Agriculture du Maghreb Version Arabe

Page 1

‫ملحق العدد ‪ 68‬يونيو ‪2013‬‬

‫مجلة مهنية مختصة بقطاع الخضر و الفواكه‪ ،‬الحبوب‪ ،‬الزراعات السكرية و تربية المواشي‬

‫‪Photo New Holland‬‬

‫إقليم إفران‬

‫أهمية قطاع أشجار الفاكهة‬

‫تأمني الفالح‬

‫إلتزام دائم‬



‫الفهرس‬

‫تصدر عن‬

‫البطاطس‪,‬الجني و التخزين ‪4‬‬ ‫فاكهة مزاح وادي زكزل ‪5‬‬ ‫إقليم إفران ‪8‬‬ ‫أهمية قطاع أشجار الفاكهة‬ ‫التخزين التقليدي للبصل‬ ‫بمنطقة الحاجب ‪12‬‬

‫‪Editions Agricoles‬‬ ‫‪Sarl de presse‬‬ ‫برأس مال ‪000،00 .100‬درهم‬ ‫اإليداع القانوني‪35870166 ‬‬ ‫التصريح ‪ SP04‬‬

‫مجموعة الدرهم بويش‬ ‫‪ 22‬مكرر‪ ،‬زنقة البروق‪ ،‬إقامة زكية‪ ،‬احلي‬ ‫احلسني‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫الهاتف‪:‬‬

‫‪212 0522 23 82 33 - 212 0522 23 62 12‬‬ ‫الفاكس ‪212 0522 25 20 94 :‬‬

‫الربيد اإللكرتوني‪:‬‬

‫‪agriculturemaghreb@yahoo. fr‬‬

‫مدير النشر‪:‬‬

‫الئحة اإلشهارات‬

‫مامدا ‪2‬‬ ‫‪Agrimatco‬‬ ‫مجموعة القرض الفالحي ‪16‬‬

‫جيرار كوفرور‬

‫قسم التحرير‪:‬‬

‫عبد الحكيم مجتهد‬ ‫عبد‪ ‬المومن‪ ‬كنوني‬ ‫هند الوافي‬

‫ترجمة وتصحيح‬

‫بن مومن صالح‬

‫المسؤولة عن اإلشتراكات‪:‬‬ ‫خديجة العدلي‬

‫المخرج الفني‪:‬‬ ‫ياسين ناصف‬

‫الطباعة‪:‬‬ ‫‪PIPO‬‬

‫وحدة اإلشهار بفرنسا‪:‬‬

‫‪Idyl SAS. 1154 Chemin du Barret‬‬ ‫‪ChâteauRenard 13839‬‬

‫المسؤولة‪:‬‬

‫السيدة بريجيت سانشال‬ ‫الهاتف‪:‬‬ ‫‪+33 04 90 24 20 00‬‬ ‫‪bsenechal@idyl. fr‬‬

‫كل حقوق النشر مسموحة‪ ،‬مع اإلشارة‬ ‫الضرورية والكاملة للمجلة‪.‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫البطاطس‪,‬الجني و التخزين‬ ‫تعرف جميع مناطق اإلنتاج الزراعي‪ ،‬و باألخص في أوقات الذروة‪ ،‬خصاصا كبيرا في اليد العاملة و إرتفاعا في‬ ‫األجور مما يؤثرسلبيا على مستوى المداخيل‪ .‬وهو ما يفسر نزوع بعض المزارعين إلى مكننة جميع العمليات‬ ‫الزراعية إبتداء من إعداد التربة إلى البذار إلى الجني‪ ،‬مما يترتب عليه إنخفاض في التكاليف وزيادة القدرة على‬ ‫المنافسة بل و تحسن مستوى الجودة و اإلنتاج‪ ،‬وهو ما يؤدي بالتالي إلى إرتفاع نسبة األرباح لديهم‪.‬‬ ‫غير أنه من أجل اإلستفادة القصوى من هذه المزايا‪ ،‬فإنه يجب مواكبة عمليات المكننة بإعتماد و إجادة األساليب‬ ‫الحديثة في السقي و التسميد و معالجة األمراض‪ . . .‬الخ‪.‬‬ ‫وقد أصبحت مكننة زراعة البطاطس تتيح تحكما جيدا في مسار العملية الزراعية وذلك من خالل‪ :‬إعداد التربة و‬ ‫منع تكون الكتل الترابية‪ ،‬و إنشاء خطوط مستقيمة لزرع الدرنات بشكل منظم و دقيق مما يرفع من مستوى‬ ‫الكثافة في الحقل و يؤدي إلى مردود جيد من بطاطس ذات حجم متجانس‪.‬‬

‫موعد اجلين‬

‫من الضروري أن تبدأ عمليات اجلني مباشرة بعد جتفيف‬ ‫املجموع اخلضري لتفادي‪ ،‬ما أمكن‪ ،‬إصابة الدرنات‬ ‫باألمراض نتيجة مسببات العدوى في الظروف املناخية‬ ‫املناسبة لها (حرارة‪ ،‬رطوبة‪،‬أمطار)‪.‬‬ ‫إال أنه يجب احلرص أن ال يبدأ إقتالع حبات البطاطس‬ ‫إال بعد إكتمال تكوين الطبقة الفلينية لقشرة البطاطس‬ ‫حتى تزداد متانة و تصبح أكثر حتمال لظروف العمل‬ ‫ولتفادي التسلخات و اجلروح التي تسهل اإلعتداءات‬ ‫البكتيرية و الطفيلية‪ .‬كما ينصح أيضا باجلني املبكر في‬ ‫حالة وجود تهديدات آفة العتة‪.‬‬

‫طريقة اجلين‬

‫ميكن اللجوء إلى القلع املبكر للضرورة التجارية أو‬ ‫بالنسبة للبطاطس املخصصة للبذور‪ ،‬و ذلك لتالفي‬ ‫إجتياح األمراض الفيروسية‪ .‬أما بالنسبة للزراعة‬ ‫العصرية‪ ،‬فيتم مسبقا جتفيف املجموع اخلضري آليا أو‬ ‫كيماويا و ذلك للحد من إنتشار األمراض و تسهيل‬ ‫عملية اجلني‪.‬‬

‫أما في احلقول التقليدية‪ ،‬فان جني احملصول يستدعي‬ ‫تشغيل أعداد كبيرة من اليد العاملة لقلع البطاطس و‬ ‫جمعها‪ ،‬في حني أن القيام بكل ذلك آليا يوفر كثيرا من‬ ‫الوقت و يكاد يؤدي إلى اإلستغناء عن اليد العاملة‪،‬‬ ‫و يرفع مستوى املر دودية بسبب عدم إفالت أية حبة‬ ‫ تقريبا‪ -‬من عملية اجلمع امليكانيكي‪.‬‬‫و بهذا اخلصوص‪ ،‬فإن هناك أنواع مختلفة من آالت‬ ‫اجلني بعضها بسيط و بعضها مندمج و قد تكون‬ ‫مجرورة أو ذاتية احلركة‪.‬‬ ‫و تظهر أهمية هذه اآلالت أيضا‪ ،‬في دقة عملها و قدرتها‬ ‫على احملافظة على صحة و سالمة البطاطس حتى‬ ‫ال تتعرض للتلف أثناء التخزين‪ .‬و ذلك بحكم أن‬ ‫التعفنات اجلافة التي تخترقها حتدث نتيجة اجلروح التي‬ ‫تصاب بها أثناء اجلني‪ .‬بل من الضروري التعامل بحرص‬ ‫شديد مع الدرنات حتى أثناء العمليات التالية للجني‬ ‫كالفرز و التعبئة‪ ،‬لتفادي الصدمات و جتنب حصول ثم‬ ‫تطور و إنتشار التعفنات‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى إلزامية‬ ‫جمع كل حبات‬ ‫ا لبطا طس‬

‫من احلقل حتى ال تتحول إلى مصدر للفيروسات و‬ ‫التعفنات الفطرية‪ .‬مما يشكل تهديدا للزراعات املناوبة‬ ‫إذا لم تتمكن العوامل املناخية من القضاء عليها قبل‬ ‫ذلك‪ .‬كما يجب إخالء احلقل نهائيا من احملصول و‬ ‫إتالف الدرنات املصابة و مخلفات عملية اجلني‪ .‬و‬ ‫في حالة البطاطس املزمع تخزينها‪( ،‬ليست لإلستهالك‬ ‫الفوري) فيتم احلفاظ بها منزرعة في مكانها لتزداد‬ ‫قشرتها صالبة و لتفادي األمراض املرتبطة بالتخزين‬ ‫ومنع تقلص أحجامها نتيجة نقص مستوى الرطوبة‪ .‬إال‬ ‫أن بقاءها ملدة طويلة في التربة يعرضها إلى مخاطر‬ ‫اإلصابات الفطرية‪.‬‬

‫التخزين‬

‫و للحد من تطور التعفنات الناجتة عن بعض العوامل‬ ‫الفطرية أو اجلرثومية‪ ،‬فان اللجوء إلى تخزين أولي في‬ ‫الهواء الطلق (حوالي ‪ 20‬درجة مئوية) يساعد على‬ ‫إلتئام اجلروح و يحد من تسرب العناصر املعدية‪ .‬و‬ ‫لتحقيق تخزين جيد‪ ،‬فإنه من األهمية القصوى إستبعاد‬ ‫كل الدرنات املصابة للحفاظ على صحة البطاطس‬ ‫السليمة و إستمرار حيويتها أثناء فترة التخزين‪ ،‬من‬ ‫خالل التحكم في محيطها البيئي في درجة حرارة و‬ ‫مستوى رطوبة مناسبني‪ .‬و يفضل تخزين محصول‬ ‫البطاطس في مخازن جيدة التهوية و في برودة ال تتعدى‬ ‫ال ‪ 6‬درجات مئوية‪.‬‬ ‫و في حالة إنعدام إمكانية التخزين بالتبريد‪ ،‬ميكن‬ ‫اإلكتفاء بأي مكان حسن التهوية لتفادي الرطوبة الزائدة‬ ‫و توفير أقصى ما ميكن من البرودة‪ .‬و ال بد من اإلشارة‬ ‫هنا إلى أن لكل من طريقتي التخزين مشاكل صحية‬ ‫خاصة بها‪.‬‬


‫أشجار فاكهة‬

‫فاكهة مزاح وادي زكزل‬ ‫لم يعرف المغرب شجرة لمزاح إال مع بداية القرن السابق‪ .‬وقد حدث ذلك على يد المستوطنين الفرنسيين‪،‬‬ ‫إنطالقا من الجزائر‪ .‬ولم تصل هذه الزراعة إلى منطقة زكزل إال في الستينات‪ ،‬غير أنها أصبحت حاليا من أهم‬ ‫األنشطة الزراعية بالمنطقة‪ .‬بل تشكل وحدها حاليا‪ ،‬ما يقارب ‪ % 80‬من المساحة الوطنية‪ .‬ومؤخرا وافقت‬ ‫«اللجنة الوطنية للعالمات المميزة للمنشأ و الجودة» على دفتر تحمالت البيان الجغرافي ‘’مزاح زكزل’’‪IG Néfles‬‬ ‫‪.de Zegzel‬‬ ‫تتوفر شجرة لمزاح على مقومات مهمة قادرة على تطوير الفالحة التضامنية‪ .‬وهي من أشجار الفاكهة النادرة‬ ‫التي ال تتطلب عناية كبيرة و خصوصا في ما يتعلق بالمبيدات‪ .‬و هو ما يجعل فاكهة لمزاح تستحق بجد إعتبارها‬ ‫منتوجا بيولوجيا‪ .‬هذا إضافة إلى المهارات الجيدة التي أصبح يتوفر عليها فالحو المنطقة و التي راكموها طيلة‬ ‫نصف قرن من الممارسة خاصة فيما يتعلق بالعناية و الطريقة الزراعية و اإلنتاج‪.‬‬ ‫ومن الناحية البيئية‪ ،‬فإن لشجر لمزاح قيمة جمالية طبيعية ال جدال فيها‪ .‬كما أن المزارع التي تمتد على طول‬ ‫ضفاف واد زكزل تشكل ساترا منيعا في مواجهة التعرية المائية‪.‬‬

‫نبذة تارخيية‪،‬‬ ‫املجال و املساحة‬

‫الوادي و أصبحت أهم مصدر للدخل للسكان‪ .‬و تبلغ حاليا‬ ‫املساحة التي تغطيها هذه الشجرة‪ ،‬حوالي ‪ 270‬هكتار‬ ‫(‪ 73500‬شجرة)‪ .‬موزعة بني منطقة زكزل – تاقربوصت‬ ‫ب ‪ 150‬هكتار‪ .‬و تزاغني ب ‪ 35‬هكتار‪ .‬و واولوت ب‬ ‫‪ 85‬هكتار‪.‬‬ ‫وهنا جتدر اإلشارة إلى أن املساحة اإلجمالية لشجر ملزاح‬ ‫مبنطقة ملوية تناهز‪ 340‬هكتار‪ .‬و هو ما يشكل ‪ % 85‬من‬ ‫اإلجمالي الوطني الذي يبلغ حوالي ‪ 400‬هكتار‪.‬‬

‫ التقنيات الزراعية املتبعة و اإلكراهات املتعلقة بها‪.‬‬‫ أشكال تثمني منتوج ملزاح و اإلكراهات‪.‬‬‫ التسويق و صعوباته‪.‬‬‫ احللول املقترحة بشكل تشاركي من أجل التطوير املستمر لهذا‬‫القطاع و حتسني مدخول الفالح‪.‬‬ ‫وقد أظهر هذا التشخيص ما يلي‪:‬‬

‫يتميز وادي زكزل مبناخ معتدل و مشمس‪ ،‬وبتربة جيدة التصريف‬ ‫و غنية نتيجة حتلل صخور الشست و البازلت و الكلس‪ .‬مياه‬ ‫واد زكزل الوفيرة و الدافئة في الشتاء تساعد على إستمرارية‬ ‫هذا النشاط الفالحي‪ .‬وقبل أن تكتسح املنطقة األشجار املثمرة‬ ‫بشكل تدريجي‪ ،‬ظلت لسنوات طوال تشتغل بزراعة احلبوب‬ ‫األنواع املزروعة‬ ‫و الرعي‪ .‬لكنه إبتداء من اخلمسينات بدأت تنتشر زراعة‬ ‫األشجار املثمرة و خاصة احلوامض و باألخص منها البرتقال‪.‬‬ ‫األنواع األكثر إنتشارا في املنطقة هي‪:‬‬ ‫غير أنه و بسبب وصول شبكة السقي الكبير إلى سهل طريفة‬ ‫ نافيال‪ :‬أو البلدي و يتميز بفاكهة ذات حجم كبير مع لب‬‫سدي محمد اخلامس و مشرع حمادي‪،‬‬ ‫غزير العصارة‪.‬‬ ‫منذ بداية اإلستقالل من َ‬ ‫أصبح البرتقال أقل تنافسية في املنطقة رغم مجانية مياه الري‪ .‬مت القيام بعملية تشخيص تشاركي مبنطقة تاقربوصت‪ ،‬إبتداء ‪ -‬موسكا‪ :‬وهو صنف منبثق من نافيال غير أن حجم فاكهته‬ ‫فتم إستبداله باإلجاص‪ .‬إال أنه لم يستطع التالؤم مع التحوالت من ‪ 21‬ابريل ‪ ،2011‬مبشاركة حوالي ثالثني فالحا‪،‬و ذلك أصغر‪ ،‬إجاصي الشكل‪ ،‬ويتوفر بدوره على لب أصفر كثير‬ ‫املناخية للمنطقة ليتم تعويضه بدوره‪ ،‬و بالتدريج‪ ،‬بشجرة ملزاح بهدف إرشادهم و التعرف على إنشغاالتهم‪ .‬وقد مت حتليل و العصارة‪.‬‬ ‫من صنف ‘’مزاح اليابان ‘’ بداية من أواخر الستينات‪.‬‬ ‫هامة مبساهمة ‪ -‬مكركب‪ :‬وهو األكثر إنتشارا بوادي زكزل‪ .‬و يعطي ثمارا‬ ‫دراسة أربعة مواضيع‬ ‫و حاليا أصبح لشجرة ملزاح هيمنة شبه مطلقة في كل‬ ‫ذات جودة عالية و إنتاجية مرتفعة و أكثر إنتظاما‪ .‬له لب أصفر‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫هؤالء الفالحني‪،‬‬

‫التطبيقات الزراعية و‬ ‫خصائص املزارع‬


‫أشجار فاكهة‬ ‫الصيف املرتفعة و اجلافة تؤثر كثيرا على منو و نضج ثمار ملزاح التي‬ ‫قد تصاب بحروق شمسية تنقص كثيرا من قيمتها التجارية‪.‬‬ ‫كما أن رطوبة اجلو أو سيادة الضباب إبان فترة النضج يؤثران على‬ ‫نكهة الفاكهة ومستوى حالوتها‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن فاكهة ملزاح حساسة جدا و سريعة التعفن وال ميكن‬ ‫تخزينها ألكثر من عشرين يوما في الظروف الطبيعية‪.‬‬

‫التسميد‬

‫مناخ معتدل مع معدل تساقطات مطرية من ‪ 600‬إلى ‪1000‬‬ ‫ملم‪ ،‬موزعة بشكل جيد خالل السنة‪ .‬و يحصل اإلزهار‬ ‫عندها في فصل اخلريف‪ ،‬بينما تنضج الثمار في الربيع‪.‬‬ ‫و يتميز هذا النوع بقدرته النسبية على التعايش مع اجلفاف بحيث‬ ‫انه ال يتم سقيه طيلة فصل الصيف و إمنا في الربيع إبان فترة إزدياد‬ ‫حجم الثمار حيث تكون املياه جد وفيرة بالوادي‪ .‬و تتراوح‬ ‫احلاجة إلى املاء ما بني ‪ 6000‬و ‪ 10000‬م‪ 3‬للهكتار موزعة‬ ‫بشكل جيد على طول السنة‪.‬‬ ‫و يصل معدل السقي بزكزل و تاقربوصت إلى ‪ 10‬ريَات سنويا‪،‬‬ ‫بينما يرتفع إلى ‪ 16‬ريَة في تزاغني و واولوت‪ .‬وتقدر كلفة الريَة‬ ‫الواحدة للشجرة الواحدة ب ‪ 40 .0‬درهما‪.‬‬

‫و فير العصارة‪.‬‬ ‫ طناكا‪ :‬صنف ياباني األصل يتميز بثماره الكبيرة بيضاوية‬‫الشكل و طويلة ذات قشرة صلبة و بشرة برتقالية بنية‪ .‬لبها‬ ‫متماسك أصفر مشمشي‪ .‬حلو املذاق و قليل العصارة و يعرف‬ ‫بجودته اجليدة عند النضج ونواها قليل و صغير احلجم‪.‬‬ ‫وتبدأ مرحلة نضج األصناف الثالثة األولى في أواسط إبريل‪،‬‬ ‫خالف صنف طناكا الذي متتد لديه من أواخرإبريل إلى العشرة أيام‬ ‫األولى من ماي‪ .‬وهي أصناف مالئمة للمنطقة و فاكهتها تعرف‬ ‫طلبا كبيرا سواء على الصعيد احمللي أو الوطني‪.‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فان مزاح اليابان مت تطعيمه على شجرة سفرجل‬ ‫بروفانس مما منحه ساقا قصيرة و مجموعا جذريا جد متطور أما‬ ‫األغراس غير املطعمة‪ ،‬فال تستعمل غالبا إال في حالة الرغبة في‬ ‫احلصول على أشجار قوية لغرسها في أراضي قليلة اخلصوبة‪ .‬التربة‬ ‫و هو أمر نادر‪.‬‬ ‫يستطيع شجر ملزاح أن ينمو في كثير من أنواع التربة‪ .‬فهو‬ ‫ال يخشى التربة الكلسية و يتعايش مع كل األنواع األخرى من‬ ‫الغرس‬ ‫الرملية اخلفيفة إلى الطينية الغرينية‪ ،‬غير أنه يحتاج إلى كميات‬ ‫نظرا لطبيعة تضاريس وادي زكزل الغير مستوية‪ ،‬فان املغارس كافية من املياه و إلى مستوى جيد للتصريف لدى التربة من أجل‬ ‫تكون أحيانا على شكل مصطبات‪ .‬كما أن الكثافة متنوعة‪ .‬منو أفضل‪.‬‬ ‫فبخالف املزارع القدمية التي كانت شديدة الكثافة مبعدل ما بني أما بالنسبة إلعداد األرض‪ ،‬فاألمر ال يتعدى إحداث أحواض‬ ‫‪ 300‬و ‪ 400‬شجرة في الهكتار فإن كثافة املزارع احلالية إلستقبال مياه السقي‪ .‬كما أن الطبوغرافية الغير مستوية و‬ ‫تتراوح ما بني ‪ 120‬و ‪ 150‬شجرة في الهكتار‪ .‬و ترتفع هذه املتنوعة لألرض‪ ،‬تشكل حاجزا جديا أمام توسع مكننة هذا‬ ‫النسبة إلى ما بني ‪ 260‬و ‪ 280‬شجرة في املناطق السقوية النشاط الزراعي‪.‬‬ ‫ورغم مناعته الكبيرة في مواجهة احلرارة و الرياح‪ ،‬إال أن حرارة‬ ‫خاصة في السليمانية‪ ،‬تزايست‪ ،‬زايو‪ ،‬وبوارك‪.‬‬ ‫ومتتد فترة غراسة ملزاح ما بني شهري أكتوبر و أبريل‪ ،‬ويعتبر‬ ‫شهر فبراير املوعد األفضل‪ .‬كما تتوفر منطقة واولوت باألخص‬ ‫على إمكانية التوسع في غرس املزيد من أشجار املزاح‪ ،‬بينما‬ ‫تعرف منطقتي زكزل و تاقربوصت عمليات تشبيب و جتديد‬ ‫ملزارعها القدمية‪ .‬و عموما يلجأ الفالحون في وادي زكزل‪ ،‬إلى‬ ‫زراعة محاصيل ثانوية بني خطوط األشجار احلديثة و خصوصا‬ ‫في السنوات الثالثة األولى‪ .‬ومباشرة بعد اإلنتهاء من غرس‬ ‫الشجيرات (في حفر مبقياس‪x 0. 30 x 0. 30 .0 :‬‬ ‫‪ 30x‬سم)‪ ،‬يتم القيام بعملية سقي أولى ثم تليها سقية ثانية‬ ‫شهران بعد ذلك‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬يبلغ ثمن الشتلة املطعمة ‪ 40‬درهم و ثمن احلفرة‬ ‫الواحدة ‪ 5‬درهم‪.‬‬

‫االحتياجات املائية‬

‫تعد شجرة مزاح اليابان نوعية شبه استوائية مميزة‪ .‬فهي تنمو في‬

‫تتعدد أنواع السماد املستعمل بوادي زكزل‪ .‬غير أنه ال تتوفر لدى‬ ‫الفالحني معايير مناسبة و ناجزة ميكنهم إتباعها‪ .‬و غالبا ما يتم‬ ‫إستخدام ‪ 3‬أصناف منها‪:‬‬ ‫* سماد عضوي‪ :‬مكون باخلصوص من مخلفات األغنام‪،‬‬ ‫ويستعمل بكميات جد متفاوتة تتراوح بني ‪ 75‬و ‪ 250‬كلغ‬ ‫للشجرة الواحدة سنويا‪ .‬ويستعمل بعد عمليات التقليم و يبلغ‬ ‫متوسط كلفة الشجرة ‪ 40‬درهم‪.‬‬ ‫* سماد عضوي حيواني مضافة إليه أسمدة عمق آزوتية‬ ‫وفوسفورية وخاصة كبريتات األممونياك ‪ 21‬وسماد سوبر‬ ‫فوسفاط اجلير ‪ ،18%‬بكميات متفاوتة ثم يلي ذلك إستخدام‬ ‫أسمدة تغطية (أمونيترات ‪)5 .%33‬‬ ‫* سماد معدني‪:‬‬ ‫ سماد العمق‪ 120:‬وحدة أزوت ‪ +70+‬وحدة من‬‫‪ 120+ P2 O5‬وحدة من ‪.K2 O‬‬ ‫ سماد تغطية‪ :‬على مرحلتني ‪ 60‬وحدة قبل اإلزهار و ‪60‬‬‫وحدة بعد اجلني‪.‬‬ ‫و الواقع أن املزارعني لديهم وعي كبير بأهمية عمليات التسميد‬ ‫و تأثيرها على جودة فاكهة ملزاح و خاصة بالنسبة ملتانة القشرة‬ ‫اخلارجية التي حتدد مدة قابليتها للتخزين‪.‬‬

‫التقليم‬

‫يقصد بالتقليم التكويني‪ ،‬إختيار ‪ 3‬إلى ‪ 4‬فروع رئيسية (فروع‬ ‫تاجية)‪ ،‬متباعدة فيما بينها مبا بني ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سم‪ ،‬لتكوين‬ ‫الهيكل األساسي للشجرة خالل سنواتها الثالث األولى من‬ ‫حياتها‪ .‬أما التقليم الثمري الذي يتم بعد اإلنتهاء من اجلني فيتم‬ ‫اللجوء إليه من أجل تشديب األغصان املتشابكة و الفروع امليتة‪.‬‬


‫الصنف‪ ،‬الكثافة‪ ،‬مستوى العناية بالبستان و عمر األشجار‪.‬‬ ‫وتتراوح مردودية الشجرة القدمية من ‪ 100‬إلى ‪ 150‬كلغ‪ .‬أما‬ ‫الشجرة احلديثة فتعطي ما بني ‪ 70‬و ‪ 80‬كلغ‪.‬‬ ‫وبالنسبة ملناطق السقي الكبير بوادي زكزل‪ ،‬يصل متوسط‬ ‫مردودية الهكتار الواحد إلى ‪ 20‬طن‪ ،‬أي متوسط إنتاج‬ ‫إجمالي سنوي يبلغ ‪ 1400‬طن‪ .‬مع العلم أن معدل اإلنتاج‬ ‫السنوي ملنطقة ملوية إجماال يرتفع إلى ‪ 8600‬طن‪.‬‬

‫وبصفة عامة‪ ،‬تتم عمليات التقليم بوادي زكزل من طرف عمال‬ ‫مبهارات و تقنيات ضعيفة ال تتعدى إزالة األغصان امليتة و خلق‬ ‫إنفراجات بني الغصينات الكثيفة‪ .‬و تقدر كلفة تقليم الشجرة‬ ‫الواحدة ما بني ‪ 7‬و ‪ 10‬دراهم‪.‬‬

‫حماية الصحة النباتية‬

‫ال يعرف وادي زكزل مشاكل صحية كثيرة‪ .‬بحيث أن املرض‬ ‫األكثر إنتشارا في املنطقة هو مرض اجلرب ‪ -‬املسمى محليا‬ ‫‘’النكريطة’’‪ -‬و التي تصيب الغالل بخسائر مهمة حسب‬ ‫السنني و األصناف‪ .‬غير أن هذا املشكل الذي الزال خارج‬ ‫السيطرة‪ ،‬ميكن التحكم فيه بسهولة و احلد من آثاره و ذلك‬ ‫باللجوء إلى معاجلة و قائية بالنحاس بنسبة ‪ .%2‬و تقدر كلفته‬ ‫ب ‪ 14‬درهم للشجرة و لكل عملية‪.‬‬ ‫وفعال إستطاع بعض املزارعني مؤخرا إقتناء جرارات صهاريج‬ ‫مجهزة بخراطيم يقومون بعرض خدماتها على غيرهم من‬ ‫الفالحني‪.‬‬

‫اجلني و التخزين‬

‫متتد فترة جني ثمار ملزاح من أواخر مارس إلى نهاية ماي‪ .‬وتعرف‬ ‫فترة ذروة اإلنتاج نقصا كبيرا في اليد العاملة نتيجة الطلب الكثيف‬ ‫عليها‪ .‬مما يشكل معاناة كبيرة لدى الفالحني ألنه ال ميكن اإلستعانة‬ ‫بأي كان‪ ،‬و ذلك ألن جني فاكهة ملزاح يتطلب مهارات خاصة‬ ‫نظرا حلساسيتها‪ .‬إذ يجب التعامل بحرص كبير مع الغشاء‬ ‫الزغبي الدقيق الذي يغطي الثمرة و تفادي إيذاءه مطلقا‪.‬‬ ‫وبصفة عامة يستطيع األجير الواحد جني ما بني ‪ 100‬و ‪150‬‬ ‫كلغ من الثمار في اليوم بأجر يومي يبلغ ‪ 100‬درهم‪ .‬يضاف إليه‬ ‫عامل آخر على األرض يستلم حوالي ‪ 500‬كلغ ب ‪ 100‬درهم‬ ‫كأجر يومي‪ .‬ثم أجير أخير يقوم بعمليات الفرز و التعبئة يستطيع‬

‫أن‬ ‫ينجز‬ ‫‪ 40‬صندوقا بأجر يتراوح بني ‪ 150‬و‬ ‫‪ 180‬درهم يوميا‪.‬‬ ‫و يبلغ ثمن صندوق التعبئة الواحد ‪10‬‬ ‫دراهم‪ .‬وهو مصنع من خشب متوسط‬ ‫اجلودة و يستوعب ما بني ‪ 18‬و ‪20‬‬ ‫كلغ من الفاكهة‪ .‬و يتم نقل احملصول على‬ ‫مرحلتني‪ :‬أوال من احلقول إلى جوانب‬ ‫الطريق التي متتد على طول مناطق اإلنتاج‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك ينقل إلى سوق اجلملة ببركان‬ ‫(‪ 70‬درهم حلمولة من ‪ 9‬قنطار)‪ ،‬أو‬ ‫إلى مدن أخرى و خاصة الدار البيضاء‬

‫و طنجة‪.‬‬ ‫و يضاف إلى هذه املصاريف رسم الدخول إلى سوق بركان البالغ‬ ‫يقدر متوسط الكلفة النهائية‬ ‫‪ 10 .0‬درهم للكيلو‪ .‬وبالتالي‪َ ،‬‬ ‫للكيلوغرام الواحد من مزاح زكزل‪ ،‬من بداية اجلني حتى ولوج‬ ‫سوق اجلملة‪ ،‬بحوالي ‪ 50 .1‬درهما‪ .‬وهنا يجب اإلشارة إلى‬ ‫أنه من املعيقات الرئيسية لتطور هذا القطاع الفالحي غياب أنشطة‬ ‫و خدمات التخزين و التحويل الصناعي لهذه الفاكهة‪.‬‬ ‫وفي إطار املجهودات املبذولة للرفع من قيمة فاكهة مزاح زكزل و‬ ‫تثمينها ثم التوقيع‪،‬يوم ‪ 27‬يناير ‪ 2013‬ببركان‪ ،‬على إتفاقية‬ ‫شراكة بني األطراف التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬عمالة بركان (اللجنة اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫‪ .2‬وكالة التنمية اإلجتماعية و اإلقتصادية لوالية و عماالت‬ ‫اجلهة الشرقية)‪.‬‬ ‫‪ .3‬الوكالة اجلهوية للتعاون و التنمية ل «شومبان أردين»‬ ‫بفرنسا‪.‬‬ ‫‪ .4‬املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي مللوية‪.‬‬ ‫‪ .5‬اجلماعة القروية لزكزل‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعاونية واد زكزل‪.‬‬ ‫وقد مت التوافق على املكونات الرئيسية التالية لإلتفاقية‪:‬‬ ‫· احلكامة اجليدة لتعاونية كنوز‪.‬‬ ‫· تكثيف اإلنتاج من خالل إعادة تأهيل شبكة الري القائمة و‬ ‫حتسني التقنيات الزراعية املطبقة من طرف الفالحني‪.‬‬ ‫· تثمني املنتوج و الرفع من قيمته بإحداث محطة لتعبئة مزاح زكزل‬ ‫و اإلتفاق على عالمة ‪.IG Néfles de Zegzel‬‬

‫اإلنتاج و املردودية‬

‫يعود مستوى اإلنتاج إلى عناصر متعددة‪ :‬العوامل املناخية‪،‬‬

‫التسويق‬

‫من العوامل التي تؤثر سلبيا على تسويق فاكهة مزاح زكزل ميكن‬ ‫أن نذكر‪:‬‬ ‫ حساسية الفاكهة ذاتها بعد إكتمال نضجها و سهولة إصابتها‬‫بسبب االحتكاك ببقع بنية‪.‬‬ ‫ عدم حتملها لظروف النقل مما يحد من إنتشارها‪.‬‬‫وعموما يتم تسويق منتوج وادي زكزل من ملزاح بالطرق الثالثة‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫* البيع في عني املكان و هو األسلوب السائد (حوالي ‪)% 75‬‬ ‫و ينطلق في شهر مارس‪ .‬و حسب هذه الطريقة يقوم مجموعة‬ ‫من الوسطاء بشراء الغلة و هي الزالت على األشجار‪ .‬و في‬ ‫غالب األحيان تتم هذه العملية سنويا بني نفس األطراف بحكم‬ ‫كونهم جميعا من سكان نفس املنطقة و لهم دراية كاملة باألصناف‬ ‫و البساتني و اجلودة‪ .‬وترجع أهم أسباب تفضيل الفالحني لهذه‬ ‫الطريقة في بيع غاللهم إلى‪:‬‬ ‫ امللكية املشتركة بالوراثة للبساتني‪.‬‬‫ احلاجة إلى السيولة املالية‪.‬‬‫ غياب بعض املالكني‪.‬‬‫ هيمنة اإلستغالليات الصغيرة نتيجة التجزيئ‪.‬‬‫ هذا األسلوب يتميز بشفافية الصفقات و يناسب املالكني غير‬‫املقيمني و يجنبهم عناء اجلني و ما يليه من خدمات‪.‬‬ ‫* تكفل املزارعني بجني الفاكهة و نقلها إلى طريق زكزل و بيعها‬ ‫هناك إلى الوسطاء‪.‬‬ ‫* مباشرة الفالحني ذاتهم لعملية اجلني و نقل احملصول إلى سوق‬ ‫اجلملة مبدينة بركان و تسليمها إلى وكالء يتكلفون بالبيع باملزاد‬ ‫مقابل عمولة بنسبة ‪.% 7‬‬ ‫و يتحدد ثمن البيع في األسواق وفق مستوى اجلودة و فترة البيع‪،‬‬ ‫و يتراوح ما بني ‪ 3‬و ‪ 14‬درهم للكيلو بالنسبة للنوعية اجليدة‪،‬‬ ‫وما بني ‪ 5 .1‬و ‪ 2‬درهم للمتوسطة‪ .‬وتعتبر هذه األثمان‬ ‫مشجعة باملقارنة مع أنواع أخرى من الورديات في املنطقة‪.‬‬ ‫ومبدئيا‪ ،‬ميكن القول أن أثمنة البيع ميكن أن تقرر محليا بحكم‬ ‫كون ‪ % 80‬من األراضي املزروعة بشجرة ملزاح توجد بوادي‬ ‫زكزل‪ ،‬إال أن الواقع غير ذلك‪ ،‬إذ أن مجموعة صغيرة من‬ ‫الوسطاء (ال يتعدون ‪ 6‬أشخاص )هم من يستفيدون من القيمة‬ ‫املضافة الكبيرة لتجارة فاكهة ملزاح‪ ،‬و يتحكمون فيها نظرا لغياب‬ ‫أي مستوى تنظيمي للقطاع لتسويق أفضل للمنتوج‪ .‬وهو ما‬ ‫يؤدي إلى خسارة الفالحني لنسبة مهمة من هامش الربح‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يجدر التفكير جديا في إمكانيات تصدير مزاح‬ ‫زكزل كمنتوج محلي و خاصة بعد املصادقة مؤخرا على بيانه‬ ‫اجلغرافي ‪.IG Néfles de Zegzel‬‬


‫إقليم إفران‬

‫أهمية قطاع أشجار الفاكهة‬ ‫م‪ /‬سرار محمد‬

‫تشكل زراعة أشجار الفواكه يف املغرب قطاعا إسرتاتيجيا بالغ األهمية‪ .‬و قد عرف توسعا‬ ‫هائال منذ الثمانينات‪ ،‬و ذلك بفضل مجهودات و مبادرات الخواص‪ .‬و حقق إرتفاعا مهما‬ ‫يف اإلنتاج نتيجة إدخال أصناف جديدة و إعتماد أساليب زراعية حديثة‪.‬‬ ‫ولقد أصبح هذا القطاع يلعب حاليا دورا أساسيا في اإلقتصاد‬ ‫الوطني‪ ،‬إذ يساهم في تلبية احلاجات احمللية‪ ،‬وفي متوين‬ ‫الوحدات الصناعية التحويلية (مصانع عصير‪ ،‬تصبير‪،‬‬ ‫مبردات‪) . . .‬كما يوفر ما بني ‪ 13‬و ‪ 14‬مليون يوم شغل‬ ‫سنويا‪ ،‬ويدعم إحتياطي البالد من العملة الصعبة بفضل تصدير‬ ‫بعض األنواع (شهدية‪ ،‬مشمش‪،‬خوخ)‪.‬‬ ‫يتميز إقليم إفران‪ ،‬بحكم موقعه في األطلس املتوسط‬ ‫األوسط‪ ،‬بتضاريسه اجلبلية و بتدرج في اإلرتفاع من الهضاب‬ ‫املنخفضة إلى قمم اجلبال‪ .‬ويشهد تساقطات مطرية غزيرة‪.‬‬ ‫وتقدر مساحة مجموع أراضيه الصاحلة للزراعة بحوالي ‪83‬‬ ‫ألف هكتار‪ ،‬تنتشر بها مختلف أنواع الزراعات كالشوفان‬ ‫و القطاني وزراعة اخلضروات (بطاطس و بصل) وزراعة‬ ‫أشجار الفاكهة‪.‬‬ ‫و بالفعل‪ ،‬فبفضل موقعه اجلغرافي و مقوماته املناخية و طبيعة‬ ‫التربة ووفرة مصادر املياه‪ ،‬يعد إقليم إفران املوطن األفضل‬ ‫لورديات الفاكهة سواء إلنتاج الفاكهة أو الشتائل‪ .‬غير أن‬ ‫مساحة األراضي املزروعة بأشجار الفواكه ال تتعدى ‪7600‬‬ ‫هكتار و هو ما ميثل ‪ 9%‬فقط من األراضي الصاحلة‬ ‫للزراعة‪ .‬األمر الذي يستدعي التوسع في حتويل األراضي‬ ‫من زراعة احلبوب إلى زراعة األشجار املثمرة‪.‬‬ ‫يوجه اإلنتاج بشكل أساسي إلى السوق احمللية‪ .‬و يأتي التفاح‬ ‫على رأس القائمة ب ‪ 5340‬هكتار وهو ما يوازي ‪% 20‬‬

‫من املساحة على الصعيد الوطني‪ .‬يليه الكرز ب ‪695‬‬ ‫هكتار (‪ % 45‬من املساحة الوطنية )‪ .‬ومن أهم مناطق‬ ‫اإلنتاج باإلقليم نذكر‪ :‬وادي تيكريكرا و ضاية عوا بالنسبة‬ ‫للتفاح‪ .‬وعني اللوح و أوكماس بالنسبة للكرز‪ .‬وبلغة األرقام‪،‬‬ ‫ميكن القول أن إقليم إفران ينتج إجماال‪ 600 .105:‬طن‬ ‫من فاكهة التفاح‪ .‬و ‪ 2000‬طن من الكرز‪ .‬أي ما يشكل‬ ‫‪ % 25‬ثم ‪ % 26‬من اإلنتاج الوطني (موسم ‪2011‬‬ ‫‪.) 2012‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فإن إنتاج الكرز يتفاوت كثيرا من موسم إلى آخر‬ ‫مبا أنه‪ ،‬في بعض السنوات‪ ،‬يستطيع اإلقليم أن يوفر أكثر من‬ ‫‪ % 50‬من اإلنتاج الوطني و خاصة مبنطقة عني اللوح‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للورديات البذرية خاصة اإلجاص و السفرجل‪،‬‬ ‫فقد تقلصت مساحتها بشكل كبير نتيجة إصابتها باللفحة‬ ‫النارية فتم تعويضها بأنواع أخرى‪ .‬أما بالنسبة للورديات اللوزية‬ ‫فتبلغ مساحة أشجار البرقوق ‪ 900‬هكتار( ‪ 10%‬من‬ ‫املساحة الوطنية) و الشهدية ‪ 500‬هكتار (‪.) 9%‬‬ ‫وللتذكير فإنه على مستوى جهة مكناس – تافياللت‪ ،‬التي‬ ‫متثل ‪ % 51‬من املساحة الوطنية لشجرة التفاح‪ ،‬و ‪.62‬‬ ‫‪ % 21‬من اإلنتاج الوطني‪ ،‬فإن إقليم إفران يأتي في املرتبة‬ ‫الثانية بعد ميدلت ب ‪ % 21 .32‬من املساحة اجلهوية‪.‬‬ ‫ومن أهم األصناف التي يتم إنتاجها باإلقليم نذكر‪ :‬كولدن‬ ‫ديليسش‪،‬سطارك ديلسش‪،‬سطارك رميسون و غيرها‪.‬‬

‫ومتتد مرحلة النضج بشكل متدرج بني غشت و شتنبر‪ .‬ويبلغ‬ ‫متوسط مردودية الهكتار الواحد في املناطق املسقية حوالي‬ ‫‪ 14‬طن بجودة البأس بها لكنها تبقى دون مستوى ما ميكن‬ ‫حتقيقه فعال‪.‬‬ ‫والواقع أن شجرة التفاح تعد من األنواع البالغة احلساسية إذ‬ ‫تتأثر بشكل كبير باألمراض و أخطاء طريقة التعامل الزراعي‬ ‫املتبع و باآلفات‪ .‬ولهذا‪ ،‬ولتحقيق إنتاج جيد فان األمر يتطلب‬ ‫كفاءة عالية و متكنا كبيرا من كل العمليات التقنية التي يجب‬ ‫أن تكون متالئمة مع املستلزمات النباتية املختارة ومع ظروف‬ ‫املكان‪.‬‬ ‫أما تقنيات طريقة التعامل الزراعي املتبع في إقليم إفران‬ ‫فتتعلق باخلصوص بإستعمال أنواع النمو احلر كصنف الكوبلي‬ ‫‪ Gobelet‬للكثافة الضعيفة و املتوسطة‪ ،‬و أنواع ‘’احملور‬ ‫املركزي’’ للكثافة املرتفعة‪ .‬أما بالنسبة للري فقد تزايد‬ ‫إستخدام نظام السقي بالتنقيط بفضل دعم الدولة‪ .‬وملواجهة‬ ‫اخلسائر الناجتة عن ا َلبرد‪ ،‬بالرغم من وجود األجهزة املضادة‪،‬‬ ‫فان اللجوء إلى إستعمال ا ًلشباك أعطى نتائج مرضية‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى تزايد اإلقبال على هذه الوسيلة من طرف الفالحني‪.‬‬ ‫و لقد عرفت البنية التحتية للحفظ و التخزين بدورها تطورا‬ ‫مهما‪ ،‬إذ إرتفع عدد وحدات التخزين من ‪ 5‬وحدات سنة‬ ‫‪ 2002‬إلى ‪ 11‬وحدة في ‪ 2012‬موزعة على مستوى‬ ‫املنطقة بطاقة إستيعابية تناهز ‪ 400 .14‬طن‪ .‬ومن‬ ‫املرتقب حسب مخطط املغرب األخضر‪ ،‬إحداث وحدة تبريد‬ ‫جديدة للتفاح‪ ،‬ووحدة أخرى لتعبئة الكرز ووحدة لتجفيف‬ ‫البرقوق بتيمحضيت‪.‬‬

‫مشاريع مستقبلية‬

‫يحتل قطاع أشجار الفاكهة موقعا هاما في توجهات و برامج‬ ‫مخطط املغرب األخضر و خصوصا على صعيد التوسع في‬ ‫املساحة بني ‪ 2011‬و ‪ .2015‬ويقصد من ذلك تنويع‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬وحتسني املردودية و إحداث مناطق زراعية جديدة‬ ‫للبرقوق بتمحضيت (اجلماعة القروية واد إفران) وللتفاح‬ ‫ببيكريت و سنوال (جماعة سيدي املخفي)‪ ،‬في أفق جعل‬ ‫زراعة أشجار الفاكهة احملرك الرئيسي للتنمية اإلقتصادية بإقليم‬ ‫إفران‪.‬‬ ‫إال أن هناك بعض العراقيل التي تعيق حتقيق هذا املشروع‬ ‫التوسعي الطموح خاصة على املستوى اإلداري و املتعلق‬ ‫بالصفقات‪ .‬إذ قد يتأخر إنطالق عمليات الغرس و يتجاوز‬ ‫الفترة املالئمة التي هي فترة السكون النباتي (بني شهري دجنبر‬


‫و مارس)‪ .‬وبسبب ذلك فإنه بعد تبرعم شتائل الفاكهة العارية‬ ‫اجلذو‪ ،‬فان جناح األغراس اجلديدة يصبح غير مؤكد‪ .‬كما أن‬ ‫عدم إمتالك أصحاب مشاتل أزرو لسجل عمليات وصفقات‬ ‫مرجعية سابقة‪ ،‬جعلهم خارج املنافسة رغم خبرتهم و كفاءتهم‬ ‫العالية‪ ،‬لتخلو الساحة ملقاولي األشغال العامة لإل ستفادة من‬ ‫الصفقات وهو ما يطرح شكوكا حول قيمة و سالمة األشغال‬ ‫التي مت إجنازها‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬مت تأجيل صفقات الغرس ملوسم ‪2011-2012‬‬ ‫بسبب املشاكل التي عرفها املوسم السابق‪ ،‬مما سبب للمشتليني‬ ‫صعوبات كبيرة في تسويق أغراسهم‪ .‬ولهذا يطالب املهنيون‬ ‫بإنشاء جلان لتقييم تقدم األشغال و مدى جناحها وقد تعرضت‬ ‫الصحافة املكتوبة بدورها لهذه القضايا في عدة مقاالت‪.‬‬

‫المقومات األساسية‬ ‫للمنطقة‬

‫يتمتع إقليم إفران مبقومات مهمة و أساسية لتنمية و تطور‬ ‫زراعة أشجار الفاكهة و منها‪:‬‬ ‫ مناخ مناسب لورديات الفاكهة (مستوى برودة كاف)‪ .‬بل‬‫باإلمكان إضافة زراعات جديدة كشتائل التوث األرضي و‬ ‫بذور الشمندر السكري‪.‬‬ ‫ وفرة املوارد املائية السطحية و اجلوفية بشكل كاف لتطوير‬‫اإلمكانات الزراعية‪.‬‬ ‫ خصوبة التربة تتيح إمكانية ممارسة بعض املضاربات‬‫التجارية املربحة (مشاتل‪،‬فواكه)‪.‬‬ ‫ إمكانية تطوير أنشطة زراعية موازية كتربية النحل‪.‬‬‫ املوقع اجلغرافي الوسطي لإلقليم جعل منه ملتقى ألهم‬‫الطرق‪ ،‬مما يسهل عمليات التموين مبختلف املدخالت و‬ ‫تسويق اإلنتاج‪.‬‬

‫أهم اإلكراهات‬

‫لكن‪ ،‬وبالرغم من كل هذه املقومات و املزايا‪ ،‬فإن هناك بعض‬ ‫املعيقات التي تعترض تقدم قطاع زراعة أشجار الفاكهة باإلقليم‬ ‫و منها‪:‬‬ ‫ وتيرة اجلليد و ا َلب َرد ورياح الشركي تتزامن مع املراحل‬‫احلرجة في دورة اإلنتاج لدى مختلف أنواع الفاكهة‪.‬‬ ‫ ضعف تكوين و كفاءة أغلب الفالحني‪.‬‬‫ ضعف العقلية التعاونية و غياب ألي تنظيم مهني لعمليات‬‫التسويق مما يؤدي إلى إستفادة الوسطاء على حساب املنتجني‬ ‫األصليني‪ ،‬و باالخص نتيجة أسلوب البيع بعني املكان‪ ،‬مما‬ ‫يضيع على الفالحني جزءا كبيرا من األرباح‪.‬‬

‫طرق تحسين الوضع‬

‫و للتمكن من معاجلة هذه الوضعية‪ ،‬فإنه أصبح من الضروري‬

‫القيام باإلجراءات التالية‪:‬‬ ‫ تعميم إستعمال الشباك املضادة َللب َرد‪.‬‬‫ تشجيع املنتجني على اإلنخراط الفعال في اجلمعيات املهنية‬‫ودعم التنظيمات النشيطة‪.‬‬ ‫ تعزيز التكوين املستمر وتأطير املزارعني‪.‬‬‫ فك العزلة عن الدواوير و إحداث آلية جتارية على مستوى‬‫املنطقة‪.‬‬ ‫ توجيه القطاع إلى زراعة أشجار مثمرة أقل إستهالكا للماء‬‫و أكثر قابلية للتكيف مع الظروف املناخية لإلقليم مثل الزيتون‬ ‫و اللوز و الكرز‪.‬‬ ‫ الرفع من قيمة املنتوج من خالل إنشاء وحدات تخزين و‬‫جتفيف و حتويل‪.‬‬ ‫‪ -‬تعميم و تطوير املكننة‪.‬‬

‫التنظيم المهني‬

‫تعرف منطقة إفران‪ .‬كغيرها من اجلهات األخرى‪ ،‬غيابا شبه‬ ‫كامل ألي تنظيم مهني خاص بقطاع زراعة ورديات الفاكهة‪.‬‬ ‫هذا مع العلم أن الوسيلة األساسية و الوحيدة التي متكن‬ ‫الفالحني من الدفاع عن مصاحلهم هي التكتل في إطارتنظيمات‬ ‫مهنية و بيمهنية‪ .‬وذلك من أجل تسهيل التواصل بني مختلف‬ ‫الفاعلني في القطاع و حتسني اجلودة و تثمني املنتوج‪ ،‬خاصة مع‬ ‫عدم كفاية و قصور وحدات التخزين البارد‪.‬‬ ‫إال أنه مع ذلك‪ ،‬هناك مجهودات حملاولة التنظيم تستحق الدعم‬ ‫كبعض جمعيات مزارعي الفواكه‪ ،‬و اإلحتاد اإلقليمي ملنتجي‬ ‫ورديات الفاكهة‪ ،‬وجمعية املشتليني‪. . .‬‬ ‫ولعل جمعية أدرار تعد منوذجا جيدا للقدرة على النجاح‪.‬‬ ‫فقد أنشات في البداية لتوحيد املزارعني و الدفاع عن مصاحلهم‬ ‫عقب إجتياح اللفحة النارية ملنطقة إفران‪ .‬وقد استطاعت‪،‬‬ ‫على األقل‪ ،‬النجاح في حصول أغلب املتضررين على دعم و‬ ‫مساعدة الدولة في تطهير بساتينهم و إعادة غرسها‪.‬‬ ‫وحاليا‪ ،‬تعمل اجلمعية ‪ -‬و التي تضم أكثر من ‪ 1000‬منخرط‬ ‫ على توسيع طموحاتها و املساهمة النشيطة في الدينامية‬‫التي أطلقها مخطط املغرب األخضر‪ .‬و ذلك من خالل مواكبة‬ ‫كل املشاريع ذات العالقة‪ ،‬مثل مشروع حتويل ‪ 600‬هكتار من‬ ‫زراعة احلبوب إلى مزارع أشجار فاكهة (‪ 440‬هكتار برقوق‬ ‫و ‪ 160‬هكتار خوخ)‪ .‬وقد مت اإلنتهاء فعال من إجناز الشطر‬ ‫األول اخلاص ب ال ‪ 440‬هكتار‪ .‬بحيث إستفاد ما يقارب‬ ‫‪ 300‬فالح من جتهيز بساتينهم و تعهد الدولة بالعناية بها ملدة‬ ‫سنتني قبل تسليمها لهم‪ ،‬و سيكون بإمكانهم احلصول على‬ ‫التمويل الالزم من قبل القرض الفالحي لضمان إستمرار العناية‬ ‫باملزارع‪ .‬وبفضل هذا التحول النوعي في نشاطهم الفالحي‬ ‫سيصبح بإمكانهم مضاعفة مداخيلهم عشر مرات باملقارنة مع‬ ‫العائد من زراعة احلبوب‪.‬‬ ‫أما الشطر الثاني من املشروع (‪ 160‬هكتار) فمن املرتقب‬

‫باجنازه خالل سنتي ‪.2013-2014‬‬ ‫يقول السيد عبد الله معزوزي رئيس جمعية أدرار عن‬ ‫العملية‪:‬‬ ‫«في البداية ساد بني الفالحني كثير من اإلرتياب و التردد‪.‬‬ ‫لكنه مع التقدم في إجناز املشروع‪ ،‬بدأت تتدفق طلبات‬ ‫اإلشتراك إلى درجة أن لدينا حاليا ‪ 150‬فالحا على الئحة‬ ‫االنتظار‪ .‬وقد قدمت اجلمعية أيضا مشروعا إلى وكالة التنمية‬ ‫الفالحية للمصادقة عليه و يتعلق بإحداث مزارع ألشجار الكرز‬ ‫على مساحة ‪ 200‬هكتار في املناطق اجلبلية و املهمشة في‬ ‫بوفراح بجماعة واد إفران‪ ،‬حيث يسود مستوى عيش جد‬ ‫متدنى بسبب ضعف مردودية زراعة احلبوب املنتشرة هناك‪.‬‬ ‫ونحاول أيضا تشجيع زراعة أشجار التفاح و باألخص إدخال‬ ‫أصناف جديدة أكثر جودة و أكثر تلبية ل شروط و متطلبات‬ ‫املستهلك‪ .‬وتضم املستلزمات النباتية املتوفرة حاليا حوالي‬ ‫‪ 30‬صنفا من أصل أجنبي بشكل كامل‪ ،‬وهو رقم في‬ ‫إزدياد رغم أن الصنف األكثر إنتشارا في املنطقة هو كولدن‬ ‫ديلسش»‬ ‫ويضيف السيد معزوز‪« :‬إن أكبر مشكل يعيشه القطاع هو‬ ‫إشكالية التسويق حيث تسود الفوضى و هيمنة الوسطاء‬ ‫الذين يسببون الضرر لكل من املتنج و املستهلك‪ .‬ووحدها‬ ‫الضيعات الكبرى املنظمة التي متتلك وحدات تخزين بارد‪،‬‬ ‫تتمكن من التحكم في عمليات تسويق منتوجاتها‪ .‬ولهذا نعمل‬ ‫حاليا على وضع نظام للتجميع ميكننا من الدفاع عن مصالح‬ ‫صغار الفالحني بشكل أفضل»‪.‬‬


‫حوامض‬

‫نظرة عامة على زراعة‬ ‫احلوامض باملغرب‬ ‫برنامج تعاقدي‪:‬‬

‫تعتبر زراعة احلوامض باملغرب من أهم قطاعات اإلقتصاد ‪ -‬مناطق فاس و مكناس و العرائش (الشمال)‬ ‫الوطني‪ .‬و يأتي ترتيبها في الصف السابع كمصدر للعملة ‪ -‬منطقة تادلة بني مالل (الوسط)‬ ‫الصعبة‪ .‬ويتوفر هذا القطاع على مقدرات هامة و عديدة ‪ -‬احلوز (مراكش)‬ ‫منها‪:‬‬ ‫لصعبة‬ ‫ا‬ ‫لعملة‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ملياردرهم‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫جلب‬ ‫‬‫األصنا ف‪:‬‬ ‫كعائدات تصدير احلوامض و مشتقاتها‪.‬‬ ‫على املستوى النوعي ميكن التمييز بني ‪ 3‬أصناف حسب‬ ‫ ‪ 21‬مليون يوم عمل سنويا‪.‬‬‫فترات اإلنتاج‪:‬‬ ‫ ‪ 100‬ألف فرصة عمل‪60 .‬ألف منها في البساتني و‬‫األصناف املبكرة‪:‬‬ ‫الباقي في اخلدمات املرتبطة بالقطاع‪.‬‬ ‫ ‪ 3 .1‬مليار درهم كأجور‪.‬‬‫ احلوامض الصغيرة‪:‬خاصة الكليمانتني الذي يعد أهم أصناف‬‫لفالحني‪.‬‬ ‫ا‬ ‫أسر‬ ‫من‬ ‫‪8000‬‬ ‫ مصدر دخل رئيسي ل‬‫البستان املغربي‪.‬‬ ‫ نور‪،‬ناضوركوت (أفورار) اورطانيك‪ ،‬نوفا‪ . . .‬الخ‬‫ البرتقال‪ :‬نافيل‪ ،‬نافيل الين اليت‬‫المساحات‪:‬‬ ‫تشغل أشجار احلوامض حاليا ما قدره ‪ 100‬ألف هكتار‪.‬‬ ‫األصناف النصف موسمية‪:‬‬ ‫وهو ما يشكل ‪ 5% .1‬من مجموع األراضي الصاحلة‬ ‫أهمها‪ :‬الواشنطون الدموي‪ ،‬سالوستيانا وأيضا‬ ‫للزراعة‪ .‬و ‪ 18%‬من املساحة اإلجمالية املزروعة بأشجار‬ ‫الفاكهة‪ .‬و تنتشر هذه الزراعة باخلصوص في املناطق التالية‪ :‬سانكينيلي‪.‬‬ ‫األصناف املتأخرة‪:‬‬ ‫ منطقة سوس وتعتبر اجلهة الرئيسية إلنتاج احلوامض بأكثر‬‫وهي مجموعة مشكلة من أصناف البرتقال خاصة ماروك‬ ‫من ‪ 40‬ألف هكتار‪.‬‬ ‫ منطقة الغرب وقد كانت مهد الزراعة العصرية للحوامض اليت‪ ،‬الذي ميثل ما بني ‪ 30‬و ‪ 35%‬من اإلنتاج الوطني‬‫من احلوامض‪.‬‬ ‫باملغرب‪.‬‬ ‫‪ -‬منطقة الشرق و بركان‬

‫مت التوقيع سنة ‪ 2008‬على عقد‪-‬برنامج للحوامض في إطار‬ ‫مخطط املغرب األخضر‪ .‬و متتد فترة تطبيقه بني ‪ 2009‬و‬ ‫‪ .2018‬و يهدف إلى حتسني و تطوير وضعية هذا القطاع‬ ‫الزراعي املهم وذلك من خالل العمل على رفع مستوى اإلنتاج‬ ‫ليصل إلى ‪ 9 .2‬مليون طن سنويا‪ ،‬يتوقع ان يصدر منها ‪.1‬‬ ‫‪ 3‬مليون طن‪ ،‬فيما يوجه ‪ 4 .1‬مليون طن للسوق احمللي و‬ ‫‪ 200‬ألف طن للصناعات التحويلية‪.‬‬ ‫و لبلوغ هذا الهدف‪ ،‬يرتقب جتديد بساتني قدمية أو تغيير‬ ‫األصناف التي لم تعد مالئمة‪ ،‬بأصناف أخرى يتزايد عليها‬ ‫الطلب‪ .‬كما يتوقع التوسع في زراعة احلوامض في أراضي‬ ‫جديدة تبلغ مساحتها ‪ 20‬ألف هكتار‪ ،‬و خاصة في مناطق‬ ‫تتوفر على موارد مائية كافية و تربة مناسبة‪ .‬و تقدر كلفة هذا‬ ‫املشروع الطموح بحوالي ‪ 9‬مليار درهم منها ‪ 6‬مليار يتكفل‬ ‫بها املنتجون ذاتهم‪.‬‬ ‫وحسب آخر إجتماع لتقييم تقدم األشغال‪ ،‬مت اإلعالن أنه‬ ‫على مستوى اإلنتاج‪ ،‬فإن القطاع جتاوز أهداف التوسع و‬ ‫التجديد ب ‪ %35‬بالنسبة للمرحلة اجلارية‪ .‬و يرجع هذا‬ ‫اإلجناز إلى مجموع إجراءات الدعم و التشجيع املدرجة في‬ ‫البرنامج التعاقدي لصالح املنتجني‪ .‬كما تبذل أيضا مجهودات‬ ‫كبيرة لتحسني اجلودة و للرفع من مستوى املردودية‪ .‬وذلك عبر‬ ‫تأطير املزارعني و تعميم التقنيات الزراعية احلديثة و التوسع‬ ‫في املصادقة و تتبع املنتوج و إنتاج شتائل مصدقة لألصناف‬ ‫املالئمة‪ .‬كما مت إقرار دعم خاص للسقي بالتنقيط للحد من‬ ‫التبذير و عقلنة إستهالك املاء‪ .‬ولهذا السبب مت االكتفاء‬ ‫بتجديد مزارع سوس عوض التوسع فيها بالنظر للنقص الكبير‬ ‫في املياه الذي تعاني منه هذه املنطقة التي متثل ‪ % 50‬من‬ ‫إمكانيات إنتاج و تصدير احلوامض في املغرب‪ .‬بينما مت تفضيل‬ ‫التوسع في املنطقة الشمالية و باألخص بالغرب و العرائش‬ ‫حيث تتوفر الظروف املالئمة لزراعة احلوامض من مصادر مياه‬ ‫كافية و تربة مناسبة‪.‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فان مستوى املردودية يتفاوت حسب األصناف و‬ ‫اجلهات و مستوى الكفاءة في التعامل الزراعي لدى الفالحني‪.‬‬ ‫و يتراوح املتوسط الوطني ما بني ‪ 18‬و ‪ 20‬طن للهكتار‬ ‫(سوس ‪ 19‬طن )‪ .‬في حني يتفاوت اإلنتاج اإلجمالي‬ ‫السنوي الوطني ما بني ‪ 5 .1‬و ‪ 8 .1‬مليون طن‪ .‬و ذلك‬ ‫حسب السنوات‪( .‬سوس‪ 700 :‬إلى ‪ 720‬ألف طن)‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة هنا إلى أنه نتيجة اإلرتفاع املرتقب في اإلنتاج‪،‬‬


‫فإنه سيتم اإلعتماد كثيرا على السوق احمللي لتسويق املنتوج‬ ‫و ذلك بالنظر إلى تزايد التعداد السكاني (‪ 40‬مليون نسمة‬ ‫في ‪ )2018‬وتغير منط اإلستهالك لدى املواطنني و إرتفاع‬ ‫وعيهم الصحي باإلضافة إلى كون احلوامض الفاكهة األرخص‬ ‫في املغرب و بالتالي األكثر استهالكا‪.‬‬

‫التعبئة‪ ،‬التلفيف‬ ‫و التخزين‪:‬‬

‫يبلغ حاليا عدد وحدات املعاجلة و التعبئة العاملة في قطاع‬ ‫احلوامض‪ 50 ،‬وحدة‪ .‬منها ‪ 22‬في منطقة سوس‪ .‬وقد‬ ‫أجنزت عدة إستثمارات في هذا املجال منذ حترير عمليات‬ ‫التسويق‪ .‬ويتم إنتاج أغلب وسائل التعبئة محليا مع إستمرار‬ ‫بعض الواردات و خصوصا نسبة كبيرة من اخلشب املستعمل‬ ‫في إنتاج صناديق التعبئة‪.‬‬ ‫و جتدر اإلشارة إلى وجود سلسلة مهمة من مخازن التبريد‬ ‫تابعة لشركة «سوكا مار» بطاقة إستيعابية تتجاوز ‪30‬‬ ‫ألف طن‪ ،‬موزعة بني طنجة و الدار البيضاء و أكادير‪،‬‬ ‫وبركان‪ .‬إضافة إلى ثالجات املوانئ التي تخص شركة‬ ‫سيريكاف ‪ SERECAF‬بطاقة ‪ 10‬ألف طن‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك من مخازن التبريد اململوكة لبعض معامل التعبئة أو لبعض‬ ‫املزارعني‪.‬‬ ‫ويأمل املهنيون أن تهتم الدولة مستقبال بشأن متويل توسيع وحدات‬ ‫التعبئة القائمة وإحداث وحدات جديدة ومبردات قادرة على‬ ‫التعامل مع اإلرتفاع الكبير املنتظر في مستوى اإلنتاج‪ ،‬بفعل‬ ‫توسع مساحة زراعة احلوامض و خاصة بالنسبة لألصناف‬ ‫املتأخرة (نور‪،‬ناضوركوت‪ ،) . . .‬و التي تستدعي جنيها‬ ‫في مأمن من األمطار و تخزينها مدة طويلة‪.‬‬

‫التصدير و التسويق‪:‬‬

‫(إسبانيا) أو بعض املنافسني األقل شأنا (مصر‪،‬تركيا‪،‬اليونان‪.‬‬ ‫‪،) . .‬فإن املغرب يظل في موقع جيد ومتقدم‪ .‬كما تبذل‬ ‫مجهودات كبيرة في إطار مخطط املغرب األخضر و حسب‬ ‫العقد –البرنامج‪ ،‬لتحسني مستوى اإلنتاج و اجلودة لتلبية‬ ‫احلاجات و املتطلبات اجلديدة لألسواق اخلارجية‪،‬و الرفع من‬ ‫املردودية و القدرة التنافسية عبر تخفيض كلفة اإلنتاج‪.‬‬ ‫وهنا البد من اإلشارة إلى أن قطاع احلوامض يعد من القطاعات‬ ‫األكثر تنظيما مهنيا من خالل «جمعية منتجي احلوامض‬ ‫باملغرب» ‪ ASPAM‬و «مغرب سيتريس» (الفيدرالية‬ ‫البيمهنية املغربية للحوامض)‪ .‬وهما جمعيتان تضمان مختلف‬ ‫مكونات قطاع احلوامض‪ .‬أما في ما يخص املنتجني الصغار‪،‬‬ ‫فقد مت تسجيل إجنازات تنظيمية في إطار مشاريع التجميع‬ ‫همت مزارعني جدد باإلضافة إلى املجموعات املنظمة سابقا‬ ‫في إطار تعاونيات أو محطات تعبئة أو غيرها‪ .‬إال انه يالحظ‬ ‫تقصير من طرف الدولة في دعم هذه املشاريع (التجميع) ما‬ ‫يدفع صغار املنتجني إلى العجز عن احترام املسار التقني الذي‬ ‫املوصى به من طرف املجمع‪ .‬و ذلك من خالل اإلقتصاد في‬ ‫إستعمال مختلف املدخالت الزراعية الضرورية مما يؤدي إلى‬ ‫إنخفاض مستوى املردودية و بالتالي إلى إنخفاض املداخيل‪.‬‬ ‫و لإلشارة‪ ،‬فان جمعية ‪ ASPAM‬حتث دائما املنتجني‬ ‫على اإلستمرار بجد في عمليات التوسع و التجديد‪ -‬في‬ ‫إطار مخطط املغرب األخضر – لتأهيل قطاع احلوامض و‬ ‫تطويره بهدف احملافظة على املوقع اجليد للمغرب في السوق‬ ‫العاملي‪ .‬كما إزداد االهتمام بالسوق الوطني لتلبية حاجة‬ ‫املستهلك احمللي الذي أصبح أكثر إشتراطا للجودة و أكثر‬ ‫إستهالكا للحوامض‪.‬‬

‫تتراوح نسبة الصادرات من احلوامض ما بني ‪ 30‬و ‪% 35‬‬ ‫من اإلنتاج الكلي مبعدل ‪ 500‬ألف طن سنويا‪ .‬وهي كميات‬ ‫من املرتقب أن تبلغ ‪ 3 .1‬مليون طن حسب البرنامج املسطر‬ ‫في العقد‪-‬البرنامج اخلاص باحلوامض‪ .‬وحسب التوزيع‬ ‫على أساس األصناف‪ ،‬يالحظ هيمنة احلوامض الصغيرة‬ ‫على مجموع الصادرات‪ .‬وعلى صعيد الوجهة‪ ،‬تأتي أوربا‬ ‫الشرقية‪ ،‬وخاصة روسيا‪ ،‬في املقدمة ب ‪ .% 50‬متبوعة‬ ‫باإلحتاد األوربي ب ‪ .% 30‬بينما ال تتجاوز حصة أمريكا‬ ‫الشمالية‪ ،‬كندا باخلصوص‪ .% 13 ،‬وتتوزع ال ‪% 7‬‬ ‫املتبقية على جهات متعددة‬ ‫أخرى‪.‬يدة إلعادة تنظيم و إنتشار السوق المحلي‪:‬‬ ‫وقد مت إعداد إستراتيجية جد‬ ‫نظرا لتزايد الطلب الداخلي على مختلف أنواع احلوامض و‬ ‫لصادرات احلوامض بهدف‪:‬‬ ‫ إعادة التموقع في األسواق التقليدية ببلدان اإلحتاد‬‫األوربي‪.‬‬ ‫ تعزيزاملوقع في روسيا و أمريكا الشمالية‪.‬‬‫ ولوج باقي أسواق دول أوربا الشرقية‪ ،‬خاصة األعضاء‬‫اجلدد في االحتاد األوربي (بولونيا‪،‬هنغاريا‪،‬ليتوانيا و‬ ‫التشيك)‪.‬‬ ‫ فتح أسواق جديدة أو بعيدة بآسيا و إفريقيا‪. . . .‬‬‫‪ .‬الخ‬ ‫و على الرغم من املنافسة القوية سواء من طرف املنافس التقليدي‬

‫تزايد اإلستهالك‪ ،‬ولوال إنطالق مشاريع البرنامج التعاقدي‪،‬‬ ‫ألصبح املغرب عاجزا عن التصدير إبتداء من ‪2014‬‬ ‫وإلكتفى بتموين السوق احمللي الذي أصبح أكثر ربحية من‬ ‫التصدير‪ ،‬بحكم قدرته الكبيرة على إمتصاص مجمل احملصول‬ ‫بدون متييز على أساس العيار و من دون تكاليف تعبئة‪ .‬هذا‬ ‫باإلضافة إلى توفير السيولة الفورية للمنتجني‪.‬‬

‫سوق اإلستهالك الطري‪:‬‬

‫يستوعب ما بني ‪ 2 .1‬و ‪ 3 .1‬مليون طن من احلوامض‪،‬‬ ‫مبعدل ‪ 30‬كلغ للفرد سنويا‪ .‬ويعرف مشاكل عدة أهمها‬ ‫سيادة طرق تسويق غير مناسبة و تعدد الوسطاء‪ .‬مما‬ ‫يفسر الفرق الشاسع بني ثمن البيع عند املنبع و ثمن الشراء‬ ‫النهائي من طرف املستهلك‪ .‬و بسبب ذلك‪ ،‬هناك تفكير‬ ‫لدى التنظيمات البيمهنية لتنظيم العرض اإلجمالي لإلنتاج في‬ ‫السوق احمللي خاصة على مستوى محطات التعبئة‪ .‬وهناك‬ ‫أيضا دعوات حتيتة من طرف املزارعني إلعادة النظر في نظام‬ ‫أسواق اجلملة‪.‬‬

‫التحويل‪:‬‬

‫لقد ظلت شركة ‘’فرمياط ‪ ’’Frumat‬حتتكر هذا القطاع‬ ‫مبصانعها الثالثة عدة سنني بطاقة تبلغ ‪ 250‬ألف طن‪ .‬لكنه‬ ‫و بسبب مشاكل التموين الغير منتظم للمصانع‪ ،‬وإنخفاض‬ ‫اإلنتاج و منافسة اإلستهالك الطري املباشر‪ ،‬لم تستطع الشركة‬ ‫اإلستمرار في نشاطها التحويلي‪ .‬إال ان هناك مجموعة من‬ ‫اخلواص يعملون على إنبعاث هذه الصناعة و إستمرارها‪.‬‬ ‫وهناك إجتاه بني املهنيني للتفكير في خلق شراكات مربحة بني‬ ‫املزارعني و الصناعيني من أجل تثمني ورفع قيمة املشتقات‬ ‫الصناعية للحوامض‪.‬‬


‫تقنيات زراعية‬

‫التخزين التقليدي للبصل‬ ‫مبنطقة احلاجب‬

‫م‪ /‬سرار محمد‬

‫يعمد املزارعون مبنطقة احلاجب إلى تخزين فائض‬ ‫إنتاجهم الوفير من محصول البصل عوض عرضه‬ ‫للبيع بأبخس األثمان وكذلك لضمان تزويد السوق‬ ‫بشكل منتظم‪ .‬ونظرا لغياب بنية حتتية عصرية‬ ‫و مالئمة للتخزين‪ ،‬فإنهم يضطرون إلى اللجوء إلى‬ ‫‘’مخازن ‘’ تقليدية رغم ما تلحقه من خسائر مهمة‬ ‫باملنتوج‪.‬‬ ‫وتعتبر زراعة البصل من أهم زراعات اخلضر في‬ ‫املغرب إذ تتراوح مساحتها ما بني ‪ 18‬ألف و ‪20‬‬ ‫ألف هكتار و يبلغ حجم إنتاجها ما بني ‪ 300‬ألف‬ ‫و ‪ 400‬ألف طن في السنة‪.‬‬

‫وعلى مستوى إقليم احلاجب حتتل زراعة البصل‬ ‫املكانة الرئيسية ب ‪ % 38‬من مجموع األراضي‬ ‫املخصصة لزراعة اخلضر و تسهم بأكثر من ‪50‬‬ ‫‪ %‬من اإلنتاج الوطني‪ .‬وقد بلغ نصيب البصل‬ ‫في املوسم السابق من األراضي ‪ 4300‬هكتار‬ ‫أنتجت حوالي‪ 211600‬طن‪.‬‬

‫الطريقة التقليدية‬ ‫لتخزين البصل‬

‫احلجارة بعلو يبلغ ‪ 100‬سم‪ ،‬و عرض يتراوح بني‬ ‫‪ 80‬و ‪ 90‬سم‪ ،‬و بأطوال مختلفة حسب الكمية‬ ‫املراد تخزينها و حسب الطبيعة الهندسية لألرض‬ ‫املخصصة‪ .‬وتتباعد املخازن فيما بينها بحوالي‬ ‫‪ 3‬أمتار في الغالب‪ .‬و عموما تبنى بشكل مواز‬ ‫لإلجتاه الشرقي الغربي وهو اجتاه الرياح الغالبة‪ .‬ويتم‬ ‫وضع األبصال اجلافة بني اجلدرانني فوق طبقة من‬ ‫القش يتراوح سمكها ما بني ‪ 20‬و ‪ 30‬سم‪ ،‬ويتم‬ ‫مراكمتها بشكل هرمي (‪ 130‬سم عند الذروة‬ ‫و ‪ 100‬سم عند احمليط ) لتسهيل إنسياب مياه‬ ‫األمطار‪ .‬وفي النهاية يغطي البصل بطبقة أخرى من‬ ‫القش (‪ 10‬إلى ‪ 20‬سم) ثم غطاء بالستيكي‬ ‫متني يتم رفعه من أجل تهوية األبصال كلما إرتفعت‬ ‫احلرارة السائدة و إعادته إلى مكانه حال البرودة‬ ‫أو هطول األمطار‪ .‬و تبلغ كلفة التخزين التقليدي‬ ‫للبصل حوالي ‪ 40 .0‬درهم للكيلو‪ ،‬دون إحتساب‬ ‫الكميات التالفة إذ حينها ترتفع التكلفة إلى ‪55 .0‬‬ ‫درهم للكيلو‪.‬‬

‫تتسم طريقة التخزين التقليدية بإقليم احلاجب الخسائر وأسبابها‬

‫ببساطتها‪ ،‬و تتلخص في بناء جدارين متوازيني من حسب دراسة متت سنة ‪ 2009‬بإقليم احلاجب‪،‬‬ ‫فقد مت التوصل إلى أن اخلسائر الناجتة عن التخزين‬


‫التقليدي للبصل تعود إلى املزارعني أنفسهم و إلى‬ ‫مدة التخزين‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فان ‪ % 20‬من الفالحني باملنطقة‬ ‫يحتفظون مبحصولهم ملا بني شهرين و ‪ 4‬أشهر و يبلغ‬ ‫الفقد لديهم ‪ .20%‬أما نسبة ال ‪ % 80‬منهم‬ ‫فيطيلون مدة التخزين إلى ما بني ‪ 4‬و ‪ 6‬أشهر و‬ ‫ينقسمون إلى مجموعتني‪:‬‬ ‫ املجموعة ‪ :)% 60= ( 1‬يفقدون ما بني‬‫‪ 10‬و ‪ % 30‬من احملصول‪.‬‬ ‫ املجموعة ‪ :) % 20 =( 2‬يفقدون ما بني‬‫‪ 30‬و ‪.% 50‬‬ ‫وترجع أهم أسباب التلف إلى عملية التزريع و تعفن‬ ‫األبصال‪ .‬وهي إن كانت بسبب ظروف التخزين إال‬ ‫أنها تتعلق أيضا بأسلوب التعامل الزراعي املتبع من‬ ‫طرف فالحي املنطقة‪.‬‬ ‫يحدث التزريع حني تتوفر الظروف املالئمة لكسر‬ ‫فترة الراحة النباتية مثل بلوغ مستويات احلرارة إلى‬ ‫ما بني ‪ 10‬و ‪ 20‬درجة مئوية‪ .‬و ألن الوسائل‬ ‫املعتمدة في التخزين التقليدي ال تؤمن إال عزال نسبيا‬ ‫لألبصال‪ ،‬فإن تفاعلها مع احمليط اخلارجي يظل‬ ‫مستمرا مما يؤدي بدرجة احلرارة الداخلية إلى بلوغ‬ ‫مستويات حرجة‪ ،‬تسهل عملية منو البراعم و اجلذور‬ ‫بفعل إرتفاع نسبة الرطوبة إلى أكثر من ‪.% 80‬‬ ‫كما تعود التعفنات التي تصيب البصل و تسبب‬ ‫خسائر كبيرة أثناء فترة التخزين‪ ،‬إلى هجوم عناصر‬ ‫إتالف فطرية و أهمها ثالث أنواع هي‪:‬‬ ‫ ‘’سكليروتيوم سيبوفوروم’’ أي التعفن األبيض‪.‬‬‫ بوتريتيس’’ أي التعفن الرمادي و كالهما يظهران‬‫في بدايات فترة التخزين‪.‬‬ ‫ التعفن األخضر ‘’بنيسليوم’’ ويظهر متأخرا‪.‬‬‫كما أن هناك أنواع من البكتريا مثل ‘’إيروينيا’’‬ ‫و بسودوموناس’’ تهاجم األبصال و تسبب لها‬ ‫تعفنات‪.‬‬ ‫إال أنه يجب إدراك حقيقة أن أصل كل هذه التعفنات‬ ‫يبدأ من احلقل ذاته‪ ،‬و يواكب سلسلة اإلنتاج‬ ‫وصوال إلى مرحلة التخزين‪ .‬ذلك أن غياب برنامج‬ ‫عقالني للمعاجلة الكيماوية‪ ،‬و املبالغة في إستعمال‬ ‫األسمدة و خاصة األزوت و القيام بسقي حقل‬

‫البصل مباشرة قبيل عملية جني الغلة كل ذلك يهئ‬ ‫مسبقا األسباب املالئمة حلصول التعفنات‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة أيضا إلى بعض أوجه اخلسارة التي‬ ‫تصيب مخزون احملصول كتقلص األحجام و األوزان‬ ‫للبصيالت نتيجة التنفس و التعرق و أيضا إخضرار‬ ‫شرائح البصل نتيجة التوزيع‪.‬‬

‫وسائل الحد من‬ ‫خسائر التخزين‬

‫‪ - 1‬أثناء مرحلة النمو اخلضري‬ ‫· إختيار الصنف املناسب‪:‬‬ ‫إن زراعة البصل املعد للتخزين يتطلب إستعمال‬ ‫أصناف مقاومة للتزريع و للتعفن و تتميز مبحتوى‬ ‫من‪ 11%‬إلى ‪ 15%‬من املادة اجلافة‪ ،‬مما يجعلها‬ ‫أكثر متانة و أكثر قدرة على مقاومة الصدمات و‬ ‫اإلرجتاجات املتوقعة عبر مختلف مراحل اإلنتاج‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬يعتبر البصل األحمر مؤهال أكثر للتخزين‬ ‫بحكم إرتفاع نسبة محتواه من املادة اجلافة‪ .‬غير أن‬ ‫عدد األصناف املعدة للتخزين املستعملة في منطقة‬ ‫احلاجب تبقى جد محدودة بالنظر إلى مستوى‬

‫احلاجة إلى الفترة الضوئية الالزمة‪ .‬و لهذا ال ينتشر‬ ‫في املنطقة من نوعية البصل األحمر املناسب لفترة‬ ‫النهار القصير اال صنفني هما‪:‬أحمر دكالة و أحمر‬ ‫أمبوسطا‪.‬‬ ‫· احلد من التزريع (اإلنبات)‪:‬‬ ‫إن إستعمال ‘’الهيدرازيد مالييك’’‪Hydrazide‬‬ ‫‪ maléique‬كمنظم لعملية النمو يتيح إمكانية‬ ‫منع األبصال من التزريع و يطيل فترة صالحيتها‬ ‫للتخزين من دون التأثير على قيمتها التجارية‪ .‬غير‬ ‫أن حتديد الكمية املناسبة و موعد اإلستعمال يعدان‬ ‫أمران بالغا احلساسية‪ .‬وقد أثبتت الدراسات بهذا‬ ‫اخلصوص أن إستخدام الهيدرازيد بنسبة ‪24 .2‬‬ ‫كلغ للهكتار قبيل اجلني بأسبوعني إلى ‪ 3‬أسابيع‬ ‫(فترة ذبول ‪ % 50‬من األوراق)‪ ،‬يساعد على‬ ‫احلد من عملية التزريع و تكون اجلذور و يخفض‬ ‫مستويات تنفس األبصال‪.‬‬ ‫· املكافحة الكيماوية ملسببات العفن‪:‬‬ ‫ان احلرص على الصحة النباتية و إبادة مسببات‬ ‫التعفن أثناء فترة النمو اخلضري لألبصال تساهم‬ ‫كثيرا في تقليص اخلسائر إبان التخزين‪ .‬ومن أهم‬ ‫املبيدات املرخصة التي يتم اللجوء إليها بهذا الصدد‪:‬‬ ‫‘’الكاربيندازمي’’ و ‘’مانيب’’ و ‘’مانكوزيب’’‬ ‫· إحتياطات أخرى ذات عالقة بطريقة التعامل‬ ‫الزراعي‪:‬‬ ‫ينصح بإدخال الفوسفور في عملية التخصيب‬ ‫بإعتبار قدرته على دعم مناعة األبصال أثناء فترة‬ ‫التخزين‪ ،‬وعدم املبالغة في إستعمال األزوت‪ .‬ومن‬


‫األهمية مبكان التوقف عن سقي حقل البصل شهرا‬ ‫كامال قبل عملية اجلني من اجل تسهيل جفاف‬ ‫األبصال‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بعد جني احملصول‬ ‫يعمد املزارعون بإقليم احلاجب إلى جتفيف‬ ‫محاصيلهم بعني املكان‪ ،‬وذلك من خالل مراكمة‬ ‫األبصال في صفوف على أن تكون رؤوسها إلى‬ ‫األعلى حلمايتها من ضربات الشمس‪ .‬و يوصى‬ ‫بان تتراوح فترة التجفيف الشمسي بني شهر واحد و‬ ‫شهرين‪ .‬وأن يتم فرز األبصال بدقة كبيرة وقت اجلني‬ ‫وأثناء وضعها في املخازن بحرص كبير لتفادي‬ ‫اإلصابات و اجلروح للتقليل من اخلسائر الناجتة عن‬ ‫التعفنات‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أثناء التخزين‬ ‫إن حتسني شروط مكان التخزين التقليدي يستطيع‬ ‫أن يقلص من حجم اخلسائر املتوقعة‪ .‬وذلك باملعاجلة‬ ‫الكيماوية القبلية للمخازن خاصة إذا كانت تستخدم‬ ‫لسنوات عدة‪ .‬وتخفيض إرتفاعاتها إلى ‪ 50‬سم‬ ‫لتفادي تكدس األبصال و إنضغاطها‪ .‬ويستحسن‬ ‫تقسيم املخزن إلى ما بني طبقتني و ثالث طبقات‬ ‫معزولة عن بعضها البعض‪.‬‬ ‫* املخازن العصرية‪:‬‬ ‫تتطلب الطريقة العصرية للتخزين إنشاء فضاءات متكن‬ ‫من التحكم في مستوى احلرارة و الرطوبة الداخلية‪.‬‬ ‫وهي إنشاءات مكلفة و ليست في متناول أغلبية‬

‫الفالحني و الذين ال تتجاوز ملكياتهم الزراعية ال‬ ‫‪ 5‬هكتارات‪ .‬وهو ما يستلزم خلق تنظيم مهني‬ ‫و تكاثف مجهودات الدولة و املجلس اجلهوي و‬ ‫غرفة الفالحة إلحداث هذا النوع من البنيات التحتية‬ ‫املهمة‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة هنا إلى أن هذه املنشئات تستطيع‬ ‫اللجوء إلى نظام التهوية أو التبريد مع أو من دون‬ ‫ضبط للجو‪.‬‬ ‫ التخزين في درجة حرارة عادية مع نظام تهوية‬‫واملقصود بالتهوية متكني الهواء املكيف من إحاطة‬ ‫و تخلل أكوام األبصال ملنع احلرارة و ضمان ظروف‬ ‫متجانسة و احلد من البرودة و الكثافة‪ .‬وميكن أن‬ ‫يتم هذا النوع من التخزين بطريقة مراكمة احملصول‬ ‫على بعضه و من دون أوعية‪ ،‬وفي هذه احلالة يتم‬ ‫اللجوء إلى أجهزة تهوية تقوم بدفع التيار الهوائي من‬ ‫مستوى منخفض مبعدل ‪ 2‬م ‪ 3‬في الدقيقة لكل ‪1‬‬ ‫م ‪ 3‬من البصل‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتخزين في أوعية أو في صناديق‬ ‫كارطونية فيجب ضمان سريان حر للهواء بني‬ ‫املجموعات التي يجب أن تكون متباعدة فيما بينها‬ ‫ب ‪ 15‬سم و مصففة مبوازاة مع إجتاه التيار الهوائي‪،‬‬ ‫وأن تتلقى ما يكفي من الهواء من القاعدة‪.‬‬ ‫و بصفة عامة‪ ،‬يتم التحكم في مستوى احلرارة‬ ‫بالنسبة لطريقة التخزين هذه عبر شبكة من‬ ‫املجسات تعمل على تنظيم عملية إختالط الهواء‬ ‫البارد اخلارجي مع الهواء املكيف‪.‬‬ ‫‪ -‬التخزين بالتبريد‬

‫يتطلب هذا األسلوب من التخزين إنشاء مبردات‬ ‫أو غرفا باردة مع ضبط درجة احلرارة بها بني صفر‬ ‫وواحد درجة مائوية‪ ،‬ونسبة رطوبة بني ‪ 70‬و‬ ‫‪ .% 75‬ويتم وضع البصل في صناديق أو أوعية‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫ تخزين في جو مراقب‬‫باإلضافة إلى التحكم في مستوى احلرارة و الرطوبة‪،‬‬ ‫ميكن التحكم أيضا في اجلو السائد في املخزن‪.‬‬ ‫وذلك بضبط مستوى كثافة األوكسجني بني ‪ 2‬و ‪3‬‬ ‫‪ %‬و ثاني أوكسيد الكربون بني ‪ 4‬و ‪ ،% 5‬وهو‬ ‫ما ميكن من إطالة فترة التخزين إلى مرتني أو ثالث‬ ‫مرات باملقارنة مع التخزين في اجلو البارد العادي‪.‬‬ ‫و مرد ذلك لفعالية هذه الطريقة في كبح عملية التزريع‬ ‫و منع تطور العناصر املسببة لألمراض مع ضمان‬ ‫الطراوة الالزمة و متاسك جيد لألبصال‪.‬‬ ‫هذا مع التأكيد على األهمية القصوى للعزل التام لغرف‬ ‫التبريد و اجلاهزية اجليدة الدائمة لوسائل التبريد‪.‬‬ ‫كما ميكن اإلشارة هنا إلى األهمية املتزايدة لإليتيلني‬ ‫بإعتباره عنصرا فعاال ملنع عملية تزريع البصل في‬ ‫املخازن‪ .‬و يالحظ تزايد إستعماله من طرف بعض‬ ‫الشركات االجنليزية املعنية بتعبئة البصل‪ .‬بل إن‬ ‫كبار املنتجني يؤكدون أن إستعمال اإليتيلني يتيح‬ ‫مرونة كبيرة في التعامل لم تكن متصورة من قبل‪.‬‬ ‫و يتلخص األمر في إستخدام جهاز خاص داخل‬ ‫غرفة التبريد أو داخل املخزن يعمل على حتويل‬ ‫الكحول إلى إيتيلني و التحكم فيه‪ .‬و يستطيع جهاز‬ ‫واحد من هذا النوع أن يخدم كميات من املخزون‬ ‫قد تصل إلى ‪ 6000‬طن‪ .‬كما تؤكد عدة دراسات‬ ‫بهذا الشأن خلو األبصال من بقايا اإليتيلني‪.‬‬ ‫ويجب التنبيه هنا إلى أنه يجب احملافظة على‬ ‫مستوى منخفض من كثافة ثاني أوكسيد الكربون‬ ‫لتخفيض مستوى تنفس األبصال‪ ،‬مع حتريك دائم‬ ‫للهواء في املخزن‪ ،‬خاصة في األسابيع الثالث‬ ‫األولى من بدء إستعمال اإليتيلني لتفادي حدوث‬ ‫جيوب من ثاني أكسيد الكربون بني أوعية التخزين‬ ‫أو في الزوايا الغير مشغولة باملخزن‪.‬‬



‫‪Philip Lange / Shutterstock.com‬‬

‫�سلف الفالحات الربيعية‬

‫حلول مالئمة لإحتياجاتكم‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.