كتاب مآثر من سعاده (final)

Page 275

‫ً ّ ً‬ ‫ّ‬ ‫حينذاك منفرج ألاسارير ّ‬ ‫أشد حبورا وتألقا من أي وقت مض ى كأنه يتوقع‬ ‫بشرى بحدوث أمر عظيم أو ّ‬ ‫يعد نفسه للقيام بعمل جلل جدير بالغبطة‬ ‫والابتهاج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بعد هنيهة من صمت مباغت حامال في طياته غمار التساؤالت وغزارة‬ ‫التأمالت في البعيد البعيد بادر الصديق رفيق سيف الدين برصانة وانشراح‬ ‫إلى إعالن قناعته التامة بصحة املفهوم القومي الاجتماعي للعروبة الواقعية‬ ‫وصدق سائر املبادئ السورية القومية الاجتماعية وهو ّ‬ ‫يود آلان من أعماق‬ ‫يقينه هذا وبملء تح ّسسه باملسؤولية أن ينتسب إلى صفوف الحزب‬ ‫السوري القومي الاجتماعي مع أنه يشعر باأللم ّ‬ ‫يحز بنفسه لعدم وجود أمة‬ ‫عربية واحدة وهو يواجه الحقيقة السورية القومية الاجتماعية بمرارة‬ ‫موجعة ّ‬ ‫ألن هذه الحقيقة قد أسقطت اطمئنانه السابق إزاء ما كان يحسبه‬ ‫ً‬ ‫صوابا ويمأل قناعت ه خالل سنين عديدة قضاها أليف إيمان ونشاط لقضية‬ ‫ّ‬ ‫العروبة الواحدة لألمة الواحدة‪ّ .‬‬ ‫لكنه يسلم غير مكابر وال مرغم بالحقيقة‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫معتزا بينما يتقدم إلى اعتناقها عقيدة سورية‬ ‫الكلية ألاخيرة ويسير به ْديها‬ ‫قومية اجتماعية خالصة وبكل إخالص وكل عزيمة صادقة من أجل تحقيق‬ ‫ألامر الخطير الذي يساوي ّ‬ ‫كل وجودنا‪ .‬مضت سنوات على اعتناق الرفيق‬ ‫رفيق سيف الدين للعقيدة السورية القومية الاجتماعية ومن ثم ّأدى‬ ‫ضريبة الدم بأمانة الشهادة وزخم البطولة ّ‬ ‫املؤيدة بصحة العقيدة‪.‬‬

‫‪295‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.