9789175675312

‫‪– en möjlighet för alla‬‬

‫مثل زالتان‪ ،‬تقريباً‬

‫أريد أن أصبح مثل زالتان‪.‬‬ ‫األم ُر حيا ٌة أو موت بالنسبة يل‪.‬‬

‫ ‬ ‫يوهانّا نيلسون‬

‫أنا أكره القراءة والكتابة! وأخطئ فيهام دامئاً‪.‬‬ ‫مت طلب االنتساب إىل ثانوية كرة القدم‪.‬‬ ‫لذلك قدّ ُ‬ ‫يجب أن يقبلوين فيها!‬

‫‪9 789175 675312‬‬

‫مثل‬ ‫زالتان‬ ‫تقر يباً‬ ‫يوهانّا نيلسون‬

‫‪Nypon förlag‬‬

‫العنوان‪ :‬مثل زالتان‪ ،‬تقريباً (‪)Nästan som Zlatan‬‬ ‫الكاتبة‪ :‬يوهانّا نيلسون (‪)Johanna Nilsson‬‬ ‫الرتجمة من اللغة السويدية‪ :‬فهد امللقي (‪)Fahed Al Mulki‬‬ ‫الغالف‪ :‬يوناس ليندين (‪)Jonas Lindén‬‬ ‫© يوهانّا نيلسون ودار النرش (‪)Nypon förlag AB‬‬ ‫الطبعة األوىل ‪2015‬‬ ‫عدد الصفحات‪52 :‬‬ ‫مؤرش صعوبة النص )‪16 :(Lix‬‬ ‫مستوى القراءة السهلة‪:‬‬ ‫من ‪ 13‬سنة‪.‬‬ ‫رقم النرش ‪ISBN 978-91-7567-531-2‬‬ ‫دار النرش نيبون (‪ – )Nypon förlag‬فرصة للجميع‬ ‫‪info@nyponforlag.se‬‬ ‫‪www.nyponforlag.se‬‬ ‫تجد يف موقعنا اإللكرتوين مواد دراسية مجانية‪.‬‬

‫يوهانّا نيلسون (‪)Johanna Nilsson‬‬

‫مثل زالتان‪ ،‬تقريباً‬ ‫الرتجمة من اللغة السويدية‪ :‬فهد امللقي‬ ‫الغالف‪ :‬يوناس ليندين‬ ‫دار النرش نيبون‬

‫‪Nypon förlag‬‬

‫‪1‬‬

‫أحلم أن أصري مثل زالتان‪.‬‬ ‫أحياناً ألعب مبهارة فائقة‪ .‬وعندئذ أشعر وكأنني‬ ‫رصتُ فعالً مثل زالتان‪ ،‬من اآلن‪ .‬تقريباً‪ ،‬عىل أي حال‪.‬‬ ‫مثل زالتان‪ ،‬تقريباً‪.‬‬ ‫يل‪ .‬أو‬ ‫لكن زالتان لن يوافقني الرأي‪ّ .‬‬ ‫وربا يضحك ع ّ‬ ‫يحاول أن يعلّمني بعضاً من حركاته الف ّنية‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬بالتأكيد سوف يفعل ذلك‪ .‬ألنه يبدو لطيفاً‪.‬‬ ‫ُمشاكس ولكنه لطيف‪.‬‬ ‫كم أمتنى أن يعلّمني ركلة املقص!‬ ‫أليست هذه الكلمة جميلة؟ ركلة املقص‪.‬‬ ‫إنها أصعب كلمة أعرفها‪ .‬وهي أصعب كلمة أستطيع‬ ‫أن أقرأها وأكتبها بدون أي خطأ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫وما عدا هذه الكلمة‪ ،‬فإنني أخطئ دامئاً يف القراءة‬ ‫والكتابة‪.‬‬ ‫كأن الحروف والكلامت تقفز من مكانها عندما‬ ‫أحاول أن أقرأ أو أكتب‪ .‬كم أكره ذلك!‬ ‫أكره أن أكون جاهالً‪ ،‬وأن ال أستوعب‪ .‬أكره أن أشعر‬ ‫بأنني غبي طيلة الوقت‪ .‬غبي‪ ،‬أغبى‪ ،‬األغبى‪.‬‬ ‫لدي ثالث أخوات‪ .‬الصغرى عمرها سبع سنوات‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫أفضل مني بالقراءة والكتابة‪.‬‬ ‫والوسطى عمرها تسع سنوات‪ ،‬والكربى ثالث عرشة‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫أعطيت أختي الكربى خمسني كرونة‬ ‫يف إحدى املرات‬ ‫ُ‬ ‫ليك تكتب يل موضوع التعبري‪.‬‬ ‫أغش‪ .‬وطلبت‬ ‫ولكن معلّمتي اكتشفت أنني كنت ّ‬ ‫حصلت‬ ‫كنت قد‬ ‫ُ‬ ‫مني أن أبقى بعد الدرس‪ ،‬وسألتني إن ُ‬ ‫عىل مساعدة يف كتابة موضوع التعبري‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫لست ماهرا ً يف الكذب‪.‬‬ ‫قلت لها الحقيقة‪ .‬أنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫مل أشعر مبثل ذلك العار طيلة حيايت‪.‬‬ ‫ِغ ْب ُت عن املدرسة بقية ذلك النهار‪.‬‬ ‫بكيت قليالً‪ .‬كنت‬ ‫كنت أتسكّع يف املدينة‪ ،‬كام أنني ُ‬ ‫أشعر بأنني أكرث إنسان عديم القيمة يف العامل‪.‬‬ ‫يا ت ُرى هل كان زالتان يشعر بالعار مثيل؟‬ ‫يا ت ُرى هل كان زالتان يعاين يف املدرسة مثيل؟‬ ‫بكيت أنا منذ‬ ‫يا ت ُرى هل كان زالتان يبيك مثلام ُ‬ ‫بضعة أيام؟‬ ‫رمبا حان الوقت ألع ّرفكم بنفيس‪ .‬اسمي يوهان‬ ‫ليندبلوم‪ ،‬وعمري خمس عرشة سنة‪ ،‬ولكني سوف‬ ‫أصبح ست عرشة يف فصل الخريف القادم‪.‬‬ ‫نحن اآلن يف فصل الربيع‪ .‬يف منتصف شهر نيسان‪.‬‬ ‫وهو آخر فصل درايس لنا يف الصف التاسع‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫فيل حمراء‬ ‫أعيش مع أخوايت الثالث وأيب وأمي يف ّ‬ ‫اللون‪ .‬لدينا حديقة كبرية تزرع فيها أمي الكثري من‬ ‫الفواكه والخضار والورود‪.‬‬ ‫تعمل أمي يف متجر لبيع الورود‪ .‬ويعمل أيب بائع‬ ‫سيارات‪.‬‬ ‫أحياناً تركض أمي‪ ،‬ألنها تريد أن تخفّف من وزنها‪.‬‬ ‫تركت الركض‪ ،‬وهي‬ ‫ولكن وزنها مل ينقص أبدا ً‪ .‬لذلك ْ‬ ‫توايس نفسها بأكل الشوكوالتة‪ .‬ذكية!‬ ‫أيب يلعب البولينغ أحياناً مع بعض زمالئه يف العمل‪.‬‬ ‫ويعتقد أن ذلك يجعله رياض ّياً‪.‬‬ ‫ال يوجد من يهت ّم بالرياضة من بني أخوايت‪ .‬هوايتهن‬ ‫املوسيقى‪ .‬ويعزفن عىل آالت موسيقية مختلفة‪،‬‬ ‫ويذهنب إىل دروس الغناء‪.‬‬ ‫أحياناً ال أستطيع أن أتح ّمل كل هذا الضجيج‪،‬‬ ‫فواحدة تعزف عىل الغيتار‪ ،‬واألخرى عىل البيانو‪،‬‬ ‫والثالثة عىل املزمار‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫أنا ال أريد سوى أن ألعب كرة القدم طيلة النهار‪ .‬ال‬ ‫يفهمني أحد يف عائلتي‪ .‬أشعر وكأنني غريب عنهم‪ .‬غري‬ ‫معقول!‬ ‫نحن نسكن يف مدينة صغرية‪ ،‬ولدينا فريق كرة قدم‬ ‫ممتاز‪ .‬ويشارك هذا الفريق يف الدوري السويدي‪ ،‬وفزنا‬ ‫ببطولة السويد قبل ثالث سنوات‪.‬‬ ‫مركزي يف الفريق هو الهجوم‪ .‬وأنا أس ّجل أكرث‬ ‫األهداف‪ .‬أنا أرسع من الجميع‪ .‬أنا أقفز أعىل من‬ ‫الجميع عندما نتدرب عىل نطح الكرة‪ .‬أنا أركل الكرة‬ ‫بق ّوة تفوق الجميع‪.‬‬ ‫أنا ال أبالغ‪ .‬هذا صحيح‪.‬‬ ‫أنا ال أحب الناس الذين يتباهون‪ .‬وال ميكن أن أتباهى‬ ‫أبدا ً‪ .‬اسألوا مد ّريب ع ّني‪ .‬إنه يقول يل إن عندي موهبة‬ ‫عظيمة‪.‬‬ ‫يل أن أصبح أفضل ليك‬ ‫ولكنه يقول أيضاً إنه يجب ع ّ‬ ‫كنت أريد أن‬ ‫أستطيع االنتقال إىل فريق النخبة‪ .‬إن ُ‬ ‫أصبح محرتفاً مثل زالتان‪.‬‬ ‫مت طلب االنتساب إىل ثانوية كرة القدم‪.‬‬ ‫ولذلك ق ّد ُ‬ ‫وال ب ّد أن يقبلوين فيها!‬ ‫‪9‬‬

‫أيب وأمي ال يفهامين‪.‬‬ ‫يريدان مني أن أدرس برنامج الثانوية العامة‪ ،‬أو‬ ‫برنامجاً مهن ّياً‪ .‬ليك أستطيع الحصول عىل عمل فور‬ ‫انتهايئ من املدرسة‪.‬‬ ‫أي عمل عادي‪ .‬ف ّني كهرباء مثالً‪ .‬أو عامل لِحام‪ .‬أو‬ ‫ّ‬ ‫ميكانييك سيارات‪.‬‬ ‫ال أريد أن أقوم مبثل هذه األعامل‪ .‬أريد أن أصبح‬ ‫مثل زالتان‪.‬‬ ‫والدي كم هذا األمر مه ّم بالنسبة يل‪.‬‬ ‫وال يفهم‬ ‫ّ‬ ‫ال يفهامن أن األم َر حيا ٌة أو موت‪.‬‬ ‫أنا أجلس اآلن إىل طاولة الكتابة يف غرفتي وأحاول أن‬ ‫أدرس من أجل امتحان مادة التاريخ يف األسبوع القادم‪.‬‬ ‫تسري األمور كاملعتاد‪ .‬الكلامت تتداخل بعضها يف‬ ‫بعض‪ .‬وتتح ّول إىل كومة من الحروف املعقّدة‪.‬‬ ‫ينتابني صداع يف رأيس‪ .‬إحدى أخوايت تعزف عىل‬ ‫البيانو‪ .‬واألخرى تتد ّرب عىل الغناء‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫أضع س ّدادات يف أذ ّين‪ ،‬ولكن بال جدوى‪.‬‬ ‫أشعر بغضب شديد لدرجة أنني أريد أن أرضبهن‪.‬‬ ‫يسكُنت‪ .‬وأن أرضب حتى‬ ‫وأن أستمر يف الرضب حتى ْ‬ ‫تتوقّف الكلامت عن التداخل بعضها يف بعض‪ .‬وأرضب‬ ‫حتى ينتهي الغباء يف دماغي‪.‬‬ ‫وأن أرضب حتى ال أعود أسوأ من أختي الصغرى يف‬ ‫القراءة والكتابة‪.‬‬ ‫أرضب‪ .‬وأرضب‪ .‬وأرضب‪.‬‬ ‫يل‬ ‫أُغلق الكتاب بعنف وأضعه جانباً‪ .‬أعرف أنه يجب ع ّ‬ ‫أن أستم ّر يف الدراسة‪ .‬أعرف أن ذلك رضوري‪.‬‬ ‫كنت أريد أن تقبلني ثانوية كرة القدم‪ ،‬فيجب‬ ‫إن ُ‬ ‫يل أن أحصل عىل عالمات أفضل يف ع ّدة مواد‪،‬‬ ‫ع ّ‬ ‫كالتاريخ والديانة واللغة السويدية‪.‬‬ ‫وخصوصاً اللغة السويدية‪.‬‬ ‫اللعنة! كم أكره اللغة السويدية!‬

‫‪11‬‬

‫أخرج من البيت وأركض‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫العرق يتص ّبب مني‪ ،‬وقلبي يخفق بشدة‪ .‬ويهدأ‬ ‫غضبي شيئاً فشيئاً ‪...‬‬ ‫ير ّن الهاتف الج ّوال‪ .‬إنه صديقي أنطون‪.‬‬ ‫كان يلعب كرة القدم سابقاً‪ ،‬مع فريق الدرجة األعىل‬ ‫من فريقي‪ .‬كان العب خط الوسط‪ ،‬وكان ماهرا ً ح ّقاً‪.‬‬ ‫كنا نخرج معاً ونقيض أوقاتاً ممتعة‪.‬‬ ‫كنا نذهب إىل السينام‪ ،‬ونتف ّرج عىل مباريات كرة‬ ‫القدم يف التلفاز ويف امللعب‪.‬‬ ‫أنطون أيضاً كان يحلم أن يصري مثل زالتان‪ .‬ولكنه‬ ‫توقّف عن التدريب فجأة‪.‬‬ ‫انقطع عن الدراسة يف الثانوية‪ ،‬وغادر بيت والديه‪.‬‬ ‫مع أنه مل يبلغ من العمر سوى سبعة عرش عاماً‪ ،‬ومل‬ ‫يكن لديه عمل‪.‬‬ ‫عمر أنطون اآلن مثانية عرش عاماً‪ .‬وهو يسكن يف‬ ‫شقة ضخمة يف وسط املدينة‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫لديه سيارة فارهة‪ ،‬ويلبس أغىل املالبس واألحذية‬ ‫دامئاً‪ .‬ويرتدي ساعة يد يقول إنها كلفته أكرث من مئة‬ ‫ألف كرونة‪.‬‬ ‫ويضع طوقاً ذهبياً حول عنقه وخامتاً ذهبياً فخامً يف‬ ‫أصبعه‪.‬‬ ‫أنطون يتصل اآلن‪.‬‬ ‫– مرحباً‪ ،‬يقول أنطون‪ .‬كيف الحال؟‬ ‫– حسناً‪ ،‬أقول له‪.‬‬ ‫– ملاذا تلهث؟‬ ‫– أنا خارج البيت وأركض‪.‬‬ ‫– ملاذا تركض؟‬ ‫– ماذا تعني ملاذا أركض؟ يجب أن تكون لياقتي‬ ‫عالية‪ ،‬ال ب ّد أنك تفهم ذلك!‬ ‫– نعم‪ ،‬نعم‪ ،‬وملاذا هذا الغضب؟‬ ‫– هكذا ‪ ...‬أنت تعرف كيف هي الدراسة‪ ،‬كم هي‬ ‫ُمرهقة‪ ،‬أقول ذلك وأنا أتن ّهد‪.‬‬ ‫كنت ترغب يف‬ ‫كنت فقط أريد أن أعرف ما إذا َ‬ ‫– ُ‬ ‫الحضور إىل سهرة عندي يوم السبت‪ ،‬يقول أنطون‪.‬‬ ‫– ال أعرف ‪...‬‬ ‫‪13‬‬

‫أريد أن أذهب إىل سهرة أنطون‪ ،‬وال أريد أن أذهب‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫عاد ًة ما تكون سهراته ممتعة‪ .‬موسيقى جيدة‪.‬‬ ‫وفتيات جميالت‪ .‬ومرشوبات ُم ْس ِكرة‪.‬‬ ‫لقد َم َن َعنا املد ّرب من الحضور إىل التمرين إذا كنا‬ ‫تحت تأثري املرشوب من الليلة السابقة‪ .‬ولكن ميكنني‬ ‫يل ذلك‬ ‫أن أحتيس القليل من الرشاب بدون أن يبدو ع ّ‬ ‫ولست مضطرا ً للبقاء حتى آخر الليل‪.‬‬ ‫يف اليوم التايل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أستطيع أن أنىس كل يشء يف السهرة‪ .‬أنىس كل يشء‬ ‫مل يف املدرسة‪.‬‬ ‫ُم ّ‬ ‫أنىس التفكري يف كل الحروف املُرهقة‪.‬‬ ‫– حسناً‪ ،‬ولكني ال أستطيع البقاء طويالً‪ ،‬أقول له أخريا ً‪.‬‬ ‫– ال بأس‪ ،‬أنا أدرك ذلك‪ .‬تعال عند الساعة التاسعة‪.‬‬ ‫إىل اللقاء‪ ،‬زالتان!‬

‫‪14‬‬