24 حب وعرفان
أمي بعض الحروف قد ال تفي لرد جميلك وبعض الهمسات تخجل أمام عظمتك رحمك وعلمتني معنى ِ أنت التي أخرجتني من ِ الحياة.. علمتني كيف أصوغ الحروف لكي أكتب لك بكل حب وعرفان.
أنت من ذقت مرارة األيام وقساوة الدنيا ..لكي أعيش بكل عزٍّ وافتخار. ولكي أمأل أحالمي بالفرح وارسم مستقبلي باآلمال النبيلة الصادقة.. أنت من أردتني فخراً.. نعم..
فسأكون فخرك أمام المأل يا أمي. وأردتني حباً.. فسأكون صدر حنان لك إذا ضاق بك الزمان.. وإن أردتني جبروتاً.. فسأتجبر على هذا العالم بأسره كيف أقف أمامك وأقبل جبينك الطاهر..
وأعبر لك عن كل حب في هذا الكون وعشق على هذه األرض لكي أرى لمعان الفرح والفخر في عينيك. نعم أنت.. وتعبت وأنا من حملتك وسهرت من ربيتني ِ ِ الكثير من همومي.
صداقة حقيقية هند سيف البار
في إحدى الليالي المظلمة ،وفي أحد المنازل الفخمة سقط صاحب المنزل ميت ًا بعد أن تلقى طعنة في قلبه والدماء تحيط به بمشهد مخيف ومروع. وفي الصباح جاء إلى ذلك البيت سائق ذلك الرجل المقتول فطرق الباب طوي ً ال ولكن من دون جواب، فقد تعود السائق أن يأتي إلى بيت سيده ليوصله إلى مقر عمله ،ولكن هذه المرة تأخر السيد عن فتح الباب ،وكان ذلك اليوم هو يوم الجمعة ،وقد كان جميع عمال ذلك البيت في إجازة ،فكثرت الظنون في نفس السائق فاقتحم البيت وأخذ يبحث عن سيده، ثم رآه ملقى على األرض غارقاً في دمائه ،فذهل من هذا المنظر ،فاتصل بسرعة برجال الشرطة، ولما وصلت الشرطة ومعهم المحقق الشهير رعد الذي لم تصعب عليه قضية فقد كان يتميز بذكاء شديد وسرعة بديهة ،وبدأ المحقق بجمع المعلومات عن القتيل الذي كان يدعى فادي وكان عمره 68عاماً ويعمل في شركة عمالقة وهو الذي يديرها ولديه شركة أخرى لكنه لم يكن يديرها بل وكل شركاءه بإدارتها ،ثم استجوب المحقق سائق السيارة وقد كان سائق ًا فقيراً يعمل مع هذا السيد ليكسب رزقه قام بتحديد وقت الوفاة في الساعة 11لي ً ال ،قال المحقق للسائق اذهب وأحضر لي جميع الذين زاروا السيد باألمس ،وأحضر جميع الذين يحملون في نفسهم حقدا للسيد فادي واسرع في ذلك ،فانطلق السائق يحضر من طلبهم المحقق ولما اجتمعوا أخذ المحقق يستجوب واحداً تلو اآلخر عن الوقت الذي كانوا فيه عند ارتكاب الجريمة. بدأ المحقق يستجوب إحدى الفتيات.. المحقق :ما اسمك أيتها الفتاة؟ الفتاة :اسمي هو رشا. المحقق :أين كنت في الساعة 11لي ً ال. أجابت :كنت في البيت مع أختي وأمي وال دخل لي بمقتل خالي فأنا أتيت باألمس حتى أطمئن عليه فهو بمثابة أب لي بعد وفاة أبي. ثم التفت المحقق إلى شاب يجلس منعز ًال عن المجموعة وهو شارد الذهن فخاطبه المحقق :وأنت أيها الشاب ما اسمك؟ قال بثقة وتكبر :اسمي هو شهاب وال تسألني عن هذه الجريمة فأنا ال دخل لي بها ثم إن هذا الرجل يستحق الموت ألني ال أحب مثل هذه النماذج من األشخاص.
قال له المحقق :قل لي يا شهاب أين كنت في الساعة 11لي ً ال. فظهرتعلىوجهشهاببعضعالماتاالضطراب وبعد تردد قال :لقد ..لقد كنت في شقتي. فسأله المحقق :هل لديك شهود بما تقول. فقال شهاب بتكبر :ال لقد كنت وحدي مع (فلم يكمل كالمه) ثم عاد ليقول كنت وحدي. فالحظ المحقق هذا االرتباك ،ثم نظر إلى أحد الشبان فقال له :ما اسمك وأين كنت في الساعة 11 لي ً ال. قال الشاب بثقة كبيرة :اسمي أنور وقد كنت في الساعة 11لي ً ال في أحد المقاهي مع بعض الشبان يمكنهم أن يؤكدوا لك هذا ،فأنا ال أحب حمل األسلحة معي كالسكين فأنا رجل مسالم وابتسم بنفس الثقة التي تكلم بها. بعد أن أنهى المحقق هذا االستجواب ،حصر المشتبه بهم وهم ثالثة (شهاب المتكبر -أنور الواثق بنفسه -رشا الهادئة) وبعد دقيقتين من التفكير ابتسم المحقق وأشار إلى القاتل واالبتسامة تزين شفتيه ،ونظر الجميع إلى يد المحقق فكانت يده تشير إلى أنور الذي لم يتمالك نفسه فصرخ صرخة خفيفة تدل على االستفهام ،فنظر الجميع إلى أنور وهم يقولون :لماذا قتلته يا شهاب؟ هل أنت القاتل حق ًا؟ فتظاهر أنور بعدم االهتمام وقال للمحقق :بأي حق تتهم شاباً مثلي فأنا لم أقتله ولدي شهود سأحضرهم إن أردت. لكن المحقق قال له :أتذكر عندما كنت أستجوبك؟ لقد ذكرت السكين وهي أداة الجريمة فكيف عرفت أن السيد فادي قتل بسكين وأنا لم أخبر أحداً بذلك؟ هيا أجب يا أنور. فأراد أنور أن يرد لكن لسانه قد خانه فلم ينطق بكلمة وبد ًال من ذلك انهمرت الدموع من عينيه وهو يقول :نعم أنا قتلته وال يهمني ما سيحدث لي فأنا حققت العدالة بنفسي ثم ضحك بصوت عال. فرد عليه المحقق باستغراب :أي عدالة تقصد يا أنور؟ فأجاب أنور ولهجته الواثقة لم تتغير أنتم أيها الشرطة الحمقى تتظاهرون بأنكم ال تعلمون أن هذا الطماع السارق فادي قد سرق شركة أبي بعد أن قتله ،وقد قدمت شكوى عما حدث ،لكنكم تجاهلتموني أجل (قالها والشرر يتطاير من عينيه)
تجاهلتم شكوى فتى لم يتجاوز 16مع أنه قدم أدلة وبراهين ،نعم هذا ما حدث تجاهلتموني وأنا صغير فيحق لي تجاهلكم بعد أن بلغت 20من العمر صحيح أنني ال أزال شاباً لكن االنتقام أعمى بصيرتي فقتلته وحققت العدالة التي عجزتم أنتم عن تحقيقها هاها. سأل المحقق :لكنك قلت إنك مع أصدقائك فكيف ذلك؟ أجابه أنور :لقد اتفقت مع أصدقائي أن يقولوا إني كنت معهم من دون أن يعرفوا السبب فال تلمهم فأنا الملوم الوحيد هنا. (فوضع المحقق األغالل في يد أنور ،وقبل أن يأخذه اندفع شهاب وأمسك كتف أنور وهمس له بكلمات كثيرة لم يستطع المحقق من سماعها .ثم همس أنور في أذن شهاب). لكن المحقق قال :أرجو أال أكون قد أزعجتكم ولكن يجب أن أقود هذا المجرم إلى السجن (لكن شهاب اعترض على ذلك وطلب إط�لاق سراحه، لكن المحقق لم يأبه له ولتكبره اللذين فاقا الحدود، وبعد أن دخل أنور السجن خففت عليه العقوبة بأنه سيطلق سراحه إذا دفع أحدهم كفالة قدرها 20 مليون درهم. وبعد أن سمع شهاب عن هذا أسرع بتجهيز المبلغ، فشهاب ليس متكبراً من دون سبب فهو غني جداً جداً وثراؤه فاحش فوالده يملك شركات ومصانع وبنايات وبنوك ًا ،وهو غني بمعنى الكلمة ،فعندما ولد شهاب أصبح مدل ً ال بشدة حتى أنه عندما بلغ 19وهو سنه اآلن أصبح شديد التكبر والتباهي بنفسه ،بعد أن جمع شهاب المبلغ بأقل من نصف ساعة ذهب إلى مركز الشركة وأعطاهم المبلغ وهو يقول :هذا المبلغ ال يساوي نصف مصروفي اليومي هاهاها وابتسم بسخرية وقال :هيا أسرعوا فأنا أريد أنور حراً اآلن وسآخذه إلى بيتي أقصد قصري هاهاها. وبعد ساعة انتهت إجراءات خروج أنور من السجن، اندفع شهاب وحضن أنور بشدة وقبال بعضهما بفرح شديد ،ولما انتهيا من هذا اللقاء والعناق السعيد توقفا ونظرا إلى بعضهما البعض بجدية ،ثم أخذ شهاب أنور إلى قصره. قال شهاب :أنور لماذا قلت إنك أنت من ارتكب الجريمة؟ ولماذا منعتني من أن أقول إنك كنت معي في الشقة؟ هل تذكر عندما سألني المحقق عن
أي��ا ليل
مكاني قلت له إني كنت في شقتي مع ..ولم أكمل كالمي ألنك منعتني فلماذا؟ وأيض ًا أنا متأكد أن المحقق قد الحظ ارتباكي عندما جاوبت على سؤاله وأنت تكلمت عن السكين ألنك رأيت القاتل الحقيقي وهو يجهز السكين لقتل السيد فادي فلماذا تسترت عليه؟ قال أنور :هاهاها لطالما عرفت أنك ذكي ونابغة يا شهاب والذي قتل السيد فادي هو صديقتنا رشا، ولكن قصة شركة أبي التي سلبها مني السيد فادي حقيقية وأنا لست غبيا حتى أقتله ،ولكني أحمل له الكره في قلبي حتى أموت (ثم صمت أنور وهو يحدق بشهاب ،وقد الحظ ارتباك شهاب). فقال له أن��ور بصوت مضطرب :م��اذا بك يا شهاب؟ فقال شهاب :لقد سمعت صوتا يشبه صوت المحقق قريب ًا من هنا وأيض ًا أصواتا كثيرة وأنت ألم تسمع شيئاً؟ قال أنور :لم أسمع شيئ ًا ربما تكون قد توهمت ذلك (ثم أكمل أنور حديثه) هل تذكر عندما همست في أذني تسألني لماذا أخاطر بنفسي من أجل القاتل وأشياء أخرى ،أجبتك حينها إن القاتل أسدى للعالم خدمة جليلة بقتله لذلك الشخص ..حسنا دعنا
نحتفل بهذا النصر (فضحك أنور وشهاب ضحكة عالية دلي ً ال على سرورهما ،ولكن تجري الرياح بما ال تشتهي السفن فقد اقتحم المحقق قصر شهاب وسدد السالح نحوهما وقال :حقا أنكما عبقريان ولكني أشد ذكاء منكما ،فقد الحظت ارتباك شهاب أثناء االستجواب ورأي��ت سرعة وسهولة اعترافك بالجريمة يا أن��ور ،ولكني أم��رت بالقبض عليك ثم تخفيف العقوبة عنك مقابل إخراجك بكفالة وكنت أعلم أن شهاب سيدفع المبلغ بسهولة لثرائه الفاحش ،وبعد أن أطلقت سراحك تبعتكما وسمعت كل كلمة قلتماها واسمح لي يا شهاب بأن أقول إن سمعك قوي فقد كدت تفضحني ،واآلن أرسلت فرقة من الجند إلحضار اآلنسة رشا لالعتراف بالجريمة ولمعت عينا المحقق ذكاء. وبعد أن أحضرت رشا وعرفت ما حصل لم تتردد في قول الحقيقة وقالت :أنا القاتلة ولكن شهاب وأنور أنتما غبيان لقد أفسدتما مخططاتي ،لماذا ادعيت أنك القاتل يا أنور لو لم تعترف بذلك ألغلق ملف التحقيق ،وقد قتلت السيد ف��ادي ألنه أسوأ شخص عرفته في حياتي أنه سفاك للدماء وطماع ال أحبه ألنه سلب شركة والد أنور بعد أن قتل أباه، وكذلك أنا متأكدة أنه السبب وراء تحطم الطائرة
(سلسلة خواطر مهداة إلى الليل)
نوال خالد ذياب
مثلهم ولكنني إذا ..جنح الظالم على أوراق بحبر ال تمحوه األهواء حين انفك خطام الحروف عنا أنا لست ُ ونامت األرواح كففت أدمعي ندم ًا على ..كنا وما عدنا تخليت عن عادات كثيرة تلكاللياليالمظلماتالحالكات. فهل آن األوان لـتجديد العهد تركتهاخلفيومضيت والميثاق؟! سلمت كل حروفنا التي كتبناها مع ًا ()1 بلى يا ليل أللسنةالسبات، منذ زَمن حان الوصال ،حان كانت بيننا أبجديات ومضيت وكنا ببراءة األفكار ()2 فقط لكي أنساك! نحلق مع ًا إلى حيث نشاء وحدنا اعتراف مؤلم ألطرد أطيافك بعيد ًا عني نتحاشىاألنظار وأستمتعبفقدكالمؤلم لـنمارس طقوس ثرثرتنا بـنقاء أتدري يا عزيزي! ونخطمالمحمستقبلنا في الفترة الماضية ويا ليتني لم أنصت لـجنوني!