كتاب جماليات التشكيل اللوني في شعر أديب كمال الدين

Page 1


‫سمير عبد الرحيم أغا‬

‫جماليات التشكيل اللوني في شعر أديب كمال الدين‬

‫جامعة ديالى‪ ،‬العراق ‪2017‬‬


‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫سرطررنون‪.‬‬ ‫ن نوالقيليمم ينويما يي س‬ ‫سورة القلم‪ .‬الية ‪1‬‬


‫المحتويات‬

‫المقدمة‬ ‫تمهيد ‪ :‬معنى الجمالية‬ ‫الفصل اللول ‪ :‬التشكيل السردي في شعر أديب كمال الدين‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬جمالية التشكيل اللوني في شعر أديب كمال الدين‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬تشكيل الحرف‪ :‬تشكيل اللون في مجموعة‪) :‬أربعون قصيدة عن الحرف(‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬جمالية التكرار في مجموعة‪) :‬أقول الحرف لوأعني أصابعي (‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬جمالية الصور القرآنية في مجموعة )مواقف اللف(‬ ‫الفصل السادس‪ :‬جمالية الرمز في مجموعة )الحرف لوالغراب(‬ ‫الفصل السابع‪ :‬التضاد اللوني في قصيدة( الغراب لوالحمامة(‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬السينما لوالتشكيل الشعري‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬جمالية الحوار في شعر أديب كمال الدين‬ ‫المصادر لوالمراجع‬ ‫المؤلف في سطور‬


‫المقدمة‬

‫طرق الوصول إلى النص متعددة لومن أهم تلك الطرق اللغة ‪ ،‬لنها هي البناء ألو اللبنة الننتي يتشننككل منهننا النننص‬ ‫الشعري لوالوصول إلى جمالياته‪ ،‬فلكل شاعر لغتننه الخاصننة الننتي تشننكل معجمننه الشننعري ‪ ،‬لوقنند مثننل الشننعر النتنناج‬ ‫الساسي لدبية الخطاب العربي على مدى خمسة عشننر قرنننا ‪ ،‬لعننب خللهننا دلورا رئيسننا فنني تشننكيل الثقافننة العربيننة‬ ‫لوإثرائها ‪.‬‬ ‫ل تزال قضية الشعر ألو جمالية الشعر من القضايا الساخنة التي تنثير جنندال فنني السناحة النقديننة المعاصننرة لومنن‬ ‫خلل هذا البحث نحالول البحث عن خصائص البداع الجمالي لوشرلوط جماليته في الشعر العربنني المعاصننر‪ ،‬لوإن مننا‬ ‫يميز الشعراء عن بعضهم البعض هو الجانب الفني ألو الجمنالي صنورة لولغنة لوأسننلوبا لوفكننرة لوخيننال ‪ ،‬لوحنتى يكنون‬ ‫للنص الدبي صدى لوقبول لنندى المتلقنني ل بنند أن يتننوفر علننى القيننم الجماليننة لوالشننعرية ‪ ،‬لوغايتنننا الكشننف عننن هننذه‬ ‫الجماليات التي يتضمنها النص لوالتي تخكلده‪.‬‬ ‫كما أن المزج بين الجناس الدبية ألو ما يسمى بتداخل الفنون الدبيننة ألو حننوار الجننناس أصننبح هننو الموضننة الننتي‬ ‫نراها اليوم حيث أصبح النص الشعري – قصة شعرية يتداخل فيها اليقاع مع السرد لوالقصننة القصننيرة ‪ -‬لوأن الفنننون‬ ‫من أهم العناصر التي تشكل جمال النص ‪.‬‬ ‫لوقد اخترنا الشاعر أديب كمال الدين إذ يعتبر ظاهرة في حركة الشعر الحننديث لوحرفننا منفننردا فنني مسننيرة شننعراء‬ ‫الحداثة يعتمد التوسط في حداثته لولديه القدرة على التعدد‪ ،‬لوهو موضع اهتمام الكثير من الباحثين لوالنقاد‪ ،‬حيث تنننالوله‬ ‫الدارسون من زلوايا عديدة لومختلفة لوخاصة من زالوية السننلوب الجمننالي ‪ .‬إن الحننرف لواللنون أهنم منا يمينز تجربننة‬


‫أديب كمال الدين فنيا لوجماليا ‪ ،‬لومع ذلك فإن شعره لم ينل حقه من الدراسة لول يزال نصه الشعري بابا مفتوحننا أمننام‬ ‫كل باحث في البداع الشعري من خلل ( الجماليات في شعره ) فهو ل ينزال مجنال خصنبا لوفني حاجنة إلنى دراسنة‬ ‫عميقة لومستفيضة‪ ،‬لولللمام بهذه المادة كان اختيارنا لدلوالوينه‪ (:‬ما قبل الحرف‪ ..‬ما بعنند النقطننة(‪) ،‬شننجرة الحننرلوف(‪،‬‬ ‫) أربعون قصيدة عن الحرف (‪ (،‬أقول الحرف لوأعني أصابعي (‪ ( ،‬مواقف اللننف(‪) ،‬الحننرف لوالغننراب( ( إشننارات‬ ‫اللف ) ‪ ( ،‬رقصننة الحنرف الخيننرة( النتي رسننمت بنينة جملتننه الشنعرية لوالصننورية لوكنانت فيهنا مظنناهر تشنكيلية‬ ‫متميزة ‪ ،‬لومرآة عاكسة لذاته من الوطن إلى المنفى‪ ،‬لوهي مصدر ثراء كتابنة نن ك‬ ‫ص مفعنم بالمشناعر لوالحاسنيس لومنا‬ ‫يحمله من قيم دللية‪.‬‬ ‫لوقد قسمنا بحثنا هذا إلى تسعة فصول ‪:‬‬ ‫الفصل اللول خخ ك‬ ‫صص لدراسة التشكيل السردي في شعر شاعرنا من خلل التنوع في السرد في ديننوانه )شننجرة‬ ‫الحرلوف( حيث ناقشت كيف لوظف السرد في الشعر لوتداخل معه مضيفا دللت تشكيلية لشعره‪.‬‬ ‫لوخخصص الفصل الثاني لمسألة جمالية تشكيل اللنون فنني شننعره مننن خلل ديننوانه ‪) :‬مننا قبننل الحننرف ‪ ..‬مننا بعنند‬ ‫النقطة( لولوصفه المحسوسات لوالمعاني لونيا‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث فقد تنالول تشكيل اللون في الشعر ‪ ،‬من خلل رصد تشننكيل الرسننم فنني مجموعننة ‪) :‬أربعننون‬ ‫قصيدة عن الحرف ( لوما تجكسده اللوحة في القصيدة ‪.‬‬ ‫أما الفصل الرابع فقد خخصص لمسألة جمالية التكرار في ديوانه ‪) :‬أقول الحرف لوأعني أصابعي( ‪.‬‬ ‫لوتنالول الفصل الخامس جمالية توظيف الصور القرآنية في مجموعة‪) :‬مواقف اللف( لوقد لوظف الشنناعر الصننور‬ ‫القرآنية عبر انفتاح النص الدبي على النص القرآني‬


‫أما الفصل السادس فقد خخ ك‬ ‫صص لمسألة جمالية الرمننز لو الرمزيننة فنني ديننوانه ‪) :‬الحننرف لوالغننراب(‪ .‬لوالرمننز هننو‬ ‫طريقة في الداء الدبي تعتمد على اليحاء بالفكار لوالمشاعر ‪ ،‬لوقد اسننتمد الشنناعر العدينند مننن الشخصننيات لولوظفهننا‬ ‫توظيفا رمزيا خدمة للمنحى الدرامي ‪.‬‬ ‫أما الفصل السابع فقد خخ ك‬ ‫صص لموضوعة التضاد اللوني في شعره‪ ،‬من خلل قصيدة من قصائد دينوانه ‪:‬الحنرف‬ ‫لوالغراب‪ .‬لوفيه يتداخل اللونان المهيمنان على الفضاء‪ :‬البيض لوالسود ‪ ،‬حيث يعدان من أكثر اللوان المعرلوفننة فنني‬ ‫ترتيب السلم اللوني لوفي التدالول لوالستخدام ‪.‬‬ ‫أما الفصل الثامن فقد خخ ك‬ ‫صص لجماليات السينما في شعره‪ ،‬لوتنالول قصيدة من ديوانه ‪ :‬رقصة الحننرف الخيننرة ‪ ،‬مننع‬ ‫قصيدة من مجموعته‪ :‬شجرة الحرلوف‪ ،‬عبر توظيف الشاعر السناليب السنينمائية داخنل الننص المعاصنر كالمونتناج‬ ‫لوغيره ‪ ،‬لن اللغة الشعرية المشتركة مع الفنون تقرأها فتشعر أنك تشاهد فلما ‪.‬‬ ‫في حين تنالول الفصل الخير جمالية الحوار عند الشاعر‪.‬‬ ‫أخيرا أقول‪ :‬إن هذا البحث هو بحث في الضافات التي حالول الشاعر أديب كمنال الندين أن يقندمها للشنعر العراقنني‬ ‫المعاصر عن طريق توظيفه للفنون شعريا لوهو محالولة لبراز العناصر الجمالية على المستوى المكاني ‪ -‬التشكيلي ‪-‬‬ ‫السردي في البناء الشعري لوفق المنهج الجمالي‪.‬‬ ‫أرجو أن يكون هذا البحث قد ألكم لولو بقدر بسيط ببعض الجوانب لجماليات الفنون في شعر أديب كمال الدين‪ .‬حسبنا‬ ‫أننا اجتهدنا لوحالولنا لومن ا التوفيق‪.‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫ملحظة ‪ :‬فصول الكتاب التي هي في أصلها قراءات تنالولت مجموعات الشاعر أديب كمال الدين كننانت قنند نخشننرت‬ ‫في الصحافة لومواقع النشر اللكترلوني بدءا من عام ‪. 2010‬‬


‫سيرة موجزة للشاعر‬

‫أديب كمال الدين شاعر لومترجم لوصحفي من العراق مقيم حاليا ا في أستراليا‪ .‬لولد عام ‪ 1953‬في محافظة بابل‪ .‬تخكرج‬ ‫من كلية الدارة لوالقتصاد‪ -‬جامعة بغداد ‪ .1976‬كما حصل على بكالوريوس أدب انكليزي مننن كليننة اللغننات‪ -‬جامعننة‬ ‫بغداد ‪ ،1999‬لوعلى دبلوم الترجمة الفوريكننة مننن المعهنند التقننني لوليننة جنننوب أسننتراليا ‪ .2005‬أصنندر ‪ 18‬مجموعننة‬ ‫شعركية بالعربكية لوالنكليزكية كما خترججم ت‬ ‫ت أعماله إلننى العدينند مننن اللغننات‪ .‬نننال جننائزة الشننعر الكننبرى عننام ‪ 1999‬فنني‬ ‫العراق‪ .‬لواتخجتيرر ت‬ ‫ت قصائده ضمن أفضل القصائد السترالكية المكتوبة بالنكليزكية عامكي ‪ 2007‬لو ‪ 2012‬على التوالي‪.‬‬ ‫صدرت عشرة كتب نقدكية عن تجربته الشعركية‪ ،‬مع عدد كبير من الدراسات النقدية لوالمقالت‪ ،‬كما خنوقشت العدينند مننن‬ ‫رسائل الماجستير لوالدكتوراه التي تنالولت أعماله الشعركية لوأسلوبيته الحرلوفكية الصوفكية في العننراق لوالجزائننر لوإيننران‬ ‫لوتونس‪.‬‬ ‫* صدرت له المجاميع الشعرية التية‪:‬‬ ‫ تفاصيل ‪ ،‬مطبعة الغري الحديثة ‪ ،‬النجف‪ ،‬العراق ‪. 1976‬‬‫ ديوان عربكي ‪ ،‬دار الشؤلون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق ‪. 1981‬‬‫‪ -‬جيم ‪ ،‬دار الشؤلون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق ‪.1989‬‬


‫ نون ‪ ،‬دار الجاحظ ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق ‪.1993‬‬‫ أخبار المعنى ‪ ،‬دار الشؤلون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق ‪.1996‬‬‫ النقطة )الطبعة اللولى( ‪ ،‬مكتب د‪ .‬أحمد الشيخ ‪ ،‬باب المع ك‬‫ظم‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق ‪.1999‬‬ ‫ النقطة )الطبعة الثانية( ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات لوالنشر‪ ،‬بيرلوت‪ ،‬لبنان ‪.2001‬‬‫ حاء ‪،‬المؤسسة العربية للدراسات لوالنشر ‪ ،‬بيرلوت‪ ،‬لبنان ‪.2002‬‬‫ ما قبل الحرف ‪ ..‬ما بعد النقطة ‪ ،‬دار أزمنة للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عكمان ‪ ،‬الردن ‪.2006‬‬‫ شجرة الحرلوف ‪ ،‬دار أزمنة للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عكمان ‪،‬الردن ‪.2007‬‬‫ أبكوة ‪) ، Fatherhood‬بالنكليزية( دار سيفيو‪ ،‬أديليد‪ ،‬أستراليا ‪.2009‬‬‫ أربعون قصيدة عن الحرف ‪ ،‬دار أزمنة للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عكمان‪ ،‬الردن ‪2009‬‬‫ أربعننون قصننيدة عننن الحننرف‪) Quaranta poesie sulla lettera ،‬باليطالي ة‪ :‬ترجم ة‪ :‬د‪ .‬أس ماء غري ب(‪،‬‬‫منشورات نولوفا إيبسا إيديتوره ‪ ،‬إيطاليا ‪.2011‬‬ ‫ أقول الحرف لوأعني أصابعي ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2011‬‬‫ مواقف اللف ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2012‬‬‫ ثكمة خطأ ‪) ، Something Wrong‬بالنكليزية( دار لومطبعة ‪ ، Salmat‬أديليد ‪،‬أستراليا ‪.2012‬‬‫ الحرف لوالغراب ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2013‬‬‫ تناص مع الموت‪ :‬متن در متن موت )باللوردكية‪ :‬ترجمة‪ :‬اقتدار جالويد( ‪ ،‬دار كلسيك ‪ ،‬لهور‪ ،‬باكستان ‪.2013‬‬‫ إشارات اللف ‪ ،‬منشورات ضفاف ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪2014‬‬‫‪ -‬العمال الشعرية الكاملة‪ :‬المجكلد الكلول‪ ،‬منشورات ضفاف ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪2015‬‬


‫ رقصة الحرف الخيرة ‪ ،‬منشورات ضفاف ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪2015‬‬‫ في مرآة الحرف ‪ ،‬منشورات ضفاف ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2016‬‬‫ العمال الشعرية الكاملة‪ :‬المجكلد الثاني‪ ،‬منشورات ضفاف‪ ،‬بيرلوت‪ ،‬لبنان ‪2016‬‬‫موقعه الشخصي‪:‬‬

‫‪www.adeebk.com‬‬


‫تمهيد‬

‫معنى الجمالية‬

‫الجمال ‪:‬‬ ‫محالولت تعريف الجمال كثيرة ‪ ،‬فالفيلسوف توماس اكوانيس عكرف الجمال بإسلوب مقبول )على أنه ذلك الذي‬ ‫لدى الرؤية له يسر لمحض كونه موضوعا للتأمل )‪ (1‬كما أن الجمال شأن جميع الخصننال الخننرى النتي تمثنل أمنام‬ ‫الخبرة البشرية مسألة نسبية لويصبح تعريفها دلون معنى ألو فائدة بالقياس إلى صننفتها التجريديننة ‪.‬لوقنند سننكخر ان تعننإلى‬ ‫بإذنه بعض الناس أن يكونوا صناعا للجمال كالمعماري لوالخطاط لوالقاص ‪ ...‬الخ‪ .‬أما مفهوم الجمال عننند اليونننانيين ‪،‬‬ ‫فإنه كان نقطة انطلق لفلسفة معينة من الحياة ‪.‬لويرى سقراط في حديثه مع أحد تلمذته أن كل شنني ذا فائنندة هننو رائننع‬ ‫جميل )‪ ( 2‬لويرى أفلطون أن الخير من أعلى مراتب الجمال ‪ ،‬لوأن الجمال الحق هو ما يصور الواقع مننن خلل مثننل‬ ‫الجمال ‪.‬‬ ‫الجمال في المصرطلح ‪:‬‬


‫كثرت اشتقاقات لفظ الجمال فقد تجد بينها اشتراكا في المعنى ‪ ،‬لوقد لورد لفظ الجمال في الحديث النبننوي الشننريف‬ ‫في قوله عليه الصلة لوالسلم )إن ا جميل يحب الجمال ‪ ).‬لوقد ألورد اللباني نص الحديث الصحيح برلواياته المختلفة‬ ‫‪،‬قالوا عن الجمل ‪ :‬إنه الذكر من البل ‪ ،‬لوقالوا ‪ :‬الجمل لوالناقننة بمنزلننة الرجننل لوالمننرأة ‪.‬لو‬

‫الجمننال مصنندر الجميننل‬

‫سيررحوين ) ‪ ،‬سورة النحل آيننة ‪ 6‬أي بهنناء لوحسننن ‪،‬‬ ‫لوالفعل جمل لوقوله تعالى‪) :‬ينوليركسم مفييها يجيمالل محيين ترمريرحوين ينومحيين تي س‬ ‫لوعن ابن سيدة ‪ :‬الجمال الحسن يكون في الفعل لوالخلق ‪ ،‬لوقد جمل الرجل بالضم جمال ‪ ،‬فهو جمينل لوجمنال لوالجمنال‬ ‫صفت المرأة إذا حسنت بالجمال ‪ ،‬فقيل جميلة لوجملء‪ ،‬لومن المجاز فلن يعامل الناس بالجميننل‬ ‫أجمل من الجميل ‪ ،‬لوخلو ج‬ ‫لوجامل صاحبه مجاملة لومنه قيل أيضا أصبت بمصيبة فتجكمل ‪ :‬أي تصنكبر ‪ ،‬لومنن الجمنال اشنتقت دللت أخنرى لهنا‬ ‫علقة بالحسن فيقال جامل الرجل مجاملننة إذ بننادله الجميننل لولوصننف الخنناء فكننان المجامننل هننو الننذي يظهننر الحسننن‬ ‫لوالجميل من خلق في تعامله مع الخرين ‪ .‬لوكثرت تعريفات الجمننال مننن خلل النظريننات المتعننددة الننتي نظننرت إلننى‬ ‫مهمة الجمال لومعاييره ‪ ،‬لولهذا لوجدنا جنان برتملني( ل ينذكر تعريفنا محنددا للجمنال لوإنمنا يكتفني بنالقول بنأنه فكنرة‬ ‫مختلطة غامضة ‪ ،‬لوان) فكرة الجمال هي من أكثر أفكار علم الجمال غموضا لوالجميل شأن الحق لوالخير يعيننش فننوق‬ ‫العقل لوالمنطق لوالعمل ‪ ،‬تتحول فكرته مع تحول فكر كائن )‪ (3‬لوالجميل شيء ل يمكن أن خيعكرف‪..‬‬ ‫إن الجمال يتوقف على النسب التي تتوافر في الشياء بينما التذلوق الجمالي يتوقف على الفرد ‪ ،‬فالتكوين اللوني يحقق‬ ‫توافقا في شيء ما فيؤثر في النفس لوالعين تأثيرا حسنا لوقد حدد بيرك شرلوط الجمال في الفن لوالرسم خاصة لوالشننيء‬ ‫الجميل لورأى أنها تتمثل في النظام لوالضننآلة لوالرقننة لوالتنننوع المفننرح لوالتنندرج يننن الجننزاء )‪ ، (4‬لوقنند تكننون كننثرة‬ ‫اللوان لوجمال تدرجها لوتداخلها سببا في الجمال لوالحسن لوهذا ما نراه في الطالولوس إذ يظهر جماله للعيان في تعاريج‬ ‫ريشه لوتهالويل ألوانه ‪..‬فالجمال مرتبط بالبصيرة لوبتقدير رمن يح ك‬ ‫س بجمال النسجام لوتكافؤ خصال الحسن ‪(5).‬‬ ‫الجماليات ‪:‬‬ ‫تعرضت الجماليات لبحاث عديدة في كل زمان لومكان عبر تأريخها الطويل حتى استطاعت أن تحتل مكانها بيننن‬ ‫الداب لوالفنون لوالفلسفة لوعلم الجتماع ‪ .‬إن الجماليات عامة قد تواجدت عبر طريق تأريخي طويل يمثل آلف السنين‬


‫في تاريخ تطور الثقافات المختلفة )‪ (5‬تفيد الجمالية بمعناها الواسع محبة الجمال كما يوجد في الفنون بالدرجة اللولنى‬ ‫)لوقد ظهرت الجمالية ألول مرة في القرن التاسع عشر مشيرة إلى شيء جديد ليس محض محبة الجمال بل قناعة جديدة‬ ‫بأهمية الجمال )‪ (6‬لوعندما تشير الكلمة إلى الجمالية فهي ل تشير إلى الجميل حسب لول إلنى محنض النذات الفلسنفية‬ ‫لما هو جميل ‪ ،‬لكن إلى مجوعة معينة من المعتقدات حول الفن الجمال ) لولم تكن )الجمالية ظاهرة لواحدة بسيطة ‪ ،‬بننل‬ ‫مجموعة ظواهر مترابطة تعكس جميعها قناعة بأن التمتع بالجمال يقدر لوحده أن يعطي الحينناة قيمننة لومعنننى )‪ (7‬لوأن‬ ‫أرسطو من أكثر المهتمين بمشكلة الجمال سواء كان في ما قدمه ألو فيما راجعه من نظريات لوأقوال من سبقوه في هننذا‬ ‫المجال ‪ ،‬لو ظل الحال هكذا حتى جاءت جمالية المذهب الحسي في عصر النهضة على يد )لوك ) لوهي جماليننة تبحننث‬ ‫في اللجوء إلى الموضوعات المثيرة في الدب لوالفن لوأثر ذلك في النفس ‪.‬‬ ‫يقول ) هربر ريد ) الحساس بالجمال الذي يبدأ ألول ما يبدأ بتصور المميزات المادية ‪ :‬اللوان لوالصوات لوالحركات‬ ‫ثم تنتهي بتنظيم هذه التصورات في أشننكال لوصننور متنوعننة ممتعننة لوهنني بتعننبير آخننر تمثننل بنندايات شننعور النسننان‬ ‫بالجمال لوالستمتاع به)‪(8‬‬ ‫لوهناك من رأى في الفن لوالجمال أكثر من مهمة ‪ ،‬فهو ليس لوسيلة إثارة انفعال لوتعاطف ‪ ،‬لوإنما يسننهم فنني تقريننر‬ ‫حقيقة‪ .‬يؤكد )هربرت ريد( الصيغة المعرفية للفن لويرى أن الهدف الساسي للفنان مثله مثننل رجننل العلننم الننذي هنندفه‬ ‫تقرير الحقيقة ‪.‬كما أن إدخال العنصر الجمالي كعامل تربوي مهم في منهج تربية النشء ‪.‬‬ ‫لوهكذا يكون مفهوم الجمال مختلفا من عصر إلى آخر‪ ،‬من مفكر إلى آخر ‪ ،‬لومن فنان إلى غيره لوفق توجهه الفكري‬ ‫لوالنفسي حتى صار علم الجمال فصل من فصول الفلسفة لوالفن في الفكر الحديث ‪.‬‬ ‫لوقد لوجد المضمون الدبي للجمالية ألوضح تعبير لهننا فنني علقتهننا بالشننعر لوكننان ألول عمننل مهننم للراء الجماليننة فنني‬ ‫الشعر لوالكثر إحالة ‪ :‬الشاعر النكليزي أدغار ألن بو )‪ (1948 -1809‬لوهكذا أصبحت الجمالية منهجا نقديا له أسسه‬ ‫لوقواعده التي خيبنى عليها لومقوماته لوتطبيقاته ‪.‬‬


‫جماليات الفنون ‪:‬‬ ‫لكل الفنون جماليات لومن هننذه الفنننون ‪ ،‬فنننون التصننوير الفوتننوغرافي ‪ ،‬الرقننص ‪ ،‬الرسننم ‪ ،‬المسننرح ‪ ،‬السننينما ‪،‬‬ ‫الراديو ‪ ،‬الدب ‪ ،‬لولكل هذه الفنون مقاييس لومقادير تثبت العلقة الجمالية الموجودة في هذه الفنون لوهناك فنون أخرى‬ ‫‪ ..‬النحت ‪ ..‬السيرك ‪ ..‬العلن ‪ .‬الشعر‪ ..‬الكتاب ‪..‬الخ‪ ،‬رغم أنه ليست هناك تحدينندات قاطعننة بالنسننبة للفنننون الجميلننة‬ ‫لكن هناك اتفاقا ألو عرفا على الفنون التي يشملها هذا التعبير‪ .‬فمثل يرى بعض الجماليين أن باسننتطاعة فننن التصننوير‬ ‫الفوتوغرافي أن يشمل العنصر الجمالي على حد تعبير )يوجاف سيجاتي( فمننا يقنندمه مننن صننور تحمننل لوجهننة نظننر‬ ‫المصور لوخاصة في تصوير لوحات الفن التشكيلي بما يمكن من العثور على كثير من الحساس لوعناصر الجمال ‪.‬‬ ‫الجمالية تهتم بجميع الفنون )الدب ‪ ،‬الموسيقى ‪ ،‬الرسم ‪ ،‬العمارة ‪ ،‬النحت (‪ .‬في فن الفيلم نرى أن الصور المتتابعننة‬ ‫لوالمتلحقة الواحدة تلو الخرى تختلف لوضعيتها هي الخرى بأمكنة زلوايا متعددة ‪ ،‬أضف إلننى ذلنك فعننل التولينف ألو‬ ‫المونتاج لوهي عملية تلصيق الصورة الواحدة بعد الخرى ثم إعادة الصورة المنفردة الصغيرة جدا إلى صننورة جدينندة‬ ‫أخرى هي صورة المشنننهد السينمائي‪ ،‬أما في العمل المسرحي فإن العناصر الجمالية تقع بين العمل المكتوب لونقصنند‬ ‫به النص المسرحي لوبين العرض الفني الذي يحتوي الدب المسرحي لوفنون أخرى مشاركة تكثر لوتقل بحسب الحاجة‬ ‫لولوفق متطلبات كل مسرحية‪.‬‬ ‫أما في الموسيقى فتحتل مكانا كبيرا لومساحة عريضة بين الجماليين بإعتبار مادته من بقية الفنننون الخننرى الننتي ل‬ ‫تزال محط أنظار علماء الجمال )‪(9‬‬ ‫لولعل آراء أفلطون في الموسيقى هي الراء التي تتسم بالتفصيل لوالتحديد‪ ،‬إذ كان يرى استخدامها في تحقيق الخلق‬ ‫الصالحة‪ .‬لويرى أفلطون أن الموسيقى هي أرفننع الفننون عامننة مسنتندا فنني نظرتننه هنذه إلنى التناثيرات الناتجننة عنن‬ ‫اللحان التي تسير مباشرة إلى داخل النسان‪.‬‬


‫الفن في العصر الحديث يجب أن يلعب دلورا في تنمية المجتمع لورقي النسان كما أن تعامل الفنون مع عناصر كننثيرة‬ ‫تمثل لوسائل تعبير في فرلوعها المختلفة مثل ‪ :‬الخننط ‪ ،‬اللننون ‪ :‬الظننل ‪ ،‬النننور ‪ ،‬المسنناحة ‪ ،‬العمننق ‪ ،‬السننطح ‪ ،‬الزلوايننا‬ ‫المختلفة ‪ ،‬النتوءات البارزة لوعدد ل خيعكد لول خيحصى ‪ ،‬من عناصر أخرى كما أن الفن هو التعبير الجمننالي عننن فكننرة‬ ‫ألو ذلوق معين لوهو ميدان جكد لواسع لوثري مثل الرسم ‪ ،‬الطبننخ ‪ ،‬السننينما ‪ ،‬الموسننيقى ‪ ،‬فننن العمننارة ‪ ،‬فنننون التلننوين ‪،‬‬ ‫التصميم ‪ ،‬الخ‪ .‬لوالفن الصحيح هو الذي يهكي ئ الطلء الكامننل بيننن الجمننال لوالحننق لوقنند تعننددت تصننانيف الفنننون تعنندد‬ ‫رؤى المفكرين ‪ :‬الفنون السمعية‪ ،‬لوتضم فن الترتيل ‪ ،‬الموسيقى ‪ ،‬الغناء ‪ ،‬النشاد ‪ ،‬أما الفننون البصننرية فتضنم فنن‬ ‫العمارة ‪ ،‬النحت ‪،‬النقش ‪ ،‬الخزف ‪ ،‬الخط ‪ ،‬الزخرفة ‪ ،‬الرسم ‪ ،‬الكاريكاتير ‪ ،‬الرسوم المتحركة ‪ ،‬المسننرح ‪ ،‬السننينما ‪،‬‬ ‫أما الفنون القولية فتضم ‪ :‬فن الشعر ‪ ،‬فن القصة ‪ ،‬الرلواية ‪ ،‬الخطابة ‪.‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫هوامش التمهيد‬ ‫•‬

‫موسوعة المصننلح النقندي ‪ /‬الجمالينة ‪ ،‬ت‪ :‬د عبند الواحند لؤلنؤة ‪ ،‬المؤسسننة العربيننة للدراسننات لوالنشننر‬ ‫‪1983‬‬

‫•‬

‫فصول في علم الجمال ‪ /‬عبد الرؤلوف البرجالوي بيرلوت‪ ،‬الفاق الجديدة ‪1981‬‬

‫•‬

‫بحث في علم الجمال‪ ،‬جان برتليمي ‪ ،‬دار النهضة القاهرة ‪ 1970 ،‬ص ‪10‬‬

‫•‬

‫الحيوان ‪ ،‬الجاحظ ‪ ،‬ت عبد السلم هارلون ‪ ،‬مطبعة الحلبي‪ ،‬القاهرة ‪ 1945‬ص ‪243‬‬

‫•‬

‫جماليات الفنون ‪ ،‬د‪ .‬كمال عيد ‪ /‬الموسوعة الصغيرة‪ ،‬بغداد ‪1980‬‬

‫•‬

‫موسوعة المصطلح النقدي ‪ ،‬الجمالية ‪ ،‬ت ‪:‬د‪ .‬عبد الواحد لؤلننؤة‪ ،‬المؤسسننة العربيننة لدراسننات لوالنشننر ‪،‬‬ ‫بيرلوت ص ‪20‬‬

‫•‬

‫جماليات الفنون ‪ ،‬د كمال عيد‪ ،‬الموسوعة الصغيرة‪ ،‬بغداد ‪1980‬‬


‫•‬

‫فصول في علم الجمال ‪ ،‬المصدر نفسه ص ‪105‬‬

‫•‬

‫جماليات الفنون ‪ ،‬د كمال عيد ‪ ،‬الموسوعة الصغيرة ‪ ،‬بغداد ‪1980‬‬


‫الفصـل النول‬

‫التشكيل السردي في شعر أديب كمال الدين‬

‫حفل الشعر الحديث بالعديد من الظواهر الفنية لوقد كان البناء السردي أشد ظهورا ‪ .‬لو)تجلى ذلك من خلل دخول‬ ‫عناصر البناء القصصي في بنية القصيدة ‪ .‬على الرغم من لوجود عنصر لواحد ألو أكثر من عناصننر القنص فنني الننص‬ ‫الشعري( ) ‪(1‬‬ ‫إن السرد كظاهرة طغت على الكثير من الشعر الحديث لوبرزت في القصائد بأشكال هي أقرب للقصة منها للشعر‬ ‫‪ ،‬فكل قصيدة تمثل سردا لحداث سابقة ألو حالية لوهذا يمثل تداخل ألو تمازج بين جنسين أدبين‪ ،‬همننا الشننعر لوالقصننة ‪،‬‬ ‫فيمتلك المبدع فيها شخصيتين‪ :‬الشاعر لوالقاص في آن لواحد‪ ،‬كما أن السرد يقوم بدلور مهم في إثراء تجربة الشنناعر‬ ‫الفنية لوتماسكها لوإن إدراج آلياته في ثنايا النص الشعري يعمل علننى تقويننة بننناء القصننيدة لويعننزز مسننتوياتها المتعننددة‬ ‫تركيبا لوإيقاعا لودللة ‪.‬كما خيعكد السرد مظهرا من مظاهر الهرلوب من الغنائية الذاتية المنعزلة عن الخر إلى الدراميننة‬ ‫الموضعية لوهو ليس من منجزات شعراء الحداثة لوإنما هو أسلوب مألوف في التراث الشننعري‪ ،‬لوهننناك نمنناذج عدينندة‬ ‫من الشعر العربي االقديم لوالمعاصر استخدمت فيه عشرات القصائد السلوب القصصي ‪.‬‬ ‫في قصائد أديب كمال الدين الكثير من السرد القصصي فهو شاعر يكتننب حرفنا لوشناعر يكتننب معنننى ‪.‬كمنا أننه‬ ‫سعى إلى تضمين قصائده حدثا لواحدا ألو أكثر‪ .‬لوالواقع أن اسلوب السرد القصصي لم يكن غائبننا عننن نصننوص أديننب‬


‫كمال الدين الشعرية فهو يشكل نمطا من أنماط شعريته لوآلية من آليات إنتاج إبداعاته لوقد تجلكننى العنصننر السننردي فني‬ ‫مجموعة غير قليلة من قصائده استندت فنني بنيتهننا إلننى تقانننات السننرد المتنوعننة مننن عننرض لونمننو لوحننوار لولوصننف‬ ‫سردي‪.‬‬ ‫يعرف السرد في الفن الدرامي بأنها الطريقة التي يختارها الرالوي ليقدم بها الحدث إلى المتلقي ألو هو نقل الحادثة في‬ ‫صورتها الواقعة إلى صورة لغوية )‪(2‬‬ ‫يقول الشاعر في قصيدة‪ :‬الزائر الخير ‪ /‬ديوان شجرة الحرلوف‪:‬‬

‫س في الغرفجة المجالورة‬ ‫كارن يجل خ‬ ‫ب أني ق‬ ‫ب سود‪،‬‬ ‫شا ب‬ ‫ق بثيا ب‬ ‫ينظخر إلى السقف‬ ‫بعينين فارغتين من أ ك‬ ‫ي شيء‪،‬‬ ‫لويضع على ركبتيه‬ ‫كتابا ا على هيئجة حقيبة‬ ‫ألو حقيبة على هيئجة كتاب‪.‬‬ ‫حيرن ناداني‬ ‫ت مرتبكا ا‬ ‫دخل خ‬ ‫كجثكبة تسقطخ في البحر‪.‬‬ ‫قارل بلغبة خمبهمبة كلما ا عجيبا ا‬ ‫ب‪ :‬الحقيبة‪،‬‬ ‫لوأشارر إلى الكتا ج‬ ‫ت فيها إنااء مكسوراا‬ ‫ت‪ ،‬لوجد خ‬ ‫فنظر خ‬


‫)كد خ‬ ‫ت أغرق بسببه في النهر(‪.‬‬ ‫ت حجراا‬ ‫لولوجد خ‬ ‫)ضربني به غجر ك‬ ‫ب قلبي(‪.‬‬ ‫ي فأصا ر‬ ‫لولوجد خ‬ ‫ف القخربل‪.‬‬ ‫ت فيها شفتين تضحكان بآل ج‬ ‫لولوجد خ‬ ‫ب لوالطيجن لوالجمر‪،‬‬ ‫ت كؤلوسا ا من العش ج‬ ‫لوحذااء من الخمر‪،‬‬ ‫لوصوراا لوتماثيل لفخاجذ نساء‪،‬‬ ‫لودموعا ا بهيئجة لؤلبؤ لوحرلوف‪،‬‬ ‫ت لواكدع ت‬ ‫ت لواشتك ت‬ ‫لوقصائد بك ت‬ ‫ت‪.‬‬ ‫لوأخيراا أخررج لي نقطةا حمل ت‬ ‫ت‬ ‫ألوارن الفججر لوالمغيب‪.‬‬ ‫رحرملها بيده الصفراء المرتجفة‬ ‫ت شفة‪.‬‬ ‫دلون أن ينب ر‬ ‫س ببن ج‬

‫القصيدة تعنى بالحكاية لوتقديم الشخصية الشعرية لوالشاعر هنا أكثر التصاقا ببطله لواحتواء له كما أنهننا قنندمت صننفات‬ ‫الشخصية لومواقعها من خلل جمل شعرية ‪ ،‬الحدث مختصر لوهو حدث عنن شخصننية تظهننر للوهلننة اللولننى هادئننة‬ ‫مثقفة ‪ ،‬لو يرتبط بشخصية لواحدة يجعلها الشاعر مثال لحاله ‪ ،‬رغم أن بننناء الحنندث فنني الشننعر يختلننف فنني بنننائه عننن‬ ‫القصة لويتجسد في شخصية الشاب النيق بثياب سود لوالناقة صفة للرجل المهذب الراقي ‪ -‬بطننل القصننة ‪ -‬الننذي بنندا‬ ‫مرتبكا حائرا لوإن كانت الناقة صفته لوالثياب السود مظهره ‪ .‬يعطي الشنناعر صننفاته كننأنه يحننالول أن يوصننل للمتلقنني‬ ‫أبعارد هذه الشخصية لوهي عنصر أساسي من عناصر القصة ‪ .‬لوالشاعر يتخذ صوت قنناص فنني رد الحننداث‪ :‬هننو فنني‬


‫الغرفة المجارة أطلق عليه )الزائر( الذي يتحدث بلغة مبهمة ‪ ،‬لوكتابه لوحقيبته معه‪ .‬إشارات بسنيطة تنؤدي إلنى الربنط‬ ‫بينه لوبين الشاعر الشخصية المثقفة‪ .‬لوقد لعب اللون دلورا فاصل في تجسيد ملمح لوحدلود مشاهد القصيدة‪ :‬القصة ‪.‬‬ ‫لوهناك أمثلة من هذا النوع كما في قصيدة ‪ :‬قصيدتي الجديدة ‪ /‬مجموعة‪ :‬شجرة الحرلوف‪:‬‬

‫أعطي خ‬ ‫ت قصيدتي الجديدة‬ ‫بأصابع الرتباجك لوالرغبة‬ ‫إلى الحسناء الجالسجة بجانبي في الباص‪.‬‬ ‫قل خ‬ ‫ت لها‪ :‬ضعيها بين النهدين‬ ‫لتتعكرفي إلى سرر القصيدة‬ ‫لومعناها الزلكي‪.‬‬ ‫لم تأبه الحسناخء لكلمي‬ ‫لوتشاغل ت‬ ‫ت بحقيبتها الحمراء‬ ‫لوهاتفها الصغيجر المليء بالمواعيد‪.‬‬ ‫ثخمم أعطي خ‬ ‫ت قصيدتي الجديدة‬ ‫ب في الحديقجة العاكمة‪.‬‬ ‫للطفجل الذي يلع خ‬ ‫قل خ‬ ‫ت له‪ :‬الع ت‬ ‫ب معها‬ ‫ك أتن تصنرع منها لخرعبرا ا ل تنتهي‬ ‫رلولر ر‬ ‫ح ل حكد لها‪.‬‬ ‫بألوان قو ج‬ ‫س قز ب‬


‫فصررخ الطفخل باكيا ا‬ ‫لولوكلى بعيداا‪.‬‬ ‫ثخمم أعطي خ‬ ‫ت القصيدةر للنهر‬ ‫قل خ‬ ‫ت له‪ :‬ختذها‬ ‫ك أيضاا‪،‬‬ ‫إكنها ابنت ر‬ ‫أكيها الله الخملقى على الرض‪،‬‬ ‫بارتك سمرها‬ ‫لوتعكر ت‬ ‫ف إلى معناها الزلكي‬ ‫أكيها الزلكي‪.‬‬ ‫لكمن النهرر ظمل يحلخم لويحلم‬ ‫محكدقا ا في القاصي البعيدة‬ ‫دلورن أتن يعيرر كلمي انتباهاا‪.‬‬ ‫ب مكني‬ ‫لوحدهخ الشرطكي اقتر ر‬ ‫ت أج ك‬ ‫ش‪:‬‬ ‫لوصارح بصو ب‬ ‫* ماذا في يدك؟‬ ‫قل خ‬ ‫ت‪ :‬قصيدةق جديدة‪.‬‬ ‫* فماذا تقوخل فيها؟‬


‫قل خ‬ ‫ت‪ :‬اقرأها لتتعكرف إلى سررها لومعناها‪.‬‬ ‫فأخرذها مكني‬ ‫لودخرل غرفته السوداء‪.‬‬ ‫دخرل ليرب ر‬ ‫ط القصيدةر إلى كرسكي حديد ك‬ ‫ي‬ ‫لويبدأ برجتلجدها بسوبط طويل‬ ‫ص المسدس‬ ‫ثخمم أخرذ يضربها بأخم ج‬ ‫على رأجسها‬ ‫حكتى نزفت القصيدةخ حرلوفا ا كثيرة‬ ‫لونقاطا ا أكثر‬ ‫ف بسررها لومعناها‪.‬‬ ‫دلورن أتن تعتر ر‬

‫تبدأ القصيدة بصوت الشاعر‪ :‬القاص بجملة قصيرة فعلية )أعطي خ‬ ‫ت( لوهي تلخننص الحنندث تلخيصننا تامننا ‪ ،‬لوالشنناعر‬ ‫يتنقل بأحداثه بين الحسناء لوالطفل لوالنهر في سرد حالته النفسية في حركة استمرار لوحوار ثننم يننترك الفننراغ للقننارئ‬ ‫كي يستكمل الصورة في مخيله عبر تداخل الرموز لوعرض الحنندث ‪ .‬فنني النهايننة تخعننكذب هننذه الشخصننية لوختجلنند حننتى‬ ‫تنزف دلون أن تعترف ‪.‬‬ ‫إن بناء الحدث لوبساطته لوتعقيده راجع إلى ذاكرة الشنناعر لوثقننافته فنني ضننوء لواقننع ممننزق مننترد إل أن الشنناعر قننام‬ ‫بترتيبه الواحد تلو الخر في سرد مفعم بالوصف‪.‬‬ ‫في قصيدة أخرى عنوانها ‪ :‬قصيدتي الزلكية ‪ /‬مجموعة شجرة الحرلوف‪ /‬نقرأ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬ ‫هكذا خألقي خ‬ ‫ت في الطوفان‪:‬‬ ‫ ئ مركربه لوحا ا فلوحا ا‬ ‫كان نوح يهيك خ‬ ‫لوخيدخخل فيجه من كرل زلوجين اثنين‪.‬‬ ‫كن خ‬ ‫ت أصرخ‪:‬‬ ‫يا رجلا صالحاا‪،‬‬ ‫يا رجلا خمبحراا إلى ا‬ ‫خذني معك‪.‬‬ ‫لوإذ لم يأبه نوح لصيحتي‬ ‫تسلل خ‬ ‫ب‪ :‬المعجزة‪.‬‬ ‫ت إلى المرك ج‬ ‫لوشاهد خ‬ ‫ت مأثرةر الحمامجة لوالغراب‬ ‫بعدما صعرد الموخج بنا كالجبال‪،‬‬ ‫حكتى إذا هدأت العاصفة‬ ‫لوقيل يا أرض ابلعي ماءك‪،‬‬ ‫هب ر‬ ‫ط الكلل من سفينجة نوح‬ ‫فرحين خمرباركين‬ ‫إكلي‪.‬‬ ‫لوثانيةا صرخ خ‬ ‫ت بنوح‪:‬‬ ‫يا رجلا صالحاا‪،‬‬


‫يا رجلا عارد من طوفانه‪ :‬الجلجلة‪.‬‬ ‫قارل نوح‪ :‬رمن أنت؟‬ ‫قل خ‬ ‫ت‪ :‬أنا النسان‪.‬‬ ‫قارل‪ :‬رمن؟‬ ‫قل خ‬ ‫ت‪ :‬أنا المؤمن الضال‪.‬‬ ‫قارل‪ :‬رمن؟!‬ ‫ب دهراا فدهراا‬ ‫لوتركني في المرك ج‬ ‫ب المو خ‬ ‫ت نوحاا‪،‬‬ ‫حكتى إذا غيك ر‬ ‫تحكرك المركب‬ ‫تحكرك بي لوحدي‬ ‫للواجه طوفارن عمري‬ ‫ج كالجبال‪،‬‬ ‫في مو ب‬ ‫أنا الذي ل أعر خ‬ ‫ف الملحةر لول السباحة‬ ‫لوليس لد ك‬ ‫ي حمامة ألو غراب‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫هكذا خألقي خ‬ ‫ت في النار‪:‬‬ ‫بعدما أضررم النارر أهخل ألور‬ ‫لبراهيم لوألقوه فيها‪،‬‬ ‫انتبهوا إلكي‪.‬‬ ‫كن خ‬ ‫ت أغر خ‬ ‫ق في الدمجع من أجلجه‪.‬‬


‫قالوا‪ :‬إكنه من أتباعه فألقوه في الناجر أيضاا‪.‬‬ ‫هكذا خألقي خ‬ ‫ت في الناجر أيضاا‪.‬‬ ‫لوإذ كانت الناخر على إبراهيم برداا لوسلما ا‬ ‫فإنها لم تكتن لي‬ ‫سوى نابر من اللجم لوالحقجد لوالحرمان‪،‬‬ ‫اتشتررعل ت‬ ‫ت‬ ‫لولم تزتل تشتعل فكي‬ ‫في ككل يوم‬ ‫هكذا إلى يوم خيبرعثون!‬ ‫)‪(3‬‬ ‫هكذا خألقي خ‬ ‫ت في البئر‪:‬‬ ‫ألقاني إخوتي‬ ‫لوعادلوا إلى أبي عشااء يبكون‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬يا أبانا قد أكلهر الذئب‪.‬‬ ‫فبكى أبي‪،‬‬ ‫لوكارن شيخا ا جلي ا‬ ‫ل‪،‬‬ ‫حكتى اخضلك ت‬ ‫ت لحيته بالسى لوالحرلوف‪.‬‬ ‫لككن السكيارة إذ لوصلوا إلى البئر‬ ‫ما قالوا‪ :‬يا بشرى هذا غلم‬ ‫بل قالوا‪ :‬لوا أسفاه هذا هلم‪.‬‬


‫لوتركوني في البئر‬ ‫يمكزقني الظلخم لوالخو خ‬ ‫ف لوالنتظار‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ركبما سأخرج من البئجر يوم خيبرعثون‬ ‫ض‪ :‬ابلعي ماءك‪.‬‬ ‫ألو ركبما يوم خيقاخل للر ج‬ ‫ب نوح‬ ‫فأخرخج من مرك ج‬ ‫ألو من ناجر إبراهيم‪،‬‬ ‫لوقد أكلني الرعب‬ ‫لولرفر ر‬ ‫ظني الموج‬ ‫لوأطفأت المأساةخ عيوني‪.‬‬

‫قصيدة غنية بالحداث السردية تتننداخل الحننداث فيهننا دلون الهتمننام بننالترتيب الزمننني ‪ ،‬لوتتكننون مننن أربعننة‬ ‫مقاطع ‪ ،‬في كل مقطع حكاية ألو قصة لوحدث متتابع منفصل عن غيره لوصول إلى المقطع الرابع حيث تلتقي الحننداث‬ ‫النهائية كما في الخاتمة السردية ‪.‬‬ ‫في المقطع رقم لواحد تظهر مساحة الحداث لوترتيبها على شكل متتالية من الفعنال‪ :‬خألجقين خ‬ ‫ت ‪ ،‬كنان ‪ ،‬يندخل ‪ ،‬كننت ‪،‬‬ ‫أصرخ ‪ ،‬خذني‪) ،‬كن خ‬ ‫ت أصرخخ يا رجل صالحا( ‪ .‬الحدث الساسي للقصة هو الحوار بيننن الشنناعر لوالرجننل الصننالح ‪،‬‬ ‫لوخركتبت الحداث من الحدث العظيم لسفينة نوح بعد ما صعد الموج بنا كالجبال‪ ،‬لوفار التنور لودعا نننوح )ع( ربننه أن‬ ‫ســوآمنوي إمليــىى يجبيــلل‬ ‫يغرق الكافرين فقضى ا تعإلى عليهم لوأغرقهم‪ .‬لونجا نوح لومن معه إل ابنننه الننذي رفننض ‪ ):‬قيــايل ي‬ ‫صيم اسلييسويم ممسن أيسممر ر‬ ‫ام إمرل يمن ررمحيم ۚ ينويحايل بيسينيرهيما اسليمسورج فييكاين ممين اسلرمسغيرمقيين (‬ ‫صرممني ممين اسليمامء ۚ يقايل يل يعا م‬ ‫ييسع م‬ ‫خذل الجبخل البن فكان من الهالكين ‪ .‬لوالحوار هو المحرك الساسي لشخصيات القصيدة‪.‬‬


‫في المقطع الثاني ينتقل بالحكاية إلى سيدنا إبراهيم )ع( حيننث يشننترك الشنناعر فنني الحنندث مننن بنندايته ) هكننذا‬ ‫خألجقي خ‬ ‫ت في النار(‪ ،‬من حوار بسيط يتفاعل القاص في )بناء سردي مكثف ينتمي بصورة ألو بننأخرى إلننى معطيننات الفننن‬ ‫القصصي )‪(3‬‬ ‫في المقطع الثالث ‪ :‬يستهل المقطع بنفس الستهلل ) هكذا خألقجينن خ‬ ‫ت فنني الننبئر ) مننن خلل توظيننف حكايننة )سننيدنا‬ ‫يوسف عليه السلم( في أصل قصته الشهيرة عننندما تكننالب عليننه إخننوته لوألقننوه فنني أعمنناق الجننب ‪ ،‬يمزقننه الظلم‬ ‫لوالخوف لوالنتظار ‪ .‬لوقالوا لبيه ‪:‬‬ ‫صامدمقيين ( اليننة ‪17‬‬ ‫ب ۖ ينويما يأن ي‬ ‫ستيبم ر‬ ‫س ي‬ ‫يقارلوا ييا أييباينا إمرنا يذيهسبينا ني س‬ ‫ف معنيد يميتامعينا فيأ ييكليهر الذذسئ ر‬ ‫ق ينوتييرسكينا ريو ر‬ ‫ت بمرمسؤمملن لرينا ينوليسو ركرنا ي‬ ‫سورة يوسف‪.‬‬ ‫قصة سيدنا يوسف )ع( من القصص العظيمة في القرآن الكريم لوقد لوظفها الكننثير مننن الشننعراء فنني قصننائدهم سننواء‬ ‫بتوظيف سردي ألو بتوظيف رمزي كقصيدة ‪ :‬إخوة يوسف لمحمود درلويش ‪.‬‬ ‫في المقطع الرابع يسرد أديب كمال الدين الحداث لويربطها مع المقاطع الخرى لتخرج النهاية في بعد فني مميز‪:‬‬ ‫)ركبما سأخرج من البئجر يوم خيبرعثون‬ ‫ض‪ :‬ابلعي ماءك‪.‬‬ ‫ألو ركبما يوم خيقاخل للر ج‬ ‫ب نوح‬ ‫فأخرخج من مرك ج‬ ‫ألو من ناجر إبراهيم‪،‬‬ ‫لوقد أكلني الرعب‬ ‫لولرفر ر‬ ‫ظني الموج‬ ‫لوأطفأت المأساةخ عيوني(‪.‬‬

‫لوفي قصيدة )الغريب(‪ ،‬من المجموعة ذاتها‪ ،‬نموذج آخر للشاعر‪:‬‬


‫)‪(1‬‬ ‫ب‪ ،‬عنرد النبع‪ ،‬لوق ر‬ ‫ت الغرلوب‪،‬‬ ‫ف الغري خ‬ ‫توقك ر‬ ‫ب لوحصانه الماء‪،‬‬ ‫توقك ر‬ ‫ف ليشر ر‬ ‫فوجرد عينا ا بشرية‬ ‫لويداا بشرية‬ ‫لوقناعا ا من الذهب‬ ‫لوبيضةا من الذهب‬ ‫لوكتابا ا كبيراا‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ب طويلا في ماجء النبع‬ ‫تأكمل الغري خ‬ ‫حكتى خاطبه النبع‪:‬‬ ‫أكيها الغريب‬ ‫اختتر شيئا ا لواحداا لول تزتد‬ ‫ك ترى الغيب‪،‬‬ ‫لواعلتم أكن العيرن ستجعل ر‬ ‫ب الشجاع‪،‬‬ ‫لواليد ستصنخع من ر‬ ‫ك المحار ر‬ ‫لوالقناع سيجعخل النسوة‬ ‫في ككل زمابن لومكان‬ ‫يتسابقن للقياك‪،‬‬ ‫ك أثرى الثرياء‪،‬‬ ‫لوالبيضة ستصنخع من ر‬


‫ك الحكيرم العظم‪.‬‬ ‫لوالكتاب سيجعل ر‬ ‫ب من كلجم النبع‬ ‫ك الغري خ‬ ‫ضح ر‬ ‫حكتى اغرلورق ت‬ ‫ت عيناه بالدموع‪.‬‬ ‫لوقارل له‪ :‬شكراا أكيها النبع‬ ‫ل أريد العيرن لول اليد‪،‬‬ ‫ل القنارع لول البيضةر لول الكتاب‪.‬‬ ‫أنا الغريب‪،‬‬ ‫ض لي لول هدف‪،‬‬ ‫ل أر ر‬ ‫ل لوجهةر لول رغبةر لول قرار‪.‬‬ ‫جكرب خ‬ ‫ب لوالنساء‬ ‫ت الحكمةر لوالغي ر‬ ‫لواللهو لوالغنى لوالحرلوب‪.‬‬ ‫فلم أجتد أ ك‬ ‫ي شيء يعينني‬ ‫على عذابي المقيجم لوضياعي المكتوب‪.‬‬ ‫ثمم صم ر‬ ‫ب طويلا لوقال‪:‬‬ ‫ت الغري خ‬ ‫أكيها النبع‪،‬‬ ‫ك دلواء للسأم؟‬ ‫هل عند ر‬ ‫* قارل النبع‪ :‬ل‪.‬‬ ‫ك دلواء للغربة؟‬ ‫لوهل عند ر‬ ‫* قارل النبع‪ :‬ل‪.‬‬ ‫ك دلواء للموت؟‬ ‫لوهل عند ر‬


‫* قارل النبع‪ :‬ل‪.‬‬ ‫ب ثانيةا‬ ‫ك الغري خ‬ ‫فضح ر‬ ‫حكتى اغرلورق ت‬ ‫ت عيناه بالدموع‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫خجرل النبخع من كلجم الغريب‬ ‫ب شيئا ا فشيئا ا‬ ‫لوصارر ماؤه يشح خ‬ ‫حكتى أصبح‪،‬‬ ‫بعد أربعين يوماا‪،‬‬ ‫أثراا بعرد رعين‪.‬‬

‫هكيأ الشاعر للحدث السردي مقدمة لوظف فيها الزمان لوالمكان فضل عن عناصر الطبيعة لوتقديم صورة عامننة للمشننهد‬ ‫لوصورة البطل ألو الشخصية اللولى في القصيدة‪.‬‬ ‫يظهر على هذه القصيدة بساطة أحداثها لوترتيبها على شكل مقاطع سردية ثلثة ‪ .‬لوهي حكاية جميلة في سرد متسلسننل‬ ‫دلون تعقيد‪ .‬لوعن طريق الحوار بين النبع لوالغريب يجد المتلقي مفاجآت غريبننة لوكأنهننا قصننص مننن ألننف ليلننة لوليلنة ‪.‬‬ ‫لوالبعد الرمزي لمثل هذه الخيارات الغريبة لواضح‪ ،‬الخيارات التي خأعجطيت لننه لومنناذا يمكننن أن تصنننع عننبر طلبننه ‪،‬‬ ‫لوكأنها طلبات سيرة السندباد الشخصية القصصية المعرلوفة في قصص ألنف ليل ة لوليلنة لوقند خسنردت بصنوت الشناعر‬ ‫الذي يبحث عن دلواء للخلص من الموت‪.‬‬

‫لومن الديوان نفسه نقرأ قصيدة ‪ ):‬شجرة الحرلوف(‬


‫)‪(1‬‬ ‫س هناك جمن شجربة بهذا السم‬ ‫لي ر‬ ‫ألو بهذا المعنى‪.‬‬ ‫لولذا أنب ل‬ ‫ت هيكلي العظمي في الصحراء‬ ‫لوألبسته قكبعةر الحلم‬ ‫لوحذارء طفولتي الحمر‬ ‫لوعكلق خ‬ ‫ت عليه‬ ‫طيوراا ملكونةا اتخذ ت‬ ‫ت شكرل النون‬ ‫ثخمم لوضع خ‬ ‫ت عليه‬ ‫بيضةا صفراء كبيرة‬ ‫اسمها النقطة!‬ ‫)‪(2‬‬ ‫س هناك جمن شجربة بهذا السم‬ ‫لي ر‬ ‫ألو بهذا المعنى‪.‬‬ ‫حيرن هبط خ‬ ‫ب السود الطويل‬ ‫ت من المرك ج‬ ‫رأي خ‬ ‫س يحملون أشجاراا‪:‬‬ ‫ت النا ر‬ ‫بعضهم يحمخل شجرةر الذهب‬ ‫ألو شجرةر اللكذة‬ ‫ألو شجرةر الدم‪.‬‬ ‫لوالخر يحمخل شجرةر النسيان‬


‫ألو شجرةر الكحول‬ ‫ألو شجرةر النار‪.‬‬ ‫ت يدي في قلبي خمرتبكا ا‬ ‫فمدد خ‬ ‫ت شجرةا صغيرةا جكداا‬ ‫لوأخرج خ‬ ‫مليئةا بالشمس‬ ‫سكميتها شجرةر الحرلوف!‬ ‫)‪(3‬‬ ‫س هناك جمن شجربة بهذا السم‬ ‫لي ر‬ ‫ألو بهذا المعنى‪.‬‬ ‫ث أن خسججن خ‬ ‫لكتن حد ر‬ ‫ت مدى الحياة‬ ‫لولكي أبكدد الوق ر‬ ‫ت في سجني البد ك‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ت شجرةا صغيرةا جكداا‬ ‫زرع خ‬ ‫ق الذي يضع‬ ‫في الصحجن المعدني العتي ج‬ ‫فيه السكجانون طعامي‪.‬‬ ‫فررنمت الشجرةخ عاما ا فعاما ا‬ ‫حكتى أثمر ت‬ ‫ت جيما ا مليئةا بالطلسم‬ ‫ت الدجم لوالحرلوب‬ ‫لوصيحا ج‬ ‫ت العشق‬ ‫لونونا ا مليئةا بآها ج‬ ‫ش المحكبة‬ ‫لوري ج‬ ‫لونقطةا قيل إكنها نقطة العارفين‪.‬‬


‫)‪(4‬‬ ‫ليس هناك جمن شجربة بهذا السم‬ ‫ألو بهذا المعنى‪.‬‬ ‫ب العجيب‬ ‫في المرك ج‬ ‫أبحرر جمقع جمن الغرباجء المنفيين‪،‬‬ ‫جمن المتوكحشين لوالمجانين لوأشباه المجانين‬ ‫ليتيهوا لوسط البحر‪.‬‬ ‫فقارل اللوخل‪ :‬سنصخل إلى الشاط ئ‬ ‫حيرن نرى شجرةر التكفاح‪.‬‬ ‫لوقارل الثاني‪ :‬حيرن نرى شجرةر الدنانير‪.‬‬ ‫لوقارل الثال خ‬ ‫ث‪ :‬حيرن نرى شجرةر الطيور‪.‬‬ ‫لوقارل الرابخع‪ :‬حيرن نرى شجرةر النساء‪.‬‬ ‫ثخمم لوصرل الدلوخر إلكي‬ ‫فقل خ‬ ‫ت‪ :‬سنصخل إلى الشاط ئ‬ ‫حيرن نرى شجرةر الحرلوف‪.‬‬ ‫*‬ ‫حيرن لوصلنا إلى الشاط ئ‬ ‫استقبلنا مل ق‬ ‫ك ضخخم الجكثة‬ ‫ت‪ ،‬مخي ق‬ ‫ف كاللعنة‪.‬‬ ‫حالد النظرا ج‬ ‫ب اللورل تكفاحة‬ ‫فأعطى الغري ر‬


‫لوأعطى الثاني ديناراا‬ ‫ث طيراا‬ ‫لوأعطى الثال ر‬ ‫لوأعطى الرابرع امرأة‪.‬‬ ‫ثخمم لوصرل الدلوخر إلكي‬ ‫فتجكهم لوجهخ الملجك لوصاح‪:‬‬ ‫يا سكياف اقطتع عنقه!‬ ‫*‬ ‫حيرن تدحررج رأسي على الشاط ئ‬ ‫لوسطر صهيجل الغرباجء المنفيين‪،‬‬ ‫بزغ ت‬ ‫ت من دمي المتناثجر على الرض‬ ‫شجرةق مليئةق بالنوجر لوالسرلور‪.‬‬ ‫أتراها شجرة الحرلوف؟‬

‫حالول الشاعر‪ :‬الرالوي أن يوكفر لحدث قصيدته تقنيات سننردية منهننا السننتهلل السننردي لشخصننية رمزيننة ذات طننابع‬ ‫تنبؤي ‪.‬هنا سرد يقوم على حكاية الشجرة التي اهتم بها الشاعر‪ -‬لوأصنبحت عنوانننا لننديوانه‪ -‬حنتى كنبرت لوأصننبحت‬ ‫رمزا لسيرة الشاعر منذ بداية كتابة الشعر ‪ ،‬القصة سرد في تصوير لتقديم أكثر من قصننة ‪ ،‬لوكننأن الشنناعر يتحننرك‬ ‫على )بساط الريح( حيث استقبله في آخر المطاف ملك ضخم في جزيرة بعيدة‪ ،‬لوكانت نهاية تراجيدية لرأس الشنناعر‬ ‫المتدحرج على الرض ‪.‬‬

‫لوفي قصيدة ) ممتع‪ ،‬غريب‪ ،‬مدهش! ) نقرأ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬ ‫ك أكيها الشاعر؟‬ ‫* ما اسم ر‬ ‫ اسمي الطائر‪.‬‬‫* لوبعد؟‬ ‫ السمكة‪.‬‬‫* السمكة؟‬ ‫ نعم‪.‬‬‫* ذلك خممتع!‬ ‫)‪(2‬‬ ‫* ما لون البحر أكيها الشاعر؟‬ ‫ السفخن لوالنساء‪.‬‬‫* لوما لون الحركية؟‬ ‫ الخبخز لوالملح‪.‬‬‫* الخبخز لوالملح؟‬ ‫ نعم‪.‬‬‫* ذلك طريف!‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ف تكتب؟‬ ‫* لوكي ر‬ ‫‪ -‬أدخخل في الحرف‪،‬‬


‫أتمنط خ‬ ‫ق بسرر الحرف‪،‬‬ ‫أبكي‪ ،‬أتأكمخل‪ ،‬أغفو‪،‬‬ ‫ص‪ ،‬لوأموت‪.‬‬ ‫أحلخم‪ ،‬أهذي‪ ،‬أرق خ‬ ‫* لوتموت؟‬ ‫ نعم‪.‬‬‫* ذلك خمحزن!‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ف تص خ‬ ‫ف النقطة؟‬ ‫* لوالنقطة‪ ،‬كي ر‬ ‫ النقطة أكمي لوأبي‪.‬‬‫ضي ر‬ ‫* لوإذتن‪ ،‬ق ك‬ ‫ك معها؟‬ ‫ت طفولت ر‬ ‫ضي خ‬ ‫ لوق ك‬‫ت صباي لوشبابي لودهري العمى‪.‬‬ ‫* هل كن ر‬ ‫ت سعيداا؟‬ ‫ نعم‪،‬‬‫ت لوس ر‬ ‫إذ عش خ‬ ‫ط النقطجة كالسمكة‪.‬‬ ‫لوكانت النقطةخ بحراا يمتكد لويمتكد‬ ‫إلى ما شارء ا‪.‬‬ ‫* لوهل رأي ر‬ ‫ت ا؟‬ ‫ ل‪.‬‬‫* لجرم؟‬ ‫‪ -‬لكن ا في قلبي شمس تتككلم‪.‬‬


‫* ا شمس تتكلكخم في قلبك؟‬ ‫ نعم‪.‬‬‫* ذلك غريب!‬ ‫)‪(5‬‬ ‫* حسناا‪ ،‬لوكيف ستموت؟‬ ‫ض ا‪.‬‬ ‫ إذا تاهر الطائخر في أر ج‬‫* لوبعد؟‬ ‫ إذا تاهت السمكةخ في بحجر ا‪.‬‬‫* لوبعد؟‬ ‫ إذا التقطر الطائخر السمكة‪.‬‬‫* ذلك خمدهش!‬

‫يطلق الشاعر‪ :‬القاص قصيدته بطريقة حوارية لوكأنها مسرحية شعرية يكون أسنناس بنائهننا الحننوار لوبمقنناطع خمسننة‬ ‫لوصوتين لشخص لواحد ‪ :‬صوته الخارجي الذي يتوجه نحو الخرين لوالخر صننوته الننداخلي غيننر المسننموع ‪ .‬اسننتمد‬ ‫الشاعر أديب كمال الدين عنصر الحوار بصورة تبرز السرد القصصي لوخاصة الحوار الذي اشتهر به ما بين الحرف‬ ‫لوالنقطة بحيث جعل من الحرف لوالنقطة كائنين يتحركننان لويتكلمننان لويكشننفان السننر المعلننن لوالسننر المخفنني لويحلمننان‬ ‫ببناء مدن لومزارع لوجزر لوسط البحار ‪.‬‬

‫يقول في قصيدة )صبكي( ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬ ‫ت العالية‬ ‫ع المليء بالعمارا ج‬ ‫في الشار ج‬ ‫هب ر‬ ‫ط الطائخر العملق‪.‬‬ ‫ب الجمهور‪،‬‬ ‫س الرض فهر ر‬ ‫هبطر حكتى لم ر‬ ‫ط لوس ر‬ ‫هب ر‬ ‫ط دكلوامبة من الريح‪.‬‬ ‫كارن قويكا ا‬ ‫يطيخر بلوبن أتسرود‪،‬‬ ‫يطيخر بجناحين ثابتين من الحديد‪.‬‬ ‫صررخ الجمهوخر لولوكلى بعيداا‪.‬‬ ‫لككني اقترب خ‬ ‫ت من الطائر‬ ‫ كن خ‬‫ت صبيكا ا بمعنى الكلمة ‪-‬‬ ‫ح الطائر‬ ‫لمس ر‬ ‫ك بيبد لواحدبة بجنا ج‬ ‫فارتفرع بي قليلا‬ ‫لسق ر‬ ‫ط ‪ ،‬جمن ثمم‪ ،‬على الرض‬ ‫لوس ر‬ ‫ت الجمهور‪.‬‬ ‫ط ضحكا ج‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ها أنذا أعوخد إلى المكاجن ذاته‪:‬‬ ‫ت العالية‪.‬‬ ‫ع المليء بالعمارا ج‬ ‫الشار ج‬ ‫لم أجد الطائرر العملق‪،‬‬ ‫لم أجد حكتى اسرم الطائر‪،‬‬


‫لم أجد الجمهور‪،‬‬ ‫لم أجد حكتى‬ ‫ذلك الصبكي الذي هو أنا‪.‬‬ ‫فارتسرم خيطق من السى‬ ‫على لوجهي‬ ‫لوخيطق من الدهشة‬ ‫لوأنا أرفخع يدي‬ ‫ مثلما فعل خ‬‫ت قبرل نصف قرن ‪-‬‬ ‫ح الطائر‪،‬‬ ‫لمس ر‬ ‫ك بجنا ج‬ ‫الطائر الذي أعلخم علرم اليقين‬ ‫أتن ل لوجورد له أبداا‪.‬‬

‫إن طريقة العرض هي الطريقة التي يفسح الشاعر المجال بها حيث يترك للمتلقي فرصننة التألويننل عننن معنننى طننائره‬ ‫العملق ‪ :‬يرمز له في صورة الشاعر في صباه من خلل اللون السننود لينندل علننى عمننق المعاننناة الننتي يعيشننها‪ ،‬أي‬ ‫الشاعر‪ .‬لوقد تحركت قصيدته ضمن مجموعة أفعال لكخصت المحتوى‪ ،‬أفعال مثل‪ :‬هبط ‪ ،‬سقط‪ ،‬ارتفع‪ ،‬طار ‪ ،‬أمسننك‪،‬‬ ‫صرخ‪.‬‬

‫لونقرأ في قصيدة ) أحجار( ‪:‬‬

‫يوما ا ما‬


‫ب إليها‬ ‫قكررر أن يذه ر‬ ‫لم يعتد يحتمل سكاكين الفراق‬ ‫لوطعنات الرغبة‪.‬‬ ‫لوحيرن د ك‬ ‫ق على شكباكها المطرل على الشارع‬ ‫لم تفتتح له‪.‬‬ ‫ب إلى الباب‬ ‫فذه ر‬ ‫س باسمها الرقيق‬ ‫لوهم ر‬ ‫فلم تفتتح له‪.‬‬ ‫ك المظلم‪.‬‬ ‫حينها رجرع إلى الشكبا ج‬ ‫فصارت الحجار خترمى على ظهره‬ ‫حجراا إثر حجر‬ ‫لوهو يد ك‬ ‫ق‬ ‫لوالحجار تزداد لوتزداد‬ ‫لتغ ك‬ ‫طي ظهره لوساقيه لوقدميه‬ ‫شيئا ا فشيئا ا‬ ‫ق لويد ك‬ ‫لوهو يد ك‬ ‫ق‬ ‫حكتى اختفى خلف كومبة من الحجار‪.‬‬


‫يبدلو أن الشاعر أديب كمال الدين من الشعراء الذي اهتموا كثيرا ببناء الشخصننيات فنني النننص الشننعري المتننداخل مننع‬ ‫القصة فهو يولي عناية خاصة لوحضورا إضافيا للعديد من قصائده ‪ ،‬لوقد اعتمد فنني السننرد طريننق الخبننار لوالعننرض‬ ‫ليطلق قصيدة في شكل حكاية ألو قصة جميلة ‪.‬‬ ‫يركز الشاعر على الفعل في حركة شخصياته‪) :‬يوما ما قكرر أن يذهب إليها ) ثم يتوجه إلى الحدث ) لوحين د ك‬ ‫ق على‬ ‫شباكها لم تفتتح له ) )فذهب إلى الباب ) )لوهمس باسمها الرقيق(‪ .‬كل هذه الفعال تدل على سرد قصصي عال بإسلوب‬ ‫شعري متواصل لوعميق‪.‬‬ ‫يقول في قصيدة ‪) :‬لعبة كبيرة )‬

‫)‪(1‬‬ ‫حين ذهب خ‬ ‫ت إلى ساحجل البحر‬ ‫لوجدختها تستلقي عاريةا‬ ‫بفخذين مليئتين بالرغبة‬ ‫لوصدبر إلهكي عارم‬ ‫ع البحر‪.‬‬ ‫لوعينين باتسا ج‬ ‫ت أمكر من أمامها جيئةا لوذهابا ا‬ ‫صر خ‬ ‫لسنين ل حصر لها‪.‬‬ ‫ت بعيداا‬ ‫ثم نظر خ‬ ‫لرى غيمةا لوسمكةا لوطفلا‬ ‫يقتربون من المرأجة العاريجة ليأخذلوها معهم‪.‬‬ ‫ت طويلا‬ ‫بكي خ‬


‫ت دهراا‬ ‫لكني أنفق خ‬ ‫لوأنا أحلخم بالمرأجة العاريجة دلون جدلوى‪،‬‬ ‫ف الخح ك‬ ‫ب لها دلورن أمل‬ ‫لوأكت خ‬ ‫ب حرلو ر‬ ‫ألو نقطة أمل‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫في اليوم التالي‬ ‫جلس خ‬ ‫ت عند الساحل‪.‬‬ ‫لوبدأ خ‬ ‫ت أفككخر في المجر مليكاا‪:‬‬ ‫كيف اختفت المرأة العارية؟‬ ‫ركبما رفعتها الغيمةخ إليها!‬ ‫ركبما دعتها السمكةخ للبحر!‬ ‫ركبما أخذها الطفخل إلى مكابن غير بعيد!‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ت من العمجرعتيكا ا‬ ‫لوحين بلغ خ‬ ‫رأي خ‬ ‫ت المرأةر من جديد‬ ‫تستلقي فوق رمال الساحل‬ ‫بكامجل لكذجتها لوخعريها‪.‬‬ ‫اقترب خ‬ ‫ت منها هذي المكرة‬ ‫لراها – لوا أسفاه – مجررد لعببة كبيرة‬ ‫لعبة ملقاة على الساحل‪،‬‬


‫لعبة لم ترفعها الغيمةخ إليها‪،‬‬ ‫لولم تأخذها السمكةخ للبحر‪،‬‬ ‫لولم يأخذها الطفخل إلى مكابن غير بعيد!‬ ‫)‪(4‬‬ ‫لوإذن‪ ،‬صر خ‬ ‫ت أزلور البحرر ككل يوم‬ ‫لوأنا أدمدخم بحثا ا‬ ‫ب لما حد ر‬ ‫ث لي‪،‬‬ ‫عن جوا ب‬ ‫لولكما ارتفع المكد‪ ،‬صرخ خ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫لم تعد المرأةخ العاريةخ تهكمني‬ ‫ما يهكمني حرلوفي التي كتبختها عنها‪:‬‬ ‫هل سترفعها الغيمةخ إليها‬ ‫أم ستأخذها السمكةخ للبحر؟‬ ‫أم سيمكزقها الطفخل في مكابن غير بعيد؟‬

‫يقدم الشاعر‪:‬القاص بطريق الخبار الشخصيةر المحورية ‪ :‬المرأة المجهولننة لوعلقتهننا بننالرالوي‪ .‬حيننن يننذهب‬ ‫إلى البحر يجدها لويصف جسمها إذ تتوإلى السنوات في صور سريالية يبكي عند ضفيرتها‪ ،‬لوهذا الحب بل أمل كحننال‬ ‫قصص الحب لومثل هذا النوع من القصائد نجده حاضرا في قصائد أديب كمال الدين ‪ .‬نقطة المل التي يحلننم بهننا هنني‬ ‫أن يكتب لها قصيدة حب ‪ .‬لوتستمر القصة عن المرأة في اليننوم التننالي يتحننرك الزمننن ‪ :‬لقنند اختفننت المننرأة العاريننة !‬ ‫حقيقة أم سراب؟ سؤال يفتح المجال للقراء للتحليل لوالتألويل لمعرفة الشخصية لوما حدث لها‪.‬‬


‫إن قصائد أديب كمال الدين تتحقق فيها العناصر القصصية بشكل لواضننح فهنني بالضننافة إلننى تقننديمها نننبرة السننرد‬ ‫القصصي تميل إلى الوصف المتقن لكل ملمح الحدث لوكثيرا ما يعتني بننأدق التفاصننيل الننتي تسننهم فنني رسننم صننورة‬ ‫البطل‪ .‬لويفيد أديب كمال الدين من تداخل الصوات في القصيدة إكل أننا غالبا ما نلحق تطور الموضوع عننبر صننوتين‬ ‫هما صوت الشاعر لوصوت الحرف لوأصوات أخرى‪ ،‬لوهو ل يغفل عنصر الحننوار لوإدارتننه ببراعننة لوتكننثيف درامنني‬ ‫ليرسم ملمح لوموقف أبطاله في لحظة شعرية‪ -‬قصصية‪.‬‬ ‫‪........................................................................‬‬ ‫هوامش الفصل اللول‬

‫‪ -1‬تداخل الفنون في القصيدة العراقية الحديثة ‪ ،‬د‪ .‬كريم شغيدل ‪ ،‬لوزارة الثقافة بغداد ص ‪85‬‬ ‫‪ - 2‬الشعر العربي المعاصر ‪ :‬إسماعيل عز الدين ‪ ،‬دار العودة ‪ ،‬بيرلوت ‪ 1981‬ص ‪187‬‬ ‫‪ - 3‬دير الملك ‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬د‪ .‬محسن طيمش ‪ ،‬دار الرشيد ‪ ،‬بغداد ‪ 1982‬ص ‪27‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫جمالية التشكيل اللوني في شعر أديب كمال الدين‬

‫مجموعة )ما قبل الحرف ‪ ..‬ما بعد النقرطة (‬

‫لقد شهدت القصيدة العربية الحديثة في بنائها لوتشكيل صيغ تعبيرها الكثير من التحننولت‪ ،‬لوإن ) كننل التحننولت الننتي‬ ‫عرفها البناء المعماري ألو التشكيلي للقصيدة إنما كان مركده إلى استفادة فن الشعر من الفنننون الجميلننة الخننرى ) حننتى‬ ‫راح الشعر يتداخل معها لوينهل من معينها الجمالي لوالتشكيلي ) ‪. (1‬‬


‫العلقة بين الشعر لوالرسم تمثل الكننثير مننن النندللت لوالننرؤى علننى المسننتويات التقنيننة لوالشننكلية لولعبننة المعنننى‬ ‫لوالتخيل لوالتأمل لورحابة الفضاء ‪ ،‬فالصورة المعرلوفة في الشعر ليست أكننثر منن لوحننات مرسننومة بواسننطة الكلمنات‬ ‫بدل من الخطوط لواللوان )‪(2‬‬ ‫إن توظيف اللون في الشعر يحتاج إلى لوعي لوإدراك طبيعة تشننكله فنني الطبيعننة ألول ‪ ،‬كمننا إن الشننعراء الننذين‬ ‫انهمكوا في تشغيل عنصر اللون في قصائدهم تفالوتوا في درجة اهتمامهم بننه ( لوإن التعننبير بنناللوان كننثيرا مننا يكننون‬ ‫لوسيلة من لوسائل التعبير الرمزي لما لها من ايحاءات خاصة )‪(3‬‬

‫يقول الشاعر في المقطع الثاني من قصيدة ‪ :‬أصدقائي اللوغاد لوالمنفيون لوالسذج ‪:‬‬

‫حيرن جلس خ‬ ‫ت إلى المرأة‪،‬‬ ‫ضا ا‬ ‫كان ت‬ ‫ت جسداا بر ك‬ ‫ش البومة‪.‬‬ ‫من عسجل الوحجل لوري ج‬ ‫كان ت‬ ‫ت ملنةا بالخعر ك‬ ‫ي الذهبكي‬ ‫لوبالخعر ك‬ ‫ي الفضكي‬ ‫لوبالخعر ك‬ ‫ي السود‪.‬‬ ‫جارء أصدقائي اللوغاخد لوالمنفكيون لوالسكذج‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬ما معنى المرأة؟‬ ‫ي أتسرود؟‬ ‫ف يكوخن العر خ‬ ‫لوكي ر‬


‫في هذه القصيدة يدل اللون على قيمة صاحبته لوالمرأة منفتحة على دللت لومعان عميقة بالعري الذهبي ‪ .‬لوهننذا اللننون‬ ‫يدل على العلو لوالعظمة بل هو لون الملوك لوالسلطين‪ ،‬لواللون الفضي أقل منننه قيمننة‪ ،‬ثننكم ينندل العننري السننود علننى‬ ‫مكانة هذا العري‪ .‬فالسود لون يهيمن على حياة البشر ‪.‬لوهو الكثر تداخل في قصننائد الشنعراء مننذ أقنندم الزمننة فنني‬ ‫معظم الثقافات لوعلى مر العصور لوالكثر تشكيل لقصائدهم لوتأملهم مع الشياء ‪.‬‬

‫ت زرقاء‪ ،‬من مجموعة ‪ :‬ما قبل الحرف ‪ ..‬ما بعد النقطة )‬ ‫لويقول في مطلع قصيدة‪ :‬هو أزرق لوأن ج‬

‫ت تشبهين البحرر في كرل شيء‪.‬‬ ‫أن ج‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫هو أزرق‬ ‫ت زرقاء‪.‬‬ ‫لوأن ج‬ ‫هو ساذقج أخرق‬ ‫ت ساذجةق أكثر مكما ينبغي‪.‬‬ ‫لوأن ج‬ ‫ب المعاني التي تبدأخ بالفجرراش‬ ‫هو صاح خ‬ ‫لوتنتهي بالموت‪.‬‬ ‫ت صاحبةخ الفجرراش‬ ‫لوأن ج‬ ‫ك بالظهور‬ ‫هناك يبدأخ معنا ج‬ ‫شيئا ا فشيئا ا‬ ‫ق لوالموت‪.‬‬ ‫لينتهي بالغر ج‬


‫يشتغل اللون الزرق عند الشاعر أديب كمال الدين بالطابع الدرامي لوتتجلى فاعلية اللون في مساعدة المشهد الدرامي‬ ‫الشعري على النمو لومكده بدللت تصعد عنصر الصراع فيه ‪ ،‬لوإن ن ك‬ ‫ص ‪ :‬هو أزرق لوأنت زرقاء ‪ ،‬هننو نشننيد الرغبننة‬ ‫لوالموت‪:‬‬ ‫في المقطع السادس من القصيدة يقول ‪:‬‬

‫ت تشبهيرن البحر‬ ‫أن ج‬ ‫لش ك‬ ‫ك في ذلك!‬ ‫لكتن أ ك‬ ‫ف ذلك البحر‪،‬‬ ‫ي معنى يختفي خل ر‬ ‫ف تلك الزرقة العجيبة التي تبدأ‬ ‫خل ر‬ ‫لكي ل تنتهي‬ ‫ألو تنتهي كي تبدأ من جديد؟‬ ‫خلف تلك المراكب الضائعة‬ ‫لوالبكحارة الذين يرقصون ألو يبكون‬ ‫ح سفنهم الخمبحرة أبداا‪،‬‬ ‫على سط ج‬ ‫ف تلك المدن التي تنتظرهم لتنساهم أبداا‪،‬‬ ‫خل ر‬ ‫ف ذاك البياض الذي ل أفهمه‪،‬‬ ‫خل ر‬ ‫ف ذاك السواد الذي ل أتقكبله‪،‬‬ ‫خل ر‬ ‫ف ذاك الحمرار الهابط الصاعد‪،‬‬ ‫خل ر‬ ‫ف تلك التي تعجخز عن لوصفها الحرلو خ‬ ‫ف لوالكلمات‪،‬‬ ‫خل ر‬ ‫ك الحكية المكيتة‪،‬‬ ‫خلف ذكرا ج‬


‫ك الخمقكدسة؟‬ ‫خلف ذكرا ج‬

‫هذه القصيدة متكونة من ستة مقاطع ‪ ،‬في المقطع اللول يقول )أنت تشبهين البحر ) اللون الزرق يرمز إلى البحر‬ ‫حيث تلعب البيئة لوالمكان لوالطبيعة الرمزية دلورا مهما في تحديد الدللة لوإشاعة لوتوسيع تدالولها‪.‬‬ ‫لوفي المقطع السادس يردد أيضا ‪) :‬أنت تشبهين البحر ) البحر في لونه الزرق‪ ،‬البحر في هدلوئه لوفي هيجانه‪ ،‬في مكده‬ ‫لوجزره ‪ .‬ألوانه تبدأ لول تنتهي ‪..‬صورة حياة البحر لومراكبه لوبحارته لوهم يرقصون على سطح سفنهم لوهننم يتطلعننون‬ ‫إلى لقاء المدن ‪.‬‬ ‫ذكريات الشاعر استكانت إلننى المشنناهد اللونيننة فنني حنندلودها الوجدانيننة الشننديدة الرقننة ‪ ،‬ذكريننات الطفولننة الننتي‬ ‫استحالت إلى حسرات ‪ ،‬ركحالة هاجر في قلب الزمن لوعاد إلى مننوطنه ) لكننتن أ ك‬ ‫ي معنننى يختفنني خلننف ذلننك البحننر؟(‪.‬‬ ‫ينظر إلى البحر مستعيدا حاله عندما كننان فنني بلننده يجننالس الماضنني لوتفاصننيله ‪ ،‬لويظهننر اللننون الزرق فنني بعننض‬ ‫المقاطع الشعرية عند أديب كمال الدين مخلصا نقيا يتجالوز فيه الذات الشعرية ‪.‬‬ ‫لونقرأ له في قصيدة ‪) :‬مطر أسود‪ ،‬مطر أحمر(‪:‬‬

‫بعرد أتن خرجنا من الحرب‬ ‫ب لوالجنون‬ ‫نرتدي معط ر‬ ‫ف الرع ج‬ ‫اتجهنا إلى بغداد‬ ‫ب الجند‬ ‫يتقكدمنا صاح خ‬ ‫خممتطيا ا حصانه البيض مزهكواا‬ ‫لونحن من خلفه نجلر أقدامنا جكراا‬ ‫خحفااة‪ ،‬شبه عراة‪.‬‬


‫قارل‪ ،‬حيرن ظهر ت‬ ‫ت مآذخن المدينة‪،‬‬ ‫)سأختارر لكم موتا ا جديداا(‪.‬‬ ‫فضحكنا‬ ‫لوتساءرل الشيوخخ مكنا‬ ‫ت الجديجد رلوججلين‬ ‫عن المو ج‬ ‫أما نحن‪ ،‬خيرة الجند‪،‬‬ ‫فتصكورنا المرر مزحةا عابرة‪.‬‬

‫العامل القوى في هذه البيات هو الحرب لومأساة الموت ‪ ،‬لومصائر الرجال لواللننم يصننرعها ‪ ،‬لوالمطننر السننود‬ ‫الشهير الذي سقط عى بغداد ‪ ،‬لوالحاكم الذي دمر البلد لوتلعب بمصير البرياء ‪ ،‬ثم يلقننى مصننيرا بائسننا ‪ ،‬لوهننو يطننل‬ ‫من العقدة السوداء التي تطل من لوراء الحرب ‪.‬‬ ‫يتجلى اللون في القصيدة من العنوان ) مطر أسود ‪ ،‬مطر أحمر ) في لونين لوقد تجلت صفة المطر في دللت عميقة‬ ‫لوذات تأثير بكين في شخصية الشاعر لوفي تأريخ المجتمع العراقي لوبالذات أيام حرب الكويت عام ‪ 1991‬عننندما سننقط‬ ‫مطر أسود على بغداد لوبقية مدن العراق من الشمال إلى الجنوب نتيجة حرق آبار النفنط ‪ ،‬لوعنن الحناكم النذي يراهنن‬ ‫على النصر بحصانه البيض‪ .‬أما الحقيقة فهي حرب دامية حرب غير متكافئة أصبح فيها الدم مطرا غزيرا‪.‬‬ ‫لقد تكرر اللون السود لوالحمر في قصائد الشاعر أديب كمال الدين بصورة مباشرة ألو غير مباشرة كما في قصيدة ‪:‬‬ ‫حصانان أسود لوأحمر‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫س عاريين في الصحراء‬ ‫ككنا نجل خ‬


‫ب مكنا حصانان أتسرود لوأتحرمر‪.‬‬ ‫ر‬ ‫حين اقتر ر‬ ‫ت بعينين دامعتين‬ ‫فقم ج‬ ‫لوقكبلجتني القختبرلة الخيرة‪.‬‬ ‫فخدجهش خ‬ ‫ت‬ ‫ت الحصارن التسرود‬ ‫ثخمم امتطي ج‬ ‫ف‪ :‬لوداعاا‪.‬‬ ‫ت خمرتج ب‬ ‫ت بصو ب‬ ‫لوقل ج‬ ‫فخذجهل خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫لككني قل خ‬ ‫ت لنتفسي‪:‬‬ ‫سأمتطي الحصارن التحرمر‬ ‫ف بي الشوق‬ ‫إتن عص ر‬ ‫لوعكذبني الخح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫هكذا اقترب خ‬ ‫ت من جسجدجك العاري‬ ‫ك‬ ‫ك لوثديي ج‬ ‫لقبكرل شفتي ج‬ ‫لولراجك تختفين مثل سهبم في الصحراء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫مكرت ساعا خ‬ ‫ت الذهول‬ ‫ساعة إثر أخرى‬ ‫ك العاري‬ ‫لوأنا أنظخر إلى جسجد ج‬ ‫يمتطي الحصارن التسرورد لويختفي في العماق‪.‬‬ ‫ف بي الشوق‬ ‫ثخمم سرعارن ما عص ر‬


‫لوعكذبني الخح ك‬ ‫ب‬ ‫فالتف خ‬ ‫ت إلى حصاني التحرمر‬ ‫لم أجده‪.‬‬ ‫لولوجد خ‬ ‫ب على امتداجد الصحراء‬ ‫س تغي خ‬ ‫ت الشم ر‬ ‫مثل أسبد أتحرمر‪.‬‬

‫الشاعر يدعو إلى أن يأخذه الشوق ‪ ،‬أي أن ينقذه فيطير في السماء هازجا كالسحب بحصان أسود ‪ ،‬لواللون السننود‬ ‫موجود في فصيلة الحصان كما الحمر لوالبيض إل أنه يقول لوداعا للشننوق لويمتطنني حصننانا أحمننر‪ .‬هننذا تعننبير عننن‬ ‫امتلك لننوني لوهنننا يغنندلو الحننب أقننوى مننن المننوت ‪ ،‬لونلحننظ هيمنننة السننود لوالحمننر علننى كننل اللننوان لوالمواقننف‬ ‫لوالحداث ‪.‬‬ ‫إن استخدام اللون هنا في النص ليس للون فقط بقدر ما هي سلطة لوتحكم لنظريننات لوقنوانين اللننون تتحنندد بمننوجبه‬ ‫حدلود الموصوف بصفة لونينة ذات أداء دللنني ‪ .‬لواللوننان السنود لوالحمنر يلعبنان دلورا اساسننيا فنني انطلق اللنوان‬ ‫الخرى لوقاعدة مركزية تشع منها قيم لودللت في المعنى الشعري‪.‬‬ ‫الخضر يحضر هو الخر ليشارك في حفلة اللون البداعية‪ ،‬كما في قصيدة‪:‬‬ ‫امرأة بشعر أخضر ‪:‬‬

‫‪.1‬‬ ‫لخمسين عاما ا‬ ‫كارن يرسخم اللوحةر ذاتها‪ ،‬لوحة الموت‪:‬‬ ‫امرأة دلون عمر خمرحمدد‬


‫تسو خ‬ ‫ق سكيارةا سوداء‪،‬‬ ‫سكيارة خمسرعة‬ ‫تسوقها امرأةق عارية‪.‬‬ ‫عبرر نافذة السيارة‬ ‫ترى ثديي المرأجة عاريين‬ ‫لوترى شعرها أخضرر منثوراا‬ ‫لوترى ملمحها الساذجة‪.‬‬ ‫خلفها توابيت‪،‬‬ ‫توابيت رمن؟‬ ‫السيارةخ خمسرعة‬ ‫لوالركساخم خمرتب ق‬ ‫ك‬ ‫لمن المرأة ذات الشعر الخضر‬ ‫بثدييها العاريين‪،‬‬ ‫بعينيها الكبيرتين‪،‬‬ ‫بملمحها الساذجة‬ ‫تحكد خ‬ ‫ق فيه طوارل الوقت‪.‬‬ ‫هل كان ت‬ ‫ت تدعوه؟‬ ‫ل ك‬ ‫ي شيء؟‬ ‫‪.2‬‬ ‫مكر خمسون عاما ا‬


‫لولم يكمل اللوحةر بعد‪.‬‬ ‫ح عجيب‬ ‫لككنه في صبا ب‬ ‫رأى عبر شكباكه ما رأى‪:‬‬ ‫آه‪ ،‬إنها شجرة الليمون مثممرة‪ ،‬يا إلهي!‬ ‫بسككيبن حادة‬ ‫قطع ليمونتين من الشجرة‬ ‫لوبسرعة‬ ‫قطعهما إلى أربع شرائح‬ ‫لوبسرعة‬ ‫أخذ أنبوبةر الصمغ‬ ‫ليضع الصمغ‬ ‫ب من الليمونتين‬ ‫ب الرط ج‬ ‫على الجان ج‬ ‫ت لسيارجة الموت‪.‬‬ ‫ثخمم لصقهما كعجل ب‬ ‫الن اكتمل ت‬ ‫ت لوحته‬ ‫تأ ك‬ ‫ي شيء!‬ ‫لم يعتد ينقص سكيارةخ المو ج‬ ‫‪.3‬‬ ‫كان فرحا ا كطفبل‪ ،‬كطفبل حقيقكي‬ ‫ب بسرعة‬ ‫لككن لوجهه يشح خ‬ ‫ليصبرح بلوجن الليمون‬ ‫فيما كانت المرأة‬


‫بشعرها الخضر المتطاير‪،‬‬ ‫بثدييها العاريين‪،‬‬ ‫بعينيها الكبيرتين‪،‬‬ ‫بملمحها الساذجة‬ ‫تسو خ‬ ‫ق السكيارةر بسرعة‬ ‫لتطلق قهقهاتها الفارغة من أ ك‬ ‫ي شيء!‬

‫في هذه القصيدة يتجلى اللون في عننوان القصنيدة ‪ :‬امنرأة بشنعر أخضنر‪ ،‬فصنفة المنرأة فنني محتنوى الننص هني‬ ‫الخضرار‪ .‬لعل الشاعر أراد بها العنوان لوالمتن لوهذا أبلغ تاثير لوما تسرب به الخضر بكل ما اكتسبه من طاقة لونية‬ ‫لودللية جراء اشتغاله في منطقة التشكيل لوالرمز‪.‬‬ ‫لقد عبر الشاعر في القصيدة عن الرسام الكبير ب )خمسين عاما ) يرسم لوحة للمننرأة لوأعطننى لسننيارتها صننفة‬ ‫اللون السود لوهي عارية لوشعرها الخضر المنثور‪ .‬لوقد ربط اللننون السننود بلوحننة المننوت لوهنني صننورة ماسننألوية‬ ‫جعلت الرسام يرتبك‪ .‬كيف؟ هل لن المرأة ذات الشعر الخضر تحكدق فيه طوال الوقت؟ مبدأ الموت مطلق في بدايننة‬ ‫النص‪ :‬إنها الرلومانسية الدامية ‪ ،‬لول يوجد اللون الخضر فنني مكينناج النسنناء‪ ،‬فننأغلب النسنناء تفضننل لوتحنن ك‬ ‫ب اللننون‬ ‫الشقر لوتفرعاته ‪ ،‬لذلك مكر من عمر هذا الرسام خمسون عاما لولم يكمل هذه اللوحننة ‪ .‬لوفنني صننباح عجيننب رأى‪... .‬‬ ‫إلى بقية الحكاية في القصيدة ‪ ،‬حيث تسوق المننرأة ذات الشنعر الخضنر المتطنناير السنيارة بسننرعة لوضنحكة فارغننة‬ ‫لوهي تجكر التوابيت‪.‬‬ ‫لومن الخضر ننتقل إلى البيض في قصيدة‪ :‬حمامة ‪:‬‬

‫يوما ا ما‬


‫كان ت‬ ‫ت لنا حمامة بيضاء‪.‬‬ ‫ف‪،‬‬ ‫أحببناها بشغ ب‬ ‫أحببناها بجنون‪،‬‬ ‫ف لوالصواعق‬ ‫لولمن السماء مليئة بالعواص ج‬ ‫فقد قخجتلت الحمامةخ فجأاة‪،‬‬ ‫هكذا فجأاة‪.‬‬ ‫ت سارقها الجميلة‬ ‫ت أن ج‬ ‫فأخذ ج‬ ‫ت لها ساقا ا‬ ‫لوأضف ج‬ ‫ت منها سريراا للككذة‪.‬‬ ‫لوصنع ج‬ ‫لوأخذ خ‬ ‫ت أنا جنارحها الكسير‬ ‫لوعكلمته الكتابةر لوالحرلوف‪،‬‬ ‫فصارر يعكلمني الرشتعر؛‬ ‫قصيدةا إثر قصيدة‬ ‫لوكتابا ا إثر كتاب‬ ‫ت شاعراا‬ ‫حكتى أصبح خ‬ ‫ل همم له سوى الحديث عن الحمامة‪:‬‬ ‫الجناح الذي صارر حرفا ا‬ ‫لوالساق التي أصبح ت‬ ‫ت سريراا‪.‬‬


‫هذه قصيدة قصيرة تجلى اللون البيض فيها في شننكل الحمامننة ‪ ،‬لواللننون البيننض أكننثر اللننوان سننخاء‪ ،‬لوهننذا اللننون‬ ‫موجود في الحمام أصل لوقد أعطى الشاعر جوهر المعنى متمثل اللون في إنتاج القصيدة‪ .‬إن توظيف اللون في الشعر‬ ‫كان دائما بحاجة إلى شاعر فنان يعي خطورة هذا التوظيف في حقل الشعر لويدرك كيف يستغل )‪(5‬‬ ‫فالشاعر يذكر البيض صراحة ثم يعود إليه فنني السننطور الخننرى لويننذكر مننا يسننتلزمه نعننني الحمامننة الننتي هنني‬ ‫ف الشاعر ‪ ،‬لوأصبح في لحظة لواحدة موضوعا للبصر لواللمننس لوالسننمع‬ ‫بطبيعتها بيضاء‪ ،‬كأكن هذا اللون قد أصبح حر ر‬ ‫معا‪ .‬لوفي قصيدة ) ألوان( يأخذ البيض دلورا محوريا‪ ،‬نقرأ‪:‬‬

‫ب الذي يرتدي قميصا ا أبيض‬ ‫قارل الطبي خ‬ ‫لوبنطلونا ا أبيض‬ ‫لوحذااء أبيض‬ ‫ هل كان ت‬‫ت طفولتجك بيضاء؟‬ ‫· )ل(‪.‬‬ ‫ هل كارن شبابجك أبيض؟‬‫· )ل(‪.‬‬ ‫ هل كان ت‬‫ت شيخوختجك بيضاء؟‬ ‫· )ل(‪.‬‬ ‫ب‪ :‬إذن‪ ،‬ماذا تنتظرين؟‬ ‫ قارل الطبي خ‬‫· قالت‪) :‬أنتظخر المو ر‬ ‫ت ليأتي لويأخذني‬ ‫مرتديا ا طفولةا سوداء‬ ‫لوشبابا ا أتسرود‬


‫لوكهولةا سوداء‪(.‬‬ ‫ب يده ذات القكفاز البيض‬ ‫مكد الطبي خ‬ ‫إلى الضحية‪.‬‬ ‫فأبعدها المو خ‬ ‫ت برفق‬ ‫كارن المو خ‬ ‫ع خسود‪.‬‬ ‫ت يبكي على الضحيجة بدمو ب‬ ‫لككن الضحية نرتفسها‬ ‫لوجد ت‬ ‫ت في التسرود‪،‬‬ ‫في آخجر المطاف‪،‬‬ ‫طمأنينةر اللواجن ككلها‪.‬‬

‫في هذه القصيدة تسيطر أجواء اللوان أحداثا لوأشخاصا متمثلة بلونين هما البيض لوالسننود‪ ،‬لو يتجلننى المعنننى‬ ‫الشعري عبر دللت رمزية كامنة على الرغم من هيمنة السلوب السننتفهامي الهننادف لوالشننفاف علننى مقنندرات‬ ‫التشكيل التصويري للنص ‪:‬‬

‫ن هل كنت طفولتك بيضاء؟‬ ‫ن هل كان شبابك أبيض؟‬ ‫ن هل كانت شخوختك بيضاء ؟‬

‫)ل شك أن حضور اللون في الشعر ل يتوقف عنند حنندلود التشننكيل السننيمائي ‪ .‬بننل يتجنالوز ذلنك إلنى صنوغ نظننم‬ ‫جمالية تحدد العلقة بين النص لوالعالم )‪(6‬‬


‫لقد كانت عتبة العنوان تشغل المشهد الصوري لمعنى القصيدة لوملتزمة بالوضع الشننكلي فنني اللنونين البيننض‬ ‫لوالسود ‪ ،‬لوالطريقة الحوارية النتي يرسنم بهنا الشناعر قصنيدته بي ن الطننبيب لوالنرالوي ) الضننحية ( جعلنت منن‬ ‫القصيدة قصة لوحكاية رمزية عالية لعل الشاعر يخنناطب الضننحية لوقنند غنندت رمننة باليننة‪ ،‬يخاطبهننا كأنهننا ميتننة‪،‬‬ ‫لواللون يتحكم بمصير الثنين لوالمعاناة تبعث حالت البؤس ‪ ،‬هي صورة لونية غارقة بالدموع ‪.‬‬ ‫لوفي الديوان ذاته ) ما قبل الحرف‪ ..‬ما بعد النقطة(‪ ،‬نقرأ في ختام الفصل قصيدة ‪ :‬خنجر أسود‪ ،‬صرخة بيضاء‪:‬‬

‫ع إلى شارع‪،‬‬ ‫كارن يتبعها لوهي تنتقخل من شار ب‬ ‫لومن زمبن إلى زمن‪،‬‬ ‫لومن منفى إلى منفى‪.‬‬ ‫ف سمرها‪،‬‬ ‫كارن يتبعها دلورن أتن يعر ر‬ ‫دلورن أتن يصرل إلى رحيجقها‪.‬‬ ‫رمن هي؟ يا إلهي‪ ،‬رمن تكون؟‬ ‫لم يكتن يعرفها ألو يعرف سكرها‪.‬‬ ‫فقط‬ ‫كارن يعر خ‬ ‫ف أكنه جزء منها‪.‬‬ ‫ركبما هي الشمس لوهو البحر‬ ‫ألو الم لوهو الطفل‬ ‫ألو النثى لوهو الذكر‪.‬‬ ‫ركبما هي النقطة لوهو الحرف‬ ‫ألو المعجزة لوهو النبكي‬


‫ألو اللعنة لوهو الشيطان‪.‬‬ ‫لم يكتن يعرفها أبداا‪.‬‬ ‫فقط‬ ‫كارن يتبعها‬ ‫ضائعا ا مثل دمعجة طفبل يتيم‪.‬‬ ‫ب من سررها‪،‬‬ ‫لوككلما اقتر ر‬ ‫ب من سررها‪،‬‬ ‫ألو خخكيل إليه أكنه اقتر ر‬ ‫التف ر‬ ‫ب ظهره‪،‬‬ ‫ت ليرى خنجراا أتسرود يثق خ‬ ‫لويرى صرخةا بيضارء تخرخج من فمه‬ ‫لوتتناثخر كالزجاج‪.‬‬

‫يتمظهر العنوان تمظهرا عالي الحضور لويفتح رؤية لونية مشحونة بالسواد لوفضاء العنونة يتجلى فنني بقينة عننالوين‬ ‫قصائد الشاعر أديب كمال الدين ‪ ،‬فالشخص هنا يتبع شخصية مجهولة ل يعرفها‪ ،‬ربما تكون الشمس‪ ،‬ربمننا البحننر ألو‬ ‫الم ألو‪ ....‬كان يتبعها حتى إذا اقترب منهنا رأى خنجنرا أسنود يثقنب ظهنره لوصنرخة بيضناء تخنرج منن فمنه‪ .‬هنذه‬ ‫قصيدة رمزية تجلى فيها اللونان السود لوالبيض إذ أعطى للخنجر المتمثل بالموت‪ ،‬أعطاه اللون السود لوفنني الننوقت‬ ‫الذي يظهر فيه البيض لونا مبشرا بالموت كذلك ‪ ،‬فنكون إزاء معادلة شعرية مشتركة لوصراع جدلي بينهما ل ينتهنني‬ ‫إل بالموت لوهو تعبير انفعالي عصبي فالخنجر هو رمز القتل الرهيب لوالمسناعد لنه لوفني طريق ة حملنه نقطنة سنوداء‬ ‫خاصة إذا كان الطعن به من الظهر‪ ،‬ذاك كان السر الكامن في اختيار اللون السود للخنجر‪.‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫هوامش الفصل الثاني‬


‫•‬

‫البنيات الدالة في شعر أمل دنقل ‪ :‬عبد السلم المساري ‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العننرب ‪ ،‬دمشننق ‪، 1999 ،‬‬ ‫ص ‪212‬‬

‫•‬

‫في شعرية الضوء ‪ :‬صلح صالح ‪ ،‬مجموعة مؤلفين ‪ ،‬دائرة الشارقة ‪ 1997،‬ص ‪18 -17‬‬

‫•‬

‫دللة اللون في الفن العربي ‪ ،‬د ‪ .‬عياض عبد الرحمن ‪ ،‬لوزارة الثقافة‪ ،‬بغداد ‪2003‬‬

‫•‬

‫السيمائية لوالعنونة ‪ :‬جميل حمدالوي ‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬مجلد ‪ 25‬ع ‪3‬‬

‫•‬

‫اللون لعبة سيمائية ‪ :‬د ‪ .‬فاتن عبد الجبار ‪ ،‬دار مجدللوي ‪ ،‬عمان ‪2010‬‬

‫•‬

‫المصدر نفسه ص ‪30‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫تشكيل الحرف‪ :‬تشكيل اللون‬

‫في مجموعة ‪ :‬أربعون قصيدة عن الحرف‬


‫ككلنا يعرف أكن قراءة الشعر نوع من البداع‪ ،‬فحين نقرأ شننعراا نتمثكننل مننا فيننه مننن مشنناعر لوتجننارب لوأخيلننة‪ ،‬لوتتفتننح‬ ‫لعيون بصيرتنا مجموعة من الصور لوالمناظر لوالمواقف التي رسمها( الشاعر لودفعنا على رسمها من جدينند لنعايشننها‬ ‫بحالة شاعرية لوشعورية تكاد تكون قريبة من ذات الحالة التي صادفته عندما كتب قصيدته‪ .‬لوربما يكون الحننال كننذلك‬ ‫مع الصور لواللوحات لوأعمال النحنت‪ ،‬الننتي نتأملهنا لونحننالول أن ننندخل عالمهنا فهنني تجكسننم ألو تظهنر بنالخط لواللنون‬ ‫لوالضوء لوالظل‪ .‬لوفي كلتا الحالتين نجد أنفسنا مدعوين للمشاركة في تكوين ألو تشكيل بناء خاص انصهرت فيه اللفاظ‬ ‫لوالصور لواللوزان لواليقاعات من ناحية لوالخطوط لواللوان لوالمساحات لوالظلل من ناحية أخرى‪ .‬فالشنناعر يسننتخدم‬ ‫اللغة في تشكيل الصور‪ ،‬لوالرسام يصنع من اللون لوالشكل لوحننة‪ .‬لوتعنند الصننورة العتبننة المشننتركة الساسننية للتننداخل‬ ‫لوالتنافذ بين الشعر لوالرسم )‪.(2‬‬ ‫هذا الكلم ينطبق على قصيدة الصورة في مجموعننة ‪ :‬أربعننون قصننيدة عننن الحننرف للشنناعر أديننب كمننال النندين‬ ‫الصادرة عن دار أزمنة‪ ،‬عمان عنام ‪ .2009‬فني المجموعنة إنجناز تنداخلي تقنوم فينه القصنيدة بندلور آخنر يتمثنل فني‬ ‫اكتشاف شعرية بصرية تنبني على إيقاع الصورة‪ .‬لوقد استعان الشاعر أديب بطاقات الرسم كاللون‪ ،‬الفراغ‪ ،‬الظلل‪،‬‬ ‫فهناك قصائد اتخذت من اللون عبارةا لوعنواناا لها‪ ،‬مثل أغنيننة سننوداء‪ ،‬أحمننر ننناري‪ ،‬قمننر أسننود لوكلننب رمننادي‪ .‬هننذه‬ ‫اللوان‪ :‬السود‪ ،‬رمادي‪ ،‬أحمر هي تردد لوني يعبر عن الحننزن لوالتمننرد لوالصننخب ‪) ،‬فنناللون يعنند إحنندى الوسننائل‬ ‫لوالدلوات التي يستطيع النسان بها التعبير عن عواطفه لونوازعه من خلل اللون لويمكن معرفة شخصية الفرد )‪(3‬‬ ‫عمد أديب كمال الدين إلى اليحاء بنناللون منن خلل دال معيننن‪ ،‬كاليحنناء بنناللون السننود علننى الحننزن لوالعتمننة‬ ‫لوباللون الحمر على الدم لوالثورة‪ .‬كما عمد إلى استدعاء ألوان أخننرى فنني صننوره الشننعرية مسننتثمراا الطاقننة الدلليننة‬ ‫لواليحائية لتلك اللوان‪ .‬لوخيعكد اللون من أبرز أدلوات الفنان التشكيلي لمنا لنه م ن دلور فنني تجسننيد اللوحنة الفنينة لثنارة‬ ‫بصر المتلقي لوشحن ذاكرته ‪ .‬يقول في قصيدة‪ :‬دراهم كلكامش ص ‪10‬‬

‫تلك التي اسمها الحياة‬


‫متلكفعة بعباءجة السواجد لوالحلم‪،‬‬ ‫بعباءجة الفقجر لوالتعاسة‬ ‫هي رمن أعطاني الدراهرم التي ضاع ت‬ ‫ت سريعاا‪.‬‬ ‫كارن لقااء عابراا‬ ‫يشبهخ حياةا عابرة‪.‬‬

‫لويقول في مقطع آخر‪:‬‬

‫ككل درهبم كارن اسمه السعادة‪.‬‬ ‫لوككل درهبم كارن اسمه العيد‬ ‫ألو الغيمة‬ ‫ألو الشمس‬ ‫ألو البحر‬ ‫ألو قختبرلة الجم متلكفعة بالسواد‪.‬‬

‫إن اللون السود هو خلفية هذه القصيدة‪ ،‬هذا الذي يوحي بالحزن لوالقسالوة لوالتعاسة‪ ،‬لوقنند لوصننلت تعاسننة حينناة الطفننل‬ ‫الذي ضكيع دراهمه التي يبحث عنها حتى الموت‪ .‬هنا يستدعي شخصيات الملحمنة الشننهيرة‪ :‬كلكننامش لوأنكينندلو مناجيننا ا‬ ‫بطله كلكامش ‪ .‬لوكلمة ضياع تكررت ست مرات في القصيدة مما أغرق النص في سواد أكثر مما ينبغي‪.‬‬


‫في قصيدة‪ :‬المبحر منفرداا ‪ ،‬ص ‪15‬‬

‫أكيها الحرف‬ ‫ك القرصاخن الحمر‪،‬‬ ‫سيحارب ر‬ ‫ش لوسكلمه للرعاع‪،‬‬ ‫ض العر ر‬ ‫القرصاخن الذي قكو ر‬ ‫ك موجة لقمار الطفولة‪.‬‬ ‫لكن في قلب ر‬ ‫ك القرصاخن الزرق‪،‬‬ ‫لوسيحارب ر‬ ‫القرصاخن الذي أدخرل كمل شيء في دكلوامجة الموت‬ ‫بعرد أتن قترل إخوته‬ ‫‪..............‬‬ ‫ك القرصاخن الصفر‪:‬‬ ‫لوسيحارب ر‬ ‫قرصاخن المجانين لوالمخكنثين لوآكلي جثث الموتى‪.‬‬ ‫ك القرصاخن السود‪:‬‬ ‫لوسيحارب ر‬ ‫قرصاخن الركرفرة الفررجرة‪.‬‬ ‫ك قرصاخن الريح‬ ‫لوسيحارب ر‬ ‫ذاك الذي يغيكخر لوجهته‬ ‫ككلما غكيرت الريخح عنوانها‪.‬‬


‫في هذا النص تداخرل أكثر من لون فكأنه لوحة متعددة اللوان‪ :‬الحمر‪ ،‬الزرق‪ ،‬الصفر ‪ ،‬السنود ‪ ،‬كلهنا تحنارب‬ ‫الحرف الذي هو هاجس الشاعر اللول لويشكل حضوراا مثاليا ا في ذهنيته‪ .‬هي ثننورة الحننرف‪ ،‬النسننان ‪ ،‬الزمننن الننذي‬ ‫يحاربه كل المتربصين به من القتلة ‪ ،‬الكفرة ‪ ،‬المجانين‪ ،‬المنافقين‪ ،‬لوأصحاب الهواء‪ .‬لوهو يبحر لوحده مسننتندا إلننى‬ ‫قواه الذاتية فقط‪ ،‬يحاربونه ل لشيء فقط لنننه اقنترح بلندا للحنب لوالجمنال‪ .‬هننا أعطننى لللننوان صننفات مسننتفيداا منن‬ ‫إمكانيات التشكيل المعاصرة دلون الحاجة إلى ظهور التشكيل ذاته فالصفر هو صننفة للمجننانين لوآكلنني جثننث المننوتى‪،‬‬ ‫لوالحمر الذي قكوض العرش لوسلمه للرعاع لوالسود صفة للركرفرة‪.‬‬ ‫في قصيدة ‪ :‬أغنية سوداء القلب‪ ،‬يقول‪ :‬ص ‪27‬‬

‫توكقف الحر خ‬ ‫ف عن النظر إلى المرآة‬ ‫كي ل يرى المستقبرل بل يدين‬ ‫لوالماضي بل أقنعة‪.‬‬ ‫ف الحر خ‬ ‫ف عن إرسال رسائل التهديد إلكي‪..‬‬ ‫توقك ر‬

‫ثمم في نهاية القصيدة‪:‬‬

‫لوكانر الحرف‬ ‫س أمامي مثل نهبر‬ ‫يجل خ‬ ‫يدمدخم بأغنيبة خفيفبة جداا‪،‬‬


‫عذببة‬ ‫لوسوداء القلب‪.‬‬

‫من عنوان القصيدة كانت لنا خلفية سوداء ضمنت محتوى النص الذي غلب عليه الحزن لوالعتامة ‪ .‬لوالشنناعر هنننا‬ ‫صبغ الحرف برسائل الوعيد لورسائل الحب‪ ،‬لوالتذكير بالطفولة صورة سوداء ‪ .‬لوقد حقق التوازن في ذلك انطلقا مننن‬ ‫فهم جديد للشعر بوصفه أثرا مفتوحا تتداخل فيه الكلمات مع الرسم‪.‬‬ ‫في قصيدة ‪) :‬أحمر ناري( يستخدم الشاعر اللون الحمر عنوانا لها ‪ ،‬لوهو لون يشير إلى النشننوة لوالتمننرد لوالثننورة‪،‬‬ ‫لوالحياة الصاخبة كما في القرصان الحمر الذي قكوض العرش‪.‬‬

‫إكل حيرن يلهج‬ ‫ك المعكلقجة في العالي‪،‬‬ ‫بأسطورت ج‬ ‫لونقطةا ل تجيد‬ ‫ب بالحمر الناري‪،‬‬ ‫سوى أناشيد الح ر‬ ‫أعني بالحمر الممسوس‬ ‫باللوعجة لوالهذيان‪ .‬ص ‪30‬‬ ‫لوفي مقطع آخر يقول‪:‬‬ ‫ف الينابيع‬ ‫إلى جفا ج‬ ‫بل ليدفعجك حيث البئر السوداء‬


‫يلبس في نهاية القصيدة قناع الغراب لوحيث البئر السوداء لوجفاف الينابيع‪ .‬لولزالت صننورة القتامننة تتكننرر كخلفينة‬ ‫لهذه القصيدة‪ ،‬لويدل هذا على التحسر لوطن فارقه الشاعر مفارقة الطير لعكشه‪ .‬لوهكذا أصننبحت اللننوان مننرآة للشنناعر‬ ‫لوتجواله من الفرح إلى الحزن‪ ،‬من الوطن إلى المنفى‪.‬‬ ‫لونجده في قصيدة )قطارات سدني( يكرر ألوانه‪:‬‬

‫قطارا خ‬ ‫ت سدني‬ ‫ض من الفججر إلى الفجر‪.‬‬ ‫ترك خ‬ ‫ض مكرةا إلى البحر‬ ‫ترك خ‬ ‫لومكرةا إلى الملهي‬ ‫ت إلى الموت‪.‬‬ ‫لومكرا ب‬

‫لوفي المقطع الثاني يقول‪:‬‬

‫قطارا خ‬ ‫ت سدني‬ ‫تضلج بهذيان الدلولرات‪:‬‬ ‫دلولرات سوداء‬ ‫ألو خسود كما يف ك‬ ‫ضخل علماخء اللغجة القول‪.‬‬


‫لولو حضرر علماخء اللغجة إلى هنا‬ ‫لسوكد ت‬ ‫ت لوجوههم من الحلم‬ ‫بالدلولرات‪.‬ص ‪33‬‬

‫في مدينة سدني منفى الشاعر لومستقره‪ ،‬تسير القطننارات مننن الفجننر إلننى الفجننر بنندلولرات سننوداء‪ .‬هنني صننورة‬ ‫سوداء أيضا بل أشد عتمة حيث يصف القطارات لوالناس لوالندلولرات لوهني تتطناير منن مكنان إلنى آخنر لتصنعد فني‬ ‫زلوبعة من اللوراق الصفراء ألو الخضراء‪ .‬لولم يتحرك قطار الشاعر إلى لون الحياة الصاخبة لوهنو اللننون الحمننر بننل‬ ‫إلى لوهم الموت في) قطارات سدني( من خلل لوحات فنية تتجلى فيهننا الكلمننات كرسننوم لوتشننكيلت بصننرية لوإيقنناع‬ ‫لوني متناسق لوصياغة شعرية محكمة اللواصر‪ .‬هذا ما جعل خلفية هذه القصيدة مسوكدة مصفكرة‪ ،‬لتوحي بهننذه الدللننة‬ ‫التي أرادها الشاعر‪.‬‬ ‫في قصيدة )اعتذار( يقول‪:‬‬

‫ب ثلخج شتاجء القصيدة‬ ‫حين ذا ر‬ ‫فاضت الورقةخ البيضاء‬ ‫ف لوالنقاط‪ .‬ص ‪39‬‬ ‫بالحرلو ج‬

‫ثكم يقول‪:‬‬


‫لوهكذا قبل أن أموت‬ ‫كن خ‬ ‫ت ذكيا ا بما يكفي لعتذر للغراب‬ ‫لوأعتذر للشتاجء لوللورقجة البيضاء‬

‫في هذا المقطع بالذات برز اللون البيض حيث الثلننج لوالورقننة البيضنناء‪ ،‬لوقنند لوظكننف الشنناعر هننذا اللننون لخدمننة‬ ‫المعنى ‪ :‬شتاء القصيدة ألو الفكرة التي يحالول إيصالها‪. .‬لوفي قصيدة )تناص مع الحرف( يتحرك مع اللننون السننود لول‬ ‫يكف عن التشبث به من بعيد ألو قريب‪ ،‬فنجده يختم القصيدة بالمقطع‪:‬‬

‫لوجئ خ‬ ‫ت أنا‬ ‫فأمسك خ‬ ‫ف المتفكحم‬ ‫ت بالحر ج‬ ‫ف أبداا‬ ‫لوكتب خ‬ ‫ت قصائدي السود التي ل تك ك‬ ‫ص لوالهذيان‪ ...‬ص ‪44‬‬ ‫عن الرق ج‬ ‫لوهي خلفية سوداء من الحرف المتفحم إلى قصائده السنود ‪ .‬لقنند أكنثر الشنناعر أديننب فنني قصنائد مجمننوعته‪ :‬أربعننون‬ ‫قصيدة عن الحرف من توظيف اللون السود‪ .‬لوقد انعكس هذا على غلف المجموعة بالكامننل‪ ،‬لوقنند تسننتهوي الشنناعر‬ ‫فكننرة التلننوين للتعننبير عننن حالننة التغييننر المسننتمر ألو لرتبنناطه فنني مخيلننة الشنناعر بخننبرات سننلبية متراكمننة‪.‬‬ ‫في قصيدة )أعماق(‪:‬‬

‫في أعماقي‬


‫طائقر أبيض‬ ‫ق المسرح‪.‬‬ ‫يسقطخ مذبوحا ا في أعما ج‬ ‫ق المسرح‬ ‫لوفي أعما ج‬ ‫ب مممزقة‬ ‫صراقخ لوأنين لوثيا ق‬

‫يبدأ قصيدته باللون البيض لوهو لون الحب لوالسلم لوالنقاء لوهو نقيض اللون السنود لوقند حقنق ذلنك فني طنائره‬ ‫البيض لولكن هذا الطائر سرعان ما يسقط مذبوحاا‪ ..‬لويتحول إلى اللون الحمنر‪ /‬ينظننر إلنى طنائري المنذبوح بعينينن‬ ‫دامعتين‪ /‬حيث تنقلب الصورة إلى العتامة لوالموت ‪ .‬لوقد تجلى ذلك بدقة في القصيدة ‪ ،‬هنا مفارقة مأسالوية تتشكل عننبر‬ ‫هذا التضاد اللوني ‪ :‬طائر أبيض‪ /‬طائر أحمر‪ .‬لوقد يهيمن لون بعينه على الصورة الشعرية بأسرها ممتداا إلننى العنننوان‬ ‫كما في قصيدة قمر أسود لوكلب رمادي( ص ‪( 56‬‬

‫ت قصيدة بل عنوان‬ ‫ركبما أن ج‬ ‫ألو قصيدة بل معنى‬ ‫ت حرف ل يخ ك‬ ‫ص أحداا سواي‪.‬‬ ‫ألو ركبما أن ج‬ ‫في آخر المطاف‬ ‫ع لوالمزابل الليلية‪.‬‬ ‫مشينا معا ا في مدينجة الجو ج‬ ‫ككنا ثلثة‬ ‫لوالقمخر التسروخد يحرسنا بعبثه التسرود‪.‬‬


‫ثمم يواصل تكملة هذا المقطع بالصور لواللوان ذاتها‪:‬‬

‫ياليتني بقي خ‬ ‫ت مخدلوعا ا من دلوجن قمبر أتسرود‬ ‫لوياليتني بقي خ‬ ‫ت قمراا أتسرود‬ ‫ب رماد ك‬ ‫ي‪.‬‬ ‫من دلوجن كل ب‬

‫هنا أعطى الشاعر القمر لونا ا أسود لوهي صفة متشائمة إلى حند منا لوكننان مننن الممكنن أن يعكنس العننوان ليصننبح‬ ‫القمر رمادياا لوالكلب أسود ‪ ،‬لتصبح خلفية القصيدة سوداء أيضا بقمرها لوكلبها الرمادي ‪ .‬لوالرمادي هننو لننون العنصننر‬ ‫الناتج عن الحتراق لويوحي بمعنى العدمية لوالنتهاء فضل عن سمته الضبابية‪ ،‬من العنوان إلى داخل الجوع لوالمننوت‬ ‫من هول المفاجأة ‪ ....‬الخ ‪.‬استطاع الشاعر أن يوظف اللون السود بتدرج لوأن يغير حاله من حال إلننى حننال‪ .‬لويمتنناز‬ ‫أديب كمال الدين بأنه يقيم علقة بين لونين فيصكرح بأحدهما لول يصكرح بالخر بننل يتحسسننه عننبر عنصننر ملزم لننه‪.‬‬ ‫يقول في قصيدة ‪ :‬طفلة‪:‬‬

‫مثل لورقبة سقط ت‬ ‫ت من الشجرجة اللعوب‪،‬‬ ‫مثل ريشبة خأقتخلجرع ت‬ ‫ح طائبر ما‬ ‫ت من جنا ج‬ ‫لوجدت الطفلةخ نفسها‪:‬‬ ‫اسمها ل ينطب خ‬ ‫ق على ذاكرتها‪.‬‬


‫لوفي مقطع آخر يقول‪:‬‬

‫أ ك‬ ‫ي طائبر هو؟‬ ‫صرخت الشجرةخ باسم الطائر‬ ‫لككن السرم ضاع‬ ‫في الهواء السوجد القاسي‪.‬‬ ‫فالسماخء كان ت‬ ‫ت ممطرةا جكداا‪ ....‬ص ‪74‬‬

‫اللون السود يضكج بالدمار الذي كثيرا ما يتكرر عند الشاعر في قصائده ‪ ،‬فالهواء أسود لوأضاف له تعاسة أخننرى‬ ‫لوهي القسالوة لوربما أراد بها المطر السود الذي سقط على العراق أثناء حرب الخليج اللولى ‪ ،‬عننندما تشننكبعت السننماء‬ ‫بالدخان السود في ذلك اليوم الممطر ‪) .‬لوالصواعق تمل الرض ‪ /‬لوالرعد كان هو الخر ‪ /‬مبتهجا ا حد الجنون(‪ .‬لوفي‬ ‫قصيدة )قرد الصحراء( يقول‪:‬‬

‫ب القررد الملل‬ ‫لوحيرن يصي خ‬ ‫خيؤرخخذ إلى الغابجة البعيدة‬ ‫ليلتقي بأصدقائه القجررردة‪،‬‬ ‫فيعرض القرخد عليهم‬


‫مزهواا هدايا الملك‪:‬‬ ‫موز ذهبكي‪،‬‬ ‫تكفاح ذهبكي‪،‬‬ ‫عرموط ذهبكي‪.‬‬ ‫تفرخح القجرردة‬ ‫لمنظجر الفاكهجة العجيبة‪ ....‬ص ‪82‬‬

‫خلفية هذا القصيدة الطفولية هو اللون الذهبي‪ ،‬لوهذا اللون كما نعرف يشير إلى المعدن المعرلوف بلمعانه لوهو ليس من‬ ‫ألوان الطيف لويرمز إلى التفاخر لوالجمال لوالجاه ‪ ،‬هنا ملك لوقرد لوصحراء ‪ ،‬لولهذا كانت هنني هنندايا القننرد مننن الملننك‬ ‫عندما يفشل القرد الذي أتى به الملك من الصحراء حيث يعيننش الملننك‪ ،‬يفشننل القننرد فنني إقننناع بننني جنسننه فنني مضننغ‬ ‫الفاكهة لوهي الموز الذهبي لوالتفاح لوالعرموط ‪ :‬حيننث ترمنني القننردة الفاكهننة الذهبيننة علننى الرض لوتتسننلق الشننجار‬ ‫لتطلق أصواتا منكرة لوتعود إلى الغابة‪ .‬لقد كان اللون الذهبي رمز التفاخر للملك لوتأكيداا علننى طبيعننة معنندن الفاكهننة‬ ‫حيث يرفض إنسان أن يغير لواقعه لويأكل غير ما تركبى عليه لوهي حكاية لوصورة شعرية أنيقة هادئة جاء بهننا الشنناعر‬ ‫ليحقق الترابط الدللي بين التفاخر لواللون الذهبي‪.‬‬ ‫يقول في قصيدة ‪ :‬العلقم( ص ‪ (87‬المقطع الثاني‪:‬‬

‫س حتماا‪.‬‬ ‫المشهخد قا ب‬ ‫ش لومظلم‬ ‫ت موح ق‬ ‫فكراخج السيارا ج‬


‫لوأن ر‬ ‫س خضراء‪.‬‬ ‫ت تهر خ‬ ‫س سوداء إلى شم ب‬ ‫ب من شم ب‬ ‫ك لوأن ر‬ ‫ك اليومكية‬ ‫ت في صميجم طفولت ر‬ ‫ينبغي علي ر‬ ‫ك الموسمكية‪.‬‬ ‫أن تخفي أسمارء أمطار ر‬

‫لويختتم القصيدة ‪:‬‬

‫لوأنتبهخ للداجل ‪ :‬دال الطفولة‪،‬‬ ‫دال المطاجر الموسمكية‪،‬‬ ‫س الخضراء‬ ‫دال الحبجر الخضجر لوالشم ج‬ ‫لولباس الحبيبجة الخضر‬

‫خلفية هذه القصيدة ألو المشهد أيضا السود‪ ،‬ابتدأ من العنوان لوكراج السنيارات المنوحش المظلنم لوالشنمس السنوداء ‪/‬‬ ‫ع لوالسير لوسننط‬ ‫ض ‪ /‬يجيخد لب ر‬ ‫لوالبطيخ مكر كالعلقم ‪ /‬البطيخ صار أكثر مرارة من الموت ‪ /‬لوالموت اختفى في ما ب‬ ‫س القنا ج‬ ‫الظلم ‪ ./‬هنا التقاط دقيق للجزئيات لوالعناصر المألوفة المكونة للمشهد العام للوحة الفنية‪.‬‬ ‫في قصيدة ‪ :‬بل عنوان‪ ،‬يقول في المقطع الثاني‪:‬‬

‫كان المشهخد رماديكاا‪.‬‬ ‫لوالقصيدة‪،‬‬


‫أعني الجملة‪،‬‬ ‫أعني الكلمة‪،‬‬ ‫بحرلوفها التسعة‬ ‫عصكية على الولدة‬ ‫مادام ت‬ ‫ت عصكية على الوصوجل إلى نرتفسها‬ ‫في آخر المطاف!‬

‫خلفية هذه القصيدة اللون الرمادي‪ ،‬لوهذا اللننون لننون البننؤس لوالنتهنناء ‪.‬لوالقصننيدة تبنننى هنننا علننى لوفننق شننكل اللوحننة‬ ‫التشكيلية ‪ .‬العين تنقل المشاهد ثم تعيد خلقها ‪ .‬لوقد تكرر هذا اللون في قصيدة ‪ :‬قمر أسود لوكلب رمنادي‪ .‬أمنا فنني بقينة‬ ‫قصائد المجموعة فتمثل اللوان بشكل آخر غير لفظي كما فنني قصننائد‪ :‬ذات ربيننع‪ ،‬حنناء بنناء‪ ،‬جمجمننة‪ ،‬عننابر سننبيل‪،‬‬ ‫طاغية ‪ .‬يقول في قصيدة ‪ :‬طاغية‪:‬‬

‫الحر خ‬ ‫ف الذي ل معنى له‬ ‫سيشعخل للنقطجة حربا ا ل معنى لها‪،‬‬ ‫حربا ا تأكخل الزررع لوالضرع‪.‬‬ ‫لوحيرن يتكم له ذلك‬ ‫ف ككلها‬ ‫سيجبخر الحرلو ر‬ ‫على المشاركجة في حربه الغبكية هذه‪.‬‬


‫خلفية هذه القصيدة‪ :‬النار لوالرماد‪ ،‬في سباق مع حرلوفننه مبننالغ فنني عشننقه لهننا ‪ ،‬لوالرمنناد ناتننج النننار لوهننو معنننى‬ ‫الحرب التي تشعل كل شننيء‪ .‬لوفنني معنننى الحننرب الننتي تأكننل الننزرع لوالضننرع‪ .‬حينث الطاغينة سنقط لوسنقطت معننه‬ ‫رموزه ‪ .‬الشاعر هنا ل يسرد لوإنما يؤشر لوتأشننيراته تعنند حنناله لواقننع منحننرف‪ .‬أمننا فنني قصنيدة ‪ :‬ذات ربينع ص ‪93‬‬ ‫فنقرأ‪:‬‬

‫ذات ربيع‬ ‫أقامت الحرلو خ‬ ‫ف معرضا ا في الهواء الطلق‪.‬‬ ‫رسمت الباخء امرأةا عارية‬ ‫ض في السوق‪.‬‬ ‫تبيخع البي ر‬ ‫لورسمت الحاخء دما ا يتدكفق‬ ‫لوج ك‬ ‫لدين يتقاتلون كالوحوش‪.‬‬

‫لوفي مقطع آخر يقول‪:‬‬

‫لولكونت النقطةخ مشهرد الرتباك‬ ‫حيث يعكزي النبياخء لواللولياخء لوالشعراء‬ ‫بعضهم بعضا ا‬


‫بمناسبجة حضوجر مشهجد الجنازة‬

‫هنا تسربت مفردة الفنون التشننكيلية الرسننم إلننى الشننعر لوتننداخلت مننع بنيتننه لويتجلننى ذلننك فنني اسننتثمار فعننل الرسننم‬ ‫لوالمعرض ‪ /‬ذات ربيع ‪ /‬رسمت الباخء امرأة عارية ‪ /‬لومن خلل هذه القصيدة يتبين التأثير على هذه التبعية بتكرار فعل‬ ‫الرسم أكثر من مكرة لوكذلك معرض الرسم في الهواء الطلق‪ .‬رسمت الحرلوف‪ :‬الباء امرأة عارية ‪ ،‬الحاء دمننا ا يتنندفق‪.‬‬ ‫كأكن الشاعر يرسم ما يراه لوبشكل إنطباعي ‪ .‬لوبتكرار فعل الرسم يتأكد لنننا أن الشنناعر رسننم لوحننة تشننكيلية مننن خلل‬ ‫المفردات حتى العنوان يتأكد فيه معنى لواسم لوحة "ذات ربيننع" تننوحي أن القصننيدة لوحننة فنيننة يرسننم بننداخلها منظننر‬ ‫الربيع ‪ ،‬فالشاعر يجعل القارئ يرسم في خياله الصورة التي رسمتها القصيدة خلفية هننذه القصننيدة ‪ :‬لنون الربينع لوهنو‬ ‫لون التجدد لوالنبعاث )الخضر(‪.‬‬ ‫نأتي إلى )الفراغ( الذي يشكل حيزاا مهما ا في اللوحة التشكيلية لوكيننف لوظفننه الشنناعر أديننب فنني قصننائد المجموعننة‪.‬‬ ‫لوالفراغ من العناصر الفاعلة في تشكيل اللوحة التشكيلية فضل عننن اللننون لوالضننوء لوالظننل لوالنقطننة‪ .‬لويننأتي توظيننف‬ ‫الشاعر لعنصري اللون لوالفراغ في تشكيل لوحته الشعرية باستثمار المعنى الدللي لهما‪ .‬يقول في قصنيدة ‪ :‬جناء ننوح‬ ‫لومضى‪:‬‬

‫النجدة!‬ ‫نعم‪ ،‬يا صديقي الحرف‪،‬‬ ‫دعنا نصرخ الن‪:‬‬ ‫ال‪........‬ن‪............‬ج‪.............‬دة!‬


‫لوفي المقطع الخير يختتم القصيدة ‪:‬‬

‫أرجوك‬ ‫أنا لم أفقد المرل بعد!‬ ‫أرجوك‬ ‫ال‪........‬ن‪............‬ج‪.............‬دة!‬ ‫ال‪........‬ن‪............‬ج‪.............‬دة!‬ ‫ال‪........‬ن‪............‬ج‪.............‬دة!‬

‫يستند الشاعر أديب تشكيل الفراغ محالول إثراء القصيدة بتنويعات دللينة لوإيقاعينة فنالفراغ داخنل الجمنل الشنعرية‬ ‫يتيح للشاعر التصكرف في عناصر بناء القصيدة ‪ .‬لوقد ساعدت التقنيات الطباعية الحديثة في إظهار هذا الفراغ‪ .‬لويبنندلو‬ ‫أن نزلوع الشعراء إلى هذا النوع من الكتابة هو نزلوع للحداثة‪ ،‬لوالفراغ في النص الشعري ليس تكوينا ألو تأليفا خارجيا‬ ‫)لوإنما هو تجسيد لوعي لوحركة لولمسار شعري( ‪. 4‬‬ ‫لوتقطيع كلمة نجدة إلنى حنرلوف لوفراغنات لوترتيبهننا بشننكل ينوحي بننالتبعثر لوالنشننطار لوترتينب الحنرلوف بهنذه‬ ‫الطريقة الفقية ‪ ،‬لوهناك الطريقة العمودية في تأكيد دللية النص إذ يوحي بتناثر الكلمة لوتشظيتها المو خ‬ ‫ت الننذي ينتظننر‬ ‫الحرف مما يجعل الشاعر يلفظ كل حرف طالبا ا الستغاثة بصرخة مدلوية تتردد في كل سهبل لولوابد ‪ ،‬يسننتنجد لولكننن مننا‬


‫جمن مغيث‪ .‬لوقد توافق هذا الترتيب مع حركة المعنى إذ يوحي تقطع الكلمة بتقطع أنفاس الغريق طالبا ا النجدة من سفينة‬ ‫نوح‪.‬‬ ‫إن مجموعة ‪ :‬أربعون قصيدة عن الحرف هي قصائد خكتبت بجمال اللننوان لوقنندرتها التعبيريننة‪ ،‬قصننائد جكسنندت‬ ‫الشياء لوالحياة باللوان عن لوعي قصدي من خلل توظيننف شننعري فنني اللوحنة التشننكيلية سننواء منن خلل لوظيفتهننا‬ ‫الدللية المباشرة ألو غير المباشرة‪ .‬لوقد سبقني الشاعر عبد الرزاق الربيعي في قراءته اللونية لهذه المجموعننة للشنناعر‬ ‫أديب كمال الدين عبر مقالته‪) :‬دللت اللوان في مجموعة‪) :‬ما قبل الحرف ‪ ..‬ما بعد النقطة( فكتب‪ ) :‬عنندد القصننائد‬ ‫التي اتخذت اللون عنوانا لها أربع قصائد أما القصائد التي اتخنذت الل ون كدللنة لومعننى فهني عشنرلون قصننيدة ‪ .‬لوقند‬ ‫طغى اللون السود على أغلب القصائد إشارة صريحة ‪ ،‬لوهذا يؤكد عتمة التجنناه النفسنني للشنناعر لوحنتى )إذا مزجنت‬ ‫اللوان الخرى بالسود فأنها تقتم لوتفقد نورانيتها‪(6) .‬‬ ‫لوحين نذكر أن غلف المجموعة المطبوع باللون السود كامل لضفنا عتمة أكننثر لوأكننثر للوحننة‪ ،‬لومننا يؤكنند العلقننة‬ ‫أكثر أن كلمة الموت خذجكرت في ‪ 17‬قصيدة لوهذا يعني نصف القصائد تقريباا‪ .‬ففي قصيدة تناص مع الموت خذجكرت كلمة‬ ‫الموت ‪ 17‬مكرة‪ ،‬لوفي قصيدة اعتذار تسع مكرات‪ ،‬لوفي قصيدة كن ر‬ ‫ت سعيداا بموتنك خمنس منكرات ‪ ،‬لوفني قصنيدة ع ن‬ ‫المطر لوالحب خمس مكرات‪ ،‬لوفي قصيدة معا ا على السرير ثلث مكرات ‪ ...‬إلخ‪ ..‬لومن أمثلة ذلك ‪:‬‬

‫حينما م ك‬ ‫ت‬ ‫لم يشأ أحقد أن يخبر الحرلوف‬ ‫بالنبأ الليم‪) .....‬قصيدة‪ :‬حاء باء(‬ ‫كن ر‬ ‫ت سعيداا بموتك‬ ‫حين رأي خ‬ ‫ت مشهرد موتي‪).............‬قصيدة ‪ :‬كن ر‬ ‫ت سعيداا بموتك(‬


‫لوسيتنكفس معك‪:‬‬ ‫نرفررسهخ ثقيقل أثقخل من دخاجن الموت‪)............‬قصيدة‪ :‬الشبيه(‬

‫ل شك أن )أربعون قصيدة عن الحرف( هو ديوان فريد عن الموت لوالقصيدة التي ختكتب على أكفان الميتين ) ‪.(7‬‬ ‫فخلفية اللوحة ‪ :‬القصائد التي هيمن عليها اللون السود بدءاا من الغلف إلى منتصف اللوحنة‪ ،‬صننورة الشناعر النتي‬ ‫خرجسمت بضبابية معتمة لومن حوله تتطاير الحرلوف لوالنقاط لوهي تؤدي طقوس الحينناة‪ .‬لوهنالننك حننرف مبحننر يلتصننق‬ ‫بجانبه يسعى للفرار من اللوحة‪-‬الموت تناثر إلى بقايا رماد لوأنفاس مثقلة بهموم الغربة‪.‬‬ ‫لقد لوظف شاعرنا اللورن في تحديد جوانب مهمة من عناصر قصيدته لورسمها بخطوط لوألوان لوفراغات لومعننارض‬ ‫لوعكبر بها كما قال هوراس )كما يكون الرسم يكون الشعر( كما عكبر عنها جعتبر صننور ذهنيننة تننثير مننن خلل التشننكيل‬ ‫باللون مزيداا من الكشف عن عوالم الشاعر لوالنص معاا‪.‬‬ ‫)أربعون قصيدة عن الحرف( أحاسيس مثقلة بالغربة مثيرة للمشاعر ‪ ،‬تملك قدرة فائقة في استنطاق الطبيعنة بهمسناتها‬ ‫اللونية البالغة السحر لوتجكسد براعة الشاعر في توظيفه لهذه المفردات لرسم الصورة الشعرية بطرائق متعددة‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫‪ .‬هوامش الفصل الثالث‬ ‫‪ -1‬مجموعة )أربعون قصيدة عن الحرف( للشاعر أديب كمال الدين الصادرة عن دار أزمنة ‪ -‬عكمان ‪2009‬‬ ‫‪ - 2‬أثر الرسم في الشعر العراقي الحر ‪ ،‬أحمد جارا ‪ ،‬اطرلوحة دكتوراه غير منشورة‬ ‫‪ - 3‬تداخل الفنون في شعر سعدي يوسف‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية التربية جامعة بغداد ‪2008‬‬ ‫‪ -4‬زمن الشعر ‪ ،‬أدلونيس ‪.‬ص ‪298‬‬


‫‪ - 5‬نظرية اللون‪ ،‬د‪ .‬يحيى حمودة ‪ 1981 .‬ص ‪116‬‬ ‫‪ - 6‬اللون بين الفن لوالشعر‪ ،‬د‪ .‬حافظ مغربي مقال منشور في شبكة النت‪.‬‬ ‫‪ - 7‬أربعون قصيدة عن الحرف‪" :‬ديوان فريد عننن المننوت لوالقصننيدة الننتي ختكتننب علننى أكفننان الميننتين"‪ ،‬فيصننل عبنند‬ ‫الحسن‪ ،‬صحيفة أخبار الخليج البحرينية ‪ 29‬آب ‪2009‬‬


‫الفصل الرابع‬

‫جمالية التكرار في مجموعة الشاعر أديب كمال الدين‪:‬‬ ‫)أقول الحرف نوأعني أصابعي (‬


‫في العصر الحالي أصبح التداخل مع الموسيقى لواحداا من الدلوات الرئيسة في بننناء القصننيدة لنندى أغلننب الشننعراء‪،‬‬ ‫حيث أخذلوا يسكخرلون عدة لوسائل لتحقيق الداء الموسيقي لقصائدهم‪ ،‬لومن هذه الوسننائل اسننتخدام التكننرار ألو تضننمين‬ ‫القصيدة إحدى الغاني ألو الهازيج الشعبية المتدالولة‪ ،‬لوهي ظنناهرة معرلوفننة فنني الشننعر العربنني منننذ عصننر مننا قبننل‬ ‫السلم‪ ،‬إل أنها لم تتخذ شكلها الواضح إل في العصر الحديث‪ ،‬لوبالخص في نماذج من الشعر الحر ‪ .‬لوالموسيقى هي‬ ‫)تحول الصوت إلى إيقاع عن طريننق كسننر تعنناقبه لوإقامننة التكراريننة مكننان التعنناقب‪ (1) .‬لوقنند جنناء توظيننف الشننعر‬ ‫للتكرار تأثرا ببنية القطعة الموسيقية القائمة على التكرار‪ .‬فهو ظاهرة صوتية تميزت بها القصيدة الحننرة‪ ،‬لوهننو إلحنناح‬ ‫على جهة معينة في العبارة يعني بها الشاعر أكثر من عنايته بسواها ‪ ،‬لوكننذلك يسننكلط الضننوء علننى نقطننة حساسننة فنني‬ ‫العبارة لويكشف عن اهتمامه بها )‪(2‬‬ ‫إن استثمار تكنيك التكرار في عموم الشعر يجعل منه مكانة دلليننة مننن خلل انتقنناء مفننردة معينننة ألو أكننثر‪ ،‬لوللتكننرار‬ ‫دللة نفسية ) حيث يفرغ الشاعر حاجاته لومشاعره المكبوتة ليعيد التوازن إلى حالته الطبيعية )‪ . (3‬فوجوده في الشعر‬ ‫إذن ل يبعنث الملنل لوالنفنور فنني النفننس بنل هنو طننبيعي يرتبنط ارتباطنا لوثيقنا ببننناء القصننيدة حنتى أصننبحت بعننض‬ ‫التكرارات تأخذ شكل )اللزمة( لوهي مظهر من مظنناهر الموسننيقى لوتقنياتهننا المعرلوفنة‪ . .‬لول يخفنى منا للتكنرار منن‬ ‫مزايا فنية عديدة )سواء من حيث تأثيره في المعنى أم من حيث تأثيره في الموسيقى الشعرية فضل عن الدللة النفسننية‬ ‫التي يستطيع أن يضيفها على القصيدة( إلى جانب أثره في تقوية النغم‪) ،‬فالشاعر المعاصر حالول قدر المكننان تجننالوز‬ ‫الحدلود التقليدية للوزن لوالقافية‪ ،‬متجها نحو التكرار لوسيلة لغنائها لوالتجديد فيها ‪ ،‬فاليقاع الصوتي الذي يخلقه تكرار‬ ‫جرس الحرلوف لوالكلمات‪ ،‬تظهر القيمة الفكرية لوالنفسية التي يعبر عنها من خلل العناية بتكرار لفظة معينة ألو مقطع‬ ‫معين ‪(4).‬‬ ‫)التكرار نمط صوتي يتصل بالذات المبدعة‪ .‬لويسهم في تلحم البناء لوترابطه لويشكل نغمة موسيقية قوية فهننو يعيننن‬ ‫على تشكيل عنصر التأثير لوالتأثر‪ (5) .‬لوهو عنصر مهم يسهم في تثبيت اليقاع الننداخلي فنني فضنناء النننص الشننعري‪.‬‬


‫لونشير هنا إلى بعض مواطن التكرار في شعراء الحداثنة ‪ :‬مثنل قصنيدة )حنوار( للشناعر صنلح عبند الصنبور‪ ،‬فقند‬ ‫كرر)أأنت من سكان هذه المدينة! ) في قصيدته هذه ست مرات مكتفيا في مرتين منها بتكرار مفتتح السؤال ) أأنت ‪)..‬‬ ‫مع لوضع إشارة الحذف‪ .‬لوقد لوظف الشاعر نزار قباني التكرار في أغلب قصننائده لومننن هننذه القصننائد قصننيدة الحننزن‬ ‫حيث جعل جملة )عكلمني حبك ) مفتتحا لكل مقطع ‪ .‬إما الشاعر بدر شاكر السباب فقد أعتمد فنيا لومعنويا على التكننرار‬ ‫في قصيدته الشهيرة )أنشودة المطر لوقد تكررت كلمة مطر بترتيبية معينة تخدم السياق لوالمعنى لوقد بلغ عدد المكررة‬ ‫فيها كلمة مطر )‪ (26‬مرة ‪ .‬أما الشاعر محمود درلويش فقد لوظفه في كل مسننتوياته ‪ ،‬بنندأ مننن تكننرار الحننرف لوانتهنناء‬ ‫بتكرار الجملة مثل قصيدته )أنا آت إلى ظل عينيك ) فقد كرر الجملة الفتتاحية ) أنا آت إلى ظل عينيك ) سننت مننرات‬ ‫في تضاعيف القصيدة‪.‬‬ ‫يحالول الشاعر أديب كمال الدين أن يغني موسيقى قصيدته من الداخل‪ ،‬إذ يلجأ إلى تكوين تجمعننات صننوتية متماثلننة‬ ‫ألو متجانسة لوهذه التجمعات إنما هي تكرار لبعض الحرف التي تتوزع في كلمننات الننبيت ألو مجيننء حننرلوف تجننانس‬ ‫أحرفا أخرى في كلمات تجنري لوفنق نسنق خناص‪ ،‬ممنا شنكل ظناهرة جمالينة فني مجمنوعته )أقنول الحننرف لوأعنني‬ ‫أصابعي(‪ .‬لومن أهم مكونات البنية اليقاعية في هذه القصننائد لويننوظفه بشننكل لفننت ليقننوم بمننا يشننبه التنندفق اليقنناعي‬ ‫الخفي بين ثنايا المفردات‪ ،‬كما سعى الشاعر فيه إلنى توظيننف كنل مسننتوياته بنندأ منن تكننرار الحننرف لوانتهنناء بتكننرار‬ ‫الجملة ألو العبارة ألو بيت شعر ألو مقطننع ‪ ،‬ذلننك أن للتكننرار دللت إيقاعيننة كننثيرة‪ ،‬منهننا التأكينند علننى أهميننة اللحظننة‬ ‫الواحدة لوتش ك‬ ‫ظيها إلى آلف اللحظات ليسهم في تلحم البناء لو ترابطه‪ .‬أما مواضع التكرار في هذه المجموعننة للشنناعر‬ ‫فيمكن أن نجدها في التي‪:‬‬ ‫تكرار الحرف‪:‬‬


‫كثير ما يظهر في القصائد‪ ،‬لوهو من أبسط أنواع التكرار‪ ،‬لقلة ما تحمله هذه الحرلوف من معاني لو قيم شننعورية‬ ‫قد ل ترتقي إلى مستوى تأثير الفعال لوالسماء لوالتراكيب‪ .‬لوأمثلة هذا النوع ‪ ،‬في هذه المجموعة كثيرة‪ .‬منها تكننرار‬ ‫الحرف في قصيدة‪ :‬ثمة خطأ‪ .‬يقول في المقطع اللول ص ‪7‬‬ ‫ثكمة خطأ في السرير‬ ‫ق السرير‬ ‫ق فو ر‬ ‫لوفي الطائجر الذي حلك ر‬ ‫لوفي القصيدجة التي خكتجبر ت‬ ‫ت‬ ‫ف مباهج السرير‬ ‫لتص ر‬ ‫لوفي المفاجأجة التي تنتظخر السرير‬ ‫في آخجر المطاف‪.‬‬

‫ثكم يعود ليكرر الحرف في المقطع الثالث‪:‬‬

‫س لوالخمرة‬ ‫ثكمة خطأ في الكأ ج‬ ‫لوفي الرقصجة لوالراقصة‬ ‫لوفي الخعري لوالتعكري‬ ‫ق التابوت‬ ‫لوفي لوثائ ج‬


‫ج‪ ،‬لوالضجيج‪،‬‬ ‫لوفي النشيجد‪ ،‬لوالنشي ج‬ ‫لوالحرلوب التي أكل ت‬ ‫ت أبناءها‬ ‫ألو التي ستأكلهم عكما قريب‪.‬‬ ‫لويعود مرة أخرى في المقطع السادس‪:‬‬ ‫ف لوآخر في النقطة‬ ‫ثكمة خطأ في الحر ج‬ ‫لوفي ساعجة الرمجل ألو ساعجة الصخر‬ ‫لوفي الذكرى‪ ،‬لوالموعجد‪ ،‬لوالسككين‬ ‫ت‪ ،‬لوالمطر‬ ‫ب البي ج‬ ‫ح‪ ،‬لوبا ج‬ ‫لوفي المفتا ج‬ ‫لوفي الخقبلجة‪ ،‬لوكلمجة السف‬ ‫لوفي رغبجة شفتيجك لوشفتكي‬ ‫لوفي كلمجة‪) :‬أحكبك(‬ ‫لوكلمجة‪) :‬لوداعاا(‪.‬‬ ‫يكرر الشاعر حرف الجر)في( أكثر من )‪ (15‬مرة‪ .‬لوقد لو ك‬ ‫ظف الشنناعر تكننرار الحننرف لبيننان صننورة محتملننة فنني‬ ‫ثبات تأكيد أخطاء في حياتنا‪ ،‬من الحرب‪ ،‬إلى العري‪ ،‬إلى السف‪ ،‬إلى فقنندان الرؤيننة‪ ،‬لتضننفي علننى الصننورة لوصننفا‬ ‫داخليا متسما بالقهر من خلل الحرف )في( لوهي تشكل أنموذجا يحتذي به فنني مختلننف القصننائد فضننل عننن مننا أفنناده‬ ‫التكرار من خلق إيقاع موسيقي داخل القصيدة‪ .‬لوالتكرار يحكمه قانونان ل بد من مراعاتهما معا عند توظيفه في النص‬


‫الشعري ‪ .‬لوهما التكرار‪ :‬إلحاح على جهة مهمة في العبارة يعني بها الشاعر أكثر من غيرها لوبالتالي يأخذ بعنندا نفسننيا‬ ‫له علقة بنفسية الكاتب ألو الشاعر‪ ،‬كما يخضع للقوانين الخفية التي تتحكم فنني العبننارة لوهننو قننانون التننوازن ففنني كننل‬ ‫عبارة طبيعية نوع من التوازن الدقيق الخفي الذي ينبغي أن يحافظ عليه الشاعر في الحالت كلها‪.‬‬ ‫لوقد يعمد الشاعر في بعض الحيان إلى أنواع مختلفة من تكرار الحرلوف كأن يكرر أداة اسننتفهام ألو أداة نفنني منهننا‬ ‫تكرار الحرف في قصيدة )زلوربا( ص ‪20‬‬ ‫ستسخخر‪ .‬ممن إذن؟‬ ‫من الرقص؟‬ ‫ل‪.‬‬ ‫من الرمل؟‬ ‫ل‪.‬‬ ‫من الخح ك‬ ‫ب؟‬ ‫ل‪.‬‬ ‫من الحظ؟‬ ‫ل‪.‬‬ ‫من الخوف؟‬ ‫ل‪.‬‬


‫ستككرخر ل لول ألف مكرة‬ ‫ق الرمال‬ ‫إلى أتن تنهار فو ر‬ ‫ب ضاحكا ا مثل طفبل سعيد‬ ‫لوالقل خ‬ ‫يصيخح‪ :‬ل‪.‬‬ ‫لوأن ر‬ ‫ت من خلفه مذهولا تصرخخ‪ :‬ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل!‬

‫تنوعت التكرارات في هذه القصننيدة‪ ،‬منهننا تكننرار الحننرف )ل( )‪ (15‬مننرة لوهننذا النفنني ناتننج مننن رفننض لوسننخرية‬ ‫)زلوربا( من الموت لومن الحب لومن الخوف ليصيح ‪ :‬ل ‪ ،‬حيث يتم تشكيل الحرف بنسننق جمننالي فنني شننكل عمننودي‬ ‫ليقكر بأهمية التأثير البصري لوفاعلية دللته لوتكرار حرف السين )‪ (13‬مننرة‪) ،‬سننترقص إذن يننا صننديقي ‪ /‬سننيجتاحك‬ ‫الوهم ألو الموج‪ /‬لوسترفع قدمرك إلى العلى ‪ /‬ستبتسم(‪ .‬لحظ كيف أن )سين المستقبل( متلصقة للفعننال المضننارعة‬


‫لوهي تحمل زمنها بنفسها‪ .‬إن الفعل‪ :‬ترقص الذي ينكم عن حركننة لوانفتنناح يزينند مننن تصننعيد الحنندث لوأن زلوربننا يعننود‬ ‫لويبتسم‪ .‬لويبدلو أن هذا التنوع في التكرار قد أغنى اليقاع النندللي للقصننيدة‪ ،‬فتكننرار )ل( لو)مننن( تأكينند للمعنننى الننذي‬ ‫يحالول الشاعر إيصاله فضل عن اليقاع النغمي لوالموسيقي ‪ ..‬لوفي قصيدة )اليد ( يقول في صفحة ‪32‬‬

‫في الطفولة‬ ‫فتح خ‬ ‫ت يرد الحرف‬ ‫كي أجرد قلرم حببر أخضر‬ ‫فوجد خ‬ ‫ت لوردةر دفلى ذابلة‪.‬‬ ‫لوفتح خ‬ ‫ت يرد النقطة‬ ‫فوجد خ‬ ‫ت دمعةر عيبد قتيل‪.‬‬ ‫لوفي الحرب‬ ‫فتح خ‬ ‫ت يرد الحرف‬ ‫كي أجرد طائرر سلبم‬ ‫يرفر خ‬ ‫ق رلوحي التي أربكها‬ ‫ف فو ر‬ ‫مشهخد الدم‪،‬‬ ‫فوجد خ‬ ‫ت حفنةر رمابد‬


‫لوقصيدة ح ك‬ ‫ب مكزقتها الطلقات‪.‬‬ ‫لوفتح خ‬ ‫ت يرد النقطة‬ ‫ت دمعةر أمم بك ت‬ ‫فوجد خ‬ ‫ت ابنها القتيل‪.‬‬

‫لقد تكرر حرف الفاء )‪ (12‬مكرة‪ ،‬لوهي فاء العطف مع الفعل )لوجد خ‬ ‫ت( الذي تكرر ست مرات‪ .‬في هذا النص نجد‬ ‫طفولة الحرف لوالنقطة لوما بهما من أحاسيس لومشاعر‪ ،‬حيث أثث الشاعر فضاءه بأصابعه التي طرزت جمل لومقاطع‬ ‫شعرية مزجت بين بساطة اللغة لوعمق المعنى‪ ،‬عبر شخصيتين رئيسيتين همننا الحننرف لوالنقطننة‪ ،‬متمثلننة فنني الطفولننة‬ ‫لوالحرب لوالمنفى‪ ،‬لومن خلل الحرف نستبطن الداخل‪ .‬لوقد خرتكجبت القصيدة في حكاية من ثلث مقاطع ‪ ،‬لوهكذا في بقية‬ ‫القصائد حيث تتكرر الحرف فيها مثل ‪ :‬لجرم أنت ‪ ،‬مديح إلى مهند النصاري ‪ ،‬لم يعد مطلع الغنية مبهجننا‪ ،‬غننزال أكننل‬ ‫قلبه النمر‪.‬‬ ‫تكرار المفردة ‪:‬‬ ‫لوفيها يسعى الشاعر إلى تكرار مفردة معينة في القصيدة لويكون هذا التكرار ناتجا عن أهمية هننذه المفننردة لوأثرهننا‬ ‫في إيصال المعنى لوتأتي مكرة للتأكيد ألو التحريض لولكشف اللبس فضل عن ما تقوم به من إيقاع صننوتي داخننل النننص‬ ‫الشعري ‪ .‬لومن هذا النوع من التكرار نجده حاضرا في قصيدة ‪ :‬مديح إلى مهند النصاري ‪ ،‬ص ‪88‬‬

‫كان ت‬ ‫ت حقيقية‬ ‫ك أكيها الراحل‪ -‬الباقي‪.‬‬ ‫شمس ر‬


‫ليس ت‬ ‫ت محاطة بالغبار‬ ‫لول معجونة بالكاذيب‪.‬‬ ‫ليس ت‬ ‫ح‬ ‫ت بحججم حبكجة قم ب‬ ‫لول بحججم برتقالبة ذابلة‪.‬‬ ‫ليس ت‬ ‫ت بالتي تنام‬ ‫لول تدري أتقوخم غداا‬ ‫جمن سريرها ألو ل تقوم‪.‬‬ ‫ليس ت‬ ‫ت بالتي تكرهخ ساعاتها‬ ‫لول دكقات قلبها‪.‬‬ ‫ليس ت‬ ‫س لوجهين‬ ‫ت بالتي تلب خ‬ ‫لول تغيكخر دكفتها ككل حين‪.‬‬ ‫ليس ت‬ ‫س على الكواكب الخرى‬ ‫ت بالتي تدلو خ‬ ‫إتن زاحمتها في الطريق‪.‬‬

‫نلحظ تكرار مفردة )ليست( خلل أسطر القصيدة‪ ،‬حيث تتكرر ست مرات مؤدية إيقاعننا موسننيقيا داخننل القصننيدة‬ ‫فضل عن اليقاع الدللي الذي تؤديه هذه المفردة التي تدخل النفي حول حقيقة شمس الراحل النصناري ‪ .‬لوالنفني هننا‬


‫رمز لولو رجعنا إلى كلمة ) ليست( في اللغة العربية لوجدناها ‪ :‬ليس فعل ماضي جامد لوالتاء هي تنناء التننأنيث ‪ .‬لومننن‬ ‫المثله الخرى لهذا النوع من التكرار قصيدة )لم يعد مطلع الغنية مبهجا(‪ .‬يقول الشاعر أديب كمال الدين في المقطع‬ ‫الخامس ص ‪75‬‬ ‫ككل شيء مضى‪.‬‬ ‫ف غربتي‬ ‫سأحتاج إلى كلمبة لص ر‬ ‫لوسأخترعها إتن لم أجدها‪.‬‬ ‫غربتي ليس ت‬ ‫ت هي البحر‪،‬‬ ‫ب‬ ‫فالبحخر‪ ،‬رغرم لوحشته لوأكاذيبه لومجونه‪ ،‬طيك ق‬ ‫إذا ركلوضته ألو ركلوضك‪.‬‬ ‫غربتي‪ ،‬إذن‪ ،‬بدأ ت‬ ‫ت في الفرات‬ ‫ت مع شمسه التي غاب ت‬ ‫لوغاب ت‬ ‫ت‬

‫لويقول في المقطع السادس ص ‪75‬‬

‫غربتي هي غربةخ العارفين‬ ‫إذ خكرذبوا ألو خعرذبوا‪.‬‬


‫غربتي هي غربةخ الرأس‬ ‫يختحرمخل فوق الرماح‬ ‫من كربلء إلى كربلء‪.‬‬ ‫غربتي هي غربةخ الجسجر الخشبي‬ ‫إذ يجرفه النهخر بعيداا بعيداا‪.‬‬ ‫غربتي هي غربةخ اليد‬ ‫لوهي ترتج خ‬ ‫ع ألو الرتباك‪،‬‬ ‫ف من الجو ج‬ ‫لوغربةخ السمجك إذ تصطاده‬ ‫سكنارةخ الباحثين عن التسلية‪،‬‬ ‫لوغربةخ النقطة‬ ‫لوهي تبح خ‬ ‫ث عن حرفها الضائع‪،‬‬ ‫لوغربةخ الحرف‬ ‫لوهو يسقطخ من فم السككير‬ ‫ألو فم الطاغية‪.‬‬


‫يكرر الشاعر لفظة )غربة(‪ .‬لشك أنها غربة الشاعر في بلد غير بلده‪ ،‬أحاسيس مثقلة بهموم الغربة‪ ..‬لوقد أسننهم‬ ‫هذا التكرار في تعميق صورة الغربة التي تتحكم بالشاعر بكل أشكالها لوصفاتها‪ .‬إنهننا غربنة الننرلوح لوالجسنند لوالهجننر‬ ‫لوفقدان الوطن الحبيب‪ .‬فالشعر يعاني الغتراب بالجسد لوالرلوح معا بعدما أبنى العينش فني لوطننه تحنت حكنم الطغنناة‪،‬‬ ‫لومن المثلة الخرى لهذا التكرار قصيدة ) أقوال ) ص ‪49‬‬

‫قارل الحر خ‬ ‫ف الحكيخم للنقطجة الشاعرة‪:‬‬ ‫تعالي إلكي!‬ ‫فأجابت النقطة‪:‬‬ ‫بل أن ر‬ ‫ت تعال إلكي!‬ ‫قارل الحر خ‬ ‫ف‪:‬‬ ‫إتن جئتجك عشقتك‬ ‫لوأصبح خ‬ ‫ت ساحراا‪،‬‬ ‫ب السحر‪.‬‬ ‫لوأنا ل أح ل‬ ‫فأجابت النقطة‪:‬‬ ‫ك ذب خ‬ ‫ت فيك‬ ‫إتن جئت ر‬ ‫لوأصبح خ‬ ‫ت نبيكاة‪،‬‬


‫لوالنخبخكوة ل تصلخح للنساء!‬

‫ثكم يقول في المقطع الثاني‪:‬‬

‫ك ال ر‬ ‫ظرلمجة للشاعجر الفقير‪:‬‬ ‫قارل شاعخر الملو ج‬ ‫انظتر إلكي ‪ :‬لقد ضحك خ‬ ‫ت من الملوك‬ ‫لوبني خ‬ ‫ت بدنانيرهم قصراا عظيماا‪.‬‬ ‫لويقول في بداية المقطع الخير‪:‬‬ ‫قارل الشاط ئ للبحر‪:‬‬ ‫أما تعب ر‬ ‫ت من السفجر طوال الدهور؟‬ ‫ك الزرق أن ترتاح‬ ‫أما آرن لمواج ر‬ ‫ي قلي ا‬ ‫بين يد ك‬ ‫ل؟‬

‫في قصيدة )أقوال( تكرر هنا فعل )قال( أربع مرات‪ ،‬لوفي بداية كل مقطع نرى الحرف ذكرا لوالنقطة أنننثى تهننب‬ ‫لوترد صدى الحرف مثل ترديدها هل تحبني؟ أنا أحبك أيضا‪ .‬محالورة جميلة بين الحرف لوالنقطننة‪ ،‬حيننث تهيمننن هننذا‬


‫الثنائية على النص لوعلى النصوص الخرى لوهي خاصية تتسم بها معظم قصائد أديب كمال الدين‪ ،‬لوهما قطبا التحول‬ ‫في الطاقة لوالدللة لومنجم موضوعاته‪.‬‬ ‫في قصيدة ‪ :‬صباح الخير على طريقة شارلي شابلن‪ ،‬يقول في ص ‪60‬‬

‫صباح الخير أكيها الضحك‪.‬‬ ‫صباح الخير أكيتها القهقهة‪،‬‬ ‫أكيتها السخرية‪،‬‬ ‫أكيتها السعادة‪،‬‬ ‫أكيتها الطفولة المتهكرئة‪،‬‬ ‫أكيها الفقر السود‪،‬‬ ‫أكيها الغنى البيض‪.‬‬ ‫صباح الخير أكيتها الدموع‪،‬‬ ‫أكيها الجوع‪،‬‬ ‫أكيها الحذاء المسلوق‪،‬‬ ‫أكيتها البطالة‪،‬‬


‫أكيتها المغارمرة‪،‬‬ ‫أكيتها المرأة الجميلة المعشوقة‪،‬‬ ‫أكيها الخمتشكرد العاشق‪.‬‬ ‫صباح الخير يا أمريكا العاجيب‪،‬‬ ‫أكيتها الرأسمالية البشعة‪،‬‬ ‫أكيتها البرلوليتاريا الركثة‪،‬‬ ‫أكيتها الحركية‪،‬‬ ‫أكيتها العبودكية‪،‬‬ ‫أكيتها الثداء لوالسيقان‪،‬‬ ‫أكيها الحرمان‪.‬‬

‫تبدأ القصيدة بمنادى لوبتكرار خفيف يشبه إيقاظ نائم ألو إيقاظ لوجوه عديدة ‪ ،‬يستمر الشاعر أديننب كمننال النندين فنني‬ ‫تكرار المفردات في حالة همسننات شنناعرية رائعننة يمننتزج فيهننا الحسنني لوالمعنننوي امتزاجننا عضننويا نابضننا بالتوهننج‬ ‫الجمالي‪ ،‬فأسلوب النداء له أهمية في هذه القصيدة حيث تأكيد النتباه لولفت اهتمام القارئ خاصة لوأن المنادى هو كننل‬ ‫أشكال السياسة لوالقهر لوالحرمان لوبطريقة هزلية ‪ ..‬طريقة شارلي شابلن!‬ ‫ك أكيها الحرف؟( ص ‪111‬‬ ‫لوتتكرر المفردة في قصيدة )ما اسم ر‬


‫ما اسمك؟‬ ‫قل خ‬ ‫ف في مسابء شديد الظلم‪.‬‬ ‫ت للحر ج‬ ‫قارل‪ :‬بعد هذي السنين الطوال‬ ‫لوالنتقال العجيب‬ ‫من منفى إلى آخر‬ ‫لومن شظيكبة إلى أخرى‬ ‫بل من زلزلبة إلى أخرى‪،‬‬ ‫لوأن ر‬ ‫ت ل تعرفني؟‬ ‫قل خ‬ ‫ت‪ ،‬ركرمن يتصنكخع الهدلوء‪،‬‬ ‫ل‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كيف؟‬ ‫ألم تكتب المئات من القصائد‬ ‫ف لوعرشه‬ ‫ف الحر ر‬ ‫لتص ر‬ ‫لوأساطيره لوشموسه لوفراته؟‬


‫ألس ر‬ ‫ت الذي خيدعى بالخحرلوفكي‬ ‫ألو ملك الخحرلوف‬ ‫ألو الخنقطو ك‬ ‫ي ألو الطلسمكي؟‬ ‫قل خ‬ ‫ت ‪ :‬ل أدري‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إذتن ختذها مكني‪،‬‬ ‫ت لوالرتباك‪،‬‬ ‫يا شبيهي الخمعكذب بالمو ج‬ ‫أنا الحاء‬ ‫ك الباذخ بالخح ك‬ ‫ب‬ ‫حلم ر‬ ‫أكيها المحرلوم حكد اللعنة‪،‬‬ ‫ك الخمتش ك‬ ‫ظي بالحكرية‬ ‫حلم ر‬ ‫أكيها المنفكي إلى البد‪،‬‬ ‫لوأنا الباء بسرمرلتك‬ ‫ك التي لم تزتل‬ ‫أعني جمرت ر‬ ‫شوكةا في قلبك‪،‬‬ ‫ك اللولى‬ ‫لوأنا النون‪ :‬بئر ر‬


‫ك المستحيل‪،‬‬ ‫لوعنوان ر‬ ‫لوأنا السين‪:‬‬ ‫ك التي ضكيعرتها باكيا ا‬ ‫طفولت ر‬ ‫مع دشداشتك اليتيمة‬ ‫ب بغداد‬ ‫لودراهمك السبع على با ج‬ ‫لومحراب بابل‪.‬‬ ‫قل خ‬ ‫ت ‪ :‬لوماذا بعد؟‬ ‫قال‪ :‬أنا اللف‪:‬‬ ‫ك الممهور بالدجم لوالندم‬ ‫جرح ر‬ ‫لوأنا النقطة‪:‬‬ ‫ك الذي يولخد ككل يوم‬ ‫نب خ‬ ‫ض ر‬ ‫ب جديد‬ ‫في ثو ب‬ ‫ص جديد‬ ‫لورق ب‬ ‫لوخعري جديد‬ ‫ت جديد‬ ‫لومو ب‬


‫حيكرر الكلولين لوالجخرين!‬

‫ل يختلف اثنان على هيمنة ثنائية )الحرف لوالنقطننة( علننى معظننم شننعر الشنناعر أديننب كمننال النندين فهمننا مشننرلوعه‬ ‫الحياتي لوالشعري ‪.‬لوقد تكررت المفردة لوتنوعت فمن تكرار )قلننت لوقننال( ليشننيرا إلننى زمنيننن ماضننيين محننالورة بيننن‬ ‫حرلوفه الثيرة في سؤال لوجواب‪ ،‬لوفي إيحاء دللي يرمز إلى حوار الشاعر مع نفسه للوصول إلنى الحرينة لوالخلص‬ ‫مما يدل على التحسر على لوطن فارقه ‪ .‬فالحوارية هي السمة المهمة في النص الشعري لومنكبه كبير للنننص‪ ،‬لويبنندلو أن‬ ‫هذا التنوع قد أغنى اليقاع الدللي للقصيدة‪.‬‬ ‫في قصيدة‪ :‬حرف يحتضن نفسه ‪ ،‬يقول في ص ‪96‬‬

‫دع القطار يخرخج من سككجته‪.‬‬ ‫دع المرأة تقول ‪) :‬أحكبك(‬ ‫غ المزكيفة‬ ‫لوهي تضخع الكثيرر من الصبا ج‬ ‫على لوجهها الذي أتعبه الزمن‪.‬‬ ‫دتعها تقول‬ ‫حكتى لو انتحر ت‬ ‫ت في آخر القصجة البليدة‪.‬‬ ‫دع القصة البليدة تتككرخر ككل يوم‪.‬‬


‫دع النافذة تنفتخح بقكوة‬ ‫لترتبك الصورة العارية في الهواء‪.‬‬ ‫دع التلفون يكرن لويكرن دلون أتن تقلق‪.‬‬ ‫دع المطر يهطخل بغزارة‬ ‫ب أصفر‪.‬‬ ‫لتشرق الشمس‪ ،‬بعدئبذ‪ ،‬بصخ ب‬ ‫دع الشكبان يصرخون في الشارع‬ ‫لوالشاكبات يلبسن اللشيء‪.‬‬ ‫دع الزمن ينهمخر من نافذجة العمر‬ ‫ألو من نافذجة الفندق‬ ‫لوالساعات تدفخع بعضها بعضا ا‬ ‫في ازدحابم عجيب‪.‬‬ ‫دع المدينة تلهو‬ ‫لوبرجها ينهاخر بهدلوبء شيئا ا فشيئاا‪.‬‬ ‫دع الطائرة تطيخر على ارتفاع‬ ‫ع لواحبد من الرض‪.‬‬ ‫ذرا ب‬


‫تكررت مفردة ‪ :‬دع )‪ (13‬مكرة مؤدية إيقاعا موسيقيا داخل القصيدة فضننل عننن اليقنناع النندللي الننذي تننؤديه هننذه‬ ‫المفردة التي تدل على ترك كل ما يربك لويقلق الحرف لوهو ينام مثل يتيم طخجرد من الملجأ‪ .‬لويبدأ في جمل فعليننة بالفعننل‬ ‫)دع( حيث الزمن يلعب لويلهو لويعبث لويطير كما يحلو له‪ .‬لوهكذا تتكرر المفننردة فنني قصننائد أخننرى مثننل‪ :‬البينناتي ‪،‬‬ ‫أيتها المرآة ‪ ،‬لجرم أنت ‪..‬‬ ‫تكرار العبارة‪:‬‬ ‫ل يقتصر التكرار على حرف ألو مفردة إنما إلى تكرار عبارة معينة في القصيدة ‪ ،‬لوربمننا تكننون هننذه العبننارة هنني‬ ‫المرتكز الساس الذي يقوم عليه البناء الدللي للنص فضل عن المهمة النغمية التي يؤديها التكننرار لوهننذا النننوع نجننده‬ ‫حاضرا في قصائد كثيرة‪ .‬يقول في قصيدة ‪ :‬ثمة خطأ‪ ،‬ص ‪7‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫ثكمة خطأ في السرير‬ ‫لوفي الطائجر الذي حكلق فوق السرير‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ثكمة خطأ في الصابع‬


‫لوالشوق‬ ‫لولحظجة العناق‬ ‫ثكمة خطأ في الجسد‪.‬‬ ‫أعني في تكفاح الجسد‪...‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫س لوالخمرة‬ ‫ثكمة خطأ في الكأ ج‬ ‫لوفي الرقصجة لوالراقصة‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ثكمة خطأ في السرر لوالقبجر لوالمنفى‬ ‫لوما بين الساقين‪.‬‬ ‫ثكمة خطأ في الطائرة‬ ‫لوفي مقصورجة الطيار‬ ‫لوالسنوات التي انقرض ت‬ ‫ت فجأةا‬ ‫دلورن سابق إنذار‪.‬‬


‫ثكمة خطأ في البحر‬ ‫لوالجلوس قرب البحر‬ ‫)‪(5‬‬ ‫ثكمة خطأ يكبر‬ ‫لوآخر يتناسل‬ ‫)‪(6‬‬ ‫ف لوآخر في النقطة‬ ‫ثكمة خطأ في الحر ج‬ ‫لوفي ساعجة الرمجل ألو ساعجة الصخر‬ ‫)‪(7‬‬ ‫لوأخيراا‬ ‫لوباختصابر سحر ك‬ ‫ي‬ ‫ثكمة خطأ يشبهني تماما ا‬ ‫مثلما يشبهخ البحخر نرتفسه‪.‬‬


‫تكررت عبارة ‪ :‬ثكمة خطأ )اللزمة( في بداية مقاطع القصيدة ‪ ،‬لوهي القصيدة اللولى فنني الننديوان‪ ،‬حيننث كررهننا‬ ‫الشاعر عشر مرات‪ ،‬ليأتي هذا التكرار لتقوية الصننورة الننتي تصننف هننذه الخطناء لومكننان خطورتهننا‪ .‬ثكمنة خطننأ فني‬ ‫الحرف لوآخر في النقطة ‪ ،‬ليأتي إلى خلصة تقول‪) :‬أخيرا‪ /‬لوباختصار سحري‪ /‬ثكمة خطننأ يشننبهني تمامننا(‪ .‬فننالنص ل‬ ‫يعالج خطأ لواحداا لوإنما مجموعة أخطاء‪ ،‬منها نشوة الخمر‪ ،‬نزعة التعري‪ ،‬الموت الحمر‪ ،‬السنوات النتي تتسنناقط منن‬ ‫بين أصابع الشاعر‪ ،‬لوهرلوبه من منفى إلى آخر‪ ،‬إلى آخر الخطاء التي تكبر لوتتناسل‪.‬‬ ‫يلحظ أن الشاعر قد عمد إلى أن يأتي بهذه العبارة في بداية المقاطع ليدل على الخطر في ارتكاب الخطأ ‪ ،‬لتكون‬ ‫القصيدة من القصائد الجميلة في المجموعة‪ .‬لوفي قصيدة‪ :‬سؤال مسدلود ‪ ،‬يقول ص ‪58‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫فم ك‬ ‫ت‬ ‫كي ر‬ ‫أن ر‬ ‫ت الذي كانت الحياة كأسك الخمف ك‬ ‫ضل‬ ‫)‪(2‬‬ ‫فم ك‬ ‫ت‬ ‫كي ر‬ ‫أنت الذي اقترح ر‬ ‫ت للعيجد فجراا لوأرجوحة‬ ‫)‪(3‬‬


‫فم ك‬ ‫ت‬ ‫كي ر‬ ‫ي ليبل بهيبم سقط ر‬ ‫بأ ك‬ ‫ت كنجمبة تائهة؟‬ ‫)‪(4‬‬ ‫فم م‬ ‫ت‪،‬‬ ‫كي ر‬ ‫يا فرا ر‬ ‫ت الرلوح‬ ‫لوسينما الطفولة‬ ‫لومقهى الحلم‪،‬‬ ‫ق مغشوش‬ ‫لذعا ا مثل كأس عر ب‬ ‫س آب؟‬ ‫في شم ج‬ ‫كيف م م‬ ‫ت‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫لوترك ر‬ ‫ك مرتعا ا للطيوجر لوالكلب؟‬ ‫ت جكثت ر‬

‫يتوالى تكرار عبارة ) كيف م ك‬ ‫ت ( في القصيدة لوفي بداية كل مقطع من مقاطع القصيدة الربعة‪ ،‬إذ لوظف السؤال‬ ‫) كيف م ك‬ ‫ت ( بصيغة استفهامية لوهذا التكرار السنتفهامي نسننج مننه الشنناعر تجربتنه الشننعرية‪ ،‬فصنار السننتفهام هنو‬ ‫المحور لهذا النص ‪ ،‬لولعل الستعانة بالسئلة لوصيغ الستفهام خاصية بدأت تبرز بشكل ملفت للنظننر فنني قصننائد هننذا‬ ‫الديوان ‪ .‬لوفي قصيدة لواحدة هي‪ :‬العودة من البئر‪ ،‬يمكننا إحصاء أكثر من عشرة أسطر تبدأ ب) لماذا ؟( لوهي صيغة‬


‫الستفهام تأتي أحيانا صادمة للقارئ لوتثيره ‪ ،‬لكنها فنني الغلنب تننأتي كمخننرج متعنندد الحننالت‪ ،‬لوهننذا هنو سننر مهنننة‬ ‫الشاعر )لماذا تركتهم يلقونني في البئر؟ ‪ /‬لماذا تركتهم يمكزقون قميصي؟ ‪ /‬لماذا تركتهم يمكزقون قميصي؟ لماذا لم تقتل‬ ‫أ ك‬ ‫ي شيء؟(‪ .‬لوهي تتحدث عن غدر إخوة يوسف لوعن معاناته ‪ ،‬لويكرر الشاعر لماذا‪ ،‬لولماذا سكت يعقوب عن كل هننذا‬ ‫الظلم‪ .‬لويقول في قصيدة ‪ :‬المطربة الكونية ص ‪101‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫لربعين عاما ا‬ ‫كن خ‬ ‫ت أشكو لواعرج رلوحي‬ ‫لوارتباكها الزلكي‬ ‫ق لوالنين‬ ‫إلى أغنياتجك المخزهرجة بالشو ج‬ ‫ك الذي تح ل‬ ‫ف به‬ ‫إلى صوت ج‬ ‫ملئكةق من الدمجع لوالياسمين‬ ‫س أصيله الغامضة‪.‬‬ ‫إلى نيلجك لوشم ج‬ ‫‪.2‬‬ ‫لربعين عاما ا‬ ‫كن خ‬ ‫ت أشكو إليك‬


‫‪.3‬‬ ‫لربعين عاما ا‬ ‫كن خ‬ ‫ص صورتك‬ ‫ت أراق خ‬

‫تكررت عبارة )لربعين عاما ا ( في بداية مقاطع القصيدة الربنع‪ ،‬لول نعنرف منا سنكر تعلكننق الشناعر أدينب كمنال‬ ‫الدين بهذا الرقم؟ فديوانه السابق كان عنوانه‪) :‬أربعون قصننيدة ع ن الحنرف(‪ ،‬لوقصنائد هنذا النديوان عنددها أربعنون‬ ‫قصيدة ‪ .‬ربما استخدم الشاعر هذا الرقم هنا ليشير إلنى ذكنرى منرلور أربعينن عامنا ا علنى تعكرفنه علنى صنوت الفناننة‬ ‫الكبيرة أم كلثوم‪ ،‬إلنى صنوتها العظيننم‪ ،‬صنوتها النذي تحن ل‬ ‫ف ب ه ملئكنة م ن الندمع لوالياسننمين‪ ،‬لوأغانيهنا ذات الشنوق‬ ‫لوالنين‪ ،‬لوإلى النيل لوإلى أغنيتها الشهيرة )شمس الصيل(‪.‬‬ ‫إن ديوان )أقول الحننرف لوأعننني أصننابعي ) للشنناعر المتننألق أديننب كمننال النندين هننو حقننا ا )منجننم الموضننوعات‬ ‫الشعرية التي ينتقيها بعناية فائقة معتمدا على حاسته الشننعرية المرهفننة )‪ .(5‬لوهنذا يرجنع إلنى النفتناح الواسنع لخينال‬ ‫الشاعر على استقبال الفنون لونزلوعه الذاتي نحو اكتسابها‪ .‬لوهذا التنوع لوالنفتاح هو الذي يبرز الطاقة الشننعرية الننتي‬ ‫ينهل منه الشاعر‪ ،‬فثمة كثافة في قصائده متأتينة منن كنون القصنيدة عننده قطعنة م ن حيناة بكنل منا فيهنا منن مسنرات‬ ‫لولوعات لوغربة لوخبعد‪.‬‬ ‫إن أديب كمال الدين حرف منفرد في مسيرة شعراء الحداثة يعتمد التوسط في حداثته لولديه القدرة على التعدد‪ ،‬في هننذا‬ ‫الديوان )أقول الحرف لوأعني أصابعي( لوفي دلوالوينه الخننرى‪ ،‬قنند نهننل فيننه مننن أجننناس إبداعيننة كننثيرة كالموسننيقى‪،‬‬ ‫المسرحية‪ ،‬القصة‪ ،‬الدراما‪ ،‬الفن التشكيلي لوالتصوير لوما إلى ذلك‪ ،‬في بناء نصه الشعري‪ ،‬لوبدرجة عالية مننن العشننق‬


‫لوالتركيز‪ ،‬تجعل من أديب صوتا ا منفرداا‪ ،‬ليكون شاعر الحداثة لوالقصيدة الحية‪ ،‬فلغة أديب لغة عملية‪ :‬إيقاعات بسيطة‬ ‫لوعذبة ذات مفردات يومية منتقاة لوتجربة شخصية مصكورة بصور تتلحق في أسلوب حكائي ليس على لسان الحمامننة‬ ‫لوالثعلب لوإنما على لسان الحرف لوحبيبته النقطة‪ ،‬لو)إن الحرف ل ينتهي‪ ،‬لوتألويله شعرا لننن ينتهنني ) كمننا يقننول أديننب‬ ‫نفسه )‪.(6‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬ ‫هوامش الفصل الرابع‬ ‫‪ -1‬أقول الحرف لوأعني أصابعي ‪ ،‬أديب كمال الدين ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون‪ ،‬بيرلوت ‪2011‬‬ ‫‪ - 2‬الشعر العراقي المعاصر ‪ ،‬عمران خضير ص ‪182‬‬ ‫‪ - 3‬قضايا الشعر المعاصر ‪ ،‬نازك الملئكة ‪ ،‬دار النهضة بغداد ص ‪242‬‬ ‫‪ - 4‬التكرير بين المثير لوالتأثر ‪ ،‬عز الدين علي السيد ‪ ،‬ص ‪84‬‬ ‫‪ - 5‬التكرار في الشعر الجاهلي ‪ ،‬موسى ربايعة‬ ‫‪ - 6‬منجم الموضوعات الشعرية ‪ ،‬عدنان حسين أحمد‪ ،‬صحيفة القدس العربي ‪ ،‬لندن ‪ 7‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪ -7‬متعة القصيدة تكمن في كشف أعماق شاعرها ‪ ،‬حوار أجراه ياسر عبد الباقي مع الشاعر أديب كمال الدين ‪ ،‬موقع‬ ‫جدارية ‪ 23‬آذار ‪2009‬‬


‫الفصل الخامس‬

‫جمالية الصور القرآنية في مجموعة )مواقف اللف (‬


‫إن )الصورة الفنية هي قوام البنية العميقة لي عمل أدبي لول سيما الشنعر مننه‪ ،‬فمجمنل أجنناس الخطناب الدبني‬ ‫تشترك في مبدأ التصويرية‪ ،‬لولكنها تختلف فيما بينها في استعمال الصورة ككما لوكيفا()‪ .(1‬لقد بات )اليماء بالصننورة‬ ‫الشعرية من أبرز خصائص الشعر المعاصر بوصفها فعالية لغوية تخرج اللغة م ن بعندها النشنائي إلنى بعند مجنازي‬ ‫تصوري ألو رمزي‪ ،‬بمعنى أنها علقة لغوية متولدة )‪ .(2‬لوالشننعر الننذي يعتمنند الصننور هننو فعننل نفنناذ لوفعننل إضنناءة‬ ‫بجوهر الوجود لوالصور بهذا المعنى )رؤية فكرية لوعاطفية في لحظة من الزمن‪ .‬لولعل هذا مننا يرشننحها لتكننون ) مننن‬ ‫أخطر أدلوات الشاعر بل منازع( ) ‪.(3‬‬ ‫لقد تعرضت الصورة الشعرية شأنها شأن العناصر الفنية الخرى إلى تطور فنني المفهننوم لوالدللننة‪ ،‬فقننديما كننانت‬ ‫تقف عند حدلود الصورة البلغية المجازية من التشبيه لوالستعارة‪ ،‬لولكن مع انفتاح عننالم الشننعر علننى المشننهد الثقننافي‬ ‫للحياة المعاصرة أخذت الصورة تتنوع لوتتسع لتصبح أكثر شمول‪ ،‬فباتت تستمد مصادرها من منابع مختلفة ‪ ،‬ذلك أنها‬ ‫في سعيها إلى التوصيل لوالتواصل لن تكون عمل فنيا مكتفيا بذاته بل تثرى بالتفاعل لوالتألويل الذين يعززان دلورها في‬ ‫بناء الثقافة )‪ . (4‬لولذلك لم يعد )الشاعر المحدث( يستقي من ينبوع ثقافي لواحد ألو من مصننادر معينننة كمننا الحننال فنني‬ ‫العصور الماضية ‪ ،‬فقد عمد الشاعر إلى )التناص( مع المننورلوث المختلننف أنننواعه السننطورية لوالشننعبية لوالتاريخيننة‬ ‫لوالدبية فضل عن توظيف تقنيات الفنون المختلفة الدبينة منهننا لوغينر الدبينة للتخلننص منن أسننر الغنائينة لوالمباشننرة‬ ‫لوإثراء القصيدة بأساليب تستقيها من الفنون الخرى )‪.(5‬‬ ‫لقد استثمر الشاعر أديب كمال الدين جميع هذه المكانيات مستعينا بموهبته في تطوير مشرلوعه الشعري بدافع من‬ ‫هاجس المغايرة فكان خطابه الشعري حافل بمختلف التقنيات الحديثة لوأكثر ما يتجلى في مجال إنتاج الصورة الشعرية‬ ‫من مصادر شتى ‪ ،‬لما لها من دلور فاعل في تحويل النبضة الفكرية إلى نبضة جمالية ‪.‬‬ ‫لومن خلل متابعة مسيرة تطور الصورة الشعرية في تجربة أديب كمال الدين يمكن رصد تحولت لواضننحة صنناحبت‬ ‫عملية أنتاج الصورة لول سيما تدرجها‪ ،‬لولعل توظيف )الشعراء المحدثين( لتقنيات الجناس الفنية يعنند أبننرز منجننزات‬


‫الحداثة اليوم بحيث يتم تبادل كثير من عناصر هذه الفنون لثراء النص الشعري لومده بدماء جدينندة‪ .‬لواليننوم نحننن مننع‬ ‫حالة جديدة يتم فيها توظيف الصور القرآنية في النص الشعري‪ ،‬لونحننن نعننرف أن )التصننوير هننو الداة المفضننلة فنني‬ ‫أسلوب القرآن الكريننم ‪ ،‬فهنو يعننبر بالصنورة المجسننمة المتخيلننة عنن المعنننى النذهني لوالحالنة النفسنية لوعنن الحننادث‬ ‫الممسوس ‪ ،‬لوالمشهد المنظور ثم يرتقنني بالصنورة النتي يرسنمها مجكسننما الحيناة الشاخصنة ألو الحركنة المتجنددة فنإذا‬ ‫المعنى ذهني هيئة ألو حركة لوإذا الحالة النفسية لوحة ألو مشهد‪)6) .‬‬ ‫لوسور القرآن الكريم من قصص لومشاهد القيامة هي نماذج إنسانية المنطق الوجننداني مضننافا إليهننا تصننوير الحننالت‬ ‫النفسية ‪ ،‬لوتشخيص المعاني الذهنية لوتمثيل بعض الوقائع التي عاصرت الدعوة لوهي تؤلننف علننى التقريننب أكننثر مننن‬ ‫ثلثة أرباع القرآن ‪ ،‬لوكلها تستخدم طريق التصوير في التعبير‪ ،‬فل خيستثنى من هننذه الطريقننة سننوى مواضننع التشننريع‬ ‫لوبعض مواضع الجدل ‪ ،‬بهذه الطريقة لوظف الشاعر أديب كمال الدين الصور القرآنية في مجموعته )مواقننف اللننف(‬ ‫الصادرة عن الدار العربية للعلوم – ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ 2012‬عبر انفتاح النص الدبنني علنى الننص القرآننني ‪ ،‬لوهني‬ ‫مناظر شاخصة من صور لوظلل ‪ ،‬لوإن مصادر الصور الشعرية لهذا المجموعة هي من النبع القرآننني بكاملهننا حيننث‬ ‫تتنوع الصور في معظم قصنائد المجموعنة لوقند استعرضنها فنني )‪ (55‬موقفنا ا موزعنة فنني قصننائد قصننيرة لوكنل هننذه‬ ‫القصائد هي صور تستمد من آيات القرآن المعنى لوالنص لوالتضمين تتوافر لها الصورة لوالحركة لواليقاع‪ .‬لوبداية كننل‬ ‫القصائد كانت هناك لزمة تصدرت قصائد المجموعة كلها )ألوقفني في موقف‪ ...‬لوقال(‪ .‬لقد كانت هذه الكلمات مفتنناح‬ ‫هذه النصوص لوإضاءة لكل صوت امتلك إشعاعا خاصا لليحنناء بمنننابع لوآيننات القننرآن لوكننان ذلننك هننو يننوم الوقننوف‬ ‫لوالمقصود به هو يوم المتحان ‪ ،‬كما أنه قد افتتح المجموعة بآيات من السور القرآنية ‪ ،‬لوهذا يعني أن النبننع قنند اسننتقاه‬ ‫من سور القرآن الكريم ‪ .‬لومن القصائد التي ذكر فيها الجنة مثل قصيدة )مواقف اللف( ص ‪12‬‬

‫ك من أنهابر من رعسبل خمصكفى‪،‬‬ ‫كيف سأسقي ر‬ ‫أنهابر لكذة للشاربين‬


‫ل فيها لغقو لول تأثيم؟‬ ‫ق عنرد مليبك خمقتدر؟‬ ‫لوكي ر‬ ‫ف ستجلس في مقرعجد صتد ب‬ ‫ف لوقد قارل رمن قال‪:‬‬ ‫كي ر‬ ‫يا لي ر‬ ‫ت رقومي يعلمون‪.‬‬ ‫ك قوخمك‬ ‫ف سيعلم ب ر‬ ‫فكي ر‬ ‫لوهم يجهلون نجرمك؟‬

‫لوفي المقطع الثاني يواصل‪:‬‬

‫ثمم انتبهر إلى دمعتي لوقال‪:‬‬ ‫ستصعخد يا عبدي درجاا‪،‬‬ ‫ككل درجبة بألف‪،‬‬ ‫ف بمائة‪،‬‬ ‫لوككل أل ب‬ ‫لوككل مائبة بك ك‬ ‫ف‪،‬‬ ‫لوستحتار أكيها أقرب‪.‬‬

‫في هذه النص الذي يعتبر من أطول القصائد في المجموعة تعطي الصننورة إيماءاتهننا تنوعننا لويننأتي اسننتدعاء مفاصننل‬ ‫الجنة لوالدعاء لوالمصير الذي يل ك‬ ‫ف العبد حين ل يقود شراعه مبصرا ‪ ،‬لوهو )الذي أقرب اليننه مننن حبننل الورينند( حننتى‬ ‫ينتهي في نهاية معرلوفة‪:‬‬ ‫مصيري إلى التراب‬


‫اذ خلقرتني من طين‪.‬‬

‫لولئن كان ألول زاد النبياء هو اليمان بال ‪ ،‬فإن الشاعر يستعين بكل مفردات لوتعبيرات اليننات القرآنيننة ‪ :‬خلقتننني‪ ،‬ل‬ ‫مغيث لها سواي‪ ،‬لذة للشاربين لوغيرها من المفردات‪ .‬لوفي نص )موقف المهد( يقول في ص ‪19‬‬

‫ف الرمهد‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫ك‪ ،‬في الرمهد‪.‬‬ ‫ك‪ ،‬إذ خلقتخ ر‬ ‫لوقال‪ :‬لوضعتخ ر‬ ‫ك على الماء‬ ‫لوكارن رمهخد ر‬ ‫يتنقكخل من نهبر إلى نهر‬ ‫لومن بحبر إلى بحر‪،‬‬ ‫س تحيطخ به‬ ‫لوالشم خ‬ ‫ب إلى سوابد عظيم‬ ‫ثخمم تغر خ‬ ‫لوالنجخم يحيطخ به‬ ‫ثخمم يغر خ‬ ‫ق فيه شيئا ا فشيئاا‪،‬‬ ‫لوأن ر‬ ‫ت في الرمهد‬ ‫تنظخر لوتبكي ‪ :‬إلى أين؟‬ ‫ك فار ق‬ ‫غ كفؤاجد أكم موسى‪.‬‬ ‫لوقلبخ ر‬


‫تتداعى في هذا النص الصور القرآنية للمهد بمناخ اليأس لوالتش ك‬ ‫ظي ‪ ،‬حيث تتجكسد مشاهد قصة موسننى )علينه السننلم(‬ ‫حين لوصل أخيرا إلى حضن أمه لتطمئن به لوعليه ‪ .‬في النص صراع ‪ ،‬صراع الطفل مع البحر لومننع المننوت‪ .‬لوهننناك‬ ‫قلب الم المتلهف ينتظر لويتأمل لويدعو من ا أن ينقذه‪:‬‬ ‫لتتساءل لوتصرخ إلى أين ؟‬ ‫فهو‪ -‬أي الشاعر‪ -‬قد رسم الجدار الفاصل في صورة شعرية بين الحركننة لوالجمننود لوفننق النننص القرآننني حننتى يركننب‬ ‫الشاعر غمار البحار في نقطة النون‪.‬‬ ‫لويذكر أديب )موقف الصبر( ‪ -‬ص ‪ - 24‬لومن سار عليه‪:‬‬

‫ف الصبر‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال‪ :‬الصبخر امتحاقن عظيم‪.‬‬ ‫فماذا ستفعخل يا عبدي؟‬ ‫أعر خ‬ ‫ك سترتبك‬ ‫ف أكن كلمات ر‬ ‫لوينهار معناها‬ ‫مثل جببل من الثلج‬ ‫ك مثل طفل ضائع‬ ‫لوستدمع عينا ر‬ ‫في السوق‪.‬‬ ‫ك إرادة يوسف الصكديق؟‬ ‫أين من ر‬ ‫ك حلم يعقوب‬ ‫لوأين من ر‬ ‫ض ت‬ ‫لوقد ابي ك‬ ‫ت عيناه من الحزجن فهو ركظيم؟‬ ‫لوأين منرك‪ ،‬قبل هذا‪ ،‬صبر نوح لوإبراهيم لوأكيوب؟‬


‫ك صبر رمتن أرسلخته رحمةا للعالمين؟‬ ‫لوأين من ر‬ ‫ك صبر الكلولين‪:‬‬ ‫لوأين من ر‬ ‫صبر علكي لوالخحسين؟‬

‫إن التككيف الدلللي لواليمائي الذي قدمته القصيدة جعل منها مجال رحبا لمعرفة ما يلمس القلب من الحقيقنة‬ ‫لويكشف ما في جوف القصيدة بطريقة ممتعة لومشننوقة مسننتعينا بكلمننة )الصننبر(‪ .‬لوهنني كلمنة ترمننز إلننى امتحننان كمننا‬ ‫ذكرت في القرآن‪ ،‬حين امتحن ا سبحانه لوتعإلى نبينا )أيوب( لوقد رسمت الصورة على لبس قناع )أيوب( بما انطوى‬ ‫ب إمسذ‬ ‫عليه من مستوى إيحائي مواز لنقل التجربة الشعرية‪ ،‬استنادا إلى ما جاء في كتاب ا العزيز‪ :‬ينواسذركــسر يعسبــيدينوآ أيييــو ي‬ ‫شسي ي‬ ‫ب * ينوينويهسبنيــا ليــهر أيسهليــهر ينوممسثليرهــسم‬ ‫سنميي ال ي‬ ‫سلل يبامرلد ينو ي‬ ‫ب * اسررك س‬ ‫رطارن بمنر س‬ ‫شيرا ل‬ ‫ى يربيهر أييني يم ي‬ ‫ض بممرسجلميك يهيذا رمسغتي ي‬ ‫ينايد ي‬ ‫ب ينويعيذا ل‬ ‫ص ل‬ ‫ب ‪ .‬سورة ص‪ ،‬اليات ‪ 41‬لو ‪ 42‬لو ‪43‬‬ ‫يميعرهسم يرسحيمةة يمينا ينومذسكير ي‬ ‫ى لرسنوملي السليبا م‬ ‫لوالتردد الصوتي‪:‬‬ ‫أين منك صبر ‪...‬؟‪ .‬أين منك صبر‪ ...‬؟‬ ‫الذي منحها بمقابل التأكد لوالرادة لوجعله في امتحان حقيقي لوهكذا يستقي أديب كمال الدين من هذا النص ما يناسب ما‬ ‫أراده فهو يشير إلى حزن لودرس الحادث دلون القتباس المباشر منها ‪.‬‬

‫ف الحرف‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال ‪ :‬الحر خ‬ ‫ف حرفي لوالنقطةخ نقطتي‪.‬‬ ‫ك أتن تفهرم سمر خخلودي‬ ‫فل ر‬ ‫فكي ر‬ ‫لوأن ر‬ ‫ت الذي يحمخل الموت‬ ‫في نبضجة القلب؟‬


‫ك أتن تتجكلى في ملكوتي‬ ‫فل ر‬ ‫لوكي ر‬ ‫لوأن ر‬ ‫ت الذي يبكي على جرعجة مابء‬ ‫ف خبز؟‬ ‫لورغي ج‬ ‫لوقال‪ :‬الحر خ‬ ‫ف حرفي‬ ‫ستجدهخ في كهيعص‬ ‫لوألم لوطه لويس لوق لون‪.‬‬

‫ل شك أن هذه اللوصاف للحنرف تحفكننز المخيلننة لرسننم صننورة أقنرب إلنى البصننر منهننا إلننى الذن‪ .‬لوكأننننا نبصننر‬ ‫شخصية الحرف ماثلة أمام أعيننا في لحظة القراءة لولن قراءة الحرف في القرآن لها دللة كاملة لوليس حرفا مجننردا‪،‬‬ ‫فالصورة الفنية في شعر أديب كمال الدين هي من التصوير الذي ل لوجود له فعليا في العننالم الخننارجي‪ ،‬بننل قنند يكننون‬ ‫الشاعر استعارها من المظاهر الخارجية مشهدا بالحدس لوالرؤيا فيصننير منن خلل عنواطفه لومعاننناته‪ .‬لوهنذه الصنور‬ ‫تفيض عن الجمال المبدع الخالق لوهو يتجلى في ملكوت ان ‪ .‬لوننراه يصنكور النرلوح فني )موقنف النرلوح( ص ‪، 41‬‬ ‫لوهي السكر العظيم‪:‬‬

‫ف الرلوح‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫ك العظم يا عبدي‪.‬‬ ‫لوقال‪ :‬هوذا سكر ر‬ ‫فأن ر‬ ‫ت لن ترى الرلورح حكتى تموت‬ ‫لوالرلوح لن تراك‪.‬‬ ‫ك ستتخيكخل الرلورح لوردةا تارةا‬ ‫لكنك ر‬ ‫لونهراا تارةا أخرى‪.‬‬


‫لوتتصكورها حلما ا تارةا‬ ‫لولوتهما ا تارةا أخرى‪.‬‬ ‫لوتناديها ملكا ا تارةا‬ ‫لوشيطانا ا تارةا أخرى‪.‬‬ ‫لوترسخمها سواداا خالصا ا تارةا‬ ‫لولوميضا ا ساطعا ا تارةا أخرى‪.‬‬

‫تعنى هذه الصور ما يمتاز به شعر أديب كمال الدين من كثافة مقدما شيئا جديدا يسننتوحيه مننن صننورة مبتكننرة ألو‬ ‫مستوحاة من نبع القرآن الكريم لوتصوير موهبته لوقدرته حيث يجكسد مشنناعر حقيقيننة كاشننفا عنن علقننات جدينندة بيننن‬ ‫عناصر الصورة لوأفكار لومضامين جديدة تستنطق لغة القصيدة‪ .‬لويصكور في )موقننف نننوح( – ص ‪ - 44‬سننفينة نننوح‬ ‫لوكيف صنعها الخالق‪ ،‬لوحمل فيها نوح من ككل زلوجين اثنين‪:‬‬

‫ف خنوح‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال‪ :‬يا عبدي‬ ‫أرأي ر‬ ‫صبجر خنوح‪،‬‬ ‫ت إلى ر‬ ‫ب خنوح‪،‬‬ ‫لوعذا ج‬ ‫لومحنجة خنوح‪،‬‬ ‫لوسفينجة خنوح؟‬ ‫أرأي ر‬ ‫ف سنة‬ ‫ت لوقد قارم بالقوجم أل ر‬ ‫إكل خمسين عاما ا‬


‫ثم يختتم النص في ص ‪:45‬‬

‫أرأي ر‬ ‫ت كيف حمرل خنوح المانة‬ ‫صبرر لوكارن صبره كجبجل خأحد‬ ‫رلو ر‬ ‫لوعبرر الطوفان‬ ‫لوالناس غرقى‬ ‫في يوبم كأكنه يوم القيامة؟‬

‫لقد صكور عاقبة رمن عصى لوعذابه تاركا للقارئ استكمال الصورة التي ينقلها إلى فكره ‪ .‬لوقد أفنناد مننن قصننة نننوح‬ ‫كما تضمنها القرآن لوشككل فيها صورة جديدة مستمدة من صور القرآن حيننث ضننكمن القصننة مننع الشننارة الكاملننة إلننى‬ ‫تفصيلتها ‪ .‬لوكلها تبين بعض ألوجه التناص مع الخطاب القرآني عبر سفينة نوح لوكيف خحملت أمته فيها‪ ،‬عبر الطوفان‬ ‫)في يوم كأكنه يوم القيامة(‪ ،‬لوكان يوم نصر نوح على القوم الظالمين ‪.‬لوقد تعامل مع المنبع الديني برمننوزه لوشخصننياته‬ ‫كقوى مؤثرة كما في قصيدة )موقف عيسى( ص ‪51‬‬

‫ف عيسى‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال‪ :‬يا عبدي‬ ‫أرأي ر‬ ‫ت إلى رمن كلكرم الناس‬ ‫صبيكاا‪.‬‬ ‫في المهجد ر‬ ‫أرأي ر‬ ‫ت إليه لوهو يقول‪:‬‬


‫ي يورم لوجلد خ‬ ‫ت‬ ‫سلقم عل م‬ ‫لويورم أمو خ‬ ‫ت‬ ‫لويورم خأبرع خ‬ ‫ث حيكاا‪.‬‬ ‫أرأي ر‬ ‫ت إليه‬ ‫لوهو الذي أحيا الموتى‬ ‫بإذني‪،‬‬ ‫ص بإذني‪،‬‬ ‫لوأبرأ الكمهر لوالبر ر‬ ‫فأنزل خ‬ ‫ت إليه مائدةا من السماء‬

‫يصكور الشاعر قصة المسيح لويربطها بما يعانيه لوهذه تشككل عناصر في الصورة الشعرية لوتعبير عن رموزه مننن‬ ‫خلل هذه الرموز استخدم رمز سيدنا المسيح )عليه السلم( كنندليل العننذاب لوالتعننذيب لواللم الننتي يواجههننا النسننان‬ ‫المعاصر ‪ ،‬لويقابله في ذلك معجزات النبي عيسى التي سنكخرها انن لنه ‪ .‬لونحننن هننا أمنام مشنهد آخننر هنو أمنه )مريننم‬ ‫البتول( حين يقول‪:‬‬

‫لوهو الذي حمل ت‬ ‫ت به مريم‬ ‫ليكون محبكةا للعالمين‪.‬‬

‫لوقد أنار الشاعر رحلة المصطفى الكبرى في قصيدة ) موقف المصطفى( ص ‪53‬‬

‫ف الخمصطفى‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬


‫لوقال‪ :‬أرأي ر‬ ‫ت إلى رمن رأى‬ ‫ت ربكجه الكبرى؟‬ ‫جمن آيا ج‬ ‫أرأيت إلى رمن أرسلخته رحمةا للعالمين‪،‬‬ ‫لوختم خ‬ ‫ت به النبيارء ككلهم لوالخمررسلين‪،‬‬ ‫لوجعل خ‬ ‫ت له الرض طهوراا لورمتسججداا‪،‬‬ ‫لوجمع خ‬ ‫ت على مائدته‬ ‫ح النصر‪،‬‬ ‫قدرح الصبجر إلى قد ج‬ ‫لوماعورن المحبكجة إلى ماعوجن الجعتلم‪،‬‬ ‫ب الكوثر؟‬ ‫لوشرا ر‬ ‫ب الشفاعجة إلى شرا ج‬ ‫أرأيت كيف أسري خ‬ ‫ت به‬ ‫إلى حضرتي الكبرى‬ ‫جمن سمابء إلى خأخرى‪،‬‬ ‫فرأى جمن النوجر ما رأى‪،‬‬ ‫ب قوسين ألو أدنى؟‬ ‫فكارن قا ر‬

‫النص بانبساط فرض نفسه عنصراا دينامكيا ا يشت ك‬ ‫ق صفاته من رفعجة النبي المصننطفى )ص( ليطننل علننى حينناة أسننمى‬ ‫لوأنقى‪ .‬لوقد انتظم النص في خط متناسق تواصل مع مسار العنوان الذي خضع لنسق عفوي‪ ،‬لوهو يتحول من بيت إلى‬ ‫بيت يحكي الخطاب القرآني لصفات لوبعض من سيرة المصطفى لوالخلص الذي جاء به إلى النناس لوكينف أسنرى بنه‬ ‫ا ليل من المسجد الحرام إلى المسجد القصى لورأى ما رأى في حضرة الحي القيوم‪.‬‬


‫إن عملية البداع في حقيقتها أشبه بالوجد الصوفي‪ ،‬تظهر من خللها أسباب التغنناير الرؤيننوي بيننن مننا هنو مرئنني‬ ‫ظاهري لوما هو غير محسوس‪ ،‬لن الفن الصوفي لوالدين يستمدان من مشكاة لواحدة ذلك القبس العلوي الذي يمل قلننب‬ ‫النسان بالراحة لوالصفاء لواليمان‪ .‬لوقال الشاعر أديب في قصيدة )موقف العزة ) ص ‪61‬‬

‫ف الجعكزة‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال ‪ :‬أنا العزيز يا عبدي‬ ‫لوالجعكزةخ لي لوحدي‪.‬‬ ‫فرمتن نازعني فيها‬ ‫ألبسخته تاجا ا من اللذكل‬ ‫لوألقي خ‬ ‫ت عليه ثوبا ا جمن الهوان‪.‬‬ ‫لوقال ‪ :‬إكن أكبرر اسبم لك‬ ‫هو عبد ا‬ ‫لوأصغر اسبم لك‬ ‫هو عبد ا‪.‬‬

‫لوقال في قصيدة ) موقف الباب ) ص ‪65‬‬ ‫ف الباب‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫ب يا عبدي‪.‬‬ ‫ب أبوا ق‬ ‫لوقال‪ :‬البا خ‬ ‫ب للفجر‪،‬‬ ‫ك با ق‬ ‫هنا ر‬ ‫ب للمغرب‪.‬‬ ‫لوبا ق‬


‫ب للدمعة‪،‬‬ ‫ثخمم با ق‬ ‫لوالصرخة‪،‬‬ ‫لوالسككين‪.‬‬ ‫ثخمم باب السؤال‪،‬‬ ‫لوالخمرحال‪.‬‬ ‫ثخمم باب الرخمرة‪.‬‬ ‫ثخمم باب التوبة‪.‬‬ ‫ثخمم باب الجوع‪،‬‬ ‫لوالفقر‪،‬‬ ‫لوالحرب‪.‬‬ ‫ثخمم باب الموت‪.‬‬ ‫ثخمم باب الجحساب‪،‬‬ ‫فالرمسكرة‪،‬‬ ‫فالحبيب‪.‬‬ ‫ثخمم باب النجاة‪.‬‬ ‫ثخمم باب الرسكينة‪.‬‬ ‫ثخمم باب الرسلم‪.‬‬ ‫ثخمم باب الشوق‪.‬‬ ‫ثخمم باب النتظار‪.‬‬ ‫ثخمم باب السأم‪،‬‬


‫فالعدم‪،‬‬ ‫فالعبث‪،‬‬ ‫فالهلك‪.‬‬

‫الذات اللهية هي مركز الكون حيث ينندلور كننل شننيء فنني فلكهننا‪ .‬لومننا ذات الشنناعر إل ظلننه الننذي يمتلننك تميننزا‬ ‫لوخصوصية ينكشفان عن طريق المعادلة التية‪ ،‬ا ‪ ...‬الشاعر‪ ....‬القصيدة ‪ .‬فتمثل الوعي الغيننري يعمننل علننى تنندعيم‬ ‫أجواء القصيدة بالقوة الرلوحية فتتبلور ملمحها بالمساك بالعوامل الملهمة لوهذا مننا عمننل علننى كسننر نمطيننة الننولدة‪.‬‬ ‫لوعلى ألوتار المأساة الكونية يعزف الشاعر أديب كمال الدين مناجاته مع الرب‪ ،‬لوالقوة في النص تجتمنع منع الرحمنة ‪،‬‬ ‫فحينما امتلت الرض جورا لوظلما جاء المر اللهي بالنهاية خلصا‪ .‬لوقال في قصيدة ) موقف الماء ) ص ‪69‬‬

‫ف الماء‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال ‪ :‬قج ت‬ ‫ف على الماء‪.‬‬ ‫فقد جعل خ‬ ‫ت من الماجء كمل شيبء رحكي‪.‬‬ ‫رفوقف خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ش‪ .‬فمشي خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ثخمم قال ‪ :‬ام ج‬ ‫مشي خ‬ ‫ت حكتى الخطوة الثانية‬ ‫لوفي الثالثجة غرق خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫فممد لي يداا من نور‬ ‫ش‪ .‬فمشي خ‬ ‫ت‬ ‫ثخمم قال‪ :‬ام ج‬ ‫ت السادسةر ارتبك خ‬ ‫حكتى لوصل خ‬ ‫ت‬


‫لوفي السابعجة سقط خ‬ ‫ت‬ ‫ت ألو كد خ‬ ‫حكتى هلك خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫فررممد لي يداا من قاف‬ ‫ش‪ .‬فمشي خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫لوقال‪ :‬ام ج‬ ‫لوفي الخطوجة الثلثين‬ ‫غرق خ‬ ‫ق الماء‪.‬‬ ‫ف جسدي فو ر‬ ‫ت لوطا ر‬ ‫فقال ‪ :‬انخج‪ .‬فنجو خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫لوفي الخطوجة الربعين خزلجزل خ‬ ‫ت‬ ‫حكتى عبرر جسدي بحرر الظلمات‬ ‫طعا ا قج ر‬ ‫قج ر‬ ‫طعاا‪.‬‬

‫النص مليء بالطمأنينة ‪ ،‬إذ لولد الماء طائرا جميل دمجه الشاعر في الوعي‪ ،‬لوكان هذا مفترق الطرق بين النننزلوع‬ ‫ش ( مننارس سننطوته علننى النننص‪ ،‬إذ يقنندم ضننمن إطننار‬ ‫نحو الرلومانسية لوالخيال لولولوج أبواب الواقع‪ .‬إن الفعننل )امنن ج‬ ‫اللهي في خلق الحساس بفقدان السيطرة بالحياة من خلل فقد الشياء الجميلة فيها‪ ،‬لويسننتعلي النننص طقوسننا تصننعده‬ ‫باتجاه الفادة من صور القرآن الكريم‪ .‬لوفي قصيدة ‪) :‬موقف الغرق( ص ‪ 71‬قال ‪:‬‬

‫ف الغرق‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال‪ :‬يا عبدي‬ ‫ف تنجو جمن الغرق‬ ‫كي ر‬ ‫ق فيك؟‬ ‫لوالبحخر قد غر ر‬


‫يقوم النص على تفاعل شعريته من خلل تفاعل مجموعة الجزئيات‪ ،‬حتى يتوصل المتلقنني إلننى شننبكة تغننذي بعضننها‬ ‫بعضا بينهما الحوار ‪ ،‬بعد أن قاد الشاعر فكرة النسانية إلى النكفاء ألو الغرق ‪ ،‬فالحوار أفضننى إلننى صننناعة رمننوز‬ ‫إنسانية لورلوحية‪ .‬لوقال في قصيدة ) موقف النا ) ص ‪75‬‬

‫ف النا‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫ك النا!‬ ‫لوقال‪ :‬يا عبدي كم أذلكتت ر‬ ‫ب رلوجحك‬ ‫ك هي ثق خ‬ ‫أنا ر‬ ‫ب جهنم في جسجدك‪.‬‬ ‫ك هي ثق خ‬ ‫لوأنا ر‬ ‫ك ما خلقخته‬ ‫هي جمن خيفسد في ر‬ ‫في أحسن تقويم‬ ‫ق إلى أسفل سافلين‪.‬‬ ‫لتركده في سرعجة البر ج‬

‫اعتمد النص في أفق النا مع تركيز الشاعر على مزايا لومسالوئ النا من خلل رلوحنه لوتقنويمه منع النتركيز علنى‬ ‫الذات اللهية ‪ ،‬لوالنص ينبع من ترسيخ العلقة بين الشاعر لوالنا لودللة النا هنا )ثقب في الرلوح( بل جسدها ‪ ،‬بعبارة‬ ‫أخرى هي )ثقب في جهنم(‪ .‬لوكل رمن يقول‪ :‬أنا ‪ ..‬أنا ‪ ..‬يفسد خلقتننه بننل أخلقننه الننذي خلقهننا رب العننالمين فنني أحسننن‬ ‫تقويم ‪ ،‬لوهي استعارات لصور من صور القرآن الكريم مننن خلل عيننني شنناعر يمتنناز بقننوة تشننكيل الحننرف لصننوره‬ ‫الشعرية التي تعتمد على تحريك اللهب الهائل لمفرداته الثرية بمفاصل الحياة‪ .‬لوقال في قصيدة ) موقف البينناض ) ص‬ ‫‪76‬‬


‫ف البياض‬ ‫ألوقفني في موق ج‬ ‫ض يا عبدي‬ ‫ك البيا خ‬ ‫لوقال‪ :‬أدهش ر‬ ‫ك الحرمان؟‬ ‫أم أدهش ر‬ ‫ك المشهد‬ ‫أدهش ر‬ ‫ك اللون؟‬ ‫أم أدهش ر‬ ‫ك الدفء‬ ‫أدهش ر‬ ‫ك الصبع؟‬ ‫أم أدهش ر‬ ‫ك الدمع‬ ‫أدهش ر‬ ‫فكن ر‬ ‫ت على سكجادتي تبكي؟‬ ‫ك المصير‪:‬‬ ‫أم أدهش ر‬ ‫أن ر‬ ‫ت كريشبة تطير؟‬

‫اللون البيض يتغلغل في أعماق النص حتى يصبح كيانه المجسد في درجة الصفر‪ ،‬لويكتسننب حضننورا اسننتثنائيا‬ ‫في لولدة الدهشة حيث يشتغل في ضدية مع الليل ‪ .‬لوقد كان اللون البيض هنا دللة على الخير ‪ ،‬لولها ‪ -‬أي الدللة ‪-‬‬ ‫تشكيل لوحة لونية تثير الدهشة من اللون إلى الدمع إلى المصير‪ .‬لوقال في قصيدة )موقف السلم ) ص ‪88‬‬

‫ف الرسلم‬ ‫ألوقررفني في موق ج‬ ‫لوقال‪ :‬اعبتر حاجرز الظختلمة‪،‬‬ ‫لوهو برستبرعجة أتبخحر‪.‬‬ ‫فررعبر خ‬ ‫ت‪.‬‬


‫ثخمم قارل‪ :‬اعبتر حاجرز الوحشة‪،‬‬ ‫لوهو برستبرعجة أتبخحر‪.‬‬ ‫فررعبر خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ثخمم قارل‪ :‬اعبتر حاجرز المرأة‪،‬‬ ‫لوهو برستبرعجة أتبخحبر خأخرى‪.‬‬ ‫فررعبر خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ثخمم قارل‪ :‬اعبتر حاجرز الناس‪،‬‬ ‫لوهو بثلثجة أتبخحر‪.‬‬ ‫فررعبر خ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ثخمم قارل‪ :‬اعبتر حاجرز المرآة‪،‬‬ ‫لوهو بثلثجة أتبخحبر خأخرى‪.‬‬ ‫فررعبر خ‬ ‫ت‪.‬‬

‫النص ينير مفهوم السلم النساني‪ ،‬لويمكن ملحظة ذلك منن خلل تفاصننيله لوهننو يعننبر حنواجز الظلمننة لوالوحشننة‬ ‫لوالمرأة‪. .‬لوالعبور يتم من خلل أكثر من بحر ‪ ،‬لوبالذات سبعة أبحر ‪ ،‬لوكذلك يعكننس النننص إحساسننا بمفننردات رقميننة‬ ‫تتسع فضاءات دللتها فتنطلق سيل من التأثيرات تتسالوق مع هموم الشاعر الذاتية في صورة رلوحيننة لوهننو مننا يننبرر‬ ‫احتلل كل من الشاعر لوالقصيدة مركز السلم في بنية التراكيب ‪ .‬العب ور يمنارس عنادة فنني اخنتراق حنواجز عصنية‬ ‫لومن بحر إلى بحر لوبشكل متسلسل كأنه حكاية من حكايات الوحشة لوالظلمة‪ ،‬لومن أراد عبننور البحننر ل بنند أن يجتنناز‬ ‫هذه العوائق‪ :‬عوائق معنوية ألو مادية متخيلة في صور لوتداعيات بارزة‪.‬‬


‫إن جذلور الصورة تجد معادلها من خلل توظيف الصور القرآنية في سلسلة أعمال الشاعر المبنندع أديننب كمننال النندين‬ ‫التي تسهم في تسليط الضوء على الجذلور‪ ،‬كما تستأثر تجربة هننذا الشنناعر برسننم خارطننة النننص بالتشننكل مننع فضنناء‬ ‫الصور القرآنية‪ ،‬لوقد عكبر عنها في مجموعة شعرية سابقة هي )نون(‪ ) ،‬التي تجمع بين الدللي لوالفني تغننري الشنناعر‬ ‫في البحار في بحر النون لوالحرف المبارك بالسورة القرآنية‪ ..‬لولم يكن الشاعر ليحتفي بها لول يقينه مننن كونهننا تمثننل‬ ‫امتدادا لحرلوف أخرى كان لها الحظ اللوفر في بحر اللغة حيث يركب مسننيرة الحننرف المحفوفننة بالعاصننير‪ ،‬متخننذاا‬ ‫النكبوة شعاراا لوالمعجزة شراعا ا لوالنون عنوانا ا )‪.(7‬‬ ‫لقد استمدت أهمية هذه المجموعة من مضمون اليات لوالقصص القرآنية لوقد اتخذها الشنناعر منطلقننا لخننوض تجربتننه‬ ‫في هذا الديوان لتوحي برحلة هي خليط لوتنوع من ألوان لوأجناس السور لوردت مؤطرة بتعبير القننرآن الكريننم تسننتثير‬ ‫الذهن من خلل لفت النتباه إلى جمالية الصور القرآنية بالعبارة الشعرية مع استثارة الفكر لوتحفيزه للتأمل في خلق ا‬ ‫كما أن الشاعر أديب كمال الدين قد نكبه إلى جمالية اللوحة القرآنية لوما تثيره من إحسنناس بقنندرة الخننالق سننبحانه فنني‬ ‫تعدد الصور التي خلق ا منها سللت كثيرة‪ .‬لوقد تعكمد الشاعر إلى التعدد في الشارات إلننى كننل صننور القننرآن لولننو‬ ‫بقصائد قصيرة لوهو تنوع مقصود به التشكيل الحياتي للشعر لوربطه بالصورة الواردة باليات الكريمة ‪ .‬لوقد رسم فنني‬ ‫قصائد هذه المجموعة المتميزة أجواء السور القرآنية من صفة التنوع الشعري مننن خلل التنننوع النندللي ألو مننن خلل‬ ‫الرمز‪ .‬لوإن كل المقاطع الشعرية تتراكب مع سير المعاني القرآنية عبر سرد حكائي مفتوح كما يسرد العناصر بإيحاء‬ ‫بسيط في صور شعرية متجسدة لومتخيلة بديعة برع فيها بتلقائيتها لوعفويتها هي من جعلت النص تحفة أدبية‪ ،‬لوقد مككن‬ ‫القارئ من ان يتمتع بهذا الحس الديني لدى الشاعر خاصة مع التقائه بالشمولية إضافة إلى إيقاعه الداخلي ‪.‬‬ ‫ت حرفنا ا ‪/‬لوأنن ر‬ ‫انها عملية تنقيب لواكتشاف في عمنق الوجنود لللنف منن دلون غينره لولعنل هنذا قنادم منن‪) :‬إتن تقنكدم ر‬ ‫ت‬ ‫ف ‪ /‬تقكدم خ‬ ‫حر ق‬ ‫ك أبجديةا ‪ /‬لوقكدتك إلى أبجديبة من نور‪.(.‬‬ ‫ت من ر‬


‫في النهاية يمكننني القول‪ :‬إن هذه الصور الماثلة لدينا من ديوان )مواقف اللف( تكتمل فيها مدرسننة أديننب كمننال‬ ‫الدين الشعرية ‪ ،‬لوعلى منعطفات الرؤى الشمولية فلقد نجح في بناء خليا الشعر من مفردات القرآن الكريم ألو التي لهننا‬ ‫طابع الفق الديني ‪ ،‬فهو شكيق بلغته ممتل ئ في داخله ‪ ،‬يسأل في دهشة لوبراءة‪ :‬متى نقف جميعا يوم الوقوف العظيم؟‬ ‫تحية للشاعر لوهو يرسم الصورة من منظور جمالي يتخذ من الصور القرآنية رسائل تبليغ لهذه العقينندة ‪ ،‬لوتحيننة للننذي‬ ‫كتب )مواقف اللف( من حضرة الحرف إلى سدرة المنتهى ‪.‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫هوامش الفصل الخامس‬ ‫‪ - 1‬الصورة لوالثقافة لوالتصال‪ ،‬محمد العبد ‪ ،‬ص ‪134‬‬ ‫‪ - 2‬جماليات المكان ‪ ،‬غاستون باشلر ‪ ،‬ترجمة غالب هلسا ‪ ،‬ص ‪34‬‬ ‫‪ -3‬الصورة في التشكيل الشعري ‪ ،‬منشورات لوزارة الثقافة ‪ ،‬بغداد‪ ،‬سمير الدليمي ‪ ،‬ص ‪87‬‬ ‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪134‬‬ ‫‪ - 5‬دير الملك ‪ ،‬محسن اطيمش ‪ ،‬منشورت لوزارة الثقافة‪ ،‬بغداد ص ‪32‬‬ ‫‪ - 6‬التصوير الفني في القرآن ‪ ،‬سيد قطب‬ ‫‪ – 7‬أضف نوناا‪ :‬قراءة في "نون" أديب كمال الدين‪ ،‬د‪ .‬حياة الخياري‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪2012‬‬


‫الفصل السادس‬

‫جمالية الرمز في مجموعة )الحرف نوالغراب (‬


‫)الرمز طريقة في الداء الدبي تعتمد اليماء بالفكار لوالمشنناعر لوإثارتهننا بنندل مننن تقريرهننا( )‪ (1‬لوإن ممارسننة‬ ‫الترميز سر الشعر العربي لوسحريته مفجرا عبره ينابيع الخيننال ‪ ،‬لوإن الرمننز هننو تقانننة تعبيريننة ذات دللننة لواسننعة‬ ‫محركة لمعاني القصيدة لوتعكس قدرة خيال الشاعر على البتكار لوالتوظيف‪ ،‬فالشاعر عندما يوظف الرمز في شننعره‬ ‫ل بد أن يعتمد على المخيلة الشعرية القادرة على ربط ذلك الرمز الموظف مع المضمون الننذي أراد أن يحمننل النننص‬ ‫لوعلى هذا الساس فالرمز ليس تجريدا ألو شيئا ذهنيا بل بينه لوبين الموضوع المعين علقة تداخل لوامتزاج‪.‬‬ ‫لقد ألوجد الشاعر المعاصر في التعبير الرمزي ما يحقق له الطابع الدرامي في عمله الشعري ‪ ،‬لوإن الفننن بمننا فيننه‬ ‫كتابة النص الدرامي يقوم على اعتماد لغة رمزية تلك اللغة التي يلجأ اليها الشناعر المعاصنر عنندما يشنعر أن الواقنع‬ ‫اتخذ شكل استثنائيا ل يحتمل التعبير عنه على لوفق المنطقننة التقليديننة لوعلقتننه الرتيبننة الننتي ل تتفننق لومشنناعر الفنننان‬ ‫المكثفة الحادة فعندئذ يكون الرمز ضرلورة لبد منها ‪.‬‬ ‫نحن نعلم أن الحرلوف لوالنقاط امتياز معنرلوف لتجربنة أدينب كمنال الندين لوتفنرده لولواسنطته للرتقناء بتجربتنه‬ ‫المميزة لوالغور في ملكوته المقدس لولعل ما يميز تجربته على الرغم من حرلوفيتها هو اهتمامها بالمعنى لوتنالولهننا لقيننم‬ ‫الحياة النسانية لونفاذها إلى جوهر الوجود ‪.‬‬ ‫استخدم الشاعر أديب كمال الدين الرمز في شعره منذ أكثر من أربعينن عامنا لولوظنف كلمناته لوحرلوفنه أكنثر منا‬ ‫لوظف إلى مجموعة الرموز الخرى تمثلت في شخصيات متعددة تنوعت لوتعننددت‪ ،‬فكننانت هننناك شخصننيات مثكلننت‬ ‫رموزا من التراث لوالدب لوالفن لوالتاريخ لوغيرها ‪ .‬لوقد لجأ شعراء العصر الحديث إلى استدعاء الشخصيات التراثيننة‬ ‫لتوظيفها في عملية صنع الشعر لوشكلت ظاهرة مهمة اسهمت في تطننوير بيئننة النننص الشننعري للقننتراب مننن الطننابع‬ ‫الدرامي ‪ ،‬لوإن الشخصيات المستمدة من التراث تحمل أبعادا لومرجعيات نفسية ذلك أن الشاعر )إنمننا يغننذي عنواطفه‬ ‫لوعقله على مآثر الماضي) ‪ .‬لونظر الشنناعر المعاصننر إلننى هننذه الشخصننيات مننن خلل فهننم مناسننب لهننا‪ ،‬ليننس فقننط‬ ‫كأسماء لوصور بل كجوهر لورلوح لومواقف بحيث أدرك فيها أبعادها المعنوية ‪.‬‬


‫استمد الشاعر أديب كمال الدين العديد من الشخصيات التراثيننة العربيننة لوالجنبيننة لوتنننوعت بيننن شخصننيات دينيننة‬ ‫لوأخرى تأريخية لوشعبية لوفنية لولوظفها توظيفا رمزيا خدمة للمنحى النندرامي ‪.‬لومنهننا توظيننف شخصننيات مجمننوعته (‬ ‫الحرف لوالغراب )الصادرة عن الدار العربية للعلوم‪ .‬بدأها في قصيدة‪ ) :‬الغراب لوالحمامننة( فقنند لوظننف رمننزا دينيننا‬ ‫إيجابيا هو شخصية النبي نوح عليه السلم‪ ،‬إذ عزز بها موقفه الشعري لوفسر بها خننواص هننذه الشخصننية التاريخيننة‬ ‫الدينية ‪...‬يقول في القصيدة‪:‬‬

‫‪.1‬‬ ‫ب لولم يرجتع‬ ‫حيرن طارر الغرا خ‬ ‫س لوسط سفينجة نوح مرعوبين‪.‬‬ ‫صررخ النا خ‬ ‫لوحدي ‪ -‬لوقد كن خ‬ ‫ت طفلا صغيراا‪-‬‬ ‫رأي خ‬ ‫ت جنارح الغراب‪،‬‬ ‫أعني رأي خ‬ ‫ت سوارد الجناح‪،‬‬ ‫فرمي خ‬ ‫ب بحجر‪.‬‬ ‫ت الغرا ر‬ ‫هل أصبخته؟‬ ‫ل أدري‪.‬‬ ‫ت منه رمتقتر ا‬ ‫هل أصب خ‬ ‫ل؟‬ ‫ل أدري‪.‬‬ ‫لماذا كن خ‬ ‫ت لوحدي الذي رأى‬


‫سوارد الغراب‬ ‫لولم يره الناس؟‬ ‫ل أدري‪.‬‬

‫الشاعر يشير إلى شخصية النبي نوح )ع( في مسنيرة الطوفنان التأريخيننة المعرلوفنة الننتي بنندأت بالطوفننان‪ ،‬إذ‬ ‫أخبر ا تعإلى نوحا عليه السلم بالعلمة على بدء الطوفان ‪ ،‬بعد أن يخرج الماء من التنور ‪ ،‬فلمنا حصنل ذلنك دخنل‬ ‫نوح لومن معه السفينة ‪ ،‬لوأخذت المياه تتفجر من الرض ‪ ،‬ثم سارت السننفينة فننوق المنناء ‪ ،‬بعنند أن دمننر الطوفننان كننل‬ ‫شيء‪ ،‬الطوفان الذي غكير حياة البشرية‪.‬‬ ‫في كل صور القصيدة لوحركتها يكون الشاعر ‪ :‬الطفل هو الذي يرى لويتذكر لويحلم لويقدم لنا تفاصننيل مننا حنندث‪.‬‬ ‫لويظهر لنا في القصيدة مستويان من الرمز‪ :‬المستوى اللول للرمز الحقيقي أي الظاهر )الطفل‪ :‬الشاهد(‪ ،‬لوالمسننتوى‬ ‫الثاني هو المستوى الباطني التجريدي لوهو )الطوفان(‪.‬‬ ‫لوإذا كان الشاعر قد استخدم الحمامة رمزا للحياة لوالسلم ‪ ،‬رمزا باحثا عن الحينناة لوالسننلم‪ ،‬فننإنه اسننتخدم الغننراب‬ ‫رمزا للشخصية السلبية‪ .‬كان الغراب هو الموت لوطارد الحياة ‪ .‬إذ أن الغراب في مخيلة الننناس هننو السننواد لوالشننؤم‬ ‫لوالحداد ‪ .‬لومن صراعهما قكدم الشاعر رؤيته للحياة فهو الذي عرف المحنة الكبرى لواكتوى بنندمها لورمادهننا ‪ .‬الشنناعر‬ ‫الطفل يسأل ‪) :‬لماذا كن خ‬ ‫ت لوحدي الذي رأى سواد الغراب؟(‪.‬‬ ‫كما لوظف الشاعر أديب كمال الدين عددا من الشخصيات التاريخية في قصائد الديوان‪ ،‬فأضاف بذلك على النصننوص‬ ‫موضوعية أكثر لوأخرجها من دائرة المشاعر لوالفكنار الذاتينة ‪ ،‬لوالشناعر عنندما يوظننف الشخصنية فني شنعره إنمنا‬ ‫يوظف التوافق بينها لوبين لواقعه المعاصر الذي يريد التعبير عنه من خلل تلك الشخصننية ‪ .‬لويتضننح ذلننك فنني قصننيدة‬ ‫) شهرزاد ) الشخصية التأريخية في كتاب ألف ليلة لوليلة ‪ .‬إذ يخاطب شهرزاد ‪:‬‬


‫ت ‪ -‬ما أجملها! ‪-‬‬ ‫ستحكين الحكايا ج‬ ‫ك مدهوشاا‪.‬‬ ‫ق في شفتيك ج‬ ‫إلى شهريار الخمحكد ج‬ ‫ستكدعين أمن حرلوبا ا عظيمةا نشب ت‬ ‫ت‪،‬‬ ‫لوسفنا ا محكملةا بالذهب‬ ‫غرق ت‬ ‫ت في أعالي البحار‪،‬‬ ‫صجلبوا ثخمم قاموا من الصلب‪،‬‬ ‫لوملوكا ا خ‬ ‫لوش ك‬ ‫طاراا حكموا أزقكةر بغداد‪،‬‬ ‫ق لوالح ك‬ ‫ب‪،‬‬ ‫لوعكشاقا ا جكنوا من العش ج‬ ‫لونسااء مارسرن السحرر لوالجنس‬ ‫في النهجر لوقت المساء لولوقت الشموع‪.‬‬ ‫ت مع السندباد‬ ‫ك كن ج‬ ‫ستكدعين أنك ج‬ ‫في كرل مركب‪.‬‬ ‫لوكان ت‬ ‫ت جنسجك البواب‪،‬‬ ‫ت مفكتحةا لجك لولبنا ج‬ ‫ك لولهكن‬ ‫مفكتحةا ل ج‬ ‫لولرغابتهكن لومكائدهكن لوألعيبهكن‪.‬‬ ‫سيذهخل شهريار المل خ‬ ‫ك بحكاياتججك الهائلة‬


‫لوهو الذي يتأكمخل ككل ليلة‬ ‫ك ثخكم في عنجقك‬ ‫في شفتيك ج‬ ‫ف فيه!‬ ‫ليرى كي ر‬ ‫ف يكوخن موضع السي ج‬ ‫ت تقودينه مثل أعمى‬ ‫سيذهخل لوأن ج‬ ‫ج مملكجة الوهم‬ ‫إلى خار ج‬ ‫ثخكم إلى داخجل مملكجة الوهم‪.‬‬

‫تمثل القصيدة نوعا من العصيان لواقع العصر لوالمجتمع لورغبة في التحرر لومحالولة من الشنناعر لعمليننة إنقنناذ‬ ‫شاملة ‪ ،‬مثلما تمثل حكاية المرأة التأريخية التي أذهلت الملك شهريار بحاكاياتها المثيرة لوالتي بفضلها أنقننذت حياتهننا‪،‬‬ ‫لوأنقذت حياة النساء أيضا‪ ،‬حكايات عن ش ك‬ ‫طار بغداد لوحكايات الحرلوب فنني أعننالي البحننار ‪ ،‬حكايننات السننندباد الملى‬ ‫بالتشويق‪ ،‬بعد أن كان الملك شهريار ينام في كل ليلة على قتل امرأة قبل أن يلتقي بشهرزاد‪ .‬لقد لوظف الشنناعر أديننب‬ ‫كمال الدين المرأة مبينا كيفية التعامل مع الرجل لوخاصة الملك شهريار عندما حولته إلى طفل ينننام كننل مسنناء علننى‬ ‫حكاياتها المسكلية لوهي محالولة لسحب صفات تلك الشخصية على طواغيت العصر المستبدين ‪ .‬شننهرزاد رمننز المننرأة‬ ‫الذكية التي ركلوضت شهريار الملك الذي سيذهل بحكاياتها لوينام على تفاصيلها العجيبة ناسيا مأساته ‪ .‬لوجد أديب كمننال‬ ‫الدين هذا التعبير الرمزي دللة أعمق لوأشد من ذلك التعبير المباشر ‪.‬‬ ‫لوختعد قصيدة )لوركا )نموذجا للطريقة الخرى التي انتهجها الشاعر موظفا شخصية )فرانكننو ) الملننك السننباني الننذي‬ ‫قتل الشاعر لوركا‪:‬‬

‫ك فرانكو‬ ‫سيقتل ر‬


‫ألو أتبا خ‬ ‫ع فرانكو‬ ‫ألو رصاص فرانكو‪.‬‬ ‫لوستموت‬ ‫بل ستشبخع موتا ا‬ ‫أن ر‬ ‫ت الذي لم تشبتع من الحياة‬ ‫مثلما الحياة‬ ‫لم تشبتع منك‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ك القررتلة‬ ‫سيبكي علي ر‬ ‫لوأشباهخ القررتلة‬ ‫لوأعداخء القررتلة‪.‬‬ ‫ك‪ ،‬إذتن‪ ،‬إخوختك‪:‬‬ ‫سيبكي علي ر‬ ‫إخوةخ يوسف‬ ‫مثلما سيبكي الشيخخ الكبير‬ ‫لوالمرأةخ التي خجنك ت‬ ‫ت بحكبك‬ ‫لوالنساخء اللواتي ق ك‬ ‫طعرن أيدهكن‪.‬‬ ‫حكتى الذئب سيبكي عليك!‬


‫يحالول الشاعر أديب كمال الدين تحليل شخصية فرانكو من خلل شخصننية الشنناعر لوركننا ‪ .‬إن فرانكننو كننان مننن‬ ‫أعداء الثقافة لوالمثقفين عندما قتل أتباعه المبدع الكبير لوركا ‪ .‬في القصيدة ننرى شخصننية سنلبية )فرانكنو( لوشخصنية‬ ‫إيجابية )لوركا( لومستوى الرمز بين الثنين يوجه حركة القتل لوالمطاردة‪.‬‬ ‫استحضر الشاعر كذلك في ديوان ) الحرف لوالغراب ) العديد من الشخصيات الفنية البغدادية ذات التأثير الفني في‬ ‫حياته لوحياة الناس ألو الجمهننور لولوظفهننا توظيفنا رمزينا بعند أن أضنناف اليهنا التعننديلت لوالتحنويرات الننتي تتناسنب‬ ‫لوطبيعة الوظيفة الفنية ‪.‬‬ ‫كان لشخصية الفنان الكبير )ناظم الغزالي ) حضور كبير في قصيدة ‪ :‬مطرب بغدادي الذي بسط الشنناعر حكننايته‬ ‫للقارىء ببساطة هذا الفنان المحبوب الرائع ‪ ،‬بملبسه لوخدلوده لوعشاقه استلهاما من أغنيته الشهيرة ) ريم العيون السننود‬ ‫ماجوزن أنه لوخكد چ الگيمر أنه تريگ جمنه) ‪ ،‬هذا المطرب الذي طرب الجميننع لغنننايته كلهننا )عيرتننني بالشننيب لوهننو‬ ‫لوقار‪ ،‬فوك النخل ‪ ،‬ميحانة ميحانة ‪ ،‬قل للمليحة ‪ ،‬صباح الخير ‪ ،‬طالعة من بيت أبوها ‪ .(... ،‬يقول في القصيدة‪:‬‬

‫‪.1‬‬ ‫بجسبد سمين‬ ‫لوبوجبه سمين‬ ‫لوبعينين باسمتين‪،‬‬ ‫ب هذا الغزالكي‬ ‫سيذه خ‬ ‫جيئةا لوذهابا ا‬ ‫أمارم كاميرا التلفزيون‬


‫ت رقيق‪:‬‬ ‫لوهو يغكني بصو ب‬ ‫)ريم العيون السود ما جوزن أنه‬ ‫لوخكد چ الگيمر أنه تريگ جمنه(‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫لوإذ لم تأبه العاشقةخ البغدادكية‬ ‫لغنيته القيمركية‬ ‫لول لملبسه الجديدة‬ ‫لول لخدلوده السمينة‬ ‫فسيغكني لها‪:‬‬ ‫)لواگفة بالباب تصرخ يا لطيف‬ ‫لني مجنونة لول عقلي خفيف‪.‬‬ ‫من لورة التنور تنالوشني الرغيف‬ ‫يا رغيف الحلوة يكفيني سنة(‪.‬‬ ‫لوإذ لم تأبته له ثانيةا‬ ‫فسيكغني لها ثالثةا عن النخل‬ ‫لورابعةا عن العيجد لوهديكجة العيد‬ ‫لوسابعةا عن الصبا‬


‫لوعاشرةا جمن مقاجم الصبا‪.‬‬ ‫حكتى إذ تقكدرم به العمر‬ ‫ق لوالهوى‪:‬‬ ‫فسيصرخخ من لوعجة العش ج‬ ‫ب لوهو لوقاخر(‪.‬‬ ‫)عكيرتتني بالشي ج‬ ‫لككنه هذه المكرة‬ ‫س لوتراا‬ ‫سيم ل‬ ‫ق طيراا‬ ‫لوسيطل خ‬ ‫يسمخع تصفيقه الشر خ‬ ‫ق لوالغرب‪.‬‬ ‫بيرد أكن العاشقةر البغدادكية‬ ‫كان ت‬ ‫ت ‪ -‬كعادتها‪ -‬تتبغدخد من النافذة‪.‬‬ ‫ب السمين‬ ‫لوالمطر خ‬ ‫بوجهه السمين‬ ‫لوبعينيه الباسمتين‬ ‫صارر على موعبد مع الموت‬ ‫ح غريب‪،‬‬ ‫حكتى إذا تعثكرر به في صبا ب‬ ‫بكى عليه الد ل‬ ‫ف لوالكماخن لوالناي‪.‬‬ ‫لوخرج ت‬ ‫ت بغداد ككلها‬


‫توكدعهخ إلى البد‪.‬‬ ‫فيما اختفت العاشقةخ البغدادكية‬ ‫من النافذة‬ ‫لوهي تجلر خيبرتها‬ ‫إلى البد‪.‬‬

‫ضكمن الشاعر مقاطع من أغنيات الغزالي الشهيرة لوقكدم حكايته البغدادية المحبوبة طيلة مسننيرة حينناته حننتى نعتننه‬ ‫بغداد في ذات صباح حزين‪ .‬بكت عليه القلوب ‪ ،‬لوكذلك الدف لوالكمان لوالناي‪ .‬لودعته بغداد كلها مثلما لودعته حبيبته‬ ‫إلى البد من النافذة ‪.‬‬ ‫ثكم لوظف الشاعر شخصية المطرب العربي عبد الحليم حافظ من خلل أغنيتننه الشننهيرة ) قارئننة الفنجننان ) الننتي كتننب‬ ‫كلماتها الشناعر ننزار قبنناني لوكنانت هنني خاتمننة حيناته‪ .‬لولوصنفه بنأنه مطننرب عبقننري ذكنني حنارب الفقننر لوالجنوع‬ ‫لوالحرمان لوركلوض ألف سندريل‪ .‬لكن مرض البلهارسيا رلوضننه لولننم يسننتطع أن يتغلننب علينه ألو يقننالومه حننتى مننات‬ ‫لوسالت رلوحه لوهو في قمة المجد ‪:‬‬

‫‪.1‬‬ ‫حيرن انكسرر فنجاخن القهوجة المكرة‬ ‫ب المرتبكة‪،‬‬ ‫ما بين أصابع العندلي ج‬ ‫سال ت‬ ‫ت رلوخحه العاشقة‬


‫لوس ر‬ ‫ط حنين الناي لوأنين الكمان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ب قارئة الفنجان‬ ‫كارن مطر خ‬ ‫عبقريكا ا بما يكفي‬ ‫ب دكراجةر النجوجم الهوائكية‬ ‫ليرك ر‬ ‫لويغكني عن القمر‪،‬‬ ‫قريبا ا جداا من القمر‪،‬‬ ‫ف سندريل لوسندريل‬ ‫لويفترن أل ر‬ ‫ف أغنيبة لوأغنية‪.‬‬ ‫بأل ج‬ ‫كارن عبقرياا‪ ،‬إذن‪ ،‬ليكورن نجم النجوم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫لكمن قارئ الفنجان الذككي‬ ‫لومطرب قارئة الفنجان العبقر ك‬ ‫ي‬ ‫ض الفقرر لوالجورع لوالحرمان‬ ‫الذي ركلو ر‬ ‫ض الحظم الخمرممزق‬ ‫لوركلو ر‬ ‫مثل ثياب الخمهكرج‬ ‫ف سندريل لوسندريل‪،‬‬ ‫ض أل ر‬ ‫لوركلو ر‬


‫ركلوضتته جرثومةخ البلهارسيا التي ل رترى‬ ‫لول خترى!‬ ‫كان ت‬ ‫ت أذكى من عبقركيته اللمعة‬ ‫لوأعظم حظكا ا من نجومكيته الساطعة‪.‬‬ ‫فانكسرر فنجاخن القهوجة المكرة‬ ‫ما بين أصابعه العاشقة‬ ‫حكتى سال ت‬ ‫ت رلوخحه العذبة‪،‬‬ ‫ب لوالشوق‪،‬‬ ‫لوهي في قكمجة الح ر‬ ‫لوس ر‬ ‫ط دموع الناي لوأنين الكمان‪.‬‬

‫لوتنهض قصيدة )عفيفة اسكندر( على توظيف شخصية المطربة البغدادية الشعبية توظيفا رمزيا فوجد فيها مننا يناسننب‬ ‫مضمون نصه الشعري من خلل أغنيتها )أريد ا يبكين حوبتي فيهم ) لوهي أغنية عراقيننة قديمننة مننن الننتراث الغنننائي‬ ‫أعيد غنائها من قبل المطربين لوالمطربات الجدد‪ .‬ماتت عفيفة لوهي تشكو لوعة الفراق لوقسوته لومرارته‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫ت تلك التي شك ت‬ ‫مات ت‬ ‫ت لوعةر الفراق‬ ‫لوأراد ت‬ ‫ت من ا‬ ‫أتن يبيكرن الحوبةر في المفارقين حبيباتهم‬


‫لوالغائبين‪.‬‬ ‫مات ت‬ ‫ت لوهي تغكني‬ ‫من شاشجة تلفزيوجن بغداد‬ ‫مثل خلعببة كبيربة جميلبة دلون رلوح‬ ‫تماما ا دلون رلوح مثل بغداد‪:‬‬ ‫مدينة الخمترخمين لوالخمعردمين لوالرمن لواليهود‪،‬‬ ‫ت لوالكنائس لوالمساجد‪،‬‬ ‫مدينة الملهي لوالبارا ج‬ ‫مدينة المعتزلجة لوالمتصكوفجة لوالملحدة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫لم يستجب ا‪ -‬بالطبع ‪ -‬لغنيجتها الجميلة‪،‬‬ ‫فلم تظهر الحوبة‬ ‫على المفارقين لوالغائبين أبدا‬ ‫ح سعداء أبدا‪.‬‬ ‫لوبقوا كالشبا ج‬ ‫لكمن المطربةر غكنت الغنية‬ ‫لسبعين عاما ا ألو تزيد‬ ‫ق المكر‬ ‫شاكيةا لوعة الفرا ج‬ ‫ك المسكيجن لوقاتله‪،‬‬ ‫للمل ج‬


‫ثخمم للزعيجم‪ :‬خمنقجذ الفقراجء لوقاتله‪،‬‬ ‫ب لوقاتله‪.‬‬ ‫ثخمم للطاغيجة‪ :‬مشعجل الحرلو ج‬ ‫ت تغكني أغنيةا عذبةا‬ ‫هكذا بقي ت‬ ‫دلورن رلوح‬ ‫حكتى فارقتتها الرلوح!‬

‫لقد حكول الشاعر هذه الشخصية من رمز خاص إلى رمز عام عكبر من خلله سيرة الفنانة الجميلة الطويلة إلى )سيرة‬ ‫لوطن ) طيلة التسعين عاما التي عاشتها الفنانة لوالحكننام الننذين عاصننرتهم ‪ ،‬لوهنني الننتي غنننت لبغننداد مدينننة الخمترخميننن‬ ‫لوالخمعننردمين‪ ،‬بغننداد الجمننال لوالتناقضننات‪ ،‬بغننداد الرمننن لواليهننود لوالكنننائس لوالمسنناجد‪ ،‬بغننداد المتصننوفة لوالملحنندة‬ ‫لوالشعراء لوالعلماء‪ ...‬كانت تريد أن تقول شيئا لكل محبيها لوعشاقها لوهي تغني ‪) :‬أريد ا يبكين حوبتي بيهم ‪ .‬أريد انن‬ ‫على الفركة يجازيهم ) حتى ماتت دلون لوداع من محبيها لوعشاقها لومن عاصمها بغداد ‪.‬‬ ‫لو يوظف الشاعر أديب كمال الدين شخصية أدبية من مسيرة دربه الشعري لوهننو الشنناعر يوسننف الصننائغ بقصننيدة‬ ‫عنوانها )لفتات يوسف الصائغ ) ‪:‬‬

‫‪.1‬‬ ‫حاملا على ظهجرك‬ ‫جثكةر مالك بن الريب لوآلرمه الهائلة‪،‬‬ ‫لواقفا ا تح ر‬ ‫ت لحية ماركس الككثة‬


‫لوشوارب ستالين الصخركية‬ ‫ف بملء الفم‬ ‫لتهت ر‬ ‫ت لفتجة النضاجل ا خ‬ ‫تح ر‬ ‫لممكي‬ ‫لومقارعجة المبريالكية‪.‬‬ ‫حكتى إذا طارر رفا خ‬ ‫ب عبر الحدلود‬ ‫ق الدر ج‬ ‫استبدل ر‬ ‫ت بسرعجة البرق‬ ‫لحيةر ماركس الككثة‬ ‫بلحيجة عفلق الحليقة‬ ‫لوشوارب ستالين الصخركية‬ ‫بشوارب صكدام المرعبة‬ ‫ف بملء الفجم أيضا ا‬ ‫لتهت ر‬ ‫تح ر‬ ‫ت لفتجة الطاغية‪،‬‬ ‫تح ر‬ ‫ب ضد الفرس المجوس!‬ ‫ت لفتجة الحر ج‬ ‫‪.2‬‬ ‫أكيها الشاعخر اليوسفكي‪:‬‬ ‫لجرم خذل ر‬ ‫ت نفرسك؟‬ ‫لجرم خذل ر‬ ‫ت مالكا ا معك؟‬


‫لجرم خذل ر‬ ‫ت الربع؟‬ ‫ت سكيدةر التكفاحا ج‬ ‫لجرم أكيها اليوسفكي؟‬ ‫ب ل خيحرتمل؟‬ ‫هل كارن مشهخد الذه ج‬ ‫ب ل خيحرتمل؟‬ ‫أم كارن مشهخد الرع ج‬ ‫أم أرد ر‬ ‫ق الرجمل؟‬ ‫ت الذي كارن فو ر‬ ‫‪.3‬‬ ‫ليس مهما ا ‪ -‬بالطبجع ‪ -‬ما قد حدث!‬ ‫المهكم أتن ختنجزرل الن من ظهجرك‬ ‫جثكةر مالك‬ ‫لوتنام تح ر‬ ‫ض مستريحاا‪،‬‬ ‫ت الر ج‬

‫الرمز في هذه القصيدة ذلو مستويين‪ :‬المستوى الحقيقي الذي اتخذه الشاعر بمثابة القالب لعنناطفته لوهننو الشنناعر‬ ‫يوسف الصائغ ‪ ،‬ثم المستوى الثاني التجريدي الرمزي لوهو )الحياة )التي افتقدها الصائغ في ظل الحكم السابق بعنند أن‬ ‫افتقد دربه الشعري بمقارعته المبريالية تحت لفتة النضال الممنني ‪ .‬لوبسننبب مشننهد الرعننب الننذي جننابهه ‪ ،‬كمننا أنننه‬ ‫يوحي بنزعة من نزعات الذات الباطنة لوهي إحساس الشاعر يوسف الصائغ بأنه مطارد من قبل عدلو خفي‪ ،‬قنند يكننون‬ ‫هو الندم على ما فعله أمام الحاكم ألو هو الزمن ألو المجهول الذي كان يتنظره‪.‬‬


‫لوهناك إحالة إلى شخصية من شخصيات التراث الغربي لوهي الشاعرة المريكية ) سيلفيا بلث( التي انتحرت لوهنني‬ ‫في مطلع عقدها الثالث حيث عاشت طفولة معذبة لوحياة زلوجية أكثر عذابا مع زلوجهنا الشناعر الشنهير رتند هينوز‪ .‬إن‬ ‫الشاعر يسلط الضوء علي حياة هذه الشخصية كرمز للحياة المعذبة بكل معنى الكلمة‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫ك الليلة‬ ‫لم تكتن على مائدتج ج‬ ‫س النبيذ‬ ‫كأ خ‬ ‫لول ملعقةخ العسل‪،‬‬ ‫بل كان ت‬ ‫ت على مائدتك‬ ‫ج الخائن‬ ‫كأ خ‬ ‫س الزلو ج‬ ‫لوالطفولجة الخمرح م‬ ‫طمة‪،‬‬ ‫لوملعقة المجل‪ :‬العلقم‪.‬‬ ‫أي كان ت‬ ‫ت على مائدجتك‬ ‫س الحلجم القاسي‬ ‫كأ خ‬ ‫ب الكثر قسوة‪،‬‬ ‫لوال ج‬ ‫لوملعقةخ الوهجم التي ل تجيد‬ ‫سوى تذكلوق نتفسها‪.‬‬ ‫بعباربة أكثر لوضوحاا‪،‬‬


‫كانت على مائدجتك‬ ‫س السكم‬ ‫كأ خ‬ ‫لوالقصائد المرتبكجة المتلعثمة‪،‬‬ ‫ب الذي لكورح للحياة‬ ‫لوملعقةخ القل ج‬ ‫طوارل ثلثين عاما ا‬ ‫بيجد الغريق‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫لوداعاا!‬ ‫ك‬ ‫أشر خ‬ ‫ب نخبر ج‬ ‫أكيتها الحمامة التي ضلك ت‬ ‫ت طريرقها‬ ‫إلى الع ك‬ ‫ش‬ ‫فانطلق ت‬ ‫ت باتجاجه البحجر العظيم‪.‬‬

‫المستوى الرمزي لهذه الشخصية الشاعرة هو العذاب الذي عانت منه طوال حياتها‪ ،‬العذاب الننذي صننهر رلوحهننا‬ ‫الحساسة الرقيقة‪ .‬لوهذا النموذج الغربي يكاد أن يكون من أصنلح الرمنوز النتي تشنير إلنى النسنان المعاصننر بكنل منا‬ ‫يستشعره من ألم لوقلق لوخوف لومعاناة‪.‬‬


‫لويتضمن نص )مهند النصاري ثانية )الموت رمزا للوحشية‪ ،‬لوقد كسا الشاعر هذا المعنى الننذاتي ثوبننا رمزيننا هننو‬ ‫صورة الموت الذي حطم هذا الفنان المرهف الرائع ‪ ،‬لوهي صورة تنسجم مع ما يحسه أديب من حب لوتقدير عميقيننن‬ ‫لهذا الفنان‪.‬‬

‫أكيها الموت‪،‬‬ ‫ش الخمهكذب‪،‬‬ ‫أكيها الوح خ‬ ‫ب خمككلمي لوتوأرم رلوحي‬ ‫ف تغيك خ‬ ‫كي ر‬ ‫لومرآةر حرفي؟‬ ‫ب قلباا‪،‬‬ ‫ف تغيك خ‬ ‫كي ر‬ ‫ككل نبضبة فيه حاء‪،‬‬ ‫لوككل حابء فيه باء‪،‬‬ ‫لوككل بابء فيه برتسمرلة النبياء؟‬ ‫ف تنثخر رماردك‬ ‫كي ر‬ ‫ق رأسه الذي كارن من طمأنينجة الذهب‬ ‫فو ر‬ ‫ب الطمأنينة؟‬ ‫ألو من ذه ج‬ ‫ف تش ل‬ ‫صه الذي كارن بكوابة البحر‪،‬‬ ‫كي ر‬ ‫ق قمي ر‬ ‫حين كارن البحخر عيداا حقيقيكا ا‬ ‫ف السعيدة‬ ‫لمهرجارن الحرلو ج‬


‫ص حورل نتفسها‬ ‫لوالمرايا التي ترق خ‬ ‫كدلوران الطيوجر السعيدة؟‬ ‫إذتن‪،‬‬ ‫ف ختحطكخم أكيها الموت‪،‬‬ ‫كي ر‬ ‫ش الخمهكذب‪،‬‬ ‫أكيها الوح خ‬ ‫بكوابةر المستحيل؟‬ ‫ف تقوخل الذي ل خيقال‪،‬‬ ‫بل كي ر‬ ‫أكيها الموت‪،‬‬ ‫ش السليطخ اللسان؟‬ ‫أكيها الوح خ‬

‫هذا الموت غكيب توأم رلوح الشاعر لومرآة حرفه لوقلبه ‪ .‬لقد تغيرت معالم السعادة بما فيها من نبض لوحياة لوفراق‬ ‫لومهرجان الحرلوف الذي كان الشاعر أديب كمال الدين يديره في الذاعننة مطلننع التسننعينيات‪ ،‬حيننث كننان النصنناري‬ ‫مديرا للذاعة لوالشاعر يعمل معه معكدا للعديد من البرامج الذاعية التي حققت تجالوبا كبيرا من المسننتمعين مننن أمثننال‬ ‫)شعراء من العراق‪ ،‬البرنامج المفتوح‪ ،‬حرف لوخمس شخصيات‪ ،‬ثلث ساعة مع‪. (...‬‬ ‫لوعن صورة الناقد العراقي ) عبد الجبار عبنناس ) كتننب الشنناعر قصننيدة ( فننتى النقنند )إذ لوظننف شخصننية أدبيننة‬ ‫معرلوفة في الوسط الدبي النقدي‪ ،‬لوهو يزالوج بين المحسوس لوالمعنوي لوالواقع لوما خلف الواقنع‪ .‬المنوت هننا أيضنا‪،‬‬ ‫الرمز الذي يطرق باب هذه الشخصية‪ ،‬أحلمها لوأشواقها الهائلة‪:‬‬


‫‪.1‬‬ ‫بعد كأسه اللولى‬ ‫سيبتسخم فتى النقجد قليلا‬ ‫ثخمم يضح خ‬ ‫ت خمجلجل‪.‬‬ ‫ك بصو ب‬ ‫لوبعد الثانية‬ ‫سيغكني أغنيةا عن حرماجنه الزلكي‬ ‫لوأشواجقه الهائلة‪.‬‬ ‫لوبعد الثالثة‬ ‫ص مثل زلوربا‬ ‫سيرق خ‬ ‫ألو ركبما مثل الحكلج‬ ‫ألو ركبما مثل طير ذبيح‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫أرارد فتى النقد‪،‬‬ ‫ص البياض‪،‬‬ ‫لوهو يلب خ‬ ‫س قمي ر‬ ‫في زمجن القمصاجن الزرق لوالحمر‪،‬‬ ‫أتن يقورل الذي ل خيقال‪:‬‬ ‫أتن يكورن الطفل الذي‬


‫ب المبراطور‬ ‫يصف ثيا ر‬ ‫كما لوصفتتها الحقيقة‪،‬‬ ‫ف الخرلون‬ ‫حين زيك ر‬ ‫ألوصارفها حكد الرثاء‪.‬‬ ‫فما كارن من المبراطور‬ ‫إكل أتن أعاده إلى بابله‬ ‫خمرح ك‬ ‫طما ا مثل شظايا الهباء‪.‬‬ ‫ع لوالقهر‬ ‫أعادهخ في زمجن الجو ج‬ ‫كي يرتدي قميصا ا من العزلة‬ ‫أسورد أسود‬ ‫لويموت سريعا ا‬ ‫كومضجة نجم‬ ‫ب كسير‬ ‫بقل ب‬ ‫لوعينين دامعتين‪.‬‬

‫في زمن المبراطور تككسر قلب فتى النقد لوعاد إلى مدينة بابل محطم الجنحة ‪ ،‬اعننتزل الحينناة لواعننتزل النقنند ليمننوت‬ ‫سريعا في زمن أسود حزين ‪.‬‬


‫نعود إلى شخصية عالمية من الدب العالمي ( دستويفسكي ) الكاتب الرلوائي صنناحب رلوايننة( الجريمننة لوالعقنناب‬ ‫) لقد الشاعر لوظف شخصية دستويفسكي ليضاح رؤيته الفكرية لونظرته إلى الموت الذي غكيب هؤلء العمالقة الكبننار‬ ‫لوهم يكافحون ليل نهار من أجل القضية التي يحملونها لوالحلم الكبير الذي يرالودهم كل يوم في سننبيل أسننعاد النسننانية‬ ‫لونقل معاناتها اليومية إلى القارئ في كل مكان من بقاع العالم‪:‬‬

‫بلحيته الطويلة‪،‬‬ ‫بعينيه القلقتين‪،‬‬ ‫بجريمته لوعقابه‪،‬‬ ‫بذكرياته الخمكرة‬ ‫ت موتاه لوموتاي‪،‬‬ ‫جمن بي ج‬ ‫ب لوبمقامره العجب‪،‬‬ ‫بأبلهه العجي ج‬ ‫بارتباكه الحكي لوجنونه الباذخ‪،‬‬ ‫ت لوقوفه مرعوبا ا‬ ‫بلحظا ج‬ ‫ينتظخر حبرل الموت‬ ‫كي يلت م‬ ‫ف على الرقبة‪،‬‬ ‫بهرتلرورسته الحكيمجة لوبحكمته الخمهرتلجوسة‪،‬‬ ‫قررتلني رميا ا بالرصاص‬ ‫لوأنا في سرن العشرين!‬


‫كانت حياة الكاتب )فيدلور ديستويفسكي )مليئة بالجنون الباذخ لومغامراته العجيبننة لورلواينناته العجننب مننن )الخننوة‬ ‫كرامازلوف )إلى )البله )إلى )الجريمة لوالعقاب(‪ .‬كان رمزا لمعاناة الدباء العمالقة في مسننيرتهم الدبيننة ‪ ،‬الحينناة فنني‬ ‫هذا النص تبحث عن الخلص لو تجعل المتلقي يعيش عذاباته لويحس بمعاننناته لويصنل الننص إلننى ذرلوتنه فنني المقطنع‬ ‫الخير بدفقة شعرية قاتلة ‪.‬‬ ‫هناك الكثير من الشخصيات التي لوظفها الشاعر أديب كمال الدين في عمليننة الصنننع الشننعري‪ ،‬لوهنني إحنندى الطننرق‬ ‫الخلقة لكتابة نص مفعم بالمشاعر لوالحاسيس‪ .‬لوقد شكلت ظاهرة مهمة تستوجب القراءة لوالدراسننة فنني هننذا الننديوان‬ ‫) الحرف لوالغراب ) لوهناك اهتمام بالشخصيات الدبية لوالفنية لوالتي تشكل المحور الساس فنني الرابطننة القوينة الننتي‬ ‫تربط الشاعر بينه لوبين هؤلء‪ ،‬لوهناك تعاطف بينه لوبين هذه الشخصيات فنني حنندلود الدللننة الظاهريننة المحنندلودة إلننى‬ ‫مستوى آخر هو مستوى اليحاء الباطني العميق حيث يرى الشاعر آلم رحلتننه المضنننية لوفيهننا يعننود ليؤكنند مأسننالوية‬ ‫الحياة لوظلمية الحكام لواستسلمية البشر ‪ .‬إن شخصياته خذبحت لوهي ترقص من اللم ‪ .‬بهذا المقينناس يمكننن أن ننظننر‬ ‫إلى قصائد الشاعر أديب كمال الدين في صراع مع الشخصيات التي لوظفها في لوجدانه لولوقف عننند دللتهننا الواقعيننة ‪،‬‬ ‫لن التراث قوة كامنة تربط عمل الشاعر بأعمنال أسنلفه باعتبنار النسنان قيمنة ثقافينة لونفسنية لوثيقنة الصنلة بصنور‬ ‫الماضي لونماذجه العليا ‪.‬لوقد كانت نظرته إلى هؤلء في مجملها إغناء للرؤيا الشننعرية لولوصننل حيننا لحاضننر الشنناعر‬ ‫بماضيه‪ ،‬لوإن كان للموت معنى من الناحية الجتماعية لهذه الشخصيات فإن له بالضافة إلى ذلك دللننة عاطفيننة ‪ .‬قنند‬ ‫يكون الحب لهذه الشخصيات طريقا إلى الخلص لوربما إلى الهرب من الحزن المقيم في أعماق الذات‪.‬‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫‪ .‬هوامش الفصل السادس‬ ‫•‬

‫الرمز لوالرمزية في الشعرالعربي المعاصر‪ ،‬د ‪ .‬محمد فتوح أحمد ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ 1978‬ص ‪3‬‬


‫الفصل السابع‬

‫التضاد اللوني في قصيدة ( الغراب نوالحمامة (‬


‫)التضاد ألو التقابل يتحقق بين اللوان المتكاملة لومبعث النسجام ‪ ،‬فالتضاد يؤدي إلى التوازن حيث يستميل كننل مننن‬ ‫المتضادين الخر حين يوضع إلى جانبه ) )‪) . (1‬لوإن اللونين المتضادين يقكوي كننل منهمننا الخننر عننن طريننق إبننراز‬ ‫التباين )‪(2‬‬ ‫على دائر اللوان تبرز التضادات التالية ‪ :‬أحمر نن أخضر ‪،‬أصفر ننن بنفسجي ‪،‬أبيض ننن أسود لوهكذا بقية اللننون ‪،‬‬ ‫لويتحقق التضاد داخل اللون الواحد لوذلك إذا تضاربت القيمة ألو )الكرلوما ( ‪ .‬أما في الشعر فتعتمد القصيدة في تأسيس‬ ‫نموذجها التشكيلي الجمالي على حيوية الصورة الشعرية إذ ) تتمتع الصور الشننعرية بفاعليتهننا علننى تضننمين الحركننة‬ ‫لوالصوت لواللون لوهي من خلل ذلك تكتسب حيويتها في القصيدة لوبالتالي تعكس هذه الحيويننة علننى جكوهننا (‪ .‬لويلعننب‬ ‫اللون في إشاراته لودرجاته لوتشكيلته المباشرة لوغير المباشننرة دلورا مهمنا فني هنذا السنياق ) ‪ .‬إذ يشنكل الضنوء‪ -‬ثنكم‬ ‫اللون‪ -‬جزءا مهما من مقومات الصورة )‪ (3‬التي تقترح فيما بعد شكل معينا من أشكال المعنى التشكيلي الشعري )‬ ‫في قصيدة( الغراب لوالحمامة( للشاعر أديننب كمننال النندين تشننتغل القيمننة الدلليننة للننون السننود لوالبيننض بطاقننة‬ ‫تشكيلية عالية لوتأخذ من عتبة عنوان القصنيدة مركننزا كثيفننا أراد بنه إشننارات دلليننة مخفينة لوظنناهرة مباشننرة لوغيننر‬ ‫مباشرة ‪ .‬في ( الغراب لوالحمامة ) عتبة عالية التعبير متداخلة تدخل تشكيليا طاغيا فنني فاعلينة اللنون المخفنني ‪ ،‬علنى‬ ‫النحو الذي يحقق اتصال جوهريا تتفتح فيه القراءة من عتبة العنوان على فضاء المتن ‪ ،‬لن أهمية( العنوان تكمننن فنني‬ ‫كونه العتبة التي يبدأ منهننا التصننال )‪ (4‬لوتنتنج أنموذجننا مثاليننا لشننتغال اللنونين البيننض لوالسننود معننا فنني معادلننة‬ ‫شعرية ‪ .‬لويؤكد عنوان ( الغراب لوالحمامة ) مفردتين مستمدتين‪ -‬من أصل الحكاية القرآنية ( سفينة نننوح(‪ -‬مفردتيننن‬ ‫تقعان في مفهومين دللين مختلفين ‪ ،‬فالغراب يشير إلى السواد لوالشؤلوم لوالحداد ‪ ،‬لومنه اشتق اللننون الغرابنني بعنند أن‬ ‫اسننتخدمت ينناء النسننب ‪ ،‬لوالحمامننة تشننير إلننى البينناض لو السننلم لوالنقنناء ‪ .‬لول تتوقننف مفردتننا( الغننراب لوالحمامننة‬ ‫) بإمتداتهما الفضائية الواسعة عن قابلية الدللت التألويلية لوهما يتربعان على عرش العنوان ‪.‬‬ ‫كما يؤكد فضاء عنوان القصيدة بصورته المتبادلة على فعالية تشننكيلية صنورية بالدرجنة السناس تسنعى إلنى فتنح‬ ‫المتن الشعري بهذا الهاجس اللوني لوهو ما يتضح على نحو جلي في الصورة اللونية في المتن التي تجلى فيهننا اللونننان‬


‫السود لوالبيض بوصفهما المركز البؤري الفعال الذي يتناسب مع فضاء اللون‪ .‬إن هيمنة اللونين على منطق ة التفكينر‬ ‫اللونية تتجلى في آلية طاقة كل لون‪ ( .‬لنهما في الحقيقة مكمن جميع اللوان في الفسيفساء اللونية ) كما أنهما أساس‬ ‫اللعبة الكونية بأكملها )‪(5‬‬ ‫في قصيدة( الحمامة لوالغراب )لوهي من قصائد ديوان )الحرف لوالغراب ) للشاعر أديننب كمنال الندين الصننادر عنن‬ ‫الدار العربية للعلوم ‪ ، 2013‬يشتغل الشاعر على تأسيس أرضية تشكيلية مشننتركة يننن لننونيين متضننادين همننا السننود‬ ‫لوالبيض في تعبيرهما لوفضائهما التشكيلي ‪ .‬يقول الشاعر في بداية المقطع اللول من قصيدة ( الغراب لوالحمامة ) ‪:‬‬

‫ب لولم يرجتع‬ ‫حيرن طارر الغرا خ‬ ‫س لوس ر‬ ‫ط سفينة نوح مرعوبين‪.‬‬ ‫صررخ النا خ‬ ‫لوحدي ‪ -‬لوقد كن خ‬ ‫ت طفلا صغيراا‪-‬‬ ‫رأي خ‬ ‫ت جنارح الغراب‪،‬‬ ‫أعني رأي خ‬ ‫ت سوارد الجناح‪،‬‬ ‫فرمي خ‬ ‫ب بحجر‪.‬‬ ‫ت الغرا ر‬ ‫هل أصبخته؟‬ ‫ل أدري‪.‬‬ ‫ت منه رمتقتر ا‬ ‫هل أصب خ‬ ‫ل؟‬ ‫ل أدري‪.‬‬ ‫لماذا كن خ‬ ‫ت لوحدي الذي رأى‬


‫سوارد الغراب‬ ‫لولم يره الناس؟‬ ‫ل أدري‪.‬‬

‫ينطلق المشهد الشعري اللول في بداية قصيدة ( الغراب لوالحمامة ) المتكونة من أربع مقاطع شننعرية مننن الجملننة‬ ‫ب لولم يرجع ) بالتعريف اللوني التشخيصنني ( السننواد ) حيننث تتفاعننل الصننورة فيمننا بينهننا‬ ‫الخبارية( حين طارر الغرا خ‬ ‫لتتحول إلى صراع‪ .‬لوحده الرالوي رأى هذا الصراع لوسط السفينة لوالمقصود بها سفينة النبي نوح )ع( ‪ ،‬لوقنند أكسننب‬ ‫ت جنننارح الغننراب ‪ /‬أعنني رأين خ‬ ‫الصورة علقة من بداية استهلل القصنيدة ‪ ،‬ثننم تنطلننق الصنورة الثانيننة ( رأين خ‬ ‫ت سنوارد‬ ‫الجناح(‪ .‬هنا التعريف اللوني يفتح الدللة المنفردة على قيمة لونية مهيمنة بقوة أكبر على كل القصيدة لوهي تسننتفز كننل‬ ‫الزلوايا لوالظلل لوالعلمات الظاهرة لوالباطنننة فنني طبقننات اللنون ‪ .‬لوصنورة الغننراب تنندل مباشنرة إلننى هننذا المنندلول‬ ‫الصوري لوتتمركز علقته في جوهر الصورة الشعرية ‪ ،‬لتغذي دللته في المعنى فيعمننل التكننرار اللننوني فنني الصننور‬ ‫المتعددة للسواد على قيادة سهم التشكيل اللوني لوتوجيهه نحو سواد المكان لوهو طرف المعادلة الننتي يتنننالوب فيهننا سننر‬ ‫طائر الغراب لوطائر الحمامة ‪ ...‬لوالشبكة اللغوية لنسيج المقطع الشعري في خط دللننة المعنننى ‪ :‬السننود لوالبيننض ‪،‬‬ ‫الحياة لوالموت ‪ ،‬النقاء لوالبؤس ‪.‬ليتفاعل هذا المستقر اللوني السود ‪ ...‬سواد الجناح ‪ :‬المأساة لوالرعننب ‪ ،‬لوهننو يغلننف‬ ‫الموت لويكسبه علمة تحاكي السود في تضاد رمزي تشكيلي لوهو الرائي الذي قال لورأى الحكاية‪ ،‬فالفعننل البصننري‬ ‫ت )أضاف إلى النص مكتسبا دلليا أعاد إنتاج لوحضور في الصورة ‪ .‬إن السرد في هذه الجملة الشعرية( رأينن خ‬ ‫) رأي خ‬ ‫ت‬ ‫)إذ ينتقل مشهد النا للرالوي الشعري إلى مساحة لواسعة من حياته المليئة بالغموض لوالسننرار لتتحننول إلننى حقيقننة ‪...‬‬ ‫الفعل )رأي خ‬ ‫ت ( هي رؤية لوليس حلما‪ ،‬لوالحلم هو كابوس لوالرؤية حلننم متحقننق لول تتمثننل الرؤيننة إكل عننند التقينناء فنني‬ ‫صالح العمال ‪ .‬لوحين يتحول العنوان( الغراب لوالحمامة ) لواللون المخفي ( سواد الجناح ( إلننى مظلننة شننعرية لونيننة‬ ‫تحمي حركة السرد ثم ما يلبث فعل السرد الشعري ) رأي خ‬ ‫ت )أن يتكرر لويندخل ليربننط حركنة الصننورة بمشنهد لصننالح‬


‫الرالوي لوهو يرلوي رؤياه على تصور الحال الذاتية عبر بؤرة المكان ‪ ،‬أي السفينة ‪ ،‬ثكم يعكبر الشاعر أديب كمال النندين‬ ‫بالشارة اللونية المخفية لوالظاهرة عن معنى الصورة لوهو يجعل من اللون السود الخلفيننة التشننكيلية الحالويننة للمشننهد‬ ‫الثاني‪ .‬يقول الشاعر في المقطع الثاني من القصيدة ‪:‬‬

‫حيرن عادت الحمامةخ بغصجن الزيتون‬ ‫س لوسط السفينجة فرحين‪.‬‬ ‫صررخ النا خ‬ ‫لكمن الغراب سرعارن ما عاد‬ ‫ت أج ك‬ ‫ش‪:‬‬ ‫ليصيرح بي بصو ب‬ ‫أكيهذا الشقكي لجرم رميتني بالحجر؟‬ ‫ب مكني‬ ‫ب الغرا خ‬ ‫اقتر ر‬ ‫لوضربني على عيني‬ ‫فظهرت الحرلو خ‬ ‫ف على جبيني‬ ‫ض لوالسرار‪.‬‬ ‫عنيفاة‪ ،‬مليئةا بالغمو ج‬ ‫ثخمم نقرر جمجمتي‬ ‫ق الدخم عنيفا ا كشكلل‪.‬‬ ‫فانبث ر‬


‫تتحول الصفحة السوداء بوصفها الدرامي إلى مساحة تخييلية منفتحة انفتاحا معاكسا ليكون للشاعر ‪ :‬الرسام أن يفتننح‬ ‫المجال الخاص بالصورة إلى غزارة لونية مزهوة باللوان يمنحها البيض المخفي عبر الحمامة البيضاء‪ .‬لوفي المقطع‬ ‫الشعري الثالث من القصيدة ‪:‬‬

‫س من السفينجة فرحين مسرلورين‪،‬‬ ‫نزرل النا خ‬ ‫يتقكدمهم نوح الوقور‬ ‫لوهو يتأكمخل في هوجل ما قد جرى‪.‬‬ ‫حالول خ‬ ‫ف‬ ‫ت أتن ألوق ر‬ ‫شكلرل الدجم الذي غ ك‬ ‫طى رأسي لولوجهي‪.‬‬ ‫فاقتربت الحمامةخ مكني‬ ‫لولوضع ت‬ ‫ت على رأسي حفنةر رماد‪:‬‬ ‫حفنةا صغيرة‪،‬‬ ‫ض لوالسرار‪.‬‬ ‫مليئةا بالغمو ج‬

‫في هذا النص متعدد الدللت يمكن القول إن سيطرة اللون الحمر على المقطع الشعري بشننكل كنبير هني صنورة‬ ‫المأساة ( شكلل الدم ( ‪ ،‬ذلك أن الحمر رمز لكل ما هو سلبي حتى كأكن الحمر صار رمننزا مطلقننا للحننالت المضننادة‬ ‫للحياة لوالتفاؤل لوالمل لوبالتالي صار رمزا للقبح في الواقع لتأخذ الصورة الشعرية المجال التشكيلي لونموذجها اللوني‬ ‫عبر اللون الحمر ‪ .‬إذ تتفتح أرضية الهول لوما جرى من هول على الشاعر ‪ /‬شكلل الدم الذي غ ك‬ ‫طى رأسنني لولوجهنني ‪/‬‬


‫لوهي تتصاعد إيقاعيا لومكانيا عبر تقنية داخلية على مغاليق الحضور اللوني ‪ :‬شكلل الدم( لترفع من حاسكية عمل اللون‬ ‫الحمر إلى درجة السهام في تحقيق دراما لونية ترسم صورة المعنى في التشكيل لوالجملة ) شكلل النندم يتيننح فرصننة‬ ‫نوعية للتمظهر الدرامي من خلل دللته لن الحمر كما قلنا هو رمز لكل ما هو سلبي ‪ ..‬ثننم مننا تلبننث )الحمامننة )أن‬ ‫تدخل في إشارة خاصة إلى لون السلم إذ تتضاعف بتطور الحداث فنني المقطننع الشننعري‪ ،‬لوهنني تقننود إلننى الصننورة‬ ‫التعبيرية لوتقترب من الشاعر الرالوي لتضع الرماد على الرأس‪ ،‬لوالرماد يسننتمد مننن رلواسننب مننا تخلفننه النننار ‪ .‬لوهنني‬ ‫فاعلية لونية للون الرمادي عكست قيمته الدللية المعنوية في لوقف نزيف الدم‪ .‬فالصورة بدأت بالدم )الحمر ) مفارقننة‬ ‫للدللة المتمثلة به المعتمدة في أكثر استخدامات اللون الحمر ‪.‬‬ ‫لويمكننا في سبيل إظهار الصورة التشكيلية لونية بصريا في صورة موصوف لوصفة لولون‪:‬‬ ‫اللون‬

‫الموصوف‬

‫الصفة الممهدة‬

‫شكلل‬

‫الدم‬

‫الحمر‬

‫حفنة‬

‫رماد‬

‫رمادي‬

‫إن اللغة الحمراء هنا دليل على عنف المعنى المكون للصورة لوعلى اشتباك الدللة المؤلفة للتشكيل حيننث يسننهم الفعننل‬ ‫اللوني في دفع دراما اللون الحمر على مساحة عمل تشكيلية تقوم على تطور حركننة الفعننل اللننوني ‪.‬ثننكم يننأتي المقطننع‬ ‫الرابع من قصيدة ( الغراب لوالحمامة ) ‪:‬‬

‫هكذا أنا على هذه الحال‬ ‫منذ ألف ألف عام‪:‬‬ ‫ب ينقخر جمجمتي‬ ‫الغرا خ‬ ‫فينبث خ‬ ‫ق الدخم عنيفا ا كشكلل‪.‬‬


‫ق جمجمتي‪،‬‬ ‫لوالحمامةخ تضخع فو ر‬ ‫دلون جدلوى‪،‬‬ ‫حفنةر رماد!‬

‫في هذا المشهد الشعري دللت مزدحمة في التشكيلت اللونيننة مباشننرة لو غيننر المباشننرة فالوحنندات الصننورية (‬ ‫ب ينقر ‪ .. /‬ينبث خ‬ ‫ق الدم ( ) الحمامةخ تضع ) تعمل هذه المشاهد في ظل نظنام لنوني تشنكيلي يظهنر عمنق التجربنة‬ ‫الغرا خ‬ ‫الشعرية لوكثافة دللتها على النحو الذي يقود إلى تطور بنية الحنندث الشننعري مننن خلل الحسنناس غيننر المباشننر فنني‬ ‫ب ينقخر جمجمتي ‪...‬‬ ‫اللون إذ تتصاعد حركة أفعال السرد الشعرية في المشهد ليتحدث الشاعر عن حالته‪ :‬الغرا خ‬ ‫في إطار المعنى الحكننائي الننذي يسننهم الثنننائي ( الغننراب لوالحمامننة ) فنني إنتنناجه لوتكريننس صننورته‪ ،‬لواللننون السننود‬ ‫المتمركز في الغراب علمة على ل تقل عن ما يحمله من مأساة في حياة الرالوي ألو الشاعر لوهو يصكورها ‪) :‬هكذا أنننا‬ ‫على هذه الحال )لواللون المنبثق الدال على الدم الذي يتمركز في الصورة تركيزا تشكيليا يعمق مأساة السواد الذي يلقاه‬ ‫في الحياة لويضاعف عتمة الصورة باليحاء غير المباشر لوينتج على نحو ما ألوانا متضادة ‪ ،‬في حركة التغيير ليكننون‬ ‫قادرا على تشكيل النظام الشعري الخاص به حيث تحرك اليحاء باللون الذي يعد مننن السنناليب التشننكيلية ذات القيمننة‬ ‫الجمالية في حضور اللون بقيمته المباشرة لولما تنطوي عليه فعالية اليحاء من فضنناء مفتننوح ل تربطننه بحنندلود لولننون‬ ‫مصرح به ذي إحالة دللية يمكن التوصل إلى حدلودها بسهولة بل يترك المجال لواسعا لوعميقا موحيا لفضاء التألويننل‪،‬‬ ‫ثم يأتي التأكيد على حياد اللون البيض في نهاية النص إذ يتكننرر النندال اللننوني بصننورتين مختلفننتين لفظننا لومختلفننتين‬ ‫ب ينقر‪ :‬الحمامةخ تضع ( لوهو يستقر في المكان حتى تصبح صورة المشهد كاملة للقنناء النندائري بصننورة‬ ‫معنى ( الغرا خ‬ ‫العنوان ( الغراب لوالحمامة ) لفظا ‪ ،‬بتشكيل شعري متحرك( غراب ينقر في رأسه ) ‪.‬‬


‫قصيدة )الغراب لوالحمامة )تعتمد كليا على توظيف سفينة نننوح لوالمعنننى الحكننائي الننذي بنندأ بالطوفننان ‪ ،‬لوصننراع‬ ‫الخير لوالشر ‪ ،‬الموت ألو الحياة ‪ .‬رمن يريد النجاة يركب في السفينة لورمن يعصي أمر النبي نوح) ع( فالغرق مصيره ‪،‬‬ ‫السلم مثلته الحمامة بغصن الزيتون لوالسواد مثله الغراب‪.‬‬ ‫إن متن القصيدة ) حكاية سفينة نوح ) قنند سننبق لوأن تنننالوله الشنناعر فنني قصننيدة لننه بعنننوان ) قصننيدتي الزليكننة ) مننن‬ ‫ديوان ( شجرة الحرلوف ) لوالتي يقول فيها‪:‬‬

‫هكذا خألقي خ‬ ‫ت في الطوفان‪:‬‬ ‫كارن نوح يهكي ئخ مركبه لوحا ا فلوحا ا‬ ‫لوخيدخخل فيجه من كرل زلوجين اثنين‪.‬‬ ‫كن خ‬ ‫ت أصرخ‪:‬‬ ‫يا رجلا صالحا ا‪،‬‬ ‫يا رجلا خمبحراا إلى ا‬ ‫خذني معك‪.‬‬ ‫لوإذ لم يأبه نوح لصيحتي‬ ‫تسلل خ‬ ‫ب‪ :‬المعجزة‪.‬‬ ‫ت إلى المرك ج‬ ‫لوشاهد خ‬ ‫ت مأثرةر الحمامجة لوالغراب‬ ‫بعدما صعرد الموخج بنا كالجبال‪،‬‬ ‫حكتى إذا هدأت العاصفة‬ ‫لوقيرل يا أرض ابلعي ماءك‪،‬‬ ‫هب ر‬ ‫ط الككل من سفينجة نوح‬


‫فرحين خمرباركين‬

‫يعود الشاعر أديب كمال الدين ليكرر الموضننوع بصننور أخننرى موظفننا الحكايننة القرآنيننة علننى النحننو الننذي يجعننل‬ ‫القارئ يتخيل شكل السفينة لوالغراب لوالحمامنة مننن خلل هنذه القصننيدة‪ ،‬لو يمكنن للقننارئ أن يسننتفيد منن هنذا المعننى‬ ‫المتكرر في الحكاية لوالصراع الدرامي بين الغراب لوالحمامة ‪ ،‬صراع الخير مع الشر‪.‬‬ ‫إن الرالوي الشعري عند أديب كمال الدين يتحرك بوصفه مرآة عاكسة للذات الشعرية التي تنفتح على فضاء النص‬ ‫انفتاحا حكائيا يعكس تجربة الشاعر لويؤلف معناها ‪.‬لوهناك ملحظة تشير إلى كون اللون السود في شعرية القصيدة (‬ ‫الغراب لوالحمامة ) يستقطب اهتمام الشاعر التشكيلي لويذهب فيه مذاهب شتى ‪ ..‬لوقد حالول أديننب كمننال النندين الفننادة‬ ‫من كثافة هذا اللون في غلف ديوانه ‪ :‬الحرف لوالغراب فابتدأ من اللون السود على غلف الديوان لوقد اسنتثمره م ن‬ ‫لون )الغراب( المعرلوف سواء من قيمتنه التعبيريننة المباشننرة ألو غيننر المباشننرة‪ .‬لوقنند ركزننا فنني هننذه الدراسننة علننى‬ ‫المنطقة العمق لوالقصى في استثمار اللننوان منن قيمتهننا المباشنرة لوغينر المباشننرة لومنا يمكننن أن تحققنه‪ ،‬لوالتضناد‬ ‫اللوني بين السود لوالبيض حيث استهل به الديوان لوقدم فيه رؤية متميزة للفضاء اللننوني عمقننت صننورة الموصننوف‬ ‫عبر كثافة دللية ل متناهية تشتغل في أكثر من محور ‪.‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫هوامش الفصل السابع‬ ‫•‬

‫اللغة لواللون ‪ ،‬أحمد مختار ‪ ،‬ص ‪138‬‬

‫•‬

‫التصوير الملون ص ‪415‬‬

‫•‬

‫الشعر الحر في العراق منذ نشأته ‪ 1958‬يوسف الصائغ‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب ‪2006‬‬

‫•‬

‫في نظرية العنوان ‪ ،‬د‪ .‬خالد حسين ‪ ،‬دار تكوين ‪ ،‬دمشق ‪ 2008‬ص ‪167‬‬


‫•‬

‫إيقاع اللون في القصيدة العربية الحديثة‪ ،‬د‪ .‬علوي الهاشمي ‪ ،‬ص ‪146‬‬


‫الفصل الثامن‬

‫السينما نوالتشكيل الشعري‬


‫استطاع فن السينما بما يملكه من طاقنات لوإمكاننات هائل ة أن ( يفنرض نفس ه ليصنبح لواحندا منن أخطنر الفننون‬ ‫لوأكثرها شعبية عند الجماهير لوكان ذلك مدعاة إلى أن يؤسس لنفسه قوانين فنية صارمة جلبت الكثير من معالم الثقافننة‬ ‫المعاصرة‪) .‬كما تمتلك السينما مدى تعبيريا يعمل على أثراء القصيدة الغنائية عند الشنناعر الحننديث ‪ ،‬فهنني مثل قننادرة‬ ‫على لوضع صور متعددة إلى جنننب بعضننها ‪ ،‬لوالنتقننال مننن مشننهد إلننى آخننر ثننم ربننط هننذه المشنناهد ( المونتنناج ( ألو‬ ‫السترجاع ) فلش باك(‪(1) .‬‬ ‫•‬

‫مونتاج النص الشعري ‪:‬‬ ‫)إن استعمال المونتاج داخنل مضننمون الننص المعاصنر لوسنيلة فني نبنذ الحشنو السننردي المتعمند لوحنب للزمنن‬

‫الدرامي الثمين )‪ .2‬لويتم من خلل نقل القصة لوالرلواية في معناها القرائنني إلننى المعنننى الخراجنني التصننويري اتخنناذ‬ ‫مسار جديد فالحدث المتباين أهم لوسيلة تختزل اللقطة الشعرية لن الحداث تترابط داخل كل لقطة حنندث مننا(‪ .‬لوممننا‬ ‫لشك فيه أن الوسيلة البصرية الطباعية ‪ ،‬تعد أهم الوسائل المونتاجية التي يمارسننها الننص المعاصنر ‪ ،‬لن ( اللغ ة ل‬ ‫تبلغ ل ك‬ ‫ب الشياء إل في عالم الشكل ‪ ،‬عالم البصر لوالفراغ )‪ .‬لوالمونتاج من الساليب الننتي اسننتعارها الشنناعر الحننديث‬ ‫لولوظفها في القصيدة ‪ :‬أسلوب التقطيع الصوري ‪ .‬لوالمونتاج ( ربط شريحة فلمية ‪ :‬لقطة لواحدة مع أخننرى ‪ ،‬لواللقطنات‬ ‫ترتبط مع بعضها لتكون مشاهد ‪ ،‬لوالمشاهد ترتبط معا لتكون مقاطع متسلسننلة )‪ )(3‬لو يتننم إيصننال تلننك اللقطننات عننن‬ ‫طريق المزج ألو المسح لوطبع اللقطات فوق بعضها لوذلك للتعبير عند مرلور فترات من الزمن ألو أي تغيير آخننر لوهنني‬ ‫الفكرة ذاتها التي يعمد الشاعر إلى تركيزهننا لوتكثيفهننا فنني قصننيدته ليقنندم لنننا قصننيدة محتشنندة بمجموعننة مننن الصننور‬ ‫المتباعدة التي ل يمكن الربط بينها إل بعد متابعة سير الحداث فيها ‪.‬‬


‫من القصائد التي استعان بها الشاعر أديب كمال الدين في تركيب بنيتها بتقانات الفن السينمائي قصيدة ( الموتى‬ ‫يرقصون عند الباب ) لوهي من ديوان )رقصة الحرف الخيرة ) الصادر عن دار ضفاف في بيرلوت‬

‫‪.2015‬‬

‫يستحضر الشاعر أديب كمال الدين مشهد الموتى ألو الموت كما يتصوره مستقبل سواء كان حقيقة ألو تخيل متعكمنندا‬ ‫بذلك أسلوب السرد الدرامي المتلحق حيث العرض شبه التفصيلي لحداث المتتابعة نحو الننذرلوة لوالتكامننل ‪ ،‬كمننا فنني‬ ‫قصيدة ( الموتى يرقصون عند الباب ) ‪:‬‬

‫ق الموتى بابي‬ ‫طر ر‬ ‫عنرد الفججر خعرااة‪،‬‬ ‫لوبدلوا كما لو كانوا أحياء‪.‬‬

‫يمكثل الشاعر أديب كمال الدين في هذه القصيدة )التي تتكون من تسعة عشر مشهدا( عين السارد لوعيننن السننارد هننو‬ ‫نفسه عين الكاميرا التي تصور الحداث لوفق ترتيب زماني متلحق بهيئة مشاهد متلحقة ‪ .‬فنني القصننيدة الننتي تصنندر‬ ‫الموت بدايتها ‪ ،‬تبدأ مأساة الشاعر لوتراجيدية حياته بنندم المنوتى لوطننرق بنناب الشنناعر لوصننراع مننع الرقننص بطريقننة‬ ‫درامية يؤشر الشاعر حاضره الدامي لوشعوره بالضياع لوالعذاب لوالموت ‪.‬‬

‫رفرع أحخدهم يرده اليمنى إلى العلى‪،‬‬ ‫إلى العلى‪.‬‬ ‫)لول أعر خ‬ ‫ف لماذا(‪.‬‬


‫ثخمم رفرع يرده اليسرى إلى العلى‪،‬‬ ‫إلى العلى‪.‬‬ ‫)لول أعر خ‬ ‫ف لماذا(‪.‬‬ ‫كارن عاريا ا تماما ا‬ ‫بوجبه رغ ك‬ ‫طاه الختراب‪.‬‬

‫تعتمد الكاميرا هذه اللقطات القريبة المصورة لوالتي تشتد الحداث لوكأن الشاعر عين مسلطة على الحدث لوهذا ما‬ ‫يجعل القصيدة رؤيا مستقبلية لولذلك ابتدأها الشاعر بالفعل ( طرق ) للدللة على الزمن الماضي‪.‬‬

‫ب ذراعيه رمكراة‪،‬‬ ‫أخرذ يصال خ‬ ‫رمكرتين‪،‬‬ ‫ثلثاا‪.‬‬ ‫لويرفخع قدميه الواحدة تلو الخرى‬ ‫ق لوانسجام‪.‬‬ ‫بتناس ب‬ ‫ثخمم ممد ذراعيه إلى الجانبين‬ ‫كأكنه يريد الطيران‪.‬‬


‫لوالقصيدة رصد لما يجول في خيال الرالوي من أحداث ( متخيلننة( عننن أحينناء المننوتى ألو المننوت لوالكنناميرا مثبتننة فنني‬ ‫شخصية الرالوي ‪ ،‬يتم استعراض المشاهد لواللقطات في المقاطع التسعة عشننر ‪ ،‬مننن خلل تقنيننة السننتدعاء المتخيننل‬ ‫لوهي على عكس تقنية ( فلش باك( التي تستعرض أحداث ماضية ‪.‬‬

‫كتم خ‬ ‫ت ضحكةا خمرعبةا في أعماقي‪.‬‬

‫إن حركة الكاميرا تتحرك عبر مخيلة الرالوي لتجسد لنا مراسيم رقص الموتى الفتراضي عند باب الشنناعر بنندءا‬ ‫من لحظة طرق الباب ‪ ،‬لتبدأ حركات الرقص لولوصف هذه الحركات لوهم رجال لولم يكن معهم امرأة لنننه يخنناف مننن‬ ‫رقص النساء ‪.‬‬

‫أصبرح الراقصون ثلثة‪.‬‬ ‫ق الرض‬ ‫لككن الكلول رسرم دائرةا فو ر‬ ‫صين جمن الدخول‬ ‫لومنرع الراقج ر‬ ‫فصارا يقكلدان حركاته رعن خبعد‪.‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫صارر الراقصون خمسة‪.‬‬ ‫كانوا رجالا‬ ‫لولم تكتن معهم امرأةق أبداا‪،‬‬


‫فتنكفس خ‬ ‫صعداء‪.‬‬ ‫ت ال خ‬ ‫‪.7‬‬ ‫تنكفس خ‬ ‫صعداء‪.‬‬ ‫ت ال خ‬ ‫فأنا أخا خ‬ ‫ف جمن رقصجة النساجء عنرد الفجر‪،‬‬ ‫النساء القادمات جمن القبجر عنرد الفجر‪.‬‬

‫تتنقل حركة الكاميرا من خلل عين السارد إلى موكب ملك الموتى لتصكور الراقص لوالراقصين معه لوملك الموتى‪.‬‬

‫‪.8‬‬ ‫ص اللورل برملججك الموتى‪.‬‬ ‫سأسكمي الراق ر‬

‫حضور عبر لقطة قريبة لومكبرة آثار الرقص المرتسمة على لوجه الشاعر‪.‬‬

‫‪.9‬‬ ‫لم يزتل رملج خ‬ ‫ك الموتى‬ ‫ص رقصرته الكبرى‪.‬‬ ‫يرق خ‬ ‫يداه العاريتان تتحكركان إلى العلى لوالسفل‪،‬‬ ‫لوقدماه ترتفعان لوتنخفضان‪.‬‬


‫لككنه أخرذ يستبدخل ككل دقيقة قناعاا‪:‬‬ ‫رمكرةا يرتدي قنارع هاملت‬ ‫لورمكرةا قنارع ماكبث‬ ‫ضكليل‬ ‫لورمكرةا قنارع الرملججك ال ج‬ ‫ع ديجك الججكن‪.‬‬ ‫لورمكرةا قنا ر‬

‫في حركة تراجيدية ل تخلو من المفارقة تتواصل سلسلة الحداث عبر رقننص ملننك المننوتى لوهننو الراقننص اللول‬ ‫لوفي رقصه الكثير من الحركات حين يستبدل كل دقيقة قناعا‪ ،‬مكرة قناع هاملت لومكرة قننناع منناكبث علنى نحنو مفناج ئ‬ ‫قبل الوصول إلى المشهد العاشر حيث يسأل الشاعر نفسه ‪:‬‬

‫‪10.‬‬ ‫سأل خ‬ ‫ت نتفسي‪:‬‬ ‫أهم بشقر أم ججكن؟‬

‫أهم بشر أم جن ؟ لونقطة التحول تكمن في إقامة الشاعر من تلك المشاعر حين يظهر أحد الموتى لوهو يحمل طبل ‪.‬‬

‫‪.11‬‬ ‫فجأةا‬


‫ظهرر أحخد الموتى يحمخل طبلا‬ ‫لوأخرذ يقر خ‬ ‫ع عليه بقكوة‪.‬‬ ‫كارن الطبخل كبيراا جكداا‬ ‫ص أكثر رعبا ا‬ ‫فصارر الرق خ‬

‫لوكأكنه حلم مأسالوي طافح بالموت‪ .‬ل شك أن اعتماد الشاعر لسلوب السرد الدرامي من خلل التراكيب الفعليننة داخننل‬ ‫المشاهد أسهم في رفد الحركة لدرامية للصور فضل عن تفعيننل حركننة الخننراج لوالتصننوير‪ ) .‬لن البننناء الفعلنني مننن‬ ‫أنسب البنى للتنامي الدرامي لوالسرد المكاني ألو تتناسل لوتتنامى الدراما بشكل متواتر( )‪(4‬‬

‫‪.12‬‬ ‫ص أكثر رعبا ا رلوردلويكاا‪.‬‬ ‫صارر الرق خ‬

‫مشهدية الرقص هي التي تهكي ئ مناخ القصيدة لوتعيد ترتيب عالم الشاعر من خلل العنوان‪.‬‬

‫‪.13‬‬ ‫احمكر ت‬ ‫ت دائرةخ الرملججك الراقص‬ ‫لوتدكفق ت‬ ‫ت جمنها قطرا خ‬ ‫ت الدم‬ ‫لتشككرل ساقيةا حمراء‪.‬‬


‫المشهد الثالث عشر مشهد درامي يبدأ من الفعل الدامي ( احمكرت ) حلبة الرقص لوتدفق الدم بشكل سنناقية هننذا المشننهد‬ ‫يتناهى قي صورة لونية سودالوية‪.‬‬

‫‪.14‬‬ ‫بكى الراقصون الخعراة‪.‬‬ ‫فتنهكرد رملج خ‬ ‫ك الموتى بقكوة‬ ‫لوبكى معهم‪.‬‬

‫بكى الموتى في مشهد درامي‪ ،‬الفعل هنا ( بكى ) حيث ترتكز عملية المونتاج على الوحدات الموضوعية لوهو يعمننل‬ ‫على تصعيد درامية الحداث لوتناميها لوالبكاء أساس هذا المشهد ‪.‬‬

‫‪.15‬‬ ‫فجأاة‪،‬‬ ‫ف الكلل عن البكاء‬ ‫توقك ر‬ ‫لوصكفقوا للرملججك الراقص‪.‬‬


‫تستمر الكاميرا في حركتها متنقلة من مشهد إلى آخر في القصيدة لوصول إلى المشهد الختامي ليخعنناد تسننليط الضننوء‬ ‫على شخصية الرالوي المتكلم كما في المشهد الفتتاحي ألو اللقطة اللولى حيث الشاعر عند الباب لومشهد الدم في فضاء‬ ‫القصيدة‪.‬‬

‫‪.16‬‬ ‫هل كانوا خمعجبين برقصته؟‬ ‫أم بشبابه؟‬ ‫أم بجماله؟‬ ‫‪.17‬‬ ‫انحنى الرملج خ‬ ‫ص لهم بوقار‬ ‫ك الراق خ‬ ‫ق لحظات معهم‪.‬‬ ‫لوصفك ر‬

‫إن إيقاع الرقص يكسر الحلبة لوالتصفيق يموج في أرجاء المكان ليسري مشهد الرقص إلى ملكهم لوالتصفيق معهم‪.‬‬

‫‪.18‬‬ ‫لوصرل الدخم إلى بابي‬ ‫فأغلق خ‬ ‫ب بقكوة‪.‬‬ ‫ت البا ر‬ ‫‪.19‬‬


‫ت الباب‪.‬‬ ‫لكمن الدم ممر إل م‬ ‫ي جمن تح ج‬ ‫لودكلوي الطبجل ربقي يتركدخد في أذني‬ ‫ليرل نهار‪.‬‬

‫تتابع حركة الكاميرا في سرعة لورشاقة حركة الفعال المتلحقة من البداية )انحنى ‪ ،‬لوصل ‪ ،‬مر ‪... ،‬الخ ) لختزال‬ ‫الزمن لوالوصول بالحبكة الدرامية نحو النهاية المتوقعة‪.‬‬ ‫هذه هي الوسائل التي لوظفها الشاعر للوصول إلى صور مرئية متحركة تجننذب المتلقنني لوتجعلننه علننى تواصننل نفسنني‬ ‫لوعاطفي مع النص الشعري من خلل النتقال بالصور الشعرية من الخبر السمعي إلى حيز البصر لوالرتقاء بها فنني‬ ‫الثبات التام كما في اللوحة لوالثبات المتصور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الشعر بالكاميرا نوصناعة المشاهد ‪:‬‬ ‫ربما كانت الفادة من السينما بتقنياتها المعرلوفة في التصوير لوالمونتاج لوالخراج لومن ثم صناعة المشهد من أهم‬ ‫أشكال التوظيف الذي جربه الشعر الحديث‪ ،‬إذ راح الكثير من الشعراء المشغولين بتطنوير نمنوذجه لوتحنديثه منن هنذا‬ ‫الكنز الجديد ‪ .‬يقول في قصيدة ‪) :‬رمشاهد ) من ديوان ( شجرة الحرلوف )‬

‫مشهد يومكي‬ ‫*******‬ ‫ككل يوبم تجيء قصيدتي مليئةا بالشمس‬ ‫ق الخمسين‬ ‫لتصعرد إلى الطاب ج‬ ‫من عمارتي‪ :‬عمارجة الحرلوف‪.‬‬


‫ثمم تبدأ في غرفتي العجيبة بتمشيجط شعرها‬ ‫لوتضع أحمرر الشفاجه فوق شفتيها‪.‬‬ ‫ثمم تتعكرى تماما ا‬ ‫لوتذهب إلى النافذة‬ ‫ق طويلا في المدينة‪:‬‬ ‫لتحكد ر‬ ‫في طيورها السود التي ملت السماء‪.‬‬

‫مشهد طبيعكي‬ ‫*********‬ ‫سقطت الورقةخ من الشجرة‬ ‫فتلركقفتتها الريخح لترسلها أكنى تشاء!‬

‫مشهد عاطفكي‬ ‫**********‬ ‫قارل لها لوهو يركخع أمامها‬ ‫قارل لها لوالدموع تنهمخر من عينيه‪:‬‬ ‫ت الشجرة الكبيرة‬ ‫ت أن ج‬ ‫إتن كن ج‬ ‫س الصغيرة‬ ‫فإنني أنا الفأ خ‬ ‫يا حبيبتي!‬


‫مشهد مسرحكي‬ ‫**********‬ ‫ك متوهجا ا إلى البد!(‬ ‫)ليكتن خحبك ر‬ ‫هكذا صرخت الممثلةخ المحترفةخ بالممثجل الهالوي‬ ‫فوق خشبة المسرح‬ ‫ثمم قكبلته بعمق‪.‬‬ ‫ك الممثخل الهالوي أمارم حرارة قختبلرجتها‬ ‫فارتب ر‬ ‫لوسقط ت‬ ‫ت كلماخته على الخشبة‬ ‫كالحجار‬ ‫كلمةا إثر كلمة‪.‬‬

‫مشهد الجنون‬ ‫*********‬ ‫ق الجبجل الكبيجر انحنى المجنون‬ ‫فو ر‬ ‫ب الماء‪.‬‬ ‫على النبجع ليشر ر‬ ‫لككنه بدلا من الماء‬ ‫ب القمرر لوالنجوم‪.‬‬ ‫شر ر‬

‫مشهد البهجة‬ ‫*********‬


‫اشتري خ‬ ‫ت بستانا ا لوزرعته بالركمان‬ ‫لوتركته لتنقرهخ الطيور‬ ‫ألو يسقط فيلتقطه الطفاخل لوالمشكردلون‪.‬‬ ‫ت سعيداا‬ ‫كن خ‬ ‫ب الطفاخل لوالطيوخر لوالمشكردلون‬ ‫لكنني بعد أتن يذه ر‬ ‫ألتقطخ صو ر‬ ‫ت ارتطاجم الركماجن بالرض‬ ‫ثمم أطلقه من جديد‪،‬‬ ‫في الهواجء الجميل‪،‬‬ ‫قصائرد مليئةا بالبهججة لوالجنون!‬

‫مشهد الموت‬ ‫*********‬ ‫ب سفينته الغارقة‬ ‫صررخ القبطاخن برككا ج‬ ‫لوهم يستسلمون للبرجد لوالموت‪.‬‬ ‫صررخ بهم‬ ‫فلم يستفتق منهم أحد‪.‬‬ ‫يا إلهي‬ ‫حكتى صرخات القبطان‬ ‫استسلم ت‬ ‫ت للبرجد لوالموت‪.‬‬


‫مشهد القهقهة‬ ‫**********‬ ‫بعثرتتهما الريح‪،‬‬ ‫لوفكرقهما الفقخر لوالجوع‪،‬‬ ‫لوح ك‬ ‫طمتتهما الزلزخل لوالصواع خ‬ ‫ق لوالحرلوب‪.‬‬ ‫لكنهما بقيا يقهقهان العمر ككله!‬

‫مشهد تراجيد ك‬ ‫ي‬ ‫***********‬ ‫حين التقتته بعد أربعين عاما ا من الفراق‬ ‫بدأ ت‬ ‫ت‪ ،‬على الفور‪،‬‬ ‫تنظك خ‬ ‫ف كلماته من الصدأ لوالغبار‪.‬‬ ‫لوبدأ هو‪ ،‬بهدلوبء إلهي‪،‬‬ ‫ينظك خ‬ ‫ف جسردها من الدجم لوالطعنات!‬

‫في هذه القصيدة )رمشاهد )يسننتخدم الشنناعر أسننلوب التقطيننع الصننوري ( المونتنناج )إذ يفتننح شننعره علننى حقننل‬ ‫السينما الخصب بالمقومات الفنية لوالثري بالعناصر لوالشكال لوالرؤى ‪ ،‬لومن الشعراء الذين لوظفوا المونتنناج فنني بنناء‬ ‫قصائدهم الشاعر أديب كمال الدين‪ ،‬لوقد لوظفه توظيفا فنيا فاعل يتناسب مع بناء القصيدة لوموضوعها‪ ،‬تتكون قصننيدة‬


‫)رمشاهد )من )تسعة مشاهد ( حسب ما سكماه الشاعر لوهي لقطات مننن مواضننيع مختلفننة‪ ،‬رغننم أن المشنناهد تكننون فنني‬ ‫تركيبة المسرح لوالسينما حيث تشتغل اللغة الشعرية بآلية كتابة تصويرية تنشغل بالوصف المشهدي المتحرك ‪.‬‬ ‫في المشهد اللول ‪ ) :‬مشهد يومي(‬ ‫تبدأ القصيدة بافتتاح مشرلوعها الشعري بالمشهد الستهللي اللول ‪ ،‬إذ يضع الشاعر نفسه في قلب المشهد مسننتخدما‬ ‫كاميرا خارجية تصكوره في العمارة لوتصكور ما حولها ‪ ،‬مشهد يومي ينهض بوصف الشمس تعكس صورة ضوئية من‬ ‫صور الخذ الشعري من السينما‪ ،‬ل سيما أن الشاعرأديب كمال الدين شكل مونتاجه في تحويننل المقنناطع الشننعرية فنني‬ ‫القصيدة إلى لقطات يقوم الشعر بمنتجتها لوتوزيعها على لوحات القصيدة ‪.‬‬ ‫المشهد الثاني( مشهد طبيعي( يحالول الشاعر أن يصف منظر الطبيعة حين تسقط الورقة تلتقطها الريح‪ ،‬هي معادلة‬ ‫معرلوفة في ميزان الطبيعة ترمز إلى الحياة التي تنتهي بالموت لوحياة النسان أي إنسان لورقة‪ ،‬يولد بورقة ثم يمننوت‬ ‫بورقة تتدالولها اليدي من مكان إلى زمان ‪..‬‬ ‫في المشهد الثالث بعنوان ( مشهد عاطفي( ‪ :‬يركننع الحننبيب أمننام حننبيبته الشننجرة الكننبيرة لوهننو الفننأس الصننغيرة ‪،‬‬ ‫الحوار في المشهد يسيطر على تركيبة المشهد ‪ ،‬لوفي كل مشهد هناك مكان لوزمان ‪.‬الحننداث مننع لوجننود شخصننيات‬ ‫تحرك الحدث من أمام الكاميرا ‪.‬‬ ‫في المشهد الرابع بعنوان ( مشهد مسرحي( نرى ممثلة محترفة فوق خشبة المسرح تصرخ بالممثل الهالوي في مشننهد‬ ‫قبلة عميقة حارة ليرتبنك الخيننر أمنام حنرارة القبلنة ‪ .‬المسنرح يختلنف ع ن السنينما ‪ ،‬المسننرح خشنبة تجننري عليهنا‬ ‫الحداث كلها أي مكان لواحد أما السينما فهي تتنقل بالكاميرا من مكان إلننى آخننر حيننث مننا تشنناء طننبيعي ألو غيننر ذلننك‬ ‫لوالمناظر تأخذها من الطبيعة عكس المسرح الذي يأخذ المنظر حسب تصميم مناظر ثابتة ‪.‬‬ ‫أما في المشهد الرابع ( مشهد الجنون ( فنكون فوق جبل كبير‪ ،‬حيث يظهر مجنون يرى القمننر لوالنجننوم علننى سننطح‬ ‫الماء‪ ،‬يشرب القمر لوالنجوم ‪ ،‬يبحث عن الحياة‪.‬‬ ‫في مشهد ( مشهد البهجة ) يرسم الشاعر صورةا بداخلها عدة صور‪:‬‬


‫بستان الركمان نننننننن صورة‬ ‫الطيور ننننننننن صورة‬ ‫الطفال نننننننن صورة‬ ‫الهواء الجميل ننننننن صورة‬ ‫قصائد البهجة نننننن صورة‬ ‫صوت ارتطام الركمان نننن صورة‬ ‫إن هذا المشهد بمثابة استراحة شعرية في خلق الصور لوتوجيهها ‪ ،‬قدم الشاعر قصيدة قائمة على مجموعة لقطات (‬ ‫مشاهد ) ألوهي صور يجمعها خيط لواحد ‪.‬‬ ‫في المشهد الثامن ( مشهد القهقهة ( تظهر صورة رلومانسية هي رمز الفراق إلننى مشننهد تراجينندي حيننث يتنصننل‬ ‫عن صورته الخارجية‪.‬‬ ‫في المشهد التاسع )مشهد تراجيدي )‪ ،‬هذا المشهد يصور الحالة الخيرة لمجموع المشاهد ليضع الحدث في نهايته‪:‬‬ ‫حين التقتته بعد أربعين عاما ا من الفراق‬

‫بدأ ت‬ ‫ت‪ ،‬على الفور‪،‬‬ ‫تنظك خ‬ ‫ف كلماته من الصدأ لوالغبار‪.‬‬ ‫لوبدأ هو‪ ،‬بهدلوبء إلهي‪،‬‬ ‫ينظك خ‬ ‫ف جسردها من الدجم لوالطعنات!‬

‫إن تقنية البناء المشهدي لواضحة تماما في القصيدة تماما كتقنية التصوير الواضحة هي الخرى في القصيدة ممننا‬ ‫يؤكد الوعي التجريبي المتقدم الذي يمتاز به الشاعر لوهو قادر على تحليل الشعر لوتقنيننات السننينما‪ .‬لول تكتفنني كنناميرا‬


‫الشعر بالتصوير بل تطرح ما يمكن أن يتطور في المشاهد الخرى عبر توسيعها ألو توضيحها ‪ .‬اعتمدت هذه القصيدة‬ ‫على تتابع المشاهد لواللوحات لوتصاعد الحدث تدريجيا لونموه على طريق الكتمال لوتركسم الحلننول لواختلف المواقننف‬ ‫لوتصارعها خدمة للمنحى الدرامي ‪ .‬لوهناك أكثر من قصيدة تتبع التشكيل نفسه عند هذا الشاعر لوترتبط لوتتداخل مننع‬ ‫آليات السينما بشكل لفت‪.‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫هوامش الفصل الثامن‬ ‫‪ - 1‬الرلواية لوالسينما ‪ ،‬التأثير المتبادل ‪ ،‬سامي محمد‪ ،‬مجلة القلم‬ ‫‪ - 2‬الزمن لوالرلواية ‪ ،‬ت‪ :‬بكر عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيرلوت ‪ 1997 ،‬ص ‪16‬‬ ‫‪ - 3‬جماليات الفنون ‪ ،‬كمال عيد ‪ ،‬الموسوعة الصغيرة ‪ ،‬بغداد ‪1985 ،‬‬ ‫‪ - 4‬الشعرية العربية الحديثة ‪ ،‬شربل داغر‪ ،‬ييرلوت‬


‫الفصل التاسع‬

‫جمالية الحوار في شعر أديب كمال الدين‬


‫)تطور الشعر العربي في القرن العشرين تطورا بارزا نحو المنهنج النندرامي لوليننس المقصنود هننا القصننائد الدراميننة‬ ‫الشعرية ‪ ،‬كالمسرحيات ‪ :‬فالمسرحية عمل درامي نثرا كانت أم شعرا لوأصبح الطول لواحنندا مننن نتائننج التنناثر بالبنيننة‬ ‫الدرامية‪ .‬فالقصيدة الدرامية استطاعت أن تحقق ألول شرلوط الدراما بما لوظفته من منحنى قصصني لوأسنلوب خطنابي‬ ‫لوتكثيف في الجملة الشعرية ‪ ،‬لول تتحقق الصفة الدرامية في أ ك‬ ‫ي قصيدة ما لم تتمثننل فيهننا عناصننر بننناء النندراما لوالننتي‬ ‫تتحقق في الفعل الحوار لوالشخصية(‪) .‬ف ف موزينوف ‪ ،‬حول دراسة الكلم الفني( )‪(1‬‬ ‫لوالدراما صورة من صور الحياة ( تمثننل الحينناة النسننانية فنني سلسننلة متعاقبننة مننن الحننداث لومننا يعتريهننا مننن تغييننر‬ ‫) نسميه قصة ترلوى عن طريق الحوار لوتعننرض مننن خلل الفعننل المسننرحي )‪ (2‬ممننا يتطلننب أن النندراما أن تكننون‬ ‫معبرة عن الحياة النسانية بصورة تجعل من الجمهور يعيش أحداث القصة كنها تحدث على أرض الواقع‪.‬‬ ‫الحوار في القصيدة ‪:‬‬ ‫الحوار في الشعر من عناصر الدراما لوهو نمط من أنماط التعبير السردي تتحدث به شخصية ألو شخصيتان ألو أكثر‬ ‫‪ ،‬لوالمسرح دلون حوار ليس مسرحا فهو لوسيلة لنقل طبيعة الصراع بين مختلف الشخوص كمننا أن الكنناتب المسننرحي‬ ‫يستخدمها لتشخيص الفراد‪ ،‬المسرحية تكون عناصرها الفنية من الحنندث لوالشخصننيات لوالصننراع لوالزمننان لوالمكننان‬ ‫لوالحوار هو النسيج الذي يربط كل هذه العناصر لوالحوار بناء تركيبي ينطلق دللته من دللننة الخطنناب بشننكل عننام ‪،‬‬ ‫لويرى ) باختين( في تفسير الحوارية )إنه تفاعل بين المتحالورين لوإن التفاعننل اللفظنني خاصننكية لواقعيننة مننن خصننائص‬ ‫اللغة‪ ،‬فالحوار هو شكل من أشكال التفاعل اللفظي لوإن يكننن أهننم هننذه الشننكال لوالحنوار منن الفننرلوق بيننن المسننرحية‬ ‫لوالرلواية كما انه تواصل لفظي مهما كان شكله )‪(3‬‬


‫أفاد أديب كمال الدين من استثمار عنصر الحوار فنني الكننثير مننن قصننائده ذات البنيننة الدراميننة لوبصننورة لفتننه‬ ‫للنظر الحوار بين الحرف لوالنقطة ‪ ،‬لوقد تجلننى ذلننك فنني أنمنناط مننن الحننوار ‪ :‬الحننوار الصننريح ‪ ،‬الحننوار الضننمني ‪،‬‬ ‫الحوار الداخلي ‪ .‬ففي الحوار الصريح هناك صوتان صوت الشاعر لوصوت الشخصية التي تحالوره كمننا فنني قصننيدة‪:‬‬ ‫)خح ك‬ ‫ب( المنشورة في مجموعة ( شجرة الحرلوف ) ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫حلمي كان الخح ك‬ ‫ب‬ ‫لولذا أرد خ‬ ‫ت لحرفي أن ينطق كلمرة‪ :‬خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫قكبل خ‬ ‫ت شفته السفلى‬ ‫ف صغيراا لوجميلا‬ ‫كارن الحر خ‬ ‫لوللتكو عارد من طفولته المليئجة بالجمر‪.‬‬ ‫قل خ‬ ‫ت له ‪ :‬قتل خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫فقارل على الفور‪ :‬حكرية!‬ ‫لولذا ضع خ‬ ‫ت لسنين ل حصر لها‪،‬‬ ‫أتجكلى في طوفان الحكرية لوزلزلها‪.‬‬ ‫ثمم قل خ‬ ‫ت له ‪ :‬قتل خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫فقارل على الفور‪ :‬حماقة!‬ ‫لولذا ضع خ‬ ‫ت لسنين ل حصرر لها‪،‬‬ ‫ت الدنيا‬ ‫س حماقا ج‬ ‫أتجكلى في كأ ج‬ ‫ص العشق‪،‬‬ ‫درلويشا ا مهولوسا ا بقص ج‬


‫لوملكا ا خمصابا ا بجذاجم الرغبة‪.‬‬ ‫ثمم قل خ‬ ‫ت لحرفي‪:‬‬ ‫ها قد أصبح ر‬ ‫ت كبيراا‪.‬‬ ‫أعني أصبح ر‬ ‫ج بما يكفي‬ ‫ت من النض ج‬ ‫لتقول ‪ :‬خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫فقارل على الفور‪ :‬حرب!‬ ‫لولذا ضع خ‬ ‫ت ضياعا ا أسورد أغبر‬ ‫ب الجداد‬ ‫في حر ج‬ ‫ب اللوغاد‬ ‫لوحر ج‬ ‫ب الحقاد‪.‬‬ ‫لوحر ج‬ ‫)‪(2‬‬ ‫حين خرج خ‬ ‫ت من الحرب‬ ‫أجكر هزيمتي النكراء‪،‬‬ ‫كانت سنواتي قد تجالوزت السبعين‪.‬‬ ‫لولم تعد عندي الرغبة أبداا‬ ‫أتن أسأل حرفي شيئاا‪.‬‬ ‫لومرع ذلك‪،‬‬ ‫قل خ‬ ‫ث لومجون‪:‬‬ ‫ت في لحظجة عب ب‬ ‫قتل خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫فقارل على الفور ‪ :‬حقد!‬


‫ت حكتى اخضلك ت‬ ‫فضحك خ‬ ‫ت لحيتي بالدموع‬ ‫لومن جديد‪ :‬قتل خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫أرجوك‬ ‫تعب خ‬ ‫ت حكد اللعنة‬ ‫من الحكريجة لوالحماقجة لوالحرب ‪.‬‬ ‫يا حرفي‪..‬‬ ‫يا هذا‪..‬‬ ‫هكيا‪..‬‬ ‫قتل خح ك‬ ‫ب‪.‬‬ ‫لوبقي خ‬ ‫ت كمجنوبن أصرخخ في لوجهه‬ ‫حكتى م ك‬ ‫ت‪ :‬قتل خح ك‬ ‫ب‬ ‫خح ك‬ ‫ب‬ ‫خح ك‬ ‫ب!‬

‫في المقطع اللول الصوت الحواري يعبر النص بأصوات تشتبك مع صوت الشاعر لتننوقظ عننالمه الحرلوفنني الننذي‬ ‫يبحث عنه ‪ :‬صوت الحب ‪ :‬صوت الحرف ‪ :‬من طفولته التي كانت مليئة بالحمر‪ .‬كان هناك تننداخل ‪ :‬صننوت الشنناعر‬ ‫مع صوت الحب مع صوت الذات ليبرزه حوار الذات ‪ .‬لوتتجلى أسئلة الوجود إذ تتعدد الضمائر لومن التجليات اللطيفننة‬ ‫للبنية الحوارية ‪ :‬التعانق العفوي بين البنية السردية لوالبنية الحواريننة لتشننكيل الحنندث النندرامي ‪ ،‬فيتنقننل السننرد انتقننال‬ ‫سريعا من شكله الحكائي إلى السلوب الحواري ليحصل الندهاش من خلل كسر أفق التوقع لتشكيل حبكة فنية يتك ئ‬ ‫عليها النص ‪ .‬لوفي أغلب قصائد أديب كمال الدين يتداخل السرد الحكائي مع السلوب الحواري‪.‬‬


‫في المقطع الثاني من قصيدة ( حب ) يبقى الحننوار مننع الحننرف لوالشنناعر قائمننا مننن أجننل كسننر الهزيمننة ‪ ،‬هزيمننة‬ ‫الحرب التي خرج منها ‪.‬لوهكذا في نصوص أديب نجد لوحة سردية ذات بعد رمزي منذ السنطور اللولنى لولعنل هنذه‬ ‫القصيدة تلح كمثال لهذه التقنية ‪ ،‬فصوت الحرف هو الصوت البارز لوالمنفرد في هذه التقنية عننبر حننواره مننع الشنناعر‬ ‫ألو مع النقطة ‪.‬‬ ‫لوفي قصيدة ‪) :‬ارتباك( نتعرف إلى حوار آخر‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫* قارل الشاعخر‪ :‬رمن سيكتب قصيدتي؟‬ ‫ قارل الحر خ‬‫ف‪ :‬أنا‪.‬‬ ‫* لورمن سيطلق أسرارها للناس؟‬ ‫ قالت النقطخة‪ :‬أنا‪.‬‬‫جارء القرردر‬ ‫ف لوالنقطة‬ ‫لومسرح الحر ر‬ ‫جمن شاشجة المعنى‪.‬‬ ‫س الشاعخر مذهولا العمر ككله‬ ‫فجل ر‬ ‫مثل صخرة كبيرة‬ ‫خملقاة على شاط ئ البحر‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫* قارل الطفخل‪ :‬رمن سيأخذني إلى حضجن أمي؟‬ ‫ قارل الحر خ‬‫ف‪ :‬أنا‪.‬‬


‫* لورمن سيشتري لي لعبةر العيد؟‬ ‫ قالت النقطخة‪ :‬أنا‪.‬‬‫جاءت المأساة‬ ‫ف لوالنقطة‬ ‫فمسحت الحر ر‬ ‫جمن شاشجة المسكرة‪.‬‬ ‫لوتركت الطفرل يبكي الليل ككله‬ ‫ج لوالمطر‪.‬‬ ‫ع الثل ج‬ ‫كشكحابذ يناخم في شار ج‬ ‫)‪(3‬‬ ‫* قالت الشمس‪ :‬رمن سخينبج خ‬ ‫ت لي جناحين لشجرق؟‬ ‫ قارل الحر خ‬‫ف‪ :‬أنا‪.‬‬ ‫* لورمن سيمنحني القكوةر لطيرر إلى الناس؟‬ ‫ قالت النقطخة‪ :‬أنا‪.‬‬‫جارء العبث‬ ‫ف لوالنقطة‬ ‫لومسرح الحر ر‬ ‫جمن شاشجة الحياة‪.‬‬ ‫ب ككفيها‬ ‫س لوهي تقلك خ‬ ‫فجلست الشم خ‬ ‫في لوجوبم عظيم‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫* قارل الشيخخ لوهو بين يدي الموت‪:‬‬ ‫رمن سيحفخر قبري؟‬


‫ قارل الحر خ‬‫ف‪ :‬أنا‪.‬‬ ‫* لورمن سيصكلي علكي؟‬ ‫ قالت النقطخة‪ :‬أنا‪.‬‬‫جارء الشيطان‬ ‫ف لوالنقطة‬ ‫لومسرح الحر ر‬ ‫جمن شاشجة الوجود‪.‬‬ ‫س الشيخخ مرتبكا ا‬ ‫فجل ر‬ ‫ل يعر خ‬ ‫ف يموت!‬ ‫ف كي ر‬

‫في هذه القصيدة يتجلى الصوت الحواري‪ ،‬حيث نجد في المقطع اللول حوارية دائمة بين الشنناعر مننن جهننة لوبيننن‬ ‫الحرف لوالنقطة من جهة أخرى ‪ ،‬لوكأنها شخصيات مسرحية من خلل السؤال لوالجواب ‪ :‬قال ‪ :‬قلننت‪ .‬حواريننة ثنائيننة‬ ‫ذات بعد رمزي لولوظائف متعددة تزاح من خللها دللة العبارة ليصبح مفهوم المحالورة أقرب إلى الصراع ‪.‬‬ ‫في المقطع الثاني يدلور الحوار بين الحرف لوالطفل ‪ ،‬الحوار تشكل من خلل رؤية سردية يمسك بزمامهننا الننرالوي‬ ‫الذي يهيكل الخطاب الشعري دلون أن يفلته من يده حتى لحظة المأساة التي مسحت الحننرف لوالنقطننة مننن الحنندث كمننا‬ ‫يدلور الحوار في أغلب لحيان على شكل استجواب لويشكل الستفهام أساسا له ‪.‬‬ ‫في المقطعين الثالث لوالرابع من القصيدة كشف الحوار بين الشمس لوالحرف لوبين الشيخ لوالحرف عن خفايا دللية من‬ ‫خلل هذه المشاهد ‪ .‬إن نص أديب كمال الدين لم يغفل الجانب الحسي في علقته مع الحرف لوالنقطننة اذ جعلننه يقننترب‬ ‫أحيانا من بنية القصة القصيرة جدا لوتشكل الحداث لوفننق رؤينة سننردية ينمنو معهننا الحنندث نمنوا درامينا ليصننل إلننى‬ ‫ذرلوته‪.‬‬ ‫لويتجكسد الحوار في قصيدة )قال الحرف‪ :‬ما معنى النقطة؟( المنشورة في مجموعة‪ :‬الحرف لوالغراب‪:‬‬


‫قارل الطاغية‪ :‬ما معنى الشعب؟‬ ‫لوأمرر بعنجهكية‬ ‫بإعداجم ككل الذين فكرلوا من المعركة‪.‬‬ ‫قارل العاشق‪ :‬ما معنى القختبلة؟‬ ‫ح كأسا ا أخرى من النبيذ‪.‬‬ ‫لوطل ر‬ ‫ب بمر ب‬ ‫قارل الشكحاذ‪ :‬ما معنى الرغيف؟‬ ‫فهبط ت‬ ‫ت بهدلوبء من عينيه دمعةق حكرى‪.‬‬ ‫قارل الشرطكي‪ :‬ما معنى المظاهرة؟‬ ‫لومل بثقبة مسدرسه الكبير بالطلقات‪.‬‬ ‫قارل النهر‪ :‬ما معنى الماء؟‬ ‫ك بشكدبة لوكارد قلخبه أتن يتوكقف‪.‬‬ ‫فارتب ر‬ ‫قارل الغراب‪ :‬ما معنى الحمامة؟‬ ‫ث ضحكةا صفراء‪.‬‬ ‫لوضح ر‬ ‫ك بخب ب‬ ‫قارل الحرف‪ :‬ما معنى النقطة؟‬ ‫ب الوجود‪.‬‬ ‫لومسح بألبم صوررتها من كتا ج‬ ‫قارل الموت‪ :‬ما معنى الحياة؟‬


‫لوغسرل بل مبالبة يديه الضخمتين من الدم!‬

‫الشاعر يقدم هنا شخصيات متعددة لوهي التي تتكلم لوهي التي تحالور لوتمسح لوترتبك لوتنتقم ‪ ...‬الخ‪ ،‬لوالفعل قال ينندل‬ ‫دللة مباشرة على التحالور لومما سكرع من حركة الحوار هو لوجود الجملة القصيرة التي تختزل زمننن الحننوار ‪ ،‬لوهننذه‬ ‫الصوات المستدعاة القادمة من الواقع تتداخل مع صوت الشاعر ليبرز حوار الذات لوتتجلى أسئلة الوجود‪ :‬مننا معنننى‬ ‫النقطة؟ لوهذه سمات مجكسدة في أغلب قصائد أديب كمال الدين‪ .‬لونجد الحوار يشكل جكسد القصننيدة كلهننا فنني قصننيدة (‬ ‫أقوال ) من مجموعة )أقول الحرف لوأعني اصابعي(‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫قارل الحر خ‬ ‫ف الحكيخم للنقطجة الشاعرة‪:‬‬ ‫تعالي إلكي!‬ ‫فأجابت النقطة‪:‬‬ ‫بل أن ر‬ ‫ت تعال إلكي!‬ ‫قارل الحر خ‬ ‫ف‪:‬‬ ‫إتن جئتجك عشقتك‬ ‫لوأصبح خ‬ ‫ت ساحراا‪،‬‬ ‫ب السحر‪.‬‬ ‫لوأنا ل أح ل‬ ‫فأجابت النقطة‪:‬‬


‫ك ذب خ‬ ‫ت فيك‬ ‫إتن جئت ر‬ ‫لوأصبح خ‬ ‫ت نبيكاة‪،‬‬ ‫لوالنخبخكوة ل تصلخح للنساء!‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ك ال ر‬ ‫ظرلمجة للشاعجر الفقير‪:‬‬ ‫قارل شاعخر الملو ج‬ ‫انظتر إلكي‪ :‬لقد ضحك خ‬ ‫ت من الملوك‬ ‫ت بدنانيرهم قصراا عظيما ا‬ ‫لوبني خ‬ ‫لوضحك خ‬ ‫ت من الناس‬ ‫حين ألوهمتهم أنني جمن الثائرين‪.‬‬ ‫فركد الشاعخر الفقير‪:‬‬ ‫أكما قصرك‬ ‫فعكما قريب ستموت‬ ‫ك الغربان‪،‬‬ ‫لوستسكنه من بعد ر‬ ‫ك عند الناس‬ ‫لوأكما ذكرا ر‬ ‫فستتحكول إلى شتيمة‬ ‫تخف خ‬ ‫ق في الهواء‬ ‫ح غراب!‬ ‫مع رفكجة كرل جنا ج‬


‫)‪(3‬‬ ‫ ئ للبحر‪:‬‬ ‫قارل الشاط خ‬ ‫أما تعب ر‬ ‫ت من السفجر طوال الدهور؟‬ ‫ك الزرق أتن ترتاح‬ ‫أما آرن لمواج ر‬ ‫ي قلي ا‬ ‫بين يد ك‬ ‫ل؟‬ ‫أما تعب ر‬ ‫ت جمن هذا المكتوب؟‬ ‫ب البحر‪:‬‬ ‫فأجا ر‬ ‫لس خ‬ ‫ب راحبة أبداا‪.‬‬ ‫ت بطال ج‬ ‫لو أردتها لنم خ‬ ‫ت بين يديك‬ ‫منذ آلف السنين‬ ‫إلى أتن يضمحكل لوني‬ ‫لوتنهار أشرعتي لوأسطورتي‪.‬‬ ‫لككنه السفر‪،‬‬ ‫لككنه المجهول‪،‬‬ ‫يا صديقي‪ ،‬لوشقيقي‪ ،‬لورفيق الشموس‪.‬‬

‫يلحظ توظيف الحوار من خلل الفعلين )قال لوأجاب( للدللة على لوجود متحالورين موظفننا الفعننل )تعننال( للدللننة‬ ‫على الرد على مقدار هذا المجيء إلى النقطة كما أفاد الشاعر‪ .‬هناك صوتان ‪ -‬الحنرف لوالنقطنة ‪ -‬يشنتبكان دائمنا منع‬


‫صوت الشاعر ليوقظان فيه عالمه الوجودي الذي يبحث عنننه ‪ ،‬أمننا الحننوار الضننمني فهننو نمننط مننن المنلننوج الننذي ل‬ ‫يتدخل فيه المؤلف لوهو يفرض لوجود سامع أي أنه يوجب غيابا كليا ألو قريبا مننن الكلنني للمؤلننف ‪ .‬إن هننذه التحننولت‬ ‫داخل الخطاب الشعري في النص تنهض على اعتبار كون الصوت القادم يعيد تشكيل الحرلوف لوالنقاط ليتجدد المطلننق‬ ‫في تشكيل رؤية ذات بعد فلسفي‪ .‬لوتزخر قصائد الشاعر أديب كمال الدين بالحوار الداخلي الذي يمثننل صننوت الشنناعر‬ ‫لومناجاته النفسية لوالصراع الداخلي‪ .‬لومن هذا قصيدته ‪ :‬العودة من البئر من ديوان )أقول الحرف لوأعني اصابعي( ‪:‬‬

‫لماذا تركتهم يلقونني في البئر؟‬ ‫لماذا تركتهم يمكزقون قميصي؟‬ ‫لماذا تركتهم يكذبون‪،‬‬ ‫ت تعر خ‬ ‫لوأن ر‬ ‫ف أكنهم يكذبون؟‬ ‫ت شيخا ا جليلا‬ ‫أعر خ‬ ‫ك كن ر‬ ‫ف أنك ر‬ ‫لوأكنهم ‪ -‬لوا خجلتاه‪ -‬استغكلوا‬ ‫ك البشر ك‬ ‫ي‬ ‫ضعف ر‬ ‫ض لحيجتك‬ ‫لوبيا ر‬ ‫لودقكةر عظجمك‪.‬‬ ‫أعر خ‬ ‫ف هذا‬ ‫لوأعر خ‬ ‫ف أكنهم تركوني إلى الموت‬ ‫ب قوسين ألو أدنى‬ ‫قا ر‬


‫ب كان أرحم من أراجيفهم‪.‬‬ ‫لوأكن الذئ ر‬

‫الحوار الداخلي يظهر في هذه القصيدة بطريقة الستفهام‪ ،‬إذ يكرر الشاعر أسئلته ليبين معاننناة النننبي يوسننف )ع(‬ ‫مع إخوته لوكيف تركهم يلقونه في البئر‪ ،‬ليظهر تفاصيل صراع الخير لوالشر‪.‬‬ ‫لوينهض الحوار بمهمة تجسيد أبعاد الشخصيات كما في قصيدة ( الحناء لواللنف( مننن دينوان )أقننول الحنرف لوأعننني‬ ‫اصابعي(‪:‬‬

‫ف الح ك‬ ‫قالت حرلو خ‬ ‫ق‬ ‫ف الشاب‪:‬‬ ‫لوهي تناقشخ في الل ج‬ ‫هل رسيختكرتب له أن يعيش؟‬ ‫بل هل ينبغي أن يعيش‬ ‫ألو ينبغي‪ -‬ربكما‪ -‬أن يموت!‬ ‫ق كلما ا كبيراا‬ ‫قالت حرلوفخ الح ر‬ ‫لوكلما ا كثيراا‪.‬‬ ‫ض لول تذكره الذاكرة‪،‬‬ ‫نصفه غام ق‬ ‫لونصفه ل خيفكسره إكل العارفون‪.‬‬ ‫لوحدهخ الحاء‬ ‫قال‪ :‬اتركوه فهو شمسي‪.‬‬


‫هو رمن سيذكرني ككلما همل اسمي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬اتركوه فأنا منه لوهو مكني!‬

‫هذا المشهد الحواري كشف عن اللمنطوق في لوعي الشاعر لوأثبث أن الحوارية هنا تقنية فنية لرسم معالم الصننورة‬ ‫الهادئة لكليهما فلم يقل أحدهما شيئا إل تكرار الفعل ‪ :‬قال‪.‬‬ ‫إن حواريات الشاعر أديب كمال الدين ذات بعد رمزي لوذات لوظائف فنينة متعننددة تننزاح منن خللهنا دللنة العبنارة‬ ‫ليصبح مفهوم المحالورة أقرب إلى الصراع فالصمت نفسه يصبح من هذا المنظور رمزا لمننا ينندلور فنني نفننس الشنناعر‬ ‫لويختلج في صدره ‪ .‬إن هذه التحولت في شعر أديب كمال الدين ضمن لعبة الضمائر تفتح أفق النننص لوتمنننح القننارئ‬ ‫مساحة ألوسع ليعيد تشكيل دللته ‪.‬‬ ‫في أغلب قصائد الشاعر يكون الحوار بين الحرف لوالنقطة لوكذلك يجعل منن البنينة الحوارينة بنينة سنردية يلعنب‬ ‫الشاعر فيها دلور الرالوي ألو السارد المصاحب الذي يسمح للشخصيات بننأن تندلي بندلوها لوتعننبرعن آرائهنا فنني حرينة‬ ‫تامة لتقدم الرؤية الشعرية ‪ :‬لوقد سجل حضور الحرف لوالنقطة القسم الكبر في صراع الشخصيات المتمثلة في صوت‬ ‫الشاعر في كل قصيدة من قصائده ‪ .‬هذه دراسة لبعض قصائد الشاعر أديب كمال النندين ذات البنيننة الحواريننة لوهننناك‬ ‫الكثير من القصائد ذات البنية الحوارية قد حفلت بها مجاميعه‪ .‬لومن هذا المنطلننق أفنناد الشنناعر أديننب كمننال النندين فنني‬ ‫استثمار عنصر الحوار في قصائده بصورة لفتة‪.‬‬ ‫‪..........................................................‬‬


‫هوامش الفصل التاسع‬ ‫•‬

‫مجلة الثقافة الجنبية ‪ ،‬لوزارة الثقافة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪ 11‬لعام ‪1982‬‬

‫•‬

‫الشعر لوالفنون ‪ ،‬مختارات من البحاث المقدمة لمهرجان المربد‬

‫•‬

‫لسان العرب ‪ ،‬ابن منظور ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيرلوت‬


‫قائمة المصادر نوالمراحع‬

‫ القرآن الكريم‬‫ السنة النبوية الشريفة‬‫ ما قبل الحرف ‪ ..‬ما بعد النقطة ‪ ،‬دار أزمنة للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عكمان ‪ ،‬الردن ‪.2006‬‬‫ شجرة الحرلوف ‪ ،‬دار أزمنة للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عكمان ‪ ،‬الردن ‪.2007‬‬‫ أربعون قصيدة عن الحرف ‪ ،‬دار أزمنة للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عكمان‪ ،‬الردن ‪2009‬‬‫ أقول الحرف لوأعني أصابعي ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2011‬‬‫ مواقف اللف ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2012‬‬‫ الحرف لوالغراب ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرلون ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪.2013‬‬‫ إشارات اللف ‪ ،‬منشورات ضفاف ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪2014‬‬‫ رقصة الحرف الخيرة ‪ ،‬منشورات ضفاف ‪ ،‬بيرلوت ‪ ،‬لبنان ‪2015‬‬‫ موسوعة المصلح النقدي الجمالية ‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬عبد الواحد لؤلؤة ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات لوالنشر ‪ ،‬بيرلوت ‪1983‬‬‫‪-‬‬

‫فصول في علم الجمال ‪ ،‬عبد الرؤلوف البرجالوي‪ ،‬الفاق الجديدة‪ ،‬بيرلوت‪1981 ،‬‬


‫‪-‬‬

‫بحث في علم الجمال ‪ ،‬جان برتليمي ‪ ،‬دار النهضة القاهرة‪ 1970 ،‬ص ‪10‬‬ ‫‪ -‬الحيوان ‪ ،‬الجاحظ ‪ ،‬ت عبد السلم هارلون ‪ ،‬مطبعة الحلبي‪ ،‬القاهرة ‪1945‬‬

‫‪-‬‬

‫جماليات الفنون ‪ ،‬د كمال عيد ‪ ،‬الموسوعة الصغيرة بغداد ‪1980‬‬

‫‪-‬‬

‫فصول في علم الجمال المصدر نفسه‪.‬‬


‫المؤلف في سرطور‬

‫•‬

‫سمير عبد الرحيم أغا‬

‫•‬

‫قاص لوناقد‬

‫•‬

‫مواليد ‪ :‬الخالص ‪ -‬ديالى‬

‫•‬

‫بكالوريوس إعلم ‪ ،‬جامعة بغداد‬

‫•‬

‫ماجستير فنون ‪ :‬عنوان البحث ‪ ):‬أثر الصور الشعرية في الرسم( ‪.‬‬

‫•‬

‫عضو اتحاد الدباء لوالكتاب في العراق‬

‫•‬

‫صدر له‪:‬‬

‫•‬

‫يوميات الهمر المريكي ‪ :‬قصص ‪ ،‬نشننر الكترلوني ‪2006‬‬

‫•‬

‫شجرة البرتقال ‪ :‬قصص ‪ ،‬مطبعة المركزية ‪ ،‬جامعة ديالى ‪2012‬‬

‫•‬

‫البناء السردي في القصة القصيرة ‪ ،‬دراسة نقدية في قصص صلح زنكنة ‪ ،‬دار أمجد للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عمننان‬ ‫‪ ،‬الردن ‪2014‬‬

‫•‬

‫ألوراق طالب جنامعي ‪ ،‬قصص ‪ ،‬دار أمجد للنشر لوالتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الردن ‪2015‬‬

‫•‬

‫ألبوم طالبة جامعية ‪ :‬مطبعة المركزية ‪ /‬جامعة ديالى ‪. 2016‬‬


‫الغلف الخير‬

‫لونيية أديب كمال الدين‬

‫د‪ .‬فاضل عبود التميمي‬ ‫يمن يريد أن يعرف الشاعر أديب كمال الدين فلينظر في شعره‪ ،‬ليكون قريبا مــن مخييلــة مبدعــة تســتقي أحلمهــا‪،‬‬ ‫نوأنساقها‪ ،‬نوعباراتها‪ ،‬نوخرطابها من محيط حياتي متعيدد المشارب‪ ،‬نوالتجاهات‪ ،‬نوالرؤى أعني الحياة الــتي يقتنصــها‬ ‫الشاعر مــن خلل القصـيدة نوهـي تتوغـل فـي مسـامات الفــن‪ ،‬نوالدب ‪ ،‬نوالحلــم ‪ ،‬نوالعشــق‪ ،‬نوالفلســفة ‪ ،‬نوالصـورة‪،‬‬ ‫نوالصوت‪ ،‬فضل عـن اقتنـاص المخييلـة للمعـاني العقل ييـة السـابحة فـي فضـاء المـانوراء غيـر آبهـة بسـلرطة التحديـد‪،‬‬ ‫نواللتزام غير المسيو‪،‬غ‪ ،‬نورتابة الجمود‪ ،‬فهي منقادة برنوح التخ ييــل المــاكث فــي الــذهن الشــعري نحــو أقــانيم يصــعب‬ ‫حصرها منها‪ :‬اللون‪.‬‬ ‫يجهر اللون في شعر أديب كمال الدين بحساسيية الدللة الكامنة فيه‪ ،‬نورنوح الشعر‪ ،‬نوسلرطة التشكيل‪ ،‬فليــس اللــون‬ ‫في قصـائد الشـاعر شـكل بل دللـة‪ ،‬إينمـا هـو جـوهر مكيـن لـه نوظيفـة تعبيرييـة تصـدح بسـيمياء الوجـود‪ ،‬نوالعـدم‪،‬‬ ‫نوالرفض‪ ،‬نوالقبول‪ ،‬نوالصمت ‪ ،‬نوالمدح‪ ،‬نوالهجاء‪ ،‬نوالنعم‪ ،‬نوالل‪ ،‬نوله أن يكون بامتياز نوجه الشاعر ل قنــاعه‪ ،‬نوهــو‬ ‫يديم الصلة مع اللغة نوالحياة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.