التحديات المستقبلية لقطاع الطيران في ظل أزمة كوفيد19

التحديات المستقبلية لقطاع الطيران في ظل أزمة "كوفيد-19"

اسيتعرض إيكونيوميكس" ((Economics Frontier، منشور في محلة "فونتيير مقال لي "دان إليوت" ((Elliott Dan، تداعيات أزمة "كوفييد-19 "عليى شيركات الطييران، واإلجيراءات المُتخيذة عليى الميدي القصيير والمتوسيط إلنقاذهيا، كما تناول أيضًا مستقبل السفر الجوي.

واليمو االقتصادي الجوي قطاع السفر

األوضييياع يييرتبط قطيياع السييفر ارتباطًييا وثيقًيييا بييالنمو االقتصييادي، ممييا يجعلييه يتيييأثر بشييكل قييوي بتقلبييات االقتصادية، ففي األزمة المالية العالمية في عام 2008 ،تراجعج عائدات السفر الجوي العالمية بنسبة 16.% سييبتمبر كميا يتييأثر الطلييب سيلبًا بشييكل دوري باألحييداث التييي تثيير الخييوف لييد المسيافرين، مثييل هجمييات 11 اإلرهابية، أو قضايا الصحة العامة العالمية مثل تفشِّي فيروو "السارو" في األلفية الثالثة. تشير الدالئل إلى أن تلك التداعيات على قطاع السفر ال تتوقف فقط على المد القصير بل يمكين أن تسيتمر لسنوات.

145

سبتمبر على قطياع عن مد حساسية تأثر قطاع الطيراز لازمات يوضح الشكل البياني )1 )تداعيات أحداث 11 الطيران في المملكة المتحدة، والشكل البياني )2 )يوضح تداعيات األزمة المالية العالمية على قطاع الطييران

في المملكة المتحدة.

عدد الركا بالمليون 240 سبتمبر على قطاع الطيران في المملكة المتحدة الشكل البياني رقم )1 )تداعيات أحداث 11

220

200

180

160

140

120

1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005

عدد الركا المسافرين من وإلى المملكة المتحدة مؤشر الركا حال عدم وقوع األزمة

لكين ليم يسيبق أن شيهدت صيناعة الطييران تراجعًيا مثلميا يحيدث اآلن نتيجية لتيداعيات أزمية "كوفييد-19" ،فقيد عميا كانيج علييه فيي 2019؛ انخفضيج حركية النقيل الجيوي اليدولي فيي أوروبيا بنسيبة 95 %فيي شيهر أبرييل 2020 حيث اقتصرت أغلب رحالت الطيران الدولية على عودة العالقين وشحن البضائع. سييتعافى الطليب بسيرعة. حتيى األسيئلة ال يمكن ألحدٍ معرفة متى سيمكن استئناف الطيران اليدولي، أوكييف أو عليى شيكل األوسع حول التعافي االقتصيادي لييس لهيا إجابيات واضيحة: هيل سييكون عليى شيكل حيرف )V) حيث يستمر الطلب عند أضعف مستوياته. ناهيك عن شكل حرف (L)؛ حرف )U)،

146

الناتج المحلي اإلجمالي بالمليار جنيه إسترليني تداعيات األزمة المالية العالمية على قطاع الطيران في المملكة المتحدة الشكل البياني رقم )2 )

1.900

1.850

1.800

1.750

1.700

1.650

1.600

1.550

2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 20014

245 240 235 230 225 220

215 210 205 200 195 عدد الركا بالمليون عدد الركا بالمليون

الناتج المحلي اإلجمالي عدد الركا المسافرين

تحديات خروج اياعة الطيران من األزمة

لن تعتمد طريقة خرو صناعة الطيران مين أزمية "كوفييد-19 "عليى االنتعياش االقتصيادي فحسيب، بيل عليى ميا إذا كان استمرار الوباء سيؤدي إلى قيود مسيتمرة لحمايية الركيا مين العيدو أيضًيا وبيالطبع حيول ميا إذا كيان التقدم في اكتشاف العال أو اللقاحات سيقلل من خطر الفيروو، والتأثير الكبير اليذي يُحدثيه عليى اقتصيادات شركات الطيران والمطارات، مما يؤدي إلى زيادة تكياليف التشيغيل، وتقلييل الطليب المتعثير بالفعيل، وبالتيالي تأخر تعافي الطيران بشدة. فيميا يتعليق بالطليب، فيإن ضيعف الطليب نياتج عين ذات ال يروف التيي تفسير سيبب تيأثر الصيناعة بشيدة فيي المقام األول؛ حيث أدي تخيوف الحكوميات فيي الكثيير مين بليدان العيالم مين تفشِّيي الوبياء إليى فيرض ح ير عليى الطيران مع البلدان المختلفة، السيَّما تلك التي تشهد مستويات مرتفعة من العدو . يومًيا بعيد في سياقٍ متصل، حتى إذا تم رفع الح ر، فإن القيود المستمرة مثل اشترال العزل اليذاتي لميدة 14 الوصول ستؤدي إلى تراجع جميع رحالت السفر الترفيهية تقريبًيا ونسيبة كبييرة مين اليرحالت التجاريية. وحتيى إذا تم رفع هذه القيود أو عند رفعها، فإن الشعور بالخطر سيكون له تأثير كبير على سلوت الراغبين في السفر.

147

تحديات التحول الرقمي لصياعة الطيران

لسنوات، كان الخبراء يتوقعون أن عقد مؤتمرات الفيديو سيقلل من الطلب على سفر رجال األعميال، دون أي اتجاهات يمكن رؤيتها في هذا الشيأن. إال أن تليك التوقعيات باتيج اآلن حقيقية فيي ظيل أزمية "كوفييد-19" ،حييث أخر . توفر التكنولوجيا بديلًا واضحًا للسفر في بعض ال روف، بل أنها قد تشجعه بالفعل في حاالت كما يعميل االتصيال الفيوري فيي جمييع أنحياء العيالم عليى توسييع األسيواق الجغرافيية، مميا يسيمح للشيركات

بالتفاعل مع العمالء في جميع أنحاء العالم. ولكن اآلن في ظل أزمة "كوفييد-19 "أصيبح الكثييرون حيول العيالم التييي قييد تييؤدي إلييى تغيُّيير السييلوت إلييى األبييد، يسييتخدمون تطبيقييات الفيييديو االفتراضييي مثييل "زووم" (Zoom)، ويزداد احتمال حدوث ذلك كلما طالج مدة عمليات اإلغالق. بشيكل عيام، مين المتوقيع أن يكيون انتعياش الطليب بطيئًيا للغايية؛ حييث يتوقيع بعيض الخبيراء أن تسيتغرق صناعة الطيران من ثالث إلى خمس سنوات للعودة إلى الوضع "الطبيعي". زيادة التكاليف التشغيلية

الوبياء فيي ال يُعتبير الينقص فيي الطليب المشيكلة الوحييدة التيي تواجيه شيركات الطييران؛ فعنيدما كيان تفشِّيي مراحله المبكرة، أصدرت السلطات التن يمية الوطنية تعليمات تشغيلية لشركات الطيران والمطيارات حيول كيفية الوقاية من "كوفيد-19" ،والتعامل مع الحاالت عند ظهورها؛ بما في ذلك تعليمات خاصة بعيزل الحياالت المشيتبه فيهيا، والتن ييف اليدقيق للطيائرات، والحجير الصيحي لطياقم الطيائرة المشيتبه إصيابتهم بالعيدو ، والتوجيه باستخدام المطارات أجهزة مراقبة درجة حرارة لمحاولة تحديد الحاالت المشتبه فيها وعزلها. ومع ذلك، تم تأطير كل هذا في سياق االفتراض القائل بأن التتبُّع الشامل لجهات االتصيال للحياالت المشيتبه فيها ممكن. إال أن هذا النهج يواجه صعوبات كاآلتي: عدم قدرة العديد من الحكومات على االستعداد لمستويات عالية من االختبار. ضعف دقة االختبارات ذاتها؛ حيث تعطي نتائج سلبية زائفة تصل إلى 30.% طول الوقج الالزم لتطوير لقاح. عدم موثوقية فكرة حصانة هؤالء الذين تعافوا من اإلصابة مجددًا بالفيروو.

148

عنيد ما سبق، جعل الصناعة في أمس الحاجة إلى ممارسات التشغيل اآلمنة لضيمان اسيتمرار حركية الطييران استئنافها، ومن تلك اإلجراءات والممارسات، تدابير التباعُد االجتماعي. ستضع تلك الممارسات واإلجراءات التشغيلية اقتصادات شيركات الطييران والمطيارات تحيج ضيغط شيديد. جييج" )EasyJet )بياقتراح تيرت مقاعيد الوسيط فارغية عنيد اسيتئناف عليى سيبيل المثيال، تقيدمج شيركة "اييزي الخدمات. مثيل هيذا االقتيراح لين يكيون متسيقًا ميع نميوذ األعميال السيابق لشيركة النقيل مينخفض التكلفية؛ ليذلك يُعَيدُّ ارتفاع األسعار االستجابة المحتملة الوحيدة النخفياض السيعة، مميا سيتؤدي إليى تقلييل عيدد رحيالت الطييران اليومية التي تقوم بها الشركات، وزيادة تكاليف التشغيل. ومين ثيمَّ، فيإن انخفياض سيعة الركيا بالطيائرات، وقلية عيدد رحالتهيا اليوميية؛ سييؤثر سيلبًا عليى األربياح نتيجية وارتفيياع األسييعار، وخفييض عييدد الييرحالت الجوييية. لييذلك ميين ارتفيياع التكيياليف لكييل كيلييومتر لكييل راكييب )RPK)، المُرجَّح أن يتم تقليل خطول الطيران ووقف رحالت الطيران عبر المسارات قليلة الركا . الرئيس التنفيذي لشركة "رايان إير" (Ryanair )بيأن وفي هذا السياق، صرَّح "مايكل أوليري" )'O MichaelLeary )- تدابير التباعُد االجتماعي ال تتوافيق ميع نميوذ أعميال الشيركة، وأنيه حتيى إذا كانيج المقاعيد رخيصية فيي البدايية، حيث تكافح شركات الطيران إلغراء الركا ، فإن زيادة األسعار وانخفاض مسارات الطيران تبدو حتمية. عبء فحص الركاف

بيدون لقياح أو مناعية واسيعة النطياق، مين المُيرجَّح أن يصيبح فحيص الركيا قبيل المغيادرة و/أو بعيد الوصيول إلزاميًّا. وقد تم تطبيق ذلك بالفعل في بعض المطارات، حيث أعداد الركا منخفضة بما فيه الكفاية. ولكن سيؤدي إجراء فحص إضافي إليى زييادة التكياليف، وانخفياض اإلنتاجيية، وتقلييل السيعة. عيالوة عليى ذليك، ستحتا المطارات إلى توفير أماكن عزل صحي، وسيؤدي ذلك لرفع التكاليف وتقليل عدد الركا . تعتمييد المطييارات الكبيييرة أيضًيا علييى اإليييرادات ميين مواقييف السيييارات، والمييوالت، واسييتئجار مسياحات داخييل المحطات، ومين ثيمَّ، سيتنخفض أربياح هيذه المسياحات التجاريية نتيجية تراجيع أعيداد المسيتهلكين المحتمليين، وربما سيتم تحويل مساحة التسيوق إليى منياطق انت يار للحيد مين االزدحيام. مميا سييؤدي إليى انخفياض اليدخل التجاري للمطارات.

149

اإلعانة الحكومية وحدها ال تكفي

عمييدت الحكومييات فييي بلييدان العييالم لتقييديم الييدعم والمسيياندة لشييركات الطيييران كغيرهييا ميين القطاعييات المتأثرة بشدة جراء أزمة "كوفيد-19“ ،فعلى سبيل المثال، قدمج الحكومة البريطانية قروضًا مدعمية، وخطيط اإلجازات المدعومة للموظفين، وتأجيل دفع الضرائب. وباإلضيافة إليى ذليك، سيعج شيركات الطييران، فيي كثيير مين الحياالت للحصيول عليى عملييات إنقياذ كبييرة مين

ملييار دوالر أمريكيي فيي الحكومات. على سبيل المثال، قدمج الواليات المتحدة األمريكية لشركات الطييران 25 شكل منح وقروض منخفضة الفائدة. ولكيين عنييدما تسييتقر األمييور فييي ظييل تكيياليف أعلييى وطلييب أقييل، سيييتعيَّن علييى الشييركات البحييث عيين خطييط تشغيل مالئمة للمرحلة المقبلية، وتعزييز التعياون فيميا بينهميا، فاالعتمياد عليى اإلعانية الحكوميية فقيط يمثيل مسارًا ممهدًا لفشل األعمال. وبالنسييبة للشييركات المحلييية/ اإلقليمييية، فميين المُييرجَّح أن يكييون للتكيياليف المرتفعيية تييأثير كبييير علييى شييبكة مسارات حركتها؛ حيث ليم يكين النميو فيي شيركات الطييران منخفضية التكلفية يتعليق فقيط بأعيداد الركيا ، بيل أيضًا بتعددية المسارات المتاحة. على سبيل المثال، تبيَّن في المملكة المتحدة أن تلك الشركات عُرضة للخطير حتيى قبيل "كوفييد-19" ،ومين بيين عدد من النتائج المحتملة، يبدو أن هنات احتمالين: فقدان العديد من المطارات اإلقليمية الصغيرة جميع خدماتها، مع تأثيرات قوية على الصناعات المحليية، وخاصة السياحة. إعييادة تشييكيل العديييد ميين الشييبكات؛ حيييث ي ييل تخفيييض الييرحالت حاضييرًا فييي جميييع السيييناريوهات المتوقعة.

التعامل مع خسائر الطيران

من الواضح أن كيفية تعامل المطارات، والهيئيات التن يميية، والحكوميات ميع الخسيارة الحاليية فيي اإلييرادات يُمثل تحديًا كبيرًا. خالل مرحلتين هما:

150

النجاة من الصدمة المباشيرة، حييث توقفيج حركية جمييع الطيائرات، ميع اسيتمرار البنيية التحتيية األساسيية لالتصال في العمل. االنتعاش البطيء عليى الميد الطوييل، فمين المُيرجَّح حيدوث نقيص كبيير فيي اإلييرادات مقارنية بالمسيتو المتوقع إلبقاء المطار عند مستويات تشغيل مربحة على المد الطويل. في مرحلة النجاة، بقدر ما تمثيل القيروض التفضييلية جيزءًا مين الحيل، فقيد ييؤدي ذليك حتمًيا إليى زييادة التكياليف

المستقبلية للمطارات إلى حد ما، لكن المطارات، وصانعي السياسات يتعيَّن عليهم توخي الحذر من اسيتمرار تلك اإلجراءات مع شركات الطيران وركابها في المستقبل. في المرحلة الثانية، ستشكل جميع الضيغول سيالفة اليذكر ضيغطًا تصياعديًا عليى رسيوم المطيار فيي اللح ية التيي تبيدو فيهيا الزييادات أقيل مالءمية مين الناحيية االقتصيادية. قيد تكيون أسيعار التيذاكر المرتفعية قيادرة عليى تحمُّل بعض الزيادة في تكاليف المطار، ولكن ستكون هنات حاجة أيضًا إلى آليات جدييدة لتوزييع تكياليف البنيية التحتية. هنات طرق بديلة للتعامل مع االرتفاع في الرسوم التي يجدر بالمن مين أخذها في االعتبار، منها االعتماد على األصول طويلة األجل، بما يسمح باسترداد التكاليف على مد فترة أطول. الذي من المحتمل تطبيقه لتن يم البنية التحتية في المملكية المتحيدة فيي القطاعيات األخير - والحل الثاني - , Expenditure Operational) ،والنفقيات الرأسيمالية هيو التخليي عين التميييز بيين مصيروفات التشيغيل )OPEX Capital Expenditure, .) (CapEx

ختامًا، فإن إجراءات الدعم قصيرة المد تخاطر دائمًا بإنقياذ الشيركات التيي كانيج ستفشيل عليى أي حيال، وأي معاملة تفضيلية لي "شيركات الطييران الوطنيية" القديمية عليى حسيا المنافسيين الجيدد تخياطر بانتكاسية فيي

المعركة الشاقة التي تم خوضها من أجل إنقاذ النقل الجوي. عالوة على ذلك، فيي حالية غييا لقياح فعَّيال، مين المحتميل أن تكيون هنيات حاجية إليى إجيراءات تشيغيل جدييدة لشركات الطيران والمطارات لوقف انتشار الوباء، كما سيكون للتباعُد االجتمياعي تيأثير عمييق عليى اقتصيادات راكييب. قطيياع الطيييران؛ حيييث سييتتأثر قييدرة الخطييول الجوييية والمطييارات بشييكل كبييير وترتفييع التكيياليف لكييل ويتعيييَّن تغيييير نميياذ تشييغيل الخطييول الجوييية، وميين المحتمييل أن تييتقلص شييبكات المسييارات، ممييا يقلييل االتصال بالوجهات األصغر.

Source: Dan Elliott, " Covid-19: Challenging Time Ahead for Aviation", Frontier Economics, May, 2020.

151