قصة تحرير العبيد والرقيق والجواري في الحجاز

Page 37

‫ومن بعدھا‪ ،‬في الثالث من فبراير‪ ،‬اصدرت السلطات السعودية قرارا مشدداً بأنه ال‬ ‫يحق للسفارة البريطانية تسفير اي شخص على اي قارب سوى بموافقة مسبقة من‬ ‫أمير جدة الذي يصدر وحده تأشيرات الخروج‪ ،‬اما ان كان عبداً الجئا ً تم تحريره‬ ‫فيستلزم موافقة خطية من امير جدة قبل ترحيله‪.‬‬ ‫كان من العويص شرح كنه العالقة بين جاللة الملك ووزيره األول الشيخ السليمان‬ ‫أليٍ من الغربيين‪ ،‬كما كان يتعذر للغربيين فھم نفسيات عبيد القصور الملكيّة حينھا‬ ‫– او بشكل ادق غالبيتھم‪.‬‬ ‫كان بعض اؤلئك العبيد يحظون بامتيازات تفوق تلك الممنوحة لدى األعيان‬ ‫واألھليين‪ .‬وكان الملك يقرّب اليه افراداً منھم‪.‬‬ ‫وكان “مواليد” القصور يحظون برعاية كبيرة‪ ،‬بل ان بعضھم يتك ّبر على المواطنين‬ ‫ويمارس اضطھاداً ممنھجا ً ضدھم مدعوما ً بما يتوھمه من نفوذ خاص‪ .‬حد ان نكتة‬ ‫محلية شاعت في العشرينات الميالدية في الدوائر القنصليّة بجدة وصلت الى نائب‬ ‫القنصل البريطاني تقول بأنه يجب نقل جميع التكارنة للجزيرة العربية لتتحسن‬ ‫احوالھم المعيشية – لكن القنصل‪ ،‬في تقاريره‪ ،‬استھجنھا وأنكرھا‪ ،‬وان لم ينكر‬ ‫أصلھا!‬ ‫وتمتع حِلوان‪ ،‬احد عبيد القصر الملكي بحظوة وثقة ھائلة وكان قائداً عسكريا ً الحد‬ ‫ألوية جيش جاللة الملك التي شاركت في تأديب عصيان ابن رفادة عام ‪١٩٣١‬م‪.‬‬ ‫ولوجود أفارقة ملحقون بالحراسة األميرية الخاصة جذور عشائرية قديمة في‬ ‫الجزيرة العربية‪ .‬لقد م َنح قانون الواليات العثماني أمير مكة حق تشكيل حرسه‬ ‫النظامي الخاص فكوّ نه في عام ‪١٨٧٢‬م من مجموعتين‪ :‬البياشة‪ ،‬وھم من اھل وادي‬ ‫بيشة بعسير‪ ،‬ومن التكارنة‪ ،‬واغلبھم من العبيد المعتقين القاطنين في مكة من اصول‬ ‫نيجيرية وكونغولية‪ ..‬وقد انحصرت مھتھم اول االمر في تأمين سالمة القوافل بين‬ ‫جدة ومكة‪ ،‬وبين مكة والطائف‪ ،‬ثم شكلّوا نواة جيش الشريف النظامي‪.‬‬ ‫ومحمد عبدالقادر محمد فالتة‪ ،‬تم بيعه صغيراً على كذا بيت في مكة ثم امتلكه‬ ‫األمير سعود ولي العھد الذي اعتقه في يونيو ‪١٩٣٨‬م‪ ،‬لكنه آثر البقاء عنده‪ ،‬فتزوج‬ ‫وتسلّك في الحرس الخاص لقصر ولي العھد‪[٨٣] .‬‬ ‫وفي عام ‪١٩٤٤‬م اصيب القيّمين على فندق وولدورف استوريا في نييورك بصدمة‬ ‫كبيرة عندما أحضر األمير فيصل معه مرافقه االفريقي مرزوق‪ ،‬اثناء زيارته‬ ‫الرسمية‪ ،‬وكانت صدمتھم اكبر عندما أص ّر األمير على أن يأكل مرزوق معه‪ ،‬كما‬ ‫‪37‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.