كتاب بعض الاضواء على واقع التعليم في الدول العربية اصدار الاعلام الجديد bdf

Page 1

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫دق وس א ط ن א ‬ ‫بعض االضواءعلى واقع التعليم في الدول العربية‬

‫تھدف ھذه المطبوعة تسليط الضوء على بعض مشاكل التعليم في البالد العربية‪..‬‬ ‫وھي مطبوعة الكترونية مجانية ‪ ..‬يسمح ألي شخص ان يستخدمھا بما بعود‬ ‫بالفائدة على شعوبنا العربية‬

‫مع التحية ‪ /‬فريق االعالم الجديد‬


‫ א מ و ‬ ‫االھتمام بمعالجة مشاكل التعليم في الدول العربية يعتبر واجبا ملحا يجمع‬ ‫عليه كل من له صلة بالتعليم ومن ليس له به صله‪ ،‬وذلك للخروج من‬ ‫مأزق التخلف الذي يؤدي إلى خلق أكبر التحديات والمشاكل السياسية‬ ‫واالقتصادية في العالم العربي‪ .‬فالتعليم ھو المفتاح الحقيقي للتنمية‪ ،‬حيث‬ ‫تتمثل مخرجاته في بناء وتنمية اإلنسان‪ ،‬وترسيخ ثقافة التنمية‪ ،‬ووضع‬ ‫األسس الصحيحة لبرامج ومشروعات التطوير والتحديث‪ .‬فلن نستطيع‬ ‫أن نبني اإلنسان أو أن نرسخ ثقافة التنمية في المجتمع أو نضع األسس‬ ‫الجيدة لبرامج العملية التنموية إال من خالل التعليم الجيد‪ ،‬فالتعليم الجيد‬ ‫باختصار يؤدي إلى تنمية جيدة والتعليم الفاسد يقود إلى التخلف‪.‬‬ ‫ زא א מ ! دد ن א دول א מ ‪ ٢٠١٤ / ٢٠١٣‬‬ ‫السعودية ميزانية التعليم ‪ ٥٤‬مليار دوالر تمثل ‪ % ٢٥‬من الميزانية العامة‬ ‫مصر ميزانية التعليم ‪ ٩‬مليار دوالر تشكل ‪ ٨٫٥‬بالمائة من الميزانية العامة‬ ‫العراق ‪١١‬ميزانية التعليم مليار دوالر تمثل ‪ ٦٠ %١٠‬من الميزانية العامة‬ ‫االمارات ميزانية التعليم ‪ ٢٫٧‬مليار دوالر تمثل ‪ %٩‬من الميزانية العامة‬ ‫الكويت ميزانية التعليم ‪ ٤‬مليار دوالر تمثل ‪ % ٨٫٥‬من الميزانية العامة‬ ‫قطر ميزانية التعليم ‪ ٦‬مليار دوالر تمثل ‪ % ١١‬من الميزانية العامة‬ ‫االردن ميزانية التعليم )‪ (١‬مليار دوالر تقريبا تمثل ‪ %١٠‬من الموازنة العامة‬ ‫تونس ميزانية التعليم ‪ 12‬مليار دوالر تمثل ‪ % ٧٫٥‬من الموازنة العامة‬ ‫المغرب ميزانية التعليم ‪ ٥‬مليارات دوالر تمثل ‪ % ١٧٫٢‬من الميزانية العامة‬ ‫لبنان ‪ ٨٠٠‬مليون دوالر والميزانية لم يتم االتفاق عليھا حتى االن‬ ‫السودان ميزانية الصحة والتعليم ‪ ١٢٦‬مليون دوالر فقط تمثل ‪ % ٢٫٨‬من‬ ‫الموازنة العامة للدولة التي تبلغ ‪ ٥٫٧‬مليار دوالر فقط ‪..‬‬


‫ מ د ل א‪ ) ! * +‬‬ ‫א!‪,‬ل ‪ ! * ٥٠٠‬א מ‬ ‫جميع االنظمة بحاجة الى تطوير‬ ‫ان جميع أنظمة التعليم في الدول العربية بحاجة إلى تطوير وإصالح‪ ،‬وإن نقطة‬ ‫البدء في تحقيق ذلك تبدأ بالتقويم‪ .‬فالتقويم الصحيح ھو الذي يمكننا من تقديم الحلول‬ ‫المناسبة‪ ،‬ولكن ھناك مجموعة من االشكاليات والعقبات التي ترتبط بعملية تقويم‬ ‫التعليم وتعيق تحقيقھا بالشكل المطلوب‪ .‬وغالبية ھذه االشكاليات والعقبات ھي ذات‬ ‫ابعاد ومضامين سياسية وليست تعليمية‪ .‬ولھذا السبب‪ ،‬فإنه يمكن االفتراض بأن‬ ‫مشكلة التعليم في العالم العربي ھي مشكلة سياسية وإدارية أكثر من كونھا مشكلة‬ ‫تعليمية فنية‪ .‬ويمكن توضيح ذلك من خالل طرح األسئلة األربعة التالية المرتبطة‬ ‫بعملية تقويم التعليم في الدول العربية‪ ١ :‬ـ من يقوم بتقويم التعليم؟ ‪ ٢‬ـ ما ھو‬ ‫مضمون التقويم في التعليم؟ ‪ ٣‬ـ ما ھي أسس ومعايير تقويم التعليم؟ ‪ ٤‬ـ ماذا بعد‬ ‫تقويم التعليم؟‬ ‫إجابة عن السؤال األول‪ ،‬يمكن القول بادئ ذي بدء‪ ،‬بأن عملية تقويم التعليم في‬ ‫العالم العربي ليست موجودة بالشكل الصحيح وال تحقق أھدافھا المرجوة‪ .‬فنحن نجد‬ ‫مثال ان عملية تقويم التعليم في الواليات المتحدة األمريكية وكندا وبريطانيا وبعض‬ ‫الدول األوروبية تتم من خالل خمس مؤسسات رئيسية‪ ١ :‬ـ أجھزة اإلعالم‪ ٢ ،‬ـ‬ ‫ھيئات علمية متخصصة ومعترف بھا في األوساط العلمية واالكاديمية‪ ٣ ،‬ـ مكاتب‬ ‫استشارية متخصصة‪ ٤ ،‬ـ النقابات والجمعيات المھنية المعنية مثل نقابات وجمعيات‬ ‫المدرسين‪ ٥ ،‬ـ المؤسسات التعليمية نفسھا مثل وزارات ومجالس التعليم والجامعات‪.‬‬ ‫وإذا تأملنا في تجربة تقويم التعليم العربية‪ ،‬نجدھا تعتمد بشكل رئيسي على التقويم‬ ‫الوزاري اإلداري الذي يفتقر بطبيعته إلى النظرة الموضوعية‪ ،‬ويقع أسيراً لنظرة‬ ‫المسؤولين في مؤسسات التعليم الذين ينحازون عادة بشكل تلقائي لسياسات وبرامج‬


‫التعليم التي يشرفون على وضعھا وتنفيذھا‪ .‬ولتجاوز ھذه المشكلة‪ ،‬فإن بعض الدول‬ ‫العربية وعوضا ً عن االستعانة بالخبرات الدولية لجأت إلى تشكيل ھيئات وطنية من‬ ‫بعض الشخصيات العلمية واألدبية والتربوية والدينية واإلدارية وطلبت منھا القيام‬ ‫بتقويم التعليم في دولھا‪ .‬وفي حين أن تشكيل مثل ھذه الھيئات يمكن أن يساعد على‬ ‫تالفي عيوب التقويم الوزاري‪ ،‬إال ان نقص الخبرة لدى أعضاء ھذه الھيئات في‬ ‫مسائل وجوانب تقويم التعليم‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى ترك ثغرات كبيرة في أداء مھمة‬ ‫التقويم التي تقوم بھا‪.‬‬ ‫ورداً على السؤال الثاني‪ ،‬نقول إن االعتبارات السياسية التي تؤثر سلبا ً على عملية‬ ‫تقويم التعليم في العالم العربي‪ ،‬تتضح بشكل أفضل عند تأملنا في كيفية التعامل مع‬ ‫الموضوعات التعليمية التي ينبغي أن تخضع للتقويم ومن أھمھا‪ :‬تقويم أھداف‬ ‫وسياسات وبرامج ومناھج ووسائل التعليم‪ ،‬وتقويم أداء المدرسين والكفاءة اإلدارية‬ ‫وميزانيات التعليم‪ .‬فإذا تأملنا مثال في مناھج التعليم في جميع الدول العربية يمكننا‬ ‫أن نالحظ وجود شعور عام بين المثقفين والتربويين والمفكرين العرب بعدم الرضاء‬ ‫عن المناھج القائمة‪ .‬واالعتقاد السائد بينھم ھو أن المناھج الحالية قديمة وتحتاج إلى‬ ‫تطوير‪ ،‬لكن المشكلة بالرغم من ذلك‪ ،‬تبقى مستمرة وتنتقل من سنة إلى سنة ‪.‬وھناك‬ ‫حقيقة قدرات فنية كبيرة في جميع قطاعات التعليم العربية وھي قادرة على تطوير‬ ‫وإصالح المناھج الحالية‪ ،‬لكنھا تواجه تيارات ومصالح تمنعھا من إصالح المناھج‬ ‫الحالية‪.‬فالمشكلة ليست ناتجة عن عدم معرفة طرق إصالح مناھج التعليم‪ ،‬ولكنھا‬ ‫تتمثل في عدم وجود قرارات سياسية حاسمة تقوم بمواجھة عقبات تطوير وإصالح‬ ‫مناھج التعليم‪ .‬وھناك حاجة ايضا إلى قرارات سياسية إلزامية في مسألة المدرسين‪.‬‬ ‫فالمدرس غير القادر على تطوير نفسه وعلى التفاعل مع أسس التدريس الحديثة‪،‬‬ ‫ينبغي أال يبقى في مجال التدريس‪ .‬ھكذا فعل بيل كلنتون عندما كان حاكما ً لوالية‬ ‫اركنصاص‪ ،‬حيث خيّر المدرسين بين التفاعل مع متطلبات التدريس الحديثة أو ترك‬ ‫قطاع التدريس‪ .‬وتمكن خالل أربع سنوات فقط من جعل والية اركنصاص تقفز من‬ ‫احتالل مرتبة متأخرة جداً بين الواليات األمريكية الخمسين إلى احتالل مرتبة‬ ‫تضعھا ضمن الواليات الخمس األولى‪ ،‬وذلك فيما يتعلق بأداء الطالب وقدرتھم على‬ ‫االلتحاق بالتعليم الجامعي‪ .‬وھناك ضرورة أخرى تستدعي تطوير وتغيير وسائل‬ ‫التعليم المتبعة في الدول العربية‪ .‬فالفشل الكبير في تعليم اللغة العربية بشكل صحيح‬ ‫في جميع دول العالم العربي‪ ،‬أصبح أمراً معروفا ً ال يحتاج إلى التوضيح‪ .‬والمشكلة‬ ‫في ھذا األمر‪ ،‬ال تتعلق بمناھج تعليم اللغة العربية‪ ،‬فھي لغتنا ومناھجنا فيھا‬ ‫صحيحة‪ ،‬لكن المشكلة تكمن في الوسائل المتبعة في تعليمھا‪ .‬وھناك مقاومة من‬ ‫بعض التقليديين في قطاعات التعليم لتطوير وسائل تعليم اللغة العربية‪ .‬ونفس الشيء‬


‫يمكن أن يُقال عن تطوير وإصالح إدارات وميزانيات التعليم في الدول العربية‪،‬‬ ‫حيث توضح الظروف واألوضاع القائمة الحاجة إلى اتخاذ قرارات سياسية فعلية‬ ‫لمعالجة المشاكل اإلدارية والمالية في التعليم‪.‬‬ ‫أما في شأن الطرق المتبعة في تقويم التعليم‪ ،‬فيمكن القول إن عمليات تقويم التعليم‬ ‫في الدول العربية تواجه ثالث مشاكل رئيسية‪ ١ :‬ـ عدم االھتمام بتقويم نتائج برامج‬ ‫التطوير‪ .‬فنجد مثالً أن غالبية أو جميع مؤسسات التعليم العربية تقرر دورات‬ ‫تدريبية ألساتذة المدارس‪ ،‬ويلتحق المدرسون بالدورات المطلوبة وتنتھي المسألة‬ ‫عند ھذا الحد‪ .‬ويعود األساتذة إلى التدريس وغالبا ً ما يبقى أداؤھم التعليمي على‬ ‫وضعه األول الذي سبق التحاقھم بالدورة‪ ٢ .‬ـ أن عملية تقويم أھداف وسياسات‬ ‫ومناھج وبرامج التعليم ال تھتم بمعرفة مدى النجاح في نشر وتجسيد ثقافة التنمية‬ ‫بين الطلبة‪ .‬فجميع المجتمعات العربية ھي مجتمعات نامية ولم تزل ثقافة التنمية في‬ ‫العالم العربي تواجه مشاكل قيمية وفكرية عديدة تعيق بلورتھا وتجسيدھا في العقول‬ ‫والقلوب‪ .‬ويُفترض في برامج ومناھج التعليم العربية أن ُتوجه ليس فقط لخدمة‬ ‫برامج التنمية‪ ،‬لكن للمساعدة في تكوين وتأسيس ثقافة التنمية بين الطالب‬ ‫والطالبات‪ ٣ .‬ـ تقتصر عمليات التقويم غالبا ً على دراسة عالقة المنجزات باألھداف‬ ‫وتفتقر إلى المقارنة مع اآلخر فيما يتعلق بأھداف وسياسات ومناھج التعليم وغيرھا‬ ‫من الموضوعات المعنية بالتقويم‪ .‬وينبغي اتخاذ قرارات سياسية عربية تلزم بإجراء‬ ‫المقارنة بين الدول العربية وبينھا وبين الدول المتقدمة وخاصة فيما يتعلق بمناھج‬ ‫ووسائل التعليم وبأداء المدرسين‪ ،‬فعدم االعتماد على المقارنة يفقد التقويم أھميته‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫ماذا بعد التقويم في التعليم؟ ان الھدف من تقويم )‪ # --‬وصلة ممنوعة ‪# --١٧٧٥‬‬ ‫)‪uation‬التعليم ھو تقييم )‪ (correction‬وتطوير )‪ (development‬العملية‬ ‫التعليمية‪ .‬ولقد علمت من اخصائي متميز في التعليم العربي أنه من النادر أن نجد‬ ‫تعديالً أو تطويراً في أھداف أو سياسات أو برامج أو مناھج أو وسائل أو إدارة‬ ‫التعليم في الدول العربية مبنيا على نتائج تقويم محدد‪ .‬فحتى ولو وجدت بعض‬ ‫المقترحات المفيدة الناتجة عن إحدى دراسات تقويم التعليم‪ ،‬فإن االفتقار إلى‬ ‫القرارات السياسية الملزمة بتطبيق نتائجھا سوف يجعلھا على األغلب تنتھي في‬ ‫ملفات مركونة باألدراج‪.‬‬


โ ซ ุฏื ู ื ื โ ช . /0โ ฌื ื โ ฌ โ ซู ื ู ู * โ ฌ โ ซู ู ู ู ุงู ุจุงุญุซ ุนุจุฏ ุงู ู ุงุฌุฏ ู ุชู ู ู ู ุฌุงุญ ุงู ู ุนู ู ู ู ุชู ุตู ู ุงู ู ุงุฏุฉ ู ู ุทุงู ุจ ุนู ู ู ุณุชู ู โ ฌ โ ซุงู ู ู ฺพุฌ ุงู ุฐู ู ุนุชู ุฏ ุนู ู ู โ ช ุ โ ฌู ุงู ู ู ฺพุฌ ุงู ุฏุฑุงุณู ุงู ู ุชู ุงู ู ู ุงู ู ุฏุฑู ุณ ฺพู ุงุฃู ุณฺพู ู ุตู ุงู โ ฌ โ ซู ู ุชุงู ู ู ุฐโ ช ุ โ ฌู ู ู ู ุง ุจุนุฏ ุงู ู ู ฺพุฌ ุนู ุงู ุชุนู ู ุฏ ู ุงู ุชุตุนู ุจ ู ู ู ุง ู ุงู ู ู ฺพุฌุง ู ุซุงู ู ุง ุณฺพู โ ฌ โ ซุงุงู ุณุชู ุนุงุจโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุดู ู ุชู ุงโ ฌ โ ซู ุชุนุงู ู ุงู ู ุซู ุฑ ู ู ุงู ุจู ุฏุงู ุงู ุนุฑุจู ุฉ ู ู ู ุดุงู ู ู ุฒู ู ุฉ ู ู ุนู ุฏุฉ ู ู ู ุง ู ุฎุต ุงู ู ู ุงฺพุฌโ ฌ โ ซุงู ุฏุฑุงุณู ุฉ ู ุชุตู ู ู ฺพุงโ ช ุ โ ฌู ุชุฃุชู ู ู ู ู ุฏู ุฉ ุงู ู ุดู ุงู ุช ุงู ู ุชุนู ู ุฉ ุจุงู ู ู ุงฺพุฌ ุงู ุฏุฑุงุณู ุฉ ู ุถู ุฉโ ฌ โ ซุนุฏู ู ู ุงู ุจุฉ ุงู ู ุซู ุฑ ู ู ุงู ู ู ุงฺพุฌ ู ู ู ุชุบู ุฑุงุช ุงู ุนู ู ู ุฉ ู ุงู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุฉ ุงู ุชู ู ุดฺพุฏฺพุง ุนุงู ู ู ุงโ ฌ โ ซุงู ู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุจุฏุฑ ุฏุงุฆู ุง ุณุคุงู ู ุชุฏุงู ู ู ุงุขู ุจุงุก ู ุงู ุชุฑุจู ู ู ู ู ุฏู ุฑ ุญู ู ุงุฃู ุดู ุงุก ุงู ุชู ู ุฌุจ ุชุฏุฑู ุณฺพุงโ ฌ โ ซู ู ุทุงู ุจโ ช ุ โ ฌู ฺพู ฺพู ุงู ู ุชุณุน ู ู ุงู ู ู ฺพุฌ ุงู ุฏุฑุงุณู ู ู ุนู ู ู ุงู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุฉ ู ุงู ุชุทู ู ุฑู ุฉ ู โ ฌ โ ซู ู ู ู ู ุงุฃู ุฎุงู ู ู ุฉ ู ุงุงู ุฌุชู ุงุนู ุฉ ู ุงู ุณู ุงุณู ุฉ ุฌู ุจุง ู ุฅู ู ุฌู ุจ ู ุน ุงุงู ฺพุชู ุงู ุจุงู ู ุนุงุฑู โ ฌ โ ซุงุฃู ุณุงุณู ุฉ ู ุงู ู ุฑุงุกุฉ ู ุงู ู ุชุงุจุฉ ู ุงู ุญุณุงุจุ ู ู ุง ฺพู ุงุฃู ู ู ุฑ ู ุงู ู ู ุถู ุนุงุช ุงู ุชู ู ุฌุจโ ฌ โ ซุนู ู ุงู ู ุฏุฑุณุฉ ุชุฏุฑู ุณฺพุง ู ู ุทุงู ุจ ู ู ู ุง ู ุชุนู ู ุจุงุฃู ุฎุงู ู ู ุงู ุจู ุฆุฉ ู ุงู ู ุฎุฏุฑุงุช ู ุงู ู ุงู ุฏู ู ุ โ ฌ โ ซู ฺพู ู ู ุงู ู ุงุฌุจ ุฌุนู ุฏุฑู ุณ ุงู ู ู ุงุทู ุฉ ุฃู ุงู ุชุฑุจู ุฉ ุงู ู ู ู ู ุฉ ุฅู ุฒุงู ู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุชุฑู ู ุฒ ุฃู ุงู ุชู ุณุนุ โ ฌ โ ซู ู ู ุธู ุชู ู ุงุฃู ุณุฆู ุฉ ู ุฏู ุฑ ุฎุงู ู ุดุฏู ุฏ ุจู ู ุงู ู ุฎุชุตู ู ู ุงู ู ฺพุชู ู ู ุจุดุฃู ุทุจู ุนุฉโ ฌ โ ซุงู ุชุนู ู ู ู ุงู ฺพุฏู ู ู ู ุจู ุฌู ุนุงู โ ช .โ ฌู ฺพู ุงู ู ุฑู ู ู ุฑู ุฃู ุนู ู ุงู ู ุฏุงุฑุณ ุฃู ุชุฑู ุฒ ุนู ู โ ฌ โ ซุชุนู ู ู ุงู ุทุงู ุจ ุงู ุนู ู ู ุงุฃู ุณุงุณู ุฉ ู ุซู ุงู ุชุฑุจู ุฉ ุงุฅู ุณุงู ู ู ุฉ ู ุงู ู ุฑุงุกุฉ ู ุงู ู ุชุงุจุฉ ู ุงู ุญุณุงุจโ ฌ โ ซู ุงู ุนู ู ู ู ุงู ุฌุบุฑุงู ู ุง ู ุงู ุชุงุฑู ุฎ ู ุงู ู ุบุงุชโ ช .โ ฌุฃู ุง ุงู ู ุฑู ู ุงุขู ุฎุฑ ู ู ุฑู ุฃู ู ู ุงู ู ุงุฌุจโ ฌ โ ซุงู ุชู ุณุน ู ู ุงู ู ู ฺพุฌ ุงู ุฏุฑุงุณู ุจุญู ุซ ู ุดุชู ู ุนู ู ุงู ุนู ู ู ุงู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุฉ ู ุงู ุณู ุงุณู ุฉโ ฌ โ ซู ุงู ุซู ุงู ู ุฉ ู ุงู ุญุถุงุฑู ุฉโ ช ุ โ ฌุฅุถุงู ุฉ ุฅู ู ุงู ู ู ู ู ู ุงู ู ฺพุงุฑุงุชโ ช.โ ฌโ ฌ


‫دمج المواد والتركيز على الھدف‬ ‫وإذا ما استعرضنا أمثلة لبعض مناھجنا الدراسية نالحظ الكثير من القصور في‬ ‫بعضھا‪ ،‬فمثال ال توجد عالقة بين مواد اللغة العربية التي يتم تدريسھا في المرحلة‬ ‫االبتدائية )القواعد‪ -‬النشيد والمحفوظات‪ -‬القراءة‪ -‬اإلنشاء( وتلك التي تدرس في‬ ‫المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية شاملة النحو والصرف واألدب والنصوص‬ ‫والبالغة‪ .‬تدرس كل مادة على حدة ومنفصلة عن األخرى‪ ،‬ومن األفضل دمج جميع‬ ‫ھذه المواد في مادة واحدة تسمى مثالً »اللغة العربية« ويتم فيھا تعليم القواعد‬ ‫تطبيقياً‪ ،‬وليس المطلوب حفظ ھذه القواعد في حصة مستقلة‪ ،‬وإنما المطلوب ھو‬ ‫تطبيقھا‪ ..‬وكذلك األدب والنصوص والبالغة التي يمكن تذوقھا‪ ،‬أما إذا كانت في‬ ‫قواعد فيتم حفظھا بجمود مثل حفظ كلمة الجناس أو التورية وحفظ بعض األمثلة‬ ‫عليھا عن ظھر قلب في منھج واحد ال يخرج االمتحان عنه مما يرسخ في ذھن‬ ‫الطالب االنفصال بين ھذه المواد ويفھم أن النصوص مستقلة عن البالغة والقواعد‬ ‫مستقلة عن المطالعة‪.‬‬ ‫أما المواد العلمية كالجيولوجيا والفيزياء والكيمياء والرياضيات فتحولت إلى مواد‬ ‫لتحفيظ األسماء العلمية مثل حفظ اسم الصخر الفالني واسم الحيوان الفالني‬ ‫والعنصر الكيميائي الفالني ومن يكتب اسمه صحيحا ً في االمتحان فھو الطالب‬ ‫الممتاز‪ ،‬بغض النظر عن أي تفكير أو إبداع في ھذا المجال‪ .‬و يدرس الطالب‬ ‫الصخور النارية وال يعلمون عنھا شيئا ً وكأنھا شيء من الخيال بينما ھي موجودة‬ ‫في شكل براكين جامدة في أماكن كثيرة يسھل على الطالب الوصول إليھا و‬ ‫دراستھا على طبيعتھا والخروج بمالحظات وانطباعات عملية حولھا بدالً من حفظ‬ ‫أسمائھا في المنھج الذي يجب أال يخرج عنه االمتحان‪ ..‬كما يدرسون تركيب‬ ‫الزھرة في األحياء وال يرونھا وھي موجودة في فناء المدرسة‪ ..‬بل ويتم تحفظيھم‬ ‫رسمة الزھرة وأسماء أجزائھا وأغشيتھا‪ ..‬كل ھذه المناھج تحولت إلى تكبيل فكر‬ ‫الطالب وحصر له بدل انطالقه وإبداء رأيه في المواد واألحداث التي يراھا في‬ ‫حياته اليومية‪ .‬واالمتحانات تأتي محصورة في ھذه المناھج‪ ،‬وعلى الطالب حفظ كل‬ ‫ما يرد فيھا من أسماء ورموز ونظريات دون فھم وإدراك معانيھا‪ .‬وأغلب المدارس‬ ‫ال تھتم بحصة المختبر والحصص التطبيقية األخرى التي تعتبر أھم وأفيد الحصص‬ ‫وھي تجد اھتماما كبيرا في مدارس الدول المتقدمة‪ ،‬وربما كان ذلك ھو السر وراء‬ ‫نبوغ طالبھا وميلھم للجوانب التطبيقية والعملية الشيء الذي انعكس جليا في النھضة‬ ‫الصناعية والتكنولوجية في تلك البلدان‪.‬‬


‫أنواع المناھج الدراسية‪:‬‬ ‫ھنالك نوعان من المناھج الدراسية‪ ،‬ال يخرج إطار الكتاب المدرسي عنھما في أية‬ ‫دولة من الدول وھما‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬المنھج الموصى به‬ ‫ويقصد بھذا النوع من المناھج ذلك المنھج الذي أوصي به من قبل أفراد من العلماء‪،‬‬ ‫والمنظمات التخصصية واللجان اإلصالحية والمسؤولين في الدولة‪ ،‬وغالبا ً ما‬ ‫يصاغ ھذا المنھج على مستوى عال من العمومية‪ ،‬وفي أغلب األحيان يُقدم علي‬ ‫شكل توصيات عامة عن محتوى المواد الدراسية‪ ،‬وقائمة أھداف‪ ،‬ومتطلبات‬ ‫مقترحة للتخرج‪ ،‬وھناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيسا ً في تشكيل ھذا النوع من‬ ‫المناھج‪ ،‬ومن أھم تلك العوامل عقيدة المجتمع واتجاھاته ومبادئه وظروفه‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬المنھج المكتوب‬ ‫يأتي المنھج المكتوب دائما في شكل تطبيق عملي لتوصيات وخطط المتخصصين‬ ‫في مجال تخطيط المناھج وراسمي السياسات التعليمية‪ ،‬ويتم من خالله نقل‬ ‫النظريات والخطط إلى مرحلة التطبيق العملي‪ ،‬الذي ينبني عليه عمل المدرس في‬ ‫الفصل‪.‬‬ ‫تصميم المنھج الدراسي‬ ‫بعد اكتمال الخطط النظرية والتطبيقية الخاصة بالمنھج الدراسي يتم تصميم المنھج‬ ‫وفقا للتصميمات المتعارفة والتي ال يخرج منھا إطار الكتاب‪ ،‬ومن أھم أنواع‬ ‫التصاميم المعروفة‪:‬‬ ‫‪ -١‬التصميم المتمركز على الطالب‪.‬‬ ‫‪ -٢‬التصميم المتمركز على حل المشكالت‪.‬‬ ‫‪ -٣‬التصميم المتمركز على المادة الدراسية‪.‬‬ ‫تنفيذ المنھج الدراسي‬


‫تنفيذ المنھج المدرسي عملية تعد في غاية الخطورة وإذا كان الكتاب المدرسي ھو‬ ‫المنھج المكتوب‪ ،‬فإن تنفيذ ھذا المنھج كما رسم له يبدو صعبا ً للغاية‪ ،‬إذ إن المعلمين‬ ‫يختلفون في فھمھم وفي تخطيطھم وفي كيفية صنعھم للقرارات‪ ،‬ويختلف أسلوب‬ ‫التطبيق من معلم إلى آخر‪ ،‬وھو ال يخرج عن أحد األطر الخمسة التالية‪:‬‬ ‫‪1.‬بسياق حالة معينة‪.‬‬ ‫‪2.‬بعدد من نظريات التطبيق‪.‬‬ ‫‪3.‬بأوضاع وضغوط اجتماعية‪.‬‬ ‫‪4.‬بالذات‪.‬‬ ‫‪5.‬بالخبرة‪.‬‬ ‫ولھذا فإن إعداد المدرس يلعب دوراً مھماً◌ً في قدرته على التعامل مع المنھج‬ ‫المكتوب‪ ،‬وكذلك تنفيذه بالصورة المطلوبة‪ .‬ويتطلب تنفيذ المعلم للكتاب حسب ما‬ ‫رسم له إعداداً جيداً‪ .‬وعادة تكون قرارات المدرس ناتجة عن عوامل متفاعلة منھا‪:‬‬ ‫معرفة المدرس بالمادة‪ ،‬ومرئيا ته عن الطالب‪ ،‬والمنھج المكتوب‪ ،‬والضغوط‬ ‫اإلدارية‪ ،‬واالعتبارات االجتماعية واألسرية‪ ،‬وضغوط أولياء األمور ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬


โ ซื โ ช /0โ ฌื ุฏ โ ช ..โ ฌุฏู ู ุณ ื ุท ู ื โ ฌ

โ ซุฅุฌู ุง ู ุน ู ู ุชู ู ู ุงุฃู ุฑู ุงู ู ู ุงู ุฏู ู ุงู ุนุฑุจู ุฉ ุนู ู ุชู ู ุฏุณ ุงู ู ู ุงฺพุฌ ุงู ุฏุฑุงุณู ุฉ ุจุงุฅู ุดู ุงุงู ุชโ ฌ โ ซู ุนู ู ฺพุง ุนู ู ุชุฌฺพู ู ุงู ู ุดุก ุจู ุฎุฑุฌุงุช ู ู ู ู ุตุฉ ุบู ุฑ ู ุงู ุฆู ุฉ ู ุฑู ุญ ุงู ุนุตุฑ ุงู ุฐู โ ฌ โ ซู ุนู ุดู ู ู ุฅุฎุฑุงุฌฺพู ู ู ุฏุงุฆุฑุฉ ุงู ุนุงู ู ุงู ู ุณุชู ู ุฑ ุงู ู ุชุทู ู ุฑโ ช ุ โ ฌุฅุฐ ุงู ุชุญ ู ู ู ู ุงุฆุฏุฉ ุนู ู ู ุฉ ุจู ุงโ ฌ โ ซุชู ุชู ุฒู ู ู ุนู ู ู ุธุฑู ุงู ู ุนุฑู ุฅู ู ยปุนุงู ู ุงู ุชุทุจู ู ยซ ุทุฑู ู ุง ู ุจู ุง ู ุดุชุฑุท ู ู ุฃุณู ู ุจโ ฌ โ ซุญู ุธ ุงู ู ุนุฑู ุงู ู ฺพู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุงุชู ู ู ู ุญู ู ู ู ู ุนู ู ุฃู ู ุงู ุชุญุฏู ุงุฃู ู ุจุฑ ุงู ุฐู ุชุดฺพุฏู ุงุฃู ู ุฉ ุงู ุนุฑุจู ุฉ ู โ ฌ โ ซู ุชู ุซู ู ู ุงู ู ุนู ู ู โ ฌ โ ซุฒู ู ุจุงุชุช ู ู ู ุงู ู ู ู ุฉ ุงุฃู ู ู ู ู ู ยปุงู ุนู ู ยซโ ช ุ โ ฌู ุดู ุฑู ู ุฅู ู ุฃู ู ยปุงู ุชุนู ู ู ู ู ุนุจ ุงู ุฏู ุฑโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซุงู ุฑุฆู ุณ ู ู ุชุญู ู ู ุงู ุชู ู ู ุฉ ุนู ู ู ุฎุชู ู ุงุฃู ู ุฌู โ ช ุ โ ฌู ุงู ู ุญู ุงุฃู ุณุงุณู ู ู ู ุถู ุฉ ุงู ุตุฑุงุนโ ฌ โ ซุงู ุฏุงุฆู ู ู ุฃุฌู ุงุงู ุฑุชู ุงุก ุจุงู ู ู ุฑ ุงู ุนุฑุจู ู ุฏุนู ู ู ู ู ู ุงุฌฺพุฉ ุงู ุทู ุฑุฉ ุงู ุชู ู ู ู ู ุฌู ุฉ ุงู ฺพุงุฆู ุฉโ ฌ โ ซุจู ู ุงุฏุฉ ุงู ุบุฑุจโ ชยป.โ ฌโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซู ุงู ู ุชู ุซู ู ู ุชุฏู ู โ ฌ โ ซู ู ุฏู ุฎุจุฑุงุก ู ู ุชุงุจุนู ู ู ุงู ู ุณ ุงู ุฎุทุฑ ู ู ุง ู ุณู ู ู ู ุงู ุฎุทุฑ ุงู ุฏุงฺพู โ ฌ โ ซู ุณุชู ู ุงู ุชุนู ู ู ู ุงู ู ู ุนู ุฉ ุงู ุชุนู ู ู ุฉ ุงู ุชู ู ุชู ู ุงฺพุง ุงู ุชุงู ู ู ุฐ ู ุง ู ุฎุฑุฌฺพู ู ู ุณู ู ุงู ุนู ู โ ฌ โ ซู ู ุฒู ุฏ ู ุนุฏุงู ุช ุงู ุจุทุงู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุชู ู ุนู ู ุฃู ุชุฒู ุฏ ุฃู ุซุฑ ู ุฃู ุซุฑ ุฅุฐุง ู ู ู ุณุฑุน ุงู ู ุงุฆู ู ู ุนู ู ุฃู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุชุนู ู ู ุจุชุบู ู ุฑ ุงู ุณู ุงุณุงุช ุจุดู ู ู ู ุฑู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ู ุช ุงู ุฎุจุฑุงุก ุฅู ู ุฃ ู ู ู ู ู ู ู ุฏุฑุงุณุฉ ุฐู ู ุถู ู ู ุง ู ุณู ู ุงู ุชุฎุทู ุท ุงู ุชุฑุจู ู โ ฌ โ ซู ุตุนู ุจุงุชู ู ู ุงู ู ุทู ุงู ุนุฑุจู โ ช ุ โ ฌู ุดู ุฑู ู ุฅู ู ุฃู ู ุงู ู ุฏุงุฑุณ ุชู ุงุฌู ู ู ู ุฑุงุญู ฺพุง ุงุฃู ู ู ู โ ฌ


‫ضعفا وضحالة وبھما يتدرج الناشئ حتى يصل إلى الجامعة وھو غير مؤھل‬ ‫للدراسة الجامعية‪ ،‬وال تستطيع الجامعات وھو تواجه ھذا العدد الھائل من الطالب‬ ‫الضعاف أن ترسبھم جميعا‪ ،‬بل ھي مضطرة وھم في مستوى متقارب إلى أن‬ ‫تعتبرھم جميعا ً ناجحين‪ ،‬ويمرون من عام إلى عام حتى يفرغوا من دراساتھم‬ ‫الجامعية وعقلياتھم ليست أكبر من عقليات التالميذ في المدارس االبتدائية‬ ‫والمتوسطة‪ ،‬فجامعاتنا إذا تمنح شھادات وال تخرج متعلمين على حد قولھم‪.‬‬ ‫ﳕﻮﺫﺝ ﺍﳌﻌﻀﻠﺔ‬ ‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ‪ ٣‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ‬

‫لعل من أبرز اإلشكاليات التي تواجه منظومة التعليم في العالم العربي‪ ،‬وفي مصر‬ ‫على وجه األخص على إشكالية »المناھج الدراسية التعليمية«‪ .‬وفي مصر التي‬ ‫يعتبرھا كثيرون نموذجا ً ح ّيا ً لتلك المشكالت تبزغ مناھج تعليمية »منقوصة«‬ ‫و»غير مالئمة لروح العصر« باعتراف القائمين عليھا باعتبار أ ّنھا ال تح ّقق الفائدة‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫أو تلك المناھج التي تقتصر على جوانب نظرية بعيدة عن »عالم التطبيق«‪ ،‬في‬ ‫خضم منظومة تعليمية قائمة على الحفظ دون تشجيع الطالب على إعمال العقل‪ ،‬ما‬ ‫جعل »الكتاب المدرسي« بوصلة الطالب التي ال يحيد عنھا من أجل الحصول على‬ ‫األرقام األعلى في االختبارات الدورية‪.‬‬ ‫وتواجه مصر العديد من المشكالت في المنظومة التعليمية فيما يتعلق بالمناھج‪،‬‬ ‫ُتلخص في ‪ ٣‬إشكاليات رئيسية‪ ،‬األولى‪ :‬عدم مناسبة كثير من تلك المناھج لروح‬ ‫العصر أو للمتغيرات الراھنة والمتطلّبات العالمية والمواصفات القياسية لمناھج‬ ‫تربوية سليمة‪ ،‬فيما تبزغ اإلشكالية الثانية‪.‬‬


‫والتي تتعلق بفكرة تطوير تلك المناھج‪ ،‬السيّما في ظل غياب الرؤية حول آليات‬ ‫التعديل الواضحة في ظل مشكلة ثالثة وھي »المتغيّرات السياسية« التي تعمل على‬ ‫عدم إتاحة الفرصة لوضع مناھج تعليمية متكاملة تثري تلك المنظومة‪.‬‬ ‫واستنطقت »البيان« الخبراء والمُتخصصين حول تلك اإلشكاليات وسبل التصدي‬ ‫لھا والتعامل معھا وفق المتغيرات الراھنة‪ ،‬والمواصفات العالمية والدولية للمناھج‬ ‫التربوية السليمة التي تتناسب وكل مرحلة عمرية‪.‬‬ ‫وتش ّدد وكيل وزارة التربية والتعليم نادية عبدالمنعم لـ »البيان«‪ ،‬على وجوب‬ ‫االعتراف أنّ المناھج التعليمية غير مناسبة تمامًا للعصر الحالي ومجرياته‬ ‫وتطوّ راته‪ ،‬الفتة إلى أنّ المواد التي تتعلق بالجانب التاريخي تستطرد تفاصيل كثيرة‬ ‫حول أحداث وشخصيات بعينھا‪.‬‬ ‫فيما ُتھمل بعض األحداث األخرى والشخصيات مثل الحملة الفرنسية على مصر‬ ‫التي ُخصص لھا باب منفرد في كتاب التاريخ بجميع المراحل التعليمية‪ ،‬في مقابل‬ ‫ذلك نرى نبذة بسيطة عن شخصية مثل جمال عبد الناصر والسادات وحرب أكتوبر‬ ‫رغم أن ھناك معلومات ال يعرفھا الطالب بالنسبة لتلك الشخصيات واألحداث‬ ‫المھمة في تاريخ مصر الحديث‪».‬‬ ‫وتضيف أنّ »من أخطر اإلشكاليات التفرقة بين الطالب في حصة الدين«‪ ،‬مؤكد ًة‬ ‫أ ّنه »ال يوجد مانع من أن يحضر الطالب المسلم والطالب المسيحي حصة الدين‬ ‫سويًا«‪ ،‬متابعة أنّ »جميع األديان تحض على التسامح واإلخالص والحب«‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متسائلة‪» :‬لماذا نضع دائمًا فجوة بين طرفي األمة تكبر معھم منذ الصغر؟‪».‬‬ ‫وتلفت عبدالمنعم إلى أ ّنه »البد أن يكون ھناك خطة استراتيجية واضحة‪ ،‬يقوم على‬ ‫تنفيذھا وزارة التربية والتعليم‪ ،‬بحيث يكمل كل وزير تلك الخطة فيما سبقه من قبل‪،‬‬ ‫وليس ما يحدث وھو أن كل وزير يأتي يغير الخطة ويبدأ من جديد‪ ،‬فھو تغيير‬ ‫لمجرد التغيير وليس تغيير لألفضل‪ ،‬لذلك ال بد من اختيار كوادر تعليمية ذو ثقة‬ ‫وفكر منھجي ألّن التعليم ھو أساس نھضة األمم‪».‬‬ ‫آليات مناھج‬ ‫بدوره‪ ،‬يوضح رئيس مجلس إدارة المعاھد التعليمية مدحت مسعود في تصريحات لـ‬ ‫»البيان«‪ ،‬أنّ »وضع المناھج التعليمية يتم عن طريق وضع لجان مختصة في كل‬ ‫مادة من المواد التعليمية‪ ،‬ومناقشة المناھج‪.‬‬ ‫وھل ھي مناسبة لفكر الطالب؟ وھل من السھل عليه استيعابھا؟ ومدى الفائدة التي‬ ‫سوف تعود عليه من دراستھا؟ وھذه اللجان تشكل كل عام قبل الدراسة‪ ،‬وطباعة‬ ‫الكتب لوضع ما ھو جديد أو ما ھو أكثر فائدة وحذف األجزاء التي ال يوجد لھا‬ ‫فائدة‪».‬‬


‫وبشأن التطوّ رات السياسية وتأثيرھا على مجريات التعليم‪ ،‬يرى مسعود أنّ »التعليم‬ ‫يتفاعل مع المجتمع والحركة السياسية لھا تأثير مباشر على المؤسسات التعليمية«‪،‬‬ ‫مش ّدداً على وجوب تغيير المناھج على الجانب الوجداني للطالب وتنمية حب الوطن‬ ‫والوالء له فقط بعي ًدا عن أية نزاعات أخرى‪.‬‬ ‫وتفريق الطالب بين الدين كعقيدة والوطن كملك للكل يشتركون فيه جميعاً‪ ،‬مشيراً‬ ‫إلى أنّ على واضعي مناھج الدين والتاريخ الوقوف عند تلك النقطة والتركيز عليھا‬ ‫قدر المستطاع كي يتم خلق جيل جديد يستطيع الفصل بين الدين والسياسة‪.‬‬ ‫وأكد على أن تطوير المناھج العلمية ال يقتصر على جانب واحد‪ ،‬سواء نظري أو‬ ‫عملي‪ ،‬ولكن يوجد دمج للجانبين‪ ،‬فھناك منظومة تسمى بالتعليم النشط‪ ،‬تبدأ من‬ ‫مرحلة اإلعدادي‪ ،‬وھى البحث عن المعلومات من مصادر أخرى غير كتب‬ ‫الوزارة‪ ،‬التي تسلم للطالب‪ ،‬وھذه المنظمة مفعلة بالفعل في جميع المحافظات‪،‬‬ ‫ولكن ال بد من تدريب المدرسين على تلك المنظومة الجديدة‪.‬‬ ‫ويش ّدد قاسم على أنّ الطلبة اآلن غير مؤھلين للدخول في أجواء الدراسة بسبب‬ ‫األحداث الراھنة‪ ،‬التي يسودھا الخوف والحزن والقلق‪ ،‬متسائالً‪» :‬كيف نزيد من‬ ‫تلك النفسية المحبطة في المدارس بمناھج تعليمية تتحدث عن السياسة العامة؟‪!».‬‬ ‫مشيراً إلى أنّ »مستويات التعليم ال تقتصر على الحفظ فقط‪ ،‬ولكن ھناك مستويات‬ ‫أخرى للتعليم في جميع المراحل التعليمية‪ ،‬والوزارة دائما في صدد وضع خطط‬ ‫استراتيجية للتعليم ال تقل عن خمس سنوات حتى يمكن إصالح منظومة التعليم‪».‬‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻐﻴﲑ‬

‫ﺟﺪﻝ ﻋﺮﺍﻗﻲ ﻣﺰﻣﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ‬


‫«مناھج التعليم« ‪ ..‬شاغلة الساسة والمف ّكرين في بلد يشھد خالفات عميقة في النظرة‬ ‫إلى التاريخ‪ ،‬والعالقة بين التطوّ ر العلمي والنظرة النمطية ألمور الحياة‪ ،‬أم ٌر‬ ‫استغرق عشر سنوات ملؤھا النقاش والبحث أمالً في إيجاد ثقافة تعليمية متوازنة‬ ‫دون التوصل إلى حاسم نتائج‪.‬‬ ‫وإن كان قد تح ّققت بعض التفاھمات‪ ،‬إذ رأى مستشار وزارة التربية العراقية محسن‬ ‫عبد العلي‪ ،‬أنّ »الوزارة ستنتھي من تغيير المناھج الدراسية خالل ثالث سنوات‬ ‫بعدما أنجزت تغيير ‪ ٨٠‬في المئة حتى اآلن‪ّ ..‬إال أن »عقدة المنشار« تكمن في الـ‬ ‫‪ ٢٠‬في المئة المتبقية‪.‬‬ ‫ويؤ ّكد عبد العلي أنّ »الوزارة متجھة نحو تحديث المناھج وتطويرھا لمواكبة‬ ‫التطوّ ر في العالم«‪ ،‬مشيراً إلى أنّ »العمل في تغيير المناھج شرع به بعد العام‬ ‫‪ ،٢٠٠٣‬وواجه مشاكل عديدة‪ ،‬في مقدمھا العامل الطائفي الذي كان أحد المعوقات‬ ‫األساسية بوجه التغيير‪».‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يرى عضو لجنة التربية في مجلس النواب عالء مكي‪ ،‬أنّ »استراتيجية‬ ‫تغيير المناھج شھدت عمال كبيرا سواء في مناھج التربية أو التعليم العالي‪ ،‬على‬ ‫الرغم من ّ‬ ‫تعثرھا في البداية‪ ،‬وأنّ »اإلشكاالت الكبيرة التي واجھتھا عملية تغيير‬ ‫المناھج كانت في مواد التاريخ واللغة العربية والتربية اإلسالمية‪ ،‬فضال على مادة‬ ‫الجغرافيا بسبب حدود العراق‪».‬‬ ‫ّ‬ ‫متمثلة في‬ ‫ويضيف مكي أنّ » إشكالية كبيرة برزت عند البدء في تغيير المناھج‪،‬‬ ‫تناول المسائل الدينية الخاضعة الجتھادات المذھبين السني والشيعي«‪ ،‬الفتا ً إلى أنّ‬ ‫»المناھج التي تخص العلوم اإلنسانية والمناھج العلمية التي تحتاج إلى مواكبة‬ ‫التطور العلمي في العالم‪ ،‬لم تكن حولھا خالفات ذات شأن كبير‪».‬‬ ‫ويرى المتابعون للشأن التربوي أنّ »الجدال حول العالقة بين الھويّة والمناھج‬ ‫الدراسيّة في العراق ليس جديداً بل قدي ٌم قدم الدولة العراقيّة‪ ،‬فإشكاليّة الھويّة كانت‬ ‫في صلب عمليّة بناء األمّة في العراق‪.‬‬ ‫وكان من الطبيعي أن يغدو موضوع المناھج الدراسيّة خالفيا ً وذا بعد سياسي‪ ،‬ألنّ‬ ‫الصراع االجتماعي‪ -‬السياسي كان يجري بصورة رئيسيّة حول تعريف الھويّة‬ ‫العراقيّة وعالقتھا بالھويات األخرى‪ :‬العربيّة والكرديّة واإلسالميّة والسنيّة‬ ‫والشيعيّة‪».‬‬ ‫جمود مناھج‬ ‫وحسب الباحث األكاديمي نجاح العلي فمن غير المنطقي والمقبول في ظل ثورة‬ ‫المعلومات التي يعيشھا العالم أن تظل مناھج التعليم في العراق جامدة وغير متطوّ رة‬


‫باعتمادھا على أسلوب التلقين في منھاج وضع منذ عشرات السنين ومازال دون‬ ‫تطوير باستثناء طباعته الحديثة مع بقاء المضمون‪.‬‬ ‫ويش ّدد متابعون للشأن التعليمي على وجوب أن تضع المؤسسات التربوية في أولى‬ ‫أھدافھا مسألة االھتمام بالثورة المعلوماتية واالسترشاد بھا في إجراء تعديل وتغيير‬ ‫مناھج التعليم وتحديثھا باستمرار باالعتماد على الخبراء والكفاءات العراقية‬ ‫واألجنبية من خالل التبادل المعرفي واالطالع على مناھج التعليم العربية واألجنبية‬ ‫واالستئناس بتلك التجارب والحذو حذوھا مع األخذ بنظر االعتبار خصوصية‬ ‫المجتمع العراقي‪.‬‬ ‫إدخال تكنولوجيا‬ ‫بدورھم‪ ،‬يرى خبراء أكاديميون‪ ،‬أنّ »الخطوة األولى في مسار عملية تغيير المناھج‬ ‫وتطويرھا ھي عملية مھمة وخطرة بحاجة إلى دراسة دقيقة وموضوعية من قبل‬ ‫خبراء مختصين لھم باع طويل في ھذا المجال‪ّ ،‬‬ ‫تتمثل بإدخال التكنولوجيا الحديثة‬ ‫إلى العملية التربوية‪.‬‬ ‫وبشكل واسع وخاصة في المرحلة االبتدائية باستخدام مستلزمات التربية الحديثة‬ ‫والمتطوّ رة التي تساعد الطالب على التعرف على األجھزة والبرامج الحديثة‬ ‫الخروج من العزلة التي تعانيھا مناھج التعليم على شكل محاضرات وكتب أكل‬ ‫الدھر عليھا وشرب‪ ،‬الفتين إلى أنّ »تداعياتھا المب ّكرة ستعرض التعليم في العراق‬ ‫إلى أزمة حقيقية تزيد الفجوة الحضارية بين العراق والعالم‪».‬‬ ‫ّ‬ ‫تخطي نقاط الخالف المعرقلة لعملية التغيير أو‬ ‫وبحسب مراقبين فإنّ من الممكن‬ ‫تناولھا بشكل معتدل ال يظھر التاريخ العراقي والعربي واإلسالمي بالوجه المظلم‬ ‫وإنما بالوجه الحضاري وبما قدمه للبشرية من منجزات أسھمت في تطورھا ويشيع‬ ‫روح التعاون والتمازج وتبادل المعرفة والتق ّدم‪.‬‬


‫ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﳌﻀﻤﻮﻥ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﺭﺩﻧﻴﺔ‪ ..‬ﲪﻠﺔ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺃﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻻ ﲪﻠﺔ ﻋﻠﻢ‬

‫ال يكف الخبراء التربويون عن اعتبار المناھج التربوية سواء الجامعية أو المدرسية‬ ‫ملفا ً يجب النظر إليه بعين االھتمام والتطوير المستمر تبعا للتطوّ رات الجارية في‬ ‫العالم المعاصر‪ ،‬ساردين الكثير من النقاط التي يطالبون خاللھا بالتطوير وتتعلق‬ ‫سواء بالشكل أو المضمون‪.‬‬ ‫إجماع‬ ‫وبينما يدور حديث ھؤالء الخبراء عن عمليات التطوير ليس غريبا أن تستمع إلى ما‬ ‫يشبه اإلجماع لدى األوساط التعليمية األردنية أنّ ظاھرة الشھادة األكاديمية انتشرت‬ ‫في المملكة والتي ال يكاد يفقه حاملھا منھا ّإال النذر اليسير‪.‬‬ ‫ووفقا ً لذلك يمكن فھم ما تقوله المعلمة وفاء رضوان‪» :‬لدينا حاملي الشھادة وليس‬ ‫حاملي علم‪ ،‬فھم معلمون وضعوا نصب أعينھم االمتحان األكاديمي وليس العلم الذي‬ ‫يفترض أن يقدموه‪».‬‬ ‫وتشير رضوان إلى أنّ »سبب ذلك ھو طبيعة المناھج الدراسية التي يعتمد فيھا‬ ‫الدارس على أسلوب الحفظ والتذكر ومن ثم النسيان بعد االمتحان‪ ،‬فتكون النتيجة‬ ‫أصحاب شھادات عالية بمستويات معرفية متواضعة«‪ ،‬فضالً عن أساليب التدريس‬ ‫التي تعتمد على اإللقاء والتلقين‪ ،‬األمر الذي ينتج شخصية بعيدة عن روح الحوار‬ ‫والتفاعل سلبية ومرتبكة في أدائھا وغير معتادة على العمل بروح الفريق‪.‬‬


‫ويرى مراقبون أنّ »ما يلفت االنتباه انزياح الكثيرين في الحوار نحو شكل المناھج‬ ‫التعليمية وطرق تدريسھا باستخدام التكنولوجيا المعاصرة‪ ،‬رغم وجود العديد من‬ ‫العقبات التي يفترض ان يتم التعامل معھا قبل االنتقال إلى الحديث عن »اآلي باد‬ ‫المدرسي‪».‬‬ ‫ويقول المعلم خضر عبدالفتاح إنّ »أحد أھم أسباب ضعف مخرجات التعليم في‬ ‫األردن وضعف الطلبة ھو مضمون المنھاج األردني للمراحل األساسية‪ ،‬رغم أ ّننا‬ ‫نسمع الكثير من الحديث والخطب والتصريحات التي تحاول تجميل الواقع‪».‬‬ ‫ويعلق احد المعلمين بالقول‪» :‬نسمع عن نشاطات تربوية رسمية وأھلية واحتفاالت‬ ‫وغيرھا‪ ،‬حتى بتنا نشك أ ّننا ال نعيش في البلد الذي يتحدثون عنه‪».‬‬ ‫ويصف نقيب المعلمين األردنيين النائب مصطفى الرواشدة ما يدرسه الطالب بأ ّنه‬ ‫كتاب مدرسي وليس منھاجا‪ ،‬مشيراً إلى أنّ »الكثير من التعديالت التي تجرى على‬ ‫ھذه الكتب شكلية وليست جوھرية‪».‬‬ ‫ويستشھد الرواشدة بكتاب »التربية الوطنية« للصفوف األساسية الذي يصفه بانه‬ ‫يعمل على تجھيل الطالب بتاريخه وإضعاف انتمائه ألمته ووطنه‪ ،‬وليس العكس‪.‬‬ ‫دراسة‬ ‫وخلصت دراسة أجراھا فريق بحث أردني إلى ضآلة عدد قيم المواطنة التي‬ ‫تضمنتھا المقرّرات المدنية والوطنية في األردن‪ ،‬وحضّت الدراسة الحكومة على‬ ‫مراجعة الكتب الدراسية بصورة دورية‪.‬‬ ‫ويش ّدد أحد أولياء األمور على ضرورة إعادة النظر بمناھج التربية الوطنية والثقافة‬ ‫العامة التي تعمل على إلغاء العقل لصالح مفاھيم غير علمية ال تساعد على تطوير‬ ‫ملكة التفكير النقدي لدى الطالب بل القبول بكل ما ھو مطروح في دراسة لشخص‬ ‫ّ‬ ‫تمثل وجھة نظره فقط‪ ،‬مشيراً إلى أنّ »األصل انفتاح الطالب خاصة في مجال‬ ‫الدراسات الفلسفية والتاريخية على مختلف وجھات النظر واال سيتحول الطالب الى‬ ‫عقل يحفظ وال يستخدم باقي المھارات العقلية‪».‬‬ ‫بينما يقول ولي امر طالب آخر‪» :‬ابني أنھى الصف السادس وسيرفع للسابع وكتاب‬ ‫التربية الوطنية لم يفتح وال مرة واحدة«‪ .‬ولعل ما يدعو للقلق برأي متابعين اعتماد‬ ‫وزارة التربية والتعليم على شركات فرنسية وأميركية في صياغة المناھج التعليمية‬ ‫في المملكة‪ ،‬بدالً من إشراك المعلمين والمشرفين بالتأليف‪ ،‬فيما تستعين الشركات‬ ‫الخاصة األجنبية بمؤلفي مناھج أردنيين‪.‬‬


‫*‪4‬ود ‪ 3‬א א دول א ‪ ! /‬و‪ 2‬د‬ ‫المناھج وتطويرھا ‪ -‬دراسة وثائقية‬ ‫المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج ‪ -‬الكويت‬ ‫مقدمـة‬

‫يعد مكتب التربية العربي لدول الخليج نموذجا متميزا للمؤسسة اإلقليمية‪ ،‬بعد أن‬ ‫أثبت وجوده وفاعليته المؤثرة في نبض الحياة التربوية والعلمية والثقافية في الدول‬ ‫األعضاء‪ ،‬فقد دأب المكتب منذ إنشائه في عام ‪١٣٩٥‬ھـ‪١٩٧٥/‬م على متابعة‬ ‫التجارب المستحدثة للتطوير التربوي في دول المنطقة‪ ،‬وحرص على مراقبة‬ ‫حركات اإلصالح التربوي في كثير من دول العالم ‪ ،‬وعني بتفعيل االتفاقات المبرمة‬ ‫بينه وبين المنظمات المعنية عربيا وعالميا‪ ،‬وعمل جاھدا على نشر النتائج التي يتم‬ ‫التوصل إليھا بين المؤسسات المتخصصة في الدول األعضاء لتقدم زادا جديدا‬ ‫للميدان التربوي تحقيقا ألھداف الدول األعضاء بالمكتب وطموحاتھا المستقبلية‪.‬‬ ‫وبدأ مكتب التربية جھوده في توحيد المناھج وتطويرھا منذ إنشائه‪ ،‬وكانت المرحلة‬ ‫األولى ھي وضع اإلطار العام لتوحيد المناھج وتطويرھا متمثال في‪:‬‬ ‫‪ -١‬األھداف العامة للتعليم على اختالف مستوياتھا‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تعرف واقع النظم التعليمية في الدول األعضاء )مناھج وإدارات وأجھزة ‪..‬‬ ‫إلخ(‪.‬‬ ‫وعلى امتداد السنوات السبع األولى من الجھود المتواصلة تم إصدار وثيقة األھداف‬ ‫العامة للتعليم‪ ،‬كما تم إصدار وثائق تعرف حقيقة واقع النظم التربوية في الدول‬ ‫األعضاء‪.‬‬ ‫وفي ضوء ما تقدم بدأت رحلة العمل التالية في توحيد المناھج وتطويرھا بجميع‬ ‫عناصرھا ومقوماتھا‪.‬‬ ‫وقد التزم مكتب التربية طول رحلة عمله في توحيد المناھج وتطويرھا بتوجيھات‬ ‫المؤتمر العام )وزراء التربية والتعليم والمعارف( والمجلس التنفيذي )وكالء‬ ‫الوزارات(‪ ،‬كما استعان المكتب في جميع مراحل العمل بالمؤسسات التربوية في‬ ‫الدول األعضاء في إعداد البحوث والدراسات‪ ،‬وعقد الندوات والمؤتمرات‪،‬‬ ‫فاستقطب جميع الخبرات‪ ،‬وحشدت الدول األعضاء ما لديھا من إمكانات إلنجاح‬ ‫العمل في توحيد المناھج وتطويرھا‪.‬‬ ‫ويتابع مكتب التربية والمركز العربي للبحوث التربوية ‪ -‬الذي ھو أحد أجھزة‬ ‫المكتب ‪ -‬حاليا كل ما تصدره المؤسسات التربوية عربية وعالمية لتحديث مناھج‬


‫التعليم‪ ،‬ودعم توحيدھا في عمل دءوب متواصل تحقيقا ألھداف الدول األعضاء‪،‬‬ ‫وتبين ھذه الدراسة جھود مكتب التربية العربي لدول الخليج في توحيد المناھج‬ ‫وتطويرھا في الدول األعضاء بالمكتب‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫تتبلور مشكلة ھذه الدراسة في القضية اآلتية‪:‬‬ ‫"الحاجة إلى تجلية الجھود المبذولة من قبل مكتب التربية العربي لدول الخليج في‬ ‫توحيد المناھج وتطويرھا"‬ ‫أسئلة الدراسة‪:‬‬ ‫يمكن أن تجيب الدراسة عن السؤال الرئيس اآلتي‪:‬‬ ‫ما الجھود التي بذلھا مكتب التربية العربي لدول الخليج وأجھزته في توحيد المناھج‬ ‫وتطويرھا بمراحل التعليم العام في الدول األعضاء؟‬ ‫وتتفرع األسئلة اآلتية من ذلك السؤال األساسي‪:‬‬ ‫ ما الجھود التي بذلھا مكتب التربية وأجھزته في وضع اإلطار العام لتوحيد‬‫المناھج وتطويرھا؟‬ ‫ما الجھود التي بذلھا مكتب التربية وأجھزته في توحيد مناھج اللغة‬ ‫‬‫العربية وتطويرھا؟‬ ‫ ما الجھود التي بذلھا مكتب التربية وأجھزته في توحيد مناھج الرياضيات والعلوم‬‫وتطويرھا؟‬ ‫ ما الصعوبات التي واجھت توحيد المناھج وتطويرھا في دول الخليج العربية؟‬‫وكيف تغلب المكتب وأجھزته على تلك الصعوبات)]‪([1‬؟‬ ‫ ما مالمح إستراتيجيات التنفيذ التي اتبعھا مكتب التربية في توحيد المناھج‬‫وتطويرھا؟‬ ‫ ماذا نتوقع من استمرارية جھود مكتب التربية وأجھزته في توحيد المناھج‬‫وتطويرھا بعد مرحلة استمرت أكثر من عشرين عاما)]‪([2‬؟‬ ‫حدود الدراسة‪:‬‬ ‫تقتصر ھذه الدراسة على‪:‬‬


‫أ‪ -‬المناھج الدراسية بمراحل التعليم العام في الدول األعضاء بمكتب التربية العربي‬ ‫لدول الخليج‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫إلى اآلن‪.‬‬

‫جھود مكتب التربية وأجھزته في تطوير المناھج وتوحيدھا منذ نشأته‬

‫أھمية الدراسة‪:‬‬ ‫يعد توحيد المناھج وتطويرھا في دول الخليج العربية تجربة رائدة‪ ،‬فألول مرة تتفق‬ ‫سبع دول على أھداف موحدة ومناھج موحدة في جميع المواد الدراسية بمراحل‬ ‫التعليم العام‪.‬‬ ‫استقطبت ھذه التجربة خبرات المتخصصين في مختلف المواد الدراسية في الدول‬ ‫األعضاء بمكتب التربية‪ ،‬فكان تبادل الخبرات وتفاعل األفكار سبيال إلى سالمة‬ ‫العمل وجودته‪ ،‬إضافة إلى ما تميز به من حشد الطاقات وتوافر اإلمكانات وترشيد‬ ‫النفقات واستثمار اإلمكانات لصالح العمل المشترك‪.‬‬ ‫وكانت التجربة سبيال إلى تعارف المسؤولين التربويين والخبراء في دول المنطقة‪،‬‬ ‫والوقوف على تجارب كل دولة واالستفادة منھا في سائر الدول األخرى‪ ،‬مما كان‬ ‫له أثره في تعزيز وحدة الفكر واالتجاه‪ ،‬ومناھج العمل في خدمة األھداف التربوية‬ ‫في دول المنطقة‪ ،‬كما كانت حافزا لمتابعة التجارب العالمية في مختلف المجاالت‬ ‫واالستفادة منھا في تطوير التعليم في دول المنطقة‪ ،‬مما انعكس أثره على الميدان‬ ‫التربوي تطويرا وتحسينا‪.‬‬ ‫ودلت التجربة على إمكانية مواجھة كل صعوبة والتغلب عليھا بالتعاون بين خبراء‬ ‫الدول األعضاء‪ ،‬مما ذلل العقبات وأعان على سالمة االنطالق في مجال توحيد‬ ‫المناھج وتطويرھا‪ ،‬ومازالت التجربة تمد المسؤولين التربويين ومتخذي القرار‬ ‫بأدق البيانات لتبني المناسب من الفكر التربوي وتطبيقاته في الدول األعضاء‪.‬‬ ‫وكانت جھود مكتب التربية سببا في نھضة بحثية تربوية في جميع الدول األعضاء‪،‬‬ ‫فقد أتيحت الفرصة لتدريبات عملية وتطبيقات ميدانية أثمرت في تنمية العاملين في‬ ‫البحث التربوي‪ ،‬وسوف يكون لھم تأثيرھم في النھضة التربوية الخليجية العربية‬ ‫المستقبلية‪.‬‬ ‫ھدف الدراسة‪:‬‬ ‫تھدف ھذه الدراسة إلى‪:‬‬ ‫الكشف عن الجھود التي بذلھا مكتب التربية العربي لدول الخليج في توحيد المناھج‬ ‫وتطويرھا بالدول األعضاء‪.‬‬


‫منھج البحث‪:‬‬ ‫اعتمدت ھذه الدراسة المنھج الوصفي التحليلي‪ ،‬وذلك بإجراء دراسة تحليلية للوثائق‬ ‫والمصادر والمراجع التي صاحبت رحلة العمل في توحيد المناھج وتطويرھا في‬ ‫الدول األعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج‪.‬‬ ‫إجراءات الدراسة‪:‬‬ ‫سارت الدراسة في الخطوات اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -١‬جمع المصادر والمراجع والوثائق والبحوث والدراسات ذات العالقة بتوحيد‬ ‫المناھج وتطويرھا في الدول األعضاء بمكتب التربية‪.‬‬ ‫‪ -٢‬دراسة تحليلية لجميع الوثائق التي تم جمعھا‪ ،‬والتماس الدور الذي أدته كل منھا‬ ‫في مجال التوحيد والتطوير‪.‬‬ ‫‪ -٣‬اإلجابة عن أسئلة البحث سعيا إلى تحقيق أھدافه من خالل تحليل المعلومات‬ ‫والبيانات الواردة وتصنيفھا وتفسير دالالتھا‪.‬‬ ‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬ ‫‪ -١‬دول الخليج العربية‪:‬‬ ‫الدول األعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬وھي‪ :‬دولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة‪ ،‬ومملكة البحرين‪ ،‬ودولة الكويت‪ ،‬والمملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫وسلطنة عمان‪ ،‬ودولة قطر)]‪.([3‬‬ ‫‪ -٢‬توحيد المناھج في دول الخليج العربية‪:‬‬ ‫يقصد بتوحيد المناھج‪ :‬الجھود المبذولة من قبل التربويين والعاملين بمكتب التربية‬ ‫العربي لدول الخليج‪ ،‬لوضع نموذج موحد للمنھج الدراسي‪.‬‬ ‫وفي تحقيق ھذا الھدف أسند المكتب إلى المركز العربي للبحوث التربوية لدول‬ ‫الخليج ھذه المھمة‪ ،‬والمركز بدوره ومنذ إنشائه في عام ‪١٩٧٧‬م يبذل جھودا كبيرة‬ ‫في ھذا الشأن‪ ،‬ويستند في ذلك إلى مجموعة من األسس في توحيد المناھج‬ ‫وتطويرھا‪ ،‬ويحسن ذكرھا اآلن‪ ،‬وھي)]‪:([4‬‬ ‫ أن يكون التوحيد شامال لجميع المراحل والمجاالت الدراسية بالقدر الذي تسمح به‬‫ظروف كل دولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن يكون التطوير بعدا مالزما لعمليات التوحيد‪.‬‬


‫ أن ترتبط برامج التوحيد والتطوير بمتابعة متصلة لتجارب التطبيق في الميدان‬‫لمراجعة خطوات العمل أوال فأوال‪.‬‬ ‫ االستفادة بخالصة تجربة حركة التطوير التربوي العالمية وإثراء المناھج الموحدة‬‫بمستحدثات الفكر التربوي وتطبيقاته‪.‬‬ ‫ تطبيق مختلف أساليب وأدوات التقويم على المناھج الموحدة بعد تعميمھا‪ ،‬ويشمل‬‫ذلك التقويم نواتج التعليم وسلوك المتعلم ومكونات المناھج وعناصرھا‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تطوير المناھج‪:‬‬ ‫التطوير ‪-‬عموما‪ -‬يعني التغيير والتعديل والتبديل إلى ما ھو أحسن‪ ،‬ويشمل ھذا‬ ‫التعديل جميع عناصر المنھج ؛ وھي األھداف‪ ،‬والمحتوى‪ ،‬واألنشطة التعليمية‬ ‫التربوية‪ ،‬وإستراتيجيات التدريس‪ ،‬والتقنيات التربوية‪ ،‬والوسائل التعليمية‪،‬‬ ‫وإستراتيجيات التقويم)]‪ ،([5‬ويعرف )ممدوح سليمان ونوال العثمان( تطوير المنھج‬ ‫بأنه‪" :‬التغيير الكيفي في جميع أوعية المنھج‪ ،‬الذي يؤدي إلى رفع كفاءته في تحقيق‬ ‫غايات النظام التعليمي من أجل التنمية الشاملة")]‪.([6‬‬ ‫‪ -٤‬المنھج‪:‬‬ ‫تعددت تعريفات المنھج في الفقه التربوي وأدبياته‪ ،‬وھي تتراوح بين تراكمات‬ ‫المعرفة المنظمة‪ ،‬وجماع الخبرات واألنشطة تحت إشراف المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫وكونه منظومة تكنولوجية إنتاجية‪ ،‬وعلى الرغم من ھذا التعدد فھناك اتفاق على أن‬ ‫المنھج ھو‪ :‬الوعاء والبوتقة التي تنصھر فيھا المعارف والمعلومات والمھارات التي‬ ‫تھدف إليھا التربية لتنشئة أفراد يمتلكون القدرات العقلية والكفايات الحياتية‬ ‫والسلوكيات الروحية والقيمية التي تمكنھم من التفاعل الذكي المنتج مع معطيات‬ ‫العصر ومتغيرات المستقبل)]‪.([7‬‬ ‫أھمية توحيد المناھج وتطويرھا‪:‬‬ ‫إن توحيد المناھج وتطويرھا ضرورة حيوية لدول الخليج العربية‪ ،‬فأبناء المنطقة‬ ‫تجمع بينھم أوثق الروابط وأقواھا‪ ،‬فھم جميعا تظلھم دوحة اإلسالم‪ ،‬وتقلھم أرض‬ ‫واحدة‪ ،‬ويحدد مسيرة حياتھم منھج واحد منطلقا وغاية‪ ،‬وطابع موحد األسلوب في‬ ‫المجال االقتصادي‪ ،‬وتميز موحد في العالقات االجتماعية‪ ،‬وفي التعبير عنھا‪ ،‬ولغة‬ ‫عربية أصيلة ھي المعبرة عن نشاطات الحياة‪ ،‬وھي الوعاء للتراث العريق‪ ،‬وھي‬ ‫سبيل ثقافتنا‪ ،‬وأداة تفكيرنا‪ ،‬وسجل حضارتنا‪ ،‬فال ينبغي بعد أوثق الروابط التي‬ ‫تجمعنا أن تكون مناھجنا متعددة أو مختلفة‪.‬‬ ‫ھذا من جھة‪ ،‬ومن جھة أخرى فإن االكتشافات العلمية تتالحق‪ ،‬واالبتكارات‬ ‫تتوالى‪ ،‬والنظريات والمفاھيم تتغير‪ ،‬وقد أدت التكنولوجيا الحديثة إلى سرعة التغيير‬ ‫وشموله لجميع صور الحياة اإلنسانية‪ ،‬وانعكس ذلك على الفرد والمجتمع وكان البد‬


‫للتربية من مجاراة خصائص العصر‪ ،‬ألن التربية إنما نشأت لخدمة المجتمع‬ ‫واإلسھام في تحقيق أھدافه‪.‬‬ ‫أھداف التوحيد والتطوير‪:‬‬ ‫يستھدف توحيد المناھج وتطويرھا‪:‬‬ ‫تنشئة أجيال تمتلك القدرات العقلية‪ ،‬والكفايات الحياتية والسلوكيات الروحية والقيمية‬ ‫التي تمكنھم من التفاعل الذكي المنتج مع معطيات العصر‪ ،‬ومتغيرات المستقبل‬ ‫وتحديات العولمة في إطار وحدة الفكر واالتجاه المنبثقة من قيم أمتنا العربية‬ ‫واإلسالمية ومبادئھا‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن المنھج المطور في الدول األعضاء بمكتب التربية البد من أن يعمل من‬ ‫خالل بنائه وآلياته‪ ،‬وعبر كل مراحل عملياته على أن يكون المنھج السائد في‬ ‫مؤسساتھا من نوع "المنھج الجودة" الذي ال يقتصر على المعرفة النصية‬ ‫المباشرة ‪ know what‬بل يتسع ليتضمن المعرفة األسلوبية ‪ know how‬بما‬ ‫يجعل بيئة التعلم بمثابة مزارع فكر بشري تثمر الدربة والخبرة‪ ،‬وتكسب المھارات‬ ‫والكفايات في متتابعة تزايدية تتمثل حصيلتھا ومخرجاتھا في عناصر بشرية تمتلك‬ ‫قدرات اإلبداع واالبتكار‪ ،‬بما يحقق لمجتمعات الخليج العربية وطنا ومواطنا األمن‬ ‫واالستقرار واإلنتاجية والرفاھية)]‪.([8‬‬ ‫مرجعية التوحيد والتطوير‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬اإلطار العام لتوحيد المناھج وتطويرھا‪:‬‬ ‫‪ -١‬األھداف العامة للتعليم‪:‬‬ ‫إن القرار األول الصادر عن المؤتمر األول لوزراء التربية والتعليم في دول الخليج‬ ‫العربية الذي عقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية )‪ ١٨-١٥‬شوال ‪١٣٩٥‬ھـ ‪/‬‬ ‫‪ ٢٣-٢٠‬أكتوبر ‪١٩٧٥‬م( يشكل المرجع الذي استندت إليه أھداف مكتب التربية‬ ‫العربي لدول الخليج‪ ،‬والمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج‪ ،‬ومنطلق‬ ‫العمل في توحيد المناھج وتطويرھا‪ ،‬فقد نص ھذا القرار على العمل على توحيد‬ ‫أھداف التعليم واألسس العامة للمناھج‪ ،‬وخاصة فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫التربية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫التراث الحضاري‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫وحدة الھدف المستقبلية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫المحتوى السياسي واالجتماعي والعلمي للمنھج‪.‬‬


‫ولقد تطلب تنفيذ ھذا القرار بناء األھداف التربوية بمستوياتھا المختلفة إضافة إلى‬ ‫محتوى المنھج الدراسي‪ ،‬وقد ركز القرار على التربية اإلسالمية والمواد االجتماعية‬ ‫واللغة العربية‪ ،‬واستشراف المستقبل التربوي لدول المنطقة‪ ،‬إضافة إلى المضمون‬ ‫السياسي واالجتماعي والعلمي‪ ،‬أي أن ھذا التوحيد يكون شامال ومتكامال‪ ،‬وأن‬ ‫يصاحب التطوير عملية توحيد المناھج بجميع مكوناتھا‪.‬‬ ‫وتنفيذا لھذا القرار قام مكتب التربية العربي لدول الخليج والمركز العربي للبحوث‬ ‫التربوية لدول الخليج باآلتي‪:‬‬ ‫� جمع ما لدى الدول األعضاء من وثائق ذات صلة باألھداف التربوية على‬ ‫اختالف تسمياتھا ومستوياتھا )سياسات تعليمية‪ ،‬فلسفة اجتماعية‪ ،‬أھداف تربوية(‪.‬‬ ‫� جمع ما أصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة اليونسكو من‬ ‫أھداف تربوية عربية لالستفادة منھا في تنفيذ المشروع‪.‬‬ ‫� استكتاب بعض الخبراء المتميزين والمتخصصين في المناھج‪ ،‬ممن لھم عناية‬ ‫باألھداف التربوية إلعداد أوراق حول تلك األھداف‪.‬‬ ‫� إجراء دراسة عن الواقع االقتصادي واالجتماعي في الدول األعضاء‪،‬‬ ‫وطموحات التنمية المستقبلية‪.‬‬ ‫� استطالع آراء المسؤولين التربويين والمتخصصين في الدول األعضاء حول‬ ‫مصادر اشتقاق األھداف‪ ،‬واألھداف الملتمسة من كل مصدر‪ ،‬وتصنيف األھداف‪،‬‬ ‫ومستوياتھا ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫� جمع حصيلة ما تقدم من دراسات‪ ،‬ووضع وثيقة األھداف التربوية في صورتھا‬ ‫األولية‪ ،‬وإرسالھا إلى الدول األعضاء إلبداء الرأي‪.‬‬ ‫وتم إعداد وثيقة األھداف المقترحة التي درسھا بعد ذلك خبراء المناھج في الدول‬ ‫األعضاء باإلضافة إلى ممثلين عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة‬ ‫اليونسكو وبعض الخبراء المتميزين في مجال األھداف التربوية‪ ،‬وذلك بقصد‬ ‫تطويرھا‪ ،‬وتال ذلك عقد اجتماع لمديري المناھج في الدول األعضاء‪ ،‬حيث تم‬ ‫إطالعھم على الوثيقة المطورة‪ ،‬واعتمادھا‪.‬‬ ‫قدمت بعد ذلك وثيقة األھداف التربوية للمؤتمر العام السابع)]‪ ([9‬الذي أصدر قرارا‬ ‫ينص على "الموافقة على األھداف التربوية واألسس العامة للمناھج‪ ،‬والعمل على‬ ‫االلتزام بھا في الدول األعضاء"‪.‬‬ ‫‪ -٢‬استكمال مستويات األھداف العامة للتعليم‪:‬‬


‫تم اعتماد برامج المكتب وأجھزته للدورة المالية ‪١٤٠٣/١٤٠٢‬ھـ‪ ،‬ومن بينھا‬ ‫البرامج اآلتية)]‪:([10‬‬ ‫� عقد حلقة دراسية لترجمة األھداف العامة للتربية إلى أھداف خاصة للمراحل‬ ‫والمواد الدراسية‪ ،‬ووضع خطط دراسية موحدة لمراحل التعليم العام في دول الخليج‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫� عقد ورشة عمل لوضع مفردات للمواد الدراسية في مراحل التعليم العام في‬ ‫دول الخليج العربية‪.‬‬ ‫� عقد ندوة للمسؤولين عن المناھج في دول الخليج العربية حول ترجمة‬ ‫األھداف العامة للتربية إلى أھداف خاصة للمراحل والمواد الدراسية الموحدة‬ ‫والخطط الدراسية الموحدة لمراحل التعليم العام‪.‬‬ ‫� اقتراح صيغة موحدة ألھداف المواد الدراسية‪ ،‬ووضع خطة دراسية موحدة‬ ‫لكل مرحلة تعليمية من مراحل التعليم العام في دول الخليج العربية‪.‬‬ ‫وقد تطلب اإلعداد لتنفيذ ھذا القرار قيام المركز العربي للبحوث التربوية لدول‬ ‫الخليج باآلتي‪:‬‬ ‫� جمع أھداف المراحل التعليمية وأھداف المواد الدراسية )المتوافر منھا في‬ ‫الدول األعضاء أو لدى المنظمة العربية ومكتب التربية العربي(‪.‬‬ ‫� إجراء دراسة مقارنة بين أھداف المراحل وأھداف المواد الدراسية المطبقة في‬ ‫الدول األعضاء‪ ،‬واستخراج القدر المشترك بين الدول األعضاء من تلك األھداف‬ ‫وما انفردت به كل دولة‪.‬‬ ‫� استخالص المركز من الدراسة المقارنة مقترحً ا أول ًيا بأھداف المراحل والمواد‬ ‫الدراسية من الدراسات المقارنة‪.‬‬ ‫� إجراء دراسة حول أھداف المراحل وأھداف المواد الدراسية في الدول العربية‬ ‫وبعض مؤسسات الدول المتقدمة في المراحل والمواد المشابھة‪ ،‬وذلك لالستفادة منھا‬ ‫في وضع أھداف المراحل والمواد الدراسية في صورتھا المطورة‪.‬‬ ‫� تحديد العالقة بين المقترح األولي ألھداف المراحل وأھداف المواد الدراسية‬ ‫وبين األھداف العامة المعتمدة‪ ،‬وذلك لبيان الترابط بين تلك األھداف واألھداف‬ ‫العامة المعتمدة‪.‬‬ ‫وبعد تنفيذ ھذه البرامج توصل المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج إلى‬ ‫إعداد وثيقة أھداف المراحل والمواد الدراسية‪.‬‬


‫‪ -٣‬مفردات المواد الدراسية‪:‬‬ ‫� أجرى المركز دراسة مقارنة حول مفردات المواد الدراسية المطبقة بمراحل‬ ‫التعليم العام تبين منھا القدر المشترك من المفردات لكل مادة بين الدول األعضاء‬ ‫وما انفردت به كل دولة لخصوصياتھا‪.‬‬ ‫� حدد المركز العالقة بين مفردات المواد الدراسية وأھداف تلك المواد التي تم‬ ‫تطويرھا وتحكيمھا لضمان اشتقاقھا من األھداف العامة للتربية‪.‬‬ ‫� اطلع المركز على نماذج من مفردات المواد الدراسية المطبقة في الدول‬ ‫العربية وبعض الدول األجنبية في المواد المماثلة‪.‬‬ ‫ثم عرضت وثيقة مفردات المواد الدراسية على الدول وعلى خبراء المواد الدراسية‬ ‫في الدول األعضاء حيث تم تطويرھا واعتمادھا‪.‬‬ ‫وقدمت النتائج النھائية ألھداف المراحل والمواد الدراسية إلى المؤتمر العام)]‪،([11‬‬ ‫فأصدر قراره فيما يخص اعتماد صيغة موحدة ألھداف المواد الدراسية بمراحل‬ ‫التعليم العام في الدول األعضاء‪ ،‬والذي نص على الموافقة على الصيغة الموحدة‬ ‫ألھداف المواد الدراسية بمراحل التعليم العام‪ ،‬ودعوة المدير العام إلى توزيع‬ ‫المجلدات األربعة كما صدرت عن المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج‬ ‫على الدول األعضاء لالستفادة منھا‪ ،‬مع مراعاة خصوصية كل دولة‪.‬‬ ‫كما وافق المؤتمر في الدورة ذاتھا)]‪ ([12‬على مفردات المواد الدراسية لمراحل‬ ‫التعليم العام‪ ،‬ودعوة المدير العام إلى توزيع مفردات المواد الدراسية لمراحل التعليم‬ ‫العام كما صدرت عن المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج على الدول‬ ‫األعضاء لالستفادة منھا‪ ،‬مع مراعاة خصوصية كل دولة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬تعرف حقيقة الواقع التربوي في الدول األعضاء‪:‬‬ ‫تزامنت جھود أخرى أأخخمع جھود مكتب التربية والمركز في وضع األھداف‬ ‫التربوية وتناولت جانبين‪:‬‬ ‫‪ -١‬تعرف واقع المناھج الدراسية حيث أجرى المركز عشر دراسات لجميع المواد‬ ‫الدراسية كشفت عن حقيقة الواقع المطبق في المواد الدراسية بكل مكوناتھا‬ ‫)المقررات الدراسية ‪ -‬أوجه النشاط المطبقة لكل مادة ‪ -‬طرق التدريس ‪ -‬الوسائل‬ ‫التعليمية ‪ -‬نظم التقويم واالمتحانات ‪ -‬الخطط الدراسية( وقد تم تقويم عناصر منھج‬ ‫كل مادة في ضوء أھدافھا الموضوعة‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تعرف واقع العناصر األخرى وثيقة الصلة بالمناھج الدراسية‪.‬‬


‫وأنجز مكتب التربية والمركز عددا من البرامج أوضحت واقع بعض العناصر‬ ‫التربوية األخرى وثيقة الصلة بالمناھج ‪ .‬وقد امتازت ھذه البرامج بأنھا‪:‬‬ ‫� تناولت جميع المجاالت التربوية التي تنال اھتمام المسؤولين والمتخصصين‬ ‫والمھتمين بالشؤون التربوية‪.‬‬ ‫� تحقق من التوافق والتواصل ما يجعلھا شاملة ومتكاملة لكونھا تسير إلى غاية‬ ‫واحدة مرسومة وإن تعددت سبلھا‪.‬‬ ‫� اعتمدت في منھجيتھا على عنصري الوثائق والميدان في جمع البيانات‬ ‫واستطالع الرأي‪.‬‬ ‫� ركزت على دراسة الواقع التربوي في دول المنطقة‪ ،‬فشملت جميع مكونات‬ ‫المناھج الدراسية‪ ،‬ولقد تولت إدارة التربية بالمكتب كثيرا من عناصر النظام‬ ‫التربوي في المنطقة بالدراسة‪ ،‬كالمعلم وإدارات المناھج والتخطيط ‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫� عنيت باالتجاھات التربوية الحديثة‪ ،‬فجعلتھا من بين الضوابط التي يتم في‬ ‫ضوئھا تقويم العملية التربوية‪.‬‬ ‫� اعتمدت على أسلوب العمل الجماعي‪ ،‬حيث شكل المركز فرق عمل شارك‬ ‫فيھا عناصر من الخبراء والمتخصصين من خارج المركز‪.‬‬ ‫� اعتمدت على التعاون وتبادل الرأي‪ ،‬حيث جرى العمل من خالل فرق عقدت‬ ‫اجتماعاتھا في فترة واحدة داخل المركز‪ ،‬وامتد عملھا حوالي عام كامل‪ ،‬أتيح من‬ ‫خالله لجميع الفرق أن تلتقي وتفتح حوارا حول مطالب العمل وسالمة سيره‪.‬‬ ‫� خرجت بتوصيات شملت جميع المجاالت التربوية التي عالجتھا‪ ،‬وقد اتسمت‬ ‫التوصيات بالطابع اإلجرائي‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬تنمية العاملين في األجھزة المختصة للمشاركة في توحيد المناھج وتطويرھا‪:‬‬ ‫لما كانت عمليتا التوحيد والتطوير تعتمدان أساسا على البحوث العلمية‪ ،‬كما تعتمدان‬ ‫على األجھزة المختصة في الدول األعضاء‪ ،‬كان من الطبيعي استقطاب الخبراء‬ ‫والباحثين في مختلف المجاالت التربوية لالستفادة من جھودھم وخبراتھم‪ ،‬كما كان‬ ‫من الضروري تنمية العاملين في تلك األجھزة من حديثي العھد بالعمل‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬اعتمد المؤتمر العام لمكتب التربية في دوراته الست األولى عددا من برامج‬ ‫ومشروعات المكتب والمركز الخاصة بورش العمل والدورات التدريبية كان من‬ ‫بينھا‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫دورتان تدريبيتان في التخطيط التربوي ‪ ١٤٠٠‬و‪١٤٠١‬ھـ‪.‬‬


‫‪-‬‬

‫ثالث دورات تدريبية في البحث التربوي في أعوام )‪١٤٠٥ - ١٤٠٠‬ھـ(‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫دورتان تدريبيتان في التقويم التربوي في عامي )‪ ١٤٠٠‬و‪١٤٠٤‬ھـ(‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫دورة تدريبية في اإلحصاء التربوي ‪١٤٠١‬ھـ‪.‬‬

‫ دورة تدريبية في التوثيق والمعلومات واستخدام الحاسوب في ھذا المجال‬‫‪١٤٠٧‬ھـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ورشتا عمل لوضع وتنمية القدر المشترك في اللغة العربية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ورشتا عمل لوضع وتنمية القدر المشترك في المواد االجتماعية‪.‬‬

‫ھذا باإلضافة إلى الدورات التدريبية التي صاحبت تأليف وتجريب وتطبيق الكتب‬ ‫الموحدة في الرياضيات والعلوم على امتداد أحد عشر عاما‪ ،‬مما سوف نعرضه في‬ ‫الصفحات التالية من الدراسة‪.‬‬ ‫‪ -٤‬مسارات التوحيد والتطوير‪:‬‬ ‫حددت الخطة الشاملة التي وضعھا المركز واعتمدھا المجلس التنفيذي في دورته‬ ‫االستثنائية الثانية التي عقدت بتاريخ ‪ ٦‬و‪ ٧‬رجب ‪١٤٠٦‬ھـ الموافق ‪ ١٦‬و‪١٧‬‬ ‫مارس ‪١٩٨٦‬م أن يتم التوحيد في ثالثة مسارات‪:‬‬ ‫‪ -١‬القدر المشترك‪:‬‬ ‫ويعني تحقيق قدر مناسب من التنشئة العقائدية والفكرية والثقافية ألجيال مستقبل‬ ‫المنطقة‪ ،‬يكفل غرس مفاھيم وأفكار موحدة تثمر في المستقبل مواقف مصيرية‬ ‫مشتركة في وجه التحديات الحضارية التي تواجھھا المنطقة‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك يتم اختيار موضوعات محددة من المواد التي تتمتع بالخصوصية‬ ‫الوطنية لكل دولة في بنائھا‪ ،‬وبالذات في اللغة العربية والمواد االجتماعية لكل صف‬ ‫من مراحل التعليم العام‪ ،‬ليجري إعداد الموضوعات المختارة بأسلوب موحد لتضمن‬ ‫في مناھج كل من الدول األعضاء‪ ،‬على أن تكون تلك الموضوعات ھادفة تعالج‬ ‫قيما ومفاھيم أساسية‪ ،‬واتجاھات تھم المنطقة ككل‪ ،‬وتعنى بمشكالتھا وقضاياھا‬ ‫المشتركة موائمة بين األصالة والتجديد‪ ،‬ويستمر اتجاه القدر المشترك في النمو حتى‬ ‫يستكمل جميع المجاالت غير المحلية في المستقبل‪ ،‬متجاوزا المجاالت المحلية التي‬ ‫تترك للدولة‪ ،‬وللطريقة التي تختارھا في تدريس تاريخھا أو جغرافيتھا‪ ،‬أو‬ ‫موضوعات المطالعة التي تنمي االعتزاز والوالء للوطن واالنتماء الوطني‪،‬‬ ‫باألسلوب الذي تراه مناسبا ألبنائھا‪.‬‬ ‫‪ -٢‬القدر االختياري‪:‬‬


‫ويعني وضع منھج ريادي وكتب ريادية تتمثل فيھا الريادة بكل معانيھا سواء أكان‬ ‫ذلك في مادة واحدة من المواد التي يتفاوت قدر االھتمام بھا في الدول األعضاء في‬ ‫طرق تدريسھا أم في نوع ذلك االھتمام‪ ،‬كالتربية اإلسالمية‪ ،‬أو علم االجتماع أو‬ ‫علم النفس أو الحاسب اآللي ‪ ..‬وغيرھا‪ ،‬ويكون لكل دولة الخيار في أن تأخذ‬ ‫بالمنھاج والكتاب الريادي كامال إن وجدته مالئما لسياستھا ومتوافقا مع تطلعات‬ ‫أبنائھا‪ ،‬أو أن تفيد منه جزئيا في مناھجھا وكتبھا‪ ،‬أو أن تقره كتابا إثرائيا لطالبھا‪،‬‬ ‫وال تلتزم بمنھجيته‪ ،‬على أن توضع الكتب الريادية بفكر جماعي يمثل ضمير أبناء‬ ‫المنطقة من االختصاصيين والخبراء‪.‬‬ ‫‪ -٣‬القدر الموحد‪:‬‬ ‫ويعني وضع منھج موحد‪ ،‬وكتاب موحد في أي مادة ذات مضمون عام‪ ،‬ليس‬ ‫للخصوصية المحلية أو الوطنية نصيب فيه‪ ،‬وإنما ھو ملك لإلنسانية كلھا‬ ‫كالرياضيات والعلوم‪ ،‬ويوضع المنھاج الموحد والكتاب الموحد بقصد تطبيقه في‬ ‫الدول األعضاء جميعھا‪ ،‬بعد مروره باإلجراءات الموضوعية للتطوير من )بناء‬ ‫وتجريب‪ ،‬ومتابعة وتقويم(‪.‬‬ ‫وتبدأ المناھج والكتب الموحدة من الصف األول االبتدائي‪ ،‬وتستمر حتى تغطي‬ ‫جميع صفوف المراحل التعليمية الثالث‪ ،‬متضافرة مع جميع الجھود في االرتقاء بھا‬ ‫وفق خطط مدروسة مرنة في التدرج حتى تصل بنوعيتھا إلى المستوى الذي يضع‬ ‫أبناءنا في ھذه المواد في مصاف أبناء الدول المتقدمة‪ ،‬ويمكنھم من استيعاب التطور‬ ‫المطرد في مضمار العلوم البحتة واإلفادة منھا‪ ،‬وتوطين منجزاتھا واإلسھام في‬ ‫صنع حضارة أمتھم‪ ،‬والحضارة اإلنسانية‪.‬‬ ‫انطالقة التوحيد والتطوير‬ ‫‪ -١‬بدأت انطالقة توحيد المناھج وتطويرھا إثر صدور القرار رقم )‪ (١٣‬الصادر‬ ‫عن المؤتمر العام في دورته السابعة عام ‪١٩٨٣‬م)]‪ ،([13‬والذي ينص على تدعيم‬ ‫المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج للقيام بدراسة توحيد المناھج‬ ‫وتطويرھا في الدول األعضاء‪ ،‬وأكد ذلك القرار رقم )‪ (٢١‬عن الدورة المذكورة‬ ‫باعتماد برامج المكتب وأجھزته للدورة المالية ‪ ١٤٠٤‬و‪١٤٠٥‬ھـ‪ ،‬ومن بينھا‬ ‫البرامج والمشروعات اآلتية‪:‬‬ ‫ وضع كتب موحدة في الرياضيات والعلوم للصفوف األربعة األولى من المرحلة‬‫االبتدائية‪.‬‬ ‫ دراسة حول واقع تدريس التربية اإلسالمية في المرحلتين االبتدائية‬‫والمتوسطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تطوير تدريس اللغة اإلنجليزية بمراحل التعليم العام‪.‬‬


‫‪-‬‬

‫تطوير البرامج العملية في التعليم العام‪.‬‬

‫ دراسة حول تطوير تدريس التربية اإلسالمية بالتعليم العام في الدول‬‫األعضاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ندوة علمية حول البرامج العملية في مراحل التعليم العام‪.‬‬

‫وتنفيذا لھذين القرارين‪ ،‬انصبت جھود مكتب التربية والمركز في اتجاھين متوازيين‬ ‫ومتكاملين‪:‬‬ ‫األول‪ -‬تنفيذ البرامج المعتمدة للدورة المالية ‪ ١٤٠٤‬و‪١٤٠٥‬ھـ مع مراعاة مطالب‬ ‫التطوير لتواكب المناھج أحدث ما توصلت إليه الدول المتقدمة في تلك المجاالت‪.‬‬ ‫الثاني‪ -‬توحيد المناھج الدراسية في الدول األعضاء‪.‬‬ ‫‪ -٢‬صدر القرار رقم )‪ (٢٣‬بتشكيل لجنة لمتابعة تطوير المناھج وتوحيدھا في الدول‬ ‫األعضاء منبثقة عن المجلس التنفيذي)]‪ ،([14‬وقد فوضت تلك اللجنة في اإلشراف‬ ‫على مشروعات التوحيد والتطوير‪ ،‬ومتابعة تنفيذھا‪ ،‬واتخاذ القرارات المناسبة التي‬ ‫يتطلبھا العمل‪ ،‬مع االلتزام بالميزانيات التي يعتمدھا المؤتمر العام والمجلس‬ ‫التنفيذي‪ ،‬وقد تم تكوين لجنة من السيد وكيل وزارة التربية في دولة الكويت واثنين‬ ‫من الخبراء‪ ،‬وباشرت اللجنة مھامھا بمقر المركز بدولة الكويت‪.‬‬ ‫‪ -٣‬أصدر المجلس التنفيذي القرار رقم )ثامنا( عن الدورة )‪ (١٩‬مقر المكتب‬ ‫)جمادى األولى ‪١٤٠٦‬ھـ( بشأن متابعة توحيد المناھج وتطويرھا بدول الخليج‬ ‫العربية‪ ،‬ونصه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الموافقة على اقتراح المدير العام عقد دورة استثنائية للمجلس التنفيذي‬ ‫تخصص للنظر في القضايا ذات العالقة بتطوير المناھج وتوحيدھا في الدول‬ ‫األعضاء )بأبعادھا ومساراتھا ومستوياتھا‪ ،‬والعوامل المساعدة على تحقيقھا( واتخاذ‬ ‫القرارات الالزمة لتحقيق التوحيد المنشود في برامج ومناھج التعليم العام في الدول‬ ‫األعضاء‪ ،‬وذلك بمقر المركز في دولة الكويت في )‪ ٧-٦‬رجب ‪١٤٠٦‬ھـ ‪١٧-١٦ /‬‬ ‫مارس ‪١٩٨٦‬م(‪.‬‬ ‫ب‪ -‬دعوة المدير العام إلى إعداد ورقة عمل يحدد فيھا إستراتيجيات عملية تنفيذية‬ ‫كاملة‪ ،‬مع تحديد الساعات‪ ،‬وتعيين الصفوف ومستلزمات التطبيق المطلوبة من‬ ‫الدول األعضاء‪ ،‬مع برمجة زمنية للتنفيذ‪.‬‬ ‫وفي ضوء توجيھات المؤتمر العام‪ ،‬وقرارات المجلس التنفيذي‪ ،‬وما أجراه المركز‬ ‫من زيارات للدول األعضاء‪ ،‬وما عقد من جلسات تشاورية حول التوحيد‪ ،‬وبمعونة‬ ‫بعض خبراء الدول األعضاء‪ ،‬وضع المركز خطة تفصيلية شاملة لتوحيد المناھج‬ ‫وتطويرھا تضمنت التوجيھات التي نص عليھا قرار المجلس التنفيذي‪ ،‬قدمت الخطة‬


‫في الدورة االستثنائية الثانية للمجلس التنفيذي ‪ ٧-٦‬رجب ‪١٤٠٦‬ھـ ‪١٧-١٦ /‬‬ ‫مارس ‪١٩٨٦‬م فأصدر المجلس قراراته اآلتية‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬فيما يخص الخطة التنفيذية لتوحيد المناھج وتطويرھا‪:‬‬ ‫‪ -١‬اإلحاطة بالخطة التنفيذية لتوحيد المناھج وتطويرھا في الدول األعضاء‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تقديم الشكر لرئيس وأعضاء لجنة متابعة توحيد المناھج وتطويرھا وللمدير العام‬ ‫للمكتب ومدير المركز العربي للبحوث التربوية والعاملين في المركز على الجھود‬ ‫المبذولة في إعداد الخطة التنفيذية لتوحيد المناھج وتطويرھا في الدول األعضاء‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬الموافقة على إستراتيجيات تنفيذ مناھج وكتب الرياضيات والعلوم الموحدة‬ ‫والمطورة )مع االلتزام بالتفاصيل الموضحة في اإلستراتيجية(‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬فيما يخص القدر المشترك بين دول الخليج العربية في اللغة العربية‪:‬‬ ‫‪ -١‬الموافقة على موضوعات القدر المشترك بين دول الخليج العربية في اللغة‬ ‫العربية على الصورة المقدمة من المركز مع أخذ مالحظات المجلس حول ھذا‬ ‫الموضوع في االعتبار‪.‬‬ ‫‪ -٢‬دعوة المدير العام إلى طباعة عدد من القدر المشترك بين دول الخليج العربية‬ ‫في اللغة العربية في صورته النھائية وتوزيعه على الدول األعضاء لتنفيذه بدءا من‬ ‫العام الدراسي ‪١٤٠٧/١٤٠٦‬ھـ ‪١٩٨٧/٨٦ -‬م ضمن المناھج المطبقة في اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪ -٣‬الموافقة على إستراتيجية تنفيذ القدر المشترك بين دول الخليج العربية في اللغة‬ ‫العربية )مع االلتزام بالتفاصيل الموضحة في اإلستراتيجية(‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬فيما يخص القدر المشترك بين دول الخليج العربية في االجتماعيات‪:‬‬ ‫‪ -١‬دعوة المدير العام إلى النظر في القدر المشترك بين دول الخليج العربية في‬ ‫االجتماعيات في ضوء مالحظات أعضاء المجلس مع االلتزام بالخطة الزمنية‬ ‫المطروحة للتنفيذ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬دعوة المدير العام إلى ترك المرونة الكافية للدول األعضاء إلدخال وحدات‬ ‫القدر المشترك بين دول الخليج العربية في االجتماعيات في مناھجھا القائمة بما‬ ‫يتناسب وبناء ھذه المناھج‪.‬‬ ‫جھود مكتب التربية والمركز في توحيد وتطوير منھج التربية اإلسالمية‬ ‫في ضوء األھداف العامة للتربية اإلسالمية بمراحل التعليم العام وأھداف المادة لكل‬ ‫مرحلة تعليمية‪ ،‬وأھداف المقررات الدراسية مصوغة في صورة سلوكية‪ ،‬وبعد‬


‫تعرف واقع تدريس التربية اإلسالمية بمراحل التعليم العام وتقويمه في ضوء‬ ‫األھداف الموضوعة ينفذ المركز العربي للبحوث التربوية البرامج اآلتية)]‪:([15‬‬ ‫‪ -١‬دراسة واقع تدريس التربية اإلسالمية في المرحلتين االبتدائية والمتوسطة في‬ ‫دول الخليج العربية )‪١٤٠٤‬ھـ‪١٩٨٤/‬م(‪.‬‬ ‫‪ -٢‬ندوة علمية حول تطوير طرائق تدريس التربية اإلسالمية بمراحل التعليم العام‬ ‫في دول الخليج العربية )‪١٤٠٥‬ھـ ‪١٩٨٥ /‬م()]‪.([16‬‬ ‫‪ -٣‬تبادل الخبرات ميدانيا بين موجھي التربية اإلسالمية في التعليم العام في الدول‬ ‫األعضاء )‪١٤٠٧‬ھـ‪١٩٨٧/‬م()]‪.([17‬‬ ‫‪ -٤‬عقد ندوة وإجراء دراسة حول واقع العالقة بين التربية اإلسالمية وسائر المناھج‬ ‫الدراسية في المرحلة االبتدائية وسبل تطويرھا )‪١٤٠٦‬ھـ‪١٩٨٦/‬م(‪.‬‬ ‫‪ -٥‬تأليف كتاب نموذج في التربية اإلسالمية للصف الرابع من المرحلة االبتدائية‬ ‫)‪١٤٠٧‬ھـ‪١٩٨٧/‬م(‪.‬‬ ‫وقد ركزت توصيات تلك البرامج على ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -١‬العناية بالجانب التطبيقي لتتحول الثقافة اإلسالمية ومفاھيمھا إلى سلوك توجھه‬ ‫قيم اإلسالم ومبادئه‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تأكيد صلة المتعلم بالقرآن الكريم والھدي النبوي الشريف ومواقف من حياة‬ ‫الرسول الكريم صلى عليه وسلم وصحابته رضوان عليھم‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تحديد قدر مناسب في تقدير الطالب للجانب السلوكي‪.‬‬ ‫‪ -٤‬تخصيص وقت لمعالجة القضايا والمشكالت الدينية‪.‬‬ ‫‪ -٥‬تشجيع طلبة المرحلة الثانوية على البحث في التراث اإلسالمي األصيل‪.‬‬ ‫‪ -٦‬أن تكون قيم اإلسالم ومبادئه وتوجيھاته عالمة مميزة لسلوك الفرد المسلم‬ ‫وتوجھات المجتمع المسلم‪ ،‬وفي ضوئھا يستقبل الطالب الفكر الوافد بالقبول أو‬ ‫الرفض‪.‬‬ ‫جھود مكتب التربية في توحيد وتطوير منھج اللغة العربية‬ ‫أوال‪ :‬اإلعداد لتوحيد وتطوير منھج اللغة العربية‪:‬‬ ‫بدأ المكتب والمركز في تطوير تدريس اللغة العربية بتنفيذ البرامج المعتمدة من‬ ‫المؤتمر العام والمجلس التنفيذي في دوراته)]‪ ([18‬فكانت كما يأتي‪:‬‬


‫في الحلقتين األولى والثانية )الصفوف ‪:(٦-١‬‬ ‫‪-‬‬

‫دراسة مقارنة حول تعليم القراءة للمبتدئين في الدول األعضاء‪.‬‬

‫ وضع كراسات للخط التعليمي للصفوف األربعة األولى من المرحلة االبتدائية في‬‫دول الخليج العربية‪.‬‬ ‫ دراسة تقويمية للصيغ المطبقة في تعليم اللغة العربية للصفوف الثالثة األولى من‬‫المرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫ اجتماع الخبراء والمختصين ومسؤولي المناھج للنظر في الدراسة التقويمية‬‫الخاصة بالصيغ المطبقة في تعليم اللغة العربية للصفوف األولى من المرحلة‬ ‫االبتدائية‪.‬‬ ‫وقد أسفر عن تنفيذ ھذه البرامج عدد من التوصيات‪ ،‬أھمھا‪:‬‬ ‫‪ -١‬إسناد العمل في الصفوف األولى من المرحلة االبتدائية لخير معلمي اللغة‬ ‫العربية في المدرسة‪ ،‬وأكثرھم وعيا بطبيعة المتعلم‪ ،‬ومطالب تدريس المادة‬ ‫واالتجاھات المعاصرة في ھذا المجال‪.‬‬ ‫‪ -٢‬إتاحة الفرصة أمام المعلم لينمو علميا ومھنيا وثقافيا‪ ،‬وذلك بتخصيص مقررات‬ ‫لھذا الغرض في مؤسسات التعليم العالي‪.‬‬ ‫‪ -٣‬إجراء البحوث والدراسات التي تعين على وضع ضوابط ومعايير لما يأتي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مفردات اللغة لطفل الصف األول االبتدائي‪.‬‬

‫ صيغة موحدة للمزج بين طرق تعليم القراءة والكتابة للمبتدئين تأخذ من كل‬‫طريقة خير ما فيھا‪ ،‬وتستبعد سلبياتھا‪.‬‬ ‫‬‫وغايته‪.‬‬

‫أن يكون المتعلم نقطة البدء في عملية التدريس لكونه مصدر التعلم‬

‫ أن توجه عناية المعلم إلى تفريد التعليم‪ ،‬ورعاية كل مستوى من مستويات‬‫المتعلمين على حدة‪.‬‬ ‫ أن يتم التركيز على التكامل اللغوي لكونه االتجاه األفضل في تعليم اللغة‬‫ألبنائھا‪.‬‬ ‫ أن يجعل المعلم غايته األولى مساعدة المتعلم على اكتساب مھارات التعلم‪ ،‬وذلك‬‫بتحقيق صلته بمصادر التعلم‪.‬‬


‫ أن يعتمد المعلم في أسلوب األداء على مشاركة المتعلم في معالجة الدرس‪ ،‬فھو‬‫يناقش ويقترح‪ ،‬ويحلل‪ ،‬ويبدي رأيه‪ ،‬ويقوم‪.‬‬ ‫ أن تتاح للمتعلم فرصة الكشف عن قدراته‪ ،‬والتعبير عن ذاته وإبراز مواھبه في‬‫النشاط اللغوي الذي يختاره‪.‬‬ ‫ أن يراعى التوازن والتكامل في التدريب على فنون اللغة والقراءة والكتابة‪،‬‬‫والتحدث واالستماع‪ ،‬وتحقيق مطالبھا‪ ،‬واكتساب مھاراتھا ‪ -‬في مرحلة التعليم‬ ‫األساسي بصورة عامة )نھاية الصف التاسع(‪:‬‬ ‫ وضع معايير لمحتوى قواعد اللغة العربية في مرحلة التعليم األساسي في الدول‬‫األعضاء )نھاية الصف التاسع(‪.‬‬ ‫ دراسة مسحية لتشخيص مواطن الصعوبة في قواعد اللغة العربية للمرحلة‬‫اإلعدادية ‪ /‬المتوسطة‪.‬‬ ‫ دراسة حول األخطاء الشائعة في كتابات المتعلمين بنھاية المرحلة اإلعدادية‬‫‪/‬المتوسطة‪.‬‬ ‫‬‫األساسي‪.‬‬

‫برنامج عالجي ألخطاء المتعلمين في الرسم الكتابي بمرحلة التعليم‬

‫تطوير تدريس اللغة العربية في المرحلتين االبتدائية واإلعدادية ‪/‬‬ ‫‬‫المتوسطة‪.‬‬ ‫ تطوير مستوى المھارات األساسية في أداء المتعلمين في اللغة العربية بنھاية‬‫التعليم األساسي‪.‬‬ ‫وقد كشفت ھذه الدراسات عن العبء الثقيل في قواعد اللغة الذي ينوء به كاھل‬ ‫المتعلم)]‪ ،([19‬كما كشفت عن عيوب الرسم الكتابي في أداء المتعلمين ودواعيھا‬ ‫وإيجاد األسلوب المناسب لمعالجتھا‪ ،‬ودعت إلى ضرورة تطبيق معايير الختيار‬ ‫المحتوى اللغوي لصفوف التعليم األساسي لتكون ضوابط ومحددات لبناة المناھج‬ ‫ومؤلفي الكتب الدراسية لھذه المرحلة‪ ،‬كما أوصت بضرورة تبصير المتعلمين بھذه‬ ‫المطالب ومراعاتھا في أساليب األداء وطرائق التدريس والتقويم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القدر المشترك بين دول الخليج العربية في اللغة العربية‪:‬‬ ‫في مارس ‪ ١٩٨٤‬أصدر المجلس التنفيذي في دورة استثنائية)]‪ ([20‬قرارا ينص‬ ‫على‪:‬‬ ‫ الموافقة على موضوعات القدر المشترك بين دول الخليج العربية في اللغة‬‫العربية على الصورة المقدمة من المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج‪.‬‬


‫ دعوة المدير العام إلى طباعة عدد من موضوعات القدر المشترك بين دول‬‫الخليج العربية في اللغة العربية في صورته النھائية‪ ،‬وتوزيعه على الدول األعضاء‬ ‫لتنفيذه‪ ،‬بدءا من العام الدراسي ‪١٤٠٧/١٤٠٦‬ھـ ‪١٩٨٧/١٩٨٦ -‬م ضمن المناھج‬ ‫المطبقة في اللغة العربية‪.‬‬ ‫ الموافقة على إستراتيجية تنفيذ القدر المشترك بين دول الخليج العربية في اللغة‬‫العربية‪.‬‬ ‫وكان المركز قد وضع عشرين موضوعا للقدر المشترك في اللغة العربية موزعة‬ ‫على صفوف التعليم العام‪ ،‬وعقد ورشة عمل لخبراء المادة في مقره بدولة الكويت‬ ‫للنظر في ھذه الموضوعات واقتراح نماذج لطرق تدريس بعض الموضوعات‪،‬‬ ‫يستعين بھا معلم اللغة العربية في إعداد دروسه وأدائھا بما يراه مناسبا لكل‬ ‫موضوع‪ ،‬ولمستوى تالميذه‪.‬‬ ‫وتم بالفعل تطبيق موضوعات القدر المشترك بدءا من العام الدراسي‬ ‫‪١٤٠٧/١٤٠٦‬ھـ ‪١٩٨٧/١٩٨٦ -‬م‪ ،‬وطلب من المعلمين أن يتعاملوا مع‬ ‫موضوعات القدر المشترك في تقويمھا باألسلوب المتبع في سائر موضوعات اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫لقد كانت ھذه الموضوعات أول تجربة لموضوعات موحدة في اللغة العربية‬ ‫تجاوزت عناصر المنھج بصفة عامة‪ ،‬لتكون ضمن ما يدرسه الطالب في مقررات‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬ولتسھم في تحقيق وحدة الفكر واالتجاه بين أبناء المنطقة‪ ،‬ولتعزز‬ ‫القيم والمبادئ والعالقات االجتماعية العريقة التي تمثل مظھرا مميزا لمجتمعات‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المنھج الشامل الموحد في اللغة العربية‪:‬‬ ‫في عام ‪ ١٩٩٣‬دعا المجلس التنفيذي)]‪ ([21‬المدير العام إلى أن يقوم المركز‬ ‫العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بوضع منھج شامل لتطوير مناھج اللغة‬ ‫العربية بمراحل التعليم العام يحتوي على المفردات الدراسية واألدوات التعليمية‬ ‫المطورة لكل صف دراسي‪.‬‬ ‫قام المركز بإعداد المنھج الشامل‪ ،‬مسترشدا بما دار من مناقشات حول أھمية ذلك‬ ‫المنھج في تحديث مناھج اللغة العربية‪ ،‬وتطوير تدريسھا‪ ،‬وقدم المنھج إلى المجلس‬ ‫التنفيذي في الدورة السادسة والثالثين )جدة ‪١٤١٤/١١/٨‬ھـ ‪١٩٩٤/٤/١٩ -‬م(‬ ‫فأصدر قراره رقم )‪ (٢/١٤‬بدعوة المدير العام إلى إرسال المنھج الشامل إلى الدول‬ ‫األعضاء لدراسته‪ ،‬وتزويد المركز بمالحظات الخبراء عليه‪ ،‬واستقبل المركز‬ ‫مالحظات الدول األعضاء وعدل المنھج الشامل في ضوئھا‪.‬‬


‫وتم عرض المنھج الشامل المعدل في الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر العام )مسقط‬ ‫‪١٩‬و‪١٤١٥/١٠/٢٠‬ھـ ‪٢٠ -‬و‪١٩٩٥/٣/٢١‬م( فأصدر قراره رقم )‪ (٣/٦‬بدعوة‬ ‫المجلس التنفيذي إلى دراسة أساليب االستفادة الميدانية الكاملة من المنھج الشامل في‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬ودراسة مدى إمكانية تطوير ھذا المنھج للوصول في مرحلة الحقة‬ ‫إلى وضع كتب موحدة في اللغة العربية أو في بعض فروعھا أسوة بالرياضيات‬ ‫والعلوم‪ ،‬أو تأليف كتب ريادية أو كتب مساندة لما تضعه الدول األعضاء من مناھج‬ ‫مطورة في ضوء المنھج الشامل الموحد والمطور‪.‬‬ ‫قام المركز بتطوير المنھج الشامل تباعا ً في ضوء مطالب قرار المؤتمر العام‪،‬‬ ‫ويتكون من المجلدات اآلتية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مفردات اللغة لطفل المرحلة االبتدائية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫عناصر المنھج الشامل للحلقتين األولى والثانية من التعليم العام‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مستوى الكفايات األساسية لمرحلة التعليم األساسي‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مھارات اللغة العربية لمراحل التعليم العام‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫برنامج في االستماع للمرحلة االبتدائية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫برنامج للتحدث في المرحلة االبتدائية‪.‬‬

‫ وضع صيغة مطورة لتعليم اللغة العربية في الصفوف الثالثة األولى من المرحلة‬‫االبتدائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التقنيات التربوية الالزمة لتطبيق المنھج الشامل الموحد في اللغة العربية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫اختبارات المركز التحصيلية في اللغة العربية للمتعلمين من ‪ ١٠-٩‬سنوات‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫نماذج من طرق التدريس المطورة للحلقتين األولى والثانية )الصفوف ‪.(٦-١‬‬

‫‪-‬‬

‫معايير اختيار المحتوى اللغوي لمرحلة التعليم األساسي‪.‬‬

‫وقام المركز بمراجعة شاملة لمجلدات المنھج الشامل واستكماله وقدمه في اجتماع‬ ‫خبراء ومسؤولي المناھج قبل طباعته وتزويد الدول األعضاء به بالصورة النھائية‬ ‫تمھي ًدا للتطبيق ابتدا ًء من العام الدراسي ‪١٤٢٧ – ١٤٢٦‬ھـ‪٢٠٠٦ – ٢٠٠٥ ،‬م‪،‬‬ ‫بعد وضع آليات تطبيقه‪.‬‬ ‫مشروع تحسين مستوى الطالب في اللغة العربية‪:‬‬


‫بدأ ھذا المشروع بموافقة من المؤتمر العام السابع عشر للمكتب بفكرته التي قدمھا‬ ‫معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم في المملكة العربية‬ ‫السعودية مؤكداً فيھا "أننا في حاجة إلى مشروع ذكي عملي يمكننا من القضاء على‬ ‫ظاھرة الضعف اللغوي التي يعاني منھا كثير من طالبنا وطالباتنا"‬ ‫وقد اعتمد المؤتمر العام السابع عشر للمكتب المشروع ووجه بأن يعطى األولوية‬ ‫في التنفيذ ودعا مدير عام المكتب إلى إعداد برامج المشروع وأوجه نشاطه بعد‬ ‫األخذ بمرئيات الدول األعضاء وعرض ذلك على المجلس التنفيذي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتنفيذا لذلك بدأ المكتب في الوقوف على آراء بعض المختصين في المشروع من‬ ‫المكتب والمركز العربي للبحوث التربوية ومن بعض الخبراء‪ ،‬وشكل لجنة‬ ‫استشارية‪ ،‬عقدت العديد من اللقاءات واالجتماعات لتحديد البرامج وأنشطتھا‬ ‫وصياغة المشروع في ضوء آراء الدول األعضاء‪ ،‬وتم عرض المشروع على‬ ‫المجلس التنفيذي في دورة استثنائية فوجه بإعطائه فرصة أفضل إلثرائه ليكون على‬ ‫مستوى الطموح في خدمة اللغة العربية وتحسين مستوى الطالب فيھا‪ .‬وأعيد‬ ‫عرضه على المجلس التنفيذي في دورته الخامسة والخمسين فاتخذ بشأنه قراره رقم‬ ‫)‪ (٦‬الذي نص على ما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تقدير حرص المكتب على تحقيق توجيھات المجلس التنفيذي في إعداد مشروع‬ ‫تحسين مستوى طالب التعليم العام في اللغة العربية واالستفادة من مدخالت مشاريع‬ ‫الدول األعضاء في ھذا المجال ومخرجاتھا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التأكيد على أن يراعي المشروع البعد الحضاري والثقافي للغة العربية كونھا‬ ‫أداة لحفظ الھوية العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الموافقة على الصيغة التي عرضھا المدير العام حول ھذا المشروع مع مراعاة‬ ‫ما أبداه المجلس عليھا من مالحظات وتشكيل لجنة إشرافية تمثل فيھا الدول‬ ‫األعضاء على غرار مشروع تطوير وتحديث مناھج الرياضيات‬ ‫د‪ -‬والعلوم لضمان جودة التخطيط والتنفيذ والمتابعة وعرض المشروع عليھا‪.‬‬ ‫وفي ضوء ذلك تمت مناقشة المشروع مع اللجنة اإلشرافية الممثلة للدول األعضاء‬ ‫بالمكتب‪ ،‬وذلك في اجتماعين عقد أحدھما في الرياض )‪ ١٣ – ١٢‬ذو القعدة‬ ‫‪١٤٢٤‬ھـ‪ ،‬الموافق ‪ ٥ – ٤‬يناير ‪٢٠٠٤‬م( واآلخر في المركز العربي للبحوث‬ ‫التربوية بدولة الكويت )‪ ٢٣ – ٢٢‬محرم ‪١٤٢٥‬ھـ‪ ،‬الموافق ‪ ٤ – ٣‬مارس‬ ‫‪٢٠٠٤‬م(‪.‬‬


‫وقد تم إقرار صياغة المشروع وتوصيف برامجه ثم أعيد عرضه على المجلس‬ ‫التنفيذي في دورته العادية السادسة والخمسين فوقف على تحقيق توجيھاته في ھذا‬ ‫المشروع وقرر عرض برامج المشروع وآليات تنفيذه على اللقاء الدوري الثاني‬ ‫ألعضاء المجلس التنفيذي مع مراعاة ما أبداه أعضاء المجلس من ملحوظات‪.‬‬ ‫وعند عرضه على اللقاء الدوري الثاني )دبي‪ ٧ ،‬ربيع اآلخر ‪١٤٢٥‬ھـ‪،‬‬ ‫الموافق ‪ ٢٦‬مايو ‪٢٠٠٤‬م( قرر المجلس‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مباركة ما تم إنجازه من مراحل العمل في المشروع‪ .‬وتقديم الشكر والتقدير إلى‬ ‫الدكتور محمد الربيع ولجميع أعضاء فريق العمل في المشروع على ما قاموا به من‬ ‫عمل نوعي متميز‪.‬‬ ‫ب‪ -‬دعوة الدول األعضاء إلى موافاة المكتب بملحوظاتھا مكتوبة بشأن المشروع‪،‬‬ ‫وذلك في غضون شھر من تبليغھا بمحضر ھذا اللقاء‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يقوم فريق العمل في المشروع بإدخال التعديالت الالزمة في ضوء ملحوظات‬ ‫المشاركين في اللقاء وفي ضوء ما يرد من الدول األعضاء من ملحوظات‪.‬‬ ‫وقد تمت إعادة صياغة المشروع في ضوء مالحظات المجلس التنفيذي‪ ،‬وتأكي ًدا‬ ‫على أھمية ما يحظى به ھذا المشروع من اھتمام‪ ،‬فقد تمت دراسته من قبل اللجنة‬ ‫المكلفة بإعداد مشروع تطوير التعليم‪ ،‬وتم إدراجه ضمن مشروعاته وبرامجه‪،‬‬ ‫وبذلك فقد توافر لمشروع اللغة العربية أكبر الفرص في إعداده وصياغته لما توافر‬ ‫له من وقت للدراسة ومن خبرات وكفاءات في اإلعداد‪ ،‬ومن إرادة تحقق الطموحات‬ ‫التي يستھدفھا المكتب من شرف خدمة اللغة العربية وتحسين مستوى الطالب فيھا‪.‬‬ ‫واستنا ًدا إلى ذلك‪ ،‬وحر ً‬ ‫صا على أن يستفيد من ھذا المشروع أبناء الضاد في‬ ‫مختلف أنحاء العالم العربي‪ .‬عرض رئيس المؤتمر العام السابع عشر المشروع‬ ‫على المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬فأقرت في مؤتمرھا العام السابع‬ ‫عشر )تونس‪ ٧ – ٥ ،‬ذو القعدة ‪١٤٢٥‬ھـ‪ ،‬الموافق ‪٢٠٠٤/١٢/١٩ – ١٧‬م( تبني‬ ‫ھذا المشروع وجعله أحد المشاريع المشتركة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج‪،‬‬ ‫وتوسيع المشروع ليشمل الدول العربية كافة ووضع اآلليات والبرمجة الزمنية‬ ‫المناسبة لتنفيذه‪.‬‬ ‫ويسعى ھذا المشروع نحو تحسين مستوى الطالب في اللغة العربية بتطوير‬ ‫تعليمھا وتعلمھا وذلك عن طريق‪:‬‬


‫‪ -١‬تعرف مظاھر ضعف أداء الطالب في اللغة العربية وكشف دواعيه‪ ،‬وتبين أثر‬ ‫ذلك في العملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تعرف واقع تطبيق نتائج البرامج التطويرية التي نفذتھا الدول األعضاء والتي‬ ‫أنجزھا المكتب وأجھزته‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تحديد أھم األساليب العلمية والتربوية لعالج الضعف اللغوي في ضوء تجارب‬ ‫الدول األعضاء وبعض المؤسسات المعنية في الدول المتقدمة لالستفادة من ذلك في‬ ‫تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمھا‪.‬‬ ‫‪ -٤‬االستفادة من التجارب التطويرية المستحدثة في تعليم اللغة ألبنائھا عربيًا‬ ‫وعالميًا في تحسين مستوى أداء الطالب اللغوي‪.‬‬ ‫‪ -٥‬وضع معايير علمية موحدة لبناء مناھج اللغة العربية )كفايات وأھداف ومحتوى‬ ‫وأوجه نشاط وطرائق تدريس ووسائل تعليمية وأساليب تقويم(‪.‬‬ ‫‪ -٦‬تطوير كفايات معلمي اللغة العربية بما يھيئ لھم سالمة األداء في تدريس المادة‬ ‫وينمي قدراتھم العلمية والمھنية‪.‬‬ ‫‪ -٧‬تنمية الوعي المجتمعي بأھمية اللغة العربية بما يسھم في إنجاح البرامج‬ ‫التطويرية التي تنفذھا المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪ -٨‬تحسين قدرات الطالب ومھارات تعلمھم باعتبار اللغة العربية أداة تفكير ووسيلة‬ ‫تواصل‪.‬‬ ‫‪ -٩‬إحداث نقلة نوعية في تعليم اللغة العربية وتعلمھا بمراحل التعليم العام )‪– ١‬‬ ‫‪ (١٢‬في الدول األعضاء من خالل كتب ومواد تعليمية حديثة‪.‬‬ ‫ويشتمل مشروع اللغة العربية على عدد من البرامج األساسية التي يتم تنفيذھا عبر‬ ‫مجموعة من األنشطة الالزمة لتحقيق كفاءة كل برنامج‪ ،‬وھذه البرامج ھي‪:‬‬ ‫‪ .١‬المركز التربوي للغة العربية؛ يسعى ھذا البرنامج إلى إنشاء مركز تربوي يعنى‬ ‫بتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمھا من خالل الدراسات التقويمية والنماذج‬ ‫التطويرية واألساليب النوعية ليناء مناھج متطورة للغة العربية تستجيب لمتطلبات‬ ‫المرحلة الحالية‪ ،‬وتسھم في معالجة جوانب القصور في النظم التعليمية‪.‬‬ ‫‪ .٢‬بناء وثائق مناھج اللغة العربية وإستراتيجيات تدريسھا ويختص ھذا البرنامج‬ ‫بوضع وثيقة مرجعية لتخطيط وتصميم عناصر مناھج اللغة العربية بمراحل التعليم‬


‫العام )األھداف‪ ،‬المحتوى‪ ،‬الكفايات( لالستفادة منھا في مرحلة التخطيط لتأليف‬ ‫الكتب والمواد التعليمية للغة العربية‪.‬‬ ‫‪ .٣‬إعداد معلمي اللغة العربية ورفع كفاياتھم؛ ويختص ھذا البرنامج بوضع وثيقة‬ ‫إلعداد معلمي اللغة العربية ورفع كفاياتھم في ضوء االتجاھات الحديثة بعد تعرف‬ ‫واقع معلمي اللغة العربية في الدول األعضاء وتحديد الكفايات المھنية لھم في ضوء‬ ‫االتجاھات الحديثة في تعليم اللغات‪.‬‬ ‫‪ .٤‬البرامج المساندة لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمھا؛ ويسعى ھذا البرنامج إلى‬ ‫تحسين مستوى األداء اللغوي في البيئة المدرسية‪ ،‬والمحيط المجتمعي من خالل‬ ‫تحسين مستوى المھارات اللغوية وتطوير مستوى التأليف وتوظيف مصادر التعلم‬ ‫في خدمة تعليم اللغة العربية وتعلمھا‪.‬‬ ‫جھود مكتب التربية في توحيد وتطوير منھج الرياضيات‬ ‫وافق المجلس التنفيذي على إستراتيجية تنفيذ المناھج والكتب الموحدة والمطورة في‬ ‫الرياضيات للصفوف األربعة األولى من المرحلة االبتدائية)]‪ ،([22‬وأوصى بأن‬ ‫يشمل التوحيد والتطوير صفوف التعليم األساسي )الصفوف ‪ (٩-١‬وفق البرنامج‬ ‫الزمني المعتمد في الخطة التنفيذية للمشروع‪ ،‬وتنفيذا لھذا القرار بدأ مكتب التربية‬ ‫والمركز تنفيذ البرامج اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -١‬اإلعداد لتطوير منھج الرياضيات وتوحيده‪:‬‬ ‫أنجز مكتب التربية والمركز البرامج اآلتية‪:‬‬ ‫� عقد الندوة العلمية األولى لوضع كتب موحدة ومطورة في الرياضيات لمراحل‬ ‫التعليم العام‪ ،‬وقد استھدفت الندوة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تبني المدخل المناسب الذي يتم التأليف بموجبه‪.‬‬

‫ تحديد المؤشرات العامة ومواصفات الكتب الدراسية وأدلة المعلمين‪ ،‬وإطار خطة‬‫التدريب لمعلمي مدارس التجربة‪.‬‬ ‫� عقد الندوة العلمية الثانية حول وضع كتب موحدة ومطورة في الرياضيات‬ ‫لمراحل التعليم العام في دول الخليج العربية‪ ،‬وقد استھدفت الندوة‪:‬‬ ‫ النظر في الصيغة المقترحة للمفردات الموحدة في الرياضيات بالدول‬‫األعضاء‪.‬‬


‫ تحديد أسلوب المتابعة والتنسيق بين المؤلفين والمختصين بالرياضيات في الدول‬‫األعضاء‪.‬‬ ‫� إعداد دراسة مقارنة لواقع مقررات الرياضيات في المناھج المطبقة في الدول‬ ‫األعضاء‪ ،‬والمقررات المقترحة للصفوف األربعة األولى من المرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫وقد أسفر تنفيذ ھذه البرامج عما يأتي‪:‬‬ ‫التوصل إلى صيغة نھائية لمفردات موحدة للرياضيات تحقق‬ ‫�‬ ‫مطالب الدول األعضاء‪.‬‬ ‫تحديد عناصر األسلوب الذي يتم بموجبه تأليف الكتب الموحدة‬ ‫�‬ ‫والمطورة‪.‬‬ ‫�‬

‫تحديد مواصفات كتاب الطالب ودليل المعلم‪.‬‬

‫� تحديد خطوات تنفيذ المشروع وأسلوب تشكيل لجان التأليف‪ ،‬وتحقيق التكامل‬ ‫والتواصل بين المؤلفين‪.‬‬ ‫‪ -٢‬منھجية تنفيذ وضع كتب موحدة ومطورة في الرياضيات وتطبيقھا‪:‬‬ ‫حددت اإلستراتيجية المعتمدة لتأليف الكتب الموحدة والمطورة في الرياضيات‬ ‫لصفوف التعليم األساسي المنھجية اآلتية‪:‬‬ ‫�‬

‫التأليف‪:‬‬

‫تم عقد اجتماع لخبراء الرياضيات للنظر في المقررات المقترحة لكل صف‬ ‫واعتمادھا‪.‬‬ ‫�‬

‫اعتماد التأليف‪:‬‬

‫عقد اجتماع للخبراء والمؤلفين لدراسة الموضوعات المؤلفة بعد تطويرھا في ضوء‬ ‫مالحظات الدول األعضاء واعتمادھا‪.‬‬ ‫�‬

‫التدريب‪:‬‬

‫عقد دورة تدريبية مركزية للمسؤولين عن تدريس المادة‪ ،‬وبعض مدرسيھا في‬ ‫مدارس التجربة تمت فيھا مناقشة أساليب األداء وطرق التدريس لنماذج من‬ ‫موضوعات المادة‪.‬‬


‫�‬

‫التجريب‪:‬‬

‫جرى تطبيق التجربة في مدرستين بكل دولة‪ ،‬إحداھما للبنين واألخرى للبنات‪،‬‬ ‫واستمرت التجربة عاما دراسيا بأداء المدرسين الذين تم تدريبھم‪ ،‬وإشراف الخبراء‬ ‫والمشرفين التربويين‪ ،‬ومن اختارتھم كل دولة لمتابعة التجربة واإلشراف عليھا‬ ‫وتقويمھا‪.‬‬ ‫�‬

‫التقويم‪:‬‬

‫رافق التقويم عام التجريب حيث أعد المركز أساليب التقويم وأدواته )بنائيا ونھائيا(‬ ‫متمثلة في االختبارات‪ ،‬بطاقات المالحظة‪ ،‬استطالع آراء المعلمين والمشرفين‬ ‫التربويين وأولياء أمور التالميذ‪ ،‬وتم جمع حصيلة التقويم على امتداد العام الدراسي‬ ‫لتضاف إلى نتائج التقويم النھائي‪ ،‬وليصدر بعد ذلك التقرير الختامي ويزود به‬ ‫المركز‪ ،‬ثم عقد المركز اجتماعا للتقويم تم من خالله دراسة تقارير الخبراء‬ ‫ومعالجة ما ظھر من مالحظات وإصدار الوثيقة في الصورة النھائية‪.‬‬ ‫�‬

‫التعميم‪:‬‬

‫بعد االتفاق على منجزات التقويم‪ ،‬أرسلت النتائج إلى الدول األعضاء لتعميم التجربة‬ ‫أو التساع نطاقھا بحسب ظروف كل دولة وإمكاناتھا‪.‬‬ ‫وقد كان للنجاح الذي حققه توحيد منھج الرياضيات وتطويره في مرحلة التعليم‬ ‫األساسي أثر طيب في األوساط التربوية بدول المنطقة‪ ،‬كما كان من دواعي رضا‬ ‫المجتمعات الخليجية العربية‪ ،‬مما جدد الدعوة إلى مواصلة توحيد المنھج وتطويره‬ ‫بالمرحلة الثانوية‪ ،‬فأصدر المجلس التنفيذي قرارا)]‪ ([23‬بمواصلة العمل في تطوير‬ ‫مناھج الرياضيات والعلوم وتوحيدھا بالمرحلة الثانوية‪ ،‬وبإجراء تقويم شامل‬ ‫للتجربة في مرحلة التعليم األساسي في الدول األعضاء‪ ،‬فأنجز المركز البرامج‬ ‫اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -١‬دراسة حول إمكانية توحيد مناھج الرياضيات بالمرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫‪ -٢‬دراسة حول محتوى المناھج الموحدة والمطورة في الرياضيات بالمرحلة‬ ‫الثانوية في دول الخليج العربية‪.‬‬ ‫‪ -٣‬دراسة تقويمية لمناھج الرياضيات الموحدة والمطورة للمرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫‪ -٤‬بناء نماذج من االختبارات التحصيلية في الرياضيات للمرحلة االبتدائية‪.‬‬


‫وجاءت النتائج التي أسفرت عنھا البرامج المذكورة مطمئنة ومشجعة حيث‬ ‫أوضحت الدراسة األولى أن نسبة االتفاق في مفردات الرياضيات بالصفوف )‪-١٠‬‬ ‫‪ (١٢‬بلغت ‪ ،%٨٢‬وھذه النسبة المرتفعة تعزز إمكانية التوحيد‪ ،‬كما كان من‬ ‫الضروري إجراء تطوير مصاحب لمحتوى المناھج التي يتم توحيدھا في‬ ‫الرياضيات بالمرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫جھود مكتب التربية في توحيد وتطوير منھج العلوم لمرحلة التعليم األساسي‬ ‫�‬ ‫في الدول األعضاء‬ ‫صدر القرار رقم )ثالثا( عن الدورة االستثنائية الثانية للمجلس التنفيذي )مقر المركز‬ ‫‪ ٦‬و‪ ٧‬رجب ‪١٤٠٦‬ھـ ‪ ١٦ -‬و‪ ١٧‬مارس ‪١٩٨٦‬م( بالموافقة على الخطة التنفيذية‬ ‫لتوحيد المناھج وتطويرھا في الدول األعضاء‪ ،‬وعلى إستراتيجية توحيد منھج‬ ‫العلوم للصفوف األربعة األولى من المرحلة االبتدائية‪ ،‬على أن يشمل التوحيد‬ ‫والتطوير صفوف التعليم األساسي )الصفوف ‪ (٩-١‬وفق البرنامج الزمني المعتمد‬ ‫في الخطة التنفيذية للمشروع‪.‬‬ ‫وتنفيذا لھذا القرار بدأ مكتب التربية والمركز باتخاذ الخطوات اآلتية‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬اإلعداد لتوحيد منھج العلوم وتطويره‪:‬‬ ‫لإلعداد لتوحيد مناھج العلوم وتطويرھا قام المركز العربي للبحوث التربوية لدول‬ ‫الخليج بعدد من اإلجراءات‪ ،‬منھا‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مراجعة الدراسات التي تم إنجازھا في المرحلة السابقة‪ ،‬وھي‪:‬‬ ‫ دراسة األھداف الموحدة في العلوم لمراحل التعليم العام‪.‬‬‫ الصيغة الموحدة لمفردات العلوم بمراحل التعليم العام‪ ،‬والتأكد من صلتھا‬‫باألھداف الموحدة للمادة‪.‬‬ ‫ الدراسة المقارنة لمناھج العلوم بمراحل التعليم العام في الدول األعضاء‬‫للمرحلتين االبتدائية والمتوسطة ‪ /‬اإلعدادية‪.‬‬ ‫ نتائج الحلقة النقاشية لتطوير مناھج العلوم في المرحلتين االبتدائية والمتوسطة ‪/‬‬‫اإلعدادية‪.‬‬ ‫وقد أسفرت ھذه المراجعة للبرامج المذكورة عن نتائج متميزة عززت توجھات‬ ‫القيادات التربوية نحو توحيد المناھج وتطويرھا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قام مكتب التربية والمركز بتنفيذ البرامج اآلتية‪:‬‬


‫ندوة وورشة عمل حول وضع كتب موحدة ومطورة في العلوم لمراحل التعليم العام‬ ‫في دول الخليج العربية )الصفوف األربعة األولى من المرحلة االبتدائية(‪.‬‬ ‫أسفرت الندوة والورشة عن النتائج اآلتية‪:‬‬ ‫ وضع توصيف لكتاب المتعلم‪.‬‬‫ وضع توصيف لكتاب المعلم‪ ،‬يعينه على التنويع في أساليب األداء ويقدم نماذج‬‫من النشاطات وأساليب التقويم والوسائط التعليمية‪.‬‬ ‫ وضع تصور للتقنيات التربوية المناسبة ألساليب األداء الناجح للمادة‪.‬‬‫ وضع خطة للتأليف تتضمن ضوابط‪ ،‬ومفردات ومحتوى الكتاب المدرسي‪،‬‬‫ومراحل التنفيذ‪ ،‬ومطالب كل مرحلة‪ ،‬وتوصيف للمؤلفين والتنسيق فيما بينھم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬منھجية تنفيذ وضع كتب موحدة ومطورة في العلوم لصفوف التعليم األساسي‪:‬‬ ‫حددت اإلستراتيجية المعتمدة لتأليف الكتب الموحدة والمطورة في العلوم لصفوف‬ ‫التعليم األساسي المنھجية اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -١‬التأليف‪:‬‬ ‫تم عقد اجتماع خبراء العلوم للنظر في المفردات المقترحة للتعليم األساسي‬ ‫)الصفوف ‪ (٩-١‬واعتمادھا‪ ،‬وتوزيع العمل على لجان التأليف في كل من الدول‬ ‫األعضاء لتأليف الموضوعات‪ ،‬وتولى المركز بعد ذلك تعميم الموضوعات على‬ ‫الخبراء المختصين بالمادة في كل دولة‪ ،‬لدراستھا وتزويد المركز بمالحظاتھم‬ ‫لتطويرھا‪.‬‬ ‫‪ -٢‬اعتماد التأليف‪:‬‬ ‫تم عقد اجتماع للخبراء والمؤلفين لدراسة الموضوعات التي تم إعدادھا بعد‬ ‫تطويرھا في ضوء مالحظات الخبراء في كل دولة‪ ،‬ووضعھا في الصورة النھائية‬ ‫واعتمادھا‪.‬‬ ‫‪ -٣‬التدريب‪:‬‬ ‫تم عقد دورة تدريبية مركزية للمسؤولين عن تدريس المادة‪ ،‬وبعض مدرسيھا في‬ ‫مدارس التجربة‪ ،‬تمت فيھا مناقشة أساليب األداء وطرق التدريس لنماذج من‬ ‫موضوعات المادة‪ ،‬وتبين المشاركون مالمح التطبيق العملي‪.‬‬ ‫‪ -٤‬التجريب‪:‬‬


‫تم تطبيق التجربة في مدرستين بكل دولة‪ ،‬إحداھما للبنين واألخرى للبنات‪،‬‬ ‫واستمرت التجربة عاما دراسيا بأداء المدرسين الذين تم تدريبھم‪ ،‬وبإشراف الخبراء‬ ‫والمشرفين التربويين‪ ،‬وبمشاركة فريق تقويم التجربة‪.‬‬ ‫‪ -٥‬التقويم‪:‬‬ ‫رافق التقويم عام التجربة‪ ،‬حيث أعد المركز أساليب التقويم وأدواته بنائيا ونھائيا‪،‬‬ ‫متمثلة في )االختبارات‪ ،‬بطاقات المالحظة‪ ،‬استطالع آراء المعلمين واإلداريين‬ ‫وأولياء األمور( وجمع حصيلة نتائج التقويم التتبعي )البنائي( على امتداد العام‬ ‫الدراسي لتضاف إلى نتائج التقويم النھائي‪ ،‬ثم عقد المركز اجتماعا للتقويم استعرض‬ ‫فيه نتائج التقويم التي أعدھا فريق كل دولة‪ ،‬وأصدر بعد ذلك التقويم النھائي‪ ،‬وزود‬ ‫المركز الدول األعضاء بالوثيقة النھائية للتقويم‪.‬‬ ‫‪ -٦‬التعميم‪:‬‬ ‫أعطى المجلس التنفيذي الفرصة لكل دولة بحسب ظروفھا وإمكاناتھا لتوسيع نطاق‬ ‫التجربة أو للتعميم على جميع المدارس في الدولة‪ ،‬علما بأن المركز أشار إلى أن‬ ‫التعميم ال يعني توقف المتابعة والتقويم‪ ،‬بل إن ھناك التقويم التتبعي لما قد يسفر عنه‬ ‫التطبيق من بعض المشكالت‪.‬‬ ‫توحيد مناھج العلوم وتطويرھا في المرحلة الثانوية‬ ‫إن النجاح الذي واكب توحيد منھج العلوم في مرحلة التعليم األساسي كان مبررا‬ ‫قويا أمام المؤتمر العام)]‪ ([24‬الذي اعتمد البرنامجين التاليين‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫دراسة إمكانية توحيد كتب الرياضيات والعلوم في المرحلة الثانوية‪.‬‬

‫ عقد ندوة علمية حول نظم التعليم الثانوي في الدول األعضاء‪ ،‬وإمكانية توحيد‬‫كتب الرياضيات والعلوم في المرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫وتنفيذا لھذا القرار كون المركز فرق عمل متخصصة في كل من المواد العلمية‪،‬‬ ‫فكان من الدراسات التي أنجزتھا فرق العمل‪:‬‬ ‫‪ -١‬دراسة حول إمكانية توحيد مناھج العلوم في المرحلة الثانوية )األحياء ‪ -‬الفيزياء‬ ‫ الجيولوجيا ‪ -‬الكيمياء(‪.‬‬‫‪-٢‬‬

‫دراسة حول توحيد مناھج األحياء وتطويرھا في المرحلة الثانوية‪.‬‬

‫‪-٣‬‬

‫دراسة حول توحيد مناھج الفيزياء وتطويرھا في المرحلة الثانوية‪.‬‬

‫‪-٤‬‬

‫دراسة حول توحيد مناھج الجيولوجيا وتطويرھا في المرحلة الثانوية‪.‬‬


‫‪-٥‬‬

‫دراسة حول توحيد مناھج الكيمياء وتطويرھا في المرحلة الثانوية‪.‬‬

‫وكانت جميع تلك الدراسات تشير إلى إمكانية توحيد مناھج العلوم بالمرحلة الثانوية‬ ‫بدول الخليج العربية‪.‬‬ ‫وفي ضوء النتائج المذكورة‪ ،‬وما سبقھا من منجزات استكمل المركز رحلة تطوير‬ ‫مناھج العلوم وتوحيدھا بالمرحلة الثانوية‪ ،‬ملتزما بالمنھج الذي اتبعه منذ بدأ العمل‬ ‫في توحيد المناھج وتطويرھا‪ ،‬كما كان التقويم الشامل لمناھج العلوم مطلبا ضروريا‬ ‫في نھاية كل مرحلة تعليمية‪ ،‬فقد أنجز المركز البرامج اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -١‬التقويم الشامل لمناھج العلوم الموحدة والمطورة بالمرحلة االبتدائية في دول‬ ‫الخليج العربية‪.‬‬ ‫‪ -٢‬التقويم الشامل لمناھج العلوم الموحدة والمطورة بالمرحلة المتوسطة ‪ /‬اإلعدادية‬ ‫في الدول األعضاء‪.‬‬ ‫مشروع تطوير مناھج الرياضيات والعلوم‪:‬‬ ‫يأتي ھذا المشروع الذي قام على دراسته واإلعداد له مكتب التربية العربي‬ ‫لدول الخليج في إطار العمل التربوي المشترك نتيجة جھود متواصلة لترجمة‬ ‫قرارات القادة األجالء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوجيھاتھم بتطوير‬ ‫التعليم وذلك في إطار موافقتھم على ما جاء في وثيقة اآلراء التي عرضھا عليھم‬ ‫صاحب السمو الملكي األمير عبد بن عبد العزيز التي تضمنت فيما تضمنته‬ ‫ضرورة وأھمية تطوير المناھج الدراسية وبخاصة مناھج الرياضيات والعلوم واللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وفي ضوء توجيھات المؤتمر العام للمكتب بتطوير وتحديث مناھج الرياضيات‬ ‫والعلوم وضرورة تبني أفضل السالسل العالمية في الرياضيات والعلوم والطبيعية‬ ‫وبمتابعة من المجلس التنفيذي للمكتب تم إعداد وثيقة المشروع استنا ًدا إلى المبررات‬ ‫الحافزة على تطوير مناھج العلوم والرياضيات المتمثلة فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -١‬الرغبة في مواكبة التطور والتقدم المتسارع في مجالي الرياضيات والعلوم‪.‬‬ ‫‪ -٢‬مواكبة المستجدات والمستحدثات للمواد التعليمية والنظريات التربوية العالمية‪،‬‬ ‫واالستفادة من التطور التقني في االتصاالت والمعلومات‪.‬‬ ‫‪ -٣‬رفع مستوى الكفايات التعليمية لطالب المنطقة في مادتي الرياضيات والعلوم‬ ‫ليتسنى لھم منافسة أقرانھم على المستوى العالمي خاصة في ضوء ما يسمى‬ ‫بالعولمة‪.‬‬


‫‪ -٤‬تلبية دعوة مؤسسات التعليم العالي لرفع كفايات ومھارات خريجي التعليم العام‬ ‫في مادتي الرياضيات والعلوم‪.‬‬ ‫‪ -٥‬األخذ باالتجاھات التربوية الحديثة التي تشير إلى التمحور حول المتعلم والتعلم‬ ‫الذاتي‪.‬‬ ‫‪ -٦‬الرغبة في تحسين بيئة التعليم والتعلم في مدارس الدول األعضاء بالمكتب‪.‬‬ ‫‪ -٧‬رفع الكفايات المھنية للمعلمين لمادتي الرياضيات والعلوم في دول الخليج‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪ -٨‬إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص لإلسھام الوطني في صناعة المواد التعليمية‬ ‫وإنتاجھا محليًا في دول المنطقة‪.‬‬ ‫‪ -٩‬االستفادة من الخبرات العالمية والتوجھات المعاصرة في إحداث نقلة نوعية في‬ ‫المناھج من حيث اإلعداد العلمي وأسلوب العرض واستخدام التقنيات الحديثة‪.‬‬ ‫وقد تم اإلعالن عن المشروع في الصحف المحلية كمناقصة وتضمنت وثائق‬ ‫المناقصة العقد الخاص بھا‪ ،‬والشروط العامة والخاصة والغرامات والبنود‬ ‫والمالحق‪ ،‬وقد تقدمت شركات عالمية لدخول المنافسة‪.‬‬ ‫وتم فتح مظاريف المناقصة يوم االثنين ‪ ٢٩‬شعبان ‪١٤٢٣‬ھـ‪ ،‬الموافق ‪٤‬‬ ‫نوفمبر ‪٢٠٠١‬م‪ ،‬في مقر المكتب بالرياض‪ ،‬بحضور أعضاء اللجنة المشرفة على‬ ‫المشروع‪ ،‬وممثل مالي من الدول األعضاء بالمكتب‪ ،‬وقد تقدمت شركة العبيكان من‬ ‫المملكة العربية السعودية بأنسب العروض‪ ،‬حيث توافر في عرضھا تحقيق تنمية‬ ‫المقدرة على تعلم الرياضيات والعلوم لدى كافة الطالب‪ ،‬كما تمد السلسلة التي‬ ‫تقدمت بھا الطالب بالمھارات الفكرية التي تساعدھم على فھم العلوم وتطبيقاتھا‪،‬‬ ‫إضافة إلى أن التكنولوجيا في تلك السلسلة جزء ال يتجزأ من منھج الرياضيات‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا وثي ًقا بكافة الدروس التي تقدم للمتعلم‪ ،‬كما تربط الرياضيات‬ ‫والعلوم وترتبط‬ ‫والعلوم بموضوعات المواد األخرى‪) :‬القراءة‪ ،‬االستماع‪ ،‬التكلم(‪ ،‬الكتابة( واآلداب‬ ‫والعلوم االجتماعية والصحة والتربية البيئية‪ .‬وتشدد على جعل الرياضيات والعلوم‬ ‫مادة ذات صلة بحياة الطالب اليومية‪ ،‬بصفتھا مسألة حاسمة للحفاظ على اھتمام‬ ‫الطالب وتحفيزھم وتعويدھم على حل المشكالت الحياتية‪ .‬وتشتمل أي ً‬ ‫ضا على‬ ‫إستراتيجيات عديدة تساعد المعلمين في التعامل مع الطالب من ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة وتراعي الفروق الفردية بين المتعلمين على أساس أن للطالب مواھب‬ ‫مختلفة ومستويات إنجاز متباينة‪ ،‬وكذلك أساليب تعلم واھتمامات مختلفة‪ ،‬ويعطى‬ ‫المتعلم مساحة في كل درس تحقق ھذه التوجھات التربوية‪ .‬كما تتضمن السلسلة ش ًقا‬ ‫خا ً‬ ‫صا إلقامة الصلة بين البيت والمدرسة من خالل مكونات عديدة توفرھا في‬ ‫أنشطتھا‪.‬‬


‫ولھذه السلسلة وھي )سلسلة ھاركورت( موقع متميز على الشبكة العالمية يحقق‬ ‫التواصل بين المعلمين والطالب وأولياء أمورھم والقائمين على العملية التعليمية‬ ‫والمھتمين بھا‪.‬‬ ‫وسوف يتم التنفيذ الفعلي للمشروع وفق الشروط والمواصفات واالتفاقيات المبرمة‬ ‫مع جھة التنفيذ‪ ،‬حسب الخطة الزمنية المقترحة‪ ،‬وتشير الخطة التنفيذية إلى أن العام‬ ‫الدراسي ‪٢٠٠٦ – ٢٠٠٥‬م‪ ،‬ھو لتدريب جميع المعلمين في مادتي الرياضيات‬ ‫والعلوم‪ ،‬ويأتي التطبيق في المدرسة تواليًا كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ -١‬يبدأ التطبيق في الصفوف األول والرابع االبتدائي‪ ،‬السابع )األول متوسط(‪،‬‬ ‫الحادي عشر )الثاني الثانوي( في العام الدراسي ‪٢٠٠٨ – ٢٠٠٧‬م‪.‬‬ ‫‪ -٢‬التطبيق في السنة الثانية للصفوف‪ :‬الثاني والسادس االبتدائي‪ ،‬التاسع )الثالث‬ ‫متوسط(‪ ،‬الثاني عشر )الثالث الثانوي( في العام ‪٢٠٠٨ – ٢٠٠٧‬م‪.‬‬ ‫‪ -٣‬التطبيق في السنة الثالثة للصفوف‪ :‬الثالث والسادس االبتدائي‪ ،‬التاسع )الثالث‬ ‫متوسط(‪ ،‬الثاني عشر )الثالث ثانوي( في العام الدراسي ‪٢٠٠٩ – ٢٠٠٨‬م‪.‬‬ ‫‪ -٤‬تكون الطبعة تجريبية في كل صف من الصفوف لمدة عامين دراسيين‪ ،‬ثم‬ ‫تصدر طبعة معدلة لمدة سنتين‪ ،‬ويتم إجراء تقويم شامل وتطوير لكل منتج في نھاية‬ ‫السنة الرابعة‪.‬‬ ‫‪ -٥‬تمتلك وزارات التربية والتعليم حق الملكية بعد نھاية العقد تدريجيًا خالل ثالث‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫ھذا وقد نفذت وزارة التربية والتعليم في دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫مشروع تطوير مناھج الرياضيات والعلوم من خالل الشركات العالمية‪ ،‬وھو يطبق‬ ‫حاليًا في الصفوف الثالثة األولى من المرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫وقد وقعت وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية عقد تنفيذ المشروع‬ ‫مع الشركة المنفذة )شركة العبيكان( في السابع عشر من شوال ‪١٤٢٥‬ھـ الموافق‬ ‫الثالثين من ديسمبر ‪٢٠٠٤‬م‪ ،‬ومن المتوقع استكمال توقيع العقود مع الشركة من‬ ‫قبل بقية الدول األعضاء التي ستطبق ھذه السلسلة خالل الشھور القادمة‪.‬‬ ‫� جھود مكتب التربية في توحيد مناھج المواد االجتماعية وتطويرھا في الدول‬ ‫األعضاء‪.‬‬ ‫تنفيذا لقرارات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي الخاصة بتوحيد وتطوير المناھج‬ ‫وضع المركز ضمن مجاالت الخطة التنفيذية)]‪ ([25‬لتوحيد المناھج وتطويرھا‬


‫مقترحا لقدر مشترك بين دول الخليج العربية في المواد االجتماعية‪ ،‬وقدمت في‬ ‫اجتماعات الدورة االستثنائية الثانية للمجلس التنفيذي]‪:[26‬‬ ‫أھداف القدر المشترك في االجتماعيات‪:‬‬ ‫استھدف القدر المشترك ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -١‬التركيز على المفاھيم التي تخدم وحدة الفكر واالتجاه والوالء لمنطقة الخليج‬ ‫العربية باعتبارھا جزءا من الوطن العربي الكبير‪.‬‬ ‫‪ -٢‬اإلسھام في إبراز وحدة التاريخ ووحدة المصير المشترك‪ ،‬وضرورة التعاون من‬ ‫أجل التقدم واالزدھار واألمن بين دول المنطقة‪.‬‬ ‫‪-٣‬‬

‫إبراز التشابه في األصول البشرية وحياة السكان في دول الخليج العربية‪.‬‬

‫‪ -٤‬التعريف بخصائص المجتمع العربي في دول الخليج وأھم مشكالته والعمل على‬ ‫اإلسھام في حلھا‪ ،‬سواء على مستوى دول الخليج العربية أو على مستوى الوطن‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫وتحقيقا لھذه األھداف وضع المركز عشر وحدات على مرحلتين‪ ،‬وعقد ورشتي‬ ‫عمل بمقر المركز شارك فيھما خبراء المواد االجتماعية في الدول األعضاء للنظر‬ ‫في الوحدات المقترحة ووضعھا في الصورة النھائية‪.‬‬ ‫تم تطبيق القدر المشترك في المواد االجتماعية بدءا من العام الدراسي‬ ‫‪١٤٠٨/١٤٠٧‬ھـ ‪١٩٨٨/١٩٨٧ -‬م‪.‬‬ ‫أجريت ‪ -‬بعد التطبيق‪ -‬دراسة تقويمية‪ ،‬أدت إلى تحديث البيانات واإلحصاءات في‬ ‫ضوء التطوير النوعي والكمي الذي حدث خالل المدة من بدء التطبيق‬


‫ ‬

‫א‪ :‬دאع د‪ 8‬ن ض א‪6‬ط‪ 5‬ل ‬

‫استضافت الجامعة األردنية محاضرة »االبداع يبدأ من رياض األطفال« التي ألقاھا‬ ‫الباحث اللغوي حمزة الخياط وأكد الخياط ان التعليم في الدول العربية ليس من‬ ‫أولويات الحكومات‪ ،‬كاشفا ً عن ان االنفاق على البحوث العلمية في الوطن العربي‬ ‫بأكمله ال يتعدى ‪ ٥‬مليارات دوالر مقارنة بإسرائيل التي تنفق ‪ ٩‬مليارات دوالر‬ ‫سنويا حسب تقرير منظمة اليونيسكو ‪.٢٠٠٨‬‬ ‫براءات االختراع‬ ‫قال‪» :‬ھناك خلل واضح في المنظومة العلمية‪ ،‬ويكفي ان أشير الى ان البحوث‬ ‫العلمية وكتب التاريخ وبراءات االختراعات في الدول العربية ال تتعدى ‪ ١%‬مقارنة‬ ‫بدول كأمريكا واليابان وألمانيا وغيرھا‪ ،‬وقد حصلت المغرب والكويت وقطر‬ ‫وسلطنة عمان واليمن الترتيب األسوأ في الرياضيات والقراءة في المسابقة العالمية‬ ‫التي أقيمت سنة ‪».٢٠١٢‬‬ ‫لقد شھدت الدول المتقدمة تطورا كبيرا في تقنيات التعليم وتبدل كثير من النظريات‬ ‫التعليمية حيث أخذت تدعو جميعھا الى االتجاه العقلي كمدخل للتعليم الحديث‪ ،‬لكن‬ ‫الضغف في مخرجات التعليم ظاھرة تعانيھا مجتمعاتنا على امتداد الوطن العربي‬ ‫وخاصة الضعف في اللغة العربية التي تمر اآلن بمراحل خطيرة تكاد تقضي على‬ ‫ھويتھا‪.‬‬


‫أين التغيير؟‬ ‫قال الخياط‪» :‬كل شيء يتغير من حولنا‪ ،‬جيل اليوم يختلف عن جيل األمس في‬ ‫أمور عديدة والبيئة التي يعيش فيھا التلميذ دائمة التغيير‪ ،‬وال شك ان التكنولوجيا‬ ‫الحديثة قد عملت على ھذا التغيير بسرعة وبدرجة ال يتصورھا العقل ولم يتصورھا‬ ‫حتى من له يد في صناعة ھذه التكنولوجيا مع األسف فالمؤثرات البيئية التي حولنا‬ ‫بدأت تقضي على مناھجنھا القديمة وعلى أساليبنا التعليمية البالية وأصبحت‬ ‫المقررات الدراسية العربية عاجزة عن مالحقة التحوالت المتسارعة‪».‬‬ ‫وأضاف‪» :‬ان الدول المتقدمة وصلت الى مراحل متقدمة في العلم لسبب بسيط‬ ‫وواضح وھو أنھم عملوا على برمجة عقول األطفال منذ الصغر ووجدوا ان تربية‬ ‫الذكاء وتدريبه وھو المنطق األساسي لتطوير قدرات األطفال وحفزھم نحو‬ ‫االبداع‪».‬‬ ‫ونوه المحاضر بأن بعض الدول كانت نامية وأصبحت اآلن من الدول الصناعية‬ ‫المتقدمة مثل ماليزيا‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬سنغافورا‪ ،‬البرازيل‪ ،‬فنلندا‪ ،‬الفليبين‪،‬‬ ‫تركيا‪..‬الخ‪ .‬ونحن مع األسف حتى لغتنا العربية أصبحت غريبة أمام ھذا السيل‬ ‫الجارف من المصطالحات الغربية‪.‬‬ ‫المناھج العربية‬ ‫ثم تطرق الى المناھج العربية وقدم دراسة دقيقة ومثبتة من منظمة اليونيسكو مؤكدا‬ ‫ان المناھج العربية متواضعة فھي ال تحاكي عقل الطفل وال تساعده على التفكير‬ ‫بطريقة سليمة وال يوجد فيھا ما يثير االبداع وھي تعتمد على الكم والحشو المبالغ‬ ‫فيه وال نجد فيھا التشويق والمتعة واالثارة وھي مصممة من أجل الحصول على‬ ‫النجاح وتخطي المراحل الدراسية فقط‪ ،‬مشيراً الى ان المثيرات البيئية من حولنا‬ ‫بدأت تقضي على المناھج التقليدية وأصبح الكتاب عبئا ثقيال على األطفال‪ ،‬ومازالت‬ ‫مناھجنا عاجزة أمام ھذه التحوالت التكنولوجية‪.‬‬ ‫ان ظھور مصادر جديدة للتعلم جعل األطفال يستغنون عن الكتاب ويتجھون الى‬ ‫األلعاب االلكترونية لمرونتھا في تحفيز عقل الطفل‪ ،‬ومشكلة كتب األطفال في‬ ‫الوطن العربي ان الكل يريد ان يؤلف فيھا بينما المتخصصون في أدب الطفل ال‬ ‫يعدون على األصابع‪ .‬وشدد على ان لتطوير المناھج أھمية كبرى ومكانة بالغة‬ ‫تفوق أھمية التطوير في أي جانب من جوانب الحياة وذلك ألن تطوير المناھج معناه‬ ‫تطوير بناء االنسان ورجل الغد‪.‬‬


‫رياض األطفال‬ ‫أشار الخياط الى ان مرحلة رياض األطفال ھي األساس لكل ما يتبعھا من مراحل‪،‬‬ ‫الفتا ً الى ان تربية الذكاء ھي المنطق األساسي لتلك المرحلة‪ ،‬وتطرق الخياط في‬ ‫حديثه الى تجربته الفريدة في الحقل التربوي وخصوصا في مرحلتي رياض‬ ‫األطفال واالبتدائي والتي يطبقھا من خالل مركز االبداع اللغوي الذي بزغت فكرته‬ ‫للنور بين أحضان الجمعية النسائية االجتماعية‪.‬‬ ‫وتحدث عن فلسفته في التعليم والتي تقوم على ان زرع الثقة بنفوس األطفال أساس‬ ‫النجاح وأن كل األطفال خلقوا مبدعين‪ ،‬فضالً عن االيمان بالتعليم غير المباشر‬ ‫والتعليم عن طريق االثارة العقلية‪ ،‬وھاتان الطريقتان ھما األفضل في الدول‬ ‫المتقدمة تعليميا وتربويا حيث لھما القدرة على تحفيز العقل وتنمية خالياه وتعزيز‬ ‫الثقة بالنفس وتحسين مستوى التحصيل العلمي وسرعة التعلم‪ .‬وقد ختم الخياط‬ ‫كالمه بالقول‪» :‬ان العقول العربية من أميز العقول وأن نسبة ‪ ٣٥%‬من العلماء‬ ‫واألطباء في أوروبا وأمريكا من أصول عربية‪ .‬ونحن نحتاج الى مناھج مثمرة‬ ‫قادرة على مسايرة التطور ومواكبة التغيرات التكنولوجية الھائلة‪ ،‬كما أننا بحاجة‬ ‫الى بيئة مدرسية مليئة بالمؤثرات العقلية والى نظام تعليمي يحقق فيه الطفل نموه‬ ‫العقلي ونظام يعلم أطفالنا كيف يفكرون ال كيف يحفظون‪ ،‬نحن بحاجة الى قياديين‬ ‫مبدعين قادرين على اعداد أجيال أكثر قدرة على مواجھة تحديات العصر ويكونون‬ ‫مؤھلين لالستجابة الى الدخول في العالم الحديث بإيجابية‪».‬‬ ‫إشادة‬ ‫أبرز أسباب تدني التعليم في الوطن العربي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تخلف المناھج العربية وعجزھا عن مواكبة العصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطرق واألساليب التعليمية التقليدية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الضعف الواضح في أداء معلمي ومعلمات رياض األطفال واالبتدائي‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعليم االبتدائي يركز على مھارات القراءة والكتابة فقط فھو اذن محو أمية‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫‪ -5‬رياض األطفال والمرحلة االبتدائية عاجزتان حتى اآلن عن تنمية عقول‬ ‫األطفال ومنافسة المؤثرات البيئية والتطور التكنولوجي‪.‬‬ ‫‪ -6‬نقص أعداد المتخصصين في تأليف كتب لألطفال‪.‬‬


‫تجربة ناجحة‬ ‫استعرض الخياط احدى التجارب الناجحة التي أشرف على تنفيذھا مع تالميذ‬ ‫الصف األول االبتدائي فأثمرت مجموعة من األطفال المبدعين وبنسب فاقت‬ ‫التوقعات زادت عن ‪ ٩٥%‬وفيما يلي أھم مكونات ھذه التجربة‪:‬‬ ‫‪ -1‬األلعاب الممزوجة باالثارة العقلية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تنوع الوسائل المعينة والجذابة لألطفال‪.‬‬ ‫‪ -3‬التركيز على التعليم غير المباشر والبعد عن التلقين‪.‬‬ ‫‪ -4‬دمح مھارات اللغة مع طرق التفكير‪.‬‬ ‫‪ -5‬اتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن نفسه وخبراته‪.‬‬ ‫‪ -6‬غرس الثقة في نفس الطفل من خالل الحوار‪.‬‬ ‫‪ -7‬االعتماد على استخدام القصة كعنصر تربوي فعال‪.‬‬ ‫‪ -8‬توفير البيئة التربوية والترفيھية المناسبة‪.‬‬

‫األھداف التي تحققت بتنفيذ البرنامج على أطفال الروضة‪:‬‬ ‫‪ -1‬رفع مستوى الكفاءة التفكيرية لدى األطفال‪.‬‬ ‫‪ -2‬التسريع في اتقان مھارات اللغة‪.‬‬ ‫‪ -3‬زيادة القدرة على القراءة والكتابة بشكل متميز‪.‬‬ ‫‪ -4‬تنمية الشعور بالثقة بالنفس لدى أطفال المجموعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬التمكن من القدرة التعبيرية على التصور بطالقة‪.‬‬ ‫‪ -6‬القدرة على سرد القصص القصيرة باللغة العربية المبسطة‪.‬‬ ‫‪ -7‬القدرة على قراءة الكلمات والجمل التي تحتوي مھارات الصف األول والثاني‬ ‫االبتدائي‪.‬‬ ‫‪ -8‬قراءة القصص التي تتكون من خمس جمل‬


‫من مشاكل المناھج التعليمية في معظم الدول العربية‬ ‫أ‪ .‬محمد رفقي المشرقي‬ ‫المنھج الصحيح‪:‬‬

‫إن التركيز على الدقة في كل شيء ‪ ،‬في كل جزئية في إطار منظومة ما مع مراعاة‬ ‫العالقات الموجودة بين جميع المكونات لتلك المنظومة أو الفكرة أو الموضوع ‪ ،‬نعم‬ ‫‪ ،‬فالتركيز الدقيق يؤدي إلى اكتساب منھج عقالني علمي يضع جميع األمور في‬ ‫نصابھا المثالي وبكل سھولة و سالسة ودون أي عناء‪ ،‬بل ويساعد الذھن و الذاكرة‬ ‫والمخيلة على االبتكار و اإلبداع بتلقائية تكاد تسميھا "اإللھام"وھذا يحصل في جميع‬ ‫مجاالت اإلبداع ‪ :‬الفكر‪ ،‬األدب ‪ ،‬الشعر ‪ ،‬الموسيقى ‪ ،‬الفلسفة و حتى في ابتكار‬ ‫الخطط التكتيكية في األلعاب الذھنية كالشطرنج واالختراعات وفي ألعاب الرياضات‬ ‫الجماعية ‪ ...‬ونالحظ ھذه الملكات عند عدد من التالميذ والطلبة واألساتذة‬ ‫والمفكرين وبعض الفنانين الذين ال يجدون أية مشكلة في التعامل مع أي موضوع و‬ ‫أي نشاط لكونھم نشئوا عن طريق ھذا المنھج‪...‬‬ ‫أما مجال اكتساب روح الدقة والتمييز و المالحظة الدقيقة والضبط فيكون في‬ ‫المراحل األولى من التعليم وفي جميع األنشطة المدرسية من لغة وعلوم ورياضيات‬ ‫أو حساب و ھندسة ورياضة وتشكيل وموسيقى‪ ...‬وفي كل ما يتعلق بالتربية‬ ‫الجمالية‪ ،‬وھو ما يعرف اآلن بمبدأ الكفايات ‪ .‬وفي غياب العمل بھذا المبدأ لن‬ ‫تتكون عند الطفل ھذه الملكات –أي الحس‪ -‬والمالحظة الدقيقة – أي يحصل‬ ‫العكس‪ ...‬وما العكس إال ما نشاھده بكل أسف عند كثير من التالميذ أو الطلبة أو‬ ‫حتى عند بعض "المدرسين" الذين – مع األسف ‪ -‬يعجزون ‪ --‬لتصحيح أنفسھم ‪-‬‬ ‫عن التواصل والتعامل سواء مع النظريات المدروسة في مراكز التكوين والمقررات‬ ‫أو مع من يحاولون تعليمھم أو تقويمھم و تصحيحھم ‪ -‬وتجد كل ما يقدمونه من‬ ‫دروس أو شروح أو عروض تخلو من الدقة والجمالية في األسلوب وحتى من الفكر‬ ‫فضال عن ضعف المحتوى مع التسطيح واالبتعاد عن المقصود من الموضوع‬ ‫المطروح نفسه ‪ .‬وھذا ما يعاني منه أغلبية الطلبة الجامعيين اآلن في قضية غياب‬ ‫المنھجية وغياب القدرة على التعمق‪...‬‬ ‫فالمنھجية أساسھا التعلم في الصغر أو لنقول في فترة مبكرة من الحياة وإال طغت‬ ‫على التلميذ ‪ -‬الذي ھو مستقبل المجتمع ‪ -‬العشوائية وعدم الضبط وتفكك األفكار‬ ‫بسبب عدم مراعاة تلك العالقات والجزئيات منذ البداية مع تلقين المعلومات األولية‬ ‫بطريقة سطحية و جملة دون تحليل وال تبرير و ال دعوى إلى التبرير وال إلى‬


‫العالقات ولو بإشارة بسيطة ‪ :‬عتى غرار ما نقوم به في تدريس الرياضيات‬ ‫والحساب من برھنة وقيام األدلة لتعويد العقل منذ البداية على المرور من تلك‬ ‫المراحل بسرعة فيستطيع بالتالي تركيب الفكرة أو األفكار داخل منظومة‬ ‫**موضوع** معين ‪ ...‬ليتمكن من بعد أن يبدع في أي نوع من اإلنتاج‪...‬وتسھل‬ ‫عليه سبل التعلم – تعلم أي شيء في أقرب وقت ألن ھذه المؤھالت تشجعه على‬ ‫االستمرار في االجتھاد – وعندھا يشعر بالمسؤولية إزاء نفسه وال يستطيع التھاون‬ ‫منذ ھذا الوقت المبكر ‪ --‬و تجدر اإلشارة إلى أنه يجب أن نالحظ شيئا جد ھام‬ ‫يحصل من إتباع ھذا المنھج‪:‬‬ ‫إنه منھج تعليمي يصل بنا إلى نتيجة تربوية أھم من المعلومات المغلوطة ومن‬‫ملء األذھان بالخزعبالت‪ :-‬ھي الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس ‪ .‬وبھذا المنھج‬ ‫وحده وال بغيره نستطيع أن نصل بالطفل أو الشاب إلى ھذا المستوى من الشعور‬ ‫الذي ھو من أھم أھداف التربية بصفة أساسية ‪.‬ألنه بفضله سيستطيع الطالب التحدي‬ ‫لكل ما كان يبدو له وما يبدو اآلن لكثير من أوالئك التالميذ و الطلبة الذين ال يجدون‬ ‫حال لتدني مستواھم رغم حسن نيتھم وقوة إرادتھم و عزيمتھم ومحاوالتھم إال أنھم‬ ‫يصابون في األخير باليأس ‪ **.‬وما أكثر ھؤالء الضحايا في مجتمعاتنا ‪ ،‬قدرات‬ ‫وذكاء وطاقات ھائلة ضحية لسوء المناھج و غياب الضمير عند عدد كبير من‬ ‫المسئولين والمدرسين بدعوى أن التعليم به خلل من األساس أو بـسـبـب عدم توفر‬ ‫القاعات أو أن الميزانية المعتمدة ال تكفي وال يحاولون تصحيح ما يمكن تصحيحه‪،‬‬ ‫وال إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلقائيتھم أو بوازع أخالقي مع أن ھذا ال يتطلب المادة‬ ‫بل النية الصالحة والحب واألمانة مع إعمال الفكر والكفاءة – والمنھجية التي ھي‬ ‫األساس ــ أو إن فاقد الشيء ال يعطيه – نعم إن ھذا المشكل ولألسف يرجع كذلك‬ ‫إلى انعدام الضمير واألخالق وغياب المعرفة ألن من يملك العلم واألخالق ال يمكنه‬ ‫أن يبخل ولو بدرة مما يكسبه وألن العلم والمعرفة واألخالق تحرك اإلنسان وتحفزه‬ ‫وتحمسه للبذل والعطاء ولو كان مريضا أو محتاجا أو‪....‬أو‪....‬‬ ‫فالمشكلة التي أثيرھا ھنا‪ -‬وھي نسبية ‪ -‬تدل داللة قاطعة على أن فريقا من ھؤالء‬ ‫الضحايا من التالميذ و الطلبة ليسوا بأغبياء وال كان ينقصھم شيء إال العناية‪ ،‬فھم‬ ‫ضحايا لغياب الضمير أو لنقص في كفاءة المسئولين وإن ھؤالء ليعون ذلك جيدا‪.‬‬ ‫فـأيــن دور مراكز التكوين بل وأين التكوين الذي ھو في مراكز التكوين؟ أو ھي‬ ‫مراكز "للتكوين"= ‪/‬السكوت‪ /‬بالمعنى الدارج في اللھجة المغربية ‪....‬كونوا‬ ‫وسكتوا" أحسن ليكم"** ‪.‬‬ ‫وھذا ھو سر الفرق بين عدد من الدول العربية و بين العالم الغربي والدول التي‬ ‫فاقتنا في ميادين العلوم والتكنولوجيا بفضل التربية والتعليم السليم الذي يوجه الطفل‬


‫في طور مبكر من حياته ‪ ،‬ألنه اكتسب المنھج و األدوات ونمى الملكات الطبيعية‬ ‫والمنھجية التي تسھل عليه التعلم ليصل إلى ما وصل إليه من قدرات في اإلبداع و‬ ‫االبتكار الذي نالحظه عندھم ومنذ زمن بعيد‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬والحالة ھذه ‪ ،‬فإلى متى سيستيقظ المسئولون عن التعليم لتوحيد المناھج‬ ‫وبناءھا عمليا على ھذه المبادئ واألسس الضرورية ؟‬ ‫فھي موجودة كنظريات في الكتب** علوم التربية – مراكز التكوين‪ **...‬لكنھا غير‬ ‫موجودة أي ال تطبق في العمل داخل القسم مع التالميذ‪ .‬فأين إذن دور المراقبة‬ ‫التربوية – إذا سلمنا بصالحية المقررات وبفعالية ھذه المراقبة و بكفاءة وأخالقية‬ ‫المراقبين الذين يتحملون القسط األكبر من وزر ھذا الفشل الذريع ؟ بل وأين‬ ‫المقررات التي بنيت على ھذه النظرية التي تراعى فيھا ھذه األسس البسيكو‬ ‫بـيداغوجية الضرورية ؟ و أين المقررات التي تنسجم مع بيئية و وسط التالميذ ؟؟؟‬ ‫وإال فالمصيبة ستبقى مستمرة إلى األبد فلماذا ال يستعان عند مشاريع اإلصالح ـ‬ ‫وما أكثرھا ــ بالخبرة النظرية والعملية ألوالئك المدرسين الذين اكتسبوا تجربة و‬ ‫تفننوا في الطرق التربوية و يشھد عليھم عطاءھم في الميدان فيكونوا النموذج‬ ‫والقدوة لتطبيق تلك النظريات و ألمبادئي التي تحفظ عن ظھر قلب من طرف‬ ‫المتخرجين من مراكز التكوين و الذين جلھم ال يستطيع ال استعابھا وال تطبيقھا وال‬ ‫الوصول إلى أحد من أھدافھا؟؟ ‪ ......‬أم تمسك غريق بغريق!!!!!‪ .‬‬ ‫فإلى متى ستظل األمور ھكذا رھينة األنانية و المحسوبية والمصلحة الخاصة ‬ ‫على حساب مصير أجيال بل أمة تعاني من فقدان القدرة على إثبات ذاتھا ‪ ،‬والحالة‬ ‫ھذه أن الخلف في ميدان التربية ال يمكنه أن يكون إال صورة للسلف أو أقل منه‬ ‫كفاءة وھكذا دواليك سنبقى نعيش في حلقة مفرغة وفي دوامة ال يمكن الخروج منھا‬ ‫إال بإعادة النظر في ھذه المناھج و تكوين األطر بعيدا عن الشكليات الزائفة‬ ‫والمغالطات التي تدس السم في العسل والتي نستوردھا كنظريات ال تمت بصلة ال‬ ‫إلى واقعنا و ثقافتنا و ھويتنا وال إلى الحقيقة العلمية وال حتى إلى واقع الغرب الذي‬ ‫إلينا**‬ ‫يصدرھا‬ ‫ولنضرب مثال بمستوى العطاء عند تلميذ من المدارس الحرة التي تعمل في بعض‬ ‫البلدان وفق برامج ومناھج فرنسية مقارنة مع مستوى أبناءنا الذين يدرسون ما شاء‬ ‫ في مدارسنا ‪ .‬فالفرق جد مخيف ينذر بكارثة ال محالة‪.‬‬ ‫إنه ال يمكن الخروج من ھذا النفق المظلم ومن ھذه الحلقة المفرغة إال بإعادة النظر‬ ‫في ھذه القضايا وذلك بإشراك من لھم الخبرة الميدانية‪ ،‬الذين يمكنھم إيجاد الحلل‬ ‫وبكل سھولة ‪ ،‬وليس باالقتصار على أشخاص معينين أو على لجينات شكلية وعلى‬ ‫منطقة معينة ــ المنطقة التي يقطن ويعمل بھا أصحاب المشروع ــ كما يحدث دائما‬


‫في محاولة كل تغيير سواء فيما يتعلق بصياغة المقررات أو تأليف الكتب المدرسية‬ ‫التي غالبا ما تأتي إال لتكرار نفس المستويات بصيغة أخرى— وبالتالي ال يكون من‬ ‫ھذا التغيير إال االسم و الشكل واأللوان على حساب سذاجة مدرسين صامتين ‪،‬‬ ‫وعلى حساب مستقبل أجيال ھذه األمة— ألنه وإن اختيرت لجن من مختلف‬ ‫المناطق احتراما لمبدأ الديمقراطية فإن ذلك ال يكون إال ذريعة لسد باب االنتقادات‬ ‫فقط ــ وحتى إذا قامت ھذه اللجان بعمل نجده مجرد عمل شكلي‪ :‬في وضع كتب‬ ‫اللغة على سبيل المثال‪ ،‬ال يراعى ال عالقات بين المواضع وال تنسيق بين المواد أو‬ ‫التمارين اللغوية ‪...‬إذن يجب االبتعاد عن تكرار نفس المقررات ونفس الروتين‬ ‫ونفس المشاكل التقنية التي تتكرر فضال عما يتزايد من المشاكل التي يعرفھا التعليم‬ ‫على مستوى الخصاص في التجھيزات والبنايات واألدوات التربوية و مشاكل‬ ‫المنح ‬

‫ א ‪ /0‬א طو ; و א מ א ‪ ,‬‬ ‫ ‪ » /0‬طو =« و» מ ‪ ..« ,‬א * »! ل« ‬ ‫التطبيق بحاجة إلى وسائل "تقنية" و"مخبرية" ومعظم المدارس خالية‬ ‫مر التعليم العام في المملكة بمراحل مختلفة من التوسع الكمي والنوعي‪ ،‬استجابة‬ ‫لمتطلبات التنمية وإنمائھا‪ ،‬ألجل إحداث نقلة نوعية عالية الجودة‬ ‫في تطوير التعليم عامة والمناھج خاصة‪ ،‬ومن خالل دراسة واقع التعليم تم التوصل‬ ‫إلى ضرورة التطوير الذي يراعي تلبية حاجات المتعلمين وحاجات المجتمع‬ ‫والتھيئة لسوق العمل‪ ،‬وھذا ما تھدف له وزارة التربية والتعليم‪ ،‬فجاء المشروع‬ ‫الشامل لتطوير المناھج الذي يھدف إلى تطوير العملية التعليمية بجميع أبعادھا‬ ‫وعناصرھا‪ ،‬وكل عمل جديد البد أن يصاحبه بعض االنتقادات واالعتراضات‪،‬‬ ‫ولكن كلما يكون ھذا العمل قد أخضع لمزيد من الدارسات والبحوث فسوف يكون‬ ‫فاعالً‪ ،‬وتطوير المناھج في بالدنا من أكثر الموضوعات التي أثارت جدالً كبيراً في‬ ‫المجتمع ‪.‬‬ ‫"الرياض" التقت بعدد من الشخصيات إللقاء الضوء على مزيد من التطور في ھذا‬ ‫المجال مع بداية العام الدراسي الجديد ‪.‬‬


‫التغيير مطلب‬ ‫بداية يقول المسؤول التربوي "محمد آل راجح"‪ :‬إنّ التغيير سنة من سنن في‬ ‫الكون‪ ،‬وعندما نقول ھذه العبارة في سياق تجديد وتطوير المناھج المدرسية ال يعني‬ ‫ذلك منا ھز الثوابت التي بنى عليھا ھذا المجتمع المتماسك‪ ،‬فالثوابت الدينية بالنسبة‬ ‫لنا ھي السياج الذي حمى ھذا النسيج وجعله ناميا متكيفا في وجه كل المتغيرات‪،‬‬ ‫وھذا أمر مفروغ منه ال يقبل جدال وال كثير كالم‪ ،‬لكننا حينما نعتبر المدرسة ھي‬ ‫المتجر الذي يلبي احتياجاتنا فليس بمستغرب منا أن نحرص على أن نسوق فيه كل‬ ‫جديد ومن ھذا المنطلق كانت احتياجاتنا العصرية تستدعي عاجال دون آجل أن‬ ‫نطور مناھجنا ‪.‬‬ ‫تنمية الشخصية‬ ‫ويوافقه "االستاذ‪ .‬حسن بن ثابت الحازمي" ‪ -‬مدير مكتب التربية والتعليم بجنوب‬ ‫مكة المكرمة ‪ -‬مؤكداً أنّ عملية تطوير المناھج والمقررات الدراسية في وزارة‬ ‫التربية والتعليم تھدف إلى تطوير نوعي في مناھج التعليم؛ لتحقيق وخدمة مجاالت‬ ‫متعددة ومھمة ومن أبرزھا تنمية شخصيات المتعلمين العلميّة والعمليّة والعناية‬ ‫بمھارات التفكير لدى الطالب‪ ،‬وتوفير التعليم بما يتناسب مع قدراتھم وميولھم‪،‬‬ ‫وكذلك التوازن فيما يقدم من كم معرفي في ضوء حاجات المتعلمين ومتطلبات‬ ‫العصر والتحول من التركيز في المحتوى المعرفي إلى عمليات التعلم بما يضمن‬ ‫ويساعد على تطبيق ما يتعلمه الطالب ويترجمه إلى مھارات في حياته اليومية‬ ‫وتوظيفه في حل مشكالت التي تواجھھم‪ ،‬وكذلك التعامل مع متغيرات العصر وفق‬ ‫رؤية شرعية ووطنية متزنة واستثمار الخبرات العالمية في بناء المناھج وتحقيق‬ ‫نقلة نوعية في إعداد الكتاب المدرسي والمواد المصاحبة ‪.‬‬ ‫تھيئة قبلية‬ ‫ولكن "االستاذ‪ .‬محمد الراجح" رأى أنّ انسياق وإسراع وزارة التربية والتعليم‬ ‫لدواعي التطوير بھذا الشكل المتسارع جعل ثمة أخطاء من الطبيعي أن تحصل فنجد‬ ‫أن مرحلة التدريب المھني للمعلمين على ھذه المناھج ‪ -‬التي من المتأكد أنھا من‬ ‫استراتيجيات التطوير ‪ -‬لم تكتمل فترة رضاعتھا بعد‪ ،‬واألولى أن تمكث مدة‬ ‫التدريب فترة زمنية أوسع‪ ،‬والبد أن يأخذ وقته أوال قبل أن تفرض المناھج الجديدة‬ ‫بھذه العجلة‪ ،‬مضيفا ً كما أن ثمة برامج افترضتھا المناھج الجديدة في الطالب لن‬ ‫تتحقق إال بوجود تھيئة قبلية لھا بإضافة إلى ضعف التوطئة اإلعالمية إلحالل‬


‫ھذه المناھج كبديل للمناھج القديمة في المدارس‪ ،‬وكذلك قلة تفعيل الشراكة‬ ‫المجتمعية في تصحيح المسار من خالل التغذية الراجعة جعلتھا تعيش بمنأى عن‬ ‫دقة تحديد االحتياج الحقيقي ‪.‬‬ ‫التأسيس أوالً‬ ‫ومن داخل المجتمع المدرسي طالب "محمد آل يعال" ‪ -‬معلم ‪ -‬بأھمية تدريب‬ ‫المعلمين أوال ومن ثم يتم تطبيق تدريس المناھج الجديدة على الطالب‪ ،‬حيث ذكر أنّ‬ ‫فريق التطوير قام بالتطوير وليته لم يقم بذلك حتى يؤسس لھذا الشروع تأسيسا ً‬ ‫مناسبا من حيث تدريب المعلمين على تلك المناھج وتھيئة البيئة المناسبة لھا‪،‬‬ ‫وتساءل كيف يقومون بإعداد مناھج لم يراعى فيھا جانب المعلم‪ ،‬وكيف يزج بمناھج‬ ‫لم تراعي حال الطالب وال قدراته االستيعابية‪ ،‬مشيراً إلى أنك إذا نظرت إلى منھج‬ ‫الصف االول االبتدائي على سبيل المثال ترى العجب العجاب من كمية المعلومات‬ ‫والمعارف والمصطلحات الغربية وغير المفھومة للمعلم فكيف بالطالب ‪.‬‬ ‫حقل تجارب‬ ‫وأوضح "سلطان التركي" ‪ -‬معلم علوم ابتدائية ‪ -‬أنّ الميدان التربوي أصبح حقل‬ ‫تجارب‪ ،‬ومن المعلوم أنّ كثرة التجارب في الميدان التربوي تربك كل من يعمل في‬ ‫الميدان من معلم إلى طالب إلى ھيئة إدارية أو إشرافية‪ ،‬مضيفا ً‪ :‬لنأخذ‬ ‫مشروع تطوير الرياضيات والعلوم مثال فھو كفكرة رائع‪ ،‬ولكن التطبيق يحتاج‬ ‫مزيدا من الدراسة؛ ألنه مطلوب من الطالب في الصف األول االبتدائي أن يقرأ‬ ‫ويكتب في منھج العلوم ويسجل األنشطة بيده وھو لم يتقن بعد معرفة الحروف‬ ‫الھجائية‪ ،‬والمشروع انتجته شركة ميجروھيل االمريكية التي اعتمدت في أن طالب‬ ‫الصف االول في امريكا جميعھم درسوا في رياض االطفال‪ ،‬وعندنا لم يتجاوز عدد‬ ‫رياض االطفال في المملكة ألف روضة‪ ،‬ونخشى أن يلحق ھذا المشروع بسابقيه‬ ‫والضحايا تزداد نتيجة العشوائية واالرتجالية ‪.‬‬ ‫تشتت التركيز‬ ‫وقالت المعلمة "فاطمه محمد" ‪ -‬معلمة مرحلة ثانوية‪:‬‬ ‫اإلسھاب في تطوير وتعديل المناھج وكثافتھا وكثرة المعلومات وخاصة ثالث ثانوي‬ ‫أدى إلى إجھاد المعلمة والطالبة وتشتيت تركيزھا‪ ،‬وكثرة الحصص المقررة سببت‬ ‫الملل للطالبة وللمعلمة أيضاً؛ ألنه يتعدى أحيانا الحصتين في اليوم مما يؤثر في‬


‫المعدل عند ضربه في عدد الحصص لمرحلة الثاني والثالث الثانوي‪ ،‬وبذلك يكون‬ ‫نصاب المعلمة أكثر من ‪ ٢٠‬حصة‪ ،‬وتكرار بعض الدروس من المرحلة المتوسطة‬ ‫يزيد من تفاقم المشكلة‪ ،‬مشير ًة إلى أنّ حرص المعلمة على إنھاء المناھج في الوقت‬ ‫المناسب من دون معرفة استيعاب الطالبة يسبب ازدحام المعلومات وكثرتھا زيادة‬ ‫على ازدحام الفصول بالطالبات‪ ،‬وعدم توفر الوسائل التعليمية الحديثة كالتي تھتم‬ ‫بھا الدول االوروبية‪ ،‬ووجود بعض الدروس واألبواب غير المتكاملة التي ال تناسب‬ ‫مستوى تفكير الطالبة وعمرھا مثل الھندسة الفراغية وھذه العوامل تؤدي لضياع‬ ‫الھدف الرئيسي للتدريس ‪.‬‬ ‫تقنين التدريب‬ ‫ولكن "الحارثي" أكد أنّ لدى الوزارة خططا ً مقننة لتدريب المعلمين‪ ،‬حيث يجب أال‬ ‫ننكر قيام وزارة التربية والتعليم بتقديمھا مشكورة خطط مقننة للتدريب على‬ ‫ھذه المناھج من خالل بناء الكفاءة الداخلية في إدارات التربية والتعليم والمدارس‪،‬‬ ‫ومن خالل منظومة من البرامج التدريبية للمعلمين وفق متطلبات المناھج الجديدة‪،‬‬ ‫حيث تقوم عدد من اللجان بتقويم لألداء التعليمي المطلوب وفق‬ ‫متطلبات المناھج الجديدة وأدوات ومصادر يتطلبھا المناھج المطورة ‪.‬‬ ‫التطوير‬ ‫ولم يعارض "آل يعال" التطوير‪ ،‬قائالً‪ :‬نحن مع التطوير والتحسين‪ ،‬ولكن ماتم‬ ‫بمشروع المناھج الجديدة أشبه )بالوالدة الخديج( فالمناھج تدور في فلك والمعلم غير‬ ‫المدرب في فلك آخر‪ ،‬متطرقا ً إلى نقطة حساسة جدا اال وھي أنّ‬ ‫أغلب المناھج الجديدة يحتاج تطبيقھا إلى جھاز حاسوب وسبورة ذكية وھذا ما يفتقده‬ ‫جل الطالب وأغلب المدارس ‪.‬‬ ‫رؤية وتطوير‬ ‫من جانبه أكد مدير عام مدير عام المناھج بوزارة التربية والتعليم "د‪ .‬صالح الشايع"‬ ‫على أن للوزارة رؤية تطويرية شاملة للمناھج التعليمية لتوفير وتقديم مناھج تربوية‬ ‫تعليمية متكاملة ومتوازنة ومرنة ومتطورة‪ ،‬تلبي حاجات الطالب ومتطلبات خطط‬ ‫التنمية الوطنية واحتياجات سوق العمل المستقبلية‪ ،‬وتستوعب المتغيرات المحلية‬ ‫والعالمية‪ ،‬وتحقق تفاعال واعيا مع التطورات التقنية واالتجاھات التربوية الحديثة‪،‬‬ ‫وترسخ القيم والمبادئ اإلسالمية السامية وروح الوالء للوطن وتؤكد الوسطية‬


‫واالعتدال‪ ،‬وتكسب الطالب المعارف والمھارات واالتجاھات النافعة الالزمة للحياة‬ ‫والتعلم والتعايش االجتماعي‪ ،‬وتقود إلى التفكير والتأمل والتدبر والتعلم المستمر‬ ‫واستخدام التقنيات ومصادر التعلم المختلفة‪ ،‬ومن ھذه المشروعات التطويرية‬ ‫"المشروع الشامل لتطوير مناھج التعليم األساسي ‪".‬‬ ‫نوعي وكمي‬ ‫وأضاف‪ :‬ھذا المشروع ھو مشروع وطني يھدف إلى تطوير جميع عناصر المنھج‬ ‫وفق أحدث النظريات واألساليب التربوية والعلمية المعاصرة‪ ،‬وتتولى وزارة التربية‬ ‫والتعليم باالشتراك مع بيوت الخبرة والمؤسسات التعليمية واألكاديمية الوطنية‬ ‫الحكومية واألھلية عمليات تخطيطه وتنفيذه و تقويمه‪ ،‬مبينا ً أن من دواعي التطوير‬ ‫للمناھج الدراسية حيث وضح أن التعليم العام في المملكة مر بمراحل مختلفة من‬ ‫التوسع الكمي والنوعي‪ ،‬واستجابة لمتطلبات التنمية وإنمائھا‪ ،‬ومن أجل إحداث نقلة‬ ‫نوعية عالية الجودة في تطوير التعليم عامة والمناھج خاصة‪ ،‬حيث تمت دراسة‬ ‫واقع التعليم بشكل منھجي وتم التوصل إلى ضرورة التطوير الذي يراعي تلبية‬ ‫حاجات المتعلمين وحاجات المجتمع والتھيئة لسوق العمل‪ ،‬ومن ھنا كما تھدف له‬ ‫وزارة التربية والتعليم‪ ،‬جاء المشروع الشامل لتطوير المناھج الذي يھدف‬ ‫إلى تطوير العملية التعليمية بجميع أبعادھا وعناصرھا ‪.‬‬ ‫الحاجة للتطوير‬ ‫وعن أھمية حاجة المناھج الحالية إلى التطوير قال "الشايع"‪ :‬ال يخفى على أحد أن‬ ‫التقدم السريع والتطور الذي حدث في المجتمع السعودي في الفترة األخيرة مما‬ ‫يستوجب إعادة النظر في المناھج لتواكب ھذا التقدم‪ .‬فالمناھج الحالية قد أدت‬ ‫الغرض الذي وضعت من أجله وخرَّ جت – والحمد – أجياالً خيرة لھذا البلد‪،‬‬ ‫غير أن ھذه المناھج بحاجة إلى تطوير نوعي بما يتناسب مع التقدم العلمي‬ ‫والتحوالت االجتماعية واالقتصادية والتغيرات العالمية"‪ ،‬وعن األھداف العامة‬ ‫للمشروع الشامل لتطوير المناھج يؤكد "الشايع" على أن المشروع الشامل‬ ‫لتطوير المناھج يھدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم من خالل‬ ‫إجراء تطوير نوعي وشامل في المناھج ليستطيع بكل كفاية واقتدار مواكبة الوتيرة‬ ‫السريعة للتطورات المحلية والعالمية ‪.‬‬ ‫تفاعل‬


‫وأضاف‪ :‬المشروع يھدف أيضا إلى توفير وسيلة فعالة لتحقيق أھداف‬ ‫سياسة التعليم على نحو تكاملي عن طريق اآلتي‪ :‬تضمين المناھج القيم اإلسالمية‬ ‫والمعارف والمھارات واالتجاھات اإليجابية الالزمة للتعلم وللمواطنة الصالحة‬ ‫والعمل المنتج والمشاركة الفاعلة في تحقيق برامج التنمية والمحافظة على األمن‬ ‫والسالمة والبيئة والصحة وحقوق اإلنسان‪ ،‬وتضمين المناھج التوجھات االيجابية‬ ‫الحديثة في بناء المناھج مثل مھارات التفكير ومھارات حل المشكالت ومھارات‬ ‫التعلم الذاتي والتعلم التعاوني والتواصل الجيد مع مصادر المعرفة‪،‬‬ ‫ورفع مستوى التعليم األساسي االبتدائي والمتوسط وتوجيھه نحو إكساب الفرد‬ ‫الكفايات الالزمة له في حياته االجتماعية والدراسية والعلمية‪ ،‬وتنمية المھارات‬ ‫األدائية من خالل التركيز في التعلم من خالل العمل والممارسة الفعلية لألنشطة‪،‬‬ ‫وإيجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية المعاصرة وبخاصة التفجر المعرفي والثورة‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬من حيث تحقيق التكامل بين المواد الدراسية عبر المراحل المختلفة‪،‬‬ ‫وكذلك إتاحة الفرصة للطالب الختيار األنشطة المناسبة لقدراتھم وميولھم وحاجاتھم‬ ‫في حدود اإلمكان‪ ،‬وربط المعلومات والتعلم بالحياة العملية والتقنية المعاصرة من‬ ‫خالل التركيز في األمثلة العملية المستمدة من الحياة الواقعية‪.‬‬


‫ ل א ‪ /0‬א ! א دول א ‬ ‫المنھجية الصحيحة ‪:‬‬ ‫إن التركيز على الدقة في كل شيء ‪ ،‬في كل جزئية في إطار منظومة ما مع مراعاة‬ ‫العالقات الموجودة بين جميع المكونات لتلك المنظومة أو الفكرة أو الموضوع ‪ ،‬نعم‬ ‫‪ ،‬فالتركيز الدقيق يؤدي إلى اكتساب منھج عقالني علمي يضع جميع األمور في‬ ‫نصابھا المثالي وبكل سھولة و سالسة ودون أي عناء‪ ،‬بل ويساعد الذاكرة والمخيلة‬ ‫على االبتكار و اإلبداع بتلقائية تكاد تسميھا "اإللھام"وھذا يحصل في جميع مجاالت‬ ‫اإلبداع ‪ :‬الفكر‪ ،‬األدب ‪ ،‬الشعر ‪ ،‬الموسيقى ‪ ،‬الفلسفة و حتى في ابتكار الخطط‬ ‫التاكتيكية في األلعاب الذھنية وفي ألعاب الكرة الجماعية ‪ ...‬ونالحظ ھذه الملكات‬ ‫عند عدد من التالميذ والطلبة واألساتذة والمفكرين وبعض الفنانين الذين ال يجدون‬ ‫اية مشكلة في التعامل مع أي موضوع و أي نشاط لكونھم نشئوا عن طريق ھذا‬ ‫المنھج‪...‬‬ ‫أما مجال اكتساب روح الدقة والتمييز و المالحظة الدقيقة والضبط فيكون في‬ ‫المراحل األولى من التعليم وفي جميع األنشطة المدرسية من لغة وعلوم ورياضيات‬ ‫أو حساب و ھندسة ورياضة وتشكيل وموسيقى‪ ...‬وفي كل ما يتعلق بالتربية‬ ‫الجمالية ‪ .‬وفي غياب ھذه الملكة –أي الحس‪ -‬والمالحظة الدقيقة – يحصل العكس‬ ‫‪ ...‬وما العكس إال ما نشاھده بكل أسف عند كثير من التالميذ أو الطلبة أو حتى عند‬ ‫بعض "المدرسين" الذين –مع األسف ‪ -‬يعجزون ‪ --‬لتصحيح أنفسھم ‪ -‬عن التواصل‬ ‫سواء مع النظريات المدروسة في مراكز التكوين والمقررات أو مع من يحاولون‬ ‫تصحيحھم ‪ -‬وتجد كل ما يقدمونه من دروس أو شروح أو عروض تخلو من الدقة‬ ‫والجمالية في األسلوب وحتى من الفكر فضال عن ضعف المحتوى واالبتعاد عن‬ ‫المقصود من الموضوع المطروح نفسه ‪ ،‬وأن التفكير عندھم يبقى سطحيا ‪ .‬وھذا ما‬ ‫يعاني منه أغلبية الطلبة الجامعيين اآلن في قضية غياب المنھجية‪...‬‬ ‫فالمنھجية أساسھا التعلم في الصغر أو لنقول في فترة مبكرة من الحياة وإال طغت‬ ‫على التلميذ ‪ -‬الذي ھو مستقبل المجتمع ‪ -‬العشوائية وعدم الضبط وتفكك األفكار‬ ‫ألن تلك العالقات والجزئيات لم تراع منذ البداية وأعطيت المعلومات األولية‬ ‫بطريقة سطحية و جملة دون تحليل وال تبرير و ال دعوى إلى التبرير وال إلى‬ ‫العالقات ولو بإشارة بسيطة ‪ :‬مثال ن ما نقوم به في تدريس الرياضيات والحساب‬ ‫من برھنة وقيام األدلة لتعويد العقل منذ البداية على المرور من تلك المراحل‬


‫بسرعة فيستطيع بالتالي تركيب الفكرة أو األفكار داخل منظومة )موضوع( معين‬ ‫‪ ...‬بل ليتمكن من بعد أن يبدع في أي نوع من اإلنتاج‪...‬وتسھل عليه سبل التعلم –‬ ‫تعلم أي شيء في أقرب وقت ألن ھذه المؤھالت تشجعه على االستمرار في‬ ‫االجتھاد – وعندھا يشعر بالمسئولية إزاء نفسه ولم يستطع التھاون من ھذا الوقت ‪-‬‬ ‫ و تجدر اإلشارة إلى أنه يجب أن نالحظ شيئا جد ھام يحصل من إتباع ھذا المنھج‬‫‪:‬‬ ‫إنه منھج تعليمي يصل بنا إلى نتيجة تربوية أھم من المعلومات المغلوطة ومن‬‫ملء األذھان بالخزعبالت‪ :-‬ھي الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس ‪ .‬وبھذا المنھج‬ ‫وحده وال بغيره نستطيع أن نصل بالطفل أو الشاب إلى ھذا المستوى من الشعور‬ ‫الذي ھو من أھم أھداف التربية بصفة أساسية ‪.‬ألنه بفضله سيستطيع الطالب التحدي‬ ‫لكل ما كان يبدو له وما يبدو اآلن لكثير من أوالئك التالميذ و الطلبة الذين ال يجدون‬ ‫حال لتدني مستواھم رغم حسن نيتھم وقوة إرادتھم و عزيمتھم ومحاوالتھم إال أنھم‬ ‫يصابون في األخير باليأس ‪ ).‬وما أكثر ھؤالء الضحايا في مجتمعاتنا ‪ ،‬قدرات‬ ‫وذكاء وطاقات ھائلة ضحية لسوء المناھج و غياب الضمير عند عدد كبير من‬ ‫المسئولين والمدرسين بدعوى أن التعليم به خلل من األساس أو أن الميزانية‬ ‫المعتمدة ال تكفي وال يحاولون تصحيح ما يمكن تصحيحه‪ ،‬وال ينقدون ما يمكن‬ ‫إنقاذه من تلقائيتھم أو بوازع أخالقي مع أن ھذا ال يتطلب المادة بل الفكر والكفاءة –‬ ‫أو إن فاقد الشيء ال يعطيه – لكن ھذا المشكل ولألسف يرجع كذلك إلى انعدام‬ ‫الضمير واألخالق وغياب والمعرفة ألن من يملك العلم واألخالق ال يمكنه أن يبخل‬ ‫ولو بدرة مما يكسبه وألن العلم والمعرفة واألخالق تحرك اإلنسان وتحفزه وتحمسه‬ ‫ولو كان مريضا‪.‬‬ ‫فالمشكلة التي أثيرھا ھنا‪ -‬وھي نسبية ‪ -‬تدل داللة قاطعة على أن فريقا من ھؤالء‬ ‫الضحايا من التالميذ و الطلبة ليسوا بأغبياء وال كان ينقصھم شيء إال العناية‪ ،‬فھم‬ ‫ضحايا لغياب الضمير أو لنقص في كفاءة المسئولين‪ .‬و أين دور مراكز التكوين بل‬ ‫وأين التكوين الذي ھو في مراكز التكوين؟ أو ھي مراكز "للتكوين" بالمعنى الدارج‪-‬‬ ‫)‪...‬كونوا وسكتوا" أحسن لكم"( ‪.‬‬ ‫وھذا ھو سر الفرق بينا و بين العالم الغربي والدول التي فاقتنا في ميادين العلوم‬ ‫والتكنولوجيا بفضل التربية والتعليم السليم الذي يوجه الطفل في طور مبكر من‬ ‫حياته ‪ ،‬ألنه اكتسب المنھج و األدوات ونمى الملكات الطبيعية والبيداغوجية التي‬ ‫تسھل عليه التعلم ليصل إلى ما وصل إليه من قدرات في اإلبداع و االبتكار الذي‬ ‫نالحظه عندھم ومنذ زمن بعيد‪.‬‬


‫إذن‪ ،‬والحالة ھذه ‪ ،‬فإلى متى سيستيقظ المسئولون عن التعليم لتوحيد المناھج‬ ‫وبناءھا عمليا على ھذه المبادئ واألسس الضرورية ؛ فھي موجودة كنظريات في‬ ‫الكتب) علوم التربية – مراكز التكوين‪ ،(...‬لكنھا غير موجودة أي ال تطبق في‬ ‫العمل داخل القسم مع التالميذ ‪ .‬فأين إذن دور المراقبة التربوية – إذا سلمنا‬ ‫بصالحية المقررات وبكفاءة المراقبين ‪ --‬؟ بل وأين المقررات التي بنيت على ھذه‬ ‫النظرية التي تراعى فيھا ھذه األسس البيداغوجية الضرورية ؟ وإال فالمصيبة‬ ‫ستبقى مستمرة إلى األبد فلماذا ال يستعان بخبرة أوالئك المدرسين الذين يعملون‬ ‫بھذه المبادئ في الميدان ليكونوا النمودج والقدوة لتطبيق تلك النظريات التي تحفظ‬ ‫عن ظھر قلب من طرف المتخرجين من مراكز التكوين وال يستطيع احد منھم‬ ‫تطبيقھا والوصول إلى أھدافھا؟؟ أم تمسك غريق بغريق فإلى متى ستظل األمور‬ ‫ھكذا رھينة األنانية و المحسوبية والمصلحة الخاصة على حساب مصير أجيال‬ ‫بل أمة تعاني من فقدان القدرة على إثبات ذاتھا ‪ ،‬والحالة ھذه أن الخلف في ميدان‬ ‫التربية اليمكنه أن يكون إال صورة للسلف أو أقل منه كفاءة وھكذا ذواليك سنبقى‬ ‫نعيش في حلقة مفرغة وفي دوامة ال يمكن الخروج منھا إال بإعادة النظر في ھذه‬ ‫المناھج وفي تكوين األطر بعيدا عن الشكليات الزائفة والمغالطة التى تدس السم في‬ ‫العسل والتي نستوردھا كنظريات ال تمت بصلة ال إلى واقعنا و ثقافتنا و ھويتنا وال‬ ‫الحقيقة العلمية وال حتى لواقع الغرب الذي يصدرھا إلينا ) ولنقارن مستوى العطاء‬ ‫عند تلميذ من المدارس الحرة التي تعمل وفق برامج ومناھج فرنسية مع مستوى‬ ‫أبناءنا الذين يدرسون ما شاء في مدارسنا ‪ .‬فالفرق جد مخيف ينذر بكارثة ال‬ ‫محالة‪.‬‬ ‫إنه ال يمكن الخروج من ھذا النفق المظلم ومن ھذه الحلقة المفرغة إال بإعادة النظر‬ ‫في ھذه القضايا وذلك بإشراك من لھم الخبرة الميدانية‪ ،‬الذين يمكنھم إيجاد الحلل‬ ‫وبكل سھولة ‪ ،‬وليس باالقتصار على أشخاص معينين وعلى منطقة معينة كما‬ ‫يحدث دائما في محاولة كل تغيير‪ --‬الذي ليس له من التغيير إال الشكل واأللوان‬ ‫على حساب سذاجة مدرسين صامتين ‪ ،‬وعلى حساب مستقبل أجيال ھذه األمة‪ --‬و‬ ‫بعيدا عن تكرار نفس المقررات ونفس الروتين و بعيدا عن ھذه المشاكل التقنية التي‬ ‫تتكرر فضال عما يتزايد من المشاكل التي يعرفھا التعليم على مستوى الخصاص في‬ ‫المنح…‬ ‫مشاكل‬ ‫و‬ ‫التربوية‬ ‫واألدوات‬ ‫والبناء‬ ‫التجھيز‬ ‫و ما يزيد في الطين بلة ھو أنك تجد بعض األساتذة الجامعيين ال يختبرون الطالب‬ ‫إال بعد ما يتأكدوا من أن ھؤالء الطلبة قد اشتروا الدروس التي تباع في المكتبات‬ ‫باسمھم و إال فمصير الطالب يبقى متعلقا بشراء المطابع وھناك ظاھرة أخرى في‬ ‫الثانوي واإلعدادي وقد طالت حتى التعليم االبتدائي وھي ظاھرة " الدروس‬


‫الخصوصية" التي أصبح يعاني منھا التالميذ الضعاف وأولياءھم الفقراء والتي‬ ‫تستوجب حال مستعجال ‪ .‬آلن أغلبية من يقومون بھا ال يعملون في القسم و ال‬ ‫يشرحون الدروس إال في حصة الدرس الخاص والضحايا بالتالي ھم الفقراء ‪ ،‬وھذه‬ ‫ظاھرة خطيرة تتنافى واألعراف التربوية والدينية و تھدد أخالقيات المھنة ككل وإذا‬ ‫كان ھذا يحدث في التعليم الذي ھو القدوة واألساس في بناء األمة وتقدمھا‪ ،‬فما ذا‬ ‫عسانا أن نقول في ميادين أخرى بعيدة عن التربية واألخالق؟‬ ‫االصل ‪...‬من محاضرة األستاذ محمد رفقي المشرقي‪. ..‬‬


‫א מ ! א אق א و? ‪0‬و א ‪ 2‬‬ ‫א وز א מ وא ‪ @2‬א ! א אق א‪6‬د ‪8 3‬ن א ‪2‬د @ ن ‬ ‫ و? א מ ! א אق ‪ ! * :‬א ‪A 2‬و‪ A‬وאن א ‪ 2‬و א ‬ ‫و‪ 2‬و ‪ 3‬מ و א מ ‪ +8‬א‪ 0‬מ ذ ‪ .‬و‪ 8‬د א وز ‪D‬ن د‪ C‬‬ ‫وزא ‪ E‬طط ‪ 2‬ن و‪ F,‬א מ وא ‪4‬وض ‪ .E‬‬ ‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬‫قال وزير التعليم والبحث العلمي في العراق علي األديب ان الحديث عن سوء‬ ‫التعليم في العراق ال يجافي الحقيقة خصوصا وان الحكومات العراقية وحتى وقت‬ ‫قريب لم تولي التعليم اي اھتمام يذكر‪ ،‬في حين أكدت ندوة دولية نظمت مؤخرا ان‬ ‫التعليم في العراق يحتضر‪.‬‬ ‫وأضاف الوزير في مقابلة صحفية إن تصفية العقول العراقية وتخريب المؤسسات‬ ‫وتدھور التعليم وقائع يعاني منھا العراق فعليا لكن وزارة التعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي لديھا خططا لتحسين التعليم في العراق وقال الوزير األديب إليالف"‬ ‫تعاملت الحكومات العراقية وحتى وقت قريب بشكل سيء مع التعليم في العراق‬ ‫حيث لم يتم وضع الخطط لالرتقاء بالتعليم لمستوى عالمي وبدال عن ذلك قد نلمس‬ ‫تعمدا في اإلساءة للتعليم من اجل ان يعم الجھل واألمية بين عموم فئات المواطنين‬ ‫العراقيين وخصوصا المتعلمين منھم‪.‬‬ ‫ولفت الوزير إلى أن الحديث عن العنف وحرية الميلشيات في التحرك داخل‬ ‫المؤسسات التعليمية الذي شھدته مختلف الجامعات العراقية في األعوام الماضية‬ ‫حديث صادق إذ استھدف العنف وعم جامعات عراقية مختلفة مثل جامعة ديالى‬ ‫حيث الصراع الطائفي ھناك وبين اإلطراف السنية نفسھا وتياراتھا في جامعة‬ ‫االنبار وكذا الحال في الموصل وكركوك حيث النزاعات وفقا ألسس قومية اما في‬ ‫الجنوب فقد تعرضت البصرة لشيء من ھذا القبيل وان كان التفكير ھناك مختلف‬ ‫الى حد ما ‪.‬‬ ‫وأيد الوزير األديب وجود خطة لتصفية العقول العراقية وتدمير التعليم حيث طالت‬ ‫التصفية العلماء‪ ،‬المفكرين واألطباء واألساتذة في العراق وقال "قامت جھات‬ ‫مختلفة في العراق بتنفيذ خطة لتصفية العقول العراقية وتم اغتيال أكثر من ‪٢٠٠‬‬


‫عالما في الفترات التي تلت ‪ ٢٠٠٣‬وفي االختصاصات المختلفة مما أدى الى‬ ‫ھجرة العقول من العراق حفاظا على حياتھم خصوصا بعض ان طالتھم التھديدات‬ ‫المستمرة إضافة لعمليات التھجير القسرية التي تعرض لھا العلماء األساتذة األطباء‪،‬‬ ‫المھندسون والخبراء في العراق من المدن والمحافظات التي شھدت تدھورا امنيا‬ ‫واستھدافا طائفيا حيث ھاجر العشرات منھم الى كردستان او الى محافظات اكثر‬ ‫أمنا‪.‬‬ ‫اما بخصوص تخريب المؤسسات العلمية والمعاھد والكليات فقد لفت األديب الى ان‬ ‫الكثير من المؤسسات التعليمية كانت قد شھدت تخريبا كبيرا مازال بعضه مستمر‬ ‫الى يومنا الحالي وقال "المجمع الطبي في بغداد مثال والذي يضم كلية للطب‬ ‫والصيدلة ومعھدا طبيا ومؤسسات تعليمية أخرى اضافة للمستشفيات مازال مخربا‬ ‫ويوجد في المجمع مستشفى كبير يحتوي على ‪ ٦٠٠‬سرير لكن المستشفى مخرب‬ ‫حيث سكنت قرابة ‪ ٢٠٠‬عائلة في المجمع الطبي وتم تخريب المجمع بحيث لم‬ ‫تعد من مؤسساته العلمية للعمل كلية الصيدلة ونحن بصدد التفاھم )بالتراضي( مع‬ ‫تلك العائالت من اجل إقناعھم بترك السكن في المجمع الطبي من اجل ان نعيد بنائه‬ ‫وأعماره واستخدامه وتفعيله‪.‬‬ ‫أكاديميون متھمون باإلرھاب‬ ‫‪,‬أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي األديب إلى أن كفاءة مد ّرسي‬ ‫المؤسسات التعليمية تضاءلت بسبب عدم االھتمام بالتعليم وتفشي األمية وسيطرة‬ ‫النزعة الطائفية في الفترة الماضية حيث يوجد بعض األكاديميين ممن تم اتھامھم‬ ‫فعال بقضايا إرھاب وتوجد مذكرة إلقاء القبض على بعضھم بھذا الخصوص كما ان‬ ‫بعض مناطق العراق تتعامل مع الحكومة المركزية بال مباالة حيث عمدت الفتتاح‬ ‫معاھد وجامعات طبقا لقوانينھم وأفكارھم الخاصة مستفيدة من سيطرة الوضع‬ ‫والمزاج السياسي غير المستقر إضافة الى ان قوانين التعليم في العراق بحاجة الى‬ ‫تغيير وتعديل وإصالحات جذرية كبيرة‪.‬‬ ‫التعليم المستمر وافتتاح كليات ھندية بريطانية وتركية‬ ‫ولفت الوزير إلى أن المؤسسات التعليمية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫تقدم العلم المجاني للطلبة النابھين األذكياء وفق ضوابط وقوانين وفئة عمرية معينة‬ ‫لكن الحقيقة ان التعليم يجب ان يكون مستمرا اعتمادا وتطبيقا لمقولة"اطلب العلم‬ ‫من المھد إلى اللحد" التي يجري تطبيقھا في مختلف دول العالم لكننا في العراق‬


‫مازلنا غير قادرين على توفير العلم لكل من يرغب ويجد في نفسه القدرة والكفاءة‬ ‫مستوياتھا‪.‬‬ ‫وارفع‬ ‫أعلى‬ ‫الى‬ ‫بالدراسة‬ ‫الوصول‬ ‫على‬ ‫وقال الوزير بھذا الشأن" ان التعليم يعني صناعة إنسان جديد يعتمد العلم والبحث‬ ‫والثقافة وصناعة االنسان أصعب من أي شيء آخر ألنھا تعتمد سلسة طويلة‬ ‫ومتعاقبة من التكوينات خصوصا وان المؤسسات التعليمية في العراق بحاجة‬ ‫إلصالحات ھائلة وإحداث تغييرات نوعية فان وزارة التعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي ستعمد الى إنشاء كليات أجنبية في العراق‪.‬‬ ‫وأضاف" التعليم المستمر غير متوفر بالعراق ألنه يعتمد سلسلة علمية قد ال تتوافر‬ ‫في المؤسسات التعليمية في العراق انما لدينا نية بافتتاح كليات بريطانية وھندية‬ ‫وتركية في العراق لتقديم العلم للجميع و إلتاحة الفرصة ألكبر عدد من العراقيين‬ ‫لالنفتاح والحصول على جرعة علمية متكاملة تتناسب مع المقاييس العالمية وھو‬ ‫امر من شانه النھوض بمستوى التعليم في العراق والن التعليم يعني صناعة انسان‬ ‫متعلم مثقف متفتح العقل بما ويتناسب التغييرات الديمقراطية الحاصلة في العالم وفي‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫وقال"التعليم ال يتعلق فقط باألموال وتخصيصھا بل يعتمد بالدرجة األساس على‬ ‫اإلنسان وصناعة اإلنسان حيث ينبغي صناعة إنسان متعلم مثقف متفتح العقل بما‬ ‫ويتناسب التغييرات الديمقراطية الحاصلة في العالم وفي العراق‪".‬‬ ‫وتابع" لن يقتصر التعليم في الكليات األجنبية المزمع افتتاحھا في العراق على‬ ‫الحصول على درجة البكالوريوس بل وسيشمل تقديم أطروحات الدكتوراه‬ ‫والماجستير‬ ‫وأضاف" بدال من إرسال الطالب وبإعداد محدودة للدراسة في جامعات العالم فقد‬ ‫ارتأينا إنشاء جامعات أجنبية في العراق إلتاحة الفرصة ألكبر عدد من الطالب من‬ ‫إكمال تعليمھم والحصول على مؤھل أكاديمي علمي يتناسب والمقاييس العالمية‬ ‫‪1000‬بعثة دراسة سنويا‬ ‫وطبقا لتصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي فان الوزارة حصلت على‬ ‫‪ ١٠٠٠‬بعثة زماالت سنويا وبمختلف االختصاصات لدول العالم إضافة لوجود‬ ‫طلبة عراقيين يدرسون على نفقتھم الخاصة خارج العراق كما وتوجد بعثات‬ ‫ودورات تدريبية للعاملين في المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪.‬‬


‫لتطوير قدرتھم العلمية‪ ،‬كما ولفت األديب الى توقيع اتفاقات ومذكرات تفاھم مع‬ ‫الكثير من جامعات دول العالم لتعليم عالي التقنية والمناھج لتطبيقھا في العراق‪.‬‬ ‫وقد حصلت الوزارة األسبوع الماضي على‪ ٣٠‬زمالة اليرلندا في االختصاصات‬ ‫التقنية الھندسية التكنلوجية العالية إضافة لبعثات لكوريا وغيرھا‬ ‫االستثمار في التعليم والجامعة االلكترونية‬ ‫وسيتم اعتماد االستثمار في التعليم ليصبح في العراق استثمار جامعي حيث دخلت‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال االستثمار في المشاريع الزراعية في‬ ‫كلية الزراعة وتطويرھا داخل الجامعات للحصول على التحسن النوعي وكذا األمر‬ ‫بالنسبة للجامعة التكنلوجية التي من المرتقب تحويلھا لجامعة الكترونية خالل‬ ‫الفترة القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وطبقا للوزير األديب فان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصدد إصدار‬ ‫الجامعة االلكترونية التي سيتم إطالقھا اعتمادا على المعايير الدولية حيث سيسمح‬ ‫للطالب التقدم ببحوثھم ودراستھم شرط ان تكون أصيلة وغير مقتبسة ورصينة‬ ‫علميا وستخضع تلك البحوث والدراسات لتحكيم لجنة من خبراء عالميين ليسوا‬ ‫عراقيين من ليتسنى لھم الحصول على تقييم عادل لجھودھم وتطوير مستواھم‬ ‫العلمي واالرتقاء به عالميا ‪.‬‬ ‫ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ٦٠٠‬مليار دينار‬ ‫وتبلغ ميزانية وزارة التعليم والبحث العليم قرابة ‪ ٦٠٠‬مليار دينار سنويا )حوالي‬ ‫‪ ٦٠‬مليون دوالر(‪ ،‬وقال الوزير األديب ان الوزارة بصدد وضع حجر األساس لـ ‪٨‬‬ ‫جامعات جديدة في عموم محافظات العراق كما وتم افتتاح معرض التعليم التقني‬ ‫الذي شاركت به أكثر من ‪ ١٠٠‬مؤسسة تعليمية تقنية وفنية في العراق ووصف‬ ‫األديب الطاقات التي شاركت بالمعرض بالطاقات الخالقة المھمة وقال بھذا‬ ‫الخصوص " نشعر بالتفاؤل الن العراق مازال غنيا بالطاقات الخالقة والطلبة من‬ ‫ذوي االكتشاف العلمية عالية التقنية بل يمكننا القول ان العراق ليده طلبة يمتلكون‬ ‫عقوال ممتازة يعول عليھم كثيرا وينبغي تقديم كل الدعم لھم لكي يطورا بحوثھم‬ ‫للحصول على تعليم نوعي ‪.‬‬ ‫منظمات‪ :‬التعليم في العراق يحتضر‬


‫وكانت مجموعة بحوث ‪ MENARG‬للشرق الوسط وشمال افريقيا في جامعة غنت‬ ‫بالتعاون مع محكمة بروكسل ومنظمات عالمية أخرى قد نظمت مؤخرا ندوة دولية‬ ‫حول التعليم في العراق بعنوان الدفاع عن التعليم في أوقات الحرب واالحتالل‪.‬‬ ‫وخلصت الندوة إلى ان التعليم في العراق يحتضر نتيجة للسياسيات الكارثية التي‬ ‫تقوده‪ .‬وقد أورد ديريك دديريانسيس عضو اللجنة التنفيذية لمحكمة بروكسل‬ ‫المساھم في الندوة األسباب التي قادت إلى تدھور التعليم كما لم تصل سوى ‪٣‬‬ ‫جامعات عراقية لترتيب افضل ‪ ١٠٠‬جامعة عربية يقابلھا ‪ ١٠‬جامعات عراقية تم‬ ‫تصنيفھا من ضمن افضل ‪ ١٢،٠٠٠٠‬جامعة عالمية وقد تم اعتبار الجامعات‬ ‫العراقية من بين االسوء عربيا وعالميا ‪.‬‬ ‫واشار اديريانسيس الى ان التعليم في العراق قد وصل الى مستوى منخفض‬ ‫ويمضي للقول مھاجما الواليات المتحدة األمريكية قائال" أقدموا على إقالة وتھديد‬ ‫واختطاف واغتيال أفضل واذكي المربين في العراق مما قادھم الى الھروب للمنفى‬ ‫وال تزال ھذه العملية المدمرة مستمرة ‪..‬ثم ھاجموا المؤسسات التعليمية لتخويف‬ ‫وخطف واعتقال وقتل الطالب مما ادى النخفاض وبشكل كبير ودراماتيكي‬ ‫االنتظام في الدراسة اذ ال يزال عدم االنتظام في الدراسة والمواظبة مرتفعا جد او‬ ‫بتأييد من الحكومة العراقية والجيش الذي يمنع الطالب من الذھاب إلى المدرسة ‪.‬‬ ‫وقال" تم تعيين أكاديميين موالين لسلطات االحتالل األمريكية والحكومة العراقية‬ ‫وقد جاءت ھذه التعيينات على أساس طائفي وبشھادات مزورة تم شراؤھا بسھولة‬ ‫الستشراء وتفشي الفساد في التعليم العالي‪.‬كما وان الحكومة العراقية لم تظھر اي‬ ‫رغبة اي في إعادة بناء التعليم في العراق وال إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وال‬ ‫تغيير نوعية التعليم وبدال عن ذاك التزمت بتمويل كامل لبرنامج إرسال أكثر من‬ ‫‪ ٥٠،٠٠٠‬طالب الى الخارج على مدى ‪ ٥‬سنوات القادمة وصرف مليار دوالر‬ ‫سنويا النجازه حيث يتم تنفيذ البرنامج على طالب يتم اختيارھم على أسس طائفية‬ ‫ليدرسوا في الواليات المتحدة ولندن ويتم دفع الرسوم الدراسية كاملة فضال عن‬ ‫اإلقامة والطعام وھذا يعني ان العراق يخضع لرعاية جامعات الواليات المتحدة‬ ‫وبريطانيا‪.‬‬ ‫ويتم كل ھذا بينما يتم تخصيص أموال قليلة إلعادة بناء القطاع التعليمي داخل‬ ‫العراق من تمويل بناء المدارس والجامعات والبحوث ‪.‬‬


‫ومن جھتھا قالت السيدة نادية‪ ،‬وھي مدرسة تاريخ "يتم محو حتى تاريخ الماضي‬ ‫المجيد القديم للعراق من الذاكرة الجماعية "فتالميذ الصف الثاني المتوسط مثال ال‬ ‫يعرفون درس الحضارات القديمة وال حضارة بالد ما بين النھرين التي طالما‬ ‫ألھمت دراسته الغنية وشغلت مخيلة التالميذ وألھمتھم فحمورابي ھو مجرد ملك‬ ‫كتب على مسلة القانون‪.‬‬ ‫الجامعات العراقية األسوء عربيا وأسيويا وعالميا‬ ‫واعتمادا لبحث ادريانسيس فقد ادت نتائج ھذه السياسات الكارثية‪ .‬بالجامعات‬ ‫العراقية الى ان تكون االسوء في المنطقة العربية وآسيا والعالم‪ .‬وينشر ترتيب‬ ‫الجامعات العالمية مرتين في السنة )يناير ويوليو( في ويب الذي يغطي أكثر من‬ ‫‪ ٢٠٠٠٠‬من مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم‪.‬حيث لم تظھر جامعة‬ ‫بغداد مثال في اي ترتيب من الجامعات العالمية وال حتى شكليا‪.‬‬ ‫ويستطرد فيقول"ھذه ھي الثورة الرائعة في مجال التعليم التي تنبأ بھا بعض‬ ‫األكاديميين الغربيين السذج سيئو النية السياسية في الواليات المتحدة‪ .‬فالحقائق على‬ ‫األرض في العراق تظھر انه ال يوجد "ثورة" على اإلطالق في النظام التعليمي وال‬ ‫إعادة اإلعمار جديرة بھذا االسم‪ .‬فليس ھناك سوى الدمار والفساد واالنخفاض‪.‬‬ ‫فكيف ممكن أن يكون ھناك تقدم عندما تتجول الميليشيات الطائفية مثال تتجول في‬ ‫الجامعات أو عندما ال يتم التحقيق الجدي في اغتيال األكاديميين العراقيين وعندما‬ ‫يتم القاء مسؤولية الھجمات على المؤسسات التعليمية على "المتمردين " في حين انه‬ ‫من المعلوم أن تدمير النظام التعليمي العراقي يعتبر جزءا من خطة للتطھير‬ ‫العرقي والثقافي في العراق حتى "نھاية الدولة"‪ ،‬كما أعلن بول وولفويتز في عام‬ ‫‪.٢٠٠٣‬‬ ‫وقد تعتبر الجامعات العراقية اليوم من أسوأ الجامعات في الترتيب العاليم والعالمي‬ ‫فعلى المستوى العربي دخلت ‪ ٣‬جامعات عراقية فقط مطلع العام‪ ٢٠١١‬في ترتيب‬ ‫افضل ‪ ١٠٠‬جامعات عربية وجاءت في اخر الترتيب جامعة الكوفة في الترتيب‬ ‫‪ ،٧٧‬الجامعة التكنولوجية بترتيب ‪ ٨٦‬وجامعة السليمانية بترتيب ‪.٩١‬‬ ‫أما على المستوى العالمي فقد تمكنت ‪ ٨‬من الجامعات العراقية فقط في دخول‬ ‫ترتيب الجامعات العالمية من مجموع أعلى ‪ ١٢،٠٠٠‬جامعة‪.‬‬ ‫وجاء ترتيب الجامعات كاألتي احتلت جامعة الكوفة ترتيب ‪ ، ٦٠٩٧‬الجامعة‬ ‫التكنولوجية في العراق بترتيب ‪ ،٦٥٠٣‬جامعة السليمانية بترتيب ‪ ،٦٦٦٤‬الجامعة‬


‫المستنصرية ‪ ،١٠٢٦٤‬مؤسسة التعليم الفني‪،١٠٣٢٧‬جامعة الموصل‬ ‫‪،١٠٧٣٨‬جامعة كردستان ‪،١١٢٤٠‬كلية الطب جامعة البصرة ‪،١١٣٣٨‬جامعة‬ ‫البصرة ‪،١١٤٠٦‬الجامعة األمريكية في السليمانية العراق بترتيب ‪١١٥٩١.‬‬

‫ﺍﻻﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳋﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺗﻨﻔﻖ ﳓﻮ ﲬﺲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬

‫تخصص دولة اإلمارات ما يقارب خمس ميزانيتھا على قطاع التعليم المدرسي‪ .‬جاء‬ ‫ذلك على لسان "كريستين أوزدين"‪ ،‬الرئيسة اإلقليمية لمؤسسة "بيرسون" الدولية‪،‬‬ ‫المزود األكبر لخدمات التعليم في العالم‪ .‬وأضافت "أوزدين" بأن حكومات منطقة‬ ‫الخليج والتي تتضمن حكومة دولة اإلمارات والمملكة العربية السعوية وقطر تنفق‬ ‫بشكل ملحوظ على التعليم‪ ،‬مما سيحقق نتائج إيجابية ملحوظة على المدى البعيد‪.‬‬ ‫وقد ارتفع إنفاق حكومات دول مجلس التعاون على التعليم كنسبة مئوية من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي بشكل كبير خالل العقد الماضي‪ .‬وتخصص دولة اإلمارات ما‬ ‫يقارب خمس ميزانيتھا على المدارس في وقت تستثمر حكومات خليجية أخرى في‬ ‫ھذا القطاع حيث تعتزم السعودية تسجيل معدل غير مسبوق من انفاقھا على القطاع‬ ‫يبلغ ‪ ٥٤‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬كما تضاعف انفاق قطر على مدى السنوات الخمسة‬ ‫الماضية ليبلغ ھذا العام ستة مليارات دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫وتھدف دولة اإلمارات وقطر والمملكة العربية السعودية الى تعزيز الميزات‬ ‫التنافسية لقطاعاتھا التعليمية وإدخال التقنيات والحلول الرقمية لتوفير بيئة تعليم‬ ‫الكتروني نوعية تضاھي المستويات الدولية‪.‬‬


‫وقامت حكومة اإلمارات في العام ‪ ٢٠١٠‬بطرح مبادرة متكاملة لتعزيز نظم التعليم‬ ‫الرقمية في كافة المدارس الحكومية مستھدفة بذلك ما يقارب ‪ ٢٩٥‬ألف طالب‪ .‬وفي‬ ‫نفس السياق‪ ،‬أعلن المجلس األعلى للتعليم بدولة قطر العام الماضي عن حزمة من‬ ‫برامج التعليم اإللكترونية التي ستعزز المحتوى التعليمي في كافة المدارس بخطة‬ ‫تھدف إلى إعطاء كل متعلم جھاز رقمي خاص به مع نھاية العام ‪. ٢٠١٤‬‬ ‫إن الغرض من ھذه المبادرات ھو تحقيق مزايا للطالب على المدى البعيد وتحسين‬ ‫معدالت التحصيل العلمي‪ .‬وأشارت "أوزدين" بأن نظم التعليم الرقمية كالبيئات‬ ‫اإلفتراضية والمنصات االلكترونية‪ ،‬ستحدث نقلة نوعية في القطاع في منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬مما يحقق فوائد مستمرة للقطاع ككل ‪.‬‬ ‫وقالت‪" :‬حققنا أكثر من ‪ ١٦٠‬مليون تسجيل دخول إلى منصة بيرسون "فرونتير"‬ ‫التي تعد طريقة ثورية للتعلم والتعليم حول العالم‪ .‬ويعد "فرونتير" موقع متكامل‬ ‫يشبه المدرسة الحقيقية للتعلم والتفاعل مع الطالب اآلخرين ويسھل عملية تبادل‬ ‫المعلومات ومشاركة المعلومات بصورة سلسة‪ .‬كما أنھا تساعد األساتذة ليكونوا‬ ‫على أتم استعداد ممكن‪ .‬ويسھل "فرونتير" من خالل الندوات ودورات التدريب‬ ‫والدعم على ابقاء المدرسين على اطالع بأحدث سبل التعليم ومصادر التعلم وتعزيز‬ ‫تبنيھم للمعايير التعليمية العالمية‪".‬‬ ‫وأضافت "أوزدين"‪" :‬نستقبل ردود طيبة من الطالب عن مزايا "فرونتير" التي‬ ‫تحفزھم على تقديم أفضل ما لديھم‪ .‬وأھم ما يميز ھذا البرنامج ھو إمكانية مشاركة‬ ‫المناھج المحلية والعالمية مع كافة الطالب الذين يعيشون بالقرب من بعضھم أو في‬ ‫أي ناحية من العالم‪ .‬كما يتميز "فرونتير" بجعل التعليم مخصص ومرن ما يجعل‬ ‫الطالب قادرين على استخدامه في أي وقت وأي مكان وھو الطريق األمثل‬ ‫للوصول إلى حصص تعليمية خالية من الورق‪ .‬كما تصلنا أيضا ً ردود طيبة من‬ ‫اآلباء اللذين يستطيعون مراقبة تقدم أبنائھم واإلطالع على أبرز األخبار عن‬ ‫األحداث التي تحدث في المدرسة‪".‬‬ ‫وفي معرض حديثھا عن الدور الھام للتعليم الرقمي في منطقة الخليج‪ ،‬قالت‬ ‫"أوزدين"‪" :‬إن ھدف الحكومات اإلقليمية ھو تزويد الطالب بمھارات تكنولوجية‬ ‫عالية المستوى لھا فوائد قريبة وبعيد المدى على الجامعات بشكل عام‪ .‬وإن تطبيق‬ ‫مثل ھذه التكنولوجيات في الحصص المدرسية يسمح بالتواصل مع أفضل المتعلمين‬ ‫عبر ھذه التقنية وتحضيرھم بالشكل األمثل لمستقبل باھر في العصر الرقمي‪".‬‬


‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﰲ ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ :‬ﻭﺍﻗﻊ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ‬ ‫شھد نظام التعليم في المملكة األردنية الھاشمية تحسنا مستمرا منذ منتصف القرن‬ ‫العشرين‪ .‬ولعب نظام التعليم دورا كبيرا في تحويل األردن من بلد يغلب عليه‬ ‫الطابع الزراعي إلى دولة يغلب عليھا الطابع الصناعي‪ .‬ويحتل نظام التعليم في‬ ‫األردن المرتبة األولى في العالم العربي‪ ،‬ويعد واحدا من أجود أنظمة التعليم في‬ ‫بلدان العالم النامي‪.‬‬ ‫ذكرت دورية ‪) NATURE‬دورية علمية أسبوعية بريطانية( أن لدى األردن أكبر‬ ‫عدد من الباحثين في مجال البحوث والتطوير لكل مليون شخص بين كل البلدان‬ ‫السبعة والخمسين األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي ‪ .OIC‬ويوجد في األردن‬ ‫ألفا باحث لكل مليون شخص‪ ،‬بينما المتوسط في البلدان األعضاء في منظمة‬ ‫المؤتمر اإلسالمي يبلغ ‪ ٥٠٠‬باحث لكل مليون شخص‪.‬‬ ‫ويعني ھذا أن عدد الباحثين بالنسبة للسكان في األردن‪ ،‬أعلى من مثيله في إيطاليا‬ ‫واليونان ويقترب كثيرا من عددھم في المملكة المتحدة وايرلندا‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ ،٢٠٠٣‬بلغ نصيب الميزانية المخصصة للتعليم ‪ % ٦٫٤‬من إجمالي‬ ‫اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وبلغ اإلنفاق على التعليم ‪ % ١٣٫٥‬من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫في نفس العام‪ .‬وتبلغ نسبة األمية في األردن ‪ ٨٫٩‬في المائة وھي ثالث أدنى نسبة‬ ‫في العالم العربي بعد الكويت والسلطة الفلسطينية‪ .‬وزادت نسبة االلتحاق اإلجمالية‬ ‫بالتعليم االبتدائي من ‪ % ٧١‬في ‪ ١٩٩٤‬إلى ‪ % ٩٨٫٢‬في ‪ .٢٠٠٦‬وزادت نسبة‬ ‫االنتقال إلى التعليم الثانوي خالل نفس الفترة من ‪ % ٦٣‬إلى ‪ % ٩٧‬وتراوحت‬ ‫نسب االنتقال إلى التعليم العالي بين ‪ ٧٩‬و‪ % ٨٥‬من خريجي المدارس الثانوية‪.‬‬ ‫وإلى جانب نسب االلتحاق واالنتقال المرتفعة ھذه‪ ،‬حقق األردن تكافؤا في الفرص‬ ‫بنسبة ‪ % ٩٠‬في مجال محو األمية وتكافؤا كامال في الفرص في االلتحاق بالتعليم‬ ‫االبتدائي والثانوي‪.‬‬ ‫يحتل األردن المركز التسعين من بين ‪ ١٧٧‬بلدا على مؤشر التنمية البشرية‪.‬‬ ‫وبالرغم من قلة الموارد‪ ،‬وضعت وزارة التعليم مناھج وطنية متقدمة للغاية‪ ،‬واتخذ‬ ‫الكثير من الدول األخرى في المنطقة األردن نموذجا في تطوير نظمھم التعليمية‪.‬‬ ‫وتلزم وزارة التعليم األردنية الطلبة حاليا باإللمام بالكمبيوتر والقدرة على االستفادة‬ ‫من دراستھم للكمبيوتر في دراساتھم العادية‪ ،‬وعلى األخص في المناھج العلمية‬


‫والرياضية و يطبق النظام التعليمي األردني المعايير الدولية‪ ،‬ويُقبل الحاصلون على‬ ‫شھادة التعليم الثانوي األردني في الجامعات العالمية‪.‬‬ ‫جھود إصالح التعليم‬ ‫بدأت اإلصالحات األخيرة في قطاع التعليم في أوائل التسعينات وتسارعت وتيرة‬ ‫ھذه اإلصالحات مع تولي جاللة الملك عبد الثاني الحكم في بداية‬ ‫عام ‪ 1999‬برؤية لتحويل األردن إلى مركز تكنولوجي إقليمي والعب نشط في‬ ‫االقتصاد العالمي وحددت الرؤية والرسالة الوطنية للتعليم التي وضعت وتم‬ ‫اعتمادھا في أواخر ‪ ،2002‬االتجاه المطلوب للتعليم العام في البالد‪ .‬لقد كانت‬ ‫الوثيقتان االستشاريتان الرئيسيتان اللتان ساعدتا في تشكيل الرؤية الوطنية وأيضا‬ ‫في تحديد اتجاھات مبادرات إصالح التعليم ھما منتدى الرؤية ‪2002‬ورؤية‬ ‫األردن ‪ 2020‬لمستقبل التعليم‪ .‬تمتد ھاتان الوثيقتان من رياض األطفال إلى التعليم‬ ‫المستمر مدى الحياة وقد أقر المجلس االقتصادي االستشاري اإلستراتيجية الشاملة‬ ‫التي اقترحھا المنتدى في أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 2002‬وأُدرجت إستراتيجية التنمية‬ ‫الوطنية ونتائج منتدى الرؤية في خطط معينة للتنمية وھما خطة التحول االقتصادي‬ ‫واالجتماعي وخطة التعليم العام ‪2008-2003‬‬ ‫وفي يوليو‪/‬تموز ‪ ،2003‬أطلقت الحكومة األردنية برنامجا طموحا في منطقة‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا كلھا‪ ،‬وھو برنامج إصالح التعليم من أجل االقتصاد‬ ‫القائم على المعرفة وھو برنامج متعدد المانحين مدته عشر سنوات‪ ،‬وقدم البنك‬ ‫الدولي منحة لھذا البرنامج قيمتھا ‪120‬مليون دوالر أمريكي وسعى البرنامج إلى‬ ‫إعادة توجيه السياسات والبرامج التعليمية بما يتماشى مع حاجات اقتصاد قائم على‬ ‫المعرفة‪ ،‬وتحسين بيئة التعليم المادية في معظم المدارس‪ ،‬وتشجيع التعليم في‬ ‫للبرنامج‬ ‫األولى‬ ‫المرحلة‬ ‫وامتدت‬ ‫المبكرة‬ ‫الطفولة‬ ‫سنوات‬ ‫من ‪ 2003‬إلى ‪ 2009‬واختتمت في يونيو‪/‬حزيران ‪.2009‬‬ ‫أما المرحلة الثانية من برنامج إصالح التعليم من أجل االقتصاد القائم على المعرفة‬ ‫وضعھا البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ومؤسسة التمويل الدولية للمملكة األردنية‬ ‫الھاشمية‪ ،‬فستمتد من ‪ 2009‬إلى ‪ 2015‬ويھدف ھذا البرنامج إلى تعزيز‬ ‫اإلصالحات التي طبقت في إطار المرحلة األولى وإضفاء الطابع المؤسسي عليھا‪،‬‬ ‫مع تركيز خاص على التنفيذ على مستوى المدارس وكفاءة المعلمين‪ .‬وستعزز ھذه‬ ‫المرحلة من البرنامج القدرات المؤسسية لوزارة التعليم على مستوى السياسات‬ ‫والتخطيط اإلستراتيجي‪ ،‬والرصد والتقييم‪ ،‬وتحسين معدالت توظيف المعلمين‬


‫واالستفادة منھم‪ ،‬وسياسات التطوير المھني وتطبيقھا وسيساعد البرنامج أيضا في‬ ‫تطوير المناھج ووسائل تقييم الطلبة لضمان مواءمتھا لالقتصاد القائم على المعرفة‪.‬‬ ‫وحصلت مبادرة التعليم في األردن في اآلونة األخيرة على جائزة اليونسكو‬ ‫الستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التعليم ويستند ھذا المشروع‬ ‫التعليمي الرائد في مدارس األردن على االستفادة من قوة المعلومات والتكنولوجيا‬ ‫من خالل طرق تدريس مجربة لتغيير بيئة التعلم في المدارس ‪.‬‬ ‫دراسات المرحلة غير الجامعية‬ ‫تقدم كليات المجتمع المتوسطة الدراسات غير الجامعية والمھنية‪ ،‬والتي يمكن أن‬ ‫يلتحق بھا الحاصلون على كافة أنواع شھادات التعليم الثانوي العام و يضم البرنامج‬ ‫الذي يستمر عامين إلى ثالثة الكثير من التخصصات مثل اآلداب والعلوم واإلدارة‬ ‫وإدارة األعمال والھندسة‪ .‬وابتداء من عام ‪ 1997‬تخضع كل كليات المجتمع العامة‬ ‫إلشراف جامعة البلقاء التطبيقية‪ .‬وفي نھاية دورة دراسية تستغرق عامين إلى ثالثة‬ ‫يتقدم الطلبة لالمتحان الشامل‪ .‬ويحصل من يجتاز االمتحان على درجة زمالة‪/‬‬ ‫دبلوم‪.‬‬ ‫بنية التعليم في األردن‬ ‫يتكون ھيكل النظام التعليمي في األردن من تعليم ما قبل المدرسة ومدته عامان‪،‬‬ ‫وعشر سنوات من التعليم األساسي اإللزامي‪ ،‬وعامين من التعليم الثانوي وتضم عدة‬ ‫مجاالت‪:‬‬ ‫التعليم التطبيقي‬ ‫مؤسسة التدريب المھني‪ :‬االلتحاق بسوق العمل األردني والعربي والعالمي دون‬ ‫التوجه إلى امتحان الثانوية العامة وال إلى الجامعات‪.‬‬ ‫التعليم المھني‬ ‫الفندقي واالقتصاد المنزلي والصناعي والزراعي وبعد ذلك امتحان الثانوية العامة‬ ‫وبعدھا االلتحاق بالجامعات وكليات المجتمع المھنية وكليات المجتمع وبعدھا إلى‬ ‫سوق العمل‬ ‫األردني والعربي والعالمي‪.‬‬ ‫التعليم األكاديمي‬


‫العلمي والشرعي واألدبي واإلدارة المعلوماتية )التجاري سابقا( والصحي‬ ‫)التمريض(‪ ،‬بعد ذلك امتحان الثانوية العامة وبعدھا إلى الجامعات والكليات وبعدھا‬ ‫إلى سوق العمل األردني والعربي والعالمي‪.‬‬ ‫التعليم العالي‬ ‫يلتحق ما يزيد قليال عن ‪ % 5.2‬من إجمالي سكان األردن بالجامعات وھي نسبة‬ ‫مماثلة للمملكة المتحدة ويتاح االلتحاق بالتعليم العالي للحاصلين على شھادة الثانوية‬ ‫العامة الذين يمكنھم عندئذ االختيار بين كليات المجتمع المتوسطة الخاصة أو العامة‬ ‫أو الجامعات )سواء حكومية أو خاصة( وتطبق الجامعات نظام الساعات الذي يتيح‬ ‫للطلبة اختيار المقررات وفقا لخطة دراسية‪.‬‬ ‫شھد نظام التعليم العالي في البلد تطورا كبيرا في السنوات الخمس الماضية‪ .‬لكنه ال‬ ‫يزال ھناك الكثير الذي يتعين عمله لمواكبة النمو السريع في االقتصاد القائم على‬ ‫المعرفة‪ .‬وفي السنوات بين ‪ 2001/2000‬و‪ ،2007/2006‬شھد األردن طلبا‬ ‫متزايدا على التعليم العالي‪ ،‬إذ زادت معدالت االلتحاق بنسبة سنوية تبلغ ‪% 14‬‬ ‫من ‪ 77841‬إلى ‪ 218900‬طالب‪ .‬ويبلغ المعدل اإلجمالي لاللتحاق بالتعليم العالي‬ ‫نحو ‪ % 40‬وھو ما يتجاوز المتوسط اإلقليمي ‪ .‬وقد أنشئت اربع جامعات حكومية‬ ‫جديدة في اآلونة األخيرة ليصل إجمالي عدد الجامعات الحكومية في األردن إلى‬ ‫احدى عشرة جامعات‪.‬‬ ‫وشھدت الجامعات الخاصة زيادة سريعة في معدالت االلتحاق أيضا‪ .‬وفي الفترة‬ ‫من ‪ 2000‬إلى ‪ ،2006‬شھد معدل االلتحاق في ‪12‬جامعة خاصة نموا نسبته‬ ‫نحو ‪ % 18‬سنويا من ‪ 36642‬إلى ‪ 55744‬طالب وطالبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تراجعت‬ ‫نسب االلتحاق بكليات المجتمع المتوسطة من ‪ 30‬ألفا إلى ‪.26215‬‬ ‫ويعكس ھذا التراجع انحيازا للتعليم الجامعي المكون من أربع سنوات‪ ،‬وأيضا‬ ‫حقيقة أن نوعية ومستوى التدريب المقدم في ھذه الكليات ال يتالءم مع ما يتطلبه‬ ‫سوق العمل في اقتصاد قائم على المعرفة‪ .‬ومع تزايد عدد الطلبة المتقدمين لاللتحاق‬ ‫بالتعليم العالي‪ ،‬يجب على الحكومة تخصيص قدر أكبر من الموارد لتطوير نظام‬ ‫التعليم العالي الحالي‪ ،‬وكذلك تحسين فرص وصول العدد المتنامي من السكان إلى‬ ‫الجامعات ذات السمعة الطيبة‪ .‬ويتعين أيضا على الجامعات الخاصة تغيير بعض‬ ‫سياسات االلتحاق بھا‪ .‬إذ تحد القيود المفروضة على أعداد الملتحقين من قدرة‬ ‫الجامعات الخاصة على استيعاب العدد المتزايد من طلبة التعليم العالي‪ .‬ومن المتوقع‬


‫أن يصل عدد الطلبة الجامعيين إلى ‪ 92‬ألفا سنويا بحلول عام‪ 2013‬مقارنة‬ ‫بـ ‪ 50469‬طالبا في عام ‪2005‬‬ ‫دراسات المرحلة الجامعية‬ ‫•المرحلة الجامعية األولى)البكالوريوس(‪ :‬تتبع فيھا معظم جامعات األردن أنظمة‬ ‫التعليم اإلنجليزية األمريكية‪ ،‬ويرتبط بالكثير من الجامعات األمريكية واإلنجليزية‪.‬‬ ‫وعادة ما تستغرق دراسة درجة البكالوريوس أربع سنوات‪ ،‬بينما تستغرق دراسة‬ ‫طب األسنان والصيدلة والھندسة خمس سنوات‪ .‬أما الطب فتستمر الدراسة فيه ست‬ ‫سنوات تعقبھا فترة تدريب لمدة عام وتتطلب درجة البكالوريوس دراسة تستمر ما‬ ‫يتراوح بين ‪126‬و‪ 164‬ساعة معتمدة حسب التخصص الدراسي‪.‬‬ ‫•المرحلة الثانية)الماجستير(‪ :‬تمنح درجة الماجستير )‪ ( Master‬بعد دراسة‬ ‫إضافية لمدة عام أو اثنين بعد الحصول على البكالوريوس‪ .‬ويمكن الحصول عليھا‬ ‫إما عن طريق حضور دورة دراسية وتقديم أطروحة )‪ 24‬ساعة من الفصول‬ ‫الدراسية وتسع ساعات من قاعات البحث(‪ ،‬أو حضور دورة دراسية )‪ 33‬ساعة(‬ ‫وامتحان شامل‪ .‬يوجد أيضا شھادات غير أردنية في بعض الجامعات الخاصة‬ ‫االجنبية تعادل الماجستير األردني كشھادة )‪ (DEA‬شھادة الدراسات المعمقة‬ ‫)‪ (Approfondies d'Etudes Diplôme‬وھي شھادة الماجستير حسب النظام‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وشھادة الماجستير األلمانية )‪ ،(Magisterstudium‬وشھادة )‪(MBA‬‬ ‫وھي درجة إدارة االعمال للطلبة ذوي الخبرة‪.‬‬ ‫•المرحلة الثالثة )الدكتوراة(‪ :‬تمنح درجة الدكتوراة بعد دراسة إضافية تستغرق ما‬ ‫بين ثالث وخمس سنوات وتقديم رسالة )أطروحة( أصلية غير مسبوقة‪ .‬وھي‬ ‫تتطلب‪ ،‬حسب التخصص‪ 24 ،‬ساعة حضورا في فصول دراسية و‪ 24‬ساعة من‬ ‫العمل البحثي‪.‬‬ ‫توجد تخصصات محدودة جدا كالشريعة واللغة العربية والھندسة المدنية‬ ‫•الدراسات غير التقليدية‪ :‬التعليم العالي عن بعد‪ .‬يقدم ھذا النوع من التعليم من‬ ‫خالل فرع تأسس حديثا في الجامعة العربية المفتوحة‪.‬‬

‫الجامعات األردنية‬


‫تمتلك المملكة األردنية الھاشمية منظومات من الموارد البشرية ذات جودة تنافسية‬ ‫كفؤه وقادرة على تزويد المجتمع بخبرات تعليمية مستمرة ذات صلة وثيقة بحاجاته‬ ‫الراھنة والمستقبلية وذلك استجابة للتنمية االقتصادية المستدامة وتحفيزھا عن طريق‬ ‫إعداد أفراد متعلمين وقوى عمل ماھرة‪.‬‬ ‫يقبل الحائزين على شھادة الثانوية العامة في الجامعات الحكومية أو الخاصة أو‬ ‫الكليات و تطبق معظم الجامعات في األردن النموذج األمريكي الجامعي القائم على‬ ‫نظام الساعات )‪ (Hours Credit‬الذي يمنح الطلبة المرونة الختيار عدد الساعات‬ ‫واوقات الدوام الصباحي أو المسائي‪ .‬ھنالك احد عشر جامعة حكومية وھنالك أيضا‬ ‫سبعة عشر جامعة خاصة‪ ،‬وبعض الجامعات االجنبية كالجامعة األمريكية في مأدبا‬ ‫وتستقطب الجامعات األردنية كل عام عدد كبير من الطلبة العرب واالجانب‪.‬‬ ‫منذ تأسيس أول جامعة في المملكة )أي الجامعة األردنية( في عام ‪ ،1962‬واألردن‬ ‫يشھد زيادة مطردة في أعداد ھذه الجامعات واعداد الطلبة الملتحقين بھا‪ ،‬فشھد‬ ‫عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الفائت تأسيس معظم الجامعات الحكومية‬ ‫األخرى‪ ،‬أما في عقد التسعينات فقد شھد تأسيس معظم الجامعات الخاصة في‬ ‫المملكة‪ ،‬حيث كانت جامعة عمان األھلية وجامعة العلوم التطبيقية أول جامعتين تتبع‬ ‫القطاع الخاص يتم تأسيسھا في البالد عام ‪ .1990‬بلغ عدد الطلبة عام ‪ 2008‬في‬ ‫الجامعات الرسمية ‪ 220,000‬طالب وفي الجامعات الخاصة ‪ 90,000‬طالب‪.‬‬ ‫جدول يبين أعداد الھيئة التدريسية والطلبة في المرحلة الجامعية األولى والدراسات‬ ‫العليا في الكليات العلمية واإلنسانية في الجامعات األردنية لعام ‪2011-2010‬‬ ‫الخالصة‬ ‫بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجھت مسيرة التعليم العالــي في األردن‪ ،‬إال انه‬ ‫تمكن مـن تحقيق إنجازات كمية ونوعية في ھذا القطاع حيث تم وضع اإلجراءات‬ ‫المناسبـة لتحـسين دوره ليحقق نقلة نوعية ذات جودة عالية تتناسب والتطورات‬ ‫الحديثة التي استوعبتھــا المؤسسات التعليمية األردنية و بفضل المبادرات المتنوعة‬ ‫للحد من قوة ھذه التحديات وإضعافھا وتحويلھا لتحقيق اإلستراتيجية الوطنية الشاملة‬ ‫لقطاع التعليم العالي في األردن‪.‬‬

‫ھذا وقد أظھرت مؤشرات األداء الرئيسة في إستراتيجية التعليم العالي نموا‬ ‫وتطورا ملحوظين من خالل نسبة االلتحاق بالتعليم العالــي للذكور واإلناث في‬


‫برامج القبول العادية‪ ،‬وبرامج التعليم الموازي‪ ،‬إضافة إلى الزيادة المطردة في‬ ‫أعضـاء الھيئة التدريسية والدعم الحكومي المقدم لمؤسسات التعليم العالي الرسمية‬ ‫واإلقبال على التوسع في الجامعـات الخاصــة )القطاع الخاص(‪ ،‬للمشاركة في‬ ‫تحمل أعباء ومسؤوليات التعليم بالشراكة مع القطاع الحكومي‪ ،‬وإنشاء ھيئة اعتماد‬ ‫مؤسسات التعليم العالي لضبط الجودة في مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة‬ ‫لتنسجم والمعايير الدولية‪ ،‬وتحديث المكتبات الجامعية وربط كافة مؤسسات التعليم‬ ‫الـعالـي بشبكة الدوريات اإللكترونية وشبكة الجامعات‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك إنشاء صندوق دعم للبحث العلمي والذي يقدم دعما للمشاريـع‬ ‫ذات أألولويات والوطنية ومنحا لطلبة الدراسات العليا المتفوقين أكاديميا‪ ،‬وانتشار‬ ‫مراكز التنمية المھنية‪ ،‬وتقديم جـائزة البحث المــميز والباحــث المميز‪ ،‬والطالب‬ ‫المميز واعتماد الحصول على شھادة الـ‪ Toffel‬كشرط قبول لاللتحاق ببرامج‬ ‫الماجستير والدكتـوراه‪.‬‬ ‫وكذلك حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أسماء الجامعات العربية‬ ‫واألجنبية المعترف بھا كإجراء للحفاظ على نوعية التعليم العالي في األردن وجعل‬ ‫مؤسسات التعليم العالي األردنية منارات إشعاع فكري‪ ،‬والربط ما بين مخرجات‬ ‫التعليم العالي وحاجات سوق العمل لتلبية حاجات األردن في الحاضر والمستقبل من‬ ‫الكوادر المؤھلة والمتخصصة في شتى صنوف المعرفة والتعويض عن نقص‬ ‫الموارد الطبيعية بالموارد البشرية المحصنة والمؤھلة بالمعرفة والكفاءة‪ ،‬ودفع‬ ‫عملية التنمية بمفھومھا الشامل بتوفير البيئة األكاديمية والنفسية واالجتماعية الداعمة‬ ‫لإلبداع والتميز واالبتكار وصقل المواھب‪ ،‬ليتبوأ األردن مرتبة مرموقة تنسجم مع‬ ‫مكانته وموقعه االستراتيجي مقارنة مع إمكاناته وموارده المادية المحدودة وما‬ ‫يوازيھا من موارد بشرية متطورة ومتميزة في المنطقة توازي ما يتوفر من موارد‬ ‫طبيعية ھامة في البلدان المحيطة‪.‬‬ ‫ھذا وقد أصبح دور األردن التعليمي دورا فاعال في المنطقة لما عرف عن نظامھا‬ ‫التعليمي من جودة عالية جعله محط أنظار وإعجاب في المنطقة وھذا يعكسه أعداد‬ ‫الطلبة الوافدين الذين يدرسون في الجامعات األردنية والبالغ قرابة ‪ 28‬ألف طالب‬ ‫وطالبة من مختلف دول العالم‪ .‬إضافة إلى االستقطاب الكبير لخريجي الجامعات‬ ‫األردنية للعمل في المؤسسات والدوائر العامة والخاصة العربية واإلقليمية‪.‬‬


‫التقدم للتوجيھي عامين دراسيين البديل األكثر قبوالً‬ ‫قال وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ان ھناك عدة بدائل لتطوير امتحان‬ ‫الثانوية العامة اكثرھا قبوال وواقعية للتنفيذ ھو تقديم االمتحان على مدى عامين‬ ‫دراسيين في الصف الحادي عشر وفي الصف الثاني عشر بحيث يتقدم الطالب في‬ ‫الصف الحادي عشر إلى مواد مشتركة وفي الصف الثاني عشر يتقدم إلى المواد‬ ‫التخصصية التي تتناسب مع رغباته وتطلعاته في المواد المطلوبة للحقل المعرفي‬ ‫وااللتحاق به في دراسته الجامعية‪.‬‬ ‫واضاف في حوار مع اسرة » الرأي » ان ھذا البديل يقلص الفوارق القائمة في‬ ‫فروع التعليم بحيث يمكن ان نتحدث الحقا عن امكانية ان ال يكون لدينا فرع علمي‬ ‫او ادبي او ادارة معلوماتية مشيرا الى ان الوزارة ستعقد في منتصف الشھر المقبل‬ ‫مؤتمرا وطنيا لدراسة ھذه البدائل وان التنفيذ يحتاج الى وقت في حال اعتماد احد‬ ‫البدائل ولن يكون ذلك قبل عامين ‪.‬‬ ‫واكد وزير التربية ان امتحان الثانوية العامة بات محصنا الى ابعد حد وذا مصداقية‬ ‫عالية وانه بات من الصعب جدا تكرار ما حدث في العام ‪ ٢٠٠٤‬من تسريب السئلة‬ ‫االمتحان ‪.‬‬


‫واشار الى ان الوزراة اوشكت على االنتھاء من وضع معايير لتصنيف المدارس‬ ‫الخاصة والحكومية لكن الوزارة ال تستطيع وضع معايير تحدد سقف اعلى للرسوم‬ ‫في المدارس الخاصة لكن المعايير تتيح لولي امر الطالب التوجه الى المدرسة التي‬ ‫تناسبه وفق فئتھا المبينة في المعايير مشيرا الى ان ھذه العملية ال زالت قيد الدراسة‬ ‫والبحث وتحتاج الى وقت لتنفيذھا ليتم التاكد من مصداقية المعايير وقابليتھا للتطبيق‬ ‫‪.‬‬ ‫وبالنسبة الوضاع المدارس الحكومية قال وزير التربية انه ال بد من اجراء حوار‬ ‫لقبول فكرة تجميع المدارس الحكومية وفق المناطق الجغرافية المتقاربة خاصة وان‬ ‫احصاءات الوزارة تقول ان ما نسبته ‪ ١٢‬بالمئة من الطلبة في المدارس الحكومية‬ ‫في المملكة يشغلون ‪ ٤٣‬بالمئة من مدارسھا مشيرا الى ان المدارس المستاجرة تبلغ‬ ‫حاليا ‪ ٨٥٠‬مدرسة معظمھا عبارة عن منازل وغير مؤھلة للعملية التربوية المتكاملة‬ ‫‪.‬‬ ‫واشار الى ان موازنة وزارة التربية والتعليم تبلغ ‪ ٧١٩‬مليون دينار يذھب ‪٩٠‬‬ ‫بالمئة منھا رواتب ونفقات تشغيلية لكن المطلوب ھو كيفية توجيه االنفاق بالدرجة‬ ‫‪.‬‬ ‫االولى‬ ‫واشار الى ان عدد الطلبة السوريين الذين تم قبولھم في المدارس الحكومية‬ ‫والخاصة بلغ ‪ ٧٠٠‬طالب في حين ان الطلبة غير االردنيين في المدارس االردنية‬ ‫بلغوا ‪ ٣٦‬الف طالب من اصل مليون و‪ ٧٠٠‬طالب اردني على مقاعد الدراسة ‪.‬‬ ‫واكد ان نقابة المعلمين تعد عالمة فارقة في مسيرة االصالح وفرت وجودھا االرادة‬ ‫السياسية العليا وجھود المعلمين ومجلس االمة وااللتزام الحكومي بتنفيذ ھذا الھدف‬ ‫الذي تبلور واقعا على االرض ‪.‬‬ ‫تاليا نص الحوار ‪:‬‬ ‫الرأي‪ :‬ملف الثانوية العامة ھو ملف مفتوح على الدوام على اجندة الوزارة ما الجديد‬ ‫في ھذا االتجاه خاصة لجھة السيناريوھات االربعة المطروحة لتطوير ھذا‬ ‫االمتحان؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬تم تقديم اربعة بدائل في ضوء الرصد العام الذي يحافظ على ثوابت ھذا‬‫االمتحان ويجنبنا معظم جوانب القصور وتبين من خالل النقاشات التي جرت في‬ ‫ھذا الخصوص ان ھناك قبوال إلى احد ھذه البدائل لواقعيته اوال وثانيا لقابليته للتنفيذ‬ ‫دون ارباك فيما يتعلق بمسارات التعليم وھذا البديل له مالمح رئيسية ھي ان الطالب‬ ‫يتقدم إلى االمتحان على عامين دراسيين في الصف الحادي عشر وفي الصف الثاني‬


‫عشر بحيث يتقدم بالحادي عشر إلى مواد مشتركة وفي الصف الثاني عشر يتقدم‬ ‫إلى المواد التخصصية التي تتناسب مع رغباته وتطلعاته في المواد المطلوبة للحقل‬ ‫المعرفي وااللتحاق به في دراسته الجامعية وھذا البديل يقلص الفوارق القائمة في‬ ‫فروع التعليم بحيث يمكن ان نتحدث الحقا عن امكانية ان ال يكون لدينا فرع علمي‬ ‫او ادبي او ادارة المعلوماتية ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ال بد ان ھناك مراحل تقييم ومراجعة شاملة حتى توصلتم الى مثل ھذه‬ ‫السيناريوھات لتطوير امتحان الثانوية العامة الذي يعني تطوير المسار التعليمي‬ ‫بشكل عام ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬إن أي نظام تربوي يسعى دوما إلى مزيد من تحقيق االھداف التي‬‫تصب في تطوير مسار التعليم وھو ما يشكل ويميز االنظمة التربوية الفعالة‬ ‫واالنظمة لتالفي حصول جمود امتحان الثانوية العامة وبال شك ولكي يبقى على‬ ‫الدوام ذا مصداقية وعدالة كبيرة ‪ ،‬وصحيح ان ھذا االمتحان يعتريه بعض جوانب‬ ‫القصور وھي بالغالب ال تتعلق باالمتحان ذاته وانما تتعلق بالنتائج المترتبة على‬ ‫االمتحان وسياسات القبول ‪.‬‬ ‫وبالتاكيد فان لدى اي دولة في العالم شكال لتقويم مسار التعليم وبالتالي حينما نتحدث‬ ‫عن امتحان الثانوية العامة فھناك تجارب مختلفة لمعظم الدول في ھذا االطار فمنھا‬ ‫قد تجريھا وزارات التربية والتعليم مثل االردن والكثير من الدول كما ان النمط‬ ‫الشائع في معظم الدول يكون االمتحان العام بنھاية مرحلة الثانوي والمبدأ المحسوم‬ ‫في عالم التربية ان التقويم ھو حلقة اساسية من عمليات التدريس وحينما نتحدث عن‬ ‫التدريس نتحدث عن التخطيط للتدريس ثم بعد ذلك تنفيذ التدريس ثم التقويم ثم‬ ‫التغذية الراجعة بناء على االمتحان‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل استنفدتم كافة االتصاالت واالستشارات بشأن تطوير امتحان الثانوية‬ ‫العامة حتى يؤدي الغرض المطلوب؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬امتحان الثانوية اخذ مدى واسعا من االستشارات والحديث كما تم اجراء‬‫الدراسات المتعلقة بواقع ھذا االمتحان بالرغم من انه قد طاله تغير جوھري‬ ‫واساسي فيما يتعلق بجوھر االمتحان ذاته خالل السنوات الماضية اال ان ھناك‬ ‫اشكاليات ال زالت تواجه ھذا االمتحان وھو ما رصدته الدراسات التي قمنا بھا فيما‬ ‫يتعلق بما ھو الغرض من ھذا االمتحان وما ھو الھدف من االمتحان واذا استطعنا‬ ‫تحديد الھدف من االمتحان استطعنا الوصول إلى التطوير‪.‬‬ ‫ووفقا لقانون التربية والتعليم في المادة‪ //٢٩//‬تنص« تعقد الوزارة في نھاية‬


‫المرحلة الثانوية امتحانا عاما »وبالتالي المادة ال تشير باي صورة من الصور ان‬ ‫االمتحان يخدم القبول الجامعي لكن بالتاكيد ھو شانه شان كثير من االمتحانات‬ ‫العامة في كثير من الدول وله اغراض متعدده‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل لك ان تحدد لنا الھدف االساسي الذي يستھدفه تطوير امتحان الثانوية ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬الغرض االساسي المتحان الثانوية العامة ھو تقييم حصيلة وخبرات‬‫التعلم في نھاية المرحلة الثانوية ويخدم اغراض اخرى مثل القبول الجامعي وكل‬ ‫الدراسات تشير إلى مصداقية وقدرة تنبؤ كبيرة جدا لھذا االمتحان فيما يتعلق‬ ‫بالنجاح بالدراسات الجامعية ولكن ھناك حاليا حديثا واوراق عمل تم اعدادھا من‬ ‫قبل فرق وطنية من وزارة التربية من المعلمين والمشرفين ومن اساتذه جامعيين‬ ‫حول واقع ھذا االمتحان وما ھي المشكالت من خالل رصد واقع الطلبة مع ھذا‬ ‫االمتحان سواء بطول مدة االمتحان او بكثرة المباحث التي يتقدم لھا الطلبة او في‬ ‫عدم التكافؤ بين دورة امتحانية ودورة امتحانية اخرى في المبحث الواحد وھذا امر‬ ‫مھم جدا‪.‬‬ ‫والسؤال المھم ھل نريد ان نستمر باسلوب عرض النتائج بھذه الطريقة على مقياس‬ ‫يحدد الحد االعلى للعالمة ؟ ام اننا نتحدث عن اسلوب اخر وھو نمط شائع في كثير‬ ‫من الدول يتعلق بالعالمات المعيارية التي تضمن وتشكل اساسا لضمان التكافؤ؟ فيما‬ ‫يتعلق بالعالمات للمبحث الواحد من دورة امتحانية إلى اخرى وتم رصد ھذا‬ ‫االمتحان شانه شان أي موقف امتحاني يتعرض له االنسان للتقييم بال شك انه يحتمل‬ ‫اثارة مشاعر من القلق لدى الطلبة‪.‬‬ ‫قد ال يكون القلق سببه امتحان الثانوية العامة وانما قد يكون سببه الضغط الواقع‬ ‫على الطلبة نتيجة رغبات االھالي والبيئة الضاغطة التي يتم خلقھا حينما يصل‬ ‫الطالب الصف الثاني عشر إلعتماده معيارا وحيدا لغايات القبول الجامعي ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل تم البدء بإجراءات رسم مسار يتعلق بتطوير امتحان الثانوية العامة؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬بدأنا بإجراءات لرسم مسار يتعلق بتطوير امتحان الثانوية العامة ويعتبر‬‫ھذا المسار علميا منھجيا تشاركيا ألن الھدف ھو الوصول إلى صيغة متطورة‬ ‫المتحان الثانوية العامة تجنبا لجوانب القصور بما يحافظ في ذات الوقت على‬ ‫صدقية االمتحان وعدالته‪.‬‬ ‫وقد عرضت اوراق عمل في اربع ورشات بمشاركة واسعة من معلمين وطلبة‬ ‫واولياء امور وخبراء واعالميين واساتذة جامعات وفي كل ورشة كانت تطرح‬


‫مجموعة من التساؤالت واوراق عمل لطرح مجموعة من البدائل للتطوير بشكل‬ ‫علمي ومنھجي يؤدي الغرص من التطوير‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬متى وما ھي آلية اتخاذ القرار تجاه البدائل المطروحة لتطوير االمتحان ؟‬ ‫ النعيمي‪ :‬قام فريق وطني بأخذ جميع نتائج الورشات ليتم اعداد اربع اوراق عمل‬‫يتم تقديمھا إلى مؤتمر وطني سيعقد خالل الفترة بين الخامس عشر الى الخامس‬ ‫والعشرين من الشھر المقبل على ان تقدم ورقة واحدة حول واقع االمتحان كما ھو‬ ‫االن والورقة الثانية حول المالحظات التي برزت من ورش العمل والورقة الثالثة‬ ‫تتحدث عن بدائل التطوير ومسارات التطوير وسيناريوھات تطوير امتحان الثانوية‬ ‫العامة ‪ ،‬والرابعة حول المتطلبات الفنية لتنفيذ ھذه البدائل‬ ‫التي تمثل انعكاسات على اعادة تنظيم المرحلة الثانوية واعادة وتجميع المناھج وھي‬ ‫تتعلق باالنعكاس على سياسات القبول الجامعي ‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتوقيت البدء بتنفيذ احد البدائل فال بد ان تكون ھناك عملية تھيئة وتوعية‬ ‫مسبقة قبل وصول الطالب إلى الصف الحادي عشر وبالتالي نتحدث عن مدى زمني‬ ‫ليس اقل من عامين للبدء بتطبيق ھذا البديل‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬لوحظ ان معدالت الثانوية العامة كانت مرتفعة خالل العام الدراسي السابق‬ ‫مقارنة باالعوام الدراسية السابقة ما الذي تغير لتفسير ذلك ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬لم يكن ھناك ارتفاع بمفھوم ارتفاع وانما كانت ھناك زيادة في اعداد‬‫الطلبة الواقعين في شرائح فوق ‪ %٩٥‬نحن نتحدث عن زيادة باالعداد لكن ھذه‬ ‫الزيادة طفيفة ‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالنسب فھي صحيحة وھي لم تكن كبيرة بدليل انه في عام ‪ ٢٠١٠‬كانت‬ ‫النسبة ‪%٤‬حصلوا من ‪ %٩٩-٩٥‬و‪ ٢٠١١‬كانت ‪ %٥‬أي بنسبة زيادة ‪ %١‬وھذا‬ ‫امر طيبعي ‪.‬‬ ‫اما من حيث عدد الطلبة فقد زاد حوالي ‪ ٦٠٠‬طالب ومرد ذلك حقيقة لعاملين‬ ‫اساسين ‪ ،‬االول وھو السماح للطلبة بإعادة تقديم مادة او مادتين لغايات رفع المعدل‬ ‫وھذه كانت اول دورة يتم فيھا تنفيذ ھذا االجراء الذي تم اتخاذه قبل سنة ونصف‬ ‫ومن المعلوم ان ھؤالء الطلبة في غالبيتھم ھم باالصل من ذوي المعدالت العالية‬ ‫وھم من الطلبة الذين دخلوا الى الجامعات اساسا لكنھم يريدون تغيير تخصصاتھم‬ ‫وعددھم ‪ ٢٢٠٠‬طالب كانوا بالجامعة يدرسون وتقدموا بالمادتين او المادة للذھاب‬ ‫الى دراسة الطب او الھندسة وھؤالء الطلبة ھم من ذوي المعدالت المرتفعة لكنھم‬


‫لسبب او ألخر ارتأوا في ضوء ھذا القرار ان يتقدموا لتغيير التخصصات للراغبين‬ ‫بدراسة الطب او الھندسة واستطاع اكثر من ‪ %٦٥‬تحسين معدالتھم وبالتالي ھذا‬ ‫‪.‬‬ ‫المعدالت‬ ‫في‬ ‫الطفيف‬ ‫لالرتفاع‬ ‫الرئيسي‬ ‫السبب‬ ‫ھو‬ ‫اما السبب الثاني فمرده الى الفرق في زيادة عدد المتقدمين إلى امتحان الثانوية العام‬ ‫بين دورة ‪ ٢٠١٠‬و‪ ٢٠١١‬باكثر من ‪ ٢٠‬الف طالب ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل ھذا يعني زيادة كلفة اجراء امتحان الثانوية العامة من‪٢٠١٠‬عن ‪٢٠١١‬؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬االرقام والفروقات تؤكد انھا زادت الن اعداد المتقدمين لالمتحان زادت‬‫والزيادة كانت ما بين ‪ ٧-٦‬ماليين دينار‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل امتحان الثانوية العامة بات محصنا تماما تالفيا لحدوث تسرب السئلة‬ ‫الثانوية العامة كما حدث في العام ‪٢٠٠٤‬؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬تحرص الوزارة على ھذا االمتحان وھو ال يرقى اليه الشك وھذا‬‫بالتاكيد نسعى اليه دائما وقامت الوزارة منذ الحادثة المعروفة عام ‪ ٢٠٠٤‬باتخاذ‬ ‫جملة من االجراءات فيما يتعلق بالمراقبة االلكترونية على مدار الساعة وھناك‬ ‫اجرءات اخرى تتعلق باليات التخزين واليات نقل االسئلة وايضا فيما يتعلق‬ ‫بتوزيعھا على القاعات وما إلى ذلك لكن طالما ان ھنالك عنصرا بشريا في أي عمل‬ ‫فإن االحتمال يبقى واردا واالھم ھو انك تستفيد وتراجع وبالتالي تزيد من الحرص‬ ‫على مثل ھذا االمر‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل فترة الفصل الدراسي لطلبة الثانوية العامة كافية النھاء المنھاج المقرر؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬نعم الفترة كافية ‪ ،‬نحن نتحدث عن ايام تدريس فعلية تبلغ ‪ ١٩٥‬يوما‬‫موزعة على فصلين وبالتالي حينما نتحدث عن شھر ‪ ٩‬إلى ‪ ١/٢٣‬فھي فترة كافية‬ ‫النھاء المناھج وال يوجد في سياسة وزارة التربية تعطيل الطلبة قبل االمتحان وال‬ ‫يوجد صحة ايضا لما ھو شائع ان ھناك امتحانا تجريبيا ھذا غير موجود ھناك‬ ‫امتحان مدرسي يجب ان ينجح الطالب في ھذا االمتحان المدرسي حتى يستطيع‬ ‫التقدم إلى امتحان الثانوية العامة وبالتالي فترة االمتحانات ھي من ايام الدراسة لكن‬ ‫نحن نعرف أن بعض الطالب يميلون إلى ان ينقطعوا خالل فترة عن المدرسة بعد‬ ‫انتھاء عمليات التقييم المدرسي مع ان ذلك يشكل مخالفة لتعليمات الدوام المدرسي‬ ‫ويتم رصد الغياب واھيب بجميع الطلبة ان يلتزموا بالدوام المدرسي وان وجودھم‬ ‫مع معلميھم ومعلماتھم حتى وان انتھى تدريس المنھاج ھو فرصة كبيرة جدا للطلبة‬ ‫لالستمرار في تسليط الضوء والتعمق فيما بينھم ومع معلميھم في الجوانب المتعلقة‬ ‫بصعوبة بعض المفاھيم ومراجعة المواد الدراسية وھذا امر مھم جدا ‪.‬‬


‫الرأي‪ :‬ھناك اشكاليات المدارس من حيث نقص المعلمين احيانا وعدم توفر البنية‬ ‫المدرسية المناسبة الفضل المخرجات التعليمية ما ھي خطط الوزارة لتجاوز ھذه‬ ‫المشاكل ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬ان العدالة في مدخالت التعليم ھو من المساواة فيما يتعلق بمؤھالت‬‫المعلمين وتدريبھم والبيئة المدرسية وھناك عالقة بين مستويات القياس او مستوى‬ ‫الفعالية المدرسية بنتائج الطلبة وھذا يعتمد بدرجة مھمة على مدخالت التعليم نفسھاو‬ ‫بالتاكيد ھناك ارتباط وثيق بين نوعية التدريس الصفي والتباين والتنوع في‬ ‫االستراتيجيات لتطوير التعليم والوقت المخصص للتدريس لتحقيق االھداف التعليمية‬ ‫وبين مستويات اداء الطلبة‪.‬‬ ‫لكن حتى مع تساوي مدخالت التعليم ليس بالضرورة ان محصلة مستويات االداء‬ ‫للمدارس والطلبة واحدة أي ان العوامل الفاعلة المدرسية مقاسة بأداء المدارس على‬ ‫امتحان الثانوية العامة وھي تعتمد على مجموعتين من العوامل عوامل مدرسية‬ ‫وعوامل غير مدرسية فالعوامل المدرسية اھمھا يتعلق بفاعلية التدريس ويتعلق‬ ‫بالقيادة المدرسية واالستخدام الموسع لموارد التعليم الموجودة بالمدرسة ويتعلق‬ ‫ايضا بمعايير معلنة وموجودة على مستوى المدرسة للتميز والثقافة التي تسود داخل‬ ‫المدرسة التي تدعم االتجاه واالداء ‪.‬‬ ‫وبالنسبة للعوامل غير المدرسية فانھا ال تؤثر بالعوامل المدرسية على المدى القريب‬ ‫فان االصالح والتطوير يكون في مدخالت التعليم ‪ ،‬اخلص بان العوامل المدرسية‬ ‫لھا دورھا الواضح فيما يتعلق باالداء سواء على امتحان الثانوية العامة او على‬ ‫امتحانات ما نسميھا التقييم الوطني وحتى على مستوى الدراسات الدولية ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬بات موضوع المدارس الخاصة محط جدل بالنسبة للكلف العالية للدراسة‬ ‫فيھا اضافة الى اثرھا على المدارس الحكومية ھل لدى وزارة التربية نية لوضع‬ ‫معايير معينة بخصوص المدارس الخاصة ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬اوال يجب ان تصب االھداف الكبرى للتعليم التربوي في ھدف تحقيق‬‫العدالة والدمج والتماسك االجتماعي وبالتالي ھي ظاھرة مقلقة ان يكون ھناك تمايز‬ ‫وفجوة في نوعية التعليم القائم بين المدارس الخاصة والحكومية لكن ال استطيع ان‬ ‫اقول وبناء على دراسات ان جميع المدارس الخاصة ھي من سوية واحدة وال ھي‬ ‫من تصنيف واحد وال ھي من فاعلية واحدة وال كذلك المدارس الحكومية من نفس‬ ‫السوية فعناصر التميز موجودة عند الجھتين وعناصر الفعالية موجودة في المدارس‬ ‫الحكومية والخاصة وان كثيرا منھا مرتبط بعوامل مدرسية لكن بعض االحصائيات‬


‫حتى من امتحان الثانوية تبين طبيعة اداء المدارس الخاصة إذ يوجد تباين كثير في‬ ‫ما بينھا‪.‬‬ ‫أي ان ھناك مدارس خاصة اداؤھا متميز وھناك ايضا مدارس خاصة اداؤھا‬ ‫ضعيف سواء على مستوى االختبارات الوطنية او امتحانات الثانوية العامة وغيرھا‬ ‫من العوامل كما انه اذا اخذنا اعلى ‪%١٠‬من المدارس اداء نالحظ ان نسبة ‪%٦٥‬‬ ‫تكون من المدارس الخاصة لكن بالمقابل اذا اخذنا ادنى ‪%١٠‬من المدارس اداء‬ ‫نالحظ بأنه ‪%٦٠‬منھا من المدارس الخاصة وبالتالي المدارس الخاصة ليست‬ ‫جميعھا في مسطرة واحدة من حيث االداء ‪.‬‬ ‫وال بد من االخذ باالعتبار عامل تفضيل نسبة من المواطنين الرسال ابنائھم الى‬ ‫المدارس الخاصة وھو امر يتعلق بالخدمات والمرافق واالعداد المتكامل للطالب ال‬ ‫سيما جوانب تتعلق بجوانب الشخصية ولكن ھذا ليس عاما في كل المدارس الخاصة‬ ‫وان كان ايضا ليس نادرا في المدارس الحكومية بما يعني ان ھناك‬ ‫كثيرا من ھذه الجوانب موجودة في المدارس ‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبعد المالي المتعلق بكلف المدارس الخاصة على الطالب فان دور وزارة‬ ‫التربية والتعليم اشرافي على المدارس الخاصة وفقا لقانون التربية وھنا ال يفوتني‬ ‫تاكيد االعتزاز بانجازات كثيرة من المدارس الخاصة ومستوياتھا التي تقدم نموذجا‬ ‫متقدما في مجال نوعية التعليم لكن ھل العائد على االستثمار في االبناء في كل‬ ‫المدارس الخاصة متساوي الجواب مقاسا بحجم االنفاق بالتاكيد االجابة ال‪.‬‬ ‫وبالتالي بدأت الوزارة منذ فترة طويلة بفكرة تصنيف المدارس الخاصة إلى فئات‬ ‫وفقا لمعاييرعديدة جانب منھا يتعلق بمدخالت التعليم وجانب منھا يتعلق بموارد‬ ‫التعلم وعمليات التعليم وجانب منھا يتعلق بمخرجات التعليم او نتاجات التعليم بھذه‬ ‫المدارس إذ تواجھنا مشكلة بربط ھذه المستويات بسقف اعلى للرسوم كما حدده‬ ‫قانون التربية والتعليم‪.‬‬ ‫وقد اجرينا دراسات على الرسوم في المدارس الخاصة ووجدنا تباينا ھائال فيما بينھا‬ ‫وبالتالي كان التفاوت كبيرا حتى بالمدارس التي تقع في اطار الفئة الواحدة‬ ‫فاالشكالية لھا جانبان االول ھو ھذا التباين الكبير القائم في الرسوم حتى ضمن الفئة‬ ‫الواحدة واالشكال الثاني ھو الخشية من ان تحديد سقف اعلى للرسوم قد يدفع بعض‬ ‫المدارس المتميزة إلى ان تتقيد بالنظام وبالتالي توقف دعمھا وانفاقھا على كثير من‬ ‫البرامج التي تقدمھا التي تنفي عنھا عنصر التميز أي بمعنى مدرسة خاصة يوجد‬ ‫فيھا برنامج وطني جيد ومعلمون جيدون ومرافق جيدة ومتكاملة فھذه حقيقة يترتب‬ ‫عليھا كلفا مالية كبيرة ال يمكن اغفالھا ‪.‬‬


‫وقد انھينا ھذه المعايير بحوار موسع مع المدارس عامة و خاصة وان ھذا التصنيف‬ ‫ايضا سيطال المدارس الحكومية وبالتالي سنصنف المدارس ونعلنھا ونترك الخيار‬ ‫للمواطن لكي يختار أي بمعنى اننا نقول لولي االمر ھذه ھي نوعية الخدمة المتوقعة‬ ‫من المدرسة الواقعة في ھذا المستوى او ھذه الفئة وال ندخل بقضايا السقف للرسوم‬ ‫‪.‬‬ ‫المعايير انتھينا منھا والدراسات التجريبية على المدارس الخاصة اوشكت على‬ ‫االنتھاء لنتاكد من مصداقية ھذه المعايير عند اعتمادھا بشكل نھائي وھذا سيتطلب‬ ‫وقتا الن ھناك الكثير من العمل الواجب القيام به في ھذا الخصوص مثل قيام‬ ‫المدارس الخاصة بإعداد تقرير ذاتي حول ھذه المعايير وتسليمه الى لجان محايدة‬ ‫تدرس ھذا التقرير ثم نبدأ بما يسمى مراجعة االقران من خالل الزيارات لھذه‬ ‫المدارس والتثبت من المعلومات الموجودة بالتقارير الذاتية وان كانت ھناك شواھد‬ ‫وادلة فعال تثبت ما ھو مكتوب وصوال إلى ان يتم ترجمة كل ذلك إلى نوع من‬ ‫الدليل الكمي الذي يضع المدرسة في مستوى وفق ھذا التصنيف ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ذكرتم ان التصنيف سيطال المدارس الحكومية ماذا يعني ذلك ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬تصنيف المدارس الحكومية غايته مختلفة وھو توجيه المدخالت العاجلة‬‫والمتوسطة وطويلة المدى إلى المدارس التي ال تحقق الحد االدنى من المعايير حتى‬ ‫نرتقي بمستوى العدالة في مدخالت التعليم‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل يمكن ان يترتب على ذلك التصنيف اي رسوم في المدارس الحكومية ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬قطعا لن يكون اي رسوم النه ال يوجد اساسا رسوم في المدارس‬‫الحكومية فالتعليم مجاني والزامي في مرحلة التعليم االساسي وھذا حق دستوري‬ ‫لكل االردنيين وبالتالي ال يوجد رسوم بالمدارس الحكومية حتى التبرعات المدرسية‬ ‫فقد اعفي الطلبة منھا خالل االعوام الماضية بمكارم ملكية سامية حيث تبرع بھا‬ ‫جاللة الملك عبد الثاني على نفقته الخاصة‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬لوحظ في العام الدراسي الحالي تراجعا ملحوظا في الشكاوى من عدم توفر‬ ‫مدرسين في تخصصات معينة ونقص في الغرف الصفية ھل تم التغلب على ھذا‬ ‫المشاكل وكيف؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬يوجد تقييم عام ان تحديات بدء العام الدراسي لھذا العام كانت اقل‬‫والسبب في ذلك ھو التخطيط المسبق وھوالذي يشكل اساس النجاح في أي عمل فقد‬ ‫خططنا بشكل مبكر لكل متطلبات العام الدراسي مما قلل االحتياجات في الجوانب‬ ‫المذكورة الى حد بعيد وعليه لم يكن ھناك نقص في الكتب المدرسية صحيح ان‬


‫ھناك مدارس محددة كان ھناك تأخر لبعض الطلبة في استالم كتبھم بسبب حركة‬ ‫االنتقال بين المدارس ومع ذلك لدينا غرف عمليات في الوزارة تعمل على مدار‬ ‫الساعة لتلقي اي شكاوى او مشاكل تتعلق بالمدارس لحلھا فورا ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ھل قامت الوزارة ببناء مدارس جديدة لحل مشكلة المباني المستأجرة ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬لقد تم استالم )‪( ٣٩‬مدرسة جديدة العام الجاري وھذا حجم انجاز كبير‬‫بدأنا التدريس فيھا الى جانب مئات االضافات الصفية لمدارس قائمة وكذلك برنامج‬ ‫متكامل لعمليات الصيانة المدرسية ‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالمعلمين تم رصد احتياجات الميدان بصورة مبكرة وتم تدقيقھا وفي‬ ‫ضوء جدول التشكيالت المعطى للوزارة بدأنا بتعيين المعلمين لدينا بعض المحددات‬ ‫في عمليات التعيين يجعلھا ال تكون دفعة واحدة والسبب في ذلك ان نظام التعيين في‬ ‫ديوان الخدمة المدنية لكافة الموظفين ھو نظام البدء بدفعات التعيين وھناك ‪ ١٠‬ايام‬ ‫تعطى للموظف بموجب نظام الخدمة المدنية لكي يباشر العمل وال تستطيع ان تبعث‬ ‫طلبا أخر حتى مضي االيام العشرة االولى بحكم النظام ‪.‬‬ ‫وعلى اي حال استطيع القول ان النقص كان محدودا ومحصورا في الذكور في‬ ‫التخصصات العلمية ‪ //‬الرياضيات والتاريخ والجغرافيا ‪//‬وخالل االسبوع االول من‬ ‫العام الدراسي كان حجم النقص ھو فقط ‪ ٧٠‬معلما من الذكور وبالنسبة للمعلمات ال‬ ‫توجد مشكلة وتم تعبئة ھذه الشواغر في الدفعات الالحقة كما ان ھناك تكليفا على‬ ‫التعليم االضافي وھذا تحد وخلل بمبدأ العدالة وھو يسھم في عدم الفعالية المدرسية‪.‬‬ ‫لذا فان المدارس في المناطق االقل حظا في مؤشرات التنمية ايضا تعاني من شيئين‬ ‫ان معلميھا قليلو الخبرة النه في كل سنة يتم التعيين وسرعان ما ينتقلوا بعد سنتين‬ ‫اوثالث بمجرد بدء تشكل خبرتھم التعليمية فھناك تحد بھذا الجانب ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬كم معلما ومعلمة تم تعيينھم العام الدراسي الحالي؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬تم تعيين اربعة االف معلم ومعلمة تقريبا وذات الرقم سيتم تعيينه للعام‬‫الدراسي المقبل ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ما ھي طبيعة االشكالية في توزيع المدارس الحكومية جغرافيا في كافة‬ ‫محافظات الممكلة وكيف تؤثر على خطط الوزارة في تطوير نوعية التعليم ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬اوال ال بد من القول ان ‪ ٤٣‬بالمئة من مدارس التربية والتعليم تضم‬‫فقط‪ %١٢‬من طالب المدارس الحكومية في المملكة أي ‪%١٢‬من الطالب فقط‬ ‫يشغلون ‪٤٣‬بالمئة من مدارس وزارة التربية والتعليم من المدارس وتاخذ ‪% ٢١‬‬


‫من المعلمين وھذا يؤدي إلى النقص الذي يحدث أي بمعنى انه ‪ %٢١‬من المعلمين‬ ‫مسؤولون عن تعليم ‪ %١٢‬من الطلبة ‪.‬‬ ‫وبالمقابل فان ‪ %١٠‬من مدارس الوزارة فيھا ‪ %٣٠‬من الطلبة و‪ %٣٠‬من‬ ‫المعلمين وھذا يتعلق بالمدارس الكبيرة بمعنى عنصر الفاعلية متوفر ھنا في العملية‬ ‫التربوية أي بمعنى اذا اخذنا كلفة الطالب في المدارس الصغيرة يقدر بثالثة اضعاف‬ ‫من كلفة في المدارس الكبيرة الن ‪ %٢١‬من المعلمين فقط يقومون على تدريس‬ ‫‪ %١٢‬من الطالب ومع ذلك وصلنا في االردن الى مراتب متقدمه في انتشار التعليم‬ ‫ليصل الى الجميع ونحن االول عربيا في مثل ھذه المؤشرات لكن العبء والكلفة في‬ ‫جوانب االنفاق او حسن استثمار الموارد المتاحة ھو عنصر تحد في ضوء صغر‬ ‫حجم المدرسة االردنية عموما ‪.‬‬ ‫كما اود االشارة الى ان ربع المدارس فيھا ثالثة ونصف بالمئة من الطالب وال‬ ‫يتعدى حجم المدرسة ‪ ١٠٠‬طالب في المتوسط العام وقد يصل في بعض المدارس‬ ‫الى ‪ ٦‬طالب و‪ ٨‬طالب على مدرسة كاملة بما يتطلبه ذلك من توفير كافة عناصر‬ ‫العملية التربوية وامكاناتھا ‪.‬‬ ‫لذا آن االوان ان نبحث عن بدائل لحل ھذه المشكلة لنضمن فرصا تعليمية لكل‬ ‫االردنيين بشكل نوعي والبد من االشارة ايضا الى نمطية التركيب الصفي في‬ ‫المدرسة االردنية وتقارب عدد من المدارس جغرافيا بصفوف متباينه لذا يجب ان‬ ‫يتم تجميع المدارس مع بعضھا وان يكون ھناك حوار حتى نخلق القبول لمثل ھذه‬ ‫الفكرة خاصة وان أي بديل الي سياسة تعليمية لن يمس باي حال بحق التعليم وان‬ ‫البديل يجب ان يكون مقبوال وميسورا وسھال من خالل مثال تجميع بعض المدارس‬ ‫وتوفير النقل وبالتالي ندرس ھذا االمر وقد يكون بصورة تجريبية وبموافقة المجتمع‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬يتم التطرق دوما الى التعيين على التعليم االضافي كيف يتم ذلك ووفقا الي‬ ‫اسس ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬في الوقت الذي ال يلبي جدول التشكيالت من ديوان الخدمة المدنية كل‬‫االحتياجات الفنية تلجأ الوزارة إلى التكليف على التعليم فنحن في الوزارة نحدد‬ ‫احتياجاتنا من المعلمين مع بدء كل عام دراسي والنقص نوفره على حساب التعليم‬ ‫االضافي ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ماذا بخصوص الطلبة السوريين الذين تم قبولھم في المدراس االردنية وكم‬ ‫عددھم ؟‬


‫ النعيمي ‪ :‬سياسة الحكومة معلنة وواضحة نحن بدأنا اوال االعالن عن انه بإمكان‬‫العائالت السورية مراجعة مديريات التربية والتعليم لتسجيل ابنائھم على قوائم حتى‬ ‫نحصر ھذه االعداد ودرسنا ھذه االعداد واماكن تواجد ھؤالء الطلبة واسرھم وأوكد‬ ‫بأنھم دخلوا إلى المملكة بصورة قانونية من خالل المعابر وعدد الذين سجلوا في‬ ‫المدارس بلغ ‪ ٧٠٠‬طالب سوري وتعليمات قبول الطلبة غير االردنيين مقرة من‬ ‫سنوات وھي تعالج وضع الطلبة غير االردنيين وبالنسبة للطلبة السوريين فمن لديه‬ ‫تصريح عمل يقبل في مدارس الحكومة لولي امره ومن ليس لديه تصريح عمل فھو‬ ‫يحول إلى المدارس الخاصة ‪.‬‬ ‫الرأي‪:‬كم عدد الطبلة غير االردنيين في المدارس االردنية وكم تبلغ كلفتھم ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬اوال التعليمات للطلبة غير االردنيين في المدارس الحكومية واضحة‬‫فالمطلوب من الطالب اقامة او مطلوب من ولي االمر تصريح عمل وراغب‬ ‫بالدخول إلى المدارس الحكومية ونستوفي منھم حدا ادنى من الرسوم تبلغ ‪// ٢٥ //‬‬ ‫دينارا في الفصل وھو من جانب المساھمة والعدد النھائي للطلبة غير االردنيين في‬ ‫المدارس يقدر بحوالي ‪ ٣٦‬الف طالب‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ما ھو واقع المباني المدرسية المستأجرة وھل ھناك حلول لھا ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬مشكلة المباني المستأجرة مزمنة ورغم البرنامج الضخم من االبنية‬‫المدرسية والمبادرات الملكية السامية فيما يتعلق بالغرف الصفية التي اسھمت‬ ‫اسھاما كبيرا في تحسين واقع المدارس اال ان عدد المدارس المستاجرة ال زال نحو‬ ‫‪ ٨٥٠‬مدرسة والمشكلة ان عددا كبيرا منھا ھي منازل وال تشكل بيئات تعليمية‬ ‫مناسبة وبالتالي ھي مدارس صغيرة الحجم ال تلبي متطلبات العملية التربوية ‪.‬‬ ‫لكن نحن ال نستطيع ان نتخلص من االبنية المستأجرة العتبارات موضوعية الننا ال‬ ‫نستطيع في كثير من الحاالت ان نوفر االرض التي يمكن ان تبنى عليھا المدرسة‬ ‫وفقا لحاجة البناء في مكان معين فقصبات المدن مكتظة بالسكان رغم ان ھناك عددا‬ ‫ال باس به من المواقع المستملكة ونحن نستملك الجل التخطيط للمستقبل وليس فقط‬ ‫لحل مشكالت آنية ‪.‬‬ ‫وخالل العشر سنوات االخيرة تم بناء حوالي ‪ // ٤٠٠//‬مدرسة جديدة الى جانب‬ ‫االضافات الصفية للمدارس القائمة ولدينا برنامج طموح لتوفير مدارس جديدة‬ ‫لمواكبة زيادة اعداد الطلبة سنويا ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬كم تبلغ موازنة التربية والتعليم للعام الجاري ؟‬


‫ النعيمي ‪ :‬بلغت ‪//٧١٩//‬مليون دينار واالنفاق على التعليم في االردن انفاق سخي‬‫وجيد وعوائده على نوعية التعليم جيدة بشھادة المنظمات الدولية المعنية بالتعليم‬ ‫حول العالم ‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬اين تكمن االشكالية في موازنة التربية والتعليم؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬المشلكة ليس في التخصصيات وانما في ابواب االنفاق ف‪// %٩٠//‬‬‫من موازنة التربية والتعليم ھي نفقات جارية وتشغيلية ‪%٨٣‬من الموازنة ھي‬ ‫رواتب و‪ %٧‬نفقات تشغيلية و‪ %١٠‬فقط نفقات رأسمالية سواء لالبنية او لبرامج‬ ‫تدريب المعلمين او غيرھا ‪.‬‬ ‫ولست من المؤمنين ان زيادة االنفاق بصورة عشوائية يصب في نوعية النظام‬ ‫التربوي بل االمر يكمن في كفاءة استثمار الموارد المتاحة وھي العامل الحاسم بھذا‬ ‫االمر وعندما نتحدث عن صغر حجم المدرسة اشرنا الى الكلفة وعنما تحدثنا عن‬ ‫نمطية التركيب الصفي اشرنا الى اثره على النوعية وبالتالي المطلوب ھو اعادة‬ ‫توجيه السياسات التربوية باالتجاھات التي تصب بالنوعية مباشرة الن ھذا سيحرر‬ ‫بعض الموارد التي تنفق االن ويمكن توجيھھا إلى جوانب ترتبط مباشرة بالتطوير‬ ‫النوعي وھذا ما نعمل عليه حاليا لخدمة برامج التطوير التربوي‪.‬‬ ‫الرأي‪ :‬ماذا بشأن تطوير المناھج التربوية ھل من جديد على ھذا الصعيد ؟‬ ‫ النعيمي ‪ :‬نحن تتحدث عن انه تقريبا كل ست سنوات يجب ان ننخرط مجددا في‬‫عملية تطوير جديدة للمناھج وفقا لعوامل عديدة وھذا ال يعني تخلينا عن المناھج‬ ‫فجانب من التطوير قد يكون بسيطا فيما يتعلق بمواصفات فنية وجانب قد يكون لسد‬ ‫فجوات فيما يتعلق بالمفاھيم وجانب منھا ما يتطلب اعادة تنظيم للمناھج كما أؤكد ان‬ ‫المناھج تتطور بخبرة اردنية بالكامل من مشرفين ومعلمين واساتذة جامعات والية‬ ‫تطوير المنھاج معروفة ومعلنة ومجلس التربية والتعليم ھو مجلس السياسات لقطاع‬ ‫التعليم العام السياسات يقرھا مجلس التربية والتعليم ‪.‬‬


‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ‪ ..‬ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﳐﻄﻄﺎﺕ ﻓﺎﺷﻠﺔ‬

‫احتل موضوع التعليم حيزا كبيرا في الخطاب الملكي األخير لذكرى ثورة الملك‬ ‫والشعب‪ ،‬وفق نسق متسلسل منطقي‪،‬‬ ‫يبدأ بالشباب والمدرسة واألسرة وينتھي للحديث عن التنمية المنشودة‪ ،‬باعتبارھا‬ ‫مطمحا ال يتحقق على المستوى االستراتيجي بدون شباب فاعل‪ ،‬منتج ومتفتح‪،‬‬ ‫شباب ينخرط بإيجابية في التحوالت التي يعرفھا المجتمع المغربي‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫ال يمكن تكوين شباب بھذه المواصفات بمدرسة تقوم على »منطق تربوي يرتكز‬ ‫على المدرس وأدائه‪ ،‬مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين«‪ ،‬بل بمدرسة تعتمد‬ ‫»منطقا آخر يقوم على تفاعل ھؤالء المتعلمين‪ ،‬وتنمية قدراتھم الذاتية‪ ،‬وإتاحة‬ ‫الفرص أمامھم في اإلبداع واالبتكار‪ ،‬فضال عن تمكينھم من اكتساب المھارات‪،‬‬ ‫والتشبع بقواعد التعايش مع اآلخرين‪ ،‬في التزام بقيم الحرية والمساواة‪ ،‬واحترام‬ ‫التنوع واالختالف« كما جاء في الخطاب الملكي‪ .‬وألن مشكالت الشباب كما ھي‬ ‫متعارف عليھا‪ ،‬تجد امتداداتھا فيما وراء المدرسة أي في محيطھا‪ ،‬فإنه من الواجب‬ ‫أن تكون لألسرة أدوار حاسمة في تحقيق ھذا الرھان‪ ،‬وفق منطق الشراكة ال منطق‬ ‫الصراع‪ ،‬باعتبار أن الرھان على الشباب ھو رھان مجتمع بأكمله‪..‬إذن ما الذي‬ ‫يمنع المدرسة المغربية من لعب دورھا في ھذا النسق المتكامل وظيفيا؟ ما الذي‬ ‫يجعل تعليمنا ناقص الجودة والجاذبية وغير مالئم للحياة كما جاء في الخطاب؟ أي‬


‫دور للمدرس في ھذا الوضع غير السليم؟ أسئلة وأخرى ستعالجھا »المساء« في‬ ‫ھذا الخاص عن المسألة التعليمية على ضوء الخطاب الملكي األخير‪.‬‬ ‫بات في حكم بديھيات مغرب اليوم‪ ،‬كون إشكاالت قطاع التربية والتكوين ھي من‬ ‫قبيل األمراض المزمنة المستعصية ليس على المعالجة وحسب بل والتشخيص‬ ‫حتى‪ ،‬إذ كلما انبرى المرء لتشخيص معضلة من معضالته إال ويجد نفسه إزاء‬ ‫قضايا متشابكة ومترابطة نسقيا على نحو يصعب معھا فرز األسباب عن النتائج‪،‬‬ ‫وھذه عن التداعيات والتأثيرات‪ ،‬صحيح أن مشكالت الھدر المدرسي واالنقطاع‬ ‫والتكرار مثال‪ ،‬ھي مشكالت ال يتوقف تأثيرھا عند الشخص موضوع الظاھرة‪ ،‬بل‬ ‫تتعداھا لتكون مشكلة مجتمعية عامة‪ ،‬مشكلة في التنمية والقيم الثقافية وحقوق‬ ‫اإلنسان وغيرھا‪ ،‬غير أنھا مشكالت تتبادل المواقع في كل تحليل موضوعي‪ ،‬فتارة‬ ‫يبدو ضعف وتيرة التنمية سببا في ارتفاع نسب الھدر واالنقطاع والتكرار‪ ،‬وھذا من‬ ‫جھة تفسير سليم‪ ،‬وتارة يبدو أن ضعف التنمية ھو نتيجة للعوامل السابقة‪ ،‬خصوصا‬ ‫في عالم قروي مھمش وفقير جدا‪ ،‬وھو بدوره يعتبر تفسيرا سليما أيضا‪ ،‬وصعوبة‬ ‫ھذا النوع من االستدالالت الدائرية يتجلى خاصة في البرامج اإلصالحية والتي‬ ‫تتضمن برامج عمل‪..‬‬ ‫فعلى الورق‪ ،‬ھذه السنة ھي األخيرة في برنامج إصالحي‪ ،‬سمي بـ»االستعجالي«‪،‬‬ ‫بدأ منذ ثالث سنوات‪ ،‬وھو نسخة ثانية معدلة عن برنامج إصالحي بدأ منذ ثالث‬ ‫عشرة سنة من اآلن‪ ،‬سمي بالميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬والذي جاء كثمرة‬ ‫لمجموعة من التقارير الوطنية والدولية والتي نبھت إلى الوضع المأساوي لتعليمنا‬ ‫قياسا لعدة مؤشرات كالھدر المدرسي واالنقطاع والتكرار وضعف التعلمات في‬ ‫الكفايات األساسية كالقراءة والكتابة والحساب‪..‬باختصار تعليم ينتمي لمغرب القرون‬ ‫الغابرة‪..‬‬ ‫وعلى الورق دائما‪ ،‬خصصت للقطاع ميزانية ضخمة فاقت ‪ ٥٠‬مليار درھم على‬ ‫مدى ثالث عشرة سنة‪ ،‬خصصت منھا نسبة كبيرة للبرنامج االستعجالي بلغت ‪٣٠‬‬ ‫مليار درھم‪ ،‬في أفق تأھيل المدرسة العمومية من حيث الموارد البشرية‬ ‫واللوجيستيكية‪ ،‬حيث تمت برمجة مجموعة من المشاريع‪ ،‬كبرنامج تيسير وبرنامج‬ ‫مليون محفظة للحد من الھدر المدرسي واالنقطاع‪ ،‬ناھيك عن حزمة إجراءات‬ ‫إدارية وتربوية كان الھدف منھا بعث روح جديدة في منظومتنا التربوية‪.‬‬ ‫لكن على الواقع‪ ،‬فبعيد انقضاء عشرية اإلصالح‪ ،‬ظھرت حقائق مطابقة للواقع‪ ،‬تفيد‬


‫بأن »دار لقمان ال تزال على حالھا«‪ ،‬عندما صنف البنك الدولي المغرب في مرتبة‬ ‫عربية وإسالمية متأخرة‪ ،‬أي المرتبة ‪ ١١‬من مجموع ‪ ١٤‬دولة‪ ،‬إذ تفوقنا فقط على‬ ‫موريطاينا والصومال وجيبوتي!!‬ ‫وعلى الواقع دائما‪ ،‬وبعد ثالث سنوات على البرنامج االستعجالي‪ ،‬ھاھو الخطاب‬ ‫الملكي األخير يعلنھا صراحة »مدرستنا تسائلنا جميعا«‪،‬لذلك »ينبغي إعادة النظر‬ ‫في مقاربتنا‪ ،‬وفي الطرق المتبعة في المدرسة«‪ ،‬وقبل ھذا الخطاب كان الوزير‬ ‫الحالي قد أعلن الحقيقة المأساوية أمام نواب الشعب‪ ،‬إذ كشف أمام لجنة التعليم‬ ‫والثقافة واالتصال في مجلس النواب أواخر شھر يوليوز الماضي‪ ،‬أن ھذا البرنامج‬ ‫الذي أعلنت عنه الحكومة السالفة‪ ،‬والذي اعتبر بمثابة طوق نجاة للتعليم المدرسي‪،‬‬ ‫لم يحقق أيا من أھدافه‪..‬فبماذا نفسر ھذه المعضلة؟‬ ‫لماذا فشل البرنامج االستعجالي؟‬ ‫دعوة الخطاب الملكي األخير الحكومة إلى ضرورة العمل في اتجاه تبني تغيير »‬ ‫يمس نسق التكوين وأھدافه‪ ،‬وذلك بإضفاء دالالت جديدة على عمل المدرس لقيامه‬ ‫برسالته النبيلة‪ ،‬فضال عن تحويل المدرسة من فضاء يعتمد المنطق القائم أساسا‬ ‫على شحن الذاكرة ومراكمة المعارف‪ ،‬إلى منطق يتوخى صقل الحس النقدي‪،‬‬ ‫وتفعيل الذكاء‪ ،‬لالنخراط في مجتمع المعرفة والتواصل«‪ ،‬ھي دعوة لوضع برنامج‬ ‫إصالحي آخر‪ ،‬لكن أليس من الواجب تشريح مكامن الخلل في إنجاز البرنامج‬ ‫االستعجالي؟ أليس حديث الخطاب الملكي عن »الشراكة والمسؤولية« ھو دعوة‬ ‫صريحة لتجاوز منطق التحكم واإلمالء التي تزعمتھا مكاتب الدراسات األجنبية‬ ‫والتي كانت تقف وراء ھذا البرنامج؟‬ ‫فإذا رجعنا إلى نص »البرنامج االستعجالي«‪ ،‬سنجد أن األھداف االستراتيجية‬ ‫المحددة لمستويات التعليم‪ ،‬ورفع جودة التعليم بمختلف أبعادھا سنجد أنھا من المحال‬ ‫أن تتحقق في ثالث سنوات التي حددھا البرنامج االستعجالي‪ ،‬ألنھا أھداف أغلبھا‬ ‫بعيد المدى‪.‬‬ ‫إن المقصود بھذه اإلشارة ھو أن شمولية البرنامج االستعجالي في رھاناته وأھدافه‪،‬‬ ‫من شأنھا أن تكون عائقا ذاتيا في أجرأته‪ ،‬إذ أن جسامة برامجه الكبرى والصعوبات‬ ‫الموضوعية التي تواجه تنفيذھا‪ ،‬من شأنھا أن تشتت الجھود‪ ،‬فعندما نقول‬ ‫»استعجالي« فإن المطلوب ھو أن تكون األھداف أكثر تحديدا وتركيزا‪ ،‬فليس من‬ ‫المنطقي أن ندخل مريضا لقسم المستعجالت في حالة احتضار‪ ،‬ونجري له عمليات‬ ‫جراحية في القلب والرئة والدماغ والكلية والعين‪...‬في عملية واحدة‪ ،‬إذا األولى ھو‬


‫أن نبقيه على قيد الحياة أوال‪ ،‬فتعميم التعليم وتوسيع قاعدة التعليم الثانوي التأھيلي‬ ‫وتنمية التعليم الخصوصي وتطوير الھندسة البيداغوجية وترشيد تدبير الموارد‬ ‫البشرية وتنمية البحث العلمي ولتجديد التربوي و‪..‬و‪..‬و‪ ،..‬ھي أھداف مھمة وكبيرة‬ ‫بكل المقاييس‪ ،‬لكن ال يمكن أن تكون أبدا برامج لثالث سنوات‪ ،‬إنھا رھانات‬ ‫استراتيجية كبرى‪ ،‬فمن يقرأ ھذا البرنامج ويستمع لمسؤولي القطاع وھم يتكلمون‬ ‫عنه‪ ،‬سيظن أن األمر يتعلق برصاصة أخيرة‪.‬‬ ‫ھل إصالح المدرسة المغربية ممكن؟‬ ‫كثيرة ھي المداخل التي يمكن من خاللھا اإلجابة عن ھذا السؤال‪ ،‬لكن نفضل ان‬ ‫نركز على عائق الموارد البشرية‪ ،‬فكما ھو معلوم‪ ،‬حدد التقرير األول للمجلس‬ ‫األعلى للتعليم في تشريحه لمعوقات إصالح منظومة التربية والتكوين في بالدنا‪،‬‬ ‫خمس محددات تشكل مصادر االختالالت التي تعرفھا ھذه المنظومة‪ ،‬منھا ضعف‬ ‫التعبئة من أجل اإلصالح‪ ،‬وغياب الثقة الجماعية في المدرسة المغربية‪ ،‬وھذا الخلل‬ ‫الكبير ليس فقط مشكلة تواصلية على ھامش إصالح المنظومة‪ ،‬بل إن ضعف‬ ‫انخراط األسرة ومختلف المتدخلين االجتماعيين واالقتصاديين والمحليين‪ ،‬راجع‬ ‫باألساس إلى ھذه المشكلة‪ ،‬فصورة المدرسة العمومية في محيطھا عامة ال تعدو أن‬ ‫تكون صورة سلبية راكمتھا سنوات الخبط على مستوى البرامج اإلصالحية‪،‬‬ ‫وأساسا انعدام الصلة على مستوى القيم بين ھذه المدرسة والمجتمع‪ ،‬اللھم إال صالت‬ ‫لھا عالقة بكون المدرسة سوق استھالكية مربحة للمخدرات وتجارة الجسد القاصر‪،‬‬ ‫في تطاول صادم أحايين كثيرة‪ ،‬غير أن الناظر في الوجه اآلخر للعملة‪ ،‬غير وجه‬ ‫المؤامرة واالضطھاد الذي نشعر به نحن رجال التربية والتكوين‪ ،‬سيرى أشكاال‬ ‫متعددة من التقصير يتحمل الجميع مسؤوليتھا‪ ،‬بدءا من المدرس رأسا إلى السيد‬ ‫الوزير‪ ،‬تقصير مرده إلى فقدان الجميع الثقة في قدرتنا جميعا على استدراك‬ ‫اختالالت منظومتنا إن نحن فعال امتلكنا إرادة طيبة للفعل‪ ،‬وھذا ما نعوزه بھذا القدر‬ ‫أو ذاك صعودا ونزوال‪.‬‬ ‫فبديھي كل البداھة أن غياب إرادة الفعل سبب رئيسي في فشل كل المبادرات‬ ‫اإلصالحية في قطاع التربية والتكوين‪ ،‬في وضع مأساوي كھذا تصبح مفاھيم‬ ‫المراقبة والمحاسبة والتأطير والتواصل والتحفيز والتكوين وإعادة التكوين وغيرھا‬ ‫من وسائل التعبئة‪ ،‬تصبح مفاھيم جوفاء تصلح لتجزية الوقت‪ ،‬ھذا إن لم تؤخذ على‬ ‫محامل أخرى‪ ،‬تنآى بالمدرسة عن أھدافھا المصيرية وتعطي نتائج عكسية لكل ما‬ ‫تم التخطيط له‪ ،‬لنعاود اإلسطوانات ذاتھا‪ ،‬بعود أبدي ال مكانة فيه للتقدم والقطائع‬ ‫والتجاوز‪..‬اللھم إال التكرار واالجترار وقليل من الجرأة لالعتراف بذلك‪.‬‬


‫فالجميع بدءا من أصغر عون خدمة في مدرسة إلى السيد الوزير‪ ،‬يقر بأن المدرسة‬ ‫العمومية تعاني من اختالالت‪ ،‬وقد يحصل أن يتفقوا أيضا في وصف أعراض ھذه‬ ‫االختالالت‪ ،‬لكن تحديد الجميع للمسؤوليات دوما‪ ،‬وأقول دوما‪ ،‬ما يتجه إلى تحميل‬ ‫اآلخرين مسؤولية الفشل‪ ،‬وفق ميكانيزم نفسي ملؤه برانويا االضطھاد‪ ،‬فالجميع‬ ‫يبرئ ذاته ويلقي بالمسؤولية جزافا؛ يمينا وشماال على اآلخرين‪..‬‬ ‫فالمدرس يلقي باللوم على اإلدارة التربوية في مشاكل الخريطة المدرسية واالكتظاظ‬ ‫وتدبير الزمن المدرسي ورتابة الحياة المدرسية وبالتالي ضعف النتائج والجودة إلى‬ ‫غير ذلك‪ ،‬واإلدارة التربوية تحمل المسؤولية لإلدارة اإلقليمية‪ ،‬والتي تعتمد على‬ ‫مقاربات محاسباتية تقنوية غير مرنة في تدبير الموارد بمختلف أنواعھا‪ ،‬وھي أيضا‬ ‫تلقي بالالئمة على اإلدارة الجھوية والمستفيدة من مناخ تدبيري يسمى مجازا‬ ‫»بترسيخ الحكامة«‪ ،‬فيما ھو تتويج لـ»ملوك صغار« في األكاديميات‪ ،‬يسيرون‬ ‫أكاديميتھم بذھنية تسيير الممتلكات الشخصية‪ ،‬ويحتلون المنابر للتبجح بأھمية‬ ‫الحكامة والشفافية والتواصل‪ ،..‬وھؤالء أيضا ال ينسون أن يحملوا الوزارة‬ ‫والمصالح المركزية مسؤولية اإلغراق في بيروقراطية األزمنة البائدة‪ ،‬وھذه‬ ‫المصالح ال تنسى أن تحمل الوزير مسؤولية غياب اإلرادة السياسية‪ ،‬ولكي تكتمل‬ ‫سلسلة التبريرات ودفع المسؤولية عن الذات‪ ،‬يعاود الوزير القھقرى إلى نقطة‬ ‫الصفر‪ ،‬وتحميل المدرس مسؤولية فشل اإلصالح‪ ،‬وعزمه محاسبة‬ ‫المقصرين‪..‬وفتح خط أخضر لتلقي شكايات المواطنين من المدرسين‪..‬لتكتمل دائرة‬ ‫االتھام‪..‬حيث يغيب النقد الذاتي ويحضر التبرير‪ ،‬ويغيب الواجب ويتضخم الحق‪..‬‬ ‫فمن سمع السيد الوزير المسؤول عن البرنامج االستعجالي‪ ،‬السيد اخشيشن‪ ،‬يقول‬ ‫إن »جل المدرسين جاؤوا صدفة إلى قطاع التعليم‪ ،‬وليس اقتناعا بمھمة التدريس«‪،‬‬ ‫سيفھم أي خلل ھذا الذي يعتري تصورات الجميع دون استثناء‪ ،‬في تبرير أخطائھم‬ ‫والتنصل من مسؤولياتھم‪ ،‬والبدء بتحميل اآلخرين مسؤولية الفشل‪ ،‬وخطورة ھذا‬ ‫الوضع المأساوي ھو أنه في الوقت الذي يُطالب فيه الجميع بالتعبئة الشاملة‬ ‫وبااللتزام الكامل والمطلق بإصالح منظومة التربية والتكوين‪ ،‬نجد فيه الجميع‬ ‫يستنفر ملكاته وقدراته التواصلية والتحليلية فقط في التبرير واجترار وضع قائم‪.‬‬ ‫ھكذا تكتمل السلسلة الدائرية على شاكلة السلسالت الغدائية الشھيرة في عالم الغاب‪،‬‬ ‫تنطلق السلسلة من المدرس صعودا إلى الوزير لتعود إليه رأسا من ھذا األخير‪،‬‬ ‫وھكذا واأليام تمر من سنة قيل إنھا بداية فعلية لمدرسة النجاح‪ ،‬ولتمر السنوات‬ ‫الثالث لبرنامج قيل عنه إنه استعجالي‪ ،‬وھا ھم الجميع يعاودون الحديث عن أزمة‬


‫التعليم‪ ،‬ليس ألنھا غير موجودة بل ألنھم مرتاحون لكونھا أزمة تعني اآلخرين‬ ‫وليست تعنيھم‪..‬‬ ‫إن غياب إرادة الفعل‪ ،‬ھو السبب العميق لضعف التعبئة على أرضية كل برنامج‬ ‫إصالحي‪ ،‬ولعل ھذه الحقيقة يجب أن تشكل خريطة طريق بالنسبة للجميع‪ ،‬فمن‬ ‫نتائجھا الفورية أيضا اضمحالل الثقة في المدرسة العمومية إلى درجات دنيا‬ ‫أضحت فيھا المدرسة مرادفة إلعادة إنتاج الفشل والتخلف واألمية والسلوك الالمدني‬ ‫والظلم والتسلط واالبتزاز‪..‬وكل الرذائل‪ ،‬بل إن المدرسة‪ ،‬بشقيھا العمومي‬ ‫والخاص‪ ،‬أصبحت رائدة في ھذا المجال‪..‬‬ ‫إن مشكلة المدرسة العمومية قبل أن تكون مشكلة خصاص في اإلمكانات وضعف‬ ‫السياسات ھي أساسا مشكلة في ضعف التزامنا كرجال تربية وتكوين‪ ،‬بالتعبئة‬ ‫إليجاد حل لمعضالتھا‪ ،‬صحيح أن المشكلة ليست فينا وحدنا‪ ،‬فلألسر والجماعات‬ ‫المحلية والمقاوالت والمجتمع المدني والنقابات نصيبھم‪ ،‬غير أن المشكلة بدأت‬ ‫بالتأكيد منا‪ ،‬وبأيدينا وحدنا الحل‪ ،‬إنه البدء من الذات وتحمل المسؤولية في حدود‬ ‫الواجب على كل منا‪..‬‬ ‫المدرس‪..‬حجر الزاوية في اإلصالح‬ ‫التدريس كما نعلم‪ ،‬فن ودراية وصناعة‪ ،‬فليس كل ذي علم أو ذي خلق يصلح أن‬ ‫يكون مدرسا‪ ،‬فكم من عالم مجدد تفتنك كتبه وتآليفه‪ ،‬وما إن تستمع لدروسه أو‬ ‫مداخالته حتى تصاب بخيبة أمل توازي في قوتھا افتتانك بأسلوبه واجتھاداته‪ ،‬ولكن‬ ‫تعاكسھا‪ ،‬وكم من فاضل يحتدي الناس بأعماله‪،‬ولكن قلة علمه وضعف تمييزه تجعل‬ ‫كالمه منفرا وغير ذي تأثير‪ ،‬فالتدريس قبل أن يكون معرفة وعلوما يكتسبھا‬ ‫صاحبھا بالمواظبة والمجاھدة‪ ،‬ھي أوال ھيئة واستعداد‪ ،‬وھما مبدأ ھذه الصناعة‬ ‫وإليھا ترجع كل المبادئ‪ ،‬فإن كان الجميع ينكر على حكومة الفاسي المنتھية تبنيھا‬ ‫لعملية توظيف مباشر في مھنة التدريس تحديدا دون إجراء الحد األدنى من االنتقاء‬ ‫والذي يمكن ھذه المھنة من استقطاب ذوي االستعداد فقط دون غيرھم‪ ،‬فألن ھناك‬ ‫فرق كبير بين أن نحل مشكلة ھي التشغيل‪ ،‬كمشكلة اجتماعية صرفة‪ ،‬وھذا حق‬ ‫دستوري ال يرتفع من جھة‪ ،‬وأن نخلق في ھذا الجسم المعتل علال أخرى تنضاف‬ ‫لعلله المزمنة أصال‪ ،‬علل ذات طبيعة تربوية‪..‬‬ ‫أما االعتياد فإن ھناك أمورا إذا اعتادھا المدرس أضحى معھا مبدعا وممتعا‪ ،‬أولھا‬ ‫وعماد سنامھا التحصيل المعرفي المتواصل‪ ،‬فالمدرس الذي يھجر الكتاب يصبح‬ ‫ضارا لغيره‪ ،‬وإزاحته عن ھذه المھنة واجبة عقال وشرعا‪ ،‬فإن كانت نقيصة التكبر‬


‫مانعة لحصول المعرفة‪ ،‬فإنھا بالنسبة للمدرس كبيرة تورث صاحبھا شتى أنواع‬ ‫اإلدانة‪ ،‬وكم يسھل على تالمذته اكتشاف أمره وفضح تقاعسه‪ ،‬وتطاوله على ما ال‬ ‫يعلم‪..‬ولم يجد لما يعرف به دون علم سبيال لتحصيله‪..‬ھذا عن المدرس الذي منعه‬ ‫تھاونه أو تكبره عن االستزادة في المعرفة‪ ،‬أما المدرسين الذين أدمنوا مقاھي‬ ‫ومحالت القمار‪ ،‬يقضون فيھا الساعات الطوال في انتظار تحقق ھلوسة ربح مادي‬ ‫سريع‪ ،‬منافسين في ذلك الجھلة والرعاع والسقاط‪ ،‬فھؤالء ھم فاسدو القطاع‬ ‫ومفسديه‪.‬‬ ‫وكم حاجتنا في القطاع اليوم‪ ،‬لمدرسين مستعدين بالفطرة لھذه الصناعة ولھذا الفن‬ ‫السامي‪ ،‬مدرسين ال تنقطع عالقتھم بالمعرفة لمجرد »خروجھم« خارج السلم‪ ،‬أو‬ ‫لمجرد حصولھم على شھادة‪ ،‬وكم حاجتنا اليوم‪ ،‬لتسطير برنامج انتقائي وتكويني‬ ‫صارم يعيد للمھنة ھيبتھا ووقارھا ودورھا الريادي في المجتمع‪.‬‬ ‫فإذا كنا اليوم‪ ،‬على المستوى البيداغوجي‪ ،‬نتكلم عن المتعلم كمركز للعملية التعليمية‬ ‫التعلمية‪ ،‬وعن الحياة المدرسية‪ ،‬كفضاء شامل تتفاعل فيه مختلف مكونات الحياة‬ ‫التربوية‪ ،‬والتي تتجاوز في ديناميتھا وفعاليتھا األنشطة التقليدية للمدرسة كتلقين‪،‬‬ ‫ونتكلم أيضا عن المدرس كوسيط بين مصادر المعرفة والمتعلمين‪ ،‬ووسيط‬ ‫اجتماعي بين المدرسة والمجتمع‪ ،‬وفاعل في مشروع المؤسسة ومنخرط في محيطه‬ ‫وفاعل فيه‪ ،‬فإن ھذا ال يمكن أن يتحقق على أرض الواقع دون تكوين للمدرسين‬ ‫مفكر فيه بعناية وعقالنية‪ ،‬سواء في مرحلة التكوين األساس‪ ،‬والذي تمت المراعاة‬ ‫فيه للجانبين النظري والعملي‪ ،‬أو في مرحلة التكوين المستمر والدائم لھؤالء األطر‪.‬‬ ‫من ھنا نعتقد أن خطوة توحيد مؤسسات تكوين األطر في مؤسسة واحدة‪ ،‬ھي‬ ‫المراكز الجھوية لمھن التربية والتكوين‪ ،‬خطوة كانت منتظرة‪ ،‬ألن منطلقھا واضح‪،‬‬ ‫وھو أنه ال يمكن توحيد منظومة التربية التكوين وخلق االنسجام بين مكوناتھا على‬ ‫أرض الواقع بدون توحيد مؤسسات تكوين أطر ھذه المنظومة‪ ،‬في إطار مؤسساتي‬ ‫مناسب من حيث بنيته التحتية ومناھجه وألطر العاملة فيه‪ ،‬في أفق تكوين أساتذة‬ ‫ذوي كفاءات مھنية تربوية تمكنھم من أداء مھامھم بمھنية متميزة‪.‬‬ ‫وھذا االختيار‪ ،‬والذي تسعى الوزارة لتبنيه ابتداء من السنة الدراسية المقبلة‪ ،‬من‬ ‫شأنه أن يرتقي بالممارسة التدريسية‪ ،‬ويربط ولوج مھنة التدريس بالتكوين‪ ،‬علما أن‬ ‫رھان تجديد المدرسة مشروط بجودة عمل المدرسين وإخالصھم والتزامھم‪ ،‬وكذا‬


‫جودة التكوين األساس والتكوين المستمر والفعال لھم‪ ،‬وعندما نتكلم عن رھان بھذه‬ ‫األھمية فنحن نتكلم عن رھان ذي بعد استراتيجي بالنسبة للمنظومة ككل‪ ،‬لكونه‬ ‫يتعلق بتأھيل الموارد البشرية‪ ،‬والتي بدونھا ال يمكن تحقيق أي شيء في مسار‬ ‫إصالح ھذه المنظومة‬

‫א מ ! ن ‪ 4‬א طوא) ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻌﻜﺔ ﺗﺘﻘﺎﲰﻬﺎ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ‬ ‫في لبنان ‪ ٤‬ماليين نسمة‪ ،‬و‪ ٤٥‬مؤسسة تعليم عال‪ .‬تبدو األرقام مب ّ‬ ‫شرة‪ ،‬لكنھا‬ ‫مضلّلة‪ .‬فمنارة الشرق ھي أيضا ً منارة الطوائف‪ ،‬والدكاكين المزدھرة‪ ،‬في ظل‬ ‫تنازل الدولة عن دورھا في قطاع التعليم‬ ‫رنا حايك‬ ‫تاريخياً‪ّ ،‬‬ ‫لزمت الدولة في لبنان التعليم للقطاع الخاص‪ ،‬الذي يعني‪ ،‬في السياق‬ ‫اللبناني‪ ،‬الطوائف‪ ،‬وليس الشركات‪ ،‬مع احتفاظھا بإدارة المدارس الرسمية‬ ‫والمجانية التي لم يلبث بعضھا أن » ُ‬ ‫ف« بدوره‪ .‬أما الضيف الجديد على القطاع‬ ‫طوِّ َ‬ ‫التعليمي‪ ،‬فھو »دكاكين« ذات ھدف تجاري ترقص على السّلم بين الخاص‬ ‫والرسمي محاكية األول ومستفيدة من ثغر الثاني‪ .‬ھذه ھي خالصة الدراسة التي‬ ‫قامت بھا مجموعة األبحاث والتدريب للعمل التنموي )‪ (C.R.T.D‬أخيراً‪ ،‬في إطار‬ ‫تنفيذھا مشروع »المواطنة الفاعلة‪ ،‬النوع االجتماعي والمستحقات االجتماعية«‬ ‫الذي تعمل عليه منذ عام ‪ .٢٠٠٥‬في الدراسة التي تصدر قريباً‪ ،‬رصد الباحثون َفھم‬ ‫المواطنين للحقوق االجتماعية‪ ،‬بما فيھا حق المواطن بالتعلم وبالرعاية الصحية‪.‬‬ ‫«كانت نتائج البحث كارثية‪ ،‬فقد تأ ّكد لنا باألرقام أن الدولة قد ل ّزمت قطاعي الصحة‬ ‫والتعليم للقطاع الخاص أي للطوائف«‪ ،‬يقول مدير المشاريع في المجموعة‪ ،‬عمر‬ ‫طرابلسي‪ ،‬الفتا ً إلى أن القطاع الخاص في لبنان ال يعني الشركات الرأسمالية بل‬ ‫الطوائف‪ .‬ورغم أن ھذا التلزيم‪ ،‬كما اتضح من الدراسة‪ ،‬ھو سيف ذو ح ّدين‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن له سيئاته وحسناته‪ ،‬إال أن نتيجته في المجمل كارثية‪ ،‬ألن القطاعين الحيويين‬ ‫ھما‪ ،‬بحسب األعراف‪ ،‬من مسؤولية الدولة في األساس‪.‬‬ ‫ففي قطاع التعليم‪ ،‬تبيّن أن ‪ %٦٠‬من المواطنين يلتحقون بالتعليم الخاص‪ ،‬فيما تبلغ‬ ‫حصة المؤسسات التعليمية الرسمية ‪ %٤٠‬منھم فقط‪.‬‬


‫أما الدليل األكبر على تنازل الدولة عن مسؤوليتھا في التعليم‪ ،‬فيبرز في دينامية‬ ‫الجامعات التابعة للمؤسسات الدينية‪ .‬ففيما تتمتع الكنيسة باستقاللية مادية تشمل‬ ‫مؤسساتھا التعليمية‪ُ ،‬تع َتبر المجالس اإلسالمية من سنية وشيعية تابعة للدولة‪ ،‬تدار‬ ‫بأموال تح َسب ضمن ميزانيتھا‪ .‬ھكذا‪ ،‬يصبح من البديھي أال يكون لدار اإلفتاء أو‬ ‫للمجلس اإلسالمي الشيعي األعلى مدارس وجامعات من شأنھا اإلثقال على ميزانية‬ ‫الدولة‪ .‬في الحالة المسلمة‪ ،‬يصبح القطاع بين يدي جمعيات ذات ھوية طائفية‪ .‬بھذا‬ ‫المعنى‪ ،‬يصبح الزدھار وتكاثر المدارس والجامعات »المسلمة« إذا ص ّح التعبير‪،‬‬ ‫ھدف أساسي ھو خلق التوازن مع اإلرساليات المسيحية‪» .‬في ھذا اإلطار‪ ،‬ورغم‬ ‫أن المؤسسات التعليمية التابعة لإلرساليات تحتضن مسلمين أيضاً‪ ،‬إال أن مفھوم‬ ‫المواطنة يظل غائباً‪ ،‬ألن التمييز‪ ،‬في المنح مثالً‪ ،‬يظل قائما ً لكنه تابو مسكوت عنه‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى نوع الثقافة والتربية التي يستم ّدھا الطالب والتي تكون في معظم‬ ‫الوقت ذات صبغة طائفية‪ ،‬فإدارات ھذه المدارس ھي‪ ،‬في النھاية‪ ،‬ھيئات دينية«‪،‬‬ ‫بحسب طرابلسي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تظ ّل اعتبارات تلك المؤسسات مرتبطة بخدمة‬ ‫الطائفة‪ ،‬وبافتتاح الفروع في مناطقھا‪ ،‬وفي جذب شبابھا بدل أن يتوجھوا لاللتحاق‬ ‫بجامعات تابعة لطوائف أخرى‪ ،‬وبتمرير الرسائل غير العلمانية للطالب‪ .‬كل ھذه‬ ‫االعتبارات تتناقض مع مفھوم المواطنية‪ .‬ولكن ميزة أساسية ُتح َسب للمؤسسات‬ ‫الخاصة الطائفية‪ :‬مستواھا التعليمي العالي‪.‬‬ ‫فھي مؤسسات يقوم مدخولھا أساسا ً على التبرعات والھبات‪ ،‬وليس فقط على‬ ‫األقساط‪ .‬مثال بسيط على ذلك‪ :‬تتم ّتع الجامعة األميركية في بيروت‪ ،‬التابعة تاريخيا ً‬ ‫للكنيسة اإلنجيلية األميركية )كان اسمھا )‪Syrian Prespitarian College‬‬ ‫بميزانية ‪ ١٠٠‬مليون دوالر وتحتضن ‪ ٧٠٠٠‬طالب‪ .‬الميزانية ذاتھا‪ ،‬في الجامعة‬ ‫الوطنية الرسمية‪ُ ،‬تس َتخدَ م لمصلحة ‪ ١٠٠‬ألف طالب!‬ ‫بين ھذه وتلك‪ ،‬برزت طبقة ثالثة من الجامعات‪ ،‬يمكن وصفھا بـ»حديثة النعمة« إذا‬ ‫ص ّح التعبير‪ .‬طرابلسي يطلق عليھا اسم »دكاكين«‪ .‬وإال‪ ،‬لم ُتف َت َتح الواحدة منھا‬ ‫لض ّم ‪ ٢٠٠٠‬أو ‪ ٣٠٠٠‬طالب فقط؟‬ ‫ھذه الجامعات‪ ،‬التي »لن يفرّخ غيرھا لحسن الحظ ألن الوزارة توقفت منذ سنة‬ ‫تقريبا ً عن منح تراخيص لھا«‪ ،‬تكرّس شرعيتھا من خالل إبرام التوأمات مع‬ ‫جامعات في الخارج »ما حدا سامع فيھا«‪ .‬وھي تس ّد ثغر الجامعة اللبنانية من حيث‬ ‫تقديمھا مختبرات واختصاصات كالكومبيوتر والتسويق واإلدارة‪ ،‬إلخ‪ ...‬بينما تحاكي‬ ‫ّ‬ ‫التمثل بھا من حيث اللغات واألقساط‪.‬‬ ‫الجامعات الخاصة وتحاول‬


‫خالصة الدراسة‪ :‬في لبنان ‪ ٤٠‬جامعة خاصة طوائفية‪ ١٣ .‬منھا تابعة للطائفة‬ ‫المسلمة‪ ،‬يلتحق فيھا ‪ ٣٣٤٧٢‬طالبا ً وطالبة‪ ،‬في مقابل ‪ ٢٧‬جامعة تابعة للطائفة‬ ‫المسيحية يلتحق بھا ‪ ٤٥٥٩٢‬طالبا ً‪ .‬نسبة الجامعات التابعة للطائفة المسلمة تبلغ‬ ‫‪ %٣٢٫٥‬من العدد الكلي للجامعات الطوائفية‪ ،‬فيما نسبة عدد الطالب فيھا تصل إلى‬ ‫‪ ،%٤٢٫٣‬ما يد ّل على قدرة استيعابية عالية لديھا‪.‬‬ ‫وبينما تمتلك الطائفة السنية العدد األكبر من الجامعات ضمن الطوائف المسلمة‪،‬‬ ‫حيث يتبع لمؤسساتھا ‪ ١٢‬جامعة في مقابل جامعة واحدة للطائفة الشيعية‪ ،‬فيما ال‬ ‫تمتلك الطائفة الدرزية أي جامعة‪ ،‬تعتبر الطائفة المارونية من الطوائف التي تمتلك‬ ‫العدد األكبر من الجامعات ضمن الطوائف المسيحية‪ ،‬إذ يبلغ عددھا ‪ ١٤‬جامعة‪ ،‬أي‬ ‫ما نسبته ‪ %٥٨‬من العدد الكلي للجامعات التابعة للطائفة المسيحية‪.‬‬ ‫وفيما تظل الجامعات الطوائفية أرحم من الدكاكين التي افتتحت أخيراً‪ ،‬يبقى التعليم‬ ‫الرسمي والحكومي ھو المطلب األساس‪ ،‬ألنه الوحيد الذي يضمن المواطنية الحقة‬ ‫وحق التعلم للجميع‪.‬‬ ‫«تطويف اللي زمط« من الطوائفية‬ ‫تطال الطائفية بعض المدارس الرسمية الحكومية‪ .‬فتلك المدارس‪ ،‬رغم خضوعھا‬ ‫لسلطة الدولة‪ ،‬تصبح‪ ،‬بحسب الموقع الجغرافي لھا‪ ،‬وسلطة األمر الواقع فيه‪ ،‬جزراً‬ ‫معزولة‪ ،‬تابعة لصبغة المنطقة الطائفية‪ ،‬وتلتزم بجدول خاص بھا من حيث أيام‬ ‫العطل مثالً‪ .‬أما المدارس المجانية التي تموّ لھا الدولة‪ ،‬فھي كعكة من ‪ ٣٧٨‬مدرسة‬ ‫تضم ‪ ١٤٠‬ألف تلميذ تم اقتسامھا‪ ١٠٠ :‬منھا تابعة للمسيحيين‪ ١١٠ ،‬لھيئات شيعية‪،‬‬ ‫و‪ ٩٠‬للسنة‬

‫تھدف ھذه المطبوعة تسليط الضوء على بعض مشاكل التعليم في البالد العربية ‪..‬‬ ‫وھي مطبوعة الكترونية مجانية ‪ ..‬يسمح ألي شخص ان يستخدمھا بما بعود‬ ‫بالفائدة على شعوبنا العربية‬

‫مع التحية ‪ /‬فريق االعالم الجديد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.