ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺧﻳﺎط اﻟﻌدد ٢١
ﻣﻧﺗدﻯ اﻟﻧﺳﻳﺞ اﻟﻛﻭﻧﻲ اﻷدﺑﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﯾﺎط اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر
رﺋﯾس اﻟﺗﺣرﯾر
ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺻدار
اﯾﺎد اﻟﺧﯾﺎط
٣ﻓﺑراﯾر ٢٠١٧
ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﺍﻟﺷﻌﺭﻳﺔ " ُﺣﺑ ٌﱠﺔ"
ﻋﺑﻳﺭ:
ﻭﻋﺑﻳﺭ ﺭﻓﻳﻘﺔ "ﺣﺑﺔ"
ﻳﺎ َﺣ ٌ ﺑﻳﺏ أﻧﺎ ﺍﻟﺭﱠ ﺳﻭ ُﻝ َﻭﻟ ِﻛﻥْ
ﻋﺑﻳﺭ:
ُﺭﺍﻕ ﻼﻍ ﻟَ َ ﻙ ﺍﻟ ﱡﻧﮭﻰ َﻛﺎﻟﺑ ِ ِﺑ َﺑ ٍ
ﺭﻳﻑ ﻟَﻔﻅٍ َﺗ َﺟﻠّﻰ إِﺳْ ﻣُﮭﺎ ِﻣﻥْ َﺷ ِ ﺑﺎﻕ ُﺷﺭ ُﻕ ﺍﻟﺳﱠﻌ ُﺩ ﻭﺍﻟ َﮭﻧﺎ ﻓﻲ ِﺳ ِ ﻳ ِ ﻠﻳﻡ إِﺳﻣﮭﺎ ِﻣﻥْ ﻟَﺫﻳ ِﺫ ﻋ ٍ ُﺷﻕ َﺳ ٍ ھ َُﻭ ﺣُﺏﱞ ﻁﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ ﱠُﻼ ِﻕ ھﻲ َﺣ ﱞﻕ ِﻣﻥْ ) ُﺣ ﱠﺑ ٍﺔ(ﻓﻳ َﻡ ُﺗﺩﻋﻰ َ ﺛﺎﻕ ﺑﺎﻟﻭ ِ َﻳﺣ ِﻣ ُﻝ ﺍﻟﺣُﺏﱠ َﻗ ْﻠﺑُﮭﺎ ِ ﻑ ﺑﺿﻌ ٍ ﻣﺎﻝ ِ َﻭ َﺟﻣﺎ ٌﻝ ﻋﻠﻰ َ ﺍﻟﺟ ِ َﻭإِﺫﺍ ِﺷ ْﺋ َ ﻓﺎﻕ ت ﻓﺎﺳ َﺗ ِﺯﺩ ِﻣﻥْ ِﻭ ِ إِﺳﻣﻲ َﻭﺍﺳ ُﻡ أﻟﱠﺗﻲ َھ َ ﻭﻳت َﻋﻠﻳ ٌﻡ ﻓﺎﻕ َﻭ َﺟ َ ﻠﻭﻡ ﺍﻟﺭﱢ ِ ﮭﻠﻧﺎﻙ ﻓﻲ ِﻋ ِ ﺣﺑﻳﺏ: َﻓ ُ ﺏ( ﺫﻛﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﺳ ِﻣﮭﺎ ِﻣﻥْ ) َﺣﺑﻳ ٍ ﺭﻕ َﺗ ٍ ﱠﺑﻳﻝ ِﻣﻧﮭﺎ ﺍﻟ ﱠﺗﻼﻗﻲ ﻋﺎﺑ ٌﺭ ﻟِ ْﻠﺳ ِ ِ ﻣﺱ َﺟﻧﺑﺎ ً َﻭ َﺭأَ ُ ﻳت ﺍﻟ ﱡﻧﺟﻭ َﻡ َﻭﺍﻟ ﱠﺷ َ ﺑﺎﻕ ﻟَ ْﻡ َﺗ َﺭ َ ﺍﻟﻌﻳﻥُ ِﻣﺛﻠَﮭﺎ ﻓﻲ ِﻁ ِ � أَﻥْ ُﺗﺧﺑﺭﻳﻧﻲ َﺧﺑﱢﺭﻳﻧﻲ ﺑﺎ ِ ﺍﺷﺗﻳﺎﻕ ﻳﺎ َﻋﺑﻳ ُﺭ ﺣُﺏﱞ َﻁﻐﻰ ﻓﻲ ِ
ﺣﺑﻳﺏ: ﻟﻙ ِﻣ ﱠﻧﺎ ُ ﻧﺎﻥ ِ ﺷﻛﻭﺭُﻧﺎ ﺑﺎﻣ ِﺗ ٍ ﻭﻉ ﺍﻟ ﱠﺗﻼﻗﻲ ﻟِ َ ﻧﻳﻊ ﺍﻟ َﮭﻭﻯ ﻟِ َﺭ ِ ﺻ ِ
ﺣﺳﻥ ﻋﻳﺳﻰ
)ﺣﻭﺍﺭ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ ( ﻋﻠﻰ ﺿﻭء ﻻﺋﺣﺔ ﺣﻘﻭﻕ ﺍﻻُﻣﻡ ُﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺑﺻﺭ ﺍﻟﻌﻣﻳﺎﻥ ﻓﺷﺎھﺩﻭﺍ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺗﻔﺭﱠ ﺳﻭﺍ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻓﻛﻝ ﻟﻭﻥ ﻳﺣﻛﻲ ﻗﺻﺔ ﺣﺿﺎﺭﺓ ، ﺧﺗﻡ ﻗﻭﺱ ﻗﺯﺡ ﺣﻭﺍﺭ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻹﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ِﺳﻳﱠﺎﻥ ﺍﻟﺭﺅﻳﺔ ﻟﻛﻝ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻓﺄ ُ َ ﻁﻠﻕ ﺟﻧﺎﺡ ﺍﻟﺿﻳﺎء ﻣﻥ ﺷﺭﺍﻧﻕ ﺍﻹﻧﻐﻼﻕ ﻟﻳُﺳﻛﺏ ﻓﻲ ﻛﺅﻭﺱ ﻣﻌﺎﻗﺭﺓ ﺍﻟ ﱠﻧ ْﺦ◌ْ ﺏ ﻟﺗﺗﺭﻧﺢ ﺍﻻﺻﻭﻝ ﻭﻓﻕ ﻣﻧﻁﻕ ﺍﻷﻋﺭﺍﻕ ﺍﻟﺳﺎﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺣﺎﻣﻳﺔ ﺗﻠﻭﱠ ﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻥ ﺁﻻﻡ ﺧﺎﺻﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺳﻭﺩﺍء ﻭھُﺩﺕ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺑﺯﺭﻉ ﺍﻟﻬﺟﺎﺋﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺷﺎءھﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺩ ِ ﺍﻟﻁﺎﺑﻭﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻣﺗﻘﻣﺹ ﺭﺩﺍء ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻹﺳﺗﻼﺏ ﻭﻓﻕ ﻣﺎ ﺗﻡ ﻧﺷﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﺣﻳﻔﺔ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﺍﻟﻣﺣﺑﻭﻛﺔ ﺑﺑﻭﺭﺻﺎﺕ ﺍﻟﺫھﺏ ﺍﻷﺳﻭﺩ ﻭﺍﻷﺣﻣﺭ ﻭﺍﻟﻣﺻﻔﻭﻓﺔ ﺑﺩھﺎﻟﻳﺯ ﺍﻟﺗﺟ ْ ّﺑﺭ ﻭﺍﻻﻧﺗﻬﺎﺯ ﻓﻔﺭﻭﺽ ﺍﻟﻣﻭﺍﺛﻳﻕ ﻣﻥ ﻋﺩﻝ ﻭﻣﺳﺎﻭﺍﺓ ﻳﺭﺍﻩ ﺍﻟﻣﺑﺻﺭﻭﻥ ﺃﻣﺗﻳﺎﺯﺍﺕ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻟﻡ ﻳﻌﻠﻣﻭﺍ ﺇﻥ ﺇﺻﺎﺑﺗﻬﻡ ﻛﺎﻧﺕ ﺑﻌﻣﻰ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ . ﺭﺳﻭﻝ ﻣﻬﺩﻱ ﺍﻟﺣﻠﻭ . ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ . ﻟﻭﻋﺔ.......ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﻡ
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻐﺷﺎﻧﻲ ﺍﻟﺷﻭﻕ
ﻟﺗﻁﺑﻌﻪ ﻓﻭﻕ ﺷﻔﺗﯾﻙ
ﻻ ﺍﻟﻠﻭﻋﺔ ﺗﺛﻧﯾﻧﻲ
ﻭ ﯾﺷﺗ ﱡﺩ ﺍﻟﺟﻭﻯ
ﺣﻠﻣﺎ ﺗﺭﺍﻯ ﺑﯾﻥ ﻋﯾﻧﯾﻙ
ﻭﻻ ﺍﻟﺑﻌﺩ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻧﻭﻯ
ﻟﻬﯾﺏ ﺍﻟﻌﺷﻕ ﻭ ﯾﺻﻬﺭ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ُ
ﻟﯾﻧﺛﺭ ﺩﻣﻭﻉ ﺍﻟﺣﺯﻥ
ﯾﺎ ﻣﻥ ﻣﻠﱠ ْﻛﺗﻙ َ ﺃﻧﺕ
ﻭ ﺣﻧﯾﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎء
ﯾﺎﺑﻰ ﻓﺭﺍﻕ ﺫﻛﺭﯾﺎﺗﻙ
ﻭﺣﺩﻙ ﺩﻭﻥ ﺳﻭﺍﻙ
ﻓﺄﺗﺟﺭﻉ ﺃﻗﺩﺍح ﺍﻟﻠﯾﺎﻟﻲ ﺍﻟﻣﺩﯾﺩﺓ ﱠ
ﻭﻟﻥ ﯾﺛﻧﻲ ﻻﻟﻡ ﻭﻻ ﺍﻟﺣﺯﻥ
ﻗﻠﺑﻲ ﻭ ﺭﻭﺣﻲ
ﻓﻲ ﻋﺗﻣﺔ ﺍﻟﺑﻌﺎﺩ ﺣﯾﻥ ﻏﺎﺩﺭ
ﻭﻻ ﺍﻟﻔﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺯﺣﻣﺔ ﻻﺷﻭﺍﻕ
ﻭ ﺑﺎﺕ ﺣﻠﻣﻲ ﯾﺗﺑﺗﻝ ﺷﻭﻗﺎ
ﺍﻟﺻﻣﺕ ﺍﻟﺳﻛﯾﻧﻪ
ﻭﺳﺎﺑﻘﻰ ﺣﺎﻣﻼ ﺷﻌﻠﺔ
ﻓﻲ ﻣﺣﺭﺍﺏ ﺍﻟﻬﻭﻯ
ﺗﺟﺎھﻠﺕ ﺍﻟﺟﻭﺍﺭح
ﺣﺑﻙ ﻻﺑﺩﻱ
ﯾﺭﺳﻡ ﺛﻐﺭﻙ ﻗُ ْﺑﻠَ ًﺔ ﻭ ﻗِ ْﺑ َﻠ ًﺔ
ﺍﻧﯾﻥ ﺍﻟﻣﺷﺎﻋﺭ ﻭﺗﺳﺎﻣﺕ ﺗﺭﺳﻡ
ﺳﺎھﺭ ﻻﻋﻅﻣﻲ...
ﺃﺷ ﱡﺩ ﺇﻟﯾﻬﺎ ﺭﻭﺍﺣﻝ ﻋﺷﻘﻲ
ﻗﺑﻼﺕ ﻻﺣﺳﺎﺱ
ﺍﻷﻏﺗـﺭﺍﺏ ﻗـﺭﺍءﺓ ﻓـﻲ ﻧـﺹ ﺍﻟﺷﺎﻋـﺭ ﻗﺎﺳﻡ ﺳﻬﻡ ﺍﻟﺭﺑﻳﻌﻲ )ﻏﺭﺑﺔ ﺍﻟﺭﻭﺡ( ﺑﻘﻠﻡ /ﺣﺳﻳﻥ ﺍﻟﺳﺎﻋﺩﻱ )ﻣﺷﻳﺕ ﻭﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ،ﻭﺟﺩﺕ ﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ُ ﺃﺩﺭﻛﺕ ﺃﻧﻪ ﻗﺩ ﺿﺎﻋﺕ ﻣﻧﻲ ﻣﻌﺎﻟﻡ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﻅﻠﻣﺔ ﺣﻳﻧﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ( "ﺩﺍﻧﺗﻲ ،ﺍﻟﻛﻭﻣﻳﺩﻳﺎ ﺍﻹﻟﻬﻳﺔ" ﺃﻥ ﻗﺭﺍءﺓ ﺃﻱ ﻧﺹ ﺷﻌﺭﻱ ﻳﻘﻊ ﺑﻳﻥ ﺧﻳﺎﺭﻳﻥ ﻻ ﺛﺎﻟﺙ ﻟﻬﻣﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻧﺹ ﺍﻟﻧﺣﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺑﻼﻏﻳﺔ ﻭﺗﺭﺍﻛﻳﺑﻪ ﺍﻟﻠﻔﻅﻳﺔ ﻭﺻﻭﺭﻩ ﺍﻟﺷﻌﺭﻳﺔ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﻭﺹ ﻓﻲ ﻣﺗﺎھﺎﺕ ﺍﻟﻧﺹ ﻟﻛﺷﻑ ﻋﻣﺎ ﻳﺣﻣﻠﻪ ﺍﻟﻧﺹ ﻣﻥ ﺭﺅﻯ ﻓﻠﺳﻔﻳﺔ ﻭﺩﻻﻻﺕ ﻭﺃﻧﺳﺎﻕ ﻭﺃﻁﺭ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎﺗﺣﻛﻡ ﻓﺿﺎءﺍﺗﻪ ﻟﺗﻅﻬﺭ ﻣﺩﻯ ﺃﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﻣﺣﻳﻁ ﺍﻟﻧﺹ .ﻷﻥ )ﻛﻳﻧﻭﻧﺔ ﺍﻟﻧﺹ ﺗﻛﻣﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺄﻣﻝ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺷﻛﻝ ﺍﻟﻣﺩﺧﻝ ﺍﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﻳﺔ ﺍﻟﻧﺹ( ) .ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺟﺑﺎﺭ ﺍﻟﻔﻳﺎﺽ ﺣﻛﻳﻡ ﻣﻥ ﺃﻭﺭﻭﻙ/ﻣﺣﻣﺩ ﺷﻧﻳﺷﻝ ﺍﻟﺭﺑﻳﻌﻲ ﺹ. ( ١٠٦ ﻭﻧﺹ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ "ﻗﺎﺳﻡ ﺳﻬﻡ ﺍﻟﺭﺑﻳﻌﻲ" ﺃﺭﺗﺄﻳﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻁ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺿﻭء ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺧﻳﺎﺭ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻷﻋﻁﺎء ﺭﺅﻳﺔ ﻓﻠﺳﻔﻳﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻳﺗﻣﺣﻭﺭ ﺣﻭﻝ ﻣﻭﺿﻭﻋﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻧﺎﻭﻟﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﻳﺔ ﺃﻻ ﻭھﻲ "ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ " Aliénation ﺃﻭ" ﺍﻟﻐﺭﺑﺔ" . ﻧﺣﻥ ﻧﻌﻠﻡ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻛﻳﻧﻭﻧﺔ ﻭﺟﻭھﺭ ھﺫﻩ ﺍﻟﻛﻳﻧﻭﻧﺔ ھﻭ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻝ ،ﻭﺍﻟﺷﺎﻋﺭ "ﻗﺎﺳﻡ ﺳﻬﻡ ﺍﻟﺭﺑﻳﻌﻲ" ﻋﺑﺭ ﻋﻥ ﻛﻳﻧﻭﻧﺗﻪ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻧﺻﻪ ﺍﻟﺷﻌﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻧﻭﻧﻪ "ﻏﺭﺑﺔ ﺍﻟﺭﻭﺡ" ﻣﺑﻳﻥ ﺭﺅﻳﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﻳﺣﻳﻁ ﺑﻪ ﻣﻥ ھﻭﺍﺟﺱ ﺗﺭﺟﻣﻬﺎ ﺑﺻﻭﺭ ﺃﻧﻔﻌﺎﻟﻳﺔ ﺣﺎﺩﺓ .ﺷﻛﻠﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﻣﺗﻌﺩﺩﺓ ﻭﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ ، ﻓﻠﺳﻔﻳﺔ ﻭﻧﻔﺳﻳﺔ ﻭﺃﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ،ﻣﺛﻠﺕ ﻧﻣﻁﺎ ً ﻣﻌﻳﻧﺎ ً ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻌﻭﺭ ﺍﻟﻣﻧﻔﺻﻝ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﻭھﺫﺍ ﺑﺩﻭﺭﻩ ﻭﻟﺩ ﺷﻌﻭﺭﺍً ﺩﺍﺧﻠﻳﺎ ً ﺑـ)ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ ﻭﺍﻹﺣﺑﺎﻁ ﻭﺍﻟﺗﺷﻳﺅ ﻭﺍﻟﺗﺫﺭﻱ ﻭﺍﻷﻧﻔﺻﺎﻝ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻪ( . ﻋﺎ ٌﻡ ِﺍﻧﻘﺿﻰ ﻣﺎﺯﻟﺕ ﻣُﻛﺑﻼً َ َ ﻭﺃﻧﺕ ﺑﻘﻳﻭ ِﺩ ﻋﺗﻣ ِﺔ ﺍﻟﺳﺩﻳﻡ… ِ َ ﻭﺃﻧﺕ ﻋﺎ ٌﻡ ِﺍﻧﻘﺿﻰ ﺣﺑﻳﺱُ ﺟﺩﺭﺍﻥ ٍ ﻣﻭﺻﺩ ٍﺓ… ﻋﺎ ٌﻡ ِﺍﻧﻘﺿﻰ..
ﻻﺳﻠﻭﻯ ﻏﻳ ُﺭ ھﻣﻭﻡ ﻙ… ﻭﺩﻣﻭﻉ ﺗﺣﺗﺿ ُﻧ َ ٍ ٌ ﻙ.. ﻋﻭﺍﺻﻑ ﺗﺟﻭ ُﻝ ِ ﺑﺭﺃﺳ َ ُ ﺕ ﺧﻳﻭﻁ ﺫﻛﺭﻳﺎ ٍ ﻁﺑﻭﻟَﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﺟﻣ ِﺗ َﻙ ﺍﻟﺧﺭﻓ ِﺔ… ٌ ُ ﺍﻟﺿﻳﺎﻉ… ﺩ ﺣ ﻙ ﺭ ﺗﺑﻌﺛ ﻭﺣﺷﺔ َ َ ِ ﻣﻥ ﻳﺑﺩ ُﺩھﺎ ؟... ﺑﻣﻥ ُ ﻙ.. ﺗﻠﻭﺫ ﻭﻗﺩ ِﺍﻧﻔﺿّﻭﺍ ﻋﻧ َ ﺑﻣﻥ َﺗ َﺗﺄﺳﻰ ؟.. ﻙ.. ﺑﺣﺭﻭ ٍ ﻑ ﺗﻧﺯﻑُ ﻭﺟ َﻌ َ ﺏ؟… ﺑﺣﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﺭﺍ ِ ﺃﻡ ﺗﺳﺑ ُﺢ ﻓﻲ ٍ ﻙ ﻭﺍﻗﺻﺭْ ﻛﻔﻛﻑْ ﺩﻣﻭﻋ َ َ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺟﺑ ُﻝ.. ﺳﻔﺣ َﻙ ﻣﻌﺎﻭﻟُ ُﻬ ْﻡ ﺗﺛﻠ ُﻡ َ ﻭﻣﺎ َﺛﻠَﻣﻭﺍ… ﻙ .. ﻏﻳﺽ ﻣﻌﻳ ِﻧ َ َ
ﺟﻑ ﺍﻟﺿﺭ ُﻉ.. َ ْ ﻗﺣﻠﺕ ﺭﻳﺎ ُ ﻙ .. ﺃ ﺿ َ ْ ﻙ.. ﺫﺑﻠﺕ ﺃﺯھﺎ ُﺭ َ ُ ﺍﻟﻔﺭﺍﺷﺎﺕ.. ﻙ ﻏﺎﺩﺭﺗ َ َ ﻙ ﺍﻟﺩﺑﺎﺑﻳ ُﺭ .. ﺗﺣﻭ ُﻡ ﺣﻭﻟ َ ﻙ… ﺃﻓُ َﻝ ﻧﺟ ُﻣ َ ﺩﻳﺎﺟﻳﺭ ﺍﻟﻣﺛﺎﻟﻳ ِﺔ ؟... ﺃﺗﻅ ُﻝ ﻗﺎﺑﻌﺎ ً ﻓﻲ ِ ﺃ ُ ﺧﺑﺯ ﻳﺳ ُﺩ ﻱ ﻓﺿﻳﻠ ٍﺔ ﺩﻭﻥ ِ ﺭﻏﻳﻑ ٍ َ ﺑﻁﻭﻥ ﺧﺎﻭﻳ ٍﺔ ؟!.. ﺭﻣﻕ ٍ ﺕ ﺃﻓﻭﺍ ٍﻩ ﻓﺎﻏﺭ ٍﺓ ؟!... ُﻳ َﻔ ّﺛﻲ ُء ﻟﻬﺛﺎ ِ ُ ﺑﺭﺍﺛﻥ ﺍﻟﺧﻁﺎﻳﺎ !… ﺳﺗﺳﻘﻁ ﺍﻟﻔﺿﻳﻠ ُﺔ ﻓﻲ ِ َﻏ ْﻣ ِﻐ ْﻡ ..ﻻ ﺗﺗﻌﺩﻯ ﻙ ؟.. ﺣﻧﺟﺭ َﺗ َ َ ﺍَ ْ ﻙ ﺍﻟﻬﻳﺳﺗﻳﺭﻳ ِﺔ.. ﻁﻠﻕ ﻗﻬﻘﻬﺎ ِﺗ َ ْ ﺇﺻﺭﺥ .. ْ ﺇﺻﺭﺥ.. ْ ﺇﺻﺭﺥ..
ﺣﻳﻥ ﺗﺣﻁ ُﻡ ﻣﺎ ﺃﺷ َﺩ ﺍﻟﻐﺭﺑ ِﺔ َ ﺍﻟﺑﻭﺡ ؟!.. ﺟﺩﺍﺭ َ ِ ﻭ ُﺗﺑﻳ ُﺢ ﺍﻷﻟ َﻡ؟! .. ﺍﻟﺭﻭﺡ؟!… ﻳﺎﻭﺣﺷ َﺔ ِ ﺍﻟﻧﺹ ﻳﺣﺗﻭﻱ ﺻﻭﺭ ﺷﻌﺭﻳﺔ ﺷﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺑﺊ ﻋﻥ ﺃﻧﻌﺩﺍﻡ ﺍﻹﺣﺳﺎﺱ ﺑﺎﻹﻧﺗﻣﺎء ﻭﺃﻏﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺷﻌﻭﺭ ﺑﺎﻟﻣﻐﺯﻯ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ،ﺣﻳﻥ ﻳﺗﻠﻣﺱ ﺃﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻪ ﻭﻻﻳﺣﺳﻪ ،ﻭھﻭ ﻣﻭﻗﻑ ﺻﻌﺏ ، َ ﻣﺎﺯﻟﺕ ﻣُﻛﺑﻼً /ﺣﺑﻳﺱُ ﺟﺩﺭﺍﻥ" ،ﺛﻡ "ﻋﺎ ٌﻡ ِﺍﻧﻘﺿﻰ" " ، ٍ ﻳﺳﺗﺭﺳﻝ ﺑﻣﻧﺎﺟﺎﺗﻪ ﻳﺭﻯ ﺍﻟﻬﻭﺍﺟﺱ ﺗﻘﺭﻉ ﺫﺍﻛﺭﺗﻪ ﻛـ"ﻁﺑﻭﻝ" ﻣﺭﺓ ﻭ"ﻋﻭﺍﺻﻑ" ﻣﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ،ﻭﻟﻛﻥ "ﻻﺳﻠﻭﻯ ﻏﻳ ُﺭ ھﻣﻭﻡ" .ﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﻳﺑﺣﺙ ﻋﻣﻥ ﻳﺑﺩﺩ ﻑ ﺗﻧﺯﻑُ " ﻭﺟ ٌﻊ ﺃﻭ ﺳﺑﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻭﺣﺷﺗﻪ ،ﻳﺳﺗﻧﺟﺩ "ﺑﺣﺭﻭ ٍ ﺑﺣﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﺭﺍﺏ" ﺛﻡ ﻳﻌﻭﺩ ﻳﻠﻣﻠﻡ ﺃﺷﺗﺎﺕ ﻧﻔﺳﻪ ﻭﻳﺑﻌﺙ " ٍ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺯﻳﻣﺔ ﻭﺍﻹﺻﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻁﺎﻭﻟﺔ "ﻛﻔﻛﻑ ﺳﻔﺣﻙَ/ﻭﻣﺎ َﺛﻠَﻣﻭﺍ" . ﺩﻣﻭﻋﻙ/ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺟﺑﻝ/ﻣﻌﺎﻭﻟ ُ ُﻬ ْﻡ ﺗﺛﻠ ُﻡ َ ﻟﻛﻥ ﺳﺭﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﺭﻯ ﺣﺎﻟﺔ "ﻧﻛﻭﺹ" ﻓﻲ ﺍﻟﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﻣﻛﺎﺑﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﺩﻓﻳﻧﺔ ﻭﻣﻧﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺎﺑﻪ ،ﻓﺎﻟﺷﺎﻋﺭ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺭﺓ )ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺧﺎﻁﺊ( ﻋﻠﻰ ﺣﺩ ﺗﻌﺑﻳﺭ "ﺇﺭﻳﻙ ﻓﺭﻭﻡ")ﺗﻌﺗﻘﺩ ﺃﻧﻙ ﺳﻌﻳﺩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻧﺗﺎﺝ ﻭﻋﻳﻙ ﺍﻟﺧﺎﻁﺊ .ﻟﺩﻳﻙ
ﺃﻧﻁﺑﺎﻉ ﺑﺄﻧﻙ ﺣﺭ ،ﻭھﺫﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻻ ﺗﺧﻁﺊ ﺃﺑ ًﺩﺍ :ﻓﺄﻧﺕ ﻣﺳﺗﻠَﺏ .ﺃﻧﺕ ﺗﺭﻯ ﺃﺑ ًﺩﺍ ﺍﻟﻘﻳﻭﺩ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﻧﻘﻙ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺑﺭھﺎﻥ ﺟﻑ ﻋﻠﻰ ﺩ ﱠﻗﺗﻬﺎ ﻭﻓﻌﺎﻟﻳﺗﻬﺎ" . (. ﻙَ / ﻏﻳﺽ ﻣﻌﻳ ِﻧ َ َ ﻙْ / ْ ﺃﻗﺣﻠﺕ ﺭﻳﺎ ُ ﻙ ﺍﻟﺿﺭ ُﻉ/ ﻏﺎﺩﺭﺗ َ ﻙَ / ﺫﺑﻠﺕ ﺃﺯھﺎ ُﺭ َ ﺿ َ ُ ﻙ" . ﺍﻟﻔﺭﺍﺷﺎﺕ/ﺃﻓُ َﻝ ﻧﺟ ُﻣ َ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ Aliénationﻣﻔﻬﻭﻡ ﺷﺎﻉ ﺇﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺑﺷﻛﻝ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ،ﻭھﻭ ﻣﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﺍﻟﻣﺻﻁﻠﺣﺎﺕ ﺗﺩﺍﻭﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﺷﻛﻼﺕ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺑﺎﻳﻥ ﻭﺍﻷﺧﺗﻼﻑ ﻓﻲ ﺗﻭﺿﻳﺢ ھﺫﺍ ﺍﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ،ﻓﺄﻧﻪ ﻳﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻧﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺟﺩﻟﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍھﺭ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻝ )ﻅﻭﺍھﺭ ﺍﻟﺿﻳﺎﻉ ﻭﺍﻷﺳﺗﻼﺏ ﻋﻧﺩ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭ( . ﻧﺣﻥ ﻧﻌﻠﻡ ﺟﻳﺩﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﺍﺗﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺑﻌﺎﺩ )ﻧﻔﺳﻳﺔ/ﺃﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ( ﺗﻌﺑﺭ ﻋﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭ ﻓﻲ ﻅﻝ ﺍﻟﺗﺑﺎﻳﻥ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ﺍﻟﻣﺗﺳﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺷﻛﻝ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺗﺻﺎﻋﺩﻱ ،ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻵﺧﺭ ﺗﺩﻧﻲ ﻗﻳﻣﻲ ﺃﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻧﺎﺯﻟﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻧﺗﻣﺎء ﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﻗﻳﻣﻪ .ﻭﻣﻥ ﻣﻅﺎھﺭ ھﺫﺍ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ھﻭ )ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﺍﺗﻲ( ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﺩ ﻣﻥ ﺃﺻﻌﺏ ﻣﻔﺎھﻳﻡ ﺍﻻﻏﺗﺭﺍﺏ . ﺍﻟﺭﻭﺡ ( ﺃﻥ ﻧﺹ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ ﻗﺎﺳﻡ ﺳﻬﻡ ﺍﻟﺭﺑﻳﻌﻲ ) ﻏﺭﺑ ُﺔ ِ ﻳﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻙ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﺍﺗﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺟﺎء ﻣﺗﺧﻡ
ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﻻﺗﻣﺛﻝ ﻏﺭﺑﺔ ﺍﻟﺟﺳﺩ ﺍﻟﻣﻧﻔﺻﻝ ﻋﻥ ﻭﻁﻧﻪ ،ﻭﺃﻧﻣﺎ )ﻏﺭﺑﺔ ﺭﻭﺡ( ﻣﺗﺻﺎﺭﻋﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ،ﻭھﻭ ﻣﺎ ﺫھﺏ ﺇﻟﻳﻪ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻧﻔﺱ )ﺳﻳﺟﻣﻭﻧﺩ ﻓﺭﻭﻳﺩ (١٨٥٦- ١٩٣٩ )ﺷﻌﻭﺭ ﺍﻷﻧﻔﺻﺎﻡ ﻭﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺑﻳﻥ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﺍﻟﺩﻓﻳﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺑﻳﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﻋﻳﺔ( .ﻭﻧﺳﺣﺏ ھﺫﺍ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩﻱ ﻟﻸﻏﺗﺭﺍﺏ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻔﻳﻠﺳﻭﻑ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩﻱ "ﺳﺎﺭﺗﺭ "١٩٨٠- ١٩٠٥ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺍﻋﺗﺑﺭﻩ )ﺣﺎﻟﺔ ﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﻓﺎﻗﺩ ﻟﻠﻬﺩﻑ ﻭﻟﻠﻐﺎﻳﺔ(،ﺷﻛﻝ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﻣﻌﻧﻰ ،ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺗﺟﺭﺩ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﻧﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ . ﻓﺎﻟﻐﺭﺑﺔ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺷﺎﻋﺭ ،ھﻲ )ﺃﻧﻔﺻﺎﻝ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻋﻥ ﻋﻣﻕ ﺍﻟﺫﺍﺕ( ،ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺣﺎﺟﺯ ﺍﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﻳﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻭﻣﺣﻳﻁﻪ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻹﻧﺳﺟﺎﻡ ﻣﻊ ھﺫﺍ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁ ،ﻓﻠﻳﺱ ﺃﺻﻌﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺳﺎﻥ ﻣﻥ ﺍﻹﺣﺳﺎﺱ ﺑﺎﻟﻐﺭﺑﺔ ﻭﺍﻷﺻﻌﺏ ﻣﻧﻪ )ﻏﺭﺑﺔ ﺍﻟﺭﻭﺡ( .ﺣﻳﻥ ﻳﺣﺱ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻭھﻭ ﺑﻳﻥ ﺃھﻠﻪ ﻭﺃﺻﺩﻗﺎﺋﻪ ﻛﺎﻟﻐﺭﻳﺏ .ﻓﺎﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ،ﺗﺟﺭﺑﺔ ﺇﻧﺳﺎﻥ ﻳﺷﻌﺭ ﺑﺎﻟﻐﺭﺑﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ . ھﻧﺎﻙ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻔﻛﺭﻳﻥ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻧﺎﻗﺷﻭﺍ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﻣﻥ ﺟﻭﺍﻧﺏ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻭﺍﻷﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻟﻧﻔﺳﻲ .ﻭﻳﻌﺗﺑﺭ "
"ﻓﺭﻳﺩﺭﻳﻙ ھﻳﺟﻝ "١٨٣١ -١٧٧٠ﻭ" ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺱ "١٨٨٣- ١٨١٨ﺃﻭﻝ ﻣﻥ ﻭﺟﻬﻭﺍ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﻧﺣﻭ ﻣﻭﺿﻭﻋﺔ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻬﻡ ﺍﻻﻭﻟﻰ ،ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺍﻟﺣﺟﺭ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻠﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻟﻸﻏﺗﺭﺍﺏ .ﻟﻘﺩ ﺃﻋﻁﻰ "ھﻳﺟﻝ" ﻓﻬﻣﺎ ً ﻓﻠﺳﻔﻳﺎ ً ﻟﻸﻏﺗﺭﺍﺏ ﺣﻳﻥ ﺃﻋﺗﺑﺭﻩ )ﻟﺣﻅﺔ ﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺣﻳﻧﻣﺎ ﺗﺻﻝ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻣﻥ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ( ،ﺃﻣﺎ "ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺱ" ﻓﺭﺑﻁ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻷﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻭﺻﺭﺍﻋﺎﺗﻪ .ﻭ)ﻓﺭﻭﻳﺩ( ﻳﻌﻭﺩ ﺑﺄﺳﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﺟﻧﺳﻲ .ﺃﻣﺎ ﻋﻧﺩ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻧﻔﺱ ﺃﻷﻟﻣﺎﻧﻲ "ﺇﺭﻳﻙ ﻓﺭﻭﻡ ) ١٩٨٠ - ١٩٠٠ﻓﻬﻭ "ﻧﻣﻁ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺟﺭﺑﺔ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻏﺭﻳﺑﺎ ً ﻋﻥ ﻧﻔﺳﻪ ،ﺣﻳﺙ ﻳﻔﻘﺩ ﺩﻭﺭﻩ ﺑﻭﺻﻔﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺇﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ" ،ﻭﻳﺫھﺏ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ "ﺇﻣﻳﻝ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻡ"١٨٥٨-١٩١٧ ﻓﻘﺩ ﻭﺿﻌﻪ "ﻣﻭﺿﻊ ﺍﻟﺧﻠﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﺍﻟﺟﻣﻌﻲ" . ﻟﻘﺩ ﺟﺳﺩﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ "ﺃﻟﺑﻳﺭ ﻛﺎﻣﻭ "١٩٦٠ - ١٩١٣ﻭ "ﻓﺭﺍﻧﺯ ﻛﺎﻓﻛﺎ "١٩٢٤- ١٨٨٣ﻭﻁﺭﻭﺣﺎﺕ " ﻛﻭﻟﻥ ﻭﻟﺳﻭﻥ "٢٠١٣ -١٩٣١ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﺍﻟﻼﻣﻧﺗﻣﻲ" .ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺣﺩﺩ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻷﻏﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﻭﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻓﻬﻭ ﻳﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ،ﻭﺃﻧﻌﺩﺍﻡ ﺍﻹﺣﺳﺎﺱ ﺑﺎﻹﻧﺗﻣﺎء ﻭ ﺃﻏﺗﺭﺍﺏ
ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻛﻳﻑ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ .ﻭﺟﻣﻳﻝ ﻣﺎﻛﺗﺑﻪ ﺍﻟﻔﻳﻠﺳﻭﻑ "ﺃﺑﻭ ﺣﻳﺎﻥ ﺍﻟﺗﻭﺣﻳﺩﻱ ٤١٤ - ٣١٠ھـ " ﺣﻳﻥ ﻗﺎﻝ ):ﺃﻏﺭﺏ ﺍﻟﻐﺭﺑﺎء ﻣﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﺭﻳﺑﺎ ً ﻓﻲ ﻭﻁﻧﻪ( . ﺍﻟﻣﻌﻁﻑ. ﺗﺑﺩﺃ ﻗﺻﺔ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ .ﺧﻼﻝ ﻓﺗﺭﺓ ﻏﯾﺭ ﻣﺣﺳﻭﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﺭ ﺍﻟﺯﻣﻥ، ﻟﻡ ﯾﻛﻥ ھﻧﺎﻙ ﺃﺷﯾﺎء ﺍﻓﻘﺩھﺎ ،ﻓﺎ ﺍﺣﺯﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺩھﺎ ،ھﺫﺍ ﺍﻟﺟﺎﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺗﻧﻌﻡ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻧﻌﯾﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﯾﺷﻪ ،ﻟﻡ ﯾﻧﺳﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﯾﻧﻭﻧﺔ ﺫﺍﺗﻲ ﻣﻥ ﺃﻧﺎ ،ﻭﻟﻡ ﺃﺗﻧﻛﺭ ﻟﻬﺎ .ھﻭ ﻋﻬﺩ ﻗﻁﻌﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻲ .ﻓﻲ ﯾﻭﻡ ﻣﻥ ﺍﻷﯾﺎﻡ ،ﻗﺎﺩﺗﻧﻲ ﺍﻟﺭﻏﺑﺔ ،ﺑﻌﺩ ﺧﺭﻭﺟﻲ ﻣﻥ ﻣﺅﺗﻣﺭ ﺍﻟﻣﺎﻧﺣﯾﻥ ،ﻟﺻﻧﺩﻭﻕ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﺍﻟﺫﯾﻥ ﯾﻌﯾﺷﻭﻥ ﻓﻲ ﻏﯾﺎھﯾﺏ ﻁﻐﯾﺎﻥ ﺣﻛﻭﻣﺎﺕ ﻭﺣﻛﺎﻡ ،ﻭﻛﻬﻧﻭﺕ ﺍﻟﻘﺩﺍﺳﺔ ،ﺣﯾﺙ ﻗﺩﻣﺕ ﻣﻧﺣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ،ﺃﻥ ﺍﺫھﺏ ،ﻭﺑﻬﺩﻭء ﻧﻔﺳﻲ ،ﻭﺻﻔﺎء ﺭﻭﺣﻲ ،ﺣﯾﺙ ﻛﺎﻥ ﺳﺑﺏ ﺟﺎھﻲ ﻭﻣﻧﺻﺑﻲ ،ﺇﻧﻪ ﻣﻛﺏ ﺍﻟﻧﻔﺎﯾﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻭﻁﻥ ،ﯾﻌﯾﺵ ﺣﺎﻟﺗﯾﻥ ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﯾﻥ ،ﺍﻟﻔﻘﺭ ،ﻭﺍﻟﺗﺧﻣﺔ. ﺃﻧﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﻌﻁﻑ ﺍﻟﻣﻣﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺟﺩﺗﻪ ،ﻓﻔﺭﺣﺕ ﺑﻪ ﻭﻟﺑﺳﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ، ﻓﺗﺣﺳﺳﺕ ﺟﯾﻭﺑﻪ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﻣﺯﻗﻪ ھﻲ ﺃﯾﺿﺎ ،ﺣﯾﺙ ﺧﺭﺝ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻧﯾﺎ ﺑﺟﯾﻭﺏ ﻓﺎﺭﻏﺔ .ﺗﺣﺳﺳﺕ ﺃﺟﺯﺍء ﺍﻟﻣﻌﻁﻑ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺍﺷﺗﺭﯾﻪ ﻣﻥ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﺣﻼﺕ ﺍﻷﺯﯾﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺭﻓﻌﻪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﻧﻅﺭ ﺇﻟﯾﻪ ﺑﺳﺭﻭﺭ ﺑﺎﻟﻎ ،ﻛﺎﻥ ﻓﯾﻪ ﻣﯾﻼﻥ ،ﻓﻲ ﺇﺣﺩﻯ ﺟﻧﺑﯾﻪ ،ﺟﻠﺳﺕ ﺣﯾﺙ ﺍﻟﺯﺑﺎﻟﺔ ﺗﺣﯾﻁ ﺑﻲ ،ﻭﺍﻟﺭﺍﺋﺣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺯﻛﻡ ﺍﻷﻧﻭﻑ ،ﻟﻡ ﺍﻋﺩ ﺍﺳﺗﻧﻛﺭھﺎ ،ﻭﺿﻌﺕ ﺍﻟﻣﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﻓﺧﺫﻱ ،ﻭﺟﻠﺳﺕ ﺍﻧﻘﺽ ﺧﯾﻭﻁ ﺍﻟﻣﻌﻁﻑ ﻋﻘﺩﺓ ،ﻋﻘﺩﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﯾﻌﺯ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻲ ﻓﻌﻠﻲ ھﺫﺍ .ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺩھﺷﺔ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺑﯾﻛﺔ ﺻﻔﺭﺍء ،ﺗﻠﻣﻊ ﺑﻭھﺞ ﺗﺣﺕ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﺍﻟﺣﺎﺭﻗﺔ. ﻋﺑﺩ ﷲ ﺍﻟﺷﻭﯾﻼﻥ
)ﺑﺎ ِﺋ ٌ ﺱ َﻳﻧ ُﺩﺏُ ﺃُﻣﱠﻪ( ﻙ ﻓﻲ ﺇﺑﺭﻳﻝ ﻣﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٨٠ﻭﻗﺩ ﺭ ُ ﺃﺿﺭﺏُ ُﺣﺕ ﻛﺎﻥ ﺫﻟِ َ َ ِ ﱢ ﻣﺗﺄﺧ ٍﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻠﻳﻝ ھﺯﻳﻊ ﺷﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﺭﱠ ﻣﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻓﻲ ِ ٍ ﺍﻟﻔﻧﺩﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭ َﺩ ُ ُ ﻋﺕ ﻓﻳﻪ ﺟﻭﺍﺯ ﺑﺎﺏ ،ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻅﻠﻠﺕ ﺃﻗﺭ ُﻉ َ ِ ً َ ﺭﺍﻋﻳﻪ ﺣ ﱠﺗﻰ ﺍﺳ َﺗﺣ َﻳ ُ ﻳﺕ ،ﻭﻭﺟﺩ ُﺗﻧﻲ ﻣﺣﺎﻭﻻ ﺍﻟ ﱠﺳ َﻔﺭ ﺇﻳﻘﺎﻅ ِ ُﻣﺳ ُ ﻙ ﺟﻬﺎﻡ ﻳ َﺗ َﺭ ﱠ ﻟ ًﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺃﻣﺎ َﻡ ﺻ ُﺩﺍﻟﺳﺎ ِﺋ َﺢ ﻭﻳ ِ ٍ ﻁﺑ ُﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻟﻭﻻ ﺑﺧﻧﺎﻕ ﺍﻟ ﱠﻧﻔﺱ ﻭﺳﻣﺎ ٍء ﺗﻛﺎ ُﺩ ُﺗ ِ ﻏﻣﺯﺍﺕ ﻧﺟﻭﻣﻬﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻳ ُ ﺍﻟﺗﻁﻭﺍﻑ ﺣ ّﺗﻰ ﻳﻣ َﺗ َﻊ ﻙ ُﺑ ﱞﺩ ﻣﻥ ِ ﺍﻟ ﱠﻧﻬﺎﺭ ،ﻓﻲ َﺗ َﺭﺻﱡﺩ ﻣﻥ ﺳﻳﱠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟ ﱡﺷﺭﻁﺔ ﻭ َﺗ َﺟﻬﱡﻡ ﺍﻟﻣﺎﺭﱠ ﺓ ، ﻣﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺟﺯ ،ﻭﺗﻠَﺑ ُ ﻭﺍﺳْ َﺗﺷ َﻌ ُ ﱠﺳﺕ ﺣﺎ َﻝ ﺍﻟﺑﺎ ِﺋﺱ ﺭﺕ ﺣﻳﻧﻬﺎ َ ﻭﺯ ِﻩ ﻓﻲ ﻏﻣﱠﺎء ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻭﺍﻟ ُﻣ َﻘﻳﱠﺩ ﺍﻟﻳﺗﻳﻡ ﻳﺿﻳ ُﻊ َ ﺑﻌ ِ ﻙ ﻣﻥ ﺍﻟ َﻘﻳْﺩ ،ﻭﺑﻌ َﺩ ﻷﻱٍ ﺃﻁ ﱠﻝ ﺍﻟﺭﺍﺳﻑ ِ ﻳﺳﺗﺷﺭﻑ ﺍﻟﻔﻛﺎ َ ِ ﺑﻭﺟﻬﻪ ﻭﻓﻲ ﺟﻳﺑﻲ ﻗﺻﻳ َﺩ ًﺓ ﺍﺳﺗ َﻌ ُ ﻧﺕ ِﺑﺩَ ﻧ َﺩ َﻧ ِﺔ ﺃﺑﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺻﺑﺎ ُﺡ ِ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎ َﻣﺔ ﱡ ﻛﺎﻥ ﻣﻧﻬﺎ ھﺫﻩ ﺍﻟﻅﻠ َﻣ ِﺔ ﻭﺭﺗﺎ َﺑﺔ ﺍﻟﺳﱡﻛﻭﻥ َ ، ﺍﻟ ﱠﻧﺑﺿﺎﺕ : ً ــــــﺔ َﻳـــﺎ ﺃ ُ ﱡﻡ َﻧﺟﻣًــــﺎ َﻧﺟ َﻣ َﻗــﺩ َﺭ َﻣـــ ْﻘ ُ ـﺕ ﺍﻷﻧ ُﺟ َﻣــــــﺎ ﺍﻟﺑ ْﺷ ُﺭ َﻳﺎ ﺃُﻣــ َﻏ َ ﺎﺽ ِﻣ ﱢﻧﻲ ِ ــ ُﻡ ﻭ َﻟـــﻡ َﻳـﺟْ ﻑُ ﺍﻟﺳﱠـــــﻣﺎ ﻧﺎ َﻡ َﺣﻭﻟﻲ ﺍﻟ َﻛـﻭﻥُ ﻳﺎ ﺃ ُ ْﻣـــ
ــ ُﻡ َﻭ َﻭﺣْ ــــﺩﻱ ﻟَــــ ْﻡ ﺃَ َﻧـــ ْﻡ ﺃﺳْ ـﺄ َ ُﻝ ﱠ ﺍﻟﻅ ْﻠ َﻣـﺎ َء َﻋﻥْ ِﺣﺻْ ـ ــﻧﻲ ﻭﺃَﺳْ َﺗﺟْ ـــﺩﻱ ﺍﻟ َﻌــ َﺩ ْﻡ ْــــﻥ ﻳـــﺎ ﺃُﻣﱠــــــﺎﻩُ َﻭﺟْ ـ ٌﻪ ﺃَﻳ َ ـﺟـﻥْ ؟ ِﻣ ْﻧ ِ ــﻙ ﻳُــﺫﺭﻱ ﺑـِﺎﻟ ﱠﺷ َ ْــﻥ َﻳــــﺎ ﺃُﻣﱠــــﺎﻩُ ﺣﺿْ ٌﻥ ﺃَﻳ َ ـــــﺣـﻥْ ؟ ﺃ ﱠﺗـ ِﻘﻲ ِﻓﻳــــ ِﻪ ﺍﻟ ِﻣ َ ـﻊ ﻳﺎ ﺃ ُ ْﻣــ ِﻣﻥْ َﻭ َﺭﺍ ِء ﺍﻟﺩﱠﻣْ ِ ـــ َﻣﺎﻩُ ﺃﺳْ َﺗﺟﻠِــﻲ َﺳـ َﻧــــﺎ ْﻩ َﺷﺎ ِﻛــﻳًﺎ ِﻣﻥْ ُ ﻅ ْﻠـ َﻣ ِﺔ ﺍﻟـ ﱡﺩ ْﻧـ ــ َﻳــﺎ َﻭ ِﻣﻥْ ُ ﺍﻟﺣ َﻳــــﺎ ْﻩ ﻅ ْﻠ ِـﻡ َ ﺻﺎ َﺡ ﺍﻟﺑ ُْﺅﺱُ َﻓ ًّ ﻅﺎ ْــﻑ َ َﻛﻳ َ ُﻛـــ ْﻧ ُ ﺕ ﻟِﻠـﺑ ْ ﺻــﺩَﻯ ﺱ َ ُــﺅ ِ ﻟَــ ْﻳ َﺗﻧﻲ ُﻛــــ ْﻧ ُ ﺕ َھـــــ َﺑﺎ ًء ﻟَــ ْﻳ َﺗـﻧﻲ َﻁ ْـﻭ ُﻉ ﺍﻟــــﺭﱠ ﺩَﻯ ُﻳ ْﻘ ِﺑـــ ُﻝ ﺍﻟ ِﻌﻳـــــ ُﺩ ﻭ َﻧ ْﻭ ِﺣـﻲ ــﺭﺍﺑﻲ َﻭ ِﺣ ْ ﻳــﺩ َﺑﻳ َ ْـــــﻥ ﺃَ ْﺗ ِ
َﻟﻬـﻭُ ھُــﻡ ﻟِـﻲ ﻣُـﺣْ ِﺭ ٌﻕ َﻳــﺎ ﺃ ُ ﱡﻡ ﻭﺍﻟ َﻛــــﺭْ ﺏُ َﺷــــ ِﺩ ْ ﻳــﺩ ُﻛﻠﱡﻬُـــﻡ َﻗـﺩ َﺯ ﱠﻓــــ ُﻪ ﻟِﻠ َﺳـــ ــ َﺳــــــــﻌْ ــــــ ِﺩ ﺃ ُ ﱞﻡ َﻭﺃَﺏُ َﻭﺍَﻧــﺎ ﻓﻲ ﺍﻟ ِﻌﻳ ِﺩ َﻳـــﺎ ﺃ ُ ْﻣـــ ـــ َﻣــﺎﻩُ ُﻳ ْﺗ ِﻣـــﻲ ﻣ ْ ُـــﺫ ِﻧـﺏُ ﺏ ﻻ َﺗﺧــ ﻟَﻭ َﻋ ِﺗﻲ ِﻓﻲ ﺍﻟ َﻘ ْﻠ ِ ـــﺑُـﻭ ﻭ َﺷ ْ ــــﻭ ِﻗﻲ ﺩَﺍ ِﺋـــــ ُﻡ َھــــ ﱠﺩ ِﻣ ﱢﻧﻲ ﺍﻟ ﱠﻧﺄﻱُ َﻧﻌ َﻣــﺎ ِﺋـﻲ َﻭ َﻛــــــﺭْ ﺑﻲ َﻗﺎ ِﺋــــ ُﻡ ﺁ ِﻩ َﻳـــﺎ ﺃُﻣﱠــــﺎﻩُ َﻳـــﺎ ﺃ ُ ْﻣـــ ـــ َﻣـــﺎﻩُ َﻳـــــــﺎ ﺃُﻣﱠــــﺎﻩُ ﺁ ْﻩ ـﺎﻁ ٌﻝ ﺫﺍ ﺍﻟ َﻌـﻳْﺵُ َﺟﻬْـــ ٌﻡ َﺑ ِ ﺵ َﺷـــﻭ ٌ ـﺎﻁ ٌ ﻙ َﺟ َﻧـــــﺎ ْﻩ َﺑ ِ ﻠـﻭﻯ ﻭﺃ ْﺑ ِﻛــﻲ ﺃَﺷ َﺗ ِﻛــﻲ ﺍﻟ َﺑ َ ْﺱ َﻣﻥْ َﻳ ْﺑ ِﻛـــﻲ َﻣ ِﻌـــﻲ ﻟَﻳ َ َﺗﺿْ َﺣ ُ ﻙ ﺍﻟ ﱡﺩﻧ َﻳـﺎ ﻭ َﻛــــﺭْ ﺑﻲ
ــــﺎﺻ ٌ ﻑ ﻓﻲ ﺃَﺿْ ﻠُـ ِﻌﻲ َﻋ ِ ـﺭﺍﻧﻲ ﺍﻟ ﱠﻧــﺎﺱُ ﻻ َﻳ ْﻛــــ َﻭ َﻳ َ ﻳﻬـــــــ ُﻡ ﺃ ﱢﻧـــﻲ َﻓ ِﻘﻳــــﺭْ ـــ ِﻔ ِ ــــﻭﺍ َﺑﻌْ ـــ َﺩ ْ ﺇِ ْﺫ َﺑﻠَ ْ ﺍﻏ ِﺗــﻧﺎ ٍء ﻓـــﺎ َﻗ ًﺔ ُﻛـــــ ْﻧ ُ ـﺕ ﺍﻟ ﱠﻧﺫﻳــــﺭْ ﻳﺭ ِﻣﻧﻬُـ ُﻡ َﻗ ْﺩ ــــﺑ ٍ َﻛــــ ْﻡ َﻛ ِ ْ ﻐﻳـﺭﺍ ﺻ َ ﺵ َ َ ﻛــﺎﻥ ِﺑﺎﻟ َﺑــﻁ ِ َﻳﺟ َﺗـــــﻭﻱ َﻧ ْﻔـ ِﻌﻲ َﻭﻳ ُْﻠــ ِﻔﻲ َﻣ ْﻁﻠَـــﺑﻲ ﺍﻟ َﻣ َﺄﻭﻯ َﻛﺑﻳـــﺭﺍ ﻭ َﺛ ِﺭﻱﱟ َﻏــــ ﱠﻝ َﻋ ﱢﻧﻲ ﺍﻟــ ــﻣـﺎ َﻝ ﻭﺍﺳْ َﺗﺣْ ﻠَــﻰ َﺩ ِﻣــﻲ ُــﻭﻋﻲ ــﻡ ُﺩﻭﻧﻲ ﻭﺟ ِ ُﻣ ْﺗ َﺧ ٍ َﻧـــﺎ ِﺧــ ٌﺭ ِﻓﻲ ﺃَﻋْ ُ ـــﻅ ِﻣـﻲ َﻧﺟْ َﻣ ً ــﺔ َﻳــــﺎ ﺃ ُ ﱡﻡ َﻧﺟْ ﻣًــــﺎ ـــﺩ َﺭ َﻣــ ْﻘ ُ َﻗ ْ ﺕ ﺍﻷَ ْﻧ ُﺟ َﻣـــــﺎ ﺏ ِ◌ ْﺷ ُﺭ ﻳﺎ ﺃُﻣْ ـ ﺎﺽ ِﻣ ﱢﻧﻲ ﺍﻟ ِ َﻏ َ ــ ُﻡ ﻭﻟَــــ ْﻡ ﻳﺟْ ﻑُ ﺍﻟ ﱠﺳ َﻣـــــﺎ
ﻓﺎﺭ َﻳ ٌ ـــﺎﺕ ھُـــﻥﱠ َﻳــﺎ ﺃ ُ ْﻣــ ِ ــــﻭ َﺝ َ ـــ َﻣــﺎﻩُ َﻣ ْ ـــﺱ ﺍﻟﻐﻠَ ِ ﺍﻟﺣ ْ ــــﻭﺑﺎ ِء ﻻ ُﻳ ْﻔـ َﻭ ُﺩ َﺟﻰ َ ﺿ ْ ـــﺱ ـــﺭﻯ ِﺑ َ َ ـــﻭ ِء ﺍﻟ َﻘ َﺑ ِ ــﺎﻁﺭﻱ َﻳـــﺎ ﺃ ُ ﱡﻡ َﻗﺭ ٌ ﺡ َﺧ ِ ِﻓﻲ َﺣ َﺷﻰ ﺍﻟﺻ ْﱠﺩ ِﺭ َﺧ ِﻁﻳﺭ ْﺻ ُﺭ ﺍﻟ َﻛ ْ ــــﻭ َﻥ َﻓ َﻳــﺩﺟُﻭ ﺃُﺑ ِ ﻔﺳﻲ ﺍﻟﻣُﻧﻳــﺭْ ﻓﻲ ﺭ َُﺅﻯ َﻧ ِ ْــــﻥ ﺃﻳﱠــــﺎ ٌﻡ َﺗ َﻘـﺿ ْ ﱠــﺕ ﺃﻳ َ َﺟ ً ﺎھـﻼ ﻓﻳ َﻬــﺎ ﺍﻟ ﱡﺳﻣُـﻭ ْﻡ ؟ ﺎﺏ َﻋ ْﻧ َﻬـﺎ ﺍﻟﺳﱡﻬ ُﺩ ﻭﺍ ْﻧ َﺟﺎ َﻏ َ َﺑ ْ ﻘﺎﻭ ُ ﺍﺕ ﺍﻟﻬُـﻣﻭ ْﻡ ــــﺕ َﺷ َ ُﻛـ ْﻧ ُ ﻭﺭ ﺃَ ْﻟﻬُــــﻭ ﺕ َﻛﺎﻟﻌُﺻﻔُ ِ ِﻣــــﻥْ ﺑ َﺳــــــﺎﻁٍ ﻟِـــ َﻔﻧـَـﻥْ َﻏﺎ ِﻓ ًﻼ َﻋﻥْ َﻧ ْﻛـ َﺑ ِﺔ ﺍﻟ ﱡﺩ ْﻧــ ــ َﻳـﺎ ﻭ َﺑﺄ َﺳـــــﺎ ِء ﱠ ﺍﻟﺯ َﻣـــﻥْ ﺍﺭْ ِﺟـ ِﻌﻲ َﻳــــﺎ ﺃ ُ ﱡﻡ َﺗﺭْ ِﺟﻊْ
ﻟِﻠ ﱡﺩﻧـــــﺎ ﺭُﻭ ُﺡ ﺍﻟ ُﺣﺑُــﻭﺭْ ــــﻙ ﺍﻟﺧﺎ ِﻓﻲ َﺭ َﺟﺎ ِﺋﻲ َﻁ ْﻳﻔُ ِ ِﻓﻳــــ ِﻪ ﺑُﺭ ِﺋﻲ ﻟَــــﻭ َﻳ ُﺯﻭﺭْ ﷲ ﻟَــ َﺩﻯ ﺫﺍ ﺍﻟــ َﺭﺣْ َﻣـ ُﺔ ِ ْـﻥ ﺍﻟﻘُﺑُــﻭﺭْ ْــﺭ ِﻣﻥْ َﺑﻳ ِ ــ َﻘﺑ ِ ِﻓﻳـــــ ِﻪ َﻣ ْﻧﺟـﺎﺗﻲ ﻭﺭُﻛﻧﻲ ﺿﻲ ﻭﺍﻟﺳﱡـﺭﻭﺭْ ِﻓﻳـــ ِﻪ َﺧ ْﻔ ِ ﻻﻋ ِﺟﻲ َﻗ ْﺩ َھﺎ َﺝ َﻳﺎ ﺃُﻣْــ ِ َ ﻭﺍﻟﺧ ْﻔـــﺽُ َﺭ َﻗ ْ ــ َﻣﺎﻩُ ــــﺩ ﻣْﻊ ﺃَﺭْ ُﻧﻭ ﺿ َﺑﺎ ِ ِﻣﻥْ َ ﺏ ﺍﻟ ﱠﺩ ِ ﻑ ِﻣﻥْ َﻛــــ َﻣ ْﺩ ْــﺭ َﻏﺎ ٍ َﻏﻳ َ َﻧﺟ َﻣ ً ـــﺔ َﻳـــــﺎ ﺃ ُ ﱡﻡ َﻧﺟﻣًــﺎ ـــﺩ َﺭ َﻣــ ْﻘ ُ َﻗ ْ ﺕ ﺍﻷ ْﻧ ُﺟ َﻣـــﺎ َﻏ َ ﺍﻟﺑ ْﺷ ُﺭ َﻳﺎ ﺃُﻣـْ ﺎﺽ ِﻣ ﱢﻧﻲ ِ ـــ ُﻡ ﻭﻟَــ ْﻡ َﻳﺟﻑُ ﺍﻟﺳﱠـــﻣﺎ )ﻣﺣﻣﺩ ﺭﺷﺎﺩ ﻣﺣﻣﻭﺩ(
ﺃﻏﺗﻳﺎﻝ ﻣﻭﻅﻑ ﻧﺯﻳﻪ ﺑﻘﻠﻡ ﺍﺳﻌﺩ ﻋﺑﺩ ﷲ ﻋﺑﺩ ﻋﻠﻲ ﻣﻁﺭ ھﺫﻩ ﺍﻟﻠﻳﻠﺔ ﻻ ﻳﺗﻭﻗﻑ ،ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺷﺗﻝ ﺗﺣﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺑﺭﻛﺔ ﻣﺎء ،ﺍﻟﻧﺎﺱ ﺗﺳﻳﺭ ﻣﺳﺭﻋﺔ ،ﺻﻭﺕ ﻣﻧﺑﻬﺎﺕ ﺍﻟﺳﻳﺎﺭﺍﺕ ﻳﺻﻡ ﺍﻷﺫﺍﻥ ،ﺧﺻﻭﺻﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﺎﺭﻉ ﺗﻣﺭ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺭﻛﺑﺎﺕ ﺍﻟﺷﺣﻥ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ،ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻳﺯ ﺑﻣﻧﺑﻬﺎﺕ ﺗﺳﺑﺏ ﺍﻟﺻﻣﻡ. ﻛﺎﻥ ﻳﺣﻣﻝ ﻛﺗﺑﻪ ﻋﺎﺩﺍ ﻟﺑﻳﺗﻪ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻗﺩ ﺧﺎﻟﻑ ﻛﻝ ﻣﻥ ﺣﻭﻟﻪ ﺑﻌﺩﻡ ﺍھﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻣﻁﺭ ،ﺑﻘﻲ ﻳﺳﻳﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺑﺑﻁء ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﻣﻼﺑﺳﻪ ﺗﺑﻠﻠﺕ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣﻝ ،ﻣﻌﻁﻔﻪ ﺍﻷﺳﻭﺩ ﻭﻗﺑﻌﺗﻪ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻲ ﺃﻓﻛﺎﺭﻩ ،ﻧﻌﻡ ﻟﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﻭﻣﺎ ﺳﻳﺋﺎ ،ﺷﺩﻳﺩ ﺍﻟﺿﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﻛﻳﺎﻧﻪ ،ﻓﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﻌﺭﻑ ﻛﻳﻑ ﻳﻛﻣﻝ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ، ﻳﻬﺗﺯ ﻛﻳﺎﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺷﺭﻳﻁ ﺍﻟﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻣﺎﺿﻳﺔ: ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﺗﺭﻙ ھﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ،ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻡ ﺗﺟﻠﺏ ﻟﻲ ﺃﻻ ﺍﻟﻬﻡﻭﺍﻟﻘﻠﻕ ،ﺷﻬﺭﻳﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺭﻋﺏ ﺣﻘﻳﻘﻲ ،ﻣﺎ ﻟﻲ ﻭﺍﻟﻠﺻﻭﺹ ،ﺃﻧﻬﻡ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻔﻠﺔ ،ﻟﻛﻥ ﺑﺑﺩﻻﺕ ﻏﺎﻟﻳﺔ ﻭﺭﺑﻁﺎﺕ ﻋﻧﻕ ﺃﻧﻳﻘﺔ ،ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺃﺭﺍھﻡ ﺍﺳﺗﺷﻌﺭ ﻧﺗﺎﻧﺔ ﺗﺧﻧﻕ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩ. ﺟﺎء ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺍﺣﺩ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻟﻳﻥ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻪ ﻟﺑﻧﺎء ﻣﺷﺭﻭﻉ ﻟﻠﻌﺎﺻﻣﺔ ،ﻟﻛﻥ ﺣﺳﻥ ﺍﻟﻣﻭﻅﻑ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ﻓﻲ ﻗﺳﻡ ﺗﺩﻗﻳﻕ
ﺍﻟﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ،ﻭﺟﺩ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﻳﻣﺎﺕ، ﻓﺭﻓﺽ ﺗﻣﺭﻳﺭھﺎ ،ﻭﻛﺗﺏ ﻋﻠﻳﻬﺎ "ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﻳﻣﺎﺕ ﻭﻏﻳﺭ ﻣﺳﺗﻭﻓﻳﺔ ﻟﻠﺷﺭﻭﻁ" ،ﻋﻧﺩھﺎ ﺩﺧﻝ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ،ﻭﻁﻠﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻠﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺭﺍﺩ ،ﻓﺧﺭﺝ ﺣﺳﻥ ﺇﻟﻳﻪ ﻟﻳﻔﻬﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺭﻳﺩ، ﺟﻠﺳﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺗﺭﻳﺎ ﺍﻟﺩﺍﺋﺭﺓ ،ﻓﺑﺎﺩﺭ ﺣﺳﻥ ﻟﻠﺳﺅﺍﻝ: ﻗﻝ ﻣﺎ ﺗﺭﻳﺩ؟ﺃﺣﺳﻥ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺻﺔ ﺣﺎﻧﺕ ﻛﻲ ﻳﻔﻭﺯ ﺑﺗﻭﻗﻳﻊ ھﺫﺍ ﺍﻟﻣﻭﻅﻑ ﺍﻟﺷﺎﺏ: ﺳﺄﻋﻁﻳﻙ ﺳﻳﺎﺭﺓ ﺣﺩﻳﺛﺔ ھﺩﻳﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺷﻘﺔ ﻣﺩﻓﻭﻋﺔﺍﻹﻳﺟﺎﺭ ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻣﺑﻠﻎ ﺟﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺎﻝ ،ﺳﺄﺟﻌﻝ ﺣﻳﺎﺗﻙ ﺗﻛﻭﻥ ﻛﺎﻟﺣﻠﻡ ،ﻓﻘﻁ ﺃﻓﻭﺯ ﺑﺗﻭﻗﻳﻌﻙ ،ﻭھﻭ ﺳﻳﻛﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﺑﻠﺩ ،ﻭﺃﻧﺕ ﺑﺗﻭﻗﻳﻌﻙ ﺗﻘﺩﻡ ﺧﺩﻣﺔ ﻟﻠﻭﻁﻥ ،ﻭﺗﻛﻭﻥ ﺃﺩﻳﺕ ﻋﻣﻠﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺳﻥ ﻭﺟﻪ. ﺫھﻝ ﺣﺳﻥ ﻣﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺗﺭ ﺍﻟﺣﺳﺎﺱ ،ﻓﺣﺳﻥ ﻳﺣﻠﻡ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻷﺷﻳﺎء ،ﺳﻳﺎﺭﺓ ﻭﺷﻘﺔ ،ﻭﺍﻁﻝ ﻭﺟﻪ ﺣﺑﻳﺑﺗﻪ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻅﺭﻩ ﻣﻧﺫ ﺃﺷﻬﺭ ،ﻟﻛﻥ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ﻻ ﺗﻌﻁﻳﻪ ﺍﻟﺣﻕ ﺑﺎﻟﻔﻭﺯ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ،ﻓﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺷﺗﺭﻙ ﻓﻲ ﺟﺭﻳﻣﺔ ﺧﻁﻳﺭﺓ ،ﺃﻓﺎﻕ ﺃﺧﻳﺭﺍ ﻣﻥ ﺻﺩﻣﺔ ﺍﻟﻌﺭﺽ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻣﻘﺎﻭﻝ:
ﻻ ﻻ ﻻ ،ﻻ ﺗﺣﺎﻭﻝ ﻣﻌﻲ ،ﺃﻧﺎ ﻻ ﺍﻗﺑﻝ ﺍﻟﺭﺷﻭﺓ ،ﻭﺍﻥﻛﺭﺭﺕ ﻛﻼﻣﻙ ﺳﺄﺷﺗﻛﻳﻙ ﻋﻧﺩ ﺍﻣﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﺭﺓ. ﺍﺷﺗﺎﻁ ﻏﺿﺑﺎ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ،ﻓﻛﻳﻑ ﻳﺭﻓﺽ ھﺫﺍ ﺍﻟﺻﻌﻠﻭﻙ ﻋﺭﺿﻪ ،ھﻝ ﺳﺗﺿﻳﻊ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ،ﻓﺻﺎﺡ ﺑﺎﻟﻣﻭﻅﻑ ﺣﺳﻥ: ﺳﺄﺟﻌﻠﻙ ﺗﻧﺩﻡ.ﻏﺎﺩﺭﺍ ﺍﻟﻛﺎﻓﺗﺭﻳﺎ ،ﺧﺭﺝ ﺣﺳﻥ ﻣﺳﺭﻋﺎ ،ﻭﻭﻗﻑ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻛﺎﻓﺗﺭﻳﺎ ﻳﻔﻛﺭ ،ﺛﻡ ﺍﺧﺭﺝ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ﺳﻳﻛﺎﺭﺗﻪ ﻛﻲ ﻳﺭﺷﺩﻩ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺗﺑﻎ ﻟﺣﻝ ﻣﺎ ،ﻭھﻭ ﻏﺎﺭﻕ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺑﺎﻟﺧﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺑﺩﻳﻠﺔ ،ﺍﺗﺻﻝ ﺑﻣﺩﻳﺭ ﻣﻛﺗﺏ ﺃﻣﻳﻥ ﺍﻟﺣﺯﺏ ،ﻛﻲ ﻳﺣﻝ ﺍﻹﺷﻛﺎﻝ: ﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﺧﻳﺭ ﻓﺧﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ. ﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﻧﻭﺭ ،ﺗﻛﻠﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺭﻳﺩ؟ ﺃﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ﻋﺭﻗﻠﻬﺎ ﻣﻭﻅﻑ ﺻﻐﻳﺭ ،ﺃﺭﻳﺩ ﺗﺩﺧﻠﻙﺍﺳﺗﺄﺫﻧﺎ ﺍﻟﻣﺑﺟﻝ. ﺍﺳﻣﻊ ،ﺍﺫھﺏ ﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﻣﺩﻳﺭ ،ﻓﻘﻁ ﺍﺧﺑﺭﻩ ﺍﻧﻙ ﻣﻥﻁﺭﻓﻲ. -ﺷﻛﺭﺍ ،ﺷﻛﺭﺍ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﻔﺎﺿﻝ.
ﻋﺎﺩﺕ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻔﺎﺅﻝ ﻟﻭﺟﻪ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ،ﺃﺳﺭﻉ ﻧﺣﻭ ﻏﺭﻓﺔ ﺍﻟﻣﺩﻳﺭ ،ﻭﻛﺎﻥ ھﻧﺎﻙ ﺳﻛﺭﺗﻳﺭﺓ ﺟﻣﻳﻠﺔ ﺑﺛﻳﺎﺏ ﻓﺎﺿﺣﺔ، ﺗﻧﻅﻡ ﺍﻟﺩﺧﻭﻝ ﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﻣﺩﻳﺭ ،ﻓﺎﻗﺗﺭﺏ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻟﻳﻐﻣﺭھﺎ ﺑﻌﻁﺭﻩ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻭﻳﺩھﺷﻬﺎ ﺑﺧﻭﺍﺗﻣﻪ ﺍﻟﺫھﺑﻳﺔ ،ﻭﻧﻅﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻣﻕ ،ﺛﻡ ﻗﺎﻝ: ﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﺧﻳﺭ ﺳﺕ.ﺗﺑﺳﻣﺕ ﺍﻟﺳﻛﺭﺗﻳﺭﺓ ﻭھﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺕ ﻓﻲ ﺩھﺷﺗﻬﺎ ﻭﺇﻋﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺭﻑ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﻏﻧﻳﺎء: ﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﻧﻭﺭ ﺃﺳﺗﺎﺫ ،ﺗﻛﻠﻡ ﻣﺎ ھﻭ ﻁﻠﺑﻙ ،ﻭﺳﺎﻟﺑﻳﻪ ﻟﻙ.ﺗﺑﺳﻡ ﺑﺧﺑﺙ ﻓﺎﻟﻔﺗﺎﺓ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﺍﻟﺟﻣﺎﻝ ،ﺛﻡ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺩ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻣﺩﻳﺭ ،ﻷﻣﺭ ﺧﺎص ﻭﻣﻬﻡ. ﺗﺩﻟﻝ ﺃﺳﺗﺎﺫ ،ﺳﺄﺧﺑﺭﻩ ﻭﺃﻋﻭﺩ ﻟﻙ ،ﺗﻔﺿﻝ ،ﺃﺳﺗﺭﻳﺢ،ﻭﺳﺄﻋﻭﺩ ﻟﻙ ﺳﺭﻳﻌﺎ. ﺟﻠﺱ ﺍﻟﻣﻘﺎﻭﻝ ،ﻭﺫھﺑﺕ ﺍﻟﺳﻛﺭﺗﻳﺭﺓ ﺍﻟﺟﻣﻳﻠﺔ ،ﻭﺑﺳﺭﻋﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻪ ﻭھﻲ ﺗﻁﻳﻝ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﺃﻟﻳﻪ ﺑﺎﻹﻋﺟﺎﺏ: ﺗﻔﺿﻝ ﺃﺳﺗﺎﺫ ،ﺍﻟﻣﺩﻳﺭ ﻳﻧﺗﻅﺭﻙ.ﻣﺩ ﻳﺩﻩ ﻭﺍﺧﺭﺝ ﻛﺎﺭﺕ ﺷﺧﺻﻲ ،ﻭﺩﺳﻪ ﺑﻳﻥ ﻳﺩﻳﻬﺎ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:
ھﺫﺍ ﺭﻗﻣﻲ ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﺍﻧﺗﻅﺭ ﻣﻧﻙ ﺍﺗﺻﺎﻝ ،ﻓﺎﻧﺎ ﺃﺣﺏﺇﻥ ﺃﺧﺩﻣﻙ ،ﻓﺄﻧﺕ ﺟﻣﻳﻠﺔ ﻭﺗﺳﺗﺣﻘﻳﻥ. ﺃﺧﺫﺕ ﺍﻟﺳﻛﺭﺗﻳﺭﺓ ﺍﻟﻛﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻭﺗﺑﺳﻣﺕ ﺑﺭﺿﺎ ﺗﺎﻡ ،ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻟﻪ: ﺳﺄﺗﺻﻝ ﺑﻙ ﻗﺭﻳﺑﺎ.ﺑﻌﺩ ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺩﻳﺭ ﺍﻟﺗﺩﻗﻳﻕ ﻭﻣﺩﻳﺭ ﺍﻟﺣﺳﺎﺑﺎﺕ ﻳﻌﻧﻔﻭﻥ ﺣﺳﻥ ﺑﻛﻠﻣﺎﺕ ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺍﻟﺗﻘﺭﻳﻊ ،ﻭﺗﻡ ﺭﻓﻊ ﺗﻘﺭﻳﺭ ﺑﺣﺳﻥ ﻟﺳﻭء ﺳﻠﻭﻛﻪ ،ﻭﺧﺻﻡ ﻋﺷﺭ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻥ ﺭﺍﺗﺑﻪ ،ﻭھﻭ ﻣﺻﺩﻭﻡ ﻣﻣﺎ ﻳﺣﺻﻝ ،ﻓﻬﻭ ﻟﻡ ﻳﻔﻌﻝ ﺇﻻ ﺍﻟﺻﻭﺍﺏ ،ﻟﻛﻥ ﺟﺎءﺕ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﺑﻌﻛﺱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻧﺗﻅﺭ ،ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﻲ ﺟﺎء ﺃﻣﺭ ﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺧﺎﺯﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﺭﺓ. ﻛﺄﻥ ﻛﺭﺍﺝ ﺍﻟﻣﺷﺗﻝ ﺑﺭﻛﺔ ﻣﺎء ﺑﻔﻌﻝ ﻣﻳﺎﻩ ﺍﻹﻣﻁﺎﺭ ﺍﻟﻐﺯﻳﺭﺓ، ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻣﻁﺭ ﺷﺩﺓ ،ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻧﻘﻁﻌﺕ ﺍﻟﻛﻬﺭﺑﺎء ،ﻭﺣﻝ ﻅﻼﻡ ﺩﺍﻣﺱ ،ﻭﻳﺯﻳﺩ ﻣﻥ ﺭﻋﺏ ﺍﻟﻠﺣﻅﺔ ﺍﻟﺭﻋﺩ ﺍﻟﻣﺧﻳﻑ، ﻭﺻﺧﺏ ﺍﻟﻌﺎﺋﺩﻳﻥ ﻟﻠﻣﻧﺎﺯﻝ ﻣﻥ ﻋﻣﺎﻝ ﻭﻣﻭﻅﻔﻳﻥ ﻭﻛﺳﺑﺔ، ﻛﺎﻥ ﺣﺳﻥ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻧﻔﺱ )) :ﺗﺭﻯ ھﻝ ﻗﺩﺭ ﻟﻠﻌﺩﻝ ﺃﻥ ﻳﻣﻭﺕ ،ﻭﻟﻣﺎﺫﺍ ﺍﻟﻔﺎﺳﺩﻭﻥ ﻳﻧﺟﺣﻭﻥ ﺩﻭﻣﺎ ،ﺃﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﺎ ﻳﺛﻳﺭ ﺗﻌﺟﺑﻲ ھﻭ ﺩﻭﻟﺗﻧﺎ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﺢ ﺍﺫﺭﻋﻬﺎ ﻟﻔﺭﻳﻕ ﺍﻟﻣﻧﺎﻓﻘﻳﻥ ﻭﺍﻟﻣﻔﺳﺩﻳﻥ((.
ﺃﺧﻳﺭﺍ ﺍﻗﺑﻝ ﺍﻟﺑﺎص ﻓﻬﺭﻭﻝ ﻛﻝ ﺍﻟﺣﺿﻭﺭ ﺇﻻ ﺣﺳﻥ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺭﻳﺩ ﺃﻥ ﺗﻐﺳﻝ ﺍﻹﻣﻁﺎﺭ ﺫﺍﻛﺭﺗﻪ ،ﻋﻥ ﻳﻭﻡ ﺍﻧﺗﺻﺭ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﻔﺳﺎﺩ. ﻓﻲ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻠﺣﻅﺔ ﺑﻘﻲ ﺣﺳﻥ ﻭﺣﻳﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﺎﺭﻉ ،ﻭﻓﺟﺄﺓ ﺗﺄﺗﻲ ﺳﻳﺎﺭﺓ ﺳﻭﺩﺍء ﻣﺳﺭﻋﺔ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺣﺳﻥ ،ﻭﺣﺳﻥ ﻏﻳﺭ ﻣﻧﺗﺑﻪ ﻟﻬﺎ ﺍﻻ ﻭھﻲ ﺗﻘﺭﺏ ﻣﻧﻪ ،ﺛﻡ ﺗﺳﺣﻕ ﺍﻟﻣﻭﻅﻑ ﺣﺳﻥ، ﻓﺗﺧﺭﺝ ﺻﺭﺧﺔ ﻣﺩﻭﻳﺔ ﺗﺣﺕ ﺟﻧﺢ ﺍﻟﻅﻼﻡ ،ﻟﺗﻣﺗﺯﺝ ﺑﺎﻟﺭﻋﺩ ﻭﺍﻟﻣﻁﺭ ،ﻭﺗﻬﺭﺏ ﺍﻟﺳﻳﺎﺭﺓ ﻣﺳﺭﻋﺔ ﻧﺣﻭ ﺍﻟﻣﺟﻬﻭﻝ ،ﻭﻳﻌﻭﺩ ﺍﻟﺻﻣﺕ ﺍﻻ ﻣﻥ ﺻﺧﺏ ﻗﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻁﺭ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﺳﻌﺩ ﻋﺑﺩ ﷲ ﻋﺑﺩ ﻋﻠﻲ ﻛﺎﺗﺏ ﻭﺃﻋﻼﻣﻲ ﻋﺭﺍﻗﻲ
ﺣﺩﻳﺙ ﺍﻟﺷﺭﻑ ﺑﻳﻥ ﻛﺎﺗﺏ ﻭﻋﺎھﺭﺓ ﺑﻘﻠﻡ /ﺍﺳﻌﺩ ﻋﺑﺩﷲ ﻋﺑﺩﻋﻠﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﻟﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺱ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺟﺩﺍ ،ﻓﻛﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺷﺩﻳﺩ ﺍﻟﻘﺳﻭﺓ، ﺑﺑﺭﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻳﻁﺎﻕ ،ﺟﻠﺱ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻗﺭﺏ ﻧﺎﻓﺫﺓ ﺍﻟﺑﻳﺕ ﻭﺑﻳﺩﻩ ﺣﺎﺳﻭﺑﻪ ﺍﻟﺻﻐﻳﺭ ،ﻳﺭﻳﺩ ﺃﻥ ﻳﻁﺭﺩ ﺍﻟﺑﺭﺩ ﺍﻟﻣﺳﻳﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺳﺩﻩ ﺍﻟﺗﻌﺏ ،ﻟﻳﺳﻁﺭ ﻛﻠﻣﺎﺕ ﻣﻘﺎﻝ ،ﺣﻳﺙ ﺗﻡ ﺗﻛﻠﻳﻔﻪ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻝ ﻳﻣﺩﺡ ﻓﻳﻪ ﻓﺧﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﻳﺎﺩ ،ﻓﺄﺳﺭﻉ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺿﻳﻊ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﻭﺍﻧﻁﻠﻕ ﻳﻧﺳﺞ ﻛﻠﻣﺎﺗﻪ ﺍﻹﻧﺷﺎﺋﻳﺔ ،ﻋﺳﻰ ﺃﻥ ﻳﻛﺗﻣﻝ ﻣﻘﺎﻻ ،ﻓﻁﺎﻋﺔ ﺍﻷﺳﻳﺎﺩ ﻭﺍﺟﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ، ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﻻ ﺍﺣﺩ ﻳﻘﺭﺃ ﻟﻪ ،ﻟﻬﺷﺎﺷﺔ ﺃﻓﻛﺎﺭﻩ ،ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻻﻥ ﺗﻔﻛﻳﺭﻩ ﻣﺣﺩﻭﺩ ﻳﺳﺗﻧﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺗﻣﻠﻕ ،ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﺗﻣﻠﻕ ﺛﻡ ﺗﻣﻠﻕ ﺛﻡ ﺗﻣﻠﻕ ،ﺣﺗﻰ ﺗﻔﻭﺯ ﺑﺎﻟﻣﺎﻝ ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﺻﺏ" ،ھﻲ ﻗﺎﻋﺩﺗﻪ ﺍﻟﺫھﺑﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺃﺳﺱ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺣﻳﺎﺗﻪ. ﻗﺭﺭ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﺃﻥ ﻳﺟﻌﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺯﺍﻳﺩﺍﺕ ﻣﻘﺩﻣﺔ ﻟﻣﻘﺎﻟﻪ ﺍﻟﻧﺎﺩﺭ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﺣﻘﻕ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ، ﻭﺑﻪ ﻳﻛﺳﺏ ﺭﺿﺎ ﺍﻷﺳﻳﺎﺩ ،ﻓﺷﺭﻉ ﻳﻛﺗﺏ ﻣﻘﺎﻟﻪ: ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻳﺑﺗﺳﻡ ﻓﺭﺣﺎ ﺑﺎﻻﻧﺟﺎﺯﺍﺕ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﺳﺑﻭﻗﺔ ،ﺍﻟﺗﻲﺗﻣﺕ ﺑﻔﺿﻝ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﻳﺎﺩ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺃﻥ ﻳﺳﺟﺩ ﻁﻭﻳﻼ ﻛﺗﻌﺑﻳﺭ ﻟﻠﺭﺿﺎ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﻭﻣﻥ ﻳﻧﺗﻘﺩ ﻓﻬﻭ ﻳﻐﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻣﺔ ﺃﻋﺩﺍء ﺍﻷﺳﻳﺎﺩ ،ﻭھﻭ ﻛﺎﻓﺭﺍ ﺯﻧﺩﻳﻕ ،ﻭﻳﺟﺏ ﺃﻥ
ﺗﺻﻳﺑﻪ ﺍﻟﻠﻌﻧﺎﺕ ،ﻓﻛﻳﻑ ﻳﺻﻑ ﺍﺣﺩھﻡ ﺑﺎﻥ ﻓﺧﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﻳﺎﺩ ﻻ ﻳﻧﺗﺟﻭﻥ ﺍﻟﺧﻳﺭ ،ﺍﻻ ﻳﺭﻭﻥ ﺑﺄﻡ ﺃﻋﻳﻧﻬﻡ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺍﻟﺳﻌﻳﺩ ﻭﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻣﺭﻓﻬﺔ ،ﺍﻻ ﻳﻧﻅﺭﻭﻥ ﻟﻛﻡ ﺍﻻﻧﺟﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻔﻭﻕ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻛﻝ ﻣﻥ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻟﻛﻥ ﺃﻻﻥ ﻓﻘﻁ ﻋﺭﻓﺕ ﺳﺭ ﺍﻟﻣﻧﺗﻘﺩﻳﻥ ،ﺃﻧﻬﻡ ﻋﻣﻳﺎﻥ ﻻ ﻳﺭﻭﻥ ﺍﻟﻧﻬﺿﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﺔ. ﻓﺭﺡ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﺑﻣﺎ ﺧﻁﺗﻪ ﻳﺩﺍﻩ ،ﻟﻛﻥ ﺍﻧﻘﻁﻌﺕ ﺍﻟﻛﻬﺭﺑﺎء، ﻓﻛﺎﻥ ﻣﺟﺑﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻭﻗﻑ ،ﻟﻛﻧﻪ ﺿﺟﺭ ﻭﺧﺎﻑ ﻓﺎﻟﻅﻼﻡ ﻳﺷﻌﺭﻩ ﺑﺎﻟﺭﻋﺏ ،ﻟﻌﻥ ﻭﺯﻳﺭ ﺍﻟﻛﻬﺭﺑﺎء ﻛﺛﻳﺭﺍ ،ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻠﺟﺎ ﻟﻣﺩﻓﺄﺗﻪ ،ﻟﻛﻥ ﺃﻳﺿﺎ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻔﻁ ،ﻓﺎﻧﺗﻬﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻠﻡ ﺍﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺩﻑء. ﻓﺟﺄﺓ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺑﺎﺏ ،ﺷﻌﺭ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﺑﺭﻋﺏ ﻛﺑﻳﺭ ﺑﻝ ﻛﺎﺩ ﻳﺻﺭﺥ ﻣﻥ ﺍﻟﻬﻠﻊ ،ﺛﻡ ﻭﻗﻑ ﻓﺿﺭﺏ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺣﺎﺋﻁ ﻭﺟﺭﺡ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻭﺑﻌﺩ ﺟﻬﺩ ﻭﺻﻝ ﻟﻠﺑﺎﺏ ،ﻓﺗﺢ ﺍﻟﺑﺎﺏ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺟﺎﺭﺗﻪ ﺗﻣﺎﺭﺓ ،ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﻛﺎﺯﻳﻧﻭ ﻟﻳﻠﻲ ،ﻛﺎﻧﺕ ﺑﺄﺟﻣﻝ ھﻳﺋﺔ ،ﺑﻳﺿﺎء ﺗﺳﺭ ﺍﻟﻧﺎﻅﺭﻳﻥ ،ﻋﻳﻭﻥ ﺳﺎﺣﺭﺓ ﻭﺟﺳﺩ ﻛﺟﺑﻝ ﺷﺎﻣﺦ ،ﻛﺎﺩ ﻳﺳﻘﻁ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻣﻥ ھﻭﻝ ﺍﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﺎﺋﻥ ﻳﻔﻭﻕ ﻛﻝ ﺧﻳﺎﻟﻪ ،ﺑﻘﻲ ﻓﺎﺗﺣﺎ ﻓﻣﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﺟﺏ ﻣﻥ ﺩﻭﻥ ﻛﻠﻣﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﺕ ﺗﻣﺎﺭﺓ: ﻣﺳﺎء ﺍﻟﺧﻳﺭ ﻋﻣﻭ.ﺗﻠﻌﺛﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺩ ،ﺑﺎﻟﻛﺎﺩ ﺑﻠﻊ ﺭﻳﻘﻪ ،ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺗﺣﻳﺔ:
ﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﻧﻭﺭ ،ﺃھﻼ ﺗﻣﺎﺭﺓ.ﺿﺣﻛﺕ ﺑﺻﺧﺏ ﺗﻣﺎﺭﺓ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻗﺎﻝ "ﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﻧﻭﺭ"، ﺛﻡ ﺿﺣﻛﺕ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻣﻥ ﺑﻳﺟﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺑﻳﺿﺎء ﻭﻣﺧﻁﻁﺔ ﻣﺻﻧﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﻗﻣﺎﺵ ﺍﻟﺑﺎﺯﺓ ﺍﻻﺛﺭﻱ. ﻋﻣﻭ ﺃﻳﻥ ﻭﺟﺩﺕ ھﺫﻩ ﺍﻟﺑﻳﺟﺎﻣﺎ ﺍﻟﺗﺣﻔﺔ.ﺿﺣﻛﺕ ،ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ھﻭﻝ ﺻﺩﻣﺗﻪ، ﻭﺷﻌﻭﺭﻩ ﺑﺎﻻﺿﻣﺣﻼﻝ ﺃﻣﺎﻡ ھﺫﺍ ﺍﻟﻛﺎﺋﻥ ﺍﻟﻌﻅﻳﻡ ،ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺳﺗﺟﻣﻊ ﺭﺟﻭﻟﺗﻪ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﻌﺛﺭﺗﻬﺎ ﺿﺣﻛﺎﺕ ﻋﺎھﺭﺓ ،ﺛﻡ ﻗﺎﻝ: ﺗﻔﺿﻠﻲ ﺗﻣﺎﺭﺓ ﻳﺳﻌﺩﻧﻲ ﺷﺭﺏ ﺍﻟﺷﺎﻱ ﻣﻌﻙ.ﻧﻅﺭﺕ ﻟﻪ ﺑﺗﻌﺟﺏ ﻣﻥ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺷﺎﻱ ،ﻭﻧﻅﺭﺓ ﺑﺗﻔﻛﺭ ﻣﻊ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺣﺎﺟﺏ ﺍﻷﻳﻣﻥ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻝ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻳﻐﺭﻕ ﻓﻲ ﺑﺣﺭ ﻣﻥ ﺍﻷﻣﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﺧﺑﻳﺛﺔ ،ﺑﺩﺩﺕ ﺗﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺻﻣﺕ ﻓﻘﺎﻟﺕ: ﻓﻘﻁ ﺃﺭﺳﻠﻧﻲ ﺃﺑﻲ ﻳﺭﻳﺩ ﻣﻧﻙ ﺃﻳﺟﺎﺭ ﺍﻟﺑﻳﺕ ،ﻭھﻭ ﻣﺗﻌﺟﺏﻣﻥ ﺗﺄﺧﺭﻙ ﺑﺎﻟﺳﺩﺍﺩ. ﺃﻥ ﺃﺑﻭﻙ ﺭﺟﻝ ﺫﻭ ﻗﻠﺏ ﻛﺑﻳﺭ ،ﺗﻔﺿﻠﻲ ،ﺍﺟﻠﺳﻲ ھﻧﺎ ﻓﻲﺻﺎﻟﺗﻲ ﺍﻟﻣﺗﻭﺍﺿﻌﺔ ،ﻭﺳﺄﺟﻠﺏ ﻟﻛﻲ ﻣﺎ ﺗﺭﻳﺩﻳﻥ. ﺩﺧﻠﺕ ﺗﻣﺎﺭﺓ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﻳﻣﺷﻲ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻭﻳﺗﻌﺷﻕ ﺗﻔﺎﺻﻳﻝ ﺟﺳﺩھﺎ ،ﻭﻣﻊ ﺩﺧﻭﻟﻬﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﻛﻬﺭﺑﺎﺋﻲ ﻟﻠﺑﻳﺕ، ﻓﺎﻧﻛﺷﻑ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻓﻳﺎ ،ﺟﻠﺳﺕ ﺑﻘﺭﺏ ﺣﺎﺳﻭﺏ
ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ ﻭھﻭ ﺫھﺏ ﻟﻳﺻﻧﻊ ﺍﻟﺷﺎﻱ ،ﻭﺍﻷﻓﻛﺎﺭ ﺍﻟﺷﻬﻭﺍﻧﻳﺔ ﺗﺗﺯﺍﺣﻡ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻳﻐﺳﻠﻪ ﻣﻧﺫ ﻳﻭﻣﻳﻥ ،ﺑﺳﺑﺏ ﺍﻧﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻣﺎء ﻋﻥ ﺑﻳﺗﻪ ،ﻭﺍﻷﻓﻛﺎﺭ ﺗﺿﺞ ﺑﻝ ﺗﺻﺭﺥ ﻓﻲ ﻛﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺟﻭﺯ: ) ﺗﺭﻯ ھﻝ ﺃﻓﻭﺯ ﺑﺳﺎﻋﺔ ﻋﺷﻕ ﻣﻊ ھﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎھﺭﺓ ،ھﻝ ﺍﻏﻭﻳﻬﺎ ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺎﻝ( .ﺃﺳﺭﻉ ﻟﻠﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺻﺎﻟﺔ، ﻭﻭﺟﺩھﺎ ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻭﻗﺩ ﺍﻧﻛﺷﻑ ﺟﺯء ﻣﻥ ﺳﺎﻗﻳﻬﺎ ،ﻭھﻲ ﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﻘﺭﺍءﺓ ﻣﺎ ﻛﺗﺏ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺣﺎﺳﻭﺏ ،ﻛﺎﻧﺕ ﻳﺩﺍﻩ ﺗﺭﺗﺟﻔﺎﻥ ﻭھﻭ ﻳﻘﺩﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺷﺎﻱ ﺑﻔﻌﻝ ﺍﻟﺷﻬﻭﺓ: ﺗﻔﺿﻠﻲ ﺗﻣﺎﺭﺓ ھﺫﺍ ﺍﻟﺷﺎﻱ ﺧﺻﻳﺻﺎ ﻟﻬﺎﺗﻳﻥ ﺍﻟﺷﻔﺗﻳﻥ.ﻧﻅﺭﺕ ﻟﻪ ﺷﺯﺭﺍ ،ﻭﻏﻁﺕ ﺳﺎﻗﻳﻬﺎ ﺑﻣﻌﻁﻔﻬﺎ ،ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻟﻪ ﺑﻌﺻﺑﻳﻪ: ﻋﻣﻭ ﻣﺎ ھﺫﻩ ﺍﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺭﻳﺑﺔ! ﻋﻳﺏ ﻋﻠﻳﻙ ﺃﻥ ﺗﻛﺫﺏﻭﺗﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺿﺣﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﺎﺱ ،ﺍﻻ ﺗﺧﺎﻑ ﷲ ،ﺃﻳﻥ ﺷﺭﻑ ﻣﻬﻧﺔ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻛﻧﺕ ﺍﺣﺗﺭﻣﻙ ﻓﻳﻣﺎ ﻣﺿﻰ ،ﻟﻛﻥ ﺃﻻﻥ ﺻﺩﻣﺗﻧﻲ ،ھﻝ ھﺫﻩ ھﻲ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺗﺿﺣﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍء. ﺷﻌﺭ ﺑﺎﻟﻐﺿﺏ ﻣﻥ ﻛﻠﻣﺎﺕ ھﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺎھﺭﺓ ،ﻛﻳﻑ ﺗﺗﻛﻠﻡ ﻋﻥ ﺷﺭﻑ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻭھﻲ ﻋﺎھﺭﺓ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻋﺟﻳﺏ ،ﺍﻟﻌﻭﺍھﺭ ﺗﻧﺗﻘﺩﻧﺎ ،ﻋﻥ ﺃﻱ ﺷﺭﻑ ﺗﺗﺣﺩﺛﻳﻥ ﻭﺃﻧﺗﻲﻋﺎھﺭﺓ ،ﺗﺑﻳﻌﻳﻥ ﺟﺳﺩﻙ ﺑﺎﻟﺩﻳﻧﺎﺭ ،ﺍﺻﻣﺗﻲ ﺃﺧﺯﺍﻙ ﷲ.
ﺩﻣﻌﺕ ﻋﻳﻧﻲ ﺗﻣﺎﺭﺓ ﻓﻧﻬﺿﺕ ﻟﺗﻐﺎﺩﺭ ،ﻭﻗﺑﻝ ﺃﻥ ﺗﺧﺭﺝ ﻗﺎﻟﺕ ﻟﻪ: ﻧﻌﻡ ﺃﻧﺎ ﻋﺎھﺭﺓ ،ﻟﻛﻥ ﻟﻳﺱ ﺑﺭﻏﺑﺔ ﻣﻧﻲ ،ﺑﻝ ﺑﺳﺑﺏﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺭﺣﻡ ،ﻟﻛﻥ ﺍﻓﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺑﻳﻧﻧﺎ ،ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻳﻊ ﺟﺳﺩﻱ ﻟﺷﺧﺹ ﻣﻘﺎﺑﻝ ﻣﺎﻝ ،ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺃﻧﺕ ﻋﺎھﺭ ﻓﺗﺑﻳﻊ ﻓﻛﺭﻙ ﻣﻘﺎﺑﻝ ﺍﻟﻣﺎﻝ ،ﻟﻛﻥ ﻋﻬﺭﻙ ﺍﻛﺑﺭ ﻻﻥ ﻣﻣﺎﺭﺳﺗﻙ ﻟﻠﻌﻬﺭ ﺗﻛﻭﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻛﻝ ﺍﻟﻧﺎﺱ ،ﻭﻗﺩ ﻳﻧﺧﺩﻉ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺑﻣﺎ ﺗﻛﺗﺏ ﻓﺗﻛﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﻓﺳﺩﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﻝ ﺑﻌﻬﺭﻙ ،ﺃﻧﺎ ﺇﻥ ﻗﻭﺭﻧﺕ ﺑﻙ ﻓﺎﻧﺎ ﺷﺭﻳﻔﺔ ﻭﺃﻧﺕ ﻋﺎھﺭ. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﺳﻌﺩ ﻋﺑﺩﷲ ﻋﺑﺩﻋﻠﻲ ﻛﺎﺗﺏ ﻭﺇﻋﻼﻣﻲ ﻋﺭﺍﻗﻲ
ﺷـﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ ﺃﻧﻣـﻭﺫﺝ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳـﻳﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳـﺔ ﺑﻘﻠﻡ /ﺣﺳﻳﻥ ﺍﻟﺳﺎﻋﺩﻱ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ " "intellingansiaﻣﺻﻁﻠﺢ ﻣﺷﺗﻕ ﻣﻥ ﺃﺻﻝ ﻻﺗﻳﻧﻲ " "lntelliyersﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺭﺍﺩﻑ ﻟـ ") "Intelligenceﺍﻟﻣﻔﻛﺭﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺑﺩﻋﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﺫھﻥ ﻭﺍﻟﻧﺷﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻛﺎء ،ﺃﻭ ﻣﻠﻛﺔ ﻋﻘﻠﻳﺔ ﻷﻛﺗﺳﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ( .ﻭھﻭ ﻳﺷﻳﺭ ﻛﺫﻟﻙ ﺣﺳﺏ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﻣﻌﺟﻡ ﺃﻛﺳﻔﻭﺭﺩ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻉ ﺇﻟﻰ)ﻁﺑﻘﺔ ﻱ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺗﻌﻠﻣﻳﻥ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃ ّ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﻳﻥ ﻭﺍﻟﻣﻌﻧﻳﻳﻥ ﺑﺷﺅﻭﻥ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺗﺣﺩﻳﺩ .ﻭﻗﺩ ﺣﺻﺭ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺎ ﺃﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ھﺫﺍ ﺍﻟﻣﺻﻁﻠﺢ ﻭﻧﻭﻗﺷﺕ ﺃﺻﻭﻟﻪ ﺃﻳﺿﺎ ،ﻭﻅﻬﺭ ﺃﺳﺗﺧﺩﺍﻣﻪ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻣﺑﻛﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻳﺎ ﻭﺑﻭﻟﻭﻧﻳﺎ .ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻛﻁﺑﻘﺔ ﺃﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺃﺧﺗﻠﻔﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻠﺩﻳﻥ ﻷﺳﺑﺎﺏ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﺟﻠﻳﺔ( .ﻭﺗﺅﻛﺩ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺗﺑﺎﺭ ﻛﻠﻣﺔ ""Intelligentsia ﺭﻭﺳﻳﺔ ﺍﻷﺻﻝ ،ﺣﻳﺙ ﺃﺳﺗﺧﺩﻣﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ،ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻟﻭﺻﻑ ﻓﺋﺔ ﺃﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻔﻛﺭﻳﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻧﺯﻋﺔ ﺍﻟﻧﻘﺩﻳﺔ ﺍﻟﺗﻘﺩﻣﻳﺔ ﻓﻛﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﻳﻝ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻭﺳﻳﺎﺳﺗﻪ .ﻭﺃﻭﻝ ﻅﻬﻭﺭ ﻟﻪ ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺑﻭﻟﻭﻧﻳﺎ ،ﺣﻳﻥ ﻟﻌﺑﺕ ﻁﺑﻘﺔ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺍﻟﺑﻭﻟﻭﻧﻳﺔ ﺩﻭﺭﺍً ﺣﻳﻭﻳﺎ ً ﻭﻣﺗﻔﺭﺩﺍً ﻓﻲ ﻓﺗﺭﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻣﺗﻌﺩﺩﺓ ﻣﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻭﻟﻭﻧﻳﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﻓﺗﺭﺓ ﺍﻟﺗﻘﺳﻳﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ .ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺃﺩﺧﻠﺕ ﺑﻭﺍﺳﻁﺗﻬﺎ ﺍﻷﻓﻛﺎﺭ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﻟﻣﺗﻘﺩﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺳﻳﺞ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﺑﻭﻟﻭﻧﻲ ﺍﻟﻣﺟﺯﺃ. ﺛﻡ ﺃﻧﺗﻘﻝ ھﺫﺍ ﺍﻟﻣﺻﻁﻠﺢ ﺍﻟﻰ ﺭﻭﺳﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ،ﻓﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻥ ﺃﺳﺗﺧﺩﻣﻪ ھﻭ ﺍﻟﺭﻭﺍﺋﻲ " "Boborykinﻋﺎﻡ . ١٨٦٠ﺣﻳﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻁﺑﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻳﺎ ﻣﻧﻘﺳﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺳﻣﻳﻥ ھﻣﺎ :ﺍﻟﺑﻳﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻳﺔ ﺍﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻭﺻﻔﻭﺓ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﻳﻥ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟﻑ ﺃﺳﺎﺳﺎ ً ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺗﺧﺻﺻﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺃﺻﺣﺎﺏ ﺍﻟﻣﻬﻥ ﺍﻟﻔﻧﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻳﺎ . ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺃﺳﺗﺧﺩﻣﻪ ﺍﻟﺷﻳﻭﻋﻳﻭﻥ ﻟﻭﺻﻑ ﺍﻟﻁﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﺔ ﺍﻟﺑﻭﺭﺟﻭﺍﺯﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﺭﺃﺳﻣﺎﻟﻳّﺔ . ﻭﻗﺩ ﺗﺷﻣﻝ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺍﻟﻔﻧﺎﻧﻳﻥ ﻭﻣﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭﺱ، ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻣﻳﻳﻥ ،ﻭﺍﻟﻛﺗﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﺻﺣﻔﻳﻳﻥ ﻭﻏﻳﺭھﻡ ﻣﻣﻥ ﻳُﻁﻠﻕ ﻋﻠﻳﻬﻡ ﺑﺷﻛﻝ ﻭﺍﺳﻊ ،ﻣﺛﻘﻔﻳﻥ .ﺃﻥ ﺃﻓﺿﻝ ﺗﻌﺑﻳﺭ ﻋﻥ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ھﻭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺻﻭﺭﺍﺕ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻳﺔ ﺗﺑﺷﺭ ﺑﻧﻅﺎﻡ ﺟﺩﻳﺩ ﻳﺣﻝ ﻣﺣﻝ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ . ﻧﺣﻥ ﻧﻌﻠﻡ ﺟﻳﺩﺍً ﺇﻥ ﺍﻟﻣﺛﻘﻑ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻧﻅﺭﺓ ﺍﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺩ ھﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﻋﻠﻳﻪ ﻓﺈﻥﱠ ﻟﻁﺑﻘﺔ ﺍﻻﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻟﻠﻣﺛﻘﻑ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ . ﻳﺷﻳﺭ ﺩ .ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺩﻗﺱ ﻓﻲ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻧﺧﺑﺔ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﺔ )ﻳﻣﻛﻥ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻧﺧﺑﺔ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻬﻥ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ "ﺍﻟﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻛﺭﻳﺔ" ﻭﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻳﺭ ﻗﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ( . ﺑﻌﺩ ھﺫﻩ ﺍﻟﺗﻭﻁﺋﺔ ،ﺩﻋﻭﻧﺎ ﻧﻠﺞ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻥ ﺩﻭﺭ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺑﻪ ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﺳﻘﻁ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺩﻛﺗﺎﺗﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﺎﻡ ، ٢٠٠٣ﺑﻔﻌﻝ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺗﺣﺎﻟﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺑﻘﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ،ﻣﻣﺎ ﻭﺿﻌﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻧﻌﻁﻑ ﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﺧﻁﻳﺭ ﻭﺗﺣﺩﻳﺎﺕ ﺗﻬﺩﺩ ﻭﺣﺩﺓ ﻭﺟﻭﺩﻩ ﻛﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺳﻳﺎﺩﺓ ﺑﻔﻌﻝ ﻣﺧﺎﻁﺭ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻹﺭھﺎﺑﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﺎﺛﺕ ﻭﺗﻌﻳﺙ ﺑﺎﻟﺑﻼﺩ ﻗﺗﻼً ﻭﺗﺩﻣﻳﺭﺍً ﻭﻓﺳﺎﺩﺍً . ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﺍﻟﺭﺋﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﻧﻔﺱ ﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﻣﺛﻘﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻧﺳﻳﻡ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻣﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺩﻳﻣﻘﺭﺍﻁﻳﺔ ﺑﺄﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﺳﻊ ،ﻓﻔﻳﻪ ﺗﺷﻛﻠﺕ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻧﺗﺩﻳﺎﺕ ﺍﻻﺩﺑﻳﺔ ﺑﻛﻝ ﺃﺟﻧﺎﺳﻬﺎ ﺑﺷﻛﻝ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻭﻣﻠﻔﺕ ﻟﻠﻧﻅﺭ ،ﺑﻌﻳﺩﺍً ﻋﻥ ﺍﻟﺗﻌﺻﺏ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﻭﺍﻟﻣﺫھﺑﻲ ﻭﺍﻟﻘﻭﻣﻲ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺳﻣﻰ
ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﺑـ)ﺑﻭﺭﺻﺔ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ( .ﻓﻬﻭ ﻓﺿﺎء ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﻣﺩﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻟﻸﺩﺏ ،ﻭﻭﺍﺟﻬﻪ ﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﻣﺷﺭﻗﺔ ، ﻭﻣﺳﺗﻭﺩﻋﺎ ً ﻟﻣﻥ ﺧﺎﻟﻑ ﺭﺃﻳﻪ ﺗﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﻭﻁﺑﻘﺗﻬﺎ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ .ﻓﺣﻭﺍﺭﺍﺗﻪ ﻻ ﺗﻧﻘﻁﻊ ،ﻟﻳﺱ ﻟﻬﺎ ﻧﻭﻉ ﻣﻌﻳﻥ ، ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ ﻣﺗﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﻣﻳﻭﻝ ،ﻭﺃﺗﺟﺎھﺎﺕ ﻣﺗﻧﻭﻋﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺷﻛﻝ ﻁﺑﻘﺔ ﻣﺛﻘﻔﺔ ﻭﺍﻋﻳﺔ ﻣﺩﺭﻛﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﺍﻟﺑﻼﺩ ﻭﺍﻷﺧﻁﺎﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﻳﻁ ﺑﻪ . ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻋﻧﺩھﺎ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻁ ﺍﻟﻣﻔﺎھﻳﻡ ﻭﺍﻟﺗﻘﺎﻟﻳﺩ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻭﺣﺩ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﺗﻔﻛﻳﻙ ﺇﻳﺩﻳﻭﻟﻭﺟﻳﺎﺕ ﺍﻟﺧﻁﺎﺏ ﺍﻟﻁﺎﺋﻔﻲ ﻭﺍﻟﻌﻧﺻﺭﻱ ﻭﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻣﺗﺷﺩﺩ ،ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻹﻳﺩﻳﻭﻟﻭﺟﻳﺎﺕ ﺃﺳﺗﻐﻼﻝ ﺟﻬﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻭﺃﺯﻣﺎﺗﻬﻡ ﺍﻷﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﺻﺩﻣﺎﺗﻬﻡ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭھﻲ ﺗﺭﻛﺔ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺳﺎﺑﻕ ﻣﻥ ﻣﺂﺳﻲ ﻭﻭﻳﻼﺕ ﻭﺃﺳﺗﺛﻣﺎﺭھﺎ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ﺳﺎﺳﺔ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﻣﺎﺑﻌﺩ ﺳﻘﻭﻁ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ . ﻭھﻧﺎ ﻳﺑﺭﺯ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺣﻳﻭﻱ ﻟﻠﻣﺛﻘﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻭﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻩ ﺟﺯءﺍَ ﻣﻥ ﻁﺑﻘﺔ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ . )ﺇﻥﱠ ﺍﻟﻣﺛﻘﻑ ھﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺿﻊ ﺃﻭﺳﻊ ﻧﻅﺭﺓ ﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﺃﺷﻣﻠﻬﺎ ﻭھﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻣﻝ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻳﺿﺔ ﻓﻳﻪ
ﻭھﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻣﻳﱠﺯ ﺑﻣﺎ ﻟﺩﻳﻪ ﻣﻥ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻘﺩ ﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻣﻲ( . ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺃﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻛﺑﻳﺭ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺻﻳﺎﻏﺔ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ . ﺣﺗﻰ ﻣﺛﻠﺕ )ﻟﻭﺑﻲ ﺿﺎﻏﻁ( ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺯﺍﺏ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺗﻭﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻭﻋﺩﻡ ﺃﻧﻔﺭﺍﺩھﺎ ﺑﺎﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ .ﻓﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻣﺭﺍﺑﻁ ﻓﻲ ﺳﻭح ﺍﻟﺗﻅﺎھﺭﺍﺕ ﺍﻟﺭﺍﻓﺿﺔ ﻟﻔﺳﺎﺩ ﺍﻟﻁﺑﻘﺔ ﺍﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻭﻛﺷﻑ ﺯﻳﻑ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻛﺫﻟﻙ ﻭﺿﻌﺕ ﺍﻵﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺳﻠﻡ ﺍﻷھﻠﻲ ﻭﺍﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﺑﻳﻥ ﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﺃﺷﺎﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺣﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻣﻔﺎھﻳﻡ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺩﻳﻣﻘﺭﺍﻁﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻔﺗﻘﺭ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﺍﻟﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ .ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺗﻔﻌﻳﻝ ﺍﻟﺣﺭﺍﻙ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻳﻥ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻕ ﻭﺳﺎﺋﻝ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺑﻛﻝ ﺗﻧﻭﻋﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻣﺭﺋﻲ ﻭﺍﻟﻣﺳﻣﻭﻉ ﻭﺍﻟﻣﻛﺗﻭﺏ ،ﻭﺗﺛﻘﻳﻑ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﺍﻟﺟﻣﻌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺑﻣﺎ ﻳﺗﻼﺋﻡ ﻭﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ .ﺣﺗﻰ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺑﻐﺩﺍﺩﻱ ﻭﺣﺩﺍﺋﻕ ﺍﻟﻘﺷﻠﺔ ﻣﺭﻛﺯ ﺟﺫﺏ ﻟﻠﻣﺛﻘﻑ ﻭﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﻊ ﺗﺟﻣﻊ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻳﺷﻬﺩﻩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺑﻌﺩ . ٢٠٠٣ﺣﺗﻰ ﺃﺻﺑﺣﺕ ﻛـ)ھﺎﻳﺩ ﺑﺎﺭﻙ ﻋﺭﺍﻗﻲ( ﻗﻝ ﻧﻅﻳﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﺷﺭﻕ
ﺍﻻﻭﺳﻁ ،ﺑﺳﺑﺏ ﻓﺳﺣﺔ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻣﺛﻘﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ، ﻓﺎﻟﻣﺛﻘﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﺩ ﺗﻌﺑﻳﺭ "ﺟﺎﻥ ﺑﻭﻝ ﺳﺎﺭﺗﺭ" ھﻭ )ﺇﻧﺳﺎﻥ ﻳﺗﺩﺧﻝ ﻭﻳﺩﺱ ﺃﻧﻔﻪ ﻓﻳﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻧﻳﻪ( ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﺍﻟﻣﺛﻘﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻳﺩﺱ ﺃﻧﻔﻪ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻌﻧﻳﻪ .ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻧﺗﻠﺟﻧﺳﻳﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺧﺏ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻁﺑﻘﺔ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﺔ ﺍﻟﻭﺍﻋﻳﺔ ﻟﺩﻭﺭھﺎ ﻭﺍﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﻔﻛﺭ ﺍﻟﺻﺣﻳﺢ ﻭﺍﻟﺣﺎﻣﻳﺔ ﻟﻪ ،ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻡ ﺍﻟﻣﺳﻳﺭﺓ ﺍﻟﺩﻳﻣﻘﺭﺍﻁﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ،ﻭﺃﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﺟﻪ ﺍﻟﻣﺷﺭﻕ ﻟﻠﺷﺧﺻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧﺕ ﻣﻥ ﺍﻷﺿﻁﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻛﺭﻱ ﻭﺍﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻭﺍﻷﺭﺗﻘﺎء ﺑﻬﺎ ،ﻭﺻﻳﺎﻏﺔ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻱ ﻟﻬﺎ ،ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻁﺎﻟﺑﺗﻬﺎ ﺑﺑﺙ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺑﻳﻥ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
) ﻧﺹ ﺣﺭ ( ﺕ ﻋﺭﺍﻕ ﻣﺅﺟﻝ ......... {.. }............ﺍﻧ ِ ْ ﺍﻟﺗﻔﺕ ھﺯﯾﻊ ھﺷﯾﻣﻲ ﺣﯾﻥ ﻻﻣﻧﯾﺎﺕ ﺍﻻﻓﯾﺎء ﺍﻟﻭﺍﺭﻓﺔ ﺍﻟﻅﻼﻝ ، ..ﻭ ﻛﺎﻧﺕ ﺧﻁﻭﺗﻙ ﻣﻥ ﺣﯾﺙ ﻻﺯﻣﺎﻥ ..ﺳﻭﻯ ﺍﻧﺕ.. ﻣﺳﺭﻯ ﺍﻟﻭﻋﺩ ، .. ﻟﻡ ﯾﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺻﺩﻯ ﻟﻶﻥ .. ﻭﺍﯾﻣﺎءﺗﻙ ..ﺍﻧﻌﻁﺎﻓﺔ ﺭﻛﻭﻧﻲ ﺍﻟﺩھﺭﻱ ..ﻟﺳﺭ ﺧﻠﻭﺩﻱ ﺍﻻﺑﺩﻱ ...ﻭ ...ﻻﻣﻛﺎﻥ .... ..ﺍﻧﺩﯾﺎﺡ ﺻﺩﻓﻭﻱ ﻟﺿﻭﺋﻙ ..ﻓﺎﺫﺍﻱ ﺍﺗﻠﻣﺱ ﺍﻧﻁﻔﺎﺋﻲ ﻏﺿﻭﻧﺎ ً ﻣﺗﻌ ّﻛﺭﺓ ﺍﻟﺳﻭﺍﻗﻲ
ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺣﻘﯾﻘﺗﻲ ﺍﻟﻣﺫﺭﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﯾﺎﻓﻲ ﺍﻟﺧﻁﻭﻁ ﺍﻟﺣﻣﺭ ....ﻻﻏﯾﺭ ﻭﺻﯾﺔ ﺑﺗﯾﻣﺔ ﺧﻠﻔﺗﻬﺎ ﺻﺑﻭﺗﻲ ﺑﺎﻥ ﺍﺭﺗﻌﺎﺷﺗﻲ ﺗﻧﺎﻡ ﺑﯾﻥ ﺍﺷﻭﺍﻙ ﺷﻐﺎﻑ ﺷﻔﺎھﻙ ﺃﻟﯾﻠﺟ ُﻣﻬﺎ
...ﺣﻭﺍﺭﯾﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩﻭﺱ ﺍﻟﻣﺣ ﱠﺭﻡ ﺕ ..؟؟ ...ﻋﻠﻰ ﻁﯾﻭﺭ ﻗُﺑﻠﺗﻲ /ﺍﯾﻥ ﻛﻧ ِ ...ﺛﻡ /ﺍﯾﻥ ﺍﻧﺎ ..؟؟ ﻭﺍﻧﺎ ﺑﺩﺍﯾﺔ ﺍﻟﻧﻬﺎﯾﺎﺕ ... ﻭﺍﻧﺕ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺍﻟﺑﺩﺍﯾﺎﺕ ... ﺕ ..؟؟ ...ﺛﻡ /ﻟِ َﻡ ﺟﺋ ِ )ﺍﻟﻣﺎﺫﺍ ( ..ﺣﯾﻥ ُﺗﻧ ﱠﻘﻰ ﻣﻥ ﺍﺩﺭﺍﻥ ﺍﻻﺷﺗﻬﺎء ... ﺗﺗﻌ ّﻔﺭ ﻓﻲ ﺑﺣﻭﺭ ﺍﻟﺭﺟﺎء ... /...ﻣﺗﻰ /ﺍﯾﻥ ...... /؟؟؟ ﺍﺻﻔﺭﺍﺭﯾﺔ ﺍﻟﺧﻠﺟﺎﺕ ﺭﻯ ﺣﻧﻭﻥ ﺫﻛ ً َ ﺍﻻﻧﻌﺗﺎﻕ ﺍﻟﻣﻐﻠﻭﻝ ﺍﻟﻔﻡ ﺗﺳﺗﻣﺭﻱء /....................ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺭﻣﺎﺩﯾﺔ ﺍﻟﺷﻔﺎﻩ .... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /ﺑﺎﺳﻡ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻛﺭﯾﻡ ﺍﻟﻔﺿﻠﻲ ـ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
)ﻏﺭﺑﺔ ﻋﻣﺭ(
ﺯھﺭﺓ ﺍﻟﻠﯾﻼﺱ /ﺯﻛﯾﺔ ﻣﺣﻣﺩ
)ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻭﺳﯾﻡ( ************* ﺏ ﻟﺫﺗِﻬﺎ ﺗﻌﺎﻝَ ﻭ ﺍﺳﻘﻧﻲ ﻣﻥ ﺷﺭﺍ ِ ﻭﺍﺷﻌﺭ ﺑﺭﻭﺣﻲ ﻛﯾﻑ ھﺎﻣﺕ ﺑﺳﺎﻗﯾﻬﺎ ٌ ﺭﻭﺡ ﺛﻣﻠﺕ ﺍﻁﯾﺎﺏ ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻲ ﺑﯾﻥَ ٍ ﺑﺧﺎﻓِﻘﻬﺎ ﺗﻐﻧﻲ ﺍﻟﺣﺏ ﺻﻭﺗﺎ ً ﺑﺷﺎﺩﯾﻬﺎ ﻛﯾﻑ ﺍﻭﺻﻔُﻬﺎ َ ﺟﻣﺎﻝ ﻗﺩ ﻭﺭﺛﺕ ﺍﻟﺟﻣﺎﻝَ ﻣﻥ ِ ھﺎﺩﯾﻬﺎ ٌ ﻣﻠﻛﺔ ﺍﻟﻧﺳﺎء ھﻰ ﻣﻥ ﺑﯾﻥ ِ ﺑﺣﺎﺿﺭھﺎ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﺗﻭﺟﺕ ﻋﻠﻰ ﱡ ِ ِ َﻭ َﻣﺎﺿﯾﻬﺎ ﻻﺗﺳﺎﻟﻧﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻭ ﻛﺎﻥَ ﻟﻬﺎ ﻁﺭﯾﻕ ﻻﺳﺗﺩﻝَ ﺍﻟﻭﺭﺩ ﻗﺑﻝ َ ﺃﻥ ﺗﺧﺭﺝ ﻧﺳﻣﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﻯ ُﺗﻧﺎﺟﯾﻧﻲ ﻭﺍ ُﻧﺎﺟﯾﻬﺎ
ﻛﺯھﺭﺓ ﺍﻟﻠﯾﻼﺱ ﻛﻧﺕ ﺍﻧﺛﺭ ﻋﻁﺭﺍﺑﺗﺳﺎﻣﺗﻲ ﺍﻟﻣﻛﺗﻧﺯﺓ ﺑﺎﻷﺣﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻁﺭﯾﻕ ﺍﻟﻣﻣﺗﺩ ﺑﯾﻥ ﺍﻟﻠﯾﻝ ﻭﺍﻟﻧﻬﺎﺭ .ﻟﻡ ﺍﻧﺗﺑﻪ ﯾﻭﻣﺎ ﻟﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻌﺎﺑﺭﯾﻥ ﻭﻻ ﻷﻟﻭﺍﻧﻬﻡ .ﺃﻋﺷﻕ ﺍﻟﺗﻭﺣﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﻛﻭﻥ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺃﻣﯾﺯ ﯾﻭﻣﺎ ﺑﯾﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺳﻧﻭﻧﻭ ،ﻛﻧﺕ ﺃﺗﻠﻘﻰ ﺩﺍﺋﻣﺎ ﺑﺎﻗﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﺣﻛﺎﺕ ﺍﻟﻼﺳﻌﺔ ،ﺍﻟﺗﻲ ﻁﺎﻟﻣﺎ ﺃﻟﻘﯾﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﻧﺎﻓﺫﺓ ﺍﻟﻼﻣﺑﺎﻻﺓ ﺍﻟﺷﺎﺳﻌﺔ ،ﺑﻌﺩ ﺗﻁﻬﯾﺭھﺎ ﺑﻣﺎء ﻧﻬﺭﻱ ﺍﻟﺑﺭﻱء .ﺑﻣﺭﻭﺭھﺎ ﺍﻟﺑﺎﺭﺩ ﺗﻐﯾﺭ ﻛﻝ ﺷﻲء .ﺃﺟﻝ ﺳﻣﻌﺗﻬﺎ ﻭھﻲ ﺗﺳﺧﺭﻣﻥ ﺻﻣﺗﻲ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻭﺳﻭﺳﺔ ﺍﻟﻣﺎﻛﺭﺓ ،ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺑﻌﺛﺭ ﻛﻝ ﺳﻛﻭﻧﻲ ،ﻓﺎﻧﺎ ﻛﯾﻭﻡ ﺭﺑﯾﻌﻲ ھﺎﺩﺉ ﻻ ﯾﻠﺑﺱ ﻓﺳﺗﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺇﻻ ﻣﺿﻁﺭﺍ .ﺃﻭﺭﺩﺗﻲ ﺗﻛﺎﺩ ﺗﺟﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﯾﻼﻣﺱ ھﯾﺟﺎﻧﻬﺎ ﺑﺷﺭﺗﻲ ﺍﻟﺣﺳﺎﺳﺔ .ﺑﻛﻝ ﻗﻭﺍھﺎ ﺍﻟﻠﺋﯾﻣﺔ ﺗﺳﺄﻟﻧﻲ ﻣﺗﻰ ﺳﺗﺯھﺭﯾﻥ ﺣﻛﻣﺔ ﺃﯾﺗﻬﺎ ﺍﻟﻣﺑﺫﺭﺓ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﯾﺿﺎﺟﻊ ﻋﻁﺭﻙ ﺷﺢ ﺍﻟﻔﺻﻭﻝ ؟ ﻣﻥ ﯾﻭﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺩﺧﺭ ﺍﺑﺗﺳﺎﻣﺗﻲ ﺑﻘﺎﺭﻭﺭﺍﺕ ﻋﻁﺭ ﻓﺭﻧﺳﻲ ﻓﺎﺧﺭ ،ﻭ ﻛﻝ ﺍﻟﻣﺳﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺟﺎﺣﺩﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﻧﻌﺗﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﺎﺫﺟﺔ ﺃﺻﺑﺣﺕ ﺗﻘﺫﻓﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺗﻛﺑﺭﺓ .ﻻ ﺃﺧﻔﯾﻛﻡ ﺃﺷﺗﺎﻕ ﻟﺗﻠﻙ ﺍﻟﻧﺳﻣﺔ ﺍﻟﺣﺎﻟﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﺍﻭﺩ ﺍﺑﺗﺳﺎﻣﺗﻲ ،ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟﻡ ﺍﻋﺩ ﺃﻣﻠﻙ ﺍﻟﺑﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺩﻓﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ.
#ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻣﻥ ﺑﻼﺩي ٢١٤. ﻋﻠﻲ ﺳﻌﺩﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺳﻌﺩﻭﻥ ﻛﺎﺗﺏ ﻭﻧﺎﻗﺩ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻟﻌﻣﺎﺭﺓ ﻋﺎﻡ ١٩٦٨ﺍﻛﻣﻝ ﺩﺭﺍﺳﺗﺔ ﺍﻻﺑﺗﺩﺍﺋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﺎﻧﻭﻳﺔ ﻓﻳﻬﺎ • ﺗﺧﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻌﻬﺩ ﺍﻟﺗﻘﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺯﻳﺭﻳﺔ ﻟﻼﻟﻛﺗﺭﻭﻥ ١٩٨٩ﻭﻣﻥ ﺛﻡ ﺍﻛﻣﻝ ﺩﺭﺍﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻛﺎﻅﻡ ﺳﻧﺔ ٢٠١١ﻭﺗﺧﺭﺝ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺳﻡ ﺍﺩﺍﺏ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ • ﺑﺩﺃ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﻧﺫ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁﺔ ﻭﻧﺷﺭ ﺍﻭﻟﻰ ﻗﺻﺎﺋﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻝ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺻﺩﺭ ﻓﻲ ﻓﺭﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ ١٩٨٤ﺛﻡ ﺍﻋﻘﺑﻬﺎ ﺑﻧﺷﺭ ﻧﺻﻭص ﻓﻲ ﻣﺟﻼﺕ ﺍﻟﺧﻠﻳﺞ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﻛـ)ﻣﺭﺁﺓ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻛﻭﻳﺗﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻳﻘﻅﺔ( ﻭﺟﻣﻳﻊ ھﺫﻩ ﺍﻟﻧﺻﻭص ﻛﺎﻧﺕ ﻓﻲ ﺍﻧﻣﺎﻁ ﺍﻟﺷﻌﺭ ﺍﻟﻌﻣﻭﺩي ﻭﺍﻟﺷﻌﺭ ﺍﻟﺣﺭ ﺍﻟﻣﻭﺯﻭﻥ ﻭﺍﻟﻣﻘﻔﻰ • ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺑﺩﺍﻳﺎﺕ ﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑﺎﻻﻧﻔﺗﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍءﺍﺕ ﻁﻭﻳﻠﺔ ﻟﻼﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﻭﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﺭﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺳﺭﺡ ﻭﺍﻟﺷﻌﺭ ..ﺗﺎﺛﺭ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺑﻛﺗﺎﺑﺎﺕ ﻳﻭﺳﻑ ﺍﻟﺧﺎﻝ ﺍﻟﺷﻌﺭﻳﺔ ﻭﻣﻥ ﺛﻡ ﺍﺩﻭﻧﻳﺱ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﺛﻣﺎﻧﻳﻧﺎﺕ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﺟﺎﺭﺏ ﻏﺭﺑﻳﺔ ﻣﺛﻝ ﺍﻛﺗﺎﻓﻳﻭ ﺑﺎﺙ
ﻭﺳﺎﻥ ﺟﻭﻥ ﺑﻳﺭﺱ ﻭﺭﺍﻣﺑﻭ ﻭﺑﻭﺩﻟﻳﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺧﻳﺭ ﻧﻣﻭﺫﺟﺎ ﺣﻳﺎ ﻟﻠﺗﺎﺛﻳﺭ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻗﺻﻳﺩﺓ ﺍﻟﻧﺛﺭ ﺍﻟﺗﺄﻣﻠﻳﺔ ..ﻋﺭﺍﻗﻳﺎ ﻳﺷﻌﺭ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎﻥ ﻟﻣﻥ ﺍﺧﺫ ﺑﻳﺩ ِﻩ ﻓﻲ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺗﺟﺭﺑﺗﻪ ﺍﻟﺷﻌﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻧﻘﺩﻳﺔ ﻭﻳﺧص ﺍﺳﻣﺎء ﻣﻬﻣﺔ ﺃﺛﺭﺕ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺗﻛﻭﻳﻧﻪ ﻭﻭﻋﻳﻪ ﺍﺳﻣﺎء ﻣﺛﻝ ﻳﺣﻳﻰ ﺍﻟﺑﻁﺎﻁ ﻭﺳﻌﺩ ﻣﺣﻣﺩ ﺭﺣﻳﻡ ﻭﺟﻣﺎﻝ ﺟﺎﺳﻡ ﺍﻣﻳﻥ • ﺍﻻﺻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻳﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ) ﻧﺻﻭص ( ﻣﺟﻣﻭﻋﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ١٩٩٨ ﺍﻟﻐﻳﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ) ﻁﺑﻌﺔ ﺛﺎﻧﻳﺔ -ﺑﻐﺩﺍﺩ ( ﻋﺎﻡ ٢٠٠٠ ﺇﺻﻐﺎء ﻟﻠﻣﻧﻔﻰ ) ﻧﺻﻭص ( ﻣﻧﺷﻭﺭﺍﺕ "ﻋﻳﻥ "ﺍﻟﻁﺑﻌﺔﺍﻷﻭﻟﻰ /ﺑﻐﺩﺍﺩ ٢٠٠٦ ﺟﺩﻝ ﺍﻟﻧص ﺍﻟﺗﺳﻌﻳﻧﻲ ) ﻛﺗﺎﺏ ﻧﻘﺩي( ﻣﻧﺷﻭﺭﺍﺕ ﺍﺗﺣﺎﺩﺍﻷﺩﺑﺎء ﻭﺍﻟﻛﺗﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻳﺳﺎﻥ ) ﻁﺑﻌﺔ ﺍﻭﻟﻰ ( ٢٠١٠ ﺟﺩﻝ ﺍﻟﻧص ﺍﻟﺗﺳﻌﻳﻧﻲ ) ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ -ﻋﻣﺎﻥ (٢٠١٦ • ﺍﻟﻌﺿﻭﻳﺔ -ﻋﺿﻭ ﺍﺗﺣﺎﺩ ﺍﻷﺩﺑﺎء ﻭﺍﻟﻛﺗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ
) ﻋﻣﺎﻥ /ﺍﻷﺭﺩﻥ ( ﻣﻧﺫ ﻋﺎﻡ ١٩٩٥ ﻋﺿﻭ ﻣﺅﺳﺱ ﻓﻲ ﺭﺍﺑﻁﺔ ﺍﻟﻣﺛﻘﻔﻳﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﺏ ) ﺑﻳﺭﻭﺕ (٢٠٠٧ ﻋﺿﻭ ھﻳﺋﺔ ﺗﺣﺭﻳﺭ ﻣﺟﻠﺔ ﺍﻻﺩﻳﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ٢٠١٦ﻭﻟﺣﺩﺍﻻﻥ . ﻋﺿﻭ ﺍﺗﺣﺎﺩ ﺃﺩﺑﺎء ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻋﺿﻭ ﻣﺅﺳﺱ ﻓﻲ ﺍﺗﺣﺎﺩﺃﺩﺑﺎء ﻣﻳﺳﺎﻥ . • ﻋﻣﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ /ﺟﺭﻳﺩﺓ ﺍﻟﻣﺻﻭﺭ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ١٩٩٧ﻭﻣﺟﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ . ١٩٩٨ ﺭﺋﻳﺳﺎ ﻟﺗﺣﺭﻳﺭ ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻳﻥ )ﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ( ﻭﻣﻥ ﺛﻡﻣﺩﻳﺭﺍ ﻟﺗﺣﺭﻳﺭھﺎ ﻣﻥ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٧ / ١٩٩٧ ﺭﺋﻳﺱ ﺗﺣﺭﻳﺭ ﺻﺣﻳﻔﺔ )ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻳﻭﻡ( ٢٠١٤• ﻛﺗﺏ ﻭﻧﺷﺭ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺻﺣﻑ ﻭﺍﻟﻣﺟﻼﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ.ﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﺭﺃي ﺍﻷﺭﺩﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻠﻧﺩﻧﻳﺔ ﻭﻣﺟﻠﺔ ﺟﺳﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﺭﺍﻟﻳﺎ ﻭﺍﻟﺯﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻭﺳﻁ ﺍﻟﺑﺣﺭﻳﻧﻳﺔ ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﻣﺛﻝ ﺃﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﻻﺩﻳﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻭﺍﻓﺎﻕ ﺍﺩﺑﻳﺔ ﻭﺍﻟﺻﺣﻑ ﺍﻟﻳﻭﻣﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ) ﺍﻟﺟﻣﻬﻭﺭﻳﺔ ﻭﺟﺭﻳﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻣﺷﺭﻕ ﻭﺍﻟﺻﺑﺎﺡ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ﻭﺍﻟﺻﺑﺎﺡ ﻭﺍﻟﻣﺩﻯ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ( • ُﺗﺭﺟﻣﺕ ﺑﻌﺽ ﻧﺻﻭﺻﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﻛﻠﻳﺯﻳﺔ ﻭﻧﺷﺭﺕ ﻓﻲ ﺟﺭﻳﺩﺓ IRAQ DAILY •ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﺭﺟﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﻠﺗﻘﻳﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ ﻣﻧﻬﺎ : ﻣﻠﺗﻘﻰ ﺍﻟﺷﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ) ﺷﻌﺭﺍء ﺍﻟﺛﻣﺎﻧﻳﺎﺕ /ﺑﻐﺩﺍﺩ) ( ١٩٩٢ﻣﺷﺎﺭﻛﺔ ( . ﻣﻠﺗﻘﻰ ﻣﻧﺗﺩﻯ ﺍﻟﻣﺳﺭﺡ ﻟﻘﺻﻳﺩﺓ ﺍﻟﻧﺛﺭ/ﺑﻐﺩﺍﺩ ) ١٩٩٧ﻣﺷﺎﺭﻛﺔ (. ﻣﻬﺭﺟﺎﻥ ﺍﻟﻣﺭﺑﺩ ﺍﻟﺷﻌﺭﻱ /ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺗﺎﺳﻊ )ﺩﺭﺍﺳﺎﺕﻧﻘﺩﻳﺔ ( . ﻣﻠﺗﻘﻰ ﻗﺻﻳﺩﺓ ﺍﻟﻧﺛﺭ ﺍﻷﻭﻝ /ﺍﻟﺑﺻﺭﺓ ) ٢٠١٠ﻣﺷﺎﺭﻛﺔ(. ﻣﻬﺭﺟﺎﻥ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ /ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻳﺳﺎﻥ ) ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺩﻳﺔ (٢٠١٠ ﻣﻬﺭﺟﺎﻥ ﺍﻟﺟﻭﺍھﺭﻱ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ /ﺑﻐﺩﺍﺩ ) ٢٠١١ﺩﺭﺍﺳﺔﻧﻘﺩﻳﺔ (
ﻧﺩﻭﺓ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺳﺭﻳﺎﻧﻳﺔ /ﺍﺭﺑﻳﻝ /ﻋﻧﻛﺎﻭﺓ ٢٠١١ﻭ٢٠١٢)ﺑﺣﻭﺙ ( ﻣﻬﺭﺟﺎﻥ ﺃﺑﻭ ﺗﻣﺎﻡ ﺍﻟﺷﻌﺭﻱ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ /ﺍﻟﻣﻭﺻﻝ ٢٠١٢)ﻣﺷﺎﺭﻛﺔ ( ﻣﻬﺭﺟﺎﻥ ﺍﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷﺭ ) ٢٠١٤ /ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺩﻳﺔ (. • ﻳﺅﻣﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ھﻭﺍﻳﺔ ﻋﻅﻳﻣﺔ ﻭھﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺍﻛﺛﺭ ﻣﻣﺎ ﺗﻧﺗﺞ ﻛﺎﺗﺑﺎ ـ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﺑﻘﻰ ھﺎﻣﺷﺎ ﺿﺋﻳﻼ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﻘﺭﺃﻩ ﺍﻟﻣﺭء ﻁﻳﻠﺔ ﺣﻳﺎﺗﻪ ..ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺻﻧﻊ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﺟﻳﺩﺍ ﻭﻣﻥ ﺛﻡ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻛﺎﺗﺑﺎ ﺑﺩﺭﺟﺔ ﺍﻗﻝ ﺑﻛﺛﻳﺭ ..ﻳﻘﻭﻝ ) ﺍﻧﺎ ﻗﺎﺭﻯء ﺟﻳﺩ ﻭﻻ ﺍﻋﺭﻑ ﺍﻥ ﻛﻧﺕ ﻛﺎﺗﺑﺎ ﺟﻳﺩﺍ ﺍﻡ ﻻ ھﻛﺫﺍ ﺍﺻﻑ ﻧﻔﺳﻲ ﺩﺍﺋﻣﺎ ( .ﻳﺅﻣﻥ ﺍﻳﺿﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎﻁﺏ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺑﻭﺿﻭﺡ ﻭﻋﻣﻕ ﺍھﻡ ﺑﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺭﻣﺯﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺗﻬﻭﻳﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻧﺗﺟﻬﺎ ﺍﻻﺩﺏ ،ﻭﻳﻬﺗﻡ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﻼﻣﺱ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻭﺍﻟﻭﺟﺩﺍﻥ ﻭﻳﺯﻳﺩ ﻓﻲ ﻏﻧﺎھﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺭﺻﻳﻧﺔ . ﺃﻋﺟﺑﻧﻲ · ﺃﻣﺱ ﺍﻟﺳﺎﻋﺔ ١١:١٨ﺹ
ﺃﻏﻧﻳﺗﻲ /ﻋﺑﺎﺱ ﺭﺣﻳﻣﺔ
ﻟﻡ ﺍﻋﺛﺭ ﻋﻠﻳﻙ.
ﻭﺟﻬﻙ ﺍﻋﺭﻓﻪ ﻋﻥ ﺑﻌﺩ ،ﻋﻥ ﻗﺭﺏ..
ﻟﻛﻧﻧﻲ ﺍﺗﺣﺳﺳﻙ،،،،
ﺍﺳﺗﺩﻝ ﻋﻠﻳﻙ ﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﻛﻝ ھﺫﺍ ﺍﻟﺯﺣﺎﻡ،
ﺍﻋﻠﻡ ﺍﻧﻙ ھﻧﺎ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺷﻙ...
ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻌﺗﻣﺔ ﺍﻟﺳﻭﺩﺍء ﺍﻟﻣﻅﻠﻣﺔ.
ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻭﺟﻭﻩ،،
ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺭﺁﺓ؛
ﻣﻥ ﻭﺟﻌﻲ،،ﻣﻥ ھﺫﺍ ﺍﻟﻛﻡ ﺍﻟﻬﺎﺋﻝ
ﺍﻧﻅﺭ ﻟﻬﺎ ﺩﺍﺋﻣﺎ..
ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻁﺭ ﺍﻟﻣﺗﺳﺎﻗﻁ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻣﺎء،،،
ﺍﺗﺣﺳﺱ ﺳﻁﺣﻬﺎ ﺑﺄﻁﺭﺍﻑ ﺍﺻﺎﺑﻌﻲ،،،
ﻛﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺟﻔﺎﻑ ﺍﻟﻧﻬﺭ ﺍﻟﻣﺗﻌﻁﺵ ﻟﻣﻌﺭﻓﺔ
ﺃﺭﺍھﺎ ﺧﺎﻟﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺧﺩﻭﺵ،،
ﺟﺭﻳﺎﻥ ﺍﻻﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻣﺗﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﻣﺗﺷﻌﺑﺔ
ﻻ ﻳﻌﻛﺭ ﺻﻔﺎءھﺎ ﻻ ﺗﻘﺎﻁﻳﻊ ﻭﺟﻬﻲ ﺍﻟﻣﺗﻌﺏ.
ﻛﺷﺭﺍﻳﻳﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ،،،
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺑﺣﺙ ﻋﻧﻙ ﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﻣﻼﻳﻳﻥ ﺍﻟﻭﺟﻭﻩ،
ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺻﺏ ﻓﻲ ﻣﺟﺭﻯ ﻭﺍﺣﺩ
ﺍﻋﺭﻓﻙ ﻣﻥ ھﺫﺍ ﺍﻟﻛﻡ ﺍﻟﻬﺎﻁﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻁﺭ!!!
ﻓﻲ ھﺫﺍ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻣﺗﺷﻌﺏ
ﺍﺳﻣﻌﻙ ﻣﻥ ﺃﻧﻳﻥ ﺍﻷﺷﺟﺎﺭ،
ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁ!!!
ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻋﻧﺩﻣﺎ
ﺗﺳﻛﺏ ﻣﺎءھﺎ ..
ﺗﺭﺟﻡ ﻭﺟﻬﻲ ﺣﺻﺎﺓ ﺍﻟﺩﺭﺏ،،،،
ﻳﺻﺑﺢ ﻟﻭﻧﺎ ﻭﺍﺣﺩﺍ
ﺗﺭﺷﻘﻧﻲ ﺿﺎﺣﻛﺔ
ﺫﺍ ﻁﻌﻡ ﻭﺍﺣﺩ...
ﻣﺗﺳﺎﺋﻠﺔ ﻋﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﺑﺣﺙ؟
ﻻ ﺃﺳﺗﻁﻳﻊ ﺗﻣﻳﻳﺯ ﺃﺣﺩھﻣﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﺧﺭ،،،
ﻋﻥ ﻧﻔﺳﻲ؟
ﻟﻛﻧﻧﻲ ﺃﻋﺭﻑ ﻋﻥ ﺑﻌﺩ ،ﻋﻥ ﻗﺭﺏ؛
ﺃﻧﺎ ﻣﻭﺟﻭﺩ ﻓﻲ ھﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.
ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻧﺳﻛﺏ ﻓﻲ ﻣﺟﺭﻯ ﻭﺍﺣﺩ
ﻻﺯﻟﺕ ﺃﺗﺄﻟﻡ،،
ﻛﻘﻁﺭﺓ ﻣﺎء ﻓﻲ ﺑﺣﺭ
ﺍﺷﻐﻝ ﺣﻳﺯﺍ ﻣﻥ ﻓﺭﺍﻍ.
ﺍﻟﻭﺟﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩ ...
ﻭﻟﻲ ﻣﻭﻁﺄ ﻗﺩﻡ...
ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻓﺗﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﻣﺎﻝ،
ﺃﺛﺭھﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ ،ﻭﺍﺫﺍﻛﺭﺗﻲ..
ﻻ ﻣﻥ ﻧﻘﺻﺎﻥ ﺍﻟﻌﺩﺩ،،
ﺍﺧﻁﻭ ﻧﺣﻭﻙ ﻛﻲ ﺍﺟﺩﻙ
ﻛﺎﺻﺎﺑﻊ ﻳﺩﻱ..........
ﺃﺑﻲ
ﻋﻧﻭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺣﺭﺏ
ﻛﺎﻥ ﻳﺷﺗﻣﻧﻲ ﻛﻝ ﻳﻭﻡ
ﻟﻡ ﯾﻌﺩ ﯾﻧﻬﺭﻧﻲ
ﻻﻧﻧﻲ ﺃﻓﺳﺩ ﻋﻠﻳﻪ ﺣﻳﺎﺗﻪ
ﻛﺎﻟﻣﻌﺗﺎﺩ
ﻭﺣﻣﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﺯﺍﺭﻩ ﺣﻣﻼ
ﺑﻝ أﺻﺑﺢ ﺳﻌﯾﺩﺍ ﺣﯾﻥ ﯾﺭﺍﻧﻲ
ﻟﻛﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻧﺗﻅﺭﻧﻲ ﺑﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﺻﺑﺭ
ﻋﺎﺋﺩﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺭﺏ ﻣﻌﺎﻓﻰ
ﻟﻳﺷﺗﺩ ﻋﻭﺩﻱ
ﺍﺣﻣﻝ ﺍﻭﺯﺍﺭ ﺍﻟﺣﺭﺏ
ﻭﺍﺭﻓﻊ ﻋﻧﻪ ﺍﻟﻭﺯﺭ
ﻭﺭﺍﺋﺣﺔ ﺍﻟﻣﻭﺕ ﺑﺑﺩﻟﺗﻲ ﺍﻟﻛﺎﻛﻲ
ﻟﻛﻧﻧﻲ ﺧﺫﻟﺗﻪ
ﺍﺑﻲ ﺑﻛﻰ ﻛﺛﯾﺭﺍ
ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺍﺷﺗﺩ ﻋﻭﺩﻱ
ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺧﻑ ﻭﺯﺭﻩ
ﺣﻣﻠﺕ ﺍﻭﺯﺍﺭﻱ
ﻟﻘﺩ ﻓﻘﺩﻧﺎ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩ ﺗﻠﻭ ﻵﺧﺭ
ﻭﺫھﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺣﺭﺏ ﻋﻧﻭﻩ
ﻛﺑﺫﺭﺓ ﺧﺫھﺎ ﺍﻟﺭﯾﺢ ﺑﻌﯾﺩﺍ
ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺣﻣﻝ
َ ﺍﺑﯾﺿﺕ ﻋﯾﻧﯾﺎﻩ، ﺣﺗﻲ
ﻓﻐﺩﺍ ﻳﻣﻸ ﺟﻳﻭﺑﻲ ﻧﻘﻭﺩﺍ
ﻭﺍ ﻧﺣﻧﻰ ظﻬﺭﻩ،
ﺑﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻥ ﺭﺍﺗﺑﻪ
ﻟﯾﺱ ﻣﻥ ﺛﻘﻝ ﺍﻟﺣﻣﻝ
ﻛﻲ ﺍﺩﻓﻊ ﺍﺟﺭﺗﻲ
ﺑﻝ ﻣﻥ ﻗﺳﻭﺓ ﺍﻟﺣﯾﺎﺓ
ﻭﺃﻋﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺣﺭﺏ
ﻭﻓﺭﺍﻕ ﺍﻻﺑﻧﺎء
ﻭھﻛﺫﺍ ﺍﺻﺑﺢ ﻭﺯﺭﻩ ﻳﺯﺩﺍﺩ ﻋﺑﺋﺎ ﻻﻧﻪ ﺍﻧﺟﺏ ﺧﻣﺳﺔ ﺍﺑﻧﺎء ﻭﻛﻠﻬﻡ ﺍﻧﺳﺎﻗﻭﺍ
ﻋﺑﺎﺱ ﺭﺣﯾﻣﺔ
ﺻﻧﺩﻭﻕ ﻭﺿﺎﺡ
ﺗﻣﺭﺩ ﺍﻟﺷﺗﺎء
ﻳﺭﺗﺎﺩ ﺑﺳﺎﺗﻳﻥ ﺍﻟﺭﺑﺎﻥ
ﺳﻳﻑ ﺍﻟﻬﻣﺩﺍﻧﻲ
ﺻﺎﻓﺣﻧﻲ ﺍﻟﺛﻠﺞ
ﻳﺯﺭﻉ ﺍﻟﺣﺭﻭﻑ ﺟﻣﺎﻻ
..............
ﺭﺍﻗﺻﻧﻲ ﺑﺭﻭﺍﺋﻌﻪ ﺍﻟﻘﻣﺭ
ﺑﻳﻥ ﺿﻠﻭﻉ ﺍﻟ َﻣﺩﻯ
ﺗﻔﻭﺡ ﺣﻭﻟﻲ
ﺗﻣﺭﺕ ﺑﻳﻥ ﺿﻠﻭﻋﻲ
ﻋﻠﻰ ﺷﻭﺍﻁﺊ ﺍﻟﻳﺎﺑﺳﺔ
ﺃﺯﺍھﻳﺭ ﺍﻟﺧﺭﻭﺝ
ﺭﺋﺗﺎﻱ
ﺃﻏﺭﺩ ﺑﻼ ﺻﺩﻯ
ﺗﻐﺭﺩ ﺩﺍﺧﻠﻲ
ﺗﻔﺭﺩﺕ ﺑﻲ ﺃﺳﻧﺔ ﺍﻷﺳﻰ
ﺃﻏﻧﻲ ﺑﻼ ﻣﻭﺳﻳﻘﺎ
ﻋﺗﻣﺔ ﺍﻟﻘﻣﺭ
ﻋﺎﻧﻘﻧﻲ ﺍﻟﻌﺑﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻧﺑﺽ
ﻳﺷﺣﺫ ﺳﻳﻑ ﺍﻟﻣﻔﺎﺭﻗﺔ
ﺗﻭﺟﻬﻧﻲ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﻅﺑﻲ
ﻓﻲ ﺧﻣﺭﺓ ﺍﻟﻭﺭﺩ
ﻳﺭﺗﻣﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺿﺎﻥ ﺍﻻﻧﺯﻳﺎﺡ
ﺗﺳﻘﻳﻧﻲ ﺷﻬﺩﺍ
ﺗﺭﺍﻗﺻﺕ ﻛﻠﻣﺎﺕ
ﺗﺗﻭﺍﻟﺩ ﻟﻪ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩ
ﻳﺩﺍﻋﺏ ﺃﺟﻔﺎﻧﻲ
ﺃﺧﺭﻯ ﻣﻥ ﻧﻔﺳﻲ
ﻳﺗﺭﺑﻊ ﻓﻲ ﻋﺗﻣﺎﺕ ﺍﻟﻛﻠﻣﺔ
ﺗﺳﺣﺭﻧﻲ ﺑﺄﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﻐﻧﺞ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻛﻭﻥ
ﻳﻐﺗﺎﻝ ﺟﻔﻭﻥ ﺍﻟﺑﻼﻏﺔ
ﺗﺭﺗﺎﺡ ﺍﻟﻭﺷﺎﺋﺞ
ﺃﻓﺭ ﻣﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﻛﻭﻥ
ﻳﻠﻁﺦ ﻳﺩﻩ ﺑﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺎﺷﻘﺔ
ﺑﻳﻧﻧﺎ ﻣﻠﻳﺣﺔ
ﻳﻌﺗﻘﻧﻲ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ
ﻳﻘﺭﺅھﺎ ﺑﻼ ﻋﻧﻭﺍﻥ!!!
ﺗﺗﻔﻧﻥ ﺍﻟﻧﻭﺍﺭﺱ
ﻓﻲ ﺻﻧﺩﻭﻕ ﻭﺿﺎﺡ
ﻓﻲ ﻋﺭﻭﺽ ﻗﺻﺏ ﺍﻟﺳﺑﻕ
ﺃﺗﻣﺭﺩ ﻛﺟﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻣﻘﻡ
ﺃﻓﻧﺎﻥ ﺍﻟﺣﻣﺎﺋﻡ ﺗﺗﻣﺎﻳﻝ
ﻳﻭﺷﻙ ﺃﻥ ﺗﻔﺗﺢ ﻟﻪ
ﺃﺟﻧﺣﺔ ﺍﻟﺳﻧﻭﻧﻭ ﺗﺗﺭﺍﻗﺹ
ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺑﻳﺎﻥ
ﺣﻳﻧﻣﺎ ﺻﺑﺣﺕ ﺍﻟﻣﻠﻳﺣﺔ
ﻳﻛﺎﺩ ﻳﻘﻁﻑ ﺟﻧﻰ ﺍﻟﺣﺭﻭﻑ
ﺳﺭﺍﺋﺭ ﻗﻠﺑﻲ
ﻳﺗﺑﺗﻝ ﻓﻲ ﻣﺣﺭﺍﺏ ﺍﻟﻔﺗﻧﺔ
ﻭ ﺧﻠﺩﺕ ﻟﻭﺍﺣﻅﻬﺎ
ﻳﺭﻗﻊ ﺣﺫﺍء ﺍﻟﻭﻁﻥ
ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻓﺅﺍﺩﻱ
ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﺟﺩﻳﺩﺓ
ﻏﻧﻰ ﺍﻟﻛﻭﻥ
ﻳﺷﻬﻕ ﻓﻲ ﺳﺣﺎﺋﺏ ﺍﻟﻧﻭﺭ
ﺳﻳﻑ ﺍﻟﻬﻣﺩﺍﻧﻲ
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺗﺭﺍﺏ
ﻁﻔﻭﻟﺗﻧﺎ
ﻳﻁﺭﺑﻧﺎ ﻭﻳﺑﻛﻳﻧﺎ
ﻣﺎﺑﻳﻥ ﻣﻭﺟﻙ ﻭﺳﺣﺭ ﺍﻟﻣﺭﺍﻳﺎ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺏ ﻛﺳﺭﻧﺎھﺎ
ﻭﻳﻐﺭﻗﻧﺎ ﺑﺑﺣﺭ
ﺃﺗﻁﻠﻊ ﻓﻲ ﻭﺟﻭﻩ ﺍﻟﺩﺑﻘﻳﻥ
ﺷﺑﺎﺏ ﻣﻔﻌﻡ ﻭﻟﻰ
ﺍﻟﺷﻭﻕ
ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻗﺭﺃ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺗﻁﻔﻝ
ﻣﺭﺍھﻘﺔ
ﻭﺑﻌﺩ ﺍﻟﻣﻭﺕ
ﺃﻓﻬﻡ ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﺗﻁﻔﻝ
ﺷﺫﻭﺫ
ﻳﻧﺟﻳﻧﺎ
ﻭﺃﻗﻁﻑ ﺛﻣﺭﺓ ﺍﻟﺫھﻭﻝ
ﻭﺍﺣﺭﻑ ﻋﻥ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺣﺏ
ﻓﺅﺍﺩ ﭼﺎﺳﺏ
ﻣﻥ ﻳﺟﻌﻝ ﻟﻳﻠﻲ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﻟﻠﺟﺭﺍح؟
ﺻﻐﻧﺎھﺎ
ﻭﻳﻘﻑ ﻣﺗﺄﻣﻼ ﺇﻧﺑﻌﺎﺙ ﺍﻟﺳﻔﻭﺩ
ھﻧﺎ ..ﻓﻲ ھﺫﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ
ﻏﺭﻳﺏ....
ﻛﻳﻑ ﻳﻧﺣﺳﺭ ﺍﻟﻣﺎء ﻋﻥ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻁﻳﻥ؟
ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎﻣﻧﻰ ﺭﻭﺣﻲ
ﺑﻼ.....ﻣﺄﻭﻯ....
ﻟﻧﺑﺩﺃ ﻋﺩﻧﺎ ﺍﻻﺣﻼﻡ
ﻭﺁھﻲ....
ﻭﺗﻌﻭﺩ ﻛﺗﻝ ﺍﻟﻧﺎﺭ ﺷﻅﺎﻳﺎ
ﻟﻳﺭھﻕ ﻋﺩﻧﺎ ﺍﻻﻗﻼﻡ
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺗﺭﺍﺏ ﺗﺩﺍﺭﻙ ﻭﺿﻌﻙ
ﺗﺳﻌﺭ...ﺍﻟﻧﺎﺭﺍ...
ﻭﻧﻛﺗﺏ ﺗﺣﺕ ﺟﻧﺢ ﺍﻟﻠﻳﻝ
ﻭﻭﺷﻡ ﺟﺑﻳﻥ ﺍﻟﺣﺎﻟﻣﻳﻥ
ﻭﺍﺣﺳﺎﺳﻲ....
ﺍﻣﺎﻧﻳﻧﺎ
ﻓﺎﻟﻠﻳﻝ ﻻ ﻳﻌﻧﻲ ﺇﻧﺩﺣﺎﺭ ﺍﻟﻧﻬﺎﺭ
ﺑﻣﺎ ﻓﺎﺿﺕ ﻗﻭﺍﻓﻳﻧﺎ ھﻧﺎ ﻧﺣﻛﻲ
ﻳﻘﻁﻌﻧﻲ.... ﻭﻳﺭﻣﻳﻧﻲ....
ﻛﺎﻅﻡ ﺍﻟﻣﻳﺯﺭﻱ
ھﻧﺎ ﻧﺑﻛﻲ
ﻭﻳﺣﺭﻗﻧﻲ...
ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ھﻧﺎ ﻧﻔﺭح
ﻭﻳﻁﻭﻳﻧﻲ...
ﻟﺣﻥ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ
ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺗﺣﺕ ﺿﻭء
ﻭﻳﻧﺛﺭﻧﻲ....
ھﻧﺎ ..ﺳﻧﻘﻑ
ﺍﻟﺷﻣﺱ
ﺑﻳﻭﻡ...ﺭﻳﺣﻪ....
ﻋﻠﻰ ﺍﻁﻼﻝ ﺍﻳﺎﻡ
ﻛﻲ ﻧﻣﺭح
ﻗﺿﻳﻧﺎھﺎ ﻣﻌﺎ
ﻋﺎﺻﻑ....
ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻐﺎﻡ ﻣﺎﺿﻳﻧﺎ
ھﻧﺎ
ﻭﻟﺣﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺷﺟﻳﻧﺎ
ﻧﺗﺫﻛﺭ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ
ﺧﻠﻳﻝ ﺍﻟﺷﻣﺭﻱ
رﺋﯾس اﻟﺗﺣرﯾر اﯾﺎد اﻟﺧﯾﺎط
��������������������������������������������������������������������������� ��������������������������������������������������������������������������������� �����������������������������������������������������