جريدة الخياط - العدد الثالث

Page 1

‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫اغتيال ابتسامة‬

‫سميرة‬

‫الصفحة ‪1‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫يا منية الروح‬

‫ظافر ضهد األسدي‬

‫نوار الشاطر‬

‫السيمورغ‬

‫أنحني لك شوقأ‬

‫زكية محمد‬

‫عبد الكاظم الغليمي‬

‫كبطل خارق يسترق السمع ‪ ،‬وحدك سمعت صوت جنين األمل وهو يغتصب في‬ ‫حظيرة الجهل ‪ ،‬يده مكبلة بقيود األعراف الرمادية و فمه البريء ‪ ،‬يتجرع مذاق‬ ‫الصراخ المر كل ثانية على مر عصورالضباب‪.‬عيناه العميقتان بحر هائج ‪،‬يروي‬ ‫همجية المذابح السوداء التي أقيمت على شرف الطمع في وطن التائهين ‪ .‬أيها‬ ‫الطائر الخرافي ‪،‬على أجنحة التمرد ‪ ،‬كم حملت من جبال الوجع والتيه محلقا بكل‬ ‫عزم نحو كوكب الشمس ؟‪.‬‬

‫ايها المهيب ‪،‬كيف اغتلت وحشية الشهوة بكل عفة ورحمة ؟تهدئ من روع اآلهات‬ ‫‪،‬ترسم على بشرتها الشاحبة ابتسامات دافئة وغيمات سخية ؛كلما اشتد الوجع‬ ‫أمطرت قبال وردية تتوحد معها روحها المحاربة في برزخ السكينة ‪.‬‬ ‫أيها العاشق للجود‪ » ،‬زال القرنية الثالثة «طفل اخرس‪ ،‬شعره يفضحه بريق شيب‬ ‫احمر‪ ،‬و أبوه األعمى ‪،‬بعدما أرهقه رقاد الفجر في الكهف األغبر يظن ابنه دجاال‬ ‫أعورا ‪.‬‬

‫رواية الحكمة ألبستك زي األسياد الخرافي ‪،‬وأنا كغيري من المرتدين عن التاريخ‬ ‫‪،‬على أريكة الرجاء التحف قشعريرة االنتظار‪ ،‬أهدهد ترنيمة النور عسى السيمورغ‬ ‫العظيم في غفلة عن اليقين يظهر‪.‬‬

‫أفكاري تلتقي مع اول قطرة غيث وكأنما‬ ‫تكلمني عنك واشيائي الجميلة التي‬ ‫حاولت أستذكارها ‪،‬نهر جف تماما من‬ ‫جريانه واغلقت ابوابه بعاصفة من‬ ‫الذكريات ولربما األطيان المنحدرة من‬ ‫اسفل ذلك الجدول وهو ينثر اخر قطرات‬ ‫مياهه بخجل‪،‬‬ ‫تنحني اشواقي وانا كطير قص جناحيه‬ ‫ذلك الطفل اليتيم وهو يراقب مندهشا‬ ‫صافات الطيور وهي تتعطر بمياه‬ ‫االمطار التي كحلت النهر المحاذي‬ ‫لذكرياتي التي دونتها علي الحشائش‬ ‫اليابسة‬ ‫انتفضت الحشائش وهي تغني وتنشد‬ ‫لذلك الغيث الذي انهمر‬ ‫والنهر فرح طربا ورقص على نغمات‬ ‫المطر‬ ‫موسيقى هادئة‬ ‫وأشراقة شمس بدت هاربة مني اليك‬


‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫جريدة الخياط‬

‫الصفحة ‪0‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫جيران‬

‫حيل ‪...‬‬ ‫حال والمست ِ‬ ‫وفيها من الم ِ‬

‫خور أنوثتِكِ ‪..‬‬ ‫اِمأليني من ب ِ‬

‫احسان الخوري‬

‫دعيني أستوطِ ن نهدكِ األيمن ‪..‬‬

‫فارق بين أنوثتِكِ والورو ِد ‪..‬‬ ‫فهناك ِ‬

‫جيرانا ‪..‬‬ ‫وأصِ ير ونهدكِ األيسر ِ‬

‫ير ‪...‬‬ ‫ِن وبين ِّ‬ ‫وبين المدم ِ‬ ‫الس ِّك ِ‬

‫كيف سأخت ِرع ال ِّنساء ‪..‬؟‬

‫فان ‪..‬‬ ‫دعي نهديكِ يرت ِ‬ ‫ج ِ‬

‫لماذا تنتظرين َّ‬ ‫الزمان لكي يذوب ‪..‬‬

‫كيف سأصنع بخور األنوث ِة ‪..‬‬

‫فهما مسؤول َّيتي ال َّ‬ ‫شخص َّية ‪..‬‬

‫كيف تصبح اللبوة لبوة ‪..‬‬

‫علي ِهما تنبت كل ُّ أسئلتي ‪..‬‬

‫لماذا تريدين ال َّنشوة إن كن ِ‬ ‫ت تخشين‬ ‫الصهيل ‪..‬‬ ‫َّ‬

‫كيف تصير َّ‬ ‫الظبية ظبية ‪..‬‬

‫نج ‪..‬‬ ‫وتقرع أقداح الدَّ ِ‬ ‫الل والغ ِ‬

‫وكيف للقِططِ أن تعرف المواء ‪..‬؟!‬

‫هما ليسا حجرا بِجان ِ‬ ‫ب حجر ‪..‬‬

‫مردة ‪..‬‬ ‫قد أصنع ياقوتة أو ز ُّ‬

‫نزف ‪..‬‬ ‫فالقبل فوقهما تشنق وت ِ‬

‫قد تتح َّقق نبوءة خسوفِ‬ ‫القمر ‪..‬‬ ‫ِ‬

‫تتر َّمل ‪..‬‬

‫الضوء أه ُّم من ال َّ‬ ‫مس ‪..‬‬ ‫قد يكون َّ‬ ‫ش ِ‬

‫جال في ِهما تحت ِرق ‪..‬‬ ‫مِئات ِّ‬ ‫الر ِ‬

‫ِهاش ‪..‬‬ ‫وقد أكتشِ ف جنوني في لحظ ِة االند ِ‬

‫ور َّبما تتق َّتل ‪..‬‬

‫جرع ذاتِها ‪..‬؟‬ ‫قرر األنوثة ت ُّ‬ ‫لكن متى ست ِّ‬

‫أف ِّكر ‪..‬‬

‫وهل ستتق َّمص ألف امرأة وتأتي ‪...‬؟‬

‫تكور ‪..‬؟‬ ‫هل يستشير ال َّنهد قيده قبل أن ي َّ‬

‫س ِّيدتي ‪...‬‬

‫أحاول ال َّتفسير ‪!!!..‬‬ ‫ِ‬

‫دعيني أجنُّ قليال ‪..‬‬

‫جد كل َّ من م َّر بِهما قد اختفى ‪..‬‬ ‫أ ِ‬

‫السرمد َّي ِة ‪..‬‬ ‫دعيني أصنع من أشياءِ كِ أبجد َّيتي َّ‬

‫جر قد أصابه االنتِحار‬ ‫ومن بقي إلى الف ِ‬

‫س َّك ِر ‪..‬‬ ‫أصنع من بعضِ كِ بعض ال ُّ‬

‫رير عِ ند الغس ِق ‪..‬‬ ‫ماذا سأقول َّ‬ ‫للس ِ‬

‫تب َّرأت مِن أحالمي َّ‬ ‫الزائِف ِة ‪..‬‬

‫وأجمع من بعضِ كِ‬ ‫اآلخر افروديت اليونان َّية‬ ‫ِ‬

‫هل ِبتُّ أف ِّكر كاألغبياءِ ‪..‬‬

‫الوقت قد حان ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫بالرثاءِ ‪..‬‬ ‫وصرت أولى َّ‬

‫تذوق مع َّتق شفتيكِ ‪..‬‬ ‫تي ت َّ‬ ‫دعي شف َّ‬

‫السرير ‪..‬‬ ‫يجيب َّ‬

‫نين ‪..‬‬ ‫تثمل آالف ِّ‬ ‫الس ِ‬

‫ال ليس كاألغبياءِ ‪..‬‬

‫قين ‪..‬‬ ‫وتضيع بين‬ ‫ِ‬ ‫الخيال والي ِ‬

‫أو كما أنا اعتقدت ‪...‬‬

‫جان للقب ِل ‪..‬‬ ‫هما ت ِّ‬ ‫رو ِ‬

‫س ِّيدتي ماذا تنتظِ رين ‪..‬‬

‫ورطت ‪...‬‬ ‫وهما مؤامرة فيهما قد ت َّ‬

‫أي خيار ‪..‬‬ ‫ليس لي ولكِ ُّ‬

‫دعيني في جسدِكِ أبحِر ‪..‬‬

‫ولو صار اليوم عِ شرين ألف ساعة ‪..‬‬

‫صركِ ترسو ‪..‬‬ ‫وأترك مِرساتي جانِب خ ِ‬

‫مرة ‪..‬‬ ‫ورقص الكون مائة ألف َّ‬

‫أرى س َّرتكِ قد انتظرت طويال ‪..‬‬

‫اشتريني يا س ِّيدتي ‪...‬‬

‫ليس لكِ‬ ‫رير أن تستريحي ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫كالس ِ‬ ‫ليس لكِ أن تأخذي هدنة ‪..‬‬ ‫هيل ‪..‬‬ ‫لكِ مِلء َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫هل أعِ ُّد أسماء المشتهيا ِ‬ ‫ت ‪..‬‬ ‫هل أتف َّقد صدى كلِّ القبال ِ‬ ‫ت ‪..‬‬ ‫ومن غيري سيرسم الحكايا وي ِّلون‬ ‫‪...‬‬ ‫س ِّيدتي ال تتكلَّمي ‪..‬‬ ‫ت سِ ر ال زال ي ِّ‬ ‫أن ِ‬ ‫مزقني وال يقال ‪..‬‬ ‫ريق جنوني ‪..‬‬ ‫َّأول مرحلة في ط ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫ت تذبحينني في كل ِّ ثانية ‪..‬‬ ‫أنا ألغيت ِبكل ِّ ال ِّنساءِ إقامتي ‪..‬‬

‫ور أنوثتِكِ‬ ‫وشعور ال َّتواج ِد في حض ِ‬ ‫‪..‬‬ ‫ين كامِلي ِن ‪.....‬‬ ‫قد انبلج عِ ندي فجر ِ‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪3‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫الوعي الثقافي‬

‫شعب مثقف و يمتلك الحس اإلجتماعي و الوعي الحضاري هو شعب ال يجوع و ال يستعبد‪ .‬و لهذا غرس القيم و األفكار‬ ‫يحكمون على األخرين من خالل الشكل و المظهر فقط‪ .‬و‬ ‫الهادفة في أي مجتمع يعد من أصعب األمور‪ .‬فالكثير‬ ‫الناسناجي‬ ‫بدرمنالدين‬ ‫هنا تكون النظرة سطحية‪ ،‬و لهذا نجد أن في المجتمع نفسه عدة خلفيات و حركات و سلوكات مختلفة‪ ،‬و كل يتصرف‬ ‫حسب هذه السلوكات‪ ،‬و حسب البيئة التي نشأ و تربى فيها‪ .‬لكن الثقافة الحقيقية تساهم بقدر وافر في تغيير ذهنيات و‬ ‫أفكار الكثير من الناس‪ ،‬و تجعلهم يتصرفون بطريقة ايجابية و سليمة‪ ،‬و يعملون بطريقة حضارية فعالة‪ .‬هناك أسباب‬ ‫غرسعلى‬ ‫لهذا الدخيلة‬ ‫الهجينة او‬ ‫التراكماتال السلوكية‬ ‫مزيجال من‬ ‫الحضاريلكنهوأغلبها‬ ‫الترابط بينها‪.‬‬ ‫الصعب فك‬ ‫متداخلة‪ ،‬و من‬ ‫اجتماعية‬ ‫القيم و األفكار الهادفة‬ ‫يستعبد‪ .‬و‬ ‫يجوع و‬ ‫شعب‬ ‫الوعي‬ ‫اإلجتماعي و‬ ‫الحس‬ ‫شعب مثقف و يمتلك‬ ‫مجتمعاتنا المحافظة‪ .‬تسببت في تفكك المنظومة األخالقية‪ .‬فال وازع ديني يحترم‪ ،‬و ال رادع قانوني يعمل له الف حساب‪.‬‬ ‫في أي مجتمع يعد من أصعب األمور‪ .‬فالكثير من الناس يحكمون على األخرين من خالل الشكل و المظهر فقط‪ .‬و هنا تكون‬ ‫و لهذا يجب ان تكون هناك حركة تغيير قاعدية فعلية تجدد سلوكات األفراد في مجتمعاتنا التي طغى عليها التفكك و‬ ‫بعضحسب هذه‬ ‫يتصرف‬ ‫يتحرج وعندكل‬ ‫مختلفة‪،‬‬ ‫سلوكات‬ ‫حركات و‬ ‫خلفيات و‬ ‫األحيان عدة‬ ‫من نفسه‬ ‫المجتمع‬ ‫اإلنحاللنجد أن‬ ‫النظرة سطحية‪ ،‬و لهذا‬ ‫الكتابة في‬ ‫هناك من‬ ‫كتاباتنا‪ .‬لكن‬ ‫نفسه على‬ ‫الواقع يفرض‬ ‫األخالقي‪.‬فيفي الكثير‬ ‫فالخوض‬ ‫للمناقشة‪.‬‬ ‫عرضها‬ ‫بقدرالفكرة‬ ‫للكتابة عن‬ ‫الثقافة الكاتب‬ ‫لكن أن يتحل‬ ‫لكن يجب‬ ‫المواطن‬ ‫التيتمس‬ ‫البيئة التي‬ ‫المواضيع‬ ‫أفكار الكثير من‬ ‫ذهنيات و‬ ‫تغيير‬ ‫وافرو في‬ ‫بالجرأةتساهم‬ ‫الحقيقية‬ ‫نفسه‪.‬فيها‪.‬‬ ‫تربى‬ ‫نشأ و‬ ‫السلوكات‪ ،‬و حسب‬ ‫بالك‬ ‫فما‬ ‫‪.‬‬ ‫نفسه‬ ‫المجتمع‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫سيجد‬ ‫عنه‬ ‫يتكلم‬ ‫من‬ ‫و‬ ‫المجتمع‪،‬‬ ‫قلب‬ ‫يمس‬ ‫شيء‬ ‫السلوكي‬ ‫و‬ ‫األخالقي‬ ‫المجال‬ ‫في‬ ‫الناس‪ ،‬و تجعلهم يتصرفون بطريقة ايجابية و سليمة‪ ،‬و يعملون بطريقة حضارية فعالة‪ .‬هناك أسباب اجتماعية متداخلة‪ ،‬و من‬ ‫بمن يقوم باإلصالح في الواقع فسوف يتعرض للصد و المواجهة‪ .‬و رغم هذا يجب ان تفتح بعض الملفات االجتماعية‬ ‫بدرالدين‪.‬على مجتمعاتنا المحافظة‪ .‬تسببت في‬ ‫أخرى‪.‬الدخيلة‬ ‫الهجينة او‬ ‫الصعب فك الترابط بينها‪ .‬لكن أغلبها مزيج من التراكمات السلوكية‬ ‫لنكون صادقين مع انفسنا من جهة‪ ،‬و نعمل على اصالح المجتمع من جهة‬

‫تفكك المنظومة األخالقية‪ .‬فال وازع ديني يحترم‪ ،‬و ال رادع قانوني يعمل له الف حساب‪ .‬و لهذا يجب ان تكون هناك حركة‬ ‫تغيير قاعدية فعلية تجدد سلوكات األفراد في مجتمعاتنا التي طغى عليها التفكك و اإلنحالل األخالقي‪ .‬في الكثير من األحيان‬ ‫الواقع يفرض نفسه على كتاباتنا‪ .‬لكن هناك من يتحرج عند الكتابة في بعض المواضيع التي تمس المواطن نفسه‪ .‬لكن يجب أن‬ ‫يتحل الكاتب بالجرأة للكتابة عن الفكرة و عرضها للمناقشة‪ .‬فالخوض في المجال األخالقي و السلوكي شيء يمس قلب‬ ‫المجتمع‪ ،‬و من يتكلم عنه سيجد نفسه في مواجهة المجتمع نفسه‪ .‬فما بالك بمن يقوم باإلصالح في الواقع فسوف يتعرض‬ ‫للصد و المواجهة‪ .‬و رغم هذا يجب ان تفتح بعض الملفات االجتماعية لنكون صادقين مع انفسنا من جهة‪ ،‬و نعمل على اصالح‬ ‫المجتمع من جهة أخرى‪ .‬بدرالدين‪.‬‬

‫توبة بعلزبول* ‪ /‬انتخابات‬ ‫باسم عبد الكريم الفضلي‬ ‫سرد شعري‬ ‫رمال َّ‬ ‫للظنون‬ ‫الزبد ‪ ،‬ومن ‪ ،...‬ففي مرجمة ‪ ،‬ومن فاء ‪ ،...‬فعنده السماء ‪ ... ،‬ما‬ ‫هذا وعد أخير‪ ،..‬فمن شاء فليدفِن رأسه ‪ ،‬في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فروج‬ ‫الصفصافِ ‪ ،‬في‬ ‫تواقيع‬ ‫من جناح ‪ ،‬وليس لآلتي مِرآة ‪ ،‬فقد تم جمع‬ ‫المحار ‪ ،‬أ رنو ‪ ،...‬القمر ال يميطني ‪ ،‬فتلِج جذور َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مروج الخط ِ‬ ‫التعري ‪ ،‬أزدردني على مضض‬ ‫منصات‬ ‫ب الحشماء ‪ ،‬أموسِ ق أسئلة ‪ ،‬فتفلسِ فني ‪..‬‬ ‫أسمائي المر َّقمة ‪ ،‬أسيح ‪ ،..‬في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫فوق الطرقا ِ‬ ‫الحرائق‬ ‫ت المتقاطعة ‪ ،‬أهنــــــــــــــــــــــــــــــالك مخرج ‪ ،‬تحت‬ ‫ص ‪ ،‬أتق َّيؤني ‪ ،‬أجوع ‪ ،‬فألحسني ‪ ،‬من‬ ‫‪ ،‬أغ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المركوم ِة ‪ ،‬على أهدابي ‪ ،‬ألتل َّمس نسغ أنفاسي ‪ .. ،‬نعم ‪ ،..‬في ِه بقية ‪ ،‬سأهبه غمامة ظمئي لظِ لِّي ‪ ،‬في مؤتمرا ِ‬ ‫المطر ‪،‬‬ ‫ت صال ِة‬ ‫ِ‬ ‫عين الفضائيا ِ‬ ‫المضر ِ‬ ‫ت الممح َّي ّة الذاكرة ‪ ،‬لتغور ‪ ،‬من جديد ‪ ،‬صهوة مراوحتي ‪ ،‬في أخادي ِد الرحيل ‪ ،‬الى‬ ‫ب عن الكالم ‪ ،‬في‬ ‫ِ‬ ‫أرشيفِ‬ ‫حيطان‬ ‫األخبار الصباحية ‪ ،‬يبصقني ‪ ،‬على وج ِه يومي المس َّم ِر‪ ،‬على‬ ‫صفر ‪ ،‬وإذا ‪ ....‬هذيان أريج نشر ِة‬ ‫الوثاق ال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أشرهما ‪ ،‬على تويجا ِ‬ ‫الترقُّ ِ‬ ‫إلي بصري ‪ ،‬إال برعش ِة‬ ‫ب‬ ‫كاتم صوت صدِئ ‪ ،‬فال يرت ُّد َّ‬ ‫المتأللئ بأغاني الشهادة ‪ ،‬أخلع عين َّي ‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫رس أوسم ِة الطواويس ‪.‬‬ ‫وليدة ‪ ،‬تلقيني بســـــــــــــــــــــــالم ‪ ،‬الى ع ِ‬

‫حرمان‬

‫كان يخال أنه لن يشنق في حياته أبدا‪ ،‬وبعد زمن غير قصير‪ ،‬انقلبت الطاولة عليه‪ ،‬فوجد نفسه دون مأوى‪ ،‬محروما من‬ ‫الدراسة والسكن‪...‬ناهيك عن القصف اليومي‪.‬‬ ‫إبراهيم الكوني _ المغرب‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪4‬‬

‫العدد الثالث‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫محنة الحياة‬

‫وطويت احالم الهوى‬

‫عبد القادر زرنيخ‬

‫عبد القادر الغربيل‬

‫لسنيني‬

‫حملت غربتي على صدري فأتعبني اللقاء‬

‫نخرج من أرحام أمهاتنا‬

‫حملت أشجاني على جبين عمري فأتعبني الهوان‬

‫بال ورقة توت ‪.....‬عرايا‬

‫كسرت قافيتي على مذبح اإلغتراب‬

‫نبكي خجال من نفوسنا‬

‫ضاعت الليالي بين األيام‬

‫فتضحك منا كل المرايا‬

‫لم أع إنسانيتي إال والهوى يلثمني بعبق العصور‬

‫نتبجح ونتشدق بأخالقنا‬

‫حملت غربتي فأنهكتني السنون‬

‫فنقترف كل الخطايا‬

‫حتى ضاعت مخيلتي بين غياهب السطور‬

‫نأكل على موائد جالدينا‬

‫حملت قافيتي على كاهلي فأتعبتني األوزان‬

‫وننتحب مع كل الضحايا‬

‫ليس إالك يا قلمي مهجتي ويقيني‬

‫نعشق بكل جنون نساءنا‬

‫حملت مهجتي على ظهري فأتعبتني السعادة‬

‫ونعامل كل النساء كسبايا‬

‫فلقاء الشوق يطيب‬

‫حتى ظننت غربتي سجنا ليس به هوادة‬

‫نحتفظ بكل أسرارنا‬

‫لدنيتي‬

‫سأتلو ذكرياتي بحرم الكتابة‬

‫ونبوح ببعض الخفايا‬

‫سألعن من هوى الحرفين‬

‫لعل قداسة الحرف ترسمني كل آداب الرواية‬

‫كأضواء تضيء بيوتنا‬

‫وشجوني‬

‫حملت قلمي على ظهري فأتعبني المقال‬

‫وتبقى معتمة كل الزوايا‬

‫واموت من نحر الفؤادين‬

‫حملت غربتي على صدري في االدب و الفلسفة‬

‫ان كان لقاء سلوتك‬ ‫يؤويني‬ ‫واعشاش العصافير هجرت من شدة‬ ‫تالحيني‬ ‫ان كنت بالمأساة‬ ‫بليتي‪.‬‬ ‫فانا المحروم من شوقك‬ ‫لتعذيبي‬ ‫وكنت احلم برضابيك‬ ‫للقائي‬

‫أتعبتني اغترابات المعاني بين حدائق اآلمال‬

‫مهال سيدتي‬

‫وتكفري‪.‬‬

‫أكتب غربتي على أوراق الزمان‬

‫سعد الكبيسي‬

‫همت كمجنون ليلى‬

‫بالدي كرامتي وإن طمست اآلمال في انتظار اللقاء‬

‫مهال مهال سيدتي رفقا‬

‫بالبراري‪.‬‬

‫حملت أملي على ذاكرتي فأتعبتني الصور‬

‫بحالي‪.‬‬

‫وثرت بجنون البحر‬

‫تاهت األقالم بفجر أقالمي وزهقت القوافي‬

‫انا سوى بشرا اهيم‬

‫لتغريقي‬

‫حملت عودتي على أسوار الوطن فأتعبني اإلنتظار‬

‫لجنوني‬

‫عشقا الروح وهيامك‬

‫حملت وطني على كتفي فأتعبتني جراحاته‬

‫افنيت عمري لحرفك‬

‫يحتويني‪.‬‬

‫ونثرت أحزاني على الروابي‬

‫لتجودي‬

‫لمحراب عشق حرفك فال‬

‫حملت عودتي على أقالمي فأتعبتها الكتابة‬

‫وعزفت مقام لصبا‬

‫تظلمني‪.‬‬

‫سأعود على أغصان الزيتون وأكتب‬

‫لتهيمي‪..‬‬

‫ولهيب نارك احرق‬

‫تحيا بالدي من البحر لنهر بردى‬

‫وغرست قصائد شعرك‬

‫الجسدي‬

‫حملت بردى ببحر قافيتي فأنكهته األسرار‬

‫بتجاويفي‬

‫فمحراب نار لهواك وال‬

‫حملت أسراري على ظهري فأتعبني اللقاء‬

‫تبعديني‪.‬‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪5‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫قرصة صيف‬

‫بدن‪ ..‬يتسلق‬

‫خرف ‪... .‬‬

‫قرية‬

‫ال يؤتمن‪ ..‬يهبط‬

‫عيسى عبد الملك‬

‫اثنان‬

‫اختراع األوقات الحرجة‬

‫سهل او جبل‬

‫على وشك‪ ..‬يتصبب وعيد‬

‫لم اعرف كيف حدث هذا ؟‬

‫عبور ينهال‬

‫من يغرسني ذنب‪ ..‬فأطفو‬ ‫إالها‪..‬؟‬

‫أطلبوا لي يد صاحبة هذا العنوان واال قتلت نفسي‪ ،‬قلت ألهلي وناولتهم‬ ‫عنوانها‪ .‬كان العنوان بخط يدها األنيق مكتوبا كلوحة فنان‪ .‬منذ سنين‬ ‫ترقد المرأة في مقبرة دار السالم قيل لهم فعادوا محرجين ‪.‬كانت العائلة‬ ‫معروفة للناس وكنت معروفا كذلك ‪،‬األمر الذي حير اهلي ‪.‬الى أيام وأنا‬ ‫أتذكر موتها وأكاد ابكي بعد ان اقتنعت تماما انها ماتت وأني قريبا‬ ‫سأموت ‪.‬كانت أعز أسراري ‪.‬نعم كنت اعرف جيدا ذلك فكيف أبعث من‬ ‫يخطبها هي التي ماتت منذ زمان ؟ في سرادق مأتمها ‪ ،‬كنت أكثر‬ ‫الحاضرين حزنا يومها ‪.‬بعد افتراقنا ‪،‬عرفت أنها ستموت ‪ ،‬فال يعقل ان‬ ‫تظل امرأة عاشقة مرهفة الشعور تصاب بصدمة ‪ ،‬ح ّية حتى اليوم‪ ،‬فلم‬ ‫أعطيتهم العنوان ؟ لن أعمر طويال يا صاحبي ‪ ،‬سيشمت بموتي عشاق‬ ‫علي ويطول حزنك‬ ‫كثيرون خيبت ظنهم ‪ ،‬ستندم ذات يوم ‪ ،‬تحزن‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬ستندم يا هذا ولكن بعد فوات األوان‪ ،‬قالت مرة فضحكت ‪.‬سأموت قبلك‬ ‫العرافة ‪ ،‬ستطرحني كثرة الطعنات كيوليوس قيصر‪ ،‬يوما ما‬ ‫يا صديقتي ّ‬ ‫ستقتلني طعنة غدر من الخلف ‪ ،‬أما اذا نجوت ‪،‬فسأتعب كثيرا في‬ ‫البحث عن بديلة تسدّ فراغك الكبير يا حلوتي ‪ ،‬متعبا سأسقط ذات يوم‬ ‫‪،‬على رصيف ما ‪،‬سيصرعني عبث التطواف في المدن والشوارع‬ ‫والبلدان بعدك ‪ ،‬نفسي تحدثني ‪ ،‬قلت ‪ .‬لن يحدث ذلك‪ ،‬فلك درع ضد‬ ‫الصدمات ‪ ،‬تماما كدرع ذكر السلحفاة ‪ ،‬قالت مداعبة وسوت شعرها‬ ‫بأصابع أترف من ل ّبة رأس خس‪ .‬اسمع يا صديقي المشوش األفكار‬ ‫‪،‬ليس في الكون نسخة مثلي فكل واحد منا ّ نسيج مختلف كاختالف‬ ‫بصمات اصابع البشر قالت‪ .‬بلطف داعبت انفي بطرف سبابتها ‪ .‬كانت‬ ‫أحاديثنا تدور قرب سياج مزار يقع على طريق الجامع الكبير الذي‬ ‫اقصده ألصلي خلف اإلمام في ليالي الجمع ‪.‬الطريق اندثر ‪.‬إمام الجامع‬ ‫مات ‪.‬قوسي الجسر الحجري القديم الذي يربط ضفتي نهر العشار‬ ‫‪،‬تآكلتا ‪ .‬تهدم قوس بالكامل واندثرت عبارات الحب والمواعيد عليه‬ ‫‪.‬معظم العشاق ماتوا او قتلوا في تفجير او معركة أو سجن او في‬ ‫ابيض شعري‬ ‫منافي الغربة ‪ .‬أنا بالصدفة نجوت من مذابح عدة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتقاعدت ‪،‬كل ذلك أعرفه ‪ ،‬في ساعات وحدتي أذكر نوبات جنون الحب‬ ‫تلك حينما كنت ‪ ،‬أغافل أهلي ‪ ،‬دون وعي تجرني قدماي ألقتعد دكة‬ ‫الجسر العتيق بانتظار فاتنتي‪ ،‬أخبيء وردة في ديوان نزار‪ ،‬طفولة نهد‬ ‫‪.‬بلهفة تخطف الوردة من الديوان ‪ .‬تدسها بين حمالة نهديها ‪ .‬تغفو‬ ‫مزهوا أص ّفر ‪ .‬تجلس صاحبتي على‬ ‫الوردة بين دفء النهدين وأنطلق‬ ‫ّ‬ ‫قوس الجسر بانتظار صديقة كي تزور المكتبة تتظاهر بقراءة جزء ع ّم‪،‬‬ ‫أما ّ أنا فأسرع نحو المسجد‪ ،‬كي ادعو لها خلف اإلمام ‪.‬ليس زيارة‬ ‫الجسر القديم المتهالك كانت تقلق اهلي بل الحديث لساعات طوال‬ ‫بصوت عال بصوتين مختلفين متصورا شخصا آخر يعاكسني فأرفع‬ ‫صوتي او يدي ألضربه أو أبصق عليه أو أضرب رأسي ‪..‬هكذا بدا‬ ‫الخرف !!!‬

‫في بطن محبرة‬ ‫او جيب معكوف‬ ‫بقايا إكسير‬ ‫يشغله تآليل االستقبال‬ ‫وكنز السجان يهلهل‬ ‫غابة مخاض‬ ‫وحشة مدار‬ ‫إصغاء يذيب األصباغ‬ ‫يتدحرج إثر شروق‬ ‫الحاجب والثغران‪ ..‬يا أماه‬ ‫يعلمون‪ ..‬الزمهرير‬ ‫باالعتراف والذقون الطويلة‬ ‫يطاردون‬ ‫فيبدو المبعوث بال ركب‬ ‫او ضعيفة‪ ..‬مثل االرتباك أبدا!‬ ‫فيكثر شتم األطفال‪..‬‬ ‫األماكن‬ ‫أسمالي‬ ‫وجميع المجرات‬ ‫على حافة التسميات‬ ‫مشحونة براحة‪ ..‬حديث الخرافة‬ ‫األفاعي كما األزرار‬ ‫تولي رصاصها‬ ‫وبوجه أصفر صوب التأويل‪..‬‬

‫أيتها الحسناء‬ ‫والخياالت اللطاف‬ ‫سخيفة أشيائي‪ ..‬حتى الغرابة‬ ‫محمد عبيد الواسطي‬

‫وجهك ‪ /‬عبد القادر غربيل‬ ‫على كل أرصفة المدينة‬ ‫وعند كل ناصية شارع‬ ‫أقف كإشارة مرور‬ ‫أو عالمة تشوير على‬ ‫جانب الطريق‬ ‫أحدق في كل وجوه المارة‬ ‫أتفرس في قسمات محياهم‬ ‫أدقق النظر في مالمح وجوههم‬ ‫لعلي أعثر على وجه شبيه‬ ‫لوجهك‬ ‫أي واحد من األربعين‬ ‫أرهقت عيوني بإطالة البحث‬ ‫و أتعبت جفوني بالتنقيب‬ ‫لكن ال وجه يشبه وجهك‬ ‫وال محيا يطابق محياك‬ ‫وتذكرت أخيرا أنك‬ ‫كنت وجها بال مالمح‬ ‫أو على األرجح‬ ‫كنت جسدا بال وجه!!‪.‬‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫لقاء في حديقة‬ ‫شحده اليهيهاتي‬

‫رغيف حنان‬

‫الصفحة ‪6‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫لطيور البحر‬

‫عماد‬

‫عبد‬

‫تمأل أشرعتي‬

‫الملك‬

‫الدليمي‬

‫بالريح‬

‫رياض ماشي الفتالوي‬

‫إني أبحث‬

‫أريدها ذاكرتي‬

‫سألوني عن موتي‬

‫وضعت حقيبتها تريد مقِيال‬

‫عن إمرأة من‬

‫عند النسيان‬

‫في اي جلسة قتلوك‬

‫فتأرجح الشعر الجميل قليال‬

‫مدن البحر‬

‫أحلم بها‬

‫اصابعك مشلولة‬

‫كالنسيم بعطرها‬ ‫جلست بقربي‬ ‫ِ‬

‫ابحث عنها‬

‫عذراء ‪..‬عذراء‬

‫ودفاترك ملقاة‬

‫في أي مكان‬

‫مساحات قلبها‬

‫في أي زمان‬

‫آالف األميال‬

‫على قاع المسرح‬

‫تكون لي‬

‫لكني أخشى‬

‫طفلي اصبح يتيما‬

‫وطنا عندما‬

‫أن ال أجدها‬

‫يحمل ال فتة الغفران‬

‫كأنها أمرأة‬

‫ال يفقه موتي‬

‫للجمال فصوال‬ ‫والثغر يروي‬ ‫ِ‬ ‫فشعرت أ ِّني في بداي ِة قصة‬ ‫ورأيت في نظر العيون رسوال‬ ‫ت دون تلفت‬ ‫جاذبتها النظرا ِ‬ ‫مدا وجزرا ‪ ،‬والسكوت طويال‬ ‫لي‪ ،‬تبسمت ث َّم انثنت‬ ‫نظرت إ َّ‬ ‫في لحظة قد أسرجت قنديال‬ ‫ت للحظة‬ ‫أين الرحيل؟ أال جلس ِ‬

‫تشح األوطان‬

‫العدد الثالث‬

‫تعرف العزف‬

‫ترقد في حلم‬

‫على أوتار‬

‫من نسج الخيال‬

‫الملح والماء‬

‫بين جدران وطن مستباح‬

‫أتناول من كفيها‬

‫سرقت ثيابه‬

‫تلك العيون ‪ ،‬وقد أبيت عليال‬

‫رغيف حنان‬

‫وارتدى جالدي‬

‫أي ترفق‬ ‫قالت‪ :‬تر َّفقّ ‪ ،‬قلت‪ُّ :‬‬

‫أشرب من كأسها‬

‫عمامة المفتي‬

‫فأنا الذي أشكو الغرام ثمِيال‬

‫نبيذ العشاق‬

‫قلت‪ :‬دليلك‪ ،‬قلت‪ :‬قلبكِ فاسألي‬

‫إني أبحث عن‬

‫ال تعجب لشعب‬

‫الحب حفق ال يريد دليال‬ ‫ُّ‬

‫إمرأة‬

‫يقبل كف‬

‫قالت‪ :‬رويدك‪ ،‬قلت‪ :‬لو أنصف ِتنِي‬

‫نصفها ثلج‬

‫رسم بين خيوطها‬

‫أهديكِ عمري ‪ ،‬لن أكون بخيال‬

‫واآلخر من نار‬

‫موت التاريخ ‪......‬‬

‫قالت‪ :‬إذن‪ ،‬أهديك ما أهديتنِي‬

‫أتحدى بها‬

‫واللـه أش ِهد ‪ ،‬ما أريد بديال‬

‫موج البحر‬

‫وأنا أحدُّق مولها مذهوال‬ ‫قالت ‪:‬سؤالك‪ ،‬قلت ‪ :‬إني عاشق‬

‫واألعصآر‬ ‫تضم جناحي‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪7‬‬

‫العدد الثالث‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫عمر الخيام‬

‫سأنتظر ساعي البريد‬

‫ليشعل ليال مصباحي‬

‫لكل صباح ميته ولكل ساعه حياة‬

‫طرا‬ ‫ألستأنف الحكاية ّ‬

‫برسالة‬

‫ال ادري ان عشت بعد او عدت الى الممات‬

‫وأروي لكم عن النبض‬

‫مكتوبة بالندى واألمان‬

‫كانت تقتلني تدفن كل لحظات‬

‫عن عصفور أدمن الشدو‬

‫بلسما لجراحي‬

‫كانت تعيدني من حيث اتيت تراب وبضع ذرات‬

‫عن قمر‬

‫بحرف ِوسنان‬

‫كانت تقول في كلمتها االولى احبك‬

‫يعانق البحر‬

‫هدّ ه الشوق فاهتدى‬

‫وكانت قلبها يعصر الموت شراب من خمر الملذات‬

‫كل ليلة‬

‫للعنوان‬

‫كانت ليلتي الدامية وصراعي على حبل مشنقة من االهات‬

‫وأروي لكم عن الهمس‬

‫سأنتظر ساعي البريد‬

‫لكل اه حدثت عقاب لكل شعور كان انين‬

‫عن بسمة أشرقت كالشمس‬

‫ليغمرني عطرا‬

‫لكل عفق اختلج كان نغم يقتل نغمات‬

‫عن زهرة تفتحت فجرا‬

‫موالتي صاحبة الظل صاحبة العظمة‬

‫عن نظرة ساحرة‬

‫صاحبة الموت الرحيم قتل الميت حرام‬

‫المرأة ساحرة‬

‫وقتل العشق قبل او يولد من الموبقات‬

‫كل ما فيها‬

‫اِنارة قلبي‬

‫لكل موت معزوفة ليلية ولكل حادثة‬

‫يقول شعرا‬

‫شمعة‬

‫هناك الكثير من االشاعات‬

‫وسأروي لكم يا سادتي‬

‫ذابت حبا‬

‫اشعت حبك كان جرم اعلنت من اخفيت في صدري من حشرجات‬

‫كيف تتجلد بالصبر آهتي‬

‫الرسائل المختومة‬

‫قلت هذا ولدي وقلت علي ان اعترف بما خلق في صدري‬

‫وكيف يتسع صدري‬

‫األحمر‬ ‫بالشمع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫من شوق وعلي تبني الكلمات‬

‫لحلم امرأة‬

‫ت‬ ‫اتقدت بالكلما ِ‬

‫كاد ان يموت كل شيء جميل كاد ان ينتهي الموت بموت جميل‬

‫أتقنت فن الحزن‬

‫بصيص ضوء‬

‫لكن الموت هو موت الصباح قبل الشروق بساعات‬

‫بعد ابتسامتين‬

‫أللم وطني‬

‫اعلنت الموت على سريري‬

‫وحب مجنون‬

‫اشارة ضوء‬

‫على الكثير من القبل وعلى الكثير من مشاعر‬

‫عن امرأة‬

‫من شموع‬

‫سربت من زانزين الحشا والمكلمات‬

‫تقول للنبض كن‬

‫وقلت يا وجدي زدني وجدا ويارب انت ارحم مني‬

‫فيكون‬

‫بنفسي انزل علي من الرحمات‬

‫عن امرأة‬

‫رحماك ايها البعيد القريب رحماك من لظى‬

‫فاقت البياض طهرا‬

‫اصابني من بعيد وانهى كتابة الشعر قبل لحظات‬

‫سأنتظر ساعي البريد‬

‫فؤاد البوهيمي األخير‬

‫شمعة‬ ‫شدة‬

‫تحترق‬ ‫تتقِد‬ ‫األنامل شموعا‬ ‫سطر الكلم ِة‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫شعرا‬ ‫نصيف الشمري‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪2‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫إسم جديد‬ ‫ظالل عينيك‬ ‫د رشيد هاشم‬ ‫طرقت باب الهوى حيران مِ ن ولهي‬ ‫ظ ّنا بأنَّ حياتي منكِ أحييها‬ ‫يا ليتني كنت ألحانا تر ِّددها‬ ‫أو كنت حلما لدى إغفاءة فيها‬ ‫فجئت استمطِ ر األحالم مِنكِ ومِ ن‬ ‫أسلوبكِ الحلو مسحورا به تيها‬ ‫ِ‬ ‫النعاس بها‬ ‫ظالل عينيكِ أم هدب‬ ‫ِ‬ ‫أم خطوة منكِ كسلى في مساعيها‬ ‫ال يعلم الناس ما بي مشعِال حدقي‬ ‫ترصدت دربا حين تمشِ يها‬ ‫إذا‬ ‫َّ‬ ‫أخاف يفضحني إني سرحت على‬ ‫خطو بعيد فيدرى ما تداعيها‬ ‫ظنا بأنَّ معاناتي سأبعثها‬ ‫يوما إليك فتدري ورطتي فيها‬ ‫فصرت أسرح في عينيكِ مِ ن شغفي‬ ‫وأنثر الدرب ألحانا أغ ّنيها‬ ‫لكن مددت يدي طيفا تعاصرها‬

‫يوم تحرير االرض‬ ‫دا عيد‬ ‫مصر الغالية إسم‬ ‫مجيد‬ ‫طابة رجعت تانى‬ ‫لحضنك‬ ‫تسلم مصر علم‬ ‫وشهيد‬ ‫مصر حتبقى ديما‬ ‫لينا‬ ‫وفأمجادها تاريخ‬ ‫لماضينا‬ ‫مصر والدك ضحوا‬ ‫عشانك‬ ‫بمحمد وميالد ووليد‬ ‫مصر يامذكورة فى‬ ‫قرائانك‬ ‫وال اى مكانك يمال‬ ‫مكانك‬ ‫ايوة بحبك إنتى‬ ‫يابلدي‬ ‫فيكى حنبنى كل‬ ‫جديد‬

‫واستذكرت منكِ أنواعا مآسيها‬

‫مصر رجولة إيد‬ ‫وسواعد‬

‫مِن ظِ لِّ عينكِ أوهاما أقاسيها‬

‫شايف الجاي فى‬ ‫حضنك واعد‬

‫أجرع األلم الممتدَّ في أفقي‬ ‫لم‬ ‫ِ‬

‫وصِ رت أستعذِب اإلرهاص منكِ وال‬

‫يال يامصر إفرحي‬ ‫واتهني‬

‫الناس لك ّني أموت فال‬ ‫أحيا مع‬ ‫ِ‬

‫إبني المجد بعزم‬ ‫شديد‬

‫أحصي انتكاسي وآالما أعانيها‬

‫سواكِ أرجوه من روحي يناغِ يها‬ ‫و ِددت من قلق أو مِن تر ُّد ِد ِه‬ ‫قلبي يعيد المنى أو أنت تنهيها‬

‫حنان الحسينى‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪9‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫ٱنية من الفخار‬ ‫آه أيتها الروح‬ ‫كرماد ال يحتضن الماء‬

‫المقدسة‬ ‫لم يزل قلبي‬ ‫في عشه الصدري‬ ‫يئن يحترق يبكي ‪.‬‬ ‫طارت قبلة األشواق‬ ‫كالطير المذبوح‬ ‫المسافر العاشق الولهان‬ ‫في األفق السرحان‬ ‫تبحث وتبحث‬ ‫عنك وعني‬ ‫ضميني أيتها األقدار‬ ‫تحت آنية من الفخار‬ ‫التي أصلها من‬ ‫طين و ماء‬ ‫لعل الشمس‬ ‫آلهة الحب والضوء‬ ‫يوما ما تحن لألصل وترحمني‬ ‫عماد عبد الملك الدليمي‬

‫الزوايا البعيدة المنعزلة‬ ‫وطن صغير تختبىء فيها‬ ‫بين أضالعها أعشاش‬ ‫عصف بها الخوف‬ ‫لجناح حنون يشده’ االشتياق‬ ‫يبحث عن أنثى لم يغادرها‬ ‫الشوق‬ ‫أوتارها كقيثارة مشدودة‬ ‫االصابع وال االنغام لم تغدرها‬ ‫المرآيا تعاتبها في كل صباح‬ ‫تتلمس قسماتها الحزينة‬ ‫ت ؟؟!‬ ‫أين أن ِ‬ ‫الليل يمضي بسكون‬ ‫رائحة زهورها تخفت في كل‬ ‫لحظة‬ ‫أنها تذبل بهدوء‬ ‫أحمر الشفاه هو المذكر الوحيد‬ ‫الذي المس شفتاها الندية‬ ‫مع السنين تغادر‬ ‫كصخرة حطمت اسطورة‬ ‫قطرات الندى‬

‫لحظاتها بحيرة راكدة ‪...‬‬ ‫أدهام نمر حريز ‪.‬‬ ‫كجذع يابس يصفع الريح‬ ‫ينثره’ حوله وفي االماكن األخرى‬ ‫كسنابل الحقول الخضراء‬ ‫تتراقص حول فزاعة قديمة‬

‫هي ال تبحث عن شيء‬ ‫هي ال تريد شيء‬ ‫المزن لن تخلق جنة للصحراء‬ ‫الحب سيضيع في بوصلتها‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪12‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬

‫جئت الدنيا صيادا يرمي كل حسان‬

‫‪-‬أين نسائي في الدنيا‬

‫نصوص من جواهر‬

‫وجنيت الغزالن ورودا من كل األلوان‬

‫‪ -‬تشوي في النيران‬

‫تقديم محمد الناصر شيخاوي‬

‫ينفلت العمر وتمضي األيام‬

‫‪ -‬هل يمكن أن ألحق بنسائي في النار ؟!‬

‫أستلم كتابي حين حسابي‬

‫‪ -‬ال يمكن أن يتغير للرب قرار !‬

‫لكن أذهلني العنوان‬

‫لطمت كثيرا وبكيت‬

‫عبد مخدوع معجون باألوهام‬

‫أسوأ من نار حهنم نار الحرمان‬

‫ما كنت الصياد ولكن ‪..‬‬

‫الكل هنا في الجنة يتنعم بالحور العين ألوانا‬ ‫ألوان‬

‫صادتني الغزالن !!!‬ ‫فبكيت كثيرا رغم نجاتي من هول النيران‬ ‫وتعجبت لحالي‬

‫وأنا محروم من ظل النسوان‬ ‫ال أجد األنثي من إنسان أو حيوان‬

‫بعد نعيم الغزالن‬ ‫أأكون حزينا في جنة خلد أشعر أني مخدوع ومهان ؟!‬ ‫أأكون سعيدا في نار جحيم حين ينادوني ‪:‬‬ ‫صياد الغزالن !!!‬ ‫قلت الحور العين ستنسيني ما كان‬

‫أتمني أنثي الجرذان !!!‬ ‫أتمني أن أهجر هذي الجنة‬ ‫أن أتمتع بنسائي في قعر جهنم وسط‬ ‫النيران !!!‬

‫فإذا قصري في الجنة أسوأ من قبري‬ ‫قصري يخلو من حور عين‬ ‫قصري يخلو من غزالن‬ ‫فصرخت بكل جنون وكأني ممسوس من جان ‪:‬‬ ‫أين الحور العين أين الغزالن ؟!‬ ‫رد مالك الجنة رضوان ‪:‬‬ ‫وحدك في الجنة محروم من كل الحور العين‬ ‫ؤحدك في الجنة محروم من كل الغزالن‬ ‫لقد استنزفت رصيدك في الدنيا‬ ‫وشربت عصائر كل النسوان‬ ‫قلت و لكني كنت المخدوع‬ ‫كنت الدمية تتبادلها األحضان‬ ‫قال ولو‪..‬هذا أمر الرحمن‬

‫د علي محمد عبد المنعم‬

‫ضيف الحلقة‪ : 1 /‬الشاعر‬ ‫الجزائري الزجال قاسم شيخاوي‬ ‫يا شريها شوف فتش المرسوم‬ ‫تصيب اسمي مزال منقوش مندي‬ ‫~~~~~‬ ‫أضمر حتى أفصح و هذا لوحده‬ ‫روعة و إبداع ‪...‬‬ ‫النص ‪:‬‬ ‫يا جوهرة عقدها ماشي مفهوم‬ ‫حين تزربع طاح نصو في يدي‬ ‫من يوم لي شفتها و انا محتوم‬ ‫الهي بتلماد عقدها نصو عندي‬ ‫هي بين جواهري تغلى فسوم‬ ‫وبين كفوفي تحولت جمرة تقدي‬ ‫يا شريها شوف فنقش المرسوم‬ ‫تصيب اسمي مزال منقوش مندي‬ ‫في قصدي مزال يقطر جرح اليوم‬ ‫مجروح جديد بشواهد ذا قصدي‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪11‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫العدد الثالث‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪10‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫الجدي بمالبساتها‪...‬‬ ‫تقارير متضاربة عن حالة قتل لم يت ّم ال ّتحقيق‬ ‫ّ‬ ‫األول‪....‬‬ ‫التقرير ّ‬ ‫أنا اآلن بأحد السّ جون التي يقضي بها المجانين‬ ‫الخطرون و المجرمون العتاة عقوباتهم‪...‬زنزانتي‬ ‫هي الزنزانة رقم ‪...105‬لم أرتكب جرما‬ ‫محدّ دا‪...‬أو هذا ما أتذكره على األقل‪...‬كنت واقفا‬ ‫على أحد األرصفة ث ّم وجدت نفسي فجأة بجانب‬ ‫جثة امرأة ال أعرفها‪...‬هذا ما حصل‪...‬أو هذا ما‬ ‫بدا لي أ ّنه حصل‪...‬كان ال ّ‬ ‫شارع غارقا في حمأة‬ ‫يوم صيفي قاتل وكنت أنتظر شخصا ما على ما‬ ‫يبدو‪...‬أصوات السّيارات تقذف بي من مكان إلى‬ ‫آخر من الشارع وغير بعيد ع ّني‪ ،‬تمسك طفل ال‬ ‫يتجاوز الخامسة من العمر بذيل فستان أمه جاذبا‬ ‫إيّاها باتجاه أحد متاجر لعب األطفال‪ ...‬دفع بي‬ ‫المشهد إلى شيء من التش ّفي في األ ّم التي بدا‬ ‫عليها اإلحراج فقذفت بابنها بقوة جعلته ينطرح‬ ‫أرضا‪...‬التفتت باتجاهي مبتسمة‪...‬ث ّم واصلت‬ ‫طريقها باتجاه ّ‬ ‫الطريق المؤدي إلى " ساحة‬ ‫ال ّ‬ ‫شهداء"‪...‬كانت تمشي بطريقة مثيرة و مغرية‬ ‫جدا‪...‬ارتفع صراخ ابنها للحظات ث ّم اختفى خلف‬ ‫أصوات السيّارات التي ال تنتهي‪...‬لو شربت بعض‬ ‫قوارير الجعة الباردة ألحسست بشيء من‬ ‫الراحة‪...‬تابعت ببصري المرأة التي كانت تتأرجح‬ ‫في مشيتها محاولة لفت األنظار إلى جسدها على‬ ‫ما يبدو‪ ،‬ثم عدت أبحث عن ابنها الذي ألقت به‬ ‫على الرّ صيف و كأنه قطعة إسفنج متسخة فلم أجد‬ ‫له أثرا‪...‬لم تتجاوز السّ اعة العاشرة صباحا و لم‬ ‫يأت هذا الشخص الذي أنتظر‪...‬حاولت معرفة‬ ‫سبب وجودي بهذا السّ جن ال ّ‬ ‫شديد الحراسة فلم‬ ‫أفلح‪...‬كان الحرّ اس يتفادون االقتراب م ّني و لم‬ ‫يكن من المسموح لي أن أتواجد بمطعم السّ جن‬ ‫أثناء وجبات األكل‪...‬وجد رجال الشرطة بجيب‬ ‫قميصي رقم هاتف قيل لي بأ ّنه رقم السيدة التي‬ ‫وجدوها مقتولة بش ّقتي‪...‬حاولت تذ ّكر صاحب أو‬ ‫صاحبة الرقم و لك ّنني لم أجد له أو لها أثرا في‬ ‫رأسي‪...‬قال لي أحد رجال الشرطة أيضا بأنّ‬ ‫صاحب أحد المطاعم قد رآني أغادر الش ّقة‬ ‫مسرعا‪...‬قال لي أيضا بأنّ اسمها " ب‪.‬ح‪.‬أ" ‪...‬أنا‬ ‫اآلن مسجون لمدّة تتجاوز السنة و لم يسألني أحد‬ ‫عن شيء متع ّلق بمالبسات القضية و كل ما‬ ‫أعرفه هو أ ّنني سأبقى مسجونا بتهمة قتل لمدّ ة ال‬ ‫أستطيع تحديدها‪....‬‬ ‫ال ّتقرير ال ّثاني‪...‬‬ ‫سوف أكتفي بــ ( أ‪.‬ح‪.‬ب) كـإسم لي‪...‬أنا امرأة‬ ‫متزوجة منذ عشرين سنة‪...‬لي طفل‪...‬وأشعر‬ ‫ّ‬ ‫بفراغ يكاد يخنقني‪...‬أحببت رجال ال أعرفه و كنت‬ ‫ألتقي به سرّ ا في ش ّقة قال بأ ّنه يستأجرها منذ‬ ‫سنين عديدة‪...‬أنا ال أحب هذا الرّ جل‪...‬وك ّلما ف ّكرت‬ ‫بتركه أحسست بالفراغ و كأ ّنه وحش‬

‫يتربص بي فأعود إليه‪...‬عندما وصلت ال ّ‬ ‫شرطة إلى‬ ‫الش ّقة التي وجدتني بها‪ ،‬كنت قد نزفت حدّ‬ ‫الموت‪...‬تعرّ فت إليه بأحد المقاهي الرّ اقية‪...‬كنت‬ ‫وحيدة وقدّم لي نفسه على أ ّنه تاجر مجوهرات‬ ‫فابتسمت بودّ يّة في وجهه ث ّم دعوته إلى‬ ‫الجلوس‪...‬حدّ ثني عن الفراغ الذي يعيشه‪...‬حدثته عن‬ ‫الفراغ الذي يخنقني‪...‬حدّثني عن برود‬ ‫زوجته‪...‬حدّثته عن برود زوجي و قبل انتشار الليل‬ ‫وجدت نفسي بين أحضانه‪ ...‬على فراشه‪ ...‬بالشقة‬ ‫التي وجدوني مقتولة بها‪...‬لست جميلة‪...‬ولك ّني امتلك‬ ‫جسدا شهيا‪...‬هكذا كان يقول لي عندما كنت آتي‬ ‫لزيارته كلما استطعت اإلفالت من زوجي‪...‬بعد مرور‬ ‫سنة أو أكثر على عالقتي به‪ ،‬أحسست بأ ّنه قد بدأ‬ ‫يغار‪...‬كنت سعيدة بهذا الشعور في البداية و لك ّنه‬ ‫ّ‬ ‫تحول إلى شيء مقرف‪...‬كان يطلب مني‬ ‫سرعان ما ّ‬ ‫أرقام أصدقائي و عناوينهم و كان يتهمني بأ ّنني‬ ‫أخونه‪...‬حاولت إقناعه بأ ّنني على غير ما كان يعتقده‬ ‫و لك ّنه أصرّ على أ ّنني أخونه‪...‬في مكان ما من‬ ‫أعماقي كنت سعيدة بالتهمة التي اتهمني بها‪...‬كنت‬ ‫أشعر بأ ّنه قد أصبح يهتم بي‪...‬‬ ‫ سترحلين معي‪...‬‬‫ لن أفعل‪...‬‬‫ال أتذكر بأ ّنني قد أكملت الجملة‪...‬لقد أحسست بشيء‬ ‫حادّ ينغرز في كليتي ثم أحسست بأ ّنني أغادر‬ ‫جسدي‪...‬رفعت بصري إليه‪...‬كانت كل مالمح وجهه‬ ‫قد اختفت تحت سواد قاتم‪...‬حاولت‬ ‫الصّ راخ‪...‬أحسست بشيء آخر يخترق‬ ‫تصورت أ ّنه يخرج‬ ‫ظهري‪...‬اختفت مالمحه‪...‬وللحظة‬ ‫ّ‬ ‫مسرعا‪....‬‬ ‫التقرير الثالث‪...‬‬ ‫لست أدري إن كنت قد قتلتها فعال‪ ...‬أحاول تذ ّكر ما‬ ‫حدث فال أتذكر سوى جسدها وهو ملقى على‬ ‫السرير‪...‬تجرّ عت كأس " الكوديا" الذي كان أمامي ثم‬ ‫التفتّ إلى الشارع‪...‬أجساد المارة تبدو مثل الجثث‬ ‫المتعفنة من وراء ّ‬ ‫الزجاج‪...‬كان اسمها "‬ ‫ح‪.‬ب‪.‬أ"‪...‬أو يبدو أ ّنه كان هكذا كما أعلمني رجال‬ ‫الشرطة‪ ...‬ال أدري‪...‬أتذ ّكر بأ ّنني كنت مارا بالقرب‬ ‫من أحد ال ّ‬ ‫شوارع وكانت امرأة ما تقف بالقرب من أحد‬ ‫متاجر بيع لعب األطفال‪...‬كانت ضجرة جدا من الطفل‬ ‫الذي كان يرافقها و الذي كان يحاول جرجرتها إلى‬ ‫المتجر‪...‬كان اليوم باردا جدا و كان الثلج قد بدأ‬ ‫ينهمر على أسطح المدينة المتعفنة‪...‬ف ّكرت بتناول‬ ‫زجاجة خمرة قبل العودة إلى البيت وإعالم الشرطة‬ ‫بحكاية الجثة الملقاة على سريري‪...‬وعند مروري‬ ‫بالقرب منها الحظت كذلك وجود رجل‬

‫العدد الثالث‬

‫كمال عبد هللا‬ ‫الرجل مهتما في ما كان الصبي‬ ‫خمسيني‪...‬كان ّ‬ ‫يفعله‪...‬لقد كنت منذ لحظات بالشقة التي كنت‬ ‫أكتري بالقرب من الشركة التي أعمل بها‪...‬كانت‬ ‫غرفة ال ّنوم باردة جدّ ا فف ّكرت بتناول زجاجة‬ ‫خمر‪...‬وعندما كنت أقفل باب الش ّقة أحسست‬ ‫بصرخة مكتومة داخل غرفة ال ّنوم‪...‬عدت مسرعا‬ ‫سرير‪...‬لم أكن‬ ‫فوجدتها ملقاة على ال ّ‬ ‫أعرفها‪...‬شعرت بالخوف‪...‬كانت تنظر نحوي في‬ ‫صمت‪...‬لم أستطع التفكير‪...‬كل ما كنت أستطيع‬ ‫فعله هو تخيل تقاسيم وجهها الذي بدا عليه‬ ‫صص‬ ‫سجن تخ ّ‬ ‫سجان بأنّ إدارة ال ّ‬ ‫الهلع‪...‬قال لي ال ّ‬ ‫الزنزانة ‪ 105‬للمساجين الذين يشكلون خطرا‬ ‫على حياتهم أو على حياة غيرهم‪...‬ولك ّنني ال‬ ‫أتذكر شيئا م ّما حصل‪...‬فأنا ال أعرف هذه المرأة‬ ‫و ال أنذ ّكر بأ ّنني قتلتها‪...‬‬ ‫التقرير الرابع‪...‬‬ ‫أنا " أ‪.‬ب‪.‬ح"‪...‬وصلني اليوم استدعاء من شرطة‬ ‫الحي‪...‬لم يحدث أن دخلت في يوم من األيام قسم‬ ‫بوليس‪...‬غادرت الشقة التي أكتريها بالقرب من‬ ‫الشركة التي أعمل بها ثم اتجهت نحو "ساحة‬ ‫الشهداء" أين يقع قسم بوليس الحي‪...‬لم أستطع ترك‬ ‫طفلي الذي لم يتجاوز الخامسة من العمر‬ ‫بالمنزل‪...‬لقد حدث‪ ،‬منذ سنة‪ ،‬أن أشعل النار في‬ ‫المطبخ لوال تدخل الجيران‪...‬كان الطقس خريفيا رائعا‬ ‫و كنت أرتدي فستانا من الموسلين األزرق‪...‬كما كنت‬ ‫أنتعل كعبا عال‪...‬عندما اقتربت من متجر األلعاب‬ ‫تمسك ابني بذيل ثوبي‪...‬يبدو أ ّنه كان يحاول جرجرتي‬ ‫إلى داخل المتجر‪...‬أحسست بالضجر فدفعته بقوة حتى‬ ‫سقط على اآلرض‪...‬غير بعيد ع ّني كان هنالك رجل‬ ‫خمسيني بدا أنه هو أيضا قد كان يراقب ما كان يفعله‬ ‫ابني‪...‬أنا امرأة مطلقة‪...‬‬ ‫ هل تعرفين هذه المرأة‪...‬؟‬‫ تبدو من الوجوه المألوفة نعم‪....‬‬‫ هل تعرفينها‪...‬؟‬‫‪.......‬‬‫‪.......‬‬‫لست أدري كيف وجدت نفسي متورطة بقضية قتل‬ ‫امرأة ال أعرفها حقيقة‪...‬أن يكون وجهها مألوفا فهذا‬ ‫ال يعني بأ ّنني أعرفها‪...‬لم يقتنع رجال الشرطة بما‬ ‫كنت أقوله و أنا اآلن بقسم النساء من السجن الشهير‬ ‫بقسوته‪...‬وقد "خصصت" لي إدارة السجن الزنزانة‬ ‫‪....105‬سمعت إحدى السجينات و هي تقول بأن هذه‬ ‫الزنزانة خصّصت للمختلين عقليا‪....‬‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪13‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬ ‫رشا اهالل السيد أحمد‬

‫قراءة نقدية في "قصيدة الشاعر" للكاتب صابر حجازي‬ ‫النص‬

‫القراءة‬

‫ار‬ ‫مسكون بِالح ِّ‬ ‫ب ‪..‬وبِاألسف ِ‬

‫النيل سر مصر العظيمة ‪ ،‬وروعة العطاء فيها وشريان‬ ‫الحياة الخالد و منه وحي شعرائه ومن رقته عذوبة‬ ‫قصائد الوجد ‪ ،‬وابن النيل بقلبه المبدع دائما يظل يدفق‬ ‫بعطائه دون نهاية ‪ ،‬والشاعر صابر حجازي‬

‫مسكون ِبالدِّ فءِ ‪..‬و ِباألمطار‬ ‫اج‪..‬‬ ‫بِأغانِي األمو ِ‬ ‫و ِبأحالم‪....‬تقبع فِي ذاتِي‬

‫من الشعراء اللذين يكتبون الواقعية الشعرية بأسلوب‬ ‫رشيق و جميل وسلس األشطر‬

‫ح ِل‪..‬‬ ‫الرا ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫بِحروفِ الح ِّ‬

‫ها هي قصيدته تتحدث عن الشاعر وروحه المحلقة في‬ ‫أرجاء الكون وهو يجعل منها عالما بهيا قائما بذاته وكأن‬ ‫لنفس الشاعر طقوسا كما للكون طقوسا إذا يقول ‪:‬‬ ‫ِ‬

‫ت الحاضِ ر‬ ‫ومدارا ِ‬

‫ار‬ ‫مسكون ِبالحبِّ ‪..‬و ِباألسف ِ‬

‫واآلتِي‬

‫مسكون ِبالدِّفءِ ‪..‬و ِباألمطار‬

‫ووحِيدا‬

‫اج‬ ‫ِبأغانِي األمو ِ‬

‫ض‬ ‫ِبمدارا ِ‬ ‫الرف ِ‬ ‫ت َّ‬

‫فروح الشاعر كما يقول شفافة رهيفة ‪ ،‬يسكنها الحب بكل‬ ‫أنواعه للكون وما فيه وهذا روعة العطاء ‪ ،‬وهي بطبعها‬ ‫تحب التحليق في هذا الكون الرحب‬

‫نحوكِ‬

‫فالشاعر روح من سفر وقلق ‪ ،‬واستكشاف للعوالم البهية‬ ‫في هذا الكون وهو بطبعه يحمل قلب دافىء يحب الكون‬ ‫وما فيه ‪ ،‬وهو كريم معطاء كما طبع المطر الخير ‪ ،‬الذي‬ ‫يمأل الكون حياة‬

‫ت الماضِ ي‬ ‫فِي ملكو ِ‬

‫أسافِر‬

‫أرحل كل ّ مساء‬ ‫وأف ِّتش فِي صمتِي‬ ‫عن معني لألشياء‬ ‫اق‬ ‫فأصوغ أغانِي ال ُّعش ِ‬ ‫البعد‬

‫هور روح يملؤها غناء األمواج ‪ ..‬تشبيه عن الحركة‬ ‫الدائمة لروح الشاعر وقلقه الذي ال يستكين نالحظ أن‬ ‫أشطره رشيقة بعيدة عن التعقيد والمجازات المركبة‬ ‫والكلمات الصعبة ‪ ،‬أنه ينتقي من اللغة الكلمات الندية‬ ‫الجميلة السلسة‬

‫الهجر‬

‫و ِبأحالم‪....‬تقبع فِي ذاتِي‬

‫ب‬ ‫الح َّ‬

‫ِبحروفِ الحبِّ الرَّ اح ِ​ِل‪..‬‬

‫الصدق‬ ‫ِّ‬ ‫الموت‬ ‫المِيالد‬ ‫وأسافِر عبر الحرفِ وفِي‬ ‫ت‬ ‫الكلِما ِ‬

‫ت الماضِ ي‬ ‫فِي ملكو ِ‬ ‫ت الحاضِ ر‬ ‫ومدارا ِ‬ ‫واآلتِي‬ ‫ووحِيدا‬

‫العدد الثالث‬

‫ويلوح بذاته من بين ساعات الوقت ‪ ،‬هي روح الشاعر التي تختزن‬ ‫جمال الكون داخلها دون حدود‬ ‫أنها روح ال تكف عن الرؤى الجميلة والتحليق به بكثير من تفاؤل‬ ‫رغم كل شيء‬ ‫وضمن عالم الصمت الرقيق هو دائم السفر لذاك الحب بروحه كل‬ ‫مساء ‪ ،‬فالوفاء طبعه فيقول بأشطر رهفة‬ ‫نحوكِ‬ ‫أرحل كلَّ مساء‬ ‫وأف ِّتش فِي صمتِي‬ ‫عن معني لألشياء‬ ‫اق‬ ‫فأصوغ أغانِي العُّش ِ‬ ‫‪ /‬الحبَّ ‪ /‬الصِّ دق ‪ /‬الموت ‪ /‬المِيالد البعد ‪ /‬الهجر ‪/‬‬ ‫ففي رحيله للمحبوب عبر القصيدة يكتب أغاني أخرى أليس الشعر‬ ‫هو روح الغناء‬ ‫وهذا الغناء يصوغ عبره مواضيع عدة ‪ ،‬يتكلم عن المسافات التي‬ ‫تفصل األحبة وعن الغياب و الهجر بكل أنواعه عن الصدق نقاء‬ ‫الكون عن الموت الحقيقة المؤكدة للجميع عن الميالد معجزة الحياة‬ ‫األزلية التي يشمخ بها الكون كل يوم‬ ‫ت‬ ‫ف وفِي الكلِما ِ‬ ‫وأسافِر عبر الحر ِ‬ ‫ار الحِكمة‬ ‫بحثا عن ن ِ‬ ‫بحثا عن نار الحِكمة‬ ‫والشاعر روح من قلقل تظل تبحث عن جمال الكون ‪ ،‬وعن سر‬ ‫أسراره وعن سر السعادة وبقائه ‪ ،‬فما زال شاعرنا يبحث في خاتمة‬ ‫قصيدته الجميلة عن سر الحضارات وعن سر جمال الفلسفة عن‬ ‫سر توهج القلوب عن سر النور القديم فما زال يبحث بقلب رهف‬ ‫عن كل هذه األسرار مجتمعة في النار ونحن نعرف ثالوث الحياة‬ ‫النار والماء والتراب ‪ ،‬وهو مرمز للحياة وللضياء بكل المعاني‬ ‫الجميلة لكنه هو يريد نار الحكمة سر الفلسفة‬ ‫أن الشاعر ختم القصيدة بفلسفة رائعة وهي البحث عن نار الحكمة‬ ‫التي تشعل العقول فتشتغل بها لتزهو الحياة بدقائقها بها ولتعرف‬ ‫ماهية هذا الكون وكيف صيغ وكيف ترتبت به األشياء وما هو‬ ‫المنطق في كل ذاك وكيف أنير هذا الكون‬

‫ض‬ ‫ِبمدارا ِ‬ ‫ت الرَّ ف ِ‬

‫الشاعر صابر حجازي أبدع في رقة أسلوبه ورقة ألوانه ومرمزاته‬ ‫الرهفة‬

‫ار الحِكمةِ‬ ‫بحثا عن ن ِ‬

‫أسافِر نحوك‬

‫شاعرة الياسمين رشا اهالل السيد أحمد‬

‫بحثا‬

‫و ألن الشاعر روح من رؤى وأحالم فأن خياله دائم‬ ‫التحليق ‪ ،‬وروح تحلق بال حدود‬

‫‪ ،‬شاعرة و قاصّة و تشكيلية سورية ‪ .‬لها مجموعة قصص قصيرة جدا أهمها (‬ ‫عيون الريم ) و ( صحفي في بغداد ) ‪ . 0222‬نالت درع جنوب‬ ‫سوريا عن الشعر والقصة ‪ 0229‬ـ و عن الشعر ‪. 0212‬لها ثالثة‬ ‫دواوين ( أشواقك قيصر ظالم ) ‪ 0212‬و ( لعينيك البحر أغني ) و‬ ‫( رقم إنانا لكلكامش ألروع ملوك سومر ) ‪. .0216‬‬

‫عن نار‬ ‫حكمةِ‬ ‫ال ِ‬

‫وهناك أحالم ناهضة تنهض من العمق األخضر فيه ‪،‬‬ ‫وكذلك حروف الحب الماضي أيضا ما زالت تسكنه بقوة‬ ‫في ذاكرته العميقة‬


‫جريدة الخياط‬

‫رئيس مجلس االدارة ‪ /‬اياد الخياط‬

‫الصفحة ‪14‬‬

‫‪ 02‬مارس ‪0212‬‬

‫عرض تحليلي نقدي لقصة‪" :‬تحت القناع حسناء" للقاصة مهدية أماني‬ ‫‪ -1‬ألقصة‬ ‫رشف أحمد من قهوته رشفة أولى‪،‬احتفظ‬ ‫بها في فمه للحظة كما يفعل الذواقونقبل أن‬ ‫يحررها لتنزلق عبر بلعومه وتستقر على‬ ‫فطوره المنزلي المتواضع مصمص وتلمظ‬ ‫مستلذذا ‪،‬عرف من تقلص حبيبات لسانه‬ ‫أنها "ديبوا "كما يحبها ‪،‬امتدت يده إلى‬ ‫الجريدة و بقيت معلقة في الهواء‪،‬لفت‬ ‫انتباهه متسولة لم يرها من قبل ‪،‬تفرد‬ ‫فرشتها المهترئة على بقايا كرتون حليب‬ ‫أطفال ‪،‬حاول أن يصرف انتباهه عنها فلم‬ ‫يستطع ‪،‬يصله صوتها الخافت المتذلل‬ ‫مستدرا عطف المارة في تكرار أسطوانة‬ ‫مشروخة ‪،‬قلة منهم ينفحونها بصدقة‬ ‫صباحية‪ ،‬وشاحها األسود تلمع بقع األوساخ‬ ‫عليه ملتقطة ضوء النهار ‪،‬من تحت خرقة‬ ‫رأسها تتدلى خصل شعر أشيب باهث ‪،‬‬ ‫محياها يحمل كل تجاعيد الدنيا وهمومها‬ ‫‪،‬وبروز أسنانها األمامية أكمل الصورة‬ ‫البئيسة المزرية‪..‬‬ ‫نسيها في خضم ما زخرت به الجريدة من‬ ‫أحداث ومصائب ومثالب ‪،‬تساءل للمرة‬ ‫األلف لِم يكلف نفسه وجيبه عناء شرائها ؟‬ ‫مر إلى صفحة الكلمات المتقاطعة ‪ ،‬اعتصر‬ ‫ذهنه عله يكمل حلّها في زمن قياسي كما‬ ‫يفعل دوما ‪،‬استعصت عليه‪ ..‬طواها في‬ ‫نرفزة واستراح منها‪ ،‬سيعود إليها حتما‬ ‫‪،‬اليوم يوم عطلة ‪ ،‬وال أحد ينتظر عودته‬ ‫ببيته البارد الفارغ في هذه المدينة العمالقة‬ ‫الملوثة ‪ ،‬زفر أكسيدها وفي صدره حسرة‬ ‫على بلدته الصغيرة الرابضة بين جبال‬ ‫األطلس الشاهقة ‪،‬حن إلى خبز أمه وقهوتها‬ ‫المعطرة بالزعتر الجبلي الفواح ‪،‬تذكر كم‬ ‫كان يحب أن يستلقي على ظهره لعد الرزم‬ ‫المدالة من سقف منزلهم الطيني البسيط‬ ‫لتجف في منأى عن أشعة الشمس ‪،‬تاقت‬ ‫نفسه إلى قصعة ثريد من صنع يدها الكريمة‬ ‫فعافت نفسه أكل المقاهي الشعبية المشكوك‬ ‫في نظافتها‪ ،‬مسح على وجهه في محاولة‬ ‫لنفض هذه الذكريات ‪،‬سفره الذهني المكوكي‬ ‫هذا عبر الزمن يجعل حياته هنا أشد وطأة‬ ‫على نفسه‪.‬نادى النادل لطلبية أخرى ‪ ،‬لن‬ ‫يكون زبونا ثقيال يمرر يوما كامال بكأس‬ ‫قهوة يتيم‪ ،‬شعر براحة ضمير ‪ ،‬مد ساقيه‬ ‫تحت المنضدة ‪ ،‬أسند ظهره بحرية ‪ ،‬وترك‬ ‫بصره يجوب الشارع المقابل ‪ ،‬استقر على‬ ‫المتسولة مرة أخرى ولم يزغ عنها‪ ،‬الوقت‬ ‫يمر عليه وحوله دون أن يفكر في إيقافه أو‬ ‫استغالله ‪،‬أسلم له نفسه فقط وتركها تتماهى‬ ‫معه في ملكوت هللا‪..‬‬ ‫زال النهار ‪ ،‬أضيئت الشوارع واكتظت‬ ‫باآلوبين لبيوتهم ‪ ،‬وبزمر محبي الليل‬ ‫واألوكار‪،‬طوت المرأة فرشتها وزجتها في‬ ‫كيس بالستيكى أسود ‪ ،‬استجمعت وقفتها‬ ‫بجهد جهيد ومضت‪ ،‬تأبط جريدته ‪ ،‬وضع‬

‫ما بذمته على الطاولة ‪،‬واقتفى أثرها‬ ‫‪..‬شيء ما فيها أيقظ فضوله ‪ ،‬ظن بادئ‬ ‫األمر أنها تلجأ إلى العمارة التي دلفت‬ ‫إليها لتبيت في بعض مكامنها‪ ،‬لكنها‬ ‫تسلقت الساللم ‪ ،‬تبعها ‪ ،‬توقفت أمام‬ ‫شقة وعلى ضوء والعة أدخلت مفتاحا‬ ‫في خرم الباب فتحت واختفت ‪..‬تسمر‬ ‫في مكانه من شدة الدهشة و االستغراب‬ ‫‪،‬شعر بخوار في جسده ‪ ،‬ربما ألنه لم‬ ‫يأكل شيئا طول النهار ومفعول الكافيين‬ ‫المحفز قد زال ‪ ،‬استند على الدرابزين‬ ‫وانتظر‪ .‬فتح الباب بعد حين ‪ ،‬هلت طلعة‬ ‫صبية في غاية األناقة والشباب ‪،‬لم يبد‬ ‫أنها الحظت وجوده ‪..‬أطفأت نور بيتها‪،‬‬ ‫صفقت الباب وراءها ونزلت بخفة وثقة‬ ‫في الظالم ‪،‬تتبع عبق عطرها الباريسي‬ ‫األخاذ يكاد يتداعى من شدة ما أل ّم به‬ ‫توارى وراء باب العمارة ‪ ،‬اتجهت هي‬ ‫صوب سيارة فارهة مركونة غير بعيد ‪،‬‬ ‫امتطتها برشاقة وأنوثة أثارتا إعجابه‬ ‫‪،‬وضعت حقيبتها بجانبها ‪ ،‬وعلى ضوء‬ ‫لمبة سقفها ‪ ،‬سوت خصالت شعرها‬ ‫األسود الكثيف بأصابع صبغت أظافرها‬ ‫بعناية ‪،‬صهلت خيول عدة تحت ضغط‬ ‫حذائها اإليطالي‪..‬وانطلقت‪..‬‬

‫‪ -0‬التحليل النقدي‬ ‫أحيانا نجد أنفسنا مشدودين نبحث عن‬ ‫حلول لتساؤالت تتوارد بانسيابية أخاذة‪..‬‬ ‫هكذا وجدت نفسي أتواصل مع سرد‬ ‫عميق رغم شفافيته ألتابع تلك المرأة‬ ‫وكأنني انتهيت توا من شرب القهوة‬ ‫ووضعت الجريدة جانبا ‪ ،‬ان سيناريو‬ ‫القصة عبارة عن مالحظة موضوعية‬ ‫‪ objective observation‬ألمرأة‬ ‫تبدو ألول وهلة مسكينة بالكاد تقف على‬ ‫قدميها‪ ،‬تفترش األرض وتستجدي‬ ‫االخرين وهذا ديدنها‪ .‬وقد نجحت الكاتبة‬ ‫في جعلنا نتعاطف معها ولكن الفضول‬ ‫يسيطر علينا‪ ،‬فنتبعها ونستغرب‬ ‫صعودها الساللم فهذا يعني انها تمتلك‬ ‫شقة وبالفعل دخلت شقتها بدليل ان‬ ‫المفتاح معها وانها على األرجح تعيش‬ ‫وحيدة‪ ..‬وتأتي الصعقة عند خروج شابة‬ ‫من الشقة بعطرها الفواح وزينتها لتنزل‬ ‫الى سيارة مركونة وهذا‬ ‫يعني انها سيارتها‪ .‬لم تصفح الكاتبة عن‬ ‫وجهها ولم تعطنا تفاصيله‪ ..‬لكن‬ ‫بصيصا عابرا نتمسك به فنعلم انها هي‬ ‫نفسها‪ ..‬أجل المتسولة حيث يبدأ عملها‬ ‫الليلي والذي بدت بعض حركاتها داخل‬ ‫السيارة توحي بأنها امرأة تمارس عمال‬ ‫غير شريف‪ .‬ان الكاتبة جعلت واجهة‬ ‫الشقة مظلما‪ ..‬يا ترى لماذا؟ السبب هو‬ ‫لكي تخرج من دون أن يميزها أحد أي‬ ‫انها تلعب دورين مختلفين‪..‬‬

‫التسول نهارا وعمال قد يكون في المالهي‬ ‫وغيرها ليال‪ ..‬ان مالحظة أحمد للمتسولة‬ ‫مرت في مرحلتين‪ .‬األولى عندما " امتدت‬ ‫يده الى الجريدة وبقيت معلقة في‬ ‫الهواء‪ "...‬وهذا يعني انه رفع رأسه‬ ‫فينظر بخط أفقي نحو الجريدة ليستطيع‬ ‫قراءتها حيث يمتد بصره نحو الخارج‬ ‫ليرى المتسولة وكان بامكان الكاتبة أن‬ ‫تقول رفع رأسه فلفت " انتباهه متسولة لم‬ ‫يرها من قبل‪ . "...‬أما المرحلة الثانية‬ ‫فهي عندما " م ّد ساقيه تحت المنضدة‪،‬‬ ‫أسند ظهره بحرية‪ ،‬وترك بصره‬ ‫يجوب الشارع المقابل‪ ،‬استقر على‬ ‫المتسولة مرة اخرى ولم يزغ عنها‪."...‬‬ ‫وطريقة جلوسه هذه تدل على ارتياحه‬ ‫واسترخائه أعطته تداعيا ال شعوريا ينغمر‬ ‫خاللها في لحظات هي في الحقيقة ومضة‬ ‫‪ flash point‬أرجعت مخيلته الى الماضي‬ ‫نحو " بلدته الصغيرة الرابضة بين جبال‬ ‫األطلس الشاهقة‪ ،‬حنّ الى خبز أمه‬ ‫وقهوتها المعطرة بالزعتر الحلبي‬ ‫الفواح‪ "....‬ومن منا لم يحن لذكريات‬ ‫الماضي البسيطة حيث الدفء العائلي‬ ‫وحضن األم الذي ال يعوض‪ ،‬لطلبية أخرى‬ ‫ليشعر " براحة ضمير‪ "...‬يساهم أيضا في‬ ‫استرخائه في مدينته " العمالقة‬ ‫الملوثة‪ "...‬ومما زاد في شكوكه وريبته ‪،‬‬ ‫عندما فتحت الباب بعد حين وهلّت طلعتها‬ ‫" صبية في غاية االناقة والشباب‪ "...‬لم‬ ‫تخرج مباشرة وانما بعد حين حيث "‬ ‫أطفأت نور بيتها‪ ،‬صفقت الباب وراءها‬ ‫ونزلت بخفة وثقة في الظالم‪ "..‬وبالتأكيد‬ ‫نزولها بخفة من أجل السرعة في مغادرة‬ ‫المكان أما الثقة في تصرفها فهذا يعني‬ ‫أنها متعودة على هذا االسلوب‪" .‬وكان‬ ‫عطرها الباريسي" داللة على غالء ثمنه‬ ‫وقدرتها على استعماله كذلك عندما "‬ ‫صهلت خيول عدة تحت ضغط حذائها‬ ‫االيطالي‪ "..‬وهي تورية جيدة أيضا للداللة‬ ‫على سرعة مشيها ثم مغادرة السيارة‬ ‫حيث بدت اصوات عجالتها كالصهيل أثر‬ ‫ضغط دواسة التعجيل بشدة ‪ .‬وأخيرا ال بد‬ ‫من االشارة بأن القصة قد ح ِبكت ببراعة‪،‬‬ ‫من خالل التزام واضح بميكانزم القصة‬ ‫القصيرة حيث يشترك القاريء بفتح‬ ‫رموزها ليشعر بالمتعة عند القراءة ‪ .‬وقد‬ ‫ابتعدت القاصة عن االسهاب بل أجبر‬ ‫المتلقي العادة القصة وهذا شيء البد منه‬ ‫حسب اعتقادي الن التفاصيل تجبرنا على‬ ‫ضرورة ربط خيوط األحداث‪ .‬وان البحث‬ ‫الدقيق في ثنايا النص يسهل علينا كشف‬ ‫شخصية المرأة وبدونه قد تكون الشخصية‬ ‫شبه مبهمة‪ ..‬واختيار عتبة القصة " تحت‬ ‫القناع حسناء" ربما للتسهيل في ادراك‬ ‫مجمل الشخصية وهو معلومة قد تبدو‬ ‫مجانية‪ ،‬لكن الحقيقة‬

‫العدد الثالث‬ ‫علي البدر‬

‫عكس ذلك فقد بقي الشد واالبهام آلخر‬ ‫لحظة وعليه البد لنا أن نشيد بقدرة الكاتبة‬ ‫على إبقاء حماس التتبع حيث انكشفت‬ ‫األمور ليزداد استغرابنا‪ .‬وإن كانت هذه‬ ‫المتسولة مخادعة فال ينبغي لنا التعميم‬ ‫ألن ضحايا الظروف القاهرة كثيرون‬ ‫خاصة في بلداننا التي تعوم على بحيرات‬ ‫من النفط وكنوز األرض التي أودعها هللا‬ ‫سبحانه وتعالى في‬ ‫أراضينا‪ .‬ولألسف نرى التفاوت الطبقي‬ ‫واضح في دولنا العربية‪ .‬وبرأيي‬ ‫المتواضع أن قصة األديبة مهذية أماني‬ ‫بحاجة لقصة أخرى تغور في أعماق‬ ‫الشخصية التي هي ضحية الظروف التي‬ ‫جعلت سلوكها منحرفا ويبدو أنه متعلق‬ ‫بحالة الشيزوفرينيا ‪Schizophrenia‬‬ ‫ألتي هي اضطراب نفسي يتسم بسلوك‬ ‫اجتماعي غير طبيعي وهي نوع من‬ ‫الفصام في الشخصية‪ .‬شخصيتان بدا‬ ‫التناقض ‪ contradiction‬بهما مثيرا‬ ‫لإلستغراب‪ .‬ياترى‪ ..‬أيهما تسبق األخرى؟‬ ‫أهي متسولة وغرر بها ليجرفها التيار مع‬ ‫بنات بالليل أم العكس؟ تساؤالت كثيرة‬ ‫تركتها الكاتبة متقصدة لتزيد استغرابنا‬ ‫وفي كل األمور يبقى صدى خطواتها في‬ ‫الشارع متسارعا كسنابك الخيل ليعقبه‬ ‫صهيل ثورة جامحة مالها من قرار‪..‬‬ ‫أألديبة القاصة مهدية أماني‪ ..‬تحياتي‬ ‫ويسلم إبداعك‬ ‫علي البدر‪ /‬قاص وناقد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.