مجلة تفكر المجلد (12) العدد (1)

Page 1

‫تَـفـكُّـــــــــــــر‬ ‫جمــلة نصـف سـنوية حمـكَّمة ى‬ ‫اجمللــد (‪)12‬‬

‫‪vvvvvvv‬ــر‬ ‫العــدد‬

‫( ‪)1‬‬

‫(‪2012‬م ‪1433/‬هـ )‬

‫" متػؽُّر" مذبؾة مربؽّؿة مغصف مدـوؼة متصدر مسن مععفد مإدالم مادلعرصة م(إعام) مجباععة ماجلزؼرةم‬ ‫(اظلودان)‪ ،‬موتفؿم مبؼضاؼا مإدالم مادلعرصة ماظـظرؼة مواظؿطؾقؼقة م‪.‬تؿؽون ماجملّؾة معن مادلؾػات ماآلتقة م‪:‬م‬ ‫صؾلػةماظعؾوممواظػؾلػةم‪،‬مزاػرةماظوحيم‪،‬ماظظاػرةماالجؿؿاسقة م‪،‬ماظظاػرةماظطؾقعقةم‪،‬ماظرتاثمادلعريفم‬ ‫اإلدالعيم‪،‬ماظػؽرماإلغلاغي‪،‬ماظواضعماإلدالعيم‪،‬ماظعودلةم‪،‬مأوراقمظؾـؼاشم‪،‬ماظؿؼارؼرموادلراجعاتم‪ .‬م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫المراســـــــــــالت‪ :‬ى‬

‫السيد رئيس حترير جملة تفكُّر‬ ‫معهد إسالم املعرفة (إمام) ‪ -‬ص ب ‪ - 526‬واد مدنى – السودان ‪.‬‬ ‫فاكس ‪22 249 - 555 /843399 - 22428 :‬‬ ‫تلفونات ‪22 249 /522882278 / 522885392 /522887535 :‬‬

‫‪E-mail : tafakkur2009@gmail.com‬‬

‫أ‬


‫ذروطماظـشر م‬ ‫م‬ ‫ؼرجىمعنممجقعماظذؼنمؼؿؼدعونمبأحباثفممإىلماجملؾةمادؿصقابماظـؼاطماآلتقةم‪ :‬م‬ ‫ مأنمؼفؿمماظؾقثماظعؾؿيمخبدعةمضضقةماظؿأصقلمادلعريفمعنمخاللمعصادرمادلعرصةماإلدالعقة‪.‬م م‬‫ مأنمؼؼدمماظؾقثمإضاصةمواضقةمإىلمادلوضوعمادلدروسم‪ .‬م‬‫ مأنمؼـادبماظؾقثموأدؾوبهماظؼارئمادلعاصرم‪ .‬م‬‫ مؼشرتطماالظؿزاممبؼواسدموذروطماظؾقثماظعؾؿيمادلؿعارفمسؾقفام‪ .‬م‬‫ مؼشرتطمطؿابةمأرضامماآلؼاتمودورػامودبرؼجماألحادؼثماظـؾوؼةميفمأصلماظؾقثم‪ .‬م‬‫ ممجقعماحلؾولموادلعاجلاتماظرؼاضقةمسدامادلعادالتماألدادقةمترصقمطؿؾققمعـػصلمسنمأصلماظؾقــثم(الم‬‫ؼـشر)م‪ .‬م‬ ‫ مؼـؾغيموضعمضائؿةمعصادرماظدرادةمعرتؾةميفمغفاؼةماظؾقثم‪ .‬م‬‫ مؼردلماظؾقثمعطؾوساًميفمغلكةمورضقةموغلكةماظؽرتوغقةمعاؼؽرودوصتموردم‪ .‬م‬‫ مؼـؾغيمأنمالمؼؽونماظؾقثمضدمغشرمعنمضؾلمأومعؼدعاًمظؾـشرميفمعؽانمآخر‪ .‬م‬‫ ممؼؽؿبمادمماظؾاحثموسـواغهماظربؼديمواالظؽرتوغيمورضممػاتػهموصاطلهميفمورضةمعلؿؼؾةمسنماظؾقثم‪ .‬م‬‫ مدبضعمادلادةمادلردؾةمظؾـشرمظؾؿقؽقمماظعؾؿيمسؾىمحنومدري م‬‫ مالتعادمادلوادمادلردؾةمإىلماجملؾةم‪،‬موالمتلرتدم‪،‬مدواءم ُغشرتمأممملمتـشر‪ .‬م‬‫مممممظؾؿفؾةمحقمإسادةمغشرمادلوادمادلـشورةمعـػصؾةمأومضؿنمطؿابمعنمشريماحلاجةمإىلمإدؿؽذانمصاحؾفا‪ .‬م‬‫ ممؼـؾغيمأن مالمؼزؼدمسددمصػقاتماظؾقث مسنممخسموثالثنيمصػقةم(حفم م‪)A4‬موؼرصقمعلؿكؾصم‬‫ؼشؿؿلمسؾىم عشؽؾةماظؾقثمواألػدافموادلـففقةموأػمماظـؿائجمواظؿوصقاتمسؾىمأنمالمؼزؼدمسؾىمغصفم‬ ‫صػقةمعنمصؼرةمواحدةم‪ .‬م‬ ‫ مترتقبماألحباثمباجملؾةمؼأتيمحلبمادلؾػاتماحملددةمعنمضؾلمػقؽةماظؿقرؼرم‪ .‬م‬‫‪ -‬ممتـحماهلقؽةمصاحبماظؾقثماحملؽممادلـشورمسدداًمعنماظـلخموعؽاصأةمعاظقة‪ .‬م‬

‫ب‬


‫‪‬‬ ‫هيئة التحرير‬

‫رئوسىهوئةىالمستشارون‬

‫أ‪.‬د‪/‬مربؿدماحللنمبرميةمإبراػقــــــــم‬

‫رئوسىهوئةىالتحرور‬ ‫د‪.‬مضادممسؿرمأبوماخلقـــــــــــــــر ى‬

‫هوئةىالمستشارون‬

‫رئوسىالتحرور ى‬ ‫د‪.‬مربؿـدممحـــدمربؿـــدمأمحـــد م‬

‫أ‪.‬دم‪/‬مإبراػــقممأمحــــــــدمسؿـــــــــــــر م‬ ‫أ‪.‬دم‪/‬مربؿـــــدموراقمسؿـــــــــــــــــــر م‬

‫مدورىالتحرور‬

‫أ‪.‬دم‪/‬معؾــاركمعـقؿدمسؾـيمذبـــــــــذوب م‬

‫أ‪.‬ماظزؼنمسؾدماهللمؼودفمأمحــــــد ى‬ ‫محــررون ى‬

‫أ‪.‬دم‪/‬مجتاغيمحلـــنماألعقــــــــــــــــــن م‬

‫أ‪.‬د‪.‬مسؾــدماهللمربؿدماألعنيماظـعقــــــــــم‬ ‫أ‪.‬د‪.‬مربؿدماحللنمصاحلماألعنيمأمحـــــــد م‬ ‫أ‪.‬د‪.‬ممجالماظدؼنمسؾدماظعزؼزمذرؼفمبشري م‬ ‫د‪.‬مضرارمادلاحــيماظعؾقـــــــدمأمحـــــــد م‬ ‫د‪.‬مربؿدمســـوضماظؽــرؼمماحللــــــــني م‬ ‫د‪.‬مربؿدمبابؽرماظعــــــــــــوضمسؾــدماهلل م‬ ‫د‪.‬ممحدماظـقلمسـؿانمسؾدماظلقـــــــــــــد م‬ ‫د‪.‬مزاػرمأبوسؾقدةمأمحدمأبوساضؾـــــــــــة‬ ‫م‬

‫أ‪.‬دم‪/‬مرــهمجـــابرماظـعؾـــــــــــــــــواغي م‬ ‫أ‪.‬دم‪/‬مأمحدمربؿدماحللنمذـــــــــــــــان م‬ ‫أ‪.‬دم‪/‬مزطـــرؼامبشـــــريمإعـــــــــــــــــام م‬ ‫أ‪.‬دم‪/‬ماظؿفـاغـيمسؾـدماظؼـادرمحاعــــــــــد م‬ ‫د‪.‬م‪/‬ممصؿــقـــــيمادلؾــؽــــــــــــــــــاوي م‬ ‫د‪/.‬مزطــــيمادلقــــــــــــــــــــــــــــــالد م‬

‫جمعىإلكتروني ى‬ ‫صــــــــائزةمحلــــــــنمربؿــــــــدمأمحــــــ ـدم م‬

‫أماااااسن د ااااان‬ ‫ج‬

‫ااااا أ ااااا‬


‫‪‬‬

‫كلمة التحرور‪........................................................................‬‬ ‫اظؼلمماظعربي م‬ ‫األداظقبماظؾالشقّةموأثرػاميفمصفمماظـصماظؼرآغيمودالالتهم م‬ ‫د‪ .‬نصرال ون إبراهيم أ‬

‫‪............................‬‬

‫ضوابطماظعؿلمبادلصؾقةمادلردؾةمسـدماألصوظقنيمباظؿطؾققمسؾىمضؿانمادلصرفماإلدالعيمظودائعم‬ ‫االدؿـؿارمبادلضاربةم م‬

‫‪4-5‬‬

‫‪30-5‬‬

‫د‪ .‬أكرم عل حمم ووسف ‪....................‬‬

‫‪58-31‬‬

‫د‪.‬أم نسئل بركسن ‪...........................‬‬

‫‪96-59‬‬

‫دورماالجؿفادمادلؼاصديميفماظلَّقادةماظشرسقة م‬

‫عؿطؾؾاتماظرضابةمواإلذرافمسؾىمادلصارفماإلدالعقةميفمضوءمعؼرراتمجلـةمبازلم(األوىلمواظـاغقة) م‬ ‫د‪ .‬حمم عوض الكروم احل ني ‪118-97 .......................‬‬ ‫علاػؿةممادلعاجلنيماظؿؼؾقدؼنيمصىماإلرذادمواظعالجماظـػلىمجتربةمأممضواًمبانممنوذجاً م‬ ‫د‪ .‬رقية ال ي الطيب العبسس ‪ .......................‬م ‪548-119‬‬ ‫ورضةمغؼاشمبعـوانم‪ :‬حنومتصـقفمإسالعيمعـففيمعوحدمظؾرباعجماإلدالعقةم م‬

‫د‪ .‬ضيسء ال ون ووسف مسلك دسج اخلضر‪...............‬‬

‫ضراءةميفمطؿابم(ماظدالالتمسـدماألصوظقنيموأثرػاميفماظـصوصمادلؿعؾؼةمجبرائمماحلدود) م‬

‫أ‪.‬د‪ :.‬حمم احل ن صسحل األمني‪...................‬‬

‫تؼرؼرمحولمورذةمعاجلؿريماظرتبقةماإلدالعقة‬ ‫د‪ :.‬قسسم عمر أبو اخلري آدم ‪.........................‬‬

‫‪564-549‬‬

‫‪572-565‬‬ ‫‪582 -573‬‬

‫تؼرؼرمورذةماظؿعـرمادلصريفم‪-‬مععفدمإدالممادلعرصةمـمجاععةماجلزؼرةمباظؿعاونمععمبـكماظلودانمممـممممم‬ ‫صرعمودمعدغيمـم‪11‬مأطؿوبرم‪1111‬ممممممممممم‬ ‫ممد‪ :‬ضرار ادلسد العبي أ ‪ ......................‬م ‪584-585‬‬

‫‪English section‬‬ ‫‪The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf: )An‬‬ ‫(‪Investigation of Radio Sawa‬‬

‫)‪21-5 ……………… Mahmoud M, Galander (PhD‬‬

‫د‬


‫كلمة التحرير‬ ‫تكتسب ادلعرفة ىويتها من خالل تعبريىا عن عناصر البنية االجتماعية والثقافية اليت‬ ‫نشأت فيها ‪.‬فطبيعى أن تعرب معارف اإلرغري عن الطبقية اليت قسمت اجملتمع إىل سادة‬ ‫وعبيد عرب ادلنط الصوري الذي قسم احلياة إىل مادة وصورة مزدرياً التجربة ومتجاىالً‬ ‫للواقع‪ .‬ففي ىذا اجملتمع مل يكن مثة مربر للتفرقة بني النظرة العقلية التأملية وبني ادلمارسة‬ ‫العملية التطبيقية ‪ ،‬بل كانت احلاجة إىل منهج يقوم على عدة مصادر للمعرفة ‪ ،‬منها‬ ‫الوحي ‪ ،‬والعقل والتجربة والنظر يف الكون واألنفس واآلفاق والطبيعة والتاريخ‪ .‬ىذه الدعوة‬ ‫إىل عامل احلس ‪ ،‬واليت الزمت ادلنهج القرآين جعلت مفكري اإلسالم يناىضون الفكر‬ ‫اليوناين ؛ألن روح القرآن تتجلى فيها النظرة الواقعية ‪ .‬وىكذا قام ادلنهج التجرييب القائل بأن‬ ‫ادلالحظة والتجربة مها أساس العلم وأصلو‪،‬ال التفكري النظري اجملرد‪ .‬وقد استطاع ادلسلمون‬ ‫هبذا ادلنهج أن يصلوا إىل نتائج علمية ىامة‪ ،‬وبفضل ىذا ادلنهج أيضاً ساىم العلماء‬ ‫ادلسلمون عرب التاريخ يف وضع نواة بناء اجتماع بشري متيز خبصائص ثقافية فريدة وانفتح‬ ‫الباب أمام انبثاق فكري جديد ‪ ،‬فلسفة وعلوماً أنارت اجملتمع اإلنساين مثانية قرون‪ .‬إال أن‬

‫ىذا الفتح واالنبثاق الفكري ادلميز تراجع بعد ذلك كثرياً ‪ ،‬وأصبحت األمة اإلسالمية تعيش‬

‫حالة من التفكك والذل والتأخر العلمي ‪ ،‬وظلت تسري على رغري ٌى ًدى ودون ىدف‪.‬‬ ‫وتراجع احلس النقدي للعقل ادلسلم فاعتاد على قبول الواقع مهما كان ‪ ،‬وقد أدى ذلك إىل‬ ‫تكوين عقلية مجاعية ترى اجملتمع يف أصلو سكونياً‪ .‬وبسبب رغياب قوى وآليات التفكر‬ ‫والنقد والتغيري مل يستطع العقل ادلسلم االنتقال إىل العصر احلديث ‪ ،‬وظل ادلسلم يعيش‬ ‫احلداثة جبسده ال بعقلو‪ ،‬وبتاريخ اآلخر ال بتارخيو‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫تفكر ‪ ،‬مجلد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫كلمة التحرير‬

‫إن اخلروج من حالة الرتاجع الفكري والتأزم االبداعي يستلزم بالضرورة إعمال‬ ‫التفكر واحلوار الفكري الذي يقود إىل إصالح آليات الفكر التحليلي والرتكييب والتأليفي‬ ‫الذي تتحدد دبقتضاه خصائص اجملتمع الفلسفي‪.‬‬ ‫يف إطار إصالح حالة التأزم الفكري ‪ ،‬يصدر ىذا العدد من رللة تفكر متناوالً عدة‬

‫قضايا جوىرية‪ :‬كقضية فهم النص القرآين‪ ،‬ومواكبة الشريعة اإلسالمية للتغيري ‪ ،‬ومنهجية‬ ‫تكامل الشريعة مع الواقع وادلصاحل ادلرسلة وكيفية ربقيقها ‪ ،‬واإلرشاد والعالج النفسي ‪،‬‬ ‫وقضية اإلشراف والرقابة على ادلصارف ‪ ،‬وصورة اآلخر يف ادلخيلة اإلسالمية‪.‬‬ ‫القارئ الكريم‪:‬‬

‫يُسر ىيئة التحرير دبعهد (إمام) جبامعة اجلزيرة أن تقدم للقراء والباحثني وادلفكرين‬ ‫العدد (‪ )1‬رللد (‪ )11‬من رللة تفكر وىو مثرة أنتجها رلموعة من الباحثني يف عدة زلاور‬ ‫ىي علوم الوحي‪ ،‬والظاىرة االجتماعية‪ ،‬والرتاث االسالمي‪ ،‬وتقارير ومراجعات‪ ,‬وأوراق‬ ‫نقاش‪.‬‬ ‫يف زلور معارف الوحي‪ ،‬يتناول الدكتور نصر الدين إبراىيم أمحد‪ ،‬األساليب البالرغية‬ ‫وأثرىا يف فهم النص القرآين ودالالتو ‪ ،‬من خاللو يوضح الباحث ما متيز بو القرآن الكرمي‬ ‫من أساليب بالرغية ساعدت على توضيح النص القرآين وشرحو‪ .‬ويف ذات ادللف تناول‬ ‫الدكتور أكرم على زلمد يوسف ‪ ،‬ضوابط العمل بادلصلحة ادلرسلة عند األصوليني بالتطبي‬ ‫على ضمان ادلصرف اإلسالمي لودائع االستثمار بادلضاربة مستهدفاً بيان مدلول ادلصلحة‬ ‫ادلرسلة عند علماء األصول وشروط العمل هبا‪.‬‬ ‫ويف ملف الظاىرة االجتماعية ‪،‬قدم الدكتور زلمد عوض الكرمي احلسني موضوعاً‬ ‫يرتبط بقرارات جلنيت بازل األوىل والثانية‪ ،‬ومتطلبات الرقابة واإلشراف على ادلصارف‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬مستعرضاً التعرف على كيفية تعامل ادلصارف اإلسالمية مع مقررات جلنة بازل؛‬

‫‪2‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫كلمة التحرير‬

‫وتوصلت الدراسة إىل أمهية إمكانية تطبي بعض معايري جلنيت بازل األوىل والثانية ‪ ،‬ادلتعلقة‬ ‫بالشفافية والرقابة وادلراجعة االحرتازية‪.‬‬ ‫ويف ذات ادللف تناولت الدكتورة رقية السيد الطيب العباس ‪ ،‬مسامهة ادلعاجلني‬ ‫التقليديني يف اإلرشاد والعالج النفسي بالتطبي على مدينة أم ضواً بان‪ .‬باستخدام ادلنهج‬ ‫الكيفي وادلقابالت واالستبيان كأدوات حبثية‪ .‬متوصلة إىل عدة نتائج أمهها ‪ :‬أن مشايخ أم‬

‫ضواًبان ذلم دور مميز يف توفري احلاجات األولية كادلأكل وادلشرب والتعليم والتشبع بالقيم‬ ‫وادلثل األخالقية‪.‬‬ ‫ويف ملف الرتاث ادلعريف اإلسالمي‪ ،‬درست الدكتورة أم نائل بركاين دور االجتهاد‬ ‫ادلقاصدي يف السياسة الشرعية ‪ .‬باعتبار أن موضوع السياسة الشرعية من ادلوضوعات اليت‬ ‫ذبلت فيها مرونة الشريعة اإلسالمية واستيعاهبا للتغيريات اليت متس اجملتمعات اإلسالمية‪،‬‬ ‫مبينة دور االجتهاد ادلقاصدي كمنهج يضبط تنزيل األحكام على الواقع‪ .‬وخلصت الباحثة‬ ‫إىل أن للمقاصد دور كبري يف اجلانبني التأصيلي والتنزيلي واإلجراءات واألعمال والتصرفات‬ ‫اليت ربق مصاحل الناس‪.‬‬ ‫ويف القسم اإلجنلي زي تناول الدكتور زلمود زلمد قلندر أثر الدبلوماسية الشعبية‬ ‫للواليات ادلتحدة على دول اخلليج العريب من خالل إذاعة راديو "سوا"‪ .‬وحبسب الباحث‬ ‫فإن إذاعة راديو "سوا" مت تأسيسها من قبل الواليات ادلتحدة بغرض ربسني صورة الغرب‬ ‫عند ادلسلمني ولكسب عقوذلم وقلوهبم‪.‬‬ ‫ويف ملف التقارير وأوراق النقاش وادلراجعات‪ ،‬قدم الدكتور ضياء الدين يوسف‬ ‫مالك ورقة نقاش بعنوان حنو تصنيف منهجي للربامج اإلسالمية يف اإلذاعة والتلفزيون‪.‬‬ ‫ويف ذات ادللف قدم الدكتور قاسم عمر أبو اخلري تقريراً حول ورشة ماجستري الرتبية‬

‫اإلسالمية‪ .‬وقد كان اذلدف من الورشة مناقشة مقرتح برنامج ماجستري الرتبية اإلسالمية‬

‫‪3‬‬


‫ُّ‬ ‫تفكر ‪ ،‬مجلد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫كلمة التحرير‬

‫الذي أعدتو اللجنة العلمية لدائرة العلوم الرتبوية دبعهد إسالم ادلعرفة(إمام) بغرض ذبويده‬ ‫والتوصية بإجازتو لدى مؤسسات اجلامعة ادلعنية‪.‬‬ ‫ويف ذات ادللف قدم الدكتور ضرار ادلاحي العبيد تقريراً حول ورشة التعثر ادلصريف‬ ‫اليت نظمها معهد إسالم ادلعرفة بالتعاون مع بنك السودان فرع ودمدين‪.‬‬ ‫وأخرياً ‪ ،‬ويف ملف استعراض الكتب ‪ ،‬قدم الربوفيسور زلمد احلسن صاحل األمني‬ ‫استعراضاً ل كتاب الدالالت عند األصوليني وأثرىا يف فهم النص القرآين للدكتور عباس‬

‫علوان ‪،‬وأكد الربوفيسور على أمهية الكتاب للمهتمني وادلختصني‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫‪4‬‬


‫األساليب البالغيّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬ ‫*‬

‫د‪ .‬نصرالدين إبراىيم أحمد‬ ‫المستخلص‬

‫يوضح البحث ما سبيّز بو القرآف الكرمي من أساليب ببلغية متنوعة‪ ،‬وتصاوير رائعة ساعدت يف‬ ‫ّ‬ ‫إبراز ‪ ،‬وشرح فكرة النص القرآين‪ ،‬وشرحها وكيفية التعامل مع أساليبو الببلغيّة ادلتنوعة يف الكشف عن‬

‫الدالالت اخلفيّة‪ ،‬اليت تكمن وراء النص القرآين‪ .‬إ ّف فهم النص القرآين ػلتاج إىل شرح وربليل األساليب‬ ‫الببلغيّة اليت ربيط بالنص‪ .‬ويكوف من العبث دبكاف إعلاؿ ىذا اجلانب ادلهم‪ ،‬خاصة وضلن يف عصر العودلة‬ ‫التزود بادلعرفة‬ ‫الثقافيّة وادلعرفيّة‪ ،‬ورلاالهتا ادلتسعة ادلتنوعة‪ ،‬وتبعاهتا وشلارساهتا ادلختلفة‪ ،‬شلا يدعو الباحث إىل ّ‬ ‫القرآنيّة‪ ،‬وفهم أسرار القرآف الكرمي‪ ،‬وبالطبع ال ؽلكن فهم النص القرآين دوف معرفة تلك الدالالت اليت‬ ‫تكشف ما وراء النص‪ .‬ودراستنا تتناوؿ بعض األساليب الببلغيّة – على سبيل ادلثاؿ ال احلصر– وتقوـ‬

‫بدراستها‪ ،‬وتقدمي ٍ‬ ‫اضح يكشف عن الدالالت الببلغيّة اليت ربيط بالنص القرآين‪ .‬واضلصرت‬ ‫ربليل و ٍ‬ ‫حدود البحث يف أسلوب التقدمي والتأخَت‪ ،‬والفصل والوصل‪ ،‬والتخصيص (القصر)‪ ،‬والذكر واحلذؼ‪،‬‬ ‫والفاصلة والسجع‪ ،‬والتوازف‪ ،‬والتشبيو‪ .‬وقد توصل البحث إىل العديد من النتائج اليت سبر ذكرىا يف خاسبة‬ ‫البحث‪.‬‬

‫* أستاذ الببلغة والنقد ادلشارؾ قسم اللغة العربيّة وآداهبا ‪،‬كليّة معارؼ الوحي والعلوـ اإلنسانيّة اجلامعة اإلسبلميّة العادليّة‪/‬ماليزيا‪ .‬الربيد‬ ‫اإللكًتوين‪nhussien@hotmail.com.‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫المقدمة‪:‬‬ ‫فاؽ القرآف الكرمي قدرة البشر يف دقّة األسلوب‪ ،‬وصباؿ التعبَت‪ ،‬وببلغة الكلم‪ ،‬حىت سجد لو من‬ ‫يعتربوف أنفسهم الغاية يف الفصاحة‪ ،‬واحلجة يف اإلفهاـ‪ .‬إ ّف ما ؽليّز اخلطاب يف القرآف الكرمي ىو تلك‬ ‫األساليب الببلغيّة‪ ،‬ودالالهتا اليت حواىا النص القرآين‪ ،‬وىي اليت كست ذلك األسلوب روعة وصباالً‬

‫وهباءً‪ ،‬حىت اىتزت لو تلك النفوس اليت حباىا ا﵁ فصاحة التعبَت‪ ،‬ورىافة احلس‪ ،‬وبداىة الذىن‪ .‬فقد‬ ‫حس لغتو‪ ،‬وذوقها األصيل‪ ،‬سليقة‬ ‫أدرؾ ىؤالء " ما ذلذا البياف القرآين من إعجاز ال ؽللك أي عريب غليد ّ‬ ‫وطبعاً إال أف يسلّم بأنو ليس من قوؿ البشر"‪ .1‬ىذا وقد اتّبع الباحث ادلنهج االستقرائي والتحليلي‪ ،‬وىو‬ ‫تفوؽ على‬ ‫يتفق مع مشكلة البحث اليت رباوؿ كشف الدالالت اخلفيّة يف معاين القرآف‪ ،‬وأسلوبو الذي ّ‬

‫أصحاب الفصاحة والبياف‪.‬‬

‫ولذا جاء ىذا البحث يهدؼ إىل عرض وربليل أساليب‪ ،‬وظلاذج من التصوير الببلغي يف القرآف‬ ‫الكرمي‪ ،‬يكشف عن دالالهتا اخلفيّة اليت ربيط بالنص القرآين‪ .‬ويف ىذا الصدد‪ ،‬فقد اخًتنا بعض‬ ‫األساليب الببلغيّة من القرآف الكرمي‪ ،‬لعرضها يف ىذا البحث‪ ،‬وذلك على سبيل إيضاح الفكرة‪ ،‬ال احلصر‬

‫والتحديد‪.‬‬

‫التقديم والتأخير‪.‬‬ ‫إ ّف لغة العرب تزخر بفنوف ببلغيّة متنوعة‪ ،‬ولعل ىذه الفنوف ىي اليت أسدت إىل لغة الضاد ىذا‬

‫التفرد بُت لغات العامل‪ ،‬ومن ىذه الفنوف ببلغة التقدمي اليت أضفت صباالً رائعاً يف تناوؿ النص األديب‬ ‫ّ‬ ‫وتذوقو‪ .‬إف تقدمي النص يف لغتنا العربية لو أعلية بالغة األثر‪ ،‬فليس من شأف العريب– صاحب البياف‬ ‫ّ‬

‫واللساف‪ -‬أف يقدـ كبلماً على نيّة التأخَت‪ ،‬أو يؤخر كبلماً على نيّة التقدمي حشواً أو عبثاً‪ ،‬بل ذلذا كلو‬ ‫أسبابو ادلوجبة اليت زبرج الكبلـ العريب يف أهبى صوره؛ فصاحة وبياناً‪ .‬ومن أجل ىذا حرص العرب على‬ ‫سبلمة ادلعٌت‪ ،‬وفصاحة اللفظ‪ ،‬ودقّة التعبَت‪.‬‬ ‫‪ 1‬اإلعجاز البياين للقرآف‪ ،‬الدكتورة عائشة عبد الرضبن‪ ،‬دار ادلعارؼ‪ ،‬عاـ ‪1971‬ـ‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪5‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫تعمقهم يف معرفة أسرار الكبلـ ودقائقو‪،‬‬ ‫عاب اإلماـ عبد القاىر اجلرجاين على النحاة‪ ،‬عدـ ّ‬ ‫حيث ال ينظروف يف احلذؼ والتكرار‪ ،‬واإلظهار واإلضمار‪ ،‬والفصل والوصل‪ ،‬وال يف نوع من أنواع الفروؽ‬ ‫يقسم‬ ‫والوجوه إال من حيث األعلية وعدمها‪ ،‬والطرافة وموضع الندرة يف الكبلـ‪.‬كما ير أف من اخلطأ أف ّ‬

‫األمر يف تقدمي الشيء وتأخَته قسمُت؛ فيكوف مفيداً يف بعض الكبلـ‪ ،‬وغَت مفيد يف بعضو اآلخر‪ ،‬وأف‬ ‫يعلل تارة بالعناية‪ ،‬وأخر بأنو توسعة على الشاعر والكاتب‪،‬حىت تطرد ذلذه قوافيو‪ ،‬ولذاؾ سجعو‪.1‬‬

‫ىمزة االستفهاـ‪.‬‬ ‫يذكر اإلماـ عبد القاىر أمثلو سلتلفة مع علزة االستفهاـ تارة يليها االسم‪ ،‬ويكشف عما بينها من‬ ‫أسرار ببلغية‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬أفعلت؟ فبدأت بالفعل كاف الشك يف الفعل نفسو‪ ،‬وكاف غرضك من‬ ‫استفهامك أف تعلم وجوده‪ ،‬وإذا قلت‪ :‬أأنت فعلت؟ فبدأت باسم‪ ،‬كاف الشك يف الفاعل‪ ،‬من ىو‪ ،‬و‬ ‫كاف الًتدد فيو‪ .‬وىذا الذي ذكر (قائم) مع اذلمزة إذا كانت للتقرير‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬أأنت فعلت ذلك؟ كاف‬ ‫ْت‬ ‫ت فَػ َعل َ‬ ‫غرضك أف تقرره بأنو الفاعل‪ ،‬يبُت ذلك قولو سبحانو وتعاىل عن قوـ (النمروذ) ‪  :‬قَالُوا أَأَنْ َ‬ ‫(‬ ‫ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫يقر ذلم بأف تكسَت األصناـ قد كاف‪،‬‬ ‫َى َذا بآل َهتنَا يَا إبْػ َراى ُ‬ ‫يم‪ ‬األنبياء‪،‬آية‪ .)62 :‬فهم ال يريدوف أف ّ‬ ‫ولكنهم يريدوف االعًتاؼ بأف ذلك كاف منو ىو‪ .‬وقاؿ ىو عليػو السبلـ يف اجلواب‪ ‬قَ َ‬ ‫اؿ بَ ْل فَػ َعلَوُ‬ ‫َكبِيرىم ى َذا فَاسأَلُوىم إِ ْف َكانُوا ي ِ‬ ‫نط ُقو َف‪ (.‬األنبياء‪،‬آية‪ )63 :‬ولو كاف التقدير بالفعل لكاف اجلواب‪:‬‬ ‫ُ​ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫فعلت أو مل أفعل‪ .‬ومعلوـ أف األلفاظ تتبع ادلعاين‪ ،‬وادلعاين تتقدـ على األلفاظ‪ ،‬وإظلا يكوف ذلك لعلل‬ ‫ُ‬

‫وأسباب‪.2‬‬

‫التقدـ بالزماف‪.‬‬ ‫كاألبعد من اآلف مع األقرب إليو‪ ،‬ومنو تقدـ الوالد على الولد‪ ،‬فإف الوالد وجد يف زماف مل يكن‬ ‫فيو الولد موجوداً‪ ،‬فما كاف من ادلعاين متقدماً على غَته بأحد ىذه االعتبارات‪ ،‬أو بأكثرىا كاف يف العبارة‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫‪ 1‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬عبد القاىر اجلرجاين‪ ،‬صحح أصلو األستاذ اإلماـ زلمد عبده‪ ،‬واألستاذ الشيخ زلمد زلمود الًتكزي‬ ‫الشنقيطي‪ ،‬دار ادلعرفة‪ ،‬بَتوت لبناف‪ ،‬الطبعة الثانيّة‪ ،‬عاـ ‪1419‬ىػ ‪1998‬ـ‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪ 2‬ادلصدر السابق‪،‬ص‪.88‬‬

‫‪6‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫ِ‬ ‫ساكِنِ ِهم‪( ‬العنكبوت‪ ،‬آية‪ ) 38 :‬ومنو‪:‬‬ ‫ادا َوثَ ُم َ‬ ‫ومن التقدـ بالزماف‪َ :‬و َع ً‬ ‫ود َوقَ ْد تَػبَػيَّ َن لَ ُك ْم مػ ْن َم َ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬الْحم ُد لِلَّ ِو الَّ ِذي َخلَ َق َّ ِ‬ ‫ُّور‪( ‬األنعاـ‪ ،‬آية‪ )1:‬فإ ّف الظلمة‬ ‫الس َم َاوات َو ْاْل َْر َ‬ ‫َْ‬ ‫ض َو َج َع َل الظُّلُ َمات َوالن َ‬ ‫سابقة على النور يف اإلحساس‪،‬وكذلك الظلمة ادلعنوية سابقة على النور ادلعنوي‪ ،‬والطفل يف بطن ّأمو أوؿ‬ ‫ما يشعر بو ىو الظبلـ‪ ،‬حىت ؼلرج إىل دنيا الواقع‪ ،‬إىل دنيا النور‪ ،‬ومنو قػولو تعاىل‪َ  :‬واللَّوُ أَ ْخ َر َج ُك ْم ِم ْن‬ ‫بطُ ِ‬ ‫ص َار َو ْاْلَفْئِ َدةَ ل َ​َعلَّ ُك ْػم تَ ْش ُك ُروف ‪‬‬ ‫ػوف أ َُّم َهاتِ ُك ْػم َال تَػ ْعلَ ُمو َف َش ْيئًا َو َج َع َل لَ ُك ْم َّ‬ ‫الس ْم َع َو ْاْلَبْ َ‬ ‫ُ‬ ‫(النحل‪ ،‬آية‪ ،) 78 :‬وحاسة السمع تنمو وتتطور لد الطفل قبل حاسة البصر‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫‪،‬و َّ‬ ‫الش ْف ِع َوال َْوتْ ِر‪َ ،‬واللَّْي ِل إِذَا يَ ْس ِر‪َ ،‬ى ْل فِي‬ ‫كما نلحظ يف قػولو تعاىل‪َ  :‬والْ َف ْج ِر‪َ ،‬ولَيَاؿ َع ْش ٍر َ‬ ‫ك قَ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف فَػعل ربُّ َ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ َِّ‬ ‫َم يُ ْخلَ ْق ِمثْػلُ َها فِي‬ ‫ك ب َعاد‪ ،‬إِ َرَـ ذَات الْع َماد‪ ،‬التي ل ْ‬ ‫س ٌم لذي ح ْج ٍر‪ ،‬أَل ْ‬ ‫َم تَػ َر َك ْي َ َ َ َ‬ ‫ذَل َ َ‬ ‫الْبِ َ​َلد‪ ،‬وثَم َ َّ ِ‬ ‫الص ْخر بِالْو ِادي‪ ،‬وفِر َعو َف ِذي ْاْلَوتَ ِ‬ ‫اد‪( ‬الفجر‪ ،‬آية‪ ) 10-1 :‬فالًتتيب‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ود الذ َ‬ ‫َُ‬ ‫ين َجابُوا َّ َ َ‬ ‫الزمٍت واضح يف ىذه اآليات‪ ،‬حبيث ال ؼلفى على كل ذي باؿ‪ ،‬فقوـ عاد‪ ،‬سبقوا قوـ شبود‪ ،‬وقوـ شبود‬

‫سبقوا قوـ فرعوف‪ ،‬ولذلك جاء ىذا الًتتيب متناسقاً‪ ،‬ومتفقاَ مع الفًتات التارؼلية اليت عاشتها ىذه‬ ‫األقواـ‪ ،‬دوف تقدمي أو تأخَت‪ .‬وىذا يؤكد أف القرآف الكرمي إظلا ىو وحي من عند ا﵁ سبحانو وتعاىل‪ ،‬دقيق‬ ‫يف ترتيبو‪ ،‬وتسلسل أفكاره‪.‬‬ ‫التقدـ بالسببية‪.‬‬ ‫عز فحكم‪ ،‬كقولو ‪َ  :‬وَما َج َعلَوُ اللَّوُ إَِّال بُ ْش َرى لَ ُك ْم‬ ‫مثل تقدـ العزيز على احلكيم؛ ألنو ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْح ِك ِ‬ ‫يم‪( ‬آؿ عمراف‪ ،‬آية‪ .)126 :‬ومن ذلك‬ ‫َولتَط َْمئِ َّن قُػلُوبُ ُك ْم بِو َوَما الن ْ‬ ‫َّص ُر إَِّال م ْن ع ْند اللَّو ال َْع ِزي ِز ال َ‬ ‫ب التػ َّ ِ‬ ‫ب ال ُْمتَطَ ّْه ِرين‪( ‬البقرة‪ ،‬آية‪.)222 :‬فإف التوبة‬ ‫ين َويُ ِح ُّ‬ ‫قوؿ ا﵁ سبحانو وتعاىل‪ :‬إِ َّف اللَّوَ يُ ِح ُّ‬ ‫َّواب َ‬ ‫سبب للطهارة‪ ،‬والطهارة قد تكوف معنوية أو مادية‪ ،‬أي دبعٌت طهارة النفس أو اجلسد‪ ،‬والكافر أو ادلشرؾ‬ ‫ٌ‬ ‫فإنو صلس إال إذا تاب‪ ،‬ورجع لربّو سبحانو وتعاىل‪ ،‬فإف توبتو كفيلة بأف تقود إىل طهارتو‪ .‬وكذلك قوؿ ا﵁‬ ‫سبحانو وتعاىل‪ :‬تَػنَػ َّز ُؿ َعلَى ُك ّْل أَفَّ ٍ‬ ‫اؾ أَثِ ٍ‬ ‫يم‪( ‬الشعراء‪ ،‬آية‪ .) 222 :‬فإ ّف اإلفك سبب لئلمث‪ .‬والكذب‬

‫جرؽلة يعاقب عليها اإلسبلـ‪ ،‬عقاباً شديداً‪ ،‬إذا كاف ذلك عن طريق القسم الزائف‪ ،‬أو شهادة الزور‬ ‫‪...‬اخل‪ .‬وذلذا فهو يقود إىل الذنوب واآلثاـ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫التقدـ بالرتبة‪.‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ُس َ‬ ‫من ذلك قولو تعاىل‪َ  :‬وَم ْن يُ ِط ْع اللَّوَ َو َّ‬ ‫وؿ فَأ ُْولَئِ َ‬ ‫ين أَنْػ َع َم اللَّوُ َعلَْي ِه ْم م ْن النَّبيّْ َ‬ ‫ك َم َع الذ َ‬ ‫و ّْ ِ‬ ‫الشه َد ِاء و َّ ِ ِ‬ ‫ك َرفِي ًقا‪( ‬النساء ‪،‬آية‪.)69 :‬‬ ‫س َن أ ُْولَئِ َ‬ ‫الصالح َ‬ ‫ين َو ُّ َ َ‬ ‫الصدّْيق َ‬ ‫َ‬ ‫ين َو َح ُ‬

‫ىذه مواضع تتفاضل فيها الدرجات والرتب‪ ،‬فتقدمي األنبياء واضح‪ ،‬فهم أصحاب الرسائل‬

‫السماوية الذين اصطفاىم ا﵁ سبحانو وتعاىل ذلذه ادلهاـ الصعبة العسَتة‪ ،‬والصديقوف؛ ىم أوؿ من آمن‬ ‫ضحوا بأنفسهم من أجل‬ ‫بالرسل‪ ،‬وص ّدقوا الرساالت السماوية‪ ،‬ومنهم الشهداء‪ ،‬والشهداء ىم الذين ّ‬ ‫إعبلء كلمة احلق‪،‬كلمة الدين‪ ،‬والصاحلوف ىم من صلحوا بتعاليم ىؤالء األبرار‪ ،‬وسبسكوا بالصراط‬ ‫ادلستقيم‪ ،‬وعملوا على ابتغاء مرضات ا﵁ سبحانو وتعاىل‪ ،‬وذبنب نواىيو‪ ،‬واستقاموا يف حياهتم‪.‬‬ ‫وؾ ِرج ًاال و َعلَى ُك ّْل َ ِ ِ‬ ‫وكذلك قولو تعاىل‪َ  :‬وأَذّْ ْف فِي الن ِ‬ ‫ج‬ ‫ين مػِ ْن ُك ّْل فَ ٍّ‬ ‫َّاس بِال َ‬ ‫ضام ٍر يَأْت َ‬ ‫ْح ّْج يَأْتُ َ َ َ‬ ‫َع ِم ٍ‬ ‫يق‪ ( ‬احلج‪ ،‬آية‪ .)27 :‬فإ ّف الذين يأتوف رجاالً "راجبلً على قدميو" الغالب أف يكونوا من ادلكاف‬ ‫القريب‪ ،‬أي غلاوروف الكعبة بيت ا﵁ العتيق‪ ،‬والذين يأتوف على الضامر "الدواب‪ :‬اإلبل والفرس‪"...‬‬

‫يأتوف من ادلكاف البعيد‪ ،‬ومن مث تكوف قيمة اجملاورة للبيت احلراـ‪ ،‬قيمة ال تبلغها قيمة‪.‬‬ ‫تقديم السبب‪:‬‬ ‫ير ابن الزملكاين أنو قد يكوف يف كل واحد من األمرين صفة تقتضي التقدمي لكي تكوف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ٌر‬ ‫أخر‪ ،‬فمنو قولو تعاىل‪ :‬إِنَّ َما أ َْم َوالُ ُك ْم َوأ َْوَال ُد ُك ْم ف ْتػنَةٌ َواللَّوُ عن َدهُ أ ْ‬ ‫أحداعلا يف مكاف‪ ،‬فيقدـ فيو‪ ،‬وأفُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪( ‬التغابن‪،‬آية‪ .)15 :‬فتقدمي األمواؿ من باب تقدمي السبب‪ ،‬فإنو يشرع يف النكاح عند قدرتو على‬ ‫َعظ ٌ‬ ‫مؤنة‪ ،‬فهو سبب التزوج‪ ،‬والنكاح سبب التناسل؛ وألف ادلاؿ سبب للتنعم بالولد‪ ،‬وفقده سبب للشقاء‬

‫بو‪.‬‬

‫ات ِمن الن ِ ِ‬ ‫الشهو ِ‬ ‫وكذلك تقدمي النساء على البنُت يف قولو تعاىل‪ُ  :‬زيّْ َن لِلن ِ‬ ‫ين‬ ‫َّاس ُح ُّ‬ ‫ّْساء َوالْبَن َ‬ ‫ب َّ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذى ِ ِ ِ‬ ‫َّة والْ َخي ِل الْمس َّوم ِة و ْاْلَنْػع ِاـ والْحر ِ‬ ‫ْحيَاةِ ُّ‬ ‫الدنْػيَا‬ ‫ث ذَلِ َ‬ ‫َوالْ َقنَاطي ِر ال ُْم َق ْنطَ​َرة م ْن َّ َ‬ ‫ك َمتَاعُ ال َ‬ ‫ب َوالْفض َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َواللَّوُ ِع ْن َدهُ ُح ْس ُن ال َْم ِ‬ ‫أخر الذىب والفضة على النساء والبنُت؛ ألهنا‬ ‫آب‪ ( ‬آؿ عمراف‪،‬آية‪ .)14 :‬إظلا ّ‬ ‫ػلث على بذؿ ادلاؿ لتحصيل النكاح والولد‪ ،‬والنساء أقعد‬ ‫أقو يف الشهوة اجلبلية من ادلاؿ‪ ،‬فإف الطبع ّ‬ ‫‪8‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫من األوالد يف الشهوة اجلبلية‪ ،‬والبنوف أقعد من األمواؿ‪ ،‬والذىب أقعد مػن الفضة‪ ،‬والفضة أقعد مػن‬ ‫األنعاـ‪ ،‬أو وسيلػة إىل ربصيل النعم فلما صػدرت اآلية باحلب‪ ،‬وكػاف ا﵀بوب سلتلف ادلراتب اقتضت‬ ‫حكمة الًتتيب أف تقدـ ما ىو األىم‪ ،‬فاألىم من رتبة ا﵀بوبات‪ .1‬وقد زبتلف ادلواضع يف ىذا الباب على‬ ‫حسب احلاجة‪ ،‬على حسب مقتضى احلاؿ‪ ،‬فلكل مقاـ مقاؿ‪.‬‬ ‫التقدـ بالشرؼ‪.‬‬

‫الص َ​َلةِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫آمنُوا إِذَا قُ ْمتُ ْم إِلَى َّ‬ ‫ين َ‬ ‫من التقدـ بالشرؼ يف قولو سبحانو وتعاىل‪ :‬يَا أَيػُّ َها الذ َ‬ ‫فَا ْغ ِسلُوا وجوى ُكم وأَي ِدي ُكم إِلَى الْمرافِ ِق وامسحوا بِرء ِ‬ ‫وس ُك ْم َوأ َْر ُجلَ ُك ْم إِلَى الْ َك ْعبَػ ْي ِن‪ (‬ادلائدة‪،‬آية‪.)6:‬‬ ‫ُ​ُ َ ْ َْ َ ْ‬ ‫َ​َ َ ْ َ ُ ُ​ُ‬ ‫نبلحظ اجلمع بُت األعلى واألسفل‪ ،‬فالوجو والرأس ػلتوياف على كل احلواس ادلهمة بالنسبة لئلنساف‪ ،‬وعلا‬

‫مكانا تشريف وتقدير‪.‬‬ ‫التقديم للغلبة والكثرة‪.‬‬

‫الَّ ِذين اصطَ​َفيػنَا ِمن ِعب ِ‬ ‫ادنَا فَ ِم ْنػ ُه ْم ظَالِ ٌم لِنَػ ْف ِس ِو‬ ‫َ ْ ْ ْ َ‬ ‫ض ُل الْ َكبِ ُير‪( ‬فاطر‪،‬آية‪ .)32 :‬قدـ‬ ‫ك ُى َو الْ َف ْ‬ ‫ذَلِ َ‬

‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ومن ذلك قولو تعاىل‪  :‬ثُ َّم أ َْوَرثْػنَا الْكتَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ٌد وِم ْنػهم سابِ ٌق بِالْ َخيػر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات بِ​ِإ ْذ ِف اللَّ ِو‬ ‫َوم ْنػ ُه ْم‪ُ ،‬م ْقتَ َ ُ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫السا ِرقَةُ فَاقْطَعُوا‬ ‫السا ِر ُؽ َو َّ‬ ‫"الظادلُت" وذلك لكثرهتم‪ ،‬مث ادلقتصد مث السابق‪.‬وكذلك قولو تعاىل‪َ  :‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪( ‬ادلائدة‪،‬آية‪ .)38 :‬ألف السرقة يف الذكور‬ ‫سبَا نَ َك ًاال م ْن اللَّو‪َ ،‬واللَّوُ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬ ‫أَيْديَػ ُه َما َج َزاءً ب َما َك َ‬ ‫الزانِي فَاجلِ ُدوا ُك َّل و ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫الزانِيَةُ َو َّ‬ ‫أكثر‪ ،‬فالسجوف سبتلئ بالرجاؿ‪ .‬وق ّدـ يف الزنا ادلرأة يف قولو تعاىل‪َّ  :‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْخ ْذ ُكم بِ ِه َما َرأْفَةٌ فِي ِدي ِن اللَّ ِو إِ ْف ُكنتُ ْم تُػ ْؤِمنُو َف بِاللَّ ِو َوالْيَػ ْوِـ ْاْ ِخ ِر‪( ‬النور‪،‬آية‪:‬‬ ‫ِم ْنػ ُه َما ِمائَةَ َج ْل َدةٍ َوَال تَأ ُ‬ ‫أعم‪ ،‬وادلرأة دبا وىبها ا﵁ من صباؿ وأنوثة ذبعلها موضعا للفتنة‪.‬‬ ‫‪ .)2‬ألف الزنا فيهن أكثر و ّ‬ ‫ِ‬ ‫الزانِيةُ َال ينكِحها إَِّال َز ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وأما قولو تعاىل‪ِ َّ  :‬‬ ‫اف أ َْو ُم ْش ِر ٌؾ‬ ‫الزاني َال يَنك ُح َّإال َزانيَةً أ َْو ُم ْش ِرَكةً َو َّ َ َ ُ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين‪ (‬النور‪ ،‬آية‪..)3 :‬فقاؿ الزسلشري‪" :‬سيقت اآلية اليت قبلها لعقوبتهما على ما‬ ‫َو ُح ّْرَـ ذَلِ َ‬ ‫ك َعلَى ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫جنيا‪ ،‬وادلرأة ىي ادلادة اليت نشأت منها اخليانة‪ ،‬ألهنا لو مل تطمع الرجل ومل تومض لو‪ ،‬وسبكنػو مل يطمػع‪،‬‬ ‫‪1‬التبياف يف علم البياف‪،‬ادلطلع على إعجاز القرآف الكرمي‪،‬البن الزملكاين‪ ،‬ربقيق أضبد مطلوب‪،‬خدغلة احلديثي‪ ،‬الطبعة‬ ‫األوىل‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪01‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫ومل يتمكن‪ ،‬فلما كانت أصبل وأوالً يف ذلك بدأ بذكرىا‪ ،‬وأما الثانية فمسوقة لذكر النكاح‪ ،‬والرجل أصل‬ ‫فيو‪ ،‬ألنو ىو الراغب واخلاطب‪ ،‬ومنو يبدأ الطلب"‪. 1‬‬ ‫الفصل والوصل‪.‬‬ ‫عقد عبد القاىر اجلرجاين فصبلً يف الفصل والوصل‪ ،‬بدأه بأف العلم دبا ينبغي أف يصنع يف اجلمل‬

‫من عطف بعضها على بعض‪ ،‬أو ترؾ العطف فيهما من أسرار الببلغة‪ ،‬وشلا ال يأيت لتماـ الصواب فيو إال‬

‫اإلعراب اخلُّلص‪ ،‬واألقواـ الذين طبعوا على الببلغة‪ ،‬وأوتوا فنا من ادلعرفة يف ذوؽ الكبلـ ىم هبا أفراد‪،‬‬ ‫وقد بلغ من قوة األمر يف ذلك أهنم جعلوه ح ّدا للببلغة‪ ،‬فقد جاء عن بعضهم أنو سئل عنها فقاؿ‪ :‬دلعرفة‬

‫الفصل من الوصل‪ ،‬وذلك لغموضو ودقة مسلكو‪ ،‬وأنو ال يكمل إلحراز الفضيلة فيو أحد أبداً‪ ،‬إال كمل‬

‫لسائر معاين الببلغة‪.2‬‬

‫ذكر عبد القاىر‪-‬يف وجوه الفصل‪ -‬أ ّف اجلملة اليت يكوف حاذلا مع اليت قبلها حاؿ الصفة مع‬ ‫ادلوصوؼ‪ ،‬والتأكيد مع ادلؤكد فبل يكوف فيها العطف البتّة‪ ،‬لشبو العطف فيها لو عطفت بعطف الشيء‬ ‫على نفسو‪ ،‬ومن ذلك قولو‪ :‬إِ َّف الَّ ِذين َك َفروا سواء َعلَي ِهم أَأَن َذرتَػهم أَـ لَم تُ ِ‬ ‫‪،‬ختَ َم‬ ‫نذ ْرُى ْم َال يُػ ْؤِمنُو َف َ‬ ‫َ ُ َ​َ ٌ ْ ْ ْ ُ ْ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ‪( ‬البقرة‪ ،‬آية‪.)7 ،6 :‬فقولو‬ ‫صا ِرِى ْم ِغ َ‬ ‫ش َاوةٌ َول َُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫اللَّوُ َعلَى قُػلُوبِ ِه ْم َو َعلَى َس ْمع ِه ْم َو َعلَى أَبْ َ‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫تعاىل‪":‬ال يؤمنوف" توكيد لقولو سواء عليهم أأنذرىم أـ مل تنذرىم‪ .‬وقولو‪" :‬ختم ا﵁ على قلوهبم وعلى‬ ‫مسعهم "تأكيد ثاف أبلغ من األوؿ ؛ ألف من كاف حالو إذا أنذر مثل حالو إذا مل ينذر كاف يف غاية‬ ‫اجلهل‪ ،‬وكاف مطبوعا على قلبو ال زلالة‪.‬‬

‫وجل‪َ  :‬وِم ْن الن ِ‬ ‫آمنَّا بِاللَّ ِو َوبِالْيَػ ْوِـ ْاْ ِخ ِر َوَما ُى ْم‬ ‫عز‬ ‫َّاس َم ْن يَػ ُق ُ‬ ‫وؿ َ‬ ‫وكذلك قولػو ّ‬ ‫ّ‬ ‫بِم ْؤِمنِين‪،‬ي َخ ِ‬ ‫ادعُو َف اللَّوَ‪( ‬البقرة‪ ،‬آية‪ .)9 ، 8 :‬ففصل قولو‪ " :‬ؼلادعوف ا﵁"‪ ،‬ومل يصلو بالواو وضلوىا‪ ،‬أل ّف‬ ‫ُ َُ‬

‫ىذه ادلخادعة ليست شيئاً غَت قوذلم‪" :‬آمنا" من غَت أف يكونوا مؤمنُت‪ ،‬فهو إذف كبلـ أكد بو كبلـ آخر‬ ‫ىو يف معناه ‪ ،‬وليس شيئا سوا " ‪.3‬‬

‫‪ 1‬الكشاؼ‪،‬الزسلشري‪،‬ج‪،3‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬د‪.‬ت‪ ، .‬ص ‪168‬‬ ‫‪ 2‬دالئل اإلعجاز‪،‬عبد القاىر‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ 3‬دالئل اإلعجاز‪،‬عبد القاىر‪،‬ص ‪.175‬‬

‫‪00‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫أما اجلملة اليت حاذلا مع اليت قبلها فحاؿ االسم يكوف غَت الذي قبلو إال أنو يشاركو يف حكم‪،‬‬ ‫ويدخل معو يف معٌت مثل أف يكوف كبل االمسُت فاعبل أو مفعوالً أو مضافاً إليو‪ ،‬ويكوف حقها العطف؛‬ ‫ألنو ليس بأجنيب عنو‪ ،‬بل ىو نظَت ما جاء معطوفاً من قولو‪ :‬إِ َّف الْمنَافِ ِقين ي َخ ِ‬ ‫اد ُعو َف اللَّوَ َو ُى َو‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ادعهم وإِذَا قَاموا إِلَى َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَل‪ ‬النساء‪،‬آية‪:‬‬ ‫َّاس َوَال يَ ْذ ُك ُرو َف اللَّوَ إَِّال قَلِ ً‬ ‫ُ‬ ‫َخ ُ ُ ْ َ‬ ‫سالَى يُػ َراءُو َف الن َ‬ ‫الص َ​َلة قَ ُاموا ُك َ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪( ‬آؿ عمراف‪ ،‬آية‪.)54 :‬‬ ‫‪..142‬وقولػو تعاىل‪ :‬و َمػ َك ُروا َومػَ َك َر اللَّوُ َواللَّوُ َخ ْيػ ُر ال َْماك ِر َ‬ ‫ِ‬ ‫وأنظر أيضاً إىل قولو تعاىل‪ :‬إِنَّما يستأ ِْذنُ َ َّ ِ‬ ‫ت‬ ‫ين َال يػُ ْؤِمنُو َف بِاللَّ ِو َوالْيَػ ْوـ ْاْ ِخ ِر َو ْارتَابَ ْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ك الذ َ‬ ‫َعدُّوا لَوُ عُ َّدةً ول ِ‬ ‫َك ْن َك ِرَه اللَّوُ انْبِ َعاثَػ ُه ْم فَػثَبَّطَ ُه ْم‬ ‫وج َْل َ‬ ‫َّدو َف‪َ ،‬ول َْو أ َ​َر ُ‬ ‫قُػلُوبُػ ُه ْم فَػ ُه ْم فِي َريْبِ ِه ْم يَػتَػ َرد ُ‬ ‫ادوا الْ ُخ ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُعوا ِخ َ​َللَ ُك ْم يَػ ْبػغُونَ ُك ْم ال ِْف ْتػنَةَ‬ ‫ادوُك ْم إَِّال َخبَ ًاال َوَْل َْو َ‬ ‫ين‪،‬ل َْو َخ َر ُجوا فِي ُك ْم َما َز ُ‬ ‫يل اقػْعُ ُدوا َم َع الْ َقاعد َ‬ ‫َوق َ‬ ‫اعو َف ل َُهم واللَّوُ َعلِ ِ ِ ِ‬ ‫ين‪( ‬التوبة‪،‬آية‪. )55 ،45 :‬‬ ‫َوفِي ُك ْم َس َّم ُ‬ ‫ٌ‬ ‫يم بالظَّالم َ‬ ‫َْ‬ ‫فقد وصلت اجلمل بعضها ببعض دلكاف الصلة بينها والتناسب‪ ،‬فعدـ إؽلاهنم با﵁ واليوـ اآلخر‪،‬‬ ‫يناسب ارتياب قلوهبم ارتياباً ينغمسوف فيو‪ .‬وخذ اآلية الثانية حيث تر التناسب واضحاً بُت تقاعسهم‬ ‫عن اخلروج‪ ،‬وعدـ اإلعداد لو‪ ،‬وبُت كره ا﵁ النبعاثهم‪ ،‬وىكذا صلد الصلة جامعة بُت اجلملة وأختها صبعاً‬ ‫يهيئ للواو مكاهنا بينهما‪. 1‬‬

‫وتبلحظ أ ّف الفصل يأيت مع الصفة وادلوصوؼ‪ ،‬والتأكيد مع ادلؤكد‪ ،‬بينما يأيت الوصل مع العطف‬ ‫اؾ َما‬ ‫الس َم ِاء َوالطَّا ِر ِؽ َوَما أَ ْد َر َ‬ ‫وادلعطوؼ‪ ،‬وادلضاؼ وادلضاؼ إليو‪ .‬فمثبل يف قوؿ ا﵁ سبحانو وتعاىل‪َ ﴿ :‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب﴾ الطارؽ‪،‬آية‪ .3 :‬فجملة (السماء والطارؽ) صبلة وصل‪ ،‬تتحدث عن القسم‬ ‫الطَّا ِر ُؽ الن ْ‬ ‫َّج ُم الثَّاق ُ‬ ‫بشيئُت سلتلفُت سباما‪ .‬فالسماء معروؼ لدينا‪ ،‬والطارؽ صلم يف السماء مضيء‪ ،‬ووصل بُت االثنُت‪ ،‬حيث‬

‫كليهما يف موضع قسم‪ ،‬فقد أقسم القرآف بالسماء‪ ،‬وكذلك بالطارؽ‪ ،‬فاجلملتاف قُصد إشراكهما يف‬ ‫احلكم اإلعرايب‪ ،‬فوصل ما بينهما‪.‬‬ ‫االتصاؿ) كما ىو‬ ‫أما الفصل‪ ،‬فهو ينقسم إىل ثبلثة مواضع‪ ،‬حبيث يكوف بُت اجلملتُت(كماؿ ّ‬

‫بُت صبلة (والسماء والطارؽ)‪ ،‬وبُت صبلة‪( ،‬والنجم الثاقب) حيث يف النجم الثاقب توكيد (للطارؽ) الذي‬ ‫‪ 1‬من ببلغة القرآف‪،‬الدكتور أضبد أضبد بدوي‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مكتبة هنضة مصر بالفجالة‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪01‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫أقسم بو يف بداية اآلية‪ ،‬وبُت اجلملتُت ارباد تاـ‪ ،‬فاجلملة الثانية توكيد لؤلوىل‪ ،‬وبياف ذلا‪ ،‬ويقاؿ ٍ‬ ‫حينئذ إ ّف‬ ‫ّ‬

‫بُت اجلملتُت كماؿ االتّصاؿ‪.‬‬

‫ف َوبَ َّ‬ ‫س ِم ْنهػُ ْم ِخيػ َفةً قَالػُوا َال تَ َخ ْ‬ ‫ش ُروهُ‬ ‫أما (شبو كماؿ االتّصاؿ)‪ ،‬يظهر يف قولػو تعاىل‪ :‬فَأ َْو َج َ‬ ‫بِغُ َ​َلٍـ َعلِيم‪( ‬الذاريات‪،‬آية‪ .)28:‬فُصلت صبلة (قالوا) عن صبلة (وأوجس منهم خيفة)‪ ،‬ألف بينهما شبو‬ ‫كماؿ االتّصاؿ‪ ،‬إذ الثانية جواب لسؤاؿ يفهم من األوىل‪،‬كأف سائبل سأؿ‪ :‬فماذا قالوا لو حُت رأوه وقد‬

‫داخلو اخلوؼ؟ فأُجيب (قالوا ال زبف)‪.‬‬

‫ات ال ِْعم ِ‬ ‫ف فَػعل ربُّ َ ٍ‬ ‫اد‪ ،‬إِرـ ذَ ِ‬ ‫اد‪،‬‬ ‫ك بِ َع َ َ‬ ‫أما (كماؿ االنقطاع) فيظهر فػي قولػو تعالػى‪ :‬أَل ْ‬ ‫َ‬ ‫َم تَػ َر َك ْي َ َ َ َ‬ ‫َِّ‬ ‫َم يُ ْخلَ ْق ِمثْػلُ َها فِي الْبِ َ​َلد‪ ( ‬الفجر‪،‬آية‪ .) 7-6 :‬فبُت اجلملتػُت تبػاين واختبلؼ تػاـ‪ ،‬فاجلملة األوىل‬ ‫التي ل ْ‬ ‫(إنشاء) والثانية (خرب)‪ ،‬وأيضا ليس بينهما مناسبة ما‪.‬‬ ‫التخصيص‪.‬‬ ‫ذكر الدكتور فتحي أضبد عامر‪ ،‬أ ّف التخصيص ظلط من أظلاط التعبَت القرآين ادلعجز يوحي بألواف‬ ‫من الفنية اخلالصة‪ ،‬ويضع الباحثُت يف الببلغة أماـ جديد من الصياغة عن طريق ىذا األسلوب‪ .‬فالقرآف‬ ‫يستخدـ ىذا اللوف عندما يراد إثبات احلكم دلذكور‪ ،‬ونفيو عما عداه‪ ،‬بقصر صفة على موصوؼ قصراً‬ ‫حقيقياً حبيث ال يتصف هبذه الصفة إال ذلك ادلوصوؼ وحده‪ ،‬ال يتعداه إىل غَته أصبلً‪.‬كما يستخدـ‬ ‫ىذا اللوف بقصر موصوؼ على صفة أو صفة على موصوؼ قصراً إضافياً‪ ،‬وىو ما كاف االختصاص فيو‬ ‫حبسب اإلضافة إىل شيء معُت‪.‬‬ ‫وقد تتجسم صفة من صفات الشيء‪ ،‬حىت تربز على كل ما سواىا‪ ،‬فكأف ادلوصوؼ قد خلص‬ ‫ذلا‪ ،‬فلم يعد متصفاً بغَتىا فيصح قصره عليها‪ .‬فمن األوؿ قولو تعاىل‪ :‬فَا ْعلَ ْم أَنَّوُ َال إِلَوَ إَِّال اللَّوُ‬ ‫ك ولِلْم ْؤِمنِين والْم ْؤِمنَ ِ‬ ‫وْ ِ ِ ِ‬ ‫ات َواللَّوُ يَػ ْعلَ ُم ُمتَػ َقلَّبَ ُك ْم َوَمثْػ َوا ُك ْم‪ (‬زلمد آية‪ . )19 :‬فا﵁ وحده‬ ‫استَػ ْغف ْر ل َذنْب َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ىو الذي يتصف باأللوىية ال غَته‪ ،‬وفيها قطع الطريق على الكفار ادلعاندين الذين يعتقدوف الشرؾ‪ ،‬وفتح‬ ‫الطريق أماـ ادلؤمنُت‪ ،‬ليثبت إؽلاهنم وتقو عزائمهم يف زلاربة الكفر والكافرين؛ ألف ا﵁ ىو مصدر النصر‪،‬‬ ‫ومبلذ احلماية وااللتجاء‪ ،‬حينئذ يلتجئ إليو اجملاىدوف حىت يكتب ذلم النصر‪ ،‬وػلميهم من أعدائهم‪،‬‬ ‫‪02‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫ِ‬ ‫ين‪ ( ‬الفاربة‪،‬آية‪ .)5 :‬أي طلصك بالعبادة واالستعانة فليس‬ ‫اؾ نَػ ْعبُ ُد َوإِيَّ َ‬ ‫ومنو قولو تعاىل‪ :‬إِيَّ َ‬ ‫اؾ نَ ْستَع ُ‬ ‫ىناؾ معبود ومستعاف غَتؾ‪ ،‬ويف ىذا من التحقَت لؤلصناـ ولعابديها‪ ،‬ألنو ال غلدر بالعبادة واالستعانة إال‬ ‫القادر ادلقتدر الذي يقوؿ للشيء كن فيكوف‪.‬‬ ‫وقد ال يراد احلصر احلقيقي فيخرج إىل القصر اإلضايف‪ ،‬كما يف قوؿ ا﵁ سبحانو وتعاىل‪ :‬قُ ْل َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أِ‬ ‫َح َم ِخن ِزي ٍر‬ ‫َج ُد فِي َما أُوح َي إِل َّ‬ ‫وحا أ َْو ل ْ‬ ‫َي ُم َح َّرًما َعلَى طَاع ٍم يَط َْع ُموُ إَِّال أَ ْف يَ ُكو َف َم ْيتَةً أ َْو َد ًما َم ْس ُف ً‬ ‫ك غَ ُف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪( ‬األنعاـ‪،‬آية‪:‬‬ ‫س أ َْو فِ ْس ًقا أ ُِى َّل لِغَْي ِر اللَّ ِو بِ ِو فَ َم ْن ا ْ‬ ‫ضطَُّر غَْيػ َر بَ ٍاغ َوَال َعاد فَِإ َّف َربَّ َ ٌ‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫فَإنَّوُ ِر ْج ٌ‬

‫ت َعلَي ُكم الْميتةُ والدَّـ ولَحم ال ِ‬ ‫ْخن ِزي ِر‬ ‫‪ .)145‬ويتعد ذلك إىل أمور أخر كما يف قولو تعاىل‪ُ  :‬ح ّْرَم ْ ْ ْ َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السبُ ُع إَِّال َما ذَ َّك ْيتُ ْم َوَما ذُبِ َح‬ ‫يحةُ َوَما أَ َك َل َّ‬ ‫َوَما أُى َّل لغَْي ِر اللَّو بِو َوال ُْم ْن َخن َقةُ َوال َْم ْوقُوذَةُ َوال ُْمتَػ َردّْيَةُ َوالنَّط َ‬ ‫ب وأَ ْف تَستػ ْق ِسموا بِ ْاْلَ ْزَالِـ ذَلِ ُكم فِس ٌق الْيػوـ يئِ َّ ِ‬ ‫ش ْو ُى ْم‬ ‫ين َك َف ُروا ِم ْن ِدينِ ُك ْم فَ َ​َل تَ ْخ َ‬ ‫َعلَى الن ُ‬ ‫س الذ َ‬ ‫ُّص ِ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ ْ َْ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َعلَي ُكم نِ ْعمتِي ور ِ‬ ‫يت لَ ُك ْم ِْ‬ ‫ضطَُّر‬ ‫اْل ْس َ​َل َـ ِدينًا فَ َم ْن ا ْ‬ ‫َوا ْخ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ش ْونِي الْيَػ ْو َـ أَ ْك َمل ُ‬ ‫ْت لَ ُك ْم دينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْم ُ ْ ْ َ َ َ‬ ‫فِي م ْخم ٍ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ور َرِحيم‪( ‬ادلائدة‪،‬آية‪ .)3 :‬فليس ما ذكر يف اآلية يف الوضع‬ ‫َ َ َ‬ ‫صة غَْيػ َر ُمتَ َجانف ِْلثْ ٍم فَِإ َّف اللَّوَ غَ ُف ٌ‬

‫األوؿ زلرماً فقط‪ ،‬بل يضاؼ إليو ما ذكر يف ادلوضع الثاين من اآلية األخر ‪.‬‬ ‫وكذلك يف قولو تعاىل‪َ  :‬وَما ُم َح َّم ٌد إَِّال َر ُس ٌ‬ ‫ات أ َْو قُتِ َل‬ ‫ت ِم ْن قَػ ْبلِ ِو ُّ‬ ‫وؿ قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫الر ُس ُل أَفَِإين َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّر اللَّوَ َشيئًا وسيج ِزي اللَّوُ َّ ِ‬ ‫ين‪( ‬آؿ‬ ‫ب َعلَى َع ِقبَػ ْي ِو فَػلَ ْن يَ ُ‬ ‫ْ َ َ​َ ْ‬ ‫انْػ َقلَْبتُ ْم َعلَى أَ ْع َقابِ ُك ْم َوَم ْن يَػ ْنػ َقل ْ‬ ‫الشاك ِر َ‬ ‫عمراف‪،‬آية‪ .)144 :‬صلد القصر ىنا ىو قصر موصوؼ على صفة قصراً إضافياً‪ ،‬فليس ادلراد قصر زلمد على‬ ‫الرسالة ال يتعداىا إىل غَته‪،‬بل ادلراد أف زلمدا مقصور على الرسالة ال يتعداىا إىل اخللوص من ادلوت‬ ‫الذي استعظم الصحابة أف يلم بو‪.‬‬ ‫ْحيَاةُ ُّ‬ ‫الدنْػيَا إَِّال‬ ‫ومن ذبسيم الصفات بالقصر‪ ،‬أو القصر الببلغي قولو سبحانو وتعاىل‪َ  :‬وَما ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين يَػتَّػ ُقو َف أَفَ َ​َل تَػ ْع ِقلُو َف ‪( ‬سورة األنعاـ‪ ،‬آية‪ .)32 :‬فاحلياة الدنيا‬ ‫لَع ٌ‬ ‫َّار ْاْخ َرةُ َخ ْيػ ٌر للَّذ َ‬ ‫ب َول َْه ٌو َولَلد ُ‬ ‫مقصورة على اللعب واللهو‪ ،‬ومن مث فبل غناء فيها‪ ،‬وال جدو وراءىا؛ ألف متعها إىل زواؿ‪ ،‬وبقاءىا من‬ ‫ا﵀اؿ‪ ،‬وخَت منها العمل لآلخرة‪ .‬فاآلية بتلك الصياغة تستل خيوط االستمساؾ باحلياة الدنيا من نفوس‬ ‫ادلتقُت‪ ،‬وتبعث الشك والقلق واحلَتة يف نفوس الكافرين‪ ،‬فَتجعوف إىل نفوسهم من جديد يستوحوهنا‬ ‫‪03‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫الغاية األكيدة‪ ،‬ويتطلعوف إىل ما ينفعهم ومن مث آمن كثَت من ادلعاندين‪ ،‬وعلى رأسهم عمر بن اخلطاب‪،‬‬ ‫حيث جذهبم بريق القوؿ‪ ،‬ودقيق الًتاكيب يف القرآف فلم ؽللكوا إال اإلؽلاف‪ ،‬وبعد أف ازدادوا قرباً من‬ ‫اآليات ازدادوا التصاقا بالعقيدة السليمة‪ ،‬وذابوا يف معُت احلق اخلالص‪ .1‬فاحلياة الدنيا لعب وذلو للكفار‬

‫ادلشركُت الذين عموا عن نور احلق واليقُت‪ ،‬ومل يؤمنوا باحلياة اآلخرة‪ ،‬فمتاعهم إىل حُت‪ّ ،‬أما الذين أسلموا‬

‫وجوىهم ﵁ رب العادلُت‪ ،‬حنفاء لو سللصُت‪ ،‬فإف احلياة الدنيا ذلي أمر جاد ذلم‪ ،‬يبتغوف فيها فضل ا﵁‬

‫وإحسانو‪ ،‬ويؤدوف ما يؤمروف‪.‬‬ ‫الذكر والحذؼ‪.‬‬ ‫ال تٌذكر كلمة يف القرآف الكرمي إال إذا اقتضاىا السياؽ‪َ ،‬وتطَلبها النظم‪ ،‬وال ربذؼ كلمة يف‬

‫القرآف إال وحذفها أبلغ وأنسب‪ ،‬وأكثر ترابطاً يف األسلوب‪ ،‬وأحكم للصياغة الفنية ادلعجزة؛ ألف نظم‬ ‫القرآف أرفع أظلاط الكبلـ‪ ،‬ومن مث فبل حشو‪ ،‬وال تطويل يفسد بو ادلعٌت‪ ،‬ويًتتب عليو ادللل‪ ،‬وال اختصار‬ ‫تستغلق بو األفكار‪ ،‬ويعسر معو الفهم‪ ،‬بل لكل مقاـ مقاؿ‪ ،‬ولكل موقف ظلط عجيب مػن النظم‪ ،‬حبيث‬ ‫تتداعػى األلفاظ تداعيا طبيعيا حسبما تتطلبو ادلعاين‪ ،‬وتقتضيو األفكار‪ .‬بل تنحدر يف سهولة ويسر حىت‬ ‫تتماسك يف مواضعها اليت ُىيّئت ذلا‪ .‬فللزكر يف الصياغة القرآنية رلالو ‪ ،‬وللحذؼ رلالو ىو اآلخر‪ ،‬ووراء‬

‫كل منهما من ادلعاين اإلضافية ما يؤكد فكرة النظم القرآين‪ ،‬الذي يتعلق دبناط اإلعجاز‪ ،‬فانظر إف شئت‬

‫الص َم ُد‪( ‬اإلخبلص‪،‬آية‪ .) 2 ،1 :‬شلا ذكر فيو ادلسند إليو أو ادلبتدأ‪،‬‬ ‫َح ٌد‪،‬اللَّوُ َّ‬ ‫قولو تعاىل‪:‬قُ ْل ُى َو اللَّوُ أ َ‬ ‫فإنك تر أف اسم اجلبللة قد ذكر يف اجلملة الثانية‪ ،‬ليستقر يف النفس مرتبطاً خبربه‪ ،‬وليفيد بتعريفو‬ ‫وتعريف اخلرب بأنو سلصوص بأف يقصده الناس يف حوائجهم‪ ،‬ويتطلعوا إليو يف ملماهتم ونوازذلم‪ ،‬كما أف‬ ‫إعادة ادلسند إليو باللفظ الصريح دوف الضمَت يشعر بثبوت اخلرب يف النفس‪ ،‬وسبكنو من رلامع اإلنساف‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك التناسق ادلوسيقي الذي يتضح يف ذكر لفظ اجلبللة‪ ،‬والذي ؼلتل‪ ،‬لو استعضنا عنو‬ ‫بالضمَت‪.‬‬ ‫‪ 1‬فكرة النظم بُت وجوه اإلعجاز يف القرآف الكرمي‪،‬الدكتور فتحي عامر‪، ،‬طبعة اجمللس األعلى للشئوف اإلسبلميّة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬ ‫ص ‪ ،182‬عاـ ‪1975‬ـ‪.‬‬

‫‪04‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫وح ِم ْن أ َْم ِر َربّْي َوَما أُوتِيتُ ْم ِم ْن الْعِل ِْم إَِّال‬ ‫الر ِ‬ ‫وح قُ ْل ُّ‬ ‫ك َع ْن ُّ‬ ‫وجل‪َ  :‬ويَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫ومنو قولو ّ‬ ‫الر ُ‬ ‫عز ّ‬ ‫قَلِيل‪( ‬اإلسراء‪ ،‬آية‪ . )85 :‬مل يقل قل (ىي) من أمر ريب‪ ،‬ولو قاؿ ذلك الختل النسق‪ ،‬ولكنو أعاد لفظ‬ ‫الروح صرػلاً بعد فعل القوؿ‪ ،‬لَتتبط ادلبتدأ خبربه‪ ،‬ولتستقل اجلملة‪ ،‬وىي يف معرض الرد على الذين كانوا‬ ‫جل وعبل‪،‬‬ ‫يكثروف من السؤاؿ عن الروح‪ ،‬ويشغلوف أنفسهم بالبحث فيما وراء الطبيعة‪ ،‬شلا اختص بو ا﵁ ّ‬

‫فاجلملة حينئذ باػلائها تفيد بأف الروح بالذات من األسرار ادلستغلقة على البشر‪ ،‬فعليهم أف يرػلوا‬ ‫أنفسهم من عناء البحث عنها‪ ،‬ويتوجهوا هبممهم إىل ما تدركو طاقتهم البشرية‪.‬‬

‫وما جدو البحث يف الروح وقد كلّت عن الوصوؿ إليها أفهاـ الفبلسفة‪ ،‬وعقوؿ ادلفكرين؟!‬ ‫ْك‬ ‫فالذكر ىنا خَت من احلذؼ؛ ألف احلذؼ معو ؼلتل األسلوب واالتفاؽ‪ ،‬ومنو قولو تعاىل‪َ  :‬وَما تِل َ‬ ‫ك يا موسى‪،‬قَ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اؿ‬ ‫ب أُ ْخ َرى‪،‬قَ َ‬ ‫اي أَتَػ َوَّكأُ عَلَْيػ َها َوأ َُى ُّ‬ ‫اؿ ى َي َع َ‬ ‫ش بِ َها َعلَى غَنَمي َول َي ف َيها َمآ ِر ُ‬ ‫بِيَمين َ َ ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اؿ ُخ ْذ َىا وَال تَ َخ ْ ِ‬ ‫يرتَػ َها ْاْلُولَى‪ ( ‬طو‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫اىا فَِإ َذا ِى َي َحيَّةٌ تَ ْس َعى‪،‬قَ َ‬ ‫وسى‪،‬فَأَلْ َق َ‬ ‫أَلْق َها يَا ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ف َسنُعي ُد َىا س َ‬ ‫‪.)21 ،17‬‬ ‫يذىب الببلغيوف إىل أ ّف ذكر ادلسند إليو ىنا رغبة يف إطالة الكبلـ‪ ،‬وتلذذا بتلك اإلطالػة‪ ،‬ومػما‬ ‫جعل موسى يتحدث دبا مل يسأؿ عنو فقاؿ‪ (:‬أتوكا عليها…اخل‪ .‬وىذا يف رأي سبب غَت مقنع‪ .‬فا﵁‬ ‫سبح انو وتعاىل يسأؿ سيدنا موسى عن شيء يعلمو بعلمو ال ػلتاج إىل السؤاؿ عنو‪ ،‬ألف األمر سيكوف‬ ‫فيما بعد موضع ادلعجزة‪ ،‬حيث تنقلب العصا إىل حيّة تسعى‪ ،‬فتتحوؿ من أصلها كعصا إىل شيء خارج‬

‫عن تكوينها دبشيئة ا﵁ سبحانو وتعاىل‪ .‬والتأكيد يف خطاب سيدنا موسى واضح‪ ،‬أف ىذه عصا وليست‬

‫شيئاً سحريّاً‪ ،‬فصيغة التمليك واضحة يف قولو‪( :‬ىي عصاي)‪ ،‬مث ذكر ادلهاـ اليت تقوـ هبا‪ ،‬يعٍت تأكيداً‬ ‫آخر من نوعو‪ ،‬أهنا عصا عادية‪ ،‬مث يطلب ا﵁ سبحانو وتعاىل منو أف يلقها على األرض‪ ،‬حىت ال يفزع‬ ‫سيدنا موسى من العصا وىي تتحوؿ بُت يديو إىل حيّة‪ ،‬فادلشهد مفزع‪ ،‬ػلتاج إىل ثبات واطمئناف‪،‬‬ ‫فيخاطبو ربّو ُمطَمئناً إياه (سنعيدىا سَتهتا األوىل)‪ .‬إذف فاألمر ليس رلرد إطالة وتلذذ‪ ،‬فالقرآف الكرمي‬ ‫كتاب دقيق يف خطابو األسلويب وادلعريف‪.‬‬ ‫وانظر بعد ذلك إىل صباؿ النسق‪( :‬قاؿ ىي عصاي) ومل يقل‪ :‬ما بيميٍت عصاي‪ .‬وال شك أف‬ ‫اآلية أبلغ‪ ،‬وأمت يف حبلوة اإلغلاز‪ .‬فهي منسجمة مع النسق قبلها وبعدىا‪ ،‬وذكر موسى صرػلا يف تلك‬ ‫‪05‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫اآليات مرتُت؛ ألف ادلقاـ مقاـ ذعر وىلع‪ ،‬فهو زلتاج إىل أف يطمئنو ربو بندائو بامسو الصريح الذي يشعره‬ ‫بأنو معو ومل يتنازؿ عنو‪ ،‬ومل يًتكو هنبا للموقف العصيب الذي ربولت فيو العصا حيّة تلقف ما يأفكوف‪.‬‬

‫يقوؿ اإلماـ الزسلشري يف الكشاؼ‪":‬دلا رأ ذلك األمر العجيب اذلائل‪ ،‬ملكو من الفزع والنفار‬

‫ما ؽللك البشر عند األىواؿ وادلخاوؼ‪ .‬وعن ابن عباس‪ :‬انقلبت "ثعباف" ذكرا يبتلع الصخر والشجر‪،‬‬ ‫فلما رآه يبتلع كل شئ خاؼ ونفر‪ ،‬فقاؿ لو ربو‪" :‬خذىا وال زبف‪،‬سنعيدىا سَتهتا األوىل"‪ ،‬فهي‬ ‫أنشئت أوؿ ما أنشئت عصا‪ ،‬مث ذىبت وبطلت بالقلب حيّة‪ ،‬فسنعيدىا سائرة سَتهتا األوىل حيث كنت‬ ‫تتوكأ عليها‪ ،‬ولك فيها ادلآرب اليت عرفتها"‪.1‬‬

‫جل وعبل كاف يع ّد موسى للذىاب إىل فرعوف‪ ،‬وىو َمن ىو يف‬ ‫وبتأمل قليل نبلحظ أف ا﵁ ّ‬ ‫التسلط واجلربوت والظلم‪ ،‬وموسى مل يتمرس بعد دبعجزاتو من العصا‪ ،‬وضم يده إىل جناحو زبرج بيضاء‬ ‫من غَت سوء أية أخر ‪ .‬فكرر ذكػر امسو يف ثبلثة األرباع األوىل مػن سورة طو ست عشرة مرة وىي اليت‬ ‫تنتهي عندىا قصتو مع فرعوف مصر‪ ،‬فكاف الب ّد مػن الذكر حػىت تزوؿ آثار اخلوؼ‪ ،‬وتكسوه مسات‬ ‫االطمئناف‪ ،‬ويقدـ إىل فرعوف الطاغية‪.2‬‬ ‫ومن الصور الببلغية الرائعة اليت ذكرىا اإلماـ عبد القاىر اجلرجاين‪ ،‬وقد تضمنت كثَتاً من دالالت‬ ‫األسلوب اإلعجازي يف القرآف‪ ،‬وببلغتو‪ ،‬قوؿ ا﵁ تعاىل‪َ  :‬ول ََّما َوَر َد َماءَ َم ْديَ َن َو َج َد َعلَْي ِو أ َُّمةً ِم ْن النَّا ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود ِ‬ ‫الر َعاءُ َوأَبُونَا‬ ‫اف قَ َ‬ ‫ص ِد َر ّْ‬ ‫يَ ْس ُقو َف َوَو َج َد م ْن ُدونِ ِه ْم ْام َرأتَػ ْي ِن تَ ُذ َ‬ ‫اؿ َما َخطْبُ ُك َما قَالَتَا َال نَ ْسقي َحتَّى يُ ْ‬ ‫ْت إِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‪(‬القصص‪،‬آية‪:‬‬ ‫س َقى ل َُه َما ثُ َّم تَػ َولَّى إِلَى الظّْ ّْل فَػ َق َ‬ ‫اؿ َر ّْ‬ ‫َنزل َ َّ‬ ‫ب إِنّْي ل َما أ َ‬ ‫َي م ْن َخ ْي ٍر فَق ٌ‬ ‫َش ْي ٌخ َكب ٌير‪،‬فَ َ‬ ‫‪.)26-23‬‬ ‫يف ىذه اآليات "حذؼ ادلفعوؿ بو يف أربعة مواضع‪ ،‬إذ ادلعٌت‪ :‬وجد عليػو أمػة مػن الناس يسقوف‬ ‫أغنامهػم أو مواشيهػم‪ ،‬وامػرأتُت تذوداف غنمهما‪،‬وقالتا ال نسقي غنمنا‪ ،‬فسقى ذلما غنمهما‪ .‬مث إنو ال‬ ‫ؼلفى على ذي بصر أنو ليس يف ذلك كلو إال أف يًتؾ ذكره‪ ،‬ويؤيت بالفعل مطلقاً‪ ،‬وما ذاؾ إال أف الغرض‬ ‫يف أف يعلم أنو كاف من الناس يف تلك احلاؿ سقي‪ ،‬ومن ادلرأتُت ذود‪ ،‬وأهنما قالتا ال يكوف منّا سقي حىت‬ ‫‪ 1‬الكشاؼ‪،‬الزسلشري‪. 431 /2 ،‬‬ ‫‪ 2‬فكرة النظم بُت وجوه اإلعجاز‪ ،‬د‪ .‬فتحي‪ ،‬ص ‪.189-188‬‬

‫‪06‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫يصدر الرعاء‪ ،‬وأنو كاف من موسى عليو السبلـ من بعد سقي‪ ،‬فأما ما كاف من ادلسقي‪ ،‬أغنما أـ إببل أـ‬ ‫غَت ذلك؟ فخارج عن الغرض‪،‬وموىم خبلفة ذاؾ أنو لو قيل‪ :‬وجد من دوهنم امرأتُت تذوداف غنمهما‬ ‫جاز أف يكوف مل ينكر الذود من حيث ىو ذود‪ ،‬بل من حيث ىو ذود غنم حىت لو كاف مكاف الغنم إبل‬ ‫مل ينكر الذود‪ .‬فأنت ال ذبد حلذؼ ادلفعوؿ يف ىذا النحو من الروعة واحلسن ما ذبد ألف يف حذفو وترؾ‬ ‫ذكره فائدة جليلة‪ .‬وأف الغرض ال يصح إال على تركو"‪. 1‬‬ ‫فالسقي من الناس‪،‬والذود من ادلرأتُت وقوذلما‪ :‬ال يكوف منا سقى‪،‬وسقى موسى ذلما‪ ،‬يوحي لنا‬ ‫باألفكار التالية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬بالزحاـ الشديد على موارد ادلاء‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬على احلياء والضعف‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬على االحتشاـ والًتيث واألناة حىت ربُت الفرصة ادلناسبة‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬على الشهامة وادلروءة ونبل النفس‪.‬‬ ‫ولن تكوف ىذه الدالالت إال إذا قصد حبذؼ ادلفعوؿ إثبات الفعل يف ذاتو وفيما يستتبعو‪ .‬إف‬ ‫القرآف كبلـ ا﵁ وحي السماء وببلغتو على األرض‪ ،‬فاستعمالو للعبارات يف غاية من الدقّة‪ .‬فاإلعراب فرع‬ ‫وتصح اجلملة بتماـ ادلعٌت‪ ،‬فاألفعاؿ‪-‬كما نر ‪ -‬متعدية وليست الزمة الفاعل‪ ،‬ولكن بالرغم من‬ ‫ادلعٌت‬ ‫ّ‬ ‫يعرب عن ىذه الدالالت اخلفيّة اليت تكمن من وراء األسلوب‬ ‫ذلك حذؼ ادلفعوؿ بو؛ ألف ذكره ال ّ‬ ‫القرآين‪ ،‬وال ذبعل القارئ يفكر يف ذلك الكم اذلائل من الصور الشاخصة‪ ،‬والصفات ادلعنوية وادلعاين‬ ‫الثواين وراء ىذا التعبَت القرآين‪.‬‬ ‫فقد "جاء حذؼ ادلفعوؿ يف اآلية األوىل (يسقوف) تركيزا على الفاعل‪ ،‬تلك األمة من الناس‪،‬‬ ‫إشعارا بالزحاـ الشديد‪ ،‬إذا قرنا ىذا دبا ذكر يف اآلية من كلمات توحي بذلك مثل‪" :‬أمة من الناس"‪ّ .‬أما‬

‫عن دالليت احلياء والضعف‪ -‬يف ادلوضع الثاين‪ -‬فهما يستوحياف من إضافة الذود للمرأتُت عن أغنامهما‪،‬‬ ‫والتفكر يف ذلك بعمق‪ ،‬فادلرأة ليست كالرجل قوة ومتانة وجرأة‪ ،‬فا﵁ خلقها لتكوف ىكذا‪ ،‬و﵁ يف خلقو‬

‫‪ 1‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬عبد القاىر اجلرجاين‪ ،‬ص‪.117-116‬‬

‫‪07‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫شؤوف‪ ،‬إذاً فالذود جاء من قبل ادلرأتُت‪ّ .‬أما عن دالالت احلذؼ يف ادلوضع الثالث الداؿ على االحتشاـ‬

‫والًتيث واألناة‪ ،‬يف قوذلما‪( :‬ال نسقي) فيكمن يف التعليل الواضح البلئي جئن بو‪ ،‬وىو عدـ التسرع يف‬

‫السقي لوجود الرعاء‪ ،‬مث االعتذار عن وجودعلا حبجة أف والدعلا شيخ كبَت ال يستطيع احلركة‪ ،‬وىذا عذر‬ ‫مقبوؿ‪ ،‬وبرىاف واضح على طهرعلا واحتشامهما‪ّ .‬أما يف ادلوضع األخَت والذي يدؿ على الشهامة وادلروءة‬

‫أجػر يُدفػَع‪ ،‬وجاءت كلمة (مثّ) لتدؿ على الوقت الذي‬ ‫ونبل النفس فهو يتجسد يف القياـ بالسقي دوف َ‬

‫أنفقو سيدنا موسى يف ىذه ادلهمة الشاقة‪ ،‬ومن مثّ الذىاب إىل الظل مباشرة دوف أسئلة قد تدخل احلرج‬ ‫إىل قلب ادلرأتُت"‪. 1‬‬

‫وىكذا نر أ ّف األساليب الببلغية كثَتة ال ُربصى‪ ،‬ولكن ىذا البحث اعتمد على قلّة من كثرة؛‬ ‫ألف اذلدؼ منو ىو ليس حصر ىذه األساليب‪ ،‬بل االطّبلع على فائدهتا‪ ،‬وكيفية التعامل معها‪.‬‬ ‫الفاصلة والسجع والتوازف‪.‬‬ ‫ذكر الدكتور زكي مبارؾ يف أف السجع‪ ،‬عندما ؼلاطب الوجداف والقلب يف القرآف يسلك طريقة‬ ‫العرب يف العصر اجلاىلي‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬وال ينكر متعنت أف القرآف وضع للصلوات والدعوات ومواقف الثناء‬ ‫واخلوؼ والرجاء سورا مسجوعة سباثل ما كاف يرتلو ادلتدينوف من النصار واليهود والوثنيُت‪ ،‬وال ننسى أف‬ ‫الوثنية كانت دينا يؤمن بو أىلو يف طاعة اخلشوع‪ ،‬وكانت ذلم طقوس يف ىياكلهم‪ ،‬وكانت تلك الطقوس‬ ‫تُؤد على ضلو قريب شلا كاف يفعلو أىل الكتاب من النصار واليهود‪ ،‬والقرآف وضع ألىلو صلوات‬ ‫وترنيمات تقرب يف صيغتها الفنيّة شلا كاف ألىل الكتاب من صلوات وترنيمات‪ ،‬الفرؽ بُت ادللتُت يرجع‬ ‫"إىل ادلعاين‪ ،‬ويكاد ينعدـ فيما يتعلق بالصور واألشكاؿ‪ ،‬ولو دخلت كنيسة يف باريس‪ ،‬ورأيت كيف تتلى‬

‫الدعوات بعد الصبلة‪ ،‬لتذكرت الصورة يف مساجد القاىرة‪ ،‬ذلك بأف الديانات الثبلث؛ اإلسبلـ‬ ‫والنصرانية واليهودية ترجع إىل مهد واحد وىو اجلزيرة العربية‪ .‬فاللوف الديٍت واحد‪ ،‬وصورة األداء تكاد‬ ‫غَت مناىج الناس يف يوـ وليلة‪ ،‬وتذكر أنو مل يشأ إال أف يصلح من‬ ‫تكوف واحدة‪ ،‬فبل ربسب أف القرآف ّ‬ ‫‪ 1‬وجوه اإلعجاز يف اخلطاب األسلويب وادلعريف للقرآف الكرمي‪ ،‬د‪ .‬نصرالدين إبراىيم أضبد‪ ، ،‬مركز البحوث‪ ،‬احلامعة‬ ‫اإلسبلميّة العادليّة ‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عاـ ‪2005‬ـ‪ .‬ص‪122-121‬‬

‫‪08‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫عقائد من دعاىم إىل ا﵁‪ ،‬وأف يروضهم على فكرة واحدة ىي التوحيد‪ .‬ومعٌت ىذا أف القرآف يسجع‪ ،‬ألف‬ ‫السجع كاف فنا من فنوف القوؿ والدعاء عند اجلاىلية‪ ،‬والصلوات بطبيعتها ربتاج إىل لوف من الفن يتمثل‬ ‫يف السجع‪ ،‬ألف فيو استجابة للموسيقى الوجدانية يف قلوب ادلتبتلُت"‪.1‬‬ ‫شيئا كائناً يف الديانات السماوية اليت ىبطت يف اجلزيرة‬ ‫إذف السجع أو الفاصلة أو التوازف كاف ً‬ ‫العربية‪ ،‬ولذا استقبلها العرب بارتياح وطمأنينة‪ ،‬حيث اخًتقت حاجز احلس والوجداف لديهم‪ ،‬فتعاملوا‬ ‫معها كما يتعاملوف مع شيء مألوؼ لديهم‪ ،‬ولكن بالطبع‪ ،‬طريقة السجع يف القرآف الكرمي وأدائو‪ ،‬ؼلتلف‬ ‫عما عند ىؤالء‪ ،‬وذلك الختبلؼ نوعيّة اخلطاب األسلويب‪ ،‬وادلعريف للقرآف الكرمي‪ ،‬فطريقة التوظيف‬ ‫ّ‬ ‫زبتلف‪ ،‬وىذا ما سبيّز بو القرآف الكرمي عن غَته من ديانات مساوية‪.‬‬

‫ونضرب بعض األمثلة على كثرة السجع يف القرآف‪ ،‬وأنو يأيت عفو اخلاطر‪ ،‬وليس على حساب‬

‫ادلعٌت؛ ألف ادلعٌت أصل يف القرآف‪ ،‬والسجع شكل من أشكاؿ التعبَت يؤدي إىل ادلعٌت ادلقصود‪ ،‬ومن ذلك‬

‫ات ل َ​َه ٍ‬ ‫ت يَ َدا أَبِي ل َ​َه ٍ‬ ‫ب َوتَ َّ‬ ‫قولو تعاىل‪ :‬تَػبَّ ْ‬ ‫صلَى نَ ًارا ذَ َ‬ ‫‪،‬و ْام َرأَتُوُ‬ ‫‪،‬سيَ ْ‬ ‫بَ‬ ‫ب َ‬ ‫بَ‬ ‫سَ‬ ‫‪،‬ما أَ ْغنَى َع ْنوُ َمالُوُ َوَما َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ح َّمالَةَ الْحطَ ِ ِ ِ ِ‬ ‫س ٍد‪( ‬ادلسد‪،‬آية‪.)5 -1:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪،‬في جيد َىا َح ْب ٌل م ْن َم َ‬

‫فتبّت دبعٌت ىلكت‪ ،‬وىذا دعاء عليو‪ .‬واليد تعٍت النفس‪ ،‬مثل قوؿ ا﵁ سبحانو وتعاىل‪َ  :‬والَ‬ ‫َّهلُ َك ِة ‪ ‬وبعده إخبار هببلكو‪ .‬وليست كلمة (وتب)‪ ،‬زيادة اقتضتها الفاصلة‪ ،‬كما‬ ‫تُػ ْل ُقواْ بِأَيْ ِدي ُك ْم إِلَى التػ ْ‬ ‫يذىب البعض‪ ،‬فالقرآف ال ذبد زيادة فيو أو حشواً‪ ،‬ألنو كبلـ ا﵁ سبحانو وتعاىل‪ ،‬القادر ادلصور البارع‪،‬‬ ‫فهذه اليد اليت تعرضت لسيد ادلرسلُت غلب أف تعاقب أوالً على فعلتها اآلشبة‪ ،‬حىت ال يلتفت النظر إىل‬ ‫معاقبة اليد فقط جاءت كلمة "وتب" للخروج من اخلاص إىل العاـ‪ ،‬إذ ليس ادلقصود ىنا ىبلؾ اليد فقط‬

‫بل ؽلتد ذلك إىل النفس كلها دلا أرتكبتو من آثاـ‪ .‬إذاً كلمة "وتب" ليست لتناسق العبارة من اجلانب‬ ‫ادلوسيقي‪ ،‬بل فيها ٍ‬ ‫معاف إضافيّة‪ .‬وكذلك كلمة "وما كسب"‪ ،‬ادلاؿ عصب احلياة‪ ،‬ولكن ليس وحده‪ ،‬فأبو‬ ‫ذلب ؽلتلك العبيد‪ ،‬وادلكانة بُت قومو‪ ،‬والسيادة‪ ،‬واجلنود‪ ،‬والولد‪...‬اخل‪ .‬ولذا جاءت ىذه الكلمة لتظهر‬ ‫‪ 1‬النثر الفٍت يف القرف الرابع‪،‬زكي مبارؾ ‪،65 / 1‬الطبعة األوىل‪،‬مطبعة دار الكتب ادلصرية‪،‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫ىذه الدالالت اخلفية‪ ،‬فاألمر ال يتعلق بادلاؿ وحده إذاً‪ّ .‬أما كلمة "ذات ذلب"‪ ،‬فهي كلمة ليست زيادة‬ ‫أو حشواً‪ ،‬وذلك ألف النار اخلامدة ال ربرؽ‪ ،‬إال إذا ارتفع ذلبها وتطاير شرارىا‪.‬‬

‫ومن ىنا نعلم‪ ،‬أ ّف اللفظ وادلعٌت يف القرآف الكرمي يتكمبلف‪ ،‬فبل يطغى أحدعلا على اآلخر‪ ،‬ألف‬

‫ك‬ ‫َّع َ‬ ‫ى‪،‬ما َود َ‬ ‫ى‪،‬واللَّْي ِل إِذَا َس َج َ‬ ‫القرآف كبلـ ا﵁ اخلالق البارئ ادلصور‪.‬ومن أمثلة ذلك قولو‪َ  :‬والض َ‬ ‫ُّح َ‬ ‫ك وما قَػلَى‪،‬ول َْْل ِخرةُ َخيػر ل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى‪،‬أَل ِ‬ ‫يما‬ ‫َس ْو َ‬ ‫يك َربُّ َ‬ ‫ؼ يُػ ْع ِط َ‬ ‫َربُّ َ َ َ‬ ‫ك فَػتَػ ْر َ ْ‬ ‫َ َ ٌْ‬ ‫َم يَج ْد َؾ يَت ً‬ ‫َك م ْن ْاْلُول َ‬ ‫َى‪،‬ول َ‬ ‫ض ِّاال فَػه َدى‪،‬ووج َد َؾ َعائًَِل فَأَ ْغنَى‪،‬فَأ ََّما الْيتِيم فَ َ​َل تَػ ْقهر‪،‬وأ ََّما َّ ِ‬ ‫‪،‬وأ ََّما‬ ‫ى‪،‬وَو َج َد َؾ َ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫السائ َل فَ َ​َل تَػ ْنػ َه ْر َ‬ ‫َْ َ‬ ‫آو َ‬ ‫فَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّْث ‪( ‬الضحى‪،‬آية‪.)11 – 1 :‬‬ ‫ك فَ َحد ْ‬ ‫بِنِ ْع َم ِة َربّْ َ‬ ‫وىنا تبلحظ تراص الفواصل مع بعضها يف انسجاـ وتناسق ال ؼلل بادلعاين‪ ،‬بل ؽلنحها نوعاً من‬ ‫لتعرب عن‬ ‫آو ‪ ،‬فَػ َه َد ‪ ،‬فَأَغ ٌَت)‪ ،‬تبلحظ أهنا جاءت ّ‬ ‫اإلبداع األسلويب‪ ،‬واألسلوب ادلبدع‪ .‬فالكلمات (فَ َ‬ ‫ادلعاين اليت طرحتها اآليات القرآنية دوف ما زيادة أو نقصاف‪ ،‬كما تبلحظ استخداـ حرؼ العطف (الفاء)‬ ‫الذي يفيد التعقيب‪ ،‬فادلعاين جاءت مرتبة ترتيباً تصاعدياً على حسب ما تقتضيو احلاجة فلكل مقاـ‬ ‫مقاؿ‪ ،‬فاحلالة اليت كاف عليها الرسوؿ (‪ ،)‬كانت تتطلب مراعاة مقتضى احلاؿ‪ .‬وإذا نظرت إىل كلمة "‬ ‫تقهر" اليت أُضيفت لليتيم‪ ،‬وكلمة "تنهر" اليت أُضيفت للسائل‪ ،‬ألدركت عظمة القرآف يف التصوير والتعبَت‪.‬‬ ‫فقد أسندت كلمة "تقهر" لليتيم؛ ألف ادلاؿ مالو‪ّ ،‬أما كلمة "تنهر" للسائل؛ ألنو يسأؿ من ماؿ غَته‪ ،‬وال‬ ‫تغَت‪ ،‬أو تأيت بكلمات غَت ذلك‪ ،‬ألف ادلقاـ ال يتسع إال ذلذا‪.‬‬ ‫ؽلكنك بأية حاؿ أف تبدؿ أو ّ‬

‫الش ْم ِ‬ ‫ومن ذلك قولو‪َ  :‬و َّ‬ ‫اىا‪،‬‬ ‫ا‪،‬واللَّْي ِل إِذَا يَػغْ َ‬ ‫س َو ُ‬ ‫شَ‬ ‫ض َح َ‬ ‫ا‪،‬والنػ َ‬ ‫َّها ِر إِذَا َج ََّل َى َ‬ ‫ا‪،‬والْ َق َم ِر إِذَا تَ َ​َل َى َ‬ ‫اى َ‬ ‫و َّ ِ‬ ‫ا‪،‬ونَػ ْف ٍ‬ ‫ا‪،‬و ْاْل َْر ِ‬ ‫ورَىا َوتَػ ْق َو َاىا‪،‬قَ ْد أَفْػلَ َح َم ْن‬ ‫ض َوَما طَ َح َ‬ ‫الس َماء َوَما بَػنَ َ‬ ‫س َوَما َس َّو َاىا‪،‬فَأَل َْه َم َها فُ ُج َ‬ ‫اى َ‬ ‫اى َ‬ ‫َ‬ ‫ك بِع ٍ‬ ‫اد‪،‬إِ َرَـ‬ ‫َم تَػ َر َك ْي َ‬ ‫اب َم ْن َد َّس َ‬ ‫َزَّك َ‬ ‫ف فَػ َع َل َربُّ َ َ‬ ‫ا‪،‬وقَ ْد َخ َ‬ ‫اىا‪( ‬الشمس ‪ ،‬آية‪.. )- 1 :‬وكذلك قولو‪  :‬أَل ْ‬ ‫اى َ‬ ‫ِ‬ ‫ود الَّ ِذين جابوا َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ َِّ‬ ‫ي‪،‬وفِ ْر َع ْو َف ِذي‬ ‫‪،‬وثَ ُم َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ذَات الْع َماد‪،‬التي ل ْ‬ ‫الص ْخ َر بال َْواد َ‬ ‫َم يُ ْخلَ ْق مثْػلُ َها في الْب َ​َلد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ط َع َذ ٍ‬ ‫ك‬ ‫ك َس ْو َ‬ ‫ص َّ‬ ‫اب‪،‬إِ َّف َربَّ َ‬ ‫ب َعلَْي ِه ْم َربُّ َ‬ ‫سَ‬ ‫اد‪،‬فَ َ‬ ‫ْاْل َْوتَاد‪،‬الذ َ‬ ‫ين طَغَ ْوا في الْب َ​َلد‪،‬فَأَ ْكثَػ ُروا ف َيها الْ َف َ‬ ‫لَبِال ِْمرص ِ‬ ‫اد‪( ‬الفجر‪ ،‬آية‪.)14 – 6 :‬‬ ‫ْ َ‬

‫‪10‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫ولؤلستاذ أضبد حسن الزيات رأي يف ذلك‪ ،‬يقوؿ‪" :‬رأيت معي أ ّف تقطيع ادلنثور من الكبلـ صببلً‬ ‫أو فقراً أو فواصل عمل ببلغي تقضيو حالة النفس وحركة الذىن‪ ،‬وطبيعة التنفس‪ ،‬وىذا التقطيع وإف نشأ‬ ‫يف اللغة على مقتضى الطبع لو فلسفة وىندسة وموسيقى‪ ،‬ىن عناوين علم الببلغة وبراىُت فن البليغ‪.‬‬ ‫فاذلندسة وادلوسيقى‪ ،‬مبلكهما التبلؤـ بُت أجزاء الفقر وفواصلها‪ ،‬فإف كانت الفواصل متعادلة فهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اى َما‬ ‫‪،‬و َى َديْػنَ ُ‬ ‫التوازف‪ ،‬وإف كانت متماثلة فهو السجع‪ ،‬مثاؿ األوؿ‪َ  :‬وآتَػ ْيػنَ ُ‬ ‫اى َما الْكتَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫اب ال ُْم ْستَب َ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪( ‬الصافات‪ ،‬آية‪ .)118 ، 117 :‬ومثاؿ اآلخر‪ :‬إِ َّف ْاْلَبْػ َر َار ل َِفي نَِع ٍ‬ ‫‪،‬وإِ َّف الْ ُف َّج َار‬ ‫الص َرا َ‬ ‫ّْ‬ ‫يم َ‬ ‫ط ال ُْم ْستَق َ‬ ‫ل َِفي َج ِح ٍ‬ ‫صلَ ْونَػ َها يَػ ْو َـ الدّْي ِن‪( ‬االنفطار‪ ،‬آية‪.)14 ، 13 :‬‬ ‫يم‪،‬يَ ْ‬ ‫فبُت ادلستبُت وادلستقيم تعادؿ‪ ،‬وبُت نعيم وجحيم سباثل‪ .‬إذف االزدواج على إطبلقو‪ ،‬والسجع‬ ‫على تقييده يؤلفاف ادلوسيقى يف األسلوب البليغ‪ ،‬منذ كاف للعرب ذوؽ‪ ،‬وللعربية أدب‪ ،‬فليس احلاؿ فيهما‬ ‫ىي احلاؿ يف سائر األنواع البديعية اليت نشأت يف احلضارة وظلت بالًتؼ‪ ،‬ومسجت بالفضوؿ وفسدت‬ ‫بالتكلف‪.‬فالذين ينكروف على من ػلسنوف التأليف بُت األصوات وادلزاوجة بُت الكلمات واجملانسة بُت‬ ‫الفواصل إظلا ينكروف صباؿ الببلغة يف دىر العروبة كلو"‪.1‬‬ ‫فالفكرة والذوؽ يعيناف صاحبهما على بلوغ ىذه ادلنزلة‪ ،‬أخرج ابن أيب حامت من طريق الشعيب‬ ‫عن زيد بن ثابت‪،‬قاؿ‪ :‬أملى علي رسوؿ ا﵁ (‪ )‬ىذه اآلية‪َ  :‬ولَ َق ْد َخلَ ْقنَا ِْ‬ ‫نسا َف ِم ْن ُس َ​َللَ ٍة ِم ْن‬ ‫اْل َ‬ ‫ضغَةَ‬ ‫ضغَةً فَ َخلَ ْقنَا ال ُْم ْ‬ ‫ِطي ٍن‪،‬ثُ َّم َج َعلْنَاهُ نُطْ َفةً فِي قَػ َرا ٍر َم ِكي ٍن‪،‬ثُ َّم َخلَ ْقنَا النُّطْ َفةَ َعلَ َقةً فَ َخلَ ْقنَا ال َْعلَ َقةَ ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخ َر‪( ‬ادلؤمنوف‪،‬آية‪ )14 – 12 :‬فقػاؿ معػاذ بن جبػل‪:‬‬ ‫َح ًما ثُ َّػم أَن َ‬ ‫شأْنَاهُ َخلْ ًقا َ‬ ‫اـ ل ْ‬ ‫س ْونَا الْعظَ َ‬ ‫عظَ ًاما فَ َك َ‬ ‫"فتبػارؾ ا﵁ أحسن اخلالقػُت"‪ .‬فضحك رسوؿ ا﵁ (‪ ، )‬فقاؿ معاذ‪:‬مم ضحكت يا رسوؿ ا﵁؟ قاؿ‪:‬هبا‬ ‫ختمت "‪.2‬‬ ‫وىذه الظاىرة ادلوسيقية من مكونات التعبَت يف األسلوب القرآين حيث "تستمد العبارة داللتها‪-‬‬ ‫يف العمل األديب‪ -‬من مفردات الداللة اللغوية لؤللفاظ‪ ،‬ومن الداللة ادلعنوية الناشئة عن اجتماع األلفاظ‬ ‫‪ 1‬دفاع عن الببلغة‪ ،‬أضبد حسن الزيات‪،‬ص ‪ ، 114‬مطبعة الرسالة ‪ ،‬القاىر‪،‬د‪.‬ت ‪.‬‬ ‫‪ 2‬اإلتقاف يف علوـ القرآف‪،‬السيوطي‪ ،170 /2 ،‬ط حجازي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عاـ ‪1360‬ىػ ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫وترتيبها يف نسق معُت‪ ،‬مث من اإليقاع ادلوسيقي الناشئ من رلموعة إيقاعات األلفاظ متناغما بعضها مع‬ ‫بعض‪ ،‬مث من الصور والظبلؿ اليت تشعها األلفاظ متناسقة يف العبارة "‪.1‬‬ ‫وتتجلى شاعرية اللغة العربية يف جانب ثر‪،‬وىو رلاؿ اإلعراب‪ ،‬أي العبارات يف حركات اإلعراب‬ ‫"وىذا اإلعراب ادلفصل يف ىذه اللغة الشاعرة ىو آية السليقة الفنيّة‪ ،‬يف الًتاكيب العربية ادلفيدة‪ ،‬توافرت‬

‫ذلا مفهومة بعد أف توافرت ذلا حروفاً ذبمع سلارج النطق اإلنساين على أفصحها وأوفاىا وبعد أف توافرت‬ ‫ذلا مفردات واضحة ترتبط فيها ادلعاين بضوابط احلركات واألوزاف ‪.‬‬ ‫وىذه احلركات والعبلمات ذبري رلر األصوات ادلوسيقية وتستقر يف مواضعها ادلق ّدرة علػى‬

‫حسب احلركة والسكوف يف مقاييس النغم واإليقاع "‪.2‬‬

‫أحس باإليقاع الداخلي يف‬ ‫واإليقاع ادلوسيقي منتشر يف القرآف الكرمي صبيعو‪،‬فحيثما تبله ادلؤمن ّ‬ ‫سياقو‪ ،‬ولكنو يربز بروزاً واضحاً يف السور القصار‪ ،‬والفواصل السريعة‪ ،‬ومواضع التصوير‪ ،‬والتشخيص‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬ويتوار قليبل أو كثَتا يف السور الطواؿ‪ ،‬ومن ذلك قوؿ ا﵁ تعاىل‪:‬‬ ‫ض َّل ِ‬ ‫ى‪،‬وَما يَػ ْن ِط ُق َع ْن ال َْه َوى‪،‬إِ ْف ُى َو إَِّال َو ْح ٌي‬ ‫‪َ ‬والن ْ‬ ‫ى‪،‬ما َ َ‬ ‫َّج ِم إِذَا َى َو َ‬ ‫صاحبُ ُك ْم َوَما غَ َو َ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫اب قَػ ْو َس ْي ِن أ َْو‬ ‫وح َ‬ ‫ى‪،‬علَّ َموُ َشدي ُد الْ ُق َوى‪،‬ذُو م َّرة فَ ْ‬ ‫ى‪،‬و ُى َو بِ ْاْلُفُ ِق ْاْلَ ْعلَى‪،‬ثُ َّم َدنَا فَػتَ َدلَّى‪،‬فَ َكا َف قَ َ‬ ‫يُ َ‬ ‫استَػ َو َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ى‪،‬ولَ​َق ْد َرآهُ نَػ ْزلَةً أُ ْخ َرى‪،‬‬ ‫ب الْ ُف َؤ ُ‬ ‫ى‪،‬ما َك َذ َ‬ ‫أَ ْدنَى‪،‬فَأ َْو َحى إِلَى َع ْبده َما أ َْو َح َ‬ ‫ارونَوُ َعلَى َما يَػ َر َ‬ ‫اد َما َرأَى‪،‬أَفَػتُ َم ُ‬ ‫ِع ْن َد ِس ْدرةِ الْم ْنتػه ِ‬ ‫ص ُر َوَما طَغَى‪،‬لَ​َق ْد َرأَى‬ ‫ى‪،‬ما َزا َ‬ ‫شى ّْ‬ ‫الس ْد َرةَ َما يَػ ْغ َ‬ ‫ى‪،‬ع ْن َد َىا َجنَّةُ ال َْمأ َْوى‪،‬إِ ْذ يَػ ْغ َ‬ ‫َ ُ َ​َ‬ ‫غ الْبَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ِمن آي ِ‬ ‫ى‪،‬وَمنَاةَ الثَّالِثَةَ ْاْلُ ْخرى‪،‬أَلَ ُك ْم َّ‬ ‫ْك إِذًا‬ ‫الذ َك ُر َولَوُ ْاْلُنثَى‪،‬تِل َ‬ ‫ات َربِّْو الْ ُك ْبػ َرى‪،‬أَفَػ َرأَيْػتُ ْم ال ََّل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت َوالْعُ َّز َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يزى‪( ‬النجم‪،‬آية‪.)22 -1 :‬‬ ‫ق ْس َمةٌ ض َ‬

‫ويعلّق األستاذ سيد قطب على ىذه اآليات ذاىباً إىل أ ّف ىذا اإليقاع ادلوسيقي متناسق متزف يف‬

‫القرآف الكرمي‪ ،‬وىذا التناسق واالتزاف فيو ألواف سلتلفة؛ منها أف يكوف إيقاعاً ناذباً عن فواصل متساوية يف‬ ‫‪ 1‬النقد األديب أصولو ومناىجو ‪،‬سيد قطب‪ ،‬ص ‪ ،41‬دار الشروؽ‪ ،‬بَتوت‪-‬لبناف‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ 2‬اللغة الشاعرة‪ ،‬مزايا الفن والتعبَت يف اللغة العربية‪ ،‬األستاذ عبػاس زلمػود العقاد‪ ،‬ص ‪ 21 - 20‬مكتبة األصللو ادلصرية‪،‬‬ ‫الطبعة األوىل‪ ،‬عاـ ‪1960‬ـ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫الوزف تقريباً ‪ ،‬متحدة يف حرؼ التقفية سباما‪،‬ذات إيقاع موسيقي متحد‪ ،‬ويكوف اختيار األلفاظ تبعاً ذلذا‬ ‫اإليقاع‪ ،‬حبيث إذا حذؼ لفظ منها اختلت القافية‪ ،‬وتأثر اإليقاع‪.‬مثاؿ ذلك‪ .‬اإليقاع ادلوسيقي لسورة‬ ‫النجم‪،‬وىو ىنا متوسط الزمن تبعاً لتوسط اجلملة ادلوسيقية يف الطوؿ‪،‬متحد تبعا لتوحد األسلوب‬ ‫ادلوسيقى‪ ،‬مسًتسل الروي كجو احلديث الذي يشبو التسلسل القصصي‪.‬‬

‫واختَتت األلفاظ لتناسب اإليقاع يف قولو‪ " :‬أَفَػ َرأَيْػتُ ُم َّ‬ ‫ت َوال ُْع َّزى ‪َ 11‬وَمنَاةَ الثَّالِثَةَ ْاْلُ ْخ َرى‬ ‫الَل َ‬ ‫"فلو أنك قلت‪:‬أفرأيتم الؤلت والعز ومناة الثالثة‪،‬الختلت القافية ولتأثر اإليقاع‪.‬وكذلك يف قولو‪" :‬لكم‬

‫الذكر ولو األنثى‪،‬تلك إذف قسمة ضيز "‪ ،‬فلو قلت‪:‬ألكم الذكر ولو األنثى؟ تلك قسمة ضيز ‪...‬الختل‬ ‫اإليقاع ادلستقيم بكلمة إذف‪،‬فكلميت (األخر )‪ ،‬و(إذف)جاءتا لتؤديا معٌت يف السياؽ‪ ،‬ولتؤديا تناسبا يف‬ ‫اإليقاع يف وقت واحد‪.1‬‬ ‫ومن مث يذىب األستاذ سيد قطب يف كتابو‪ ،‬يف (ظبلؿ القرآف) إىل أف فيو القرآف الكرمي‬ ‫إيقاع موسيقي ج ّذاب‪،‬وىذا اإليقاع يتألف من ع ّدة عناصر "من سلارج احلروؼ يف الكلمة الواحدة‪ ،‬ومن‬ ‫تناسق اإليقاعات بُت كلمات الفقرة‪ ،‬ومن اذباىات ادلد يف الكلمات‪ ،‬مث من اذباىات ادلد يف هناية‬ ‫الفاصلة ادلطردة يف اآليات‪،‬ومن حرؼ الفاصلة ذاتو ‪.‬‬ ‫مث يؤكد ما ذىب إليو قائبلً‪" :‬وألف القرآف الكرمي إعجاز بياين كامل‪ ،‬ويتمثل فيو األسلوب الفٍت‬ ‫ادلعجز‪ ،‬فبل ب ّد من أف يوجد فيو اإليقاع ادلوسيقي ادلعجز‪.‬وال ضرر من نسبة اجلرس واإليقاع أو ادلوسيقى‬ ‫إىل أسلوب القرآف‪ ،‬وأف نلحظ وجودىا فيو وأف نبينها للناس كافة‪ ،‬ألف القرآف الكرمي يسَت على سنن‬ ‫العربية وأساليبها يف التعبَت‪ .‬وادلوسيقى تكمن يف اخلطاب األسلويب للقرآف الكرمي‪ ،‬وىي ميزة سبيّزه عن‬ ‫االستخداـ اللغوي العريب ادلعتاد‪ ،‬وىذا اجلانب لو خاصيتو اليت جعلت العرب يقفوف أمامو حَت واإليقاع‬ ‫ادلوسيقي فيو يتألف من عدة عناصر‪:‬‬ ‫‪-1‬من سلارج احلروؼ يف الكلمة الواحدة‪.‬‬ ‫‪-2‬ومن تناسق اإليقاعات بُت كلمات الفقرة‪.‬‬ ‫‪ 1‬التصوير الفٍت‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار ادلعارؼ‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة الثانيّة‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.87 – 86‬‬

‫‪13‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫‪-3‬ومن اذباىات ادلد يف الكلمات‪.‬‬ ‫‪-4‬مث من اذباىات ادلد يف هناية الفاصلة ادلطردة يف اآليات‪.‬‬ ‫‪-5‬ومن حرؼ الفاصلة ذاتو"‪. 1‬‬ ‫وير الدكتور عبد احلميد حسن‪" :‬كل ىذه العوامل الصوتية من سلارج احلروؼ‪ ،‬وصفاهتا‬ ‫وحركاهتا وتتابع ىذه احلركات أو تفرقها ذبعل للكلمة قوة موسيقية خاصة‪ ،‬ورنينا يطبعها بطابع خاص"‪.2‬‬ ‫وطلرج من ىذا‪ ،‬أف اإليقاع ادلوسيقي يرتبط بالتحليل األسلويب‪ ،‬وىذا الثاين يساعد على فهم‬ ‫اخلطاب ادلعريف يف القرآف الكرمي وتذوقو ‪ ،‬فالنص القرآين يتكوف من أسلوب‪،‬وخطاب معريف‪ ،‬ويف ىاتُت‬ ‫احلالتُت‪ ،‬ضلتاج إىل التحليل األسلويب الدقيق للكشف عن معاين القرآف الكرمي ودالاللتو اخلفية‪.‬‬ ‫وال نريد أف نكثر‪،‬فادلقاـ يطوؿ‪ ،‬وإظلا أتينا هبذه النماذج على سبيل ادلثاؿ ال احلصر‪ ،‬ومن يريد أف‬ ‫يستزيد من ىذا الفيض الرباين‪ ،‬فكتاب ا﵁ شاخص أمامو‪ ،‬فحسبو بو‪.‬‬ ‫التشبيو‪.‬‬ ‫تشبيو المحسوس بالمعقوؿ في القرآف الكريم ‪.‬‬ ‫نضرب مثاالً للتشبيهات يف القرآف الكرمي‪،‬ونستمع لبعض العلماء ا﵀دثُت يف زلاورهتم ذلذه‬ ‫التشبيهات الرائعة‪ .‬من ذلك قولو تعاىل‪ :‬إِنػَّها َشجرةٌ تَ ْخر ِ‬ ‫ْج ِح ِ‬ ‫وس‬ ‫ج في أ ْ‬ ‫َص ِل ال َ‬ ‫َ َ​َ ُ ُ‬ ‫يم‪،‬طَل ُْع َها َكأَنَّوُ ُرءُ ُ‬ ‫الشي ِ‬ ‫اطي ِن‪،‬فَِإنػَّ ُه ْم َْكِلُو َف ِم ْنػ َها فَ َمالِئُو َف ِم ْنػ َها الْبُطُو َف‪( ‬الصافات‪ ،‬آية‪.)65 -63 :‬‬ ‫َّ َ‬ ‫يذىب األستاذ الدكتور أضبد أضبد بدوي إىل أف القرآف ال يٌ َشبٌو زلسوساً دبعقوؿ‪،‬ويؤوؿ قولو تعاىل‬

‫ىذا بقولو‪" :‬فالذي مسح بأف يكوف ادلشبو بو خيالياً‪ ،‬ىو ما تراكم على اخلياؿ دبرور الزمن من أوىاـ رمست‬ ‫يف النفس صورة رؤوس الشياطُت يف ىيئة بشعة مرعبة‪ ،‬وأخذت ىذه الصورة يشتد رسوخها دبرور الزمن‪،‬‬

‫ويقو فعلها يف النفس‪،‬حىت كػأهنا زلسوسة تر بالعُت وتلمس باليد‪ ،‬فلما كانت ىذه الصورة من القوة‬ ‫إىل ىذا احلد ساغ وضعها يف موضوع التصوير واإليضاح‪ .‬وال نستطيع أف ننكر ما ذلذه الصورة من تأثَت‬ ‫‪ 1‬يف ظبلؿ القرآف‪،‬سيد قطب‪ ،2039/4 ،‬طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى احلليب‪،‬مصر‪،‬الطبعة الثانية‪،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ 2‬األصوؿ الفنيّة لؤلدب‪ ،‬عبد احلميد حسن‪ ،‬ص ‪ ،40‬مكتبة األصللو ادلصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1964 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫آىا تَػ ْهتَػ ُّز َكأَنػَّ َها َج ّ​ّ‬ ‫اف‬ ‫صَ‬ ‫اؾ فَػلَ َّما َر َ‬ ‫بالغ يف النفس‪،‬وشلا جر على نسق ىذه اآلية قولو تعاىل‪َ ﴿ :‬وأَ ْف أَل ِْق َع َ‬ ‫ف إِنَّ َ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ين﴾ (القصص‪،‬آية‪ .)31 :‬ففػي اخلياؿ‬ ‫وسى أَقْبِ ْل َوَال تَ َخ ْ‬ ‫ب يَا ُم َ‬ ‫َم يُػ َع ّْق ْ‬ ‫َولى ُم ْدب ًرا َول ْ‬ ‫ك م ْن ْاْمن َ‬ ‫صورة قوية للجاف‪،‬سبثلو شديد احلركة‪،‬وال يكاد يهدأ ويستقر"‪.1‬‬ ‫وربقيق ىذه ادلسألة أف بعض العلماء أنكر وقوع ىذا النوع من التشبيو يف القرآف‪،‬زلتجُت بأنو‬ ‫جر على األصل األبلغ يف أف احلسي أصل للعقلي‪ ،‬وقاؿ آخروف بوقوعو زلتجُت بقولو تعاىل‪ :‬إِنػَّ َها‬ ‫الشي ِ‬ ‫َشجرةٌ تَ ْخر ِ‬ ‫ْج ِح ِ‬ ‫اطي ِن‪( ‬الصافات‪،‬آية‪.)65-64 :‬‬ ‫ج في أ ْ‬ ‫وس َّ َ‬ ‫َص ِل ال َ‬ ‫َ​َ ُ ُ‬ ‫يم‪،‬طَل ُْع َها َكأَنَّوُ ُرءُ ُ‬ ‫وقد سأؿ إبراىيم الكاتب العرياين أبا عبيدة يف رللس الفضل بن الربيع عن معٌت الوعيد يف ذلك‪،‬‬ ‫وإظلا يقع الوعد واإليعاد دبا قد عرؼ مثلو‪ ،‬وىذا مل يعرؼ‪،‬فقاؿ‪ :‬إظلا كلم ا﵁ العرب على قدر كبلمهم‪،‬أما‬ ‫مسعت قوؿ امرئ القيس‪:‬‬ ‫أيقتلٍت وادلشريفّ مضاجعي ومسنونة زرؽ كأنياب أغواؿ‬ ‫وىػم مل يروا الغوؿ قط‪،‬ولكنهم دلا كػاف أمر الغوؿ يهوذلم أوعدوا بػو‪ ،‬فاستحسن الفضل‬ ‫ذلك‪،‬واستحسنو السائل‪.2‬‬ ‫ويقوؿ اجلاحظ‪ ،‬وليس أف الناس رأوا شيطاناً قط على صورة‪ ،‬ولكن دلا كاف ا﵁ تعاىل قد جعل يف‬

‫طباع صبيع األمم استقباح صبيع صور الشياطُت‪ ،‬واستسماجها وكراىتها‪ ،‬وأجر على ألسنة صبيعهم‬ ‫ضرب ادلثل يف ذلك رجع باإلػلاش والتنفَت وباإلحاطة والتقريع إىل ما قد جعلو ا﵁ يف طباع األولُت‬ ‫واآلخرين‪ ،‬وعند صبيع األمم على خبلؼ طبائع صبيع األمم‪ .‬مث يقوؿ وىذا التأويل أشبو من قوؿ من زعم‬ ‫من ادلفسرين‪ :‬أف رءوس الشياطُت نبات ينبت باليمن‪.3‬‬ ‫ورد على من يقولوف‪ :‬بأنو كيف غلوز أف يضرب ادلثل بشيء مل نره فنتوعلو‪ ،‬وال ُوصف لنا صورتو‬

‫صور رؤوسها لنا‪،‬صادؽ بيده‪ ،‬ففي‬ ‫يف كتاب ناطق أو خرب صادؽ‪،‬بقولو‪" :‬وإف كنا ضلن مل نر شياطُت ُ‬ ‫إصباعهم على ضرب ادلثل بقبح الشيطاف حىت صاروا يضعوف ذلك يف مكانُت‪:‬‬ ‫‪ 1‬من ببلغة القرآف‪ ،‬الدكتور أضبد أضبد بدوي‪،‬ص ‪.194‬‬ ‫‪ 2‬نزىة األلباء‪ ،‬ابن األنباري‪ ،‬ص ‪ ،143‬ادلدين‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ 3‬احليواف‪،‬اجلاحظ‪ ،13 / 4 ،‬ربقيق األستاذ عبد السبلـ ىاروف‪،‬الناشر دار الكتاب العريب‪،‬بَتوت – لبناف‪،‬الطبعة‬ ‫الثالثة‪،‬عاـ ‪1969‬ـ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬ ‫الوجو اْلوؿ‪ :‬أف يقولوا‪:‬ذلو أقبح من الشيطاف!‬

‫التطَت بو‪،‬كما تسمى الفرس الكرؽلة شوىاء‪،‬‬ ‫والوجو اْلخر‪:‬أف يسمى اجلميل شيطاف على جهة ّ‬

‫التطَت بو‪ .‬ويف إصباع ادلسلمُت والعرب‬ ‫وادلرأة اجلميلة صماء وقرناء وخنساء وجرباء وأشباه ذلك على جهة ّ‬

‫وكل من لقيناه على ضرب ادلثل بقبح الشيطاف على أنو يف احلقيقة أقبح من كل قبيح‪ ،‬والكتاب إظلا نزؿ‬ ‫على ىؤالء الذين ثبت يف طباعهم غاية التثبت ‪ ...‬فما القوؿ يف ذلك إال كالقوؿ يف الزبانية‪ ،‬وخزنة‬ ‫جهنم وصور ادلبلئكة الذين يتصورف يف أقبح الصور إذا حضروا لقبض أرواح الكفار‪ ،‬وكذلك يف صورة‬ ‫منكر ونكَت‪ ،‬ويكوف للمؤمن على مثاؿ‪ ،‬وللكافر على مثاؿ‬

‫‪.1‬‬

‫والقوؿ يف ىذه ادلسألة ما ذىب إليو األستاذ علي اجلندي من أف يف اآلية ثبلثة أقواؿ‪:‬‬ ‫‪-1‬أف الشياطُت ىم متمردة اجلن القباح الصوروادلناظر ‪،‬كما وقر يف أذىاف الناس‪.‬‬ ‫‪-2‬أف الشياطُت ىم احليّات على جاري تسمية العرب ذلا‪،‬فهم يعتقدوف يف ىذا االعتقاد الذي‬ ‫ساد بينهم‪.‬‬ ‫‪-3‬أف الشياطُت شجر سلصوص منكر الصورة‪.‬‬ ‫وأرجح ىذه األقواؿ ىو األوؿ‪ ،‬ألف العرب كانت تتمثل الشياطُت كما تتمثل اليوـ على غاية‬ ‫الشناعة‪،‬كما كانت تصف ادلبلئكة باحلسن واجلماؿ وذلذا زعموا أهنم بنات ا﵁‪،‬تعاىل ا﵁ عن ذلك علوا‬ ‫كبَتا‪ .‬مث يستطرد األستاذ على اجلندي فيذكر ما ذكره الثعاليب من أف الصاحب بن عباد كاف يستملح‬ ‫قوؿ أيب علي البصَت يف أيب ىفاف ويستظرفو وكثَتا ما كاف ينشده ويردده‪:‬‬ ‫يل صديق يف خلقة الشيطاف‬

‫وعقوؿ النساء والصبياف‬

‫من تظنونو فقالوا صبيعػػا‬

‫ليس ىػذا إال أبا ىفاف‬

‫انظر إىل ما يًتكو ىذا التشبيو من أثر ؽلثل أمامك اخلوؼ األبدي من تردد يعقب الندامة واذلواف‪،‬‬ ‫بشر وسعادة بشقاء‪ ،‬ؽلثلوف أمامك ذاىلُت عن أنفسهم‪ ،‬أو‬ ‫وؽلثل أمامك ىؤالء الذين يستبدلوف خَتاً َ‬ ‫ذاىلة نفوسهم عنهم ال يدركوف ما حوذلم‪ ،‬وكأنو ليسوا من احلياة‪.2‬‬ ‫‪ 1‬احليواف‪،‬اجلاحظ‪.65 /6،‬‬ ‫‪ 2‬انظر‪ :‬فن التشبيو ‪ ،‬األستاذ علي اجلندي ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪ ، 104 - 103‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫الخاتمة‪:‬‬ ‫يتضح – من ىذا البحث – أف األساليب الببلغيّة تلعب دوراً فاعبلً يف فهم واستيعاب النص‬ ‫القرآين‪ ،‬واستيعاب دالالتو اخلفية أو ما يُسمى بادلعاين الثواين‪ ،‬وذلك دلا تتميّز بو األساليب الببلغيّة من‬

‫اتساع يف ادلعاين‪ ،‬وبراعة يف صور التعبَت والتصوير‪ .‬وقد جاءت أساليب القرآف الكرمي‪ -‬اليت فاقت طوؽ‬ ‫الرِح ِ‬ ‫يم‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫يل ّْم َن َّ‬ ‫البشر‪ -‬من جنس ىذا النمط الراقي ‪ ،‬فقد ذكر ا﵁ سبحانو وتعاىل‪  :‬حم ‪ 1‬تَن ِز ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‬ ‫اب فُ ّْ‬ ‫صلَ ْ‬ ‫‪ 2‬كتَ ٌ‬ ‫ت آيَاتُوُ قُػ ْرآنًا َع َربِيِّا لّْ َق ْوـ يَػ ْعلَ ُمو َف ‪ّ  3‬‬ ‫فصلت‪ ،‬آية‪ .3-1 :‬وقاؿ تعاىل‪َ  :‬وإنَّوُ لَتَن ِز ُ‬ ‫ِ‬ ‫الروح ْاْل َِمين ‪ 113‬علَى قَػ ْلبِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫نذ ِرين ‪ 114‬بِلِس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اف َع َربِ ٍّي‬ ‫َر ّْ‬ ‫َ‬ ‫ين ‪ 112‬نَػ َز َؿ بو ُّ ُ‬ ‫ك لتَ ُكو َف م َن ال ُْم َ‬ ‫ُ‬ ‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫َ‬ ‫ُّمبِي ٍن ‪ 115‬الشعراء‪ ،‬آية‪ .195-192 :‬وقاؿ عز وجل‪  :‬لّْسا ُف الَّ ِذي يػل ِ‬ ‫ْح ُدو َف إِل َْي ِو أَ ْع َج ِم ّ​ّي َو َىػ َذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫(عريب) الزمتها كلمة (مبُت)‪،‬‬ ‫سا ٌف َع َربِ ّ​ّي ُّمبِ ٌ‬ ‫لَ‬ ‫ين ‪ 103‬النحل‪ ،‬آية‪ .103 :‬وأنك تلحظ ىنا‪ ،‬أف كلمة ّ‬ ‫واإلبانة من البياف‪ ،‬والبياف ىو الببلغة والفصاحة‪ .‬إذاً النتيجة واضحة‪ ،‬دوف فهم األساليب الببلغية‬ ‫ادلتعددة‪ ،‬يصعب فهم القرآف ودالالتو‪ ،‬وادلعاين اليت تكمن خلف أسلوبو الرائع‪ ،‬ومن ىذا نستطيع اف‬ ‫طللص إىل النتائج التاليّة‪:‬‬ ‫أوالً‪:‬إ ّف ىذه الطريقة رائدة‪ ،‬ندعو أف يتمثلها دارسوا القرآف‪ ،‬دلا ذلا من أثر نفسي يغذي قو النفس اليت‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫ىي يف حاجة لفهم دقائق كتاب ا﵁ ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫ثانياً‪ :‬إ ّف ادلعاين اخلفية‪ ،‬أو ادلعاين الثواين اليت تكمن خلف األسلوب‪ ،‬ال ؽلكن إدراكها إال عن طريق فهم‬ ‫األساليب الببلغيّة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إ ّف الطريقة التصويرية الرائعة‪ ،‬واجلماؿ الذي يرتسم يف حركة الصورة يف القرآف الكرمي حينما يتمبلىا‬ ‫اخلياؿ يف إطار من الطبيعة اجلاذبة‪ ،‬إظلا يكوف لغزه يف فك ىذا اإلطار الببلغي‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬نر أف االىتماـ بعلم الببلغة‪ ،‬وتدريسها بروح حساسة متذوقة للفن اجلمايل‪ ،‬واجلماؿ الفٍت‬ ‫يساعد الباحث على التغلغل يف دقائق معاين القرآف الكرمي‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫األسالوب البالغوّة وأثرها يف فهم النص القرآني ودالالته‬

‫د‪ .‬نصرالدون إبراهوم أمحد‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫‪ .1‬ابن األنباري‪ ،‬ادلدين‪ ،‬نزىة اْللباء‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .2‬أضبد أضبد بدوي‪ ،‬من بَلغة القرآف‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مكتبة هنضة مصر بالفجالة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .3‬أضبد حسن الزيات‪ ،‬دفاع عن البَلغة‪ ،‬مطبعة الرسالة ‪ ،‬القاىر‪،‬د‪.‬ت ‪.‬‬ ‫‪ .4‬اجلاحظ‪ ،‬الحيواف‪ ،13 / 4 ،‬ربقيق األستاذ عبد السبلـ ىاروف‪،‬الناشر دار الكتاب‬ ‫العريب‪،‬بَتوت – لبناف‪،‬الطبعة الثالثة‪،‬عاـ ‪1969‬ـ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الزركشي‪،‬البرىاف في علوـ القرآف‪ ، 222 / 3 ،‬ربقيق زلمد أيب الفضل إبراىيم الطبعة‬ ‫األوىل‪،‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .6‬زكي مبارؾ ‪،‬النثر الفني في القرف الرابع‪،65 /1 ،‬الطبعة األوىل‪،‬مطبعة دار الكتب‬ ‫ادلصرية‪،‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬ ‫‪ .7‬الزسلشري‪،‬الكشاؼ‪ ،‬ج‪،3‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .8‬ابن ال ٍزملكاين‪ ،‬التبياف في علم البياف‪،‬المطلع على إعجاز القرآف الكريم‪ ،‬ربقيق أضبد‬ ‫مطلوب‪،‬خدغلة احلديثي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .9‬سيد قطب‪ ،2039/4 ،‬في ظَلؿ القرآف‪ ،‬طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى‬ ‫احلليب‪،‬مصر‪،‬الطبعة الثانية‪،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.10‬سيد قطب‪ ،‬التصوير الفني‪ ،‬دار ادلعارؼ‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة الثانيّة‪،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.11‬سيد قطب‪ ،‬النقد اْلدبي أصولو ومناىجو ‪ ،‬دار الشروؽ‪ ،‬بَتوت‪-‬لبناف‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .12‬السيوطي‪،‬اْلتقاف في علوـ القرآف‪ ،170 /2 ،‬ط حجازي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عاـ ‪1360‬ىػ ‪.‬‬ ‫‪.13‬عائشة عبد الرضبن‪ ،‬اْلعجاز البياني للقرآف‪ ، ،‬دار ادلعارؼ‪ ،‬عاـ ‪1971‬ـ‪.‬‬ ‫‪ .14‬عبػاس زلمػود العقاد‪ ،‬اللغة الشاعرة‪ ،‬مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية‪ ،‬مكتبة األصللو‬ ‫ادلصرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عاـ ‪1960‬ـ‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف معارف الوحي‬

‫‪.15‬عبد احلميد حسن‪ ،‬اْلصوؿ الفنيّة لألدب‪ ،‬مكتبة األصللو ادلصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪1964‬ـ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .16‬عبد القاىر اجلرجاين‪ ،‬دالئل اْلعجاز‪ ،‬صحح أصلو األستاذ اإلماـ زلمد عبده‪ ،‬واألستاذ‬ ‫الشيخ زلمد زلمود الًتكزي الشنقيطي‪ ،‬دار ادلعرفة‪ ،‬بَتوت‪ -‬لبناف‪ ،‬الطبعة الثانيّة‪ ،‬عاـ‬ ‫‪1419‬ىػ ‪1998‬ـ ‪.‬‬ ‫‪ .17‬علي اجلندي‪ ،‬فن التشبيو‪ ،‬ج‪ ، 2‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .18‬فتحي عامر‪ ،‬فكرة النظم بين وجوه اْلعجاز في القرآف الكريم‪ ،‬طبعة اجمللس األعلى‬ ‫للشئوف اإلسبلميّة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عاـ ‪1975‬ـ‪.‬‬

‫‪ .19‬نصرالدين إبراىيم أضبد‪ ،‬وجوه اْلعجاز في الخطاب اْلسلوبي والمعرفي للقرآف الكريم‪،‬‬ ‫مركز البحوث‪ ،‬اجلامعة اإلسبلميّة العادليّة ‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عاـ ‪2005‬ـ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني بالتطبيق على ضمان املصرف اإلسالمي‬ ‫لودائع االستثمار باملضاربة‬ ‫*‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬ ‫المستخلص‬

‫يهدؼ ىذا البحث إىل بياف مدلوؿ ادلصلحة ادلرسلة عند علماء األصوؿ‪ ،‬كحجيتها كشركط‬ ‫العمل هبا‪ ،‬بالتطبيق على ضماف ادلصرؼ اإلسالمي لودائع استثمار ادلضاربة‪ ،‬كتطرقت الدراسة يف ادلبحث‬ ‫األكؿ لتعريف ادلصلحة ك توصلت يف أف ادلقصود من ادلصلحة عند األصوليُت ما كانت راجعة إىل قصد‬ ‫الشارع عز ك جل دكف قصد ادلكلفُت‪ ،‬ك أف ادلقصود بادلصلحة ادلرسلة كل مصلحة مل يدؿ على األخذ‬ ‫هبا أك إلغائها دليل بعينو‪ ،‬فهي اليت مل يشرع الشارع حكمان لتحقيقها ك مل يأ ً‬ ‫ت دليل شرعي على اعتبارىا‬ ‫أك إلغائها ك مسيت بادلرسلة ألهنا مل تقيد بدليل اعتبار أك دليل إلغاء‪ ،‬مث تناكلت الدراسة حجية ادلصاٌف‬ ‫ادلرسلة‪ ،‬ك توصلت الدراسة إىل ترجيح الرأم األكؿ ك ىو للقائلُت حبجيتها دلا أكردكه من أدلة قوية ك دلا‬ ‫تعطيو نظرية ادلصاٌف ادلرسلة للشريعة اإلسالمية من حيوية كصالحية لكل زماف ك مكاف‪ .‬كذلك تناكلت‬ ‫الدراسة شركط العمل بادلصلحة ادلرسلة ك خلصت إىل أف أىم شركط العمل بادلصلحة ادلرسلة تنحصر يف‬ ‫مالءمتها دلقاصد الشارع فال تتعارض مع أصل أك دليل ك أف تكوف ادلصلحة معقولة ادلعٌت ك أف تكوف‬ ‫مصلحة ضركرية أك حاجية ك أف تكوف ادلصلحة كلية ك قطعية‪ .‬ك تطرقت الدراسة يف ادلبحث الثاين‬ ‫لتعريف ادلضاربة يف القانوف السوداين ك تعريفها لدل اذليئة العليا للرقابة الشرعية ببنك السوداف‪ .‬كذلك‬ ‫تناكلت الدراسة مسألة ضماف ادلصرؼ اإلسالمي لرأمساؿ ادلضاربة ك القاعدة العامة ك ادلقًتحات اليت‬ ‫كضعت من جانب منظرم ادلصارؼ اإلسالمية لتطوير مسألة الضماف ك جعل ادلصرؼ ضامنان لكي يكوف‬ ‫يف كضع يؤىلو دلنافسة ادلصارؼ الربوية كفكرة تربع ادلصرؼ بالضماف ك فكرة األجَت ادلشًتؾ ك خلصت‬ ‫إىل تقرير عدـ شرعية القوؿ بضماف ادلصرؼ اإلسالمي لودائع ادلستثمرين يف عقد ادلضاربة ادلصريف‪.‬‬ ‫* أستاذ مشارؾ بكلية الشريعة ك القانوف ‪ ،‬جامعة سنار ك احملامي ك ادلوثق ؛ الربيد االلكًتكين‪:‬‬ ‫‪dr.akrumyosuf@yahoo.com‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫تعد نظرية ادلصلحة ادلرسلة من أكسع مصادر التشريع اإلسالمي يف االجتهاد عند علماء أصوؿ‬ ‫الفقو القائلُت هبا كأحد الوسائل الشرعية لسد ما مل ينص الشارع عليو بعينو باالعتبار أك باإللغاء ك ال‬ ‫نظَت يقاس عليو ك فيو مصلحة راجحة كما أف األخذ هبا حيقق للشريعة اإلسالمية احليوية ك الصالحية‬ ‫لكل زماف ك مكاف‪.‬‬ ‫ك اجلدير بالذكر أف االجتهاد الفقهي جلو يقوـ على نظرية ادلصلحة ادلرسلة ذلك أف غالبية‬ ‫النصوص التشريعية قد جاءت بصورة عامة مفسحة اجملاؿ لتطور األحكاـ الشرعية حسب مصاٌف ك‬ ‫أعراؼ العباد ادلتجددة ك ادلتغَتة إال أنو مع تطور اجملتمع يف العصر احلديث ‪ ،‬كظهور ادلعامالت ادلالية عرب‬ ‫شركات كمؤسسات مالية ‪ ،‬كتبلور فكرة ادلصارؼ اإلسالمية يف البالد اإلسالمية‪ ،‬كاف ال بد من بلورة‬ ‫كتطوير عقود صيغ التمويل اإلسالمي لتتواءـ مع مستجدات العصر ك لتشارؾ يف ادلعامالت‬ ‫ادلصرفية استنادان لنظرية ادلصلحة ادلرسلة بسبب تغَت ك ذبدد احلوادث كزلدكدية النصوص الشرعية ك إجياد‬

‫صيغ جديدة تعمل كبديل للفائدة ادلصرفية التقليدية اليت ىي ربان زلرمان يف الديانات السماكية مجيعان‪.‬‬ ‫ك لقد برى ن التطبيق ادلصريف يف القرف األخَت على األمهية اخلاصة للمضاربة الفقهية يف التحوؿ من‬ ‫التمويل الربوم إىل أساليب التمويل األخرل ادلتفقة مع أحكاـ الشريعة اإلسالمية من جهة ‪ ،‬ك اليت‬

‫تضمن االستخداـ األمثل دلصادر التمويل ك ربقق نوعان من العالقة العادلة بُت أصحاب األمواؿ‪،‬‬ ‫كمستثمريها من جهة أخرل‪ ،‬ك قد هتيأت ادلضاربة للقياـ بدكور و‬ ‫خاص يف ىذا التحوؿ لطبيعتها اخلاصة‬ ‫كنظاـ جيمع بُت جهود أصحاب اخلربة ك ثركة أصحاب األمواؿ دلصلحة الفريقُت ك اجملتمع كلو‪،‬‬ ‫كربتل ادلضاربة يف نظاـ التمويل اإلسالمي مكانة شلاثلة للمكانة اليت حيتلها القرض بالفائدة الربوية‬ ‫يف نظاـ التمويل التقليدم‪ ،‬بل تتفوؽ عليها لتيسَتىا التقاء اجلهود ادلشًتكة ألرباب األمواؿ ك أصحاب‬ ‫اخلربة يف رلاؿ االستثمار‪ ,‬فهي تعتمد على إزكاء ركح التعاكف يف استثمار أمواؿ ادلسلمُت دلصلحتهم ك‬ ‫خَتىم يف الدنيا ك اآلخرة‪.1‬‬ ‫‪ 1‬زلمد أمحد سراج ‪ ،‬الفقو اإلسالمي بُت النظرية ك التطبيق‪ ،‬سعد مسك للنسخ ك الطباعة ‪1991‬ـ كلية احلقوؽ جامعة‬ ‫اإلسكندرية ‪. 205 ،‬‬

‫‪23‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫كما أف عقد ادلضاربة الذم ظهر بالفقو اإلسالمي كاف موجودان يف النظم القانونية القددية اليت‬ ‫عملت العرب هبا يف اجلاىلية قبل اإلسالـ ك أقر اإلسالـ التعامل هبا ‪ ،‬ك كاف العرب يتعاملوف هبا يف‬ ‫ذبارهتم يف الشتاء ك الصيف رغم كجود نظاـ الربا الذم يتضاعف فيو الدين حبلوؿ احلوؿ‪ ،‬فكانت‬ ‫ادلضاربة ىي األجدر على ربقيق الربح الوفَت ك إف كاف بعض التجار يتعاملوف بالربا للدخوؿ يف ادلضاربة‬ ‫شلا يدؿ أف ادلضاربة ىي األساس يف تنمية األمواؿ يف ذلك العصر‪.‬‬ ‫كذلك عرفت القوانُت الغربية ادلضاربة " ‪ " Commenda‬يف العصور الوسطى تأثران بأحكاـ‬ ‫الفقو اإلسالمي ‪ ،‬ك مت تعريفها يف تلك القوانُت بأهنا االتفاؽ على دفع ادلاؿ إىل الغَت الستثماره‪ ،‬ك ال‬ ‫خيتلف ىذا التعريف عن نظَته بالفقو اإلسالمي‪ ,‬ك قد أمدت ادلضاربة دبفهومها الفقهي القوانُت الغربية‬ ‫حبيوية بالغة يف استثمار األمواؿ ك ذبميعها يف ظركؼ حاجة التجارة ادلتنامية إىل ذلك‪ ,‬ك قد قامت‬ ‫ادلضاربة هبذا الدكر نفسو يف اجملتمع اإلسالمي ك يسرت قيادتو للنشاط التجارم العادلي‪ .‬كما جيب أف‬ ‫نفهم الصلة بُت ادلضاربة الفقهية ك ذبميع رؤكس األمواؿ يف الشركات الضخمة أما اليت قاـ بعضها‬ ‫باستعمار كثَت من البالد اإلسالمية ك قيادة األنشطة التجارية ك الصناعية يف العامل كلو‪ ,‬ك لقد اعًتؼ‬ ‫عدد من الباحثُت الغربيُت بالصلة بُت معرفة الغرب بادلضاربة ك بُت نشأة ادلؤسسات ادلالية الضخمة يف‬ ‫تلك البالد‬

‫‪.1‬‬

‫كلذلك قاؿ عنها الدكتور سامي كإذا كانت ادلضاربة قد استطاعت أف تكوف الصورة الطيبة‬ ‫للتالقي العادؿ ادلنظم بُت من ديلك ادلاؿ ك من يعمل فيو‪ ,‬فإف ذلك أكرب دليل على قدرة ىذا النظاـ –‬ ‫إذا ما تولتو يد الصياغة ك التطوير‪ -‬على العودة للوقوؼ من جديد كحصن األماف أماـ التنظيم الربوم‬ ‫ادلهذب يف ظاىره‪ ،‬ك الذم حييط بعادلنا ادلضطرب يف ىذا العصر احلديث‪.2‬‬

‫‪ 1‬ادلرجع السابق ‪،‬ص ‪248‬كمابعدىا‪.‬‬ ‫‪ 2‬سامي محود ‪ ،‬تطوير األعماؿ ادلصرفية دبا يتفق كالشريعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثالثة مكتبة دار الًتاث القاىرة‬ ‫‪1411‬ىػػ‪1991/‬ـ ‪.355 ،‬‬

‫‪22‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫ىناؾ بعض الدراسات اليت تناكلت ادلصاٌف ادلرسلة ك ادلضاربة الفقهية ك ادلضاربة ادلصرفية احلديثة‬ ‫ك لكنها مل توفها حقها من حيث الربط بُت علم أصوؿ الفقو اإلسالمي ك بُت العمل ادلصريف اإلسالمي‬ ‫ك ىي دراسات مصرفية مالية ك دراسات يف الفقو ادلقارف تتعرض لفركع ىذا البحث ك إف كاف ذلك من‬ ‫ناحية قانونية أك اقتصادية حبتو‪ ,‬ك لذلك عمد الباحث إىل الكتابة يف ىذا ادلوضوع لبياف مدل الصلة‬ ‫الوثيقة بُت علم أصوؿ الفقو ك تطور ىذه الصيغة حديثاي استنادان لنظرية ادلصلحة ادلرسلة ‪ ،‬ك سوؼ يتناكؿ‬ ‫الباحث ذلك يف مبحثُت كالتايل‪:‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المصلحة المرسلة عند األصوليين‬ ‫أوالً‪ :‬مدلول المصلحة المرسلة‪:‬‬ ‫الصالح‬ ‫المصلحة في اللغة‪ :‬أكرد ابن منظور‪" :‬كاإلصالح‪ :‬نقيض اإلفساد‪ ،‬كادلصلحة‪َّ :‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الصالح‬ ‫كادلصلحة كاحدة ادلصاٌف‪ ،‬كاالستصالح‪ :‬نقيض االستفساد‪ ،‬كأصلح الشيء بعد فساده أقامو ‪،‬ك ِّ‬

‫بالكسر مصدر ادلصاحلة‪ ،‬كاإلصالح ضد اإلفساد كادلصلحة كاحدة ادلصاٌف كاالستصالح ضد‬ ‫االستفساد‪ ، 2‬كشلا سبق خيلص الباحث إىل أف ادلقصود بادلصلحة ىو ما كاف فيو منفعة كخَت؛ ألف‬ ‫ادلصلحة ضد ادلفسدة فادلصلحة ىي كل منفعة أك خَت أك فائدة ترجي من الشيء أك من فعلو‪.‬‬ ‫المصلحة في االصطالح‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعريف اإلماـ الغزايل‪ :‬عرفها بقولو‪ " :‬نعٍت بادلصلحة احملافظة على مقصود الشرع كمقصود الشرع من‬ ‫اخللق مخسة كىو أف حيفظ عليهم دينهم كنفسهم كعقلهم كنسلهم كماذلم فكل ما يتضمن حفظ‬ ‫ىذه األصوؿ اخلمسة فهو مصلحة ككل ما يفوت ىذه األصوؿ فهو مفسدة كدفعها مصلحة"‪.3‬‬ ‫‪ 1‬ابن منظور األفريقي ‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬دار صادر بَتكت ‪ ،‬األكىل ‪. 517/2 ،‬‬ ‫‪ 2‬الرازم ‪ ،‬سلتار الصحاح ‪ ،‬مكتبة لبناف ناشركف بَتكت ‪1415‬ىػ‪1995/‬ـ ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمود خاطر‪.154/1 ,‬‬ ‫‪ 3‬الغزايل‪ ،‬ادلستصفى‪ ،‬دار الكتب العلمية بَتكت ‪1413‬ق الطبعة األكىل ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد عبد السالـ عبد الشايف ‪،‬‬ ‫‪.174/1‬‬

‫‪23‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫‪ -2‬تعريف الرازم‪ :‬عرفها بقولو‪ ":‬ادلنفعة اليت قصدىا الشارع احلكيم لعباده من حفظ دينهم كنفوسهم‬ ‫كعقوذلم كنسلهم كأمواذلم طبق ترتيب معُت فيما بينها"‪.1‬‬ ‫‪ -3‬تعريف اآلمدم‪ :‬كتناكؿ اآلمدم تعريفها بقولو‪" :‬ادلقصود من شرع احلكم إما جلب مصلحة أك دفع‬ ‫مضرة أك رلموع األمرين بالنسبة إىل العبد لتعايل الرب تعاىل عن الضرر كاالنتفاع كردبا كاف ذلك‬ ‫مقصودان للعبد ألنو مالئم لو كموافق لنفسو"‪.2‬‬ ‫‪ -4‬تعريف اخلوارزمي‪ :‬حيث أكرد الشوكاين قوؿ اخلوارزمي‪" :‬كادلراد بادلصلحة احملافظة على مقصود الشرع‬ ‫بدفع ادلفاسد عن اخللق"‪.3‬‬ ‫‪-5‬تعريف ابن قدامة ادلقدسي‪ :‬كقد ذكر أف‪" :‬ادلصلحة ىي جلب ادلنفعة أك دفع ادلضرة"‪.4‬‬ ‫‪-6‬تعريف الشاطيب‪ :‬عرفها بقولو‪ ":‬كأعٍت بادلصاٌف ما يرجع إىل قياـ حياة اإلنساف كسباـ عيشو كنيلو ما‬ ‫تقتضيو أكصافو الشهوانية كالعقلية على اإلطالؽ حىت يكوف منعمان على اإلطالؽ "‪.5‬‬ ‫‪-7‬تعريف الطويف‪ :‬عرفها بقولو‪" :‬ادلصلحة ىي السبب ادلؤدل إىل مقصود الشارع عبادةن أك عادةن"‪.6‬‬ ‫‪ -8‬تعريف ابن عاشور‪ :‬كقد عرفها حديثان بأهنا‪" :‬كصف للفعل الذم حيصل بو الصالح أم النفع دائمان‬ ‫أك غالبان للجمهور أك اآلحاد"‪.7‬‬

‫‪ 1‬الرازم‪ ،‬احملصوؿ‪ ،‬جامعة اإلماـ زلمد الرياض ‪1400‬ىػ األكىل ‪ ،‬ربقيق ‪ :‬طو جابر العلواين ‪ 220/5 ،‬كمابعدىا‬ ‫بتصرؼ‪.‬‬ ‫‪ 2‬اآلمدل‪ ،‬األحكاـ‪ ،‬دار الكتاب العريب بَتكت ‪1404‬ىػ األكىل ‪ ،‬ربقيق‪.:‬سيد اجلميلي ‪.296/3 ،‬‬ ‫‪ 3‬الشوكاين‪ ،‬إرشاد الفحوؿ‪ ،‬دار الفكر بَتكت ‪1412‬ىػ‪1992/‬ـ األكىل ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد سعيد البدرم ‪. 403/1 ،‬‬ ‫‪ 4‬ابن قدامة ادلقدسي‪ ،‬ركضة الناظر‪ ،‬جامعة اإلماـ زلمد الرياض ‪1399‬ىػ الثانية ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد حسن ىيتو ‪169/1 ،‬‬ ‫‪ 5‬الشاطيب ‪ ،‬ادلوافقات ‪ ،‬دار ادلعرفة بَتكت ‪ ،‬ربقيق‪ :‬عبد اهلل دراز ‪.25/2 ,‬‬ ‫‪ 6‬الطويف ‪ ،‬رسالة يف ادلصلحة‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية القاىرة األكىل ‪ ،‬ربقيق أمحد عبد الرحيم السائح ‪ ،25،‬صلم الدين‬ ‫الطويف ادلتوىف سنة‪716‬ىػ ‪.‬‬ ‫‪ 7‬إمساعيل احلسٍت‪ ،‬نظرية ادلقاصد عند اإلماـ ابن عاشور‪ ,‬ادلعهد العادلي للفكر اإلسالمي سلسلة الرسائل اجلامعية كتاب‬ ‫رقم ‪1416 15‬ىػ‪1996/‬ـ ‪. 235 ,‬‬

‫‪24‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫كشلا سبق يستخلص الباحث أف ادلعٌت اللغوم أكسع كأكرب من ادلعٌت االصطالحي ذلك أف‬ ‫ادلصلحة يف اللغة تعٍت ما كاف ضد ادلفسدة مطلقان بعكس ادلصلحة اصطالحان ك ىي ادلصلحة ادلقصودة‬ ‫عند علماء ادلسلمُت ك ىي ما كانت راجعة إىل قصد الشارع عز كجل دكف قصد ادلكلفُت‪.‬‬ ‫تعريف ادلرسلة لغة‪" :‬يقاؿ جارية ير يسل إذا كانت صغَتة ال زبتمر‪ ،‬كادلرسلة‪ :‬قًالدة على الصدر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كقيل ادلرسلة القالدة فيها اخلرز كغَتىا‪ ،1‬ككذلك ما كرد يف احلديث ‪" :‬كلرسوؿ (‪ )‬أجود باخلَت من‬ ‫الريح ادلرسلة"‪ 2‬أم ادلطلقة من أم اعتبار‪.‬‬ ‫تعريف ادلرسلة يف االصطالح ‪:‬أف يوكل أمر تقدير ادلصلحة إىل العقوؿ البشرية‪ ،‬دكف التقيد‬ ‫باعتبار الشارع أك عدـ اعتباره ذلا‪ ،‬كقد يراد بو‪ -‬أال يتقيد اجملتهد يف حكمو على ما يستجد من‬ ‫األحداث ادلختلفة بالقياس على أصل منصوص عليو‪ ،‬كإف تقيد بادلصاٌف كاألىداؼ اليت رمى إليها‬ ‫الشارع‪ .3‬فادلصلحة ادلرسلة ىي كل مصلحة مل يرد يف الشرع نص على اعتبارىا بعينها أك نوعها‪ ،‬فهي إمنا‬ ‫إمنا تدخل يف عموـ ادلصاٌف اليت تتجلى يف اجتالب ادلنافع كاجتناب ادلضار‪ ،‬تلك ادلصاٌف اليت جاءت‬ ‫الشريعة اإلسالمية لتحقيقها بوجو عاـ‪ ،‬ك دلت نصوصها كأصوذلا على لزكـ مراعاهتا ك النظر إليها‪ ،‬يف‬ ‫تنظيم سائر نواحي احلياة‪ ،‬كمل حيدد الشارع ذلا أفرادان كلذلك مسيت‪ :‬مرسلة‪ ،‬أك مطلقة غَت زلددة‪.4‬‬ ‫كشلا سبق ديكننا أف نستخلص أف ادلصاٌف ادلسكوت عنها أك ادلرسلة أك ادلطلقة ىي كل مصلحة مل‬ ‫يدؿ على األخذ هبا أك إلغائها دليل بعينو‪ ،‬فهي اليت مل يشرع الشارع حكمان لتحقيقها كمل يدؿ دليل‬

‫شرعي على اعتبارىا أك إلغائها‪ ،‬كمسيت مرسلة أك مطلقة ألهنا مل تقيد بدليل اعتبار أك دليل إلغاء‪ ،5‬ذلك‬

‫أف الشارع قد فوض أمرىا حملض االجتهاد فيها كفق عقولنا كظركفنا ادلتبدلة كمصاحلنا ادلتغَتة ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ابن منظور‪ ،‬ـ س ‪. 285/11 ،‬‬ ‫‪ 2‬البخارم ‪ ،‬صحيح البخارم ‪ ،‬دار ابن كثَت اليمامة بَتكت ‪1407‬ىػ‪1987/‬ـ الثالثة ‪ ،‬ربقيق‪ :‬مصطفى ديب البغا ‪،‬‬ ‫‪.6/1‬‬ ‫‪ 3‬علي حسب اهلل ‪ ،‬أصوؿ التشريع اإلسالمي‪ ،‬دار ادلعارؼ ‪1396‬ىػ‪1976/‬ـ الطبعة اخلامسة ‪.170 ،‬‬ ‫‪ 4‬مصطفى أمحد الزرقا ‪ ،‬ادلدخل الفقهي العاـ ‪ ،‬دار القلم دمشق ‪1418‬ق‪1998/‬ـ الطبعة األكىل‪.100/1 ,‬‬ ‫‪ 5‬خالؼ ‪ ،‬أصوؿ الفقو ‪ ،‬دار القلم الطبعة الثامنة ‪. 84 ،‬‬

‫‪25‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫ثانياً‪ :‬حجية المصالح المرسلة‪:‬‬ ‫يتضح لنا من كتب علماء أصوؿ الفقو اإلسالمي يف شأف حجية نظرية ادلصاٌف ادلرسلة كجود‬ ‫اذباىُت ك ذلك كالتايل‪:‬‬ ‫االتجاه األول‪ :‬ك ىو يقوؿ حبجية ادلصاٌف ادلرسلة كىم اجلمهور من ادلالكية كاحلنابلة كاحلنفية‬ ‫كالشافعية‪:‬‬ ‫فاإلماـ مالك مساىا بادلصاٌف ادلرسلة‪ ،‬كأبو حنيفة مساىا باالستحساف‪ ،‬كالشافعي مساىا بالقياس أك‬ ‫االستدالؿ‪ ،‬كأمحد بن حنبل جعلها من باب القياس‪ ،‬كغَت ذلك من التسميات الكثَتة ادلختلفة‪ ،‬بيد أف‬ ‫النتيجة كاحدة كىي جواز بناء األحكاـ الشرعية عليها‪.1‬‬ ‫استدؿ القائلوف حبجية ادلصاٌف ادلرسلة دبا يأيت‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما ركل أف رسوؿ اهلل (‪ ) ‬قاؿ دلعاذ بن جبل حينما بعثو إىل اليمن‪" :‬كيف تقضى إذا عرض لك‬ ‫قضاء؟ قاؿ‪ :‬أقضى بكتاب اهلل‪ .‬قاؿ‪ :‬فإف مل ذبد يف كتاب اهلل؟ قاؿ‪:‬فبسنة رسوؿ اهلل (‪ )‬قاؿ‪:‬‬ ‫فإف مل ذبد يف سنة رسوؿ اهلل؟ قاؿ‪ :‬أجتهد رأيي كال آلو‪ .‬أم ال أقصر يف االجتهاد‪ .‬قاؿ‪ :‬فضرب‬ ‫رسوؿ اهلل (‪ )‬على صدره كقاؿ‪ :‬احلمد هلل الذم كفق رسوؿ رسوؿ اهلل دلا يرضى بو رسوؿ‬ ‫اهلل(‪.2")‬‬ ‫ككجو االستدالؿ إباحة االستدالؿ فيما ال نص فيو دلصلحة فض النزاعات ك اخلصومات بُت‬ ‫ادلتقاضيُت ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ما أيثر عن الصحابة من األحكاـ اليت كاف أساسها ادلصاٌف ادلرسلة كمن ذلك مجع أبوبكر الصحف‬ ‫ادلتفرقة اليت كتب فيها القرآف يف مصحف كاحد‪ ،‬كاستخالؼ أيب بكر لعمر بن اخلطاب كترشيحو‬ ‫لوالية أمر األمة من بعده‪ ،‬كإبقاء عمر األراضي ادلفتوحة يف أيدم أىلها كعدـ توزيعها على الفاربُت‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬أمحد فرقاف إشراؼ عبد احملمود بالؿ منَت‪ ،‬رسالة دكتوراة يف أصوؿ الفقو بعنواف‪ :‬ادلصاٌف ادلرسلة عند اإلماـ امحد بن‬ ‫حنبل كأثرىا يف فتاكاه ‪ ،‬جبامعة أـ درماف اإلسالمية ‪1403‬ىػ‪2003/‬ـ ‪،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪ 2‬البيهقي ‪ ،‬سنن البيقهي الكربل ‪ ،‬مكتبة دار الباز مكة ادلكرمة ‪1414‬ىػ‪1994/‬ـ ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد عبد القادر عطا ‪,‬‬ ‫‪.114/10‬‬

‫‪26‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫كإنشائو الدكاكين كترتيبها كتنظيمها حبيث تشمل كل مصاٌف الدكلة‪ ،‬كأمر عثماف بكتابة ادلصاحف‬ ‫كتوزيعها على األمصار كمجع الناس على مصحف كاحد كحرؽ ما عداه ‪ ،‬كاحلكم بتوريث الزكجة‬ ‫اليت طلقها زكجها ثالثان يف مرض موتو فراران من أرثها ‪ ،‬كاحلكم بتضمُت الصناع ‪ ،‬إىل غَت ذلك من‬ ‫األحكاـ اليت بنوىا على ادلصاٌف ادلرسلة‪.1‬‬ ‫‪ -3‬لقد ثبت باالستقراء أف اهلل تعاىل إمنا بعث الرسل عليهم الصالة كالسالـ لتحقيق مصاٌف العباد‪ ،‬كأف‬ ‫األحكاـ الشرعية إمنا شرعت لتحقيق مصاٌف الناس جبلب النفع ذلم كدفع الضرر عنهم‪ ،‬كشلا ال شك‬ ‫فيو أف مصاٌف الناس تتجدد بتجدد الزماف كادلكاف‪ ،‬كلو اقتصرنا التشريع عند ادلصاٌف اليت قاـ الدليل‬ ‫ادلعُت على اعتبارىا كمل نعترب ادلصاٌف ادلتجددة‪ ،‬كمل نشرع ذلا األحكاـ ادلالئمة ادلعاصرة‪ ،‬لضاع على‬ ‫الناس كثَت من مصاحلهم ككقع الناس يف حرج كمشقة كما أدل ذلك إىل مجود الشريعة اإلسالمية‬ ‫كعدـ قدرهتا يف ادلسايرة مع تطورات حياة اإلنساف‪ ،‬كغَت ذلك شلا ىو سلالف سباـ ادلخالفة دلا ىو‬ ‫مقرر ذلذه الشريعة من خلودىا كمركنتها كمالءمتها لكل زماف كمكاف‪ .‬كحينئذ البد من إصدار‬ ‫أحكاـ جديدة تتالءـ مع مقاصد الشريعة اإلسالمية العامة كأىدافها الكلية حىت يتحقق خلود‬ ‫الشريعة كصالحيتها الدائمة‪.2‬‬ ‫االتجاه الثاني‪ :‬كىم من يقولوف بعدـ حجية ادلصاٌف ادلرسلة كرفض بناء األحكاـ استنادان عليها‪،‬‬ ‫فيضم كالن من‪ :‬ابن حزـ الظاىرم كذلك بسبب إنكاره للقياس كإبطاؿ القوؿ بو‪ ،3‬كابن احلاجب بقولو‪:‬‬ ‫"ادلختار أنو غَت معترب مطلقان" أكرده اإلسنوم‪ ،4‬كاآلمدم بقولو‪" :‬عدـ اعتباره مطلقان ىو احلق الذم اتفق‬ ‫عليو الفقهاء"‪ 5‬ك كذلك القاضي الباقالين ‪،‬كاستدلوا على ذلك باآليت‪:‬‬ ‫‪ 1‬زلمود زلمد الطنطاكم ‪ ،‬أصوؿ الفقو اإلسالمي‪ ،‬مكتبة كىبو ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1422 ،‬ىػ‪2001/‬ـ ‪ 301 ،‬كما بعدىا‪.‬‬ ‫‪ 2‬أمحد فرقاف‪ ،‬ـ س‪154 ،‬‬ ‫‪ 3‬ابن حزـ‪ ،‬اإلحكاـ يف أصوؿ األحكاـ‪ ،‬دار احلديث القاىرة ‪1404‬ىػ األكىل ‪370/7 ،‬‬ ‫‪ 4‬البيضاكم ‪ ،‬هناية السؤؿ يف شرح منهاج األصوؿ ‪ ،‬عامل الكتب ‪. 386/4 ،‬‬ ‫‪ 5‬البيضاكم ‪ ،‬ـ س ‪ ،386/4 ,‬اآلمدل ‪ ،‬ـ س ‪. 315/3 ,‬‬

‫‪27‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫‪-1‬نقل إماـ احلرمُت اجلويٍت احتجاج القاضي الباقالين على عدـ األخذ بادلصاٌف ادلرسلة بأف قاؿ‬ ‫"الكتاب كالسنة متلقياف بالقبوؿ كاإلمجاع ملتحق هبما كالقياس ادلستند إىل اإلمجاع ىو الذم يعتمد‬ ‫حكمان كأصلو متفق عليو‪ ،‬أما االستدالؿ فقسم ال يشهد لو أصل من األصوؿ الثالثة كليس يدؿ لعينو‬ ‫داللة أدلة العقوؿ على مدلوالهتا فانتفاء الدليل على العمل باالستدالؿ دليل انتفاء العمل بو"‪.‬‬

‫ككذلك ما نقل عنو يف موضع آخر‪" :‬لو قيل بو لصارت الشريعة فوضى بُت العقالء يتجاذبوف‬ ‫بظنوهنم أطرافها من غَت التفات إىل الشريعة كلزـ تغيَت األحكاـ عند تبدؿ األشخاص كتغيَت األكقات‬ ‫كاختالؼ البقاع عند تبدؿ ادلصاٌف‪."1‬‬ ‫‪-2‬احتج اآلمدل على عدـ األخذ بادلصاٌف ادلرسلة بقولو‪" :‬ادلصاٌف ادلرسلة مًتددة بُت ما عهد من الشارع‬ ‫اعتبارىا كما عهد منو إلغائها‪ ،‬كليس إحلاقو بأحدمها أكىل من اآلخر‪ ،‬فامتنع االحتجاج بو دكف‬ ‫شاىد باالعتبار يعرؼ أنو من قبيل ادلعترب دكف ادللغي"‪ 2‬ك أتفق يف ذلك مع من أجاب على ذلك‬ ‫بقولو‪ :‬بأف اشتماؿ الوصف على مصلحة راجحة كمفسدة مرجوحة جيعل اعتباره أرجح من إلغائو‪،‬‬ ‫ألف الشارع قد اعترب جنس ادلصلحة‪ ،‬كذلك يغلب على الظن اعتبار ادلناسب ادلرسل‪ ،‬فيجب العمل‬ ‫بو‪ ،‬ألف العمل بالظن كاجب"‪.3‬‬ ‫كما أف ادلصاٌف اليت ألغاىا الشارع قليلة بالنسبة للمصاٌف اليت اعتربىا‪ ،‬فإذا كجدت مصلحة مل‬ ‫يقم دليل على اعتبارىا كال على إلغائها بذاهتا كفيها فائدة تعود بالنفع على الناس‪ ،‬كاف الظاىر إحلاقها‬ ‫باألعم األغلب دكف القليل النادر‪.4‬‬ ‫‪-3‬ما كرد من إنكار الفقهاء للتعليل خاصة ما كرد عن الشافعي يف إنكاره لالستحساف بقولو‪" :‬من‬ ‫استحسن فقد شرع"‪ 5‬فبعد التحقيق يف ما قيل عن إنكار الشافعي للعمل باالستحساف بوصفو أحد‬ ‫‪ 1‬الغزايل ‪ ،‬ادلنخوؿ‪ ،‬دار الفكر دمشق ‪1400‬ىػ الطبعة الثانية ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد حسن ىيتو ‪ 355/1 ،‬كما بعدىا‪ .‬اآلمدل‬ ‫‪ ,‬ـ س ‪.168/4 ,‬‬ ‫‪ 2‬اآلمدل ‪ ,‬ـ س ‪.168/4 ,‬‬ ‫‪ 3‬الشيخ زلمد أبو النور زىَت ‪ ،‬أصوؿ الفقو ‪ ،‬ادلكتبة األزىرية للًتاث ‪1425‬ىػ‪2004/‬ـ ‪. 155 ،‬‬ ‫‪ 4‬أصوؿ الفقو اإلسالمي أمحد فراج حسُت كد‪.‬رمضاف السيد الشرنباصي‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪2004‬ـ‪. 141 ،‬‬ ‫‪ 5‬الشاطيب‪ ،‬اآلمدل‪ ،‬ـ س‪ ،162/4 ،‬ـ س‪ ،137/3 ،‬الرسالة ‪ ،‬الشافعي‪ ،‬القاىرة ‪1358‬ىػ‪1939/‬ـ ‪ ،‬ربقيق‪ :‬أمحد‬ ‫زلمد شاكر ‪. 504/1 ،‬‬

‫‪28‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫أحد صور األخذ بادلصلحة صلد أف ما أشيع من ذلك ليس لو كجود البتة بل إف اإلماـ الشافعي‬ ‫كاف مقصوده باالستحساف ىو مطلق احلكم باذلول كىو غَت متحقق يف مذىبو بل إف اإلماـ‬ ‫الشافعي قد أخذ باالستحساف يف كثَت من فتاكيو كمن أمثلة ذلك‪ ":‬أنو قاؿ‪ :‬استحسن يف ادلتعة أف‬ ‫تكوف ثالثُت درمهان كاستحسن ثبوت الشفعة للشفيع إىل ثالثة أياـ كاستحسن ترؾ شئ للمكاتب‬

‫من صلوـ الكتابة" كقاؿ يف السارؽ " إذا أخرج يده اليسرل بدؿ اليمٍت فقطعت القياس أف تقطع‬

‫ديناه كاالستحساف أف ال تقطع "‪.1‬‬ ‫كمن كل ما سبق فإف الباحث يستخلص كيقوؿ بصحة ترجيح االذباه األكؿ كىم من يقولوف‬ ‫حبجية ادلصاٌف ادلرسلة ك ذلك لقوة األدلة اليت أكردكىا‪.‬‬ ‫ثالثاً‪::‬شروط العمل بالمصالح المرسلة‪:‬‬ ‫اشًتط األصوليوف عدة شركط لتشريع األحكاـ استنادان لنظرية ادلصاٌف ادلرسلة ك ىي كالتايل‪:‬‬

‫‪-1‬ادلالءمة دلقاصد الشرع حبيث ال تنايف أصالن كال دليالن من دالئلو ‪ 2‬كىو ما ذكره الشاطيب مث أضاؼ‪:‬‬ ‫"أف كل أصل شرعي مل يشهد لو نص معُت ككاف مالئمان لتصرفات الشرع كمأخوذان معناه من أدلتو‬ ‫فهو صحيح يبٌت عليو كيرجع إليو إذا كاف ذلك األصل قد صار دبجموع أدلتو مقطوعان بو‪ ،‬ألف‬ ‫األدلة ال يلزـ أف تدؿ على القطع باحلكم بانفرادىا دكف انضماـ غَتىا إليها كما تقدـ‪ ،‬ألف ذلك‬ ‫كادلتعذر كيدخل ربت ىذا ضرب االستدالؿ ادلرسل الذم اعتمده مالك كالشافعي فإنو كإف مل‬ ‫يشهد للفرع أصل معُت فقد شهد لو أصل كلي كاألصل الكلي إذا كاف قطعيان قد يساكم األصل‬ ‫ادلعُت كقد يريب عليو حبسب قوة األصل ادلعُت كضعفو‪ ،‬كما أنو قد يكوف مرجوحان يف بعض ادلسائل‬ ‫حكم سائر األصوؿ ادلعينة ادلتعارضة يف باب الًتجيح ‪ ،‬ككذلك أصل االستحساف على رأم مالك‬ ‫ينبٍت على ىذا األصل ألف معناه يرجع إىل تقدمي االستدالؿ ادلرسل على القياس‪ "3‬أم أف الضابط‬ ‫لتشريع حكم استنادان على ادلصلحة ادلرسلة أف تكوف ىذه ادلصلحة متفقة مع ادلصاٌف اليت قصد‬ ‫‪ 1‬اآلمدل‪ ،‬ـ س‪ 162/4 ،‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫‪ 2‬الشاطيب ‪ ،‬االعتصاـ‪ ،‬ادلكتبة التجارية مصر ‪. 129/3 ،‬‬ ‫‪ 3‬الشاطيب‪ ،‬ادلوافقات‪ ،‬ـ س ‪ 39/1 ،‬كما بعدىا ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫الشارع ربصيلها بأف تكوف من جنسها كليست غريبة عنها كإف مل يشهد ذلا دليل خاص هبا ‪،1‬‬ ‫باإلضافة إىل عدـ تعارض ىذه ادلصلحة مع دليل من األدلة القطعية يف داللتها على ادلراد منها‬ ‫سواء أكاف نصان أـ إمجاعان‪.‬‬ ‫‪ -2‬أف تكوف معقولة ادلعٌت‪ :‬ك ىو ما ذكره الشاطيب بقولو‪" :‬إف عامة النظر فيها إمنا ىو فيما عقل منها‬ ‫كجرل على دكف ادلناسبات ادلعقولة اليت إذا عرضت على العقوؿ تلقتها بالقبوؿ فال مدخل ذلا يف‬ ‫التعبدات كال ما جرل رلراىا من األمور الشرعية ألف عامة التعبدات ال يعقل ذلا معٍت على التفصيل‬ ‫كالوضوء كالصالة كالقياـ يف زماف سلصوص دكف غَته كاحلج كضلو ذلك"‪، 2‬أم أف تشريع األحكاـ‬ ‫استنادان إىل ادلصلحة ادلرسلة إمنا يكوف نطاقو فقط يف أمور العادات دكف أمور التعبدات اليت ال جيوز‬ ‫االجتهاد أك تشريع األحكاـ فيها استنادان إىل ادلصلحة ادلرسلة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أف تكوف ادلصلحة ضركرية كلية قطعية‪ :‬كىو ما يشًتطو البيضاكم كالسبكي كالغزايل بقوذلم‪" :‬إف‬ ‫كانت ادلصلحة ضركرية قطعية كلية كتًتس الكفار الصائلُت بأسرل ادلسلمُت اعترب كإال فال"‪" .3‬كإف‬ ‫فات أحد ىذه القيود الثالثة مل تعترب‪ ،‬كالضركرية ما تكوف يف الضركريات اخلمس أعٍت الدين كالعقل‬ ‫كالنفس كادلاؿ كالنسل‪ ،‬كالقطعية اليت ذبزـ حبصوؿ ادلصلحة فيها ‪ ،‬كالكلية ىي اليت تكوف موجبة‬ ‫لفائدة تعم مجيع ادلسلمُت كمثل ذلك دبا إذا تًتس الكفار حاؿ التحاـ احلرب بأسرل ادلسلمُت‬ ‫كقطعنا بأنا لو امتنعنا عن التًتس لعدمونا كاستولوا على ديارنا كقتلوا كافة ادلسلمُت كلو رمينا الًتس‬ ‫لقتلنا مسلمان من دكف جردية صدرت منو فيجوز كاحلالة ىذه رميو" ؛ كىذا التفصيل مأخوذ من‬

‫الغزايل رمحو اهلل‪.4‬‬

‫‪ 1‬كىبة الزحيلي ‪ ،‬الوسيط يف أصوؿ الفقو اإلسالمي ‪ ,‬مطبعة دار الكتاب ‪1398/1397‬ق‪1978/1977 ,‬ـ الطبعة‬ ‫الثالثة ‪. 349 ،‬‬ ‫‪ 2‬الشاطيب‪ ،‬االعتصاـ‪ ،‬ـ س‪. 129/3 ،‬‬ ‫‪ 3‬اإلهباج ‪ ،‬السبكي ‪ ،‬البيضاكم ‪ ،‬ـ س ‪ ،385/4 ،‬دار الكتب العلمية بَتكت ‪1404‬ىػ الطبعة األكىل ‪ ،‬ربقيق مجاعة‬ ‫من العلماء ‪ ،177/3 ،‬ادلستصفي‪ ،‬الغزايل‪ ،‬ـ س ‪. 175/1 ،‬‬ ‫‪ 4‬السبكي ‪ ،‬ـ س ‪. 178/3 ،‬‬

‫‪34‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫كاجلػػدير بالػػذكر أف شػػرط الغػزايل أف تكػػوف ادلصػػلحة ضػػركرية‪ ،‬فقػػد حيصػػر نطػػاؽ العمػػل بادلصػػلحة‬ ‫ادلرس ػػلة عل ػػى مرتب ػػة الض ػػركريات دكف س ػػائر ادلرات ػػب األخ ػػرل "احلاجي ػػات كالتحس ػػينات" ك يص ػػح ى ػػذا إذا‬ ‫اقتصرنا على أحد مؤلفاتو "ادلستصفى" لكن ىذا الظن يتبدد إذا رجعنا إىل سائر مؤلفاتو‪ ،‬كلعل ما جاء يف‬ ‫ادلستصفى كاف بيانان دلا ىو موضع اتفاؽ بُت اجلميع‪ ،‬إذ يعمػل بادلصػلحة الضػركرية عنػد مجيػع الفقهػاء بػال‬ ‫اسػتثناء‪ ،‬كذلػك يف ظننػا راجػػع إىل قاعػدة "الضػركرات تبػػيح احملظػورات"‪ ،‬كمػا ضػربو الغػزايل مػثالن دلي هػل علػػى‬ ‫ذلػػك فهػػو يضػػرب مػػثالن حبالػػة تػػًتس الكفػػار بػػبعض ادلسػػلمُت‪ ،‬فػػنحن إزاء مصػػلحتُت‪ :‬احلفػػاظ علػػى حيػػاة‬

‫ادلسلمُت الذين تًتس هبم الكفار‪ ،‬مث احلفػاظ علػى الػدين هبزديػة ىػؤالء الكفػار ؛ كيف مراتػب ادلصػاٌف تتقػدـ‬ ‫ادلصلحة األخَتة على ادلصلحة األكىل ألهنا ضركرية كقطعية "أم حقيقية" ككلية "أم عامة"‪ ،1‬ككوهنا قطعية‬ ‫أم أهنا من ادلصاٌف احملققة اليت يقطع حبصوذلا إذا شرع من أجلها احلكم‪ ،‬فلو كانت غػَت مقطػوع حبصػوذلا‬ ‫بأف كانت متومهة قد ربصل كقد ال ربصل فال جيوز العمل هبا‪. 2‬‬ ‫كمعٌت ىذا؛ أف يتحقق من بناء التشريع على ىذه ادلصلحة ادلرسلة جلب مصلحة أك دفع مفسدة‪،‬‬ ‫كذلك مثل تسجيل العقود فإنو يقلل شهادة الزكر‪ ،‬كتسعَت السلع يف كقت األزمات فإنو دينع من جشع‬ ‫بعض التجار كيرفع احلرج عن الناس‪ . 3‬ككوهنا كلية أم أهنا عامة للناس كليست دلصلحة فردية أك طائفة‬ ‫معينة‪ ،‬ألف أحكاـ الشريعة موضوعة لتطبق على الناس مجيعان‪ ،‬فمثالن تشريع األحكاـ لصاٌف أمَت أك رئيس‬

‫أك حلاشيتو ال يصح األخذ بو شرعان‪ ،‬كمثلو قتل مسلم تًتس بو الكفار يف قلعة ال يصح ذبويزه مىت أمكن‬ ‫حصارىم كال خيشى منهم التسلط على بالد ادلسلمُت‪.4‬‬

‫‪ -4‬أف يكوف يف األخذ هبا حفظ أمر ضركرم كرفع حرج الزـ يف الدين‪ ،‬كىو ما ذكره الشاطيب بقولو‪:‬‬ ‫"كمرجعها إىل حفظ الضركرم من باب ما ال يتم الواجب إال بو فهي إذان من الوسائل ال من‬

‫ادلقاصد كرجوعها إىل رفع احلرج راجع إىل باب التخفيف ال إىل التشديد"‪. 5‬‬

‫‪ 1‬على زلمد جريشة ‪ ،‬ادلصلحة ادلرسلة زلاكلة لبسطها كنظرة فيها‪ ،‬رللة اجلامعة اإلسالمية ادلدينة ادلنورة العدد ‪.15 , 39‬‬ ‫‪ 2‬امحد فراج حسُت ‪ ،‬رمضاف السيد الشرنباصي‪ ،‬مرجع سابق ‪143 ،‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫‪ 3‬زلمود زلمد الطنطاكم ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 305 ،‬‬ ‫‪ 4‬د‪ .‬كىبة الزحيلي‪ ،‬ـ س ‪. 350 ،‬‬ ‫‪ 5‬االعتصاـ ‪ ،‬الشاطيب‪ ،‬ـ س ‪. 133/3 ،‬‬

‫‪33‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫كمن كل ما كرد أعاله نستخلص أف ضوابط العمل بادلصلحة الشرعية تنحصر يف أف يكوف رلاذلا‬ ‫العادات ك ىي ادلعامالت سواء بُت األفراد ك اجلماعات ك الدكؿ‪ ،‬ك مثاذلا يف عصرنا احلايل ادلعامالت‬ ‫ادلالية ك التجاري ة ك ادلعاىدات ك االتفاقيات بُت األفراد فيما بينهم ك بُت الدكؿ فيما بينها‪ ،‬أك بُت األفراد‬ ‫ك الدكؿ ك ربكمها قوانُت خاصة حيث ديكن ذلذه الدكؿ تعديل أك تغيَت ىذه القوانُت دبا حيقق مصاحلها‬ ‫ك مصاٌف رعاياىا‪ ,‬أما العبادات ك ىي القواعد ك الطرؽ اليت شرعها اهلل لتنظم عالقة الفرد بربو عز ك جل‬ ‫فال رلاؿ لتشريع األحكاـ فيها كفق نظرية ادلصاٌف ادلرسلة فتًتؾ كفق ما شرعو اهلل؛ عالكة على أف الطاعة‬ ‫هلل إمنا تكوف كفق ما شرع‪ ،‬ك شركطها أف تكوف ادلصلحة ادلرسلة مالئمة دلقاصد الشارع فال تتعارض مع‬ ‫أصل أك دليل‪ ،‬ك أف تكوف معقولة ادلعٌت‪ ،‬ك أف تكوف ادلصلحة ضركرية أك حاجية ؛ ألف احلاجة تنزؿ‬ ‫منزلة الضركرة ك كلية ك قطعية‪ ،‬ك أف يكوف األخذ هبا حيفظ الضركرم كاحلاجي‪.‬‬ ‫ك من األمثلة على األخذ بادلصلحة ادلرسلة يف العصر احلديث سن مجيع القوانُت لتحقيق أىداؼ‬ ‫(مصاٌف) معينة ‪،‬فيسن القانوف ك يضمن بنود ك مواد توجو نشاط األفراد ضلو كجهة زلددة‪ ،‬أك حيرـ‬ ‫القانوف أك يضع عقبات معينة ليصرؼ نشاط األفراد عن نشاط معُت كإصدار قوانُت لالستثمار‬ ‫كلإلعفاءات اجلمركية جلذب رؤكس األمواؿ من خارج السوداف لتحقيق التنمية بالبالد ك استيعاب العمالة‬ ‫احمللية‪ .‬كذلك ‪ ،‬إصدار قوانُت العمل دبا دينع رب العمل من الفصل التعسفي للعاملُت معو بعقد عمل غَت‬ ‫زلدد ادلدة ك تعويض العامل دبا يساكم مرتب ستة أشهر إذا رفض رب العمل إرجاعو للعمل ك غَتىا‬ ‫كثَت‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ضمان المصرف اإلسالمي لودائع استثمار المضاربة‬ ‫عملت ادلصارؼ اإلسالمية ك منظورىا على تطوير ك بلورهتا صيغة ادلضاربة لتتواءـ كتتوافق مع‬ ‫احلاجات ادلتجددة لإلنسانية كل ذلك ك فق اجتهاداهتم دبا ال خيالف الشريعة اإلسالمية استنادان لنظرية‬ ‫ادلصاٌف ادلرسلة حىت لو خالفت ىذه االجتهادات احلديثة بعض الضوابط اليت نص عليها الفقهاء يف ذلك‬ ‫الزماف إذ أنو ليس يف علم أصوؿ الفقو أف من شركط العمل بادلصلحة ادلرسلة شرطان يقضي بعدـ سلالفة‬

‫‪32‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫رأم الفقهاء السابقُت‪ ،‬ك إف اشًتط عدـ سلالفة النصوص القطعية يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما أف الفقو‬ ‫اإلسالمي ال ينكر تغَت األحكاـ بتغَت الزماف ك ادلكاف ك العادات‪.‬‬ ‫كلقد عرؼ قانوف ادلعامالت ادلدنية لسنة (‪ )1984‬ادلضاربة بقولو‪" :‬ىي عقد يتفق دبقتضاه رب‬ ‫ادلاؿ على تقدمي رأس ادلاؿ كادلضارب بالسعي كالعمل ابتغاء الربح"‪.1‬‬ ‫كعرفتها اذليئة العليا للرقابة الشرعية ببنك السوداف بأهنا‪" :‬ىي شركة يف الربح دباؿ من جانب رب‬ ‫ادلاؿ‪ ,‬ك عمل من جانب ادلضارب‪ ،‬ك صفتها أف يدفع رب ادلاؿ إىل العامل (ادلضارب) ماالن ليتجر فيو‪,‬‬ ‫كيكوف الربح مشًتكان بينهما بنسبة مشاعة حسب ما يشًتطاف‪ ،‬أما اخلسارة فهي على رب ادلاؿ‬

‫كحده ك ال يتحمل ادلضارب من اخلسارة شيئان إال إذا تعدل أك قصر"‪.2‬‬

‫ك لعل مسألة الضماف يف ادلضاربة ادلصرفية لدل ادلصارؼ اإلسالمية تعترب حبق من األمور اليت مت‬ ‫تطويرىا لتتوافق مع دكر ادلضاربة لتحقيق مصاٌف ادلتعاملُت مع ىذه ادلصارؼ ككضع ىذه ادلعاملة كفق‬ ‫صيغة مقبولة شرعان‪ ،‬ذلك أف ادلضارب كقاعدة عامة يف ادلضاربة ال يضمن رأس ادلاؿ حىت لو شرط عليو‬ ‫رب ادلاؿ ذلك فالقاعدة يف الفقو اإلسالمي أنو ال ضماف عليو ك إف كاف ىناؾ خالؼ حوؿ أثر ىذا‬ ‫الشرط بُت من يقوؿ بفساد ادلضاربة كادلالكية ك الشافعية ك من يقوؿ بصحة ادلضاربة ك بطالف الشرط‬ ‫كاحلنفية حيث أكرد ذلك ابن رشد احلفيد بقولو‪ " :‬كمنها إذا شرط رب ادلاؿ الضماف على العامل فقاؿ‬ ‫مالك ال جيوز القراض كىو فاسد كبو قاؿ الشافعي كقاؿ أبو حنيفة كأصحابو‪ :‬القراض جائز كالشرط باطل‬ ‫كعمدة مالك أف اشًتاط الضماف زيادة غرر يف القراض نفسو كأما أبو حنيفة فشبهو بالشرط الفاسد يف‬ ‫البيع على ركاية أف البيع جائز كالشرط باطل‪ ،3‬كما أف ظركؼ الواقع ادلعاصر ك الرغبة يف أف تكوف‬ ‫ادلصارؼ اإلسالمية منافسان قويان للبنوؾ الربوية قد دعا منظرم ادلصارؼ اإلسالمية إىل التفكَت يف إعادة‬ ‫‪ 1‬ادلادة ‪ 266‬من قانوف ادلعامالت ادلدنية لسنة ‪ 1984‬السوداين ‪.‬‬ ‫‪ 2‬الرقابة الشرعية ‪،‬ادلراشد ال فقهية‪ ،‬اذليئة العليا للجهاز ادلصريف ك ادلؤسسات ادلالية ‪ ،‬دار السداد ‪1327‬ىػ‪2006/‬ـ ‪،‬‬ ‫‪.95‬‬ ‫‪ 3‬ابن رشد ‪ ،‬بداية اجملتهد ك هناية ادلقتصد‪ ،‬دار الفكر بَتكت ‪.179/2 ،‬‬

‫‪33‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫النظر يف أحكاـ الضماف يف صيغة ادلضاربة ‪ ،‬نظران ألف البنك الربوم إمنا يضمن أصل ادلاؿ ك فوائده‬ ‫للمودعُت لديو‪ ،1‬ك تقرير ذلك الضماف دعا بعض العلماء إىل القوؿ بأهنا ليست مضاربة شرعية إذ‬ ‫ادلضارب باتفاؽ فقهاء ادلذاىب ال يضمن رأس ادلاؿ إال بالتعدم أك التفريط‪ ،‬شلا جيعل ىذه ادلعاملة زبرج‬ ‫عن أحكاـ ادلضاربة ادلعركفة يف الفقو اإلسالمي‪.‬‬ ‫كقد تناكؿ ذلك محود بقولو‪ " :‬تعترب مسألة ضماف ادلضارب ادلشًتؾ (ادلصرؼ اإلسالمي) دلا‬ ‫ييس لم إليو من أمواؿ لغايات االستثمار‪ ،‬من ادلسائل ادلهمة على الصعيد العملي‪ ،‬كذلك باعتبار أف ىذه‬ ‫ادلسألة تشكل ‪-‬يف حقيقتها‪-‬عنصران مهمان يف إصلاح عمل ادلضارب ادلشًتؾ – كوسيط مؤسبن يف رلاؿ‬ ‫االستثمار ادلايل‪ ،‬حبيث ال جيد ادلتعامل مع ادلصرؼ الربوم نفسو يف كضع أحسن حاالن من الوضع الذم‬ ‫يتحقق لو يف تعاملو مع ادلصرؼ اإلسالمي الذم يسَت يف استثمار األمواؿ على نظاـ ادلضاربة ادلشًتكة‪.2‬‬ ‫فادلصرؼ اإلسالمي ال يضمن عائدان ثابتان ألحد‪ ،‬بل يعطي جزءان من الربح يزيد يف سنة ك ينقص‬ ‫يف أخرل‪ ،‬ك خيضع دلا زبضع لو االستثمارات عامةن من تقلبات ك مفاجآت‪ ،‬فكيف إذا أعلن أنو ال‬ ‫يضمن إال بتفريط أك عدكاف‪ ،‬فإف ىذا شلا يضر دبركزه التنافسي إىل حد بعيد ك بذلك ردبا انفض الناس من‬ ‫حولو‪ ,‬ك لذا جاء القوؿ بتضمُت ادلصرؼ دلا لديو من أمواؿ ادلودعُت‪ ،‬حىت ال يضعف ادلركز التنافسي‬ ‫للمصرؼ اإلسالمي يف مواجهة ادلصارؼ الربوية‪.3‬‬ ‫كقد حاكؿ القائلوف بذلك الضماف من علماء االقتصاد اإلسالمي ك منظرك ادلصارؼ اإلسالمية‬ ‫رد مسألة الضماف ك تأصيلها بردىا إيل فكرة تستند عليها يف الفقو اإلسالمي ك يف ذلك خرجها الصدر‬ ‫بقولو‪" :‬إف نرد مسألة ضماف ادلصرؼ الالربوم للودائع ادلسلمة إليو لغايات االستثمار‪ ،‬على أساس التربع‬ ‫بالضماف من جانب البنك‪ ،‬ألنو ليس العامل يف ادلاؿ بل ىو الوسيط بُت أصحاب ادلاؿ كالعاملُت فيو‪،‬‬ ‫‪ 1‬زلمد صالح زلمد الصاكم‪ ،‬مشكلة االستثمار يف البنوؾ اإلسالمية ك كيف عاجلها اإلسالـ‪ ،‬دار الوفاء ادلنصورة‬ ‫‪1410‬ىػ‪1990/‬ـ األكىل ‪.580 ،‬‬ ‫‪ 2‬سامي محود‪ ،‬ـ س‪.399 ،‬‬ ‫‪ 3‬زلمد صالح زلمد الصاكم‪ ،‬مرجع سابق‪ 580 ،‬كمابعدىا‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫على اعتبار أف (ال جيوز أف يضمن العامل رأس ادلاؿ)‪ ،‬كبذلك يتوفر للمودعُت العنصر األكؿ من عناصر‬ ‫الدافع الذم يدفعهم إىل اإليداع"‪. 1‬‬ ‫أما محود فقد قاؿ فيها‪ ":‬إف ادلدخل الذم نراه سليمان من ىذه الناحية‪ ،‬إمنا يتمثل يف النظر‬ ‫للمضارب ادلشًتؾ على غرار ما نظر بو أىل الفقو لألجَت ادلشًتؾ‪ ،‬فيما قرركه لو من أحكاـ ‪-‬على‬ ‫اخلالؼ يف ذلك ‪-‬مغايرة دلا يطبق على األجَت اخلاص‪ ،‬مع أف ادلقصود كاحد يف احلالُت"‪ ،2‬ك نستعرض‬ ‫فيما يلي آراء الفقهاء حوؿ مسألة األجَت ادلشًتؾ كالتايل‪:‬‬ ‫قاؿ الكاساين ‪ ،‬كىو من احلنفية‪" :‬كأما ادلستأجر فيو كثوب القصارة كالصباغة كاخلياطة كادلتاع‬ ‫احملموؿ يف السفينة أك على الدابة أك على اجلماؿ كضلو ذلك فاألجَت ال خيلو أما إف كاف مشًتكان أك خاصان‬ ‫كىو ادلسمى أجَت الواحد فإف كاف مشًتكان فهو أمانة يف قوؿ أيب حنيفة كزفر كاحلسن بن زياد كىو أحد‬ ‫قويل الشافعي ( رأم ال يضمن ) كقاؿ أبو يوسف كزلمد ىو مضموف عليو إال حرؽ غالب أك غرؽ‬ ‫غالب أك لصوص مكابرين‪ ,‬ك لقد ركم أف عمر (‪ )‬كاف يضمن األجَت ادلشًتؾ احتياطان ألمواؿ الناس‬ ‫كىو ادلعٍت يف ادلسألة كىو أف ىؤالء األجراء الذين يسلم ادلاؿ إليهم من غَت شهود زباؼ اخليانة منهم فلو‬ ‫علموا أهنم ال يضمنوف ذللكت أمواؿ الناس ؛ ألهنم ال يعجزكف عن دعول اذلالؾ"‪.3‬‬ ‫كذلك ذكره ابن رشد احلفيد كىو من ادلالكية بقولو‪ " :‬ك أما الذين اختلفوا يف ضماهنم من غَت‬

‫و‬ ‫تعد إال من جهة ادلصلحة فهم الصناع كال خالؼ عندىم أف األجَت ليس بضامن دلا ىلك عنده شلا‬ ‫استؤجر عليو إال أف يتعدل ‪ ،‬كأما تضمُت الصناع ما ادعوا ىالكو من ادلصنوعات ادلدفوعة إليهم فإهنم‬ ‫اختلفوا يف ذلك فقاؿ مالك ‪ ،‬كابن أيب ليلى ‪ ،‬كأبو يوسف يضمنوف ما ىلك عندىم كقاؿ أبو حنيفة ال‬ ‫يضمن من عمل بغَت أجر كال اخلاص كيضمن ادلشًتؾ كمن عمل بأجر كللشافعي قوالف يف ادلشًتؾ‬ ‫كاخلاص عندىم ىو الذم يعمل يف منزؿ ادلستأجر كقيل ىو الذم مل ينتصب للناس كىو مذىب مالك يف‬ ‫‪ 1‬زلمد باقر الصدر البنك الالربوم يف اإلسالـ‪32 ،‬كمابعدىا‪.‬‬ ‫‪ 2‬سامي محود‪ ،‬مرجع سابق‪.400 ،‬‬ ‫‪ 3‬الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬دار الكتب العريب بَتكت ‪1982‬ـ الثانية ‪.210/4 ،‬‬

‫‪35‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫اخلاص كىو عنده غَت ضامن كربصيل مذىب مالك على ىذا أف الصانع ادلشًتؾ يضمن كسواء عمل‬ ‫بأجر أك بغَت أجر كبتضمُت الصناع قاؿ علي كعمر كإف كاف قد اختلف عن علي يف ذلك كعمدة من مل‬ ‫ير الضماف عليهم أنو شبو الصانع بادلودع عنده كالشريك كالوكيل كأجَت الغنم كمن ضمنو فال دليل لو إال‬ ‫النظر إىل ادلصلحة كسد الذريعة ‪ ،‬كأما من فرؽ بُت أف يعملوا بأجر أك ال يعملوا بأجر فألف العامل بغَت‬ ‫أجر إمنا قبض ادلعموؿ دلنفعة صاحبو فقط فأشبو ادلودع كإذا قبضها بأجر فادلنفعة لكليهما ‪ ،‬فغلبت منفعة‬ ‫القابض أصلو القرض كالعارية عند الشافعي ككذلك أيضان من مل ينصب نفسو مل يكن يف تضمينو سد‬

‫ذريعة"‪.1‬‬

‫كذلك ذكره الشاطيب كىو من ادلالكية بقولو‪" :‬إف اخللفاء الراشدين قضوا بتضمُت الصناع‪ ،‬قاؿ‬ ‫الصناع كىم‬ ‫علي رضي اهلل عنو ال يصلح الناس إال ذاؾ ككجو ادلصلحة فيو أف الناس ذلم حاجة إىل ٌ‬ ‫يغيبوف عن األ متعة يف غالب األحواؿ كاألغلب عليهم التفريط ‪ ،‬كترؾ احلفظ فلو مل يثبت تضمينهم مع‬ ‫مسيس احلاجة إىل استعماذلم ألفضى ذلك إىل أحد أمرين إما ترؾ اإلستصناع بالكلية كذلك شاؽ على‬ ‫اخللق كإما أف يعملوا كال يضمنوا ذلك بدعواىم اذلالؾ كالضياع فتضيع األمواؿ كيقل االحًتاز كتتطرؽ‬ ‫اخليانة فكانت ادلصلحة التضمُت ‪ ،‬ىذا معٌت قولو ال يصلح الناس إال ذاؾ‪ ،‬كال يقاؿ إف ىذا نوع من‬ ‫الفساد كىو تضمُت الربمء‪ ،‬إذ لعلو ما أفسد كال فرط فالتضمُت مع ذلك كاف نوعان من الفساد‪ ،‬ألنا‬ ‫الصناع من غَت‬ ‫نقوؿ إذا تقابلت ادلصلحة كادلضرة فشأف العقالء النظر إىل التفاكت ككقوع التلف من ٌ‬ ‫تسبب كال تفريط بعيد كالغالب فوت األمواؿ كأهنا ال تستند إىل التلف السماكم بل ترجع إىل صنع العباد‬ ‫على ادلباشرة أك التفريط"‪.2‬‬ ‫ك أكرده الشَتازم كىو من الشافعية بقولو‪" :‬فإف كاف األجَت مشًتكان كىو الذم يعمل لو كلغَته‬ ‫احلماؿ الذم حيمل لكل أحد ففيو قوالف أحدمها جيب عليو الضماف دلا‬ ‫كالقصار الذم يقصر لكل أحد ك ٌ‬

‫ركل الشعيب عن أنس (‪ )‬قاؿ استحملٍت رجل بضاعة فضاعت من بُت متاعي فضمننيها عمر بن‬

‫‪ 1‬ابن رشد‪ ،‬ـ س‪.175/2 ،‬‬ ‫‪ 2‬الشاطيب ‪ ،‬ادلوافقات ‪.119/3 ،‬‬

‫‪36‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫اخلطاب (‪ )‬كعن خالس بن عمرك أف عليان رضي اهلل عنو كاف يضمن األجَت كعن جعفر بن زلمد عن‬ ‫أبيو عن علي كرـ ا هلل كجهو أنو كاف يضمن الصباغ ك الصواغ كقاؿ ال يصلح الناس إال ذلك كألنو قبض‬ ‫العُت دلنفعتو من غَت استحقاؽ فضمنها كادلستعَت‪ ،‬كالثاين ال ضماف عليو كىو قوؿ ادلزين كىو الصحيح ‪.‬‬ ‫قاؿ الربيع كاف الشافعي رمحو اهلل يذىب إىل أنو ال ضماف على األجَت كلكنو ال يفيت بو لفساد الناس‬ ‫كالدليل عليو أنو قبض العُت دلنفعتو كمنفعة ادلالك فلم يضمنو كادلضارب"‪. 1‬‬ ‫ك أما ابن قدامة كىو من احلنابلة فأكرد فيو‪" :‬األجَت على ضربُت خاص كمشًتؾ كادلشًتؾ‪ :‬الذم‬ ‫يقع العقد معو على عمل معُت كخياطة ثوب كبناء حائط كمحل شيء إىل مكاف معُت أك على عمل يف‬ ‫مدة ال يستحق مجيع نفعو فيها كالكحل كالطيب ‪،‬ك مسي مشًتكان ألنو يتقبل أعماالن الثنُت كثالثة كأكثر‬ ‫يف كقت كاحد كيعمل ذلم فيشًتكوف يف منفعتو كاستحقاقها فسمي مشًتكان الشًتاكهم يف منفعتو‪ ،‬فاألجَت‬ ‫ادلشًتؾ ضامن دلا جنت يده فاحلائك إذا أفسد حياكتو ضامن دلا أفسد‪ .‬كقد نص أمحد على ىذه ادلسألة‬ ‫يف ركاية ابن منصور كالقصار ضامن دلا يتخرؽ من دقو أك مده أك عصره أك بسطو كالطباخ ضامن دلا‬ ‫أفسد من طبيخو كاخلباز ضامن دلا أفسد من خبزه كاحلماؿ يضمن ما يسقط من محلو عن رأسو أك تلف‬ ‫من عثرتو كاجلماؿ يضمن ما تلف بقوده كسوقو كانقطاع حبلو الذم شد بو محلو كادلالح يضمن ما تلف‬ ‫من يده أك جذفو أك ما يعاًف بو السفينة‪ ،‬كركل ذلك عن عمر كعلي كعبد اهلل بن عتبة ك شريح كاحلسن‬ ‫كاحلكم كىو قوؿ أيب حنيفة كمالك كأحد قويل الشافعي كقاؿ يف اآلخر ال يضمن ما مل يتعد ‪ ,‬ك أف علي‬ ‫رضي اهلل عنو كاف يضمن الصباغ ك الصواغ ك قاؿ ال يصلح الناس إال ذلك"‪ .2‬ك استنادان لتضمُت األجَت‬ ‫ادلشًتؾ عند الفقهاء يقوؿ محود(‪ :)1991‬كإذا كاف انفراد األجَت ادلشًتؾ بالعمل يف الشيء الذم‬ ‫استؤجر عليو كترجيح جانب اذلالؾ نتيجة تفريطو ادلفًتض‪ ،‬مها من العوامل اليت دعت ادلالكية العتباره‬ ‫ضامنان‪ ،‬فإف ادلضارب ادلشًتؾ ال يقل شبهان يف كضعو بالنسبة للمستثمرين‪ ،‬عن األجَت ادلشًتؾ‪ ،‬حيث‬ ‫ينفرد ادلضارب ادلشًتؾ بإدارة ادلاؿ كإعطاءه مضاربة كيف يشاء كدلن يشاء‪ ،‬فلو مل يكن ضامنان ألدل بو‬ ‫‪ 1‬الشَتازم ‪ ،‬ادلهذب‪ ،‬دار الفكر بَتكت ‪.408/1 ،‬‬ ‫‪ 2‬ابن قدامة ‪ ،‬ادلغٍت‪ ،‬دار الفكر بَتكت ‪1405‬ىػ الطبعة األكىل ‪.305/5 ،‬‬

‫‪37‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫احلاؿ – جريان كراء الكسب السريع – إىل اإلقداـ على إعطاء ادلاؿ للمضاربُت ادلقامرين دكف ربفظ أك‬ ‫مراجعة للموازين‪ ،‬شلا يؤدم إىل إضاعة ادلاؿ كفقداف الثقة العامة كما قد يًتتب على ذلك من إحجاـ‬ ‫الناس عن دفع أمواذلم لالستثمار‪ ،‬كىو األمر الذم يعود على اجملتمع كلو – نتيجة لذلك اإلحجاـ من‬ ‫التعامل مع ادلصرؼ اإلسالمي – بالضرر كاخلسراف‪ "،1‬كإف سبكنا من بلورة السند الذم عرضناه بالنسبة‬ ‫للقوؿ بضماف ادلضارب ادلشًتؾ‪ ،‬على نظَت ما ىو مقرر بالنسبة لضماف األجَت ادلشًتؾ‪ ،‬يساعد – كال‬ ‫شك على تدعيم أركاف ادلضاربة ادلشًتكة بادلصارؼ اإلسالمية باعتبارىا نظامان قادران على الوقوؼ موقف‬ ‫الند للند أماـ التنظيم ادلصريف الربوم احلديث فيما يقدمو من مزايا للمودعُت"‪.2‬‬

‫كيذكر محود صورة أخرل كأساس لضماف ادلصارؼ اإلسالمية لرأس ماؿ ادلضاربة كىي صورة دفع‬ ‫ادلضارب ماؿ ادلضاربة دلضارب آخر استنادان دلا ذكره ابن رشد يف أحكاـ الطوارئ بقولو‪" :‬كمل خيتلف‬ ‫ىؤالء ادلشاىَت ( أبو حنيفة ك مالك ك الشافعي ك الليث ) من فقهاء األمصار أنو إف دفع العامل رأس‬ ‫ماؿ القراض إىل مقارض آخر أنو ضامن إف كاف خسرانان كإف كاف رحبان فذلك على شرطو مث يكوف للذم‬

‫عمل شرطو على الذم دفع إليو فيوفيو حظو شلا بقي من ادلاؿ"‪.3‬‬

‫ك ىنالك من يرل أف ما ذكره القائلوف بضماف ادلصارؼ اإلسالمية لرأس ماؿ ادلضاربة ال زبرج‬ ‫عن كوهنا اجتهادات حاكؿ أصحاهبا ربطها باجتهادات السابقُت ‪ ،‬فادلضاربة ال تقوـ أصالن على سند‬ ‫نصي سواء يف القرآف أك السنة‪ ،‬ك إمنا استمر العمل هبا لعدـ اعًتاض الرسوؿ (‪ )‬عليها‪ ،‬ك كانت‬ ‫تستعمل طبقان دلا عرؼ بُت الناس من أحكاـ قبل البعثة‪ ،‬إال فيما خيالف اإلسالـ من حيث ادلبادئ العامة‬ ‫يف ادلعامالت ‪ ،‬ك لذلك فإف األحكاـ ك الشركط اليت أعطاىا الفقو ذلذه ادلعاملة جاءت سدان دلتطلبات‬

‫احلياة ك التعامل يف كل رلتمع‪ ،‬فهي اجتهاد قابل لالجتهاد فيو‪ ،‬نظران لتغَت الظركؼ االقتصادية‬ ‫كاالجتماعية‪ ,‬ك االجتهاد ادلناسب ىو ادلطلوب من أجل تطبيق ادلضاربة من طرؼ البنوؾ اإلسالمية‪،‬‬ ‫خاصة ك أف عقدىا يقوـ على مبادئ ك عقود مقبولة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ك ىي األمانة ك الوكالة‬ ‫‪ 1‬سامي محود‪ ،‬مرجع سابق‪.402 ،‬‬ ‫‪ 2‬سامي محود‪ ،‬مرجع سابق‪ 405 ،‬كمابعدىا‪.‬‬ ‫‪ 3‬ابن رشد‪ ،‬مرجع سابق‪.182/2 ،‬‬

‫‪38‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫كالشركة‪ ،‬ك الضماف ك جلب ادلصاٌف‪ ,‬فالبنك عندما يتلقى األمواؿ من ادلودعُت تكوف يده عليها يد‬ ‫أمُت‪ ,‬ك عندما يستخدمها‪ ،‬فإما أف يكوف مضاربان هبا إذا عمل هبا بنفسو‪ ،‬حيث يتصرؼ كوكيل عن‬ ‫أصحاهبا ك ىي ككالة بأجر يتمثل يف نصيبو من األرباح اليت يصبح شريكان فيها‪ ،‬أك أف يكوف أجَتان إذا‬

‫قدمها لغَته الستغالذلا‪ ،‬ك يكوف ضامنان إذا كقعت خسارة ما‪ ،‬خبطأ منو أك إمهاؿ أك خركج عن شركط‬ ‫العقد‪ ،‬فإذا أضفنا إىل ىذا كلو أهنا ربقق مصلحة اجلميع يشلًولُت ك شليىولُت ك بنوكان‪ ،‬فهمنا ضركرة اخلركج‬ ‫من القيود ادلعنوية اليت تفرض التمسك باجتهادات قددية ذباكزهتا الظرفية االقتصادية ك االجتماعية‪.1‬‬

‫يتضح لنا أف غاية ماقالو محود ك من سانده الرأم ال خيرج عن القياس بتطبيق نظرية األجَت‬ ‫ادلشًتؾ أك نظرية دفع ادلضارب دلاؿ ادلضاربة دلضارب آخر دكف إذف رب ادلاؿ كأساس لضماف ادلصارؼ‬ ‫اإلسالمية لرأس ماؿ ادلضاربة ادلطٌورة لديها ك دلا حيققو ذلك من مصاٌف مرسلة جبعل ادلصرؼ اإلسالمي‬ ‫يتماىى مع ادلصرؼ الربوم على األقل يف مسألة ضماف رأس ادلاؿ ك إف كاف ال يضمن العائد الثابت‬ ‫بعكس األخَت‪.‬‬ ‫ك ىناؾ اذباه آخر يتبناه الصاكم (‪ :)1990‬يقوؿ بعدـ شرعية ضماف ادلصرؼ اإلسالمي لرأس‬ ‫ماؿ ادلضاربة ادلطٌورة حيث يركف أف قياس ضماف ادلصرؼ اإلسالمي على مسألة ضماف األجَت ادلشًتؾ ال‬ ‫تسعف القائلُت بتضمُت العامل (ادلصرؼ) يف ادلضاربة ك ذلك دلا بُت الصورتُت من فوارؽ متعددة منها‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-1‬أف العلة اليت أكجبت االستناد إىل ادلصلحة يف القوؿ بتضمُت األجَت ادلشًتؾ عند من قاؿ بذلك ىي‬ ‫اإلمهاؿ الذم يًتتب عليو ضياع احلقوؽ‪ ،‬ك ىذه علة ال ديكن القوؿ هبا يف أصوؿ ك طبيعة‬ ‫ادلصارؼ اليت تقوـ على احلرص ك الدقة‪ ،‬ك ىو ما استقر عليو العمل ادلصريف الذم يعترب الثقة‬ ‫كالسمعة الطيبة ىي رأس مالو احلقيقي‪ ،‬فال يتصور التضحية هبما بسهولة‪.‬‬

‫‪ 1‬عائشة الشرقاكم ادلالقي‪ ،‬البنوؾ اإلسالمية التجربة بُت الفقو كالقانوف كالتطبيق‪ ،‬ادلركز الثقايف العريب ‪2000‬ـ األكىل ‪،‬‬ ‫‪326‬كمابعدىا بتصرؼ ‪.‬‬ ‫‪ 2‬زلمد صالح زلمد الصاكم‪ ،‬مرجع سابق‪.591 ،‬‬

‫‪44‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫‪ -2‬أف البنك غالبان ما يشارؾ جبزء من رأس مالو اخلاص يف عمليات االستثمار ادلختلفة ك حينئذ ذبمعو‬ ‫مع فريق ادلودعُت كحدة ادلصاٌف‪ ،‬فإمهالو سوؼ ينعكس عليو ك تفريطو سوؼ يشارؾ يف ربمل‬ ‫عواقبو ك ىذا شلا يضعف علة اإلمهاؿ اليت يراد أف ييبٌت احلكم بالتضمُت على أساسها‪.‬‬

‫‪-3‬إذا كاف األمر يف عملية اإلجارة كاسعان‪ ،‬فإف األمر يف رلاؿ ادلضاربة ليس كذلك‪ ،‬ألف القوؿ بتضمُت‬ ‫ادلصرؼ دلا لديو من الودائع االستثمارية يقًتب بادلسألة من حافات اخلطر‪ ،‬ألنو قد ينتقل بنا من‬ ‫دائرة القراض إىل دائرة القرض‪ ،‬ك من نطاؽ الربح احلالؿ إىل نطاؽ الربا احلراـ‪ ،‬كحاؿ ادلصارؼ‬ ‫الربوية حيث تصبح الودائع يف احلقيقة قركضان كليست بودائع‪.‬‬ ‫‪ -4‬كإذا أضفنا إىل ما سبق أنو يشًتط يف القياس أف يثبت احلكم يف األصل بنص أك إمجاع حىت ديكن‬ ‫تعديتو إىل الفرع ادلقيس عرفنا اىتزاز األمر من أساسو ألف تضمُت األجَت ادلشًتؾ مل يكن يف يوـ‬ ‫من األياـ موضع اتفاؽ بُت الفقهاء فكيف ديكن قياس ادلضارب عليو ؟‪.‬‬ ‫كما أف قياس الضماف على ادلضارب اخلاص استنادان إىل ما أكرده ابن رشد احلفيد عندما يدفع‬ ‫ادلضارب اخلاص أمواؿ ادلضاربة إىل مضارب آخر بدكف إذف رب ادلاؿ‪ ،‬ىو حالة مل خيتلف أحد من‬ ‫الفقهاء فيها لتضمُت ادلضارب ألنو ديثل حالة من حاالت التعدم من قبل العامل ادلضارب سواء كاف‬ ‫مصرفان دبفهوـ اليوـ أك غَته‪.1‬‬ ‫أما القوؿ بالضماف على أساس التربع بو من جانب البنك باعتباره أجنبيان عن العقد‪ ،‬ألنو يقوـ‬ ‫فقط بدكر الوسيط بُت ادلودعُت ك ادلستثمرين ك ليس بدكر العامل يف ادلاؿ‪ ،‬فنقوؿ إف ىذا التخريج غَت‬ ‫صحيح ألف البنك مل خيرج بذلك عن كونو مضاربان ك عن كونو طرفان أصيالن يف ىذا العقد ك ليس أجنبيان‬ ‫عنو‪ ،‬ك ىب أننا جعلناه ككيالن عن مجاعة ادلودعُت ‪ ....‬أال يكوف ضمانو حينئذ دلصلحتهم‪ ،‬كتنصرؼ‬ ‫آثاره إليهم ؟ فمىت صح أف الوكيل يضمن دلوكلو شيئان قد ائتمنو عليو كعهد إليو دبهمة االذبار فيو؟ أك مىت‬ ‫كاف الوكيل – فيما ككل فيو ‪ -‬أجنبيان عن موكلو؟‪.2‬‬

‫‪ 1‬زلمد صالح زلمد الصاكم‪ ،‬مرجع سابق‪592 ،‬كمابعدىا بتصرؼ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ادلرجع السابق‪.592 ،‬‬

‫‪44‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫كخيلص أصحاب ىذا االذباه إىل أف البنك إما مضارب يف ادلاؿ ك يكوف حينئذ طرفان أصيالن يف‬ ‫ىذا العقد‪ ,‬ك إما ككيل عن ادلودعُت يف إدارة أمواذلم ك استثمارىا‪ ،‬فال يصح القوؿ بتضمينو باالتفاؽ ألنو‬ ‫مؤسبن‪ ،‬ك مل خيتلف يف عدـ تضمينو كما اختلف يف مسألة األجَت ادلشًتؾ‪.1‬‬ ‫ك من كل ما كرد أعاله نتفق مع ما توصل لو أصحاب الرأم الثاين القائل بعدـ شرعية ضماف‬ ‫ادلصرؼ اإلسالمي لودائع ادلستثمرين يف عقد ادلضاربة ادلصريف لعدة أسباب إضافة دلا ذكر أصحاب الرأم‬ ‫الثاين منها‪:‬‬ ‫‪-1‬صحة ما ذىب إليو فقهاء ادلذاىب اإلسالمية بقوذلم بعدـ تضمُت العامل بادلضاربة إال يف حالة‬ ‫التعدم أك التقصَت‪ ،‬ك إف كاف ال قدسية ألقواذلم ألنو ليس من شركط العمل بادلصاٌف ادلرسلة عدـ‬ ‫سلالفة أقواؿ الفقهاء‪ ،‬ك لكن ما كضعوه من شركط ك ضوابط كمن أمهها قوذلم بعدـ ضماف العامل‬ ‫ىو األكثر ربقيقان دلصلحة ادلصرؼ اإلسالمي ك ادلتعاملُت معو‪.‬‬ ‫‪-2‬إف القاعدة الذىبية اليت تقوـ عليها كل عقود الفقو اإلسالمي ىي الغنم بالغرـ فلو قلنا بضماف‬ ‫ادلصرؼ لودائع االستثمار بادلضاربة اليت عمل هبا ادلصرؼ كحدثت خسارة يف رأس ماؿ ادلضاربة‬ ‫ألم سبب كاف ففي ىذه احلالة ك حسب رأم من يقوؿ بضماف ادلصرؼ للودائع فإف ادلصرؼ‬ ‫اإلسالمي سوؼ خيسر مرتُت مرة خيسر اجلهد الذم بذلو من خالؿ عملو يف ادلضاربة ك مرة أخرل‬ ‫خيسر رأس ادلاؿ ك جيرب ما نقص منو لصاٌف ادلودعُت دكمنا أم مشاركة من جانب ادلودعُت ‪ ،‬ك تلك‬ ‫اخلسارة الكبَتة سوؼ تعيق ادلصرؼ اإلسالمي يف مسَتتو‪ ،‬أما يف حالة حدكث ربح بادلضاربة يكوف‬ ‫ادلودعُت مستحقُت للربح مع ادلصرؼ ‪ ،‬كمن مث يتبُت لنا عدـ صحة القوؿ بضماف ادلصرؼ ‪ ،‬كما‬ ‫أف القوؿ بالضماف ال حيقق ما يسمى التعادؿ يف األداءات بُت ادلصرؼ ك ادلودعُت بل أف ادلودعُت‬ ‫يكوف ذلم ما يسمى بشرط األسد الرابح دائمان يف حالة الربح ك كذلك يف حالة اخلسارة ك ىو ما‬ ‫تأباه العدالة ك الوجداف السليم‪ ،‬بل تأباه الشريعة اإلسالمية يف نصوصها ك مقاصدىا ‪.‬‬

‫‪ 1‬زلمد صالح زلمد الصاكم‪ ،‬مرجع سابق‪.592،‬‬

‫‪43‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫‪ -3‬إف ادلصلحة اليت يدعيها القائلوف بتضمُت ادلصرؼ اإلسالمي ىي مصلحة غَت حقيقية ألهنا ال تالئم‬ ‫مقاصد الشارع ‪ ،‬فهي تؤدل لظلم طرؼ ادلصرؼ ادلضارب بتحميلو التزامات أكرب من الطرؼ اآلخر‬ ‫( ادلودعُت ) كما أف األخذ هبا ال حيقق مصلحة ضركرية أك كلية أك قطعية‪ ،‬بل إف األخذ هبا يؤدم‬ ‫غٌت ك زيادة الفقَت فقران أم‬ ‫إىل إعاقة ادلصرؼ اإلسالمي يف مسَتتو‪ ,‬كما أهنا تعمل على زيادة الغٍت ن‬

‫أهنا تشابو نفس العلة ادلوجودة يف الربا احملرـ بالنصوص القطعية‪ ،‬لذلك نقوؿ بعدـ صحة ضماف‬ ‫ادلصرؼ اإلسالمي لودائع استثمار ادلضاربة ادلصرفية بل الصحيح أف يطبق ادلصرؼ شركط كضوابط‬

‫الفقهاء فيما يتعلق دبسألة الضماف دكف اخلركج عليها ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫النتائج و التوصيات‪:‬‬ ‫‪ -1‬إف ادلقصود بادلصاٌف ىو ما كاف فيو منفعة كخَت ألف ادلصلحة ضد ادلفسدة فادلصلحة ىي كل منفعة‬ ‫أك فائدة ترجى من الشيء أك من فعلو‪.‬‬ ‫‪-2‬ادلصلحة ادلقصودة عند علماء أصوؿ الفقو ىي ما كانت راجعة إىل قصد الشارع ‪ ،‬دكف قصد‬ ‫ادلكلفُت‪ ،‬فالشارع عز كجل ىو من حيدد ادلصاٌف من ادلفاسد ‪ ،‬باعتبار أف درء ادلفسدة عن ادلكلفُت‬ ‫ىو يف حد ذاتو مصلحة‪.‬‬ ‫‪-3‬إف ادلصاٌف ادلرسلة أك ادلسكوت عنها أك ادلطلقة ىي كل مصلحة مل يدؿ على األخذ هبا أك إلغائها‬ ‫دليل بعينو‪ ،‬فهي اليت مل يشرع الشارع حكمان لتحقيقها كمل يدؿ دليل شرعي على اعتبارىا أك إلغائها‪،‬‬ ‫كمسيت مرسلة أك مطلقة ألهنا مل تقيد بدليل اعتبار أك دليل إلغاء‪ ،‬لسكوت الشارع عنها‪.‬‬ ‫‪ -4‬صحة القوؿ حبجية ادلصاٌف ادلرسلة كالعمل هبا‪ ،‬كمن أسباب اتفاقنا مع أصحاب القوؿ حبجية ادلصاٌف‬ ‫ادلرسلة ىو أف كثَتان من األمور كالوقائع مستجدة كمتغَتة كالنصوص الشرعية زلدكدة فكاف البد من‬ ‫التحقق من توفر ادلصلحة ادلرسلة يف الواقعة ادلستجدة حىت ضلكم بشرعيتها أك عدمها‪ ،‬أما يف ترؾ‬ ‫األخذ هبا فتضييق للشريعة اإلسالمية مع عادليتها لقولو تعايل‪" :‬كما أرسلناؾ إال رمحة للعادلُت" (سورة‬ ‫األنبياء اآلية‪.).107‬‬ ‫‪ -5‬شركط العمل بادلصاٌف ادلرسلة تنحصر يف‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مالءمة ادلصلحة ادلرسلة دلقاصد الشارع فال تتعارض مع أصل أك دليل‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أف تكوف ادلصلحة ادلرسلة معقولة ادلعٌت‪.‬‬ ‫ث‪ -‬أف تكوف ادلصلحة ضركرية كلية قطعية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أف يكوف األخذ هبا حيفظ الضركرم كاحلاجي‪.‬‬ ‫‪ -6‬عرؼ قانوف ادلعامالت ادلدنية لسنة ‪ 1984‬السوداف ادلضاربة بقولو‪ :‬ىي عقد يتفق دبقتضاه رب‬ ‫ادلاؿ على تقدمي رأس ادلاؿ ‪ ،‬كادلضارب بالسعي كالعمل ابتغاء الربح‪ ،‬ك عرفتها اذليئة العليا للرقابة‬ ‫الشرعية ببنك السوداف بأهنا‪ :‬ىي شركة يف الربح دباؿ من جانب رب ادلاؿ‪ ،‬ك عمل من جانب‬ ‫‪43‬‬


‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬

‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬

‫ادلضارب‪ ،‬ك صفتها أف يدفع رب ادلاؿ إىل (ادلضارب) ماالن ليتجر فيو‪ ،‬ك يكوف الربح مشًتكان بينهما‬ ‫بنسبة مشاعة حبسب ما يتفقاف‪ ،‬أما اخلسارة فهي على رب ادلاؿ كحده ك ال يتحمل ادلضارب من‬ ‫اخلسارة شيئا إال بالتعدل أك التقصَت‪.‬‬ ‫‪-7‬عدـ شرعية القوؿ بضماف ادلصرؼ اإلسالمي لودائع ادلستثمرين يف عقد ادلضاربة ادلصريف‪.‬‬ ‫‪-8‬اعتماد ما ذىب إليو فقهاء ادلذاىب اإلسالمية بقوذلم بعدـ تضمُت العامل بادلضاربة إال يف حالة‬ ‫التعدم أك التقصَت فذلك أكثر ربقيقان دلصلحة ادلصرؼ اإلسالمي ك ادلودعُت‪.‬‬ ‫‪ -9‬إ ٌف القوؿ بضماف ادلصرؼ اإلسالمي لودائع االستثمار بادلضاربة خيالف قاعدة الغنم بالغرـ ك يؤدم‬ ‫خلسارة ادلصرؼ شلا يعيقو يف مسَتتو ك لن يستطيع الصمود‪ ،‬عالكة على أنو ال حيقق التعادؿ يف‬ ‫األداءات بُت ادلصرؼ ك ادلودعُت‪ .‬بل إف ادلودعُت يكوف ذلم ما يسمى بشرط األسد الرابح دائمان يف‬ ‫حالة الربح ككذلك يف حالة اخلسارة كىو ما تأباه العدالة ك الوجداف السليم‪ ،‬بل تأباه الشريعة‬ ‫اإلسالمية يف نصوصها كمقاصدىا‪.‬‬ ‫‪ -10‬إ ٌف القوؿ بضماف ادلصرؼ اإلسالمي لودائع االستثمار بادلضاربة ال حيقق مصلحة ضركرية أك كلية‬ ‫غٌت ك زيادة الفقَت فقران أم أهنا‬ ‫أك قطعية بل على العكس إ ٌف العمل بذلك سوؼ يؤدم لزيادة الغٍت ن‬ ‫تطابق نفس العلة ادلوجودة يف الربا احملرـ بالنصوص القطعية‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫المصادر و المراجع‪:‬‬ ‫‪ .1‬القرآف الكرمي‬

‫‪ .2‬إبراىيم بن علي بن يوسف الشَتازم أبو إسحاؽ ‪ ،‬المهذب‪ ،‬دار الفكر بَتكت‪.‬‬

‫‪ .3‬إبراىيم بن موسى بن زلمد اللخمي الغرناطي الشهَت بالشاطيب ‪ ،‬الموافقات‪ ،‬دار ادلعرفة بَتكت‪،‬‬ ‫ربقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل دراز ‪.‬‬

‫‪ .4‬ابن حزـ األندلسي أبو زلمد علي بن أمحد ‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام ‪ ،‬دار احلديث القاىرة‬ ‫‪1404‬ىػ األكىل‪.‬‬

‫‪ .5‬ابن قدامة ادلقدسي أبو زلمد عبد اهلل بن أمحد ‪ ،‬المغني‪ ،‬دار الفكر بَتكت ‪1405‬ىػ األكىل‪.‬‬

‫‪ .6‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد الكاساين عالء الدين ‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬دار‬ ‫الكتب العريب بَتكت ‪1982‬ـ الثانية‪.‬‬

‫‪ .7‬أمحد فرج حسُت كد‪.‬رمضاف السيد الشرنباصي‪ ،‬أصول الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬‬ ‫‪2004‬ـ‪.‬‬ ‫‪ .8‬أمحد فرقاف (طالب) إشراؼ د‪.‬عبد احملمود بالؿ منَت‪ ،،‬رسالة دكتوراة يف أصوؿ الفقو بعنواف‪:‬‬ ‫ادلصاٌف ادلرسلة عند اإلماـ امحد بن حنبل كأثرىا يف فتاكاه ‪ ،‬جبامعة أـ درماف اإلسالمية‬ ‫‪1403‬ىػ‪2003/‬ـ‬ ‫‪ .9‬إمساعيل احلسٍت ‪،‬نظرية المقاصد عند اإلمام ابن عاشور‪ ،‬ادلعهد العادلي للفكر اإلسالمي سلسلة‬ ‫الرسائل اجلامعية كتاب رقم ‪1416 15‬ىػ‪1996/‬ـ ‪.‬‬

‫‪ .10‬اإلسنوم اإلماـ مجاؿ الدين عبد الرحيم ‪ ،‬نهاية السؤل شرح منهاج الوصول‪ ،‬دار الكتب‬ ‫العلمية ‪-‬بَتكت‪-‬لبناف الطبعة األكىل ‪1420‬ىػ‪1999 -‬ـ ‪.‬‬

‫‪ .11‬اإلماـ أيب حامد زلمد بن زلمد بن زلمد الغزايل ‪ ،‬المنخول‪ ،‬دار الفكر دمشق ‪1400‬ىػ الثانية‪،‬‬ ‫ربقيق‪ :‬د‪.‬زلمد حسن ىيتو‪.‬‬

‫‪ .12‬اآلمدم أبو احلسن علي بن زلمد ‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام ‪ ،‬دار الكتاب العريب بَتكت‬ ‫‪1404‬ىػ األكىل ‪ ،‬ربقيق‪ :‬د‪.‬سيد اجلميلي‪.‬‬

‫‪ .13‬البخارم زلمد بن إمساعيل بن إبراىيم بن ادلغَتة ‪ ،‬أبو عبد اهلل ‪ ،‬صحيح البخاري ‪ ،‬دار ابن كثَت‬ ‫اليمامة بَتكت ‪1407‬ىػ‪1987/‬ـ الثالثة ‪ ،‬ربقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا ‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫د‪ .‬أكرم علي حممد يوسف‬ ‫ضوابط العمل باملصلحة املرسلة عند األصوليني ‪....‬‬ ‫‪ .14‬بن قدامة ادلقدسي أبو زلمد عبد اهلل بن أمحد ‪ ،‬روضة الناظر‪ ،‬جامعة اإلماـ زلمد الرياض‬ ‫‪1399‬ىػ الثانية ‪ ،‬ربقيق‪ :‬د‪ .‬زلمد حسن ىيتو‪.‬‬

‫‪ .15‬البيهقي أمحد بن احلسُت بن علي بن موسى أبو بكر ‪ ،‬سنن البيقهي الكبرى ‪ ،‬مكتبة دار الباز‬ ‫مكة ادلكرمة ‪1414‬ىػ‪1994/‬ـ ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد عبد القادر عطا‪.‬‬

‫‪ .16‬الرازم زلمد بن أيب بكر بن عبد القادر ‪ ،‬مختار الصحاح ‪ ،‬مكتبة لبناف ناشركف بَتكت‬ ‫‪1415‬ىػ‪1995/‬ـ ‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمود خاطر‪.‬‬

‫‪ .17‬الرازم زلمد بن عمر بن احلسُت ‪ ،‬المحصول ‪ ،‬جامعة اإلماـ زلمد الرياض ‪1400‬ىػ األكىل‪،‬‬ ‫ربقيق ‪ :‬طو جابر العلواين‪.‬‬

‫‪ .18‬سامي محود ‪ ،‬تطوير األعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثالثة مكتبة دار‬ ‫الًتاث القاىرة ‪1411‬ىػػ‪1991/‬ـ ‪.‬‬

‫‪ .19‬السبكي علي بن عبد الكايف ‪ ،‬اإلبهاج ‪ ،‬دار الكتب العلمية بَتكت ‪1404‬ىػ األكىل‪ ،‬ربقيق‬ ‫مجاعة من العلماء‪.‬‬

‫‪ .20‬سليماف بن عبد القوم الطويف ‪ ،‬رسالة الطوفي في المصلحة‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية القاىرة‬ ‫األكىل ‪ ،‬ربقيق د‪.‬أمحد عبد الرحيم السائح‪.‬‬ ‫‪ .21‬الشاطيب أبو إسحاؽ ‪ ،‬االعتصام‪ ،‬ادلكتبة التجارية مصر‪.‬‬

‫‪ .22‬الشافعي زلمد بن إدريس ‪ ،‬الرسالة ‪ ،‬القاىرة ‪1358‬ىػ‪1939/‬ـ ‪ ،‬ربقيق‪ :‬أمحد زلمد شاكر‪.‬‬

‫‪ .23‬الشوكاين زلمد بن علي بن زلمد ‪ ،‬إرشاد الفحول‪ ،‬دار الفكر بَتكت ‪1412‬ىػ‪1992/‬ـ األكىل‬ ‫‪ ،‬ربقيق‪ :‬زلمد سعيد البدرم‪.‬‬

‫‪ .24‬الشيخ زلمد أبو النور زىَت ‪ ،‬أصول الفقو ‪ ،‬ادلكتبة األزىرية للًتاث ‪1425‬ىػ‪2004/‬ـ‪.‬‬

‫‪ .25‬الصاكم زلمد صالح زلمد ‪ ،‬مشكلة االستثمار في البنوك اإلسالمية و كيف عالجها‬ ‫اإلسالم‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬ادلنصورة األكىل ‪1410‬ق‪1990/‬ـ ‪.‬‬

‫‪ .26‬الطنطاكم زلمود زلمد ‪ ،‬أصول الفقو اإلسالمي‪ ،‬مكتبة كىبو ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬ ‫‪1422‬ىػ‪2001/‬ـ ‪.‬‬

‫‪ .27‬عائشة الشرقاكم ادلالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية التجربة بين الفقو والقانون والتطبيق‪ ،‬ادلركز الثقايف‬ ‫العريب األكىل‪2000‬ـ ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫‪ .28‬عبد الوىاب خالؼ ‪ ،‬أصول الفقو ‪ ،‬دار القلم الطبعة الثامنة‪.‬‬

‫‪ .29‬على زلمد جريشة ‪ ،‬المصلحة المرسلة محاولة لبسطها ونظرة فيها‪ ،‬رللة اجلامعة اإلسالمية‬ ‫ادلدينة ادلنورة العدد ‪. 39‬‬ ‫‪ .30‬علي حسب اهلل ‪ ،‬أصول التشريع اإلسالمي‪ ،‬دار ادلعارؼ ‪1396‬ىػ‪1976/‬ـ الطبعة اخلامسة‪.‬‬

‫‪ .31‬الغزايل أبو حامد زلمد بن زلمد ‪ ،‬المستصفى‪ ،‬دار الكتب العلمية بَتكت ‪1413‬ق األكىل ‪،‬‬ ‫ربقيق‪ :‬د‪ .‬زلمد عبد السالـ عبد الشايف‪.‬‬ ‫‪ .32‬قانوف ادلعامالت ادلدنية لسنة ‪ 1984‬السوداين‪.‬‬ ‫‪ .33‬القرطيب أبو الوليد زلمد بن أمحد بن زلمد بن أمحد بن رشد الشهَت بابن رشد احلفيد ‪ ،‬بداية‬ ‫المجتهد و نهاية المقتصد‪ ،‬دار الفكر بَتكت‪.‬‬

‫‪ .34‬زلمد أمحد سراج ‪ ،‬الفقو اإلسالمي بين النظرية و التطبيق‪ ،‬سعد مسك للنسخ ك الطباعة‬ ‫‪1991‬ـ كلية احلقوؽ جامعة اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ .35‬زلمد باقر الصدر ‪ ،‬البنك الالربوي في اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .36‬زلمد بن مكرـ بن منظور األفريقي ادلصرم ‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر بَتكت ‪ ،‬األكىل ‪.‬‬ ‫‪ .37‬ادلراشد الفقهية‪ ،‬اذليئة العليا للرقابة الشرعية للجهاز ادلصريف ك ادلؤسسات ادلالية ‪ ،‬دار السداد‬ ‫ردمك األكىل ‪1327‬ىػ‪2006/‬ـ‪.‬‬ ‫‪ .38‬مصطفى أمحد الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام ‪ ،‬دار القلم دمشق الطبعة‬ ‫األكىل‪1418‬ق‪1998/‬ـ‪.‬‬

‫‪ .39‬كىبة الزحيلي‪ ،‬الوسيط في أصول الفقو اإلسالمي‪ ،‬مطبعة دار الكتاب ‪1398/1397‬ق‪،‬‬ ‫‪1978/1977‬ـ الطبعة الثالثة‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬ ‫*‬

‫الدكتورة أم نائل بركاني‬ ‫المستخلص‬ ‫لثس وسا لثشارع ‪ ،‬بوعت ااوت أ ا‬ ‫يتناول ذااال لث دا اللت لد تملاوال لدليفواااأص ل لثتواا دل ا ع ِّ‬

‫من لدل ل ع لثيت جتلت ف ملو مرل لثشريع لإلسالم ‪ ،‬لم لك تملو ثك عصر‪ ،‬لمرلعوهتو ثلتغريلت لثايت سا‬ ‫لجملتمعااوت لإلسااالم ‪ ،‬لبوثتااوا لةم ا بصاا‪ .‬عوم ا ر ثاااث يهاارل لخل ا ض ف ملااو للثت‪.‬ص ا ل‬

‫وهتااو ةلا‬

‫لثس وس لثشرع من مل لثتوا يك ن ب‪.‬ملم لثنص ص‬ ‫لةمر؛ حكومو لعلموء‪ ،‬للد تملوال لدليفواأص ل ِّ‬ ‫لجل للستن وط لةحكوم لثكل لدل ن على مرلعوة كل وت لثشريع لميفواأذو‪ ،‬ف مو يتعلق مبموتس لظ ‪.‬‬ ‫لث دي لثعوم ؛ من يأبري أم ت لثرع لشؤلن الينملم لال وذمر‬ ‫لثس وسا لثشاارع يعااأ منمل ااو يضا ك ك ‪ .‬ا ين يا‬ ‫أمااو ماان ملا لثتا ااق فود تملااوال لدليفواااأص ل ِّ‬

‫لةحكوم على لث لقع‪ ،‬لذث بودل لز بني لدلصوحل ف مو ب نملو‪ ،‬لبني لدل‪.‬وسأ ف مو ب نملو‪ ،‬للدل لز ا باني لدلصاوحل‬ ‫لثس وسا‬ ‫للدل‪.‬وسااأ‪ ،‬ث ا يتديفااق هاارة ذاااو لدل لز ا لذااو وأيااأ ل ا ك لةلث يااوت‪ ،‬للعت ااوت لدلا دت‪ ،‬ةن ِّ‬

‫لثشرع ل معنوذو لخلوص ذو منملج ل لثتعوم مع لث لقع س وس و لل تموع و للقتصواليو ررر‪ ،‬ث ا ييفا م‬ ‫على ذاو لث ظ ‪ .‬ألا لةمر‪ ،‬من أ‬

‫ويف ق مصوحل لثنوس‪ ،‬مع إقوم لثعأ ‪ ،‬لويف ق لةمن للدستيفرلتر‬

‫لعل ا فا ن لث وحثا سااتدول ب ااون لثعالقا بااني لدليفواااأ للثس وسا لثشاارع ‪ ،‬كمااو ساات ني مريك ا لت‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬على لدلست يني؛ لثنظرص للثتا يفور‬ ‫لد تملوال لدليفواأص ل ِّ‬

‫* أستوذة زلو رة ل كل لثعل م لإلسالم جبومع بوين ‪/‬لجل ل ر‬ ‫لثربيأ لإلثكرتلين ‪umtahaamal@yahoo.com‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫تمهيد‪:‬‬ ‫لثس وس لثشرع بوب من أب لب لث‪.‬يف ل لثأين‪ ،‬للثيف اوم علاى ويف اق مصاوحل لةما ل لثعو ا‬ ‫إن ِّ‬ ‫للآل ‪ ،‬ق لمملو ويف هق لثعأ ل لجملتمع لإلساالمو‪ ،‬لذاو ماع ذثا مصاا غ بوثصا غ لإل ساو ‪ ،‬لمتسام‬

‫برلح لدلرل للثيفأتة على لثت أال لمساويرة يغ ُاري لث ماون للدلكاون لأحا ل لثتاا ت لثعلماو للثتيفاوينر فيفاأ أفارال‬ ‫بعض من لثعلموء ذال لث وب بوثتصن ف ل لثيفأًن للحلأي ‪ ،‬لل تشرت كثري من م وحثا لمساو ل ل باا ن‬

‫كتب لثت‪.‬سري للث‪.‬يف للثتوتيخ لشرلح لحلأي ‪1‬ر‬

‫للثس وس لثشرع إ رلءلت لأعمو ليصارفوت‪ ،‬ثتديف اق مصاوحل لثرع ا ‪ ،‬لالتء لدل‪.‬وساأ عنملاو‪ ،‬فملاو‬ ‫يتالب لثيفأتة على لثيف والة لحلك م لثيت يتمكن من ويف ق لثصالح عن طريق حسن لثتأبري للثتويت دلو يرلال‬ ‫فعل أل يركا ‪ ،‬لكا ذاال جتاوج إة واربة لفانا لحسان يصارت ف ماو يتال ا س وسا لحلكام لق اوالة لثا الال‪،‬‬ ‫لقأتة على حسن لستغال ك لإلمكو وت لدلت فرة على لث‬

‫لثصد ح للثأق ق‪ ،‬فس ء لثتيفأير للثتصرت‪،‬‬

‫للدساات ألال بااوثرأص‪ ،‬لل عااألم لحلكما ‪ ،‬ياؤالص إة لث‪.‬سااوال‪ ،‬للثظلاام للجلا تر لقااأ بااني لباان لثيفا م واا تة ذااال‬ ‫فيفو ‪" :‬لذال م ع م ث أقألم‪ ،‬لمضل أفملوم‪ ،‬لذ ميفوم ان ‪ ،‬لمعارتل ااعب‪ ،‬فارط ف ا طو ‪.‬ا فعالا ل‬ ‫لحلألال‪ ،‬ل ع ل لحليف ق‪ ،‬ل رألل أذا لث‪ .‬ا ت علاى لث‪.‬ساوال‪ ،‬ل علا ل لثشاريع قواارة د ييفا م مبصاوحل لثع اوال‬ ‫زلتو ا إة اريذااو‪ ،‬لسااألل علااى ‪ .‬سااملم طرقااو اااد د ماان طاارق معرف ا لحلااق للثتن‪ .‬ااا ث ا لعال ذااو رر‬ ‫لأفرطاات ف ا طو ‪ .‬ا أواارا قوبلاات ذاااو لثاو ‪ .‬ا ‪ ،‬فس ا ات ماان ذث ا مااو ينااول حكاام ل لتس ا ث ‪ ،‬لكلتااو‬ ‫لثاو ‪.‬تني أي ت من ييفصريذو ل معرف مو بع ل ب تس ث لأ‬

‫ب كتوب "‪2‬ر‬

‫فوثس وس ا لثشاارع ماان ح ا لدلموتس ا لثعمل ا ذااو لثت سااع علااى لدة لةم ا ت ل أن يعمل ا ل م ااو‬ ‫ِّ‬

‫ييفضااو ب ا لدلصاالد شلااو د ااوثف أا ا لثش ارع‪ ،‬لإن مل ييفاام علااى ك ا يااأبري الث ا‬

‫ااو‪ ،‬فملااو إعمااو‬

‫‪1‬لمن ذاو لدلؤث‪.‬وت‪( :‬لإلموم للثس وس ) دبن قت ‪ ،‬ل(لةحكوم لثسلاو ) ثلمولتالص‪ ،‬لأيضو ( ص د لدلل ل)‪ ،‬ل (يسمل‬ ‫(س وس لدلل )‪ ،‬ل (أالب لثأ و للثأين)‪ ،‬كلملو ثلمولتالص‪ ،‬ل(لةحكوم‬ ‫لثنظر ليع‬ ‫لثظ‪.‬ر ل أوالق لدلل ) ل ِّ‬ ‫لثسلاو )‪ ،‬أيضو ةيب يعلو لث‪.‬رلء ‪ ،‬ل(لثس وس لثشرعه ل إاالح لثرلعو للثرع ) دبن ي م ‪ ،‬ل(لثارق لحلكم ل‬ ‫لثس وس لثشرع ) دبن ق م لجل زي ‪ ،‬ل (سرلج لدلل ل) ثلارط شو‪ ،‬ل(لثترب لدلس ل ل ص د لدلل ل) ثلغ لا‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ل(لث‪.‬خرص ل لآلاللب لثسلاو ) إلبن لثايفايفو‪ ،‬ل(بأل ع لثسل ل ط و ع لدلل ) دبن لةزتق‪ ،‬ل( لدلنملج لدلسل ل‬ ‫لثس وس لثنوفع )‬ ‫لثس وس ) ثليفلعو‪ ،‬ل (لثشملب لثالمع ل ِّ‬ ‫ل س وس لدلل ل ) ثلش تص‪ ،‬ل (هتايب لثريوس ليري ب ِّ‬ ‫دبن ت لن لدلوثيفو‪ ،‬ل ( سل ل لدلوث ل يأبري لدلموث ) دبن أيب لثرب ع‪ ،‬لاريذور‬ ‫‪2‬‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬ويف ق عصوم فوتس لحلرستوين‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لجل ‪ ،‬ط‪،1998 ،1‬‬ ‫لبن لثيف م‪ ،‬لثارق لحلكم ل ِّ‬ ‫ص‪02-19‬ر‬

‫‪06‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫ثال تملوال لسكني ثلدوكم ل أن يعم مبو الب على ظن أ مصلد من لةحكاومر لذثا ةن لةحكاوم‬ ‫بوثس وسا لثشا رع ‪ ،‬ث ساات كلملااو منصا ص عل ملااو‪ ،‬ث ا يااأ عل ملااو أالثا‬ ‫لثشاارع لدلتعليفا ِّ‬

‫ا ‪ ،‬با ل‬

‫أال ملو يشملأ ذلو كل وت لثشريع لميفواأذو لثعوم ر‬ ‫السياسة الشرعية‪:‬‬ ‫تعريف ِّ‬

‫‪:‬لثس وسا بكساار لثسااني مصااأت سااوس يسا س لثااأللب‪ :‬تل ااملو لعااا رااو‪ ،‬ف يفااو سااوس لثرع ا‬ ‫لغةةة ِّ‬ ‫يس ساملو س وسا ر للثسا س لثريوسا ‪ ،‬لساوس لةماار س وسا قاوم با ‪ ،‬لس سا لثيفا م علا و يس ساملم‪ ،‬لييفااو‬ ‫لسست لثرع ا س وسا ‪ ،‬لسا س لثر ا أما ت لثناوس مباو مل‬ ‫س س فالن أمر با فالن‪ ،‬أص هكلف س وستملمر ه‬ ‫لسساات لثرع ا س وسا ‪ :‬أمرهتااو لز تملااو‪ ،‬لسااوس زيااأ لةماار يس سا س وسا ‪:‬‬ ‫يساام فوعلا ‪ ،‬إذل هملا أماارذمر ه‬ ‫البرو لقوم بومرو‪1‬ر‬ ‫للدلالحاان ماان ذاااو لدلعااوين أزااو زلمل ا بكثااري ماان لثااأددت فملااو إاااالح للستصااالح‪ ،‬ب س ااو‬ ‫متعأالة من لإلتشوال للثت‬

‫للثتواليب‪ ،‬للثتأبري للثتملايب للةمر للثنملور‬

‫اصطالحا‪:‬‬ ‫لثس وس ا كمو يأ على ذث ثغ لثعرب ا يعاا لإلااالح للدستصاالح؛ فا ن ذثا د‬ ‫إذل كو ت ِّ‬ ‫فوثس وس لثكومل د يتديفق إد بتدص لدلصوحل ليكم لملو‪ ،‬لييفل لدل‪.‬وسأ لالت ملاو‬ ‫يتم إد بأتء لدل‪.‬وسأ‪ِّ ،‬‬

‫لثس وس فوطليف ذو على لااالحني‪:‬‬ ‫ليعا لملور لثيفأ لستعم لحلن‪ .‬كلم ِّ‬ ‫‪-1‬السياسةةة العا‪:‬ةةة‪ :‬لذااو لستصااالح لخللااق ب تشااوالذم إة لثاريااق لدلن ااو ل لثااأ و للآلواارة‪ ،‬فملااو ماان‬ ‫لة وء على لخلوا للثعوم ل ظوذرذم لبوطنملم‪ ،‬لمن لثساالطني للدللا ل علاى كا مانملم ل ظاوذرو‬ ‫د اري‪ ،‬لمن لثعلموء لتث لة وء على لخلوا ل بوطنملم د اري‪2‬ر‬ ‫‪-0‬السياسة الخاصة ‪ :‬ييف لبن عوبأين‪ :‬ليستعم أوص من ذث شلو ف ز ر ليواليب لث بوثيفت ‪3‬ر‬ ‫‪1‬أ ظر‪ :‬لبن منظ ت‪ ،‬ثسون لثعرب‪ ،‬ج‪ ، 6‬بريلت‪ :‬اللت اوالت‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪128‬ر للث‪.‬ريلز آبوالص‪ ،‬رلأ‬ ‫لثأين‪،‬لثيفوم س لحمل ك‪ ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثرسوث ‪ ،‬ط‪ ،1987 ،0‬ص‪712‬ر للثرلزص‪ ،‬سلتوت لثصدوح‪ ،‬بريلت‪ :‬مكت‬ ‫ث نون‪( ،‬ال‪ ،‬ط) ‪ ،1986 ،‬ص‪ 135‬ر لقلع و لقن يب‪ ،‬مع م ثغ لث‪.‬يفملوء‪ ،‬عريب لصلل ص‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لثن‪.‬و ‪ ،‬ط‪،0‬‬ ‫‪ ،1988‬ص‪050‬ر‬ ‫‪2‬لبن عوبأين‪ ،‬حوش تال لحملتوت على لثأت لدلختوت‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لث‪.‬كر‪ ،1979 ،‬ج‪ 4‬ص‪15‬ر‬ ‫‪3‬لدلصأت لثسوبقر‬

‫‪06‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬ ‫الث‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫لثس وس ذو فع شوء من لحلوكم دلصلد يرلذو‪ ،‬لإن مل يرال باث لث‪.‬ع‬ ‫لعرفملو لبن صل م بيف ث ‪ِّ :‬‬ ‫و‪1‬ر‬

‫لثس وسا ماو كااون فعااال يكا ن معا لثناوس أقاارب إة لثصااالح‪ ،‬لأبعااأ عاان‬ ‫لعرفملاو لباان عيف ا بيف ثا ‪ِّ :‬‬ ‫لث‪.‬سوال‪ ،‬لإن مل يضع لثرس (‪ ،)‬لد ب لحو‪2‬ر‬ ‫لعرفملو لدليفري ص بيف ث ‪ :‬لثيفو ن لثعوم ثرعوي لآلاللب للدلصوحل لل تظوم لةح ل ‪3‬ر‬

‫لثس وس لثشرع ذو لةحكاوم لثايت يانظم راو مرلفاق لثألثا ‪،‬‬ ‫لعرفملو لثش خ ع أ لثرمحن يوج بيف ث ‪ِّ :‬‬ ‫ليااأبر رااو شااؤلن لةم ا ‪ ،‬مااع مرلعااوة أن يك ا ن مت‪.‬يف ا مااع تلح لثش اريع ‪ ،‬وزث ا علااى أا ا ذلو لثكل ا ‪ ،‬زليفيف ا‬ ‫أارل ملو لد تموع ‪ ،‬لث مل يأ عل ملاو شاوء مان لثنصا ص لثت‪.‬صا ل لجل ا لثا لتالة ل لثكتاوب للثسان ‪،‬‬ ‫لثس وسا لثشارع ي‪.‬صا ال‪ ،‬د يضار‬ ‫فعأم الدث شوء من لثنص ص لث لتالة ل لثكتوب للثسن على أحكوم ِّ‬

‫لد مينع من أن سم ملو شرع ‪ 4‬ر‬

‫لثس وس ا لثشاارع ذااو لثعما بودلصااوحل لدلرساال ‪ ،‬ةن‬ ‫لعرفملااو لةسااتوذ ع ااأ لث ذااوب وااالت بيف ث ا ‪ِّ :‬‬

‫لدلصلد لدلرسل ذو لثيت مل ييفم من لثشوتع الث على لعت وتذو أل إثغو ملو‪5‬ر‬

‫لثس وس لثشرع يعا بوستن وط لةحكوم لثشرع ثل قو ع للةحألث للدلسات ألت لثايت‬ ‫لعل ف ن ِّ‬

‫ين ا بوةم ا ‪ ،‬لمل ي ارال ف ملااو ااص‬

‫ااو الل علااى لحلكاام ف ملااو‪ ،‬بنااوء علااى لةالث ا لثعوم ا للثيف لعااأ لثكل ا ‪،‬‬

‫لميفواأ لثشريع ‪ ،‬مبو جيفق لدلصلد لثعوم ثألم ر‬ ‫لثس وسا ذاو‬ ‫لع وتة "لثس وس لثشارع " مل يكان ميف اأة بأليا بيف اأ " لثشارع "؛ ل االقاو مان أن ِّ‬ ‫لثس وس " بألن ق أ كوف و‬ ‫لإلاالح‪ ،‬لد يك ن لإلاالح حيف يف و إد مبو قرتو لثشرع‪ ،‬فكون إطالق ث‪.‬ن " ِّ‬ ‫بس وس لثرس‬ ‫لثس وس لثشرع "‪ ،‬ثكن مع عف لثعلم لعأم لث‪.‬يف لجل أ ِّ‬ ‫ل إفوالة لدليفص ال من ع وتة " ِّ‬ ‫(‪ )‬عن ااأ لثا ا دة لعن ااأ م اان ييفل ااأ ذلا ام لثيفض ااوء؛ ا ااوتت "لثس وسا ا " ف ااوثف لثشا ارع‪ ،‬ف ااوحت ج إة ييف ااأ‬

‫بوثس وس لثعوالثا لييفا لبان‬ ‫لثس وس لثشرع أح و و ِّ‬ ‫لثس وس لثظودل ‪ ،‬ليسمى ِّ‬ ‫لثس وس بوثشرع إلورلج ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪1‬لبن صل م‪ ،‬لث در لثرل ق شرح كن لثأقو ق‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لدلعرف ‪ ،‬ط‪ ،1993 ،3‬ج‪ 5‬ص‪76‬ر‬ ‫‪2‬لبن لثيف م‪ ،‬لثارق لحلكم ‪ ،‬ص‪19‬ر‬ ‫‪3‬لدليفري ص‪ ،‬ييفو لثأين أمحأ بن علو‪ ،‬لخلاك لدليفري ي ‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت اوالت‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪002‬ر‬ ‫‪4‬‬ ‫لثس وس لثشرع للث‪.‬يف لإلسالمو‪ ،‬لثيفوذرة‪ ،‬الر م‪ ،1953،‬ج‪ 1‬ص‪8-7‬ر‬ ‫ع أ لثرمحن‪ ،‬يوج‪ِّ ،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثرسوث ‪ ،‬ط‪ ،1987 ،3‬ص‪6‬ر‬ ‫ع أ لث ذوب والت‪ِّ ،‬‬

‫‪06‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫لثيف م تمح ل ‪" :‬لمن ث ذلق ل لثشريع ‪ ،‬لإطالع على كمودهتو‪ ،‬ليضمنملو ثغوي مصوحل لثع وال ل لدلعوش‬ ‫للدلعوال لرل ئملو بغوي لثعأ لثاص يسع لخلال ق‪ ،‬لأ د عأ ف ق عأذلو‪ ،‬لد مصلد ف ق مو يضمنت من‬ ‫لثس وس ا لثعوالث ا‬ ‫لدلصااوحل‪ ،‬ي ااني ث ا أن ِّ‬

‫ا ء ماان أ ل ملااو لفاارع ماان فرلعملااو‪ ،‬لأن ماان ث ا معرف ا مبيفواااأذو‬

‫لثس وسا عااون‪ِّ :‬س وسا ظودلا‬ ‫لل ااعملو‪ ،‬لحساان فملما ف ملااو؛ مل جااتج معملااو إة ِّس وسا اريذااو لث تا ‪ ،‬فا ن ِّ‬ ‫لس وس ا عوالث ا فاارج لحلااق ماان لثظااومل لث‪.‬ااو ر‪ ،‬فملااو ماان لثش ارع ‪ ،‬علمملااو ماان علمملااو‬ ‫فوثش اريع ورمملااو‪ِّ ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لثس وس لثعوالث سلوث‪ .‬دلو اق ب لثشرع‪ ،‬ب ذو‬ ‫ل مللملو من مللملو " ‪ ،‬لييف أيضو‪ " :‬فال ييفو ‪ " :‬إن ِّ‬ ‫م لفيفا دلااو ااوء با ‪ ،‬با ذااو ا ء ماان أ ل ا ‪ ،‬لضلاان ساام ملو ِّس وسا ي عااو دلصااالدملم‪ ،‬لإعااو ذااو عااأ ل‬

‫لتس ث "‪2‬ر‬

‫السياسة الشرعية‪:‬‬ ‫المصلحة في ِّ‬

‫لثس وسا لثشارع ذاو أن لدليفصا ال‬ ‫إن لث‪.‬كارة لحمل تيا لثايت يؤسا عل ملاو "لد تملاوال لدليفوااأص" ل ِّ‬ ‫لثش ارعو لةل ذ ا إقوم ا لدلصاالد ل التء لدل‪.‬سااأة‪ ،‬ماان أ ا لث ا ا إة لسااتأد ساال م‪ ،‬ل فيف ا سااأيأ‬ ‫لثس وسا لثشاارع قو مااو علااى أمارين لةل ذا لثنظاار إة أحكااوم‬ ‫ثلشاريع ر ف كا ن لد تملااوال لدليفواااأص ل ِّ‬ ‫لثشريع ل ء ميفواأذو ل لب لدلصوحل ل التء لدل‪.‬وسأ‪ ،‬لد عربة ثلنظار لثيف وساو إذل أالا إة واالت‬ ‫ميفص الذو‪ ،‬ل لثثوين ذ لثنظر إة معوين لثنص ص لذث بتعل لملو للثت ا إة ميفواأ لثشرع من يشريعملو‪،‬‬ ‫لثس وسا لثشاارع علااى ويف ااق لدلصاالد لثعوما ‪ ،‬فااال بااأ ماان ب ااون‬ ‫ل اللن لدكت‪.‬ااوء بظ لذرذااور لمبااو أن مااألت ِّ‬

‫م‪.‬مل م لدلصلد ل لثشريع لإلسالم ر‬ ‫تعريف المصلحة‪:‬‬

‫المصةةلحة فةةي اللغةةة‪ : 3‬لإلاااالح يفا ض لإلست‪.‬سااوال‪ ،‬ل أااالح لثشااوء بعااأ فسااوالو أص أقوما ر ل‬

‫تأا لإلمااوم لدلصاالد ل كااال [ للحااأة لدلصااوحل ا أص لثصااالح‪ ،‬ل ظاار ل مصااوحل لثنااوس‪ ،‬ل ذاام ماان أذ ا‬ ‫لدلصااوحل د لدل‪.‬وسااأر لأااالح إث ا ‪ :‬أحساان‪ ،‬للدلصاالد للحااأة لدلصااوحل‪ ،‬ل ظاار ل مصااوحل لثنااوس‪ ،‬ل ذاام ماان‬ ‫أذ لدلصوحل د لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ل لستصلح يف ض لست‪.‬سأررر لمارة اوحل ‪ ،‬أص كثرية من بوب لثكنوي ر‬ ‫‪1‬‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬ص‪7‬ر‬ ‫‪2‬لبن لثيف م‪ِّ ،‬‬ ‫لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ص‪01‬ر‬ ‫‪3‬لبن منظ ت‪ ،‬ثسون لثعرب‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪5162‬ر لث ب أص‪ ،‬يوج لثعرلس‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪183‬ر لث‪.‬ريلز آبوالص‪ ،‬لثيفوم س لحمل ك‪،‬‬ ‫ص‪093‬ر‬

‫‪06‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫لالح يصلح االحو ل ال حو من بوب صر ل منع‪ ،‬ل ف ثغ ثوثث قل ل ‪ ،‬االح ككارم كماو ل‬ ‫لدلص وح للثصدوحر‬ ‫ل عل ا فودلص االد ل لثلغ ا لس اام ث لح ااأة م اان لدلص ااوحل كودلن‪.‬ع ا ل لدلن ااوفع‪ ،‬كم ااو يال ااق رل ااوزل عل ااى‬ ‫لةفعو لثيت ف ملو االح‪ ،‬أل لدلكون لثاص ف االح ك رير‬ ‫تعريف المصلحة اصطالحا ‪:‬‬ ‫لتالت يعاوتيف كثاارية ثلمصالد سا لء ك زاو لااا‪.‬و يرتياب علااى يشاريع لحلكاام‪ ،‬أل لدلصالد كااأث‬ ‫شرعو‪ ،‬من ذاو لثتعوتيف ‪:‬‬ ‫‪-‬تعريةةف الغلالةةي ‪ :‬عرفملااو بيف ثا " أمااو لدلصاالد فملااو ع ااوتة ل لةاا عان لااب من‪.‬عا أل الفااع‬

‫مضاارة "‪ 1‬مث علااق علااى ذث ا " ل ثساانو عااا ب ا ذث ا ‪ ،‬ف ا ن لااب لدلن‪.‬ع ا ل الفااع لدلضاارة ميفواااأ لخللااق‬ ‫لاالح لخللق ل وص ميفواأذم " ل ل ح ميفصا الو مان ذثا بيف ثا ‪ " :‬ثكناو عاا بودلصالد لحملوفظا‬ ‫على ميفص ال لثشرع " ل ألتال بعاأ ذثا لةقساوم لخلمسا دليفصا ال لثشارع م‪.‬صاال إيوذاو بيف ثا ‪ " :‬ل ميفصا ال‬ ‫لثشرع من لخللق مخس ‪ :‬ل ذ أن ج‪.‬ن عل ملم الينملم ل ‪.‬سملم‪ ،‬ل عيفلملم ل سالملم‪ ،‬ل ماوذلم " مث لعتارب‬ ‫ذاااو لةا ا لخلمس ا مع ااوتل ثلمصاالد فيفااو ‪ " :‬فك ا مااو ج‪.‬ظملااو فمل ا مصاالد ‪ ،‬ل ك ا مااو ي‪ .‬هتااو فمل ا‬ ‫م‪.‬سأة ل الفعملو مصلد "‬

‫‪2‬ر‬

‫تعريف الرازي ‪ :‬عرفملو بوزو " مو ي لفق لإل سون وص ال ل بيفاوء‪ ،‬ل قاأ يعارب عان لثتدصا جبلاب‬

‫لدلن‪.‬ع ل عن لإلبيفوء بأفع لدلضرة "‪ 3‬ل قو أيضو‪ " :‬لدلن‪.‬ع ع وتة عن لثلاة أل مو يك ن لس ل إث ملو‬

‫للدلضرة ع وتة عن لةمل أل مو يك ن لس ل إث ا ‪ ،‬ل لث سا ل إة لثلااة مال با باوثغرض‪ ،‬ل لدلالا ب‬ ‫بوثالت ذ لثلاة "‬

‫‪4‬ر‬

‫أمو لثع بن ع أ لثسالم فيفأ ذكر ل فص " ب ون حيف يف لدلصوحل ل لدل‪.‬وسأ " أن ‪ " :‬لدلصوحل‬ ‫أتبع أ لع؛ لثلالت ل أس ورو‪ ،‬ل لةفرلح ل أس ورو‪ ،‬ل لدل‪.‬وسأ أتبع أ لع؛ لآلدم ل أس ورو ل لثغم م‬ ‫‪ 1‬لثغ لا‪ ،‬أب حومأ زلمأ‪ ،‬لدلستص‪.‬ى‪ ،‬ج‪ ،1‬بريلت‪ :‬اللت لثكتب لثعلم ‪ ،‬ط‪ ،1983 ،0‬ص‪086‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪087‬ر‬ ‫‪3‬لثرلزص‪ ،‬زلمأ فخر لثأين‪ ،‬لحملص ل علم لةا ‪ ،‬لجمللأ لثثوين ‪ ،‬ج‪ ،0‬اللت لثكتب لثعلم ‪ ،‬بريلت‪ ،‬ط‪،1988 ،1‬‬ ‫ص‪319‬ر‬ ‫‪4‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪302‬ر‬

‫‪06‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫ل أس ورو "‪1‬ر مث قسمملو إة ال ي ل أورلي فيفو ‪ " :‬ل ذو منيفسم إة ال ي ل أورلي "‪2‬ر‬ ‫ل قريب من يعريف لبن ق م لجل زي ثلمصلد إذ ييف ‪ " :‬ذو لثنع م ل لثلاة ل مو ي‪.‬ضو إث ‪،‬‬

‫للدل‪.‬سأة ذو لثعالب ل لةمل ل مو ي‪.‬ضو إث "‪3‬ر‬

‫لثيفأ ذذب صلم لثأين لثا ل إة أن لدلصلد ذو‪ " :‬لثس ب لدلاؤالص إة ماو ييفصاأو لثشارع ع اوالة‬ ‫أل عااوالة‪ ،‬مث ذااو ينيفساام إة مااو ييفصااأو لثشااوتع ثيفا كوثع ااواللت‪ ،‬أل مااو ييفصااأو ثن‪.‬ااع لدلخلا قني ل ل تظااوم‬

‫أحا لذلم كوثعااواللت "‪4‬ر فاااكر لثا ا ل لدلعاايف لثعاارل ثلمصاالد ل ذ ا كا س ا ب ياؤالص إة ميفص ا ال لثشاارع؛‬ ‫لثع واللت ل لثعواللت كمو ذكار أزاو ينيفسام إة قسامني قسام قصاأو لثشاوتع حليفا ل ذا لثع اواللت‪ ،‬ل قسام‬ ‫قصأو لثشوتع خلليف ل ‪.‬عملم ل ذ لثعواللترفودلصلد عنأ لثا ل ذو لث سو إة لدلصوحل ر‬ ‫ل عرفملو لثشوطيب بيف ث ‪ " :‬ل أعا بودلصوحل ماو ير اع إة ق اوم ح اوة لإل ساون ل ساوم ع شا ‪ ،‬ل لا‬

‫م ااو ييفتض ا ألا ااوف لثش اامل ل ل لثعيفل ا عل ااى لإلط ااالق‪ ،‬ح ااك يك ا ن همناعم ااو عل ااى لإلط ااالق "‪5‬ر ل ذ ااال‬ ‫لثتعريف يشري إة مرليب لدلصوحل‪ ،‬ل أن لدلصلد د يت قف على رلرال ق وم ح اوة لإل ساون [لثضارلتيوتاب‬

‫إ وف إة ذث سوم لثع ش ل لثتنعم [لحلو وت‪ ،‬ل لثتدس نوتا ل ذو لدلرليب لثثالث ثلمصوحل لدليفصا الة‬ ‫شرعور‬ ‫أمو لبن عوش ت فعرت لدلصلد بيف ثا ‪ " :‬لااف ثل‪.‬عا جصا با لثصاالح أص لثن‪.‬اع منا الل ماو أل‬

‫اوث و ثل ممل ت ل لآلحوال"‪6‬ر يالحن من ذال لثتعريف أن لبن عوش ت ع إة لإلطالق لجملوزص أص إطالق‬ ‫إطالق لثس ب ل إتلالة لدلس ب‪ ،‬فوث‪.‬ع لثاص حص ب لثن‪.‬ع أل لثصالح ذ سا ب لدلصالد ‪ ،‬لأماو ‪.‬ا‬ ‫لدلصلد فملو أثر ثل‪.‬ع ‪ ،‬أص ت‬

‫ثلس بر‬

‫لقأ قوم لبن عوش ت بشارح لثتعرياف لثااص لقرتحا ثلمصالد " فيفا ا " الل ماو " يشاري إة لدلصالد‬ ‫لخلوثص ل لدلارالة‪ ،‬ل ق ا " أل اوث و " يشري إة لدلصلد لثرل د ل اوثب لةح ل ر ل ق ا " ثل ممل ت‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ع لثأين بن ع أ لثسالم‪،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثريون‪ ،‬ط‪،1994 ،1‬ج‪ ،1‬ص‪10‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق ر‬ ‫‪3‬لبن لثيف م‪ ،‬م‪.‬توح اللت لثسعوالة‪ ،‬اللت لدلتنيب‪ ،‬لثيفوذرة‪( ،‬ال‪،‬ت)‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪14‬ر‬ ‫‪4‬زيأ‪ ،‬مصا‪.‬ى‪ ،‬لدلصلد ل لثتشريع لإلسالمو ل صلم لثأين لثا ل‪ ،‬لثيفوذرة‪:‬اللت لث‪.‬كر لثعريب‪،‬ط‪ ،1964 ،0‬ص‪01‬ر‬ ‫‪5‬لثشوطيب ‪ ،‬أب إسدوق إبرلذ م بن م سى‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬شرح ع أ ل التلز‪ ،‬مصر‪ :‬اللت لثكر لثعريب‪( ،‬الر ت)‪ ،‬ج‪،0‬‬ ‫ص‪05‬ر‬ ‫‪6‬لبن عوش ت‪ ،‬زلمأ لثاوذر‪ ،‬ميفواأ لثشريع ‪ ،‬ي ‪ :‬لثشرك لثت س ثلت زيع‪ ،‬ط‪ ،1988 ،3‬ص‪65‬ر‬

‫‪06‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫أل لآلحوال " إشوتة إة أزو قسمون "‪ ،‬بوعت وت لثعم م للخلص ص‪ ،‬ل ييف أ لثصالح أل لثن‪.‬ع ب‪ " :‬الل مو "‬ ‫أل " اوث و " إشوتة إة لثن ع لدلعترب شرعو إذ ث‬

‫ك ‪.‬ع معترب شرعو ر‬

‫ل عرت لبن عوش ت لدل‪.‬ساأة بيف ثا ‪ " :‬ل أماو لدل‪.‬ساأة فملاو ماو قوبا لدلصالد ل ذاو لااف ثل‪.‬عا‬ ‫جص ب لث‪.‬سوال‪ ،‬أص لثضرت الل مو أل اوث و ثل ممل ت أل لآلحوال "‬ ‫من وال ذاو لثتعوتيف ميكن مالحظ مويلو‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن لدلصاالد يالااق ل يارلال رااو لثنظاار لثعااوالص لدل لفااق ثلتعريااف لثلغا ص ذلااو‪ ،‬فودلصاالد ذااو لااب‬ ‫لدلن‪.‬ع أل الفع لدلضرة ثاث مسوذو لثغ لا مبيفواأ لخللق ر‬ ‫‪ -0‬ل يالق أيضو ل يرلال رو لثنظر لثشرعو‪ ،‬فملو لحملوفظ على ميفص ال لثشوتعر‬ ‫‪ -3‬كمو أن لدلصالد يتضامن الفاع لدل‪.‬ساأة‪ ،‬فكا م‪.‬ساأة ياأفع فملاو لاب ثلمصالد ‪ ،‬أل زلوفظا‬ ‫على مصلد م‬

‫الة ر‬

‫‪ -4‬أن ذنول فرقو بني مو يعتربو لإل سون مصلد إذل ويفق لب لثن‪.‬ع أل الفع لثضرت لبني مو لعتاربو‬ ‫لثشرع ميفص الل ث ر‬ ‫‪ -5‬كمااو أن لدلصاالد يالااق علااى لدليفواااأ‪ ،‬فتالااق أيضااو علااى لث سااو لدل ااال إة لدليفواااأ‪ ،‬ل ث ا‬ ‫رلوزل ل ذال إن ال على شوء ف عو يأ على أن لث سو يوبع دليفواأذو من مل ‪ ،‬ل من مل‬ ‫أورا أن ذاو لث سو د بأ أن يتضمن لدلصلد ل ذلهتو ل د يك‪.‬و أن ي‪.‬ضو إة لدلصلد ‪،‬‬ ‫ل ذث ةزو قأ يك ن م‪.‬سأة ل ذلهتو فال جي ز لثت س رو إة لدلصلد ر‬ ‫فودلصلد لدلعتربة ذو مو لعتربو لثشوتع‪ ،‬إذ د ميكن يرل ييفأير لةمر من ك ا مصالد أل م‪.‬ساأة‬ ‫ثألشااخوص‪ ،‬فوثنااوس تل‪ .‬ا ن ل ييفااأير لدلصااوحل ثسااب لثن‪.‬ااع لثاااليت ماان شااخص إة آواار‪ ،‬فمااو يك ا ن‬ ‫مصلد ثشخص د يك ن بوثضرلتة مصلد ثشخص آور‪ ،‬ل مو ذ مصلد لث م قأ د يك ن مصالد‬ ‫بعاأ شااملر أل ساان ‪ ،‬ثاااث فاارق لثغا لا بااني ميفوااأ لثشارع ل ميفواااأ لخللااق‪ ،‬ل كو ا يا م إة أن ميفواااأ‬ ‫لخللااق اااري معتااربة إذل ووث‪.‬اات ميفواااأ لثشارع‪ ،‬ةن لدلع ااوت لثصااد ح ل ييفااأير لدلصاالد ذا لثشارع‪ ،‬إذ أن‬ ‫لدلصاالد إذل كو اات يعااا وص ا لثرا ااوت ل لثشاامل لت ل م لفيف ا‬ ‫ث س اات اللول ا‬

‫لذل ا ا فملااو ث ساات ميفص ا الة أاااال ل‬

‫اامن ميفوا ااأ لثش ارع لدلعت ااربة إذ ث ا لعت ااربت لةذ ا لء ل لثرا ااوت ل وأي ااأ لدلص االد ل‬

‫‪00‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫لثشرل ع ث‪.‬سأت لثسموللت ل لةتض ثيف ث يعوة ‪‬‬ ‫فِي ِهن‪ ‬س تة لدلؤمن ن‪ ،‬لآلي ‪71 :‬ر‬

‫اءىم لَ​َفس َد ِ‬ ‫ض َوَ‪:‬ن‬ ‫ت الس َم َاو ُ‬ ‫ات َو ْاْل َْر ُ‬ ‫َولَ ِو اتةةَ َع ال َ‬ ‫ْح ُّق أَ ْى َو ُ ْ َ‬

‫لعل ا فتكا ن لدلصاالد لثايت ييفصااأذو لثعلماوء ذااو لدلصالد لثايت مل يشااملأ ذلاو الث ا‬

‫او أل ااص‬

‫ووص على لدعت وت ل إعو شملأت ذلو أا كل ل ق لعأ عوم بودعت وتر‬ ‫تعريف المقاصد لغة واصطالحا ‪:‬‬ ‫لغة‪ :‬لدليفواأ مجع ميفصأ‪ ،‬ل لثيفصأ ل لدليفصأ مصأت قصأ قصأل ر لذ ل لثلغ يالق على عأة‬

‫معون‪ 1‬ذو‪:‬‬

‫أ‪ -‬عا ا م‪ ،‬أل لدعتا ا لم‪ ،‬ل لثال ااب‪ ،‬ل لإلي ااون‪ ،‬ل لثت ا ا ‪ ،‬ل لثنملا ا ض ضلا ا لثش ااوء‪ ،‬ييف ااو قص ااأت‬ ‫لثشوء‪ ،‬ل قصأت إث إذل طل ت ل أي ت ر‬

‫ِ‬ ‫ص ُد السةِي ِل ‪ ‬س تة لثند ‪ ،‬لآلي ‪9:‬‬ ‫ب‪ -‬لستيفوم لثاريق ل من ق ث يعوة ‪َ ‬و َعلَى اللّو قَ ْ‬

‫ج‪ -‬لثت سك باني لإلسارلت ل لثتيفتاري ل منا ق ثا يعاوة‪ ‬واق ِ‬ ‫ْصة ْد فِةي َ‪ْ :‬شةيِ َ ‪ ‬سا تة ثيفماون‪ ،‬لآليا ‪19:‬ر‬ ‫َ‬

‫لقصأ ل لةمر قصأل ي سك ل طلب لةسأ ل مل جيولز لحلأر‬

‫ال‪ -‬كمو يالق لثيفصأ أح و و على لثعأ ر‬ ‫واصطالحا‪:‬‬

‫لتال مصااالح ميفواااأ لثش اريع ‪ ،‬أل ميفواااأ لثتش اريع عنااأ كثااري ماان لثعلمااوء لثيفااألمى‪ ،2‬دس ا مو‬

‫لةا ث ني‪ 3‬منملم ل م ل ع سلتل‪.‬‬

‫من لدل وح لةا ث ‪ ،‬اري أزم مل يضع ل ذلو يعري‪.‬او زلاأالل‪ ،‬عاأل ماو‬

‫ذكارو لجلا يا بيف ثا ‪ " :‬ق لعاأ كل ا فاومر لثعيفا مان أاا لثشاريع د يكاوال ف‪.‬اى ل إن التسات ي‪.‬واا‬

‫لدلااالذب "‪ 4‬ل ذااو إشااوتة من ا إة ل ا ال ق لعااأ كل ا ل معااون عوم ا جيااب علااى ك ا ماان ا ض ل ذاااو‬ ‫‪1‬ل ِ‬ ‫ميفصأ (بكسر لثصوال) لسم لدلكونر ل ظر‪ :‬لبن منظ ت‪ ،‬ثسون لثعرب‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪354-353‬ر لث‪.‬ريلز آبوالص‪،‬‬ ‫لثيفوم س لحمل ك‪ ،‬ص‪396‬ر لث ب أص‪ ،‬يوج لثعرلس‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪465-466‬ر ل لثرلزص‪ ،‬سلتوت لثصدوح‪ ،‬ص‪004‬ر‬ ‫‪ 2‬كوجل يا‪ ،‬ل لثغ لا ل لآلمأص ل لثرلزص‪ ،‬ل لثع بن ع أ لثسالم ‪ ،‬ل لبن لثيف م للبن ي م لاريذمر أ ظر لثتا ت لثتوت و‬ ‫ثل‪.‬كر لدليفواأص ‪ :‬لثريس ين‪ ،‬أمحأ‪ ،‬ظري لدليفواأ عنأ لإلموم لثشوطيب‪ ،‬فر ن و‪ :‬لدلعملأ لثعودلو ثل‪.‬كر لإلسالمو‪،‬‬ ‫ط‪ ،1995 ،4‬ص ‪ 42‬لمو بعأذور لبركوين‪ ،‬أم و ‪ ،‬لد تملوال لدليفواأص عنأ لثع بن ع أ لثسالم‪،‬موث يو‪ :‬اللت‬ ‫لثت أيأ ثلا وع للثنشر للثرتمج ‪ ،‬ط‪ ،0224 ،1‬ص‪ 48‬لمو بعأذور‬ ‫‪3‬أ ظر‪ :‬لثريس ين‪ ،‬ظري لدليفواأ عنأ لإلموم لثشوطيب‪ ،‬لث‪.‬ص لةل ‪ :‬فكرة لدليفواأ عنأ لةا ث ني‪ ،‬ص‪ 42‬ل مو بعأذور‬ ‫‪ 4‬لجل يا‪ ،‬ا وث لةمم ل لثت وث لثظلم ( لثغ وثو )‪ ،‬ويف ق مصا‪.‬ى حلمو ل فؤلال ع أ لدلنعم أمحأ‪( ،‬لإلسكنأتي ‪ :‬اللت‬ ‫لثأع ة‪ ،) 1979 ،‬ص‪074‬ر ل ثيفأ بني لجل يا ل فص " ول لث مون عن لدل‪.‬تني ل يفل لدلالذب "‪ ،‬أ ث لفرتض‬

‫‪06‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫لثش اريع أن يلت‪.‬اات إث ملااو‪ ،‬إذل مااو أتلال أن ي‪.‬ملمملااو‪ ،‬فتت‪.‬ااتح قرجت ا ل م وح ا لدلعااوين‪ ،‬ل يعاارت لثيف لعااأ ل‬ ‫لدل وين‪ ،‬ل يرقى إة مرقى عظ م من لثكل وت د يأتك من ييفوعأ على لدعتموال عل ملو‪ ،‬ةزو ق لطع ل ذاو‬

‫لثشاريع ‪ ،1‬لأمااو لثعلماوء لدلعوااارلن فماانملم مان عنا ل باوث‪.‬كر لدليفواااأص‪ ،‬فااوذتم مبيفوااأ لثشاريع ل حااول‬

‫ك للحأ منملم أن يضع يعري‪.‬او ذلاو‪ ،‬ااري أن ذااو لثتعاوتيف كلملاو ياألت حا ميفوااأ لثشارع اللن ميفوااأ‬ ‫لدلكلف‪ ،‬مع أن لةا ل ميفواأ لثشريع أن يتنول ميفواأ لثشوتع ل ميفواأ لدلكلاف‪ ،‬ييفا لثشاوطيب‪:‬‬ ‫" ل لدليفوا ااأ لث اايت ينظ اار ف مل ااو‪ " :‬قس اامون‪ :‬أح ااأ و ير ااع إة قص ااأ لثش اوتع‪ ،‬ل لآلو اار ير ااع إة ميفوا ااأ‬

‫لدلكلااف "‪2‬ر ل أل ماان قااأم يعري‪.‬ااو ثلميفواااأ ذا لإلمااوم لباان عوشا ت ح ا قساامملو إة قساامني؛ ميفواااأ‬ ‫عوم ‪ ،‬ل ميفواأ ووا لعرت كال منملمو كمو يويت‪:‬‬ ‫‪:‬قاصد التشريع العا‪:‬ة‪ :‬ل عرفملو بيف ث ‪ " :‬ميفواأ لثتشريع لثعوم ذو لدلعوين ل لحلكم لدللد ظ ثلشاوتع‬‫ل مج ااع أحا ل لثتشاريع‪ ،‬أل معظمملااو ث ا د فااتص مالحظتملااو بااوثك ن ل ا ع وااوص ماان أحكااوم‬ ‫لثشا اريع ‪ ،‬ف ااأو ل ذ ااال‪ :‬ألا ااوت لثشا اريع ل اويتمل ااو لثعوما ا ‪ ،‬ل لدلعا اوين لث اايت د لا ا لثتشا اريع ع اان‬ ‫مالحظتملو‪ ،‬ل يأو ل ذال أيضو معون ل لحلكم ث ست ملد ظ ل سو ر أ ا لع لةحكاوم‪ ،‬ل ثكنملاو‬ ‫ملد ظ ل أ لع كثرية منملو"‪3‬ر‬

‫‪:‬قاصد التشريع الخاصة‪ :‬عرفملو بيف ث ‪ " :‬لثك ‪ .‬وت لدليفص الة ثلشوتع ثتديف ق ميفواأ لثنوس لثنوفع ‪ ،‬أل‬‫حل‪ .‬اان مص ااوحلملم لثعوما ا ل يص اارفوهتم لخلواا ا ررر ل ي ااأو ل ذثا ا ك ا حكما ا تلع اات ل يشا اريع‬ ‫أحكااوم يصاارفوت لثنااوس‪ ،‬مث ا قصااأ لثت ثااق ل عيفااأة لثاارذن‪ ،‬ل إقوم ا ظااوم لدلن ا ل لثعو ل ا ل عيفااأة‬

‫لثنكااوح ل الفااع لثضاارت لدلسااتألم ل مشاارلع لثاااالق"‪4‬ر اااري أن محااوالص ثع ااأص لعاارتض علااى يعريااف‬ ‫=حألث ذال‪ ،‬ف ن لدلر ع ل ذاو لثشريع إة ق لعأذو لثكل ‪ ،‬ح لفرتض سو ال يسو قو ال‪ " :‬مو يت قع لق ع من‬ ‫لث قو ع د زوي ث ‪ ،‬ل م وا لةحكوم متنوذ ‪ ،‬فك ف يشتم مو يتنوذى على مو د يتنوذى ؟ " فو وب لجل يا بيف ث ‪" :‬‬ ‫ثلشرع م يف بأيع‪ ،‬ل أس ذ منشو ك ي‪.‬ص لي‪.‬ريع‪ ،‬ل ذ معتمأ لدل‪.‬يت ل لذلألي لثكل للثأتلي ‪ ،‬ل ذ لدلشري إة‬ ‫لسرتسو أحكوم ل على لث قو ع مع ‪.‬و لثنملوي … " مث ييف ‪ " :‬ل ك أا من أا لثشريع قوعأة ين من ث‬ ‫لثيفاب من لثرحى ل لةس من لدل يف‪ ،‬ل ي ح أزو منشو لثت‪.‬وتيع‪ ،‬ل إث ل صرلت لجلم ع‪ ،‬ل لدلسو لثنوشئ منملو ينعاف‬ ‫عل ملو "ر ا وث لةمم‪ ،‬ص ‪070-071‬ر‬ ‫‪1‬لجل يا‪ ،‬ا وث لةمم‪ ،‬ص‪315‬ر‬ ‫‪2‬لثشوطيب‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪5‬ر‬ ‫‪3‬لبن عوش ت‪ ،‬مصأت سوبق‪ ،‬ص‪51‬ر‬ ‫‪4‬لبن عوش ت‪ ،‬مصأت لثسوبق‪ ،‬ص‪146‬ر‬

‫‪06‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫لبن عوش ت ب د يعتربو يعري‪.‬و ثلميفواأ " ةن لثتعري‪.‬اوت د يكا ن راال لةسال ب‪ ،‬ل إعاو ذا ب اون ل‬ ‫ي‪.‬ص ثلم لطن لثيت يتلم ف ملو لدليفواأ من لثشريع " ل ييفرتح أن ييفتصر لثتعريف على لثيف " إن‬

‫لدليفواأ ذو لحلكم لدليفص الة ثلشوتع ل مج ع أح ل لثتشريع "‪1‬ر‬

‫تعريةةف عةةالل الفاسةةي‪ " :‬لدل ارلال مبيفواااأ لثش اريع لثغوي ا منملااو‪ ،‬ل لةس ارلت لثاايت ل ااعملو لثشااوتع عنااأ ك ا‬‫حكم من أحكومملو "رل لدليفصا ال "بوثغويا " ل ذاال لثتعرياف ذا لدليفصاأ لثعاوم ثلتشاريع ل ذا " عماوتة‬ ‫لةتض ل ح‪.‬اان ظااوم لثتعااويش ف ملااو‪ ،‬ل لسااتمرلت اااالحملمو بصااالح لدلسااتخل‪.‬ني ف ملااو‪ ،‬ل ق ااومملم مبااو‬ ‫كلِّ‪ .‬ا ل ب ا ماان عااأ ل لسااتيفوم ‪ ،‬ل ماان اااالح ل لثعيف ا ل لثعم ا ‪ ،‬ل إاااالح ل لةتض ل لسااتن وط‬ ‫خلريلهتو ل يأبري دلنوفع لجلم ع "‪2‬ر أمو لدليفص ال "بوةسرلت" ل يعريف عال لث‪.‬وسو فملو لحلكم لجل‬ ‫لثيت قصأذو لثشوتع ل أحكوم لدلختل‪ .‬ر‬ ‫ تعريةةف يوسةةف حا‪:‬ةةد العةةالم‪ :‬بعااأ أن أطلااق علااى لدليفواااأ أذااألت لثشاريع لإلسااالم "لدلارلال‬‫بوذألت لثشريع ميفواأذو لثيت شرعت لةحكوم ثتديف يفملاو‪ ،‬ل ميفوااأ لثشاوتع ذاو لدلصاوحل لثايت يعا ال إة‬ ‫لثع وال ل ال وذم ل أورلذم س لء كون وص لملو من طريق لب لدلصوحل أل عن طريق الفع لدلضوت "‪ 3‬ل ذ‬

‫يعريف شوم دليفواأ لثشوتعر‬ ‫و عرفها وىةة اللحيلي ‪ ":‬لدلعوين ل لةذاألت لدللد ظا ثلشارع ل مج اع أحكوما أل معظمملاو أل‬

‫ذااو لثغويا ماان لثشاريع ل لةسارلت لثاايت ل ااعملو لثشااوتع عنااأ كا حكاام ماان أحكومملااو "‪4‬ر لذااال لثتعريااف‬ ‫ومع ثتعري‪.‬و لبن عوش ت لثاص يتضمن لدليفواأ لثعوم ‪ ،‬ل عال لث‪.‬وسو لثاص يتضمن لدليفواأ لخلوا ر‬ ‫عرفها فتحي الدريني‪ " :‬ل عا بودليفواأ لثيف م لثعل و لثيت يكمن لتلء لثص غ ل لثنص ص‬ ‫ليستملأفملو لثتشريع‬

‫وت ل كل وت "‬

‫‪5‬ر‬

‫‪ 1‬ثع أص‪ ،‬محوالص‪ ،‬لثشوطيب ل ميفواأ لثشريع ‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت قت ‪ ،‬ط‪ ، 1990 ،1‬ص‪119‬ر‬ ‫‪ 2‬لث‪.‬وسو‪ ،‬عال ‪ ،‬ميفواأ لثشريع ل مكوتمملو‪ ،‬لدلغرب‪:‬اللت لدلغرب لإلسالمو‪ ،‬ط‪ ، 1993 ،5‬ص‪32‬ر‬ ‫‪ 3‬ي سف حومأ لثعومل‪ ،‬لدليفواأ لثعوم ثلشريع لإلسالم ‪ ،‬فر ن و‪ :‬لدلعملأ لثعودلو ثل‪.‬كر لإلسالمو‪ ،‬ط‪، 1،1991‬‬ ‫ص‪89‬ر‬ ‫‪4‬لث ح لو لذ ‪ ،‬أا لث‪.‬يف لإلسالمو‪ ،‬المشق‪ :‬اللت لث‪.‬كر‪ ،‬ط‪ ،1986 ،1‬ج‪ ،0‬ص‪1217‬ر‬ ‫‪5‬‬ ‫لثس وس ل لحلكم‪( ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثرسوث ‪ ،‬ط‪،) 1987 ،0‬‬ ‫فتدو لثأتيا‪ ،‬وصو ص لثتشريع لإلسالمو ل ِّ‬ ‫ص‪194‬ر‬

‫‪09‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫لعرفمل ااو أمح ااأ لثريس ا ين بيف ث ا ‪":‬إن ميفوا ااأ لثش اريع ذ ااو لثغوي ااوت لث اايت ل ااعت لثش اريع ة ا ويف يفمل ااو‬

‫دلصلد لثع وال"‪1‬ر‬

‫لعرفملو لحلسا‪" :‬إزو لثغويوت لدلصلد لدليفص الة من لةحكوم ل لدلعوين لدليفص الة من لخلاوب"‪،2‬‬

‫لذ يعريف شوم ثلميفواأ لثعوم ل لخلوا ل لجل ر‬ ‫لميكن إمجو يعريف ميفواأ لثشريع كمو يويت ‪:‬‬ ‫يعريااف ميفواااأ لثش اريع ‪ :‬ذااو لدلصااوحل ل لدلعااوين ل لحلكاام لدل ث ث ا ل لدلرلعااوة ل لةحكااوم ل لثاايت‬ ‫قصأ لثشوتع ويف يفملو دلصلد لثع وال ل لثعو‬

‫ل لآل‬

‫س لء أكو ت معوين‬

‫أل مصوحل كل ر‬

‫عالقة المصالح بالمقاصد‪:‬‬ ‫إن م لتال لةحكوم على قسمني‪ :‬ميفواأ ل ذو لدلتضمن ثلمصوحل ل لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ل لسو‬

‫لذو‬

‫لثارق لدل‪.‬ض إث ملو ‪3‬ر لعل يتدأال لثعالق بني لدلصلد ل لدليفواأ ل ك ن ميفواأ لثشريع ييف م على‬ ‫أسوس لثنظر لدلصلدو لثاص ين ا على لب لدلصوحل ل التء لدل‪.‬وسأ‪ ،‬فتك ن ذاو لثع وتة لةورية مألت‬ ‫لدليفواأ ل ق لمملو ر‬ ‫كمو أن لثعالق بني لدلصوحل ل لدليفواأ يتضح أكثر من وال معرف عالق لدلصوحل بوثكل وت‬ ‫لخلم ل ذو لثأين‪ ،‬ل لثن‪ ، .‬ل لثعيف ‪ ،‬ل لثنس ‪ ،‬ل لدلو ر فيفأ ذذب لثغ لا إة أن لب لدلن‪.‬ع‬ ‫لالفع لدلضرة ميفواأ لخللق‪ ،‬ل االح لخللق ل وص ميفواأذم‪ ،‬ثكنو عا بودلصلد لحملوفظ‬ ‫على ميفص ال لثشوتع‪ ،‬ل ميفص ال لثشوتع من لخللق مخس ‪ ،‬ل ذ أن ج‪.‬ن عل ملم الينملم ل أ ‪.‬سملم‬ ‫لعيفلملم ل سلملم ل موذلم "‪ ، 4‬ف ع ك مو ج‪.‬ن ذاو لثكل وت مصلد ‪ ،‬ل ك مو يملأمملو فمل‬

‫م‪.‬سأة‪ ،‬كمو ع الفع لدل‪.‬سأة مصلد " فك مو يتضمن ح‪.‬ن ذاو لةا لخلمس فمل مصلد ‪ ،‬ل‬

‫ك مو ي‪ .‬ت ذاو لةا فمل م‪.‬سأة‪ ،‬لالفعملو مصلد "‪ ،5‬كمو أن لثع بن ع أ لثسالم ألة لذتمومو‬

‫لذتمومو ك ريل رال لجلو ب‪ ،‬ل بني أن ميفواأ لثشرع ذو لب لدلصوحل ل التء لدل‪.‬وسأ فيفو ‪" :‬لمن يت ع‬ ‫‪1‬لثريس ين‪ ،‬ظري لدليفواأ عنأ لإلموم لثشوطيب‪ ،‬ص‪7‬ر‬ ‫‪ 2‬لحلسا‪ ،‬إمسوع ‪ ،‬ظري لدليفواأ عنأ لإلموم لبن عوش ت‪ ،‬فر ن و‪ :‬لدلعملأ لثعودلو ثل‪.‬كر لإلسالمو‪ ،‬ط‪،1995 ،1‬‬ ‫ص‪119‬ر‬ ‫‪ 3‬لثيفرلل‪ ،‬لث‪.‬رلق‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪33‬ر‬ ‫‪4‬لثغ لا‪ ،‬لدلستص‪.‬ى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪087‬ر‬ ‫‪5‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪087‬ر‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬ ‫ميفواأ لثشرع ل لب لدلصوحل ل التء لدل‪.‬وسأ حص ث من رلم ع ذث‬ ‫لدلصلد د جي ز إ وذلو‪ ،‬ل أن ذاو لدل‪.‬سأة د جي ز قربوزو "‪1‬ر‬

‫لعتيفوال أل عرفون بون ذاو‬

‫ل أكأ على ذث ل م ع آوار بيف ثا ‪ " :‬ل ثا يت عناو ميفوااأ ماو ل لثكتاوب ل لثسان ثعلمناو أن‬ ‫ل أمر بك وري الق ل ل ‪ ،‬ل ز ر عن ك شر الق ل ل ‪ ،‬ف ن لخلري يعرب ب عن لب لدلصوحل ل التء‬

‫لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ل لثشر يعرب ب عن لب لدل‪.‬وسأ ل التء لدلصاوحل "‪ ،2‬فمان واال ماو ذكارو لثعا بان ع اأ لثساالم‬ ‫يتضااح ل ااو أن لثعم ا بودلصاالد ذ ا ثااب ميفواااأ لثش ارع‪ ،‬ل د ميكاان مرلعوهتااو إد جبلااب لدلصااوحل ل التء‬ ‫لدل‪.‬وسأ ر‬ ‫شلو س ق ميكن لثيف ‪ :‬أن لدليفواأ ذو لب لثن‪.‬ع ل الفاع لثضارت‪ ،‬ل مرلعاوة مصاوحل لثناوس يتديفاق‬ ‫بوحملوفظ على لثكل اوت لخلما ‪ :‬لثاأين‪ ،‬لثان‪ ، .‬لثعيفا ‪ ،‬لثنسا ‪ ،‬لدلاو ر ااري أن ذااو لدلصاوحل ث سات كلملاو‬ ‫علااى الت ا للحااأة‪ ،‬با ذااو مت‪.‬وليا ماان ح ا أ تملااو ل وا تهتااو‪ ،‬ل حو ا لثنااوس إث ملااو‪ ،‬شلااو علملااو ل‬

‫مست يوت سلتل‪ .‬ل على ذال قسمملو لثعلموء بوعت وت ق هتو إة ثالث أقسوم‪:3‬‬

‫‪-1‬المصةةالح الوةةرورية‪ :‬رلم ا ع لثضاارلتيوت مخس ا ل ذااو لثااأين‪ ،‬لثاان‪ ، .‬لثعيف ا ‪ ،‬لثنس ا ‪ ،‬لدلااو ل ذااو‬ ‫مرلعوة ل ك مل من لدلل ف ذل لوت للحأ منملو لستدوثت لحل وة ر‬ ‫‪-0‬المصالح الحاجية‪ :‬ل ذو مو ي‪.‬تيفر إث من ح‬

‫لثت سع ل تفع لثض ق لدلؤالص ل لثغوثب إة لحلارج‬

‫ل لدلشيف على لدلكل‪.‬ني ثكن لدل‪.‬سأة لثنومجا عان فيفاأ لحلو اوت د ي لاغ م لاغ لدل‪.‬ساأة لدلت قعا عناأ‬ ‫فيفأ لثضرلتص ر‬ ‫‪-3‬المص ةةالح التحس ةةينية‪ :‬ل ذ ااو مااو يل ااق ماان زلوس اان لثع ااواللت‪ ،‬ل جيمااع ذث ا قساام مك ااوتم لةو ااالق‬ ‫للوتال لثتدس ن وت ين م عن فسوال ثكن أق من لث‪.‬سوال لثنو م عنأ لوتال أل فيفألن لثضرلتيوت‬ ‫للحلو وت ر‬ ‫لعل ا يعتاارب لدلص ااوحل لثضاارلتي أا ا لدلص ااوحل لةواارا‪ ،‬أمااو لحلو ااوت فملااو كوثتتم ا ثلض اارلتيوت‬ ‫للثتدس ن وت كوثتتم ثلدو وت ل قأ مث لثع ثاث بيف ث ‪ " :‬أمو لإلموم ف ل م أن ييفأم لثضرلتلت على‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪307‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪307‬ر‬ ‫‪3‬لثغ لا‪ ،‬لدلستص‪.‬ى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،196‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪ ،038‬لثشوطيب‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪ 12‬ل مو‬ ‫بعأذور‬

‫‪66‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫لحلو وت ل حق مج ع لثنوس‪ ،‬ل لثتس ي ب نملم ث ست من ميفوالير مو يأفع إث ملم لإلموم‪ ،‬ب لثتس ي ب نملم‬ ‫أن يااأفع إة ك ا للحااأ ماانملم مااو يااأفع ب ا حو ت ا ماان اااري ظاار إة ي‪.‬ااولت ميفااواليرو ف تسااوللل ل ل ااأفوع‬ ‫لحلو وت "‪1‬ر‬ ‫فممو س ق يتضح ل و عالق لدلصالد بودليفوااأ‪ ،‬ل أن مرلعوهتاو ياأو ل مجلا لثنظار ل ميفوااأ‬ ‫لثشريع ل لثيف لعأ لثكل ل أن لثشريع م نوذو لأسوسملو على لحلكم ل مصوحل لثع وال ل لدلعوش ل لدلعوال‪،‬‬ ‫لذو عأ كلملو ل تمح كلملو‪ ،‬ل مصوحل كلملو ل حكم كلملور "‪ 2‬لأمجع آي ل لثيفرآن ثلد على‬ ‫لدلصوحل كلملو ل لث ر عن لدل‪.‬وسأ بوسرذو‪ ،‬ل لثايت حاأت بوإلماوم لثعا بان ع اأ لثساالم أن يؤسا فكارو ل‬ ‫ل تملااوالو "لدليفواااأص" بنااوء علااى مااو يضاامنت ق ثا يعااوة‪  :‬إِن اللّةةوَ يةرْ‪:‬ر بِالْعة ْد ِل وا ِاحسة ِ‬ ‫ةان َوإِيتَةةاء ِ ي‬ ‫َ ُ​ُ َ َ ْ َ‬ ‫شةاء َوال ُْمن َرة ِر َوالْةَةغْة ِي يَ ِعمُ ُر ْةم ل َ​َعل ُر ْةم تَة َنك ُرو َن ‪ ‬سا تة لثندا ‪ ،‬لآليا ‪92‬ر فيفاو‬ ‫الْ ُق ْربَى َويَة ْنة َهى َعة ِن الْ َف ْح َ‬ ‫لثع أزو‪ " :‬أمجع آي ثلد على لدلصوحل كلملو ل لث ر عن لدل‪.‬وسأ بوسرذو‪ ،‬ف ن لةثف ل لثالم ل لثعأ‬

‫ل لإلحسون ثلعم م ل لدستغرلق‪ ،‬فال ي يفى من الق لثعأ ل ل شوء إد ل أتج ل ق ث ‪ ‬إِن اللّوَ يَر ُْ‪ُ :‬ر‬ ‫بِال َْع ْد ِل ‪ ‬ل د ي يفى من الق لإلحسون ل ل شاوء إد ل اأتج ل أمارو بوإلحساون‪ ،‬ل لثعاأ ذا لثتسا ي‬ ‫ل لإل صوت‪ ،‬ل لإلحسون‪ :‬إمو لب مصلد أل الفع م‪.‬سأة ر"‬

‫‪3‬‬

‫فوثس وس ل الددهتو لثلغ ي موذو إد إاالح للستصالح لااالح‪ ،‬لل لداااالح لثيف اوم‬ ‫لعل‬ ‫ِّ‬ ‫لثس وسا لثشارع ذا ثال تملاوال ل ويف اق لدلصالد ‪ ،‬يواا ال ليا يفاو‪،‬‬ ‫على لةمر مبو يصالد ‪ ،‬ف كا ن ثاب ِّ‬ ‫مبو يت لفق مع ميفواأ لثشرع لكل وي لثعوم ر‬ ‫فوثس وس ا لثش ارع ‪ :‬يصاارت ِّس وسااو يصااأت عاان ألا لةماار يتنااول لثساالاوت لثعوم ا ؛ لثتش اريع‬ ‫ِّ‬ ‫للثيفضو للإلاللتي ‪ ،‬ل ِّس وس شؤلن لةم اللول و‪ ،‬لعلى مست ا عالقوهتو لخلوت‬ ‫لةمم‪ ،‬مبو يت لفق لميفواأ لثشريع لق لعأذو لثعوم ر‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪011‬ر‬ ‫‪2‬لبن لثيف م‪ ،‬أعالم لدل قعني‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لثكتب لثعلم ‪ ،‬ط‪ ،1991 ،1‬ج‪ ،3‬ص‪11‬ر‬ ‫‪3‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪307‬ر‬

‫‪66‬‬

‫لثيت يرباملو بغريذو من‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬ ‫السياسة الشرعية‪:‬‬ ‫طرق االجتهاد في ِّ‬

‫لس وسا عيفل ا ‪ ،‬لقااأ بااني ذثا لباان‬ ‫لثس وسا ثسااب مصااأتذو إة قساامني‪ِّ :‬س وسا الين ا ‪ِّ ،‬‬ ‫ييفساام ِّ‬ ‫ولألن عنأمو وأث عن ل ب ل ال ق ل ني ِّس وس م‪.‬رل ل لثألث يسلم رو لثكوفا ‪ ،‬فيفاو ‪ " :‬فا ذل‬ ‫كو ت ذاو لثيف ل ني م‪.‬رل من لثعيفالء لأكوبر لثألث لبصرل ملو كو ت ِّس وس عيفل ‪ ،‬لإن كو ت م‪.‬رل‬ ‫من ل بشوتع ييفرتذو ليشرعملو كو ت ِّس وس الين "‪1‬ر‬

‫لثس وس ا لثيفو م ا عل ا ‪ ،‬ماان‬ ‫لل االقااو ماان ييفس ا م لباان ولااألن ثلس وس ا ؛ ف ا بااني أ ا لع لثاانظم ِّ‬

‫لثس وسااو‪ :‬ذا محا لثكوفا علااى ميفتضااى لثنظاار لثعيفلااو ل‬ ‫لجلااو ني لثتواا لو للثتا يفااو‪ ،‬ف يفا ‪ " :‬لدللا‬ ‫ِّ‬ ‫لب لدلصوحل لثأ ي لالفاع لدلضاوت‪ ،‬للخلالفا ذاو محا لثكوفا علاى ميفتضاى لثنظار لثشارعو ل مصاوحلملم‬

‫لةورلي للثأ ي لثرل ع إث ملو "‪2‬ر‬ ‫ثلس وس‬ ‫لشلو ييفأم يت ني أن ِّ‬

‫لثس وسا‬ ‫و ني‪ :‬أحأ و كلو " يوا لو "‪ ،‬للآلور عملو يا يفاو‪ ،‬ل ِّ‬

‫لثشرع مو كو ت مرلع ثلشرع ل لجلو ني‪ ،‬يلت م ب ليتيف أ‪ ،‬لد فرج عن ر‬

‫لثس وس ا ا لثش ا اارع ييف ا ا م عل ا ااى لثتكوما ا ا ب ا ااني لد تمل ا ااوال لدس ا ااتن وطو‬ ‫للد تمل ا ااوال لدليفوا ا ااأص ل ِّ‬

‫لثتوا لو‪ ،‬للد تملوال لثتا يفو‪ ،‬ثألحكوم لحسن ين يلملو على لث لقعر‬ ‫أمو لد تملوال ل لستن وط لةحكوم فمل‬ ‫أحدىما‪ :‬وءت ف ص ص شرع‬ ‫والثاني‪ :‬مل يوت ف ص ص‬

‫عون‪:‬‬

‫ر‬ ‫لإعو مر ع إة ميفواأ لثشريع ر‬

‫فاالجتهاد في النوع اْلول يرون عن طريق‪:‬‬ ‫‪-1‬فملم لثنص ص لثشرع فملمو أل‪ ،‬لمعرف الددهتو لثل‪.‬ض للثرتك ‪ ،‬للدليفواأ لثيت ل ا ت عل ملو‪،‬‬ ‫للثتن ثلشرلط لث ل ب ي لفرذو ل يا ق لحلكم للدل ل ع لثيت سنع من ين‪ .‬او‪ ،‬مث يلو ذث‬

‫يا ق‬

‫لحلكمر‬ ‫‪-0‬لثتم‬

‫بني لثنص ص لثيت وءت يشريعو عومو يشم لث مون كل ‪ ،‬للدلكون كل ‪ ،‬لبني لثنص ص لثيت‬

‫وءت لةحكوم ف ملو معلل بعل ‪ ،‬أل ميف أة بص‪ ، .‬أل لثيت تلعت عرفو م‬ ‫‪1‬لبن ولألن‪ ،‬ع أ لثرمحن‪ ،‬لدليفأم ‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لجل ‪ ،‬الر ت‪ ،‬ص‪012‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ص‪011‬ر‬

‫‪66‬‬

‫الل زمن لثتشريع‪ ،‬أل ضل ذث ر‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫واْلول يسميو ابن القيم‪ " :‬لثشرل ع لثكل لثايت د يتغاري بتغاري لةزمنا "‪ ،1‬ب نماو يسامو لثثاوين‪" :‬‬ ‫لثس وسوت لجل‬

‫لثتوبع ثلمصوحل فتتيف أ رو زمو و لمكو و "‪2‬ر‬

‫للد تملوال ل لثن ع لثثوين‪ :‬لذ مو مل يوت ف ص ص‬

‫ا اللثا علاى حكام معاني‪ ،‬لإعاو يشاملأ‬

‫ذلو كل اوت لثشاريع لميفوااأذو لثعوما ‪ ،‬فا ن لد تملاوال ف ملاو يكا ن اويتا ويف اق لدلصاوحل لالتء لدل‪.‬وساأ‪ ،‬لذا‬ ‫منض ك بض لبك لد تملوال لثصد ح‪ ،‬لذث من وال ‪:‬‬ ‫ويف ق لدلصوحل لالتء لدل‪.‬وسأ ل‬

‫ء ميفواأ لثشريع ويف يفو ذلو لإبيفوء عل ملو للستمرلتل ذلو لحسان‬

‫ين يلملو على لث قو عر‬ ‫لثس وسا لثشاارع يعتمااأ كثاريل علااى لسااتن وط أحكااوم ل تملواليا‬ ‫للد تملااوال لدليفواااأص ل ِّ‬

‫أيااأة‪،‬‬

‫ثل قو ع للةحألث لثيت ين بوةم ‪ ،‬مل يرال رو أالث ي‪.‬ص ل ليتنوسب ليغري لةزمون‪ ،‬لجتأال مصوحل لثنوس‪،‬‬ ‫ثكن د فرج عن كل وت لثشريع لميفواأذو لثعوم ر‬ ‫كماو أن ذاال لد تملاوال قاأ ياؤالص إة إثغاوء أحكاوم ل تملواليا كو اات ااوحل ث ماون معاني أل مرلع ا‬ ‫ةعرلت ووا ‪ ،‬ثكن يعات ويف يفملو ثلمصوحل ل ذال لث مون‪ ،‬ليرتياب عل ملاو م‪.‬وساأ عناأ يا يفملاو للثث اوت‬ ‫عل ملو‪ ،‬لكو ت لةحكوم لد تملوالي لجلأيأة أكثر ويف يفو ثلمصوحل لالفعو ثلم‪.‬وسأر‬ ‫السياسة الشرعية‪:‬‬ ‫‪:‬قاصد ِّ‬

‫لثس وسا لثشارع بوث دا للثأتلسا ‪ ،‬ب نا ل ف ا ميفوااأ‬ ‫من لثعلماوء لثيفاألمى لثااين يناولث ل م ا ع ِّ‬ ‫فصا ف ملاو كاال مان لبان أيب لثرب اع ل لدلاولتالص للبان ي م ا ‪،‬‬ ‫لثس وس لميف موهتاو لثعوما ‪ ،‬لثعا واري مان ِّ‬ ‫ذاو ِّ‬ ‫ح‬

‫لثس وس لثشرع لثنو د ‪ ،‬للثيت ل رلم عملو يندصر ل لآليت‪:3‬‬ ‫إن ك للحأ منملم بني ميفواأ ِّ‬

‫‪1‬‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬ص‪13‬ر‬ ‫لبن لثيف م‪ ،‬لثارق لحلكم ل ِّ‬ ‫‪ 2‬لدلصأت لثسوبق ‪.‬س ر‬ ‫‪ 3‬أ ظر ي‪.‬ص ك ذث عنأ ك من‪ :‬لبن أيب لثرب ع‪ ،‬أمحأ بن زلمأ‪ ،‬سل ل لدلوث ل يأبري لدلموث ‪ ،‬ويف ق ليعل ق ليرمج‬ ‫حومأ ع أ ل تب ع‪ ،‬لثيفوذرة‪ :‬اللت لثشعب‪،1983 ،‬م‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪424-423‬ر للدلولتالص‪ ،‬علو بن زلمأ أب لحلسن‪،‬‬ ‫لثس وس لثشرع‬ ‫أالب لثأ و للثأين‪ ،‬شرح ليعل ق زلمأ كرًن تل ح‪ ،‬الر م‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪147-146‬ر للبن ي م ‪ِّ ،‬‬ ‫ل إاالح لثرلعو للثرع ‪ ،‬ويف ق بشري زلمأ ع ن‪ ،‬المشق‪ :‬مكت اللت لث ون‪1985 ،‬م‪،‬ص‪ 11‬لمو بعأذو‪،‬‬ ‫لص‪ 35‬لمو بعأذور لثيفأ ينولذلو لبن لةزتق أتكون لدلل لق لعأو ل عشرين تكنور أ ظر ‪ :‬لبن لةزتق‪ ،‬أب ع أ ل‬ ‫زلمأ‪ ،‬بأل ع لثسل ل ط و ع لدلل ‪ ،‬الرت‪ ،‬الر م‪ ،‬ص‪ 44‬لمو بعأذور‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫‪-1‬إقا‪:‬ة الدين‪ :‬لذث بوثيف وم على يا ق أحكوم لثشريع لإلسالم ل سلتلف لجملودت‪ ،‬فوثأيِّن‬ ‫لثس وس ا ش ارع ‪،‬‬ ‫ذ ا أحااأ أذاام لةس ا لثاايت رااو اااالح لثااأ و‪ ،‬للث ح ااأ ل اااالح لآلواارة‪ ،‬فااال يك ا ن ِّ‬

‫ثلشريع لإلسالم إد بوثت لم لثأيِّن ثتديف ق لدلصوحل ل لثعو‬ ‫لم لفيف ِّ‬

‫للآل ‪1‬ر‬

‫لقو أب ع أ ل زلمأ بن علو لدلشمل ت بوبن لةزتق‪:‬‬

‫لثشريع ‪ ،‬يشا أل ثاركن لدللا ‪ ،‬لذاو لثضارلتلت لخلما لدلت‪.‬اق علاى‬ ‫"لةا لثثوث ل كل وت مو وت‪.‬ن ب ِّ‬ ‫تعويتملاو ل مج اع لثشِّارل ع‪ :‬لثاأين‪ ،‬للثان‪ ، .‬للثعيفا للثنسا ‪ ،‬للدلاو ‪ ،‬ةن مصاوحل لثاأيِّن للثاأ ُ و م ن ا‬ ‫على لحملوفظ عل ملو‪ ،‬ث‬ ‫من ح‬

‫ث لضلرفات مل ي اق ثلاأ و ل ا ال مان ح ا لإل ساون لدلكلاف‪ ،‬لد ث وارة‬

‫مو لعأ رو‪ ،‬فل عأم لثأين عأم يريب لجل لء لدلرجتىر لث عأم لإل سون ثعأم من يتأينر‬

‫لث عأم لثعيف دتي‪.‬ع لثتأبرير لث عأم لثنس مل ميكان لث يفاوء عاوالةر لثا عاأم لدلاو مل ي اق عا شر‬ ‫إذل عرفت ذال‪ ،‬فملنوررر لظ ‪.‬تون‪ :‬الوظيفة اْلولى‪ :‬ح‪.‬ظملو من و ب لث‬

‫ال‪ ،‬لذث ب قوم أتكوزو‬

‫لتعوي مكمالهتو‪ ،‬فوثأين ب ظملوت شعو رو لب لثأع ة إث بوثرتا ب للثرتذ اب للثان‪ .‬ث‪.‬ان بيفو ملاو‬ ‫بودل ك للدلشوتب من اللو ‪ ،‬للدلالب للدلسوكن من ووتج للثعيف بتنول مو د يع ال عل بسكر أل‬ ‫فسوال للثنس ب قوما أاال لدلشارلع‪ ،‬لل تناوب ل اع ل لحلارلم‪ ،‬للدلاو برعويا الو ثا ل لدللا ألد‪،‬‬ ‫ليثمااريو بعااأ ثو ااو الوظيفةةة الثانيةةة‪ :‬ح‪.‬ظملااو ماان و ااب لثعااأم‪ ،‬لذثا بااأتء لخللا لث لقااع أل لدلت قااع‬ ‫ف ملو‪ ،‬فوثأين جبملوال لثكوفر‪ ،‬لقت لدلريأ للث أيق‪ ،‬لقمع لثضاو لدل تاأع‪ ،‬للثان‪ .‬بوثيفصاوص للثأيا رر‬ ‫للثعيف ا بوحلااأ ل لدلسااكر للةالب ل لدل‪.‬سااأ‪ ،‬للثنس ا بوحلااأ‪ ،‬ليضاامني ق ا م لةلدال ل لث ااو‪ ،‬للدلااو‬ ‫بوثيفاع للثتضمنيررر من لةا ث ني من أحلق راو لخلمس سوالسو‪ :‬لذ لثعرض‪ ،‬لعل ث‪.‬ظ من‬ ‫و ب لث‬

‫ال بوعتيفوال سالمت من لدلااوعن للثيفا لالح‪ ،‬لمان لثيفاأح ا ذكاال‪ ،‬لثعلا ‪ :‬لثعاأم ا بوحلاأ ل‬

‫لثيفات للثلعون"‪2‬ر‬ ‫‪-0‬سلطان قاىر ‪:‬ح‬

‫يتاوثف برذ تا لةذا لء لدلختل‪.‬ا ‪ ،‬لجتتماع ر تا لثيفلا ب لدلت‪.‬رقا ‪ ،‬لينكاف بساا ي‬

‫لةيااأص لدلت غوث ا ‪ ،‬لينيفمااع ماان و فا لثن‪ .‬ا س لدلتعوالي ا ر للثساالا لثيفااوذرة د يكا ن إد ث‪.‬اان لثااأين‪،‬‬ ‫لإقومتا للثعما علااى لسااتمرلتو‪ ،‬ليا ااق حااألالو بوثعااأ ‪ ،‬ماان اااري إ ااو ثا ‪ ،‬لمحويا حا زة لإلسااالم‪،‬‬ ‫‪ 1‬ل ظر‪ :‬لدلولتالص‪ ،‬أالب لثأ و للثأين‪ ،‬ص‪149-148‬ر‬ ‫‪ 2‬لبن لةزتق‪ ،‬بأل ع لثسل ل ط و ع لدلل ‪ ،‬ص‪54-53‬ر‬

‫‪66‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫للثاااب عاان لةما ؛ ل الينملااو‪ ،‬أل موذلااو أل أمنملااو‪ ،‬لعمااوتة لث لااألن بوعتمااوال مصااوحلملو لهتااايب سا لملو‬ ‫لمسوثكملو‪ ،‬لح‪.‬ن لةمو وت‪ ،‬س لء على مست ا لث ديوت لثعوم ‪ ،‬أل علاى مسات ا لةما ل لثعوما ‪،‬‬ ‫ليأبري لجلنأ ةن رم مل لدللِ للست ة‪ ،‬لذم محل لثسالح‪ ،‬لرم ومى لث ض ‪ ،‬لجمى لإلسالم‪،‬‬ ‫لياأفع لةعااألء‪ ،‬ف اب علااى لحلاوكم أن ييفا م علاى ك‪.‬ااويتملم‪ ،‬حاك د يااأع ذم لحلو ا إة فسااوالذم‬ ‫لفسوال لث الال‪ ،‬ف تسلا ل على لثرع ‪ ،‬أل يل ل إة من ييف م ذلم بوثك‪.‬ويا ‪ ،‬أل ينشاغل ل بوثكساب فاال‬

‫ينت‪.‬ع رم عنأ لحلو ‪1‬ر‬

‫‪-3‬العدل‪ :‬من لدعتاأل ‪ ،‬فماو اولزو فملا وارلج عان لثعاأ ‪ ،‬لد يكا ن لثصاالح إد بوثعاأ ل حاألال‬ ‫ل لحيف ق ا ‪ ،‬لل حيف ا ق لثنااوسر ثاااث فوثعااأ ماان لحل اوكم يك ا ن ل ‪.‬س ا ‪ ،‬ثململااو علااى لدلصااوحل‬ ‫لك‪.‬ملااو عاان لدل‪.‬وسااأ‪ ،‬لماان ظلاام ‪.‬س ا فمل ا ثغااريو أظلاام‪ ،‬مث لثعااأ ل اااريو ب ي ااوع لدل س ا ت ل تع ت ا ‪،‬‬ ‫ليرل لدلعس ت لعأم لثتسلك بوثيف ة‪ ،‬للبتغوء لحلق‪ ،‬ف ن ذث ي تث لحمل لي ع على لثنصرةر كمو أن‬ ‫لثعااأ يك ا ن ماان لثرع ا مااع ساالاوزو؛ ب ا والص لثاوع ا فملااو أمجااع ثلشاام ‪ ،‬لبااا لثنصاارة أالفااع‬ ‫ثل ا ذن‪ ،‬لاااأق لث ا دء أ ‪.‬ااى ثس ا ء لثظاانر للثعااأ أيضااو ماان لثرع ا مااع بعضااملو؛ باارتل لدسااتاوث ‪،‬‬ ‫لرلو لإلالد ‪ ،‬لكف لةذا‪2‬ر‬

‫‪-4‬اْل‪:‬ن العام‪ :‬ليك ن ثرلس لثرع لذم أمو وت ل لثاين لست الع ل لحلاوكم ح‪.‬ظملاو لتعويتملاو للثيف اوم‬ ‫علااى مصااوحلملم‪ ،‬لحرلسااتملو‪ ،‬بتوم نملااو علااى ‪.‬سااملو لأذلملااو لموذلااو؛ بااون يؤمنا ل ماان لةعااألء لخلااوت ني‬ ‫عنملم بسأ لثثغ ت لإحكومملو‪ ،‬لحرلستملم من قاوع لثاريق لمن ك من يتعرض ذلم ليكا ن سا و ل‬ ‫ل يفا ااوع معوش ااملم‪ ،‬لي ااوم نملم ل من ااوزذلم‪ ،‬فتكا ا ن لثثغ ا ا ت مصا ا ل لثا اارق آمن ا ا ل أي ااأص لةش ا ارلت‬ ‫ميف‬

‫‪ 3‬ر ف وةمن لثعوم يامئن لثن‪ .‬س ليت سر لذلمام‪ ،‬ليساكن ف ا لثاربصء لياو‬

‫با لثضاع ف‪4‬ر‬

‫لثيفاأ لذاتم لإلسااالم باوةمن لذتموماو ك اريل‪ ،‬لذثا ثتعليفا بعما م لةما لبكا فارال منملاو علاى لثسا لء‪،‬‬ ‫‪ 1‬ل ظر كال من‪ :‬لبن أيب لثرب ع سل ل لدلوث ل يأبري لدلموث ‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪424-423‬ر للدلولتالص‪ ،‬أالب لثأ و للثأين‪،‬‬ ‫لثس وس لثشرع ل إاالح لثرلعو للثرع ‪ ،‬ص‪ 11‬لمو بعأذو‪ ،‬لص‪ 35‬لمو بعأذور‬ ‫ص‪147-146‬ر للبن ي م ‪ِّ ،‬‬ ‫لبن لةزتق‪ ،‬بأل ع لثسل ل ط و ع لدلل ‪ ،‬ص‪ ،50-44‬لثيفأ ينول ل ذال لثعنصر كالمو م‪ .‬أل‪ ،‬دلن أتلال لثت‪.‬ص ر‬ ‫‪ 2‬ل ظر‪ :‬لدلولتالص‪ ،‬أالب لثأ و للثأين‪ ،‬ص‪154-153‬ر لبن لةزتق‪ ،‬بأل ع لثسل ل ط و ع لدلل ‪ ،‬ص‪75-70‬ر‬ ‫‪ 3‬لبن أيب لثرب ع‪ ،‬سل ل لدلوث ‪،‬ج‪ 0‬ص ‪416-414‬ر‬ ‫‪ 4‬لدلولتالص‪ ،‬أالب لثأ و للثأين‪ ،‬ص‪156-155‬ر‬

‫‪60‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫فيفو (‪" :)‬من أا ح منكم آمنو ل سرب ‪ ،‬معوىف ل سأو‪ ،‬عنأو قا ت ي ما ‪ ،‬فكوعاو ح ا ت ثا‬ ‫لثأ و"‪1‬ر‬

‫فملاال لحلااأي يؤكاأ علااى لةماان علاى ‪.‬ا لإل ساون‪ ،‬لعلااى سااالم بأ ا ماان لثعلا ‪ ،‬للةماان علااى‬ ‫لثرزق‪ ،‬لذ لةمن لثشوم ‪ ،‬كمو ع ويفق ذال لةمن ثاأا لإل ساون مبثوبا ملا لثاأ و بوسارذو‪ ،‬فكا ماو‬ ‫ميلك لإل سون ل ال وو‪ ،‬د يستا ع لد ت‪.‬وع ب ‪ ،‬إد إذل كون آمنو على ‪.‬س لتزق ر‬ ‫لقأ العو لثرس ( ‪ ) ‬إة ك عم ي ع لةمن للدطمئنون ل ‪ .‬س لدلسلمني‪ ،‬لزى عن كا‬ ‫فع ي‬

‫لخل ت للثرعب ل مجوع لدلسلمني‪ ،‬حك لث كون أق لخلا ت لأذ ا ‪ ،‬بوعت اوت لةمان عما مان‬

‫أ ِّ لثنعم على لإل سونر‬

‫لثيفاأ لعتاارب لإلمااوم لبان عوشا ت أن ماان ميفوااأ لإلسااالم أن يكا ن لةما لإلسااالم مرذ با لجلو ااب‬

‫زلرتم ا ‪ ،‬منظ ا تل إث مل ااو ل أعااني لةم اام لةواارا ظ اارة لدلملوب ا للث قااوت‪ ،‬ش ا ن بوسااملو‪ ،‬ث اريالعملم ذث ا ع اان‬ ‫ِ‬ ‫صة ُدوِرِىم ِّ‪َ :‬ةن‬ ‫منولشتملم إيوذو ليكأير ا‪ .‬لةمان ف ملاو‪ ،‬مصاألقو ثيف ثا يعاوة‪َْ  " :‬لَنةتُ ْم أَ َ​َ ُّةد َرْىةَةة فةي ُ‬ ‫‪2‬ر‬ ‫الل ِو‪ ...‬س تة لحلشر‪13 :‬ر لقو لثنيب ( ‪ " :) ‬صرت بوثرعب "‬ ‫ليعاارض لإلمااوم لباان عوش ا ت ل كتوب ا "ميفواااأ لثش اريع " ةمثل ا " طلااب لثش اريع‬

‫ثلمصااوحل "‪،‬‬

‫لمنملو لثتضد بوثن‪ .‬لثيت يعتربذو ميفص الة إلحيفاوق لةمان لثيفا مو لمحويا لحلا زة‪ ،‬ح ا قاو ‪ " :‬لة ا‬

‫ذال كون إيالت لثن‪ .‬س ل لثاب عن لحل زة ار و اد دو "‪ 3‬من أارلض لدلصوحلر‬ ‫ليااأتج لباان عوشا ت مسااوث ح‪.‬اان أماان لةما لإلسااالم‬

‫اامن لدليفصااأ لثعااوم حل‪.‬اان لثااأين بوثنس ا‬

‫ثعم ا م لةم ا ‪ ،‬لمنااع ك ا مااو ماان شااو أن ياانيفض أا ا لثااأين لثيفاع ا ‪ ،‬ليااأو ل ذث ا محوي ا لث ض ا‬ ‫للثأفوع عن لث الال لإلسالم ‪ ،‬ح‬

‫ييف ‪ " :‬فودلصلد لثعوم جلم ع لةم قل ل لةمثل ‪ ،‬لذو مث ح‪.‬ان‬

‫لث ض ‪ ،‬لح‪.‬ن لجلموع من لثت‪.‬رق‪ ،‬لح‪.‬ن لثأين من لث لل ‪ ،‬لمحوي لحلرمني مك للدلأينا مان أن ييفعاو ل‬ ‫أيأص اري لدلسلمني ررر لضل ذث شلو االح لفسوالو يتنول مج ع لةم لك فرال منملوررر"‪4‬ر‬

‫‪ 1‬أور لثرتماص (‪ ،)0346‬للبن مو‬ ‫«لثسلسل لثصد د » (‪)428/5‬ر‬ ‫‪ 2‬مسلم‪ ،‬كتوب لدلسو أ لم ل ع لثصالة‪ ،‬برقم ‪815‬ر‬ ‫‪ 3‬لبن عوش ت‪ ،‬زلمأ لثاوذر‪ ،‬ميفواأ لثشريع ‪ ،‬ويف ق‪:‬زلمأ لحل ب بن و‬ ‫ط&‪ ،0224 ،‬ج‪ 3‬ص‪ 005‬ر‬ ‫‪ 4‬لبن عوش ت‪ ،‬ميفواأ لثشريع ‪ ،‬ج‪3‬ص‪053‬ر‬

‫(‪ ،)4141‬لقو لثرتماص‪« :‬ذال حأي‬

‫‪66‬‬

‫حسن اريب»‪ ،‬لحسن لةث وين ل‬

‫‪ ،‬قار‪ :‬لزلتة لةلقوت للثشؤلن لإلسالم ‪،‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫‪-5‬أداء اْل‪:‬انةةات فةةي الواليةةات العا‪:‬ةةة واْل‪:‬ةةوال العا‪:‬ةةة‪ :‬أمااو لث ديااوت لثعوما فملااو مؤسسااوت لثنظااوم‬ ‫لثس وسااو‪ ،‬للةمو ا ف ملااو يك ا ن ب ساانوالذو ةااالح لدل ا الين‪ ،‬لأذااألت لث ديااوت لثعوم ا لميفص ا الذو‬ ‫إاالح لثأين‪ ،‬مث إاالح مود ييف م لثأين إد ب من أما ت لثرع ا لثأ يا ‪ ،‬لذا ماو يت لاى ل ح‪.‬ان‬ ‫لثضرلتيوت لخلمس ‪1‬ر أاللء لةمو وت ل لةم ل لثعوم ‪ ،‬فملا‬

‫اص بكا مان لثا دة ل لثرع ا ؛ ف اب‬

‫على ك منملمو أن يؤالص إة لآلوار ماو جياب أاللؤو إث ا ‪ ،‬سا لء أكاون سالاو و أل و او عنا أل للث او أل‬ ‫وب و‪ ،‬أل من عوم لثرع ‪2‬ر‬ ‫‪-6‬عمارة الةلدان‪ :‬لذاو ماو مسوذاو لدلاولتالص وصاب لثاألت‪ :‬ليكا ن بوذتماوم لحلكاوم بواا لدلا لال لثايت راو‬ ‫ييفا م ألال لخللااق‪ ،‬فتتسااع لثن‪.‬ا س با ل لةحا ل ‪ ،‬ليكثاار لدل لسااوة للثت لاا ‪ ،‬لذثا ماان أقا ا لثااأللعو‬ ‫ثصالح لثأ و لل تظوم أح لذلو‪3‬ر لقأ أشوت لبن أيب لثرب ع إة أن عموتة لث لألن يك ن بودذتموم بودل لتع‬ ‫للثيف وم مب صاوحل لدل اوو‪ ،‬لكاف لةذا عان لثرع ا ل معويشاملم‪ ،‬لييفاأير ماو يؤواا مانملم ثكام لثشارع‪ ،‬ماع‬ ‫لثعااأ ‪ ،‬ف ا عم لثصااالح للثر ااو ك ا لثرع ا ‪ ،‬كمااو يك ا ن بوةمصااوت؛ بااون يساات طنملو أذلملااو طل ااو ثلأع ا‬ ‫للثسك ن‪ ،‬لح‪.‬ن لةم ل ف ملو من لدستملالل‪ ،‬لا و لحلرًن للخلأم من لد تملول‪ ،‬للثتماوس ماو ياأع‬ ‫لحلو‬

‫إث من متوع لاريو‪ ،‬لأن د يتعرض ثلكسب لطلب لدلوالةر ليرلعى ل إ شوء لدلأن ست شارل ك‬

‫لذو أساوس ق اوم لدلصاوحل لثعوما ‪ ،‬لذاو ساع لدل اوو لدلساتعاب ‪ ،‬لإمكاون لدلارية لدلساتمأة‪ ،‬للعتاأل لدلكاون‬ ‫ل ال لذل لء‪ ،‬للثيفرب مان لدلرلعاو للدحتااوب‪ ،‬لوصاني لدلناوز مان لةعاألء‪ ،‬لأن جا ك راو سا لال بعاني‬ ‫أذلملو‪4‬ر‬ ‫‪-7‬أ‪:‬ل فسيح‪ :‬لذو لستشرلت لدلستيف تؤي لفا او لتسوث ‪ :‬فمن تفق ل خبليف أن ع فا ملم ليساوع‬ ‫لآلمااو حااك يعماار لثااأ و ليااتم اااالحملو‪ ،‬لذااو ماان قاارن إة قاارن أكثاار مال م ا لل تظومااو‪ ،‬فل ا قصاارت‬ ‫لآلمو مو جتولز لث لحأ حو‬

‫ي م ‪ ،‬لد يعأا رلتة لقت ‪ ،‬د تيفلات إة مان بعاأو ورلباو د جياأ ف ملاو‬

‫‪1‬‬ ‫لثس وس لثشًّرع ‪ ،‬ص‪ 10‬لمو بعأذور‬ ‫لبن ي م ‪ِّ ،‬‬ ‫‪ 2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ص‪ 35‬لمو بعأذور‬ ‫‪ 3‬لدلولتالص‪ ،‬أالب لثأ و للثأين‪ ،‬ص‪159-158‬ر‬ ‫‪ 4‬لبن أيب لثرب ع‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪403-402‬ر للدلولتالص‪ ،‬يسمل لثنظر ليع لثظ‪.‬ر ل أوالق لدلل لس وس لدلل ‪ ،‬ويف ق‬ ‫ه‬ ‫زلو ذال لثسرحون لآور‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لثنملض لثعرب ‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪166-158‬ر‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫بلغا ‪ ،‬لد يااأتل منملااو حو ا ‪ ،‬لذااو إة ماان بعااأو أسا أ‪1‬ر ثاااث ماان فضا ل لكرما أن زتع ل وليفا‬ ‫لةم ا لث‪.‬س ا ح‪ ،‬ف ا ن واااك ف ا لحااأالت ف ا لثرؤي ا للثرسااوث ‪ ،‬د تظماات لثااأ و لجلاارت أم تذااو علااى‬ ‫االح‪ ،‬لعلى لحلوث لثيت أتلالذو لثشوتع مواللم لخللق جيفيف ن با أململم لثع الي للدستخالتر‬ ‫السياسة الشرعية‪:‬‬ ‫‪:‬رترلات االجتهاد المقاصدي في ِّ‬

‫لثس وسا لثشاارع ييفا م علااى لااب مصااوحل لثااألتين‪ ،‬لالفااع لدل‪.‬وسااأ عنملمااو‪ ،‬للدلصااوحل للدل‪.‬وسااأ‬ ‫إن ِّ‬ ‫منملو مو ذ ثوبت بوثنص ص كمصلد لثع واللت مان اا م لااالة لحاج لزكاوة‪ ،‬لمثا يناول لثا اوت مان‬ ‫لدلاع موت للدلشرلبوت‪ ،‬لمث سرت لثع تلت‪ ،‬لل تنوب لثن وسوت لضل ذث ‪ ،‬لكاث لدل‪.‬وسأ منملو مو ذ‬ ‫منص ص عل كوثربو‪ ،‬لشرب لخلمر‪ ،‬للثسرق ‪ ،‬لقت لثن‪ .‬بغري حق‪ ،‬للثظلم‪ ،‬لضل ذث ر‬ ‫لماان لدلصااوحل للدل‪.‬وسااأ مااو د يااأتل إد بود تملااوال ووا ا مااو كااون منملااو مت ااأالل لمتعليفااو بوةزمااون‬ ‫ل تلف باووتالت ظارلت لدلكاونر لعل ا فا ن لث‪.‬يفا ل ذاال لث اوب ل حو ا إة فيفملاوء متضالعني يضالعو‬ ‫كومال ل فيف لثشريع مبعنوو لثشوم ‪ ،‬إ اوف إة لخلاربة لث لساع باوث لقعر ميكان إجياوز ذااو لدلريكا لت‪ 2‬ف ماو‬ ‫يلو‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬فقةةو النصةةوج الةلئيةةة ف ةي ضةةوء ‪:‬قاصةةد الشةةرع‪ :‬ل لدليفص ا ال رااال لدلريك ا أن لثنص ا ص‬ ‫للةحكااوم ين غااو أن يؤوااا مبيفواااأذو اللن لث قا ت عنااأ ظ لذرذااو‪ ،‬ل أث‪.‬وظملااو‪ ،‬ح ا إن لجل ااوت ينااأتج‬ ‫واات لثكل ااوت ل ياري ك لةحكااوم مبيفواااأذو‪ ،‬ل مسااتنأ ذااال لدلريكا مااو ييفاارت ل مسااوث لثتعل ا ‪ ،‬ماان كا ن‬ ‫ص ص لثشريع ل أحكو مملو معلل مبصوحل ل ميفواأ ذو لثغرض لثااص مان أ لا ل اعت‪ ،‬ييفا لثعا بان‬ ‫ع أ لثسالم‪" :‬لثشريع كلملو مصوحل إمو يأتأ م‪.‬وسأ أل جتلب مصوحل‪ ،‬ف ذل مسعات ل ييفا ‪  " :‬يَةا أَيةُّ َهةا‬ ‫ِ‬ ‫آ‪:‬نُوا ‪ ‬؛ فتوم لا ت بعأ أل ‪ ،‬فاال جتاأ إد واريل جثا عل ا أل شارل ي ارل عنا ‪ ،‬أل مجعاو باني‬ ‫ين َ‬ ‫الن َ‬ ‫لحل ل لث ر‪ ،‬ل قأ أبون ل كتوب مو ل بعض لةحكوم من لدل‪.‬وسأ حثو على ل تنوب لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ل ماو ل‬ ‫‪ 1‬لدلولتالص‪ ،‬أالب لثأ و للثأين‪ ،‬ص‪162‬ر لبن لةزتق‪ ،‬بأل ع لثسل ل ط و ع لدلل ‪ ،‬ص‪ ،71-66‬لقأ ذكرل ميفواأ‬ ‫يكثري لثعموتة‪ ،‬لكال مو ث‪.‬ظملور‬ ‫‪2‬‬ ‫لثس وس لثشرع ل ء ص ص‬ ‫دل يأ من لثت‪.‬ص ل لدلريك لت بص‪ .‬عوم ير ى لثر ع إة كتوب لثش خ لثيفر ولص‪ِّ ،‬‬ ‫لثشريع ل ميفواأذو‪ ،‬لثيفوذرة‪ ،‬مكت لذ ‪ ،‬ط‪ ، 1998 ،1‬ص‪ ،005‬ل مو بعأذور‬

‫‪69‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫بعض لةحكوم من لدلصوحل حثو على إي ون لدلصوحل "‪ ،1‬ل قاو أيضاو‪ " :‬أحكاوم ل كلملاو مضا ط باوحلكم‬ ‫زلوث على لةس وب ل لثشرل ك لثيت شرعملو "‪2‬ر‬ ‫ل أل ظمل ت دلسوث لثتعل كون ل علام لثكاالم‪ ،‬فيفاأ لقاع لخلاالت ف ملاو ي عاو ثلخاالت لث لقاع‬

‫ل يعل ا أفعااو ل ‪ ،‬ل ل تيفا إة علاام أاا لث‪.‬يفا ‪ ،3‬فماانملم ماان أ كاار لثتعل ا كوثظوذريا ‪ ،‬ل باااث‬

‫‪.‬ا ل‬

‫لثيف وس ل لق‪.‬ا ل عناأ ظا لذر أث‪.‬اوظ لثشاريع ر ل مانملم مان أث ات لثتعل ا ل ذام مجملا ت لثعلماوء ة ا مسال‬ ‫لثيفاارآن‪ ،‬ل لثساان ل ذااال مااو أل ااد لثع ا باان ع ااأ لثسااالم بيف ث ا ‪ " :‬ل ث ا يت عنااو ميفواااأ مااو ل لثكتااوب‬ ‫للثسن ‪ ،‬ثعلمنو أن ل أمر بك وري الق ل ل ‪ ،‬ل ز ار عان كا شار القا ل لا ‪ ،‬فا ن لخلاري يعارب با عان‬ ‫لب لدلصوحل ل التء لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ل لثشر يعرب ب عن لب لدل‪.‬وساأ ل التء لدلصاوحل "‪ 4‬ل ثيفاأ ذكار لبان لثيفا م‬

‫أمثلا كثاارية ماان يعل ا الت لثيفاارآن ل لثساان ‪ 5‬ل ااوء عن ا ل كتااوب م‪.‬تااوح اللت لثسااعوالة‪ " :‬ل لثيفاارآن ل ساان‬

‫تس ا ل (‪ )‬شلل ا ءلن ماان يعل ا لةحكااوم بااوحلكم ل لدلصااوحل ل يعل ا لخللااق رااو‪ ،‬ل لثتن ا علااى ل ا و‬ ‫لحلكم لثايت ة لملاو شارع يلا لةحكاوم ل ة لملاو ولاق يلا لةع اون‪ ،‬ل ثا كاون ذاال ل لثيفارآن ل لثسان‬ ‫ضل مو م ع أل مو تني ثسيفنوذو‪ ،‬ل ثكن ي يأ على أثف م ع بارق متن ع "‪6‬ر‬

‫ل مستنأ لثعلموء لثيفو لني بتعل لةحكوم ذ لستيفرلء لثشريع ‪ ،‬ل لثنظر ل أالثتملو لثكل ا للجل ا ‪،‬‬ ‫كمو بني ذث لإلموم لبن لثيف م آ ‪.‬و‪ ،‬ل كمو يسلم باث لإلماوم لثاأذل ص ف يفا ‪ " :‬قاأ يهظان أن لةحكاوم‬

‫لثشرع اري متضمن ثشوء من لدلصوحل‪ ،‬ل أ ث‬

‫بني لةعمو ل بني ماو عا ل‬

‫ا لء ذلاو منوسا ‪ ،‬ل‬

‫أن مثا لثتكل ااف بوثشارل ع كمثا سا أ أتلال أن تاارب طوعا ع ااأو‪ ،‬فااومرو برفااع ح اار أل دلا شا رة شلاو د‬ ‫فو أة ف اري لدوت وت‪ ،‬فلمو أطوع أل عصى زص بعمل ‪ ،‬ل ذال ظن فوسأ يكاب لثسن ل إمجوع لثيفرلن‬

‫ِّ ِ‬ ‫لدلشمل ال ذلو بوخلري"‪،7‬فوثشوتع لثكرًن من و عن ذث فمل لثيفو ‪َ  :‬وَ‪:‬ا أ َْر َسلْنَ َ ِ‬ ‫ين‪‬‬ ‫اك إال َر ْح َمة لل َْعالَم َ‬

‫“ لة ااوء‪ ،‬لآليا ‪ ، "127‬ل ميفتضااى ذاااو لثرمحا ويف ااق مصااوحل لثنااوس لثايت يضاامنتملو أحكااوم لثشاريع ‪ ،‬ل أن‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪11‬ر‬ ‫‪2‬لثع ‪ ،‬مصأت سوبق‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪322‬ر‬ ‫‪ 3‬شليب‪ ،‬مصا‪.‬ى‪ ،‬يعل لةحكوم‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لثنملض لثعرب ‪ ،‬ط‪ ، 0،1981‬ص‪95‬ر‬ ‫‪4‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪307‬ر‬ ‫‪5‬لبن لثيف م‪ ،‬أعالم لدل قعني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪196‬ر‬ ‫‪6‬لبن لثيف م‪ ،‬م‪.‬توح اللت لثسعوالة ل منش ت لدي لثعلم للإلتلالة‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪00‬ر‬ ‫‪7‬لثأذل ص‪ ،‬أمحأ شوو لا ل ‪ ،‬ح ل لث وثغ ‪ ،‬لثيفوذرة‪ :‬اللت لثرتلث‪ ،‬ط‪ ، 0،1978‬ج‪ ،1‬ص‪5-4‬ر‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫لدليفواااأ لقرت اات بوةحكااوم ةحواليا لدلصااا‪.‬ى (‪ )‬ل د تملااواللت لثصاادوب ‪ ،‬ل أمااو معرفا لدليفواااأ‬ ‫لثيت بهن ت عل ملو لةحكوم فعلم الق ق د‬

‫ض ف إد من ثاف ذذن ‪ ،‬ل لستيفوم زم ‪ ،‬ل ذا علام لقت‪.‬اى‬

‫أثاارو لثصاادوب ‪1‬ر مث ألع ا لإلمااوم لثااأذل ص س ا ب لدوااتالت بااني لث‪.‬يفملااوء " بنااوء علااى لوااتالفملم ل عل ا‬

‫لةحك ااوم‪ ،‬ل أفض ااى ذث ا ا إة أن يت ااوحث ل ع اان يل ا ا لثعل ا ا م اان مل ا ا إفض ااو ملو إة لدلص ااوحل لدلعت ااربة ل‬

‫لثشرع"‪2‬ر‬

‫ل ذ مو ذذب إث ا لبان عوشا ت بيف ثا ‪ " :‬فوثشارل ع كلملاو ل خبواا شاريع لإلساالم اوءت دلاو ف ا‬ ‫االح لث شر ل لثعو‬

‫ل لآل‬

‫… للستيفرلء أالث كثرية من لثيفرآن ل لثسن لثصد د ي ب ثنو لث يفني‬

‫بون أحكوم لثشريع لإلسالم من ط ثكم ل عل تل ع ثلصالح لثعوم ثلم تمع ل لةفرلال "‪3‬ر‬ ‫فوحكوم لثشريع معلل بوحلكم ل لدلصوحل‪ ،‬ل لثعو‬

‫ل لآل ‪ ،‬ل ذاو لدلصوحل فتلف تي ملو فملاو‬

‫إمااو اارلتي أل حو ا أل وسا ن ‪ ،‬كمااو أن لثنااوظر ل ذاااو لثشاريع ل ذا لجملتملااأ دبااأ ماان أن جيمااع بااني‬ ‫كل وهتو لثعوم ل أالثتملو لخلوا ‪ ،‬ف ستدضر ميفواأ لثشريع لثعوما ل ق لعاأذو لثكل ا ‪ ،‬ل ي اا لحلكام علاى‬ ‫أسوساملور ل قااأ ا لثشااوطيب علاى اارلتة لثتنسا ق بااني كل ااوت لثشاريع ل‬

‫وهتااو‪ ،‬ح ا بااني أن لثشاريع‬

‫كلملو م ن على " قصأ لحملوفظ على لدلرليب لثثالث ‪ ،‬من لثضرلتيوت ل لحلو وت ل لثتدس ن وت "‪ 4‬ل أن‬

‫أن ذاو لثكل وت " ييفضو على ك‬

‫و وتملو … إذ ث‬

‫ف ق ذاو لثكل وت كلاو ينتملاو إث ا با ذاو‬

‫أا ا لثش اريع "‪ ،5‬مث بااني معاايف لثكل ااوت قو ا علااى لجل ااوت فيفااو ‪ " :‬ل إذل كااون كاااث ‪ ،‬ل كو اات‬ ‫لجل ااوت‪ -‬ل ذااو أا ا لثش اريع فمااو وتملااو – مسااتمأة ماان يل ا لةا ا لثكل ا ‪ ،‬شااون لجل ااوت مااع‬ ‫لثكل وت ل ك‬

‫ع من أ لع لدل‬

‫اللت‪ ،‬فمن لث ل ب لعت وت يلا لجل اوت رااو لثكل اوت‪ ،‬عناأ إ ارلء‬

‫لةالث لخلوا من لثكتوب ل لثسن ل لإلمجوع ل لثيف وس؛ إذ زلو أن يك ن لجل وت مستغن عن كل وهتور‬ ‫فماان أوااا باانص مااثال ل‬

‫ااو‪ ،‬معر ااو عاان لثكلااو فيفااأ أواااو "‪ ،6‬مث بااني لثشااوطيب أن لثعكا أيضااو د‬

‫‪1‬لثأذل ص‪ ،‬ح ل لث وثغ ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪7‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪8‬ر‬ ‫‪3‬لبن عوش ت‪ ،‬ميفواأ لثشريع ‪ ،‬ص‪13‬ر‬ ‫‪4‬لثشوطيب‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪5‬ر‬ ‫‪ 5‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪7‬‬ ‫‪6‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪15-5‬ر‬

‫‪66‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫يصح " لكمو أن من أوا بوجل و معر و عن كل فيفأ أواو‪ ،‬فكاث من أوا بوثكلو معر و عن‬

‫… فالبأ من لعت وت و معو ل ك مسوث "‪1‬ر‬ ‫لعل ف ن فيف لثنص ص لجل‬

‫ل ظال ميفوااأ لثشاريع ل لثنظار ل لجل اوت ل إطاوت لثكل اوت‬

‫لثس وسا لثشارع‬ ‫ذ أحأ لدلريك لت لثيت جتعا لجملتملاأ ي فاق ل ل تملاوالو ل ذاال لثعصار بصا‪ .‬عوما ‪ ،‬لل ِّ‬ ‫على ل لخلص ص‪ ،‬ل يت ا إة أحكوم ثلمست ألت بنوء على مو ييفتض ميفوااأ لثشاريع ل ق لعاأذو‬ ‫ةن " ِمن عأم لدثت‪.‬وت إث ملو أواو من أواو‪ ،‬لحيف يفت ظر مالق ل ميفواأ لثشوتع ل ًّ‬ ‫أن يت اع ص اا‬ ‫ماليف ل ميف أة أمر لل ب‪ ،‬ف اث يصح ين ي لدلسو على ميفتضى ق لعأ لثشريع ‪ ،‬ل جص منملو ا ت‬ ‫اد د ل لدعت وت "‪2‬ر‬

‫ثانيا‪ :‬فقو الموازنات و اْلولويات‪ :‬لدليفص ال ب‪.‬يف لدل لز وت ذ لدل لز ا باني لدلصاوحل ف ماو ب نملاو‪ ،‬ل‬ ‫ذث عنأ ي لمحملو‪ ،‬ل لدل لز ف ملو يك ن بوثنظر إث ملو من زلليو عأيأة‪ ،‬ل ب ون أا لثرت ح ف ملاو ل ذثا‬ ‫مان ح ا ح اام لدلصاالد ل يوثريذاو‪ ،‬ل الللمملااو ل يغريذااو ل ي يفنملااو ل عأما ‪ ،‬ل بوثتااوا أص لدلصاالد يعما‬ ‫رو‪ ،‬ل أيملو يسيفك ل د يعتربر ل ذاو لحلوث يضم رلم ع من لثيف لعأ لدليفواأي لخلوا بتألفع لدلصوحل‪ ،‬ل‬ ‫منملو ي‪ .‬يت لدلصلد لثأ و من أ‬

‫لدلصلد لثعل و‪ ،‬لي‪ .‬ت لدلصالد لخلواا أماوم لدلصالد لثعوما ‪ ،‬كماو‬

‫ييفأم لدلصلد لثأل م على لدلصلد لدلؤقت أل لثاوت ‪ ،‬ل ييفأم لدلصلد لث يف ن على لدلصلد لدلضن‬

‫أل‬

‫لدلت ر‬ ‫مث لدل لز ا بااني لدل‪.‬وسااأ ف مااو ب نملااو ث ت ااني أيملااو جيااب التؤو ق ا اااريو‪ ،‬ثاااث ينظاار إث ملااو ماان ح ا‬ ‫ح م ذاو لدل‪.‬ساأة ل يوثريذاو ل الللمملاو ل ي يفنملاو ل اريذاو‪ ،‬ل عناأذو يعارت أص لدل‪.‬وساأ يوواا لةلث يا ل‬ ‫لثأتء ل أيملو يؤور ل ذكالر ل من لثيف لعأ لدليفرتة رال لثشون يتدم لثضرت لةالىن ثأفع لثضرت لةعلى‪ ،‬ل‬ ‫لثضاارت ي ا ل بيفااأت لإلمكااون‪ ،‬ل لثضاارت د ي ا ل مبثل ا أل أكاارب من ا ‪ ،‬ل يتدم ا لثضاارت لخلااوص ثااأفع لثضاارت‬ ‫لثعوم‪ ،‬ل الل مو يريكب أوف لدل‪.‬سأيني أل أذ ن لثضرتين الفعو دلو ذ أكرب منملور‬ ‫مث لدل لز بني لدلصوحل ل لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ل ذث إذل يعوت اتو‪ ،‬ف عارت ماك ييفاأم التء لدل‪.‬وساأ علاى لاب‬ ‫لدلصوحل‪ ،‬ل مك يغت‪.‬ر لدل‪.‬سأة من أ‬

‫لدلصلد ر‬

‫‪1‬لثشوطيب‪ ،‬مصأت سوبق‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪9-8‬‬ ‫‪2‬لثشوطيب‪ ،‬مصأت سوبق‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪15‬ر‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫أمو فيف لةلث يوت فمل والاا ث‪.‬يفا لدل لز اوت ل ت ا ثا ‪ ،‬ل ذثا ةن لدل لز ا باني لدلصاوحل ف ماو‬ ‫ب نملو ل بني لدل‪.‬وسأ ف مو ب نملو ل بني لدلصاوحل ل لدل‪.‬وساأ‪ ،‬جيفاق لةلث ا ل أص لدلصاوحل ييفاأم ل أيملاو ياؤور‪،‬‬ ‫لأص لدل‪.‬وسااأ يك ا ن ث ا لةلث ي ا ل لثااأتء عاان اااريو ل ذكااال… ر كمااو يتضااح لةلث ا ل يري ااب مرليااب‬ ‫لدلصوحل ث‬

‫لةلث يك ن ثلضرلتيوت مث لحلو وت مث لثتدس ن وت‪ ،1‬كمو يظملر لةلث ي ل لثضرلتيوت‬

‫‪.‬سملو فتيفأم مصلد ح‪.‬ن لثأين عن اريذو ل ذكال… ر‬ ‫‪-1‬ا‪:‬تلاج المصالح بالمفاسد ‪:‬‬ ‫ف لااب لدلصااوحل ل التء لدل‪.‬وسااأ ل أحكااوم لثش اريع يااويت علااى ل ا و سلتل‪ .‬ا ‪ ،‬فيفااأ ييفاارتن لدلصاالد‬ ‫بودل‪.‬سأة ل أمر للحأ‪ ،‬ل فتلك رو كمو فتلك لثلاة بوةمل‪ ،‬ل لدلن‪.‬ع بوثضرت‪ ،‬ل يؤوا أحكوم لثشريع ل‬ ‫ل ااب لةم اار ل لثنمل ااو ‪ ،‬بوث‪.‬ع ا ل لث اارتل عل ااى حس ااب لجلو ااب لث اااص ال ااب ف مل ااو م اان لدلص االد أل م اان‬ ‫لدل‪.‬سااأة‪ ،‬فتك ا ن لدلصاالد تل د ا ل لةماار ل لدل‪.‬سااأة مر ح ا ‪ ،‬أمااو ل لثنملااو فتك ا ن لدل‪.‬سااأة تل د ا‬ ‫للدلص االد مر حا ا ر ل د يكا ا ن كا ا م اان لدل‪.‬س ااأة لدلر حا ا ل لةم اار ‪ ،‬ل لدلص االد لدلر حا ا ل لث اارتل‬ ‫ميفص الة ثلشوتع ل ل ذال لدلعيف ييف لثع ‪ " :‬إذل ل تمعات مصاوحل ل م‪.‬وساأ فا ن أمكان وصا لدلصاوحل‬ ‫لالتء لدل‪.‬وسأ فعلنو ذث لمتثود ةمر ل يعوة ف ملمو ثيف ث س دو ل يعوة‪ ‬فويا هيف ل لثل مو لستاعتهم‪‬‬ ‫“ لثتغوبن‪ ،‬لآلي ‪ ”16 :‬ل إن يعات لثأتء ل لثتدص ف ن كو ت لدل‪.‬سأة أعظم من لدلصلد التأ و لدل‪.‬سأة ل‬ ‫د وا ب‪ .‬لت لدلصلد "‪2‬ر‬ ‫ل إذل كو ت لدلصلد أعظم من لدل‪.‬سأة حصلنو لدلصلد مع لثت لم لدل‪.‬سأة‪ ،‬ل إن لست ت لدلصوحل‬ ‫ل لدل‪.‬وسااأ فيفااأ يتخااري ب نملمااو‪ ،‬ل قااأ يت قااف ف ملمااو‪ ،‬ل قااأ ييفااع لدوااتالت ل ي‪.‬ااولت لدل‪.‬وسااأ‪ ،3‬ل عل ا‬ ‫فملنول ثالث حودت‪:‬‬ ‫‪-1‬ال ا ا ا لدل‪.‬س ا ااأة عل ا ااى لدلص ا االد ‪ ،‬ف يف ا ااأم التء لدل‪.‬س ا ااأة ل د م ا ااودة ب‪ .‬ا ا ا لت لدلص ا االد ب ا ااأث ق ث ا ا ا‬ ‫يع ااوة‪َ ‬وإِثْ ُم ُه َم ةةك أَ ْكةَة ة ُةر ِ‪ :‬ةةن نة ْف ِع ِه َم ةةا‪ ‬سا ا تة لث يف اارة‪ ،‬لآليا ا ‪019:‬ر فدرمملم ااو ل يع ااوة ح ااني ال اات‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪ 011‬ل ص‪039‬ر‬ ‫‪2‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪74‬ر‬ ‫‪ 3‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪،1‬ص‪75‬ر‬

‫‪66‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫م‪.‬سااأهتمو علااى مااو ف ملمااو ماان لدلنااوفع‪ ،‬ل مثااو مااو ت داات م‪.‬سااأي علااى مصاالدت قاااع لةيااأص‬ ‫لدلت كل ح‪.‬ظو ثلرلح إذل كون لثغوثب لثسالم بيفاعملمو‪1‬ر‬ ‫‪ -0‬ال لدلصلد على لدل‪.‬سأة‪ ،‬ف‪.‬و ذاو لحلوثا وصا لدلصالد ل د ي اوة باوثت لم يلا لدل‪.‬ساأة‪ ،‬ل قاأ‬ ‫مث ا لثع ا ذلااال لثن ا ع بومثل ا كثاارية ي يااأ علااى سااتني مثااود ل رلااودت سلتل‪ .‬ا ل ذث ا ثرتس ا خ فكاارة‬ ‫لدلصوحل ل لدل‪.‬وسأ‪ ،‬منملو‪ :‬لثتل‪.‬ن بكلم لثك‪.‬ر م‪.‬سأة زلرم ثكن‬

‫و بوحلكوي للإلكارلو‪ ،‬إذل كاون‬

‫قلب لدلكرو مامئنو بوإلميون‪ ،‬ةن ح‪.‬ن لدلملاج ل لةتللح أكما مصالد مان م‪.‬ساأة لثاتل‪.‬ن بكلما‬ ‫د يعتيفااأذو لجلن ااون‪ ،2‬لك ااابح لحل ا لن لدل ااوك ثلتغاي ا م‪.‬س اأة ل ح ااق لحل ا لن ثكن ا‬ ‫دلصلد بيفوء لإل سون على مصلد بيفوء لحل لن‪3‬ر‬

‫ااو ييف ااأميو‬

‫‪ -3‬أن يتسولا لدلصوحل ل لدل‪.‬وسأ‪ ،‬ف‪.‬و ذاو لحلوث إمو يتم لثتخ ري ب نملمو ل إماو لثرت ا ح ب نملاو بناوء علاى‬ ‫لدليفواأ‪ ،‬مع مالحظ أ ميكن أن ييفاع لدواتالت باني لثعلماوء ل ي‪.‬اولت لدل‪.‬وساأ‪ ،‬بناوء علاى عاأة‬ ‫لعت ااوتلت‪ ،‬سا لء مااو يعلااق‪ ،‬بتغااري لث مااون‪ ،‬أل لدلكااون‪ ،‬أللةحا ل للثع ل ااأ‪ ،‬لقااأ يتعلااق لةماار بااوثتا ت‬ ‫لثعلمو للثتكن ث ور‬

‫‪4‬‬

‫كمااو أ ا ميكاان أن يك ا ن لدل‪.‬سااأة س ا و إة لدلصاالد ‪ ،‬ل أيضااو لدلصاالد س ا و إة لدل‪.‬سااأة ‪ ،‬ف ا ذل‬ ‫كو ت لدل‪.‬سأة س و إة لدلصوحل ف اؤذن ف ملاو لثشارع د ثك زاو م‪.‬ساأة‪ ،‬ل إعاو دلاو جتل ا مان مصالد أعظام‬ ‫من يل لدل‪.‬سأة‪ ،‬فل ست لدل‪.‬سأة ذو لدليفص الة با ماو يرتياب عل ملاو مان مصاوحل‪ ،‬كودلخاوطرة باوةتللح ل‬ ‫لجلملوال‪ ،‬ل كاث لثعيف بوت لثشرع كلملو ث سات مال با ثك زاو م‪.‬وساأ‪ ،‬با ثك زاو لدليفصا الة مان شارعملو‬ ‫كيفاااع يااأ لثسااوتق‪ ، ،‬ل قتا لجلنااوة … ل ت اام لث ااوة‪ ،‬ل لااأذم ل يغاري ملم‪ ،‬ل كاااث لثتع يارلت‪ ،‬كا‬ ‫ذاو م‪.‬وسأ أل ملو لثشرع ثتدص مو تيب عل ملو من لدلصوحل لحليف يف ‪ 5‬ر‬

‫أمو إذل كو ت لدلصلد س و إة لدل‪.‬سأة ف نملى عنملو لثشوتع‪ ،‬د ثك زو مصلد لإعو دلو يؤالص إث‬ ‫ماان م‪.‬وسااأ أعظاام ماان ل ملااو ثلمصااوحل‪ ،‬ثاااث فل ساات لدلصاالد ذااو لدليفص ا الة بااوثنملو ل إعااو مااو يرتيااب‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪92‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪75‬ر‬ ‫‪3‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪77‬ر‬ ‫‪4‬لثع ‪ ،‬لثيف لعأ لثصغرا‪ ،‬ص‪49‬ر‬ ‫‪5‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪14-13‬ر‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫عل ملو من م‪.‬وساأ‪ ،1‬كوثساعو ل وصا لثلاالت ل لحملرماوت ل لثشا ملوت ل لدلكرلذاوت ل لثرتفملاوت‪ ،‬بارتل‬ ‫مش ااوق لث ل ااوت ل لدلن ااألبوت‪ ،‬ف ز ااو مص ااوحل ز ااى عنمل ااو د ثك ز ااو مص ااوحل ب ا ةز ااو ي اؤالص إة لدل‪.‬وس ااأ‬ ‫لحليف يف ‪2‬ر‬ ‫‪-0‬اجتماع المصالح ‪:‬‬ ‫قااأ يك ا ن لث‪.‬ع ا مشااتمال علااى مصاالد أل مصااوحل‪ ،‬ل د م‪.‬سااأة ف ا ‪ ،‬ف ا ن كااون مشااتمال علااى‬ ‫مصاالد للحااأة ف ا يااؤمر ب ا ثتدص ا ذاااو لدلصاالد ‪ ،‬ل إن كااون مشااتمال علااى عااأة مصااوحل ل أمكاان‬ ‫وصا لملو كلملااو حصاالنوذو‪ ،‬ل إن مل ميكاان وصا لملو بااون ويفااق لثتعااوتض بااني ذاااو لدلصااوحل ل منااوط للحااأ‪،‬‬ ‫ث كون دبأ ثن إحأل و من ي‪ .‬يت لةورا‪ ،‬ل ب عر ملو على لثنظر من ل ب ثالث ؛ من ح‬ ‫ق هتو ‪ :‬رلتي ‪ ،‬أل حو ا ‪ ،‬أل وسا ن ‪ ،‬ل مان ح ا لعت اوت و ذلاو ل وص ااملو‪ ،‬فتيفاأم لدلصالد لثعوما‬ ‫على لدلصلد لخلوا ‪ ،‬مث من ح‬

‫لثتوكأ مان حصا ذلو ل عأما ‪ ،‬فودلصالد لدليفاا ع ب ق عملاو ييفاأم علاى‬

‫لدلصلد لدلشك ل ل لق عملو‪ ،‬ثاث فالبأ من ت دون لث ق ع ل ير ح لدلصوحل‪3‬ر ثيف ث يعوة‪  :‬فَةةَش ِّْر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سنَوُ ‪  ..‬س تة لث مار‪ ،‬لآليا ‪18 :‬ر ل ق ثا يعاوة‪َ  :‬واتةِ ُعةوا‬ ‫ين يَ ْستَ ِم ُعو َن الْ َق ْو َل فَةيَتةِ ُعو َن أ ْ‬ ‫عةَاد ‪ 71‬الن َ‬ ‫َح َ‬ ‫سةنِ َها‪‬‬ ‫س َن َ‪:‬ا أُن ِل َل إِل َْي ُرم ِّ‪:‬ن ربِّ ُرم ‪ ..‬س تة لث مر‪ ،‬لآليا ‪55:‬ر ل ق ثا ‪َ  :‬وأ ُْ‪ْ :‬ةر قَة ْوَ‪:‬ة َ يَر ُ‬ ‫ْذة ُنواْ بِر ْ‬ ‫أْ‬ ‫َح َ‬ ‫َح َ‬ ‫سا تة لةع ارلت‪ ،‬لآلي ا ‪145 :‬ر كمااو أ ا إذل يعوت اات مصاالدتون ل مل ميكاان لجلمااع ف ا ذل ل تملااأ لثعلمااوء لتألل‬ ‫ت دااون إحااأل و ياار ح عل ااى لةواارار ييف ا لثع ا باان ع ااأ لثس ااالم‪ " :‬إذل يعوت اات لدلصاالدتون ليع ااات‬ ‫مجعملماو فا ن علاام ت دااون إحااأل و قااأمت‪ ،‬ل إن مل يعلاام ت دااون فا ن الااب لثتسااولص فيفااأ يظملاار ثا عض‬ ‫لثعلموء ت دون إحأل و ف يفأمملو‪ ،‬ل يظن آور ت دون ميفوبلملو ف يفأم ‪ ،‬ف ن ا بنو لجملتملأين فيفاأ حصا‬ ‫ثك للحأ منملمو مصلد مل جصلملو لآلور‪ ،‬ل إن حصر و لثصا لب ل أحاأ و فوثااص ااوت إة لدلصالد‬ ‫لثرل دا ا مصا ا ب ثلد ااق‪ ،‬ل لث اااص ا ااوت إة لدلص االد لدلر حا ا سلاا ا مع‪.‬ا ا عنا ا ‪ ،‬إذل ب ااا‬ ‫ل تملوالو"‪4‬ر‬ ‫‪ 1‬لثع ‪ ،‬لثيف لعأ لثصغرا ج‪ ،1‬ص‪14‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق ج‪ ،1‬ص‪14‬ر‬ ‫‪3‬لث طو‪ ،‬زلمأ سع أ تمضون‪ ،‬لبك لدلصلد ‪ ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثرسوث ‪ ،‬ط‪ ،1980 ،4‬ص‪050‬ر‬ ‫‪4‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪48‬ر‬

‫‪66‬‬

‫مل ااأو ل‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫اري أن مو ذكرو لثع ذنو يرال عل لعرتلض ل قأ ذكرو ل أ وب عل ل ذ ك ف يص ب لدلختل‪.‬ني‬ ‫مع أن بعضملم أاوب لدلر ح لثاص ث لطلع عل دلو وز ث لدعتموال عل ر فو وب عل بيف ث ‪:‬‬ ‫" يارل لثر داون توصا علاى واالت لثيف لعاأ‪ ،‬ل ل لثاروص يارتل لدلصاوحل لثرل دا إة لدلر حا‬ ‫ثلعات الفعو ثلمشوق‪ ،‬ث قلنو ب‬

‫ب لدستأتلل ةالا إة مشيف عظ م عوم خبالت من أواو لثانص ل‬

‫لإلمجااوع ل لةق س ا لجلل ا أل لثيف لعااأ لثكل ا ‪ ،‬ف ا ن واااو ذث ا د ييفااع إد ااوالتل‪ ،‬فماان ث ا أذل ا لد تملااوال‬ ‫ف ااب لسااتأتلك ثنأتي ا ل قلت ا ‪ ،‬ل لحلوا ا أن لثش ارع جيع ا لدلصاالد لدلر ح ا عنااأ يعااات لث ا ا إة‬

‫لثرل د أل عنأ مشيف لث ا إة لثرل د ‪ ،‬بأد من لدلصلد لثرل د "‪1‬ر‬

‫ف ا ذل يس ااولت لدلص اوحل ل يع ااات لجلم ااع‪ ،‬ل مل يص ا لجملتمل ااألن إة ي اار ح مص االد عل ااى أو اارا‪،‬‬ ‫ف صوت إة لثتخ ري كمن تأا او ال يص على ‪.‬ساني مان لدلسالمني متساوليني ل ع ا عان الفعا عنملماو‬ ‫ف ا يتخااري ‪2‬ر لقااأ يتعااات وصا مصاالد لثشااوء‪ ،‬فا ن أمكاان وصا لملو ب فسااوال ذااال لثشااوء‪ ،‬أل ب فسااوال‬ ‫بعض أل ب فسوال ا‪ .‬من ا‪.‬وي اح ذث دلو ل ذث من وص لدلصلد لثرل د ‪3‬ر‬

‫‪-3‬اجتماع المفاسد‪:‬‬ ‫قااأ يك ا ن لث‪.‬ع ا مشااتمال علااى م‪.‬سااأة‪ ،‬أل م‪.‬وسااأ‪ ،‬ل د مصاالد ف ا ‪ ،‬ف ا ن كااون مشااتمال علااى‬ ‫م‪.‬سااأة للحااأة ف ا ينملااى عنا ثااأفع يلا لدل‪.‬سااأة‪ ،‬ل إن كااون مشااتمال علااى عااأة م‪.‬وسااأ لأمكاان الفعملااو‬ ‫كلملو الفعنوذو‪ ،‬ل إن مل ميكن الفعملو كلملو ل ذو مت‪.‬ولي الفعنو لةعظم ل لتيك نو لةوف‪ ،‬ل ذال لثن ع ذ‬

‫لدليفص ال بيفوعأة لتيكوب أوف لدل‪.‬سأيني ثأفع أعظمملمو‪4‬ر‬

‫ل إذل ل تمعت لدل‪.‬وساأ ل أمكان لثرت ا ح ب نملاو ت دناو باأفع لةفساأ فوةفساأ‪ ،‬فا ذل أمكان لجلماع‬ ‫بااني التء أعظاام لث‪.‬علااني ل التء أال و ااو م‪.‬سااأة مجااع ب نملمااو‪ ،‬كااوثنملو عاان منك ارين مت‪.‬ااوليني أل متسااوليني‬

‫بكلم للحأة‪5‬ر‬

‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪49-48‬ر‬ ‫‪2‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪68‬ر‬ ‫‪3‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪71-72‬ر‬ ‫‪ 4‬لحلمصو‪ ،‬أب بكر ييفو لثأين‪ ،‬كتوب لثيف لعأ‪ ،‬ويف ق ع أ لثرمحن بن ع أ ل لثشعالن‪ ،‬لثريوض‪ :‬مكت لثرشأ ل شرك‬ ‫لثريوض ثلنشر ل لثت زيع‪ ،‬ط‪ ، 1997 ،1‬ج‪ ،1‬ص‪346‬ر‬ ‫‪5‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪94‬ر‬

‫‪60‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫ل عل ا ف‪.‬يف ا لدل لز ااوت مملاام ثلم تملااأ‪ ،‬ل لس ا ل ماان لث سااو لدل ااال إة أحكااوم اااد د ل‬ ‫لثس وس لثشرع لم لفيف دليفواأ لثشرع ل كل وي ر‬ ‫ِّ‬ ‫ثالثةةا‪ :‬جلةةا المصةةالح و درء المفاسةةد ‪:‬طلقةةا‪ :‬فعلااى لجملتملااأ لثعم ا الل مااو علااى لااب لدلصااوحل‬ ‫لتعويتملااو ل أحكوم ا ل فت ااوللو‪،‬ل أن يااأتأ لدل‪.‬وسااأ ل يس ااأ لةب ا لب إث ملااو‪ ،‬ل ذ ااال لدلريك ا يتعلااق بوث ق ااو ع‬ ‫لدلست أة ل لثيت د ص ص ي ني أحكومملاو‪ ،‬ف ساعى لجملتملاأ إة إجياوال أحكاوم ذلاو مان باوب لدلصاوحل لدلرسال‬ ‫لثايت د يشاملأ ذلاو صا ص‬

‫ا بودعت اوت‪ ،‬ل إعاو لعت وتذاو ل مساتنأذو ميفوااأ لثشارع ل ق لعاأو لثكل ا ل‬

‫عل " فك معيف منوسب ثلدكم مارال ل أحكوم لثشرع‪ ،‬د يرالو أا ميفا ع ب ميفأم عل ‪ ،‬من كتوب‬

‫أل سن أل إمجوع فمل ميف ب ‪ ،‬ل إن مل يشملأ ث أا معني "‪ ،1‬لث ص ح لجملتملأ ذل ظر ثوقب ل ييفأير‬ ‫لدلصوحل ل لدل‪.‬وسأ‪ ،‬دبأ أن يك ن عودلو مبيفواأ لثشرع‪ ،‬مت‪.‬ملمو ذلو‪ ،‬قوالتل على فريج لدلسو على‬

‫ملو‪،‬‬

‫ييف لثشوطيب‪ " :‬لد تملوال إن يعلق بودستن وط من لثنص ص‪ ،‬فالبأ من لشرتلط لثعلم بوثعرب ‪ ،‬لإن يعلق‬ ‫بودلع ااوين م اان لدلص ااوحل ل لدل‪.‬وس ااأ رل ارالة ع اان لقتض ااوء لثنص ا ص ذل ااو‪ ،‬أل مس االم م اان ا ااوحب لد تمل ااوال ل‬ ‫لثنص ص‪ ،‬فال يل م ل ذثا لثعلام بوثعرب ا ‪ ،‬ل إعاو يلا م لثعلام مبيفوااأ لثشارع مان لثشاريع مجلا ل ي‪.‬صا ال‪،‬‬

‫ووا "‪2‬ر ل لب لدلصوحل لالتء لدل‪.‬وسأ ييف م على رلم ع من لثيف لعأ أ ملو‪:‬‬ ‫القاعدة اْلولى‪ :‬ال ضرر وال ضرار‪:‬‬

‫لثس وس ا لثش ارع ‪ ،‬لعل ملااو ين ااا فاارلع فيفمل ا كثاارية لمسااتنأ ذاااو‬ ‫لذااو ماان أذاام ق لعااأ لث‪.‬يف ا ل ِّ‬

‫لثيفوعأة لالث لملو ص حأي تس ل ‪-‬الى ل عل لسلم‪« :-‬د رت لد رلت‪»3‬ر‬

‫للثضرت للثضارلت لثا لتاللن ل لحلاأي ث‪.‬ظاني كاريني ل سا وق لثن‪.‬او شلاو ي‪ .‬اأ لدساتغرلق للثعما م‪،‬‬ ‫لذال معنوو ‪.‬و سو ر أ لع لثضرت لبتألء أل رلوزلة‪ ،‬لد جت ز لجملوزلة أل لثعيف با علاى لثضارت ب حاألث ارت‬ ‫مثلا علااى لدلعتااأا‪ ،‬فوثضاارت همينااع ل مج ااع مرلحلا ‪ ،‬ف منااع ق ا لق عا ‪ ،‬لعنااأ ي قااع حألثا ليا فر لثااأللعو‬ ‫‪1‬لثغ ل ‪ ،‬لدلنخ ‪ ،‬ويف ق حسن ذ ت ‪ ،‬المشق‪ :‬اللت لث‪.‬كر‪ ،‬ط‪ ،1982 ،0‬ص‪364‬ر‬ ‫‪2‬لثشوطيب‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪160‬ر‬ ‫‪ 3‬لثضرت للثضرلت ق ‪ :‬و ث‪.‬ظتون مبعيف للحأ على ل لثتوك أ‪ ،‬لييفو ‪ :‬لثضرت لثاص ث ف من‪.‬ع لعلى اريل ف‬ ‫مضرة‪ ،‬للثضرلت لثاص ث ث ف من‪.‬ع لعلى اريل لدلضرة‪ ،‬لق ‪ :‬لثضرت أن يضر مبن د يضرل‪ ،‬للثضرلت أن يضر‬ ‫مبن أ ر ب ‪ ،‬د على س لجملوزلة بودلث للد تصوت ثلدق‪ ،‬ب على س لإل رلت للد تيفوم‪ ،‬لقأ علق لبن ع أ لثرب ا‬ ‫تمح ل ا على يل لةق ل بيف ث ‪ « :‬للثاص يصح ل لثنظر ليث ت ل لةا أ ث ةحأ أن يضر بوحأ س لء أ ر‬ ‫ب ق ه أم د‪ ،‬إد أن ث أن ينتصر ليعوقب إن قأت‪ ،‬مبو أهب ح ث من لثسلاون‪ ،‬للدعتألء بوحلق لثاص ث مث مو لعتأص‬ ‫با عل ‪ ،‬للد تصوت ث ا بوعتألء لد ظلم لد رت‪ ،‬إذل كون على لث لثاص أبوحت لثشريع »ر‬

‫‪66‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫ثاث ؛ لذث كوإل رلءلت‪ ،‬أل لثتنظ مو ت لث قو لثيت يك ن من شوزو منع لثضرت مجلا ‪ ،‬أل لثتيفل ا منا ‪،‬‬ ‫فتنظا م لدلارلت مباو يسامل حركا لثنااوس للحل اوة‪ ،‬لميناع لة ارلت لثنوجتا عان ياارل لثناوس يساريلن كماو جا ذلاام‪،‬‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬أل كسن ق ل ني حلموي لث ئ للحملوفظ عل ملو بنوء على أزو من لدلصلد‬ ‫فاث أيضو من ِّ‬ ‫لثس وس لثشرع أيضور‬ ‫لثعوم لثيت ي‪ .‬ض إة لحلوكم‪ ،‬لذو من ِّ‬

‫لمن ااع لثض اارت يس اات ب م والتي ا س ا لء ق ا حألث ا لعن ااأ ي ق ااع ذث ا ‪ ،‬أل أثن ااوء حألث ا ‪ ،‬أل بع ااأ‬

‫حألث ‪ ،‬عنأ لثيفأتة على ذث ‪ ،‬لد جي ز لثرتلوو للثتوين حك جأث لثضرت أل يست‪.‬د ‪ ،‬لثع وري مثاو‬ ‫علااى ذثا مااو قااوم با أبا بكاار ا ت ااو ل عنا ا ل يعوملا مااع لدلريااأين؛ ف ا بااوالت ل الفااع ذثا لثضاارت‬ ‫لثعظ م‪ ،‬لمل يتون ل لةمر ب بوالت إة قتوذلم‪ ،‬إذ أالتل ب صريي لإلميو أن ك ي م ميضو بألن م ل ملتملم‬ ‫يك ن ق ة ثلمريأين ل ع‪.‬و ثلمسلمني‪ ،‬ف والتذم‪ ،‬لقصأ ك ق ل مريأة‪ ،‬لمو ذال لث‪.‬ع من إد ثلمدوفظ‬ ‫لثس وس لثشرع ر‬ ‫على لثأين لك ون لةم لذ ثب ِّ‬ ‫القاعدة الثانية‪ :‬الورر يدفع بقدر اا‪:‬ران‪:‬‬ ‫لينااأتج واات قوعااأة «د اارت لد ارلت» ق لعااأ أواارا‪ ،‬منملااو‪ :‬أن لثضاارت يااأفع بيفااأت لإلمكااون؛‬ ‫ف ذل كون د بأ من الفع لثضرت لإزلثت ف يهأفع ليهساعى ل إزلثتا بيفاأت لإلمكاون؛ فمملماو أمكان الفعا مان‬

‫لثضاارت هالفااع؛ فا ن مااو د يااأتل كلا د ياارتل لا ؛ فا ذل أمكاان الفااع لثضاارت كلا ماان اااري أن ي يفااى شااوء منا‬ ‫هالفع‪ ،‬لإد ف يهأفع من مو أمكن الفع ر‬

‫لعناأ الفااع لثضاارت أل لثسااعو ل إزلثتا ‪ ،‬قااأ د يت سار ذثا إد بااوث ق ع ل اارت آواار‪ ،‬لذنااو يتدااتم‬

‫عل نو إذل أتال و إزلث لثضرت أن يفع ل رت آور‪ ،‬للدليفص ال الفع لثضرت بوثكل ؛ ف ذل يعات ذث لمل ميكن‪،‬‬ ‫ف ا جتما أوااف لثضاارتين‪ ،‬فا ذل كااون لثضاارت لدلااأف ع ي يااأ عاان لثضاارت لدلرتيااب علااى ذثا هالفااع‪ ،‬لإن كااون‬ ‫لثضرت لدلرتيب أعلى من لثضرت لدلأف ع‪ ،‬مل يأفع لثضرت ل ذاو لحلوث ر‬

‫رابعا‪ :‬فقو الواقع‪ :‬لدليفص ال رال لدلريك ل لد تملوال لدليفواأص ذ أن فيف لث لقع مملم أل ثتعلق‬ ‫لثس وسا لثشارع ياأو ل الل ارة لدلصاوحل‬ ‫يا ق لةحكوم ب ‪ ،‬ل مرلعوة لث لقاع ل لد تملاوال لدليفوااأص ل ِّ‬

‫لدلتغاارية ل لخلو ااع ثتغ ااري لث مااون ل لدلك ااون ل لثظاارلت‪ ،‬ل لةع ارلت‪ ،‬فوةحكااوم لد تملوالي ا لثيفو م ا عل ااى‬ ‫مصوحل زمو أل مكو ‪ ،‬يتغري ي عو ثتغري لث مون ل لدلكاون‪ ،‬فاوحلكم ياألت ماع علتا ل ا الل ل عاأمو‪ ،‬ثااث‬

‫‪66‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫قاو لثعا باان ع اأ لثسااالم‪ " :‬لةاا زلل لةحكااوم با لل عللملااو "‪1‬ر كماو بااني أن بعاض لدلصااوحل قاأ يتغااري‬ ‫بتغااري لث مااون ل لدلكااون فيفااو ‪ " :‬إذل يسااولت لدلصااوحل ماان ك ا ل ا فيفااأ ييفااأم لثشاارع بعضااملو علااى بعااض‬

‫بت‪.‬ولت لةموكن ل لةزمون "‪2‬ر‬

‫ذا‪:‬سا‪ :‬اعتةار المكالت‪ :‬ل ذث بوثنظر إة أثر ل آثوت لحلكم لثثوبت بود تملوال‪ ،‬ل ماأا يرياب‬ ‫لدلصلد عن ل لث لقع‪ ،‬ل ذال مو يعرت أيضو بتديف ق لدلنوط ل لةفرلال ل ل لث قاو ع ل ل لةزمنا ‪ ،‬للثنظار‬ ‫ل لدل دت " معترب ميفص ال شرعو‪ ،‬كو ت لةفعو م لفيف أل سلوث‪ ، .‬ل ذث أن لجملتملأ د جكام علاى فعا‬

‫ماان لةفعااو لثصااوالتة ماان لدلكل‪.‬ااني بوإلقااألم أل لإلح ااوم إد بعااأ ظاارو إة مااو يااؤل إث ا ذثا لث‪.‬ع ا "‪،3‬‬

‫فوث‪.‬ع إذل كون مشرلعو‪ ،‬ثكن يؤل إة م‪.‬سأة يسولص أل يغلب ذاو لدلصلد فال بأ من منع بنوء على‬ ‫ذااال لدلا ‪ ،‬كمااو أن لث‪.‬عا قااأ يكا ن اااري مشاارلع دلااو ف ا ماان م‪.‬سااأة‪ ،‬ثكنا يااؤل إة مصاالد أعظاام ماان‬ ‫لدل‪.‬سأة لثيت يضمنملو ذال لث‪.‬ع ‪ ،‬فملنو د يصح إطالق لثيف بعأم مشرلع ت ‪ ،‬ل ذال ذ عم لجملتملأ‬ ‫لإن كااون اااعب لدل ا تال كمااو قااو لثشااوطيب ثكن ا عاااب لدلااالق زلم ا ال لثغااب‪ ،‬ااوت علااى ميفواااأ‬

‫لثشريع ‪4‬ر‬

‫فوث‪.‬ع يشرع دلو يرتيب عل من مصوحل ل مينع دلو يرتيب عل من م‪.‬وساأ‪ ،‬ل لظ ‪.‬ا لجملتملاأ أن د‬ ‫ييفااف عنااأ ظااوذر لةماار فا دكم مبشارلع لث‪.‬عا ل مج ااع لحلااودت ل واات كا لثظاارلت‪ ،‬ل إعااو د بااأ أن‬ ‫يتوك أ من ويفق مصلد ذال لث‪.‬ع لثيت مان أ لملاو شارع‪ ،‬ل أزاو د ي‪.‬ا ت مصالد أذام منملاو‪ ،‬فا ن يعاات‬ ‫ويف يفملو ثلمصلد أل ف يات مصالد أعظام منملاو فعلاى لجملتملاأ أن ميناع منا ‪ ،‬ل جكام بعاأم مشارلع ذاال‬ ‫لث‪.‬عا ل كا لحلااودت‪ ،‬أص ثا‬

‫الل مااو علااى لإلطااالق جيفااق لدلصاالد لدلر ا ة منا ‪ ،‬ثاااث‬

‫ظاار لجملتملااأ ل‬

‫لحل ا لالث ل لث قااو ع يك ا ن ماان بااوب م دهتااو‪ ،‬ف ا ن يضاامنت مصاالد ثكاان ل م ا يا يفملااو يرتيااب عل ملااو‬ ‫م‪.‬سأة‪ ،‬أل ر أعظم من لدلصلد لثيت يضمنتملو‪ ،‬ف دكم عل ملو بعأم لدلشارلع ‪ ،‬كماو أن بعاض لةفعاو‬ ‫قأ يتضمن م‪.‬وسأ ثكان ل م دهتاو ويفاق مصاوحل أعظام مان لدل‪.‬وساأ لثايت يضامنتملو ذااو لةفعاو ‪ ،‬فا دكم‬ ‫مبشرلع تملو‪ ،‬ل ثع وري مثو على مو يضمن م‪.‬ساأة ل م ثا زليفاق دلصالد ذا يشاريع لجلملاوال ماع ماو ف ا‬ ‫‪1‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ 0‬ص‪192‬ر‬ ‫‪2‬لثع ‪ ،‬ق لعأ لةحكوم‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪ ( 147‬ط ع اللت لثيفلم )ر‬ ‫‪3‬لثشوطيب‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪196‬ر‬ ‫‪4‬لدلصأت لثسوبق‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪196‬ر‬

‫‪69‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫من م‪.‬وسأ يلدق بوثن‪ ، .‬ثكن م ث ذ إع لز لثأين ل ح‪.‬ظ ‪ ،‬ل ح‪.‬ان باالال لدلسالمني ‪ ،‬ل ذااو مصاوحل‬ ‫عظ ما ل ميفأما علااى ح‪.‬اان لثاان‪ .‬ر ل ذااال لجملتملااأ لثاااص لاا إة ذاااو لثري ا ماان لثتم ا ل لث‪.‬انا ‪ ،‬ل‬ ‫لدلملوتة ذ من قو عن لثشوطيب‪ " :‬فصوحب ذال لثتديف ق لخلوص ذ لثاص تزق تل يعرت با لثن‪.‬ا س ل‬ ‫مرلم ملااو‪ ،‬ل ي‪.‬ااولت إالتلكملااو ل ق ا ة وململااو ثلتكااوث ف‪ ،‬ل اااربذو علااى مح ا أع و ملااو أل ااع‪.‬ملو‪ ،‬ل يعاارت‬ ‫لثت‪.‬وهتو إة لحلظ ظ لثعو ل ‪ ،‬أل عأم لثت‪.‬وهتور فمل جم على ك ‪ .‬من أحكوم لثنص ص مو يل ق رو‪،‬‬ ‫بنوء على أن ذث ذ لدليفص ال لثشرعو ل يليفو لثتكوث ف "‪1‬ر‬ ‫تطةيقات ‪:‬عاصرة للعمل بالسياسة الشرعية‪:‬‬ ‫لثس وسا لثشارع ل ذاال لثعصار‪ ،‬ةن لةمار ماري ك كثاريل بودلسات ألت ل سلتلاف‬ ‫يتعأال يا يفاوت ِّ‬ ‫ثلس وس لثشرع مويلو‪:‬‬ ‫لجملودت‪ ،‬لمن لةمثل لدلعوارة ِّ‬ ‫‪ -‬مشاارلع لثتيفااوط ثيفاا لحلاارم بغاارض يساال مملو م وشاارة إة لجلمل ا لدلختصا ث‪.‬اان مااو يلااتيفك ماان‬

‫أما ل لحل ااوج للدلعتمارين للثا للت؛ دلااو يرتيااب علااى ذثا ماان ويف ااق لدليفصااأ لثشاارعو ث‪.‬اان لدلااو ‪ ،‬لإمكااون‬ ‫إيصوث إة اوح ‪ ،‬أل مرل ع اوح ثل مل لدلختص ثتسلم موث لدل‪.‬يف ال منملو‪ ،‬لد س مو مع ال ا لثظان‬ ‫ب‪.‬يفاأذو ثرتكملااو عر ا ثلساارلق ل اعوت لثن‪.‬ا س شلان يتصا ألن ا‪.‬لا لث ل ارين لل شاغو لثاااو ‪.‬ني للثعااوك‪.‬ني‬ ‫للثركع لثس الر‬ ‫ف‪.‬و ذاال لدلثاو يغاري لحلكام ثتغاري لثعلا لدل اا عل ملاو‪ ،‬لياأ عل ا ماو لتال مان أمار عثماون ت او ل‬ ‫عن بوثتيفوط‬

‫ل لإلب دلصلد أذلملو مع أن لثنص وء آمرل برتكملو؛ ثتغري لدلصلد لثيت با عل ملو لدلنع؛‬

‫فوةمر برتكملو ل عملأ لثنيب (‪ )‬كون جيفق لدلصلد من ؛ ثغل لثصالح ل لثنوس ح‬

‫يرتل وث لإلب‬

‫ترو‪2‬ر‬ ‫حك جيأذو ُ‬ ‫لأمو ل زمن عثمون ت و ل عنا فيفاأ حصا يغاري ل حاو لثناوس ألتث و فاو علاى أما ل لثرع ا‬ ‫ماان أن ستااأ إث ملااو يااأ لخل و ا ؛ فارأا عثمااون ‪ ‬أن لدلصاالد ح نئااا ل لةماار بوثتيفوطملااو ليعري‪.‬ملااو‪ ،‬كسااو ر‬ ‫لةما ل ‪ ،‬مث ي اوع‪ ،‬فا ذل اوء اااوح ملو أعااو هنملاو؛ إذ مل يعاأ لةمار برتكملااو جيفاق لدلصالد منا علاى لث ا‬ ‫‪1‬لثشوطيب‪ ،‬لدل لفيفوت‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪98‬ر‬ ‫‪ 2‬أور لث خوتص ل كتوب لثليفا ‪ -‬بوب وث لإلب ‪ -‬ج‪ ،3‬ص‪132‬رلمسلم ل كتوب لثليفا ‪ -‬بوب لثليفا ‪ -‬لجمللأ‬ ‫لثسوالس‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪01‬ر‬

‫‪96‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫لةااالح؛ لث ا عااوالت عل ا لدلنااع ماان لدثتيفااوط كمااو كو اات ل عملااأ لثرس ا (‪ )‬ثعااوال لةماار بااودلنع ماان‬ ‫لدثتيفوط‪1‬ر‬ ‫التةرع بالدم‪:‬‬ ‫لذ أن يوذن لإل سون ‪-‬بعاأ إ ارلء لث‪.‬د ااوت لثا ا لإث اوت ااالح ت ثلتاربع ‪ -‬بسادب كم ا‬ ‫مع ن من الم للستخألمملو ل سم إ سون آور ثتع يض لثنيفص لثاص طرأ عل ت‬

‫حودت مر‬

‫أل‬

‫رلح ‪ ،‬لذاو لثعمل مل يكن معرلف قأميو ل ال لة مل ة لثا لثالزم ‪.‬ليرتيب على ذاو لثعمل فو أة‬ ‫عظمى ثلمتربع للدلتربع ث ‪ ،‬أمو لةل فتع ال عل ب‪ .‬ل أ كثرية أ ملو‪:‬‬ ‫ينشا ك لةعضااوء لثاايت يتا ة يصاان ع لثااأم‪ ،‬للثنخااوع لثعظمااو لثاااص ييفا م بتصاان ع معظاام مك ااوت‬

‫اىةا فَ َررَن َمةا‬ ‫َحيَ َ‬ ‫لثاأم‪ ،‬لإ يفاوذ لدلتاربع ثا مان لذلاالل لدلت قاع‪ ،‬لل يعاوة ييفا ل حاق لثان‪َ ": .‬وَ‪ْ :‬ةن أ ْ‬ ‫اس َج ِميعا ‪ ‬لدلو أة ‪30‬رر‬ ‫أْ‬ ‫َحيَا الن َ‬ ‫ليرتيب على عمل لثتربع بوثأم إ شوء مرلك حل‪.‬ن لثأم ث قت لحلو‬

‫إث ‪ ،‬لذو مت قع اوث و ظرل‬

‫ثلد لالث لدلرلتي لح لالث لحلرل اق لحكام لدلصاوحل لدلت قعا شارعو كدكام دلصاوحل لث لقعا للثتاربع بوثاأم مان‬ ‫لثس وس لثشرع لدلعوارة لدلرلع دليفصأ ح‪.‬ن لثن‪ .‬لذ من لثكل وت لخلم ر‬ ‫ِّ‬ ‫توثيق عقود اللواج‪:‬‬ ‫ثيفأ حرات لثيف ل ني لثعرب على م أأ ي ث ق عيفا ال لثا للج ماأ و لذثا ثسامل ث لثر ا ع إث ملاو عناأ‬ ‫لثس وس ا لثشاارع ل بعااأذو لدليفواااأص لذث ا ماان عااأة‬ ‫لثن ا لع لح‪.‬ظااو ثلديف ا ق‪ ،‬لذااال لدل ااأأ ينااأتج واات ِّ‬ ‫ل و‪:‬‬

‫‪-1‬أن م ااأأ لثت ث ااق جيفااق مصاالد يعا ال علااى عما م لةما ‪ ،‬لإن مل يارال ف ملااو ااص‬

‫ااو الل عل ا ‪ ،‬فملااال‬

‫لدل أأ يتالءم مع ن يصرفوت لثشوتعر‬ ‫‪-0‬أن من ميفواأ لثشريع لإلسالم ح‪.‬ن لحليف ق من لثض وع بت ث يفملو‪ ،‬لقأ يضوفرت لةالث على لعت وتو‬ ‫ِ‬ ‫آ‪:‬نُةةواْ إِ َا‬ ‫ين َ‬ ‫لإث وي ا ‪ ،‬كيف ث ا يع ااوة‪ ‬وأَ ةةهدوا إ ا تة ةةايعتم ‪ ‬لث يفاارة‪ ، 080 :‬لق ث ا ‪ :‬يَةةا أَيةُّ َه ةةا ال ةةن َ‬ ‫س ًّمى فَا ْكتُةُوهُ ‪ ‬لث يفرة‪ ،080:‬لق لثنيب (‪ " )‬د كوح إد ب ا لشوذأص‬ ‫تَ َدايَنتُم بِ َديْ ٍن إِلَى أ َ‬ ‫َج ٍل ُّ‪َ :‬‬

‫‪1‬‬

‫لثيفر ولص‪ ،‬ي سف‪ ،‬لدلر ع لثعل و ل ل إلسالم ثليفرآن ل لثسن ‪،‬‬ ‫لثيفوذرة‪1990 ،‬ص‪039‬ر‬

‫‪96‬‬

‫لبك ل زلوذير ل لث‪.‬ملم ل لثت‪.‬سري‪ ،‬مكت لذ ‪،‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫عأ "‪1‬ر لاريذو من لةالث لثألع إة لإلشملوال علاى لثعيفا ال‪ ،‬لمنملاو عيفاأ لثا للجر لل عصار و لحلو ار‬ ‫د يك‪.‬و رلرال لإلشملوال على لث للج ثضمون لحليف ق عنأ لثن لع أل لثتعأص‪ ،‬لذث ثعأة لعت وتلت منملو‬ ‫فسوال لثامم‪ ،‬أل عأم لثتمكن من لث اا إة لثشامل ال‪ ،‬كماو أن لثضارت عاوالة ييفاع علاى لث ل ا ‪ ،‬سا لء‬ ‫بتخلاو لثا لج عاان مسااؤلث وي لجتاوو لث ل ا لألدالذااو‪ ،‬لد الث ا يث اات ذااو لث ل ا ‪ ،‬كمااو ذا لثشااون ل‬ ‫لث للج لثعرل‪ ،‬لل لثنملوي يك ن لث ل للةلدال د ذال لثعيفأ اري لدل ثق تمس ور‬ ‫‪-3‬أا لإلشملوت ل عيفأ لث للج‪ ،‬ة ميفصأ شرعو‪ ،‬ةن إعالن لث للج ث ون شرع ت لس و عن لة كد‬ ‫لث‪.‬وسأة‪ ،‬ف اث يك ن ي ث ق عيفأ لث للج ع من أ ا لع لإلعاالن‪ ،‬ةن لماتالل لث يفا لثعيفاأ ر ا مان‬ ‫لثسري إة لثعلن‪ ،‬ييف لبن عوش ت‪ : ،‬فوثشملرة ل لثنكوح وص معن ني‪ :‬أحأ و أزو و لث لج على‬ ‫م ياأ لحلصاو ثلمارأة‪ ،‬إذ قاأ علام لثنااوس لوتصواا باودلرأة فملا يعاري بكا مااو ياارق با إث ملااو مان تي ا ر‬

‫للثثوين أزو ي ع لثنوس على لحرتلمملو لل ت‪.‬وء لثامع ف ملو إذل اوتت زلصن "‪2‬ر‬

‫‪-4‬أا ا ح‪.‬اان لثنسااب‪ :‬لذ ا ماان ميفواااأ لثش اريع لإلسااالم لإحااأا كل وي ا لخلم ا ‪ ،‬لةن عاام ي ث ااق‬ ‫لث ا للج ييف ا ال إة لث ا للج لثع اارل‪ ،‬لبوثت ااوا س اامل ث لثااتملص من ا ل ت ت ا إ ك ااوت س ااب لةط‪ .‬ااو ‪ ،‬ثك اان‬ ‫بااوثت ث ق يتديفااق ح‪.‬اان لثنسااب لينسااب كا م ثا ال إة أب ا ‪ ،‬مااواللم قااأ لثااأ علااى فارلش لث ل ا لدل ثااق‬ ‫بوثارق لثرمس ر‬ ‫لثس وس ا لثش ارع لثاايت يت لفااق لميفواااأ لثش اريع‬ ‫لبنااوء علااى مااو ماار‪ ،‬ف ا ن ي ث ااق عيف ا ال لث ا للج ماان ِّ‬

‫لإلسالم ‪ ،‬ح‪.‬ن ثلديف ق لثأل سوبر‬

‫لثس وسا لثشارع ؛ ماان‬ ‫لبناوء علاى كا مااو مار ميكان لثيفا إن ثلميفوااأ اللتل ك اريل ل لد تملااوال ل ِّ‬

‫لجلااو ني لثتواا لو للثتن يلااو‪ ،‬لثعا أذاام بااوب ل لث‪.‬يفا يت لااى ف ا لثعما للدعتمااوال علااى لدليفواااأ بشااك‬

‫ك اري ل لد تملااوال ‪ ،‬لسااتن وطو ثألحكااوم‪ ،‬ليا يفااو ذلااو‪ ،‬مبرلعااوة لث مااون للةح ا ل للدل ا للثتا ا ت‪ ،‬ذ ا بااوب‬ ‫لثس وس لثش رع ‪ ،‬لثلت ف ق ل لساتن وط لةحكاوم لحسان ين يلملاو‪ ،‬ل اب مرلعاوة لدلريكا لت لثساوبيف لثااكر؛‬ ‫ِّ‬ ‫ةزو يعأ اموم لةمون ثال تملوال ل ذال لث وبر‬

‫‪ 1‬أور أب الللال(‪ )0285‬للثرتماص (‪ )1121‬لقو عن حسن اد حر‬ ‫‪ 2‬لبن عوش ت‪ ،‬ميفواأ لثشريع ‪ ،‬ص‪439‬ر‬

‫‪96‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬ ‫ذاتمة‬

‫لثس وس ل الددهتو لثلغ ي موذو إد إاالح للستصالح لاالح‪ ،‬لل لدااالح لثيف وم على لةمر مبو‬‫لثس وس لثشرع ذ ثال تملوال ل ويف ق لدلصلد ‪ ،‬يوا ال ليا يفو‪ ،‬مبو يت لفق‬ ‫يصلد ‪ ،‬ف ك ن ثب ِّ‬ ‫مع ميفواأ لثشرع لكل وي لثعوم ر‬

‫لثس وس لثشرع ذو لثعم مبو وء ل لثشرع من ينظ م لثعالقوت بني أفرلال لجملتمع ل لجملودت ‪:‬‬‫لثس وس ‪ ،‬للدقتصوالي ‪ ،‬للد تموع ‪ ،‬إ وف إة مو يتخاو لا لةمر من ظم لإ رلءلت ل‬ ‫ِّ‬ ‫لجملودت لثيت مل يرال رو ص‪.‬‬ ‫ء من أ لء لثشريع لإلسالم ‪ ،‬لفرع من فرلعملو‪ ،‬فمن أحوط علمو مبيفواأذو‪،‬‬

‫لثس وس لثشرع‬ ‫ ِّ‬‫لل عملو م عوذو‪ ،‬لأحسن فملمملو‪ :‬مل جتج إة س وس اريذو أث ت ر‬

‫لثس وس لثشرع إقوم لثعأ بني لثنوس‪ ،‬لي ث ق تللبك لحمل للثرمح بني أفرلال لجملتمعر‬ ‫ أعظم ميفواأ ِّ‬‫لثس وس لثشرع ينظ م ثشؤلن لث‪.‬رال للجملتمع للةم ‪ ،‬لمحوي ثلديف ق لثلمصوحل لثعوم للخلوا ر‬ ‫‪ِّ -‬‬

‫لثس وس لثشرع ييف م على لثتكوم بني لد تملوال لدستن وطو لثتوا لو‪،‬‬ ‫ لد تملوال لدليفواأص ل ِّ‬‫لثس وس لثشرع‬ ‫للد تملوال لثتا يفو‪ ،‬ثألحكوم لحسن ين يلملو على لث لقعر لد تملوال لدليفواأص ل ِّ‬ ‫يعتمأ كثريل على لستن وط أحكوم ل تملوالي‬

‫أيأة‪ ،‬ثل قو ع للةحألث لثيت ين بوةم ‪ ،‬مل يرال رو‬

‫أالث ي‪.‬ص ل ليتنوسب ليغري لةزمون‪ ،‬لجتأال مصوحل لثنوس‪ ،‬ثكن د فرج عن كل وت لثشريع‬ ‫لميفواأذو لثعوم ر‬ ‫لثس وس لثشرع لثنو د ؛ ييف م على إقوم لثأين لويف ق لثعأ للةمن لعموتة لةتضر‬ ‫ميفواأ ِّ‬‫لثس وس لثشرع ذو فيف لثنص ص ل‬ ‫مريك لت لد تملوال لدليفواأص ل ِّ‬‫للةلث يوت‪ ،‬لفيف لث لقع للعت وت م دت لةفعو ر‬

‫‪96‬‬

‫ء لدليفواأ‪ ،‬لفيف لدل لز وت‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫المصادر والمراجع‬ ‫‪1‬ر لبن لةزتق‪ ،‬أب ع أ ل زلمأ‪ ،‬بدائع السل في طةائع المل ‪ ،‬الرت‪ ،‬الر مر‬ ‫‪0‬ر برك ااوين‪ ،‬أم و ا ‪ ،‬االجته ةةاد المقاص ةةدي عن ةةد الع ةةل ب ةةن عة ةةد الس ةةالم‪ ،‬موث ي ااو‪ :‬اللت لثت أي ااأ‬ ‫ثلا وع للثنشر للثرتمج ‪ ،‬ط‪0224 ،1‬ر‬ ‫‪3‬ر لث طو‪ ،‬زلمأ سع أ تمضون‪ ،‬ضوابط المصلحة‪ ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثرسوث ‪ ،‬ط‪1996 ،6‬ر‬ ‫‪4‬ر ييفو لثأين أمحأ بن علو لدليفري ص‪ ،‬الخطط المقريلية‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت اوالتر‬ ‫السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية‪ ،‬ويف ق بشري‬ ‫‪5‬ر لبن ي م ‪ ،‬أب لثع وس ييفو لثأين‪ِّ ،‬‬ ‫زلمأ ع ن‪ ،‬المشق‪ :‬مكت اللت لث ون‪1985 ،‬مر‬

‫‪6‬ر لجل يا‪ ،‬غياث اْل‪:‬م في التياث الملم ( الغياثي )‪ ،‬ويف ق مصا‪.‬ى حلمو ل فؤلال ع أ لدلانعم‬ ‫أمحأ‪( ،‬لإلسكنأتي ‪ :‬اللت لثأع ة‪1979 ،‬ر‬ ‫‪7‬ر لحلسااا‪ ،‬إمسوع ا ‪ ،‬نمريةةة المقاصةةد عنةةد اا‪:‬ةةام الطةةاىر ابةةن عاَةةور‪ ،‬فر ن ااو‪ :‬لدلعملااأ لثعااودلو‬ ‫ثل‪.‬كر لإلسالمو‪ ،‬ط‪1995 ،1‬ر‬ ‫‪8‬ر لحلمصااو‪ ،‬أب ا بكاار ييفااو لثااأين‪ ،‬كتةةال القواعةةد‪ ،‬ويف ااق ع ااأ لثاارمحن باان ع ااأ ل لثشااعالن‪،‬‬ ‫لثريوض‪ :‬مكت لثرشأ ل شرك لثريوض ثلنشر ل لثت زيع‪ ،‬ط‪ 1997 ،1‬ر‬ ‫السياسة الشرعية‪ ،‬بريلت‪ :‬مؤسس لثرسوث ‪ ،‬ط‪1987 ،3‬ر‬ ‫‪9‬ر والت‪ ،‬ع أ لث ذوب‪ِّ ،‬‬ ‫‪12‬رلبن ولألن‪ ،‬ع أ لثرمحن‪ ،‬المقد‪:‬ة‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لجل ‪ ،‬الر تر‬

‫السياس ةةة و الحر ةةم‪ ،‬ب ااريلت‪ :‬مؤسس ا‬ ‫‪11‬رلث ااأتيا‪ ،‬فتد ااو‪ ،‬ذص ةةائص التش ةةريع ااس ةةال‪:‬ي ف ةةي ِّ‬ ‫لثرسوث ‪ ،‬ط‪1987 ،0‬ر‬

‫‪10‬ر لثأذل ص‪ ،‬أمحأ شوو لا ل ‪ ،‬حةة اهلل الةالغة‪ ،‬لثيفوذرة‪ :‬اللت لثرتلث‪ ،‬ط‪0،1987‬ر‬ ‫‪13‬ر لثرلزص‪ ،‬زلماأ فخار لثاأين‪ ،‬المحصةول فةي علةم اْلصةول‪ ،‬باريلت‪:‬اللت لثكتاب لثعلم ا ‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪1988‬ر‬ ‫‪14‬رلثرلزص‪: :‬ختار الصحاح‪ ،‬بريلت‪ :‬مكت ث نون‪( ،‬ال‪ ،‬ط) ‪1986 ،‬رر‬ ‫‪15‬ر لبن أيب لثرب ع‪ ،‬أمحأ بن زلمأ‪ ،‬سلوك المال في تدبير الممال ‪ ،‬ويف ق ليعل ق ليرمج حومأ‬ ‫ع أ ل تب ع‪ ،‬لثيفوذرة‪ :‬اللت لثشعب‪1983 ،‬ر‬ ‫‪96‬‬


‫د‪ .‬أم نائل بركاني‬

‫دور االجتهاد املقاصدي يف السِّياسة الشرعية‬

‫‪16‬رلثريسا ا ين‪ ،‬أمح ااأ‪ ،‬نمري ةةة المقاص ةةد عن ةةد اا‪ :‬ةةام الش ةةاطةي‪ ،‬فر ن ااو‪ :‬لدلعمل ااأ لثع ااودلو ثل‪.‬ك اار‬ ‫لإلسالمو‪ ،‬ط‪1995 ،4‬ر‬ ‫‪17‬ر لث ب ااأص‪ ،‬زلمااأ مريضااى‪ ،‬تةةاج العةةروس‪ ،‬مصاار‪ :‬لدلا ع ا لخلريي ا لدلنشااوة جبموث ا مصاار‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪1326‬ذار‬ ‫‪18‬ر لث ح لو‪ ،‬لذ ‪ ،‬أصول الفقو ااسال‪:‬ي‪ ،‬المشق‪ :‬اللت لث‪.‬كر لثعريب‪ ،‬ط‪1986 ،1‬ر‬ ‫‪19‬ر زيااأ‪ ،‬مصااا‪.‬ى‪ ،‬المصةةلحة فةةي التشةةريع ااسةةال‪:‬ي و نةةةم الةةدين الطةةوفي‪ ،‬لثيفااوذرة‪ :‬اللت‬ ‫لث‪.‬كر‪ ،‬ط‪1964 ،0‬ر‬ ‫‪02‬ر لثشوطيب‪ ،‬أب لسدوق إبرلذ م‪ ،‬الموافقات‪ ،‬شرح ع أ ل التلز‪ ،‬مصر‪ :‬اللت لث‪.‬كر لثعريب‪ ،‬الر‬ ‫تر‬ ‫‪01‬ر شليب‪ ،‬مصا‪.‬ى‪ ،‬تعليل اْلحرام‪ ( ،‬بريلت‪ :‬اللت لثنملض لثعرب ‪ ،‬ط‪1981 ،0‬ر‬ ‫‪00‬ر لبن عوبأين‪ ،‬زلمأ أمني أفنأص‪ ،‬حاَية رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لث‪.‬كار‪،‬‬ ‫‪1979‬ر‬ ‫‪03‬ر لباان عوش ا ت‪ ،‬زلمااأ لثاااوذر‪: ،‬قاصةةد الشةةريعة‪ ،‬ضليف ااق زلمااأ لثاااوذر لدل سااولص‪ ،‬عمااون‪ :‬اللت‬ ‫لثن‪ .‬ا ااو ‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ويف ق‪:‬زلم ا ااأ لحل ا ااب ب ا اان و ا ا ‪ ،‬قا ا اار‪ :‬لزلتة لةلق ا ااوت للثش ا ااؤلن‬ ‫لإلسالم ‪ ،‬ط‪0224 ،1‬‬ ‫السياسة الشرعية والفقو ااسال‪:‬ي‪ ،‬لثيفوذرة‪ ،‬الر م‪1953،‬ر‬ ‫‪04‬رع أ لثرمحن‪ ،‬يوج‪ِّ ،‬‬

‫‪05‬ر لثعا ‪ ،‬القواعةةد الصةةغر ‪ ،‬ويف ااق عااوال أمحااأ ع ااأ لدل ا ال‪ ،‬لعلااو زلمااأ معا ض‪ ،‬بااريلت‪ :‬اللت‬ ‫لجل ا ‪ ،‬ط‪ ،1994 ،0‬ق لعااأ لةحكااوم‪ ،‬مؤسس ا لثريااون‪ ،‬بااريلت‪،1992 ،‬لط ع ا المشااق‪:‬اللت‬ ‫لثيفلم‪ ،‬ط‪0222 ،1‬رر‬ ‫‪06‬ر لثغ ا لا‪ ،‬أب ا حومااأ زلمااأ‪ ،‬المستصةةفى‪ ،‬لعتناات بتصااد د صل ا ا لثض ا ‪ ،‬بااريلت‪ :‬اللت إح ااوء‬ ‫لثا ارتلث لثع ااريب‪ ،‬لمؤسسا ا لثت ااوتيخ‪ ،‬ط‪ ،1‬الر ت‪ ،‬لدلنخا ا ‪ ،‬ويف ااق حس اان ذ تا ا ‪ ،‬المش ااق‪ :‬اللت‬ ‫لث‪.‬كر‪ ،‬ط‪1982 ،0‬ر‬ ‫‪07‬ر لث‪.‬وسو‪ ،‬عال ‪: ،‬قاصد الشريعة و ‪:‬رار‪:‬ها‪ ،‬لدلغرب‪:‬اللت لدلغرب لإلسالمو‪ ،‬ط‪1993 ،5‬ر‬ ‫‪08‬ر لث‪.‬ريلز آبوالص‪ ،‬رلأ لثأين‪ ،‬القا‪:‬وس المحيط‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لث‪.‬كر‪ ،‬ال‪ ،‬ت‪ ،‬ط ر‬ ‫‪96‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)23‬العدد (‪3123 ، )2‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الرتاث املعريف اإلسالمي‬

‫‪09‬ر لثيفرلل‪ ،‬أمحأ بن إالتي ‪ ،‬الفروق‪ ،‬بريلت‪ ،‬عومل لثكتب‪ ،‬الر تر‬ ‫السياسةةة الشةةرعية فةةي ضةةوء نصةةوج الشةةريعة و ‪:‬قاصةةدىا‪ ،‬لثيفااوذرة‪،‬‬ ‫‪32‬ر لثيفر ااولص‪ ،‬ي سااف‪ِّ ،‬‬ ‫مكت لذ ‪ ،‬ط‪ 1998 ،1‬ر‬

‫‪31‬ر قلع و لقن يب‪: ،‬عةم لغة الفقهاء‪ ،‬عريب لصلل ص‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت لثن‪.‬و ‪ ،‬ط‪1988 ،0‬ر‬ ‫‪30‬رلباان لثيف ا م‪ ،‬و ا لثااأين زلمااأ باان أيب بكاار ‪ ،‬أعةةالم المةةوقعين‪ ،‬بااريلت‪ :‬اللت لثكتااب لثعلم ا ‪،‬‬ ‫ط‪ 1991 ،1‬م‪.‬ت ا ا ااوح اللت لثس ا ا ااعوالة ل منشا ا ا ا ت لديا ا ا ا لثعل ا ا اام للإلتلالة‪ ،‬اللت لدلتن ا ا اايب‪ ،‬لثيف ا ا ااوذرة‪،‬‬ ‫لثس وس لثشرع ‪ ،‬ويف ق عصوم فوتس لحلرستوين‪ ،‬باريلت‪ :‬اللت لجل ا ‪،‬‬ ‫(ال‪،‬ت)لثارق لحلكم ل ِّ‬

‫ط‪1998 ،1‬ر‬

‫‪33‬ر ثع أص‪ ،‬محوالص‪ ،‬الشاطةي و ‪:‬قاصد الشريعة‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت قت ‪ ،‬ط‪1990 ،1‬ر‬ ‫‪34‬ر لدلااولتالص‪ ،‬أب ا لحلساان زلمااأ‪ ،‬تس ةةهيل النم ةةر وتعةيةةل المف ةةر ف ةةي أذةةالق الملة ة وسياس ةةة‬ ‫المل ‪ ،‬ويف ق زلو ذال لثسرحون لآور‪ ،‬باريلت‪ :‬اللت لثنملضا لثعرب ا ‪1981 ،‬م‪ ،‬أالب لثاأ و‬ ‫ُ‬ ‫للثأين‪ ،‬شرح ليعل ق زلمأ كرًن تل ح‪ ،‬الر م‪1981 ،‬م‬ ‫‪35‬ر لبن منظ ت‪ ،‬مجو لثأين‪ ،‬لسان العرل‪ ،‬بريلت‪ :‬اللت اوالت‪ ،‬ط‪1992 ،1‬ر‬ ‫‪36‬ر لب اان صلا ا م‪ ،‬زي اان لث ااأين إبا ارلذ م‪ ،‬لث د اار لثرل ااق ش اارح كنا ا لث ااأقو ق‪ ،‬ب ااريلت‪ :‬اللت لدلعرفا ا ‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪1993‬ر‬ ‫‪37‬ر لثن وت‪ ،‬ع أ لجمل أ‪ ،‬في فقةو التةدين فهمةا و تنةليال‪ ،‬سلسال كتاوب لةما ‪ ،‬قاار‪ :‬ت وسا لحملاوكم‬ ‫لثشرع ل لثشؤلن لثأين ‪ ،‬ط‪1989 ،1‬ر‬ ‫‪38‬ر ي سااف حومااأ لثعااومل‪ ،‬المقاصةةد العا‪:‬ةةة للشةةريعة ااسةةال‪:‬ية‪ ،‬فر ن ااو‪ :‬لدلعملااأ لثعااودلو ثل‪.‬كاار‬ ‫لإلسالمو‪ ،‬ط‪1991 ،1‬ر‬

‫‪90‬‬


‫تقرير ورشة التعثر املصريف‬ ‫معهد إسالم املعرفة ـ جامعة اجلزيرة‬ ‫بالتعاون مع بهك الشودان املركزي ـ فرع ود مدني ـ ‪ 91‬أكتوبر ‪1199‬‬ ‫*‬

‫د‪ :‬ضرار الماحي العبيد‬

‫مواصلة لسلسلة برارلو العلمية يف رلال قضايا الصريفة اإلسالمية بوالية اجلزيرة‪ ،‬ويف إطار تعاونو مع‬ ‫ادلؤسسات ادلالية العاملة بالوالية نظم معهد إسالم ادلعرفة بالتعاون مع بنك السودان ادلركزي ـ فرع ود مدين‬ ‫ورشة عمل بقاعة قصر الثقافة بود مدين ‪ ،‬بعنوان "التعثر المصرفي‪ :‬المفهوم واألسباب والتداعيات‬ ‫والمعالجات " وذلك بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪.2011‬‬ ‫المشاركون‬ ‫شارك يف فعاليات الورشة أكثر من ‪ 150‬مشاركاً شلثلني لقطاعات ادلصارف العاملة بالوالية‪،‬‬ ‫شركات التأمني اإلسالمية‪ ،‬أساتذة اجلامعات وادلعاىد العليا بالوالية‪ ،‬ادلؤسسات العاملة يف قطاع التمويل‬ ‫األصغر الوالئية‪ ،‬موظفو الوزارات وادلؤسسات احلكومية بالوالية‪ ،‬وأجهزة الشرطة والقضاء واحملامني‬ ‫وطالب الدراسات العليا باجلامعات وادلعاىد العليا بالوالية باإلضافة إىل منظمات اجملتمع ادلدين بوالية‬ ‫اجلزيرة‪ .‬اشتمل برنامج الورشة على جلستني رئيسيتني‪:‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية‪:‬‬ ‫تضمنت اجللسة االفتتاحية بعض الكلمات حتدث فيها كل من الدكتورزلمد بابكر العوض عميد‬ ‫معهد إسالم ادلعرفة ـ جامعة اجلزيرة‪ ،‬الذي ذتّن يف كلمتو التعاون ادلستمر بني كل من بنك السودان ادلركزي‬ ‫ـ فرع ود مدين وادلؤسسات األخرى بالوالية والذي دتثل يف تنفيذ العديد من الربامج وادلناشط األكادميية‬ ‫والبحثية مع كل مؤسسات جامعة اجلزيرة ـ وخاصة معهد إسالم ادلعرفة‪ .‬كما تناول يف كلمتو مشكلة التعثر‬ ‫ادلصريف وسلاطرىا على استمرارية واستدامة النظام ادلايل يف أي بلد‪ ،‬وموضحاً أن األزمة ادلالية العادلية‬ ‫* أستاذ مساعد‪ ،‬معهد إسالم املعرفة دائرة االقتصاد الربيد األلكرتوني ‪dirar_obaid@yahoo.com‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫تقارير ومراجعات‬

‫األخرية تعترب خري شاىد على خطورة التعثر ادلايل‪ ،‬حيث طالت تداعيات تلك األزمة كافة دول العامل‪.‬‬ ‫وأعرب يف ختام كلمتو عن أملو يف أن خترج ىذه الورشة بتوصيات عملية تعني متخذي القرار يف اجلهاز‬ ‫ادلصريف اإلسالمي بالسودان وخارجو على وضع احللول الفاعلة للحد من مشكلة التعثر ادلصريف‪.‬‬ ‫كما حتدث أيضاً يف اجللسة السيد زلمد علي أبو إدريس مدير بنك اخلرطوم ـ فرع ود مدين‪ ،‬معرفاً‬ ‫مبفهوم التعثر من وجهة نظر مصرفية‪ ،‬ومتناوالً األسباب اليت تؤدي إىل حدوث تلك ادلشكلة‪ ،‬وكذلك‬ ‫التداعيات اليت حتدثها تلك ادلشكلة على مستوى ادلصارف وكذلك على مستوى االقتصاد الكلي‪.‬‬ ‫وجاءت كلمة األستاذ‪ /‬زلمد صديق احلسن‪ ،‬مدير بنك السودان ادلركزي ـ فرع ود مدين‪ ،‬مبيناً‬ ‫األىداف ال عامة ذلذه الورشة واليت تتناول مفاىيم أساسية تتعلق بقضايا ادلخاطر بصورة عامة‪ ،‬ومبخاطر‬ ‫التعثر على وجو اخلصوص‪ .‬وجاء يف كلمتو بأن بنك السودان ادلركزي ـ فرع ودمدين يويل مشكلة التعثر‬ ‫ادلصريف اىتماماً خاصاً ‪ ،‬وذلك دلا ذلذه ادلشكلة من تداعيات خطرية على ادلصارف واليت رمبا تؤدي إىل‬ ‫تصفية ادلصرف ادلتعثر إذا مل يتم تداركها وعالجها مبكراً‪ .‬ونادى يف كلمتو بضرورة تضافر اجلهود ادلشرتكة‬ ‫بني كافة اجلهات ادلختصة لوضع ادلعاجلات الفاعلة دلنع وقوع مشكلة التعثر‪.‬‬ ‫الجلسة الثانية‪:‬‬ ‫أما اجللسة الثانية واليت ترأسها الدكتور زلمد األمني تاج األصفياء األستاذ ادلشارك ورئيس قسم‬ ‫احملاسبة بكلية االقتصاد والتنمية الريفية جبامعة اجلزيرة‪ ،‬فقد تضمنت ورقتني‪ ،‬تناولت الورقة األوىل واليت‬ ‫أعدىا األستاذ زلمد صديق احلسن مدير بنك السودان ادلركزي ـ فرع ود مدين ‪ ،‬قضايا ادلخاطر‬ ‫وادلشكالت اليت واجهت وتواجو التمويل االسالمي يف السودان‪ ،‬حيث ميثل األداء العام للجهاز ادلصريف‬ ‫دوراً اساسياً يف العديد من ىذه ادلشكالت وادلخاطر والتحديات ويكون للمصرف فيها مسامهة مباشرة‬ ‫وغري مباشرة ويكون للمشكالت اذليكلية والتنظيمية للمصرف اإلسالمي أدواراً سلتلفة يف ظهور ادلخاطر‬ ‫اليت هتدده‪ .‬كما استعرضت الورقة مشكالت وسلاطر صي التمويل ادلختلفة وادلتعامل هبا برتكيز على ادلراحبو‬ ‫لآلمر بالشراء وارتفاع معدالت االسعار وتداعياهتا يف زلاولة دلعاجلة السلبيات وادلخاطر اليت حتيط باجلهاز‬ ‫ادلصريف‪.‬‬ ‫‪981‬‬


‫تقرير ورشة التعثر املصريف‬

‫د‪ .‬ضرار املاحي العبيد‬

‫تناولت الورقة الثانية قضية التعثر من حيث ادلفهوم واألسباب واآلثار أع ّد الورقة كل من د‪ .‬ضرار‬

‫ادلاحي العبيد وأ‪ .‬الزين عبد اهلل يوسف (باحثان مبعهد إسالم ادلعرفة ‪ ،‬جامعة اجلزيرة)‪ ،‬حيث حاولت‬ ‫الورقة التعريف أوالً بادلشكلة‪ ،‬خاصة تلك التعريفات ادلتعلقة مبفهوم التعثر ومن مث استعراض بعض‬ ‫األدبيات والبحوث ادلعاصرة ادلرتبطة مبشكلة التعثر‪ ،‬كما تناولت الورقة أىم األسباب اليت تؤدي إىل‬ ‫مشكلة التعثر سواء على مستوى ادلصارف‪ ،‬أو على مستوى العميل أو نتيجة للسياسات االقتصادية‬ ‫الكلية‪ .‬وأخرياً ناقشت الورقة بعض اآلثار والتداعيات ادلرتتبة على مشكلة التعثر؛ ومن مث اخلروج بتوصيات‬

‫عملية‪.‬‬

‫التعقيب والنقاش‬ ‫بعد هناية تقدمي الورقتني‪ ،‬م تعقي‬

‫عليهما من الدكتور مأمون يسن بدوي‪ ،‬رئيس قسم إدارة‬

‫أمن على أمهية تناول مثل ىذه القضايا‬ ‫األعمال بكلية االقتصاد والتنمية الريفية ـ جامعة اجلزيرة ‪ ،‬حيث ّ‬ ‫والتحديات اليت تواجو الصريفة اإلسالمية وغريىا من ادلؤسسات ادلالية ادلاحنة‪ .‬وأبان يف تعقيبو أن قضية‬ ‫التعثر ميكن إجياد حلول ذلا إذا تضافرت اجلهود ادلشرتكة بني بنك السودان ادلركزي وبقية ادلؤسسات ادلالية‬ ‫اإلسالمية بالسودان‪ .‬كما أشار إىل ضرورة التأكيد على قضايا الضمانات وغريىا من القضايا ادلرتبطة‬ ‫مبشكلة التعثر‪.‬‬ ‫بعد ذلك م فتح باب ادلداخالت والنقاش‪ ،‬حيث كانت ىنالك العديد من النقاط العلمية اليت‬ ‫أثريت حول خطورة مشكلة التعثر ادلصريف على مستوى ادلصارف أو على مستوى االقتصاد الكلي‪ .‬كما‬ ‫أكدت ادلداخالت على الدور الفاعل الذي تلعبو شركات التأمني اإلسالمي يف إجياد معاجلات ىامة‬ ‫دلشكلة التعثر‪ ،‬خاصة مع جتربة مشروعات التمويل األصغر بالوالية‪ .‬أما على صعيد احللول الداخلية فقد‬ ‫أمن ادلعقبون على العديد من القضايا‪ ،‬مثل رفع كفاءة الكوادر العاملة يف إدارات االستثمار وادلخاطر‬ ‫ّ‬ ‫واإلئتمان‪ ،‬ىذا باإلضافة إىل تكثيف العمليات الرقابية وادلتابعة من بنك السودان ادلركزي على ادلصارف‪،‬‬ ‫وكذلك ادلتابعة من ادلصارف اإلسالمية على ادلشروعات اليت يتم دتويلها‪.‬‬

‫‪981‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫تقارير ومراجعات‬

‫التوصيات الختامية‬ ‫أوصت الورشة بضرورة تبين التوصيات التالية‪:‬‬ ‫‪ /1‬اإلعداد اجليد والسليم لدراسات اجلدوى الفنية واالقتصادية للمشروعات اليت تقوم ادلؤسسات ادلالية‬ ‫بتمويلها‪ .‬وبأن تقوم دراسات اجلدوى على أساس البيانات وادلعلومات احلقيقية والسليمة‪.‬‬ ‫‪ /2‬ض ــرورة معاجل ــة ادلخ ــاطر ال ــيت ب ــرزت م ــن التطبي ــق وال ــيت رل ــت سل ــاطر الق ــائمني علـ ـى أمـ ـر ادلص ــارف‬ ‫ومشكالت أخرى سببها العمالء الذين يتفاعلون مع ادلصارف‪.‬‬ ‫‪ /3‬ضرورة تنوع ادلؤسسات ادلالية اإلسالمية لصي التمويل‪ ،‬وليس االقتصار على صيغة ادلراحبة واليت‬ ‫أثبتت بأهنا أكثر الصي مصدراً للتعثر ادلصريف‪.‬‬ ‫‪ /4‬على اذليئة العليا للرقابة الشرعية أن تقوم مبراجعة صيغة ادلراحبة وزلاولة إجياد سلرج شرعي جديد وذلك‬ ‫بسب أهنا الصيغة اليت أحدثت سلبيات كبرية بعد ادلمارسة الطويلة‪.‬‬ ‫‪ / 5‬على ادلؤسسات ادلالية اإلسالمية االىتمام جبوان‬

‫ادلراقبة وادلتابعة للعمالء وادلشروعات وحتديث‬

‫البيانات ادلتعلقة بقضايا اإلئتمان‪.‬‬ ‫‪ /6‬جي على ادلؤسسات ادلالية اإلسالمية اتباع آلية أو طريقة علمية سليمة النتقاء ادلشروعات الناجحة‪،‬‬ ‫وعدم التساىل يف منح التمويل للمشروعات‪.‬‬ ‫‪ /7‬ضرورة تبين أنظمة وتقنية معلومات وآليات ميكن أن تساعد ادلؤسسات ادلالية اإلسالمية على التنبؤ‬ ‫ادلبكر حباالت التعثر ادلايل‪.‬‬ ‫‪ /8‬جي على ادلؤسسات ادلالية اإلسالمية ادلاحنة لإلئتمان أن تقوم بدراسة الشخص أو العميل ادلستفيد‬ ‫من كل اجلوان ‪ .‬وعدم االىتمام للمؤثرات اخلارجية يف اختيار العمالء وادلستفيدين‪.‬‬ ‫‪ /9‬على ادلؤسسات ادلالية اإلسالمية االىتمام باجلان‬

‫التدرييب ورفع كفاءة الكوادر البشرية ودتليكهم‬

‫ادلهارات الفنية والعلمية ادلتعلقة بكل جوان منح التمويل ودراسات اجلدوى والتقييم الفين‪.‬‬ ‫‪ /10‬كمــا جي ـ أيض ـاً‪ ،‬زلاولــة اجيــاد ضــمانات بديلــة مرن ـة تعطــي ادلصــارف الثقــة ودتثــل الضــمان ادلناس ـ‬ ‫ويستطيع العمالء توفريىا بسهولة‪.‬‬

‫‪ /11‬ضـرورة النظــر جبديــة يف مســالة إلغــاء ادلــادة ‪ 179‬واخلاصـة حبــبس عمــالء التمويــل صــيغة ادلراحبــة حلــني‬ ‫السداد مع وجود ضمانات خاصة بالتمويل‪.‬‬ ‫‪ / 12‬ضرورة عقد ورش علمية تتناول جوان العميل واآلثار االقتصادية الكلية فيما يتعلق مبشكلة التعثر‪.‬‬ ‫‪981‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج النفسي‬ ‫تجربة أم ضواً بان نموذجاً‬

‫*‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫المستخلص‬ ‫هتد هذهددلدذاس را د ذذإىلذاستعد هذى دداذة ددعا ذادلعددع ٌنذاست يد يٌنذ(اسشددي)خيفذأذ مذاد)اًذفددعنذأذ‬ ‫اإلرشدعدذاسفس داذواسعداجذاسفس اتا دت ةدذاس را د ذادلدفج ذاس)فدساذولت ددذادواتذاس را د ذت‪5‬ا دت يعنذ‬ ‫اسطابذ‪،‬ذة عف ذادلشعيخذ‪،‬ذة عف ذاحلًنانتذمتذتصميمذ دواتذاس را ذومتذا ت اجذاسص قذاسظعه يذسكلذ‬ ‫ةنذاال ت يعنذاسليذوجد ذس طداب‪،‬ذواال دت يعنذاسدليذوجد ذس شدي)ختذمتذاعتيدعرذىيفد ذ )اةجدعذ(‪022‬يفذطعس دذعًذ‬ ‫ةددنذطددابذادل ددي ذاس ددعس ذىد دهمذ(‪0022‬ذيفذطعس دذعًذتذوىيفد ذةددنذرلتمد ذ مذاد)ذاًذفددعنذ )اةجددعذ‬

‫دد)نذرجداًذ‬

‫وإة اةذت(وهمذاحلًنانيفتذت)ف دذاس را ذاىلذاسفتعئ ذاستعسي ذةفجعذ‪5‬ذلتلذدورذةشعيخذ مذاذ)اًذفعنذأذاإلرشدعدذ‬ ‫اسفس داذاسفمدعئيذس طدابذوادل يد ينذتذذتد)حلًنذاحلعجدعتذا وسيد ذةدنذةب دلذوةشد بذوة د ذوةدبوىذوتفميد ذ‬ ‫د د راتذاسط ددابذى ددنذط ي د د ذع د د ةعتذف د د ي ‪،‬ذوتع دديمذة ددعدةذاس د د اوةذواسكتعف د د ذواحل ددعبذواس را د ددعتذ‬ ‫اال داةي ذ‪،‬ذواستشد ذفددعس يمذوادلتدلذوا عدداقتذوتد)حلًنذاحلعجددعتذاستعة)يد ذاسددلذتتمتدلذأذا دد)ذادلشد ذفعحلد ذ‬ ‫واالةتمعواس ددلىذيش ددع ذحلي د ذاسطعس د ذاوذادل ي د ذفبة د ذة دد)بذحلي د ذوزل د مذوة د رذويفظ د ذإسي د ذ ع دد)ذه ددعمذأذ‬ ‫ا معىد تذو ّنذاإلرشددعدذاسفس دداذاس) ددعئيذلتددلذتذتع دديمذوذتد ري ذاسطددابذوادل يد ينذى دداذذاست) ددلذى دداذا ذذ‬ ‫وت ويضذاسفس ذى اذادلكعرمذواس ع ذىنذاسشج)اتتذواس) عي ذةنذا ة اضذذواستزوي ذفعستغلي ذادلائم توتك)ينذ‬ ‫اسععداتذاسص ي ذادلفع ذواس د رةذى داذاد طذاإلةسعدعالتذاس دعس ذوذسدبذف ديد ذا دىيد ذاسديذتد ى)ذس صد ذ‬ ‫وا د تذوتش د ي ذاالةسعددعالتذاإلجيعفي د ذةتددلذاحل د ذوادل د حذوذاسعدداجذاسفس ديذادلتمتددلذتذاسع دداجذفعسعم ددلذ‬ ‫واسع دداجذذفاي ددعبذاسف)فد د ذواسط ددعر‪-‬ذوه دد)ذ ت ددلذذاسع دداجذفعدل) ددي اذتذاسع دداجذاسفس د دي‪-‬واسع دداجذاست ي د ديذ‬ ‫واسعاجذا معىيذاسعاجذا‬

‫يذواال ععوذواسعاجذاس ) يذواسعاجذادلع أتذ‬

‫*ذا تعذذى مذاسفس ذ‪،‬جعةع ذاخل ط)م‪ ،‬ذاس ي ذا سك‬

‫وينذ‪dr-rogiabadr@hotmail.com‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫تمهيد‪:‬‬ ‫إ ّذنذدورذادلععجلذاست ي يذدورذهعمذوعطًنذأذاجملتم ذاس )داينذ ّذنذذ لذ كعنذاس يفذوى داًذة ذراًذ‬ ‫ةنذ كعنذادل نذيعتم ونذى ي ذأذاسعاجذةنذا ة اضذاسفس ي ذوفعضذا ة اضذاسع د)ي ذ ييعةدعًذوأذيدلذ‬ ‫ادلشكاتذاخلعف ذفع‬

‫ةذوا ففعوتذ معذيايظذ ّذنذ ث دذجتعوزذذسب‪،‬ذحل ذ ثد ذى داذييدعةذ دكعنذاس د)دانذ‬

‫أذذ عحل ذادلفعييذاسع ي ي ذواس يع ي ذواإلجتمعىي ذواإل تصعدي ذواس ف)يد تذحلجد)ذى داذاسصدعي ذاسع عئد يذسعد ذ‬ ‫دوراًذةؤث اًذوحلععالًذأذةش ذاإل امذأذاس )دانذوت يخذدىعئم ذيلذ اذديفذعًذس غعس ي ذاسعظماذةنذ دكعة ذتذ‬ ‫مددعذ ددعاذادلعددع )نذاست يد ي)نذذإىلذع د ذرلتمد ذةتفددع مذةتد)ائمذدددلذحليد ذاإلة د عمذفد لذاخلصددعمذواستد زرذ‬ ‫ف لذاستفعحل تذوجعلذاسشي)خذةنذاسد ينذ ي وس)جيد ذةس دي ذإجتمعىيد ذةتكعة د ذا ر دعن‪،‬ذةسدلواذةفجدعذإىلذع د ذ‬ ‫ة ددي ذإجتمددعىيذةتمع ددبذتددلوبذحلي د ذاسس د)ارقذاسع ي د ذواستسددعوتذواستمددعيزذاإلجتمددعىيذ‪،‬ذحل د ذط د حذهددؤالوذ‬ ‫اًذسعص ي ذاس ي ‪،‬ذور )اذاستكعحللذاالجتمعىيذوتكعةلذادل)اردذوا ت عةجعذا معىيذ‬ ‫اسشي)خذ ع)ةذاسط ي ذف ي ذ‬ ‫ىد ذت فيد ذوتفمي د ذروحذا معىد تذ ةددعذى دداذاسصددعي ذاست ددعأذحل د ذ ددعهمذادلعددع )نذاست ي د ي)نذذأذفد ذي د ذ‬ ‫اس ع مذواإل تفعرةذو عةدذف)اف ذى ذةفجعذ كعنذاس )دانذإىلذة ارسذاسسك ذواست عحل ذاإل اةي ذععرجذاحلد ودذ‬ ‫(هعش ددمذى د د ذاسد د زاق‪0222‬يفتذحل ددعدلؤث اتذاإل تص ددعدي ذذل ددؤالوذاسش ددي)خذنذت ددلذي مد دعًذى ددنذف يد د ذادل ددؤث ات‪،‬ذ‬ ‫حلعسشيخذي نذودذي )ة ذ دعدذي د ذجتعريد ذةشدط ذفدٌنذادسعهذادًنةذتشدعدذذوو دطذاس د)دانتذذوتذا عةد ذ‬ ‫اس يع يذصل ذ نذاسشي)خذذ ذسع )اذدوراًذهعةعًذأذإةتصعرذاست)رةذادلج ي ذ معذ عنذذلمذاس حذادلع داذأذإر دعوذ‬ ‫دىعئمذاس في ذواسعاجذاس يينذواإلرشعدتذ ذ‬ ‫ذذذذإ ّذنذاسشدديخذاسع ي د ذودذف د رذ تددلذي)ذج دعًذحل ي د اًذذلددؤالوذادلعددع ٌنذاست ي د يٌنذأذاس د ذ)دانذحل د ذيددعولذ‬ ‫إييعوذادلفج ذاسد يينذ تذاس د نذاستع د ذىشد ذفعد ذ نذ فدعف ذاس دعفذواخلمد)لتذو د ذاةتد ذتدبثًندذ عحلد ذةد)اييذ‬ ‫اس دد)دانذو ةشددبذ ففددعفدذو يسددعددذوة ي د ودذذادل ددعج ذوعدداويذاس دذآنذوتع د ىذةشددعطجمذوتددبثًنهمذإيلذعددعرجذ‬ ‫اس دد)دانأذحلبةش ددبذفع ددضذع جي دديذادل ددعج ذحل وىد دعًذذل ددعذأذاحل شد د ذوإرت ي ددعذوودايذودارذف دد)ذوتش ددعدذو حل ي ي ددعذ‬ ‫اس) ددطيذو يفيددعذوي) فد اذوةصد ذوفعددضذاسد ولذا ورفي ت(هعشددمذى د ذاسد زاق‪0222‬يفذ مددعذ يد ثذ ثدذذاًذى دداذ‬

‫‪021‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫اس يعقذاإلجتمعىيذواسفس يذإذذ ر اذطاف ذوة ي ودذذو ففعفدذة ا زذي ي ذا ت ذهبعذاسكتًنذة)دىٌنذييعةذ‬ ‫اس اوةذإىلذاحل ت‬ ‫مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫تت د ذ تددًنذةددنذاس دعيتٌنذآثددعرذوة ددعاعتذادلشددعيخذى دداذوا د ذاحليددعةذأذاس دد)دانذأذ ي د ذاسف د)اييذ‬ ‫است عحلي ذواال تصعدي ذواس يع ي ذوسكنذة عاعتذادلشدعيخذأذرلدعلذاسعداجذواإلرشدعدذاسفس ديذنذيدتمذاستطد قذ‬ ‫إسيجعذإالذفاشدعراتذىدعف ةذي د ذى دمذاس عيتد تذوأذهدلدذاس را د ذبدعولذاس عيتد ذ د‬

‫د)رذت دبذادل دعاعتذ‬

‫وةد ىذةطعف تجددعذس طد قذاسع مي د ذاحل يتد ذأذاسعدداجذواإلرشددعدذاسفس دديذفددعس يزذى دداذجت فد ذ مذاد)اًفعنذاسددلذ‬ ‫جعذاسشيخذاسع ي ذودذف رذت ذ‬ ‫وتحدد مشكلة الدراسة بطرح األسئلة التالية ‪:‬‬ ‫‪ ‬ةعذذدورذادلعع ٌنذاست ي يٌنذذ وةشعيخذ مذا)اًذفعنذأذاإلرشعدذاسفس ا؟ذذ ذ‬ ‫‪ ‬ةعذذدورذادلعع ٌنذاست ي يٌنذ وذةشعيخذ مذا)اًذفعنذأذاسعاجذاسفس يذ؟‬ ‫أىمية الدراسة ‪:‬‬ ‫‪ ‬إف ازذ اي ذدورذادلعع ٌنذاست ي يٌنذ وذادلشعيخذأذاإلرشعدذواسعاجذاسفس يذوتص يحذادلسعهيمذاخلعطئ ذ‬ ‫اسيذتصفذجتعربذهؤالوذاسشي)خذفعس جلذواسشع)ذةذت ذ‬ ‫‪ ‬إفد ازذاسد ورذاسددليذي دد)مذفد ذاسعدداجذاسد يينذجبعةد ذاسعدداجذاحلد ي ذواستب يد ذى دداذىد مذوجدد)دذتعددعرضذ‬ ‫فيفجمعذ معذه)ذرائ ذت ذ‬ ‫‪ ‬إث اوذادلع حل ذاسع مي ذأذرلعلذاسعاجذاسفس يذت ذ‬ ‫‪ ‬اخل د وجذفت)فدديعتذ د ذت ددعى ذى دداذتطدد)ي ذط د قذاسعدداجذاسفس دديذواال ددتسعدةذةددنذادل د)اردذا ي د ذةددنذ‬ ‫عاويذوة عج ذوةشعيخ‪،‬ذأذتفمي ذاسش صي ذاس )داةي ذوت يتجعذععف ذأذاس يفذت‬ ‫أىداف الدراسة ‪:‬‬ ‫‪2‬ت استعد هذى دداذة ددعا ذادلعددع ٌنذاست يد يٌنذ(ةشددعيخيفذ مذاد)اًذفددعنذأذاإلرشددعدذاسفس دداذوتفميد ذ د راتذ‬ ‫اسطابذواحلًنانذو حل ادذاجملتم تذوو عي ذاسطابذواحلًنانذو حل ادذاجملتم ذةنذا ة اضذاسفس ي ذت ذ‬ ‫‪020‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫‪0‬ت استع هذى اذة عا ذادلعع ٌنذاست ي يٌنذذ وذةشعيخذ مذا)اًذفعنذأذاسعاجذاسفس يت ذ‬ ‫‪3‬ت اخل وجذفت)فيعتذ ذتسي ذتذإرشعدذادل ااذاسفس يٌنذوىاججمذ لذ نذتتسع مذإاط افعهتمذواال تسعدةذ‬ ‫ةنذاالىت عدذتذاسشي)خذععف ذتذاس يفذتذذذذ‬ ‫ةصط عتذاس را ‪ 5‬ذ‬ ‫أم ضواً بان‪:‬‬

‫ت د ذ يد ذ مذاد)اًذفددعنذذأذواليد ذاخل طدد)مذزلعحلظد ذشد قذاسفيددلذأذا جد ذاسشد ي ذس فيددلذا زرقذوت عد ذ‬

‫‪50‬ذذ ي )ذة ذاًذىنذة يف ذاخل ط)مذت ذ‬ ‫ادلعع ٌنذاست ي يٌنذذ وةشعيخذ مذا)اًذفعن‪ 5‬ذ‬

‫همذع سعوذاسشيخذاسع ي ذودذف رذواففعفدذوايسعددذذوهمذفعس تي ذ‪ 5‬ذ‬

‫ذاخل يس د د ذ ع د د ذاسع ي د د ذودذف د د رذذ(‪-2331‬ذ‪2424‬يف‪،‬ذاخل يس د د ذ د د ارذاسع ي د د ذودذف د د رذ(‪-2424‬ذ‬ ‫‪2423‬يف‪،‬ذاخل يس د ذي د ذاس دد)لذاسع ي د ذودذف د رذ(‪-2423‬ذ‪2402‬يف‪،‬ذاخل يس د ذةصددطساذاسع ي د ذودذف د رذ‬ ‫(‪-2402‬ذ‪2453‬يف‪،‬ذاخل يس ذي) فذىم اسع ي ذودذف رذ(‪-2453‬ذ‪2431‬يف‪،‬ذاخل يس ذىتمعنذىمد ذاسع يد ذ‬ ‫ودذفد رذ(‪-2431‬ذ‪0225‬يفأاخل يسد ذاسطيد ذاسع ددعسذاسع يد ذودذفد رذ(‪-0225‬ذيددلذا نذيفتذوهددمذاسددلينذ‬ ‫ي )ةدد)نذفد ورذادلعددعجلذاست يد ىتذو كددنذ نذي دد)مذفددعسعاجذاست يد ىذاسشدديخذةس د ذ وذ يذحلد دذي رفد ذاسشدديخذ‬ ‫اًذ وذمب عى ةذاسشيخت ذ‬ ‫ى اذاس يعمذهبلاذاس ورذ عة ذ‬ ‫المسيد‪:‬ادل ي ذي ص ذف ذادل ذيفط ذهكلاذتذاس )دانت ذ‬ ‫اإلرشاد النفسي‪:‬‬ ‫ىم ي ذففعوةذهت هذاىلذة عى ةذاسس دذ يذيسجمذذات ذويع هذع ات ذويفمديذإةكعةعتد ذ ديذيصدلذاىلذ‬ ‫اسص ذاسفس ي ذواىلذاست)احل ذاسفس يذ)يعة ذزه انذ(‪2442‬يفت ذ‬ ‫العالج النفسي‪:‬‬ ‫تسعىددلذةددفظمذفددٌنذادلعددعجلذوادل د يضذويعمددلذى دداذا ددت امذادل ددعدةذاس دديك)س)جي ذفط ي د ذتددؤث ذى دداذ‬ ‫احلكعرذادل يضذواجتعهعت ذوةشعى دذو ) ذهب هذة عى ت ذى اذاستغ ذى اذاس )كذ ًنذاس )يذ وذت)احل ذ‬ ‫س مشع لذاسيذي)اجججعذأذييعت ذ(ىعدلذى ذا ذ‪0222‬ميفت ذ‬ ‫‪022‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫الطالب ‪:‬‬ ‫ذذذذذوهمذاسطدابذاسدلينذي ر د)نذاس دذآنذاسكد ًنذواسع د)مذاس يفيد ذذمب د ذ مذاد)اًفعنذوي يمد)نذحليد ذ‬ ‫إ عةد ذدائمد ذوي د ذىد دهمذتذحلد ةذإجد اوذاس د ذ‪0022‬ذطعس دذعًذوتد اوحذاىمددعرهمذفددٌنذ‪1‬ذ‪50-‬ذ ددف ذت ذ‬ ‫ويط ذى يجمذاسس اوت ذ‬ ‫الحيران‪:‬‬ ‫ةس ددذي)ارذوه)ذادل ي ذاسلىذيتت ملذى اذي ذاسشي)خذويك)نذس ذارت عطذوج اينذوةس يذفعسشيختذذ ذ‬ ‫حدود الدراسة ‪:‬‬ ‫ت تص د ذه ددلدذاس را د ذى دداذجت ف د ذ مذا د)اًذف ددعنذوة ددعا ذةش ددعيخذ مذا د)اًذف ددعنذأذاستفمي د ذواس) عي د ذ‬ ‫واسعاجذوبد دذفعيفد ذ )اةجدعذ(‪022‬يفذطعس دذعًذةدنذطدابذادل دي ذاس دعس ذىد دهمذ‪022‬ذ‪0‬ذطعس دعًذتذوىيفد ذةدنذ‬ ‫رلتم ذ مذا)اًذفعنذ )اةجعذ‬

‫د)نذرجداًذوإةد اةذت(وهدمذاحلدًنانيفتذذمتذاعتيعرهدعذذفعسط ي د ذاسعشد)ائي ذاس ديط ذ‬

‫وب دذاس را ذزةعةيذعًذفعسععمذ(‪-0224‬ذ‪0222‬يفذت ذ‬ ‫اإلطار النظري ‪:‬‬ ‫ةؤ‬

‫ذ مذا)اًذفعنذه)ذاسشيخذاسع ي ذودذف رذةنذةشعهًنذةتص)حل ذاس )دانذوس ذف ي ذاحل)ارةذريسيذ‬

‫شددف يذ(‪2001‬هد د‪-‬ذ‪2320‬ه دديفذ(‪2322‬مذ–ذ‪2335‬ميفذاةت د تذييعت د ذفددٌنذنيددعييذي تددٌنذةددنذي د ذ‬ ‫تعريخذاس د)دانذاحلد ي ذحلجد)ذ د ذوسد ذأذنيعيد ذي د ذاسسد)ة ذاسديذاةتجددذف د ومذع د ذاسسدتحذاس ديذادلصد يذ‬ ‫ىددعمذ‪2302‬مذ–ذواةتجدددذييعت د ذف)حلعت د ذىددعمذ‪-2335‬ذ يددلذنيعي د ذي د ذاحلكددمذاس دديذادلص د يذ‪2330‬ذ‬ ‫فستحذاخل ط)مذواالةتصعرذاسكعةلذس ت)رةذادلج ي ت ذ‬ ‫وسد ذاسشديخذاسع يد ذويدعذوت ىد بذأذفيئد ذف ويد ذرى)يد ذحلبه د ذرىددعةذفدٌنذاخل طد)مذونيد ذاسفيدلذ–أذإ دديمذ‬ ‫ا ع يٌنتذو ذاتصفذاسشيخذةفلذةع)ة ذ ظعحل دذفعاةعتذفيفدعتذةدنذاسصداحذواست د)ىذو عسددذواس تد ذرريدعرذ‬ ‫ةفلذفغ دذةعذةعلذإىلذه)ىذ طذد ذاسصعحلٌنذوي)اف جمذوي غضذادلفعحل ٌنت ذ‬ ‫ذفبة ذ بذإىلذاسف عحل ذ‬

‫حل ذوفسدذفعضذاس وايعتذاسشيخذوفسعًذةسصاًذةنذيي ذاسشكلذوادل‬ ‫ةفجددعذاىلذاس اةد ذأذا ددمذةت) ددطذاس عةد ذعسدديضذاسصد ذ)تذ يددلذاسكددامذة دديوذاس)جد ذدد ذا فدديضذةددنذ‬ ‫‪021‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫استيعبذويس شذا رضذأذرل ذوةفعة تذوالذي تس ذف)ت ذة مععًذوالذي تسيضذأذاحل ي ذاالذىف ذرلعس ذ‬ ‫اسع مذواالرشعدتذواتصفذ ي ذعًذفعسس ا ذواسل عوذواةتجنذرىيذا فدعمذذو شدتج ذفع ةعةد ذواسصد قذ مدعذىد هذ‬ ‫اسشيخذف راتذةجفي ذرحليع ذ عسط ذواس يط ةذتذو عنذجبعة ذهلاذىشعفذعًذيععجلذاسفعسذمبعذجيمع ذةنذاسف عتعتذ‬ ‫ادل ت س ذاسيذ عنذة معذخبصعئصجعذاسعاجي تذىاوةذى اذةع حل ذجي ةذفعدل)ا مذودورةذاسسص)لذوت) ذهط)لذ‬ ‫ا ةطعرت(ىم ذاسع ي ذفعحلذ‪2442‬ميفت ذ‬ ‫ذو ف تذاس وايعتذاسشس)ي ذي صذاسشيخذى اذ داوذاسص )اتذأذة)ا يتجدعذ‪،‬ذودرجذى داذيسدظذادلدعوذ‬ ‫س)اد)ئ ذوسآلعد ينذوىد هذمب ا د ذدعد)لذةي دعتذاسصداةذوتف يد ذف يد ذاس ىدعةذفدلسبذ ذوإنذ دعة)اذ د ذةفد ذ ددفذعًذ‬ ‫وي ى)همذإسيجعذ عى تذوى هذ ي ذعًذفدعسك مذوا رديد ذفت د ًنذاس دعذس عدعف ينذوا دت احلجمذوذعد ةتجمذطعس دذعًذ‬ ‫ةفجمذفعحلذاس ى)اتت ذ‬ ‫و عةدددذييددعةذاسشدديخذاسع ي د ذىددعة ةذجبائددلذا ىمددعلذو ددعنذىطددعذفدذث د ذاًذشلت د ذاًذإىلذ عحل د ذةفددعييذييددعةذ‬ ‫اس د)داةيٌنذحل د ذ دجمذف د رذواحلد ٍذذةدنذي د ذاسع ددمذواال دتفعرةذوند جذةدنذادل ددعج ذاسديذ ةشدعهعذا الهذةددنذ‬ ‫يسظ ذاس ذآ نذوةع ميد ذو د بذى داذي يد ذاسط يد ذ د ذةدنذاسشدي)خذاس دعرزينتذوى داذاسصدعي ذاس يع ديذحل د ذذ‬ ‫ددعنذاسش دديخذاسع ي د ذةعش ددطذعًذأذةفعه د ذاإلدارةذاس ي د ذوت)ج دددذةف د ذالستسددعهذ ى د ادذ ددًنةذة ددنذا ت ددعبذ‬

‫وادل ي ينذي)س ذواهتمت ذفعس )بذأذتبسي ذاس كعنذوب ي جمذى اذىصديعنذاحلك)ةد تذويدٌنذاليددذفد)ادرذ‬ ‫استدد)رةذادلج ي د ذ ددعربذاسشدديخذاسع ي د ذاىلذتبيي د هعذودىمجددعذوسع د ذدورذاًذيعمس دذعًذأذاةتصددعرهعذاسفجددعئيذفعفت د اردذ‬ ‫ذآس ذ د دونذاسع دك ي ذواد بذ‬

‫عنذذلعذدورذذ ٌذًنذأذ‬ ‫ٌذ‬ ‫يصعرذاخل ط)مذوععضذةععركذ رفع ذ ًنةذويعمس ذ‬ ‫آع ذةعذت اذس ذةنذرفي ذى ك يذدسدظذاخل طد)مذفدٌنذي يد ذاةتظدعرذاًذسف د ةذى دك ي ذة جتدعةذةدنذاخلدعرجت(ذ‬ ‫اسشيخذفعحلذفنذاسشيخذتعجذاس ينذ‪2401‬ذيفت ذ‬

‫العالج النفسي ‪:‬‬ ‫اسعاجذاسفس يذه)ذة)بذةنذ ةذ)ابذاسعاجذت دت مذحليد ذاسطد قذاسفس دي ذادل ت سد ذسعداجذةشدكاتذ‬ ‫وذإاددط افعتذ وذ ةد اضذذاتذفددس ذإةسععسيد ذيعددعينذةفجددعذادلد يضذوتددؤث ذأذ د ) ‪،‬ذوحليد ذي دد)مذادلعددعجلذى دداذ‬ ‫إزاس د ذا ى د اضذادل اددي ذادل)جدد)دةذ وذتع د ي جعذ وذتعطيددلذ ث هددعذ‪،‬ذة د ذة ددعى ةذادل د يضذى دداذيددلذةشددكات ذ‬ ‫‪021‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫اخلعف د ذواست)احل د ذة د ذفيئت د ذوإ ددتغالذإةكعةيعت د ذوة ددعى ت ذى دداذتفمي د ذش صدديت ذودحلعجددعذأذط ي د ذاسفمدد)ذ‬ ‫اسفس دديذاسص د يذاي د ذيص د حذادل د يضذ ت د ذ د رةذى دداذاست)احل د ذاسفس دديذأذادل ددت لتذوتطدد)رتذ ددعسي ذ‬ ‫اسعاجذاسفس يذذوتع دتذذو ف حذذةع وحلعًذةفجعذى اذ د يلذادلتدعلذاسعداجذاس د ) يذواسعداجذاست ي ديذذ مدعذ‬ ‫ظج ذاسعاجذاسفس يذادلم زذي)لذاسعميلذى اذي ذ عرلذروج زذوظج تذط قذىاجي ذةتع دةذةفجعذاسعاجذ‬ ‫استف) يذواسعاجذفعسعملذواسعاجذادلع أذواسعاجذفعس ع ذواسعاجذاالجتمعىيتذ ذ‬ ‫اإلرشاد النفسي‪:‬‬ ‫اإلرش ددعدذاسفس ديذىم ي د ذفف ددعوةذهت د هذإىلذة ددعى ةذاسس د دذ دديذيسج ددمذذات د ذويع د هذع ات د ذويفم دديذ‬ ‫إةكعةعت ذ يذيصلذإىلذاسص ذاسفس ي ذواىلذاست)احل ذاسفس يذ(يعة ذزه انذ(‪2442‬يفت ذ‬ ‫يت د د ددمنذاالرشد د ددعدذاسفس د د ديذثاث د د د ذةفد د ددعه ذ ع د د ددي ذهد د دديذادلد د ددفج ذاإليد د ددعئيذ وذاإلةشد د ددعئي‬ ‫‪Developmental‬ذوادلفج ذاس) عئيذ‪Preventive‬ذوادلفج ذاسعاجيذ‪Curative‬ذت ذ‬ ‫المنهج اإلنمائي ‪:‬‬ ‫وه دد)ذة ددفج ذيعم ددلذى د داذتفميد د ذاس د د راتذواال ددتع اداتذواسكس ددعوةذوادلج ددعراتذاسازةد د ذوة )ة ددعتذ‬ ‫اسش صددي ذاسع يد ذوا ددمي ذواالةسععسيد ذواالجتمعىيد ذواس وييد ذسنيشد عصذاسعددعديٌنذةفددلذة ايددلذةدديادهمذ‬ ‫ا وىلذ وذ لذوالدهتمذس )ف)لذإىلذة ي ذاست)احل ذوإىلذ ى اذة ت)ىذشلكنذةنذاسص ذاسفس ي ذتويجتمذهلاذ‬ ‫ادل د فج ذفت د)حلًنذاس ىعي د ذسني دد)يعوذواسعددعديٌنذىددنذط ي د ذهتيئ د ذاسظ د وهذادلفع د ذورىعي د ذاسفمدد)ذأذ ددلذج)اة د ذ‬ ‫ست يد ذاسف د ذادلط دد)بذواسصد ذاسفس ددي ذادل جتددعدتذويجددتمذهددلاذادلددفج ذ ي دعًذف را د ذ د راتذوا ددتع اداهتمذ‬ ‫وإةكعةيعهتمذا حل ادذوا معىدعتذوت)جيججدعذاست)جيد ذاسصد يذوا د يذاالجتمدعىيذواس فد)يذوادلجدينذواس ويديذ‬ ‫اسليذي منذتفمي ذاسش صي ذادلتمتع ذفعسص ذاسفس ي ذواست)احل ذاسفس يت ذ‬ ‫المنهج الوقائي ‪:‬‬ ‫وه)ذةفج ذت ىنذا اتي يت ذى اذجتفيد ذا حلد ادذاس) د)بذأذادلشدكاتذاس د ) ي ذواادط ابذاسصد ذ‬ ‫اسفس ي ذويجتمذفع )يعوذ لذإهتمعة ذفعدل ااذتذ‬ ‫‪021‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫المنهج العالجي ‪:‬‬ ‫ويج هذهلاذادلفج ذإىلذة عى ةذا حل ادذاسلينذيععة)نذةنذ ةد اضذةس دي ذوى يد ذييد ذيدتمذب يد ذ‬ ‫ةدد)بذادلد ضذتذت ددت مذطد قذاسعدداجذاسفس دديذادلفع د ذيددلذيعدد)دذادلد يضذإىلذيعستد ذاسط يعيد ‪،‬ذذ ددعدراًذى دداذ‬ ‫ب ي ذاست)احل ذاس )يذة ذةس ذوة ذاس يئ ذا يط ت‬ ‫إجراءات الدراسة‪:‬‬ ‫منهج الدراسة‪:‬‬ ‫ات عدذاس عيت ذادلفج ذاس)فساذ‪qualitative research‬ذذاسليذيعتم ذى اذدرا ذاسظعه ةذأذ‬ ‫ظ وحلجعذاسط يعي ذفعىت عرهعذةص رذاًذة عش ذاًذس يعةعت‪،‬ذوت ت مذفيعةعت ذاسك معتذواسص)رت ذ‬ ‫ذ وسددي ذاالر ددعم‪،‬ذويددتمذ د ذفيعةعت د ذفعدلايظ د ذادل عش د ةذوادل عف د ذادلتعم د ذواسس د ذاس د ي ذس )ثددعئ ‪،‬ذ‬ ‫ويجتمذفعسعم يعتذ ت ذةنذرلد دذاسفتدعئ ‪،‬ذوهد)ذيعتمد ذأذب يدلذاس يعةدعتذفط ي د ذا دت ائي تذهد)ذةفج يد ذأذ‬ ‫اس‬

‫ذأذاسع )مذاالجتمعىي ذواس ف)ي ذت زذى اذوففذاسظ)اه ذواسسجمذا ىم ذذلعتذخيت فذادلفج ذاسكيسيذ‬

‫ىنذادلفج ذاسكميذاسليذي زذىدعدةذى داذاست يد ذوى داذاسكشدفذىدنذاس د ذ وذاسفتي د ذفعالىتمدعدذى داذ‬ ‫ادلعطيعتذاسع دي تذذحلعس ؤالذادلط وحذأذذذاس‬ ‫ةنذاهتمعة ذفعس‬

‫ذاسف)ىيذ ؤالذةست)حذاسفجعي ذويجتمذفعسعم ي ذوادلعىنذ ت ذ‬

‫ذواسفتي ‪ Bogdan, R. and Biklen, S. 1998).‬يفت ذ‬

‫عينة الدراسة ‪:‬‬ ‫ذذىيف ذاس را ذ )اةجعذ(‪022‬يفذطعس عذةنذطابذادل ي ذاس عس ذى دهم‪ 022‬ذ‪ 0‬ذطعس ذعًذتذوىيف ذةنذ‬ ‫رلتم ذ مذا)اًذفعنذ )اةجعذ‬

‫)نذرجاً ذوإة اةذت(وهمذاحلًنانيفتذمتذاعتيعرهعذذفعسط ي ذاسط ي ذاسعش)ائي ذ‬

‫ادلتفع ذىش ةذ حل ادذةنذ لذيي ذةنذ ييعوذاس ي ذاخلم ذ(ذمشعلأذجف)بأذش قأذ بأذو طيفتوثاث ذ‬ ‫شي)خذهمذاسلينذيش حل)نذى اذت ري ذاسطابذمتذاعتيعرهمذفعسط ي ذاسعم ي ت ذ‬

‫‪021‬‬


‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫ج ولذر مذ(‪2‬يفذي)احذت)فيفذىيف ذاسطاب(اسس اويف‬ ‫ذ‬ ‫ادلتغًن‬

‫ت رجذادلتغًن‬

‫اسع د‬

‫اسف‬

‫اسعم‬

‫لذةن‪23‬‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫‪00-23‬‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫‪30-01‬‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫‪50-31‬‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫‪022‬‬

‫‪%222‬‬

‫ش قذاس )دان‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫بذاس )دان‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫و طذاس )دان‬

‫‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫ع د د د د د د ددعرجذاس د د د د د د دد)دان(ةنذاسد د د د د د د د ولذ ‪02‬‬

‫‪%00‬‬

‫اجملم)ب‬ ‫ادل)طنذا ف ي‬

‫االحل ي ي يف‬ ‫‪022‬‬

‫اجملم)ب‬ ‫ذ‬

‫‪021‬‬

‫‪%222‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫ج ولذر م(‪0‬يفذي)احذت)فيفذىيف ذاحلًنان ذ‬ ‫ادلتغًن‬

‫ت رجذادلتغًن‬

‫اسع د‬

‫اسف‬

‫اسف)ب‬

‫ذ )ر‬

‫‪00‬‬

‫‪%02‬‬

‫إةعث‬

‫‪00‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪02‬‬

‫‪%222‬‬

‫‪00-23‬‬

‫‪22‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪30-01‬ذ‬

‫‪22‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪50-31‬ذذذ‬

‫‪22‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪12-51‬‬

‫‪22‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪12‬ذةعحل)ق‬

‫‪22‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪02‬‬

‫‪%222‬‬

‫اجملم)ب‬ ‫اسعم‬

‫اجملم)ب‬

‫ذ‬ ‫ج ولذر م(‪3‬يفذي)احذت)فيفذىيف ذاسشي)خ ذ‬ ‫ادلتغًن‬

‫ت رجذادلتغًن‬

‫اسع د‬

‫اسف‬

‫اسعم‬

‫‪33‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬أ‪%33‬‬

‫‪52‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬أ‪%33‬‬

‫‪15‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬ت‪%33‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%222‬‬

‫بذاس )دان‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬أ‪11‬‬

‫و طذاس )دان‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬أ‪33‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%222‬‬

‫اجملم)ب‬ ‫ادل)طنذا ف ي‬ ‫اجملم)ب‬

‫‪021‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬ ‫استخدمت الباحثة األدوات التالية ‪:‬‬ ‫‪2‬تا ت يعنذاسطابت ذ‬ ‫ذذذذ‪0‬تذا ت يعنذاحلًنانت ذ‬ ‫ذذذذ‪3‬تذا ت يعنذادلشعيخت‬ ‫متذتصميمذ دواتذاس را ذومتذا ت اجذاسص قذاسظعه يذسكلذةنذاال ت يعنذاسليذوج ذس طاب‪،‬ذ‬ ‫واال ت يعنذاسليذوج ذس شي)ختذ ذ‬ ‫ذذذذذيتكد ذ)نذا ددت يعنذاسطددابذةددنذجددز ين‪،‬ذجددزوذعددعصذفعدلع )ةددعتذا وسي د ذ(اال ددمذ(اعتيددعرىيفذ–ذ‬ ‫اسعم ذ–ذادل)طنذا ف يذ–ذادل ةذاسيذ عهعذاسطعس ذفعدل ي ذ–ذة)بذاإل عة يفتذا زوذاستعينذيتك)نذةنذ‪05‬ذ‬ ‫دؤا ذالًذ تشددملذاخل د ةعتذاإلىعشددي ذواخل د ةعتذاسص د ي ذواخل د ةعتذاستع يمي د ذواخل د ةعتذاست ري ي د ذواستبهي ي د ذ‬ ‫واخل د ةعتذاالجتمعىي د ذواخل د ةعتذاسفس ددي ذذوه ديذ ددئ ذةست)ي د ذذس طددابذتو د ذمتذا ددت امذاال ددت يعنذ‬ ‫ف)ا ددط ذاس عيت د ذمب ددعى ةذ رفع د ذذطددابذةددنذ ددمذى ددمذاسددفس ذةددنذ ددكعنذاس ي د ذ ت دد)نذحل ي د ذاسعمددلتذمتذ‬ ‫يصد ذىيفد ذاسطددابذادلك)ةد ذةددنذةددعئلذطعس دذعًذمتذ عجددمذف)ا ددط ذاسشدديخذفعد ذفدداةذاسظجد ذتذ يد ذ د هذ‬ ‫اس را د ذتذوزبذاال ددت يعنذى دديجمذف)ا ددط ذحل ي د ذاسعمددلذومتذت)ادديحذادلط دد)بذةددفجمذوتذ ثفددعوذا ددت عفتجمذ‬ ‫سا ت يعنذ عنذحل ي ذاسعملذي )مذفعدل ورذى اذاسطابذس ش حذواست)جي ذمتذ ذاال ت يعةعتذفعد ذاستب د ذةدنذ‬ ‫اإلجعف ذى اذ لذا ئ تذت اوحذزةنذاال ت عف ذى اذاال ت يعنذةدعفٌنذةصدفذ دعى ذإىلذ دعى ذتذمتذتس يد ذ‬ ‫اال ت عفعتت ذ‬ ‫ذ ةددعذا ددت يعنذاحل دًنانذحليتكدد)نذةددنذجددز ين‪،‬ذجددزوذعددعصذفعدلع )ةددعتذا وسي د ذ(اال ددمذ(اعتيددعرىيف–ذ‬ ‫اسعمد د –ذاسف دد)بيفتذا ددزوذاست ددعينذيتك دد)نذة ددنذ‪20‬ذ د دؤا ذالً‪،‬ذتش ددملذا )اةد د ذاسفس ددي ذواالجتمعىيد د ذواسصد د ي ذ‬ ‫واال تصددعدي ذواس ف)يد ذاسدديذي ددتسي ذةفجددعذاحلد)ارذتذىا تد ذفعدل ددي ذواسشددي)ختذ ددلذجعةد ذةددنذهددلدذا )اةد ذ‬ ‫اخلم أذي)ىذثاث ذا ئ تذ لذا ئ ذ عةدذةست)ي تذط دذاال ت يعةعتذى اذ حل ادذاسعيف ذف)ا ط ذاحل ادذ‬ ‫طع مذاس‬

‫ذ‪،‬ذيي ذعص ذسكدلذحلد دذةدنذحل يد ذاسعمدلذيديذةدنذ ييدعوذاس يد ذاخلم د ذييد ذذهد ذ دلذ‬ ‫‪021‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫حل دذةنذ حل ادذاسس ي ذإ ىلذ لذحل دذةنذ حل ادذاسعيف ذتذةفزسد ذومتذاىطدعفدذاال دت يعنذوت)اديحذادلط د)بذذواستب د ذ‬ ‫ةنذاال ت عف ذى اذ ي ذا ئ ذتذحل دذاال ت عفعتتذ ذ‬ ‫ةعذة عف ذاسشي)خذحل ذاشتم دذى اذ‬

‫ذ ئ ذةست)ي ذتشملذاس) عئلذاسيذي ت ةجعذاسشي)خذ‬

‫ستفميد ذش صدديعتذاسطددابذواحلدًنانذواس) ددعئلذاإلرشددعدي ذواسعاجيد ذاسددلذيط )نيعتفعد ذتس يد ذاال ددت عفعتذ‬ ‫س م م)ىعتذاستاث ذمتذتصدفيفذورفد ذاس يعةدعتذ يسيدذعًذوسدي ذ ميدذعًذت عدذعًذ دئ ذاس را د ذوةدنذتذمتذب ي جدعذ‬ ‫وةفع شتجعتذوحليمعذي اذةتعئ ذهلاذاستصفيفذواس ف ‪ 5‬ذ‬ ‫السؤال األول‪:‬‬ ‫ةعذدورذادلعع ٌنذاست ي يٌنذ وذةشعيخذ مذا)اًفعنذأذاالرشعدذاسفس ا؟ ذ‬ ‫يتك)نذهلاذاس ؤالذةنذش ٌنذش ذيعئيذوآع ذو عئيذو )هذتتفعولذاس عيت ذ و ذالًذا عةد ذاسفمدعئيتذذ‬ ‫واس ولذاستعىلذي)احذذسب‬

‫ذ‬ ‫‪011‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫ج ولذر م(‪5‬يفذي)احذاستك اراتذس ف)دذا ت يعنذاسطاب ذ‬ ‫ذ‬ ‫اس م‬

‫استك ار‬

‫ذذذذذذذاس ؤال‬ ‫دائمع‬

‫ييعةع‬

‫‪2‬‬

‫ذذي)حل ذيلذاسشيخذ كنذةفع‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪0‬‬

‫ذي)حل ذيلذاسشيخذ كنذة يحذوةظيف‬

‫‪242‬‬

‫‪22‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫ذذ تفعولذ لذاس)ج عتذتذاخل )ة‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫ذذي)حل ذيلذاسشيخذذحل)ا ج ذع واتذ‬

‫‪254‬‬

‫‪02‬‬

‫‪-‬‬

‫‪0‬‬

‫ذي محذيلذاسشيخذفعس ع ذتذو دذاسس اغذ‬

‫‪253‬‬

‫‪02‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫يك سينذاسشيخذفبىمعلذتتفع‬

‫ذة ذ ينذ‬

‫‪224‬‬

‫‪22‬‬

‫‪22‬‬

‫‪2‬‬

‫ي محذيلذاسشيخذس لهعبذس ي ذإذاذدىيدذةنذ لذزةائيذ ‪242‬‬

‫‪4‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫ي)حل ذيلذاسشيخذذس ذس سص)لذادل ت س ذذ‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪4‬‬

‫يش عفعذاسشيخذى اذي )رذي عتذاسل ذواسف)ف ذ‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪232‬‬

‫‪25‬‬

‫‪0‬‬

‫شتكاذس شيخذإذاذه دىنذ ي ذذذذ‬

‫‪202‬‬

‫‪03‬‬

‫‪00‬‬

‫‪ 20‬ي تم ذاسشيخذدلشع يذوي عى ينذتذي جع‬

‫‪230‬‬

‫‪20‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 23‬ا ت دذة عدةذاس اوةذواسكتعف ذواحل عبذأذادل ي ذ‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 25‬ا ت دذة عدةذاس ًنةذواستس ًنذواسع عداتذواسس ذواست)يي‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪251‬‬

‫‪50‬‬

‫‪25‬‬

‫‪211‬‬

‫‪23‬‬

‫‪21‬‬

‫‪211‬‬

‫‪21‬‬

‫‪23‬‬

‫‪ 22‬ي)حل ذيلذاسشيخذععي ذةنذاسط ذا‬ ‫‪22‬‬

‫ذ فذعً‬

‫)ىي ذاسععة‬

‫‪20‬‬

‫ي ذي ذاسشيخذاإلرشعدي ذا‬

‫‪21‬‬

‫حل لذاس عوذأذادل ي ذىنذاس ج)بذذإىلذ ه يذذذ‬

‫‪ 22‬يفعديينذاسشيخذفبي ذ مسعئيذ‬ ‫‪010‬‬

‫الد ث‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫‪ 23‬يست ينذاسشيخذىف ذ يعىبذ‬

‫‪203‬‬

‫‪00‬‬

‫‪02‬‬

‫‪ 24‬يش عينذاسشيخذى اذةظعحل ذج ميذو كينذ‬

‫‪230‬‬

‫‪23‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 02‬يش عينذاسشيخذى اذتكم ذدرا يذ‬

‫‪242‬‬

‫‪3‬‬

‫‪0‬‬

‫‪ 02‬يتس ذاسشيخذةكعنذة)ةفعذ ذوة)ىي ذ فع‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 00‬ذي)حل ذسفعذاسشيخذذشل ضذذو دوي ذداعلذادل ي ذ‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 03‬يفص فعذاسشيخذفعس ع ذىنذا ةعتذذ‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 05‬يش عفعذاسشيخذى اذاستععونذة ذفع فعذاس عضتذذ‬

‫‪022‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫ذ‬ ‫ج ولذر م(‪0‬يفذي)احذاستك اراتذس ف)دذا ت يعنذاحلًنان ذ‬ ‫ذ‬ ‫اس م‬

‫استك ارات‬

‫اس ف‬ ‫دائمع‬

‫عس ع‬

‫الد ث‬

‫‪2‬‬

‫ا ت دذة عدةذاس اوةذواسكتعف ذواحل عبذتذادل ي‬

‫‪02‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪0‬‬

‫ا ت دذةععرهذاس ًنةذواست)يي ذواسع عداتذ‬

‫‪02‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫ذف تذيسظذاس ذآنذتذادل ي‬

‫‪00‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫عى ينذاسشيخذتذتكم ذةصفذديينذ‬

‫‪52‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪0‬‬

‫عى ينذاسشيخذتذإجيعدذىملذةفع‬

‫‪32‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫عى ينذاسشيخذتذففعوذةفزىلذودرا ذ ففعئي‬

‫‪03‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪012‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫‪2‬‬

‫ي تم ذاسشيخذدلشع يذفص رذري ذ‬

‫‪3‬‬

‫ي عى ينذاسشيخذتذيلذةشع يذا‬

‫‪4‬‬

‫إذاذة ادذحلاةىنذ بذس شيخذ‬

‫‪33‬‬

‫‪22‬‬

‫إذاذة ضذ يذ ي ذةنذ حل ادذ تاذحلاةينذ بذإىلذاسشيخ‬

‫‪03‬‬

‫‪23‬‬

‫‪22‬‬

‫ارتعدذي عتذاسل ذواسف)ف ذ ةعذذو ففعئي‬

‫‪52‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪20‬‬

‫ي ذدروسذاست)ىي ذاسيذي )مذهبعذاسشيخذ )ىيذعً‬

‫‪33‬‬

‫‪22‬‬

‫‪0‬‬

‫‪23‬‬

‫إذاذي ثذعاهذفيينذوزوجيذحلاةفعذضلتكمذإىلذاسشيخ‬

‫‪32‬‬

‫‪3‬‬

‫‪20‬‬

‫‪25‬‬

‫إذاذي ثذعاهذفيىنذذو والديذحلاةفعذضلتكمذإىلذاسشيخ‬

‫‪32‬‬

‫‪22‬‬

‫‪22‬‬

‫‪20‬‬

‫ا ت مذىاجذاسشيخذجبعة ذىاجذاسط ي تذيلذأذ‬

‫‪30‬‬

‫‪3‬‬

‫‪22‬‬

‫يذ‬

‫‪02‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪53‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫ا ة اضذاسع )ي‬ ‫ذ‬ ‫ةددنذاستك د اراتذتذا د ولذ ىددادذتت ددحذة ددعا ذادلعددع يٌنذاست ي د يٌنذأذا عة د ذاسفمددعئيذذاسددليذ‬ ‫خيت ذفعستع هذى اذ يسي ذة عا ذادلعع ٌنذاست ي يٌنذشي)خذ مذا)اًذفعنذأذتفمي ذوتط)ي ذ راتذطاهبدمذ‬ ‫وة ي يجمتذذ كنذ شفذهلاذا عة ذةنذعالذاإلطابذى اذا ت عفعتذاسطابذى اذاال دت يعنذييد ذ‬ ‫اضلص تذاحلعجعتذاسيذيتمذت)حلًنهعذةنذ لذاسشي)خذس طابذتذادل ي ذأذا يتذ‪5‬ذ ذ‬ ‫‪-2‬ذت)حلًنذاحلعجعتذا وسي ذةنذةب لذوةش بذوة‬

‫ذوةبوىذت ذ‬

‫‪-0‬ذتع يمذادلجعراتذا ع ي ذةنذ اوةذو تعف ذوي عبذت‬ ‫‪-3‬ذيسظذوجت)ي ذوش حذاس ذآنذاسك ًنت ذ‬ ‫‪-5‬ذيسظذوش حذا يعدي ذاسف )ي ذاسش يس ت ذ‬ ‫‪-0‬ذت يذدروسذاست)يي ذواسس ت ذ‬ ‫‪-1‬ذاست ري ذى اذاالىتمعدذى اذاسفس ت‬ ‫‪-2‬ذاستش ذفعس يمذوادلتلذوا عاقذوادل عدىوذاإل اةي ذاس م تذ‬ ‫‪011‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫‪-3‬ذاس ىمذوادل عة ةذىف ةعذب ثذ يذطعس ذ وذي)ارذةشك ذت‬ ‫‪-4‬ذت)حلًنذع ةعتذاس ىعي ذاسص ي ذودحل ذر )مذاسكشفذواسعاجذواس واوذت‬ ‫‪-22‬ذ تفظيمذاس) دذ(اسف)م‪،‬ذاسغلاو‪،‬ذاس اي ‪،‬ذاس را ‪،‬ذشغلذو دذاسس اغذواس ع يفذت‬ ‫‪-22‬ذاست ري ذى اذبملذادل ئ)سي ذ(ذإشد اهذاسطدابذاسك دعرذى داذاسطدابذا فدغ ذ دفذعًذوة دعى هتمذأذ‬ ‫اس را ذويلذةشكاهتمذيفتذ‬ ‫‪-20‬ذإ عة ذرياتذس م عج ذا ع ىذو ةع نذاسشي)خذةنذيٌنذ ع ذت‬ ‫‪-23‬ذاست د ري ذى دداذي د هذوةج ددنذسلت س د ذ(اسزراى د ذأذاسعط ددات‪،‬ذاست ددعرةذأذاس دد)ق‪،‬ذت د ري ذاسط ددابذ‬ ‫ا فغ ذ فعً‪،‬ذففعوذوت ةيمذادل‬

‫يفذت‬

‫‪-25‬ذة عى ةذاسطابذ‪-‬ذاسلينذ ل)اذيسظذاس ذآنذذو ف دذذلمذةجنذ‪-‬ذتذإ معلذةصفذديفجمت ذ‬ ‫وأذإجعف د ذ ي د ذادل ي د ينذذتذاس دؤالذادلستدد)حذأذاذ د ذيدد)ذجذس د ةعتذاسددلذ د ةدذسددبذةددنذ ددلذ‬ ‫اسشي)ختذ علذ(الي تطي ذ ي ذتص)رذة ىذاىتمعدةعذى اذاسشيخذة ذاسع مذفدبةينذس ددذةدنذ دكعنذ مذاد)اًذ‬ ‫فددعنذفددلذةددنذإي د ىذ د ىذادلفع ددلذجئدددذس م ددي ذس را د ذوفع د ذ نذ م دددذدرا دديذ ددعى ينذاسشدديخذذأذ‬ ‫إ م ددعلذةص ددفذدي ددينذتذةف ددينذ رض‪،‬ذو ددعى ينذ ددلذاسط ددابذأذففعئج دعذ(ةس ددًنيفتذوىم دددذف ددعسس نذاست ددعف ذ‬ ‫س م ي ‪،‬ذ مدعذ شد هذى داذتع ديمذوبسديظذذفعدضذاسطدابذاس د آن‪،‬ذ ي د تذف يد ذ حلد ادذا د ةذإىلذ مذاد)اًذ‬ ‫فعنذ‪،‬است ذاثفعنذةنذ ع)يتذفعخل )ةذ ةعذش ي يذاس)يي ةذذحل ذ عى ينذاسشيخذأذا انيعذفبي ذاحلًنانيفتذ‬ ‫ذذ ةعذاحل)ارذا ع ذاسدلىذ مدلذيسدظذاس دذانذويد ىاذا دع ذةدنذ د بذاس د)دانذذحل دعلذ(ي د ةعذضلدنذ‬ ‫ت د ذةددنذثاثددٌنذ د ةذإىلذ مذا د)اًذفددعنذىف د ةعذا د بذا سددعهذواستص د ذ د بذاس دد)دانذتذاستمعةيفددعتذ‪،‬ذ‬ ‫تتبسفذ يتذةنذ‬

‫ذإع)ةذوواسد يتذوواسد يذوجد ةعذتذادل دي ذ دلذشداوذذحل د ةعدذتذف د ةعذوجد ةعذادلدبوىذ‬

‫دزوًذةددنذهددلاذاس د ذادل دديعهذ ىطعةددعذاسشدديخذ راادداذ د بذاس ي د ذذ‬ ‫وادلدداذذا ةددنذواسع ددمذواسعمددلذواف د فعذجد ذ‬

‫ذو ر فعذس ي ذ ه فعذذو ي ةعهمذىعة فعذاسشيخذةععة ذادل)اطفٌنذفلذ ت ذةنذذسبذأويسظذاس دذآنذ تد ذةدنذ‬ ‫ددٌنذحل د دذاًذةددنذهددلدذاجملم)ى د ذفع ددجمذفعت د ذاسشدديخذسدديع مذ ه د ذهفددعكتذ ةددعذا نذة ددت ذويلذزوج د ذذو ففددعوذ‬ ‫ىمددلذتذفي د ذاخل ددعرذف دد)قذاس ي د ذواش د هذى دداذت د ري ذفعددضذاسطددابذتذىف د ةعذت د)اججينذ يذةشددك ذ‬ ‫‪011‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫تشًنذاسشيخذأذي جع‪،‬ذحلي جعذيل‪،‬ذف وذاًذةنذيلذاس ي)نذوة ارسذا والدذوادلشدع لذةد ذاسزوجد ذ وا والدذ‬ ‫وذذا دًنانتيفذاةددعذ هددلذاس يد ذةس ددجعذحل د ذ ددعلذ ي د همذ(ذإذاذي دددذأذ يذةشددك ذ وذ ي‬

‫ددذفعس ددي ذ‬

‫حلداةينذ ذهد ذإىلذادل دي ذععفد ذأذ(اس شدي ذيفذ ىذاس ددعى ذاستعستد ذفد عيذعًذحلبفد يذر عتدٌنذأذحلفدعوذادل د ذ‬ ‫و ج ذع دفذاسس د اوذ(اسطدابيفذا دتم ذإىلذتد تي جمذس د آنذو زيدزذ فد)اهتمذيجد ةذةدنذروىديذوخيسدفذةدنذ‬ ‫اي اذو أذيلذيؤذنذاسس ذو ف يذ عى ذةعجمذتذ ى)دذإىلذةفزيلذو اذيي)ي ذذو ةليفذوي )لذآعد ذ(الذ‬ ‫ت فطىنذ يذف ذ اف ذفعسشيخذو ت ذوسكنذدرسذج يذاسلىذجدعوذإىلذ مذادذ)ذاًذفدعنذةفدلذ واعد ذاس د نذ دلذ‬ ‫ادلعاديذةددنذش د قذاس دد)دانذوىعف د ذاسشدديخذاسع ي د ذوتت مددلذى دداذي ي د ذوتت مددلذ أذى دداذي د ذاخل يس د ذي د ذ‬ ‫اس د)لذفددنذاسشديخذاسع يد ذوتت مدلتذ ةددعذى داذيد ذاخل يسد ذي) ددفذوثاثتفدعذاسددلينذيتدلذثاثد ذ جيدعلذارت طدددذ‬ ‫ييعتفعذارت عطعًذش ي اًذفعدل ي ‪،‬ذ لذشؤذونذييعتفعذفغًنهعذو ًنهعذةفع ش ذة ذاسشيخذوصل ذس ي ذاحلليفت ذ‬ ‫ذذذذذوأذشعه ةذ ع ىذ عسدذاةد ةذ(ذامد ذا ذالذت)جد ذسد يفعذتذ مذاد)اًذفدعنذى داذاإلطداقذىدعداتذ‬ ‫ةت ددلذاس د دزارذ وذرةد ديذاس دد)دبذ وذاس ة ددلذ وذاسكتعف د د ذ وذاسد د جلتذحلعسش ددي)خذيسظج ددمذا ذ س)ة ددعذشد د ذ ددلذه ددلدذ‬ ‫تو ةف عذةت ذتذاسشيخذحلف )حذس ذفكلذةكف)ةعتذةس) فعذوةط حذس ذةشع فعذو لذةعذيؤر فعذةجمعذفغ ذ‬ ‫اسظ)اه ذ‬ ‫وذىظمذوصل ذس ي ذاسفصحذواس )ىذويت عوىذتذذسبذاسك ًنذواسصغًنذاسف عوذواس جعليفت ذ‬ ‫ذذذذ مددعذتشددملذادل ددعا ذ ي دذعًذا عةد ذاس) ددعئيذواسددلىذخيددت ذفددعستع هذى دداذ يسيد ذة ددعا ذشددي)خذ مذ‬ ‫ذ‬ ‫ا)اًذفعنذتذو عي ذطاهبمذوة ي يجمذةنذا ة اضذاسفس ي تذو ذ‬ ‫ةنذعالذا ولذاستعىل‪5‬‬

‫ذ‬ ‫‪011‬‬

‫ذى اذذسبذاسشدي)خذتذاس دؤالذادلستد)حذ‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫ج ولذر مذ(‪1‬يفذي)احذإجعف ذاس ؤالذادلست)حذس شي)خ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذذذذذذذذذذذاس ؤال‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذاالجعف‬

‫مبد د د ددعذاذتفصد د د ددحذاسطد د د ددابذواحل د د د دًنانذىف د د د د ذ ‪ ‬اسشدديخذر ددم(‪2‬يفذ ةصددحذاسطددابذواحل دًنانذا د ذا ذ‬ ‫اجتمعىبذهبمذ )ىيذعً؟‬

‫ور دد)س ذويد ذادلشددعيخذتذواست) ددلذى دداذا ‪،‬ذوت ددلذ‬ ‫اسلات‪،‬ذواإل ت اوذفعسشي)خذ‪،‬ذواسزه ذواسص تذواس ع ذ‬ ‫ىنذاسشج)اتت ذ‬ ‫‪ ‬اسشديخذر ددمذ(‪0‬يفذ ةصددحذاسطدابذواحلدًنانذاد ذا ذ‬ ‫ور د دد)س ذويد د د ذادلش د ددعيخذتذوا ذإل ت د ددعرذة د ددنذاسد د د ىعوذ‬ ‫واال د د ددتغسعرتذوع ةد د د د ذا عد د د د ينذواست د د د د ي ذة د د ددنذ‬ ‫ج جمأذوي ذاسع مت‬ ‫‪ ‬اسش دديخذر ددم(‪3‬يف ةص ددحذاسط ددابذواحل دًنانذا د ذا ذ‬ ‫ور دد)س ذوي د ذادلشددعيخذتذوت ددلذوة ددعزل ذفع ددجمذ‬ ‫اس د عضتذوا د طذاس ددفس ذوبم ددلذادل دؤذوسي تذواس ع د ذ‬ ‫ىنذا ةعتت‬

‫يت حذةنذا ولذاس عف ذ همذاسط قذواس) عئلذاسيذي ت ةجعذاسشي)خذس) عي ذاسطابذوادل ي ينذ‬ ‫ةنذا ة اضذو كنذت يصجعذتذا تا‪ 5‬ذ‬ ‫‪ ‬است) لذى اذا ذت ذ‬ ‫‪ ‬ت ويضذاسفس ذى اذادلكعرمذواس ع ذىنذاسشج)اتذت‬ ‫‪ ‬بملذادل ئ)سي ذوع ة ذا ع ينذواست‬

‫ي ذةنذ ج جمذت‬

‫‪ ‬ت لذاسلاتذواستب ذةنذ نذ لذةك ودذه)ذافتاوذواةت عنذت‬ ‫‪011‬‬


‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬ ‫‪ ‬ت لذا ع ينذوت لذ عطعئجمذوة عزلتجمذت‬

‫‪ ‬اس ع د ذى دنذاستعص د ذاس دديذواإلثددينذواالرت ددعطذواالىتصددعمذفددبع)ةذاإل ددامذوي د ذا ذور دد)س ذوي د ذ‬ ‫ادلشعيخذت‬ ‫‪‬‬

‫اوةذاس ًنةذاسف )ي ذو ًنةذاسص عف ذواإل ت اوذهبعت‬

‫‪ ‬اإل ت اوذفعسشي)خذأذاسزه ذواسص ذوي ذاسع مذواس ع ذىنذا ةعتذت‬ ‫‪ ‬تطجًنذاسفس ذةنذا ةعتذواسش كذت‬ ‫‪ ‬ةع حل ذاسس دذسفس ذوسذف ذو يم ذوة عدئ ذو عا ذواستم بذهبعذت‬ ‫‪ ‬اس) عي ذةنذا ة اضذواست صٌنذا ذا ة اضذادلع وحل ذواستزوي ذفعستغلي ذادلائم ذذت‬ ‫‪ ‬تك)ينذاسععداتذاسص ي ذادلفع ذةتلذاسعفعي ذفع مذواسفظعحل ت‬ ‫‪‬‬

‫ديعدةذجد)ذةشد ذفعحلد ذواالةتمدعوذيشدع ذحليد ذاسسد دذفبةد ذة د)بذحليد ذوزلد مذويفظد ذإسيد ذ ع دد)هعمذأذ‬ ‫ا معى ت‬

‫‪ ‬اس رةذى اذا طذاإلةسععالتذةتلذاخل)هذواسغ‬ ‫س ص ذوا‬

‫ذواسع وانذواحلزنذوذسبذف دي ذاالدىي ذاسلذت ى)ذ‬

‫تذوتش ي ذاإلةسععالتذاإلجيعفي ذةتلذاحل ذوادل حتذ‬

‫‪ ‬حلجمذاسلاتذوتفميد ذةسجد)مذة)جد ذس دلاتذوحلجدمذا عد ينذوإ عةد ذىا دعتذةتيفد ذةعجدمذوت دلذوايد امذ‬ ‫ا ع ينذإنذاعت سدذا راوت‬ ‫‪ ‬اال تعرذةنذاس ىعوذواال تغسعرت‬ ‫تس ًنذوب يلذةتي ذاس ؤالذاالول‪ 5‬ذ‬ ‫ذذذتب ذةنذةتي ذاس ؤالذا ولذ نذس معع ٌنذاست ي يٌنذ وذةشعيخذ مذا)اًذفعنذدورذييذ)يذوهعمذ‬ ‫أذاإلرشددعدذاسفس دداذفش د ي ذاسفمددعئيذواس) ددعئيذ‪،‬ذوتعددزوذاس عيت د ذهددلدذاسفتي د ذإىلذ نذاخل د ةعتذاسدديذي)حل هددعذ‬ ‫اسشددي)خذسطاهبددمذوة ي د يجمذلتددلذاحلعجددعتذا وسي د ذواستعة)ي د ذسدة ددعنذحلتفمي د ذاس د راتذالذتددبيتذإالذفاش د عبذ‬ ‫احلعج ددعتذا وسي د ذواستعة)ي د ذ م ددعذ ني ددعذذت دديذةطعس د ذاسفم دد)ذس د يجمذذوي دد)لذتذه ددلاذاسص د دذ(يعة د ذزه د انذ‬ ‫‪2443‬يفذ نذةطعس د ذاسفمدد)ذأذحل د ةذاسطس)س د ذوادل اه د ذتتمتددلذأذتع ددمذادلجددعراتذاحل ي د ذوا ددمي ذأو س د)انذ‬ ‫‪011‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫اسفشددعطذادل ت س د ذوتع ددمذادلج ددعراتذا ع ددي ذ ددعس اوةذواسكتعف د ذواحل ددعبذوتع ددمذادلجددعراتذاسع ي د ذادلع حلي د ذ‬ ‫اسازة د ذسش ددؤونذاحلي ددعةذوتع ددمذاستمييددزذف ددٌنذاسص د)ابذواخلط ددبذوةعددعيًنذا ع دداقذواس دديمذوشلعر د ذاال ددت الذ‬ ‫اسش ص دديتذوي دديفذ(ى ددعدلذى د د ذا ذ‪0222‬يفذدلطعسد د ذاسفم دد)‪،‬ذاسش ددع)رذفعست د د ذف ددعسفس ذوب يد د ذا ة ددنذ‬ ‫واالةتمددعو‪،‬ذوت) ددي ذا )اةد ذادلع حليد ذواستعد هذى دداذاسد ورذا ف دديذوا ت ددعبذىددعداتذ د يم ذس فدد)مذواسغددلاوذ‬ ‫واالتصعلذواستسعىدلذاس د يمذةد ذاس يئد ‪،‬ذوةدنذجعةد ذآعد ذت ديفذ(ذ دعنذفد ي ذ‪2444‬يفذإنذ هدمذةطعسد ذ‬ ‫اسفم)ذأذحل يتذاسطس)س ذوادل اه ذتتمتلذذتذتك)ينذاالجتعهعتذواس يمذاس د يم ‪،‬ذوإشد عبذاحلعجدعتذإىلذا ةدنذ‬ ‫واإلةتم ددعوذواست د د ي ذوا د د ذواسف ددعحذواس د د حلعبذى ددنذاس ددفس ذواس د د طذواست)جي د د ذواحل ي د د ذواالهتم ددعمذفعسص د د ذ‬ ‫اسععةد ‪،‬ذواعتيعرذادلجفد ذواإلىد ادذاسكعةددلذذلدعذيددلذيددتمذإشد عبذاحلعجد ذسدصلعزتفعالادعحل ذاىلذاإل ددتع ادذس ددزواجذ‬ ‫وييددعةذا د ةذيددلذيددتمذإشد عبذاحلعجددعتذاسس ددي)س)جي ‪،‬ذوتفميد ذاس د راتذاسع يد ذوادلسددعهيمذاس د وري ذس يددعةذ‬ ‫اإلجتمعىي د ‪،‬ذذوا ت ددعبذاس د رةذى دداذشلعر د ذاس د )كذاإلجتمددعىيذادل دد)ل‪،‬ذوا ت ددعبذرلم)ى د ذةددنذاس دديمذ‬ ‫اخل ي ذوادلتلذوحل س ذة )س ذس يعةتذذذ‬ ‫ذ‬ ‫السؤال الثانى ‪:‬ما ىو دور مشائخ أم ضواًبان في العالج النفسي ؟‬ ‫يت ذشي)خذ مذا)اذفعنذى داًذةنذاسط قذذس عاجذتظج ذةنذعالذا ولذاستعىلذ‪5‬‬

‫ذ‬ ‫‪011‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذج ولذر م(‪2‬يفذي)احذاستك اراتذس ف)دذا ت يعنذاسشي)خ ذ‬ ‫اس ف‬ ‫اس مذ‬ ‫‪ 2‬ذ ذط قذاإلرشعدذاسيذت تعم جعذة ذاحلًنانذواسطاب‪5‬‬ ‫اإلرشددعدذاسس د دىذ(ذةصددحذاسطددابذواحل دًنانذفعست) ددلذى دداذ‬‫ا ذوت د د ددلذاسد د ددلاتذوت د د ددلذا ع د د د ينذوة د د ددعزلتجمذوا د د د طذ‬ ‫اسفس ‪-‬ذحل دذاًذحل ديف‬ ‫ب‪-‬اإلرشعدىذا معىا(ذةصحذاسطابذواحلًنانذفعست) لذى اذ‬ ‫ا ذوت لذاسلاتذوت لذا ع ينذوة عزلتجمذوا طذاسفس ذ–ذ‬ ‫يععذتذآنذواي ‪-‬ذيف‬ ‫ج‪-‬االثفٌن‪5‬ذة ةذحل دذاًذحل دذاًذو ع ىذ يععذتذآنذواي ت‬ ‫‪ 0‬ذ ذ ة)ابذاسعاجذاسليذت تعم ذة ذاحلًنانذواسطاب‪5‬‬ ‫ذف هذاذلاوسذوا حلكعرذاخلعطئ ذذفتاوةذاس ذآنذومسعبذ‬‫ا ذ عر‬ ‫ب‪-‬ذاال ععوذومسعبذتاوةذاس ذآن‬

‫استك ارات‬

‫دائمع‬ ‫‪2‬‬

‫عس ع‬ ‫‪-‬‬

‫الد ث‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫ج‪-‬ذاالة ةعجذواالةسععلذة ذمسعبذإي عبذاسف)ف ذواسطعر‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫د‪-‬ذاسعاجذفعحلمي (ب ي ذ لذةعٌنذدل ةذةعيف يف‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫ه‪-‬ذاسعاجذفعسعمل(اسعملذتذادلزاربذاستعفع ذس م ي ذ وذاسفظعحل‬

‫‪0‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫و‪-‬ذاستعزيز(استفعوذى اذاسطعس ذ وذاحل)اريف‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-‬‬

‫ح‪-‬ذاسعاجذاست ي يذ ىذإىطعوذادل يضذحل ف ذ عحلي ذسيس غذ لذ‬ ‫ةعف اع‬ ‫ط‪-‬ذاسعاجذادلع أذف بذا ةت ذوذ ذ )الذاسشيخذاسع ي‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫ى‪-‬ذاسعاجذفعسعز ذواس اتذوي هع‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫ك‪-‬ذاسعاجذفعسعز ذواس اتذة ذ ي ذاسط قذآةس ذاسل‬

‫‪3‬‬

‫‪- -‬‬

‫ز‪-‬ذاخل ةذادلفس ة(ا‬

‫ذ وذاست يي يف‬

‫ذ‬ ‫‪011‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫يت حذةنذا ولذاس عف ذ نذاسشي)خذيت ع)نذى دذةنذاسط قذذس عاجذوها‪5‬ذ ذ‬ ‫‪ -2‬العالج بالعمل‪:‬‬ ‫ذذ يط د ذاسشدديخذةددنذادل د يضذ نذي دد)مذفد عضذاس)اج ددعتذةتددلذتفظيددفذاسغد هذواس ددعيعتذوتفظيددفذ‬ ‫ادلاف ذواالش اكذأذإى ادذاسطععمذوتذ ييعنذ ع ىذذيعملذفعسزراى ذت ذ‬ ‫‪ -0‬العالج بإيقاع النوبة والطار فى حلقات الذكر‪.‬‬ ‫ذي ددمحذس م د يضذي دد)رذي ددعتذاسددل ذواسطددعر‪،‬ذواالشد اكذتذادل د يحذواس د‬

‫ذى دداذاي ددعبذاسف)ف د ذ‬

‫واسطعرتذ ذ‬ ‫‪ -3‬العالج التحليلي‪:‬‬ ‫ذد د ادل يضذ ةددعمذاسشدديخذ‪،‬ذحليعد هذادلددلة ذفلة د ذ؛ذ ةد ذيتد ذأذاسشدديخذحلي دد)حذمبكف)ةددعتذف د ردذ‬ ‫وي ذآالة ذوةشع ذذحلًنتعحذوجي ذةنذاسشيخذاس ىمذواس )لذ‪،‬ذويط ذاسشيخذةف ذاال تغسعرذواس ىعوذت ذ‬ ‫‪ -5‬صرف االنتباه والتمويو ‪ :‬ذ‬ ‫ذيددبة ذاسشدديخذذادلد يضذفصد هذاذلدداوسذوا حلكددعرذاخلعطئد ذذفددتاوةذاس دذآنذ ذوي دد)رذي ددعتذاسددل ذ‬ ‫واسف)ف ذتذ ذ‬ ‫‪ -0‬العالج األسري‪:‬‬ ‫ىفد ةعذيشددتكيذاسددزوجذزوجتد ذ وذ يد ذ ففعئد ذيط د ذاسشدديخذي دذ)رذا ميد ذحليت)اججدد)نذحليتعد هذ ددلذ‬ ‫ةفجمذفلة ذحليتععحل)نذويتصعحل)نتذوي ش همذاسشديخذويدل ذا ففدعوذفد ذاس)اسد ينذواإلي دعنذذلمدعذواي اةجمدعذ‬ ‫واستددبدبذف ددبدبذاس دذآ نذذ م ددعذي ددل ذاس ددزوجذواسزوج د ذفعس)اج ددعتذاسش د ىي ذواحل دد)قذ‪،‬ذحل دديع مجمذةج ددعرةذي ددلذ‬ ‫ادلشكاتذوا طذاسفس تذ ذ‬ ‫‪ -1‬االسترخاء ‪ :‬ذ‬ ‫يط ذةنذادل يضذاذل ووذواال ععوذ ثفعوذمسعى ذس تيلذاس آنذتذ ذ‬ ‫‪ -2‬تعزيز السلوك االيجابي للمدمن أو المذنب‪ ،‬وتقوية ثقتو بنفسو‪.‬‬ ‫ذذويكدد)نذذسددبذىف د ةعذي د ذادل د يضذفعست‬

‫ددنذ وذي د ذادل د ةنذفت يددلذش د بذاخلم د ‪،‬ذحلاة د ذيش د ع ذ‬

‫وي ددمحذس د ذف د ع)لذي ددعتذاسطددعرذويسددبذرفددطذادلكي د ذىف د ذنيددعرذاً‪،‬ذوي ددمحذس د ذفددعست )لذتذاس ي د ذوي دد)رذ‬ ‫‪011‬‬


‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫اسص عتذ‪-‬ذوهاذيساتذاستبفٌنذاسيذت عمذس مت)أذوت مذحليجعذة)ائ ذيعحل ذس طابذويط ذةفجمذتاوةذ‬ ‫اس آنذى اذروحذادلت)ت‪-‬ذ وذادلشعر ذتذاس ياتذاسع مي ت ذ‬ ‫‪ -3‬الخبرة المنفرة‪:‬‬ ‫ذا ت امذةتًناتذةفس ةذةتلذاس فطذفعدلكي ذ–ذ‬

‫ذةنذاحل ي ذي ي ذهبعذادل يض‪-‬ذ واحل ذت ذ‬

‫وت ت مذت بذا سيعتذةعدرذاًذىف ةعذيك)نذادل يضذ ًنذة ت ص ذاعست ذ وذيععينذةنذاسلهعنذاس ورىت(ه)سذ‬ ‫–ذا تئعبيفتذذ ذ‬

‫‪ -4‬العالج بالحمية‪ :‬ذ‬ ‫ذ ف ذادل ااذفعس ذواسفشعطذاسزائ ذةنذاس ك يعتتذ ذ‬ ‫‪-22‬ذت ري ذاإل سعلذوه)ذإ سعلذا ت عف ذادل ااذ ًنذاس )ي ذ وذجتعه جعت ذ‬ ‫‪ -22‬اإلطفاء والتعزيز‪:‬‬ ‫ذإ سعلذاال ت عفعتذ ًنذاس )ي ذس م ااذوجتعه جعذ‪،‬ذوت ي همذ ةعمذا ع ينذىف ةعذيت‬

‫ف)نت ذ‬

‫‪ -20‬ضبط المثيرات‪:‬‬ ‫يددتمذا د طذادلت دًناتذف)ا ددط ذة ددعى يذاسشدديخذس م ادداذا د دذ‪،‬ذ وذاسط د ذا د دذوذسددبذفت د ري جمذ‬ ‫ى اذاس)اج عتذأذادل‬

‫تذةتلذ لذادلاف ذو ف ذاسغ هذواسطجعرةذواس)اذ)وذواسصاةذو عئ ذاسع عداتتذذذ ذ‬

‫‪ -31‬تفنيد األفكار المختلة وظيفياً‪:‬‬ ‫اليظدذاس عيت ذ ّذنذ ت ذ ة)ابذاسعاجذا ت اةذعًذه)ذاسعاجذادلع تذوععف ذس ىذاسشيخذاسع ي ذ ذ‬ ‫وتد)ارثذةفد ذذسددبذ ففددعفدذوايسددعددذحلعفد ةعذيشددع ذاسشدديخذ نذس مد يضذ حلكددعرذاًذ ددًنذةفط يد ذىددنذةس د ذ وذىددنذ‬ ‫يد ذواس ي د ذ وذزوجت د ذحلاة د ذيسف د ذ حلكددعرذادل د يضذاخلعطئد ذودددعولذإ فعى د ذفع د مذج د واهعذوي د بذس د ذا ةت د ذ‬ ‫وي د دذسد ذاس صد ذتحل د ذ ر دداذاسشدديخذدىددعئمذهددلاذاسعدداجذوةددنذتذحل د ذا تسدداذ ففددعفدذ ثد دتذو د ذا ددت مذ‬ ‫اسشديخذديدضذا حلكدعرذادل ت د ذوظيسيدذعًذسد ىذادلد يضذوة دعى ت ذى داذيدلذادلشددكاتذوذاسدتع مذةدنذعددالذ‬ ‫استسكددًنذواست يددلذواإلدراكذواستس ددًنتو عةدذو ددي ت ذإىلذذسددبذا ةتددعلذحل د ذ سددفذاسشديخذ تدًناًذةددنذا ةتددعلذ‬ ‫واحلكمذاسيذيكت ذا ت اةجعذدلعذذلعذةنذو ذو ث ذ ذ)يذى اذادلت اذوتذذسبذي )لذافنذى ذرف ذ(‪2410‬يفذ‬

‫‪010‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫(ذحلع ةتعلذهاذوشيذاسكامذوج)ه ذاس سظذوي )ذادلععينذاسيذنًنهتعذاسعد بذوةطد ذهبدعذتذ دلذزةدعنذوةكدعنذ‬ ‫ًنهعذوالذىمذىم)ةجعذيلذ يل‪-‬ذ ًنذةنذةتليفذ‬ ‫حلجيذ ف اذةنذاسشع ذذو ش قذةنذاخلطعبذونذي ذشيوذ‬ ‫ّ‬ ‫(افددنذى د ذرفد ‪2410‬يفتوهفددعكذ ددمذهعئددلذةددنذا ةتددعلذواددعجعذاسشدديخذوسكددنذةعظمجددعذاددعبتذوتدد)ردذاس عيتد ذ‬ ‫اًذىددنذ في د ‪،‬ذاسشدديخذ‬ ‫فعددضذاسفمددعذجذذلددلدذا ةتددعلذاسددلذ د جعذيسيد ذاسشدديخذاسع ي د ‪،‬ذىم اس ددي ذاسطي د ذة د ذ‬ ‫اًذىنذ في ‪،‬ذاسشيخذاسطيد ذاسشديخذاسع دعسذ(ا حلفد ييفذاسس يد ذاسد)ربذاسدليذالزمذ فيد ذاسشديخذاسع دعسذ‬ ‫اس ي ذة ذ‬ ‫ويسددظذاسكتددًنذةددنذ ذ)اس د تذويعت د ذاسشدديخذاسطي د ذ(ا حلف د ييفذذادل ج د ذاس ئي ديذ د)الذاسشدديخذاسع ي د ذو د ذ‬ ‫ا ددتععنذفد ذ تددًنذةددنذاس ددعيتٌنذستددبريخذ ددًنةذاسشدديخذاسع يد تذوتدد)ردذاس عيتد ذحليمددعذي ديذفعددضذا ةتددعلذادل ت ط د ذ‬ ‫فعسعاجذواإلرشعدذادلع أ‪ 5‬ذ‬ ‫‪-2‬ذ(ةغد ذاس يد ذيددعرذت ددزمذى يد ذاسصد ‪،‬ذ ذوإنذيصددلذسيددبذة د ورذتف د ذ ذا ةد ‪،‬ذواحل ددف ذتذاسد ةيعذ‬ ‫عًن‪،‬ذوتذا ع ةذت ذ)يذاس يفتذذذذ ذ‬ ‫ذأذ هلاذادلتلذي ى)ذاسشيخذاسع ي ذاسس دذإىلذاسص ذواست) لذى اذا ذوذاستكيفذة ذاس يئ ذاالجتمعىي ذوادلعدي ذ‬ ‫ادلتغددًنةذو نذالذيي دبسذاسس د دذ ف د ذاًذوالذيف ط د ذىددنذىمددلذاخلددًنذةجمددعذي د ثذحلجدد)ذ دد)هذجيددينذاست)احل د ذ‬ ‫االجتمعىيذواسفس يذوذراعذادل)ىلذىزذوجلت ذ‬ ‫‪،‬وجج ذحليد ذ ج ‪،‬وىفد ذةجدلذ‬ ‫‪(-0‬ادلعذاجتمعنذحلي ذ دذعصدعلذةعيتفدعولذاسشد ة‪5‬ذدمدلذاس دج ‪،‬وىف دذادج ذ‬ ‫‪ ،‬ذوإي وذط ذذوادلعذىف وذواي ةذةنذديلذ‪،‬ذه)ذجيزذوة ت ذهتزيف ذ‬ ‫ذأذادلتلذاس عف ذي ذاسشيخذش وطذاس عئ ذاسفعجحذوهيذذ معذي ي‪ 5‬ذ‬ ‫دد)ىذاس في د ذف د يحذا ددمذ‪،‬وس د ذىشددًنةذت ددفذع س د ذت دؤازرد‪،‬ذيددعزمذالخيددعهذتذاحل د ذس)ة د ذالئددمذ ذويت دداذ‬ ‫فعسصسعتذاحلمي ةذاسص قذوا ةعة ذواس)حلدعوذفعس)ىد ذواسعد لذواسكد م‪،‬ذواذاذاةتسددذهدلدذاسصدسعتذحلع داذ‬ ‫ادلد وذ نذالذيتط د ذإىلذاس ئع د تذ يذى دداذادلد وذ نذيعد هذذاتد ذو نذي ت صد ذهبددعذويت)احلد ذةعجددعذويد ركذ‬ ‫ة عطذاعس ذو )ت ذوي)ظفذاةكعةعت ذاسس دي ت ذ‬ ‫‪-3‬ذ(اس عدرذةعت عدرد‪،‬ذواسش ذةعت عدرد‪،‬ذوا ف مذةعذتععا د‪،‬ذةعذتشج ذى اذادلعكذيعا ديفت ذ‬

‫‪012‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫تذهد د د ددلاذادلتد د د ددلذيؤ د د د د ذاسشد د د دديخذويش د د د د دذى د د د دداذةع حل د د د د ذاسد د د ددلاتذواس د د د دد)لذهبد د د ددعذوةد د د ددنذتذاستععةد د د ددلذى د د د دداذ‬ ‫هد د د د ددلاذا د د د د ددعسذوذسد د د د ددبذ نذالذيتع د د د د د ضذسني د د د د دد)ىذج د د د د ددمعذ وذةسد د د د دد)ذذاًذو نذالي د د د د د ذفعسش د د د د د ذو نذ‬ ‫د د د د ددنذاسظ د د د ددنذفعسف د د د ددعسذ‪،‬ذو نذالذيعت د د د ددلرذ وذي د د د د ددت مذادلفط د د د د د ذواحل د د د د د ذة د د د د د ذة د د د ددنذالذيسجد د د د ددمذ‬ ‫ذسبذو نذاليكلبذوالذيشج ذاسزورذ طت ذ‬ ‫‪(-5‬اسعف وذذرةذةنذاس ئع ذةعتكملذةععدذاسس ا يفذ ذ‬ ‫يؤ د ذاسشدديخذة د ةذثعست د ذ اي د ذحلجددمذاسددلاتذوةع حل د ذ د رذاسددفس ذوي د ودهعذو د ذيسي د ذادلتددلذ ي دذعًذاس د ى)ةذإىلذ‬ ‫ادل عي ةذاالجتمعىي ذو )لذ حلكعرذا ع ينذواي اةجعذوى مذا ف)حذإىلذادلغعيذةذاسلذجتعلذاسسد دذةعدزو ذالًذ‬ ‫اجتمعىيذعًت ذ‬ ‫‪(-0‬ادلعفي ملذا ذي ذوي ااذفعس زي ذتذوا ذا رضذةعتف مذسي ذجزي يف ذ‬ ‫تذهدلاذادلتددلذي)جد ذاسشدديخذفت مددلذاسشد ائ ذوة)اججد ذا زةدعتذواد طذاالةسعددعالتذاس د ي ذاذل اةد ذوإرجددعوذ‬ ‫إش عبذاحلعجعتذ نذذسبذةنذ همذش وطذاست)احل ذاالجتمعىاذأذذ لذاجملتمععتذفاذا تتفعوت ذ‬ ‫‪(-1‬اسص ذاخلعيتذوي ذ ةعة ذةعذيصحذف يف ذ‬ ‫وهف ددعذيؤ د د ذاسش دديخذى دداذ ايد د ذاسصد د ذواد د طذاس ددفس ذوة)اججد د ذاس)ا د د ذوت عتد د ذوةطعسد د ذاحلي ددعةذ‬ ‫واغ)طجعذواست كمذاسلايتذ وة)اجج ذاإلي عطذواسصم)دذ ةعمذاسع عتتو لذذسبذةنذشدبة ذ نذي)فدلذاسسد دذ‬ ‫إىلذدرج ذىعسي ذةنذاسص ذاس فس ي ذحليت ذذهف ذوتتستحذفصًنت ذويعملذحلك دذإلجيعدذي )لذةعجع ت ذ‬ ‫‪(-2‬ذحلكد ذاس يد ذة دمعرذاس د ذاسعصدعذ ةدعنذةدنذاسك د ذواس دكٌنذ ةدعنذةدنذاس د ذواس يدعىبذا )ديد ذالفد ّ ذ‬ ‫يفغ يف ذ‬ ‫يت حذشلع‬

‫ذذ دذ نذاسشيخذتذهلاذادل)ا ذ علذيل ذف ورةذب ي ذاحلعجعتذو ذرت ذاسشيخذ‬

‫ه ددلدذاحلعج ددعتذي د ذا اي د ذ م ددعذرت ج ددعذةع د )ذتذه ة د ذادلش ددج)رذحل د ذف د ذاسش دديخذفعحلعج ددعتذا وسي د ذ‬ ‫اسس ي)س)جي ذ–ذحلك ذاس ي ‪-‬ذتذاحلعجعتذاستعة)ي ذاسفس ي ذاالجتمعىي ذوهيذاحلعج ذإىلذا ةن‪-‬ذاسعصدعذ ةدعنذ‬ ‫ةددنذاسك د ذواس ددكٌنذ ةددعنذةددنذاس د ‪-‬ذتذعددتمذف م د ذاذل د مذوه ديذاست د ي ذاالجتمددعىيذحلدداذذ ددعي ذاسس دذدذ‬ ‫ا معىد ذ دد)هذدصددلذى دداذاست د ي ذاالجتمددعىيذوإالذحلاةد ذسددنذيفددعلذذسددب‪-‬ذالفد ذيفغ د ‪-‬ذذى يد ذحل د ذ ةددنذ‬ ‫‪011‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫اسشيخذى داذوجد)بذإشد عبذيعجدعتذا حلد ادذفد ذاًذةدنذاحلعجدعتذاإلييعئيد ذاةتجدعوذاًذفعحلعجدعتذاسفس دي ذوذسدبذ‬ ‫يؤ ذةظ ت ذاستع ذوةع حلت ذفعسفس ذاس ش ي ذويعجعهتعت ذ‬ ‫‪(-3‬ذادل ت ذف اي)ذيفكد ذف ايد)يفذيشدًنذهفدعذإىلذ نذاال دت ادذفدعسذ ىذورحلدضذةشد)رةذا عد ينذخي دفذسصدعي ذ‬ ‫ةك ذاًذوة اة ذحلعسش‬

‫ذاسليذيعت ذفذآي ذإيعذي حلضذاستسعىلذاالجتمعىيذاس يمذوادلشعر ذاس)ج اةي ذ‬

‫شلعذجيع ذويي ذاًذةفعز ذالًذ ًنذ عدرذى اذإةشعوذىا عتذاجتمعىي ذإجيعفي ذوداحلئ ذويست ذ ذإىلذاحل ع ي ذ‬ ‫االجتمعىي ذواال ت عف ذدلطعس ذاالع ينت ذ‬ ‫‪(-4‬اس ورذىف ذاسفدعسذةصدعريف)ذي دعسيفذدد ذاسشديخذى داذاسعمدلذوبمدلذادل دؤذوسي ذويشدًنذإىلذ نذاالىتمدعدذ‬ ‫ى دداذاسغ ددًنذي دد)رثذا دد)بذوادلجعة د ذواس ددلل‪،‬ذذو نذاسعم ددلذد د ذس س د دذذات د ذووج دد)ددذويش ددع دذفعإلصل ددعزذ‬ ‫وا اي ‪،‬ذوي حل ذفعي ذإىلذاال ت الذفلات ذوي عهمذتذتفمي ذ رات ذ ذوإ فعئجعذةنذاسفعيي ذاسعم يد ذ‬ ‫واسسك ي ذواالجتمعىي ت ذ‬ ‫‪(-22‬استعج ذاس تمذةيزاة ذوا يذس عة ذيش)هذ عنذةع نيذد عة يفذهلاذاسكامذحليد ذإشدعرةذإىلذتب يد ذذ يمد ذ‬ ‫اسعمددلذوحل د ذو ايد ذاال ددت اسي ذواس د رةذى دداذاإلةتددعجذو ددلسبذي ددنذاخل د ذ‪،‬ذحل‬

‫ددنذاخل د ذةدنذ‬

‫فددميمذاسص د ذاسفس ددي تذي دد)لذ مددعلذة ددا(‪2433‬يفذإنذاسص د ذاسفس ددي ذهدداذاسشددع)رذفعس اددعذ‬ ‫واالرتيعحذوي نذاخل ت ذ‬ ‫‪( -22‬ىاةعتذاسش عوةذىٌنذيعرةذوروحذ عرةذوي ذفعرة‪،‬ذوىاةعتذاس ععدةذىٌنذة ي ذو عاقذراي ذوي ذ‬ ‫د ي ذيفذي د ى)ذاسشدديخذإىلذاس ع د ذىددنذاحل د ذواس د غضذواحلمد ذوي د ى)ذإىلذةكددعرمذا عدداقذوي د ذ‬ ‫اسغًنذواسك م‪،‬ذواست عتذواسف‬ ‫واالة‬

‫ذاالةسععىل‪،‬ذواسك مذواستكعحللذوا ت عبذاجتعهعتذإجيعفي ذضل)ذا ع ين‪،‬ذ‬

‫عمذةعجمذواسشع)رذفعسكسعوةتذ ذ‬

‫دعةذ‬ ‫‪ (-20‬هذاسزي ذداي س)ذت فًنيفذتذهلاذادل دعمذيع ديذاسشديخذةدنذ يمد ذاست) دطذواالىتد الذتذةفدعييذذاحلي ذ‬ ‫عحل ذ ًنهعذوفغًنهعذىظيمجعذوي ًنهع‪ -‬هذاسزي ‪-‬ذحلعست) طذةنذ همذ ر عنذاسص ذاسفس ي ذذ ذ‬ ‫ى د ذاس ددامذى د ذاسغسدعرذ(‪2421‬يفذ نذزلكددعتذاسصد ذاسفس ددي ذ رفعد ذاس اددعىنذاسددفس ‪،‬ذواس ددم)‪،‬ذ‬ ‫واس) طي ‪،‬ذواإلستزامذت ذ‬ ‫‪011‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬ ‫‪23‬ذذ‪(-‬ةعت اذراسذي طع)كذوةعذت اذاف ذي)ط)كذاف اذاس‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬ ‫ذودذ ف)كذدلعذيك واذاس‬

‫ذيلذجي)كيفذ‬

‫هددلاذادلتددلذيؤ د ذاستدزامذاسشدديخذفعس) ددطي ذ ذوإفد اردذى دداذ نذي تددزمذهبددعذا ميد ذدلدعذذلددعذةددنذحل)ائد ذى يد ةذ‬ ‫اًذحليصد )نذإىذادلتطد حلٌنذ و ذالًتذحلعسشديخذ‬ ‫حلعست) طذي يذفعي ذةنذةك ذادلع ينذوالذجي ونذاسي ذ ي ذ‬ ‫اسع ي ذي ى)ذس ) طي ذتذ لذشاوذحلعس) طي ذوهاذة لذاستعص ذواستط هذواسغ )ذواإل تعاوذاس يىنذ‬ ‫واسع دداذواس دداذواست ددعأأذواالستد دزامذفعست ددعةحذواالىتد د الذوادل وةد د ذ‪،‬ذوإى دداوذ يمد د ذاس دد)طنذوي د د تذ‬ ‫وة عرى ذادل عسسٌنذاحل ذفعحلكم ‪،‬ذواس يزذى اذ يمذاسع لذواسش)رىذواحل ي ذوي )قذاإلة عنت ذ‬ ‫‪-25‬ذ( دىذاس يم ذويلذاسص ذوى يذاسك يم ذوآع ذاس يلذ ع سبذ ) ذش)هذ عنذةعت اذةدنذ هدلذ‬ ‫اسفجيم يفذيؤ ذادلتلذفبنذاسسد دذإذاذ رادذع ذدًنيذاسد ةيعذوا عد ةذ ىذ نذيكد)نذة د رذاًذةدنذاجملتمد ذويفدعلذ‬

‫ث د)ابذا ع د ةذويكدد)نذفددعحلذعًذت ي دذعًذرلددعبذاس د ى)ةذ(ةددنذ هددلذاسفجيم د يفذى ي د ذ نذي ددت مذ رات د ذأذ‬ ‫ةشددعطذةفددت ذوي ددعى ذا ع د ينذوي ددت ي ذدلطددعس جمذوي ديذيعجددعهتمذذودددلذةشددع جمذويت دداذ‬ ‫فعحل ع ي ذاالجتمعىي ذسيدتمكنذةدنذاستعد هذى داذايتيعجدعهتمذذود د ذر دعهتمذ( دىذاس يمد ذويدلذ‬ ‫اسصد يفذ مددعذي)فدداذاسشدديخذاسع ي د ذدائم دذعًذفددعحل مذواست ددعةحذوا د طذاسددفس ذىف د ذاسغ د ذواست ددعتذ‬ ‫االةسععىلذ(ى يذاسك يم يفذ معذيؤ ذى اذ داوذاسع عداتذواستب اذف ف ذاسفيذ(‪‬يفذواس يعمذواستج ذ‬ ‫وتذذسبذرل ذس ًنذواست)ابذواس ت ذ‬ ‫‪-20‬ذ(ذا ً لذاس ش ذو ًمذاس م ذو )دذاس ت يفذذو )لذاسشيخذيفط ذة ذ )لذاسشعى ‪ 5‬ذ‬

‫ذذذذذذذذذذذذذذوةنذيعملذادلع وهذتذ ًنذ ه ذيكنذذذةذعًذذى ي ذذويف م ذ‬ ‫ويفط ذ ي عذ )لذادل)ىلذىزذوجدلذ‪‬ذإِنَّكَ ال تك ده ِكدي م دكن أ دحب دبكت ول ِك َّكن اللَّكو يك ده ِكدي مكن يشكاء‪‬ذ‬ ‫)رةذاس ص ‪،‬ذآي ‪5‬ذ‪01‬ت ذ‬

‫حلعسلينذتذآذانيمذو ذوتذ )هبمذ )ةذجي ذجتعوزهمذوى مذة يع ذاس) دذةعجدمذواس يدزذى داذاسد ا ٌنذتذ‬ ‫اذل اي ذتذ ذ‬ ‫‪-21‬ذ( ديذاس د شذواةددنيذاسك د شذو حل د شذاسس د شذشدد)هذاسفددعسذ ددعنذةددعذى يددبذتف د رشيفذيفصددحذاسش ديخذ‬ ‫فعستكعحللذاالجتمعىاذو عوذي)ائ ذاسفعسذوت)حلًنذاحلعجعتذا ع ي ذواس وري ذسنيحل ادذةتلذا لذ‬ ‫واسش بذوادلبوىتذوإذاذا تطعبذاسس دذ نذي عى ذا ع ينذذأذت)حلًنذذسبذوذإىدعةتجمذى داذب يد ذةدعذ‬ ‫‪011‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫يت) دد)نذإسي د ‪،‬ذ ىذىف د ةعذيت مددلذادل دؤذوسي ذاالجتمعىي د ‪،‬ذويع د ذىا ددعتذاجتمعىي د ذآةف د ذة د ذةددنذ‬ ‫يععشد هم‪،‬ذذ ذويشددع همذفعإلةتمددعوذاالجتمددعىاذوي د يذةددنذ ج جددم‪،‬ذحلعةد ذ طعدذعًذ دد)هذيفددعلذاست د ي ذ‬ ‫االجتمعىيذةنذاسكلت ذ‬ ‫تفسير وتحليل نتيجة السؤال الثانى‪:‬‬ ‫ةنذةتي ذاس ؤالذاستعينذيت حذ نذس معع ٌنذاست ي يٌنذشلت دٌنذتذةشدعئخذ مذاد)اًفعنذدورذهدعمذذأذ‬

‫اسعاجذاسفس يذو ذات حذشلعذ‬

‫ذ نيمذي ت ة)نذاال ذاتي يعتذاستعسي ذتذاسعاجذاسفس ي‪ 5‬ذ‬

‫‪ -2‬ا د اتي يعتذاسعدداجذاس د ) اذذادلتمت د ذتذاسسفيددعتذا تي د ‪5‬ذواإل د ععوذاخل د ةذادلفس د ة‪،‬ذ‪،‬ذت د ري ذ‬ ‫اإل سعل‪،‬ذا طذادلتًنات‪،‬ذف هذاإلةت عدذواستم)ي تاإلطسعوذواستعزيزت ذ‬ ‫‪ -0‬ا د د اتي يعتذاسع دداجذاست ي دداذذادلتمت د د ذتذاسسفي ددعتذا تي د د ‪5‬ذاستد د اىيذاحل د د ذواستفس ددي ذاالةسع ددعىلذ‬ ‫واال ت صعرذواستع مت‬ ‫‪ -3‬ا د اتي يعتذاسعدداجذادلع د أذادلتمت د ذأذديددضذوتسفي د ذا حلكددعرذادل ت د ذوظيسي دذعًذوزلعف د ت ذواف د اذلعذ‬ ‫فع حلكعرذادلفط ي ذواستع يمذاسفس يذىنذط ي ذا بذا ةتعلذواحلكمت‬

‫‪ -5‬ا اتي يعتذاسعاجذا معىيذادلتمت ذأذاسعاجذا‬

‫ىذوادلفع ش ت‬

‫اةتجعوًذفعدلجعراتذادلجفي ت‬ ‫‪ -0‬ا اتي يعتذاسعاجذفعسعملذف ذوًذمبجعراتذاحليعةذاسي)ةي ذو ذ‬

‫‪011‬‬


‫مساهمة املعاجلني التقليديني يف اإلرشاد والعالج ‪...‬‬

‫د‪ .‬رقية السيد الطيب العباس‬

‫خاتمة ‪:‬‬ ‫ذذذذذذععل ذاس )لذإنذاسشديخذاسع يد ذودذفد ر‪-‬ذذسدبذادلعدعجلذادلدؤةنذذوذاس صدًنةذاس دعدرذى داذاإل فدعبذواإلددعوذ‬ ‫وادلشددعر ذاس)ج اةي د ‪،‬ذاس اىي د ذادلت)اا د ذاسفددع ذسلات د ذة ددت)دبذاس صددًنةذاسفعحلددلذواس) دد)دذاسسك د يذسكددلذ ففعئ د ذ‬ ‫و يسددعددذوة ي ي د ذى دداذاةت د ادذاس طد ‪-‬ذ د ذ ث د ذأذوج د انذ هددلذاس دد)دانذوأذ ددلذةفددعييذاحليددعةذاس يع ددي ذ‬ ‫واست عحلي ذواالجتمعىي ذواسفس ي ‪،‬ذفلذ عنذى ي ذى ك ي ذ جمذأذ ىظمذث)رةذ )داةي ذأذاستعريخذادلععفد تذ‬ ‫معذ جمذه)ذو ففعفدذذو يسعددذتذاإلرشعدذواسعاجذاسفس يذذ معذي ي‪ 5‬ذ‬ ‫‪-2‬لتلذدورذةشدعيخذ مذاد)اًفعنذأذاالرشدعدذاسفس ديذاسفمدعئيذس طدابذوادل يد ينذتذتد)حلًنذاحلعجدعتذا وسيد ذ‬ ‫ةنذةب لذوةش بذوة ذوةبوىذوذع ةعتذف ي ذتوتع يمذاس اوةذواسكتعف ذواحل عبذواس را عتذ‬ ‫اال دداةي ذ‪،‬واستد ري ذى دداذاالىتمددعدذى دداذاسددفس ذواستشد ذفددعس يمذوادلتددلذوا عدداقتذوت)حلًناحلعجددعتذ‬ ‫استعة)يد ذاسددلذتتمتددلذأذا دد)ذادلش د ذفعحلد ذواالةتمددعوذاسددليذيشددع ذحلي د ذاسسد دذفبةد ذة دد)بذحليد ذوزل د مذ‬ ‫ويفظ ذإسي ذ ع )ذهعمذأذا معى ذوت ذسلات ذوت ي دذذلعذوت ي ذا ع ينذس ت ذ‬ ‫‪-0‬اإلرشددعدذاسفس ديذاس) ددعئيذلتددلذأذتع دديمذوذتد ري ذاسطددابذوادل ي د ينذى دداذذاست) ددلذى دداذا ذذوت د ويضذ‬ ‫اسدفس ذى دداذادلكددعرمذواس عد ذىددنذاسشددج)اتتذواس) عيد ذةددنذا ةد اضذواست صدٌنذاد ذا ةد اضذاسع دد)ي ذذ‬ ‫واستزوي ذفعستغلي ذادلائم توتك)ينذاسعدعداتذاسصد ي ذادلفع د ذواس د رةذى داذاد طذاالةسعدعالتذاس دعس ذ‬ ‫وذسبذف دي ذا دىي ذاسيذت ى)ذس ص ذوا تذوتش ي ذاالةسععالتذاإلجيعفي ذةتلذاحل ذوادل حتذذ ذ‬ ‫‪-3‬ذاسعدداجذاسفس ديذادلتمتددلذأذاسعدداجذفعسعمددلذواسعدداجذفاي ددعبذاسف)فد ذواسددل ذواسعدداجذاست ي ديذواسعدداجذ‬ ‫ا يذواال ععوذواسعاجذاس د ) يذةتدلذ‪5‬اخلد ةذادلفسد ة‪،‬ذاسعداجذفعحلميد ‪،‬ذتد ري ذاإل سدعل‪،‬ذاد طذ‬ ‫ادلتًنات‪،‬ذف هذاالةت عدذواستم)ي تإنذ ت ذ ة)ابذاسعاجذا ت اةذعًذه)ذاسعاجذادلع أذادلتمتلذتذتسفي ذ‬ ‫حلكعرذادل يضذاخلعطئ ذوا بذا ةت ذو دذاس ص ت ذ‬ ‫التوصيات ‪:‬‬ ‫‪-2‬ذت ري ذة عى يذذادلععجلذاست ي يذاسشيخذى اذت فيعتذاإلرشعدذاسفس يذت ذ‬ ‫‪-0‬ذت ري ذة عى يذادلععجلذاست ي ىذاسشيخذى اذت فيعتذاسعاجذاسفس يت ذ‬ ‫‪-3‬ذإس عوذةزي ذةنذاس )وذى اذجت ف ذ مذا)اًذفعنذأذاإلرشعدذاسفس يذواسعاجذاسفس يت‬ ‫‪-5‬ذت ييمذجت ف ذ مذا)اًذفعنتذ‬ ‫‪-0‬ذتش ي ذاالعصعئيٌنذاسفس يٌنذس عملذأذادل عج ذاسيذي)ج ذهبعذة ااذيعع )نذفعسعاجذاست ي ىتذ ذ‬ ‫‪ -0‬كنذا تسعدةذطابذى مذاسفس ذواس را عتذاالجتمعىي ذةنذط قذاسعاجذاست ي يتذذذذ ذ‬ ‫‪011‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬ ‫المراجع‪:‬‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫‪2‬ت إف اهيمذفنذا يل(‪2401‬يف‪5‬سراج السالكين‪،‬ذةط ع ذة )ى‪،‬ذة ينت ذ‬ ‫‪0‬ت افنذى ذرف ذ(‪2410‬يف‪5‬ذالعقد الفريد‪،‬ذب ي ذ ع ذذوآع ون‪،‬دارذاستبسيفذواسط عى ذواسفش ‪،‬اس عه ةت ذ‬ ‫‪3‬ت إف اهيمذ ع ذ ف)ذزي (‪0224‬يفذ‪،‬ذسيكولوجية الذات والتوافقذ‪،‬ذدارذادلع حل ذا عةعي ‪،‬ذذاإل كف ري تذ‬ ‫‪5‬ت اسطي ذزلم ذاسطي (‪2442‬يف‪5‬المسيد‪،‬ذدارذجعةع ذاخل ط)مذس ط عى ذواسفش ‪،‬اخل ط)متذ‬ ‫‪0‬ت اسشيخ ذفعحلذفن ذاسشيخذتعج ذاس ين ذ(ب ذتيف‪ 5‬ذقالئد الدر في تاريخ وكرامات بن بدر‪،‬ذةط ع ذ‬ ‫اسفيلت‬ ‫‪1‬ت اسشيخ ذفعحل ذاسشيخ ذتعج ذاس ين(‪2412‬يف‪5‬قالئد الدر فى تاريخ وكرامات ودبدر‪،‬ةط ع ذ‬ ‫استم ن‪،‬اخل ط)مت‬ ‫‪2‬ت علذي ٌنذا س) يذ(‪0222‬ميفذالصحة النفسية‪،‬ذةط ع ذوزارةذاستع يمذاسععيلذواس ذاسع مي‪،‬ذذ‬ ‫فغ ادت‬ ‫‪3‬ت يعة ذزه ان‪0220(،‬يف‪5‬ذالتوجية واإلرشاد النفسي‪،‬ذىعنذاسكت ذط‪،0‬ذاس عه ةت‬ ‫‪،‬ذىمعن‪5‬ذدارذوائلذس فش ذواست)زي ت‬ ‫‪4‬ت فعحلذي نذاس اه يذ(‪0220‬يف‪،‬ذمبادئ الصحة النفسية ّ‬ ‫‪22‬تىعدلذى ا ذ(‪0225‬ميف‪5‬ذالعالج المعرفي السلوكيذادلط ع ذاحل يت ‪،‬ذاس عه ةت‬ ‫‪22‬تىعدلذىزذاس ينذا ش)لذ(‪0223‬ميفذعلم النفس االجتماعيذ‪،‬ذةكت ذا صل )ذادلص ي ‪،‬ذاس عه ةت‬ ‫‪20‬تىم ذاسع ي ذفعحل ذ(‪2443‬يف‪ 5‬ذالشيخ العبيد ود بدر والطريقة القادرية البدرية‪ ،‬ذدار ذاسط عى ذ‬ ‫واست ي ‪،‬ذجعةع ذاخل ط)مت‬ ‫‪23‬تىم ذاسع ي ذفعحلذ(‪0225‬ميف‪5‬ذالشيخ العبيد ود بدر جهاده وإستشهاده‪،‬ذدارذاسط عى ذواست ي ‪،‬ذ‬ ‫جعةع ذاخل ط)مت‬ ‫‪25‬تزلم ذىمعدذاس ينذإمسعىيل‪،‬ذوآع ون(‪0222‬يفذ‪،‬ذالتنشئة االجتماعية للطفل في األسر ذالعربية ذ‪،‬ذ‬ ‫اس ارذاسع في ذس كت ذط‪2‬ذ‪،‬ذاس عه ةت‬ ‫‪20‬تزلم ذفنذاحلعجذة)ر(‪2402‬يف‪5‬ذمفتاح البصائر‪،‬ذةط ع ذة )ى‪،‬ذة ينت‬ ‫‪21‬تزلم ذ عةلذاسف عس‪،‬ذ(‪2435‬ميف‪5‬ذالدين والصحة النفسية‪،‬ذةط ع ذدارذاسكت ‪،‬ذاس عه ةتتذ‬ ‫‪22‬تةي عئيلذإف اهيمذ ع (‪0222‬يفذاالضطرابات السلوكيةذ‪،‬ذاس ارذا ه ي ذس فش واست)زي ذ‪،‬ذفًنوتت‬ ‫‪23‬تهعشمذى اس ازقذفعحل‪،‬ذ‪0222‬م‪5‬ذالشيخ العبيد ودبدر‪،‬ذةط ع ذاسفش ذاسلهي‪،‬ذاس عه ةت ذ‬ ‫‪011‬‬


‫حنو تصنيف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالمية‬ ‫د‪.‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫*‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫يعرؼ ادلنهج بأنو )خطة منطقية لعدة عمليات ذىنية أو حسية بغية الوصوؿ إىل كشف حقيقة أو‬ ‫الربىنة عليها )‪ 1‬أو ىو )الطريق ادلؤدي إىل الكشف عن احلقيقة بواسطة طائفة من القواعد العامة اليت‬ ‫تضمن على سَت العقل وحتدد عملياتو حىت يصل لنتيجة معلومة)‪ 2‬هبذا ادلعٍت ديكن أف نوجز يف تعريف‬ ‫ادلنهج حىت نتمكن من الوصوؿ مبنهج للتعريف ادلنهجي للتصنيف ادلنهجي للربامج ‪ ،‬أما الربامج (فهي‬ ‫األشكاؿ اليت ترسلها وسائل اإلعالـ إىل اجلمهور هبدؼ إخباره باألحداث ورلريات األمور اليت هتتم‬ ‫مبصاحلو ‪ ،‬وإثراء ثقافتو مبا يساعده على التكيف مع احلياة والًتفيو عنو دلساعدتو على بسط حالتو ادلزاجية‬ ‫يف إطار سياسة وإسًتاتيجية واضحة ادلعامل ومبنية على نتائج األحباث لتسد حاجاهتم وتشبع رغباهتم )‬

‫‪3‬‬

‫ويف مؤدتر بنَتويب عقدتو منظمة اليونسكو عاـ ‪1979‬ـ حوؿ التوحيد الدويل لإلحصاء باإلذاعة‬ ‫والتلفزيوف عرفت الربنامج بأنو‪ :‬مادة قائمة بذاهتا يشار إليها بعنواف أو بطريقة أخرى تبث خالؿ فًتة‬ ‫يعلن عنها مسبقاً ‪ ،‬وكلمة برامج سواء كانت إذاعية أـ تلفزيونية ال خترج عن كوهنا بث مواد ومضامُت‬ ‫متنوعة ‪ ،‬إىل سلتلف فئات اجلماىَت ‪ ،‬ادلستمعُت أو ادلشاىدين ‪ ،‬كما تعٍت أيضاً بث برامج زلددة إىل‬ ‫رتهور زلدد من قبل إذاعة أو تلفزيوف زلدد‪.‬‬ ‫احلديث عن الربامج يقود إىل معرفة اجتاىات الربامج أو مذاىبها كما يقود إىل البحث عن‬ ‫اإلمكانات ادلادية والبشرية لسياسة الربامج وكيفية تنفيذىا ومتابعتها وتقييمها ومعرفة تعددية ادلصادر‬ ‫واالجتاىات والتطورات والتكنولوجيا ونظم احلكم واإلدارة وأثرىا على إنتاج الربامج والربامج نفسها وبررلتها‬ ‫يف اذليكل الربارلي اليومي ‪.‬‬ ‫* مدير إدارة اإلعالـ جامعة اجلزيرة‪.‬‬ ‫الربيد اإللكًتوين ‪deya.malik@gmail.com‬‬ ‫‪1‬ادلعجم الفلسفي ص ‪ 195‬رلمع اللغة العربية‪ ،‬القاىرة‪1983 ،‬ـ‬ ‫‪ 2‬عثماف عوض الكرمي زلمدين ختطيط الربامج التلفزيونية – األمانة العامة للخرطوـ عاصمة الثقافة ‪ ،‬اخلرطوـ‪2007‬ـ‬ ‫‪3‬ادلرجع نفسو ص‪169‬ـ‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫إتجاهات البرامج‪:‬‬ ‫إف اجتاىات الربرلة أو مذاىب الربرلة يف العامل كما ذكرىا إبراىاـ فونس يف دراسة نشرت يف رللة‬ ‫االتصاؿ اجتاىات الربرلة أو مذاىب الربرلة ‪ Programming Approach‬يف أربعة اجتاىات‬ ‫ىي‪-: 1‬‬ ‫‪ /1‬االتجاه الترويحي ( الديماجوجى ) ‪Demagogic‬‬ ‫ىو االجتاه الذي يكوف ىدفو األساسي زيادة عدد ادلشاىدين واستقطاهبم لتحقيق أىدافو التجارية‬ ‫أو الدعائية – احملطات التجارية ‪.‬‬ ‫‪ /2‬االتجاه المذهبي أو العقائدي ‪Dogmatique‬‬ ‫ىو االجتاه الذي يوظف كل الربامج خلدمة القيم العقائدية اليت تعتنقها األمة أو اليت يضعها‬ ‫ادلسَتوف السياسيوف من العقائديُت وادلصلحُت االجتماعُت ‪.‬‬ ‫‪ /3‬االتجاه الثقافي ‪: Cultural Approach‬‬ ‫ىذا االجتاه يعترب أجهزة اإلعالـ ثقافة يف حد ذاهتا ويتعامل معها تعامالً خاصاً ويسعى إىل حتسب‬

‫تفاعل الفرد مع زليطو الثقايف‪ ،‬وفقاً ذلذا االجتاه فإف الربرلة فيو تنظر إىل أجهزة اإلعالـ بأهنا صانعو لثقافة‬

‫وليست ناقلو ذلا فقط ‪.‬‬

‫‪ /4‬االتجاه االجتماعي التطوري ‪Socio- dynamique :‬‬ ‫يتولد ىذا االجتاه من االجتاه الثقايف وفيو مواكبو لروح العصر ويفتح رلاالً لتطوير تراث األمة وجيعلو‬

‫أكثر سهولة وأسهل ىضماً ‪ ،‬ولكل واحدة من ىذه االجتاىات أو ادلذاىب عدد من الربامج يعتمد عليها‬ ‫وهبا يصنف ادلذىب ويتبع ألحد ادلذاىب األربعة السابقة ‪ ،‬وىنالك أيضاً تصنيف للربامج يصنف الربنامج‬ ‫على حسب سياسة ادلذىب أو االجتاه الربارلي رغم أف ىذا األمر أثار جدالً كبَتاً بُت ادلخططُت لربامج‬

‫التلفزيوف شلا دفع ادلؤسسات اإلعالمي العربية والدولية لتوظيف إمكانياهتا لسرب أغوار ىذا ادلوضوع ‪ ،‬فلقد‬

‫سعى ادلركز العريب لبحوث ادلستمعُت وادلشاىدين )‪Arab Center For ) A.C.A.R.‬‬ ‫‪ Audience Research‬التابع الحتاد إذاعات الدوؿ العربية ببغداد لالستفادة من الدراسات العادلية‬ ‫‪ 1‬طارؽ الشاري ‪ ،‬اإلعالـ اإلذاعي دار أسامة للنشر والتوزيع عماف األردف ط‪2010 1‬ـ‪.‬‬

‫‪041‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫للوصوؿ للوائح تنسجم مع قناعات ادلتخصصُت من الربارليُت وادلنتجُت يف اإلذاعات والتلفزيونات العربية‬ ‫هبدؼ إجياد تصور عريب موحد ديكن أف يصبح منوذجاً لتصنيف الربامج من اذليئات اإلعالمي العربية‪.‬‬ ‫قاـ ادلركز القومي الفرنسي السمعي والبصري يف ‪ /26‬أبريل ‪1976‬ـ – ‪/17‬فرباير ‪1977‬ـ بأوؿ‬ ‫مبادرة لتصنيف الربامج رتع ذلا خرباء من ادلؤسسات واذليئات التلفزيونية ادلتخصصة يف فرنسا لدراسة‬ ‫الل وائح واآلراء ادلتعلقة هبا‪ ،‬حيث دتت االستفادة من دليل اليونسكو اإلحصائي والدراسات والبحوث اليت‬ ‫أقامها خرباء اليونسكو يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كما دتت االستفادة من الدراسات األخرى حوؿ طبيعة ونوعية‬ ‫الربامج التلفزيونية مثل أرشيف ادلركز القومي الفرنسي السمعي والبصري وأرشيف الشؤوف الثقافية ومشروع‬ ‫الكمبيوتر ذليئة اإلذاعة والتلفزيوف الفرنسي ودراسة الربامج يف القناة الثانية والثالثة الفرنسية‪ ،‬ودراسة احتاد‬ ‫إذاعات الدوؿ األوربية‪ ،‬ودراسة ادلركز األوريب االقتصادي‪ ،‬ومركز البحوث اإلذاعية والتلفزيونية اذلنقاري ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ىذه احملاوالت اجلادة على ادلستوى القومي والعادلي إال أنو ديكن القوؿ بأف ادلشكلة ما‬ ‫زالت قائمة أضف إىل ذلك اختالؼ الواقع الثقايف واالجتماعي للمجتمع ‪ ،‬ومن خالؿ تلك الدراسات‬ ‫وغَتىا مت التوصل إىل (أكثر من ذتاين دراسات لتصنيفات الربامج التلفزيونية قاـ هبا ادلتخصصوف يف ىذا‬ ‫اجملاؿ وأخذت يف تطبيقها بعض التلفزيونات يف العامل مع بعض االختالفات البسيطة)‪.1‬‬ ‫الدراسة األولى‪ :‬تقوـ على‪:‬‬ ‫‪-1‬التحديدات العامة‪ -2 .‬ادلضموف ‪ -3‬الشكل ‪ -4‬ادلصدر ‪5‬ػ‪ -‬اجلهة ادلوجو اليها الربنامج ‪ -6‬وقت‬ ‫الربنامج ‪ -7‬الطوؿ ‪.‬‬ ‫الدراسة الثانية‪ :‬تقوـ على التقسيمات الفرعية وال تتدخل يف اجلوانب التكنيكية تقسم الربامج إىل تسعة‬ ‫عناصر‪:‬‬ ‫‪-1‬ادلضموف ‪ -2‬ىوية ادلضموف ‪-3‬الشكل ‪ -4‬طبيعة ادلشاركة اجلماىَتية ‪ -5‬نوعية وطبيعة البث األوؿ‬ ‫‪ -6‬أصل اإلنتاج ‪ -7‬اجلمهور ادلرسل لو ىذا الربنامج ‪ -8‬رلاؿ البث عادلي أـ زللي أـ وطٍت ‪ -9‬الصفة‬ ‫الطاغية ‪.‬‬ ‫‪ 1‬نواؼ عدواف‪ :‬ضلو تصنيف عريب موحد للربامج التلفزيونية – بغداد – رللة البحوث العدد الرابع (شباط ) فرباير‬ ‫‪1981‬ـ بغداد ص ‪.14‬‬

‫‪040‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫الدراسة الثالثة‪ :‬أجرت منظمة اليونسكو استفتاءً دولياً قسمت من خاللو فئات الربامج إىل سبع فئات ‪:‬‬

‫‪-1‬نشرات األخبار والتعليق ‪ -2‬الدعاية ‪ -3‬التعليم ‪ -4‬ادلنوعات ‪ -5‬فن ‪ ،‬أدب ‪ ،‬علوـ ‪ -6‬برامج‬ ‫خاصة باألقليات ‪ -7‬برامج موجهة إىل مشاىدين خاصُت‪.‬‬ ‫الدراسة الرابعة‪ :‬قامت هبذه الدراسة منظمة اليونسكو واليت قسمت مبوجبها الربامج إىل‪-:‬‬ ‫‪-1‬اجلريدة ادلصورة‪ -2‬احملليات واألحداث العادلية ‪ -3‬الوثائقية ‪ -4‬برامج تعليمية وموسيقية ‪ /5‬رياضية‬ ‫‪ /6‬أفالـ ومسرح ‪ /7‬أفالـ طويلة ‪ /8‬منوعات ‪ /9‬برامج درامية ‪ /10‬تقاليد شعبية فلكلور ‪ /11‬برامج‬ ‫األطفاؿ والشباب ‪ /12‬برامج دينية ‪ /13‬موسيقى (أوبرا – كونسرتو – مسفونيات – بوب)‪.‬‬ ‫الدراسة الخامسة ‪ :‬وىي الدراسة اليت قاـ هبا ادلعهد القومي الفرنسي السمعي والبصري وىي تصنف‬ ‫الربامج إىل ‪ -1 :‬برامج إعالمية ‪ -2‬برامج فنية وثائقية ‪ /3‬برامج دتثيلية ‪ /4‬برامج منوعة وتسلية وألعاب‬ ‫الدراسة السادسة ‪ :‬دراسة قدمتها مؤسسة اإلذاعة والتلفزيوف الفرنسي إىل اليونسكو وقد صنفت ىذه‬ ‫الدراسة الربامج التلفزيونية حسب ادلعايَت اآلتية‪ -1 :‬الوظيفة ‪ -2‬الشكل ‪ -3‬اللغة اليت يقدـ هبا الربنامج‬ ‫‪ -4‬أصل الربنامج‬ ‫الدراسة السابعة ‪ :‬وىي الدراسة الثانية اليت قدمتها مؤسسة اإلذاعة والتلفزيوف الفرنسي حيث قسمت‬ ‫الربامج التلفزيونية إىل اآليت‪ /1 :‬دراما ‪ /2‬مسلسالت ‪ /3‬أفالـ جتارية ‪ /4‬ترفيو ‪ /5‬فنوف ورقصات ‪/6‬‬ ‫موسيقى ‪ /7‬أوقات فراغ ‪ /8‬وثائق ‪ /9‬أدب ‪ /10‬ديانات ‪ /11‬علوـ ‪ /12‬شباب ‪ /13‬تعليمية ‪/14‬‬ ‫إعالنات ‪ /15‬ربط‪.‬‬ ‫الدراسة الثامنة ‪ :‬وىي الدراسة اليت قاـ هبا احتاد إذاعات الدوؿ األوربية اليت صنفت مبوجبها الربامج‬ ‫التلفزيونية على الوجو اآليت‪ /1 :‬إعالـ ‪ /2‬تربية ‪ /3‬ثقافة ‪ /4‬علوـ ‪ /5‬تسلية ‪ /6‬برامج أخرى ‪ /7‬دعاية‬ ‫وإعالنات باإلضافة للدراسات السابقة فقد صنف احتاد إذاعات الدوؿ العربية الربامج إىل ‪:‬‬ ‫‪ /1‬إعالـ ‪ /2‬تربية ‪ /3‬ثقافة ‪ /4‬تسلية ‪ /5‬دعايات وإعالنات ‪ /6‬برامج أخرى ‪.‬‬ ‫كما قسمت الدوؿ االشًتاكية الربامج إىل ثالثة أمناط ىي‪:‬‬ ‫إعالمي – صحفي – فٍت‪.‬‬ ‫كما يوجد تقسيم حبسب ادلبدأ ادلهٍت مثل‪:‬‬ ‫‪041‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫الزراعة ‪ /‬الصناعة ‪ /‬االقتصاد ‪ ...‬اخل‬ ‫ويوجد تقسيم آخر حبسب ادليوؿ مثل ‪:‬‬ ‫الرياضة – رتع الطوابع – قراءة الكتب – تنسيق احلدائق ‪ ....‬اخل‬ ‫كما يوجد تقسيم آخر للربامج من حيث‪:‬‬ ‫العمر – اجلنس – الثقافة – الوالء احلزيب – االجتاه السياسي أو ادلهٍت – زلل السكن أي ادلكاف‬ ‫اجلغرايف‪.‬‬ ‫( أما د‪.‬سهَت جاد فإهنا تذىب إىل تقسيم الربامج إىل سبعة تصنيفات وإىل تسعة أشكاؿ)‪ 1‬على النحو‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الربامج اإلخبارية كنشرة األخبار والتعليقات وبرامج ادلناسبات والربامج اخلاصة والشؤوف العامة‬ ‫والرياضية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اإلعالنات بأنواعها التجارية واإلعالمية‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬الربامج التعليمية سواء التعليم الرمسي اخلاص بادلدارس أو التعليم غَت الرمسي كربامج األطفاؿ‬ ‫والشباب وتعليم الكبار ‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الربامج الًتفيهية وتدخل فيها برامج ادلوسيقى والدراما والفكاىة وادلسلسالت وادلسابقات واأللغاز‬ ‫والفوازير واأللعاب ادلختلفة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬الربامج الفنية واألدبية والعلمية‪ ،‬وتشمل الرقص والغناء وادلوسيقى وادلسرح والشعر والنقد‬ ‫والقصص واألدب والعلم‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬الربامج ادلوجهة للفئات اليت دتثل األقليات الدينية فضالً عن الربامج الدينية وغَتىا‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬الربامج اخلاصة باجلماىَت النوعية كادلرأة والطفل والشباب وغَتىا‪.‬‬

‫‪ 1‬سهَت جاد ‪ .....‬الربامج التلفزيونية واإلعالـ الثقايف ‪ ...‬اذليئة ادلصرية العامة للكتاب ‪1987‬ـ ص‪.49‬‬

‫‪042‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫أما األشكال البرامجية التسعة فهي‪:‬‬ ‫‪Demonstration Format‬‬

‫الشكل االستداليل‬

‫‪Interview Format‬‬

‫برامج ادلقابلة‬

‫‪Guest – Panel Format‬‬

‫شكل ادلائدة ادلستديرة‬

‫‪Contest Format.‬‬

‫شكل ادلسابقات‬

‫‪Audience Participation Format‬‬

‫برامج رتهور ادلشاركُت‬ ‫شكل احملاكمة‬ ‫الشكل الفلمي ومقدـ الربنامج لو‬

‫‪Court Room Format.‬‬ ‫‪Film and Master of Ceremonies‬‬ ‫‪Format.‬‬ ‫‪T.V Magazine Format.‬‬

‫شكل اجمللة التلفزيونية‬

‫‪Variety Format‬‬

‫شكل ادلنوعات‬ ‫وىناؾ أشكاؿ أخرى للربامج مثل‪:‬‬ ‫ الربامج اإلخبارية‪.‬‬‫ برامج احلوارات والتحقيقات ادلصورة‪.‬‬‫‪ -‬شكل الربامج كاملة النص‪.‬‬

‫وإذا حاولنا ىنا تعريف شكل الربنامج االستداليل حسب رؤية د‪ .‬سهَت جاد يف مرجعها الذي‬ ‫سبقت اإلشارة إليو صلد أف ذلك الربنامج يعتمد على ادلقدـ يف ادلقاـ األوؿ ‪.‬‬ ‫ولقد دلت الدراسات اليت أجريت على شكل الربنامج الوصفي أو االستداليل على أف شخصية‬ ‫ادلتحدث دتثل ادلكانة األوىل بُت عناصر صلاحو‪ ،‬كما أف ىذا الشكل الوصفي يصلح دلضامُت برارلية‬ ‫سلتلفة كاألخبار أو الربامج ادلوجهة إىل فئات إىل جانب صالحيتو للربامج الثقافية‪.‬‬ ‫وطادلا أف ىذا ادلبحث سلصص عن اخلطوات ادلنهجية ادلتبعة يف تصنيف الربامج خاصة الربامج‬ ‫ادلتخصصة مبجاؿ دراسة ىذا البحث ورغم التعريفُت الذين ذكرنامها يف أوؿ ىذا ادلبحث إال ( أهنا ال خترج‬ ‫عن كوهنا برامج ختصصية انتقلت من الصفوية إىل الشعبية مث التخصصية ‪ ،‬فهي هتدؼ إىل إنصاؼ فئة‬ ‫‪043‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫معينة من اجملتمع ال تستطيع أف حتصل على خدمة تلفزيونية تليب احتياجاهتا الثقافية واالجتماعية‬ ‫‪1‬‬

‫واالقتصادية ‪ ...‬اخل)‬ ‫إٍف الربامج ادلتخصصة هتدؼ إىل التأثَت على فئة معينة يقصد احلصوؿ منها على استجابة سلوكية‬ ‫معينة ختدـ ادلصلحة القومية العامة أو مصلحة األغلبية أو مصلحة الفئة ادلستهدفة ‪ ،‬وأهنا برامج دتتاز‬ ‫بالتخصص ‪ ،‬وعليو فعلى ادلخططُت وادلعدين دلثل ىذه الربامج أف حيددوا أىدافها واحتياجاهتا والقدرات‬ ‫ادلتاحة وفقاً للنظاـ االجتماعي الذي يعمل يف خدمة الربنامج مع حتديد األولويات وعالقاهتا بأىداؼ‬ ‫وخطط التنمية‪.‬‬ ‫إف االختالؼ حوؿ ادلسميات ألنواع الربامج وأقسامها جاء نتيجة الختالؼ اذلياكل اإلدارية يف‬ ‫احملطات اإلذاعية ادلختلفة بسبب اختالفها يف مسميات وأنواع الربامج حيث ىناؾ إدارة الربامج الثقافية‬ ‫وإدارة ادلنوعات والربامج الفئوية أو برامج الطوائف وإدارة الربامج التعليمية وإدارة األطفاؿ وغَتىا من‬ ‫اإلدارات ساعدت على بناء اذليكل اإلداري للربامج وأصبحت الفواصل واضحة األمر الذي يسهل‬ ‫العملية اإلدارية ‪.‬‬ ‫وىنالك ( تقسيم لربامج اإلذاعة إىل أربعة أقساـ) ‪-:‬‬ ‫الربامج اإلخبارية‪ ...‬الربامج الثقافية ‪.‬‬ ‫الربامج الًتفيهية ‪ ....‬اإلعالنات ‪.‬‬ ‫( كما ديكن تقسيم الربامج حسب ادلضموف)‬

‫‪2‬‬

‫الربامج اإلخبارية‪ :‬الربامج الثقافية – الربامج العلمية – الربامج الدينية‬ ‫الربامج الرياضية – الربامج الكوميدية – الربامج االقتصادية‪...‬‬ ‫الربامج السياسية – ادلنوعات‪.‬‬ ‫وتقسم الربامج اإلذاعية حسب اجلمهور إىل ‪:‬‬

‫‪ 1‬عثماف عوض الكرمي زلمدين‪ :‬مرجع سابق ص‪.265‬‬ ‫‪2‬ادلرجع نفسو‪،‬ص‪.266‬‬

‫‪044‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫برامج األطفاؿ – برامج ادلرأة – برامج العماؿ – برامج الفالحُت‪ ،‬برامج الطلبة ‪ ،‬برامج الشباب‪ ،‬برامج‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫وديكن تقسيم الربامج حسب القالب الفٍت ادلستخدـ إىل ‪-:‬‬ ‫النشرة ‪ ،‬ادلوجز ‪ ،‬التعليق‪ ،‬التحليل ‪،‬ادلقابلة ‪ ،‬احلديث ‪،‬الندوات ‪ ،‬الربامج الوثائقية ‪ ،‬ادلوسيقى‬ ‫ويشتمل كل قطاع برارلي من القطاعات السابقة على عدة أشكاؿ إذاعية )‪ 1‬حيث تضم برامج‬ ‫األحاديث قالب احلديث ادلباشر وبرامج احلوار بأنواعها مثل الندوات األفقية وادلائدة ادلستديرة وادلناقشة‬ ‫اجلماعية وادلناظرات كما تنقسم برامج التحقيقات اإلذاعية إىل التحقيقات احلية والتحقيقات ادلسجلة‬ ‫وكذلك الربامج الوثائقية بأنواعها وبرامج الفيتشر واجملالت اإلذاعية‪.‬‬ ‫وتتضمن قائمة الربامج اإلخبارية نشرات األخبار اإلذاعية والتعليقات والتحليالت اإلخبارية وتغطية‬ ‫االجتماعات واخلطب وتغطية ادلؤدترات الصحفية وتضم قائمة الربامج التعليمية والثقافية الربامج التعليمية‬ ‫ادلوجهة دلرحلة ما قبل ادلدرسة والربامج ادلوجهة لطالب ادلدارس واجلامعة ادلفتوحة عن بعد وبرامج تعليم‬ ‫الكبار وبرامج ادلرأة‪،‬أما الربامج الًتفيهية فتشمل الربامج ادلوسيقية وبرامج ادلنوعات بأشكاذلا وبرامج‬ ‫ادلسابقات واأللغاز وىنالك أيضاً الدراما اإلذاعية كشكل برارلي واإلعالنات اإلذاعية‪.‬‬

‫تعد برامج األحاديث أبسط أشكاؿ الكلمة ادلذاعة وأكثرىا انتشاراً ‪ ،‬فاحملادثات اإلذاعية اليت يتم‬

‫إعدادىا وتنفيذىا بدقة ىي عصب اإلذاعة اليوـ ‪ ،‬فهي جتمع بُت العمق الذي حتققو الكلمة ادلطبوعة‬ ‫وبُت دؼء‪ ،‬االتصاؿ ادلواجهي الذي حيققو منط األحاديث‪.‬‬ ‫ويطلق مصطلح برامج األحاديث ليغطي عدة نوعيات من أشكاؿ الربامج مثل‪:‬احلديث ادلباشر‬ ‫‪ Direct Speech‬واحلوار ‪ Interview‬وادلناقشات ‪ Discussions‬وبرامج اإلبراز ‪Feature‬‬ ‫والربامج الوثائقية ‪ Documentary‬واجمللة ‪ .Magazine‬وهتدؼ برامج األحاديث إىل اإلعالـ أو‬ ‫التعليم أو الًتفيو ‪ ،‬ومثل كافة الربامج األخرى تتطلب برامج األحاديث حتديد ادلستمع احملتمل بدقة ‪،‬‬ ‫فالربامج الذي خياطب اجلمهور العاـ البد أف حيظى بالقبوؿ والبساطة اليت تناسب كل ادلستمعُت وأف يليب‬ ‫ادلوضوع اىتمامات اجلماىَت ويتم اختيار الكلمات السهلة واألسئلة البسيطة اليت يستوعبها رتيع‬ ‫‪ 1‬حسن عماد مكاوي و عادؿ عبد الغفار ‪ :‬اإلذاعة يف القرف احلادي والعشرين الدار ادلصرية اللبنانية ‪:‬ط‪2008 1‬ـ‪.‬‬

‫‪045‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫ادلستمعُت ‪ ،‬وتتوجو برامج األحاديث ادلتخصصة إىل قطاعات متجانسة من ادلستمعُت حبيث تتوافق مع‬ ‫رغبات واحتياجات رتهورىا ادلستهدؼ وتتخذ برامج األحاديث األشكاؿ التالية ‪-:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬احلديث ادلباشر‪ :‬يُعد من أقدـ األشكاؿ اإلذاعية على اإلطالؽ حيث يوجد شخص واحد فقط‬ ‫يتحدث عرب ادليكرفوف يف موضوع يهم أكرب عدد من اجلماىَت‪ ،‬وحيث إف الكلمة ادلنطوقة ختاطب‬ ‫حاسة السمع فقط فإف ذلك يفرض على ادلتحدث يف اإلذاعة الوعي الكامل بطبيعة الوسيلة‬ ‫وحدودىا ‪ ،‬وطبيعة اجلمهور ادلستهدؼ من حيث التنوع الثقايف والبيئي والعمر والنوع واالجتاىات‬ ‫والرغبات واالحتياجات ‪ .‬ويتطلب احلديث ادلباشر وجود وحدة يف البناء أي بداية ووسط وهناية ‪،‬‬ ‫حيث تعرب الكلمات ادلستخدمة يف األحاديث اليومية وتثَت اىتماـ ادلستمع ‪ ،‬وتطرح احلجج‬ ‫اإلقناعية ببساطة ‪ ،‬مث ختلص إىل الفكرة العامة أو اذلدؼ يف هناية احلديث ‪-:‬‬ ‫ويلتزـ كاتب احلديث ادلباشر باالعتبارات التالية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫البداية اجلذابة للحديث ودقة االستهالؾ الذي جيذب انتباه ادلستمع ‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫اختيار الكلمات البسيطة الواضحة ‪ ،‬وتفادي الكلمات والعبارات الغامضة أو اليت حتتمل أكثر‬ ‫من معٌت‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫التنوع يف طوؿ اجلمل مع اإلكثار من اجلمل القصَتة ادلباشرة الفعلية والبعد عن اجلمل االعًتاضية‬ ‫وصيغة ادلبٌت للمجهوؿ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫الربط بُت ما حيتويو احلديث من أجراه حىت ديكن االحتفاظ باىتماـ ادلستمع‪.‬‬

‫‪-5‬‬

‫استخداـ الكلمات الوصفية اليت تتضمن صوراً ذىنية تثَت خياؿ ادلستمع وتتيح مشاركتو‬ ‫الوجدانية يف متابعة زلتوى احلديث‪.‬‬

‫‪-6‬‬

‫جتنب األرقاـ التفصيلية واإلحصاءات بقدر اإلمكاف ‪ ،‬وتقريب األرقاـ ادلعقدة – يف حالة‬ ‫استخدامها – حىت تكوف مفهومة للمستمع‪.‬‬

‫‪-7‬‬

‫أف يتسم اإللقاء باحليوية والتنوع يف سرعة اإليقاع‪.‬‬

‫‪-8‬‬

‫أف حتتوي صناعة احلديث على ملخص جململ ادلعلومات واألفكار اليت توضح اذلدؼ النهائي‬ ‫الذي ينشده ادلتحدث‪.‬‬ ‫‪046‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫ثانياً‪ :‬برامج احلوار‪ :‬تعد من أكثر أشكاؿ الربامج اإلذاعية انتشاراً‪ ،‬ويتوقف صلاح ىذا الشكل على جودة‬ ‫اإلعداد وأسلوب التقدمي الذي يستهوي ادلستمعُت وديكن إعداد احلوار إعداداً كامالً من جانب‬ ‫احملاور ‪ Interviewer‬وادلتحاور معو ‪ Interviewee‬كما ديكن وضع خطوط إرشادية‬ ‫لألسئلة واإلجابات وأحياناً تكوف برامج احلوار تلقائية دوف إعداد مسبق‪ ،‬وأحياناً يتم إعدادىا‬ ‫بشكل جزئي فقط وينطوي تقدمي احلوار التلقائي دتاماً على بعض ادلخاطر مثل أف يكوف ادلتحاور‬ ‫معو قليل ادلعلومات ‪ ،‬أو ال جييد التعبَت عن أفكاره أو تكوف إجاباتو سلتصره جداً أو طويلة أكثر‬ ‫من الالزـ فيما تسفر احلوارات ادلعدة بدقة عن قدر من التكلف ‪.Stilted‬‬

‫وتوجد أربعة أنواع من برامج احلوار‪:‬‬ ‫‪ /1‬حوار الرأي ‪: Opinion Interview :‬‬ ‫يركز على استجالء رأي أحد اخلرباء أو ادلتخصصُت يف موضوع ما ‪ :‬فكري – سياسي – اقتصادي –‬ ‫ديٍت – رياضي – ثقايف – أديب‪ -‬فٍت – علمي ‪.‬‬ ‫‪ /2‬حوار المعلومات‪:Information Interview :‬‬ ‫يسعى إىل تقدمي معلومات واقعية هتم اجلمهور ‪ ،‬ويستخدـ ىذا النوع كثَتاً يف برامج األخبار واجملالت ‪،‬‬

‫والفيتشر الوثائقية ‪.‬‬

‫‪ /3‬حوار الشخصية ‪:Personality Interview :‬‬ ‫يهدؼ إىل إثارة االىتمامات اإلنسانية من خالؿ سَت أغوار إحدى الشخصيات والكشف عن أفكارىا‬ ‫واجتاىاهتا وسلوكياهتا‪.‬‬ ‫‪ /4‬حوار االستدالل( الشهادة ) ‪:Testimonial:‬‬ ‫ينطوي ىذا النوع على توجيو أسئلة بسيطة للمواطن العادي للتعرؼ على رأيو أو جتاربو أو‬ ‫اجتاىاتو حياؿ موقف أو مشكلة أو قضية ما أو خدمة أو سلعة أو مشروع معُت وغالباً ما يستخدـ احلوار‬ ‫االستداليل كجزء من برنامج تفصيلي حوؿ شخصية أو قضية أو فكرة ما هبدؼ التأكيد على فكرة‬ ‫الربنامج والتوحد مع ادلستمعُت ويتم إجراء احلوارات االستداللية بطرؽ عديدة‪.‬‬

‫‪047‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫‪ /1-4‬الحوارات الميدانية ‪Field Interview :‬‬ ‫وىي تتيح للمخرج تسجيل ما يدعم فكرة الربنامج وخيتار الفقرة ادلناسبة من بُت تسجيالت عديدة فضالً‬ ‫عن نقل صوت الشارع والضوضاء اليت تتيح مناخ صويت يؤثر يف ادلستمع وحيفزه على استقباؿ الرسالة‬ ‫والتوحد معها‪.‬‬ ‫‪ /2-4‬مقابالت االستديو ‪:Studio Interviews:‬‬ ‫تعتمد على تسجيل الشهادات أثناء تنفيذ الربنامج على اذلواء مبا حيقق التنوع يف األفكار واحليوية يف‬ ‫الربنامج‪.‬‬ ‫‪ / 3-4‬حوار التليفون ‪:Telephone Interviews:‬‬ ‫يتيح مقابلة إذاعية سريعة تشعر ادلستمع بفورية اإلذاعة وتلقائيتها وحتتاج رتيع أنواع احلوار عناية‬ ‫يف اإلعداد من خالؿ البحث يف طبيعة ادلوضوعات اليت هتم ادلستمعُت وأمهيتها وارتباطها حبياهتم اليومية ‪.‬‬ ‫وبعد أف تنتهي مرحلة البحث يبدأ احملاور وضع قائمة باألسئلة وعادة ما يكوف عدد األسئلة أكثر شلا‬ ‫ينوي تقدديو بالفعل ‪ ،‬كذلك يتناسب عدد األسئلة مع زمن الربنامج ولعل أفضل األسئلة ىي تلك اليت‬ ‫نتوقع أف ادلستمع يريد توجيهها للمتحاور معو ‪.‬‬ ‫وحيتاج إعداد األسئلة إىل مهارة من جانب احملاور ‪ ،‬حيث إف األسئلة اجليدة ىي مفتاح احلوار‬ ‫الناجح ويعتمد أسلوب توجيو السؤاؿ على الغرض من ادلقابلة كذلك يراعى يف ادلتحاور معو أف يكوف‬ ‫خبَتاً أو متخصصاً يف موضوع ادلقابلة ‪ ،‬وأف يكوف شخصية مقبولة لدى ادلستمعُت وأف جييد التحدث‬ ‫أماـ ادليكرفوف دوف رىبة ‪.‬‬

‫وعادة ما يتضمن احلوار مقدمة يتناوؿ فيها احملاور أمهية ادلوضوع وارتباطو باىتمامات ادلستمعُت ‪ ،‬كما‬ ‫يقدـ اسم الضيف ومؤىالتو وخرباتو ‪ ،‬وحتقق ادلقدمة ثالثة أىداؼ رئيسية‪:‬‬ ‫ جذب ادلستمع ضلو مضموف احلوار‪.‬‬‫ تقدمي خلفية معرفية دتهد للضيف قبل أف يبدأ احلديث‪.‬‬‫ دتتص التوتر والقلق من جانب الضيف ( ادلتحاور معو)‪.‬‬‫ ويراعى احملاور بعض االعتبارات عند تقدمي احلوار مثل ‪:‬‬‫‪048‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫ حتقيق اإللفة والتفاعل مع احملاور معو ومعاملتو كشريك ‪Partner‬‬‫ حتديد اجتاه ادلقابلة مقدماً ‪ ،‬ووضع خطة لألسئلة الرئيسية‪.‬‬‫ يعتمد بناء األسئلة على الوضوح والبساطة وادلنطق ‪ ،‬وتوجيو أسئلة للمتابعة والًتكيز على‬‫جوانب معينة‪.‬‬ ‫ ‪-‬إعادة توجيو أسئلة عن اجلوانب الغامضة أو اليت حتتاج إىل مزيد من الشرح يف إطار خربة‬‫ادلتحاور معو‪.‬‬ ‫ عدـ التعليق على اإلجابات سلباً أو إجياباً ‪ .‬فإذا كانت اإلجابة واقعية تنتقل إىل السؤاؿ التايل‪،‬‬‫وإذا مل تكن كافية يتم وضع سؤاؿ مكمل دلا سبق طرحو من قبل‪.‬‬

‫كذلك جيب أف يتجنب احملاور السلبيات التالية أثناء تنفيذ احلوار‪:‬‬ ‫ عدـ منح االىتماـ الكايف للضيف‪.‬‬‫ األسئلة الطويلة ادلركبة أو الغامضة‪.‬‬‫ فقد االتصاؿ بالنظر مع ادلتحاور معو لفًتات طويلة‪.‬‬‫ السماح للضيف بقراءة األسئلة مقدماً‪.‬‬‫ النظر إىل الساعة دلراقبة الوقت ألف ذلك يثَت قلق الضيف‪.‬‬‫ عدـ توجيو أسئلة للمتابعة إذا كانت اإلجابة غَت كافية‪.‬‬‫ األسئلة ادلغلقة‪.‬‬‫ األسئلة اإلجيابية‪.‬‬‫ األسئلة البعيدة عن خربات ادلتحاور معو‪.‬‬‫ ادلقدمة الطويلة وكثرة االستهالؿ‪.‬‬‫ التخلص من األلفاظ أو اإلشارات اليت ال لزوـ ذلا واليت يقوـ هبا احملاور أحياناَ دوف وعي‪.‬‬‫ عدـ مقاطعة الضيف إال إذا خرج عن موضوع احلوار أو انتهى الوقت ادلخصص لو على‬‫اذلواء‪.‬‬

‫‪051‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫ثالثاً‪ :‬برامج المناقشات‪Discussion Program :‬‬

‫هتدؼ إىل تبادؿ اآلراء وادلعلومات للوصوؿ إىل حلوؿ واقعية أو زلتملة حوؿ أسئلة ىامة أو‬

‫مشكلة معينة وجيدر بنا عدـ اخللط بُت برامج احلوار وبرامج ادلناقشات فاألوىل هتدؼ للحصوؿ على‬ ‫ادلعلومات واستنباط اآلراء وادلعلومات وتسَت كتابة برامج ادلناقشات على خيط رفيع بُت اإلعداد الكامل‬ ‫للنص واإلعداد اجلزئي الذي يتضمن اخلطوط الرئيسية ‪ ،‬فالكاتب ال ديكنو أف يكتب النص التفصيلي‬ ‫للربنامج ألنو ال يعرؼ على وجو الدقة طبيعة االجتاىات واآلراء اليت ستثار من جانب ادلشًتكُت يف‬ ‫ادلناقشة حوؿ ادلوضوع أو القضية زلور النقاش ‪ ،‬لذلك يضع الكاتب اخلطوط الرئيسية لألفكار ادلطروحة‬ ‫للنقاش‪ ،‬ويقوـ بتنظيم رؤؤس ادلوضوعات وفقاً للتسلسل ادلنطقي ‪ ،‬مع تعريف ادلستمعُت بأمهية ادلوضوع ‪،‬‬ ‫وخلفية معرفية حوؿ ادلشاركُت يف ادلناقشة ‪ ،‬وتتيح برامج ادلناقشات ادلناخ ادلالئم لتبادؿ األفكار اليت‬ ‫تشكل أمهية خاصة لدى اجلمهور ادلستهدؼ ‪ .‬وقد تكوف ادلناقشة خفيفة أو جادة ‪ ،‬ولكن اذلدؼ منها‬ ‫دائماً أف تدفع ادلستمع إىل التفكَت ‪ ،‬وابسط أنواع ادلناقشات ىي امتداد لربامج احلوار حيث يقوـ احملاور‬ ‫بدور أكثر إجيابية ‪ ،‬فهو يطرح األفكار اليت حتفز ادلناقشُت على التمعن يف ادلوضوع بشرط أف يقوـ بذلك‬ ‫مذيع زلنك يف العمل اإلذاعي ‪ .‬وقد دتتد برامج ادلناقشات ليديرىا رئيس أو مسؤوؿ ‪Chairman‬‬ ‫ليدير النقاش بُت ثالثة أو أربعة أفراد على األكثر ‪ .‬ويتوىل قائد ادلناقشة ‪ Moderator‬إدارة احلوار‬ ‫والتنظيم وادلتابعة دوف أف يشارؾ برأيو الشخصي يف ادلناقشة ‪ .‬وعادة ما يدور موضوع ادلناقشة حوؿ قضية‬ ‫واحدة يشرط أف يتم تناوذلا بعمق ‪ ،‬كما ديكن عرض بعض خطابات ادلستمعُت أو استقباؿ مكادلاهتم‬ ‫اذلاتفية والتعليق عليها‪.‬‬ ‫ولعل السمة الرئيسية لربامج ادلناقشات تتضمن وجود صراع ‪ Conflict‬ويتولد ىذا الصراع نتيجة‬ ‫االختالؼ والتعارض يف اآلراء بُت ادلتناقشُت ‪ ،‬أما الربامج اليت تتفق فيها اآلراء بشكل كامل فهي تسفر‬ ‫عن مناقشة جافة وعميقة للمستمع‪.‬‬ ‫وتشبو ادلناقشات اجليدة ادلباريات الرياضية ‪ ،‬حيث يسعى كل طرؼ خالذلا إىل أف يكسب ادلباراة‬ ‫الفكرية ‪ .‬وتعتمد ادلناقشة على أسلوب التخاطب السهل البسيط ‪ ،‬وقد تتضمن أحياناً قدر من احلدة‬ ‫والعصبية واالنفعاالت اليت تستثَت ادلستمع وجتعلو يتبٌت موقف طرؼ أو فكرة ضد طرؼ أو فكرة أخرى‪.‬‬ ‫‪050‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫وتنقسم برامج ادلناقشات إىل أربعة أنواع رئيسية‪:‬‬ ‫ ادلائدة ادلستديرة ‪Round Table Discussion‬‬‫ الندوة األفقية ‪The Symposium‬‬‫ ادلناقشة اجلماعية ‪Group Discussion‬‬‫ ادلناظرة ‪The Debate‬‬‫وصلد ىنالك أشكاؿ أخرى من الربامج تتمثل يف ‪:‬‬ ‫ التحقيق اإلذاعي ‪The Reportage‬‬‫ برامج الفيتشر ‪Feature Program‬‬‫ الربامج الوثائقية ‪The Documentary Program‬‬‫ اجمللة اإلذاعية ‪Radio Magazine‬‬‫ الربامج اإلخبارية ‪News Programs‬‬‫البرامج التعليمية والتثقيفية ‪:‬‬ ‫فلما كانت معظم برامج اإلذاعة كوسيط اتصايل تتوجو للجمهور العاـ ونتيجة منافسة التلفزيوف‬ ‫والفضائيات التلفزيونية واستقطاهبا لقطاعات عريضة من اجلماىَت ‪ ،‬اجتهت ضلو االستخداـ ادلتزايد للربامج‬ ‫اليت تستهدؼ رتاعات متجانسة من اجلماىَت ‪ ،‬وقد ساعد على ذلك أيضاً التوسع يف إنشاء اإلذاعات‬ ‫احمللية ‪ Narrow Casting‬اليت ختاطب نوعيات متخصصة من اجلماىَت وهتتم بادلناطق اجلغرافية‬ ‫ذات اخلصائص ادلشًتكة وادلتميزة وتستهدؼ الربامج التعليمية والتثقيفية قطاعات متخصصة من اجلماىَت‪،‬‬ ‫ويناسب ىذا االستخداـ الدوؿ النامية بشكل أكرب نظراً لالفتقار إىل وسائل االتصاؿ وادلواصالت ودلا كنا‬

‫يف القرف احلادي والعشرين وقد انتشرت العديد من أشكاؿ االتصاؿ العديدة عرب اذلواتف النقالة فإف‬ ‫الباحث يذىب إىل أف الربامج التعليمية والتثقيفية ديكن أف تكوف ىي رلاؿ عمل اإلذاعات ادلتخصصة‬ ‫كإذاعات ىذه الدراسة ‪ ،‬كذلك جيد الباحث أنو من ادلفيد الوقوؼ على اجلوانب الثقافية يف اإلعالـ‬ ‫واالتصاؿ بشكل أوسع حىت يتثٌت لو التأسيس خلطوات منهجية يف تصنيف الربامج سيما ادلتخصصة وقبل‬ ‫ذلك البد إىل أف نشَت إىل أف ىنالك شكالف من أشكاؿ اإلنتاج الربارلي جيب ذكرمها ومها‪:‬‬ ‫‪051‬‬


‫حنو تصنوف إعالمي منهجي موحد للربامج اإلسالموة‬

‫د‪ .‬ضياء الدين يوسف مالك‬

‫اإلعالنات اإلذاعية والدراما اإلذاعية وديكن أف يوظفا يف إنتاج الربامج التعليمية والتثقيفية ‪.‬‬ ‫وقد ثبت ما ديكن أف حيدثو الشكالف من أثر رغم التقنيات احلديثة يف إنتاج الصورة ‪( ،‬ال خيفي‬ ‫على أحد ما لإلعالـ اليوـ من تأثَت جذري على إبداع الصورة و تكييف الوعي و توجيو الرأي العاـ‪ .‬ففي‬ ‫عصر الفضائيات و الشبكات ادلعلوماتية‪ ،‬مل يعد اإلعالـ كما كاف حامال زلايدا دلضموف ثقايف‪ ،‬بل ىو‬ ‫زلور الصناعات الثقافية‪ ،‬وأساس اإلسًتاتيجيات ادلعرفية و مرتكز العلم‪.‬كما أف التمييز بُت وسائل‬ ‫اإلعالـ و وسائطو ادلتمايزة الذي كاف قائما مل يعد لو معٌت منذ أف أحتدت الكلمة و الصورة و النص يف‬ ‫الشبكة العنكبوتية من خالؿ تقنيات االتصاؿ اجلديدة‪.‬إف ىذا الوضع اجلديد طرح علينا ضلن ادلسلمُت‬ ‫حتديات جديدة خطَتة‪ ،‬يف مرحلة يًتكز النظر علينا‪ ،‬خصوصا بعد أحداث ‪ 11‬سبتمرب ‪ 2001‬اليت‬ ‫كانت ىزة رىيبة كشفت عن عمق اذلوة اليت تفصلنا عن الغرب‪ ،‬استغلها أعداء ديننا و أمتنا إلطالؽ كل‬ ‫أشكاؿ الدس و التشويو على ثقافتنا و قيمنا و تراثنا‪).‬‬

‫‪1‬‬

‫دتثل كل تلك األشكاؿ واألمناط الربارلية وحده عادلية تصل حد ادلنهج يف تصنيف الربامج اإلذاعية‬ ‫والتلفزيونية ففي الوقت الذي صلد الربامج اإلسالمية تصنف كربامج دينية كوحدة متكاملة صلد الربامج‬ ‫ادلوسيقية تصنف بُت أنواع ادلوسيقي ادلختلفة ‪ ،‬ومن ىنا فإف الباحث يدعو للعمل علي إجياد منهج موحد‬ ‫لتصنيف الربامج اإلسالمية يتبع هنج زلدد يهدؼ لفاعلية تلك الربامج وكمثاؿ العمل علي االىتداء‬ ‫بالتقومي اذلجري يف اخلارطة الربارلية السنوية‪ ،‬وتوقيت الصالة اليومي للربرلة اليومية‪ ،‬ولتكن ىذه الورقة‬ ‫للنقاش إضافة لدعوات أخرى إلجياد ذاؾ ادلنهج ادلوحد يف تصنيف الربامج اإلسالمية ديكننا من إجراء‬ ‫الدراسات التقيمية والتقوديية عليها وقياس مدي تأثَتىا وفاعليتها علي ادلتلقي ‪.‬‬

‫‪ www. etudiantdz.net/vb/t28080.html 1‬تاريخ الزيارة ‪. 2011/1/30‬‬

‫‪052‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪12012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫أوراق للنقاش‬

‫مصادر والمراجع‪:‬‬ ‫‪ .1‬رلمع اللغة العربية ‪ ،‬المعجم الفلسفي‪ ،‬القاىرة‪1983 ،‬ـ ‪.‬‬ ‫‪ .2‬عثماف عوض الكرمي زلمدين‪ ،‬تخطيط البرامج التلفزيونية ‪ ،‬األمانة العامة للخرطوـ عاصمة‬ ‫الثقافة العربية ‪ ،‬اخلرطوـ‪2007،‬ـ ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫طارؽ الشاري ‪ ،‬اإلعالم اإلذاعي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع عماف األردف‪ ،‬ط‪. 2010 1‬‬

‫‪ .4‬نواؼ عدواف‪ :‬نحو تصنيف عربي موحد للبرامج التلفزيونية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬رللة البحوث العدد‬ ‫الرابع (شباط ) فرباير ‪1981‬ـ بغداد ‪.‬‬ ‫‪ .5‬سهَت جاد ‪ ،‬البرامج التلفزيونية واإلعالم الثقافي ‪ ،‬اذليئة ادلصرية ‪ ،‬العامة للكتاب ‪1987‬ـ ‪.‬‬ ‫‪ .6‬حسن عماد مكاوي و عادؿ عبد الغفار ‪ :‬اإلذاعة في القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬الدار ادلصرية‬ ‫اللبنانية ‪:‬ط‪2008 1‬ـ‪.‬‬ ‫‪www. etudiantdz.net .7‬‬

‫‪053‬‬


‫قراءة يف كتاب ( الدالالت عند األصوليني وأثرها يف‬ ‫النصوص املتعلقة جبرائم احلدود)‬

‫*‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الحسن صالح األمين‬

‫**‬

‫يعرف العلماء علم أصول الفقو بعد جعلو علماً على الفن ادلخصوص بأنو " معرفة دالئل الفقو‬ ‫إمجاالً وكيفية االستفادة منها وحال ادلستفيد " وعرفوا الفقو بأنو " العلم باألحكام العلمية ادلكتسبة من‬ ‫أدلتها التفصيلية ‪ .‬وعلى ىذا فلعلم أصول الفقو أثر كبًن يف فهم النصوص الشرعية والقانونية باعتبار أن‬ ‫موضوعو ىو معرفة دالالت النصوص على مدلوالهتا ‪ ،‬وغايتو ىي التوصل إىل استنباط األحكام الشرعية‪،‬‬ ‫فال بد للمجتهدين وادلشتغلٌن بالقانون من معرفة ىذا العلم ليكون ذلم القدرة على استنباط األحكام‬ ‫الشرعية بعد فهم األدلة ‪.‬‬ ‫وقد مهد الكاتب لكتابو ببيان أن اختياره دلوضوع الدالالت عند األصوليٌن وأثرىا يف النصوص‬ ‫ادلتعلقة جبرائم احلدود يقوم على أساس أن معرفة جرائم احلدود وتطبيق عقوباهتا ال يتم إال بعد معرفة‬ ‫الدالالت الفقهية عند األصوليٌن باعتبار أن مجلة أحكام الشريعة اإلسالمية كلها تدور بٌن األمر والنهي‬ ‫جبانب أن استنباط األحكام من األدلة ال يكون إال بعد فهم تلك األدلة فهماً عميقاً‪.‬‬ ‫ووضح الكاتب أن أمهية موضوع الكتاب تتمثل يف تدعيم االجتاه القائل بررورة االستفادة من‬ ‫علم األصول يف وضع وسن التشريعات وحتليلها باإلضافة إىل تقدمي ادلبادئ األصولية يف قالب عملي من‬ ‫خالل النصوص القانونية وفقاً لتلك ادلبادئ ‪.‬‬ ‫ومنهجياً سلك الكاتب ادلنهج االستقرائي معتمداً على ادلصادر األصلية من أمهات الكتب يف‬ ‫أصول الفقو وعلوم القرآن والفقو اجلنائي ومعاجم اللغة العربية ‪.‬‬ ‫* كتاب منشور يف سلسلة الرسائل اجلامعية ‪،‬د‪ .‬عباس سليمان علوان معهد إسالم ادلعرفة ‪ ،‬جامعة اجلزيرة‬ ‫** أستاذ الدراسات اإلسالمية بكلية العلوم الرتبوية ‪ ،‬جامعة اجلزيرة ‪.‬‬ ‫الربيد األلكرتوين ‪profmhs@hotmail.com‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫مراجعة كتاب‬

‫وألمهية موضوع الدالالت وأثرىا يف النصوص ادلتعلقة جبرائم احلدود وتفسًنىا وارتباط علم أصول‬ ‫الفقو بادلعرفة العميقة للقانون ودالالت األصوليٌن اليت يستند إليها باعتبار أن العلم بدالالت النصوص‬ ‫والتعرف على طريقة استنباط األحكام منها ضرورة للعاملٌن يف حقل القانون ‪ ،‬جاء الكتاب يف سبعة‬ ‫فصول تناول الفصل األول مفاىيم الدالالت يف تفسًن النصوص عند األصوليٌن بتوضيح ادلفهوم العام‬ ‫لدالالت األلفاظ وجرائم احلدود عند األصوليٌن ‪ ،‬وقد عىن الكاتب يف ىذا الفصل بتعريف الدالالت لغة‬ ‫واصطالحاً ‪ ،‬وبيان الطرق اليت تدرك هبا معاين األلفاظ وىي النقل ادلتواتر واستنباط العقل من النقل ‪.‬‬ ‫واثبت الكاتب أن داللة األلفاظ على األحكام ذلا طرق متعددة قصرىا على اإلشارة وادلفهوم واالقتراء‬ ‫مع إثبات أن لكل واحد من طرق الداللة اعتباره يف إعطاء احلكم وإلزام ادلكلف هبذا احلكم ليخرج من‬ ‫العهدة على تفاوت يف ادلراتب يقتري تقدمي األقوى على تلك الدالالت على األضعف عند التقابل وىذا‬ ‫ما جعل بعض علماء األصول يقررون أنو جيب العمل مبا تدل عليو عبارة النص وما يدل عليو معقولو ‪.‬‬ ‫ويف حتديد ادلفهوم العام جلرائم احلدود ‪ ،‬نبٌن الكاتب أن احلد شرعاً ىو العقوبة ادلقدرة حقاً هلل‬ ‫تعاىل أي أهنا مقررة لصاحل اجلماعة ومحاية للنظام العام ال تقبل اإلسقاط ال من فرد وال مجاعة ‪ ،‬وأورد‬ ‫الكاتب اختالف فقهاء ادلذاىب يف عدد جنايات احلدود اليت توجب العقوبة ‪ ،‬فعند مجهور الفقهاء‬ ‫جرائم احلدود سبعة وىي الزنا والقذف والشرب والسرقة واحلرابة والردة والبغي وزاد عليها بعض فقهاء‬ ‫ادلالكية كابن جزئي ستة جرائم أخرى ‪.‬‬ ‫وغفل الكتاب عن توضيح مفهوم وداللة ألفاظ احلدود ادلتفق عليها وعالقتها بالعقوبة باعتبار ما‬ ‫ذىب إليو األصوليون يف حبثهم يف الداللة اللفظية الوضعية وأن معىن اللفظ الدال بالوضع يدل على ما‬ ‫وضع لو بادلطابقة ‪.‬‬ ‫وضح الكاتب مفهوم تفسًن النصوص عند األصوليٌن مبيناً‬ ‫ويف ادلبحث الثاين من ىذا الفصل ن‬ ‫مفهوم التفسًن ورلالو وأنواعو ‪ ،‬وذىب إىل أن التفسًن قد يتنوع حبسب اجلهة اليت تتواله ولذلك يقسم‬ ‫التفسًن أو يت نوع إىل ثالثة أنواع ىي التفسًن التشريعي والتفسًن القرائي والتفسًن الفقهي ‪ ،‬واألول يصدر‬ ‫عن ادلشرع نفسو تفسًناً لقانون سابق إذا ثار خالف حول قاعدة قانونية ‪ ،‬والثاين يقوم بو القراء أثناء‬ ‫‪611‬‬


‫أ‪ .‬د‪ :.‬حممد احلسن صاحل األمني‬

‫قراءة يف كتاب ( الدالالت عند األصوليني‪......‬‬

‫نظر الدعاوي ادلرفوعة إليو للفصل فيها مع التأكيد على أن التفسًن القرائي ال يكون ملزماً إال إذا صدر‬ ‫من احملكمة العليا ‪ ،‬والثالث يقوم بو الفقيو والذي يشرح القاعدة القانونية والنص القانوين وزلاولة تأصيلو‬ ‫أي رده إىل القاعدة العامة اليت بىن عليها أو يبٌن أنو استثناء من ىذه القاعدة ‪ .‬وىذا ما أكد دور الفقو‬ ‫يف تفسًن النصوص واليت تستمد أحكامها من الشريعة اإلسالمية مبصادرىا األصلية والتبعية ‪.‬‬ ‫يف الفصل الثاين تناول الكتاب الدالالت عند علماء األصول وأقسامها ‪ ،‬موضحاً وجهات نظر‬ ‫العلماء يف طرق داللة األلفاظ على األحكام وتنوع مصطلحاهتم بتنوع ضوابط تلك الطرق ‪ ،‬ومثرة ذلك‬ ‫ادلتمثلة يف سلوك كل فريق منهم مسلكاً خاصاً بو وأثر ذلك يف الفروع ‪ ،‬فقسم فقهاء احلنفية داللة اللفظ‬ ‫إىل معناه أو طرق داللة األلفاظ على معانيها وأحكامها إىل أربع طرائق ىي‪ :‬عبارة النص وإشارة النص‬ ‫وداللة االقتراء وداللة النص وحصرىم للدالالت يف تلك الطرائق حيث عندىم أن داللة النص على‬ ‫احلكم إما أن تكون ثابتة بالنص أو ال تكون ‪ .‬وبدراسة الكتاب لتقسيمات احلنفية لدالالت األلفاظ‬ ‫على معانيها خلص إىل أن األصل يف النصوص التشريعية ىو تفسًنىا بداللة العبارة ألن ادلشرع إمنا يصرح‬ ‫نصوص مواد القانون للداللة على أحكام خاصة تدل عليها تلك النصوص داللة واضحة ‪ ،‬وأن ىذا ال‬ ‫ينفي إمكان تفسًن النصوص القانونية عموماً بداللة عبارة النص أو إشارة النص أو داللة االقتراء أو‬ ‫داللة النص ‪ ،‬ويستند ذلك على أمثلة من القرآن الكرمي للداللة الشرعية لداللة العبارة لقولو تعاىل‪ :‬فَِإ ْن‬

‫ِخ ْفتم أَالَّ تَع ِدلُواْ فَو ِ‬ ‫ت أَيْ َمانُ ُك ْم ‪( ‬النساء‪ ،‬آية‪ (3:‬والنص يدل بعبارتو بطريق األصالة‬ ‫اح َدة أ َْو َما َملَ َك ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫على حكمٌن مها إباحة التزوج بأربع ووجوب االقتصار على زوجة واحدة خوف اجلور ‪ ،‬و يدل النص‬ ‫بعبارتو بطريقة التبع على إباحة الزواج ‪ ،‬فاألحكام ادلذكورة تفيدىا داللة النص أو داللة العبارة على ادلعاين‬ ‫ادلقصودة أصالة وتبعاً ‪.‬‬ ‫وتناول الكتاب يف ىذا الفصل أيراً الدالالت عند الشافعية ( ادلتكلمون ) والذين قسموا داللة‬ ‫اللفظ العريب على احلكم إىل قسمٌن أساسيٌن مها‪ :‬داللة ادلنطوق وىي داللة اللفظ على حكم ذكر يف‬ ‫الكالم ونطق بو مطابقة أو ترميناً أو التزاماً ‪ ،‬وداللة ادلفهوم وىي ما دل عليو اللفظ ال يف زلل النطق‬

‫‪611‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫مراجعة كتاب‬

‫أي داللة اللفظ على احلكم شيء مل يذكر يف الكالم ‪ ،‬وىذه الداللة أو ادلفهوم ينقسم إىل مفهوم ادلوافقة‬ ‫ومفهوم ادلخالفة ‪.‬‬ ‫وأورد الكتاب آراء العلماء من الفريقٌن يف حجية بعض أنواع ادلفهوم بقسميو ‪ ،‬ولعل من النتائج‬ ‫ادلهمة يف ىذا الفصل ما ذىب إليو شراح القانون يف أن العمل بادلفهوم ىو عبارة عن طريق من طرق‬ ‫تفسًن النصوص الستخراج األحكام منها ‪ ،‬فكما يستخرج احلكم عن طريق داللة ادلنطوق ‪ ،‬يستخرج‬ ‫أيراً عن طريق داللة ادلفهوم اليت ىي داللة النص على حكم شيء مل يذكر يف الكالم أي يرون أن داللة‬ ‫ادلفهوم تقابل داللة ادلنطوق كما يف قواعد التفسًن عند األصوليٌن ‪.‬‬ ‫وتطرق الكتاب يف ىذا الفصل أيراً دلراتب الدالالت وتعارضها ‪ ،‬وإذا كان ثبوت احلكم‬ ‫بالدالالت األربع وىي‪ :‬العبارة واإلشارة والداللة واالقتراء على وجو القطع واليقٌن إال إذا وجد ما‬ ‫يصرفها إىل الظن كالتخصيص أو التأويل ‪ ،‬فإن تلك الدالالت ليست على مرتبة واحدة من القوة بل ىي‬ ‫مراتب أقواىا داللة العبارة وأدناىا داللة االقتراء‪ ،‬ويأيت بعد داللة العبارة داللة اإلشارة مث داللة النص‬ ‫وىو ما ذىب إليو احلنفية وخالفهم الشافعية الذين قدموا داللة النص على اإلشارة يف احلكم ويفهم من‬ ‫خالل البحث اختالفهم الواضح يف تعارض تلك الداللة واألوىل بالتقدمي من غًنىا ‪.‬‬ ‫ومن الواضح إ نن الكتاب من خالل ىذا الفصل يرجح األخذ بطريقة احلنفية يف استنباط األحكام‬ ‫من النصوص الشرعية ألن طريقة ادلتكلمٌن أكثر ضيقاً وحصراً عند استنباط األحكام بالنظر إىل مدلوالت‬ ‫النصوص ‪ ،‬وأكثر حتفظاً بالنظر إىل من يطبق عليهم القانون ‪ .‬كما يؤكد أن العمل بداللة مفهوم ادلخالفة‬ ‫جبميع أنواعو أكثر اتساعاً يف استنباط األحكام من النصوص‪.‬‬ ‫تناول الفصل الثالث األثر العام لدالالت فهم النصوص الشرعية بتوضيح األثر العام للدالالت يف‬ ‫فهم نصوص القرآن الكرمي ونصوص السنة النبوية على األحكام‪ ،‬فالقرآن الكرمي نزل بلسان عريب مبٌن‬ ‫بألفاظو ومعانيو ‪ ،‬واللغة العربية جزء من ماىيتو ‪ ،‬ومن جزء ماىيتو التواتر ولذا فالقراءات الشاذة اليت مل‬ ‫يثبتها قراء األمصار ال تسمى قرآناً وال تصح هبا الصالة إال قوالً عند احلنفية مع وجوب التتابع ‪ .‬وذىب‬

‫‪611‬‬


‫أ‪ .‬د‪ :.‬حممد احلسن صاحل األمني‬

‫قراءة يف كتاب ( الدالالت عند األصوليني‪......‬‬

‫الكتاب إىل ضرورة العلم بأسباب النزول مع العلم بقواعد اللغة العربية لتيسًن معرفة ما ديكن إن تؤديو‬ ‫األلفاظ والرتاكيب من مدلوالت ‪.‬‬ ‫وبعد بيان أنواع األحكام اليت جاء هبا القرآن الكرمي وىي‪:‬األحكام االعتقادية وأحكام األخالق‬ ‫والفرائل واألحكام العملية ‪ ،‬نبٌن الكتاب أن نصوص القرآن مجيعاً قطعية من جهة ورودىا وثبوهتا ونقلها‬

‫عن الرسول (‪ ، )‬إال أن النصوص من جهة داللتها على ما ترمنتو من األحكام تنقسم إىل نص قطعي‬ ‫الداللة على حكمو وىو ما دل على معىن متعٌن فهمو منو وال حيتمل تأويالً ‪ ،‬ونص ظين الداللة ىو ما‬ ‫دل على معىن ولكن حيتمل أن يؤول وينصرف عن ىذا ادلعىن ويراد منو معىن غًنه ‪ ،‬وأورد األمثلة من‬ ‫اآليات القرآنية على ذلك ‪.‬‬ ‫إال أ نن الكتاب يف عرضو لألثر العام للدالالت يف فهم نصوص السنة النبوية على األحكام مل‬ ‫يوضح ىذا األثر بل اقتصر على تعريف السنة وبيان أقسامها القولية والفعلية والتقريرية وركز على أثر السنة‬ ‫على األحكام على بيان األحكام ادلوافقة وادلؤكدة ألحكام القرآن ‪ ،‬واألحكام ادلبينة وادلفصلة جململ القرآن‬ ‫واألحكام ادلقيدة للمطلق وادلخصصة للعام منو وما استقلت بو السنة من التشريع مع توضيح معاين‬ ‫احلديث الصحيح واحلديث احلسن ‪ ،‬دون البحث الدقيق لتوضيح أثر الدالالت يف فهم نصوص السنة ‪.‬‬ ‫متيز الفصل الرابع بعرض سهل جلرائم احلدود يف الشريعة والقانون بالتمهيد ذلذا العرض بتعريفات‬ ‫راجحة للجردية يف اللغة ويف االصطالح والفرق بٌن اجلردية واجلناية وادلعصية وعالقة اجلردية بالبشر ‪ ،‬مث‬ ‫توضيح ادلقصود باحلد وآراء الفقهاء يف حتديد جرائم احلدود والراجح من تلك اآلراء ‪ ،‬وما ذىب إليو‬ ‫القانون اجلنائي السوداين لسنة‪1991‬م والذي مسى احلدود جبرائم احلدود وجعلها ست جرائم بعد استقراء‬ ‫نص ادلادة الثالثة منو والذي يفيد بداللة عبارة النص أصالة أن جرائم احلدود ستة واخرج منها جردية‬

‫البغي‪.‬‬ ‫كذلك عرض الكتاب يف ىذا الفصل عقوبات جرائم احلدود يف الشريعة والقانون شلهداً ذلا‬ ‫بتوضيح نظرية الشريعة اإلسالمية يف العقوبة ومقاصدىا واليت تقوم على الزجر والردع ‪ ،‬وجاء عرض‬ ‫العقوبات منطقياً بتحديد جرائم احلدود وجرائم القصاص والديات وتعريفها وتطبيق العقوبات ومقابلة‬ ‫‪611‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫مراجعة كتاب‬

‫أحكامها مبا جاء يف القانون اجلنائي السوداين لسنة ‪1991‬م وما اعتمده القانون من آراء ادلذاىب ‪،‬‬ ‫واألمر ادل الحظ أن الكتاب مل يتعرض دلعاين ودالالت بعض ادلصطلحات واأللفاظ اليت ذلا أثرىا يف‬ ‫النصوص ادلتعلقة جبرائم احلدود وعقوباهتا وعالقة تلك ادلصطلحات واأللفاظ باجلرائم وعقوباهتا يف ىذا‬ ‫الفصل ‪.‬‬ ‫جاء الفصل اخلامس موضحاً أثر الدالالت يف فهم النصوص الشرعية والقانونية ادلتعلقة جبرائم‬ ‫احلدود ‪ .‬والنص اصطالحاً ىو النص الدال على معناه بوضوح ‪ ،‬ويطلق النص على اآلية القرآنية وعلى‬ ‫احلديث النبوي الشريف وعلى ادلادة من القانون ‪ .‬واىتم الفصل بتوضيح منطوق النص ومفهوم النص‬ ‫وذلك بإيراد النص (آية من القرآن) يف كل جرائم احلدود ‪ ،‬وبيان منطوق النص أي ما تفيده اآلية صراحة‬ ‫أمراً أو هنياً مث بيان مفهوم النص بتوضيح احلكم ‪ ،‬ومثال ذلك النص يف جردية السرقة قولو تعاىل ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبَا نَ َكاال ِّم َن الل ِّه‪ ) ‬ادلائدة ‪،‬آية‪ )33:‬فمنطوق‬ ‫السا ِر ُق َو َّ‬ ‫‪‬و َّ‬ ‫السا ِرقَةُ فَاقْطَ ُعواْ أَيْديَ ُه َما َج َزاء ب َما َك َ‬ ‫النص وجوب قطع يد كل من السارق والسارقة إذا ثبتت السرقة عليهما جزاءاً على ما فعلهما القبيح يفيد‬ ‫داللة على حرمة ذلك الفعل أي السرقة ‪ ،‬وقطع يد السارق والسارقة كعقوبة حلرمة فعل السرقة ‪ .‬وىو‬ ‫منطوق غًن صريح ‪ ،‬وأما مفهوم النص فيدل النص عن طريق ادلفهوم على حرمة مباشرة السرقة بدليل‬ ‫العقوبة الشديدة ادلوضوعة لكل من يقرتف السرقة وادلثال من القانون اجلنائي السوداين لسنة ‪1991‬م‬ ‫نص ادلادة ‪ 171‬يف بندىا األول "يعد مرتكباً جردية السرقة احلدية من يأخذ خفية بقصد التملك ماالً‬ ‫متقوماً شللوكاً للغًن شريطة أن يأخذ ادلال من حرزه وال تقل قيمتو عن النصاب " ‪.‬‬ ‫منقوالً ن‬

‫فمنطوق النص أن النص يدل مبنطوقو الصريح على أن من يرتكب جردية السرقة ال بد أن يكون‬

‫أخذ ادلال خفية أي دون رضا صاحبو ودون علمو وأن خيرج السارق ادلال من حرز صاحبو ويدخلو يف‬ ‫حيازتو وأن يكون ادلال منقوالً متقوماً وأن يبلغ النصاب ‪ ،‬وأما مفهوم النص فإن النص مبفهومو يفيد بأنو‬ ‫إذا مت أخذ ادلال ادلسروق برضا صاحبو وإن كان دون علمو فال تكون جردية سرقة حدية أصالً ألن الرضا‬ ‫ينفي قيام اجلردية ‪.‬‬

‫‪611‬‬


‫أ‪ .‬د‪ :.‬حممد احلسن صاحل األمني‬

‫قراءة يف كتاب ( الدالالت عند األصوليني‪......‬‬

‫ويؤك د موضوع ىذا الفصل ضرورة معرفة أىل القراء والفتوى بعلم أصول الفقو مبباحثو ادلختلفة‬ ‫وخاصة دالالت النصوص ألنو يرتتب عليها فهم كل نص وبالتا ي ضرورة معرفة منطوق النص ومفهومو ‪.‬‬ ‫وأما الفصل السادس فقد جاء مكمالً دلوضوع الفصل السابق بتوضيح أثر الدالالت يف فهم‬ ‫النصوص الشرعية ادلتعلقة بعقوبات جرائم احلدود ‪ ،‬حيث أورد النصوص الشرعية من القرآن الكرمي والسنة‬ ‫ال نبوية اخلاصة بكل جردية ببيان أثر داللة تلك النصوص من حيث منطوق النص ومن حيث مفهومو ‪.‬‬ ‫وكان ينبغي توضيح مفهوم ومعىن مصطلحي منطوق النص ومفهوم النص عند علماء األصول يف مقدمة‬ ‫الفصلٌن لتيسًن الفهم على القارئ الذي حيتاج إىل زيادة ادلعرفة يف علم أصول الفقو‪.‬‬ ‫تعترب أدلة إثبات جرائم احلدود يف الفقو اجلنائي اإلسالمي أقوى أثراً وأدعى إىل حتقيق العدالة‬ ‫بادلقارنة مع القوانٌن الوضعية ‪ ،‬ولذلك عرض الكتاب يف تسلسل منطقي بعد بيان أثر الدالالت يف فهم‬ ‫النصوص الشرعية ادلتعلقة جبرائم احلدود وتلك ادلتعلقة بعقوباهتا‪،‬أدلة إثبات تلك اجلرائم واليت تنحصر يف‬ ‫اإلقرار والشهادة والقرائن وأثر فهم النصوص ادلتعلقة بإثبات جرائم احلدود ودراستها دراسة مقاربة من‬ ‫وضح الكتاب‬ ‫الفقو والقانون وفق منهجو من حيث منطوق النص ومن حيث مفهومو ‪ ،‬وتكملة لذلك ن‬

‫أثر فهم النصوص القانونية ادلتعلقة بكيفية إثبات جرائم احلدود ودرء شبهاهتا ‪ ،‬ومن أىم ما خرجت بو‬ ‫دراسة ىذا الفصل تأكيد تشدد الشريعة اإلسالمية يف اإلثبات وخاصة إثبات جردية الزنا ألن السرت‬

‫مندوب شرعاً وفق توجيو النيب) (‪ ، )‬كذلك أكدت الدراسة أن اإلثبات باألدلة ادلادية عمل بو اخللفاء‬ ‫الراشدون والصحابة يف الزنا باحلمل ويف اخلمر بالرائحة والقيء ‪ ،‬مبعىن أن القانون يف نصو على ضرورة‬ ‫تقرير خبًن سلتص لتأكيد وجود رائحة اخلمر يف اجلاين مل ينفرد بو وإمنا ىو أمر سبق بو الفقو اإلسالمي‬ ‫كل القوانٌن الوضعية ‪.‬‬ ‫ومن أىم النتائج اليت خلص إليها الكتاب إثبات أن استنباط األحكام من النصوص ال يتم إال‬ ‫بادلعرفة التامة بكيفية استنباط األحكام من الكتاب والسنة ‪ ،‬وأن اللغة العربية وضعت قواعد لتفسًن‬ ‫النصوص وذلك بعد استقراء أساليبها وإدراك طبيعتها يف اخلطاب ومعرفة ما ديكن أن تؤديو األلفاظ‬ ‫والرتاكيب من ادلدلوالت ‪ .‬وعلى ىذا جيب على من ديتهن مهنة القانون اإلدلام باللغة العربية وقواعدىا‬ ‫‪616‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫مراجعة كتاب‬

‫ومدلوالت ألفاظها دلعرفة الدالالت وأثرىا يف فهم النصوص فهي مرجع القاضي يف قرائو وادلفيت يف فتواه‪.‬‬ ‫ومن النتائج كذلك وجوب اإلدلام مبعرفة طريقة تفسًن النصوص القانونية والذي ال يكون سليماً إال مبعرفة‬ ‫علم أصول الفقو ولذلك كان من توصيات الكتاب االىتمام بزيادة مقرر أصول الفقو بادلرحلة اجلامعية‬ ‫وقيام الدورات الدراسية ادلكثفة يف علم أصول الفقو فيما يتعلق بأثر الدالالت على استنباط األحكام من‬ ‫النصوص القانونية لكل من يعمل يف رلال القانون ‪ ،‬وزبدة ىذه التوصيات مجع القواعد الفقهية األصولية‬ ‫وإلزام مجيع ادلشتغلٌن بالقانون مراعاهتا عند تطبيق األحكام ‪.‬‬

‫‪611‬‬


‫تقرير حول ورشة ماجستري الرتبية اإلسالمية‬ ‫د‪ :.‬قاسم عمر أبو الخير‬

‫*‬

‫برعاية كردية من السيد مدير جامعة اجلزيرة نظم قسم الربامج دبعهد إسالم ادلعرفة بالتعاون مع‬ ‫دائرة الًتبية يف يوم اخلميس ‪2011/12/22‬م ورشة عمل دلناقشة مقًتح برنامج ماجستري الًتبية‬ ‫اإلسالمية الذي أعدتو اللجنة العلمية لدائرة الًتبية واليت ضمت عدداً من اخلرباء من جامعات اجلزيرة ‪،‬‬ ‫اخلرطوم ‪ ،‬السودان للعلوم والتكنولوجيا ‪ ،‬السودان ادلفتوحة ‪ ،‬النيلني ‪ ،‬أفريقيا العادلية ‪ ،‬وزارة التعليم‬ ‫العايل والبحث العلمي شلثلة يف إدارة تأصيل ادلعرفة ووزارة التعليم العام شلثلة يف ادلركز القومي للمناىج‬ ‫والبحث الًتبوي ‪.‬‬ ‫تتكون بنية البرنامج من التالي ‪:‬‬ ‫‪ . 1‬مقررات مطلوبات التأصيل وىي قضايا يف إسالم ادلعرفة ‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وفلسفة‬ ‫العلوم‪.‬‬ ‫‪ .2‬مقررات مشًتكة منها‪ 3‬أساسيات البحث يف الًتبية ‪ ،‬مقدمة يف ادلنهجية اإلسالمية ‪ ،‬قضايا يف‬ ‫التعليم اإلسالمي ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬مقررات زبصص ألربعة ربصصات ىي أصول الًتبية ‪ ،‬ادلناىج وأصول التدريس ‪ ،‬علم النفس‬ ‫الًتبوي واإلدارة الًتبوية ‪.‬‬ ‫حظيت الورشة حبضور واسع تقدمو السيد مدير جامعة اجلزيرة وعميد الشؤون العلمية وعمداء‬ ‫القطاع الًتبوي جبامعة اجلزيرة وأساتذة الًتبية جبامعيت اجلزيرة والقرآن الكرمي وتأصيل العلوم‪ ،‬وكلية ودمدين‬ ‫األىلية ‪ ،‬وأعضاء ىيئة التدريس بادلعهد‪ ،‬والدكتور الفاتح يوسف الشيخ نائب رئيس اجمللس التشريعي‬ ‫بوالية اجلزيرة ومدير عام وزارة الًتبية والتعليم بوالية اجلزيرة ‪ ،‬ومدير مرحلة التعليم األساس بوالية‬ ‫*‬

‫أستاذ مساعد معهد إسالم ادلعرفة – جامعة اجلزيرة – الربيد االلكًتوين‪Gasim11@hotmail.com.‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫تقارير ومراجعات‬

‫اجلزيرة‪ ،‬وشلثلني دلنظمة الدعوة اإلسالمية ‪ ،‬ومؤسسة اخلرطوم للتعليم اخلاص‪ ،‬باإلضافة إىل اللجنة اليت‬ ‫أعدت الربنامج ‪.‬‬ ‫محاور الورشة‬ ‫انتظمت الورشة يف ثالث جلسات ‪ ،‬جلسة افتتاحية وجلسة متعلقة دبحور مربرات وأىداف‬ ‫الربنامج وأىدافو وجلسة للتوصيات سبقها انتظام ادلؤسبرين يف أربع رلموعات عمل متخصصة دلناقشة‬ ‫رلاالت التخصص (أصول الًتبية ‪ ،‬ادلناىج وأصول التدريس ‪ ،‬علم النفس الًتبوي واإلدارة الًتبوية)‪.‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية‪:‬‬ ‫ترأس اجللسة االفتتاحية األستاذ الدكتور عبد السالم زلمود (ادلستشار االكادديي جلامعة‬ ‫عرب عن سعادتو بوجوده يف جامعة‬ ‫السودان ادلفتوحة – رئيس اللجنة اليت أعدت الربنامج )‪ .‬الذي ر‬ ‫اجلزيرة مشيداً جبهد وإخالص اللجنة اليت أوكل إليها توصيف الربنامج معدداً بعض جهود جامعة اجلزيرة‬ ‫يف رلال التأصيل ادلعريف مثل تأسيس اللجنة العليا للتأصيل برئاسة السيد مدير اجلامعة وتوطني تدريس‬ ‫ماديت مقاصد الشريعة اإلسالمية ومصادر ادلعرفة على مستوى الدراسات اجلامعية يف جامعة اجلزيرة‬ ‫وبعض اجلامعات األخرى وعلى مستوى بعض برامج الدراسات العليا متمنياً دوام التقدم واالزدىار‬ ‫داعياً للسيد مدير جامعة اجلزيرة بالتوفيق والسداد وأن يتقبل اهلل من اجلميع ومقدماً الدكتور زلمد‬ ‫بابكر العوض – عميد معهد إسالم ادلعرفة – للًتحيب بادلشاركني يف الورشة ‪.‬‬ ‫عرب السيد العميد عن شكره وتقديره لألستاذ الدكتور عبد السالم زلمود لرعايتو األبوية‬ ‫دلشروع الربنامج الذي استغرق زىاء اخلمس سنوات كما عرب عن شكره للسيد مدير اجلامعة لكرمي‬ ‫رعايتو واىتمامو الالزلدود بالورشة سائالً اهلل أن يوفق اجلميع دلا فيو خريي البالد والعباد ‪.‬‬ ‫كما ربدث األستاذ الدكتور عثمان زلمد األمني ادلقبول – عميد الشؤون العلمية متناوالً‬ ‫جهود اجلامعة يف ملف التأصيل واليت من أمهها إنشاء منسقية دلطلوبات التأصيل باجلامعة يًتأسها أستاذ‬ ‫من محلة الدكتوراه باإلضافة إىل عدد من ادلناشط ادلتعلقة بتجويد تدريس مطلوبات التأصيل باجلامعة‬ ‫كالندوات وورش العمل ‪.‬‬ ‫‪471‬‬


‫د‪ :‬قاسم عمر أبو اخلري‬

‫تقرير حول ورشة ماجستري الرتبية اإلسالمية‬

‫يف ذات اجللسة االفتتاحية ربدث األستاذ الدكتور عبد الرحيم أمحد سامل (ادلدير األسبق‬ ‫للمركز القومي للمناىج والبحث الًتبوي وعميد سابق لعدد من كليات الًتبية ونائب مدير سابق جلامعة‬ ‫غرب كردفان ) باإلنابة عن جلنة الربنامج معرباً عن سعادتو بتواجده جبامعة اجلزيرة اليت يشهد ذلا بالسبق‬ ‫يف رلال الطب والعلوم الصحية وحبوثها يف رلال العلوم الزراعية ومشروع الربنامج موضوع احللقة والذي‬ ‫تواصل فيو العمل دلدة مخس سنوات ودبشاركة حوايل سبع جامعات من داخل السودان واالستعانة‬ ‫خبربات أربع جامعات من خارج السودان إضافة إىل التعليم العام والتعليم العايل مشرياً إىل بعض‬ ‫التحديات اليت يواجهها التعليم العايل يف السودان وادلتمثلة يف البحث العلمي ‪ ،‬التأصيل والتعريب ‪،‬‬ ‫خدمة اجملتمع‪ ،‬واجلودة الشاملة اليت كانت ىي عنوان العمل يف جلنة الربنامج باجتهاد وحرص ظاىرين‬ ‫مع االستفادة من جهود جهات ومؤسسات وخربات من داخل وخارج السودان ‪.‬‬ ‫تطرق األستاذ الدكتور سامل يف كلمتو إىل بعض جهود السودانيني يف رلال األسلمة والتأصيل‬ ‫كاألستاذ الدكتور مالك بدري يف رلال تأصيل علم النفس واألستاذ الدكتور بشري حاج التوم يف تأصيل‬ ‫تربية ادلعلم مع اإلشارة إىل بعض ادلناشط اليت أقامتها بعض مؤسسات التعليم العايل يف السودان‬ ‫بالتعاون مع بعض ادلؤسسات اخلارجية كادلعهد العادلي للفكر اإلسالمي بواشنطن واجلامعة اإلسالمية‬ ‫العادلية دباليزيا ‪ .‬ختم األستاذ الدكتور سامل حديثو بتحدي السؤال ادلتمثل يف كيفية التأصيل للًتبية‬ ‫وكيف ديكن لنا وضع تصور أو فلسفة صحيحة للتأصيل وتدريب ادلعلم واالنطالق من مرحلة التنظري‬ ‫إىل مرحلة التطبيق‪.‬‬ ‫يف ختام اجللسة ربدث األستاذ الدكتور زلمد وراق عمر ‪ -‬مدير جامعة اجلزيرة معرباً عن‬ ‫عميق شكره وتقديره لكل أعضاء اللجنة مؤكداً أمهية موضوع الورشة اليت يدل على أمهيتها كل من‬ ‫شاركوا فيها والزمن الذي استغرقو إعداد الربنامج الذي صاحبتو وقفات ووقفات بغرض التجويد‬ ‫والتسديد مشرياً إىل ما دلسو من مشاكل تتعلق بتدريس حصة الدين تارخيياً يف مراحل التعليم ادلختلفة‬ ‫ابتداءً من ادلدارس األولية ‪،‬ادلدارس االبتدائية‪ ،‬وحىت ادلرحلة الثانوية وموقع حصة ادلادة بني نظرياهتا مثل‬ ‫اللغة العربية واحلساب وىو ما يدل على هتميش حصة الدين ‪ .‬كذلك أشار السيد ادلدير إىل‬ ‫‪471‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫تقارير ومراجعات‬

‫اإلشكاالت ادلتعلقة دبن يدرس الدين وكيف يدرسو ؟ كما تطرق السيد ادلدير إىل أمهية ادلعهد على‬ ‫ادلستوى احمللي واإلقليمي والدويل دلا لو من أدوار وصالت وعالقة منوىاً إىل جهد ادلعهد الواضح يف‬ ‫تأصيل العلوم االجتماعية مقارنة بتأصيل العلوم الطبيعية الذي يتطلب كثرياً من اجلهد والعمل منوىاً‬ ‫إىل دور قطاعات اجلامعة ادلختلفة ( الًتبوي ‪ ،‬واالقتصادي ‪ ،‬والزراعي‪ ،‬واذلندسي‪ ،‬والطب والعلوم‬ ‫والصحي ) يف قضايا احلياة اليومية والقضايا الكربى كحصاد ادلياه ومشاكل مشروع اجلزيرة وأن ىناك‬ ‫الكثري من البحوث أصلزت فيما يتعلق دبشروع اجلزيرة لكنها مل ذبد االىتمام الذي ديكن أن يستفاد منها‬ ‫يف عالج مشاكل ادلشروع‪ .‬وأضاف أن أمهية الورشة ديكن أن ننظر إليها كذلك من خالل مؤسبر قضايا‬ ‫التعليم الذي يتوقع أن ينجز يف فرباير من العام ‪2012‬م ذلك أن من اىتمامات ىذا الربنامج إعداد‬ ‫األستاذ على مستوى التعليم العام وعلى مستوى التعليم العايل‪ ،‬وإعداد الباحث الذي ديكن أن ينجز يف‬ ‫رلال البحث العلمي الذي مل ينل حظاً من االىتمام يف بالدنا كما يف بعض الدول مثل ماليزيا اليت‬ ‫أنشأت وزارات ومؤسسات للتقانة والبحث العلمي واليت يقتصر دورىا فقط يف سبويل البحث العلمي‬ ‫باجلامعات وادلؤسسات البحثية ‪ .‬ويف اخلتام جدد السيد ادلدير شكره وأملو أن ربقق الورشة األىداف‬ ‫ادلرجوة ‪.‬‬ ‫الجلسة األول‪ ::‬ترأسها األستاذ الدكتور عبد الغين إبراىيم زلمد إبراىيم ( عميد سابق‬ ‫لكليات الًتبية يف عطربة ‪ ،‬كسال‪ ،‬خبت الرضا وجامعة النيلني وادلدير األسبق للمركز القومي للمناىج‬ ‫والبحث الًتبوي ) ‪.‬خصصت اجللسة دلناقشة مربرات قيام الربنامج وأىدافو ‪ .‬اليت استعرضها الدكتور‬ ‫قاسم عمر أبو اخلري (نائب عميد ادلعهد – مقرر جلنة الربنامج ) مقدماً ذلا بأن الغالب يف األساليب‬ ‫اليت تتم يف دراسة موضوعات الًتبية اإلسالمية يكون مدخلها األساس الدراسات اإلسالمية وعلوم‬ ‫الشريعة‪ ،‬وىذا ادلدخل على أمهيتو يهمل األساليب السائدة حالياً واليت يتم عملياً التدريب عليها يف‬ ‫كليات الًتبية ادلتخصصة‪ ،‬تلك األساليب اليت تعتمد مدخل العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬والربنامج‬ ‫احلايل يعمل على اعتماد ادلدخل األخري ‪ -‬من منطلق استيعابو ونقده وتوطينو يف الثقافة اإلسالمية‪ -‬يف‬

‫‪471‬‬


‫د‪ :‬قاسم عمر أبو اخلري‬

‫تقرير حول ورشة ماجستري الرتبية اإلسالمية‬

‫دراسة قضايا الًتبية اإلسالمية‪ .‬وقد أشار الدكتور أبو اخلري أن لتأسيس برنامج ماجستري الًتبية‬ ‫اإلسالمية دبعهد إسالم ادلعرفة مربران‪ 3‬أحدمها عام والثاين خاص‪.‬‬ ‫أما ادلربر العام‪ ،‬فإن زلاوالت اإلصالح يف ميدان التعليم يف العامل اإلسالمي الزالت زلدودة‬ ‫وتتسم باآليت‪3‬‬ ‫‪ .1‬ضعف ‪ /‬غياب رؤية كلية تنتظم يف إطارىا زلاوالت اإلصالح الًتبوي‪.‬‬ ‫‪ .2‬قلة وجود اخلرباء الًتبويني الذين جيمعون بني الفكر اإلسالمي العميق والعلم الًتبوي الذي‬ ‫يناسب الواقع اإلسالمي ادلعاصر ومشكالتو ادلتعددة وادلتداخلة‪.‬‬ ‫‪ .3‬ضعف القاعدة ادلعرفية اليت توجو السياسات واخلطط الًتبوية يف البلدان واجملتمعات‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫وأما ادلربر اخلاص‪ ،‬فإن جامعة اجلزيرة قد أسست معهد إسالم ادلعرفة ليضطلع دبهمة تقدمي‬ ‫معرفة متقدمة يف رلال اختصاصو عن طريق البحث العلمي والدراسات العليا‪ .‬ويأيت ىذا الربنامج يف‬ ‫إطار التوسع يف برامج الدراسات العليا بادلعهد واجلامعة ‪ .‬كما استعرض الدكتور أبو اخلري أىداف‬ ‫الربنامج العامة اليت تدور حول إعداد سلتصني يف الًتبية اإلسالمية ‪Islamic Oriented‬‬ ‫‪ Professionals‬يتمتعون دبعرفة عميقة يف كافة أبعاد مفهوم التعليم اإلسالمي ومبادئو ولديهم القدرة‬ ‫على تطوير حبوث تشخص ادلشكالت ادلتصلة بالتطبيقات الًتبوية والتعليمية يف اجملتمعات اإلسالمية‬ ‫وتقًتح احللول العلمية ادلناسبة ذلا مع إمتالك األدوات ادلعرفية وادلنهجية ادلناسبة للتصدي حملاوالت التبعية‬ ‫وطمس اذلوية اإلسالمية يف رلاالت الًتبية والتعليم والتمكن من شلارسة التفكري ادلنهجي القادر على‬ ‫مواجهة األزمة الًتبوية ادلعاصرة يف كل رلاالهتا‪( ،‬مثالً ‪ 3‬تربية الطفل والنشء‪ ،‬تربية ادلرأة ‪ ،‬ادلنهج‬ ‫الدراسي)‪ ،‬وقطاعاهتا (مثل‪ 3‬الًتبية الثقافية‪ ،‬الًتبية الصحية‪ ،‬الًتبية البيئية) و القدرة على ربط البحث‬ ‫الًتبوي بقضايا التنمية يف اجملتمعات اإلسالمية‪.‬‬ ‫ومن أىداف الربنامج اخلاصة إعداد الدارس علمياً ومهنياً وتربوياً ‪ ،‬إعداداً مشبعاً بالرؤية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬للعمل يف مؤسسات التعليم العام والعايل و تطوير ملكة الدارس يف تطبيق األساليب‬ ‫‪477‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫تقارير ومراجعات‬

‫اإلسالمية ‪ ،Islamic Approaches‬حبيث تتوافر لديو القدرة على عرض وتقدمي معرفة قيمية‬ ‫‪ value-laden knowledge‬يف ظل األوضاع الثقافية واالجتماعية ادلعاصرة من خالل مواقف‬ ‫تدريسية حقيقية‪ .‬وقد دار نقاش مستفيض حول ادلربرات واألىداف وأثار بعض احلاضرين اعًتاضاً على‬ ‫ادلسمى وأنو حيدث خلطاً وتشويهاً الرتباطو دبا تعارف عليو الناس من مدلوالت حول مفهوم الًتبية‬ ‫اإلسالمية وما ديارس من تدريس حلصص الدين يف ادلدارس على مستوى التعليم العام ‪.‬‬ ‫وحول ما أثري من جدل حول مسمى الربنامج قدم أعضاء اللجنة دفوعات تشري إىل أن‬ ‫الًتبية اإلسالمية تتجاوز ذلك ادلفهوم الضيق الذي يربطها دبجموعة من مقررات العلوم الشرعية ادلعرفية‬ ‫اليت تدرس يف ادلدارس ‪ ،‬كما أهنا تتجاوز التقييد الذي يعتربىا سلوكاً إسالمياً إجيابياً زلكوماً بأطر‬ ‫األحكام الشرعية‪ ،‬أو بالنظر إليها كًتاث تربوي إسالمي‪ .‬إن الًتبية اإلسالمية دبفهومها الشامل تعين‬ ‫أكثر من ذلك كلو‪ ،‬إذ سبثل الًتبية اإلسالمية دبفهومها العام نظاماً ومنهجاً تربوياً شامالً لو أسسو‬ ‫العقدية‪ ،‬وادلعرفية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬ولو نظرياتو اخلاصة‪ ،‬وإجراءاتو ادليدانية‪ ،‬اليت يتم اعتمادىا‬ ‫منهجاً لًتبية الفرد وتكوين اجملتمع‪. 1‬‬ ‫الجلسة الثانية ‪ :‬خصصت اجللسة الثانية جملاالت التخصص األربع وفيها قسم ادلشاركون إىل جلان‬ ‫العمل التالية ‪3‬‬ ‫لجنة أصول التربية برئاسة األستاذ الدكتور أمحد سعد سعود (العميد ادلؤسس لكلية الًتبية – جامعة‬ ‫السودان للعلوم والتكنولوجيا) واألخ الطيب سلتار سيد أمحد (موظف بادلعهد) مقرراً ‪.‬‬ ‫وقد دار نقاش مستفيض من قبل أعضاء اللجنة يف مفردات التخصص منتهني إىل‬ ‫توصيات سبثلت يف إعادة صياغة بعض األىداف وإضافة ىدف دلقرر الفكر الًتبوي‬

‫‪ 1‬دلزيد من التفصيل انظر‪ 3‬جلالد‪ ،‬ماجد زكي‪ .‬تدريس الًتبية اإلسالمية ‪ 3‬األسس النظرية واألساليب العلمية‪ .‬دار ادلسرية‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‪. 2002 ،‬‬

‫‪471‬‬


‫د‪ :‬قاسم عمر أبو اخلري‬

‫تقرير حول ورشة ماجستري الرتبية اإلسالمية‬

‫اإلسالمي ىو تعريف الدارسني بادلؤثر البيئي الذي أثر يف الفكر الًتبوي اإلسالمي‬ ‫بصفة عامة إضافة إىل تصحيح بعض أمساء ادلقررات باللغة اإلصلليزية ‪.‬‬ ‫لجنة المناهج وأصول التدريس برئاسة األستاذ الدكتور عبد الرحيم أمحد سامل واألخ أبو القاسم‬ ‫حسن عبد القرآن (موظف بادلعهد) مقرراً‪ .‬قدمت اللجنة توصيات سبثلت يف‬ ‫التصحيحات وتغيري أمساء بعض ادلقررات باللغة اإلصلليزية واالىتمام باجلانب‬ ‫التطبيقي يف تدريس مقررات التخصص وترتيب ادلراجع وفقاً للذي يتبع يف جامعة‬ ‫اجلزيرة وإيالء مقرر تطور ادلناىج يف السودان ادلزيد من االىتمام بإضافة عناصر تتعلق‬ ‫حبصر ونقد احملاوالت اليت سبت لتأصيل ادلناىج يف السودان وتوضيح التحديات‬ ‫وادلشاكل اليت تقابل واضعي ادلنهج‪.‬‬ ‫لجنة علم النفس برئاسة األستاذ الدكتور أمحد زلمد احلسن شنان (أستاذ علم النفس جبامعة اجلزيرة–‬ ‫العميد األسبق لكلية الًتبية حنتوب– جامعة اجلزيرة) واألخ رلدي محد يوسف‬ ‫(موظف بادلعهد) مقرراً ‪ .‬دارت توصيات اللجنة حول إعادة تسمية بعض ادلقررات‬ ‫وتصحيح األخطاء والتوصية بإضافة مقرر خاص بالقياس والتقومي الًتبوي ضمن‬ ‫زبصص علم النفس الًتبوي ‪.‬‬ ‫لجنة اإلدارة التربوية برئاسة الدكتور آدم حامد إسحاق (كلية الًتبية – جامعة أم درمان اإلسالمية)‬ ‫واألخ إبراىيم عمر التوم (موظف بادلعهد) مقرراً‪ .‬أكدت توصيات اللجنة على مراعاة‬ ‫التطبيق على الواقع يف رلاالت اإلدارة التعليمية من خالل الزيارات ادليدانية وتصحيح‬ ‫األخطاء الطباعية وادلصطلحات االصلليزية ‪.‬‬ ‫الجلسة الثالثة ‪:‬‬ ‫خصصت اجللسة الثالثة لتالوة التوصيات ويف هنايتها أوصت الورشة بإجازة الربنامج لدى‬ ‫دلؤسسات اجلامعة ادلعنية يف ىذا اإلطار انعقد رللس ادلعهد الطارئ رقم ‪2012 /1‬م يف يوم اخلميس‬

‫‪471‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫تقارير ومراجعات‬

‫‪ 2012 /1 /22‬م وأطلع على مقًتح الربنامج بعد انعقاد الورشة وأجرى العديد من ادلالحظات على‬ ‫ادلقًتح ويف اخلتام أوصى بإجازة الربنامج دبسمى ماجستري العلوم يف الًتبية اإلسالمية ‪.‬‬ ‫وحبمد اهلل وتوفيقو أوصت جلنة الدراسات العليا باجلامعة يف اجتماعها الدوري رقم‬ ‫‪2012/2‬م بإجازة الربنامج دبسمى ماجستري العلوم يف الًتبية اإلسالمية وكونت جلنة من بعض‬ ‫أعضائها دلراجعة الربنامج بصورتو النهائية وعرضو يف اجتماع رللس األساتذة رقم ‪ 123‬ادلنعقد بتاريخ‬ ‫‪2012 /3/11‬م وفيو سبت إجازة الربنامج بشكل هنائي‪.‬‬

‫‪411‬‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‬ ‫في ضوء مقررات لجنة بازل (األولى والثانية)‬

‫*‬

‫د‪ .‬محمد عوض الكريم الحسين الحسن‬ ‫المستخلص‬

‫هتدف هذددالهاقةرإدداهإاهاة اإندداهاق لعمدداهلاقفية دداهق مل داه فاسدديهاةعددار ها د س اهسد هس ددعراته‬ ‫جل دداهزددازوهاولاهلاقةاو دداهلسددفقة تهذقددعهىةددشها دعا هلاقعإازددا هاىريددفتهاقةرإدداهىةددشهاة د‬

‫هاقة ددمل ه‬

‫اة ارن‪،‬هإذهمتهل فهلس ارواهأدز اتهس عراتهجل اهزازوهاولاهلاقةاو اهس هأدز اتهاقعريفاها‬

‫س اهةفعفاه‬

‫سفىهإس او اها رملادةهاق عةىهسنهذقعهيفهجماوها دعا هلاقعإازداهيفهاةعدار ها د س اهزعدملاهىاسداه‬ ‫لاة عار هاقسةداو اهزعملاهخا ا هل القتهاقةرإاهجم ةداتهز عهاقسةدانهاةعكزيهيفه طب قهذالهاة عراته‬ ‫لاقف بدداتهاقددجهلا ددتهذقددع ه ة ددةتهاقفرا دداهإاهورددا هأمه دداهإس او دداه طب ددقهزفددجلهسفددامريهجل دداهزددازوه‬ ‫اولاهلاقةاو اهخا اه ةعهاةرفة اهزاقنملاف اهلاقعإازاهلاةعا فاها حرتازما‪،‬هلذ اقعهزفجلهاةفدامريهاقدجهارداجه‬ ‫طب اهإاهجم ةداتهكبريةهسنهاقفلقاهخا اهاقب ةكهاةعكزماهقرري نهاةعار ها‬

‫س اهسدنه طب داهسةديه‬

‫خماطعهاقرنغ يهلغريذا‪،‬هكاقعه ة ةتهاقفرا اهإاهأنهذ اقعهزفجلهاةخاطعهاخلا اهزاةعار ها‬

‫س اه‬

‫لق دنه ه نددية اهسفدامريهزددازوهاولاهلا قةاو داهسةدديهخمداطعهىددفزها قردزازهاق اسدديهزاقندعمفاها د س اهلخمدداطعه‬ ‫ا خر فاتهاقمل اهلغريذا ة هاقفرا اهز عهاقسةدانهاةعكزيهزضدعلرةهاقردفرجهيفه طب دقهزفدجلهس دعراته‬ ‫جل دداهزددازوهاقددجه ه رفددارعهسد هطب فدداهاةعددار ها د س اهسةدديهسفددامريهاقنددملاف اهلاقعإازدداهلكملامدداهرأسهاةدداوه‬ ‫لا قسددف هسد هجمدداقرها دارةهيفهاةعددار هلاجل دداتهاقبدة دداهقردفمددفه فعمددفهلسف ددارهةخدداطعهاقرنددغ ي‪،‬هف د ه‬ ‫زاقرأك ددفهلرةددفهيفهاةعددار ها د س اهى دداهيفهاةعددار هاقعزةمدداهلكدداقعهلرةددفهحس د هطب فدداهاق لددازه‬ ‫اةععيفهيفهاقسةدان ه ه‬

‫*هاو راذهاةناركه‪:‬هكة اها إرعادهلاقر ي اهاقعممل اه‪،‬ه اسفاهاجلزمعةه‪،‬هلدسفينه‬ ‫اقربمفها ق رتلينه‪deanferd@uofg.edu.sd‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫ههتف هىية اها عا هلاقعإازاهىةشهاجل ازهاةععيفهإاهمحاماهكيهسنهمج ةرهاةةدىنيهلاةسامهنيه‬ ‫لكدديهاةرفدداسةنيهس د هاجل ددازهاةعددعيفهدمدداهإددفه رفددععهقددهتهاةعددار هسددنهخمدداطعه فددععهسددفخعاهت هلح ددةإ ه‬ ‫قةض اع هكياههتف هىية اها عا هلاقعإازاهأمضاًهإاه ة هتهاقس ا اهاةاق اهلاق فماهجلفديهاقة داطاهاةاق داه‬ ‫ىدداس ًهسسدداىفاًهيفه ددةها إرعددادهاقددةطيهلخفسرددهت هفا إطدداعهاةعددعيفهدلرهإ دداةهيفههت ردداهاة دةهاردهاةاق دداهيفه‬ ‫د د يهس ددفخعاته رد دداحهق‬

‫ددرةيارهلاقر ي د دداهلك دداقعهلع ع د د اهىة ددشهاووند ددطاهلاق طاى دداتها إرعد ددادماه‬

‫اةخرةملا ه ه‬ ‫همدداكعهانيسددنيه"أنههذ اقددعهوةىددانهر سددانهسددنها دعا هلاقعإازدداهاةعددعف اه د هأدا هاةعددار ه‬ ‫لمها‪:‬هاقعإازداهاقفاخة داهلاقعإازداهاخلار داهىةدشهأىيداوهاةعدار "‪ 1‬هفاقعإازداهاقفاخة داه دةزهأداهأ دزةهخا داه‬ ‫زاةعددع هوملسددهتهل ددةنه ددته د هلإ دعا ها دارةهاقفة دداهقةيعددع هل نددييهار دديهاقر ل يد هقةيعددع ه‬ ‫لمج ها عا اتهلاقة ا يهاةربفاهقةرأكفهسنه داهاقرسج يهيفهاقففا عهاحملا دب اهاةخرةملدا‪،‬هلمحامداهأ دةوه‬ ‫اةعددع هسددنهاقسددعإاهألهاقرةددفهألهاقض د اع‪،‬هلرف د هاق ملددا ةها ورا دداهقةفدداسةنيهل نددج ف هىةددشهاقريسددعه‬ ‫ز دداقةةا لهلاقس ا دداتها دارم دداهاةربف دداهيفهاةع ددع ه‪،‬ههلس ددنهأذد د هاقة ددا يهاةس ددرخفساهيفهذ ددااهاق ددةعهس ددنه‬ ‫ا دعا هلهاقعإازدداه‪:‬اقرملر د لهاقددفلريهلاةملددا ‪،‬هلاقر دفإ قهاحملا ددو‪،‬هلا دعا اتها دارمددا‪،‬هلول د هاقضددب ه‬ ‫هلىادةهمعف هاةسؤلقةنهىنهأ زةها عا ههلاقعإازاهاقفاخة اه ارمعذ هإاهجمةدرها دارةهألهاةدفمعه‬ ‫ه‬ ‫اقفاخة‬ ‫اقفدازهةرازفر داهلالدداذهإدعاراتهزنددأما هأسداهاقعإازداهاخلار دداهفر دةزهأدداهأ دزةه ه ربد هإدارمداًهقةيعدع ه نددييه‬ ‫اةعا د هاخلددار هل ريةدديهس يرددهتهيفهاقرأكددفهسددنهأىيدداوهاةعددع هاحملا ددب اهلأنهدفددا علهس ليدداهلأمدداه ف ددره‬ ‫اةةإددفهاةدا يهاني د هقةيعددع هلذقددعهزفددفها طد عهىةددشه ددج تهاةعددع هلحسددازا هت‪،‬هلذ اقددعهاقعإازدداه‬ ‫اقنعى اهىةشهاةعار ها‬

‫س اهلاقجههتف هإاهاقرأكفهسنهأنهأىياوهاةعع هسطاز اهوح دازهاقندعمفاه‬

‫ا د س ا هلسددنهسؤ سدداتهاقعإازدداهاخلار دداهكدداقعهرإازدداهاقب ددعهاةعكددزيهىةددشهاةعددار هلذقددعهونهإددةةه‬ ‫‪ 1‬ه انيسنيه‪،‬هحميفهىةعهاق عًنه‪،‬هأىياوهاةعار هل عكاتهاقرأسنيهيفهاق لازهاةا يها‬ ‫لدسفين‪،‬ه‪2007‬ز‬

‫‪87‬‬

‫س ه‪،‬هسف فهإ‬

‫زهاةفعفاه‪،‬ه‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫اةعار هل طةرذاهمرطة هل ةدهسعع هسعكزيهمرير هزاةعفاإ اهلا ر ق اهاق اف اه دارةهاق فهلاقفييه‬ ‫ىةشه‬

‫ساهأدا هاةعار ‪،‬هقاقعه فرربهرإازاهاقب عهاةعكزيهسنهأذ هأدلاتهاقعإازاهاةععف اهةداهرداهسدنهدلره‬

‫سبا عهيفه ة هتهاةؤ ساتهاةععف اهلاقرأثريهىةشهىععهاق ةدهلا ريان ه ه‬ ‫ه ة ددفهإخر فدداته ةذعمدداهزددنيهاةعددار ها د س اهلاةعددار هاقر ة فمدداهيفه او د ه فبردداهاة دةارده‬ ‫ل ةظ مل اهلا رخفاس ا‪،‬ه ةعهاةةارد‪،‬هقاقعهلرةفهاةخداطعهاقدجه هةا دهتهاةعدار ها د س اهىدنه ةدعهاقدجه‬ ‫ةا هتهاةعار هاقر ة فماهكياًهلوةىاً هفيفل هاو رهلاقضةاز هلاةفامريهاقفاة داهاقدجه ة د هقرطدةمعهل ةمداه‬ ‫اق لازهاةعدعيفه ه أخداهيفها ىربدارهخعة د اهاقعدريفاها د س ا‪،‬هكيداهأنهذ اقدعهىدفزهل دةدهةؤ سداته‬ ‫إ د د س اهداىي دداهق ن ددا هاةع ددار ها د د س اهيفهزف ددجلها ددا تهسة دديهأ د دةايهاة دداوهللك ددا تهاقرعد د فه‬ ‫لغريذا ه‬ ‫مشكلة البحث‪:‬‬ ‫ه الوهذدااهاقبدد ه اقرددفماتهاق لعمداهلاقفية داهاقدجه ةا دهتهاقعدريفاها د س اهلاةريةةداهيفهك مل داه‬ ‫فاسدديهاةعددار ها د س اههلاقرزاس دداهمبؤ دعاتهاقسد ساهاةاق دداهاة بةقدداهدلق داًهدلنهاةسدداسهخعة د اهذدداله‬ ‫اةعار ‪،‬هأيهاقرةافقهس هسرطةباتهاةفامريهاقفاة اهق ه افرهل عيهىةشهدر اهسنهاق بةوهىاة اً هقاقعه‬ ‫دداإلهذ ددالهاقةرإ دداهك مل دداه فاس دديهاةع ددار ها د د س اهلاقرزاس دداهمب ددعراتهجل دداهز ددازوهاولاهلز ددازوهاقةاو دداه‬ ‫لس ددفقة تهذق ددعهىة ددشها دعا هلاقعإاز دداهىة ددشهاةع ددار ها د س ا ها ددرخفزهاقباح د هاة د‬

‫هاقة ددمل ه‬

‫اقردة ة د هاة ددارنهقفرا دداهاةة ددةع‪،‬هإذهمتهىيدديهل ددفهكاسدديهةفل د هس ددعراتهزددازوهلإس او دداه طب دداهيفه‬ ‫اةعددار ها د س اهلسددفقة تهذقددعهىةددشهاقعإازدداهلا دعا هاةعددعيفهيفهاقسددةدانهقةملددرتةهسددنه‪1994‬هإاه‬ ‫‪2006‬ز ه‬ ‫أهداف البحث‪:‬‬ ‫هم ف هاقبد هإاهسفعفداها قرددفماتهلاقف بداتهاق لعمداهلاقفية داهاقدجه ةا دهتهاةعدار ها د س اه‬ ‫زعملاهىاساهلاةعار هاقسدةداو اهزعدملاهخا داهيفه طب دقهس دعراتهاقعإازداهلا دعا هاقفلق داهاقدجهسدنهأمه داه‬ ‫س ددعراتهجل دداهزددازوهلذقددعهمب ارودداهأدز دداتهجل دداهزددازوهس د هأدز دداتهاقعددريفاها د س اهةفعفدداهسددفىهإس او دداه‬ ‫‪88‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫ا در ملادةهاق عدةىهسدنهذقدعهيفهجمداوها دعا هلاقعإازداهيفهاةعدار ها د س ا هكيداههتدف هاقةرإداهةفعفداه‬ ‫سفىه طب قهذالهاة عراتهيفهاةعار هاقسةداو اهلا ةداتهاةبالقاهقرطب قهذالهاة عرات ههه ه‬ ‫أهمية البحث‪:‬‬ ‫بد د هأمه دداهاقبدد د هس ددنهأنها قرد دزازهزاةف ددامريهاقفلق دداهقةعإاز دداهلا د دعا هس ددنه اود د هاةع ددار ه‬ ‫ا د س اهزعددملاهىاسدداهلاةعددار هاقسددةداو اهزعددملاهخا دداهمددؤديهإاهخةددقه ددازهسعددعيفهإددةيهإددادرهىةددشه‬ ‫اة افساهإإة ي اًهلدلق اً هقاقعه أيتهأمه اهذالهاقةرإاهسنهدرا اهاقف باتهاقجه ةا دهتهذدالهاةعدار هقردري نه‬ ‫سنه طب قهذالهاةفامريهقضيانه فزمزهأ اق هاقعإازاهاةععف ا هه ه‬ ‫هيكل الدراسة‪:‬‬ ‫هق فهمته س هاقبد هإاهث ثداهحمدالرهإ دافاهإاهاة فسداهلاخل‬

‫دا‪،‬هفداحملةرهاولوه فدععهقفيديه‬

‫جل دداهزددازوهاولاهح د ه ددالوهاخلةمل دداهاقرارب دداهقةج دداهزددازوهسددنهح د هاق نددأةهلارددف هلجمدداوهاقفيددي‪،‬هكيدداه‬ ‫فدععهة دعراتهجل داهزدازوهاولاهلاوف ا داهتاهىةدشهىيديهاةعدار ها د س ا‪،‬هيفهحدنيه دالوهاحملدةرهاقةدداينه‬ ‫س عراتهجل اهزازوهاقةاو داهلاوف ا داهتاهىةدشهاةعدار ها د س ا‪،‬هأسداهاحملدةرهاقةاقد هف دفهوداإله طب دقهذداله‬ ‫اة عراتهيفهاةعار هاقسةداو ا ه‬ ‫المحور األول‪ :‬مقررات لجنة بازل األولى والمصارف اإلسالمية‪:‬‬ ‫خلفية تاريخية عن لجنة بازل‪:‬‬ ‫ه أ سدتهجل دداهزددازوهقةعإازدداهاةعددعف اهىددازه‪1974‬زهزةا ددطاهاقب ددةكهاةعكزمدداهقةفنددعهدلوهاقعد اى اه‬ ‫اق ددربىهلذ د هاقة م دداتهاةردددفةهاوسعم ددا‪،‬هلاق از ددان‪،‬هزعمطاو ددا‪،‬هك ددفا‪،‬هزةج ددا‪،‬هأةاو ددا‪،‬ه ةمس دعا‪،‬هفعوس ددا‪،‬ه‬ ‫إمطاق ددا‪،‬هلذةق ددفاهإ ددافاهقب ددعهاقرسددةماتهاقفلق ددا هل ف ددفهإ رياىدداتهذددالهاقةج دداهىددادةهيفهسفم دداهزددازوهيفه‬ ‫ةمسعاهاقجه ض ه ع ارماهاقةج اهقاقعهف فهمس تهاقةج اهزاقعها‬

‫هه‬

‫ههتددف هاقةج دداهإاهإ ددفارهسفددامريهل ة دداته سدداىفهيفه ددقهاقسد ساهاةعددعف اهقر ةمدداهاق طدداعه‬ ‫اةععيفهل هفزمزهدلرلهيفهاق يةهلها ر عارها إرعادي هقاقعهاذريتهاقةج اهزرةفريهس ج اه اسةاهلدرا داه‬

‫‪011‬‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫قردة دديهإضدداماهاق طدداعهاةعددعيفهلاةددا يهلذقددعهزغددععه سددنيهاقعإازدداهاةعددعف اهلاةاق دداهل ددةفريهفددع هقةر د ه‬ ‫اقاايت ه‬ ‫هف ددفهأ ددفرتهاقةج دداهخد وهاقفددازه‪1988‬زهألوهسفامريذدداهقةعإازدداهاةعددعف اهأطةددقهىة دداهس ددعراته‬ ‫زازوهاولاهمثهزفأتهس اهاقفازه‪1997‬زه ةقاه فمفةهسنهاةنالراتهقرطةمعهذالهاةفامريهقرعدفرهيفهاقفدازه‬ ‫‪2004‬زهس ددعراتهزددازوهاقةاو دداه‪،‬هلىددادةه طة د هاقةج دداهيفهكدديهسددعةهسددنهاةعددار ه ددفًنهس حلاهتدداهق ددر ه‬ ‫د اهلإ فارذاهيفه ةرهتاهاق ا ا ه ه‬ ‫هلسددنهأذد هاةخدداطعهاقددجه ةا ددهتهاةعددار ههلاقددجه القر دداهس ددعراتهجل دداهزددازوهاولاهلاقةاو دداهمةددته‬ ‫خماطعها ريان‪،‬هخماطعهاقسةي‪،‬هخماطعهاقرنغ ي ه ه‬ ‫مقررات لجنة بازل األولى‪ :‬ه‬ ‫هأدتهاقرط ددةراتهاةر ح دداهزس ددب هظ دداذعةهاقفةة دداهإاهظ ددةرهأدلاتهساق دداه فم ددفةهسة دديهاقر ددةريه‬ ‫اةعددعيفههلاقرطددةراتهاقر ةقة دداهيفهجمدداوها عددا تهلاةفةةسدداتهخا دداهجل دداهمجف دداهلحملل دداهلسفاجلر ددا‪،‬ه‬ ‫دايهأدىهإاهزم ددادةه ف ددععهاقب ددةكهقةيخ دداطعهل ددعىاهاور ار دداهدم دداهمرطة د ه ط ددةمعهأ دداق هاقعإاز دداه‬ ‫ه‬ ‫اوس ددعهاق د‬ ‫اةعددعف اهلطددعيهإدارةهاةخدداطع‪،‬هلا ددرجازهتهرددالهاقرطددةراتهأ ددفرتهجل دداهزددازوهس رتحاهتدداهزنددأنهل د هإطدداره‬ ‫فمفهقةعإازاهلا عا هىةشهاجل ازهاةععيف ه‬ ‫هأل ددله ددادره"هأهنهفددرتةهاقةياو دداتهسغددا ةهسددنهإبدديهاول ددا هاةاق دداهاقفاة دداهيفها ذريددازهز دعأسه‬ ‫اة دداوهاةع ددعيفهو ددبابه رفة ددقهزأولير دداهاةع ددعف اهاق ددجه فع ددتهقفةد دعاتهساق دداهأدتهإاهام ددارهى ددفدهس ددنه‬ ‫اةعار هلهأ فملتهإةىهىفدهآخعهدماهدفف اهقةرمل دريهيفهل د ةاه دافاهأداهىةدشه د ساهأ زهتداهاةعدعف اه‬ ‫ل ة ددةتهذ ددالهاجل دداتهإاهأنهأذد د هسؤ د دعاتهاقسد د ساهاةاق دداه ي ددنهيفهكملام دداهرأسهاة دداوهاةر ددةفعهق ددفىه‬ ‫اةع ددار هس از دديهاق ددعلعهلاقرس د‬

‫تها رياو دداهاق ددجهة د دداهقةزز ددا ن‪،‬هق دداقعهإاس ددتهجل دداهز ددازوهقةعإاز دداه‬

‫لا عا هاةععيفهىةشه فمفهسف ارهافدهانيفهاودىنهق ملاماهرأسهاةاوهاةععيفهلمس تهمب عراتهجل اهزازوه‬ ‫اولا‪ 1‬ه‬ ‫‪1‬هه ادر‪،‬هس عز‪،‬ه فم هاق طاعهاةععيفهاقسةريه‪،‬همجف اهاقفةةزها إرعادماهاقسةرما‪،‬هدسنقه‪،‬ه‪2001‬زه‪،‬ه ه(‪)25‬‬

‫‪010‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫همتةدديهس ددعراتهجل دداهزددازوهاولاهإطدداراًهدلق داًهسةحددفاًهق ةاىددفهاقعإازدداهانيددارة‪،‬هل ض د هسف دداراًهسةحددفاًه‬ ‫قر‬

‫هراسهاةاوهإاه او ه‬

‫هاو ةوهلساهمع ب هأاهسنهخماطع‪،‬هلزاقعغ هسدنهأنهسفدامريهلس دعراتهجل داه‬

‫زددازوهق سددتهذاتهطب فدداهسةزسدداهإاوةو داًهيفهحددفهذاهتددا‪،‬هإ هأنهدلوهاقفددا هىةددشهاخددر‬

‫هظعلف دداهلولي دداه‬

‫اةععف اه ةرززهزر مل اذا‪،‬هقرفى هسعاكزذاهاقر افس اهل يانه ةهأ زهتاهاةععف اهلا در عارذا هكيداه دةزهجل داه‬ ‫زددازوهزعددملاهسسددريعة‪،‬همبعاإبدداهاقرطددةراتهاةعددعف اهلاةاق دداهلاقفيدديهىةددشه طددةمعهاودا هقضدديانه د ساهلأسددانه‬ ‫اق لازهاةععيفهاقفاة هلنج هاوزساتهاةاق ا ه ه‬ ‫هقدداقعها ىرددربهسف ددارهزددازوهق ملامدداهرأسهاةدداوهأذ د هإطددارهسؤ س د هلسف ددارهكي د هق دداسهاقس د ساه‬ ‫اةععف اهلل فهإبة ًهلا فاًهسنهسفل هاةععفنيهيفهاقفا ؛هووهته اىفهيفه ةماهاق لازهاةععيفهاقدفل يهلإزاقداه‬ ‫اة افساهغريهاقفادقاهلغريهاةر افراهزنيهاةعار هلاق انجاهىنها خر فاتهيفهاةرطةباتهاقعإاز اهزنأنهكملاماه‬ ‫رأسهاةاوهىنهطعمقه ةافقهدل يهيفهاوولياهاقعإاز اهاقةط اهزنأنهرأسهاةاو ه‬ ‫دةداتهاةع د داهزددألزانه‬ ‫ه‬ ‫هلإددعرتهاقةج دداهأنهاةفددفوهاة ا د هق ملامدداهرأسهاةدداوهذددةه‪%8‬هسددنهاةة د‬ ‫اةخداطعهقرغط داهخمداطعها ريدانهف د ه(اخلسدا عهاةاق داهاحملريةدداهاق انجداهىدنهىدفزهس دفرةهاقفيد هىةدشهاقةفددا ه‬ ‫زإقرزاسدداهت هيفهاةةىددفهاحملددفد)‪،‬هقدداقعهمددر ه ع د فهاةعددار هسددنهخ د وهس سدداهرأسهساردداهل ددةدةهأ ددةراه‬ ‫لإدارهتدداهل د ةقر اهلرا ر ددا هفي ددعراتهاقةج دداه رطةد هكملامدداهقدعأسهاةدداوهس ازدديهاةخدداطعهاةرةإد هسةا ر ددا‪،‬ه‬ ‫داهزادتهاةخداطعهزادتهسرطةبداتهرأسهاةدداو هفاةعدار هسطةدةبهس داها حرملددابهزدعأسهسداوهس ا د ه‬ ‫ف ةي ه‬ ‫قرةا ددهتهإإرع ددادهاقسد د هةيهلسطاقب ددهتهيفهومل ددرهاقةإ ددتهسطاقب دداهزا ددرخفازهأكة ددعهاوولي دداه ط ددةراًهأ ددف ه د د ه‬ ‫سرطةباتهرأسهاةاوهأف ه قها ر عارهاق فيهلاةا ي ه‬ ‫هلمددر هاقرفبددريهىددنهكملامدداهرأسهاةدداوهيفه د يهكسددعهمر ددةنهاقبس د هف ددهتهسددنهرأسهاةدداوهاو ا د ه‬ ‫لرأسهاةاوهاةساوفهلرأسهاةاوهاةففةعهلا حر اط اتهلاورزاحهاحملرجزةهإ افاهودلاتهاقفمنهلا حر اط اته‬ ‫قرزاساته‬ ‫غريهاةفة اهلرأسهاةاوهارجني‪،‬هز ياهمر ةنهس ازهاق سعهسنهجميةعهاو ةوهاةع داهزاةخاطعهلا ه‬ ‫اقفع د اهسع دددهتهزددأهلهزانهخماطعذددا هلمسددرخفزهيفهاقرت د لهألزانهحمددفدةهةخدداطعها ريددانه درتالحهزددنيه ددملع‪،‬ه‬

‫‪011‬‬


‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫‪،%20‬ه‪،%50‬ه‪%100‬هل ح د داًهأ د د ملتهخم دداطعهاقس ددةيه( غةب دداتهأ ددفارهاقملا ددفةهلاقع ددع هلاولرايه‬ ‫اةاق ا)هكياهمتهإ افاهجميةىاهسنهاةبادئهاو ا اههقةعإازاهاةععف اهاقملفاقا ه ه‬ ‫هلإفهأر تهاقةج اهىفداًهسنهاةبادئهمتةيهاقف ا عهاو ا اهاقجه ةزهىة اهول هاقعإازاهاقملفاقا ه‬ ‫ل غطد هذددالهاةبددادئهزعددةرةه دداسةاهاقنددعل هاق زسدداهقزمددادةهكملددا ةهاقعإازدداهاةعددعف اهفضد ًهىددنه ددعل هس د له‬ ‫اقرتاخ د و‪،‬هلإةاى ددفهلسرطةب دداتهاقعإاز دداهاني ددارة‪،‬هل ددبيه ط ددةمعهاقعإاز دداهاةع ددعف اهلسف ددامريها فع دداح‪،‬هل فم ددفه‬ ‫اقسةطاتهلاقع ح اتهاقعمس اهقأل زةهاقعإاز ا‪،‬هل عل ه يانه‬

‫ساهاق لازهاةععيفهك ي ه ه‬

‫هليفهى ددازه‪1988‬هأإ ددعتهجل دداهز ددازوهسف ارذ دداهاةةح ددفهزن ددأنهسرطةب دداتهكملام دداهرأسهاة دداو‪،‬هلإد ددفه‬ ‫ا ر ففتهذالهاة عراتهل هسفامريهدلق اهسةحفةهقةعإازاهانيارةهىةشهسرطةبداتهكملامداهرأسهاةداوهاقةا د ه‬ ‫ةافعذاهزاةعار هةةا اهكيهسنهخماطعها ريانهلخماطعهاقسةي هليفهىازه‪1992‬زهزفأهاقفيديهزا ملاإ داه‬ ‫داخيهجميةىاهاقفلوهاقفنعهاقفليشهزا رة ا هاق ازانهاقجهس دتهفرتةهاور اق اهأطةو ه ه‬ ‫هلهتف هاة عراتهإاهإزاقاهاقملةاريهيفهاق فرةهاقر افسد اهاق انجداهىدنهاخدر‬

‫هكملامداهرأسهاةداوهزدنيه‬

‫اةعددار هيفهاقددفلوهاةخرةملدداه–هل ريةدديهاقف ا ددعهاو ا د اهقةي ددعراتهيفهل د هسفددامريهسةحددفةهقر د هرأسه‬ ‫اةاوهلاو ةوهاةععف ا‪،‬هلف اًهةخاطعها ريانهمباهف اهخمداطعهاقب دةدهخدارجهاة زاو دا‪،‬هلل د هحدفهأدىنه‪%8‬ه‬ ‫ق سباهرأسهاةاوهإاهاو ةوهاةع داهزألزانهخماطعذاه(‪ )%8‬ه ه‬ ‫هلإددفهكددانهاةخط د هيفهاقبفامدداهأنهمددر ه طب ددقهس ددعراتهزددازوهاولاهىةددشهاةعددار هذاتهاق نددا ه‬ ‫اقددفل يهيفهاقددفلوهاوىضددا ‪،‬هإ هأوددهتهاةددةوهىددازه‪1999‬زها سد هوطاإ دداهفأ ددبدته ند يهرك داًهأ ا د اًهيفه‬ ‫اق ل هاقعإاز اهىةدشهاةعدار هاحملة داهيفهأكةدعهسدنهسا داهدلقداهل فدفهكملامداهرأسهاةداوهلاحدفةهسدنهأذد هى ا دعه‬ ‫ول هاقعإازاهاةععف ا‪،‬هذقعهونهإحرملابهاقب عهز سباهكبريةهسنهأ ةقهتهيفه ةرةهرأسهساوهمفرربهسؤ عاًهىةشه‬ ‫حع هتهىةشهاق ازهزاوونطاهاوإيهخماطعة‪،‬هلنج بهتها إعاعهغريهاقع ف ه ه‬ ‫لإفهلا تهس عراتهجل اهزازوهاولاهاور اداتهىفمفةهسدنهاةعدار هاقر ة فمداهلا د س اهىةدشهحدفه‬ ‫ةا هة نه ةخ ع اهيفهاآليت‪:‬ه‬

‫‪012‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬ ‫‪1‬‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫ه أخاهس عراتهجل اهزدازوهاولاهكديهأودةاعهاةخداطعهاقدجه ةا دهتهاةعدار هيفها ىربدار هف اقدعه‬ ‫خماطعهاقرنغ يهلغريذاه ه ؤخاهيفهانيسبان ه ه‬

‫‪ 2‬سدداليهس ددعراتهزددازوهاولاهزددنيهخمدداطعهاوف دعادهلخمدداطعهاةؤ سدداتهدلنهاوخدداهيفها ىرب دارهأنه‬ ‫خماطعهاةؤ ساتهىية اًهأإيهلزواًهسنهخماطعهاوفعاد ه‬ ‫‪ 3‬أىطددتهس ددعراتهزددازوهق دديهاةعددار هلاني ةسدداتهيفهدلوهس ليدداهاقر ي دداهلاقرفددالنها إرعدداديه‬ ‫ل فاًهدم زاًهىةشهحسابهزاإ هدلوهاقفا هىةشهاقعغ هسنهل ةدهسناكيهاإرعادماهيفهزفدجلهذداله‬ ‫اقفلو ه‬ ‫‪ 4‬ىددفزهخضددةعهاةؤ سدداتهاةاق دداهغددريهاةعددعف اهلاقددجهمتددارسهاقفيدديهاةعددعيفهرددالهاة ددعراتهدمدداهمحدديه‬ ‫اةعددار ه دداق فهإ دداف اهيفه ددب يه ددقهكملامدداهرأسهاةدداوهلزاقرددا يه فة دداهيفهسةإددفه افس د ه‬ ‫أإي ه‬ ‫‪ 5‬ذ اقددعهاخر فدداتهىفمددفةهزددنيهاةعددار ها د س اهلاةعددار هاقر ة فمدداهيفهجم داوه فبردداهاة دةارده‬ ‫ل ةظ مل اهسةيهاخر‬ ‫اق لددازهاقر ة ددفيهلاخددر‬

‫هطب فاهاقةدا ها رةيارماهيفهاةعدار ها د س اهىدنهاقةدا د هو ديهيفه‬ ‫هوةى دداهاو ددةوهلاةخ دداطعهاقددجه رف ددععهردداهلاخ ددر‬

‫هل ددا يهس د له‬

‫اقريةمدديهإ ددافاهقة ددةدهاقعإازدداهاقنددعى اهيفهاةعددار ها د س اهقدداقعهسددنهاقعددف ه ددفاًه طب ددقه‬ ‫اةف ددامريهاةع دديياهةخ دداطعهاق ل ددازهاةع دهدعيفهاقر ة ددفيهىة ددشهاةع ددار ها د د س اهدلنهاوخ دداهيفه‬ ‫ا ىربارهطب فاه ةعها خر فات ه ه‬ ‫فدداقةدا ها ددرةيارماه ه فرددربهاقرزاس داًهساق داًهىةددشهاةعددع ها د س هلأمدداهغددريهسضدديةواهيفهحاقدداه‬ ‫اخلسارةهإ هيفهحا تهاقرففيهألهاقر عريهسنه او هاةعع هكياهأماه ه فرربهسنه ينهح ةيهاةة اه‬ ‫ق ر هحساأاه ينهرأسهاةاوهقاقعه زدفهسدنهسفعفداهطب فداهسدةاردهاةعدار ها د س اهزغدععهل د هسف داره‬ ‫ق ملاماهرأسهاةاوهمسرةى هطب فداهاةعدار ها د س اهليفهاقةإدتهوملسدهته دافاهىةدشه طب دقهس دعراتهجل داه‬ ‫زازوهقةعإازاهاةععف ا ه ه‬

‫‪013‬‬


‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫هلسددنه ددينهاةندداكيهاقددجه ةا ددهته طب ددقهس ددعراتهجل داهزددازوهاولاهأنه عك بدداهرأسهاةدداوهاةسدداىفه‬ ‫لرة ددفهيفهاق ل ددازهاةع ددعيفها د د س هى ددهتهيفهاق ل ددازهاةع ددعيفهاقر ة ددفي هفد دعأسهاة دداوهاةس دداىفهيفهاق ل ددازه‬ ‫اةعددعيفهاقر ة ددفيهمرضددينهأدلاتهاقددفمنهلرأسهاةدداوهارجددنيهذاتهاقطب فدداهاقعزةمدداهقدداقعه زددفهسددنها ددربفاوه‬ ‫ذالهاقف ا عهزأخعىهس ازةاهيف هاةعار ها‬

‫س اهسةيهخماطعها رةيارهلاقجه نأهحاقاه سب هاةعع ه‬

‫يفهاخلسارةهور جاها مهاوهألهاقر عريهلمردييهاةعع هيفهذالهانيا تهاةخاطعهاقجه سب هيفهحفلث ا ه ه‬ ‫كي دداهأنهاةع ددار ها د س اه ةا ددهتهخم دداطعهأخ ددعىه ه ة ددفهيفهاق ل ددازهاةع ددعيفهاقر ة ددفيهسة دديه‬ ‫اةخدداطعهاقرجارمدداهاة ةقددا‪،‬هل فدديه ددقهاةعددع هةفددفوهىا ددفهىةددشها ددرةيارهأإدديهسددنهاةة ددةدهيفهاقسددةيه‬ ‫اةعددعيفهاقر ة ددفيهدمدداهمضددطعهاةعددار ها د س اهقرر ددازوهىددنه ددز هسددنهأرزاح دداهقعدداوهأ دددابهلدا د ه‬ ‫ا رةيارهنيياماهاةعع هسنهخطعه د هاةةردمنهقةدا ف‬ ‫كاقعهذ اقعهاخر فاتهىفمفةهزنيهاةعار ها‬

‫هه‬ ‫س اهلهاةعار هاقر ة فماهيفهجماوه ةظ فه‬

‫اةةارده ريةديهيفها درخفازهاقعد إلها د س ا‪،‬هاقدجهة دنه عد مل اهإاه د إلهاقب دةعهلذد هإا يداهىةدشهأ دةوه‬ ‫سددة ًهاةعاادداهلاقسددة هلا رعد اع‪،‬هلا ددارةهلأدلاتهاةندداركاهيفهاةغد هلاةغددعزهسةدديهاةندداركاهلاةضددارزاهلكدديه‬

‫ذدالهاقعد إلهلرةدفهىدنهاودلاتهاقر ة فمداهاق ا يدداهىةدشه دفعهاقملا دفة هفيخداطعهاودلاتهاقر ة فمداه نددييه‬ ‫خماطعها ريدانهلخمداطعهاقسدةيهز يداهخمداطعهاودلاتها د س اهف د هسرفدفدةهلسرفاخةداهلسف دفة هفدأدلاته‬ ‫إلهاقب ةعهيفهاةعار ها‬

‫س اه رفععهةخاطعه رفةقهزسةيهاو يهسة ةعهاقع غاه(خماطعهاو دفار)ه‬

‫لخماطعهاقريةميهاةرفة اهزاقفي يهيفهحاقاهىفزهرغبرهتهألهفنةهتهيفهاقسفاد هأسداهاودلاتهاق ا يداهىةدشه د غاه‬ ‫اةغد هلاةغددعزه(سبددفأهاةندداركاهيفهاقدعزلهلاخلسددارة)هف د هأدلاته رفددععهةخدداطعهسةدديهخمدداطعهاقريةمدديهلخمدداطعه‬ ‫اقسةيهلخماطعه آكيهرأسهاةاو ه ه‬ ‫هلولعاًهقر ةعهاة خاطعهل فاخة اهيفهاةعار ها‬

‫س اهقاه رف فهىية اهإ اسهاةخاطعهلإدارهتاهدماه‬

‫معف هسنه فمفهكملاماهرأسهاةاوهف ا ه ه‬

‫المحور الثاني‪ :‬مقررات لجنة بازل الثانية ومتطلبات الرقابة على المصارف اإلسالمية‪:‬‬ ‫هزفددفه طب ددقهاةعددعف نيهةفددامريهجل دداهزددازوهاولاهقس د اه‪1988‬ز‪،‬هف ددفه ة ددةةاهإاهأنهسف ددارهانيددفه‬ ‫اودىنهق ملاماهرأسهاةاوهق رهكاف اًهقرد قهاقس ساهاةععف اهقاقعه ا تهس عراتهزازوهاقةاو اهلاقجهمتته‬ ‫‪014‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫إ ازهتاهيفهمةو ةه‪ 2004‬زهيفهحمالقداهسفاجلداهاق عدةرهيفهزدازوهاولا هل فردربهذدالهاة دعراتهسدنهل داهولدعه‬ ‫اق ةريمنهسنهأذ هاقرطةراتهىةشهاقساحاهاةععف اهىةشهاةفىهاقبف ف ه ه‬ ‫هف فهذففتهس عراتهزازوهاقةاو اهإاه طةمعهطعيهإ اسهلإدارةهاةخاطعهاةععف اهلذقعهسنهخ وه‬ ‫إ س ددايهأك ددربهز ددنيهحجد د هرأسهاة دداوهاةطة ددةبهلحجد د هاةخ دداطعهاق ددجهمرف ددععهر دداهاةع ددع هلل ددةبه ددةفعه‬ ‫اةفةةساتهاق اف اهيفهاقةإتهاة ا‬

‫هقةيرفاسةنيهس هاةعع ‪،‬هإذهأم همناركةوهتهاةخاطعهاقجهمرفععهرا ه ه‬

‫ه م ددةوه ددادره"أنهإ ملاإ دداهزددازوهاقةاو دداه ددةزهىةددشهث د ثهركددا زهذ د هسرطةبدداتهانيددفهاودىنهق دعأسه‬ ‫اةاو‪،‬هم هاقعإازاها حرتازما‪،‬هلإةاىفها فعاحهىنهاةفةةساته(سرطةبداتهاقسدةي)"ه‪1‬ه ملا د ة اهىةدشهاق ددةه‬ ‫اقرا ي‪ :‬ه‬ ‫أوالً‪ :‬متطلبات الحد األدنى لرأس المال‪:‬‬ ‫هاىريفتهجل اهزازوهاقةاو اهس ارواهس هإ ملاإ اهكملاماهرأسهاةاوهقةفازه‪1988‬زهس ج اهأكةعهمة ًه‬ ‫ل ة ددفاًهيفه فم ددفهاةخ دداطعهاقملفة ددا هلمرض ددينهذ ددااهاةطة د هط ددعيهسس ددرخفساهنيس ددابهرأسهاة دداوهاة ددع له‬ ‫زاةخاطعهأف هسةا اهخماطعها ريانهلخماطعهاقسةيهلخماطعهاقرنغ ي هف اقعه علرةهقعز هسف ارهكملاماه‬ ‫رأسهاةاوهزاةخداطعهاني داهاقدجهمرفدععهرداهاةعدع هلسدفىهإفر دهتهىةدشهإداسه ةدعهاةخداطعهلاقرددة هرداه‬ ‫دفىه‬ ‫ىددنهطعمددقه ددفمعهاقف إدداهاةربادقدداهزددنيهاقفا ددفهلاةخدداطعة‪،‬هلإددفرةهاةعددع هىةددشهاقر بددؤهزرةددعهاقف إدداهلسد ه‬ ‫كملاماهرأسهاةاوهقفر هاةخاطع ه‬ ‫هلمنددريهىب ددفهاهه"إاهأنها ملاإ دداهاجلفمددفةهأز ددتهىة ددشهوسددباهكملام دداهرأسهاة دداوه(‪)%8‬هإ هأم دداه‬ ‫ىفقته ارماًهولازهألزانهاةخاطع‪،‬هفة ه ففهاولزانه فط هحس ه س اهطاق هاقريةميهزيهزا تهسع بطاه‬ ‫زفر داهاقرعد فهاةي ةحداهقةدفمةنهسدنهإبديهسؤ سداتهاقرعد فهاقفاة داهمبداهف داهلكدا تهمتةمديهاقعددادراته‬

‫‪1‬هسعفره ازق‪،‬ه ه(‪)26‬‬

‫‪015‬‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫لحس هسفامريهحمفدةهيفها ملاإ اهلمرت هىةشهذااهاقرففميهق لازهاولزانهأنهإعلعهاةؤ ساتهلاةعار ه‬ ‫اوخعىهة نهأنه لشهزرع فهأفضيهسنه ةعهاةفطاةهقةفلقا "ه‪1‬ه ه‬ ‫هكياهأنها ملاإ اهأىطتهاةعار هحعماهأكدربهيفهإ داسهخماطعذداهذا داًهزإ دعا هاةعدار هاةعكزمداه‬ ‫لفع تهىة اهيفه اهأخعىهرمسةاهخا اهةخاطعهاقرنغ يهإ افاهةخاطعها ريانهلخماطعهاقسةي ه ه‬ ‫هىعفتها ملاإ داهخمداطعهاقرندغ يهزأمداهاةخداطعهاقدجه ندأهىدنهحدا تها خدر سهأله طب دقهولد ه‬ ‫نغ يهداخة اهغريهس ا با‪،‬هألهىفزهكملاماهاقف ععهاقبنعي‪،‬هألهل ةدهظعل هخار اهغريهسةا ا هلأإرتحته‬ ‫ا ملاإ اهأنهبعوه‪%20‬هسنهإمجا يهرأسهاةاوهةخاطعهاقرنغ يهلذقعها ر اداًهقةينالراتهاةة فاهاقدجه‬ ‫أ عهتاهس هىفدهكبدريهسدنهاةعدار هيفهاقفدا هلمسديله ح داًهقةيعدار هأنه د هخمداطعه ندغ ة اهلا در اداًه‬ ‫قرجارأا ه‬ ‫هل هبرةفه فعمفها ملاإ اهةخاطعهاقرنغ يهىنه فعمفهسف فهاقريةميهاقفل يهرداهإذهىعف داهزأمداه‬ ‫خطعهاخلسارةهاق انجاهسنها خملايهألهاقملنديهيفها دعا اتهاقفاخة داهلاوفدعادهلاووليداهألهحداهاوحدفاثه‬ ‫اخلار اهاقجه ه غطشهسسب اًهمبة‬

‫هاحر اطاتهرأمساق اهأخعىهسةيهخماطعهاقملا فة هل حاهىفزهإذريدازه‬

‫اةعار همبخاطعهاقس ةقا‪،‬هاقسيفا‪،‬هىفزهل ةدهإ رتا ج اهقةفييهلاخلسا عهإعمباهانيفلث ه‬ ‫هل د هىةددشهز ددعهاقسددةدانهاةعكددزيهأنهمربددمله فعممل داًهخا داًهةخدداطعهاقرنددغ يهيفهاق لددازهاةعددعيفه‬ ‫اقسددةداينهمرضددينه ملع د ًهردداهزغددععهاقردفمددفهلاقرتك ددزهىةددشهاقفةاسدديهاةسددببا‪،‬هلاقرة دداتهلاقفةاسدديهاقددجه‬ ‫سة هاقضة هىةشهاو دبابهاني داهلانيا داه دارةهخمداطعهاقرندغ ي هل د هأنهمرضدينهاقرفعمدفهها طدار‪،‬ه‬ ‫لانيددفلدهاقزس دداه‪،‬هلس ةودداتهخمدداطعهاقرنددغ يهحدداهة ددنهإدارهتدداهللع د وهرأسهاةدداوها إرعدداديهلاقعإدداةه‬ ‫اة ا د هةةا ر دا‪،‬هكيداه د هاقرملعمدقهز داهلزدنيهخمدداطعها ريدانهلخمداطعهاقسدةيهسد هإظ دارهأمه داهخا دداه‬ ‫ةخاطعه اقسيفاهاقجهذ هوراجه ععفاتهاوفعادهيفهاقفية اهاقرنغ ة اهاقجه ؤديهإاه عرهسبا ع‪،‬هأسداهخمداطعه‬ ‫‪1‬ه ىبفهاه‪،‬هاقعملهآدز‪،‬هاقعإازاهىةشهاةعار ها‬ ‫اقففده‪40‬ه‪،‬همةو ةه‪2006‬زه‪،‬ه ه(‪)23‬‬

‫س اهلسرطةباتهس عراتهجل اهزازو‪،‬هجمةاهاةععيفهز عهاقسةدانهاةعكزيه–ه‬

‫‪016‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫اقسةيهف فهاإرتحتها ملاإ اهإ ا اهمبفىه ة ها معاداتهلاورزاحهألهخسارةهاةعدع هخد وهفدرتةهزس داه‬ ‫حمفدةهلكاقعهة نهأنه اسهزفر اها ر با هزنيهس ةواتهحممللاهاةعع ها رةيارما ه‬ ‫ثانياً‪ :‬منهج الرقابة االحترازية‪:‬‬ ‫هم ددةزهذددااهاةع ددزهىةددشهجميةىدداهسددنهاةبددادئهاقددجه ؤكددفهحا دداهاةعددع هقر د هكملامدداهرأسهاةدداوه‬ ‫س ارواهزاةخاطع‪،‬هإاه او هإ دازهاقسدةطاتهاقعإاز داهمبعا فداهذدااهاقر د هلاقردفخيهى دفساه رضد هانيا دا ه‬ ‫لمفرربه ةفعهذالهاةبادئهأسعاًه علرماًهقضيانهفاىة اهإدارةهاةؤ سداتهاةعدعف اهلولد هاقعإازداهىة دا هأ دارته‬ ‫س ن ددةراتهاةف ددفهاةع ددعيفهاقف ددعة‪1‬هإاهأنها ملاإ دداهاجلفم ددفةه ض ددي تهأرزف دداهسب ددادئه ددةزهىة دداهاقعإاز دداه‬ ‫ا حرتازماه نييه علرةهل ةدهولازهقر فمعهسسرةىهرأسهاةاوهاةطةةبهس اروداهمبسدرةىهخماطعذدا‪،‬هأنهمردةفعه‬ ‫قةب ددعهاةعكددزيهسددةظملنيه رددةفعهف د هاق ملددا ةهلاخلددربةهل يدديهاةسددؤلق اهلأنهمرعددفهىية د هزاقنددملاف ا‪،‬هلأنه‬ ‫م ددةنهذ اقددعهول د هرإازدداهداخة دداهمت د هلإددةعهاةعددع هيفهخمدداطعها ريددانهاق ددربىهاةريةةدداهيفه ددفًنهمتةمدديه‬ ‫قفي ديهلاحدفه(فدعداًهألهسؤ سدا)همملدةيهوسدباه‪%25‬هسدنهحجد هاقريةمديهأله دفًنهمتةمديهقألإدارب‪،‬هل دعلرةه‬ ‫ا حرملابهز سباه ةقاهكاف اهقرغط اها قرزاساتهانياق اهلاقطار ا ه ه‬ ‫هف اقددعه ددعلرةهةعا فدداهاق ةاىددفهاقر ل ي دداهاةفيددةوهأدداهحاق داًهف يدداهبددوها دعا هلاقعإازدداهىةددشه‬ ‫اةعددار هلزددنيهسددفىهكملامر دداهلاقرتك ددزهىةددشهفددرلهإ دةاتهإ عدداوهزددنيهاو ددزةهاةف دداهقضدديانهاقر سد قهف يدداه‬ ‫درهاةعا فدداهاقفاخة دداهلاقعإاز دداهىةددشهىية دداتهاةعددع هلمفرددربهاقباحد هأنه‬ ‫ز دداهزنددأنهىية دداته د هأ د ه‬ ‫ففه طب قهذااهاةع زهيفهاةعار هاقغعز اهمفرربهسنهأذ هاو بابهاةبا عةهيفهزمادةهوسدباهمتةمديهاقدفمةنه‬ ‫اقجه سببته ح اًهيفهام ارهزفجلهاةعار هاقفاة ا ه ه‬ ‫ثالثاً‪ :‬قواعد اإلفصاح عن المعلومات (متطلبات السوق)‪:‬‬ ‫هأل ددتها ملاإ دداهجل دداهزددازوهاقةاو دداهىةددشه ددعلرةهإىد زهاةرفدداسةنيهيفهاقسددةيهاةعددعيفهمبددفىهس سدداه‬ ‫رأسهاةدداوهس د هخمدداطعهاةعددع هلكدداقعهزاة ج دداهاةربفدداهيفه د هاةخدداطعهلإحرسددابهكملامدداهرأسهاةدداو‪،‬ه‬ ‫‪1‬هاةف فهاةععيفهاقفعةه‪،‬هوفلةهاقريةميها‬

‫س ه‪،‬هاق اذعةه‪2006‬زه‪،‬ه ه(‪ )13‬ه‬

‫‪017‬‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫ل فةددتهذقددعه ددعطاًهأ ا د اًهقةسددياحهقةيعددار هزدداقةجة هإاهخ ددارهاقر د هاقددفاخة هألهاقدداايتهقةيخدداطعه‬ ‫لذقعهخةفاًهسنهإحريا تهاقرد زهيفهاقر‬

‫ه هكياهأنهذ اقعه علرةهأنههم ةنها فعاحهسع بطاًهزاق ةاىفه‬

‫احملا ب اهاقفلق ا ه ه‬ ‫لمؤكفهىبفهاههىةشه أوهته"مرت هىة ه طب قهذالها ملاإ اهإوف ا اتهذاساهىةشهإدارةهاةعدار ه‬ ‫لول هىية ا‪،‬هلرأمسارا‪،‬هلأدا ا‪،‬هقا قعهذ اقعه ةدهلإس او اتهسطةةزاهسنهاقسةطاتهاقعإاز اهلاةعار ه‬ ‫قرد قهأذفا ها ملاإ اهاةريةةاهيفه علرةهل ةدهلى هلإ اسهلسعاإباهلسفاجلاهأفضيهقةيخاطعهاةععف ا "‪1‬ه‬ ‫كيدداهمرطةد ه مل دداهذددالها ملاإ دداه فالوداًهزددنيهاةعددار هاةعكزمدداهلاةعددار هاوخددعىه دارةهاةخدداطعهم ددف ه‬ ‫قرد قهسرطةباتهاقر ل هلاقعإازاهىةشهاوىياوهاةععف اهمباهمفززهدلرهاةعار هاةعكزماهيفه ب هاقس ا رنيه‬ ‫اقر مل اماهلاةاق ا هلمفر فه ادره"أنهذماحهأ ةةبهإدارةهاةخاطعهمرطة هس لها ر ق اهأكربهقةب ةكهاةعكزماه‬ ‫ق د ه دري نهسدنهأدا هلظا مل داهزعدةرةهسر داهلحداه ةرددززهزاقفيديهسد هاةعدار هز ديه دملاف اهل دفًنهلونددعه‬ ‫اةفةةسدداتها إرعددادماهأسددازهاجلي ددةر"‪ 2‬هلقفدديهلاحددفاًهسددنهأذ د هلظددا فهاقب ددةكهاةعكزمدداهيفهاةعحةدداهاق ادسدداه‬ ‫ةمدداهاقب دداهاقردر دداهقةج ددازهاةعددعيفهل ةح ددفهأوليدداهاةفةةسدداتهز دداهلزددنيهاةعددار هلا ذريددازهزرددفرم ه‬ ‫اق دةادرهاقبن دعماهيفهاجل ددازهاةعددعيفهك ددي‪،‬هلزمددادةهكملامدداهاةفةةسدداتهاةرفة دداهزفية دداتها ريددانهلاقريةمددي‪،‬ه‬ ‫ل ةدهأ ةايهساق اهىي ا‪،‬هل ةفريهخفساتهلس رجاتهسر ةىاهلسرطةرة‪،‬هل طةمعهأولياهاقرع فهاقفاخة ا ه ه‬ ‫هلقس داهاقر مل داه ضدي تها ملاإ داهإوندا هجل داه دفإ قهيفهكديهسعدع ه ازفداه ةدرها دارةه عفد ه‬ ‫إق هته ارمعهدلرماهىنهسفىهاقرزازها دارةهاقر مل اماهزاقس ا اتهلاق ل هاةرملقهىة ا هل ة ها ملاإ اهكاقعه‬ ‫ىةشه علرماهفاىة اهلإ ر ق اهسسرةماتهاقعإازاهل فالماهس هزفض اهاقدبفجلهلسد هاجل داتهاةعاإبدا هفدأ زةه‬ ‫اقعإازاهاقفاخة اهذ هىنيها دارةهاقر مل اماهىةشه ريهاقفييهز ياهمتةيهجلانهاقرفإ قهىنيهجماقرها دارةهىةشه‬ ‫ا دارةهاقر مل اماهيفهحنيهةةيهاةعا فةنهاخلار ةنهىنيهاةسامهنيهىةشهجماقرها دارة ه ه‬

‫‪1‬هسعفره ازق‪،‬ه ه(‪)24‬‬ ‫‪2‬هسعفره ازق‪،‬ه ه(‪)27‬‬

‫‪018‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫هىددادةهمرديدديهكدديهسددنهاقب ددعهاةعكددزيهلاةسددامهنيهلاةددفمعمنهاقر مل ددامنيه بفدداتهل ددأثرياتهاةخدداطعه‬ ‫اةعدعف اهلإدارهتدداهقة ددةدذ هىةددشهرأسهاقفية داهاقر مل امدداهزاةعددار ‪،‬هلسددنهمثهأمه داه رددبف هقةيخدداطعهخا دداه‬ ‫خماطعهاقرنغ يهسنهخ وه فمفذاهلإ ا اهلإدارهتاهل ة يهاخلسا عهاقرنغ ة اهدمداهمدؤديهقرخملد جلهاقر ةملداه‬ ‫اق ة اهقرد قهاورزاح ه ه‬ ‫هنجددفرها ددارةهإاهأنهس ددعراتهجل دداهزددازوهاولاهلاقةاو دداهلسدداه ددا هف دداهسة ددهتهيفهاة ددازهاولوهإاه‬ ‫اقفلوهاةر فسداهاقدجهمتةدعهاةعدار هاقنداسةاهاقدجه رعدفهزفر داهىاق داهسدنهاقدةى هلاقر دفزهاةعدعيفهلاق دفرةه‬ ‫اقملا اهيفه طب قهأحفثهولد هإدارةهاةخداطعهكيداًهلوةىداً هأسداهزاق سدباهقةدفلوهاوخدعىه‪-‬مبداهيفهذقدعهاقدفلوه‬ ‫ا د س اه‪-‬فددإنهذددالهاة ددعراتهمتةدديهيفهاقغاقد هاوىد هسبددادئهلإةاىددفها رت ددادماهغددريهسةزسدداهق ددنه رطةد ه‬ ‫ىية اهاقرطةرهاةععيفه علرةها عاعهيفه طب اهقة فرةهىةشهاة افساهلاةةاكباهىةشه دفًنهاخلفسداهاةعدعف اه‬ ‫اقناسةاهيفهظيها ملاإ اهاقفاساهقرجارةهاخلفساتهخا اهاخلفساتهاةععف ا ه‬ ‫من خالل ما سبق يمكن تلخيص مزايا مقررات بازل الثانية في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬أكة ددعهسعلو دداهس ارو دداهز دداولاه فرتا د اهى ددفةهط ددعيهقفية دداه د هاةخ دداطع‪،‬هف د ي نهقةيع ددار ه‬ ‫ا د س اهاخر ددارهاو ددةةبهاة ا د هقر د هخماطعذدداهسددنهزددنيهطددعيه ع د فهاقددفمةنهاقفاة دداهأله‬ ‫هطب فدداهس دةاردهلا ددرخفاساتهاةعددار ها د س اهلاخددر‬

‫ىيدديه د هداخة د هاخددر‬

‫هوددةعه‬

‫اةخاطعهاقجه رفععهراهل ةى اه فيهسنهاوفضيهل هولازهخا هةفاجلاهألزانهاةخاطعهق يه‬ ‫سفاس تهاةعار ها‬

‫س اه‬

‫ياه إلهاقريةميها‬

‫سا هه‬

‫‪ 2‬هأمداه عاىد هكديهاةخدداطعهاةعدعف ا هف ددالهاة دعراتهأ ددافتهوةىداًه فمددفاًهسدنهاةخدداطعهذدةهخمدداطعه‬ ‫اقرنددغ يهاق انجدداهسددنهىددفزها بدداعهاقد ل هلاقةدةا لهاقفاخة دداهلخمدداطعه ددةةكهاوفدعادهاقفدداسةنيهيفهذدداله‬ ‫اةعار هلاةرفاسةنيهسف اهإ افاهةخاطعهاقفةاسيهاخلار اهاةؤثعةهىةشهونا هاةعار ه‬ ‫لق نهسنهل اهولدعهاقعدريفاها د س اهفدإنهذ اقدعهخمداطعه ندغ ة اه رفدععهرداهاةعدار ها د س اه‬ ‫ل‬

‫هإ افر اهل فمفهطعيهقر ي اهسةيهىفزها قرزازهاق اسديهزأح دازهاقندعمفاها د س ا‪،‬هلمدزدادهحجد ه‬

‫ذ ددااهاخلط ددعهيفهحاق دداهإخ ددر‬

‫هأ ددزةهاقعإاز دداهاقن ددعى اهح ددةوهفر ددةىهسفاسة دداهزف دداه(حد د وهألهحد دعاز)هأله‬ ‫‪001‬‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬ ‫ا خددر‬

‫هيفه طب ددقهزفددجلهاةفدداس ته خددر‬

‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫هاقملرددةى هلإددفهمسددرفى هاوسددعهأنهم ددةزهاقب ددعهاةعكددزيه‬

‫زردفمددفهسفددامريهقرف ددنيهأ ددزةهاقعإازدداهاقنددعى اهألهإونددا هذ ردداهىة دداهقةعإازدداهاقنددعى اهةرازفدداهأىيدداوهأ ددزةه‬ ‫اقعإازاهاقنعى اهقضيانها سايهيفهاقفييهكياهذةهانياوهيفهاقسةدان هفاةخاطعهاقمل داه در هىدنهاقطب فداه‬ ‫غريهاةرجاوساهقبفجلهاة رجاتهاةععف ا‪،‬هكياهأوهتهق ستهقةيعار ها‬

‫س اهل هسةظمل هزفجلهاةعار ه‬

‫اةعكزمدداهيفهاقددفلوها د س اهىةددشهدرامدداه اسدداهزأح ددازهاقمل ددهت‪،‬هكيدداهأنهأىضددا هأ ددزةهاقعإازدداهاقنددعى اهق سدةاه‬ ‫ىةشهسفعفاه اساهمبفقة تهاةملاذ هانيفمةاه دارةهاةخاطعهلاقر اهلاقن عةهلاقر فهزاةفامريهاقعإاز ا ه‬ ‫ههكدداقعهسددنهاةخدداطعهاقددجه ةا ددهتهاةعددار ها د س اهيفهىية دداهاقرنددغ يهإمهدداوهأله عددريهأله فددفيه‬ ‫ا دارةهاقر مل اماهىةشهح ةيهاقغريهخا اهنجالهاةةدىنيهلاةسامهني هفزمادةهى ا عهخماطعهاقرنغ يهمؤديهإاه‬ ‫ف دديهاةع ددار ها د د س اهيفهدر دداهأدىنهس ددنهاةع ددار هاقفاة دداهلإ ددفهم ددؤديهذق ددعهإاه ددففهاورن ددارذاه‬ ‫سسر ب ً ه ه‬ ‫هكدداقعهسددنهخ د وهسدداه ددبقهة ددنه فمددفهاةآخدداهيفهس ددعراتهجل دداهزددازوهاقةاو دداهسددنهل دداهولددعه‬ ‫اةعار هيفهاآليت‪:‬ه ه‬ ‫‪ 1‬إنهوس هاةخاطعه(سة ًه‪%20‬هسنهرأسهاةاوهة ازةاهخماطعهاقرنغ ي)هإفهحفدتهلف اًهقرجاربه‬ ‫اقفلوهاولرز اهلإفه ه رملقهس هدلوهاقفا هاوخعى هفمل هظيهاقفية اتهاةععف اها ق رتلو اهفإنه‬ ‫سفل د ها دعا اتهلاخلط دةاتهاةربفدداهيفهإذمددازهاقفيدديه ددر هلف داًهق لددازه ددبهتهآ يهلمرددفخيهاقف عددعه‬ ‫اقبنددعيهيفهاقعإازدداهلا دعا هقر ة دديهخمدداطعهاقرنددغ ي‪،‬هقدداقعهذ اقددعهاإرتاحداًهزر ة دديهوسددباهخمدداطعه‬ ‫اقرنغ ي ه ه‬ ‫‪ 2‬مرض ددلهس ددنها ملاإ دداهأنهاقرة د د هيفهىية دداهاقعإاز دداها حرتازم دداهلإةاى ددفها فع دداحهى ددنهاةفةةس دداته‬ ‫(اقعك ددزةهاولاهلاقةاو ددا)همض د ملانهاق ة ددريهس ددنهاوىب ددا هلاقر دداق فهقةيع ددار هدلنهس ددعدلدهففةد د ه‬ ‫س ازددي‪،‬هفاةفةةسدداتهاةطةددةبها فعدداحهى دداه ههت د هكةددريهاةسددرةيعمنهلأ دددابهاقةدا د هقدداقعه‬ ‫وادىهاقبفجلهزا كرملا هاقاايتهزرطب قهسفامريهاحملا باهاقفلق ا ه ه‬

‫‪000‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫ليفهلاإ د د هاةعد ددار ها د د س ا‪،‬هم حد دداهىد ددفزهسند دداركر اهل هسند دداركاهاةعد ددار هاةعكزمد دداهيفهاقد ددفلوه‬ ‫ا‬

‫س اهيفه اغاهس عراتهاقةج اه(اقسدةدانهقد رها درة ا )هدمداهمفديهىدفزه ضدينيهل داهولعذداهيفهذداله‬

‫اة عراتهل رجفهوملس اهمةساًهسضطعةهقإلقرزازهأالهاة دعراتهقردفى هسعاكزذداهاةاق داهل ديانه ةذداهاةعدعيف ه‬ ‫ف ددالهاة ددعراته ه دعاعهحاقدداهاةعددار ها د س اه(اقسددةداو اهكيةدداو)هونهاق نددا هاةعددعيفها د س هيفه‬ ‫اقددفلوهاقفنددعهاوكددربهساق داًه هةةدديهف دداهألهيفهزفض د اهوسددباه دداكع‪،‬هفدداوسعه هم ددنه دزاًه ددفهاةعددار ه‬ ‫ا‬

‫س ا‪،‬هكياهأوهتهق رهكيهساهلردهيفهذالهاة عراتهغريهس ا‬

‫هقةيعدار ها د س ا‪،‬هقداقعهسدنهاة د ه‬

‫ددفاًهإلدداذهاقرددفازريهلا دعا اتهاق زسدداهقضدديانه فزمددزهأ دداق هاقعإازدداهل طةمعذددا‪،‬هل ددفرم هاقفدداسةنيهف دداه‬ ‫خا اهيفهجماوه‬

‫هاةخاطعهاةععف اهزعةرةهىاساهلخماطعهاقعريفاها‬

‫سنهاحريا تهحفلثها خر‬ ‫هل زاقتهاةعار ها‬

‫س اهزعةرةهخا ا‪،‬هلذقعهقةدفه‬

‫اتهاقفاخة اهلاقرفةعهاةععيفهلإلاذهاق عاراتهغريهاقسة يا ه ه‬ ‫س اه سفشهإاهإ ادهآق اتهقرطب دقهاةفدامريهاقفلق دا‪،‬هلذ اقدعهسؤ سداته‬

‫ىفمددفةه عىددشهذددااهاوسددعهسةدديهز ددعهاقر ي دداها د س هةددفة‪،‬هذ ردداهاحملا ددباهلاةعا فدداهقةيؤ سدداتهاةاق دداه‬ ‫ا‬

‫س اهزاقبدعمن‪،‬هلجمةرهاخلفساتهاةاق اها‬

‫س اهمباق زماهلزفجلهاقب ةكهاةعكزما‪،‬هلإفهل ديهاجل دفهإاه‬

‫إ ددفارهس رتحدداتهق دداسهكملددا ةهرأسهاةدداو‪،‬هإ دداراتهق دداسهاةخدداطعهيفهاةؤ سدداتها د س ا‪،‬هىية دداته‬ ‫اةعا فاهاقعإاز ا‪،‬هإوضبا هاقسةي‪،‬ها دارةهاقع فةهلل فتهذالهاة رتحاتهإبة ًهسنه د فليهاق دفهاقدفل يه‬ ‫لاقب ددعهاقددفل ي هفة د هسفددامريه ل ي دداهلرإاز دداهخا دداهزاةعددار ها د س اهسفددرت هأدداهمضددينهردداهاقةبدداته‬ ‫لا ددر عار‪،‬هكي دداهمس دداىفذاهيفها قر د دزازهمبف ددامريهاقع ددريفاهاقفلق دداهلس دداهزاقرأك ددفهإ ملاإ دداتهز ددازوهقةعإاز دداه‬ ‫لا عا هاةععف ا‬ ‫المحور الثالث‪ :‬مقررات لجنتي بازل األولى والثانية في النظام المصرفي بالسودان‪:‬‬ ‫سنهاةفعل هأنهز عهاقسةدانهاةعكزيهإفهطعحهىفةه ا اته‬

‫حهحاوهاةعار هاقسةداو اه‬

‫أمه دداهسنددعلعه ةف ددقهاول دداعهقةيعددار هلاةؤ سدداتهاةاق دداهيفهاقملددرتةه(‪1997-1994‬ز)هلاقددايه ددالوه‬ ‫حهته‬

‫إ حاتهساق اهلإدارماهلإاوةو اهلف ا‪،‬هكياهأىةنهاقب عهاةعكزيه ح هاًهىنه ا اهإىادةهذ ةاهلإ‬ ‫اجل ازهاةععيفهاقسةداينهخ وهاقملرتةه(‪2002-2000‬ز)ها در يا ًهةندعلعه ةف دقهاول داعهلاق ر جداهأنه‬ ‫‪001‬‬


‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫اةعار هاقسةداو اه ةا يهيفه سنيهل ةف قهأل اى اهلق نهخطشهزط رداهس اروداهزاقدفلوهيفهاقفدا هاقةاقد ه‬ ‫سةيهاةية اهاقفعز اهاقسفةدماهلمج ةرماهسععهاقفعز اهلغريذا هح هأ ارته ارمعهز عهاقسةدانهاةعكزيهإاه‬ ‫أنهوسباهاةعار هاقسةداو اهاةةف اهول اى اهإفهل ةتهإاه‪%58‬هز اماهىازه‪2004‬ز هه ه‬ ‫هتددف هىية دداها‬

‫د حاتهإاه ددةمنهك اودداتهسعددعف اهكبددريةه سددرط هزمددادةهكملامدداهرأسهاةدداوه‬

‫لاةد ةهاةاق دداهلاقسد ساهاةعددعف ا‪،‬هكداقعه ددفًنهخفسدداهسعددعف اهذاتهكملددا ةهىاق دداهزإدخدداوهاقر دداهانيفمةدداه‬ ‫ل ددفرم هاق دةادرهاقبن دعما هكدداقعههتددف هىية دداها‬

‫د حهإاه مل ددزهس دداخهاة افسدداهيفهاقسددةيهاةعددعف اه‬

‫للمل جلهوسباهاقريةميهاةرفةعهل فة اه ينهاق س هاقفاة اهل سنيهاقب راهاق اوةو داهاقدجهمفيديهف داهاجل دازه‬ ‫اةعدهدعيف هفر مل دداهذددالها خر فدداتهمند يهحد ًهةفلد هاةفةإدداتهلاة ددفداتهاقددجه ةا ددهتهاقفيدديهاةعددعيفهيفه‬ ‫اقسةدان هه ه‬

‫أ ارهحمافاهز عهاقسةدانهاةعكزيهاقسازقهإاهأنهاةعدار هاقسدةداو اهإدفهلا دتهى بداتهكةدريةه‬ ‫يفه ب يه طب قهذالهاة عراتهس اه ففهاق ةاىفهاقعأمساق ا‪،‬ها ورنارهغريهاةؤ س هقملعلعهزفجلهاةعار ه‬ ‫ح د هظةددتهسفلي دداهخا ددعةهدمدداهأثددعه ددةباًهىةددشهاةعاكددزهاةاق دداهرددالهاةعددار ‪،1‬هكدداقعه فدداينهاةعددار ه‬ ‫اقسددةداو اهسددنه ددففهاو ددزةهاقعإاز دداهلا دارمددا‪،‬ه ددففها حر اط دداتهلاةخععدداتهاقفاسددا‪،‬هكددربهحج د ه‬

‫او ةوهاقةازرداهلا درةياراتهل دفةزاه سد ة ا هكيداهذمدفهأنهذدالهاةعدار ه ةا‬

‫داه دفماتهاة افسداهيفه‬

‫او ةايهاةاق اهاقفاة اهل طةره اتهاةفةةساتهلإزاقاهاق ل هاة فةهقةرفف اتهاةاق ا ه ه‬ ‫لور جدداهقرطب ددقهس ددعراتهزددازوهاولاهيفهاقسددةدانهف ددفهرففددتهوسددباهس ددفرةهسددنهاةعددار هرؤلسه‬ ‫أسةاراهدمأوف رهإ ازاًهىةشهوسباهكملاماهرأسهاةاوهكياهإاستهسعار هأخعىهزا وفساجهس هزفض اهزغععه‬ ‫ةمنهسعار هإةماهذاتهحج هإإرعاديهكبريهمساىفذاهيفهإ ر فابهاةخاطعهاةععف ا ه‬ ‫لإفهأ ارهاقس فهحمافاهز عهاقسةدانهاةعكزيهاقسازقهإاهأنه طب قهس عراتهزازوهاولاهح ته‬ ‫اةزاماهاقراق ا‪:2‬ه ه‬ ‫‪1‬هوفلةهز عهاقسةدانهاةعكزيه‪،‬هاقعإازاهىةشهاةعار ها‬ ‫‪2006‬زه‪،‬ه ه(‪)19‬‬ ‫‪2‬هاةعفرهاقسازقه ه(‪)19‬‬

‫س اهلسرطةباتهس عراتهجل اهزازو‪،‬هاخلعطةزه‪،‬هاقسةدانه‪،‬هسامةه‬

‫‪002‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫‪ 1‬أمدداهإددفستهإطدداراًهسؤ س د اًهكي داًهق دداسهاقس د ساهاةعددعف اهدمدداهأ د هيفها ددر عارهاق لددازهاةعددعيفه‬ ‫لزداقعهف دفهأزاقددتهاقرملدالتهزدنيهس ددفراتهاةعدار هىةدشهاقر ددافرهإذهأ دبلهرأسهسداوهأيهز ددعه‬ ‫افدهز ا هىةشهذالهاة عرات هقاقعه ةتهذدالهاة دعراتهاة اروداهزدنيهأيهسعدع هلآخدعهلزدنيه‬ ‫أيهولازهسععيفهلآخعهسنهح هاقس ساهاةععف ا هه ه‬ ‫‪ 2‬امهتهيفه ل هىية اتهاقعإازاهىةشهسفامريهكملاماهرأسهاةاوهيفهاةعار هل فة اهأكةعهإر باطاًه‬ ‫زاةخاطعهاقجه رفععهراهأ ةوهاةعار ه‬ ‫‪ 3‬زمادةهسسؤلق اهاة كهيفهاقعإازاهىةشهأىياوهاةعع ‪،‬هفي عراتهجل اهزازوهرزطتهزمادةهرأسهاةاوه‬ ‫ززمددادةهحج د هأ ددةقهتهاخلطددعة هكيدداهأنهاةسددامهةنه ددارلاهأكةددعهاذرياس داًهزإخر ددارهأىضددا هجمدداقره‬ ‫ا دارةهخةفاًهسنهزمادةهاةخاطعهاق انجاهسنه ة ها دارة‬ ‫‪ 4‬رف د هاق ملددا ةهاةعددعف اهيفه ةظ ددفهاة دةارد‪،‬هفاةعددار هأ ددبدتهأكةددعهحع داًهيفه ةظ ددفهاة دةارده‬ ‫لجلأتهقإل رةيارهيفهاو ةوهذاتهاولزانهاوإيهخماطعةهلرأسهاةاوهاة ازيهرا ه‬

‫ح داًهإددازهز ددعهاقسددةدانهاةعكددزيهزفيدديهىددفةهخط دةاتهىية دداهمتن د اًهس د هس ددعراتهزددازوهاقةاو دداهح د ه‬ ‫أ فرهاة نةرهرإ ه(‪2005/1‬ز)هاقدايهمبة بدهتهإقدزازهاةعدار هاقفاسةداهيفهاقسدةدانهزإوندا هإدارةهقةيخداطعه‬ ‫فملهز داسهلسرازفداهاةخداطعهاقدجه رفدععهرداهاةعدار هىةدشهأنه ربد هذدالهاقةحدفةهقدإلدارةهاقفة دا هكيداهإدازه‬ ‫مبساىفةهاةعار هزرأذ يهل فرم هاقفاسةنيهىةشه طب قهسف ارهكملاماهرأسهاةاوهلاةة اتها ر ادماه دارةه‬ ‫اةخاطع ه‬ ‫سددنها ددةداتهاق ددجهزدداراهز ددعهاقس ددةدانهاةعكددزيهقرس د يه طب ددقهسرطةبدداتهجل دداهز ددازوهاقةاو دداهإ اس ددهته‬ ‫زإ ددفارهس ن ددةراته قد دزازهاةع ددار هاقس ددةداو اهزرطب ددقهسب ددادئهانيةكي دداه(اقض ددب هاةؤ سد د ) هلقف دديهأذد د ه‬ ‫او بابهاةبا عةهاقجهأدتهقرطب قهذالهاةبادئهار ملاعهوسباهاقرفةعهاةععيفهيفهاقسةدان‪،‬هإذهزةإلهيفهاةرة ه‬ ‫‪%27‬هس ددنهمجة دداهاقريةم دديهاةي ددةحهحس د ه ددارمعهز ددعهاقس ددةدانهاةعك ددزيهقةف ددازه‪2009‬ز هف دداة حاهأنه‬ ‫اقريةميهيفهزفجلهاةع ار هاقسةداو اهة لهدلنهأ رهألهإةاىفهلذ اقعه عك زهقةريةميهى فهىي هإة ةدني‪،‬ه‬ ‫ل ه ة ددفهى ةزدداتهرادىدداهقةفي د هاةرفة دعمنهور جدداها مهدداوهلاقر ددعبهسددنهاقسددفاد هفدداقرطب قهاجل ددفهةبددادئه‬ ‫انيةكياهم ةدهإاه يانه‬

‫ساهاودا هاةا يهلا داريهلحمارزاهاقملسادهلا رمعافاتهحملاظاًهىةشهح ةيهمج ه‬ ‫‪003‬‬


‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬

‫دقهك اودداتهسعددعف اهإةمدداه دفى ها إرعددادهاقددةطيهلإدادرةهىةددشهاة افسدداهىاة داًه‬ ‫اوطدعا هلكدداقعهم ددةدهإاهخة ه‬ ‫ل هكيه ةعهاحملالره ينهس عراتهجل اهزازو؛هلونهاة نةرهاخلا هزرطب قهسبادئهاني ةساهلا ذريازهأاه‬ ‫إددفه ددفرهيفهاقفددازه‪2009‬زهقدداقعه همددري نهاقباحد هسددنهدرا دداهسددفىه طب ددقهاةعددار هقددهتهقفددفزهل ددةده‬ ‫ز اواتهس ا با ه ه‬ ‫لرغد د ها ددةداتهاةبالق دداهس ددنهز ددعهاقس ددةدانهاةعك ددزيهإ هأنهذ اق ددعهزف ددجلهاقرد ددفماتهاق ددجه ةا ددهته‬ ‫اةعار هاقسةداو اهل فهسنه طب اهقبفجلهس عراتهجل داهزدازوهسةديهىدفزهل دةدهلكدا ته عد فهإ رياو داه‬ ‫قرع د فهاةعددار هاقسددةداو اهل ددففها س او دداتهاةادمدداهلاقمل دداهلاقر ددا‪،‬هلو ددوهاقب دداهاق اوةو دداهح د ه‬ ‫سازاق ددتهذ اق ددعهزف ددجلهاةن دداكيهاق اوةو دداهسة دديهزف ددجلهاةن د‬

‫تهاةرفة دداهز دداوةنهز د هاقعذةو دداتهلك دداقعه‬

‫م ع د اهاق ددادرهاقبنددعيهاةددفرب هلكدداقعهف ددفهأ ددارتهزفددجلهاقفرا دداتهإاهأنهاقعددفةزاتهاقددجه ةا ددهته‬ ‫اةعار هاقسةداو اهيفه طب قهسفامريهاقعإازاهاقفلق اه نييه ففهاو ةايهاةاق اهل داقاهأ ةايهرأسهاةاوه‬ ‫دماهمؤثعه ةباًهىةشهإدارةهاقس ةقا‪،‬هكياه نييهذالهاقف باته ففهاقنملاف اهلا فعاحهلمؤثعهكيهذقعهىةشه‬ ‫ىييها عا هلاقعإازاهاةععف ا ه‬ ‫لسنهاقعفةزاتهكاقعهأنهذ اقعهاخر فاًهزدنيهاةعدار هاقسدةداو اهيفهزفدجلهاةفاجلداتهاحملا دب اهسةديه‬ ‫اةةاردهاقجهراهألقةماهيفها رةياره(سةاردهاةسامهنيهأزهأ دابهلدا د ها درةيار)‪،‬هاقب دةدهاقدجه د هىيديه‬ ‫خمععدداتهردداهلاجل دداهاقددجه ددؤلوهردداهذددالهاةخععدداتهزفددفهمامدداهكدديهفددرتة‪،‬هأ ددره فمددفهس افددأةهاو ددزةه‬ ‫اقعإاز داهزاقب دعه(اةعا د هاخلدار هلأ ددزةهاقعإازداهاقنددعى ا) هف دعهأنه ةح ددفهسةديهذددالهاةفاجلداتهمفطد ه‬ ‫اق ةا هاةاق اه ةدةهىاق اهح همسد يهىية داهاة اروداهلمسداىفهيفهىية داهاقعإازداهلا دعا هسدنهإبديهاقب دعه‬ ‫اةعك د ددزي هك د دداقعهذ اق د ددعهاخر ف د داًهيفه ند د د يهأ د ددزةهاقعإاز د دداهاقن د ددعى اه(سسرن د ددار‪،‬هذ ر د ددا‪،‬هإدارةهفر د ددةى)ه‬ ‫لاقرخعع دداتها قع س دداهوىض ددا هذ ددالهاو ددزةهل بف ر دداهداخ دديهاقب ددعهلا خ ددر‬

‫هيفهاقملر ددةىه خ ددر‬

‫ه‬

‫سفارسهاقمل ا هرمباهمؤديهإاهاخر فاتهف اه ةدهزفلرذاهإاهاخر فاتهحما ب اهدماهمؤديهقعفةزاهإ دازه‬ ‫لظ ملاها عا هلاقعإازاهداخيهاجل ازهاةععيفهل ففهذااهاجل از هه ه‬

‫‪004‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫لإددفه سددببتهكدديهذددالهاةندداكيهيفه ددفةزاه طب ددقهس ددعراتهجل دداهزددازوهاقةاو دداهاوسددعهاقددايه فدديهز ددعه‬ ‫اقسددةدانهاةعكددزيهممل ددعه ددفماًهيفهإق دزازهاةعددار هاقسددةداو اهزرطب ددقهاةفددامريها د س اهاقعددادرةهىددنهجمةددره‬ ‫اخلددفساتهاةاق دداها د س اه(ساق زمددا)هلاةفددامريهاحملا ددب اها د س اه(اقبددعمن)هلا رت ددادهزددبفجلهسرطةبدداته‬ ‫زازوهاولاهلاقةاو اهخا اهيفهجماوهزمادةهرأسهاةاوهاةففةعهلح هاةعار هاقسدةداو اهقألخداهخ دارهاقدفس ه‬ ‫اةعددعيف هفاقب ددعهاةعكددزيهاقددززهاةعددار هاقسددةداو اهزرطب ددقهسفددامريهاحملا ددباهلاةعا فدداهيفهاةؤ سدداتهاةاق دداه‬ ‫ا د س اهخا دداه ةددعهاةرفة دداهزرطب ددقهاقع د إلها د س ا‪،‬هكيدداهإاسددتهار ردداهاقفة دداهقةعإازدداهاقنددعى اهىةددشه‬ ‫اةعار هلاةؤ ساتهاةاق اهيفهاقسةدانهزفييهدق يهاةعاااهلزفجلها رت اداتهقرس يهىية اهاقر مل ا ه ه‬

‫‪005‬‬


‫د‪ .‬حممد عوض الكريم‬

‫متطلبات الرقابة واإلشراف على املصارف اإلسالمية‪....‬‬ ‫الخالصة‪:‬‬ ‫إنه طةمعهىييهاةعار ها‬

‫س اهم رض هزاقضعلرةها رملادةهسنهاقرجاربهاقفلق داهخا داهيفه‬

‫جمدداوهل د هأ ددرهقةعإازدداهلا دعا ‪،‬هلىةددشهاةعددار ها د س اهاقسددف هاجلددادهيفه طب ددقهاةفددامريهاقفلق دداه‬ ‫اة ا ددباهل د اغاهسفددامريه ا د ها خددر‬

‫هيفهطب فدداهسةاردذدداهلا ددرخفاسا هت هفاقددف يه نددريهإاهإس او دداه‬

‫طب ددقهزف ددجلهسفددامريهجل دداهزددازوهاولاهلاقةاو دداهخا دداه ة ددعهاةرفة دداهز ملام دداهرأسهاةدداوهلاقعإاز دداهلاةعا ف دداه‬ ‫ا حرتازماهل ةدعهاةرفة داهزاقندملاف اهرغد هاخدر‬

‫هسمل دةزهاةخداطعهقدفىهاةعدار ها د س ا هفرطب دقهسةديه‬

‫ذددالهاة ددعراتهمفددفهخطددةةهذاسدداه ددفاًهيفهاق لددازهاةعددعيفهح د ه اسددنه ا دداتهلدمار دداتهاةخدداطعهقددفىه‬ ‫اةعددار هل ا دداتهلدمار دداتهإدارةهرأسهاةدداو هلزاة ازدديه زددفهقةيعددار ها د س اهقغددععه طب ددقهذدداله‬ ‫اة ددعراتهزمددادةهرأسهساردداهزسددب هزمددادةهاةخدداطعهاةاق دداهل ةى دداهس ارودداهزاةعددار هاقر ة فمدداهونهاةعددار ه‬ ‫س اهحس هطب فر اه زمفهف اهوسدباهاةخداطعهومداهسعدار هإ د س ا هكيداهأنهذ اقدعهدلراًهس يداًهيفه‬

‫ا‬

‫اقدفلوها د س اه(اةعدار هاةعكزمدداهلإ داداتهاةعددار )ه ددر ياوهلل د هسفددامريه در زهلىيدديهاقعدريفاه‬ ‫س اهق ضينهراها ر عارهلا ىرتا ها إة ي هلاقفل يهلاقفاة ه‬

‫ا‬

‫ذ اقعهزفجلهاةخاطعهاةععف اهاقجه ةا هتهاةعار ها‬

‫س اهل ه رفععهرداهس دعراتهجل داهزدازوه‬

‫ل د د هىة ددشهاقب ددعهاةعك ددزيهل د د هسف ددامريهقض ددبط اهلإدارهت دداهسة دديهخم دداطعهى ددفزها قرد دزازهاق اس دديهزاقند دعمفاه‬ ‫ا د س اهلا خر ف دداتهاقمل دداهلخم دداطعهأخ ددعىهسة دديها مه دداوهألهاقرف ددفيهىة ددشهح ددةيهأ دددابهلدا د د ه‬ ‫ا رةيار‪،‬هف ه همسدرد ةنهوسدباهىا دفهثازدتهكيداهذدةهانيداوهيفهاةعدار هاقغعز داهلكداقعهذ اقدعهزفدجله‬ ‫اةخاطعهاةععف اهاقجهذكعته ينهس عراتهجل اهزازوهلق‬

‫داهخمرةملداهىدنهاةة دةدةهيفهاةعدار ها د س اه‬

‫حس هطب فاهوناط اهسةيهخماطعهاقرنغ يهلغريذا ه ه‬ ‫أخدرياًه ة د هاقفرا دداهاقب ددعهاةعكددزيهلجمدداقرها دارةهيفهاةعددار هاقسددةداو اهزضددعلرةه بدديهسفددامريه‬ ‫ا‬

‫هاةعار هاقسةداو اهحس هطب فر اهلحس هطب فاهاق لازهاةععيفهاقسةداينهسةيهإ اده فعمفهحمفده‬

‫ةخاطعهاقرنغ يهق ر ه طب ا‪،‬هأساهخماطعهاقرسةمقهلاةخاطعهاوخعىهف اقعهإس او اهقرطب اه فر اً ه ه‬

‫‪006‬‬


‫تفكُّر ‪ ،‬جملد (‪ ،)12‬العدد (‪2012 ، )1‬م‪1433/‬هـ‬

‫ملف الظاهرة االجتماعية‬

‫المراجع‬ ‫‪ 1‬انيس ددني‪،‬هحمي ددفهى ددةعهاق ددعًنه‪،‬هأعم ااال المصا ااارف وتا اارفات الت االمين فا ااي النظا ااام الما ااالي‬ ‫اإلسالميه‪،‬هسف فهإ‬

‫زهاةفعفاه‪،‬لدسفينه‪،‬هاقسةدانه‪2007‬ز‬

‫‪ 2‬حندداده‪،‬هوب دديه‪،‬تطبيااق مقااررات بااازل فااي المصااارف اإلسااالميةه‪،‬ه عمددفةهاقنددعيهاول د ه‪،‬ه‬ ‫اقففده‪10689‬ه‪ ،‬ملداها إرعاده‪،‬هدمسيربه‪2007‬ز‬ ‫‪ 3‬خان‪،‬هطداريهاه‪،‬هلحميدفهىيدعه دامعاه‪،‬هالرقاباة واإلتاراف علاى المصاارف اإلساالميةه‪،‬هاقب دعه‬ ‫ا‬

‫س هقةر ي اه‪ ،‬فةه‪،‬ه‪2000‬ز‬

‫‪ 4‬ىبفهاه‪،‬هاقعملهآدز‪،‬هالرقابة على المصاارف اإلساالمية ومتطلباات مقاررات لجناة باازل هجمةداه‬ ‫اةععيفه–هز عهاقسةدانهاةعكزيه‪،‬هاقففده‪40‬ه‪،‬همةو ةه‪2006‬ز‬ ‫‪ 5‬د د د د د د د دد‪،‬هأ ةا هعلى مقترحات لجنة بازل ففاية رأس الماله‪،‬هاق اذعةه‪2003‬ز ه‬ ‫‪ 6‬د د د د د د د دد‪،‬همقررات لجنة بازل الثانيةه‪،‬ه ةمسعاه‪،‬هسفم اهزازوه‪،‬ه‪2004‬ز ه‬ ‫‪ 7‬هوددفلةهز ددعهاقسددةدانهاةعكددزيه‪،‬هالرقابااة علااى المصااارف اإلسااالمية ومتطلبااات مقااررات لجنااة‬ ‫بازل هاخلعطةزه‪،‬هاقسةدانه‪،‬هسامةه‪2006‬ز ه‬ ‫‪ 8‬إ دادهاةعددار هاقفعز دداه‪،‬هناادوم معااايير بااازل الثانيااة وخصوصااية العماال المصاارفي اإلسااالمي ‪،‬ه‬ ‫قب انه‪،‬هزريلته‪،‬ه‪2008‬ز‬ ‫‪9‬‬

‫ددادر‪،‬هس ددعز‪،‬هتح ااديث القط ااا المصا ارفي الس ااور ه‪،‬همجف دداهاقفة ددةزها إرعددادماهاقس ددةرماه‪،‬ه‬ ‫دسنقه‪،‬ه‪2001‬ز ه‬

‫‪ 10‬اةعدار هاةعكزمداهقةدفلوهاقعد اى اهاق دربى‪،‬هس دعراتهجل داهزدازوهاولاه‪،‬ه ةمسدعاه‪،‬هسفم داهزدازوه‪،‬ه‬ ‫‪1994‬ز ه ه‬ ‫‪ 11‬اةف فهاةععيهاقفعةه‪،‬ندوم التمويل اإلسالميه‪،‬هاق اذعةه‪2006‬ز ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪007‬‬


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf (An Investigation of Radio Sawa) Mahmoud M, Galander (PhD)*

In the aftermath of 9/11, and the ensuing wars in the Middle East, the United States made tremendous efforts to improve its image in the Arab and Muslim worlds and win "Middle Eastern hearts and minds"1. Such efforts included the establishment of three media outlets; a magazine, a radio and a TV station. Though one of these outlets, Hi Magazine, nolonger publishes, radio SAWA and Al-Hurra TV are well into their fourth and third year, consecutively, in operation. Though several western studies have attempted to test the position of the two media, this exploratory study, which investigates the level of listenership to Radio SAWA and its impact on the youth in Qatar, is one of the few region-based looks into the radio station's place and impact. Such an independent investigation of the impact of the radio is due in the wake of the controversy stirred by the claims and counter-claims of success and failure exchanged between the proponents and opponents of the station. The study provides only a preliminary look into the station, but aspires to develop itself into a cross-regional investigation with the collaboration of interested scholarly colleagues in the region. The Problem In defense of his proposal for the establishment of radio SAWA Norman Pattiz, the famous American broadcaster and member of the USA

*

Associate Professor of Media and Commonication, Qatar University, Email: galander@yahoo.com

1

Corey Pein, (May-June 2005) America's Faltering Voice. Columbia Journalism Review, Available at http://cjrarchives.org/issues/2005/3/

1


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

Congress affiliated Broadcasting Board of Governors (BBG), argued early in 2002, for the establishment of the station in the following words1: "There’s a media war going on in the Middle East. The weapons of that war include disinformation, incitement to violence, hate radio, government censorship, and journalistic selfcensorship… And the United States didn’t have a horse in this race”. When the radio station began its services on March 22, 2002, Pattiz declared its mission as "to effectively communicate with the youthful population of Arabic speakers in the Middle East by providing up-to-date news, information and entertainment"2. The station further emphasized that its guiding principle is "… to serve the long-range interests of the United States by communicating directly in Arabic with the people of the Middle East by radio”3. In September, 2003, six months after SAWA began broadcasting, the BBG published an AC Nielsen report, which it commissioned, on the radio listenership among the target audience in the Middle East. The report declared that SAWA was the most popular radio station among young people in Amman, the capital of Jordan; by July-August 2003, SAWA was found to be leading in Egypt, Jordan, Qatar, UAE and Kuwait. Radio SAWA also boasted in 2003 of a pan-Arab audience of 15 million, who belonged to the 16-30 age group.4 According to the survey, SAWA pulled 1

Ibid. George Gedda. (November 2002) Radio Sawa: Music as a Tool. Foreign Service Journal, 56. 3 Ibid. 4 The survey was conducted in 2003 by AC Nielsen Company on behalf of the BBG. The news was distributed by the communication officer of BBG, and appeared almost in all US media at the time. See http// www.bbg.gov/ _bbg_news.cfm?articleID=96&mode=general. 2

2


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

ahead of several government FM stations in the region and was commended for its news broadcasts. The survey also reported that the listeners of SAWA in the area were more inclined toward the US than nonlisteners. If the findings of the survey are true, then such a success, in such a short period of time, promises to endow SAWA with a tremendous and unsurpassed power and impact on the opinions and attitude of the target audience. In an attempt to investigate the probabilities of such power and impact, this exploratory study has tested a sample of Qatari university students, as a preliminary step toward a wider investigation comprising several countries in the region. Radio SAWA: Propaganda or Entertainment? Radio SAWA is a service of U.S. International Broadcasting, operated and funded by the Broadcasting Board of Governors (BBG), an agency of the U.S. Government. It was basically established as a replacement of the Arabic "Voice of America" which, according to the US authorities failed to achieve its professed mission of enhancing Arab American relations and improving the image of the US in the area. Radio SAWA claims1 it seeks to win the attention and respect of listeners and that its news is fair, objective and unbiased. Its founder is Norman J. Pattiz, a member of the Broadcasting Board of Governors, chairman of America’s largest radio network; Westwood One, emphasizes the importance of disseminating information that would serve the American interests and improve the image of the US in the Middle East2. Ever since its inception, Radio SAWA has caused a controversy as to whether it is a propaganda service that has replaced the ineffective and

1

http://www.radiosawa.com/english.aspx

2

Glenn Kessler (October 13, 2004) The Role of Radio SAWA In Mideast Questioned. Washington Post, Wednesday, October 13, 2004; Page A12.

3


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

defunct (Arabic) Voice of America (VOA). Critics of the endeavor have criticized the station's attempt to screen its basic purposes behind such terms as to "connect with people in the Middle East", and "reach the hearts and minds".1 The answer to the nature of Radio SAWA, as to whether it is a propaganda tool or not, may be found in the report of the US Auditor General (AG) on the implementation of an interagency agreement between Radio SAWA and the office of USAID to "support democratic change" in Iraq2. The AG report outlines the agreement between SAWA authorities and the USAID Office of Transition Initiatives as follows: "To address the communication deficiencies in post-conflict Iraq, the United States Agency for International Development, Office of Transition Initiatives (USAID/OTI) entered into an interagency agreement with the Broadcasting Board of Governors International Broadcasting Bureau (BBG/IBB), …. to use Radio SAWA of the Middle East Radio Network to fill the information void. The agreement was part of OTI’s effort to respond to the emerging and urgent needs of the Iraqi people and to support democratic change by more widely disseminating information considered integral to sustainable development for the Iraqi people amid an environment of conflict and disorder” 3 Said in plain English, the Office of Transition Initiative (OTI) mentioned in the report, needed to disseminate information that would support the political effort of the occupation authorities in Iraq. A radio

1 2

Core Pein , Op cit. Office of Inspector General, U.S. Department of State and the Broadcasting Board of Governors. Monthly Report Activities. November, 2004.

3

Ibid.

4


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

station seeking to achieve such support would be nothing less than a propaganda voice. Claims of Success The survey conducted in five countries in July and August 2003, showed that Radio SAWA had reached an average listenership of 31.6 percent among the aged 15 years and older in the region1. The table below shows the rates of listeners per country as follows: Egypt, Jordan, Kuwait, Qatar, United Arab Emirates.

10.6 percent; 30.4 percent; 39.5 percent; 40.8 percent; 36.6 percent;

Other findings of the survey report that SAWA: 1- Has achieved an average of 42% market dominance in the age group between 15-29; 2- Attracts an older audience (over 30) , with 22.5 percent of listenership; 3- Is popular among "elite" listeners (upper social and economic classes including managers and well-educated professionals), with listening rates of 34.6 percent among.; 4- Is considered a reliable source of news and information by 73 percent of its weekly listeners. 5- Has an audience that has a more positive view of the United States than the general population. When asked, "How favorably or unfavorably inclined are you personally towards the United States," 1

http// www.bbg.gov/ _bbg_news.cfm?articleID=96&mode=general.

5


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

39.3 percent of Radio SAWA listeners replied, "Very or somewhat favorable." According to Neilsen's report, it compares 27.3 percent of the general population. Marrying the Mission to the Market Commenting on the results of the survey, Kenneth Tomlinson, the Chairman of BBG said that the success of SAWA is an indication that a significant number of young Arabs will listen1. The founder of the station, Norman J. Pattiz, commented that the success of the station proves that if a radio station funded by the government, provides accurate, reliable and credible news and information, it can attract a huge listening audience in the Middle East2. Though none of the leading personalities of the station would candidly proclaim, the aims of the station as a propaganda medium have not escaped the close observers. In an article in New York Times, a writer referred to what he called "Popa-ganda", a reference to the continued stream of pop music which SAWA presents to the listeners in an attempt to lure them to other propagandistic aims. The writer criticized the style and approach of the station and concluded that the listeners in the region seem to pick the music and discard the politics3. In an article on the prospects of the station as a medium of better understanding of the US, George Gedda qualifies the station as a venue for "public diplomacy" and portrays Pattiz as being cautiously optimistic as he quotes him saying " we stand a better chance" of winning the hearts and minds of the Arab audience with such a radio format4. Despite his cautious approach, Even Pattiz himself could 1

Kessler. Op. cit.

2

Ibid

3

Paul Tough, (2002). The Years in Ideas: Popaganda. New York Times 15 Dec. 2002.

4

Gedda, G. Op. Cit.

6


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

not, overlook such propagandistic aims of the situation when he said "By using proven 21st Century Western broadcasting techniques, SAWA is the foremost example of 'marrying the mission to the market,' the primary focus of the BBG's strategic plan.1" SAWA Impact Questioned By 2004 the claims of success of SAWA were coming under fire. The report of the AG of the US State Department doubted the proposed impact of radio SAWA and questioned its ability to win hearts and minds as suggested at the beginning of the station2. As the station was chunking 22 million of American taxpayers' money, its accomplishment as to its mission was reported to be minimal. The report of the Auditor General pointed out that stand was more occupied with stacking up audience than with winning people to the American cause. "The report also questioned the validity of some research given to Congress by the Broadcasting Board of Governors, Radio SAWA’S parent, to demonstrate its success" 3. According to experts4 in Arab Affairs whose advice was sought by the AG report, SAWA did not match al-Jazeera in terms of quality, hence was unable to attract the intellectual elite in the area. The same experts reported that their own investigation showed that parents would prefer their teenagers not to listen to Radio SAWA because its broadcasts

1

Ibid.

2

Office of the Inspector General, Op. cit.

3

Alvin Snyder. (2005) Eulogy to Rebirth? US International Broadcasting Struggles to Find its Way - With the Help of Al Jazeera Transnational Broadcasting Studies: Satellite Broadcasting in the Arab and Islamic Worlds Fall / Winter 2005.

4

M. El-Nawawy. (July 21, 2006) Interview with WNYC New York Public Radio.

7


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

contained such poor Arabic grammar that the parents were wary of its corruption of the language5. With its preoccupation with ratings, "it is difficult to ascertain Radio SAWA’S impact in countering anti-American views and the biased staterun media of the Arab world1, the AG draft report concluded. To ascertain the probable impact of Radio Saw, Mohammed alNawawy, a Professor of Communication at Queens University of Charlotte, North Carolina, surveyed nearly 400 university students from Morocco, Kuwait, Jordan, the United Arab Emirates and the Palestinian territories2. Whereas 43% of those students who reported listening to Radio SAWA said they listened for music, only 13 percent said they tuned in for news. The other major findings of Al-Nawawy's project were that there were low credibility averages for Radio SAWA (and Television AlHurra.), and that the students' attitudes toward the foreign policy of the U.S.A worsened slightly since exposure to SAWA (and Al-Hurra.) When interviewed about the findings of his research by New York Public Radio station, Al-Nawawy elaborated that the students he surveyed were aware that SAWA aimed at influencing their opinion, and that this reflected negatively on their perception of the credibility of its news. Proponents Defend SAWA: In the face of such criticism of SAWA, the proponents of the service were quick to defend the station. Norman Pattiz, the Godfather of SAWA, commented that the report had "many inaccuracies,

5

Kessler, Op cit. Office of the Inspector General, Op. cit. 2 M El-Nawawy. (2006). US public diplomacy in the Arab world. Global Media and Communication, Vol. 2, No. 2, 183-203 (2006) 1

8


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

misunderstandings and misinformation"3,and that the report "misrepresents SAWA’S mission and performance". Kenneth Tomlinson, the chairman of the Broadcasting Board of Governors, defended the station by stating that it was one of the biggest successes the U.S. had ever had in international broadcasting1. Radio Impact: A historical and theoretical overview The impact of radio in politics and business has been realized ever since the years of infancy of the technology. The inception of the 1st World war in 1917 brought radio as a military tool of both propaganda and communication (marine communication). After the war, the commercial dimension of the medium was realized and fully utilized in the US for both entertainment and political purposes2. By the mid-twenties the impact of radio on the political landscape of the US was very clear; it provided the better platform for political communication with the audience and enabled both the politicians and the public to overcome the problems of direct faceto-face campaigning. As the 2nd World War approached, the role of the radio as a tool of propaganda was reinforced by the communication activities of the German Army around the world. Harold Lasswell's propaganda theory3 was a product of the politics and war of the era. Though he did not completely agree with the "magic bullet" concept of media impact, he underlined the possible use of controlled media for propaganda and persuasion purposes. Walter Lippmann's theory of public opinion, in which he shared the belief that the public were vulnerable to media content under the strong control of a central agency4, influenced the 3

Kessler, op. cit. 1

Ibid.

2

Mahmoud Galander, 2003.Introduction to Mass communieation,Khartoum:Dar Azza.

3

H. Lasswell. (1934) Propaganda Technique in the world war. New York: knopf.

4

W. Lippmann. (1934) Public Opinion. New York: McMillan.

9


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

dominance of the powerful media paradigm. Though later research ushered the era of the limited effect paradigm, the place and role of the radio in international diplomacy has not ceased up to this day. During the Cold War years, Radio stations like Radio Moscow, Voice of America, the BBC and Radio France International remained stark evidence of the propagandistic role of the radio in the fifties, sixties and seventies. US sponsored radio stations like Radio Free Europe and Radio Martie which remain, to this day, an attestation of the strong belief of the US in the strength of the radio as a propaganda tool. The term "public diplomacy" is more widely used today to describe the role of radio in modern day government based propaganda. With the advent of modern technologies, and the convergence of the various modern media, the macromedia (national newspapers, national radio stations, satellites), the micromedia ( PCs, transistor radios, tape recorders) and the mesomedia (desktop publishing, internet chat rooms, blogging)1, have all brought global communication as all media based activity whose impact traverses the separate activities of a single medium. As such, the radio remains an important part of the macromedia of the current global communication, and its impact remains as pervasive as that of the global macromedia. Research Questions: Based on the discussions above, and to investigate the place and impact of Radio SAWA, this study poses the following questions: 1- What is the level of listenership of Radio SAWA among the youth of Qatar?

1

M. Tehranian. (1999) Global Communication and World Politics, Boulder Colorado: Lynne Rienner.

10


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

2- What are the preferences of these listeners as to Radio SAWA programs? 3- Compared to other radio stations, what is the position of Radio SAWA in the list of preferences of the listeners? 4- What is the opinion of the listeners as to the cultural and social relevance of the programs of the station? 5- What is the attitude of these listeners toward the US and its policies in the region? Methodology: A questionnaire-based survey of a convenience sample (N = 111) of students from Qatar University was administered during the months of September and October 2007. The respondents came from almost all of the faculties and all levels of study. The survey consisted of twenty items, most of them comprising four leveled scale responses to preferences and attitude of the respondents toward the programs and content of the programs. Few open-ended questions sought to gauge the attitude of the respondents toward the US policies in the region. Responses to these questions were coded into favorable, neutral or unfavorable. Two comparison questions also sought to measure the rank order of the station among a list of radio stations in the area. The following paragraph discusses the findings.

11


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

Findings1: Table (1): Listening Habits

Listening Habit

Frequency

%

Regularly To some extent Do not listen

3 75 33

2.7 67.6 29,7

111

100

Sum Author’s Calculations

Table (1) summarizes the listening habits of the survey respondents and reports that almost 30% of the respondents are non-listeners to the station. Though only about 3% are regular listeners, the bulk of the respondent rate themselves as moderate “ listeners”. The rest of the tables below (Table 2- 9), report the findings for only the 78 respondents who reported themselves, in Table 1 as "regular" or "to some extent listeners". Table(2): Length of Listening time to SAWA Time

count

%

Half an hour or less One hour

63 12

80.8 15.4

More than an hour Sum

3 78

3.8

Author’s Calculations 1

The tables 1-10, display the results of the analysis of the questionnaire

12


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

Table (2) summarizes the responses to the item on the amount of time the respondents spend listening to SAWA. As shown, more than 80% of the respondents are moderate listeners, with approximately 19% dedicating one hour or more. Table (3): SAWA Programs Preferred by Audience Item Arabic Music Western Music News & info Discussions Sum

Rank 1 2 3 4

Score 54 18 12 9 93

Author’s Calculations Table (3) describes the audience preferences with respect to the radio programs. As shown, the majority of the respondents prefer to listen to the station for its Arabic music, rank No1 for its western music, whereas only ranks No.2 the news and information as being of interest to them ranks as the third choice However, the free discussions of the radio station.rank as the No4 choice. Table(4): SAWA Compared to other Stations Place of SAWA

Count

%

SAWA 1st or 2nd SAWA is in last two

36 39

46.2 50

No response Sum

3 78

3.8 100

Author’s Calculations

13


ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

‫ملف الواقع اإلسالمي‬

Table (4) displays the respondents' rank order of SAWA when compared to four other stations in the area. The comparison included famous stations: Al-Jazeera, MBC, BBC and Monte Carlo. The data show that SAWA was ranked as first or second by 46 % of the respondents, whereas half of them ranked it in the last two. Table(5): What Distinction behveen SAWA and other Arabic Language Stations

Element of distinction Entertainment Variety Info & News Nothing Sum

Score 33 27 12 15 87

Rank 1 2 4 3

Author’s Calculations When asked to identify what distinguishes SAWA over other Arabic language stations, entertainment (Arabic and Western music) ranked first, whereas variety ranked second. Table (5) summarizes these findings and reports that a considerable number of the respondents either reported "nothing distinguishes the station" or did not respond. Table (6): Biasedness of Radio SAWA Response

Count

%

Yes

12

15.40

To some extent

39

50.00

6

7.70

Not Sure

21

26.90

SUM

78

100

No

Author’s Calculations

14


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

Table (6) focused on the respondents' attitude toward Radio SAWA. It posed the question "is SAWA biased in its news and information presentation?" The data show that 50% thought SAWA was to some extent biased, Slightly more than 15% said it was biased, about 8% said it was not and almost 27% were unsure. Table(7): Attitude toward US Policies in the Middle East ( ME) Attitude Count % Negative 51 65.4 Positive 0 0 Neutral 27 34.6 SUM 78 100 Author’s Calculations To explore whether SAWA a has helped the respondents to better understand the US and its policies, the survey asked the respondents to express their opinion on US policies in the area. Table 7 summarizes the results and shows that 65% said their opinion about US policy as being negative; almost 35 % reported neutral, opinion however, no respondent reported any positive attitude toward US policy. Table(8): SAWA and the Understanding of US policy Response Yes To some extent No Not sure SUM

Score 3 12 48 15 78

Author’s Calculations

15

% 3.8 15.4 61.6 19.2 100


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

Table 8 reports the attitude of the respondents on whether SAWA was able to explain US policies in the Middle East (ME) to the listeners. The table reports almost 62 believing SAWA did not help. Only around 4% say it did help in explanation of US policies. And 15% say to some extent. Table(9): Relevancy of SAWA’s Cultural Programs Response Yes To some extent No Not sure SUM

Score 12 33 12 21 78

% 15.4 42.3 15.4 26.9 100

Author’s Calculations Table 9 reports the respondents' opinion on whether SAWA programs are culturally relevant to the region or not. The table shows that those who think SAWA is either relevant or to some extent relevant are more than 50%. Table(10): Information Retention: Issues Discussed in Programs Situation Do not Remember Remember SUM

Score

%

57 21 78

73.1 26.9 100

Author’s Calculations Table (10) summarizes the level of information retention of the radio users. According to the table, 73% of the respondents could not recall (did not report) any culturally relevant issues or stories. Almost one third were able to identify issues or stories discussed in the program.

16


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

Discussion: This study hoped, when it was first conceived, that it would include a representative sample comprising the youth of at least three of the Gulf countries, but for practical and logistical reasons, it decided to focus on one of the Gulf countries and to later expand the study to several. Its findings are, therefore, only exploratory and may serve as a guide for future research on the issue. Despite its exploratory nature, the study has provided some insights to the place and impact of this controversial radio station. The findings have confirmed the presence of a considerable level of listenership among the youth of at least one of the target countries of Radio SAWA; though the data do not confirm overwhelming listenership figures as suggested by the reports published earlier. The study did not, however, find any support of such wishes and projections like "winning the hearts and minds" of the people. Though this wish may be a latent objective of the station, currently the data show that SAWA has little impact on people's attitude toward US and its policies in the area, as a considerable percentage of the respondents reported a negative position toward US policies in the area, confirmed that SAWA failed to impact their opinion on US policies, and almost 75% of them failed to retain any information from their listening to the station. The study has confirmed that the primary purpose of listening to the station was the music and songs, Arabic as well as western that the radio broadcasts: whereas news and information ranked the lowest in their preferences of the station's programs. For data analysis purposes we coded the responses of the audience to the question "What is your opinion about the US policy in the region" into three general categories of "positive," "negative" and neutral. Though this categorization was convenient for statistical purposes, it did not reveal the true attitude of our audience as expressed in the relevant open ended questions. The responses included such characterization of US policy as 17


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

"unjust", "arrogant" "targeting Muslims" "ignorant of the reality of our world" and many similar comments. When this is added to the findings that showed little information retention, little concern with other than music programs and a concern with the biased information presented by the station, it may be concluded that the hearts and minds of Arab youth may not be ready to be won by the sheer presentation of their favorite songs only; the remedy of the situation may not lie in popular songs, but in just and rational policies. However, one must not dismiss SAWA as being a total failure in the accomplishment of its "undeclared' mission, for one could not miss the intelligent approach of the station to the presentation and tackling of the values it hopes to spread in the region. An analysis of the content of the discussion slot the station labels " SAWA Chat" has revealed a vivid attempt to approach social and cultural issues from a problem solving approach in which a "man on the street" format allows Arabs in different parts of the region to comment on issues like " choice of spouse", "tolerance of the other", "forgiveness","religious coexistence", "obedience", "the right of self-expression" and many similar issues. Even the songs chosen all through the day did not fail to show, when some of them were analyzed, a similar orientation. Many of the songs, by Arab or western pop singers focused on such issues like "freedom of choice" "the right to love" and the preference of having a "free soul".

18


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

Conclusion: Radio SAWA has been in operation for three years. Advanced technological capabilities, an abundance of popular songs and music, and enormous funds availed by the US Congress allow the station to enjoy a considerable level of listenership, when compared to the defunct Arabic Radio Voice of America. This popularity does not, however, guarantee the achievement of the basic aims of the station as a tool of US public diplomacy in the Middle East. Though it may be too early to pass a judgment on the station's accomplishment of its mission, one may confidently state that the US would not spend millions of US taxpayer money only to entertain the Arab Youth. The US Congress, the supreme authority over the station, it seems, will have to wait for some time before the radio station delivers a dividend.

19


‫ملف الواقع اإلسالمي‬

ُّ ‫هـ‬1433 / ‫م‬2012 ، )1( ‫ العدد‬، )12( ‫ مجلد‬، ‫تفكر‬

References 1.

2. 3. 4. 5. 6.

7. 8. 9.

10.

Alvin, Snyder. (2005) Eulogy to Rebirth? US International Broadcasting Struggles to Find its Way - With the Help of Al Jazeera Transnational Broadcasting Studies: Satellite Broadcasting in the Arab and Islamic Worlds Fall / Winter 2005. El-Nawawy, M. (2006) US public diplomacy in the Arab world. Global Media and Communication, Vol. 2, No. 2, 183-203 (2006) El-Nawawy, M. (July 21, 2006) Interview with WNYC New York Public Radio. Galander, Mahmoud. 2003. Introduction to Mass communication, Khartoum :Dar Azza. Gedda, George. (November 2002). Radio Sawa: Music as a Tool. Foreign Service Journal, 56. Glenn, Kessler. (October 13, 2004) The Role of Radio SAWA In Mideast Questioned. Washington Post, Wednesday, October 13, 2004. Lasswell, H. (1934) Propaganda Technique in the world war. New York: knopf. Lippmann, W. (1922 ) Public Opinion. New York: McMillan. Office of Inspector General, U.S. Department of State and the Broadcasting Board of Governors. Monthly Report Activities. November, 2004. Pein, Corey (May-June 2005) America's Faltering Voice. Columbia Journalism Review, Available at http://cjrarchives.org/issues/2005/3/

11. 12.

Tehranian, M (1999) Global Communication and World Politics, Boulder Colorado: Lynne Rienner. Tough, Paul (2002). The Years in Ideas: Popaganda. New York Times 15 Dec. 2002.

20


The Impact of US Public Diplomacy in the Gulf:

Mahmoud M, Galander (PhD.

Website 1- http://www.radiosawa.com/english.aspx 2- http//www.bbg.gov/ bbg_news.cfm?articleID=96&mode=general.

The survey was conducted in 2003 by AC Nielsen Company on behalf of the BBG. The news was distributed by the communication officer of BBG, and appeared almost in all US media at the time. See

21


Submission Guidlines "Tafakkur" is a refereed biannual journal issued by the Institute for Islamization of knowledge (IMAM), Gezira University, Sudan. The main focus of the journal is on issues concerning Islamization of knowledge, both theoretical and empirical. Contributors are kindly requested to take note of the following points when submitting their manuscripts: 1. The submitted paper should focus on issues of Islamization of knowledge. 2. The paper should at least contribute to a better understanding of its subject matter. 3. The research methodology and style should suit the modern reader. 4. Whenever verses from the Holy Qur’an are quoted, reference should be made to their chapters and numbers. Sayings from Sunnah should be authenticated. 5. Detailed mathematical derivations should be supplied separately and will not be published. 6. References should be listed at the end of the paper. References in English should be written in the standard format, e.g, for essays: Biraima, M. H., (1999): "Social Reality."Tafakkur, Vol. 1, No. 1, Sudan, And for books: Biraima, M.H., (1999): A Quranic View..., (International Centre for Faith Studies), Sudan. References in Arabic should be written as shown in the Arabic section. 7. All manuscripts should be submitted in a typewritten copy plus an electronic copy (MS Word format). 8. The manuscript should not exceed 35 typewritten pages (A4 size), with a separately supplied abstract of no more than 200 words. 9. Papers submitted publication should be original, and are not expected to have been submitted for publication elsewhere. 10. The author's name his postal and electronic address as well as his phone and fax numbers should be supplied separately from the text of the paper. 11. The paper would be subjected to a double blind refereeing. 12. The editorial board reserves the right to make nonsubstantial changes in the paper, as well as not returning the original manuscripts to their authors. 13. Authors of accepted refereed papers will be paid a financial reward.

B


 Editorial Board Chairperson Dr . Gasim Omer Abu Elkhair

Editor-in-Chief Dr. Mohammed Hamed Mohammed Ahmed

Manager of Editing Elzein A.Yousif Ahmed Members * Prof. Gamal AL- Shareef * Prof. Mohammed Alhasan Salih * Prof. Abdalla Mohammed.AL.Amin * Dr. Dirar Elmahi Elobeid Ahmed * Dr. Awad Ibrahim Awad * Dr. Dr .Mohammed Babiker EL-Awad * Dr. Mohammed Awad –ALKareem *Dr. Hamad.El Nile M.O.A.S * Dr. Zahir Abo Obida .A.A

Correspondence Editor- in – Chief: IMAM, P.O. Box 526, Wad Medani, Sudan. Fax: 00249-511/ 843399- 820428 Tel: 00249 - 511 / 0120880278- 0120881390- 0120887135 E-mail : tafakkur2009@gmail. com

A



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.