مجلة حدودها العالم أجمع عدد 96مجلة زهرة البارون عمورية من سائر نواحيها ،فأحرقت وهدمت ،وعاد بعدها المعتصم بغنائم كبيرة إلى مظفرا .فتأمل أيها الغيور كيف حرك المعتصم منتصرا طرسوس ،ومنها إلى سامراء ً ً جيو ً شا غوثًا لصيحة الهاشمية الحرة (وامعتصماه) ،لتظل "وامعتصماه" رمز الشجاعة العربية ،ورمز المحافظة على حرمات المسلمين والدفاع عنها .غير أنه وياااالألسى:
ت األيا ُم تترى ...و مضت تلك العهو ْد توال ِ و في (زبطرة َ) غيرها ...لما استباحتها الحشو ْد ْ صرخت فتاة عندما هم الجنو ْد ْ استجارت بالمسيحِ و باليهو ْد رب و نا َد ِ ت العُ َ ق الرقو ْد عبثا ً فلم يُ ْ سمع نِداها ال و ل ْم يُ ِف ِ عذرا ً أيا أختاهُ إن نسا َءنا ع ِق ْ مت تحم ْل بمعتصم جدي ْد فل ْم ِ الحجاج يلبي توسعت فتوحات المسلمين في بالد الهند والسند (معظم باكستان اآلن) خاصة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي ،وكانت بين الحجاج وبين داهر ملك السند وقائع شديدة ،وقد أشجى داهر قواد الحجاج وأذاقهم مرارة الهزيمة المرة بعد المرة .غير أن الالفت للنظر أن مصرع هؤالء القواد لم يحمل الحجاج على الجد في قتال داهر بمقدار ما حمله عليه استغاثة امرأة عربية مسلمة ،اعتدى عليها وعلى نسوة عربيات كن معها بعض قراصين البحر من أهل السند التابعين لداهر. ذكر البالذري في فتوح البلدان ،أن ملك جزيرة الياقوت (جزيرة سيالن أو سريالنكا اآلن ،كان يقال لها جزيرة الياقوت؛ لحسن وجوه نسائها) ،أراد التقرب من الحجاج فأهدى إليه نسوة ولدن في بالده مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجارا ،فعرض للسفينة التي كن فيها قراصين من ميد الديبل (كراتشي اآلن) فاخذوا السفينة بما فيها ،فنادت امرأة منهن من بني يربوع :يا حجاج! وبلغ الحجاج ذلك ،فقال يا لبيك! وأرسل من فوره إلى داهر يسأله تخلية النسوة .فأجاب بأنه أخذهن لصوص ال قدرة له عليهم. فأغزى الحجاج اثنين من عماله ثغر السند فكالهما قتل ،فاهتاج الحجاج بن يوسف وتجرد لقتال داهر ،وكان قد أعد محمد بن القاسملغزو الري فلما حدث ما حدث على حدود السند رأى في هذا الشاب من يرأب الصدع ويدرك الثأر ،فرده عن غزو الري وعقد له على مكران (إقليم بلوشستان بباكستان اآلن) وثغر السند ،وأمره أن يقيم بشيراز حتى توافيه القوة التي أخذ يعدها لقتال داهر.
13