al-ghad_newspaper_10

Page 1

‫العدد العاشر‬ ‫‪ 1‬آذار ‪2012‬‬

‫وا عمر المختار‬ ‫أحاديث في مشروع تعديل‬ ‫الدستور (‪)3‬‬ ‫النظام االقتصادي األسدرائيلي‬ ‫أصدقاء سورية‬ ‫أنا سوري ‪ ..‬آي يا نيالي‬ ‫من قاموس سورية بعد األسد‬

‫«فصل السلطات»‬ ‫هل تعلم؟‬

‫حديدٌ عتيق رصاص حديد‪ ،‬حديدٌ‬ ‫عتيق لموتٍ جديد‪ ‬‬ ‫وكل دس‪ ..‬تور‪ ...‬والشعب‬ ‫السوري حر‪ ،‬يا بشار‪...‬‬

‫وا عمر المختار‬

‫تحي ًة إىل الشعب الليبي‪ ..‬بعد أن كاد الشعب السوري يفقد األمل جراء تخاذل املواقف العربية‬ ‫ ‬ ‫والدولية‪ ،‬فإننا وجدنا إخوة لنا يف ليبيا يشدون من أزرنا‪ ،‬ويشعرون مبعاناة شعبنا‪ ،‬ويقفون إىل جانبنا‪ ،‬ولهذا‬ ‫نحن اليوم هنا يف ليبيا لتقديم الشكر الجزيل للشعب الليبي‪ ،‬ومن أجل مزيد من التواصل مع األشقاء‬ ‫الليبيني خاصة بعد خيبة األمل التي أُصبنا بها يف تونس جراء املؤمتر الدويل‪.‬‬ ‫إن الشعب السوري اليوم يف حاجة ماسة إىل الدعم‪ ،‬وإىل من يقف بجانبه؛ ألنه يخوض حرباً حقيقية‬ ‫ ‬ ‫ضد الدكتاتورية‪ ،‬وضد نظام دموي ال يعرف أية معان لإلنسانية‪.‬‬ ‫من الرضوري أن متارس الشعوب والحكومات العربية‪ ،‬وخاصة الحكومة الليبية‪ ،‬مزيدا ً من الضغط‬ ‫ ‬ ‫االقتصادي عىل روسيا والصني‪ ،‬وعىل هاتني الدولتني أن ت ُدركا أن مصلحتهام مع الشعب السوري‪ ،‬وليس مع‬ ‫النظام السوري‪ ،‬لذا عليهام أن يتخليا عن دعمهم لنظام األسد‪ ،‬فهذا النظام مستعد أن يحول سورية إىل‬ ‫محرقة للشعب السوري من أجل أن يبقى هو يف الحكم‪.‬‬ ‫إن ما يجري يف سورية اليوم هو نفسه الذي حدث يف ليبيا من قبل النظام القمعي ملعمر القذايف‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وقد استطاع الليبيون أن يصلوا إىل النرص‪ ،‬ويحققوا الحرية والكرامة‪ ،‬وثباتهم درس لنا يف سورية‪ ،‬فمهام ازداد‬ ‫القمع والدموية فإننا سنصل إىل حريتنا‪ ،‬لذلك فإن الشعب السوري يحدوه األمل بأن النرص قريب‪.‬‬ ‫إن هناك جيشاً سورياً‬ ‫حرا ً ميتلك الكفاءة‬ ‫اإلمكانيات‬ ‫وميتلك‬ ‫والقدرة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫الرجال األشاوس‪ ،‬وال‬ ‫ينقص السوريون إال‬ ‫اإلمدادات املتوقفة‬ ‫عىل الدول العربية‪ ،‬وما‬ ‫أشيع من وجود ليبيني‬ ‫داخل سورية يحاربون‬ ‫النظام هو محض افرتاء‪.‬‬ ‫عايشنا‬ ‫قد‬ ‫ ‬ ‫نحن السوريون أحداث‬ ‫الثورة التونسية منذ‬ ‫اضطربنا‬ ‫البداية‪،‬‬ ‫لفاجعة الفتى (البوعزيزي)‪ ،‬كان صدى الفاجعة حارضا ً يف كل أرسة‪ ،‬ومع وجبات العشاء التي أصبحت ت ُتناول‬ ‫عىل وقع نرشات األخبار طوال أيام الثورة التونسية تس ّمرت ماليني السوريني من الرجال والنساء والكبار‬ ‫والصغار يتابعون املشهد‪ ،‬ويعيشون الحدث‪ ،‬ويفرغون عواطفهم ومشاعرهم من خالل الدعاء‪ ،‬واستمطار‬ ‫الرحامت من رب األرض والساموات عن بعد مع شوق إىل النرصة مينع منها واقع عريب مزري شكل قيدا ً‬ ‫يصعب كرسه‪.‬‬ ‫ثم كانت الثورة املرصية أكرث درامية من سابقتها التونسية‪ ،‬وشارك يف تعزيزها مكانة مرص وحجمها‬ ‫ ‬ ‫وموقعها الجغرايف والثقايف والريادي‪ ،‬وكذا التعبئة ضد حسني مبارك نتيجة مواقفه من الحصار عىل غزة‪،‬‬ ‫مع تخاذله وفساده‪ ،‬ثم أضيف إىل ذلك دخول بلطجية حسني مبارك عىل الخط إلعطاء الفيلم الواقعي‬ ‫التسجييل بُعدا ً إضافياً من اإلثارة‪..‬‬ ‫ومع ذلك فقد حافظ التفاعل الشعبي يف العامل العريب عىل السقف املرضوب‪ :‬التسمر وراء الشاشة‬ ‫ ‬ ‫التلفزيونية للبكاء تعاطفاً‪ ،‬التصفيق تأييدا ً‪ ،‬ومل يخرج الدور الشعبي يف األقطار العربية األخرى عن هذا‬ ‫السياق‪.‬‬ ‫‪..‬يتبع يف الصفحة «‪»4‬‬ ‫ ‬


‫العدد العاشر‬ ‫‪ 1‬آذار ‪2012‬‬

‫ٌ‬ ‫أحاديث في مشروع الدستور السوري الجديد (‪)3‬‬

‫‪2‬‬ ‫النظام االقتصادي األسدرائيلي‬

‫أرشنا يف الحلقتني السابقتني إىل أ َّن النظام السوري ق َّرر ـ فجأة ـ طرح مرشوع الدستور‬ ‫ ‬ ‫ يُجمع العلامء عىل أن االقتصاد والسياسة وجهان لعملة‬ ‫ٍ‬ ‫الجديد لالستفتاء الشعبي‪ ،‬خالل وقت قصريٍ ج ّدا ً ال يزيد عن ع ّدة أيّامٍ ‪ ،‬ال تكفي للحصول عىل‬ ‫واحدة‪ ،‬ومبا أن االقتصاد هو محور العمل السيايس والضامن له‪ ،‬بل‬ ‫نسخ ٍة منه وقراءتها‪ ،‬وتأ ّملها! وهو ما حملنا عىل االكتفاء ٍ‬ ‫بعرض موج ٍز ج ّدا ً‪ ،‬أله ّم املطالب‬ ‫أكرث من ذلك فإن االقتصاد واألطامع االقتصادية هي الدافع إىل تب ّني‬ ‫الشعب ّية الها ّمة‪ ،‬التي مل يعبأ بها مرشوع الدستور الجديد!‬ ‫رؤى‬ ‫ومواقف‬ ‫سياسية‬ ‫معينة‪،‬‬ ‫ومبا‬ ‫أنه‬ ‫ال‬ ‫يوجد‬ ‫لدينا‬ ‫أدىن‬ ‫شك‬ ‫حول‬ ‫واليوم‪ ،‬وبعد مهزلة االستفتاء الذي ت َّم تحت الحديد والنار من جهة‪ ،‬وتحت التهديد‬ ‫ ‬ ‫سقوط النظام السيايس األسدرائييل فإنه ال بد من سقوط األسس التي‬ ‫من جه ٍة أخرى‪ ،‬وبنتائج يعلم الصغري قبل الكبري أنَّها مفربكة ومكذوبة‪ ،‬أصبح مرشوع الدستور‬ ‫بُني عليها االقتصاد يف سورية وكان هذا النظام يُدير بها موارد الدولة‬ ‫دستورا ً يف سورية‪ ،‬وفرضه النظامٍ عىل الشعب بالق ّوة‪.‬‬ ‫يف مختلف ال ِقطاعات ألسباب عدة نجملها يف عدة نقاط فيام ييل‪:‬‬ ‫ولذلك نبينّ فيام ييل أه ّم املطاعن عىل هذا الدستور‪ ،‬وعىل طريقة فرضه عىل الشعب‪.‬‬ ‫ ففي ِقطاع االستثامر كان يقدم تشجيع وتفضيالت وهمية‬ ‫أ ّوالً‪ :‬بعد إنكاره الشديد لوجود معارضة‪ ،‬مل يجد النظام السوري ب ّدا ً من االعرتاف بها‪ ،‬واضط ّر‬ ‫يستخدمها البتزاز املستثمرين والرسقة بطرق مخفية‪ ،‬فكانت النسبة‬ ‫إىل دعوتها إىل الحوار‪ .‬حتى إ َّن روسيا عرضت أن تستضيف جلسات هذا الحوار يف موسكو‪.‬‬ ‫األكرب من عائدات هذه االستثامرات له وألزالمه‪ ،‬علامً أنه حرص حرصاً‬ ‫ولقد كان من أبسط البده ّيات يف هذه الحالة أن تشرتك املعارضة‪ ،‬أو بعض شخص ّي ٍ‬ ‫ات منها‬ ‫شديدا ً عىل عدم منح أي استثامر للمستثمرين السوريني‪ ،‬خاصة‬ ‫أي دستو ٍر يف العامل‬ ‫عىل ّ‬ ‫األقل‪ ،‬يف صياغة مرشوع الدستور الجديد‪ ،‬هذا فضالً عن أ َّن الدستور ـ ّ‬ ‫املغرتبني منهم‪ ،‬بالرغم من امتالكهم لرؤوس أموال ضخمة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ـ ال تضعه لجنة يعينّ أعضاءها رئيس الجمهوريّة‪ ،‬وإنمَّ ا تضعه لجنة تأسيس ّية يتم انتخابها من‬ ‫أوجد طبقة جديدة من املستثمرين‪ ،‬وهم األخطر عىل االقتصاد؛ فهم‬ ‫املختصني يف القانون الدستوري‪ ،‬ولك َّن النظام السوري‬ ‫الشعب‪ ،‬مع بعض التعيينات فيها لبعض‬ ‫ّ‬ ‫أشخاص غالباً ما يكونون أمنيني ال عالقة لهم باالستثامر أو حتى أبسط‬ ‫كل ذلك‪ ،‬وقام هو لوحده بوضع الدستور‪ ،‬عىل طريقته يف قوله للشعب «أنا أعرف‬ ‫تجاوز ّ‬ ‫أنواع العمل التجاري‪ ،‬فهم بسبب السلطات املمنوحة لهم ال يعرفوا‬ ‫مبصالحكم منكم»!‬ ‫إال الربح بأي وسيلة كانت‪ ،‬ومهام كانت اآلثار املرتتبة عىل ذلك‪!.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬وصلت األخبار من سورية أ َّن عنارص الجيش والقوات املسلحة‪ ،‬ص ّوتوا ـ يف ثكناتهم ـ‬ ‫ أما قطاع الخدمات ‪-‬وعىل الرغم من أهميته‪ -‬إال أنه ال يجوز‬ ‫وتحت رقابة الض ّباط‪ ،‬بنعم للدستور قبل ثالثة أيّام من االستفتاء الشعبي عليه‪ .‬وأيّاً ما كان‬ ‫التوسع فيه أكرث من الالزم‪ ،‬ومبا يتامىش مع التوسع يف القطاعات‬ ‫األمر‪ ،‬فإ َّن تصويت هؤالء يف ثكناتهم ال ميكن اعتباره استفتا ًء شعبيّاً ح ّرا ً ونزيهاً‪.‬‬ ‫األخرى؛ وذلك ألن هذا القطاع ال يحقق القيمة املضافة التي تحققها‬ ‫ثالثاً‪ :‬وصلت األخبار أ َّن النظام تع ّمد أن يتم االستفتاء أثناء الدوام ال ّرسمي‪ ،‬ومل ِ‬ ‫يعف املوظّفني‬ ‫القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬إال أن النظام األسدرائييل ركز عىل هذا القطاع‬ ‫من الدوام‪ ،‬إلجبارهم عىل املشاركة يف االستفتاء‪ ،‬وعىل التصويت بنعم للدستور‪.‬‬ ‫وتوسع فيه بشكل كبري جدا ً مستخدما أزالمه يف الداخل للقيام بهذه‬ ‫رابعاً‪ :‬منع النظام جميع السوريني يف الخارج من االستفتاء عىل الدستور‪ ..‬وهذا ٌ‬ ‫خرق صار ٌخ‬ ‫املهمة وبرسعة فاقت جميع القطاعات األخرى‪ ،‬بل أهمل بقية‬ ‫ألبسط مبادئ املشاركة الشعبيّة يف الحياة السياسيّة‪.‬‬ ‫القطاعات؛ وذلك بسبب قلة املخاطر‪ ،‬ورسعة تحقيق األرباح يف‬ ‫أي رقابة قضائ ّية أو شعب ّية‪ ،‬وإنمَّ ا خضعت لرقاب ٍة أمن ّية‬ ‫خامساً‪ :‬مل تخضع عمل ّية االستفتاء إىل ّ‬ ‫قطاع الخدمات مقارنة بالقطاعات األخرى (وأوضح مثاالً عىل ذلك‬ ‫وعسكريّة وحزب ّية «بعث ّية»‪ .‬وهو ما يخالف أبسط مبادئ الحريّة املطلوبة لص ّحة االستفتاء‪.‬‬ ‫االتصاالت واملصارف) األمر الذي أنتج اقتصادا ً أعرجاً‪.‬‬ ‫هذا فضالً عن الكثري من املطاعن األخرى التي ال يتسع املقام لبسطها هنا‪.‬‬ ‫ وأما قطاع الزراعة فعىل الرغم من امتالك سورية لثالث مناطق‬ ‫وكل النتائج التي متخّضت عنه‪ ،‬عىل فرض أ َّن‬ ‫باطل‪ ،‬هو ّ‬ ‫ولذلك ميكن القول‪ :‬إ َّن هذا االستفتاء ٌ‬ ‫مختلفة مناخياً‪ ،‬فقد ظل هذا القطاع تقليدياً يعتمد يف كثري من‬ ‫األرقام التي أعلنها النظام لعدد املشاركني‪ ،‬ولعدد املؤيّدين للدستور‪ ،‬كانت صحيحة‪.‬‬ ‫املناطق عىل األدوات البدائية‪ ،‬إضافة إىل املشكالت النوعية التي يعاين‬ ‫هذا وللحديث صلة يف األعداد القادمة إن شاء الله تعاىل‪.‬‬ ‫منها العاملون يف هذا القطاع‪ ،‬إال أن أخطر مشكلة كان يعاين منها هذا‬ ‫املحامي مح ّمد ال ّرفاعي ـ أبو عيل‬ ‫القطاع هي إهامل امل ُن ِتج وتركه لقدره‪ ،‬فإذا زاد العرض عن الطلب‬ ‫انخفضت األسعار لدرجة أنه يضطر أحياناً إىل إتالف محصوله‪ ،‬أما إذا‬ ‫حصل العكس وزاد الطلب عىل العرض هرع التجار أزالم النظام إىل رشاء املحصول من املستثمر بسعر أعىل قليالً من سعر التكلفة‪ ،‬وباعوه بأسعار مرتفعة وحققوا أضعاف‬ ‫مضاعفة من األرباح التي كان من املفرتض أن تذهب للمزارع الذي بذل الجهد والوقت للحصول عليها‪ ،‬أما إذا كان املحصول الزراعي محصورا ً بيعه للدولة‪ ،‬فإنهم يصريون‬ ‫القوانني التي تجرب املزارع عىل بيعهم املحصول بأسعار بخسة‪ ،‬كام فعل ذو الهمة شاليش مع أبناء املنطقة الرشقية عندما كان يرغمهم عىل بيع محصول القطن بأسعار بخسة‬ ‫مبساعدة وزير الزراعة السابق عادل سفر‪ ،‬األمر الذي أدى ‪-‬إضافة إىل عدم إيجاد استثامرات حديثة يف هذا القطاع‪ -‬إىل تهجري أكرث من ثالمثئة ألف نسمة من تلك املنطقة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أما قطاع الصناعة فباإلضافة إىل ضعف بنيته الهيكلية‪ ،‬فقد عمد النظام من أجل زيادة أرباح أزالمه من خالل منح الوكاالت الحرصية لهم السترياد املنتجات املصنعة‪،‬‬ ‫فقد‬ ‫و‬ ‫ضع‬ ‫الكثري‬ ‫من‬ ‫الع‬ ‫ر‬ ‫اقيل‪،‬‬ ‫منها‬ ‫ُ‬ ‫عىل سبيل املثال وليس الحرص صعوبة التمويل الصناعي وتعقد رشوطه‪ ،‬وتوزع إجراءات الرتخيص من التنفيذ حتى التشغيل بني عدة‬ ‫وزارات ومؤسسات ال يوجد بينها أي ترابط أو تنسيق‪ ،‬عالوة عىل املوافقات األمنية‪ ،‬والتي غالباً ما تكون من عدة فروع أمنية‪ ،‬وجميعها مراكز ابتزاز‪ ،‬وال يوجد أي تنسيق‬ ‫بينها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫بينام سخرت كل موارد قطاع الطاقة لخدمة هذا النظام املستبد وتثبيت أركانه من خالل اإلنفاق عىل إنشاء الفروع األمنية لتكميم أفواه الشعب وسلب كرامته‬ ‫وحريته‪ ،‬وكذلك عىل التسليح‪ ،‬وخري مثال عىل ذلك القذائف والصواريخ التي اتجهت للخلف وأخطأت العدو الصهيوين وأصابت وقتلت الشعب السوري األيب الذي دفع‬ ‫مثنها من موارده‪.‬‬ ‫وحتى املفاوضات التي متت مع بعض دول الجوار‪ ،‬وعىل الرغم من التنازالت االقتصادية الكبرية التي قدمها النظام‪ ،‬فإنها مل تكن ملصلحة الدولة‪ ،‬بل كانت للحصول عىل مزايا‬ ‫شخصية للعائلة الحاكمة ترتكز يف نقطتني‪ :‬األوىل زيادة أرباح وممتلكات هذه العائلة وشبيحتها‪ ،‬والثانية الحصول عىل الدعم السيايس واإلعالمي من تلك الدول‪.‬‬ ‫ ‬ ‫لقد امتاز هذا النظام بالكذب املمنهج حول وضع رؤى لتحسني األوضاع االقتصادية يف سورية يستخدمها لتخدير الشارع‪ ،‬وجعله يعيش عىل أمل الشفاء من رسطان‬ ‫آل الوحش‪ ،‬لكن يأىب السوريون إال استئصال هذا الورم الخبيث ونزعه من جذوره‪ ،‬ليبني الشعب السوري اقتصا َده عىل أسس سليمة‪ ،‬والذي سيمر مبرحلتني أو ثالث مراحل‬ ‫سنتناولها الحقاً إن شاء الله‪.‬‬ ‫د‪ .‬أبو أوس‪ ،‬دكتوراه يف االقتصاد جامعة دمشق‬


‫العدد العاشر‬ ‫‪ 1‬آذار ‪2012‬‬

‫ ‬

‫أصدقاء سورية‬

‫رش‪...‬‬ ‫ال تخدعوين باألسامي واألماين يا ب ْ‬ ‫الصو ْر‪..‬‬ ‫ال تطلقوا األلقاب ظ ّناً أنني أهوى ُّ‬ ‫فعل ظه ْر‪..‬‬ ‫حسب الفعال دليل صدق املرء إ ْن ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يا أصدقايئ هل أموت وهل مي ّزقني الرش ْر!‬ ‫يا أصدقايئ هل أُقَطَّع ثم أُرمى كالقذ ْر‪.‬‬ ‫وعيونكم ترعى ماميت‪ ..‬دون إيقاف الرضر‪..‬‬ ‫وندا استغاثايت‪ ..‬عوييل‪ ..‬مدمعي مثل املط ْر‪..‬‬ ‫وأراك ُم حويل بال فعلٍ وال عملٍ صد ْر‪..‬‬ ‫ال ما وعيتم ما الصداقة‪ ..‬ما الرشوط وما الع ْرب‪..‬‬ ‫كال وال صدق الضمري إذا تسترَّ بالصو ْر‪..‬‬ ‫لست ْم لقلبي أصدقا ًء ال وع ّزة من أم ْر‪..‬‬ ‫لستم لرتايب أصدقا َء وحق خالّق القد ْر‪..‬‬ ‫رش‪..‬‬ ‫مل تعرفوا كُنه الصداقة يا رسومات الب ْ‬ ‫إن الصداقة مهج ٌة كمن أجلنا تهوى الخط ْر‪..‬‬ ‫أصحاب بل أحباب سورية ٌ‬ ‫رجال كالحج ْر‪..‬‬ ‫سام أغ ّر‪..‬‬ ‫كتبوا الهوى بدمائهم‪ ...‬وجبينهم ٍ‬ ‫بدم عزي ٍز قد طَ ُه ْر‪..‬‬ ‫رسموا املحبة‪ ..‬سطّروا ٍ‬ ‫من ينبتون من الرتاب مع الدماء جنى الزه ْر‪..‬‬ ‫من يكتبون عىل الربا وعىل السام وعىل القم ْر‪..‬‬ ‫سوري يا عر ُّيب أنت اآلن حر‪).......‬‬ ‫رش أيا‬ ‫ُّ‬ ‫(أب ْ‬ ‫بنت الوليد‬

‫ هل تعلم؟؟‬ ‫هل تعلم أ َّن حمص تحتوي عىل ثاين أكرب مقربة يف اإلسالم بعد‬ ‫البقيع يف املدينة املنورة‪ ،‬وهي مقربة الكتيب؟‬ ‫هل تعلم أنه قد دفن يف أرض حمص الطاهرة أربعمئة صحايب من‬ ‫صحابة رسول الله صىل الله عليه وسلم؟‬ ‫هل تعلم أ َّن الخالدية ُسميت نسبة لسيف الله املسلول سيدنا‬ ‫خالد بن الوليد‪ ،‬وفيها قربه ومسجده‪ ،‬وترك فيها الكتري من أوالده‬ ‫وأحفاده من بني خالد ؟‬ ‫هل تعلم أ َّن بابا َعمرو ُسميت نسبة للصحايب الجليل َعمرو بن‬ ‫مع ّد يكرب الزبيدي‪ ،‬وفيها مسجده وقربه ريض الله عنهام؟‬

‫‪3‬‬ ‫أنا سوري‪ ..‬آه يا نيالي‬ ‫ قال امللك عبد العزيز‪ :‬سورية ال تحتاج إىل رجال؛ فرجالها أهل ثبات‪.‬‬‫ قال فيديل‪ :‬الفرنسيون حمقى؛ ألنهم احتلوا دولة شعبها ال ميل وال يضعف‪.‬‬‫ قال صدام حسني‪ :‬يف كل نقطة دم سورية يولد مجاهد‪.‬‬‫ قال كيسنجر ‪ :‬ال يوجد‪ ،‬ومل‪ ،‬ولن يوجد أشجع وأجد وأعند من السوريون‪.‬‬‫ قال الحجاج عن أهل الشام‪ :‬اليغرنك صربهم وال تستضعف قوتهم؛ فهم إن قاموا لنرصة‬‫رجل ما تركوه إال والتاج عىل رأسه‪ ،‬وإن قاموا عىل رجل ما تركوه إال وقد قطعوا رأسه‪،‬‬ ‫فانتصرِ وا بهم فهم من خري أجناد األرض‪ ،‬واتقوا فيهم ثالثاً‪ :‬األوىل نسائهم‪ ،‬فال تقربوهم‬ ‫بسوء وإال أكلوكم كام تأكل األسود فرائسها‪ .‬الثانية أرضهم‪ ،‬وإال حاربتكم صخور جبالهم‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬دينهم‪ ،‬وإال أحرقوا عليكم دنياكم‪.‬‬

‫من قامو‬

‫سلطات‬

‫س سورية ما بعد األسد ف‬

‫صل ال‬

‫فصل السلطات مصطلح سيايس صاغه املفكر الفرنيس البارون دي مونتسكييه‪ ،‬وهو أحد‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫مبادئ الدميقراطية‪ ،‬ويعترب أحد أهم رشوط تحقق الحكم الدميقراطي للدول‪ ،‬ويطلق عليه أيضاً ‪Trias‬‬ ‫‪.Politica‬‬ ‫وضع اإلغريق منوذج فصل السلطات األول يف الدساتري التي تنظم حكمهم‪ ،‬ومع ذلك فإن فصل‬ ‫ ‬ ‫السلطات دخل حيز االستخدام الواسع النطاق من جانب الجمهورية الرومانية‪.‬‬ ‫يف إطار هذا النموذج‪ ،‬فإن نظام الحكم يف الدولة مقسم إىل سلطات منفصلة ومستقلة يف‬ ‫ ‬ ‫الصالحيات‪ ،‬والتقسيم األكرث رواجاً هو تقسيمها إىل سلطات ثالث‪ :‬السلطة الترشيعية والسلطة القضائية‬ ‫والسلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫السلطة الترشيعية (‪ :)Legislature‬هي هيئة تداولية منتخبة بشكل مبارش من قبل الشعب‬ ‫ ‬ ‫بصورة دميقراطية وحرة‪ ،‬ولها سلطة اقرتاح القوانني وسنها وإقرارها‪ ،‬وتُعرف الهيئات الترشيعية بتسميات‬ ‫عدة منها‪ :‬مجلس الشعب‪ ،‬الربملان‪ ،‬الكونغرس‪ ،‬الجمعية الوطنية‪ ...‬وتعترب الهيئة الترشيعية السلطة‬ ‫الرسمية العليا يف الحكومات ذات النظام الربملاين‪ ،‬وهي التي تعني املسؤولني يف السلطة التنفيذية‪ ،‬أما‬ ‫يف الحكومات ذات النظام الرئايس فإن الهيئة الترشيعية تعترب فرعاً للحكومة مساوياً للفرع التنفيذي‬ ‫ومستقالً عنه يف نفس الوقت‪ ،‬وإضافة إىل سن القوانني فإن للهيئات الترشيعية سلطات حرصية ال‬ ‫ميكن ألي من السلطات األخرى القيام بها أو التدخل فيها‪ ،‬وهي زيادة الرضائب واملصادقة عىل ميزانية‬ ‫الدولة والوثائق املالية األخرى‪ ،‬كام أن مصادقة الهيئات الترشيعية مطلوبة إلبرام االتفاقيات الدولية‬ ‫واملعاهدات وإعالن الحرب‪.‬‬ ‫محمد السوري‬

‫حديدٌ عتيق رصاص حديد‪ ،‬حديدٌ عتيق لموتٍ جديد‪ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫معصم‪ ،‬ونصلٍ عىل حلم ٍة أو وريد‪،‬‬ ‫الحديد؟‪ ‬لقيد س ُيلوى عىل‬ ‫كل هذا‬ ‫حدي ٌد‪ ..‬ملن ُّ‬ ‫ ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدم‪ ،‬وأصغي إىل الصبية الضاحكني‪،‬‬ ‫وقفلٍ عىل ِ‬ ‫الباب دو َن العبيد‪ ،‬وناعورة الغرتاف ِ‬ ‫وكالنصلِ َ‬ ‫ينفض يف خاطري‪ ،‬وكالجر ِح إذ ينزف‪ ،‬أرى الفوهاتَ‬ ‫قبل انتبا ِه الطعني‪ ،‬وكالربقِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫رصاص ونار‪ ،‬ووج ُه‬ ‫وينهل‬ ‫التي تقصف‪ ،‬تس ُّد املدى واللظى والدماء‪ُّ ،‬‬ ‫كالغيث مل َء الفضاء‪ٌ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫اصطك في ِه الحديد‪ ،‬حدي ٌد ونار‪ ،‬حدي ٌد ونار‪ ،‬وث َّم ارتطا ٌم وث َّم انفجار‪،‬‬ ‫عبوس ملا‬ ‫السامء‬ ‫ٌ‬ ‫وأنقاض دار‪..‬‬ ‫ورع ٌد قريب‪ ،‬ورع ٌد بعيد‪ ،‬وأشال ُء قتىل‬ ‫ُ‬ ‫حدي ٌد عتيق لغز ٍو جديد‪ ،‬حدي ٌد َّ‬ ‫ليندك هذا الجدار‪ ،‬مبا خ َّط يف جانبي ِه الصغار‪ ،‬وما‬ ‫ ‬ ‫استودعوا من أمانٍ كبار‪..‬‬


‫العدد العاشر‬ ‫‪ 1‬آذار ‪2012‬‬

‫‪ ..‬وا عمر المختار‬

‫يف حني حاول بعض األحرار يف سورية القمعِ واالستبداد االعتصا َم أمام‬ ‫ ‬ ‫السفارة املرصية بالشموع تأييدا ً لحقيقة (أمة واحدة) ولشعب مرص العظيم‪،‬‬ ‫مل يكن االعتصام مخالفاً للموقف الرسمي املعتمد يف سورية من الرئيس املرصي‬ ‫املخلوع‪ ،‬وإمنا كانت املخالفة االسرتاتيجية يف أن يعود أبناء الشعب السوري إىل‬ ‫سجيتهم يف التعبري عن رأيهم‪ ،‬ويف االلتحام بقضايا أمتهم‪.‬‬ ‫ثم جاء املخاض الليبي الذي يختلف عن الدرسني التونيس واملرصي‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ليواجه االستبداد يف طرابلس الغرب التي ميتلك طاغيتها مؤهالت (ثورية‬ ‫تقليدية) أكرث دموية‪ ،‬فصابر أهلنا من أبناء عمر املختار بإباء يف ساحة الرصاع‪،‬‬ ‫وقارعوا القذايف املخمور العنيد وذريته بهدير جامهريهم وعظم تضحياتهم‪،‬‬ ‫وعمق إميانهم وثبات عقيدتهم‪ ،‬وبدعم عريب ودويل غري املعادلة‪ ،‬وصنع الفارق‬ ‫يف تجربة ناجحة لتدخل عسكري مرشوط مسيطر عليه من أبناء املختار‪ ،‬فتحقق‬ ‫النرص‪ ،‬وحقنت دماء كادت أن تُراق‪.‬‬ ‫وتأيت سورية من بعيد لتعيش ذلك الربيع‪ ،‬مسقطة حاجز الخوف‪ ،‬لتطوي‬ ‫ ‬ ‫نصف قرن من االستبداد العسكري األمني ومصادرة الحريات‪ ،‬وإقصاء الناس‪،‬‬ ‫ومامرسة الوصاية عليهم‪ :‬تارة باسم التقدم واالشرتاكية‪ ،‬وأخرى بدعوى املقاومة‬ ‫والصمود‪ ،‬وقد انكشف املستور‪ ،‬وسقطت األقنعة‪ ،‬لكن البطش يف سورية أكرب‬ ‫واملعاناة أقىس؛ فسورية تخىل عنها القريب والبعيد‪ ،‬واكتفى الجميع باالستنكار‬ ‫والشجب‪ ،‬ومبهلٍ زمنية ال تحمل يف مضمونها سوى تهديدات شكلية تسمح‬ ‫للجزار مبامرسة فنه من القتل والذبح واالستكبار!‬ ‫تُذبح سورية عىل مرأى من العامل‪ ،‬مع إعالم ينقل الرصخات وهول‬ ‫ ‬ ‫املأساة ويسأل السوريون‪ :‬من يسكت األمل؟! من يسمع بكاء األطفال عىل فقدان‬ ‫الوالد؟! من يوقف رصخات األمهات برحيل أبنائهن؟! من يوقف نزيف الدم‬ ‫السوري الذي يراق عىل مشهد العامل بأكمله؟!‬ ‫َ‬ ‫يتفرج العامل عىل إبادة شعب من نظام أخذ قرار االنتقام من شعبه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫املدن السورية تحارص بالدبابات‪ ،‬وت ُقصف ليالً ونهارا ً وجهارا ً والعامل يتفرج‪،‬‬ ‫اإلسالم يا سادة يف بلدي يُهان‪ ،‬مآذن تدمر‪ ،‬دور عبادة تُنتهك حرمتها‪ ،‬مصاحف‬ ‫تدنس‪ ..‬من يوقف نزيف الدم السوري الذي يراق عىل مشهد العامل بأكمله‪..‬‬ ‫العامل يتفرج عىل إبادة شعب من نظام أخذ قرار االنتقام من شعبه‪ ،‬املدن‬ ‫السورية محارصة عن بكرة أبيها‪ ،‬من درعا وقود االنتفاضة السورية إىل ريف‬ ‫دمشق إىل إدلب إىل الالذقية إىل حامة الجريحة إىل حلب الشهباء إىل حمص‬ ‫الصمود‪ ،‬حمص التي قالت كلمتها (لن نركع)‪ ،‬حمص التاريخ يكتبها أبناؤها‬ ‫األشاوس األسود‪ ،‬والله قادر عىل كل يشء‪..‬‬ ‫حمص بشيوخها ونسائها الحرائر وبشبابها وأطفالها الكبار لن تركع‪ ،‬وهي‬ ‫ ‬ ‫اآلن تسطر معركة هذه األمة‪ ،‬لن يحولك الجالد يا حمص وكل مدن سورية إىل‬ ‫هياكل عظمية‪.‬‬ ‫أيها السادة إن مل تحرككم تلك املشاهد اإلنسانية أفال تحرككم االنتهاكات‬ ‫ ‬ ‫الدينية‪ ،‬اإلسالم يف بلدي يُهان‪ ،‬الذات اإلالهية تنتهك قدسيتها‪ ،‬دور العبادة‬ ‫تدنس حرمتها‪ ،‬مصاحف تداس‪ ،‬ونساء تنتهك عفتها فتنادي صارخة وااا إسالماه‪..‬‬ ‫ولليبيا العزة حملتنا حرائر بابا َعمرو وكل سورية‪ :‬وااا ُعمر املختار‪ ..‬وااا ليبيا‬ ‫اإلباء‪ ..‬واااه عبد الجليل‪ ..‬واااااه ثوار ليبيا‪.‬‬ ‫ليس من النرصة يف يشء أن نبيك وراء شاشة التلفزيون‪ ،‬دمنا املسفوح يف‬ ‫ ‬ ‫سورية عىل يد السفاح األثيم‪ .‬املطلوب أن تخرج الجامهري العربية يف وقفات‬ ‫للنرصة يف كل العواصم واملدن والبلدات‪ ،‬أن متتد يد العون للسوريني بكل دعم‬ ‫ومساعدة‪ ،‬فرجال سورية ال يقلون بأساً وشجاعة وإرصارا ً عن رجاالت ليبيا‪ ،‬لكنهم‬ ‫يفتقدون العون والسالح‪ ،‬هناك جيش حر بطل مغوار بإمكانيات محدودة غري‬ ‫الخارطة ورسم معارك ومالحم بطولية فكيف إن ُدعم‪.‬‬ ‫عىل الدول الصادقة يف دعوى املساندة أن تبادر لوضع الخطط املجدية‬ ‫ ‬ ‫لصون دمنا املسفوك عىل يد املجرم الكبري‪ .‬إن نرصة شيخ القراء (كريم راجح)‬ ‫وأحفاده حق يف أعناقكم جميعاً‪ ،‬فلينظر كل واحد منكم كيف يؤدي ما عليه‪.‬‬ ‫حسان شلبي‬

‫‪4‬‬ ‫وكل دس‪..‬‬

‫تور‪ ...‬وال‬ ‫شعب السوري حر‪ ،‬يا بشار‪...‬‬

‫ويستمر املسلسل املكسييك املدبلج‪ ،‬ويزداد استغراقه بالوهم يوماً بعد‬ ‫ ‬ ‫يوم‪ .‬حرصت أال تفوتني آخر حلقة التي كانت بعنوان (االستفتاء عىل الدس‪...‬‬ ‫تور)‪ ،‬وجمدت كل أجندايت ألستمتع بقضاء يوم هزيل لطيف‪ ،‬ومل أندم أنني تابعت‬ ‫املسلسل من أوله آلخره عىل قناة الدنيا التي يشهد لها التاريخ بالدبلجة والفربكة‪.‬‬ ‫ومن مشهد كوميدي إىل آخر‪ ،‬تسأل مذيعة قناة الدنيا شاباً مقبالً عىل صناديق‬ ‫االقرتاع‪( :‬ما رأيك بالدستور الجديد؟) فيجيب‪( :‬ممتاز‪ ،‬ولكني أعرتض عىل بند واحد‬ ‫فيه‪ :‬ال يحق للرئيس أن يحكم أكرث من ‪ 14‬سنة‪ ،‬واملفروض أن يكون لألبد)‪ .‬حارض‬ ‫(يا رفيق) إن شاء الله لألبد يف جهنم وال يهمك‪.‬‬ ‫تسأل املذيعة رجالً آخر مغلوباً عىل أمره‪( :‬ما رأيك بالدستور الجديد؟)‬ ‫ ‬ ‫فيصمت‪ ،‬يبتسم‪ ،‬يتلعثم‪ ..‬انتظار‪ ...‬ما يف جواب‪( !.‬الظاهر يا أما نسيوا يحفظوا شو‬ ‫الزم يقول‪ ،‬يا أما حفظوا بس املسكني نيس قدام الكمريا)‪.‬‬ ‫تسأل املذيعة امرأة مسنة خارجة من مركز التصويت‪( :‬ما رأيك بالدستور‬ ‫ ‬ ‫الجديد ؟) تجيب السيدة (ما قرأته)‪ ...‬عادي املخلوقة رصيحة شو بدها تكذب مثالً‬ ‫؟؟؟‬ ‫تسأل املذيعة صبية مثقفة‪( :‬شو رأيك بالدستور؟) فتجيب (أحسن يش إنه‬ ‫ ‬ ‫أعطى املرأة حقها)‪ ..‬ليش قديش حق املرأة؟!‬ ‫وقديش إنت قبضت لجاوبت هالجواب الحلو؟!‬ ‫مذيع مغلوب عىل أمره سأل ثالث من الدراويش ييل شحطوهم من‬ ‫ ‬ ‫وظيفتهم للتصويت‪ ،‬بس يا حرام وال واحد ريض يجاوب‪( :‬بعتذر‪ ..‬اسأل غريي‪)..‬‬ ‫طبعاً مشان ما يشهدوا شهادة زور‪.‬‬ ‫مذيعة آخر مسخرة تقول ( هناك ‪ 800‬ألف مركز استفتاء يف محافظة‬ ‫ ‬ ‫لكل مواطن !!!! ) يخرب بيتك شو غبية‪ ،‬ويخرب بيت‬ ‫الالذقية‪ ..‬يعني مبعدل مركز ّ‬ ‫أهلك شو بتحبوا الكذب‪.‬‬ ‫وملا م ّر النهار‪ ،‬وما يف إقبال ع التصويت‪ ...‬الجامعة احتاروا بأمرهم ‪...‬‬ ‫ ‬ ‫يعني كل شبيح ص َّوت عرش مرات‪ ،‬بس ما بيكفي! بدهم ناس تظهر ع اإلعالم‬ ‫عم تصوت‪ ...‬راحو دعوا ( املكفوفني ) للتصويت (أحسن مشان الشبيحة يعبوا‬ ‫الورقة الرسية نيابة عنهم‪ ،‬مساعدة إنسانية‪ ،‬وبكل وقاحة دعوا ذوي العاهات من‬ ‫مشوهي الحرب اليل كانوا ضحية قذائف كتائب األسد مشان يصوتوا ع الدس‪...‬‬ ‫تور‪ ،‬ومذيع شبيح يجري لقاء مع (ذو إعاقة عقلية) ويسأله موافق ع الدستور‬ ‫الجديد؟؟ وهو يا عيني ما عرفان الدس من التور‪ ،‬بس ييل نسيوا يساووا إنو يفتحوا‬ ‫املصحات العقلية ويشحطوا املرىض للتصويت‪ ..‬هاي فاتتهم‪.‬‬ ‫يدخل الرئيث املعتوه للتصويت (ع أساس من حقه التصويت متله متل أي‬ ‫ ‬ ‫مواطن عادي) فيقول‪ ( :‬العامل يسيطرون عىل الفضاء ونحن نسيطر عىل األرض‪،‬‬ ‫بس قريباً رح نسيطر ع األرض و الفضاء ؟؟) إي شو ناوي تعمل غزو فضايئ للمريخ‬ ‫مثالً ؟ كربان راسك كتري‪ ،‬معك حق‪ ،‬والله العامل عم يدعمك وعندك سند قوي ع‬ ‫قولة عادل اإلمام (قاعدة ميني وقاعدة شامل) مو ناقصك غري تشكل وزارة التدجيل‬ ‫والتدسري‪ ،‬وتفتح خياط رجايل (لتفصيل دساتري حسب املقاس والدي ‪..‬رجايل ‪...‬‬ ‫نسواين)‪.‬‬ ‫أما يف الجهة األخرى من العامل الذي يقع خارج تغطية قناة الدنيا‪ ،‬فهناك‬ ‫ ‬ ‫سناريو آخر‪ ،‬إجوا شباب بابا عمرو املنكوبني‪ ،‬الله يحميهم‪ ،‬وصوتوا ع الدستور‬ ‫الجديد عىل طريقتهم الحمصية‪ ،‬ووضعوا يف صناديق االقرتاع عينات من رأيهم‬ ‫بالدس‪ ...‬تور (بقايا رصاص وقذائف هاون وقذائف أر يب جي وبقايا منازلهم‬ ‫املدمرة )‪...‬‬ ‫واحد وضع داخل الصندوق (رضاعة الحليب تبع ابنه ييل مات تحت‬ ‫ ‬ ‫األنقاض)‪ ،‬وواحد منهم وضع داخل الصندوق (يده املبتورة بسبب إصابته بقذيفة)‪،‬‬ ‫وكان محتفظ فيها للذكرى‪ ،‬بس كله فداء الدستور‪،‬‬ ‫وآخر ورقة نزلت يف صناديق االستفتاء كتب عليها (يلعن روحك يا حافظ ع‬ ‫هالجحش اليل خلفته)‪.‬‬ ‫أما الدستور ذات نفسه‪ ،‬بعض الشباب ساواه محارم تواليت‪ ،‬وبعضهم‬ ‫ ‬ ‫بسلة إعادة تدوير النفايات للحفاظ عىل البيئة من التلوث‪ .‬وكل دس‪ ....‬تور ‪.....‬‬ ‫ ‬ ‫والشعب السوري حر‪ ،‬يا بشار الك ّر‪.‬‬ ‫د‪ .‬شمس الحرية‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.