحنية‪Curving Lines :‬‬ ‫تعطى إحساسا بالرقة واالنوثة‬ ‫ج‪ -‬الخطوط الرأسية ‪Vertical Lines :‬‬ ‫تعطى إحساسا بالقوة‬ ‫ح‪ -‬الخطوط األفقية ‪Horizontal Lines :‬‬ ‫تعطى إحساسا بالهدوء والسالم‬ ‫خ‪ -‬الخطوط المائلة ‪Diagonal Lines :‬‬ ‫تعطى إحساسا بالديناميكية والطاقة‬ ‫د‪ -‬الخطوط المتوازية‪ Parallel Lines:‬الخطوط‬ ‫المتوازية التى تندمج في نهايتها تعطى إحساسا‬ ‫بالعمق‬ ‫‪ - 2‬األشكال ‪Shapes :‬‬


‫‪78‬‬

‫تتكون األشكال من خالل تنظيم العناصر المكونة‬ ‫للصورة ‪ ،‬في أشكال هندسية كدائرة أو مستطيل ‪ ،‬ويعتبر‬ ‫المثلث هو أكثر األشكال تأثيرا َ ويعطى إحساسا باإلستقرار‬ ‫وبما أن رأس المثلث تكون أكثر وضوحا وقوة ‪ ،‬لذلك‬ ‫يمكن وضع الشخصية التي يراد تركيز االنتباه عليها في‬ ‫تلك النقطة الظهار قوتها وسلطتها‪ . .‬رأس المثلث‬ ‫‪ -3‬األنماط ‪Patterns :‬‬ ‫يكون ذلك من خالل تكرار عناصر معينة في الصورة‬ ‫كاألجسام ‪ ، figures‬والخطوط ‪ ، Lines‬واالشكال‬ ‫‪ . Shapes‬فمثال درجات السلم لمنزل ما تكون شكال معينا‬ ‫‪ ،‬وذلك من خالل تكرار خطوطها حتى تشعر أنها يمكن ان‬ ‫تمأل الكادر‪ ،‬أو مثل شبابيك منزل ما في مبنى كبير يمكن‬ ‫من خالله تكوين شكل معين بتكرار األشكال المستطيلة‬ ‫لشبابيك المبنى ككل ‪.‬‬ ‫األنماط المتكررة‬ ‫ثانيا ‪ -‬الكتلة ‪Mass :‬‬ ‫الكتلة هى الوزن المرئي لشكل أو مساحة ما في الكادر‬ ‫وعلى عكس الوزن المادى يعتمد الوزن المرئى على‬ ‫إدراك المتفرج الحسى لها ‪ ،‬ويمكن التحكم فيه من خالل ‪:‬‬ ‫‪-1‬المواصفات المادية للموضوع ‪Physical Attributes :‬‬ ‫‪Subject of‬‬


‫‪79‬‬

‫تظهر األجسام األكبر واألطول وتلك التي تحمل ألوانا‬ ‫زاهية كأن لها كتلة أكبر وتجذب عين المتفرج أوال ‪ ،‬أما‬ ‫األجسام األصغر في الحجم واألقصر واألغمق في األلوان‬ ‫فتظهر كما لو كانت ذات كتلة أقل وتكون أقل جذبا للعين ‪،‬‬ ‫فمثال لو أن هناك سيارتان من نفس الحجم واللون ‪،‬‬ ‫ستظهران وكأهما بنفس الكتلة ‪ ،‬أما إذا كانت سيارة منهما‬ ‫زاهى واألخرى أخضر غامق عندها سوف‬ ‫لونها أحمر‬ ‫َ‬ ‫تحوز السيارة الحمراء على إنتباه المتفرج األساسى ‪،‬‬ ‫وستسيطر على تكوين الصورة ألنها تبدو كما لو أنها ذات‬ ‫ثقل أكبر ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التصوير ‪Photography :‬‬ ‫يمكن التحكم أيضا في الكتلة من خالل التصوير‪ ،‬ومكان‬ ‫الموضوع المصور داخل الكادر‪ ،‬فمثال لو أن هناك شكلين‬ ‫من نفس الحجم واللون‪ ،‬أحدهما أقرب الى الكاميرا ‪،‬‬ ‫وأعلى داخل الكادر ومسلط عليه اإلضاءة أكثر سوف‬ ‫يظهر كما لو أن كتلته أكبر ويعطى إحساسا بسيطرته على‬ ‫الكادر‪.‬‬ ‫‪ -3‬صفات الشخصية ‪Character Traits :‬‬ ‫تتأثر الكتلة ظاهريا تبعا لمواصفات األشخاص ‪،‬‬ ‫فالشخصية القوية أو الشجاعة تظهر كما لو أن لها كتله‬ ‫أكبر ‪ ،‬وتُستخدم الكتله لجذب انتباه المتفرج ‪ ،‬وتوجيهه‬


‫‪80‬‬

‫داخل الكادر فالمتفرج ينتبه أوال للعناصر ذات الكتلة‬ ‫األكبر ‪ ،‬ثم ينتقل للعناصر األخرى كما تلعب الكثافة أيضا‬ ‫دورها في توازن الكادر‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬التوازن ‪Balance :‬‬ ‫يتحقق التوازن من خالل توزيع العناصر المكونة للتكوين‬ ‫بشكل معتدل داخل الكادر ويعطى التوازن الجيد شعورا‬ ‫بالجمال ‪ ،‬مستقال عن التوتر الناتج عن الموضوع الذى‬ ‫يتم تصويره ‪ ،‬وألن تُوزيع األجسام داخل الكادر يتم تبعا‬ ‫لكثافة كتلتها أو وزنها المرئى ‪ ،‬وألن إدراك الكتلة يكون‬ ‫إدراكا حسيا بطبيعته ‪ ،‬لذا يعبر المصورون المحترفون‬ ‫عن التوازن الجيد "باإلحساس الصحيح" ‪.‬‬ ‫أسهل طريقة لفهم التوازن المرئى ‪:‬‬ ‫هو أن نتخيل شكلين لهما نفس الكتلة ‪ ،‬وأن نضعهم على‬ ‫أبعاد متساوية من مركز الكادر للحصول على التوازن‬ ‫المطلوب‪ .‬أما إذا كان هناك شكالن لهما كتلتين مختلفتين ‪،‬‬ ‫فللحصول على التوازن ‪ ،‬علينا أن نحرك الشكل ذو الكتلة‬ ‫األثقل ‪ ،‬قريبا من مركز الكادر أو أن نحرك الكتلة األخف‬ ‫قريبا من حافة الكادر أما لو كان هناك شكال واحدا فقط‬ ‫فعلينا أن نضعه في مركز الكادر ‪.‬‬ ‫أنواع التوازن ‪:‬‬


‫‪81‬‬

‫‪-1‬التوازن المتماثل‪Symmetrical balance :‬‬ ‫التوازن بين األجسام ذات الكتل المتساوية يسمى‬ ‫"بالتوازن المتماثل ‪ "Symmetrical balance‬ألن‬ ‫األجسام تحتل نفس الموقع على جانبي الكادر‪.‬‬ ‫‪ -2‬التوازن الغير متماثل‪asymmetrical balance :‬‬ ‫التوازن بين األجسام ذات الكتله الغير متساوية يسمى‬ ‫"بالتوازن الغير متماثل ‪”asymmetrical balance‬‬ ‫ألن وضع الجسمين يكون مختلفا في جانبى الكادر‪ ،‬وهذا‬ ‫النوع من التوازن هو األكثر إستخداما ‪ ،‬ألن العناصر‬ ‫المكونة للصورة عادة ما يكون لها كتل مختلفة ‪ .‬وتكون‬ ‫هذه الطريقة اكثر تشويقا من التوازن المتماثل ‪.‬‬ ‫‪ -3‬النسبة الذهبية ‪Golden Aspect :‬‬ ‫من الطرق المستخدمة لتجنب رتابة التوازنات المتماثلة‬ ‫فى التكوين ‪ ،‬هو أن يقسم الكادر إلى جزئين غير‬ ‫متساوين ‪ ،‬حيث يمثل الجزء األصغر ثلث الكادر‪ ،‬والجزء‬ ‫األكبر يمثل ثلثى الكادر‪ .‬ويتم وضع األجسام في هاذين‬ ‫‪asymmetrical‬‬ ‫المساحتين بتوازن غير متماثل‬ ‫‪ ، balance‬ويمكن إستخدام تلك الطريقة إما أفقيا أو‬ ‫رأسيا إعتمادا على الموضوع الذى يتم تصويره ‪ ،‬ويطلق‬ ‫على هذه الطريقة القطاع الذهبي ‪ Golden Mean‬أو‬ ‫قاعدة التثليث ‪ rule of thirds‬ألنها تخلق صورة مرئية‬


‫‪82‬‬

‫أكثر تشويقا بسبب التوازن غير المتماثل ‪ ،‬بل وتساعد‬ ‫على إظهار العناصر الهادئة أكثر إثارة ‪.‬‬ ‫من التطبيقات الكالسيكية لقاعدة التثليث هو استخدامها في‬ ‫لقطات األفق فالتوازن المتماثل الذى تظهر فيه السماء في‬ ‫النصف األعلى من الكادر‪ ،‬واألرض في النصف األسفل‬ ‫يكون غير مشوقا ‪ ،‬ويظهر الكادر كما لو كان قد قُسم إلى‬ ‫صورتين منفصلتين‪ ..‬ولكن باألعتماد على النسبة الذهبية‬ ‫والذى تشغل فيها األرض ثلث مساحة الكادر‪ ،‬والسماء‬ ‫الثلثيين الباقيين أو العكس عندها يصبح التكوين أكثر‬ ‫وضوحا َ‬ ‫للمتفرج‪.‬‬ ‫ومن التطبيقات المعروفة لقاعدة التثليث أيضا ‪ ،‬تصوير‬ ‫موضوع وحيد داخل الكادر فبدال من وضعه في منتصف‬ ‫التكوين ‪ ،‬يمكن وضعه إما في ثلث يسار او ثلث اليمين‬ ‫الكادر ‪ ،‬على شرط أن يكون هناك شيئا في الثلثين‬ ‫األخريين من الكادر لعمل التوازن الالزم‪.‬‬ ‫خطوات هامة للمحافظة على التوازن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجب وضع كل األجسام في اإلعتبار أثناء عمل التوازن‬ ‫في التكوين وذلك يشمل الشخصيات واألجسام التى فى‬ ‫المقدمة وفى الخلفية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يمكن أن تعامل المساحة المضيئة في الكادر كشكل‬ ‫واحد اذا كانت تعطى إحساسا بأنها كتلة واحدة‪.‬‬


‫‪83‬‬

‫‪ -3‬يمكن أن تعامل مجموعة من األجسام المتراصة‬ ‫كجسم واحد لو أن ذلك يعطى "اإلحساس الصحيح" ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يمكن أن تكون اللقطات التي تحتوى على حركة خادعة‬ ‫للتوازن‪ ،‬ولكن الحركة فى حد ذاتها قد تحول تركيز‬ ‫المتفرج عن عدم مالحظة ذلك ‪ .‬لذا يجب التركيز على‬ ‫الكتل الثابتة في اللقطة‪.‬‬ ‫رابعا ‪ -‬العمق ‪Depth :‬‬ ‫يعبر العمق عن اإليحاء بأكثر من مستوى في التكوين ‪،‬‬ ‫ويتجه المصورون إلى خلق إيحاء بثالث أبعاد ‪ ،‬خالل‬ ‫تكوين اللقطة ذات البعدين فالصور العميقة ذات تأثير‬ ‫أقوى وأكثر تشويقا من الصورالمسطحة ذات المستوى‬ ‫الواحد‪.‬‬ ‫هناك عدة وسائل مستخدمة إلعطاء اإليحاء بالعمق ‪:‬‬

‫‪ -1‬الزاوية ‪Angle :‬‬ ‫تعطى اللقطة ذات زاوية ‪ 3/4‬عمقا أكبر من زاوية الجانبية‬ ‫( البروفيل ) والزاوية األمامية وذلك ألنها تظهر جانبى‬ ‫الموضوع المصور بدال من جانب واحد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المقدمة والخلفية ‪Foreground and Back :‬‬ ‫‪ground‬‬


‫‪84‬‬

‫يمكن اإليحاء بالعمق أيضا من خالل إستخدام مقدمة‬ ‫الصورة ‪ ،‬وخلفيتها في عالقتها مع الموضوع الذى يتم‬ ‫تصويره ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تشابك األشكال ‪Overlapping Objects :‬‬ ‫تقوم األشكال المتشابكة بإعطاء أبعاد للصورة ‪ ،‬في حين‬ ‫ال تعطى األشكال المتفرقة على مساحة واسعة أية عالمة‬ ‫عن عالقتهم داخل المكان‪ .‬لذا فإن األشكال المتشابكة في‬ ‫الكادر تعطى إيحاءا بالعمق ‪ ،‬عن تلك المتفرقة داخله ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تصغير الحجم ‪Diminishing Size :‬‬ ‫يستخدم تصغير عناصر الصورة من المقدمة الى الخلفية‬ ‫في إعطاء إحساسا بالعمق ألنه يصغر حجم الشئ كلما بعد‬ ‫في المسافة‪.‬‬ ‫‪ -5‬دمج الخطوط ‪Converging Lines :‬‬ ‫تعطى الخطوط المتوازية من المقدمة إلى الخلفية إحساسا‬ ‫بالعمق ‪ ،‬ألنها سوف تتصل في نقطة في النهاية ‪ ،‬مثلما‬ ‫يحدث مع خطوط السكة الحديد ‪.‬‬ ‫‪ -6‬حركة الكاميرا ‪Camera Movement :‬‬ ‫تعطى الكاميرا في خالل حركتها إحساسا بالعمق ‪ ،‬حيث‬ ‫يتم تغطية أو كشف بعض عناصر الصورة ‪ ،‬كلما تغير‬ ‫منظورها خالل هذه الحركة ‪ ،‬لتعبر عن مستويات أخرى ‪.‬‬ ‫‪ -7‬حركة الممثل ‪Movement Actor :‬‬


‫‪85‬‬

‫عندما يتحرك الممثل من مقدمة الصورة إلى الخلفية‬ ‫يعطى إحساسا بالعمق ‪ ،‬أكثر مما لو كان يتحرك من يسار‬ ‫الكادر الى يمينه أو العكس ‪ ،‬واذا كان عليه أن يفعل ذلك‬ ‫فيفضل أن تكون حركته بزاوية مع عدسة الكاميرا ‪.‬‬ ‫ويمكن التعبير عن العمق أيضا من خالل فنيات التصوير‬ ‫بدال من التكوين‪..‬سواء بعدم وضوح عمق المجال أو أن‬ ‫يكون هناك ضباب في الصورة أو بإستخدام إضاءة خلفية‬ ‫مما يعطى إحساسا بعمق اللقطة‪.‬‬ ‫خامسا ‪ -‬تحديد الكادر ‪Framing :‬‬ ‫هناك بعض الوسائل التي تساهم في جعل تكوين الصورة‬ ‫جميال ومرئيا ومتوازنا ‪:‬‬ ‫‪-1‬المساحة فوق الرأس‪ ..Headroom :‬تلك هى‬ ‫المساحة الخالية ما بين رأس الممثل والحافة العلوية‬ ‫للكادر ‪ ،‬وحين تكون تلك المساحة أكثر ‪ ،‬أو أقل من الالزم‬ ‫‪ ،‬تعطى إحساسا بإختالل التوازن الرأسي ‪ ،‬وفي اللقطات‬ ‫القريبة ‪ ، Close Ups‬يكون من الضرورة إقتطاع جزء‬ ‫من رأس الممثل من الكادر ‪ ،‬وليس الذقن ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المساحة أمام األنف‪ Nose Room:‬وهى تلك‬ ‫المساحة الخالية على أى من جانبى الكادر‪.‬‬ ‫فعادة إذا كان هناك توازنا أفقيا جيدا داخل الكادر يكون‬ ‫هناك مساحة جانبية مناسبة وإذا ما كان الممثل وحده في‬


‫‪86‬‬

‫الكادر ‪ ،‬عندها يجب أن يحتل ثلث مساحته فقط ‪ ،‬وأن‬ ‫يترك ثلثى المساحة فارغا في اإلتجاه الذي ينظر أو يتحرك‬ ‫إليه الممثل ‪ ،‬وذلك تمشيا مع قاعدة "القطاع الذهبي"‬ ‫ويمكن من حين آلخر أن ينظر الممثل إلى حافة الكادر‬ ‫التى خلفه لبعث إحساسا بالتوتر في نفس المتفرج نظرا‬ ‫لضيق المكان‪.‬‬ ‫‪ -3‬حواف الكادر‪ Frame Lines :‬ال ينبغى للممثل أن‬ ‫يجلس أو يقف أو يستلقى أو يسند على حواف الكادر ألن‬ ‫ذلك يخلق اإلحساس بوجود شيئا ناقصا من الصورة‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك ال ينبغى أن يكون القطع على مفاصل‬ ‫الممثل‪.‬‬ ‫‪ -4‬كادر داخل الكادر ‪Frame within a Frame :‬‬ ‫يمكن خلق تكوين قوى عن طريق وضع الممثل في إطار‬ ‫داخلى من خالل عنصرا آخر في مقدمة الكادر مما يعطى‬ ‫إحساسا بوجود كادر داخل الكادر األساسى‪.‬‬ ‫‪ -5‬الخطوط داخل الكادر ‪Lines within a Frame :‬‬ ‫ال ينبغى أن تقسم الخطوط الرأسية واألفقية في التكوين‬ ‫الكادر إلى نصفين فهذا يعطى إحساسا للمتفرج بأنه يرى‬ ‫صورتين منفصلتين والخطوط التي تسير في توازى مع‬ ‫خطوط الكادر تعطى إحساسا بالملل والرتابة ‪ ،‬أما الخطوط‬ ‫المائلة فتظهر أكثر درامية ويفضل إستخدامها كلما كان‬


‫‪87‬‬

‫ذلك مناسبا لذا فمن المستحب تنظيم العناصر في الكادر‬ ‫في خطوط مائلة بدال من أفقية‪.‬‬ ‫‪ -6‬المساحات المضيئة والمظلمة داخل الكادر ‪:‬‬ ‫‪Light and Dark Areas of the Frame‬‬

‫يفضل أن تكون المساحات المظلمة قريبة من حواف الكادر‬ ‫والمضيئة في مركزه ‪ ،‬فهذا يساعد على توجيه إنتباه‬ ‫المتفرج إلى الموضوع المصور ‪ ،‬ويعطى إحساسا‬ ‫بالتوازن للتكوين وال ينبغى أن تكون المساحات المضيئة‬ ‫بالقرب من حواف الكادر إال إذا كان بداية لتأثير معين‪.‬‬ ‫‪ -7‬وضع الموضوع المصور من لقطة ألخرى‪:‬‬ ‫‪Shot to-Shot Frame Position‬‬

‫عند القطع من لقطة فى حجما ما لشئ يتم تصويره الى‬ ‫لقطة أخرى لنفس الشئ ‪ ،‬يجب أن يظهر فى نفس وضعه‬ ‫داخل الكادر ألن هذه الطريقة تُجنب عين المتفرج القفز‬ ‫من لقطة ألخرى للبحث عن هذا الشئ ولهذه القاعدة‬ ‫أهمية خاصة في الشاشات العريضة‪.‬‬ ‫سادسا ‪ -‬المعنى داخل الكادر ‪Subtext :‬‬ ‫كيفية شغل موضوع التصوير لمساحة الكادر‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يؤكد على الديناميكية والمشاعر داخل اللقطة‪.‬‬ ‫‪ -1‬الحجم‪ Size :‬يعطى موضوع التصوير الذي يحتل‬ ‫مساحة صغيرة من الكادر ‪ ،‬احساسا بالضآلة والوحدة‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫وعلى العكس فموضوع التصوير الذي يحتل مساحة‬ ‫كبيرة من الكادر ‪ ،‬يعطى احساسا بالسيطرة والقوة وتظهر‬ ‫عالقة السيطرة النسبية عندما تتبادل اللقطات كما في‬ ‫مشهد حوار ‪.‬‬ ‫صور الموضوع من خالل زاوية‬ ‫‪ -2‬الزاوية‪ Angle :‬إذا ُ‬ ‫صور من‬ ‫كاميرا منخفضة ‪ ،‬فإنه يظهر مسيطرا‪..‬أما إذا ُ‬ ‫زاوية عالية فسيظهر كتابع ضئيل ‪.‬‬ ‫‪ -3‬التقارب ‪Proximity :‬‬ ‫تعطى العناصر المتقاربة من بعضها البعض داخل الكادر‬ ‫إحساسا بالحميمية ‪ ،‬أكثر من العناصر التي توجد مسافة‬ ‫فيما بينها كذلك تعطى العناصر التى داخل نفس الكادر‬ ‫إحساسا بالقرب‪ ،‬عن العناصر التى داخل اللقطات‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬اتجاه الحركة ‪Direction of Movement :‬‬ ‫تعبرالحركة تجاه يمين الكادرعن فعل مسالم ‪ ،‬أما الحركة‬ ‫تجاه يسار الكادر فإنها تعبر عن فعل فيه قوة وعنف‬ ‫وتعطى الحركة تجاه أعلى الكادر إحساسا باألمل والنمو ‪،‬‬ ‫بعكس الحركة تجاه أسفل الكادر التى تعطى إحساسا‬ ‫باليأس والكآبة ‪ ،‬وتعتبر الحركة المائلة في الكادر من أكثر‬ ‫الحركات ديناميكية وأقواها أثرا ‪.‬‬ ‫‪ -5‬الوضع داخل الكادر ‪:‬‬


‫‪89‬‬

‫‪Relative Frame Position‬‬ ‫يعتبر الجانب األيسر من الكادر أكثر قوة وتأثيرا عن‬ ‫الجانب األيمن ‪ ،‬والجانب العلوى عن الجانب السفلى وقد‬ ‫يؤثر وضع الشخصية ‪ ،‬في أحد هذه الجوانب ‪ ،‬على قوتها‬ ‫النسبية ويمكن إستخدام ذلك للحصول على التوازن ما بين‬ ‫الشخصية القوية والشخصية الضعيفة ‪ ،‬ويفضل بعض‬ ‫المصورون أن يضعوا قلب اللقطة في الجانب األيسر مثلما‬ ‫هو مع جسم اإلنسان‪.‬‬

‫تكوين الصورة المتحركة‬ ‫البد ألى نوع من التكوين تقوم به الكاميرا أن يقوم على‬ ‫واقع وجود الحركة لتمييزه عن التكوين فى الصورة‬ ‫الثابتة ‪ ،‬وقواعد التكوين المعروفة لطالب التصوير‬ ‫الفوتوغرافى تنطبق على التصوير السينمائى والتليفزيوني‬ ‫‪ ،‬ولكن يضاف إليها فهم استخدامات الحركة ومخاطرها‬ ‫بوصفها مساعدا أو معيقا ‪ ،‬ولنفترض مثال أن لدينا كاميرا‬ ‫ثابتة وأخرى متحركة جاهزتين لتصوير منظرطبيعى ‪ ،‬فى‬


‫‪90‬‬

‫الوسط وأمام الخلفية من حقول فسيحة وسحاب كثيف ‪،‬‬ ‫يرعى قطيع من األغنام ‪ .‬على اليمين مقدمة الصورة‬ ‫يجلس راعى غنم مسترخيا يتمطى بكسل وهو يراقب‬ ‫القطيع ‪ ،‬وحماره إلى جانبه ‪ .‬فى الصورة الثابتة يشكل‬ ‫السحاب والحقول والقطيع خلفية راعى الغنم مع حماره‬ ‫والذى يعتبر مركز التكوين لتوحى بالهدوء‪.‬‬ ‫بينما تتعقد مشكلة كاميرا التليفزيون حتى فى تصوير مثل‬ ‫هذه اللقطة الثابتة القريبة بحكم ضرورة وضع احتماالت‬ ‫تأثير أية حركة مهما تكن صغيرة على التكوين بمجمله‪.‬‬ ‫ما قد يعتبره شخص ما تكوينا جيدا ‪ ،‬يمكن أن يعتبره آخر‬ ‫موضوعا للنقد ومع ذلك يمكن أن يكون كل منهما على‬ ‫حق وفق معاييره الخاصة ‪ ،‬لقد قيل وكتب الكثير عن‬ ‫التكوين الثابت والتكوين في الحركة ‪ ،‬وهناك اليوم‬ ‫أشخاص يستطيعون أن يناقشوا الصورة من معايير‬ ‫الخطوط واألشكال والكتل والنماذج الهندسية فى كل‬ ‫مرحلة من مراحل تطورها لكن صورهم تبدو جامدة‬ ‫ومتكلفة بطريقة تثير الشفقة‪.‬‬ ‫وما إذا كانت دراسة توزيع الظل والنور هى شئ يخص‬ ‫صورة أم ديكور مطعم ومع ذلك تجد لديهم الموهبة‬ ‫الخاصة التى ال تخونهم إلنتاج صور مقنعة‪.‬‬


‫‪91‬‬

‫إن التكوين فى أى مجال الثابت أوالمتحرك ‪ ،‬يعتمد‬ ‫بشكل أساسى على ترتيب عناصر الصورة بحيث توجه‬ ‫انتباه الناظر إلى حيث يريد صانع الصورة ‪ ،‬وهناك‬ ‫طريقتان تحققان ذلك فى التصوير الثابت هما الترتيب‬ ‫الحركة‪.‬‬ ‫فى‬ ‫إليهما‬ ‫اللون‪..‬وتضاف‬ ‫وتباين‬ ‫يمكن إدراج طرق تركيز االنتباه على الصورة تحت ثالثة عناوين‬ ‫رئيسية ‪:‬‬

‫األول‪:‬الترتيب وهو ما يعنى ترتيب أى شئ داخل الكادر‬ ‫نريده أن يكون مركز جذب االنتباه ‪ ،‬وتعتمد عليها عالقة‬ ‫كل العناصر األخرى المكونة للمشهد ببعضها ‪ .‬وبشكل عام‬ ‫‪ ،‬فإن مركز الصورة هو المكان الطبيعى للشئ األكثر‬ ‫أهمية ‪ ،‬إن ترتيب األشياء المحيطة فى الصورة ‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يلعب دورا هاما جدا فى توجيه عين المتفرج نحو موضوع‬ ‫االهتمام الرئيسى ‪ .‬ويظهر هذا بشكل خاص فى اللقطات‬ ‫الطويلة ‪،‬إن لقطة للبطل أو للحقول تكون أكثر جاذبية ‪،‬‬ ‫وتترك انطباعا أقوى فى العمق والحجم ‪ ،‬إذا صورت من‬ ‫خالل كادر تتشكل مقدمة الصورة فيه من صخور أو‬ ‫أغصان مما لو أخذت من على ظهر جبل دون كادر مقدمة‬ ‫وحتى اللقطات الداخلية التى تصور فى األستوديو ‪ .‬فإذا‬ ‫كان بوسعك أن تأخذ اللقطة من خالل قوس يفصل بين‬ ‫غرفتين ‪ ،‬أو حتى من خالل إطار ضوء القراءة أو أية‬


‫‪92‬‬

‫قطعة أثاث أخرى ‪ ،‬فإن تأثيرها سيكون أكثر جاذبية‬ ‫بكثير ‪ ،‬من تأثير مشهد عار‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬تباين اللون واإلضاءة‬ ‫مسألة ثانية هامة لجذب االهتمام فى التكوين هى التباين‬ ‫فى اللون واإلضاءة فأول ما يلفت انتباه المتفرج فى معظم‬ ‫اللقطات هو المنطقة أو الموضوع األشد تباينا ووضوحا ‪،‬‬ ‫لذا إذا يجب الحرص على أن يكون الشئ أوالشخص‬ ‫أوالمنطقة األكثر أهمية واضحة التباين ‪ ،‬فإن اهتمام‬ ‫المتفرجين سيتركز عليه منذ البداية ‪ ،‬وإذا أضيف إلى ذلك‬ ‫ميزة الوضعية الرئيسية ‪ ،‬فعندها البد أن يحتل الموضوع‬ ‫المصور مركز االنتباه‪.‬‬ ‫الثالث‪:‬األكثر قوة وتحريضا فى مراحل التكوين هى التركيز‬ ‫من خالل الحركة‪.‬‬ ‫وهذه طبعا مشكلة خاصة فقط بالتكوين في الحركة وهى‬ ‫االمتياز الذى تقدمه للمصور ‪ ،‬وهى فى الوقت نفسه‬ ‫مشكلته األكبر ‪ ،‬ألنها كاللون فى الصورة الثابتة ‪ ،‬والشئ‬ ‫األهم هو أن نتعلم وأن نتحكم بتأثيرات الحركة ‪.‬‬ ‫ومن هنا فإن مشكلة المصور مشكلة ذات حدين ‪:‬‬

‫* فعليه من جهة أن يخطط األمور بحيث يعطى غرضه‬ ‫األساس الحركة التى تجذب العين‬


‫‪93‬‬

‫* وعليه أن يسعى أال تقوم أية حركة مفاجئة أو غير‬ ‫متعلقة بالحدث فى أى قسم آخر من الشاشة ‪ ،‬بسرقة‬ ‫األنتباه من الموضوع الحقيقى ‪.‬‬ ‫الحركة المشوشة ‪ :‬لقد تعلم الممثلون هذا األمر ‪،‬‬ ‫واستخدمه بعضهم بطريقة مزعجة فقد يقوم أحدهم أثناء‬ ‫التصوير بإتيان بعض الحركات الصغيرة والطبيعية من‬ ‫سرقة إنتباه المتفرج ( وهو ما يطلق عليه سرقة الكاميرا‬ ‫) من زميله الممثل الذى يقف معه فى نفس الكادر ويقوم‬ ‫بالدور الرئيسى ‪.‬‬ ‫وليس من الضرورى أن تكون تلك الحركات عنيفة ‪ .‬فمثال‬ ‫يمكن للمثل الذى يريد سرقة المشهد من آخر أن يحك‬ ‫جسده ‪ ،‬أو يقوم بالتثاؤب‪ ،‬أو يبدى ردة فعل مبالغة لما قام‬ ‫به أو قاله زميله الممثل‪.‬‬ ‫وهناك على ما يبدو آالف من الحركات الطبيعية يمكن أن‬ ‫يقوم بها ممثلون عاديون لتشتيت االنتباه عن ممثل آخر ‪.‬‬ ‫وهناك العديد من المشاهد التى أفسدت بسبب ظهور‬ ‫حركات فى الخلفية العالقة بالموضوع ‪.‬‬ ‫وهناك العديد من الحركات األخرى األقل أهمية ووضوحا‬ ‫يمكن أن تتدخل فى التكوين‪.‬‬ ‫وهناك شئ آخر البد من ذكره فإن الحركة األبعد عن‬ ‫التوقع وغير العادية هى التى تشد االنتباه إليها‪.‬‬


‫‪94‬‬

‫نسب الشاشة‬ ‫ال يمكن التعليق على التكوين في الحركة دون ذكر‬ ‫خصوصية نسب الشاشة الثابتة ولكن التى تخضع للتبديل‬ ‫باستمرار ‪،‬‬ ‫ففى التصوير الثابت يمكننا من خالل استخدام إمكانية‬ ‫العرض الخلفى والديكور وما شابه أن نكيف شكل الصورة‬ ‫مع احتياجات التكوين ‪ ،‬فيمكننا أن نجعله مربعا مستطيال‬ ‫مائال عموديا أو أفقيا ‪ ،‬حسب ما نراه مناسبا‪.‬‬ ‫أما فى السينما أو التليفزيون ‪ ،‬فإن الكادر يبقى أفقيا بشكل‬ ‫ال يمكن تبديله ‪ .‬بإمكاننا طبعا أن نبدل أثر هذا الشكل ‪،‬‬ ‫أثناء تكوين اللقطات بتظليل المناطق الجانبية والعليا‬ ‫والسفلى بشكل فعال ‪ ،‬لكن مقاييس المستطيل تبقى‬ ‫األساس فى تكوين الشاشة‪ .‬لذا فإن تخطيط ودراسة‬ ‫التكوين ضمن الكادر واألبعاد الكاملة للشاشة ‪ ،‬هو جزء‬ ‫مهم من مهمات المصور كى يتم تصميم التكوين دون أن‬ ‫تتأذى الصورة إذا وقع جزء منها خارج الكادر‪.‬‬ ‫التغطية ‪Coverage‬‬ ‫تغطية المشهد تعني تزويد لقطة رئيسية كبيرة ‪Master‬‬ ‫‪ Shot Wide-Angle‬بلقطات أكثر قربا من زوايا كاميرا‬ ‫متنوعة ‪ ،‬ووجهات نظر مختلفة لكي تبرز تأثير الموضوع‬


‫‪95‬‬

‫المصور ‪ ،‬ولتتيح مزيدا من المرونة للمونتير ‪ ،‬عند‬ ‫بناء المشاهد أثناء المونتاج ‪،‬كما تعتبر أيضا بمثابة وقاية‬ ‫من مشكالت التتابع واألداء‪.‬‬ ‫أساليب التغطية‪ :‬لكي نحقق تغطية مفعمة بالحيوية فإن‬ ‫الطريقة المتبعة هي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬قطع جزء من لقطة رئيسية كبيرة ثم إحالله بجزء من‬ ‫لقطة قريبة‪ .‬وهذا مناسب من حيث المبدأ‪ .‬ولكن هذا يمثل‬ ‫مهمة شاقة للممثلين بسبب تكرار حركاتهم وحواراتهم في‬ ‫اللقطة القريبة بدقة متناهية‪.‬‬ ‫هدف التغطية‪ :‬يهدف تقسيم لقطة رئيسية مستمرة الى‬ ‫عدد من اللقطات إلي التأكيد على عنصر درامي أو هام في‬ ‫المشهد مثل لقطة رد فعل شخص علي حديث شخص آخر‬ ‫‪ ،‬أو لقطة قريبة جدا ‪ Big Close-Up‬لسالح خطير‬ ‫تمسكه البطلة‪ -‬أو موجه نحوها لتكثيف اإلثارة ‪.‬‬ ‫من األهداف األخرى للتغطية زيادة سرعة اإليقاع إذا كان‬ ‫األداء بطيئا ‪ ،‬فعن طريق تزويد الحركة بزوايا مختلفة‬ ‫ولقطات قريبة ‪ ،‬يستطيع المونتير اإلسراع بإيقاع المشهد‬ ‫‪.‬ويخضع نطاق التغطية لسيطرة المخرج ‪ ،‬أما نطاق‬ ‫الحركة وتوافق المشاهد فيقع داخل مهمة فتاة التتابع‪.‬‬ ‫‪Supervisor Continuity‬‬


‫‪96‬‬

‫تغطية المشاهد الرئيسية‪:‬‬ ‫يتعين على المخرج تصميم المشاهد الرئيسية ‪Master‬‬ ‫‪ Scenes‬حتى يمكن تنفيذ لقطات التغطية بدون حدوث‬ ‫أخطاء فنية‪ :‬مثل القطع الخشن‪ ،‬أوعدم تطابق االتجاهات‪.‬‬ ‫وعندما يتم عمل تغطية سليمة ‪ ،‬عندها سيستطيع المونتير‬ ‫تركيب كل اللقطات داخل المشهد بشكل متطابق ومتدفق‬ ‫بسالسة ‪ ،‬وهكذا فالتغطية الكثيرة توفر بدائل إبداعية‬ ‫للمخرج والمونتير الستخدام أكثر اللقطات فاعلية وإضفاء‬ ‫تأثير درامي أو كوميدي على المشهد‪.‬‬ ‫وعموما يعتمد تناغم لقطات التغطية على المهارة الفنية‬ ‫للمخرج ‪ ،‬ويستخدم هذا األسلوب في معظم األفالم الروائية‬ ‫الطويلة ‪ ،‬التي تُنتج على مستوى االحتراف ‪ ،‬ويعنى هذا‬ ‫تصوير كل مشهد من زاوية رئيسية بعيدة ثم من زوايا‬ ‫عديدة قريبة‪.‬‬ ‫وكذلك تصوير لقطات تفصيلية ‪ inserts‬ولقطات من‬ ‫خارج الموضوع ‪. cutaways‬‬ ‫ اللقطة التفصيلية ‪Insert Shot :‬‬‫هى لقطة تفصيلية ألحد العناصر داخل الكادر‪ ،‬وتستخدم‬ ‫للتوضيح أو للتأكيد ‪.‬‬ ‫‪ -‬لقطة من خارج الموضوع ‪Shot Cutaway :‬‬


‫‪97‬‬

‫هى لقطة ألحد العناصر من خارج الموضوع الذى يتم‬ ‫تصويره ‪ ،‬وتستخدم للتقليل من سرعة تدفق الحدث ‪،‬‬ ‫ويجب استخدامها فقط عندما يكون لها عالقة مباشرة‬ ‫بالمشهد ‪.‬‬ ‫تغطية اتجاهات النظر ‪:‬‬ ‫هناك قاعدة صارمة تتحكم في اتجاه الشاشة عند تصوير‬ ‫لقطة ما كتغطية ‪ ،‬وهي قاعدة اتجاه نظر الشخصيات‪.‬‬ ‫فمثال لو تخيلنا مشهد لشخصين أ ‪ ،‬ب يتحدثان ‪ ،‬يتبعه بعد‬ ‫ذلك لقطة قريبة لكل شخص بمفرده ‪ .‬تفرض األعراف‬ ‫السينمائية وضع الممثل الذى خارج الكادر ‪off-camera‬‬ ‫وليكون الشخصية أ عند الجانب الصحيح من الكاميرا‪-‬‬ ‫يمين الكاميرا أو يسارها‪ -‬وليس أمامها ‪ ،‬ألنه اذا وضعت‬ ‫الكاميرا حيث كان يقف أو يجلس هذا أ في اللقطة‬ ‫الرئيسية ‪ ،‬فإن عيني الممثل ب الموجود داخل الكادر‬ ‫ستكون مركزة مباشرة على عدسات الكاميرا‪ ،‬وهو ما‬ ‫سيؤدى إلى االنطباع بأنه يخاطب المتفرج وليس الممثل أ‬ ‫الذى كان أمامه في اللقطة الرئيسية‪.‬‬ ‫ولتجنب ذلك يجب أن ينظر الممثل ب إلى أحد جانبي‬ ‫الكاميرا أى الى حيث يقف الممثل أ الذى أمامه‪.‬‬ ‫واذا ما أشترك في اللقطة أكثر من ممثل خارج نطاق‬ ‫الكاميرا‪ ،‬فعلى كل ممثل أن يقف في الجانب الصحيح من‬


‫‪98‬‬

‫الكاميرا بالترتيب الدقيق‪ -‬سواء جالسا أو واقفا ‪ -‬كما‬ ‫في اللقطة الرئيسية‪.‬‬ ‫وهذا سيضمن تصوير النظرات الصحيحة للشخصية التى‬ ‫تظهر فى الكادر‪ .‬وإذا لم يتم ذلك فسيحدث تناقض عند‬ ‫إدراج الحوار أو عند النظر إلي الشخصيات الموجودة‬ ‫خارج الكادر‪.‬‬ ‫التغطية باستخدام الممثل البديل ‪:‬‬ ‫عندما يشتمل التمثيل على مشاهد مشاجرات ‪،‬أو مشاهد‬ ‫خطرة ‪،‬أو مؤثرات خاصة ‪ Special Effects‬خطرة‪،‬‬ ‫يحل شخص بديل محل الممثل الرئيسي‪.‬‬ ‫ويعرف هذا الشخص باسم "الدوبلير " أو "العب المشاهد‬ ‫الخطرة" ‪ .Stunt person‬وعادة ما يتشابه جسم‬ ‫الدوبلير مع شكل جسم الممثل الرئيسي ‪ ،‬بل أنه يجب أن‬ ‫يماثل طول الممثل الرئيسي‪ ،‬ألن الطول قد يؤثر على‬ ‫إضاءة المشهد‪ ،‬والمشاهد التي بها دوبلير تصور دائما في‬ ‫لقطات بعيدة والسبب في ذلك يرجع إلى الرغبة في عدم‬ ‫التعرف على وجهه عندما يكون بعيدا ‪ ،‬وبهذه الطريقة لن‬ ‫يدرك الجمهور أن النجم ال يقوم بتمثيل هذا العمل‬ ‫البطولي‪.‬‬ ‫أثناء تصوير لقطات الحركة القريبة يقوم الممثل األساسى‬ ‫بتمثيل دوره حتى يعطي المخرج االنطباع للمتفرج بأن‬


‫‪99‬‬

‫النجم هو الذى يمثل بالفعل هذا الدور الخطر والتغطية‬ ‫التي تحدث في مراحل هامة من الحركة كما تم التدرب‬ ‫عليها مع الدوبلير يجب التخطيط لها مسبقا‪.‬‬ ‫تغطية اللقطات المتحركة‪:‬‬ ‫تقول القاعدة ‪ :‬ال تقطع في المونتاج أثناء حركة كاميرا أو‬ ‫حركة ممثل لذلك إذا تحركت الكاميرا ‪Traveling‬‬ ‫‪ -Shot‬وهي تصاحب الممثلين أثناء سيرهم وحديثهم‪.‬‬ ‫على المخرج أن يقرر مسبقا عند إعداده للمشهد أي‬ ‫أجزاء من الحوار أو ردود الفعل ستتم تغطيتها أى‬ ‫تصويرها في لقطات قريبة منفصلة ‪ ،‬كذلك عليه إرشاد‬ ‫الممثلين للتوقف عند بداية جمل معينة من الحوار مع‬ ‫تدوين عالمات عند أماكن الوقفات ‪ ،‬وعلى الكاميرا أن‬ ‫تتوقف عند نفس المكان الذى حدده المخرج ‪ ،‬وبعد‬ ‫االنتهاء من جملة الحوار تستأنف الكاميرا الحركة لمتابعة‬ ‫المشهد‪.‬‬ ‫وفي مرحلة تالية يتم تصوير اللقطات القريبة في األماكن‬ ‫المحددة للوقفات ‪ ،‬وعلى المخرج أيضا مراعاة الحركة‬ ‫التي تتم في خلفية الكادرأثناء تصويرها فالخلفية المتطابقة‬ ‫جيدا تمكن المونتير من تركيب المشهد بسالسة‪.‬‬


‫‪100‬‬

‫هناك بديل للقطع داخل اللقطة المتحركة‬ ‫‪ Shot Traveling‬وهو تكرار الحركة بأكملها مع‬ ‫تركيب عدسات أكثر قربا على الكاميرا المتحركة ‪ ،‬وفي‬ ‫هذه الحالة يتاح للمونتير خيارات جيدة لالنتقال بين اللقطة‬ ‫المتحركة العامة واللقطات المتحركة القريبة‪.‬‬ ‫التغطية بتكرار الحركة ‪:‬‬ ‫لتسهيل عملية المونتاج ‪ ،‬يجب على المخرج مراعاة‬ ‫استمرارية حركة الممثل ‪ ،‬من لقطة إلى التي تليها وذلك‬ ‫عن طريق تكرار تصوير نهاية الحركة في اللقطة األولى ‪،‬‬ ‫مرة أخرى في بداية اللقطة الثانية ‪ .‬فهذا يتيح للمونتير‬ ‫اختيار األماكن المناسبة للقطع‪.‬‬ ‫وتظهر أهمية هذه الطريقة عند ضرورة أن تكون أماكن‬ ‫القطع متوافقة بدقة ‪ ،‬لخلق تدفق في الحركة ‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫المثال ‪ ،‬عندما تخرج أحد الشخصيات من حجرة في لقطة‬ ‫‪ ،‬ثم تدخل حجرة أخرى في اللقطة التالية ‪ ،‬البد أن يقوم‬ ‫المخرج بتصوير لقطة الخروج كاملة ‪ ،‬حتى نهاية الحركة‬ ‫‪.‬‬ ‫ثم في بداية الدخول في اللقطة الثانية ‪ ،‬يتم إعادة تصوير‬ ‫جزء من نهاية حركة الخروج التي في اللقطة األولي ‪ ،‬ألن‬ ‫هذا يعطى الفرصة للمونتير الختيار مكان القطع األمثل بين‬ ‫لقطة الخروج ولقطة الدخول‪.‬‬


‫‪101‬‬

‫وال يجب أبدا أن يقوم المخرج أثناء التصوير بإنهاء‬ ‫الحركة في اللقطة األولى ‪ ،‬عند المكان الذي يتصور أن‬ ‫الحركة في اللقطة التالية ستبدأ منها ‪ ،‬بل البد من‬ ‫االسترسال في تصوير الحركة األولي لعدة ثوان‪.‬‬ ‫تغطية أصوات اللقطات القريبة‪:‬‬ ‫عند تصوير اللقطات المتوسطة القريبة ‪Medium‬‬ ‫‪ Close‬أو القريبة ‪ ،Close Up‬على المخرج أن يكون‬ ‫حذر دائما من تداخل كالم الممثلين الذين يتواجدون خارج‬ ‫الكادر ‪ ،‬مع حوار الممثلين الموجودين أمام الكاميرا وإال‬ ‫سيسمع صوت مزدوج أمام وجه الممثل الذي يتم تصويره‬ ‫ويتسبب ذلك في إعادة تصوير اللقطة ‪.‬‬ ‫ومن األشياء األخرى التي يجب أن يعيها هو الضحك‬ ‫والبكاء الذى يصدر من الممثليين الموجودين خارج‬ ‫الكادر؛ فمثل هذه األصوات يمكن أن تبقى في الخلفية‬ ‫طوال المشهد ‪ ،‬وأحيانا تتداخل هذه األصوات مع الحوار‬ ‫المستمر فى المشهد الذي يتم تصويره‪.‬‬ ‫ولذلك ينبغي تحذير الممثلين خارج الكادر من قطع أصوات‬ ‫ضحكاتهم وبكائهم بشكل مفاجئ لضمان األستمرارية‬ ‫لصوت حوار الممثل الذى أمام الكاميرا‪.‬‬ ‫التطابق الخطأ ‪:‬‬


‫‪102‬‬

‫أفترض أنه أثناء تصوير لقطات التغطية ‪ ،‬قام الممثل‬ ‫بدون تفكير بنقل حقيبة بيده إلى األخرى في هذه الحالة‬ ‫سيكون هناك عدم تطابق واضح‪ ،‬حتي وإن كانت كل‬ ‫اتجاهات الكاميرا صحيحة‪ .‬وإذا كانت تلك اللقطة سيتم‬ ‫تركيبها مع آخر جزء من اللقطة الرئيسية ‪ ،‬فسيحدث‬ ‫التالي على الشاشة‪ :‬في منتصف السير‪ ،‬يمسك الممثل‬ ‫فجأة الحقيبة عند طريق الخطأ في يده اليسري وهو ما‬ ‫يسمى بالقطع القافز ‪.The Jump Cut‬‬ ‫استخدام لقطات من خارج المشهد‬ ‫‪The Cutaway Shot‬‬ ‫من الممكن معالجة القطع القافز أو أى نوع آخر من عدم‬ ‫التطابق أثناء المونتاج عن طريق تركيب لقطة من خارج‬ ‫الموضوع بين اللقطات الغير متطابقة وذلك للمساعدة على‬ ‫إحداث إلهاء وجيز للمتفرج عن هذا التغير المفاجئ غير‬ ‫المحسوب‪.‬‬ ‫القفز على الشاشة ‪:Jump‬‬ ‫لقطة الحماية ‪Shot The Protection:‬‬ ‫ربما يلجأ المخرج أحيانا لتصوير لقطات حماية اضافية‬ ‫للمشهد ‪ ، Protection Shots‬وهي عبارة عن تصوير‬ ‫جزء من الفيلم قد يستخدم أو ال يستخدم فى المونتاج لكنه‬


‫‪103‬‬

‫ضمان ضد حدوث أي مشكلة قد تطرأ أثناء أو بعد‬ ‫التصوير‪ ،‬ومن ثم تضطر المخرج الى إعادة تصوير‬ ‫المشهد ككل مرة أخرى‪.‬‬ ‫قد تتكون لقطة الحماية من ‪:‬‬ ‫* تصوير زاوية أخرى من المشهد للحماية ضد بعض‬ ‫األجزاء المشكوك فيها مثل عدم توافق الحركة أو االتجاه‪.‬‬ ‫* تصوير الموضوع من الجانبين عند الشك في النظرة‬ ‫الصحيحة للممثل (الجانب اليمين أو الجانب الشمال)‬ ‫وعندها سيستخدم المونتير الجانب المناسب‪.‬‬ ‫* تصويرلقطات اضافية لمشهد تم أعداده بشكل دقيق‬ ‫لصعوبة اعادة تصويره وذلك لحمايته ضد أي مشكلة‬ ‫صعبة قد تحدث في المعمل أثناء تحميضه أو طبعه‪.‬‬ ‫عندما يتوافر لدي المخرج حس جيد للدراما فأنه يميز‬ ‫بدقة العنصر الموجود في المشهد والذي يحتاج إلى لقطة‬ ‫حماية‪.‬‬ ‫القطع بواسطة الكاميرا ‪:‬‬ ‫قد يضطر المخرج إلى تصوير مشهد كامل من زاوية‬ ‫واحدة ومن مكان واحد ‪ ، set up Master‬وهو مايعوق‬


‫‪104‬‬

‫عملية التقطيع أثناء المونتاج ‪ ،‬ويتطلب هذا من‬ ‫المخرج تصوير نفس المشهد مرة أخرى بإستعمال كاميرا‬ ‫ذات إمكانيات غير عادية ‪ ،‬ويفضل في هذه الحالة استخدام‬ ‫الكاميرا الثابتة المحمولة على الكتف ‪. Steadicam‬‬ ‫فحرية حركة الكاميرا المحمولة قد تغنيه بطريقة عملية‬ ‫عن تصوير لقطات التغطية الضرورية التي تتطلب تحريك‬ ‫األثاث وإعادة توزيع اإلضاءة بدرجة كبيرة‪ ،‬والتى تتطلب‬ ‫أيضا بروفات بكفاءة عالية للممثلين وللكاميرا والفنيين‪.‬‬ ‫ولكن أثناء التصوير يتحتم تنسيق كل وضع وحركة مع‬ ‫الحرص علي عدم وقوع أية أخطاء في الحوار‪.‬‬ ‫تداخل المحادثات التليفونية‪:‬‬ ‫في المحادثة التليفونية يتم تصوير كل شخصية على‬ ‫انفراد‪ :‬شخص ينظر يمين الكادر (من اليمين إلى الشمال)‬ ‫واآلخر ينظر إلى شمال الكادر (من الشمال إلى اليمين) ‪،‬‬ ‫ليظهروا كما لو كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض‪.‬‬ ‫وسنعتبرها قاعدة أساسية‪.‬‬ ‫فعند تصوير أول شخصية تتحدث فى التليفون ‪،‬على فتاة‬ ‫التتابع تدوين مالحظة أمام أسم الممثل تقول أن اتجاه‬ ‫نظره إلى شمال الكادر أو إلى يمين الكاميرا ‪ ،‬بحسب‬ ‫الحالة ‪ .‬وبعد ذلك تقوم على الفور بكتابة ملحوظة اتجاه‬ ‫النظر العكسي بجانب اسم الممثل الذى يقوم بدورالمتحدث‬


‫‪105‬‬

‫اآلخر ‪ .‬وبهذا سيعرف المخرج في الحال ما ينبغي أن‬ ‫تكون عليه النظرة الصحيحة للشخصية التي ترد بغض‬ ‫النظر عن وقت أو مكان تصوير هذا الحوار‪.‬‬


‫‪106‬‬

‫الباب السابع‬ ‫إختيار طاقم العمل التليفزيوني‬ ‫عادة ما يكون للمخرج أكثر من مساعد ويشمل مساعد‬ ‫مخرج ثان ‪ ،‬وثالث ‪ ،‬ويكونان تحت إشراف مساعد‬ ‫المخرج األول ‪ ،‬حتى يضمن السيطرة الكاملة على كل‬ ‫صغيرة وكبيرة أثناء التصوير‪ ..‬ينقسمون إلى ‪:‬‬ ‫مساعد مخرج ثان‬ ‫مساعد مخرج أول‬ ‫مالحظ السيناريو‬ ‫مساعد المخرج ‪:‬‬ ‫يعد الشخص المسئول عن معاونة المخرج داخل غرفة‬ ‫المراقبة ‪ control room‬والذى يقوم باإلشراف عل‬ ‫جهاز إختيار اللقطات والتقطيع ‪ video witcher‬أحد أهم‬ ‫عناصراإلخراج من الناحية الفنية ‪ ،‬ويعد هذا الشخص‬ ‫أيضا مسؤوال عن التنسيق بين كافة العناصر التقنية‬ ‫لإلنتاج‪.‬‬ ‫من المهم القول أنه فى ضوء مدى ضخامة العمل الفنى‬ ‫تكون هناك دائما حاجة ماسة لالستعانة بالعديد من‬ ‫المساعدين للمنتج والمخرج لمواجهة المتطلبات الكثيرة‬ ‫التى تواجه المخرج أثناء العمل فى األعمال اإلنتاجية‬ ‫الضخمة وأثناء إجراء البروفات يقوم هؤالء بتدوين‬


‫‪107‬‬

‫مالحظاتهم بخصوص االحتياجات اإلنتاجية ‪ ،‬منبهين‬ ‫العناصر المشاركة فى العمل للتغييرات التى تتم أوال بأول‬ ‫‪...‬إلخ ‪.‬‬ ‫وظائف مساعد المخرج تختلف بحسب طبيعة كل عمل وتنحصر في‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -1‬تحضير الممثلين و التنسيق معهم للمشاهد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحضير المشاهد ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تنفيذ المهام التي يطلبها منه المخرج ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحضير أماكن التصوير وتجهيزها وذلك بالتنسيق مع‬ ‫مدير اإلنتاج ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفريغ نص المسلسل ومعرفة مكونات النص‬ ‫والشخصيات ولوكيشنات التصوير ألخ ‪.‬‬ ‫‪ -6‬عمل أوردرات التصوير وتحديد األماكن واألوقات‬ ‫الخاصة للتصوير ‪.‬‬ ‫مساعد المخرج يمثل وظيفة فنية قائمة بذاتها لها العديد‬ ‫من الواجبات والمسئوليات المكلفة بتنفيذها والقيام‬ ‫بها‪..‬وليست مهمته مجرد تنظيم العمل وتدوين الجداول‬ ‫والتقارير ولكنها أيضا دفع إلمكانيات العمل إلى األمام‪،‬‬ ‫واستيعاب كامل للمخرج وأسلوبه‪ ..‬وله وظائف فنية‬ ‫معروفة إلى جانب اضطالعه بمهام إدارية أخرى تضاف‬


‫‪108‬‬

‫إلى أعبائه سواء فى مرحلتى التحضير أو التصوير‪.‬‬ ‫وهو المسئول عن مسيرة العمل ‪ ،‬ومواعيده فى موقع‬ ‫التصوير ‪ .‬وذلك من خالل تعاونه مع العاملين الفنيين فى‬ ‫العمل الفنى التليفزيونى ‪ ،‬حتى يكونوا على استعداد لكل‬ ‫لقطة فى الوقت المحدد ‪.‬‬ ‫من أهم مهام مساعد المخرج األول هو كونه حلقة الوصل‬ ‫بين المخرج ومدير اإلنتاج فى موقع التصوير ‪ ..‬أما إذا‬ ‫كان األمر يتعلق بجداول التصوير أو نقل وتموين العاملين‬ ‫بالعمل الفنى التليفزيونى‪ ،‬فيعمل مساعد المخرج األول‬ ‫مباشرة مع مدير اإلنتاج ‪ ،‬بدون االحتياج للمخرج حتى‬ ‫يتركان له المساحة الكافية للتركيز على التصوير ‪.‬‬ ‫مدير التصوير‬ ‫تمثل عالقة المخرج بمدير التصوير أهمية خاصة أثناء‬ ‫إنتاج العمل الفنى التليفزيونى ؛ ألن لمدير التصوير دورا‬ ‫فى غاية األهمية من خالل مسئوليته عن اإلضاءة ‪،‬‬ ‫وتكوين الصورة أثناء عملية التصوير ‪ .‬كما أنه يتحكم‬ ‫بدرجة كبيرة فى تصميم موقع التصوير ‪ ,‬وبالتالى فى‬ ‫تصميم الصورة المرئية النهائية للعمل الفنى التليفزيونى ‪،‬‬ ‫وقد يسبب هذا أحيانا نوعا من التوتر بين المخرج ومدير‬ ‫التصوير‪ .‬لذا فللحصول على عالقة جيدة بينهما ‪ ،‬يجب أن‬


‫‪109‬‬

‫يكون هناك نوع من التفاهم المتبادل ‪ ،‬والتكامل فى‬ ‫أسلوب كل منهما ‪.‬‬ ‫مدير اإلضاءة‬ ‫هناك العديد من المتخصصين الذين يحتاجهم العمل الفنى‬ ‫ولعل مدير اإلضاءة يعد أحد أهم العناصر الفنية فى اإلنتاج‬ ‫إذ يبدأ بوضع خطة لإلضاءة وتحديد احتياجاته من أجهزة‬ ‫اإلضاءة وترتيبها ‪ ،‬ويقوم بتوزيع اإلضاءة ويشرف عليها‬ ‫فإن عنصر اإلضاءة من أهم العناصر التى تميز اإلنتاج‬ ‫التليفزيونى‪.‬‬ ‫رسام السيناريو ‪Illustrator Storyboard‬‬ ‫يستعمل كثير من المخرجين رسوما معقدة للسيناريو لعمل‬ ‫خطة بصرية لكيفية تغطية مشهد من المشاهد ‪ ,‬وهو ما‬ ‫يطلق عليه السيناريو المرسوم‪ ،‬حيث يقوم رسام‬ ‫السيناريو وبالتعاون مع المخرج برسم تصوربصري‬ ‫تفصيلى للمشهد بكامله كما خطط المخرج له ‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الرسوم تظهر تفاصيل معقدة ودقيقة لوضع الكاميرا‪،‬‬ ‫والعدسات‪ ،‬والحركة‪ ،‬والتى من الممكن أن تكون ذات‬ ‫مساعدة عظيمة في مرحلتي التصوير والمونتاج ‪ ،‬وهناك‬ ‫أمثلة كثيرة قام فيها المخرج باستخدام سيناريو مرسوم‬ ‫على مستوى شديد الدقة والتفاصيل لمشاهد معينة في‬


‫‪110‬‬

‫الفيلم‪ .‬وأشهر المخرجين الذين استخدموا السيناريو‬ ‫المرسوم هو ألفريد هتشكوك‪ ،‬وتدور كتب عديدة حول هذا‬ ‫الفنان وتظهر كيف كان يستخدم السيناريو المرسوم وفي‬ ‫السينما العربية كان شادي عبد السالم من أشهر من‬ ‫استخدموا السيناريو المرسوم خاصة في فيلمه الروائي‬ ‫الشهير المومياء‪.‬‬ ‫ولكي يتم إبداع رسوم السيناريو التفصيلية فإن الرسام‬ ‫البد أن يكون على معرفة تامة وتفصيلية بأوصاف‬ ‫اللقطة‪ ..‬والتتابع‪ ..‬وزوايا الكاميرا‪..‬وهو يعمل بالتعاون‬ ‫مع المخرج لكي يتوصال إلى الفكرة‪..‬وحركة الكاميرا‪..‬أو‬ ‫الزوايا المختلفة للكاميرا التي سوف تستخدم للمشهد قبل‬ ‫تصويره‪ .‬ويمكن أن يقدم السيناريو المرسوم فكرة عن‬ ‫سرعة المشهد‪ ،‬وإشارة للمونتاج المطلوب‪ .‬وأحيانا‬ ‫يستعمل مدير اإلنتاج السيناريو المرسوم لتقطيع‬ ‫السيناريو‪ ،‬وقد يستخدمه مدير التصوير لعمل تقسيمات‬ ‫أخرى للقطات‪ ،‬وإعداد اإلضاءة ‪ ,‬وزوايا الكاميرا‪.‬‬ ‫وعندما تكون المؤثرات البصرية والخاصة مطلوبة‬ ‫للمشهد‪ ،‬يصبح السيناريو المرسوم ضرورة ال مناص منها‬ ‫بالنسبة لألقسام التي ستنفذ هذه المؤثرات‪ .‬فالتخطيط‬ ‫الدقيق لكيفية استخدام العناصر والمؤثرات البصرية في‬


‫‪111‬‬

‫الشكل النهائي للقطة بعد التجميع يبدأ برسوم تفصيلية‬ ‫للسيناريو‪ .‬وبدون المعرفة الدقيقة لما يجب أن تكون عليه‬ ‫مكونات الحركة الحية للقطات المركبة‪ ،‬وبدون فهم العالقة‬ ‫بين هذه العناصر ولقطة المؤثر البصري‪ ،‬يمكن أن يضيع‬ ‫الكثير من الوقت والمال في إصالح ما كان يمكن تحقيقه‬ ‫بسهولة أثناء مرحلة التصوير‪.‬‬ ‫من أهم العناصر التى تميز اإلنتاج التليفزيونى ‪.‬‬ ‫مصمم الموقع‬ ‫وفى بعض األشكال اإلنتاجية هناك شخص تتحدد مسئوليته‬ ‫باإلشراف على موقع التصوير باالشتراك مع المخرج من‬ ‫حيث تصميم الموقع ‪ ،‬الدهانات وغيرها مما يتعلق بكتلة‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫الماكيير ‪Makeup Artist‬‬ ‫الماكيير هو المسئول عن بحث وتصميم الماكياج للممثلين‬ ‫األوائل والكومبارس‪ ،‬وهو يعمل تحت إشراف المخرج‬ ‫وبالتعاون مع مصمم المالبس ليكون الماكياج متناسبا‬ ‫معها‪ .‬واعتمادا على نوع الماكياج المطلوب للشخصية‪،‬‬ ‫يجرى البحث لتحقيق التشابه التام بين الممثلين والناس‬ ‫في فترة زمنية معينة‪ .‬فالممثل يستخدم اإلكسسوارات‪،‬‬ ‫واألزياء‪ ،‬والماكياج ليتمكن من تقمص دوره وتمثيله‬ ‫بصدق‪ .‬وأي تغير عما يتوقعه المتفرج سوف يؤدي إلى‬


‫‪112‬‬

‫إدراك أن هناك خطأ في العمل المقدم‪ .‬ويعمل الماكيير‬ ‫أيضا بالتعاون مع مدير التصوير لتقرير المتطلبات‬ ‫التصويرية بالنسبة للماكياج ‪.‬‬ ‫ويعد الماكيير جدوال بالماكياج ويتعاون مع العاملين معه‬ ‫من المساعدين‪ ..‬ومع الكوافير الذي يجب أن يبحث أيضا‬ ‫الطرز المناسبة لتسريحات الشعر في الفترة التاريخية‬ ‫بالنسبة لكل مشهد وكل شخصية‪ ،‬وربما يكون عليه أن‬ ‫يعني بالشعر المستعار والمحافظة على تسريحات الشعر‬ ‫بين اللقطات‪.‬‬ ‫فى بعض األعمال هناك شخص مسئول عن الماكياج تتحدد‬ ‫مهمته بالتعاون مع الماكير ومصفف الشعر فى التأكد من‬ ‫ظهور الشخصيات على الشاشة فى أفضل صورة ممكنة ‪،‬‬ ‫أو فى أسوأ صورة إذا كان النص والدور يتطلبان ذلك ) ‪،‬‬ ‫فى األعمال اإلنتاجية بشكل عام هناك شخص تتحدد‬ ‫مسئوليته فى التأكد من مناسبة المالبس للشخصية والدور‬ ‫حسب النص‪.‬‬ ‫منسق األكسسوار ‪Property Master‬‬ ‫منسق األكسسوارهو المسئول عن أية إكسسوارات‬ ‫يستخدمها الممثلون‪.‬وهو يعمل بالتعاون مع مهندس‬ ‫الديكور وتحت إشراف المخرج ‪ ,‬فعليه أن يقوم بفحص‬


‫‪113‬‬

‫مشاهد السيناريو واختيار اإلكسسوارات المطلوبة لكل‬ ‫مشهد‪ ،‬وعمل ميزانية لها‪ ،‬وأخيرا أن يحضرها‪ ،‬ويحافظ‬ ‫عليها طوال فترة التصوير وهو مسئول عن تسليمها لكل‬ ‫ممثل‪.‬وهو المسئول أيضا عن المظهر البصري للفيلم من‬ ‫خالل استخدام األثاث‪ ،‬والسجاد‪ ،‬والمفروشات‪ ،‬ومختلف‬ ‫القطع الفنية التي يمكن أن تكون لدى الشخصية‪ .‬وكل هذه‬ ‫العناصر تساعد في تشكيل جوانب الشخصية‪ ،‬وتخلق‬ ‫خلفية معلوماتية قد تحتاج إلى الكثير من الوقت في‬ ‫روايتها بالكلمات أو المواقف‪ .‬فمثال‪ ،‬حركة بان ‪pan‬‬ ‫بالكاميرا تمر عبر مجموعة من التذكارات‪ :‬صور لفريق‬ ‫الكرة بالمدرسة الثانوية‪ ،‬وجوائز وكئوس رياضية‪ ،‬تنقل‬ ‫إلى المتفرج لحظيا أنه أمام شخصية بطل رياضي‪.‬‬ ‫ومن المهم التمييز بين العناصر التي تعتبر ضمن المنظر‬ ‫ألنها تنتمي إلى المنظر‪ ،‬والعناصر التي تعتبر إكسسوارا‬ ‫ألنها تنتمي إلى الممثل فالعناصر المذكورة للبطل الرياضي‬ ‫هي من عناصر المنظر‪ ،‬فإذا أمسك أحد الممثلين كأسا من‬ ‫ضمن التذكارات وقذف به إلى الجدار أصبح هذا الكأس‬ ‫ضمن اإلكسسوار‪.‬‬ ‫مهندس وفنيو الصوت‬ ‫المخرج ذو الخبرة يولى اهتماما خاصا باحتياجات مهندس‬ ‫الصوت ‪ ،‬والتى عادة تكون جوهرية فى العمل الفنى‬


‫‪114‬‬

‫التليفزيونى ‪ ،‬وغير مكلفة فى ذات الوقت‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من أن مهندس الصوت يعمل تحت إشراف المخرج‬ ‫‪ ،‬إال أنه يعمل أكثر قربا لمدير التصوير ‪ ،‬حيث إنه يجب‬ ‫أن يضع ميكروفونات التسجيل بطريقة غير ظاهرة فى‬ ‫الكادر أثناء التصوير ‪ .‬يتولى تشغيل األجهزة الخاصة‬ ‫بتسجيل الصوت ‪ ،‬وتوزيع الميكروفونات والتأكد من‬ ‫كفاءتها ‪ ،‬وكذلك جودة الصوت أثناء اإلنتاج ‪ ،‬ويتولى‬ ‫رفعها من موقع التصوير بعد انتهاء اإلنتاج ‪.‬‬ ‫فنى ذراع الميكروفون‬ ‫ويبدأ عمله أثناء إجراء" البروفات" من خالل المالحظة‬ ‫وإختيار أفضل الميكروفونات التى تتناسب مع الصوت كما‬ ‫يختار مواقع عصا الميكروفون فى الموقع ‪ ،‬وعادة ما‬ ‫يحتاج هذا الشخص إلى ذراعين قويين حيث يظل رافعا‬ ‫ذراع الميكروفون لفترات طويلة من الوقت أثناء التصوير‬ ‫خارج األستوديو ‪.‬‬ ‫فنى تسجيل الفيديو‬ ‫يتولى تشغيل جهاز تسجيل الفيديو وملحقاته والتأكد من‬ ‫جودة التسجيل وكذلك جودة صورة الفيديو على الشاشات‬ ‫‪.‬‬ ‫مسئول تتابع الصور أو مالحظ السيناريو‬


‫‪115‬‬

‫فى األعمال الدرامية ‪ ،‬تكون هناك حاجة ماسة لوجود‬ ‫شخص تتحدد مسئوليته فى تدوين مالحظاته على تتابع‬ ‫تفاصيل كل مشهد للتأكد من تطابق التفاصيل فيما بين‬ ‫المشاهد ‪ ،‬خاصة مع توقف التصوير ‪ ،‬وذلك لتفادى‬ ‫أخطاء بين اللقطات المتتابعة ‪ .‬وهى وظيفة مهمة للغاية‬ ‫أكثر مما تعتقد ‪ ،‬خاصة فى حالة استخدام كاميرا واحدة فى‬ ‫التصوير ‪ ،‬وبمجرد التوقف عن التصوير تكون مهمة هذا‬ ‫الشخص هى توجيه الممثلين طبقا آلخر لقطة أو مشهد‬ ‫انتهى عنده التصوير‪.‬‬ ‫وهو شخص يهتم بمراقبة تنفيذ الديكوباج طبقا للقوانين‬ ‫التليفزيونية الموضوعة ‪ ،‬ويمكن أن نطلق عليه "مذكرة‬ ‫المخرج " وغالبا ما يقوم بهذا العمل فتاة ويطلق عليها‬ ‫اسم فتاة التتابع ‪ continuity girl‬وهى المسئولة عن‬ ‫المحافظة على التتابع فى المتغيرات من لقطة إلى أخرى‬ ‫أثناء التصوير ‪ ،‬كمتابعة الحوار ‪ ،‬والحركة ‪ ،‬واألدوات‬ ‫التى يستخدمها الممثل خالل التمثيل ‪ ،‬وأية تغيرات أخرى‬ ‫فى السيناريو‪ .‬وهو ما يضمن التتابع السليم بين اللقطات‬ ‫أثناء المونتاج ‪ ،‬وكذلك عليه تدوين مالحظات المخرج لكل‬ ‫لقطة على حدة ‪ ،‬ويتضمن ذلك أيضا تدوين المشاكل التى‬ ‫تواجه اللقطة ‪ ،‬مع اقتراحاته لحل هذه المشاكل‪.‬‬


‫‪116‬‬

‫أخيرا يجب أن يتم التأكد من مدى توافر الكثير من‬ ‫اللقطات االحتياطية ‪ ،‬واتى يستخدمها المونتير بعد ذلك فى‬ ‫عملية المونتاج ‪.‬‬ ‫مسئول جهاز الكتابة اإللكترونية‬ ‫وهو المسئول عن تصميم وكتابة العناوين والفقرات‬ ‫االفتتاحية وأسماء الشخصيات وتخزينها فى جهاز‬ ‫الكمبيوتر واستخدامها أثناء اإلنتاج لتظهر على اللقطات‬ ‫فى جهاز العرض ‪.‬‬ ‫مساعدو الكاميرا‬ ‫إنهم يقومون بما هو أكثر من تشغيل الكاميرا ‪ .‬حيث‬ ‫يقومون بتركيب مكونات الكاميرا لتكون جاهزة للعمل ‪،‬‬ ‫ويتأكدون من جودتها الفنية ‪ ،‬ويتعاونون مع المخرج‬ ‫ومدير اإلضاءة وفنى الصوت فى التجهيز وتصوير كل‬ ‫لقطة ‪ .‬وفى مواقع التصوير الخارجى خارج األستديو)‬ ‫فإنهم يتولون ترتيب تسلُّم وتسليم الكاميرا‪.‬‬ ‫مدير االستديو‬ ‫طبقا لطبيعة اإلنتاج يوجد مدير لالستديو ويكون مسئوال‬ ‫عن جهود التنسيق فى الموقع ‪ ،‬وقد يساعده شخص أو‬ ‫شخصان يتولون عددا من المهام فى مكان التصوير ‪.‬‬ ‫المونتير‬


‫‪117‬‬

‫بعد االنتهاء من التصوير يقومون بالتعامل مع المادة‬ ‫المصورة بإشراف المخرج لوضعها فى صورتها النهائية‬ ‫من حيث إضافة الموسيقى والصوت والمؤثرات الصوتية‬ ‫والبصرية وترتيب اللقطات وضبط إيقاع المادة المصورة ‪.‬‬ ‫ويعد مونتاج العمل التليفزيونى من أهم المراحل التى يمر‬ ‫بها اإلنتاج التليفزيونى ‪ ،‬إذ يستطيع القائم بالمونتاج أن‬ ‫يشيد أو يهدم أى عمل فنى ‪.‬‬ ‫المونتير هو المسئول عن بناء الشكل النهائى للعمل الفنى‬ ‫التليفزيونى‬ ‫ويتوقف ذلك على مدى توافر اللقطات الكافية واللقطات‬ ‫االحتياطية التى قام المخرج بتصويرها ‪ ،‬ويتوقف التحكم‬ ‫اإلبداعى للمونتير خالل المونتاج على مدى تفاهمه مع‬ ‫المخرج ‪ ،‬فيترك معظم المخرجين الحرية للمونتير فى بناء‬ ‫المشهد خالل المونتاج فى حين أن هناك آخرين يفضلون‬ ‫متابعة عملية المونتاج إلى آخرها ‪.‬‬ ‫مهندس الديكور ‪Set Decorator‬‬ ‫مهندس الديكور هو المسئول عن تصميم ديكورات الفيلم‬ ‫السينمائي والمسلسل التليفزيونى ‪ ،‬كما هو مبين في‬ ‫السيناريو‪.‬أى أنه المسئول عن تصميم المناظر التى سيتم‬ ‫فيها التصوير ‪ ,‬وعن نوع العناصر البنائية المستخدمة‬


‫‪118‬‬

‫لخلق وبناء هذه المناظر‪ .‬وهو يعمل تحت إشراف‬ ‫المخرج وبالتعاون مع مدير التصوير للتأكد من أن أجزاء‬ ‫المناظر التي ينفذها مطلوبة وسوف تستخدم‪ ،‬وذلك بناء‬ ‫على خطط حدود الحركة التي يضعها المخرج لكل ممثل‪،‬‬ ‫وبناء على معرفة أجزاء المنظر التي ستكون مضاءة ويتم‬ ‫تصويرها‪.‬‬ ‫مصمم المالبس ‪Costume Designer‬‬ ‫مصمم المالبس هو المسئول عن تصميم مالبس الممثلين‬ ‫وعن إجراء بحث حول نوع المالبس وما يتصل بها من‬ ‫إكسسوار مثل القفازات والمجوهرات‪ .‬وهويعمل تحت‬ ‫إشراف المخرج وبالتعاون مع مهندس الديكور ومنسق‬ ‫األكسسوار لتقرير األزياء واإلكسسوارات التي تتناسب مع‬ ‫الفترة التاريخية التي يدور حولها الفيلم‪ .‬فليس هناك ما‬ ‫يضايق المتفرج أكثر من أن يذهب إلى السينما ليجد‬ ‫موضة أو نوعا من اإلكسسوار لم يكن مستخدما في وقت‬ ‫الفيلم‪ .‬ورغم أن المتفرج ربما ال يكون على دراية بطبيعة‬ ‫الخطأ بالضبط‪ ،‬إال أن الرسالة البصرية سوف تضطرب‪،‬‬ ‫وتسبب التساؤل عن مدى صدق ما يراه‪ .‬ومصمم األزياء‬ ‫يستخدم الكتالوجات‪ ،‬واألفالم القديمة‪ ،‬وأشرطة األخبار‬ ‫القديمة ليبحث منظر وملمس األزياء واإلكسسوارات‪ .‬كما‬ ‫يشرف على صناعة كل األزياء‪ ،‬وعلى أن تكون مالئمة‬


‫‪119‬‬

‫للممثل أو الممثلة‪ ،‬كما يشرف على تأجير ما قد يكون‬ ‫مطلوبا تأجيره طوال فترة التصوير‪.‬‬


‫‪120‬‬

‫الباب الثامن‬ ‫دور المخرج فى العمل التليفزيونى وعالقته بباقى فريق‬ ‫العمل‪:‬‬ ‫حينما ينتهى المخرج من فهم وتفسير النص ‪ ،‬يبدأ فى‬ ‫تحويل هذا السيناريو إلى عمل على الشاشة ‪ ،‬ويتضمن‬ ‫هذا تصميم اللقطات التى تستخدم لبناء المشاهد ‪ .‬وفى‬ ‫أثناء تكوين تلك اللقطات ‪ ،‬يمكن تدوين بعض المالحظات‬ ‫حول مكان الكاميرا ‪ ،‬وتكوين الصورة ‪ ،‬والحركة ‪،‬‬ ‫وتصميم اللقطة هو المجال األول الذى يتيح للمخرج‬ ‫فرصة لإلبداع فى العمل الفنى التليفزيونى ‪.‬‬ ‫الشكل النهائى للقصة التليفزيونية بعد االنتهاء من مراحل‬ ‫إعدادها ومعالجتها ‪.‬‬ ‫وتحتوى كل البيانات الوافية والتعليمات الفنية المفصلة‬ ‫بدقة ‪ ،‬وتشمل وضع الكاميرا وحركاتها وتحديد االنتقاالت‬ ‫فى كل مشهد وفى كل لقطة ‪ ،‬وأحجام اللقطات ‪ .‬ويقوم‬ ‫المخرج عادة بكتابة نص التصوير ‪ ،‬وربما يشترك معه‬ ‫المؤلف الذى وضع اإلعداد التليفزيونى للقصة األصلية ‪.‬‬ ‫‪ -1‬التنسيق بين كافة جهود العاملين فى اإلنتاج بدءا ممن‬ ‫يقفون أمام الكاميرا وحتى من يقفون خلفها ‪.‬‬


‫‪121‬‬

‫‪- 2‬االهتمام بما ستقوم به الكاميرا وأوضاع التصوير‬ ‫واختيار اللقطات أثناء اإلنتاج ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلشراف على مرحلة ما بعد التصوير ‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى فإن المخرج هو قائد الصف األمامى الذى‬ ‫يبدأ دوره من مرحلة تسلُّم النص وحتى يصل به إلى آخر‬ ‫مرحلة تفصيلية من مراحل اإلنتاج التليفزيونى ‪.‬‬ ‫المخرج هو القائد الفنى فى عملية صناعة العمل‬ ‫التليفزيونى‬ ‫وهو المسئول عن ترجمة السيناريو إلى الشاشة ‪ ،‬والتأكد‬ ‫من تكامل العناصر الفنية فى حدود الميزانية المتاحة للعمل‬ ‫الفنى التليفزيونى‪ ..‬ويتركز العمل الرئيسى للمخرج أثناء‬ ‫مرحلة اإلنتاج (التصوير ) على توجيه الطاقات اإلبداعية‬ ‫لمجموعة العمل والممثلين إال أن عمله يشمل أيضا مراحل‬ ‫ما قبل اإلنتاج‬ ‫(السيناريو واإلعداد ‪ ،‬وما بعد اإلنتاج (المونتاج ) ‪ ،‬وإن‬ ‫كان هذا أيضا يعتمد على طبيعة العمل الفنى التليفزيونى‪.‬‬ ‫هناك مدرستان تنظران بطريقتين مختلفتين إلى دور‬ ‫المخرج فى صناعة العمل الفنى التليفزيونى‬


‫‪122‬‬

‫فترى المدرسة األولى المخرج صاحب العمل الفنى‬ ‫التليفزيونى و"مؤلفه" " بينما تراه الثانية شريكا فى‬ ‫العمل وقائدا له ‪ ،‬وقد تراجعت حديثا نظرية المخرج‬ ‫المؤلف بسبب التقدير المتزايد للطبيعة التعاونية للعمل‬ ‫التليفزيونى ‪ ,‬وال شك أن مساهمات كاتب السيناريو ‪,‬‬ ‫والممثلين ‪ ,‬ومدير التصوير هى بالفعل حيوية للغاية ‪،‬‬ ‫ومؤثرة فى نجاح العمل الفنى التليفزيونى ‪ .‬ورغم اختالف‬ ‫مساحة الدور الذى يقوم به المخرج من مشروع آلخر‪,‬‬ ‫فإن جوهر مهمته دائما هو القيادة ‪ ,‬وهذه القاعدة تنطبق‬ ‫على كل أنماط اإلنتاج أثناء التصوير ‪ ,‬يشرف المخرج‬ ‫على الجوانب الفنية لتسجيل كل لقطة وذلك من خالل‬ ‫متابعة المالحظات‪ ،‬أومن خالل السيناريو المرسوم‬ ‫‪storyboard‬أو خطة التصوير فى الموقع نفسه ‪ .‬وهو‬ ‫يعمل طوال الوقت بالتعاون الكامل مع مدير التصوير‪،‬‬ ‫ولكن أحيانا ‪ ,‬وتبعا الحتياجات العمل الفنى التليفزيونى ‪,‬‬ ‫يوجه المخرج اهتمامه لقسم بعينه ولكن الحقيقة أن كل‬ ‫الحرف تلعب دورا مهما فى صناعة العمل الفنى‬ ‫التليفزيونى‪.‬‬ ‫المخرج الناجح هو الذى يحترم ويشجع قدرات وأدوار كل‬ ‫حرفة على حدة حتى يستطيع في النهاية أن يحصل على‬ ‫أفضل أداء لكل منها‪.‬‬


‫‪123‬‬

‫فعندما يبدأ المخرج العمل فى مسلسل يجب أوال أن يفسر‬ ‫ويشرح نص السيناريو‪ .‬وعملية تفسير النص هى عكس‬ ‫عملية كتابته‪ ،‬فكاتب السيناريو يطور القصة حول‬ ‫شخصيات وأفكار بينما المخرج كمفسر أو شارح للنص‬ ‫يتخلص من القصة ليحدد تلك الشخصيات واألفكار وهذا‬ ‫هو المطلوب قبل أن يقوم المخرج بتقرير خطة تحويل‬ ‫السيناريو إلى مسلسل ولفهم السيناريو يجب على المخرج‬ ‫تحليل النص من خالل عدة قراءات إذا كان من الجائز عدم‬ ‫قيام مساعد المخرج بالتحضير األدبى‪..‬فإن قيامه‬ ‫بالتحضير الفنى جزء بالغ األهمية ال يتجزأ عن طبيعة‬ ‫عمله ‪.‬‬ ‫المقصود بالتحضير الفنى ‪:‬‬ ‫استيعاب مساعد المخرج لديكوباج العمل الفنى التليفزيوني‬ ‫وتقسيمه ‪ Breaking down‬حسب مقتضيات‬ ‫التنفيذ‪..‬والمخرج‪.‬والميزانية وتحديد التتابع الزمنى للعمل‬ ‫الفنى التليفزيونى وعمل ‪ timing‬أولى له ‪.‬‬ ‫ويعد الشخص المسئول عن معاونة المخرج داخل غرفة‬ ‫المراقبة ‪ Control Room‬والذى يقوم باإلشراف على‬ ‫جهاز اختيار اللقطات والتقطيع ‪ video switcher‬أحد‬


‫‪124‬‬

‫أهم عناصر اإلخراج من الناحية الفنية‪..‬ويعد هذا‬ ‫الشخص أيضا مسؤوال عن التنسيق بين كافة العناصر‬ ‫التقنية لإلنتاج ‪ .‬ومن المهم القول أنه فى ضوء مدى‬ ‫ضخامة العمل الفنى ‪ ،‬تكون هناك دائما حاجة ماسة‬ ‫لالستعانة بالعديد من المساعدين للمنتج والمخرج‬ ‫لمواجهة المتطلبات الكثيرة التى تواجه المخرج أثناء‬ ‫العمل فى األعمال اإلنتاجية الضخمة وأثناء إجراء "‬ ‫البروفات " يقوم هؤالء بتدوين مالحظاتهم بخصوص‬ ‫االحتياجات اإلنتاجية ‪ ،‬منبهين العناصر المشاركة فى‬ ‫العمل للتغييرات التى تتم أوال بأول‪..‬إلخ‪.‬‬ ‫معظم برامج التليفزيون بما فيها برامج التسلية تُس َّجل قبل‬ ‫أن تُبَ ّ‬ ‫ث‪.‬‬ ‫ويكون التسجيل على شريط فيديو أو فيلم ‪ ،‬وتنتج البرامج‬ ‫سابقة التسجيل‪ ،‬من البداية إلى النهاية‪ ،‬بطريقة انتاج‬ ‫المسرحيات ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك قد تستخدم شركات‬ ‫اإلنتاج التليفزيوني الطريقة التدريجية ‪ ،‬المستخدمة في‬ ‫صناعة األفالم ‪ ،‬وفي هذه الطريقة يسجل كل مشهد على‬ ‫ِّحدة ثم يُربط بين ال َمشاهد جميعا‪.‬‬ ‫‪ .1‬التخطيط واإلعداد‬


‫‪125‬‬

‫يبدأ التخطيط للعروض التليفزيونية في قسم البرامج‬ ‫في الشبكات والمحطات الباثّة؛ فيقرر أعضاء هذه األقسام‬ ‫نوعية البرامج التي ستعرضها شركاتهم‪ .‬وتنتج الشبكات‬ ‫والمحطات برامج عديدة خاصة بها‪ .‬كما ينتج المنتجون‬ ‫المستقلون برامج أخرى‪،‬يبيعونها للشبكات والمحطات‪.‬‬ ‫وفي كلتا الحالتين وبعد موافقة قسم البرامج على فكرة‬ ‫برنامج ما يتولى المنتج مسؤولية اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ .2‬المنتج‬ ‫يبدأ عادة بالحصول على النص وإختيار المخرج ‪ ،‬وفي‬ ‫بعض األحيان‪ ،‬وبخاصة في حالة العروض غير المعقدة‪،‬‬ ‫يكتب المنتجون النص الخاص بهم؛ وقد يعملون‪ ،‬كذلك‪،‬‬ ‫كمخرجين‪ .‬إال أن الشائع هو أن يختار المنتجون كتّابا‬ ‫محترفين‪ ،‬أو فريقا من الكتاب‪ ،‬لكتابة النصوص‪ ،‬ومخرجا‬ ‫محترفا إلخراج البرنامج‪ .‬ويختار المنتج والمخرج‬ ‫الممثلين والممثالت واألشخاص اآلخرين الذين يظهرون‬ ‫في العرض‪ .‬ويختار المنتج‪ ،‬كذلك‪ ،‬متخصصي اإلنتاج‪،‬‬ ‫الضروريين إلنتاج العرض؛ ومنهم المخرج الفني‪،‬‬ ‫ومهندس األزياء‪ ،‬والملحن‪ .‬وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المنتج‬ ‫يعمل‪ ،‬عن قرب‪ ،‬مع المخرج‪ ،‬خالل عملية اإلنتاج‪ .‬ويقرر‬ ‫منتج برامج األخبار أحداث اليوم‪ ،‬التي ستتضمنها نشرة‬ ‫األخبار‪ ،‬وترتيب عرضها‪.‬‬


‫‪126‬‬

‫‪ .3‬ال ُكتّاب‬ ‫يُ ِّع ّد الكتّاب النصوص للبرامج التليفزيونية؛ والنص‬ ‫التليفزيوني بيان وصفي مكتوب‪ ،‬يتضمن كل ما يُقال‬ ‫ويُؤدَّى خالل البرنامج‪ .‬وتتفاوت التفاصيل التي يحتويها‬ ‫النص‪ ،‬تبعا لنوع البرنامج‪ ،‬فتشمل تبادل اآلراء‬ ‫والمالحظات االفتتاحية لمق ّدِّمه‪ ،‬وبعضا من األسئلة‬ ‫األساسية‪ ،‬التي ستوجه للضيوف‪ ،‬والتوجيهات الخاصة‬ ‫بما قد يحدث خالل العرض؛ وخالل معظم فتراته‪ ،‬يتضح‬ ‫أن الحوار‪ ،‬الذي يدور بين المق ّدِّم والضيوف‪ ،‬هو غير‬ ‫مخطط‪ .‬وعلى خالف ذلك‪ ،‬فإن نص المسلسالت‬ ‫التليفزيونية‪ ،‬يتضمن كل كلمة سيقولها الممثلون‬ ‫والممثالت‪ ،‬وكل األفعال التي سيؤدّونها‪ .‬أما نشرات‬ ‫األخبار‪ ،‬فيُ ِّعدُّها الكتّاب‪ ،‬ويقرأها المذيعون؛ وعادة ما يُ ِّعد‬ ‫المراسلون أسئلة ومالحظات‪ ،‬لتحليل األخبار‪ ،‬التي تُنقَل‬ ‫من خارج األستوديو‪.‬‬ ‫‪ .4‬ال ُمخرج‬ ‫حالَ َما ينجز الكاتب النص يقرأه ال ُمخرج‪ ،‬ويحاول أن‬ ‫يتصور و ُجوه تحويله إلى برنامج تليفزيوني فعلي‪ ..‬ويُ ِّعد‬ ‫أفكارا عن الكيفية التي سيتكلم ويتحرك بها الممثلون‪،‬‬ ‫وكذلك تصرفاتهم بصفة عامة‪..‬ويقرر لقطات آلة التصوير‬ ‫الضرورية إلعطاء التأثيرات التي يريد تصويرها‪..‬وفي‬


‫‪127‬‬

‫سام إعداد مجموعة‬ ‫بعض األحيان يطلب المخرج من ر ّ‬ ‫من الرسوم توضح كيف ستبدو بعض أجزاء البرنامج‬ ‫الرئيسية‪.‬‬ ‫صو اإلنتاج‬ ‫‪ .5‬مخت ّ‬ ‫صين‬ ‫يعتمد المنتج والمخرج على العديد من المخت ّ‬ ‫للمساعدة على إعداد البرنامج‪ ..‬ويهندس المخرج الفني‬ ‫وحرفيين مشاهد العرض ويبنونها‬ ‫ومساعدوه من فنانين ِّ‬ ‫شيئا فشيئا‪..‬ويهتم مهندس األزياء بتوفير الضروري منها‬ ‫لإلنتاج أو ابتداعها‪ .‬ويُ ِّع ُّد خازن أدوات التمثيل عناصر‬ ‫خاصة‪ ،‬تسمى معينات اإلخراج ‪ ،‬مثل األثاث وزهريات‬ ‫صون باألعمال الفنية دورا‬ ‫الورود واألسلحة‪..‬ويؤدي المخت ّ‬ ‫مهما في عملية اإلنتاج إذ ينصحون المنتج والمخرج‬ ‫بأنواع آالت التصوير‪ ،‬ومكبرات الصوت‪ ،‬واألضواء التي‬ ‫يحتاج إليها العرض‪ .‬ويعمل مدير اإلنتاج‪ ،‬أو منسق‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬على أن تكون كل المعَدات المطلوبة موجودة‪ ،‬متى‬ ‫دعت الحاجة إليها‪.‬‬ ‫‪ .6‬المؤدّون والمق ّدِّمون‬ ‫قد يكون الشخص‪ ،‬الذي يظهر في برنامج تليفزيوني‪،‬‬ ‫مؤديا لدور‪ ،‬أو مقدما لبرنامج‪ .‬والمؤدون هم الممثلون‬ ‫والمغنون‪ .‬أما المقدمون‪ ،‬فهم مق ّدِّمو نشرات األخبار‪،‬‬


‫‪128‬‬

‫ومذيعو البرامج الرياضية‪ ،‬ومضيفو برامج تبادل‬ ‫اآلراء واألحاديث‪.‬‬ ‫ويُ َع ّد إختيار المؤدّين والمق ّدِّمين من الخطوات الرئيسية في‬ ‫تخطيط البرنامج التليفزيوني؛ ويضطلع به كل من المنتج‬ ‫والمخرج‪..‬وقد يحصل النجوم الكبار على أدوار‬ ‫تليفزيونية‪ ،‬لشهرتهم وقدراتهم الفذة‪..‬أما المؤدّون‬ ‫والمق ّدِّمون فيختبرون في ما اختيروا له وخالل االختبار قد‬ ‫يسألهم المخرج والمنتج أن يؤدوا اختبار الشاشة‪ ،‬أي أداء‬ ‫دور أمام آلة التصوير‪ .‬ويعطي النص للممثلين والممثالت‪،‬‬ ‫الذين يقع عليهم اإلختيار؛ ليتسنى لهم دراسة‬ ‫أدوارهم‪..‬وقد يتاح للممثل أو الممثلة أقل من أسبوع واحد‬ ‫ليدرس دوره الذي يستغرق ساعة واحدة‪..‬بينما أولئك‬ ‫الذين يؤدون المسلسالت يوميا ال يُمنحون إال ساعات قليلة‬ ‫لحفظ أدوارهم‪.‬‬ ‫تُستخدم في بعض األعمال التليفزيونية بطاقة إشارة‬ ‫لمساعدة الممثلين على أداء أدوارهم؛ وهي لوحة كبيرة‬ ‫من الورق المقَ َّوى‪ ،‬أو مادة مشابهة يكتب عليها كلمة أو‬ ‫عبارة أساسية أو مقطع كامل من النص‪ .‬وتُوضع البطاقة‬ ‫بعيدا عن آلة التصوير حيث يراها الممثل أو الممثلة‪.‬‬ ‫يستخدم بعض مق ّدِّمي البرامج التليفزيونية‪ ،‬مثل مذيعي‬ ‫نشرات األخبار‪ ،‬أداة مساعدة تسمى ال ُملَ ِّقّن عن بُعد وهي‬


‫‪129‬‬

‫جهاز يعرض كلمات النص للمق ّدِّم سطرا تلو آخر‪،‬‬ ‫ويوضع حيث يبدو قارئه كأنه ينظر مباشرة إلى آلة‬ ‫التصوير‪.‬‬ ‫‪ .7‬المل ّحنون والموسيقيون‬ ‫تتخلل معظم برامج التسلية مقطوعات موسيقية‪..‬وقد يقرر‬ ‫المنتج والمخرج أنهما في حاجة إلى مقطوعة موسيقية‬ ‫مبتكرة لعرضهما‪ ..‬وفي هذه الحالة يستأجر المنتج مل ِّ ّحنا‪.‬‬ ‫ويبني الملحنون مؤلفاتهم على ما يستنبطونه من النص‪.‬‬ ‫ويقابل المل ّحن المنتج والمخرج لمناقشة فكرة البرنامج‬ ‫وصيغته‪ ،‬وذروة أحداثه‪..‬وكثيرا ما يستخدم المنتجون‬ ‫والمخرجون في برامجهم الموسيقى المتاحة المؤلفة‬ ‫ألغراض أخرى‪ ،‬بعد استئذانهم مالكي حق التأليف‬ ‫الموسيقي‪ ،‬ودفعهم أجرا إليهم نظير ذلك‪.‬‬ ‫ويستأجر المنتج موسيقيين وقائدا للفرقة الموسيقية ألداء‬ ‫المقطوعات الموسيقية المختارة‪..‬وللبرامج سابقة التسجيل‬ ‫يسجل الموسيقيون عادة الموسيقى بعد اإلنتاج الفعلي‬ ‫للبرنامج ثم يعمد الفنيون إلى وصلها به‪.‬‬ ‫‪ .8‬التجارب‬ ‫هي جلسات تدريب على العروض التليفزيونية‪ ..‬ويحتاج‬ ‫معظم اإلنتاج التليفزيوني إلى تجربة واحدة على األقل أما‬ ‫يتمرن الممثلون‬ ‫اإلنتاج المعقد فيحتاج إلى تجارب عدة و َّ‬


‫‪130‬‬

‫تحت‬ ‫المصور‬ ‫التمثيلي‬ ‫من دون‬

‫أثناء التجارب على أداء أدوارهم وحركاتهم‬ ‫توجيهات المخرج‪ ..‬كما يو ِّ ّجه المخرج كذلك‬ ‫والعاملين اآلخرين‪ ..‬وقد تبدأ تجربة اإلنتاج‬ ‫بقراءة النص ثم يطلب المخرج تجربة تمثيلية‬ ‫معَدات أو أزياء‪.‬‬ ‫ويجري معظم التجارب التمثيلية في حجرة التجارب التي‬ ‫تُرسم على أرضيتها خطوط تبين أماكن األشياء مثل‬ ‫األبواب والمقاعد والمناضد‪ ،‬وقت األداء الفعلي‪..‬وقد‬ ‫يشاهد المخرج التجربة التمثيلية من خالل محدد المنظر‬ ‫الخاص به الذي يشبه آلة التصوير الثابتة فيمكنه تكوين‬ ‫فكرة عن كيفية ظهور ال َمشاهد على التليفزيون‪.‬‬ ‫وأخيرا يطلب المخرج تجربة أزياء أو تجربة آلة تصوير‬ ‫في قاعة التسجيل تحاكي اإلنتاج النهائي‪ ..‬ويسجل‬ ‫المخرج أحيانا كال من تجربة األزياء واإلنتاج الفعلي‬ ‫وبمراجعتهما‪ ..‬قد يقرر أن تجربة األزياء أفضل من األداء‬ ‫النهائي فيستبدل عندئ ٍذ ببعض أجزاء األداء الفعلي أجزاء‬ ‫المناظر من تجربة األزياء‪.‬‬ ‫وتؤكد التجارب التليفزيونية أهمية التوقيت‪ ..‬فبينما يمكن‬ ‫أن تمتد اللقطة المسرحية مدة تصل إلى خمس دقائق أكثر‬ ‫مما هو مخطط لها‪ ،‬فإن العرض التليفزيوني ال ب ّد أن يكون‬


‫‪131‬‬

‫دقيق التوقيت إذ ال يمكن تمديده ولو ثوان بعد الوقت‬ ‫المحدد له ذلك ألن هذا الوقت مخصص لبرنامج آخر‪.‬‬ ‫‪ .9‬تنفيذ العرض المباشر‬ ‫عندما يحين الوقت لتسجيل برنامج ما تُستحضَر المعَدات‬ ‫التي تحتاج إليها العملية إلى قاعة ال ّ‬ ‫بث ( األستديو ) (‬ ‫األستديو )( األستديو )حيث يضع العاملون المناظر الخلفية‬ ‫والمعينات في مواقعها‪ ،‬وينشر عاملون آخرون األضواء‬ ‫الغامرة والكاشفة في مواقعها‪..‬ويتحكم الفنيون في مدى‬ ‫اإلضاءة أثناء التصوير لتحقيق التأثير المطلوب في‬ ‫المشاهد المختلفة ويحتاج المشهد التليفزيوني الواحد عادة‬ ‫إلى ما يربو على ‪ 20‬جهاز إضاءة ويثبت مكبر صوت‬ ‫ميكروفون أو أكثر في الموقع المالئم‪ .‬ويُحضر العاملون‬ ‫آالت التصوير التليفزيونية التي يراوح عددها أحيانا بين‬ ‫أربع وخمس آالت تصوير‪ ،‬ويستعد المسؤولون عن‬ ‫ّ‬ ‫البث‪.‬‬ ‫األجزاء الفنية في غرفة التحكم القريبة من مكان‬ ‫‪ .10‬آالت التصوير‬ ‫تستخدم في تصوير األداء التمثيلي وتثبت على أجهزة ذات‬ ‫عجالت حتى يتمكن مشغلوها من تحريكها في أرجاء قاعة‬ ‫ّ‬ ‫البث ( األستديو ) ( األستديو )( األستديو )لتغيير اتجاه‬ ‫اللقطات‪..‬ويعمل بعض آالت التصوير الحديثة بالتحكم عن‬


‫‪132‬‬

‫بعد من غرفة التحكم بدال من مشغل اآللة في قاعة‬ ‫ّ‬ ‫البث ( األستديو )‪ ،‬ويمكن رفع معظم آالت التصوير أو‬ ‫خفضها لتغيير الزوايا الرأسية إضافة إلى إمكانية ضبط‬ ‫جميع آالت التصوير للحصول على لقطات قريبة أو بعيدة‬ ‫لمشهد ما؛ وذلك باستخدام عدسة تسمى العدسة الزوم ‪،‬‬ ‫التي تُم ِّ ّكن آلة التصوير من تغيير المشاهد التليفزيونية من‬ ‫دون أن تتحرك‪ ..‬ويُستخدم هذا النوع من العدسات بكثرة‬ ‫في تقنية اإلنتاج التليفزيوني‪.‬‬ ‫‪ .11‬الميكروفونات‬ ‫ّ‬ ‫البث ( األستديو‬ ‫يستلزم معظم اإلنتاج التليفزيوني في قاعة‬ ‫) ( األستديو )(األستديو) استخدام ميكروفون واحد أو عدة‬ ‫ميكروفونات ذات ذراع ويربط ك ٌّل منها إلى ذراعٍ معدنية‬ ‫الميكروفون جهازا آليا لتحريكه‬ ‫طويلة؛ ويستخدم مشغل ِّ‬ ‫حول الممثل المتكلم‪..‬وفي اإلنتاج (المأسوي) ال ب ّد أن‬ ‫الميكروفون خارج مجال رؤية آلة التصوير ويستخدم‬ ‫يبقى ِّ‬ ‫الميكروفونات الخفّية‪ ،‬إضافة إلى تلك‬ ‫التليفزيون أحيانا ِّ‬ ‫ذات الذراع أو بدال منها وهي تُخفَى خلف المناظر‬ ‫والمعينات‪.‬‬ ‫وقد تستخدم برامج األحاديث التليفزيونية وغيرها من‬ ‫الميكروفونات ذات األذرع‪ ،‬إلى جانب‬ ‫اإلنتاج المأسوي ِّ‬


‫‪133‬‬

‫ِّميكروفونات يراها المشاهدون كتلك التي ترتكز على‬ ‫وميكروفونات‬ ‫مكتب أو طاولة أمام الممثلين والمق ّدِّمين‪ِّ ،‬‬ ‫اليد التي يمسك بها المؤدُّون‪ .‬وهناك نوع آخر من‬ ‫الميكروفونات تعلَّق حول رقبة المؤدي أو تُثبت في مالبسه‬ ‫ِّ‬ ‫وقد تكون مرئية أو مختفية في المالبس‪.‬‬ ‫‪ .12‬غرفة التحكم‬ ‫ّ‬ ‫تظهر مشاهد من ك ٍ ّل من آالت تصوير قاعة البث (‬ ‫األستديو ) (األستديو) على شاشة المشاهد أثناء تصوير‬ ‫صور من‬ ‫البرنامج التليفزيوني‪ ..‬ويمكن أن تُرى كذلك‬ ‫ٌ‬ ‫مصادر أخرى مسجلة كاإلعالنات التجارية وشرائح‬ ‫العناوين‪ ..‬وتُختار المشاهد التي ستظهر على الشاشة في‬ ‫وقت معين في غرفة التحكم‪ ..‬وقد يتضمن البرنامج كذلك‬ ‫أصواتا من عدة مصادر يضبطها الفنيون في قسم المراقبة‬ ‫الصوتية ويُشغل المهندسون المعَدات التي تحافظ على‬ ‫جودة الصور واألصوات‪.‬‬ ‫توجد في غرفة المراقبة أجهزة تليفزيونية عديدة يبين ك ٌّل‬ ‫منها المشاهد من آلة تصوير معينة‪ ،‬أو من مصدر‬ ‫تليفزيوني آخر ويختار المخرج المشاهد التي ست ُ ّ‬ ‫بث على‬ ‫الهواء‪..‬وتظهر الصورة التي ت ُ ّ‬ ‫بث على الهواء في أي‬ ‫لحظة على جهاز مراقبة يسمى جهاز المراقبة الرئيسي‪،‬‬ ‫أو جهاز مراقبة الخط‪ ..‬وتوجد أداة مهمة في غرفة‬


‫‪134‬‬

‫المراقبة هي مازج الرؤية الذي يحتوي على العديد من‬ ‫ّ‬ ‫البث‬ ‫المفاتيح‪ ،‬للتحكم في كل آلة تصوير في قاعة‬ ‫(األستديو ) وكل مصدر للصور‪ ..‬وبأمر من المخرج‬ ‫يضغط المخرج الفني أو مهندس الرؤية على المفاتيح‬ ‫لتغيير المشهد التليفزيوني‪.‬‬ ‫فلو أراد المخرج أن يظهر المشهد‪ ،‬الذي تصوره آلة‬ ‫التصوير الرقم ‪ ،1‬فإنه يطلب من المخرج الفني أن يضغط‬ ‫على المفتاح الخاص بها ‪ ،‬وللتحول إلى آلة التصوير الرقم‬ ‫‪ ،2‬يضغط المخرج الفني على المفتاح الرقم ‪..2‬وهكذا؛‬ ‫ونظرا إلى أن ذلك يكون في سالسة فإنه من الصعب على‬ ‫المشاهدين أن يالحظوا حدوثه‪ .‬ويحتوي المبدّل (‬ ‫السويتشر ) كذلك على روافع يستطيع المخرج الفني‪،‬‬ ‫بتحريكها وتحريك هذه الروافع بطرق مختلفة‪ ،‬إدماج‬ ‫مشاهد من آلتَي تصوير أو أكثر من مصادر تليفزيونية‬ ‫أخرى‪..‬ويطلق على هذا اإلدماج اسم التأثيرات الخاصة‪،‬‬ ‫ويضم‪ :‬التالشي‪ ،‬واإلضافة‪ ،‬والمحو‪ ،‬والمقدمة أو افتتاح‬ ‫اإلرسال‪.‬‬ ‫‪ .13‬التالشي ‪Fad‬‬ ‫هو تغيير تدريجي من صورة إلى أخرى تتداخل فيه‬ ‫الصورتان لفترة وجيزة‪ .‬ويمكن أن يحدث التالشي سريعا‪،‬‬ ‫أو بطيئا تبعا للسرعة التي يحرك بها المخرج الفني‬


‫‪135‬‬

‫الروافع‪ .‬ويستغل المخرج التالشي لينتقل في سالسة‬ ‫من مشهد إلى آخر وليبين أحيانا مرور الوقت‪.‬‬ ‫‪ .14‬اإلضافة ‪Disolve‬‬ ‫هي إدماج مشهدَين معا‪..‬ويستخدم التليفزيون عادة هذه‬ ‫الوسيلة في مشاهد األحالم‪..‬فتظهر آلة تصوير لقطة قريبة‬ ‫لوجه الشخص النائم بينما ت ُظهر آلة تصوير أخرى المشهد‬ ‫الذي يحلم به الشخص‪.‬‬ ‫‪ .15‬المحو‬ ‫هو تأثير خاص تبدو فيه إحدى الصور وكأنها تدفع صورة‬ ‫أخرى بعيدا عن الشاشة‪..‬ولو توقف المحو في منتصف‬ ‫المسافة‪ ،‬فإنه يسمى شاشة مقسمة‪ ..‬ويستخدم اإلنتاج‬ ‫التليفزيوني هذه التقنية ليعرض مشاهد من مكانيَين‬ ‫مختلفَين في وقت واحد‪ .‬ويشمل المحو كذلك الدائرة‬ ‫والمعيَّن؛ فتظهر الصورة الثانية على الشاشة وكأنها دائرة‬ ‫أو معيَّن يتسعان‪.‬‬

‫‪ .16‬المقدمة أو بداية اإلرسال‬ ‫هي تقنية عرض العناوين وأشياء أخرى على الشاشة‪..‬‬ ‫وتأتي حروف العنوان من لوحة العنوان أو شريحته أو‬


‫‪136‬‬

‫من كاتبة العناوين ‪ ،Vedio Font‬وهي آلة إلكترونية‬ ‫تستخدم في كتابة الحروف‪ .‬وتأتي الصورة التي تظهر‬ ‫ّ‬ ‫البث ( األستديو‬ ‫عليها الحروف من آلة تصوير في قاعة‬ ‫)‪ ،‬أو فيلم أو شريط‪.‬‬ ‫ويمكّن السويتشر اإلذاعيين من االنتقال من برنامج إلى‬ ‫إعالن مسجل وبالعكس‪..‬ويتيح التحك َم في أصوات‬ ‫البرنامج التليفزيوني جهاز يسمى خزانة التحكم الصوتي‬ ‫ويضطلع بتشغيله مهندس الصوت‪ ،‬الذي يختار األصوات‬ ‫المطلوبة ويمزجها بوساطة مفاتيح وروافع ويتحكم في‬ ‫صين يجلسان في سيارة أن‬ ‫شدتها‪..‬وقد يحتاج مشهد شخ َ‬ ‫يُمزج صوت تحادثهما بأصوات مسجلة لمحرك السيارة‬ ‫وحركة المرور وكذلك بموسيقى خلفية‪.‬‬

‫التعاون فى صناعة العمل الفني‬ ‫طوال مرحلة انتاج العمل الفني البد أن يقوم المخرج‬ ‫بتوصيل فكرة ما إلى مساعديه وكل العاملين معه والذى قد‬ ‫يصل عددهم الى المئات فالعمل الفني سواء سينما أو‬ ‫تلبفزيون فن يقوم على التعاون والبد من تضافر الجهود‬ ‫إلبداع فيلم واحد أو مسلسل تليفزيوني وهذه الصناعة هي‬


‫‪137‬‬

‫فن يقوم على االتصال واإلبداع البصري‬ ‫والتنظيم‪..‬وأي تردد أو خطأ نتيجة فشل االتصال يمكن أن‬ ‫يرفع من ميزانية العمل‪.‬‬

‫المـؤلـف‬

‫على العتر روائى وسيناريست ومخرج مصرى ‪.‬‬ ‫*عمل مديرآ لمعهد الخليج للتصوير في دولة البحرين‬ ‫‪1999 /1995‬م وكان يقوم بتدريس مواد التصوير‬ ‫الفوتوغرافي والفيديو واإلخراج التليفزيوني وفن كتابة‬ ‫السيناريو‪.‬‬ ‫* قام باعداد برامج تليفزيونية للتليفزيون المصري‬ ‫والبحريني ويقوم بكتابة االعمال الدرامية‬ ‫* مسلسل جذور الشر ‪ 30‬حلقة حاصل على موافقة رقابة‬ ‫قطاع االنتاج‪.‬‬


‫‪138‬‬

‫الشر ‪ 30‬حلقة درامي اجتماعي‪.‬‬ ‫* مسلسل عناقيد‬ ‫َ‬ ‫* مسلسل مغاوري يغزو المدينة ‪ 30‬حلقة كوميدي نصف‬ ‫ساعة‪.‬‬ ‫* مسلسل ندى والفجر ‪ 30‬حلقة بوليسي اجتماعي‪.‬‬ ‫* مسلسل مجانين كاجوال ‪ 30‬حلقة كوميدي‪.‬‬ ‫* برنامج سيمي دراما شخصيات أنزل هللا فيهم قرانآ مجاز‬ ‫من االزهر‪ 30‬حلقة‪.‬‬ ‫* مسلسل درامي ديني ‪ 15‬حلقة باسم رايات اإلسالم مجاز‬ ‫من األزهر‪.‬‬ ‫* نشر له روايات‪..‬ندى والفجر ‪ /‬شروق في الليل ‪ /‬عناقيد‬ ‫الشر ‪ /‬العنكبوت ‪ /‬تالتة ع النوتة ‪ /‬حكاية بلبل وسونة‪.‬‬ ‫مجموعة قصصية ( ذات الكاب األحمر )‬ ‫* نشر له كتب دراسات سينمائية ‪ ..‬أساسيات كتابة‬ ‫السيناريو‪ /‬اعداد الممثل‬ ‫حرفيات اإلخراج التليفزيوني ‪ /‬حرفيات التصوير‬ ‫التليفزيوني ‪ /‬حرفيات التصوير الفوتوغرافي واإلضاءة ‪/‬‬ ‫أساسيات المونتاج التليفزيوني‪.‬‬ ‫عنوان البريدااللكتروني ‪ali.etre@yahoo.com‬‬ ‫‪Yahoo‬‬


‫‪139‬‬

‫الناشـر‬ ‫سلسلة كتب دراسات سينمائية‬ ‫‪73‬‬ ‫المخـرج واإلبداع الفنـي‬ ‫على العتر‬ ‫دراسات سينمائية‬ ‫فكرة وتنفيذ الغالف‬ ‫للمؤلف‬ ‫الطبعة األولى‬ ‫القاهرة ‪2017‬‬ ‫رقم اإليداع ‪2017 / 17594 :‬‬


‫‪140‬‬

‫الترقيم الدولى‪:‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.