SCIENTIFIC AMERICAN ARABIC مجلة العلوم النسخة العربية - المجلد_28 - العددان 11\12

Page 40

‫تكش� � ��ف أدوات التصوير االعتيادي� � ��ة األورام عندما تكبر‬ ‫لدرج� � ��ة تكف� � ��ي لرؤيتها عن� � ��د التف���رس ‪ .scaning‬وتس� � ��تطيع‬ ‫اجلس� � ��يمات النانوية كشف خلية س� � ��رطانية واحدة في ع ّينة‬ ‫تضم عشرة ماليني خلية سليمة‪ .‬واالختبارات اجلارية للكشف‬ ‫عن سرطان الثدي في اجلسيمات النانوية‪ ،‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫ميكن بواسطتها كشف أورام أصغر مبئة مرة من األورام التي‬ ‫ميكن كش� � ��فها بتصوير ش� � ��عاعي للصدر‪ .‬وميكن للجسيمات‬ ‫النانوية املزودة ببروتينات نوعية للسرطان أو مبواد جينية أن‬ ‫تس� � ��اعد األطباء أيضا على التمييز ب� �ي��ن األورام اخلبيثة وبني‬ ‫االلتهابات العادية أو األورام احلميدة‪.‬‬ ‫يعكف >النزا< [وهو أس� � ��تاذ الهندس� � ��ة الطبية البيولوجية‬ ‫في جامعة واش� � ��نطن في سانت لويس] مع زمالئه على تطوير‬ ‫جس� � ��يمات نانوية تبحث عن األوعية الدموية احلديثة التشكل‬ ‫الت� � ��ي تقدم التغذية على نحو نوعي لنمو األورام وتش� � ��ير إلى‬ ‫وجودها والتي تعتبر مرحلة رئيس� � ��ة في تطور أورام القولون‬ ‫والثدي وغيرها من الس� � ��رطانات‪ .‬فمثل هذا النمو في األوعية‬ ‫ال يحدث عادة في نس� � ��يج غير س� � ��رطاني‪ .‬وميكن لهذه التقانة‬ ‫أن تقدم لألطباء معلومات حول سرعة منو السرطان‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حول ضراوة املعاجلة التي يجب أن تطبق‪.‬‬ ‫أما >گامبير< [وهو أس� � ��تاذ األشعة التشخيصية في جامعة‬ ‫س� � ��تانفورد] فقد ركز اهتمامه مع زمالئه على سرطان القولون‬ ‫واملس� � ��تقيم‪ ،‬وذلك في محاولة لكش� � ��ف األورام اخلبيثة البالغة‬ ‫الصغر التي رمبا ال يكشفها التنظير العادي للقولون‪ .‬وقد أنتجت‬ ‫هذه املجموعة جسيمات نانوية مصنوعة من الذهب والسيليكا‪،‬‬ ‫ثم أضافوا إليها جزيئات تعطي تعليمات للجس� � ��يمات النانوية‬ ‫ك� � ��ي تتجه مباش� � ��رة نحو اخلاليا اخلاصة بس� � ��رطان القولون‪،‬‬ ‫وعندما ترتبط اجلزيئات الهادفة بورم في القولون أو املس� � ��تقيم‬ ‫فإن املعادن في اجلسيمات النانوية تُشتت الضوء الصادر عن‬ ‫منظار خاص مما يكشف وجود السرطان‪.‬‬ ‫كما يحاول املهندسون املتخصصون باجلسيمات النانوية‬ ‫أيض� � ��ا اصطناع جس� � ��يمات نانوية تؤدي مه� � ��ام متعددة مثل‬ ‫توضيح األورام في التصوير بالرنني املغنطيس���ي )‪(MRI‬‬ ‫واإلص���دار البوزيترون���ي )‪ ،(PET‬ومنه� � ��ا إيص� � ��ال أدوية‬ ‫الس� � ��رطان إلى تل� � ��ك األورام‪ .‬وميكن ملثل ه� � ��ذه املجموعة من‬ ‫اجلهائ���ز النانوية ‪ nanodevices‬أن تس� � ��مح لألطباء برؤية ما‬ ‫إذا كان أح� � ��د العالجات يصل إلى امل� � ��كان الذي يفترض أن‬ ‫يصل إلي� � ��ه‪ ،‬وما إذا كان فعاال‪ .‬واألطب� � ��اء في غالب األحيان‪،‬‬ ‫ال يعلم� � ��ون جيدا مدى وصول العالج إل� � ��ى الورم وذلك حتى‬ ‫عند اس� � ��تعمال العالجات التي تؤثر تأثيرا نوعيا في اخلاليا‬ ‫‪38‬‬

‫الس� � ��رطانية وال تؤثر في اخلاليا الس� � ��ليمة‪ .‬يقول >النزا< إن‬ ‫التصوي� � ��ر هو الذي يس� � ��مح لك مبعرفة أنك ق� � ��د قمت بالفعل‬ ‫بإيصال الدواء ومبعرفة الكمية التي أوصلتها منه‪.‬‬ ‫وتواجه اجلهود املبذولة الس� � ��تعمال اجلس� � ��يمات النانوية‬ ‫في املمارس� � ��ة الطبية بالعيادات بعض العوائق‪ ،‬إذ س� � ��يكون‬ ‫على العلماء مثال إثبات أن هذه الوسائل الفائقة الصغر آمنة‬ ‫لالس� � ��تعمال البشري‪ ،‬ولكن >گامبير< يقول إن «العقبة األكبر‬ ‫والوحيدة التي تواجهها معاجلة السرطان هي فقدان األهداف‬ ‫املعقولة‪ ».‬وميكن تصميم اجلسيمات النانوية تصميما متقنا‪،‬‬ ‫ولكنها كما يقول «ليس� � ��ت س� � ��حرية»؛ إذ ال يعرف الباحثون‬ ‫م� � ��ا يكفي حول املراحل الباكرة لنمو الس� � ��رطان‪ ،‬وال يعرفون‬ ‫بالتال� � ��ي اجلزيئات الت� � ��ي ينبغي توجيه اجلس� � ��يمات النانوية‬ ‫صوبه� � ��ا‪ .‬ويقول >النزا< طاملا أننا ل� � ��م نعرف األهداف «فإننا‬ ‫لم نخ ُط بعد اخلطوة األولى»‪ ،‬ويتابع قائال‪« :‬علينا أن منش� � ��ي‬ ‫قبل أن نس� � ��تطيع اجل� � ��ري‪ ».‬يقدر احمللل� � ��ون الصناعيون أن‬ ‫االستثمارات في حقل الطب النانوي ستصل إلى ‪ 130‬بليون‬ ‫دوالر ف� � ��ي عام ‪ ،2016‬وهذا يعني أن الس� � ��باق نحو كش� � ��ف‬ ‫احلقائق سيتواصل‪.‬‬

‫مقياس البعد الشخصي‬

‫جهائز ذكية ميكن غرسها‬

‫( )‬

‫تصدر ُمرقابات (أجهزة مراقبة) ‪ monitors‬السلكية‬ ‫جديدة حتذيرات للمرضى من حدوث نوبة قلبية‬ ‫وشيكة أو تساعدهم على تدبير الداء السكري‪.‬‬ ‫يعك� � ��ف املهندس� � ��ون الطبي� � ��ون البيولوجيون عل� � ��ى تطوير‬ ‫مراقب���ات(‪ )1‬بالغ� � ��ة الصغ� � ��ر وقابلة للغ� � ��رس‪ ،‬ومبقدورها أن‬ ‫تخم� � ��ن كيفية معاجلة املرضى املصابني بأمراض مزمنة‪ ،‬مثل‬ ‫األمراض القلبية والس� � ��كري‪ ،‬على أفض� � ��ل وجه ممكن‪ .‬ففي‬ ‫الوق� � ��ت احلاضر‪ ،‬يت� � ��م في العيادات اختب� � ��ار العديد من هذه‬ ‫اجلهائز التي ترسل البيانات الس� � ��لكيا في املناطق الرئيسية‬ ‫من اجلس� � ��م أو من الدم إلى مس� � ��تقبالت خارجية‪ .‬وفي نهاية‬ ‫املط� � ��اف‪ ،‬ميكن ألجهزة املراقبة التي ميكن غرس� � ��ها أن تؤدي‬ ‫دورا ف� � ��ي املعاجلة أكثر فعالية‪ ،‬ول� � ��ن يقتصر هذا الدور على‬ ‫( ) ‪SMART IMPLANTABLE DEVICES‬‬

‫(‪monitors )1‬‬

‫‪(2012) 12/11‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.