74
�أنطون �سعادة
ضعف اإلدراك من نقص العقل ر�أينا يف ما تقدم من هذا البحث �أن مرمى التعاليم املناقبية امل�سيحية �أبعد كثرياً من احلد الذي يبلغه التفكري والتعليم االنحطاطيان العاجزان عن �إدراك قنن الف�ضائل ،ولذلك كان من ال�صعب على النفو�س القانعة بالتفكري والتعليم املذكورين �أن حتاول �إدراكه .وهذه ال�صعوبة مل يجدها �صاحب احلار�ضة يف تتبعه تعاليم امل�سيح فقط ،بل وجدها يف تتبعه تعاليم حممد �أي�ضاً .ولذلك �أغفل �إغفا ًال كلياً ذكر التعاليم الإ�سالمية التي ت�شرتك مع التعاليم امل�سيحية وتك ّون قنة الروحية الإ�سالمية ،ف�شواهده من احلديث النبوي كانت قليلة و�ضعيفة. والأرجح �أنه لي�س له ّاطالع يف هذا الباب الوا�سع� .أما القر�آن فقد �أغفله باملرة والأرجح �أنه يف هذا الباب �أحد الذين قال القر�آن فيهم�{ :أفال يتدبرون القر�آن �أم على قلوب �أقفالها} (حممد.)24 ، ولعل ما يهول ر�شيد اخلوري و�أمثاله ،الذين ف�سدت ن�ش�أتهم واختلطت مثالبهم مبناقبهم ف�إذا هي �شيء واحد ،من التعاليم امل�سيحية ت�شديد امل�سيح يف وجوب كبح جماح ال�شهوات احليوانية كما يف معاجلته حالة الطالق والزنى .فامل�سيح �أراد �أن ُيظهر للمجتمع وخامة عاقبة الظلم الذي ي�أتيه الأفراد والف�ساد الذي يقرتفونه ،مت�سرتين بحكم ال�شريعة القائلة �إنه ال ُجناح على من يط ّلق امر�أته ب�شرط �أن يعطيها كتاب الطالق .ف�صار الرجال امل�سرت�سلون �إىل ال�شهوات وغري العابئني بامل�ضار التي جتلبها �أعمالهم على املجتمع ي�ستهونون ظلم الن�ساء وتطليقهن لأي �سبب من الأ�سباب الب�سيطة ،فتت�أمل الن�ساء ويحدث من وراء ذلك تف�شي الفح�ش وتراخي الروابط العائلية التي هي �أ�سا�س املجتمع .فع ّلم امل�سيح بوجوب ترك تطليق