صحتها وراحتها ومالها فى سبيل هذا الدين ونبي هذا الدين ،فقال صلى ا عليه وسلم ’’ :انصبوا لي خيمًة عند قبر خديجة’’ فليس هناك أحق منها في أن تقاسمه أول ليلة من ُمقامه بمكة ،وهي الحق بهذا النصر وأن َيهدي إليها النصر ،وأن ترفرف راياته فوق جبينها الوضاء ،فهي اليوم السيدة الولى في استعراض جيش الفتح ،فكما كانت المؤمن الول بال ورسوله الذي ذاق حلوة بشاكئر السلم وعذاب إرهاصات ميلده إلى ما قبل هجرة الرسول ـ صلى ا عليه وسلم ـ ،يجب أن تكون اليوم هى الولى والّولى من زوجاته لتشهد معه وتحتفل معه بهذا اليوم ،ثم نزل ـ صلى ا عليه وسلم ـ وروحها ـ رضي ا عنها ـ تؤنسه ثم تصحبه من بعد الفتح وهو يطوف بالكعبة ويحطم الصنام ،ملتفًتا بين آونة وأخرى إلى بيتها العزيز، حيث رشف من نبع الحب والحنان ماتزود به لذاك الكفا ح المضنى الطويل ).(11 لم تكن السيدة خديجة رضى ا عنها مجرد زوجة لنبي كما كانت زوجات النبياء قبلها ،ولم تكن كذلك إمرأًة عادية مرت في حياة رجل وإل ما ذكرتها صحف الخباريين والمؤرخين كل هذا الذكر ..بل كانت الركن الركين في حياته قبل النبوة ،وحجر الساس الذي ٌبّنَى فوقه بنيان هذا الدين العظيم ، فهي التى رزقه ا حبها ،وهي التى واسته بمالها ،وهي التى آمنت قبل نبوته بنبوته فيما أسميه مجاًزا بـ )اليمان الستباقى( حين قالت له قبل مبعثه صلى ا عليه وسلم :ةِبأ َةِبي َوأ ُّمي َ ،و َ ّ ا َما أَْفَعل َهَذا لةِ َ شْي ٍءَ ،وَلةِكّني سُتْبَع ُ ف َحّقي َوَمْنةِزَلةِتي ث َفإةِْن َتُكْن ُهَو َفاْعةِر ْ أَْرُجو أَْن َتُكون أَْنَت الّنةِبّي اّلةِذي َ َواْدُع الَله اّلةِذي َيْبَعثك ةِلي َ ،فَقالَ َلَها َ’’:و َ ّ صَطَنْعت ا َلةِكئْن ُكْنت أنا ُهَو َقْد ةِا ْ صَنةِعيَن َهَذا لْجلةِةِه ضّيُعُه أََبًداَ ،وإةِْن َيُكْن َغْيةِري َفإةِّن الَله اّلةِذي َت ْ ةِعْنةِدي َما ل أ ُ َ ضّيُعك أََبًدا’’).(12 ل ُي َ وكل ما علمناه من سيرة خديجة ـ رضى ا عنها ـ خليٌق على ةِقْلتةِه أن يجعلها بحق سيدة نساء قريش ،ولكن هذا القليل الذى علمناه لو ذهب كله ولم يبق منه إل أيام حضانتها لبشاكئر النبوة في طلعتها لضمن لها أن تتبوأ مقام السيادة بين نساء العالمين ..وقد بقَي محمد يذكر لها تلك اليام إلى مختتم أيامه ،وظل يتفقدها ويتفقد مواطن ذكراها أعواًما بعد أعوام ،فقد كان منها الشغل الشاغل عن أطيب اليام وأصعب اليام ،وأن وفاًء كهذا لهو 75